‫الشبـــاب‪ 

   ‬‬
‫ّ‬ ‫عزوف‬
‫‪ ‬عن االنخراط في المجتمع المدني‬
‫وقضــايـا الشأن العام‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫‪ ‬المجتمع المدني هو الحياة االجتماعية المنظمة ال تي تمث ل المجتم ع‬
‫وتح اول ت أطيره م دنيّا عن طري ق الجمعي ات والمنظم ات ال تي تض من‬
‫دينامكي ة اقتص ادية وثقافي ة وسياس ية ق ادرة على الفع ل والنه وض‬
‫د‬
‫بالمجتمع ككل‪ ،‬والن الش باب هم طليعت ه وعم وده الفق ري‪ ،‬ك ان ال ب ّ‬
‫تأهيله للقيام بدور طالئعي في مجاالت متعددة ومختلفة للنهوض به‪.‬‬
‫إال أن الواقع يثبت عزوف الش باب عن االنخ راط في المجتم ع الم دني و‬
‫قض ايا الش أن الع ام ليخت ار االنع زال والبع د عن ك ل مع ترك اجتم اعي‬
‫وسياس ي م ا ي دعونا للتس اؤل‪،‬م ا هي أس باب ع زوف الش باب عن‬
‫االنخراط في المجتمع المدني وقضايا الشأن العام؟‬
‫م ا هي حل ول المجتم ع الم دني والطبق ة السياس ية لتوعي ة الش باب‬
‫بمسؤوليته ودفعه نحو الفعل والنشاط اليومي ؟‬
‫وما هي أهم الخطوات التي يجب إتباعها ؟‬
‫‪ )I‬األسبــاب‪:‬‬
‫م األس باب ال تي أبع دت الش باب عن النش اط االجتم اعي‬
‫إن من أه ّ‬
‫والسياسي‪:‬‬
‫*غياب "‪ "Le modèle‬النموذج الذي يمكن أن يحتذي به الشباب‪.‬‬
‫*احتكار المناصب والمسؤوليات من فئة معينة دون فئة أخرى م ا س بب‬
‫نوع من الشعور باالحتقار وزرع عدم الثقة بالنفس في الصفوف الشبابية‬
‫المتحمسة للتقديم والعطاء‪.‬‬
‫*إخماد الرأي اآلخر وغياب كل مقوم ات النق اش البن اء م ع ع دم التن ازل‬
‫عن فكرة واعتبارها حقيقة ال يمكن النقاش فيها ما جعل الش باب يبتع د‬
‫عن كل حلقات الحوار المنظمة من األطراف الجمعياتية والسياسية‪.‬‬
‫*البرامج الجمعياتية والحزبية المسقطة والوضعية التي ال تنب ع من رحم‬
‫الواقع الذي يعيشه الشباب‪.‬‬
‫لقد أض حى العم ل الجمعي اتي والح زبي ش يئا ص عبا ومعق دا بالنس بة‬
‫للشباب ولعبة خطرة ال تعكس تطلعاته وطموحاته‪.‬‬
‫من األسباب األخرى‪:‬‬
‫*اشتغال التنظيم ات الحزبي ة على المجتم ع الم دني لخدم ة مص الحها‬
‫السياسية وهو تكتيك أصبح يتبع من األحزاب غرضه استعمال المجتم ع‬
‫المدني كقاعدة ومحطة عبور لتحقيق المآرب والمصالح الضيقة‪.‬‬
‫*الوض ع االجتم اعي ال رث ال ذي جع ل الش باب ال يفك ر في المص لحة‬
‫العامة وأضحى غير قادر على التفكير إال في قوت يومه‪.‬‬
‫*توسيع هامش الخطاب ات المفرغ ة من بع دها ال واقعي ونش ر الثقاف ة‬
‫التقليدية الرجعية للكبار وفرضها على الشباب‪.‬‬
‫*تكريس عقلية رجعية عنصرية تؤدي إلى كوارث اجتماعية حقيقية مم ا‬
‫ال يتماشى مع طموحات وأفكار الشباب اليوم‪.‬‬
‫*الوسط العائلي كذلك له تأثيراته فالعائلة ال تي تض ع الح واجز والعوائ ق‬
‫دائما في وسط أبنائها ال يمكن أن تنتج شبابا قادرا على التفكير وتحمل‬
‫المسؤولية‪.‬‬
‫إن النظرة أحادية الج انب للعم ل السياس ي والمجتم ع الم دني وع دم‬
‫قبول االختالف يقلص كذلك من دور الشباب في الفع ل والنش اط الع ام‪،‬‬
‫هكذا يح دث إهم ال اإلب داع والخل ق ليص ل إلى ح د التحق ير والتبخيس‬
‫والتهميش والمحارب ة بك ل األش كال م ا يول د في الش باب االحتق ان‬
‫والكراهية لكل الناشطين اجتماعيا وسياسيا‪.‬‬
‫*انع دام الممارس ة العملي ة للجمعي ات واألح زاب فخطاباته ا ال تعكس‬
‫أفعالها ما جعلها تفقد مصداقيتها عند الشباب‪.‬‬
‫ل ما ذكرناه أدى إلى تقليص اهتمام الشباب بالمجتمع المدني وقضايا‬
‫ك ّ‬
‫الشأن العام وجعل الشباب يختار االبتعاد واالنعزال عن المجتمع المدني‬
‫والعمل السياسي‪.‬‬
‫فماهي الحلول والخط وات ال تي يجب إتباعه ا من النخب الش بابية في‬
‫أطرها السياسية والجمعياتية؟على اعتبار أن الشباب هو الوحيد القادرة‬
‫على حل كل مشاكله‪.‬‬
‫‪ )II‬الحلول والخطوات التي يجب اتبعها‪:‬‬
‫كل ما ذكرناه آنفا يدعونا ضرورة إليجاد حلول جذرية وإتباع خطوات دقيقة‬
‫وعلمية لح ل المش اكل أي أنن ا ب ايزاء مش روع جدي د يقط ع م ع أخط اء‬
‫الماضي ويؤسس لمستقبل شبابي زاهر لذلك كان لزاما علينا تأسيس‬
‫جمعيات ونوات ات ش بابية جدي دة تتب نى ه ذا المش روع وتس عى لح ل‬
‫مشكل عزوف الشباب عن النشاط العام سواء كان اجتماعيا أو سياسيا‬
‫‪.‬‬
‫إن ح ل ك ل مش كل يقتض ي دراس ته مي دانيا أوال وأهم آلي ة من آلي ات‬
‫"‬ ‫‪Le‬‬ ‫الدراس ة الميداني ة أو االس تطالعية هي "‪questionnaire‬‬
‫االستمارة‪.‬‬
‫من أهم م يزات االس تمارة أنه ا تمكنن ا من جم ع المعلوم ات ال تي‬
‫ستس اعدنا فيم ا بع د على إيج اد الحل ول وإتب اع خط وات معين ة في‬
‫استقطاب الشباب وحل مشكل اغترابه وعزلته عن النشاط‪.‬‬
‫قد ال تكفي االستمارة وح دها س نحتاج أيض ا إلى التك ثيف من حالق ات‬
‫الحوار وإفهام األسئلة المتواجدة في االستمارة‪.‬‬
‫ألهمي ة االس تمارة عملت وفري ق وح دة تنش يط األحي اء بم نزل جمي ل‬
‫على هيكلة استمارة قادرة على إفادتنا في خطوات العمل المقبلة قبل‬
‫عرضها سنعرض حلولنا وأهدافنا المستقبلية‪:‬‬
‫‪-‬تأسيس جمعيات ومنظمات شبابية جديدة تهدف إلى‪:‬‬
‫*العمل على اكتشاف المواهب الشبابية وتأطيرها‬
‫*االستماع إلى الشباب واحترام آرائهم‬
‫*التفكير في طرق عمل تعكس شخصية الشباب وطموحاتهم‬
‫*عقد ندوات فكرية وثقافية و ورشات عمل‬
‫*التواصل الميداني مع الشباب في مواقعه المختلفة‬
‫*تعزيز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم وهمومه وقضاياه‬
‫*طرح الرؤى والتصورات واألفكار والدفاع عنها بكل جرأة وحرية‬
‫*خلق الثقة في النفس‬
‫*توفير المرافق الشبابية وكل الوسائل المادية للشباب وعدم احتكارها‪.‬‬
‫*مساعدة الشباب للخ روج من الص عوبات ال تي يواجهونه ا س واء ك انت‬
‫شخصية أو في إطار النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫خـــــــــــــــاتمة‪:‬‬
 ‫المجتمع المدني والسياسي يجب أن يك ون حرك ة تجديدي ة ديناميكي ة‬
‫تتجدد بتجدد الواقع وعقلية الشباب لذلك كان ال بد توفير بديل جمعياتي‬
‫قادر على استيعاب تطلعات الشباب وميوالته ‪                           .‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪                                                    ‬‬
‫عمر بلخشين ‪     ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يساهم المجتمع المدني يوميا في تعزيز وحماي ة وتحس ين حق وق اإلنس ان في ك ل‬

‫أنحاء العالم‪ .‬ومهما اختلفت تسميتهم –الم دافعون عن حق وق اإلنس ان‪ ،‬المنظم ات‬
‫غ ير الحكومي ة لحق وق اإلنس ان‪ ،‬نقاب ات المح امين‪ ،‬الن وادي الطالبي ة‪ ،‬نقاب ات‬
‫العمال‪ ،‬المعاهد الجامعية‪ ،‬الم دونين أو الجمعي ات الخيري ة ال تي تعم ل م ع فئ ات‬
‫عرضة للتمييز – فإن العناصر الفاعلة في المجتم ع الم دني تعم ل ألج ل مس تقبل‬
‫أفض ل وتتش ارك في أه داف عام ة لتحقي ق العدال ة والمس اواة واح ترام الكرام ة‬
‫انية‪.‬‬ ‫اإلنس‬

‫تقوم العناصر الفاعلة في المجتمع المدني بتأدية عمله ا في مج ال حق وق اإلنس ان‬

‫عبر طرق عدة‪ :‬كحمل هموم المواطنين وال رأي الع ام؛ العم ل على رأب الص دع‬
‫في المجتمع ات ال تي تع اني من الص راعات؛ ال دفاع عن الفئ ات ال تي تع اني من‬
‫التمي يز أو الحرم ان؛ تب ادل المعلوم ات؛ مناص رة ومراقب ة تنفي ذ مع ايير حق وق‬
‫اإلنسان؛ التبليغ عن أي انتهاكات تتعل ق به ذا الموض وع؛ مس اعدة ودعم ض حايا‬
‫االنتهاكات؛ إطالق حمالت من أجل تطوير معايير جديدة لحقوق اإلنسان؛ وتق ديم‬
‫المشورة بشأن السياسات لدفع جدول األعمال الخاص بحقوق اإلنسان؛ والمساهمة‬
‫في توفير نظام حماية فعال على الصعيد الوطني وتقديم التدريب في ه ذا المج ال‪.‬‬

‫إن تعاون مكتب المفوضية السامية لحقوق اإلنس ان م ع المجتم ع الم دني ال ي زال‬
‫يمثل أولوية إستراتيجية للمكتب ألنه يدعم أهدافنا المشتركة ويس اعد على معالج ة‬
‫اهتماماتن ا المتبادل ة وي دعم مهم ة المكتب ومبادرات ه في مج ال حق وق اإلنس ان‪.‬‬

‫إن المجتم ع الم دني الحي وي والمتن وع والمس تقل‪ ،‬والق ادر على العم ل بحري ة‪،‬‬
‫والمنوط بالمعرفة والمهارة في مجال حقوق اإلنسان هو عنصر أساسي في ت أمين‬
‫الم‪.‬‬ ‫اطق الع‬ ‫ة من‬ ‫ان في كاف‬ ‫وق اإلنس‬ ‫تدامة لحق‬ ‫ة مس‬ ‫حماي‬

‫ولقد تم َتكريس مكتب المفوض السامي لحقوق اإلنسان لبن اء المعرف ة والمه ارات‬
‫المتصلة بالمعايير الدولية لحقوق اإلنسان في أوساط العناصر الفاعلة في المجتم ع‬
‫الم دني ولتعزي ز مش اركة المجتم ع الم دني في عملي ات ص نع الق رار‪.‬‬

‫و تم تك ريس المكتب أيض ا لحماي ة فض اء المجتم ع الم دني‪ .‬وتتحم ل ال دول‬

‫المسؤولية الرئيسية عن حماية العناصر الفاعل ة في المجتم ع الم دني‪ ،‬لكن عن دما‬
‫يك ون فض اؤهم أو هم أنفس هم‪ ،‬عرض ة للخط ر نتيج ة لعملهم من أج ل النه وض‬
‫بحقوق اإلنس ان‪ ،‬ويتحم ل مجتم ع ال دولي‪ ،‬بم ا في ذل ك مكتب المف وض الس امي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬مسؤولية مشتركة لتوفير الدعم والحماية لهم‬