Professional Documents
Culture Documents
ظاهرة العنف المدرسي أسباب وعلاجات
ظاهرة العنف المدرسي أسباب وعلاجات
تعتبر المدرسة إحدى أدوات المجتمع التي تحقق أهدافه التربوي ة من خالل جمي ع الع ادات الس لوكية ال تي
تؤمن للتالميذ النمو الس ليم والمتكام ل الى ج انب اإلع داد والتكي ف للمس تقبل بع د الحص ول على النج اح
واالنخراط في مؤسسات الدولة او مزاولة النشاط االقتصادي ويتعدى األمر الى أكثر من ذلك في كثير من
األحيان بحيث يتشكل من خالل التعليم ابرز مالمح المجتمع وتتحدد مكانته في الس لم الحض اري .ل ذا على
المدرسة تحقيق جميع ذلك من خالل وسائل وفلسفة تربوية قائمة على أسس معرفية تقوم الجهات التربوي ة
المختصة بتحديدها .
العنف المدرسي
لقد اخذ مفهوم العنف الكثير من وقتنا وأصبح جزءاً من واقعنا المعاش واقتحم مجال سمعنا وإبصارنا لي ل
نهار ونسمع في كل يوم العنف األسري والعنف ضد المرأة والعنف الديني والعنف المدرس ي وغيره ا من
مصطلحات تحت نفس المفهوم .لذا يمكن السؤال هنا :ه ل العن ف المدرس ي والمتمث ل ب(العن ف من قب ل
المعلمين تجاه التالمي ذ او من قب ل التالمي ذ تج اه المعلمين او من قب ل التالمي ذ تج اه بعض هم البعض) هي
إحدى الوسائل ضمن الفلسفة التربوي التي من خاللها يمكن بناء الجيل الجديد؟ ان مفهوم العنف ه و عكس
مفهوم التربية وذلك الن التربية هي بناء اإلنس ان وتك وين مالمح ه النفس ية وكس به الثق ة ب النفس وتك وين
مفه وم ايج ابي تج اه ال ذات واتج اه اآلخ رين .ام ا العن ف فمن تعاريفه-:
كما عرف في النظريات المختلفة :ه و ك ل تص رف ي ؤدي إلى إلح اق األذى ب اآلخرين ،ق د يك ون األذى
جسميا ً أو نفسيا .فالسخرية واالستهزاء من الف رد وف رض اآلراء ب القوة وإس ماع الكلم ات البذيئ ة جميعه ا
أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.
لقد أصبحت مدارسنا تنوء بأعباء كثيرة يعرفها الجميع ولكن الوقوف واتخذ موقف المستسلم من االنه زام
وليس من حكم الطبيع ة البش رية والتفاع ل فيم ا بين البش ر من واجب ات اإلنس ان المس لم أوال وج زء من
الشعور بالمسؤولية اتجاه الفرد والمجتمع ثاني ا ً ،ل ذا ومن خالل معايش تي الي ومي للواق ع ال تربوي ك وني
تربوي ومن خالل الواجب الملقى على عاتقي وشعوري ب أن الجي ل الجدي د اخ ذ يتج ه نح و انحراف ات لم
نكون نسمع بها سابقا ً فاالعتداء من قبل طالب على مدرس او طعن طالب لزميل له بس كين أثن اء مش اجرة
او إدخال مسدس بحقيبة مدرسية الى الصف كل هذا كانت ضربا ً من الخيال س ابقا ً ولكنه ا أص بحت أم ور
مألوفة في وقتنا الحاضر ،صحيح أنها لم تصبح ظاهرة ،ولكن هناك حاالت متعددة حدثت في مدارسنا البد
من دراستها وطرح أسباب حدوثها ووضع العالج لها حتى ال تتكرر مثل هذه الحوادث.
اهمية المشكلة:
إن المساهمة في حل هذه المشكلة ستدفع نحو تط وير العملي ة التعليمي ة في بالدن ا ,ذل ك إن القض اء على
العنف داخل أروقة المدرسة سيؤدي إلى انصراف الطلب ة والمعلمين وم ديري الم دارس والمس ؤولين إلى
تجويد تلك العملية وسيعطي مجاال الزدهار التربية والتعليم ,وفي مج االت المجتم ع الم دني المنش ود .إن
خلق مدرسة تقوم على الالعنف يعني في نهاية المط اف خل ق ش خص يح ترم اإلنس ان وحقوق ه ،فاله دف
األساسي من التربية هو تحقيق النمو والتكامل واالزدهار.هناك طوقا تربويا على األقل نحو تفعيل التربي ة
وعصرنتها وبث مفاهيم ديمقراطية في العملية التعليمية,ومن هذه المفاهيم إقامة عالق ة إنس انية بين أرك ان
التعليم خصوصا بين المعلم والطالب واستالم ذل ك طلب ال وزارة ص راحة بع دم اس تخدام أس اليب العن ف
المادي واللفظي تجاه الطلبة ,باإلضافة لنشر المئات من المرشدين ال تربوين في الم دارس لتوجي ه س لوك
الطلبة وفهم مستوياتهم وحل مشاكلهم بأساليب تربوية حديثة بعيدا عن األساليب القديم ة ،ومع نى ذل ك إن
راس الهرم التربوي والمتمثل بوزارة التربية يتفق مع الالعنف في المدارس ,لكن المشكلة تظل كامنة في
الطالب والمعلم والمدير كونهم مواطنين مازالوا يتأثرون ب المجتمع ال ذي يعيش ون في ه كم ا يق ول الب احث
الدكتور علي وطفة(بعض المعلمين وبتأثير من خلفياتهم الثقافي ة التربوي ة يلجئ ون إلى أس لوب العن ف في
باب التالية) : ك لألس ذ وذل ع التالمي املهم م تع
-11بعض المعلمين ينتم ون إلى أوس اط اجتماعي ة تعتم د التس لط واإلك راه في التربي ة وهم في المدرس ة
يعكسون حالتهم هذه.
-22بعض المربين لم تسنح لهم فرص الحصول على تأهي ل ترب وي مناس ب ,أي منهم ليت ابعوا تحص يلهم
العلمي ,فهم بذلك ال يملكون وعيا تربويا بطرق التعام ل م ع األطف ال وفق ا للنظري ات التربوي ة الحديثة .
-3المعلم بشكل عام يعيش ظروف اجتماعي ة تتم يز بالص عوبة الحياتي ة ,إض افة إلى الهم وم والمش كالت
اليومية التي تجعله غير قادر على التحكم بالعملية التربوية ,إذ يتعرض لالس تثارة الس ريعة واالنفج ارات
العصبية أمام التالميذ
-44إن الفك رة الس ائدة س ابقا إن المعلم المتس لط ه و ال ذي يتحق ق لدي ه مس توى الكف اءة العلمي ة التربوي ة
معا.ولكن هذه النظرية أثبتت خطاها فان المعلم الديمقراطي ه و المعلم المتمكن المؤه ل وه و وح ده ال ذي
يس تطيع أن يعتم د على الح وار الموض وعي في توجي ه طالب ه وتعليمهم ,دون اللج وء إلى العنف.
-5المعلم الذي يستخدم االس تهجان والتبخيس والكلم ات النابي ة ألن ه يك رس العن ف ويش وه البني ة النفس ية
الب , للط
والمدرسة عندما تتبع هذه األساليب من عنف وإكراه وإحباط إزاء التالميذ تك ون بمنزل ة مؤسس ة لت دمير
األجيال وإخفاقهم في كل المجاالت هناك عدة نصوص سواء في مجال اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أو
اتفاقية حقوق الطفل أو نصوص منظمة العمل الدولية,إضافة إلى التشريعات العربية المحلية تنادي بحق وق
الطفل ,ولكن العمل ال يكون في مجرد إصدار القوانين مهما كانت عادلة وسامية ,الحل هو تطبيق المجتمع
لها ومن ج انب اخ ر يمكن إض افة ه ذه األس باب وال تي تعت بر أيض ا من األم ور ال تي ت ؤدي الى العن ف
المدرسي:
11ـ المراهقة ال تي لم تس ع األس رة ،بالدرج ة األولى إلى ته ذيبها أو تثقيفه ا حيث يتغلب الج انب ال واعي
اإلنساني لدى المراهق على جانبه الغريزي الحيواني ،ففي حاالت اجتماعية معينة يحاول الشاب المراه ق
فيه ا ان يظه ر عالم ات ش بابه أو رجولت ه ويع بر عنه ا ب التمرد على اآلخ رين والخ روج عن تعليم اتهم
اتذته في المدرسة. ؤالء أس ةه اداتهم وفي مقدم وإرش
22ـ األسرة هي المؤسسة االجتماعية األولى التي تضع حجر األساس الذي سيبني عليه اإلنس ان فيم ا بع د
سلوكه االجتماعي داخ ل األس رة وخارجه ا .وبالنتيج ة ف إن األس ر ال تي يس ودها س لوك العن ف والش غب
والفوضى والعادات السيئة األخرى ،س واء فيم ا بين األب وين أو بينهم ا وبين أبنائهم ا ،هي من المص ادر،
وبالت الي األس باب الرئيس ية لظ اهرة س لوك بعض طلب ة الم دارس على ه ذا النح و االجتم اعي الس لبي
ير . والخط
33ـ سلوك العنف واإلكراه سواء داخل المجتمع الواحد أو فيم ا بين المجتمع ات من ال دوافع الك برى ال تي
تدفع الطلبة إلى سلوك المس لك نفس ه وال يك اد المراه ق ال ذي يمي ل إلى تقلي د أو محاك اة ه ذا الس لوك أن
يكتشف حقيقة سلوكه السيئ والخاطئ حتى يكون قد بات عادة يصعب عليه التخلص أو التملص منها فيم ا
بعد .
44ـ األفالم البوليسية ورياضات العنف وإثارة القوة ،تلك التي تعنى به ا التلفزي ون في بل دان عدي دة وتبث
عبر الفضاء إلى أرجاء العالم كلها ،هي من األسباب المهمة لظاهرة العنف ،ليس في مدارسنا فحسب وإنما
في م دارس العدي د من البل دان األخ رى ،بم ا فيه ا بعض البل دان المتقدم ة علمي ا وص ناعيا .
55ـ مظاهر العنف التي يتميز بها سلوك بعض الطلبة في مدارسنا هي إحدى التعبيرات الحقيقة عن فائض
النشاط وتسارع نمو القوة الفيزيولوجيه أو البيولوجيه لدى الطالب المراهق ،فإن ع دم تفري غ ه ذا الف ائض
وترويض هذا النمو هو سبب آخر ال يقل أهمية عن سابقيه من أسباب ظاهرة الشغب لدى ه ؤالء الطالب.
وبالفعل لقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن قل ه الن وادي والمراك ز الش بابية هي من
األمور المسئولة إلى حد كبير عن مظاهر عرض القوة والفوضى التي يتظاهر بها الط الب المراه ق أم ام
رى . اكن أخ رين في أم ام اآلخ ة وأم تاذه في المدرس أس
م اذا عن التط بيق ؟ م اذا عن وض ع التلمي ذ الحقيقي ؟!وم ا ه و الب ديل ؟!
ديل الب
إذا اإلنسان يتميز بالقدرة غير المحدودة في تكيفه مع البيئة وفي تكييف البيئة لحاجاته ،وان خروج الطف ل
عن األنظمة المدرسية له أسباب يجب أن نبحث عنها في إطار الوسط الذي يعيش فيه التلميذ واألسرة التي
ينتمي إليها .وتوج د أس اليب متع ددة ومتنوع ة ج دا يمكن اس تخدامها في معالج ة ه ذه الظ اهرة القلي ل من
االحترام والتفهم يجعلنا قادرين على احتواء مظاهر العنف ,وفي كل األحوال فان العن ف واإلك راه عملي ة
تخدير مؤقت وليس حال جذريا ,الن الطفل الذي كبح جماحه بالقوة سيعود إلى مخالفة النظام كلم ا س نحت
له الفرصة .
اآلثار المترتبة على سلوك العنف في المدارس :
أوال المجال النفسي السلوكي :
-11العنف فلكل فعل رد فعل ويكون ذلك إما بالعنف على مصدر العن ف نفس ه أو على طف ل أخ ر أو في
صورة تحطيم األثاث المدرسي .
-2الكذب :حيث يميل الطالب للكذب كهروب من موقف التعنيف
-3المخاوف :الخوف من المعلم ،الخوف من المدرسة ،مخاوف ليلية .
-4العصبية والتوتر الزائد الناتج عن عدم إحساسه باألمان النفسي .
-5تشتت االنتباه وعدم القدرة على التركيز .
-66اللجوء إلي الحيل الالشعورية ،مثل التمارض والصداع والمغص لرغبت ه في ع دم ال ذهاب للمدرسة
ارة . ير س برات غ ا بخ الرتباطه
رين . اه اآلخ ذات وتج اه ال لبي تج وم س وين مفه تك -7
-8العدي د من المش كالت :التب ول الال إداري – االنط واء – مش اعر إكتئابي ة – ا .
ثانيا المجال التعليمي :
.1تدني مستوى التحصيل الدراسي
.2الهروب من المدرسة
.3التأخر عن المدرسة
.4التسرب الدراسي
.5كراهية المدرسة والمعلمين وكل ما له عالقة بالعملية التعليمية .
.6تهديد األمن النفسي للطفل يؤدي إلي القضاء على فرصة التفكير الحر والعمل الخالق .
كيفية الحد من ظاهرة العنف المدرسي :
-1 العم ل على الج انب الوق ائي بحيث يتم مكافح ة العوام ل المس ببة للعن ف وال تي من أهمها :
ذ العنف . امح ونب ة التس ر ثقاف نش -2
-3نشر ثقاف ة حق وق اإلنس ان وليكن ش عارنا التعلم لحق وق اإلنس ان وليس تعليم حق وق اإلنس ان.
-44عمل ورشات ولقاءت لألمهات واألباء لبيان أساليب ووسائل التنشئة السليمة التي ترك ز علي
منح الطفل مساحة من حرية التفكير وإبداء ال رأي والترك يز على الج وانب اإليجابي ة في شخص ية
اليب التعزيز . تخدام أس ل واس الطف
-55عمل ورشات عمل للمعلمين يتم من خاللها مناقشة الخص ائص النمائي ة لك ل مرحل ة عمري ة
ل مرحلة . ة لك ية واالجتماعي الب النفس والمط
-66إس تخدام مه ارات التواص ل الفعال ة القائم ة علي الج انب اإلنس اني وال تي من أهمه ا حس ن
ام . اطف واالهتم ار التع غاء وإظه تماع واإلص االس
-7إتاحة مساحة من الوقت لجعل الطالب يمارس العديد من األنشطة الرياضية والهوايات المختلفة
.
من هن ا ال انخ رط ض من ص فوف المتش ائمين لمس تقبل الط الب الع راقي ب ل أق ف موجه ا ً ت ارة
وموضحا ً لزمالئي المدرسين والتربويين تارة اخرى ان الطالب في زمن السبعينات كان بعي داً عن
العالم وعن تقنيات العصر اما طالبنا اليوم فهو متأثر الى حد كبير بمحيطه الخ ارجي ويظه ر ذل ك
جليا ً في ملبسه وتصرفاتها وبدورنا يجب ان نعكس حالة التأثر ه ذه كي نبرزه ا في ج وانب حيات ه
األخرى العلمية والثقافية وح تى في جوانب ه النفس ية اذا يجب نك ون متش اركين ومتع اونين هيئ ات
تربوية وتربويين وأولياء امور وتالميذ(طلبة) من اجل الوصل الى تحقيق اهداف التربية الص الحة
وتنشئة جيل يفتخر بنا كمربين.
المصادر
-1صالح محسن ( ، ) 2006العق اب أس باب وآث ار وحل ول إجرائي ة ،قس م التوجي ه واإلرش اد ،وكال ة
وث الدولية الغ
-22يحي حجازي ( ب ت ) المساعد في التعامل مع العنف المدرسي وح ل الص راعات ،مرك زا لش رق
األوسط للديمقراطية والالعنف ،بيت حنينا ،القدس .
Mizoo Tanger
2013/08/05 - 12:44معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة أضف رد
سريع بإقتباس لهذا الرد
هذه أسباب العنف المدرسي ...وهذه أشكاله
انعدام االحساس باالنتماء للمؤسسة التربوية وفقدان الشعورباحترام الذات والظ روف االجتماعي ة
واالقتصادية للعائل ة وبالت الي للمحي ط ال ذي يعيش في ه الطف ل هي اهم العوام ل المولّ دة للس لوك الع نيف
للتلميذ.
هذا ما اكده اغلب المتدخلين خالل المائدة المستديرة ال تي نظمته ا «الص حافة »ح ول العن ف في الوس ط
المدرسي.
وهذه العوامل التي تشكل خلفية لظاهرة العنف المدرسي باشكاله المتنوعة يسعي كل طرف لتحديد طرق
التعامل معها للحد من الظاهرة وحماية التلميذ باالساس ،هذا التلميذ الذي قد ال يعي الخطورة ال تي تخ رب
النواة االكثر اهمية في المدارس،وهي المؤسسة التربوية ومدى تأثير ذلك على مستقبل جيل باكمل ه وربم ا
ال قادمة. اجي
الش)))))))))))))))اذلي ال)))))))))))))))رحيمي (مستش)))))))))))))))ار في االعالم المدرس)))))))))))))))ي والج)))))))))))))))امعي)
عوام)))))))))ل مجتمعي)))))))))ة..ونفس)))))))))ية..تولّ)))))))))د االحب)))))))))اط وتولّ)))))))))د الس)))))))))لوك الع)))))))))نيف
في البداية أشير الى بروز شكل خطير من العن ف ال ذي يم ارس داخ ل الوس ط المدرس ي أال وه و العن ف
السياسي والعقائدي وااليديولوجي الذي بدأ يتفاقم في االونة االخيرة خاصة بعد زيارة «الدعاة» الى تونس
الذين غ ذ ّوا الظ اهرة وأججوه ا ،وهن ا اس وق مث ال زي ارة الداعي ة وج دي غ نيم الى المدرس ة االعدادي ة
بالكبارية حيث حدثت مشادات بين انصاره ومعارضيه امام اعين التالميذ وهو ما أعتبره اختراقا لحرمات
المؤسس ة التربوي ة وتهدي دا الس تقالليتها وأله دافها التنش ئية والتربوي ة ألج ل حس ابات ض يقة تن أى عن
ة العامة. لحة التعليمي المص
أسباب تفشي العنف
يمكن تبويب اسباب تفشي ظاهرة العنف في االوساط المدرسية الى ثالث ة مس تويات وهي العوام ل
االسرية والمجتمعية والنفسية ،فبالنسبة الى العامل االول فيتمثل خاصة في اس اليب التنش ئة الخاطئ ة ال تي
تقوم على القسوة واالهمال والرفض العاطفي والتفرقة في المعاملة بين االبن اء وتمجي د س لوك العن ف من
خالل استحسانه والقمع الفكري لألطفال من خالل التربية القائمة على العيب والحالل والحرام دون تق ديم
ذلك. ير ل تفس
من العوامل األسرية كذلك فقدان الحنان نتيج ة الطالق او فق دان اح د الوال دين والش عور بع دم االس تقرار
األسري نتيجة لكثرة المشادات والمشاجرات بين الوال دين والتهدي د ب الطالق ،باالض افة الى ذل ك نج د ان
تدني المستوى االقتصادي لألس رة وك ثرة ع دد افراده ا يجعله ا غ ير ق ادرة على اش باع حاجي ات ابنائه ا
ق بها. كني الئ طس ير محي ة وتوف المادي
اما االسباب المجتمعية فتتمثل خاصة في ثقافة المجتمع من مثل وقيم وأساليب الحي اة وط رق التفك ير وفي
اط .. ة باالحب اطق المحروم بون الى المن عر المنتس ر حيث يش التهميش والفق
ومن االسباب ايضا ان المناخ المجتمعي الذي ينعدم فيه االس تقرار واالطمئن ان والعدال ة والمس اواة يك ون
ارضية رخوة وهشة لتأجج ظاهرة العنف ،كذلك نفس الشيء بالنس بة الى من اخ سياس ي مض طرب يغلب
تقبل. ا للمس وح الرؤي دم وض هع علي
وتتلخص االسباب النفسية في االحباط والحرمان نتيجة عدم اشباع الحاجات والصدمات النفسية والكوارث
واألزمات خاصة عندما ال يتوفّر الدعم النفسي واالجتماعي للتخفيف من االثار المترتب ة عن ف ترة م ا بع د
ورة... دمة او الث ة او الص االزم
ومن االسباب النفسية ايضا ان تعرض الفرد للعنف يولّد بدوره العنف وحب الظهور في مرحل ة المراهق ة
وتأكيد الذات بأسلوب خاطئ (كأن العنف معي ار للرجول ة والهيمن ة) باالض افة الى مش كلة اوق ات الف راغ
وعدم وجود االنشطة والبدائل التي يمكن عن طريقها تصريف الطاقة الزائدة وع دم الق درة على الس يطرة
االغتراب. عور ب عبة والش ف الص ة في المواق دوافع خاص على ال
وتنضاف الى اسباب تفشي العنف في الوس ط المدرس ي وس ائل االعالم وألع اب االطف ال واالنترن ات من
خالل البرامج المعروضة على شاشات التلفزيون المشحونة بعناصر االبهار والسرعة والحركة والجاذبي ة
التي يقوم الطفل بتمثلها وحفظها في مخزونه الفكري والس يكولوجي ،كم ا ان مسلس الت االطف ال تحت وي
وة. يطرة والق دوان والس ل والع اهيم القت رّس مف اظ تك اهد وألف على مش
أشكال العنف المدرسي
يظهر العنف المدرسي في أربعة اشكال ،شكله االول من تلميذ على تلميذ ،من خالل الض رب بالي د
او بالدفع او بأداة او بالقدم ،وهنا عادة ما يكون التلميذ المعتدي عليه ضعيفا ال يقدر على المواجه ة خاص ة
اذا تهجم علي ه اك ثر من طف ل ،او من خالل التخوي ف عن طري ق التهدي د بالض رب المباش ر او التهدي د
بمجموعة من االصدقاء او االقارب او التحقير من الشأن كأن يكون التلميذ غريبا عن المنطق ة او ض عيف
الجسم او يعاني من مرض او اعاقة او نتيجة للسمعة الس يئة ألح د األق ارب..باالض افة الى الس بّ والش تم
الطول او القصر. مك ة بالجس ا عالق ة له اب معين والنعت بألق
والشكل الثاني هو من تلميذ على تجهيزات مدرسية مثل تكسير الشبابيك واالبواب ومقاعد الدراسة والحفر
والكتابة على الجدران وتميزق الكتب وتكسير وتخريب دورات المياه وتمزيق الصور والوس ائل التعليمي ة
تائر. والس
والشكل الثالث هو من تلميذ على مدرس او اداري كتحطيم او تخريب وسائل وأمتعة خاص ة بالم درس او
تم. ر والش داء المباش د واالعت د والتوع دير والتهدي الم
اما الشكل األخير فهو من مدرس او اداري على تلميذ ويتمثل في العق اب الجم اعي واالس تهزاء بتلمي ذ او
بمجموعة من التالميذ واالضطهاد والتفرقة في المعاملة وعدم السماح بمخالفته الرأي حتى ولو كان التلميذ
على صواب باالضافة الى التهميش والتجهم والنظرة القاسية والتهديد المادي او بالرسوب واش عار التلمي ذ
دائم. ل ال بالفش
مخلّفات العنف واثاره
للعنف المدرسي اثار جانبية تظهر على مستويين :على المستوى النفسي الس لوكي وعلى المس توى
التعليمي ،ففي ما يخص الجانب االول فإن العنف يولّد العنف على اعتبار ان لكل فعل ر ّد فعل ويكون ذل ك
بالعنف على مص در العن ف أو على تلمي ذ آخ ر أو في ش كل تحطيم تجه يزات المدرس ة ،من آث اره أيض ا
المخاوف إما من المعلم أو من المدرسة أو مخاوف ليلية تراوده أثناء النوم باالضافة إلى الكذب حيث يميل
التلميذ للكذب ،كهروب من موقف التعنيف ،والعصبية والتوتر الزائد نتيجة عدم اإلحساس باألمان النفس ي
وتشتت اإلنتباه وعدم القدرة على التركيز واللجوء إلى الحيل الالشعورية مثل التمارض والصداع والرغبة
في عدم الذهاب إلى المدرسة ونتيجة ك ّل ذلك العكسية هي تكوين مفهوم سلبي تجاه ال ذات واالخ رين ومن
أة... اب والتأت واء واإلكتئ ّول الالإرادي واإلنط ا التب ية أيض اكل النفس المش
أما على المستوى التعليمي فتبرز آثار العن ف من خالل ت دني مس توى التحص يل الدراس ي واله روب من
ة التعليمية. ة بالعملي ه عالق ال لم ين وك ة والمدرس المدرس
كم ا أن تهدي د األمن النفس ي للطف ل ي ؤدي حتم ا إلى عطي ل التفك ير الح ّر والعم ل الخالّق.
الحلول المقترحة
بالنسبة إلى الحلول التي نراها كفيلة بمقاومة ظاهرة العن ف المدرس ي ف ترتكز على ج انبين مهمين
انب العالجي. يرا والج ه كث د علي ذي نؤك ائي ال انب الوق ا الج وهم
وقائيا نشير إلى ضرورة نشر ثقافة التسامح وثقافة حقوق اإلنسان وتنظيم ورشات ولقاءات لألولياء لتفسير
وسائل وأساليب التنشئة السليمة والسيما منح التلميذ مساحة من حرّية التفكير وإبداء ال رأي والترك يز على
الجوانب اإليجابية في شخصيته واستخدام أساليب العزيز والمكافأة كما نؤكد على أهمية التشخيص المبك ر
لالطفال والتالميذ المراهقين الذين يعانون من ظروف معينة قد تدفعهم إلى اتب اع أس اليب وس لوكات غ ير
ّوية. س
اضافة إلى ذلك ضرورة تنمية الجانب القيمي لدى التالميذ وإتاحة الفرص لهم لممارسة العديد من االنشطة
الفكرية والرياضية والهوايات المختلفة وتنظيم حلق ات تكويني ة وورش ات عم ل للمدرّس ين يتم من خالله ا
مناقشة خصائص ك ّل مرحلة عمرية والمتطلبات النفسية واإلجتماعية له ا م ع ض رورة اس تخدام مه ارات
ام. اطف وإهتم غاء وتع ل من إص التواص
وبخصوص الجانب العالجي فيتمثل في ضرورة استخدام أساليب تع ديل الس لوك وتف ادي اللج وء للعق اب
وإستخدام األساليب المعرفية والذهنية واإلنفعالية والسلوكية لتخفيف العنف مثل معرفة أثر النتائج المترتبة
عن سلوك العنف (تدريب التلميذ على مهارات ح ّل المش اكل) وتعليم التالمي ذ ط رق ض بط ال ذات وتنمي ة
المه ارات اإلجتماعي ة في التعام ل م ع اآلخ رين وتع ديل المف اهيم والتص ورات الخاطئ ة عن د بعض هم
بخص وص الرجول ة والهيمن ة وتفعي ل دور جمعي ات أولي اء التالمي ذ وال دوريات والمجالت المدرس ية
واإلذاعة المدرسية وتأسيس منابر للحوار فاعلة داخل المدرسة وتنظيم منتديات وطنية للحوار بين التالميذ
تجذر الهوية الوطنية وتعزز اإلنتماء للوطن وترسخ قيم المواطنة والتربية على حقوق اإلنسان إض افة إلى
ض رورة اح داث ش بكات للتواص ل بين مختل ف األط راف المتدخل ة في العملي ة التربوية.
وفي هذا الجانب أدعو إلى أهمية تفعيل العمل باألمر المنظم للحياة المدرسية (أمر عدد 2437لسنة 2004
المؤرخ في 19أكتوبر )2004خاصة في فصله الخامس الذي ينصّ على مش اركة التالمي ذ ع بر ممثليهم
في وض ع خط ة تط وير الحي اة المدرس ية وفي فص له الس ابع ال ذي يؤك د على أهمي ة األنش طة المرافق ة
للمدرسة (أنشطة مدنية وميدانية وثقافي ة وترفيهي ة) وفي فص له الث الث كهيك ل استش اري يض ع مش روع
اء. د اإلقتض ه عن ه ويع ّدل ة ويقيّم المدرس
وكذلك ضرورة تفعيل دور المجلس البيداغوجي للمدرسين كهيكل استشاري يع نى بالمس ائل ذات الص بغة
البيداغوجية على مستوى التصور ومتابعة اإلنج از والتق ييم (الفص ل )12وبعث خلي ة التوفي ق المدرس ية
(الفصل )26التي يتمثل دورها في التوسط لح ّل المشكالت التي تطرأ في الحياة المدرس ية بالحس نى .كم ا
ينص هذا األمر في فص له الثالثين على ض رورة أن ينظم خالل األس بوع األول من الس نة الدراس ية ي وم
مفتوح لفائدة التالميذ الجدد لمساعدتهم على اإلندماج في الوسط المدرسي مع الحرص على تمكين أوليائهم
أن تخص ص الحص ة كذلك من التع ّرف على المؤسسة التربوي ة والمدرس ين لتحقي ق التواص ل بينهم على ّ
االولى من السنة الدراسية لتقديم النظام الداخلي للمؤسسة والتحاور مع التالميذ حول ما يتضمنه هذا النظام
من قواعد ومبادئ خاصة تلك التي تتعلق بالعيش معا وتخصصّ كل ثالثية ساعة أو أكثر إن لزم األمر في
المدارس اإلعدادية والمعاهد للحوار مع التالمي ذ واإلص غاء لش واغلهم واقتراح اتهم في المس ائل المتعلق ة
بالحي اة المدرس ية ويت ولى أس تاذ من أس اتذة القس م إدارة الح وار م ع التالمي ذ في ك ل فص ل على ح دة.
و العنف المدرسي مظهر من مظ اهر العن ف وص ورة من ص وره المتع ددة ،وه و عب ارة عن ممارس ات
نفسية أو بدنية أو مادية يمارسها أحد أطراف المنظوم ة التربوي ة وت ؤدي إلى إلح اق الض رر ب المتعلم،أو
ا. ة ذاته المعلم أو بالمدرس ب
وإذا شئنا التدقيق أكثر ،يمكننا تعريف العنف المدرسي بكونه ” :مجموع السلوكيات العدائية غير المقبولة
اجتماعيا والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على النظام العام للمدرسة سواء مورست) داخل ح))رم المؤسس))ة
التربوية) أو خارجه “.
-2تقرير للمرصد الوطني للعنف المدرسي:
كشف تقرير للمرصد الوطني للعنف المدرسي صادر بت اريخ 05ديس مبر 2014ح ول مؤش رات العن ف
داخل وفي محيط المؤسسات التربوية ،عن تصدر والية تونس الكبرى قائم ة ح وادث العن ف خالل الف ترة
الممت دة م ا بين س بتمبر و نوفم بر .2014و اعتم د المرص د على رص د وتحلي ل التق ارير اإلخباري ة
والمق االت الص ادرة عن الص حف الوطني ة ط وال الف ترة الم ذكورة ،م ع م ا تنش ره ص فحات التواص ل
االجتم اعي من أخب ار و بن اء على المراص د الجهوي ة و المحلي ة المنتص بة في أنح اء الجمهوري ة.
وقدم التقرير صورة توضيحية باألرقام واإلحص ائيات عن أص ناف وأس باب ومس تويات خط ورة العن ف
واألط راف الفاعل ة في ه ،وك ذا التوزي ع الكمي للح االت المرص ودة خالل ك ل ش هر من أش هر الدراس ة،
والتوزيع الجغرافي حسب الوسطين الحضري والقروي وحسب الجهات ،باإلض افة إلى العن ف المم ارس
ض د مراف ق المؤسس ات التربوي ة وتجهيزاته ا والحمالت التحسيس ية لمحاربت ه.
ر أن: فت التقري وكش
– حاالت العنف داخل المدرسة التونسية بلغت 52بالمائة في حين بلغت في محيطها 48بالمائة ،كما لفتت
المؤشرات االنتباه إلى التفاوت الواضح إحصائيا في حاالت العنف المس جلة بك ل من المج الين الحض ري
والقروي ،حيث تم تسجيل 77بالمائة من حاالت العنف بالمجال الحض ري مقاب ل 23بالمائ ة في المج ال
القروي ،مما يوحي بأن العنف المدرسي حالة حضرية بامتياز ،مع وجود هامش ومجال لالس تثناء ،إال أن
ح االت العن ف المدرس ي في الم دن أك ثر من حيث الع دد ،وذل ك ل دواعي مرتبط ة بالبيئ ة االجتماعي ة
وبمحددات أخرى كالبني ة الديموغرافي ة ودرج ة كثافته ا ،والظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة والثقافي ة.
من جه)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))ة أخ)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))رى:
– تصدرت والية تونس الكبرى أعلى الترتيب من حيث حاالت العن ف المس جلة وص لت إلى 14بالمائ ة،
تلتها جهة سوسة بنسبة 11بالمائة ،و جهة صفاقس بنسبة 10بالمائة .فيما حافظت بعض الجهات الغربي ة
للبالد كس يدي بوزي د و القص رين على نفس النس ب م ع ت د َّن ملح وظ في ح االت العن ف الم ادي.
ر أن: جل التقري اس كم
– العنف المقترف من قبل التالميذ ضد المربين يأتـي في مقدمة الحوادث مقارنة م ع العن ف بين التالمي ذ.
و تصدر عن األطراف الفاعلة للعنف في الوسط المدرسي أنواع ال حصر لها من األفعال والسلوكات التي
تدخل في خانة العنف بما هو إلحاق متعمد لألذى النفس ي أو الرم زي أو الم ادي ب اآلخر ،وبم ا ه و إيق اع
مقص ود للض رر ع بر التخ ريب أو اإلتالف أو العبث بالمؤسس ة التربوي ة ومرافقه ا ومحتوياته ا.
وي برز س لم ال ترتيب المب ني على التص نيف من حيث ن وع الفع ل العنفي المق ترف من خالل:
– تكرار حاالت العنف الجسدي – الضرب أو الجرح – إذ وصل إلى 403حالة خالل الشهرين الماضيين
ة. ية ب 58بالمائ نة الدراس من الس
ة. بة 18بالمئ ة بنس رقة 25حال – الس
ة. بة 15بالمائ ة بنس ي 20حال رش الجنس – والتح
– والعنف اللفظي بـ 140حالة.
و قد وضح التقرير جملة من اإلحصائيات الهامة و التي تتلخص فيما يلي:
بين التقرير من خالل عمليات البحث الميداني االستقصائي التي أجريت على 2500تلمي ذ و 1400إط ار
ترب وي من مختل ف األس الك ،أن من 1الى 5بالمائ ة من الم ربين و من 9إلى 13بالمائ ة من التالمي ذ
يتغيبون عن المدرسة خوفا من العنف الذي قد يحدث داخلها أو قد حدث و بقيت آثاره مستمرة في الحاضر
تقبل. أو المس
– عدد القضايا المرفوعة لدى السلط القضائية في إطار تطبيق الفصل التاسع من قانون الوظيف ة العمومي ة
ية. غ 45قض ا بل رح به و المص
هذا و يواصل المرصد الوطني تطوير وس ائله البحثي ة و االستقص ائية من أج ل تح يين قاع دة البيان ات و
تجويد آليات عمله.
-3األسباب المولدة للعنف المدرسي:
األسرة:
-تقلص دور األس رة الت أطيري في ظ ل عم ل األب وين وااللتج اء إلى المحاض ن.
اجم عن الطالق. ري الن ك األس -التفك
-عدم إشباع األسرة لحاجيات أبنائها نتيجة تدني مستواها االقتصادي.
المجتمع:
اء. ات واألحي ان في بعض الجه ر والحرم -الفق
-جذور المجتمع المبني على السلطة األبوية ما زالت مسيطرة ،فنرى على سبيل المثال أن استخدام العن ف
من قبل األب أو المدرس هو أمر مباح ويعت بر في إط ار المع ايير االجتماعي ة الس ليمة ،وحس ب النظري ة
النفسية-االجتماعية ،فإن اإلنسان يكون عنيفا ً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا ً ممكن ا ً مس موحا ً
ه. ا ً علي ومتفق
-النظرة التقليدية القائمة على تمجيد التلميذ الناجح والتقليل من شأن التلميذ الفاشل دراسيا… ه ذه المقارن ة
ا. ا و إحباط لوكا عنيف دس ة تول ة والدوني التحقيري
ة. ة االجتماعي اب العدال م بغي اعي يتس اخ اجتم -من
تقبل. ة للمس وح الرؤي دم وض -ع
ق. داد األف واهد وانس حاب الش ة أص ة بطال ة و خاص ثرة البطال -ك
– غي اب السياس ات االجتماعي ة الناجع ة في الجه ات واألحي اء المهمش ةو ك ذلك التخطي ط الفع ال.
-ع دم وج ود سياس ات منظم ة ألوق ات الف راغ و ط رح األنش طة الترفيهي ة البديل ة.
-ضعف وسائل اإلرشاد والتوجيه االجتماعي.
فالمستوى السوسيو-اقتصادي لبعض األسر الفقيرة يجعل التلميذ يشعر بالنقص والحرمان بين أقرانه ،وهذا
يدفعه إلى اإلحساس بالكراهية والحقد تجاه اآلخر الذي هو أحسن منه حاال ،ويولد تصرفات غريبة تس وقه
إلى اقتراف بعض الممارسات العنيفة.
الثقافة:
-عزوف الشباب عن دور الثقافة والشباب و نوادي األطفال لغياب البرمجة الثرية والتجه يزات العص رية.
كما يجب اإلقرار بدور وسائل اإلعالم و االتصال ،لما لها من تأثير في تهذيب الس لوك والبرمج ة الهادف ة
وذل ك ب التوفيق بين التس لية والته ذيب واإلف ادة واالبتع اد عن تبلي د ال ذوق وتمييع ه.
– تسويق تجارة العنف في بعض األعمال الدرامية واأللعاب الترفيهية وفي الحوارات السياسية …
المدرسة:
ي. افي و الرياض يط الثق ة التنش -قل
-ع دم ت وافر األنش طة المتع ددة وال تي تش بع مختل ف الهواي ات والمي والت.
-ضعف المقررات والمضامين والمحتويات الدراسية وعدم مسايرتها للتط ورات المتس ارعة ال تي تعرفه ا
تكنولوجيا المعلومات واالتصال الحديثة ،فاعتماد بعض األس اليب التلقيني ة التقليدي ة ال تي م ازالت تعرفه ا
المدرسة و التي له ا دور س لبي على تك وين وتربي ة ه ذا الجي ل يول د ب دوره ممارس ات ال أخالقي ة تتس م
العنف. ب
-اعتم اد بعض الم واد على اإللق اء وغي اب الديناميكي ة وال تي يلج أ فيه ا التلمي ذ إلى التش ويش.
– طرق التقويم المتبعة والتي ترجح التقييم االختباري عبر المواد وتهمل التعديل الس لوكي والترك يز على
اده. ار من انتق الب واإلكث د الط عف عن وانب الض ج
– تغ ير مفه وم النج اح :النج اح في الدراس ة لم يع د وس يلة للنج اح في الحي اة.
دروس. ثرة التغيب عن ال -ك
ام. ص اإلفه ة حص ة وكثاف ص الحواري اب الحص -غي
ة. وازن بين التعليم والتربي -اختالل الت
– زوال القدوة التعليمية :المتغيرات االقتصادية التي يواجهها كل من الطالب والمدرس ،وانتش ار ظ اهرة
الدروس الخصوصية التي أفقدت المعلم هيبته وأصبح أداة في يد الطالب وولي األمر ،ما أثر على صورته
دوة.. ه كق ار نموذج الب و أدى إلى انهي دى الط ل
– إن األساليب التربوية والبيداغوجية المعتمدة حاليا والتي ظه ر ب الملموس ع دم نجاعته ا وانعك اس ذل ك
على مس توى التالمي ذ ،وج ه اهتم امهم إلى وس ائل االتص ال الحديث ة من فض ائيات وإن ترنت و تطبيق ات
الجوال وغيرها ،وه و م ا جعلهم يت ابعون مظ اهر عن ف و انحالل أخالقي من مجتمع ات أخ رى ،وح تى
أنواع من ض روب ال تزمت و التط رف واالنغالق ،مم ا نتج عن ه ه ذا التص ادم ورفض الواق ع المدرس ي
وحتى االجتماعي الذي يعيشون داخله ،و يبدون نوعا من التطاول على الجميع ،وصل ح د العن ف ..وه ذه
الصورة التي ال يخلو منها أي معهد تقريبا ،قد غذاها أيضا مظهر انسالخ الوس ط الع ائلي أي األولي اء من
متابعة أبنائهم في حياتهم المدرسية اليومية وعدم مراقبتهم بشكل متواصل ودقيق.
االختالل بين التعليم و التربية:
ه)))))))))))))))))))))))))))))))ل نحن نعلّم أك)))))))))))))))))))))))))))))))ثر مم)))))))))))))))))))))))))))))))ا ن)))))))))))))))))))))))))))))))ربّي؟
لقد حافظت وزارة التربية منذ إحداثها على مص طلح التربي ة إيمان ا منه ا بالتوج ه ال تربوي للتعليم :فنحن
نعلم ل نربي و نعلم للحي اة وللنه وض ب الفرد و تط وير نم ط عيش ه و طريق ة تعامل ه م ع األش ياء.
فالتربية هي الرهان االستراتيجي للعملية التعليمية ،ولكن م ع ه ذا يجب اإلق رار بوج ود ف راغ و ه وة بين
دور التعليم وهدفه التربوي .وال يجب في هذا الباب االنتقاص من دور المؤسسة التربوية التي مازالت إلى
اليوم تقوم بدور فعال في تربية وتنشئة األجيال ،لكن هذه المؤسسة ال تس تطيع لوح دها تحم ل العبء كل ه،
في ظل تطور العوامل المساهمة في التربية وخاصة ظاهرة استقالة األولياء والتأثر بالمظاهر السلبية ال تي
تقدمها وسائل االتصال ،وبروز أشكال جديدة من االنحراف السلوكي كالمخدرات واإلرهاب و العن ف …
بل يجب أن تسند لمنظمات المجتمع المدني دور المدرسة ك ذلك .ه ذا إض افة إلى البحث عن طريق ة أك ثر
نجاعة لتفعيل دور خاليا العم ل االجتم اعي ومك اتب اإلص غاء والح وار م ع التالمي ذ واألولي اء و تعزي ز
مفهوم المرافقة المدرسية ،وبين هذا وذاك ،يجب اإلقرار بحتمية تطوير الحياة المدرسية و النشاط الثقافي.
ومن بين العناص)))))))))))))ر ال)))))))))))))تي س)))))))))))))اهمت في ظ)))))))))))))اهرة العن)))))))))))))ف ك)))))))))))))ذلك:
– غياب العمل الميداني في مجال دراسة العنف ،والمرتكز على العمل اإلحصائي و االستقصائي والمح ّدد
ة. ة و الزماني يها المكاني واطن تفش لم
– ف راغ ال زمن الخ ارجي للتالمي ذ ..وتفش ي ظ اهرة تواج د بعض الفض اءات من مق اهي وغيره ا ،تبث
السموم بما تعرضه من مادة…(مقهى لكل 500تونسي) ..وتجمع التالميذ أمام المعاه د في ف ترات م ا بين
الدروس ،و اندساس بعض الغرباء بينهم ،وكذلك الفراغ الحاصل في استغالل هذا الزمن الخارجي و بعث
روافد تربوية و ثقافي ة من ط رف الس لط ق رب المؤسس ات التربوي ة ،جميعه ا عوام ل لظه ور مث ل ه ذه
المظ اهر من العن ف والس لوكيات الغريب ة في الوس ط التعليمي .فالمدرس ة ليس ت مص درا للعن ف ،لكنه ا
انعكاس للعنف في المجتمع وهو العنف الذي يبدأ من “األسرة التي يلجأ أفراده ا مباش رة إلى العن ف كح ل
اعي. ون االجتم ذا المك له دث داخ ات تح ألي خالف
– عدم نجاعة الطرق التي تلجأ إليها المدرس ة لمواجه ة العن ف ع بر اكتفائه ا ب اإلجراءات التأديبي ة ،وفي
بعض األحيان رفعها إلى العدالة ،إذ ال ب ّد من بحث معمق للمشكلة بإيجاد آليات لمرافق ة ه ؤالء األطف ال و
المراهقين ،خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية داخل أسرهم ،وهي المشاكل التي ت ؤثر عليهم
ة. ات التربوي ودهم في المؤسس اء وج أثن
– ثالثة أرباع التالميذ المتورطين في السلوكيات المنحرفة هم من الراس بين ،وثل ثيهم ممن تك ون نت ائجهم
خالل العام الدراسي ضعيفة.
ظاهرة الغياب:
من بين أهم األسباب المؤدية للعنف واالنحراف في محيط المدارس ،تعم د ص نف من التالمي ذ التغيب عن
الحصص الدراسية وغيابات بعض األساتذة لظروف صحية في الغ الب .ه ذا باإلض افة إلى ك ثرة ظ اهرة
المدرس البديل وعدم خبرته في طريقة التعامل مع التالميذ وذلك رغم مستواهم العلمي المرموق.
وتتسبب ظاهرة الغياب والتغيب فى صفوف أطر التدريس بمختلف المراحل االبتدائية واإلعدادية والثانوية
في ضياع ما يق ارب 2.200.000ي وم عم ل ،بنح و 57ملي ون دين ار س نويا حس ب م ا ورد في التقري ر
الوطني حول التربية لسنة ،2014وال ذي خلص إلى أن كلف ة ه ذه الظ اهرة تبل غ على الت والي نس بة 2,1
بالمائة من جمل ة االعتم ادات المخصص ة لألج ور في المرحل ة االبتدائي ة و 1,6بالمائ ة من كتل ة الت أجير
ة. ة والثانوي المرحلتين االعدادي ب
وتطرق التقري ر بالخص وص إلى بعض الظ واهر المس تجدة بالوس ط الدراس ي ،وأهمه ا العن ف بمختل ف
أص نافه ،الم ادي واللفظي والعن ف المجس د واالتص الي والعن ف الرياض ي مش يرا إلى أن مص ادر أمني ة
وتربوية أفادت بأن الوسط المدرسي شهد أكثر من 8000حالة عنف خالل الثلث األول من السنة الدراسية
ني. عيد الوط 2013/2014على الص
واستهدفت هذه الحاالت بشكل خاص اإلطار التربوي ،فضال عن العن ف المتب ادل بين التالمي ذ والم ترتب
عنه أضرار بالتجهيزات المدرسية.
-4أنواع العنف
إن العن ف ظ اهرة متفرع ة األس باب متنوع ة المظ اهر ومن أب رز أش كاله: ّ
-العن ف م ع ال ذات بالمي ل لص روف االنح راف (الت دخين والمخ درات.)..
درس.).. ذ ،م ر (تلمي اه اآلخ ف تج -العن
-العنف تجاه المحي ط و التجه يزات ( كتاب ة على الج دران و الط اوالت ،تكس ير الط اوالت و الكراس ي و
السبورات و دورات المياه.)..
العنف اللفظي:
وهو في مجمله عنف لغوي ،فيه خ روج عن الن واميس ولغ ة االس تعمال العادي ة ،وينقس م إلى ص نف في ه
سباب بإيح اءات جنس ية و ص نف في ه س باب دي ني .وه ذه ظ واهر فس رها علم االجتم اع بفق دان ال وازع
االجتماعي وضعف الدور التربوي في ظل تغير صورة القدوة ،و فسرها علم النفس بالكبت.
العنف غير اللفظي:
وذل ك بتحق ير اآلخ رين و االس تهزاء بهم والس خرية منهم و اإلهم ال والتفرق ة والتمي يز…
ة. ير الئق ات غ ام بحرك ركي من خالل القي ف الح ا العن ه أيض -ومن
ة. ات العنيف ل للمجموع ف والمي -التخوي
-أحيان ا يك ون العن ف من بعض أف راد األس رة التربوي ة(.االس تهزاء بض عف التلمي ذ ..اعتم اد مقارن ة
دائم.).. ل ال الب بالفش عار الط وب…إش د بالرس خرية ..التهدي الس
-اإلهان ة ،اإلذالل ،الس خرية من التلمي ذ أم ام الرف اق ،نعت ه بص فات مؤذي ة.
درس. ة والم د على المدرس اه و الحق تت االنتب -تش
– بروز شكل خطير من العنف الذي يمارس داخل الوسط المدرسي ،أال وهو العن ف السياس ي والعقائ دي
وااليديولوجي الذي بدأ يتفاقم في اآلونة االخيرة.
العنف المجسد:
يعتبر العنف المجسد كل كتابة أو رسم يتضمن إيحاءات جنسية أو عنصرية ،يقترفه التالمي ذ على ج دران
المدرسة أو داخل المراحيض أو على أغلف ة كتبهم وكراريس هم .وهي وس ائل موجه ة إم ا ل زمالئهم ممن
يعتبرون «أعداء» لهم أو ألساتذتهم ومعلميهم ،وعادة ما تتضمن هذه الكتابات والرسوم تهديدات تصل إلى
«االنتقام» وتشويه السمعة والتحريض ضد التالميذ واألساتذة ،وم ع انتش ار أن واع ق وارير الطالء المع دة
للكتابة والرسم على الجدران ،تفتقت قريحة التالميذ لتحوي ل ج دران الم دارس إلى س احة مواجه ات فيم ا
بينهم.
ف المنظّم العن
هو نوع جديد من العنف أبطاله مجموعات من التالميذ منظمون في شكل عصابات عادة ما يتزعمها تلمي ذ
يتميز بنزعة عدوانية ،وتقوم هذه العص ابات ب ترويع بقي ة التالمي ذ واب تزازهم وإجب ارهم على دف ع بعض
األموال والتنازل عن مالبسهم الباهضة الثمن ،و االستيالء على هواتفهم الجوالة ،وس لبهم األش ياء الثمين ة
كالساعات وأجهزة الحاسوب .وعادة ما تتعامل هذه العص ابات المنظم ة م ع أش خاص من خ ارج المحي ط
المدرسي ممن عرفوا بسوابقهم العدلية لزيادة الضغط على زمالئهم من بقية التالميذ لإلذعان إلى طلباتهم.
العنف الجنسي:
لقد تداخلت العالقات بين التالميذ داخل الفض اء المدرس ي إلى درج ة مواص لة التع ايش فيم ا بينهم خ ارج
اإلطار المدرسي كارتياد قاعات السينما وقاعات األلعاب والمقاهي والفضاءات العامة والمالعب .و نظ را
لطبيعة المرحلة العمرية ،ولَّد هذا التعايش سلوكات جديدة أدت في الكثير من األحيان إلى مآسي اجتماعي ة
كاالغتصاب والحمل وهو م ا يعت بره علم اء النفس واالجتم اع نوع ا جدي دا من العن ف المدرس ي ص نفوه
بالعنف الجنسي .و قد أخد هذا النوع من العنف أشكاال متعددة كالتلفظ الب ذيء والمالمس ة و االعت داء على
أماكن حساسة في الجسد وحتى التقبيل باإلكراه ( التح رش الجنس ي) ،وبإمك ان ه ذا الن وع أن يتط ور إلى
االغتصاب في بعض الحاالت.
العنف االتصالي:
إن انتشار وسائل االتصال بين التالميذ من هواتف جوالة وحواسيب محمول ة ،و انخ راط اآلالف منهم في
فضاءات التواصل االجتماعي ،ساهم في ظهور ن وع جدي د من العن ف أص بح مت داوال بك ثرة فيم ا بينهم،
كتوجيه رسائل التهديد عبر الهواتف الجوال ة أو إنش اء ص فحات على ش بكات «الف ايس ب وك» للتح ريض
على زميل لهم وتشويه سمعة أحد المدرسين وحتى نشر الصور الفاضحة والتهديد وبث الرعب.
العنف الرياضي:
لقد ساهم التعصب الرياضي الذي نشهده منذ سنوات ،وظ اهرة العن ف في المالعب الرياض ية في انتش ار
نوع جديد من العنف مصدره مجموعات من التالميذ من مشجعي الفرق الرياضية ،و الذين ح َّولوا الفض اء
المدرسي إلى ساحات لتبادل العنف اللفظي والجسدي دفاعا عن فرقهم الرياض ية ،مم ا أدى في العدي د من
األحيان إلى حالة من الفوضى جعلت أعوان األمن يتدخلون لتفري ق المتس ببين في تل ك األح داث ،ونت ذكر
ماحدث أمام المعهد الفني في تونس العاصمة عشية مباراة جمعت فريقي العاصمة في موسم ( .2010نشر
في جريدة الشروق الحبيب الميساوي .)2012-02-13
العنف تجاه الذات:
ويظهر في الميل إلى العزلة و االكتئاب المفرط و إحساس صاحبه بأنه منبوذ ،و أحيان ا يبل غ التط رف م ع
الذات إلى حد االنتحار حين يحس المرء بأن حياته دون جدوى .وهذا بسبب ضعف التأطير و غي اب ثقاف ة
ة. اح في الدراس اة أهم من النج اح في الحي ار النج وار واعتب الح
وهو اليوم من أخطر أنواع العنف أمام تزايد ظاهرة االنتحار في الوسط المدرسي.
الكاتب :محمد جالل بن سعد