Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫ظاهرة العنف المدرسي أسباب وعالجات‬

‫تعتبر المدرسة إحدى أدوات المجتمع التي تحقق أهدافه التربوي ة من خالل جمي ع الع ادات الس لوكية ال تي‬
‫تؤمن للتالميذ النمو الس ليم والمتكام ل الى ج انب اإلع داد والتكي ف للمس تقبل بع د الحص ول على النج اح‬
‫واالنخراط في مؤسسات الدولة او مزاولة النشاط االقتصادي ويتعدى األمر الى أكثر من ذلك في كثير من‬
‫األحيان بحيث يتشكل من خالل التعليم ابرز مالمح المجتمع وتتحدد مكانته في الس لم الحض اري‪ .‬ل ذا على‬
‫المدرسة تحقيق جميع ذلك من خالل وسائل وفلسفة تربوية قائمة على أسس معرفية تقوم الجهات التربوي ة‬
‫المختصة بتحديدها‪ .‬‬
‫العنف المدرسي‬
‫‪ ‬لقد اخذ مفهوم العنف الكثير من وقتنا وأصبح جزءاً من واقعنا المعاش واقتحم مجال سمعنا وإبصارنا لي ل‬
‫نهار ونسمع في كل يوم العنف األسري والعنف ضد المرأة والعنف الديني والعنف المدرس ي وغيره ا من‬
‫مصطلحات تحت نفس المفهوم ‪.‬لذا يمكن السؤال هنا‪ :‬ه ل العن ف المدرس ي والمتمث ل ب(العن ف من قب ل‬
‫المعلمين تجاه التالمي ذ او من قب ل التالمي ذ تج اه المعلمين او من قب ل التالمي ذ تج اه بعض هم البعض) هي‬
‫إحدى الوسائل ضمن الفلسفة التربوي التي من خاللها يمكن بناء الجيل الجديد؟ ان مفهوم العنف ه و عكس‬
‫مفهوم التربية وذلك الن التربية هي بناء اإلنس ان وتك وين مالمح ه النفس ية وكس به الثق ة ب النفس وتك وين‬
‫مفه وم ايج ابي تج اه ال ذات واتج اه اآلخ رين‪ .‬ام ا العن ف فمن تعاريفه‪-:‬‬
‫‪ ‬كما عرف في النظريات المختلفة‪ :‬ه و ك ل تص رف ي ؤدي إلى إلح اق األذى ب اآلخرين‪ ،‬ق د يك ون األذى‬
‫جسميا ً أو نفسيا‪ .‬فالسخرية واالستهزاء من الف رد وف رض اآلراء ب القوة وإس ماع الكلم ات البذيئ ة جميعه ا‬
‫أشكال مختلفة لنفس الظاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬لقد أصبحت مدارسنا تنوء بأعباء كثيرة يعرفها الجميع ولكن الوقوف واتخذ موقف المستسلم من االنه زام‬
‫وليس من حكم الطبيع ة البش رية والتفاع ل فيم ا بين البش ر من واجب ات اإلنس ان المس لم أوال وج زء من‬
‫الشعور بالمسؤولية اتجاه الفرد والمجتمع ثاني ا ً ‪ ،‬ل ذا ومن خالل معايش تي الي ومي للواق ع ال تربوي ك وني‬
‫تربوي ومن خالل الواجب الملقى على عاتقي وشعوري ب أن الجي ل الجدي د اخ ذ يتج ه نح و انحراف ات لم‬
‫نكون نسمع بها سابقا ً فاالعتداء من قبل طالب على مدرس او طعن طالب لزميل له بس كين أثن اء مش اجرة‬
‫او إدخال مسدس بحقيبة مدرسية الى الصف كل هذا كانت ضربا ً من الخيال س ابقا ً ولكنه ا أص بحت أم ور‬
‫مألوفة في وقتنا الحاضر ‪،‬صحيح أنها لم تصبح ظاهرة‪ ،‬ولكن هناك حاالت متعددة حدثت في مدارسنا البد‬
‫من دراستها وطرح أسباب حدوثها ووضع العالج لها حتى ال تتكرر مثل هذه الحوادث‪.‬‬
‫اهمية المشكلة‪:‬‬
‫‪ ‬إن المساهمة في حل هذه المشكلة ستدفع نحو تط وير العملي ة التعليمي ة في بالدن ا ‪ ,‬ذل ك إن القض اء على‬
‫العنف داخل أروقة المدرسة سيؤدي إلى انصراف الطلب ة والمعلمين وم ديري الم دارس والمس ؤولين إلى‬
‫تجويد تلك العملية وسيعطي مجاال الزدهار التربية والتعليم ‪ ,‬وفي مج االت المجتم ع الم دني المنش ود ‪.‬إن‬
‫خلق مدرسة تقوم على الالعنف يعني في نهاية المط اف خل ق ش خص يح ترم اإلنس ان وحقوق ه‪ ،‬فاله دف‬
‫األساسي من التربية هو تحقيق النمو والتكامل واالزدهار‪.‬هناك طوقا تربويا على األقل نحو تفعيل التربي ة‬
‫وعصرنتها وبث مفاهيم ديمقراطية في العملية التعليمية‪,‬ومن هذه المفاهيم إقامة عالق ة إنس انية بين أرك ان‬
‫التعليم خصوصا بين المعلم والطالب واستالم ذل ك طلب ال وزارة ص راحة بع دم اس تخدام أس اليب العن ف‬
‫المادي واللفظي تجاه الطلبة ‪ ,‬باإلضافة لنشر المئات من المرشدين ال تربوين في الم دارس لتوجي ه س لوك‬
‫الطلبة وفهم مستوياتهم وحل مشاكلهم بأساليب تربوية حديثة بعيدا عن األساليب القديم ة ‪ ،‬ومع نى ذل ك إن‬
‫راس الهرم التربوي والمتمثل بوزارة التربية يتفق مع الالعنف في المدارس ‪ ,‬لكن المشكلة تظل كامنة في‬
‫الطالب والمعلم والمدير كونهم مواطنين مازالوا يتأثرون ب المجتمع ال ذي يعيش ون في ه كم ا يق ول الب احث‬
‫الدكتور علي وطفة(بعض المعلمين وبتأثير من خلفياتهم الثقافي ة التربوي ة يلجئ ون إلى أس لوب العن ف في‬
‫باب التالية) ‪:‬‬ ‫ك لألس‬ ‫ذ وذل‬ ‫ع التالمي‬ ‫املهم م‬ ‫تع‬
‫‪-11‬بعض المعلمين ينتم ون إلى أوس اط اجتماعي ة تعتم د التس لط واإلك راه في التربي ة وهم في المدرس ة‬
‫يعكسون حالتهم هذه‪.‬‬
‫‪-22‬بعض المربين لم تسنح لهم فرص الحصول على تأهي ل ترب وي مناس ب‪ ,‬أي منهم ليت ابعوا تحص يلهم‬
‫العلمي ‪ ,‬فهم بذلك ال يملكون وعيا تربويا بطرق التعام ل م ع األطف ال وفق ا للنظري ات التربوي ة الحديثة ‪.‬‬
‫‪-3‬المعلم بشكل عام يعيش ظروف اجتماعي ة تتم يز بالص عوبة الحياتي ة ‪ ,‬إض افة إلى الهم وم والمش كالت‬
‫اليومية‪ ‬التي تجعله غير قادر على التحكم بالعملية التربوية ‪ ,‬إذ يتعرض لالس تثارة الس ريعة واالنفج ارات‬
‫العصبية أمام التالميذ‬
‫‪-44‬إن الفك رة الس ائدة س ابقا إن المعلم المتس لط ه و ال ذي يتحق ق لدي ه مس توى الكف اءة العلمي ة التربوي ة‬
‫معا‪.‬ولكن هذه النظرية أثبتت خطاها فان المعلم الديمقراطي ه و المعلم المتمكن المؤه ل وه و وح ده ال ذي‬
‫يس تطيع أن يعتم د على الح وار الموض وعي في توجي ه طالب ه وتعليمهم ‪,‬دون اللج وء إلى العنف‪.‬‬
‫‪-5‬المعلم الذي يستخدم االس تهجان والتبخيس والكلم ات النابي ة ألن ه يك رس العن ف ويش وه البني ة النفس ية‬
‫الب ‪,‬‬ ‫للط‬
‫‪ ‬والمدرسة عندما تتبع هذه األساليب من عنف وإكراه وإحباط إزاء التالميذ تك ون بمنزل ة مؤسس ة لت دمير‬
‫األجيال وإخفاقهم في كل المجاالت هناك عدة نصوص سواء في مجال اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أو‬
‫اتفاقية حقوق الطفل أو نصوص منظمة العمل الدولية‪,‬إضافة إلى التشريعات العربية المحلية تنادي بحق وق‬
‫الطفل‪ ,‬ولكن العمل ال يكون في مجرد إصدار القوانين مهما كانت عادلة وسامية‪ ,‬الحل هو تطبيق المجتمع‬
‫لها ومن ج انب اخ ر يمكن إض افة ه ذه األس باب وال تي تعت بر أيض ا من األم ور ال تي ت ؤدي الى العن ف‬
‫المدرسي‪:‬‬
‫‪11‬ـ المراهقة ال تي لم تس ع األس رة‪ ،‬بالدرج ة األولى إلى ته ذيبها أو تثقيفه ا حيث يتغلب الج انب ال واعي‬
‫اإلنساني لدى المراهق على جانبه الغريزي الحيواني‪ ،‬ففي حاالت اجتماعية معينة يحاول الشاب المراه ق‬
‫فيه ا ان يظه ر عالم ات ش بابه أو رجولت ه ويع بر عنه ا ب التمرد على اآلخ رين والخ روج عن تعليم اتهم‬
‫اتذته في المدرسة‪.‬‬ ‫ؤالء أس‬ ‫ةه‬ ‫اداتهم وفي مقدم‬ ‫وإرش‬
‫‪22‬ـ األسرة هي المؤسسة االجتماعية األولى التي تضع حجر األساس الذي سيبني عليه اإلنس ان فيم ا بع د‬
‫سلوكه االجتماعي داخ ل األس رة وخارجه ا‪ .‬وبالنتيج ة ف إن األس ر ال تي يس ودها س لوك العن ف والش غب‬
‫والفوضى والعادات السيئة األخرى‪ ،‬س واء فيم ا بين األب وين أو بينهم ا وبين أبنائهم ا‪ ،‬هي من المص ادر‪،‬‬
‫وبالت الي األس باب الرئيس ية لظ اهرة س لوك بعض طلب ة الم دارس على ه ذا النح و االجتم اعي الس لبي‬
‫ير‪ .‬‬ ‫والخط‬
‫‪33‬ـ سلوك العنف واإلكراه سواء داخل المجتمع الواحد أو فيم ا بين المجتمع ات من ال دوافع الك برى ال تي‬
‫تدفع الطلبة إلى سلوك المس لك نفس ه وال يك اد المراه ق ال ذي يمي ل إلى تقلي د أو محاك اة ه ذا الس لوك أن‬
‫يكتشف حقيقة سلوكه السيئ والخاطئ حتى يكون قد بات عادة يصعب عليه التخلص أو التملص منها فيم ا‬
‫بعد‪ .‬‬
‫‪44‬ـ األفالم البوليسية ورياضات العنف وإثارة القوة‪ ،‬تلك التي تعنى به ا التلفزي ون في بل دان عدي دة وتبث‬
‫عبر الفضاء إلى أرجاء العالم كلها‪ ،‬هي من األسباب المهمة لظاهرة العنف‪ ،‬ليس في مدارسنا فحسب وإنما‬
‫في م دارس العدي د من البل دان األخ رى‪ ،‬بم ا فيه ا بعض البل دان المتقدم ة علمي ا وص ناعيا‪ .‬‬
‫‪55‬ـ مظاهر العنف التي يتميز بها سلوك بعض الطلبة في مدارسنا هي إحدى التعبيرات الحقيقة عن فائض‬
‫النشاط وتسارع نمو القوة الفيزيولوجيه أو البيولوجيه لدى الطالب المراهق‪ ،‬فإن ع دم تفري غ ه ذا الف ائض‬
‫وترويض هذا النمو هو سبب آخر ال يقل أهمية عن سابقيه من أسباب ظاهرة الشغب لدى ه ؤالء الطالب‪.‬‬
‫وبالفعل لقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن قل ه الن وادي والمراك ز الش بابية هي من‬
‫األمور المسئولة إلى حد كبير عن مظاهر عرض القوة والفوضى التي يتظاهر بها الط الب المراه ق أم ام‬
‫رى‪ .‬‬ ‫اكن أخ‬ ‫رين في أم‬ ‫ام اآلخ‬ ‫ة وأم‬ ‫تاذه في المدرس‬ ‫أس‬
‫م اذا عن التط بيق ؟ م اذا عن وض ع التلمي ذ الحقيقي ؟!وم ا ه و الب ديل ؟!‬
‫ديل‬ ‫الب‬
‫‪ ‬إذا اإلنسان يتميز بالقدرة غير المحدودة في تكيفه مع البيئة وفي تكييف البيئة لحاجاته‪ ،‬وان خروج الطف ل‬
‫عن األنظمة المدرسية له أسباب يجب أن نبحث عنها في إطار الوسط الذي يعيش فيه التلميذ واألسرة التي‬
‫ينتمي إليها ‪.‬وتوج د أس اليب متع ددة ومتنوع ة ج دا يمكن اس تخدامها في معالج ة ه ذه الظ اهرة القلي ل من‬
‫االحترام والتفهم يجعلنا قادرين على احتواء مظاهر العنف ‪ ,‬وفي كل األحوال فان العن ف واإلك راه عملي ة‬
‫تخدير مؤقت وليس حال جذريا ‪ ,‬الن الطفل الذي كبح جماحه بالقوة سيعود إلى مخالفة النظام كلم ا س نحت‬
‫له الفرصة‪ .‬‬
‫اآلثار المترتبة على سلوك العنف في المدارس ‪:‬‬
‫أوال المجال النفسي السلوكي ‪:‬‬
‫‪ -11‬العنف فلكل فعل رد فعل ويكون ذلك إما بالعنف على مصدر العن ف نفس ه أو على طف ل أخ ر أو في‬
‫صورة تحطيم األثاث المدرسي ‪.‬‬
‫‪ -2‬الكذب ‪ :‬حيث يميل الطالب للكذب كهروب من موقف التعنيف‬
‫‪ -3‬المخاوف ‪ :‬الخوف من المعلم ‪ ،‬الخوف من المدرسة ‪ ،‬مخاوف ليلية ‪.‬‬
‫‪ -4‬العصبية والتوتر الزائد الناتج عن عدم إحساسه باألمان النفسي ‪.‬‬
‫‪ -5‬تشتت االنتباه وعدم القدرة على التركيز ‪.‬‬
‫‪ -66‬اللجوء إلي الحيل الالشعورية ‪،‬مثل التمارض والصداع والمغص لرغبت ه في ع دم ال ذهاب للمدرسة‬
‫ارة ‪.‬‬ ‫ير س‬ ‫برات غ‬ ‫ا بخ‬ ‫الرتباطه‬
‫رين ‪.‬‬ ‫اه اآلخ‬ ‫ذات وتج‬ ‫اه ال‬ ‫لبي تج‬ ‫وم س‬ ‫وين مفه‬ ‫تك‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -8‬العدي د من المش كالت ‪ :‬التب ول الال إداري – االنط واء – مش اعر إكتئابي ة – ا ‪.‬‬
‫ثانيا المجال التعليمي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تدني مستوى التحصيل الدراسي‬
‫‪ .2‬الهروب من المدرسة‬
‫‪  .3‬التأخر عن المدرسة‬
‫‪ .4‬التسرب الدراسي‬
‫‪ .5‬كراهية المدرسة والمعلمين وكل ما له عالقة بالعملية التعليمية ‪.‬‬
‫‪ .6‬تهديد األمن النفسي للطفل يؤدي إلي القضاء على فرصة التفكير الحر والعمل الخالق ‪.‬‬
‫كيفية الحد من ظاهرة العنف المدرسي ‪:‬‬
‫‪ -1 ‬العم ل على الج انب الوق ائي بحيث يتم مكافح ة العوام ل المس ببة للعن ف وال تي من أهمها ‪ :‬‬
‫ذ العنف ‪.‬‬ ‫امح ونب‬ ‫ة التس‬ ‫ر ثقاف‬ ‫نش‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬نشر ثقاف ة حق وق اإلنس ان وليكن ش عارنا التعلم لحق وق اإلنس ان وليس تعليم حق وق اإلنس ان‪.‬‬
‫‪ -44‬عمل ورشات ولقاءت لألمهات واألباء لبيان أساليب ووسائل التنشئة السليمة التي ترك ز علي‬
‫منح الطفل مساحة من حرية التفكير وإبداء ال رأي والترك يز على الج وانب اإليجابي ة في شخص ية‬
‫اليب التعزيز ‪.‬‬ ‫تخدام أس‬ ‫ل واس‬ ‫الطف‬
‫‪ -55‬عمل ورشات عمل للمعلمين يتم من خاللها مناقشة الخص ائص النمائي ة لك ل مرحل ة عمري ة‬
‫ل مرحلة ‪.‬‬ ‫ة لك‬ ‫ية واالجتماعي‬ ‫الب النفس‬ ‫والمط‬
‫‪ -66‬إس تخدام مه ارات التواص ل الفعال ة القائم ة علي الج انب اإلنس اني وال تي من أهمه ا حس ن‬
‫ام ‪.‬‬ ‫اطف واالهتم‬ ‫ار التع‬ ‫غاء وإظه‬ ‫تماع واإلص‬ ‫االس‬
‫‪ -7‬إتاحة مساحة من الوقت لجعل الطالب يمارس العديد من األنشطة الرياضية والهوايات المختلفة‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬من هن ا ال انخ رط ض من ص فوف المتش ائمين لمس تقبل الط الب الع راقي ب ل أق ف موجه ا ً ت ارة‬
‫وموضحا ً لزمالئي المدرسين والتربويين تارة اخرى ان الطالب في زمن السبعينات كان بعي داً عن‬
‫العالم وعن تقنيات العصر اما طالبنا اليوم فهو متأثر الى حد كبير بمحيطه الخ ارجي ويظه ر ذل ك‬
‫جليا ً في ملبسه وتصرفاتها وبدورنا يجب ان نعكس حالة التأثر ه ذه كي نبرزه ا في ج وانب حيات ه‬
‫األخرى العلمية والثقافية وح تى في جوانب ه النفس ية اذا يجب نك ون متش اركين ومتع اونين هيئ ات‬
‫تربوية وتربويين وأولياء امور وتالميذ(طلبة) من اجل الوصل الى تحقيق اهداف التربية الص الحة‬
‫وتنشئة جيل يفتخر بنا كمربين‪.‬‬
‫المصادر‬
‫‪ -1‬صالح محسن ( ‪ ، ) 2006‬العق اب أس باب وآث ار وحل ول إجرائي ة ‪ ،‬قس م التوجي ه واإلرش اد ‪ ،‬وكال ة‬
‫وث الدولية‬ ‫الغ‬
‫‪ -22‬يحي حجازي ( ب ت ) المساعد في التعامل مع العنف المدرسي وح ل الص راعات‪ ،‬مرك زا لش رق‬
‫األوسط للديمقراطية والالعنف ‪،‬بيت حنينا‪ ،‬القدس ‪.‬‬
‫‪Mizoo‬‬ ‫‪Tanger‬‬
‫‪ 2013/08/05 - 12:44‬معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة أضف رد‬
‫سريع بإقتباس لهذا الرد‬
‫هذه أسباب العنف المدرسي‪ ...‬وهذه أشكاله‬
‫انعدام االحساس‪  ‬باالنتماء‪  ‬للمؤسسة التربوية وفقدان الشعورباحترام الذات والظ روف االجتماعي ة‬
‫واالقتصادية للعائل ة وبالت الي للمحي ط ال ذي يعيش في ه الطف ل‪  ‬هي اهم العوام ل المولّ دة للس لوك الع نيف‬
‫للتلميذ‪.‬‬
‫‪  ‬هذا ما اكده اغلب المتدخلين خالل المائدة المستديرة ال تي نظمته ا «الص حافة »ح ول العن ف في الوس ط‬
‫المدرسي‪.‬‬
‫‪ ‬وهذه العوامل التي تشكل خلفية لظاهرة العنف المدرسي باشكاله المتنوعة يسعي‪  ‬كل طرف لتحديد طرق‬
‫التعامل معها للحد من الظاهرة وحماية التلميذ باالساس‪ ،‬هذا التلميذ الذي قد ال يعي الخطورة ال تي تخ رب‬
‫النواة االكثر اهمية في المدارس‪،‬وهي المؤسسة التربوية ومدى تأثير ذلك على مستقبل جيل باكمل ه وربم ا‬
‫ال قادمة‪.‬‬ ‫اجي‬
‫الش)))))))))))))))اذلي ال)))))))))))))))رحيمي (مستش)))))))))))))))ار في االعالم المدرس)))))))))))))))ي والج)))))))))))))))امعي)‬
‫عوام)))))))))ل مجتمعي)))))))))ة‪..‬ونفس)))))))))ية‪..‬تولّ)))))))))د االحب)))))))))اط وتولّ)))))))))د الس)))))))))لوك الع)))))))))نيف‬
‫في البداية أشير الى بروز شكل خطير من العن ف ال ذي يم ارس داخ ل الوس ط المدرس ي أال وه و العن ف‬
‫السياسي والعقائدي وااليديولوجي الذي بدأ يتفاقم في االونة االخيرة خاصة بعد زيارة «الدعاة» الى تونس‬
‫الذين غ ذ ّوا الظ اهرة وأججوه ا‪ ،‬وهن ا اس وق مث ال زي ارة الداعي ة وج دي غ نيم الى المدرس ة االعدادي ة‬
‫بالكبارية حيث حدثت مشادات بين انصاره ومعارضيه امام اعين التالميذ وهو ما أعتبره اختراقا لحرمات‬
‫المؤسس ة التربوي ة وتهدي دا الس تقالليتها وأله دافها التنش ئية والتربوي ة ألج ل حس ابات ض يقة تن أى عن‬
‫ة العامة‪.‬‬ ‫لحة التعليمي‬ ‫المص‬
‫‪ ‬‬
‫أسباب تفشي العنف‬
‫يمكن تبويب اسباب تفشي ظاهرة العنف في االوساط المدرسية الى ثالث ة مس تويات وهي العوام ل‬
‫االسرية والمجتمعية والنفسية‪ ،‬فبالنسبة الى العامل االول فيتمثل خاصة في اس اليب التنش ئة الخاطئ ة ال تي‬
‫تقوم على القسوة واالهمال والرفض العاطفي والتفرقة في المعاملة بين االبن اء وتمجي د س لوك العن ف من‬
‫خالل استحسانه والقمع الفكري لألطفال من خالل التربية القائمة‪  ‬على العيب والحالل والحرام دون تق ديم‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ير ل‬ ‫تفس‬
‫من العوامل األسرية كذلك فقدان الحنان نتيج ة الطالق او فق دان اح د الوال دين والش عور بع دم االس تقرار‬
‫األسري نتيجة لكثرة المشادات والمشاجرات بين الوال دين والتهدي د ب الطالق‪ ،‬باالض افة الى ذل ك نج د ان‬
‫تدني المستوى االقتصادي لألس رة وك ثرة ع دد افراده ا يجعله ا غ ير ق ادرة على اش باع حاجي ات ابنائه ا‬
‫ق بها‪.‬‬ ‫كني الئ‬ ‫طس‬ ‫ير محي‬ ‫ة وتوف‬ ‫المادي‬
‫اما االسباب المجتمعية فتتمثل خاصة في ثقافة المجتمع من مثل وقيم وأساليب الحي اة وط رق التفك ير وفي‬
‫اط ‪..‬‬ ‫ة باالحب‬ ‫اطق المحروم‬ ‫بون الى المن‬ ‫عر المنتس‬ ‫ر حيث يش‬ ‫التهميش والفق‬
‫ومن االسباب ايضا ان المناخ المجتمعي الذي ينعدم فيه االس تقرار واالطمئن ان والعدال ة والمس اواة يك ون‬
‫ارضية رخوة وهشة لتأجج‪  ‬ظاهرة العنف‪ ،‬كذلك نفس الشيء بالنس بة الى من اخ سياس ي مض طرب يغلب‬
‫تقبل‪.‬‬ ‫ا للمس‬ ‫وح الرؤي‬ ‫دم وض‬ ‫هع‬ ‫علي‬
‫وتتلخص االسباب النفسية في االحباط والحرمان نتيجة عدم اشباع الحاجات والصدمات النفسية والكوارث‬
‫واألزمات خاصة عندما ال يتوفّر الدعم النفسي واالجتماعي للتخفيف من االثار المترتب ة عن ف ترة م ا بع د‬
‫ورة‪...‬‬ ‫دمة او الث‬ ‫ة او الص‬ ‫االزم‬
‫ومن االسباب النفسية ايضا ان تعرض الفرد للعنف يولّد بدوره العنف وحب الظهور في مرحل ة المراهق ة‬
‫وتأكيد الذات بأسلوب خاطئ (كأن العنف معي ار للرجول ة والهيمن ة) باالض افة الى مش كلة اوق ات الف راغ‬
‫وعدم وجود االنشطة والبدائل التي يمكن عن طريقها تصريف الطاقة الزائدة وع دم الق درة على الس يطرة‬
‫االغتراب‪.‬‬ ‫عور ب‬ ‫عبة والش‬ ‫ف الص‬ ‫ة في المواق‬ ‫دوافع خاص‬ ‫على ال‬
‫وتنضاف الى اسباب تفشي العنف في الوس ط المدرس ي وس ائل االعالم وألع اب االطف ال واالنترن ات من‬
‫خالل البرامج المعروضة على شاشات التلفزيون المشحونة بعناصر االبهار والسرعة والحركة والجاذبي ة‬
‫التي يقوم الطفل بتمثلها وحفظها في مخزونه الفكري والس يكولوجي‪ ،‬كم ا ان مسلس الت االطف ال تحت وي‬
‫وة‪.‬‬ ‫يطرة والق‬ ‫دوان والس‬ ‫ل والع‬ ‫اهيم القت‬ ‫رّس مف‬ ‫اظ تك‬ ‫اهد وألف‬ ‫على مش‬
‫‪ ‬‬
‫أشكال العنف المدرسي‬
‫يظهر العنف المدرسي في أربعة اشكال‪ ،‬شكله االول من تلميذ على تلميذ‪ ،‬من خالل الض رب بالي د‬
‫او بالدفع او بأداة او بالقدم‪ ،‬وهنا عادة ما يكون التلميذ المعتدي عليه ضعيفا ال يقدر على المواجه ة خاص ة‬
‫اذا تهجم علي ه اك ثر من طف ل‪ ،‬او من خالل التخوي ف عن طري ق التهدي د بالض رب المباش ر او التهدي د‬
‫بمجموعة من االصدقاء او االقارب او التحقير من الشأن كأن يكون التلميذ غريبا عن المنطق ة او ض عيف‬
‫الجسم او يعاني من مرض او اعاقة او نتيجة للسمعة الس يئة ألح د األق ارب‪..‬باالض افة الى الس بّ والش تم‬
‫الطول او القصر‪.‬‬ ‫مك‬ ‫ة بالجس‬ ‫ا عالق‬ ‫ة له‬ ‫اب معين‬ ‫والنعت بألق‬
‫والشكل الثاني هو من تلميذ على تجهيزات مدرسية مثل تكسير الشبابيك واالبواب ومقاعد الدراسة والحفر‬
‫والكتابة على الجدران وتميزق الكتب وتكسير وتخريب دورات المياه وتمزيق الصور والوس ائل التعليمي ة‬
‫تائر‪.‬‬ ‫والس‬
‫والشكل الثالث هو من تلميذ على مدرس او اداري كتحطيم او تخريب وسائل وأمتعة خاص ة بالم درس او‬
‫تم‪.‬‬ ‫ر والش‬ ‫داء المباش‬ ‫د واالعت‬ ‫د والتوع‬ ‫دير والتهدي‬ ‫الم‬
‫اما الشكل األخير فهو من مدرس او اداري على تلميذ ويتمثل في العق اب الجم اعي واالس تهزاء بتلمي ذ او‬
‫بمجموعة من التالميذ واالضطهاد والتفرقة في المعاملة وعدم السماح بمخالفته الرأي حتى ولو كان التلميذ‬
‫على صواب باالضافة الى التهميش والتجهم والنظرة القاسية والتهديد المادي او بالرسوب واش عار التلمي ذ‬
‫دائم‪.‬‬ ‫ل ال‬ ‫بالفش‬
‫‪ ‬‬
‫مخلّفات العنف واثاره‬
‫للعنف المدرسي اثار جانبية تظهر على مستويين‪ :‬على المستوى النفسي الس لوكي وعلى المس توى‬
‫التعليمي‪ ،‬ففي ما يخص الجانب االول فإن العنف يولّد العنف على اعتبار ان لكل فعل ر ّد فعل ويكون ذل ك‬
‫بالعنف على مص در العن ف أو على تلمي ذ آخ ر أو في ش كل تحطيم تجه يزات المدرس ة‪ ،‬من آث اره أيض ا‬
‫المخاوف إما من المعلم أو من المدرسة أو مخاوف ليلية تراوده أثناء النوم باالضافة إلى الكذب حيث يميل‬
‫التلميذ للكذب‪ ،‬كهروب من موقف التعنيف‪ ،‬والعصبية والتوتر الزائد نتيجة عدم اإلحساس باألمان النفس ي‬
‫وتشتت اإلنتباه وعدم القدرة على التركيز واللجوء إلى الحيل الالشعورية مثل التمارض والصداع والرغبة‬
‫في عدم الذهاب إلى المدرسة ونتيجة ك ّل ذلك العكسية هي تكوين مفهوم سلبي تجاه ال ذات واالخ رين ومن‬
‫أة‪...‬‬ ‫اب والتأت‬ ‫واء واإلكتئ‬ ‫ّول الالإرادي واإلنط‬ ‫ا التب‬ ‫ية أيض‬ ‫اكل النفس‬ ‫المش‬
‫أما على المستوى التعليمي فتبرز آثار العن ف من خالل ت دني مس توى التحص يل الدراس ي واله روب من‬
‫ة التعليمية‪.‬‬ ‫ة بالعملي‬ ‫ه عالق‬ ‫ال‬ ‫لم‬ ‫ين وك‬ ‫ة والمدرس‬ ‫المدرس‬
‫كم ا أن تهدي د األمن النفس ي للطف ل ي ؤدي حتم ا إلى عطي ل التفك ير الح ّر والعم ل الخالّق‪.‬‬

‫الحلول المقترحة‬
‫بالنسبة إلى الحلول التي نراها كفيلة بمقاومة ظاهرة العن ف المدرس ي ف ترتكز على ج انبين مهمين‬
‫انب العالجي‪.‬‬ ‫يرا والج‬ ‫ه كث‬ ‫د علي‬ ‫ذي نؤك‬ ‫ائي ال‬ ‫انب الوق‬ ‫ا الج‬ ‫وهم‬
‫وقائيا نشير إلى ضرورة نشر ثقافة التسامح وثقافة حقوق اإلنسان وتنظيم ورشات ولقاءات لألولياء لتفسير‬
‫وسائل وأساليب التنشئة السليمة والسيما منح التلميذ مساحة من حرّية التفكير وإبداء ال رأي والترك يز على‬
‫الجوانب اإليجابية في شخصيته واستخدام أساليب العزيز والمكافأة كما نؤكد على أهمية التشخيص المبك ر‬
‫لالطفال والتالميذ المراهقين الذين يعانون من ظروف معينة قد تدفعهم إلى اتب اع أس اليب وس لوكات غ ير‬
‫ّوية‪.‬‬ ‫س‬
‫اضافة إلى ذلك ضرورة تنمية الجانب القيمي لدى التالميذ وإتاحة الفرص لهم لممارسة العديد من االنشطة‬
‫الفكرية والرياضية والهوايات المختلفة وتنظيم حلق ات تكويني ة وورش ات عم ل للمدرّس ين يتم من خالله ا‬
‫مناقشة خصائص ك ّل مرحلة عمرية والمتطلبات النفسية واإلجتماعية له ا م ع ض رورة اس تخدام مه ارات‬
‫ام‪.‬‬ ‫اطف وإهتم‬ ‫غاء وتع‬ ‫ل من إص‬ ‫التواص‬
‫وبخصوص الجانب العالجي فيتمثل في ضرورة استخدام أساليب تع ديل الس لوك وتف ادي اللج وء للعق اب‬
‫وإستخدام األساليب المعرفية والذهنية واإلنفعالية والسلوكية لتخفيف العنف مثل معرفة أثر النتائج المترتبة‬
‫عن سلوك العنف (تدريب التلميذ على مهارات ح ّل المش اكل) وتعليم التالمي ذ ط رق ض بط ال ذات وتنمي ة‬
‫المه ارات اإلجتماعي ة في التعام ل م ع اآلخ رين وتع ديل المف اهيم والتص ورات الخاطئ ة عن د بعض هم‬
‫بخص وص الرجول ة والهيمن ة وتفعي ل دور جمعي ات أولي اء التالمي ذ وال دوريات والمجالت المدرس ية‬
‫واإلذاعة المدرسية وتأسيس منابر للحوار فاعلة داخل المدرسة وتنظيم منتديات وطنية للحوار بين التالميذ‬
‫تجذر الهوية الوطنية وتعزز اإلنتماء للوطن وترسخ قيم المواطنة والتربية على حقوق اإلنسان إض افة إلى‬
‫ض رورة اح داث ش بكات للتواص ل بين مختل ف األط راف المتدخل ة في العملي ة التربوية‪.‬‬
‫وفي هذا الجانب أدعو إلى أهمية تفعيل العمل باألمر المنظم للحياة المدرسية (أمر عدد ‪ 2437‬لسنة ‪2004‬‬
‫المؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ )2004‬خاصة في فصله الخامس الذي ينصّ على مش اركة التالمي ذ ع بر ممثليهم‬
‫في وض ع خط ة تط وير الحي اة المدرس ية وفي فص له الس ابع ال ذي يؤك د على أهمي ة األنش طة المرافق ة‬
‫للمدرسة (أنشطة مدنية وميدانية وثقافي ة وترفيهي ة) وفي فص له الث الث كهيك ل استش اري يض ع مش روع‬
‫اء‪.‬‬ ‫د اإلقتض‬ ‫ه عن‬ ‫ه ويع ّدل‬ ‫ة ويقيّم‬ ‫المدرس‬
‫وكذلك ضرورة تفعيل دور المجلس البيداغوجي للمدرسين كهيكل استشاري يع نى بالمس ائل ذات الص بغة‬
‫البيداغوجية على مستوى التصور ومتابعة اإلنج از والتق ييم (الفص ل ‪ )12‬وبعث خلي ة التوفي ق المدرس ية‬
‫(الفصل ‪ )26‬التي يتمثل دورها في التوسط لح ّل المشكالت التي تطرأ في الحياة المدرس ية بالحس نى‪ .‬كم ا‬
‫ينص هذا األمر في فص له الثالثين على ض رورة أن ينظم خالل األس بوع األول من الس نة الدراس ية ي وم‬
‫مفتوح لفائدة التالميذ الجدد لمساعدتهم على اإلندماج في الوسط المدرسي مع الحرص على تمكين أوليائهم‬
‫أن تخص ص الحص ة‬ ‫كذلك من التع ّرف على المؤسسة التربوي ة والمدرس ين لتحقي ق التواص ل بينهم على ّ‬
‫االولى من السنة الدراسية لتقديم النظام الداخلي للمؤسسة والتحاور مع التالميذ حول ما يتضمنه هذا النظام‬
‫من قواعد ومبادئ خاصة تلك التي تتعلق بالعيش معا وتخصصّ كل ثالثية ساعة أو أكثر إن لزم األمر في‬
‫المدارس اإلعدادية والمعاهد للحوار مع التالمي ذ واإلص غاء لش واغلهم واقتراح اتهم في المس ائل المتعلق ة‬
‫بالحي اة المدرس ية ويت ولى أس تاذ من أس اتذة القس م إدارة الح وار م ع التالمي ذ في ك ل فص ل على ح دة‪.‬‬

‫س)))))))))))))))فيان التنف)))))))))))))))وري‪ :‬م)))))))))))))))دير اعدادي)))))))))))))))ة ‪ 15‬اكت)))))))))))))))وبر بالكبارية‬


‫ض))))))))عف االحس))))))))اس باالنتم))))))))اء الى المؤسس))))))))ة) التربوي))))))))ة‪ )..‬يغ))))))))ذي العن))))))))ف داخلها‬
‫تعود اسباب تفشي ظ اهرة العن ف المدرس ي الى ع املين االول من داخ ل المؤسس ة التربوي ة والث اني من‬
‫خارجها‪.‬‬
‫أما العامل االول فيتمثل في ضعف االحساس باالنتماء الى المؤسسة من جميع االطراف العاملة او الفاعل ة‬
‫داخلها سواء التلميذ او االستاذ او القيّم فهذه االطراف اصبحت جميعها في هذا الجانب مس ؤولة عن تفش ي‬
‫العنف وفي دعمه حتى ال شعوريا ومن مظاهر انعدام االنتماء الس ائد داخ ل ج دران المدرس ة ه و تهميش‬
‫تحية العلم حيث يقاسي الجميع معاناة يومية افقدت هذا التقليد معناه ورمزيته الوطني ة ومن االس باب ايض ا‬
‫تراجع صورة المدرسة التي اص بحت عنص را ال يجلب اهتم ام التلمي ذ الح الي بس بب ش كلها ومض مونها‬
‫خاصة مع انعدام االفاق المستقبلية (تفش ي ظ اهرة البطال ة في ص فوف المتعلمين اث رت س لبا على نفس ية‬
‫التلمي ذ ومحص وله العلمي) باالض افة الى ت ردي العالق ة بين التلمي ذ والم ربي‪.‬‬
‫أما العوامل الخارجية فتختزل في تأثير المحيط االسري واالوساط االجتماعية المشوبة بمظاهر العن ف في‬
‫سلوك التالميذ المنحدرين منه ا الى ج انب م ا يكرس ه االعالم الي وم من ص ور للعن ف تتجلى في الش عور‬
‫بحال ة من االنتش اء واالث ارة لم ا يش اهده المراه ق او الطف ل من ب رامج عنيف ة ت ؤثر في س لوكياتهم‪.‬‬
‫ول‬ ‫الحل‬
‫الحلول لهذه التظ اهرة تنقس م ب دورها الى ن وعين منه ا م ا ه و داخلي واخ ر خ ارجي ف داخليا نؤك د على‬
‫ألن النظام الزم ني المعتم د حالي ا ن وع من أن واع العن ف المس لط على‬ ‫ضرورة مراجعة الزمن المدرسي ّ‬
‫الطفل والتلميذ عموما‪ .‬وضرورة مراجعة نظام االرتقاء خاصة في مستوى اليات ه وك ذلك مراجع ة النظ ام‬
‫التأديبي النه بوضعه الح الي يك رس العن ف‪ ..‬م ع تفعي ل االنش طة الثقافي ة والرياض ية من خالل التحف يز‬
‫المباشر وتفعيل خاليا االنصات ودور مجلس المؤسسة وتوفير الفضاء المدرسي المجهز والمهيئ بك ل م ا‬
‫يلزم العملية التربوية والتعليمية‪ ،‬اما خارجيا فتتمث ل الحل ول في ض رورة التش ريك الفعلي لالولي اء داخ ل‬
‫المؤسس ة التربوي ة وتفعي ل دور المجتم ع الم دني ليك ون عنص را مس تثمرا في قط اع التعليم ويس اهم في‬
‫التصدي للظاهرة كما نؤكد في هذا الجانب على اهمية دور االعالم وخاصة ان يتج اوز العم ل التحسيس ي‬
‫ا أهم وهي المتابعة‪.‬‬ ‫ةم‬ ‫لمرحل‬
‫ونشير ايضا الى ضرورة تحييد المؤسسة التربوية حتى تكون في منأى عن التجاذبات السياسية والعقائدي ة‬
‫امية‪.‬‬ ‫ة والس‬ ‫يخ القيم النبيل‬ ‫ة في ترس‬ ‫ون فاعل‬ ‫وتك‬

‫فاطم)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))ة بن س)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))الم (أس)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))تاذة عربية))‪:‬‬


‫جف))))))))))))))))))))))))))))اء العالق))))))))))))))))))))))))))))ة بين التلمي))))))))))))))))))))))))))))ذ واالس))))))))))))))))))))))))))))تاذ‪...‬‬
‫ترى السيدة فاطمة بن سالم أن تفكيك ظ اهرة العن ف يك ون أوال من خالل فهم أس باب الظ اهرة من زاوي ة‬
‫أن أح د أهم‬ ‫التلميذ‪ ،‬لذلك بادرت باستجواب عدد من تالميذها حول «تبريراتهم» الستعمال العنف ف رأت ب ّ‬
‫ة التربوية‪.‬‬ ‫اء للمؤسس‬ ‫ذ باالنتم‬ ‫عور التلمي‬ ‫دم ش‬ ‫بابه ع‬ ‫أس‬
‫فقد انعدمت العالقة المتينة التي كانت سابقا تجمع المدرس ة بالتلمي ذ وال تي تجعل ه يحاف ظ على م ا به ا من‬
‫ممتلكات وهذا من أسباب اعت داء التلمي ذ في بعض الح االت على المؤسس ة التربوي ة ومن أس باب العن ف‬
‫المدرسي كما تحدث عنه التالميذ‪ ،‬االحساس بجفاء العالق ة بين التلمي ذ واالس تاذ في عدي د األحي ان بس بب‬
‫االختالف في اآلراء والتوجهات والمي والت ال تي تع ود الى ف ارق الس ن الكب ير نوع ا م ا وفي الكث ير من‬
‫االحيان بين المدرس والتلميذ وهو م ا يجع ل التلمي ذ ي رى ان ه يعيش في زمن ال يفهم ه اح د من منظ وره‬
‫الخ اص طبع ا كم ا بينت الس يدة فاطم ة‪ ،‬وه و م ا ق د ينتج تص رفات عدواني ة ل دى التلميذ‪.‬‬
‫وترى األستاذة ضرورة الحوار بين التلميذ والمربي واالقتراب من مشاغله وتوجهاته ومحاولة فهم ه على‬
‫األقل وضرورة مواكبة ما يحدث من تطورات على مستوى المجتمع لكي ال يكون المربي في واد والتلميذ‬
‫اخر‪.‬‬ ‫واد‬ ‫في‬
‫اع‪ ‬‬ ‫امعي مختص في علم االجتم‬ ‫احث ج‬ ‫تاذ وب‬ ‫رح اس‬ ‫دين بن ف‬ ‫الح ال‬ ‫ص‬
‫‪ 9.5‬من التالمي ذ‪  ‬المش اركين في العن ف من ال ذكور ‪ ٪ 58‬منهم بين ‪ 1٦‬و‪  18‬س نة‪ ‬‬
‫كمختص في علم االجتم اع‪  ‬وب احث وك ان‪  ‬واح د‪  ‬من مجموع ة ب احثني انج زوا ق اموا بداس ة ح ول‬
‫السلوكيات المنافية لقواعد الحياة المدرسية تحت عنوان «العنف في المدرسة»‪  ‬اكد صالح ال دين بن ف رج‬
‫على ضرورة‪  ‬فهم الظاهرة وكل ما يتعلق بها من جميع الجوانب مشيرا الى ان المدرسة كمؤسسة تربوي ة‬
‫ترك‪.‬‬ ‫اء‪  ‬مش‬ ‫هي بن‬
‫‪ ‬وق ال خاص ة ان التص رفات العدواني ة او الس لوك الع نيف ال يول د دون اس باب ق د تع ود الى الوض عية‬
‫االقتصادية‪  ‬للعائلة‪  ‬او الثقافية للوالدين وتأثير ذلك على سلوك التلمي ذ خاص ة عن دما يول د في بيئ ة معين ة‬
‫يتع رض فيه ا للص نف باش كال مختلف ة مم ا ق د يول د لدي ه اض طراب في الشخص ية‪.‬‬
‫‪ ‬وتحدث ايضا حول عوامل اخرى تتعلق بالمدرسة نفس ها ال تي ق د ال يش عر التلمي ذ بالرهان ة داخله ا وق د‬
‫يك ون ذل ك بس بب ع دم تالؤم تركيب ة الفاض ء ومتطلب ات وحاجيات ه في العيش في فض اء‪  ‬يلي ق به ‪.‬‬
‫‪ ‬كما بين ان العالقة بين‪  ‬التلميذ‪  ‬والمربي التي ق د ينع دم فيه ا الح وار ليعوض ها العن ف س واء اللفظي‪  ‬او‬
‫الم ادي في بعض االحي ان‪   ‬هي اح د االس باب‪  ‬الم ؤ ي ة‪  ‬الى الس لوكات العنيف ة ل دى التالميذ‪.‬‬
‫‪ ‬تحث ايضا عن الحالة الصحيةللتلميذ وعالقتهاب ارتكابه للعن ف خاص ة اذا لم يج د االحاط ة الالزم ة ب ه‬
‫وايضا بين ان تثمين‪  ‬النجاح من قبل الجميع دون اعطاء الوسائل االساسية لتحقيقه تعد من االس باب ايض ا‬
‫خاصة عندما‪  ‬بجد التلميذ نفس ه يع وم بجه ود دون‪  ‬ان ين ال النج اح‪  ‬المط البون‪  ‬في حين ان غ يره يعق ق‬
‫النجاح الن له امكاني ات‪  ‬لتوف ير ك ل م ا يزم ه وخاص ة‪  ‬تلقي دروس ا خصوص ية وهن ا تظ رق‪  ‬الى ه ذا‬
‫المشكل بالذات فاعتبر الدروسي الخصوص ية تنخ ر المؤسس ة‪  ‬التربوي ة مش يرا الي انه ا من اقش اش كال‬
‫العنف‪.‬‬
‫‪ ‬كما قدم احصائيات عن العنف المدرسي منها ان اغلب‪  ‬التالميذ المح الين على مج الس التربي ة هم ع ادة‪ ‬‬
‫من الذكور وحسب الدراس ة ال تي ش ارك في القي ام باعم ال‪  ‬عن ف ف إن‪  ‬النس ة تص ل الي‪  ٪ 95‬وتمث ل‪ ‬‬
‫ش ريحة االعم ار المتراوح ة بين ‪  16‬و‪ 18‬س نة اك ثر من نص ف‪  ‬مجموع ة العين ة ‪.٪ 58‬‬
‫‪ ‬وتتزامن هذه المرحلة كما بين م ع االض طرابات الس لوكية الخاص ة بالمراهق ة ل ذلك يالح ظ‪   ‬ان اغلب‪ ‬‬
‫التالميذ المح الين على م دارس الت أديب يدرس ون في الثامن ة بالم دارس اإلعدادي ة واألولى‪  ‬في المعاه د‪ ‬‬
‫الثانوية‪.‬‬

‫تغطية‪ :‬فاطمة السويح مريم عثماني نورة عثماني‬

‫ظاهرة العنف المدرسي أسبابها و أنواعها (تونس نموذجا)‬


‫‪ 8‬ديسمبر ‪2015‬‬
‫‪ -1‬تعريف العنف المدرسي‪:‬‬
‫سلوك أو فعل يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة يحدث أضرارا جسدية أو معنوية ونفسية ويك ون‬
‫باللسان أو بالجسد أو بواسطة أداة‪ .‬والعنف دليل عدم اتزان‪ ،‬سواء نتج عن اإلثارة أو االستفزاز أو التسرع‬
‫ف…‬ ‫أو ض عف ق وة الحج ة… وه و رد فع ل غ ير س وي ل ه ع واقب جس دية ونفس ية ش ديدة على المعنَّ ِ‬
‫وسواء نظرنا إليه كنمط من أنماط السلوك أو كظاهرة اجتماعية فهو فعل وآفة تستحق التحليل والعالج ‪.‬‬

‫و العنف المدرسي مظهر من مظ اهر العن ف وص ورة من ص وره المتع ددة‪ ،‬وه و عب ارة عن ممارس ات‬
‫نفسية أو بدنية أو مادية يمارسها أحد أطراف المنظوم ة التربوي ة وت ؤدي إلى إلح اق الض رر ب المتعلم‪،‬أو‬
‫ا‪.‬‬ ‫ة ذاته‬ ‫المعلم أو بالمدرس‬ ‫ب‬
‫وإذا شئنا التدقيق أكثر‪ ،‬يمكننا تعريف العنف المدرسي بكونه‪ ” :‬مجموع السلوكيات العدائية غير المقبولة‬
‫اجتماعيا والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على النظام العام للمدرسة سواء مورست) داخل ح))رم المؤسس))ة‬
‫التربوية) أو خارجه “‪.‬‬
‫‪ -2‬تقرير للمرصد الوطني للعنف المدرسي‪:‬‬
‫كشف تقرير للمرصد الوطني للعنف المدرسي صادر بت اريخ ‪ 05‬ديس مبر ‪ 2014‬ح ول مؤش رات العن ف‬
‫داخل وفي محيط المؤسسات التربوية‪ ،‬عن تصدر والية تونس الكبرى قائم ة ح وادث العن ف خالل الف ترة‬
‫الممت دة م ا بين س بتمبر و نوفم بر ‪ .2014‬و اعتم د المرص د على رص د وتحلي ل التق ارير اإلخباري ة‬
‫والمق االت الص ادرة عن الص حف الوطني ة ط وال الف ترة الم ذكورة‪ ،‬م ع م ا تنش ره ص فحات التواص ل‬
‫االجتم اعي من أخب ار و بن اء على المراص د الجهوي ة و المحلي ة المنتص بة في أنح اء الجمهوري ة‪.‬‬
‫وقدم التقرير صورة توضيحية باألرقام واإلحص ائيات عن أص ناف وأس باب ومس تويات خط ورة العن ف‬
‫واألط راف الفاعل ة في ه‪ ،‬وك ذا التوزي ع الكمي للح االت المرص ودة خالل ك ل ش هر من أش هر الدراس ة‪،‬‬
‫والتوزيع الجغرافي حسب الوسطين الحضري والقروي وحسب الجهات‪ ،‬باإلض افة إلى العن ف المم ارس‬
‫ض د مراف ق المؤسس ات التربوي ة وتجهيزاته ا والحمالت التحسيس ية لمحاربت ه‪.‬‬
‫ر أن‪:‬‬ ‫فت التقري‬ ‫وكش‬
‫– حاالت العنف داخل المدرسة التونسية بلغت ‪ 52‬بالمائة في حين بلغت في محيطها ‪ 48‬بالمائة‪ ،‬كما لفتت‬
‫المؤشرات االنتباه إلى التفاوت الواضح إحصائيا في حاالت العنف المس جلة بك ل من المج الين الحض ري‬
‫والقروي‪ ،‬حيث‪ ‬تم تسجيل ‪ 77‬بالمائة من حاالت العنف بالمجال الحض ري مقاب ل ‪ 23‬بالمائ ة في المج ال‬
‫القروي‪ ،‬مما يوحي بأن العنف المدرسي حالة حضرية بامتياز‪ ،‬مع وجود هامش ومجال لالس تثناء‪ ،‬إال أن‬
‫ح االت العن ف المدرس ي في الم دن أك ثر من حيث الع دد‪ ،‬وذل ك ل دواعي مرتبط ة بالبيئ ة االجتماعي ة‬
‫وبمحددات أخرى كالبني ة الديموغرافي ة ودرج ة كثافته ا‪ ،‬والظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة والثقافي ة‪.‬‬
‫من جه)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))ة أخ)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))رى‪:‬‬
‫– تصدرت والية تونس الكبرى أعلى الترتيب من حيث حاالت العن ف المس جلة وص لت إلى ‪ 14‬بالمائ ة‪،‬‬
‫تلتها جهة سوسة بنسبة ‪ 11‬بالمائة‪ ،‬و جهة صفاقس بنسبة ‪ 10‬بالمائة‪ .‬فيما حافظت بعض الجهات الغربي ة‬
‫للبالد كس يدي بوزي د و القص رين على نفس النس ب م ع ت د َّن ملح وظ في ح االت العن ف الم ادي‪.‬‬
‫ر أن‪:‬‬ ‫جل التقري‬ ‫اس‬ ‫كم‬
‫– العنف المقترف من قبل التالميذ ضد المربين يأتـي في مقدمة الحوادث مقارنة م ع العن ف بين التالمي ذ‪.‬‬
‫و تصدر عن األطراف الفاعلة للعنف في الوسط المدرسي أنواع ال حصر لها من األفعال والسلوكات التي‬
‫تدخل في خانة العنف بما هو إلحاق متعمد لألذى النفس ي أو الرم زي أو الم ادي ب اآلخر‪ ،‬وبم ا ه و إيق اع‬
‫مقص ود للض رر ع بر التخ ريب أو اإلتالف أو العبث بالمؤسس ة التربوي ة ومرافقه ا ومحتوياته ا‪.‬‬
‫وي برز س لم ال ترتيب المب ني على التص نيف من حيث ن وع الفع ل العنفي المق ترف من خالل‪:‬‬
‫– تكرار حاالت العنف الجسدي – الضرب أو الجرح – إذ وصل إلى ‪ 403‬حالة خالل الشهرين الماضيين‬
‫ة‪.‬‬ ‫ية ب ‪ 58‬بالمائ‬ ‫نة الدراس‬ ‫من الس‬
‫ة‪.‬‬ ‫بة ‪ 18‬بالمئ‬ ‫ة بنس‬ ‫رقة ‪ 25‬حال‬ ‫– الس‬
‫ة‪.‬‬ ‫بة ‪ 15‬بالمائ‬ ‫ة بنس‬ ‫ي ‪ 20‬حال‬ ‫رش الجنس‬ ‫– والتح‬
‫– والعنف اللفظي بـ ‪ 140‬حالة‪.‬‬
‫و قد وضح التقرير جملة من اإلحصائيات الهامة و التي تتلخص فيما يلي‪:‬‬

‫بين التقرير من خالل عمليات البحث الميداني االستقصائي التي أجريت على ‪ 2500‬تلمي ذ و ‪ 1400‬إط ار‬
‫ترب وي من مختل ف األس الك‪ ،‬أن من ‪ 1‬الى ‪ 5‬بالمائ ة من الم ربين و من ‪ 9‬إلى ‪ 13‬بالمائ ة من التالمي ذ‬
‫يتغيبون عن المدرسة خوفا من العنف الذي قد يحدث داخلها أو قد حدث و بقيت آثاره مستمرة في الحاضر‬
‫تقبل‪.‬‬ ‫أو المس‬
‫– عدد القضايا المرفوعة لدى السلط القضائية في إطار تطبيق الفصل التاسع من قانون الوظيف ة العمومي ة‬
‫ية‪.‬‬ ‫غ ‪ 45‬قض‬ ‫ا بل‬ ‫رح به‬ ‫و المص‬
‫هذا و يواصل المرصد الوطني تطوير وس ائله البحثي ة و االستقص ائية من أج ل تح يين قاع دة البيان ات و‬
‫تجويد آليات عمله‪.‬‬
‫‪ -3‬األسباب المولدة للعنف المدرسي‪:‬‬
‫األسرة‪:‬‬
‫‪-‬تقلص دور األس رة الت أطيري في ظ ل عم ل األب وين وااللتج اء إلى المحاض ن‪.‬‬
‫اجم عن الطالق‪.‬‬ ‫ري الن‬ ‫ك األس‬ ‫‪-‬التفك‬
‫‪-‬عدم إشباع األسرة لحاجيات أبنائها نتيجة تدني مستواها االقتصادي‪.‬‬
‫المجتمع‪:‬‬
‫اء‪.‬‬ ‫ات واألحي‬ ‫ان في بعض الجه‬ ‫ر والحرم‬ ‫‪-‬الفق‬
‫‪-‬جذور المجتمع المبني على السلطة األبوية ما زالت مسيطرة‪ ،‬فنرى على سبيل المثال أن استخدام العن ف‬
‫من قبل األب أو المدرس هو أمر مباح ويعت بر في إط ار المع ايير االجتماعي ة الس ليمة‪ ،‬وحس ب النظري ة‬
‫النفسية‪-‬االجتماعية‪ ،‬فإن اإلنسان يكون عنيفا ً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا ً ممكن ا ً مس موحا ً‬
‫ه‪.‬‬ ‫ا ً علي‬ ‫ومتفق‬
‫‪-‬النظرة التقليدية القائمة على تمجيد التلميذ الناجح والتقليل من شأن التلميذ الفاشل دراسيا… ه ذه المقارن ة‬
‫ا‪.‬‬ ‫ا و إحباط‬ ‫لوكا عنيف‬ ‫دس‬ ‫ة تول‬ ‫ة والدوني‬ ‫التحقيري‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة االجتماعي‬ ‫اب العدال‬ ‫م بغي‬ ‫اعي يتس‬ ‫اخ اجتم‬ ‫‪-‬من‬
‫تقبل‪.‬‬ ‫ة للمس‬ ‫وح الرؤي‬ ‫دم وض‬ ‫‪-‬ع‬
‫ق‪.‬‬ ‫داد األف‬ ‫واهد وانس‬ ‫حاب الش‬ ‫ة أص‬ ‫ة بطال‬ ‫ة و خاص‬ ‫ثرة البطال‬ ‫‪-‬ك‬
‫– غي اب السياس ات االجتماعي ة الناجع ة في الجه ات واألحي اء المهمش ةو ك ذلك التخطي ط الفع ال‪.‬‬
‫‪-‬ع دم وج ود سياس ات منظم ة ألوق ات الف راغ و ط رح األنش طة الترفيهي ة البديل ة‪.‬‬
‫‪-‬ضعف وسائل اإلرشاد والتوجيه االجتماعي‪.‬‬
‫فالمستوى السوسيو‪-‬اقتصادي لبعض األسر الفقيرة يجعل التلميذ يشعر بالنقص والحرمان بين أقرانه‪ ،‬وهذا‬
‫يدفعه إلى اإلحساس بالكراهية والحقد تجاه اآلخر الذي هو أحسن منه حاال‪ ،‬ويولد تصرفات غريبة تس وقه‬
‫إلى اقتراف بعض الممارسات العنيفة‪.‬‬
‫الثقافة‪:‬‬
‫‪-‬عزوف الشباب عن دور الثقافة والشباب و نوادي األطفال لغياب البرمجة الثرية والتجه يزات العص رية‪.‬‬
‫كما يجب اإلقرار بدور وسائل اإلعالم و االتصال‪ ،‬لما لها من تأثير في تهذيب الس لوك والبرمج ة الهادف ة‬
‫وذل ك ب التوفيق بين التس لية والته ذيب واإلف ادة واالبتع اد عن تبلي د ال ذوق وتمييع ه‪.‬‬
‫– تسويق تجارة العنف في بعض األعمال الدرامية واأللعاب الترفيهية وفي الحوارات السياسية …‬
‫المدرسة‪:‬‬
‫ي‪.‬‬ ‫افي و الرياض‬ ‫يط الثق‬ ‫ة التنش‬ ‫‪-‬قل‬
‫‪-‬ع دم ت وافر األنش طة المتع ددة وال تي تش بع مختل ف الهواي ات والمي والت‪.‬‬
‫‪-‬ضعف المقررات والمضامين والمحتويات الدراسية وعدم مسايرتها للتط ورات المتس ارعة ال تي تعرفه ا‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال الحديثة‪ ،‬فاعتماد بعض األس اليب التلقيني ة التقليدي ة ال تي م ازالت تعرفه ا‬
‫المدرسة و التي له ا دور س لبي على تك وين وتربي ة ه ذا الجي ل يول د ب دوره ممارس ات ال أخالقي ة تتس م‬
‫العنف‪.‬‬ ‫ب‬
‫‪-‬اعتم اد بعض الم واد على اإللق اء وغي اب الديناميكي ة وال تي يلج أ فيه ا التلمي ذ إلى التش ويش‪.‬‬
‫– طرق التقويم المتبعة والتي ترجح التقييم االختباري عبر المواد وتهمل التعديل الس لوكي والترك يز على‬
‫اده‪.‬‬ ‫ار من انتق‬ ‫الب واإلكث‬ ‫د الط‬ ‫عف عن‬ ‫وانب الض‬ ‫ج‬
‫– تغ ير مفه وم النج اح‪ :‬النج اح في الدراس ة لم يع د وس يلة للنج اح في الحي اة‪.‬‬
‫دروس‪.‬‬ ‫ثرة التغيب عن ال‬ ‫‪-‬ك‬
‫ام‪.‬‬ ‫ص اإلفه‬ ‫ة حص‬ ‫ة وكثاف‬ ‫ص الحواري‬ ‫اب الحص‬ ‫‪-‬غي‬
‫ة‪.‬‬ ‫وازن بين التعليم والتربي‬ ‫‪-‬اختالل الت‬
‫– زوال القدوة التعليمية ‪ :‬المتغيرات االقتصادية التي يواجهها كل من الطالب والمدرس‪ ،‬وانتش ار ظ اهرة‬
‫الدروس الخصوصية التي أفقدت المعلم هيبته وأصبح أداة في يد الطالب وولي األمر‪ ،‬ما أثر على صورته‬
‫دوة‪..‬‬ ‫ه كق‬ ‫ار نموذج‬ ‫الب و أدى إلى انهي‬ ‫دى الط‬ ‫ل‬
‫– إن األساليب التربوية والبيداغوجية المعتمدة حاليا والتي ظه ر ب الملموس ع دم نجاعته ا وانعك اس ذل ك‬
‫على مس توى التالمي ذ‪ ،‬وج ه اهتم امهم إلى وس ائل االتص ال الحديث ة من فض ائيات وإن ترنت و تطبيق ات‬
‫الجوال وغيرها‪ ،‬وه و م ا جعلهم يت ابعون مظ اهر عن ف و انحالل أخالقي من مجتمع ات أخ رى‪ ،‬وح تى‬
‫أنواع من ض روب ال تزمت و التط رف واالنغالق‪ ،‬مم ا نتج عن ه ه ذا التص ادم ورفض الواق ع المدرس ي‬
‫وحتى االجتماعي الذي يعيشون داخله‪ ،‬و يبدون نوعا من التطاول على الجميع‪ ،‬وصل ح د العن ف‪ ..‬وه ذه‬
‫الصورة التي ال يخلو منها أي معهد تقريبا‪ ،‬قد غذاها أيضا مظهر انسالخ الوس ط الع ائلي أي األولي اء من‬
‫متابعة أبنائهم في حياتهم المدرسية اليومية وعدم مراقبتهم بشكل متواصل ودقيق‪.‬‬
‫االختالل بين التعليم و التربية‪:‬‬
‫ه)))))))))))))))))))))))))))))))ل نحن نعلّم أك)))))))))))))))))))))))))))))))ثر مم)))))))))))))))))))))))))))))))ا ن)))))))))))))))))))))))))))))))ربّي؟‬
‫لقد حافظت وزارة التربية منذ إحداثها على مص طلح التربي ة إيمان ا منه ا بالتوج ه ال تربوي للتعليم ‪ :‬فنحن‬
‫نعلم ل نربي و نعلم للحي اة وللنه وض ب الفرد و تط وير نم ط عيش ه و طريق ة تعامل ه م ع األش ياء‪.‬‬
‫فالتربية هي الرهان االستراتيجي للعملية التعليمية‪ ،‬ولكن م ع ه ذا يجب اإلق رار بوج ود ف راغ و ه وة بين‬
‫دور التعليم وهدفه التربوي‪ .‬وال يجب في هذا الباب االنتقاص من دور المؤسسة التربوية التي مازالت إلى‬
‫اليوم تقوم بدور فعال في تربية وتنشئة األجيال‪ ،‬لكن هذه المؤسسة ال تس تطيع لوح دها تحم ل العبء كل ه‪،‬‬
‫في ظل تطور العوامل المساهمة في التربية وخاصة ظاهرة استقالة األولياء والتأثر بالمظاهر السلبية ال تي‬
‫تقدمها وسائل االتصال‪ ،‬وبروز أشكال جديدة من االنحراف السلوكي كالمخدرات واإلرهاب و العن ف …‬
‫بل يجب أن تسند لمنظمات المجتمع المدني دور المدرسة ك ذلك‪ .‬ه ذا إض افة إلى البحث عن طريق ة أك ثر‬
‫نجاعة لتفعيل دور خاليا العم ل االجتم اعي ومك اتب اإلص غاء والح وار م ع التالمي ذ واألولي اء و تعزي ز‬
‫مفهوم المرافقة المدرسية‪ ،‬وبين هذا وذاك‪ ،‬يجب اإلقرار بحتمية تطوير الحياة المدرسية و النشاط الثقافي‪.‬‬
‫ومن بين العناص)))))))))))))ر ال)))))))))))))تي س)))))))))))))اهمت في ظ)))))))))))))اهرة العن)))))))))))))ف ك)))))))))))))ذلك‪:‬‬
‫– غياب العمل الميداني في مجال دراسة العنف‪ ،‬والمرتكز على العمل اإلحصائي و االستقصائي والمح ّدد‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة و الزماني‬ ‫يها المكاني‬ ‫واطن تفش‬ ‫لم‬
‫– ف راغ ال زمن الخ ارجي للتالمي ذ‪ ..‬وتفش ي ظ اهرة تواج د بعض الفض اءات من مق اهي وغيره ا‪ ،‬تبث‬
‫السموم بما تعرضه من مادة…(مقهى لكل ‪500‬تونسي)‪ ..‬وتجمع التالميذ أمام المعاه د في ف ترات م ا بين‬
‫الدروس‪ ،‬و اندساس بعض الغرباء بينهم‪ ،‬وكذلك الفراغ الحاصل في استغالل هذا الزمن الخارجي و بعث‬
‫روافد تربوية و ثقافي ة من ط رف الس لط ق رب المؤسس ات التربوي ة‪ ،‬جميعه ا عوام ل لظه ور مث ل ه ذه‬
‫المظ اهر من العن ف والس لوكيات الغريب ة في الوس ط التعليمي‪ .‬فالمدرس ة ليس ت مص درا للعن ف‪ ،‬لكنه ا‬
‫انعكاس للعنف في المجتمع وهو العنف الذي يبدأ من “األسرة التي يلجأ أفراده ا مباش رة إلى العن ف كح ل‬
‫اعي‪.‬‬ ‫ون االجتم‬ ‫ذا المك‬ ‫له‬ ‫دث داخ‬ ‫ات تح‬ ‫ألي خالف‬
‫– عدم نجاعة الطرق التي تلجأ إليها المدرس ة لمواجه ة العن ف ع بر اكتفائه ا ب اإلجراءات التأديبي ة‪ ،‬وفي‬
‫بعض األحيان رفعها إلى العدالة‪ ،‬إذ ال ب ّد من بحث معمق للمشكلة بإيجاد آليات لمرافق ة ه ؤالء األطف ال و‬
‫المراهقين‪ ،‬خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية داخل أسرهم‪ ،‬وهي المشاكل التي ت ؤثر عليهم‬
‫ة‪.‬‬ ‫ات التربوي‬ ‫ودهم في المؤسس‬ ‫اء وج‬ ‫أثن‬
‫– ثالثة أرباع التالميذ المتورطين في السلوكيات المنحرفة هم من الراس بين‪ ،‬وثل ثيهم ممن تك ون نت ائجهم‬
‫خالل العام الدراسي ضعيفة‪.‬‬
‫ظاهرة الغياب‪:‬‬
‫من بين أهم األسباب المؤدية للعنف واالنحراف في محيط المدارس‪ ،‬تعم د ص نف من التالمي ذ التغيب عن‬
‫الحصص الدراسية وغيابات بعض األساتذة لظروف صحية في الغ الب‪ .‬ه ذا باإلض افة إلى ك ثرة ظ اهرة‬
‫المدرس البديل وعدم خبرته في طريقة التعامل مع التالميذ وذلك رغم مستواهم العلمي المرموق‪.‬‬
‫وتتسبب ظاهرة الغياب والتغيب فى صفوف أطر التدريس بمختلف المراحل االبتدائية واإلعدادية والثانوية‬
‫في ضياع ما يق ارب ‪ 2.200.000‬ي وم عم ل‪ ،‬بنح و ‪ 57‬ملي ون دين ار س نويا حس ب م ا ورد في التقري ر‬
‫الوطني حول التربية لسنة ‪ ،2014‬وال ذي خلص إلى أن كلف ة ه ذه الظ اهرة تبل غ على الت والي نس بة ‪2,1‬‬
‫بالمائة من جمل ة االعتم ادات المخصص ة لألج ور في المرحل ة االبتدائي ة و‪ 1,6‬بالمائ ة من كتل ة الت أجير‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة والثانوي‬ ‫المرحلتين االعدادي‬ ‫ب‬
‫وتطرق التقري ر بالخص وص إلى بعض الظ واهر المس تجدة بالوس ط الدراس ي‪ ،‬وأهمه ا العن ف بمختل ف‬
‫أص نافه‪ ،‬الم ادي واللفظي والعن ف المجس د واالتص الي والعن ف الرياض ي مش يرا إلى أن مص ادر أمني ة‬
‫وتربوية أفادت بأن الوسط المدرسي شهد أكثر من ‪ 8000‬حالة عنف خالل الثلث األول من السنة الدراسية‬
‫ني‪.‬‬ ‫عيد الوط‬ ‫‪ 2013/2014‬على الص‬
‫واستهدفت هذه الحاالت بشكل خاص اإلطار التربوي‪ ،‬فضال عن العن ف المتب ادل بين التالمي ذ والم ترتب‬
‫عنه أضرار بالتجهيزات المدرسية‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع العنف‬
‫إن العن ف ظ اهرة متفرع ة األس باب متنوع ة المظ اهر ومن أب رز أش كاله‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪-‬العن ف م ع ال ذات بالمي ل لص روف االنح راف (الت دخين والمخ درات‪.)..‬‬
‫درس‪.)..‬‬ ‫ذ‪ ،‬م‬ ‫ر (تلمي‬ ‫اه اآلخ‬ ‫ف تج‬ ‫‪-‬العن‬
‫‪-‬العنف تجاه المحي ط و التجه يزات ( كتاب ة على الج دران و الط اوالت‪ ،‬تكس ير الط اوالت و الكراس ي و‬
‫السبورات و دورات المياه‪.)..‬‬
‫العنف اللفظي‪:‬‬
‫وهو في مجمله عنف لغوي‪ ،‬فيه خ روج عن الن واميس ولغ ة االس تعمال العادي ة‪ ،‬وينقس م إلى ص نف في ه‬
‫سباب بإيح اءات جنس ية و ص نف في ه س باب دي ني‪ .‬وه ذه ظ واهر فس رها علم االجتم اع بفق دان ال وازع‬
‫االجتماعي وضعف الدور التربوي في ظل تغير صورة القدوة‪ ،‬و فسرها علم النفس بالكبت‪.‬‬
‫العنف غير اللفظي‪:‬‬
‫وذل ك بتحق ير اآلخ رين و االس تهزاء بهم والس خرية منهم و اإلهم ال والتفرق ة والتمي يز…‬
‫ة‪.‬‬ ‫ير الئق‬ ‫ات غ‬ ‫ام بحرك‬ ‫ركي من خالل القي‬ ‫ف الح‬ ‫ا العن‬ ‫ه أيض‬ ‫‪-‬ومن‬
‫ة‪.‬‬ ‫ات العنيف‬ ‫ل للمجموع‬ ‫ف والمي‬ ‫‪-‬التخوي‬
‫‪-‬أحيان ا يك ون العن ف من بعض أف راد األس رة التربوي ة‪(.‬االس تهزاء بض عف التلمي ذ ‪..‬اعتم اد مقارن ة‬
‫دائم‪.)..‬‬ ‫ل ال‬ ‫الب بالفش‬ ‫عار الط‬ ‫وب…إش‬ ‫د بالرس‬ ‫خرية ‪..‬التهدي‬ ‫الس‬
‫‪-‬اإلهان ة‪ ،‬اإلذالل‪ ،‬الس خرية من التلمي ذ أم ام الرف اق‪ ،‬نعت ه بص فات مؤذي ة‪.‬‬
‫درس‪.‬‬ ‫ة والم‬ ‫د على المدرس‬ ‫اه و الحق‬ ‫تت االنتب‬ ‫‪-‬تش‬
‫– بروز شكل خطير من العنف الذي يمارس داخل الوسط المدرسي‪ ،‬أال وهو العن ف السياس ي والعقائ دي‬
‫وااليديولوجي الذي بدأ يتفاقم في اآلونة االخيرة‪.‬‬
‫العنف المجسد‪:‬‬
‫يعتبر العنف المجسد كل كتابة أو رسم يتضمن إيحاءات جنسية أو عنصرية‪ ،‬يقترفه التالمي ذ على ج دران‬
‫المدرسة أو داخل المراحيض أو على أغلف ة كتبهم وكراريس هم‪ .‬وهي وس ائل موجه ة إم ا ل زمالئهم ممن‬
‫يعتبرون «أعداء» لهم أو ألساتذتهم ومعلميهم‪ ،‬وعادة ما تتضمن هذه الكتابات والرسوم تهديدات تصل إلى‬
‫«االنتقام» وتشويه السمعة والتحريض ضد التالميذ واألساتذة‪ ،‬وم ع انتش ار أن واع ق وارير الطالء المع دة‬
‫للكتابة والرسم على الجدران‪ ،‬تفتقت قريحة التالميذ لتحوي ل ج دران الم دارس إلى س احة مواجه ات فيم ا‬
‫بينهم‪.‬‬
‫ف المنظّم‬ ‫العن‬
‫هو نوع جديد من العنف أبطاله مجموعات من التالميذ منظمون في شكل عصابات عادة ما يتزعمها تلمي ذ‬
‫يتميز بنزعة عدوانية‪ ،‬وتقوم هذه العص ابات ب ترويع بقي ة التالمي ذ واب تزازهم وإجب ارهم على دف ع بعض‬
‫األموال والتنازل عن مالبسهم الباهضة الثمن‪ ،‬و االستيالء على هواتفهم الجوالة‪ ،‬وس لبهم األش ياء الثمين ة‬
‫كالساعات وأجهزة الحاسوب‪ .‬وعادة ما تتعامل هذه العص ابات المنظم ة م ع أش خاص من خ ارج المحي ط‬
‫المدرسي ممن عرفوا بسوابقهم العدلية لزيادة الضغط على زمالئهم من بقية التالميذ لإلذعان إلى طلباتهم‪.‬‬
‫العنف الجنسي‪:‬‬
‫لقد تداخلت العالقات بين التالميذ داخل الفض اء المدرس ي إلى درج ة مواص لة التع ايش فيم ا بينهم خ ارج‬
‫اإلطار المدرسي كارتياد قاعات السينما وقاعات األلعاب والمقاهي والفضاءات العامة والمالعب‪ .‬و نظ را‬
‫لطبيعة المرحلة العمرية‪ ،‬ولَّد هذا التعايش سلوكات جديدة أدت في الكثير من األحيان إلى مآسي اجتماعي ة‬
‫كاالغتصاب والحمل وهو م ا يعت بره علم اء النفس واالجتم اع نوع ا جدي دا من العن ف المدرس ي ص نفوه‬
‫بالعنف الجنسي‪ .‬و قد أخد هذا النوع من العنف أشكاال متعددة كالتلفظ الب ذيء والمالمس ة و االعت داء على‬
‫أماكن حساسة في الجسد وحتى التقبيل باإلكراه ( التح رش الجنس ي)‪ ،‬وبإمك ان ه ذا الن وع أن يتط ور إلى‬
‫االغتصاب في بعض الحاالت‪.‬‬
‫العنف االتصالي‪:‬‬
‫إن انتشار وسائل االتصال بين التالميذ من هواتف جوالة وحواسيب محمول ة‪ ،‬و انخ راط اآلالف منهم في‬
‫فضاءات التواصل االجتماعي‪ ،‬ساهم في ظهور ن وع جدي د من العن ف أص بح مت داوال بك ثرة فيم ا بينهم‪،‬‬
‫كتوجيه رسائل التهديد عبر الهواتف الجوال ة أو إنش اء ص فحات على ش بكات «الف ايس ب وك» للتح ريض‬
‫على زميل لهم وتشويه سمعة أحد المدرسين وحتى نشر الصور الفاضحة والتهديد وبث الرعب‪.‬‬
‫العنف الرياضي‪:‬‬
‫لقد ساهم التعصب الرياضي الذي نشهده منذ سنوات‪ ،‬وظ اهرة العن ف في المالعب الرياض ية في انتش ار‬
‫نوع جديد من العنف مصدره مجموعات من التالميذ من مشجعي الفرق الرياضية‪ ،‬و الذين ح َّولوا الفض اء‬
‫المدرسي إلى ساحات لتبادل العنف اللفظي والجسدي دفاعا عن فرقهم الرياض ية‪ ،‬مم ا أدى في العدي د من‬
‫األحيان إلى حالة من الفوضى جعلت أعوان األمن يتدخلون لتفري ق المتس ببين في تل ك األح داث‪ ،‬ونت ذكر‬
‫ماحدث أمام المعهد الفني في تونس العاصمة عشية مباراة جمعت فريقي العاصمة في موسم‪ ( .2010‬نشر‬
‫في جريدة الشروق الحبيب الميساوي ‪.)2012-02-13‬‬
‫العنف تجاه الذات‪:‬‬
‫ويظهر في الميل إلى العزلة و االكتئاب المفرط و إحساس صاحبه بأنه منبوذ‪ ،‬و أحيان ا يبل غ التط رف م ع‬
‫الذات إلى حد االنتحار حين يحس المرء بأن حياته دون جدوى‪ .‬وهذا بسبب ضعف التأطير و غي اب ثقاف ة‬
‫ة‪.‬‬ ‫اح في الدراس‬ ‫اة أهم من النج‬ ‫اح في الحي‬ ‫ار النج‬ ‫وار واعتب‬ ‫الح‬
‫وهو اليوم من أخطر أنواع العنف أمام تزايد ظاهرة االنتحار في الوسط المدرسي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الكاتب ‪ :‬محمد جالل بن سعد‬

You might also like