Baht VC Ali

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 102

‫المملكة المغربية‬

‫جامعة عبد المالك السعدي‬


‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫تطوان شعبة علم االجتماع‬


‫ا موضوع‬
‫‪ .‬زراعة الكيف والتحوالت االجتماعية واالقتصادية با مغرب‬
‫منطقة زومي نموذجا‬
‫بحث لنيل شهادة اإلجازة في علم االجتماع‬
‫إعداد الطالب‪ :‬تحت إشراف األستاذ‪:‬‬
‫غيل فجي الدكتور غدل الشرايمي‬

‫‪21‬ظ‪2012‬‬

‫السنة الجامعية ‪2012 - 2011‬‬


‫إهداء‬

‫‪ ١‬عساني أصير مالكا‬

‫مالكا أصير إذا ما لمست قرارة قلبك " محمود درويش‬


‫‪...‬إلى من لم يذخر جهدا في تعليمي‬

‫‪...‬إلى جدي وجدن وخالي‬

‫‪...‬إلى أصدقائى‬

‫شكر واعتراف‬
‫اعترافا بالفضل وعرفانا بالجميل» أتقدم بالشكر الجزيل إلى استاذي امحترم ‪ :‬الدكتور ‪ :‬غد‬
‫الشرابمي‪ ,‬الذي أثراني بإرشاداته وتوجيهاته السديدة وأرائه الموضوعية والحادفة‪ ,‬التي ساعدتني كثيرا‬
‫في انجاز هذا البحث على جميع المستويات» بالرغم من اهتماماته وانشغاالته العلمية‪.‬‬
‫كما أتوجه بالشكر العميق إلى جميع األساتذة ( على رأسهم األستاذين عبد العزيز بوليفة‬
‫وغ زيمون) واألصدقاء واإلداربين» الذين قدموا لي يد العون والمساعدة إلنجاز هذا البحث‬
‫المتواضع‪.‬‬
‫‪ 1‬ب‬

‫‪ :٠‬مقدمة‬

‫إن التحوالت التي لحقت هياكل المجتمع الزومي» لتستحق أن يتم النظر في طبيعتهاء بحكم أن‬

‫هذا التحول اخترق النسيج االجتماعي» فانتقل هذا األخير من بنية إلى أخرى» وحدث نوع من‬
‫االضطراب والقلب لألنظمة االجتماعية التي كانت سائدة بهذا المجتمع الذي كان باألمس القريب مجتمع‬
‫شبه منغلق» وشبه جامد» ولكي نفهم ونستنطق خبايا هذا التحول» كان من األولى الرجوع إلى الماضي»‬
‫لكنء لماذا العودة إلى الماضي ؟ وما عالقئه بالحاضر ؟ ألم يستطيع الكيف القضاء على كل البنيات‬
‫التقليدية للمجتمع الزومي» أو باألحرى إقحامها في منظومة الكيف وثقافته التي فرضها مع تواجده‬
‫بالمنطقة بالقوة وبالفعل ؟‪.‬‬

‫كلها أسئلة» كانت وال تزال تراودنا ونمن نفكر في إنجاز هذا البحث الذي حاولنا من خالله‬
‫مقاربة ا مجتمع الزومي والتحوالت التي طالت بنياته من خالل ظهور زراعة جديدة» كان ها دورا كبيرا في‬
‫تشكيل المالمح األساسية لهذه التحوالت بمجتمع الدراسة» وبطبيعة الحال» فإن هدفنا هنا هو محاولة‬
‫معرفة موقع الكيف ودوره في هذه التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي المست المجتمع المدروس ‪.‬‬

‫فكما هو معروف» فإن الكيف في المغرب تكلم عنه الكثير وكتب عنه القليل؛ ربما يكون السبب‬
‫في ذلك أن الكالم المكتوب قابل للرقابة بخالف الكالم الشفوي المنفلت من الرقابة والترصد» أضف إلى‬
‫ذلك تداخل السياسي باالقنصادي في هذا الشأن» وبالتالي كانت الكتابة في هذا امجال مسيجة بجدار‬
‫ميك ومنيع ‪.‬‬

‫وبناء على كل هذا وذاك جاءت هاته الدراسة التي ارتأينا تقسيمها إلى ست فصول ‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬وهو فصل منهجي باألساس» قمنا فيه بعرض تقنيات البحث لميداني» وكذا‬
‫الخطوات المنهجية التي اتبعناها عند تناولنا للظاهرة المدروسة ميدانياء وفيه أيضا قمنا بعرض مقتضب‬
‫لألهداف الذاتية والموضوعية التي دفعتنا إلجراء مثل هذا البحث‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تناولنا فيه بعض المفاهيم التي تتمحور حول مفهوم التحول؛ لما له من عالقة‬
‫ووطيدة ببحثنا هذاء وحول مفهوم القبيلة الذي حاولنا فيه مقاربة القبيلة على المستوى النظري و‬
‫الميداني» زيادة على ذلك شيعنا في عرض بعض الصور النموذجية عن الكيف و كرونولوجيا تواجده‬

‫بالمغرب بغية تعريفه وتقريبه إلى ذهن القارئ ‪.‬‬


‫القطاعات السوسيو اقتصادية والدعغرافية والجغرافية» وكذلك حاولنا النبش عن أصل كلمة زومي لمعرفة‬
‫سبب ‪ 5‬تسمية هذه المنطقة بمذا االسم ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬في هذا الفصل قمنا بعرض مفصل حول مؤسسة دينية تتمثل في زاوية موالي‬
‫عمران الشريف التي تحظى بشعبية كبيرة بزومي » وركزنا كذلك على البنية الفالحية والطياكل االجتماعية‬
‫بالمنطقة في زمن ماقبل الكيف» دون أن نغفل بعض العوائد و التقاليد العرفية التي ميزت زومي خالل‬
‫هذه الفترة ‪.‬‬

‫الخامس ‪ :‬هو فصل سلطنا فيه الضوء على بعض العوامل التي ساهمت في بوثقة زراعة‬ ‫الفصل‬
‫بالمنطقة المدروسة» من خالل تتبع بعض الجوانب األساسية من المسار التاريخي للكيف بالمغرب»‬ ‫الكيف‬
‫دخوله إلى منطقة زومي» وتطرقنا أيضا إلى طرق تصنيع وتسويق وإعداد الحشيش الذي يمر عبر‬ ‫وكيفية‬
‫ليصير مادة جاهزة وقابلة لالستهالك من قبل المدمنين ‪.‬‬ ‫مراحل‬

‫الفصل السادس واألخير ‪ :‬عمدنا في هذا الفصل إلى الحديث عن مخلفات الكيف السلوكية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية في مجتمع الدراسة» وحاولنا كذلك تتبع أهم القيم الي صاحبت هذه الزراعة‬
‫التي أثرت على البنية الذهنية والتركيبة االجتماعية لدى الساكنة ‪.‬‬

‫وقد واجهتنا صعوبات جمة عند إنجاز هذا البحث المتواضع» منها صعوبات متعلقة بشخص‬
‫الباحث» و أخرى متعلقة بالعالم الخارجي» فاألولى تتجلى أساسا في كون الباحث لم يجد الوقت الكائي‬
‫إلنمجاز بحث يرى أنه لم يكتمل بعد» نظرا لضرورة التوفيق بين مقتضيات الدراسة ومتطلبات هذا البحث»‬
‫فضال عن العائق المادي الذي يكن وضعه في صلب األولويات والصعوبات الذاتية‪.‬‬

‫أما الصعوبات المتعلقة بالعالم الخارجي فهي كثيرة» منها أن مجتمع الدراسة لم يستأنس بعد‬
‫بكثل هذه البحوث االجتماعية التي اقترنت في مخيلته بجهات رسمية نافذة في السلطة» ومن ثم التصنع‬
‫والمراوغة عند تقديم األجوبة من قبل المستجوبين» وذلك خوفا مما يسميه البعض ب " الشوهة "‪ .‬أي‬
‫فضح المجتمع المدروس والكشف عن المستور الذي هو الكيفء وأنه إن شاع وعرف أمره فهذا سيكون‬
‫مدعاة للقضاء عليه» ذلك ألن الرأي العام له دور في الضغط على بعض القرارات السياسية» عالوة على‬
‫هذاء هناك مشكل آخر واجهناه في هذا البحث ربما هو أكبر» يتمثل في صعوبة الوصول واستجواب‬
‫فئة البزنازة الي تتميز بحذرها الشديد» وخاصة مع الغرباء» فحذرها هذا قد يفسر أحيانا بالنوف في‬

‫الوقوع في مغبة السجن بسبب الوشاية أو ما يصطلح عليه محليا ب ( التبركيك ) ؛ " الخواف ماخافت‬
‫خريطة رقم (‪ :)1‬توطين جهة طنجة ‪ -‬تطوان‬

‫المملك المفربية‬
‫وزارة إعداد التراب الوطني‬
‫ل بيد والتعبير واإلسكان‬
‫مديرية إعداد التراب الوطني‬

‫الشهر األنيش المترسط‬


‫‪ 5‬جبة طنجة ‪ .‬نطوان‬

‫القع[‬

‫‪ 8/‬حدود الحب ٌة‬


‫‪ 4‬اال‬
‫‪0‬‬

‫‪00‬‬

‫الشال‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫كلم كت‬

‫المسدر ‪ :‬قسم الخرائطية (إدارة الحافظا التقارية والمديع‬


‫والخراشطية )؛ مديريأ اإلخصاء‬

‫مجتمع الدراسة ( زومي )‬


‫خريطة رقم (‪ :)2‬توطين إقليم شفشاون‬

‫‪ 6‬حدود وممرالبلديه‬
‫اه‬
‫‪ 000‬عدو بين‬
‫ٍ مقرا مامكة‬
‫هم مقر الدتر)‬

‫المجال المدروس ( زومي )‬

‫خريطة تبين موقع جماعة زومى بين الجماعات األخرى من داخل إقليم شفشاون‪ ,.‬وكذلك موقع هذا‬
‫اإلقليم بين األقاليم األخرى ‪.‬‬
‫القسم األول ‪:‬‬

‫اإلطار النظري للبحث‬


‫اإلطار المنبهجي للبحث‬

‫يفترض في أي باحث سوسيولوجي أراد أن يقوم بدراسة ميدانية لظاهرة اجتماعية ماء أن يعر‬
‫بمجموعة من المخطوات المنهجية» التي تسهل عليه بلوغ المعرفة العلمية » وأن يعتمد على إحدى أدوات و‬
‫آليات البحث السوسيولوجي المتعارف عليها قي علم االجتماع » حتى تصير المعرفة المتوصل إليها من قبل‬
‫الباحث موثوقا بما من الناحية العلمية » و قريبة من الواقع االجتماعي المعاش» و على هذا األساس‬
‫تعرضنا بدورنا إلى أهم الخنطوات المنهجية » وكذا آليات البحث المتبعة في هذا الشأن » قصد أن نضفي‬
‫نفحة علمية شكال و مضمونا على بحثنا هذا ‪.‬‬

‫‪ : )1‬الخطوات المبهجية‬
‫‪ -1-1‬اإلشكالية‪:‬‬

‫بما أن تحديد اإلشكالية يعتبر من البؤر المركزية ضمن الخطوات المنهجية للبحث السوسيولوجي‬

‫الميداني » و لما للها من أهمية قي رسم خطوات العمل الالحقة و خاصة ما يتصل منها بوضع فرضيات‬
‫الدراسة (‪ . )1‬فإننا قمنا احتراما لكل هذا بطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫ما المسبب في التحوالت االجتماعي و االقنصادية التي طرأت على ساكنة زومي ؟ هل فعال ً‬

‫القنب الحندي له دور في جل التغيرات االجتماعية و االقتصادية الحاصلة بالمنطقة » أم أنه يظل بصورة أو‬

‫بأخرى مجحرد زراعة حاله حال باقي الزراعات األخرى ال يؤثر في شيء ؟؛ و كيف يمكن رصد أهم‬

‫التحوالت التي رافقت زراعة "الكيف" لدى الساكنة ؟ وما هي مخلفاته على المستوى الفردي و االجتماعي‬

‫واالقتصادي؟ ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الفرضية‪:‬‬

‫إذا كانت الفرضية بشكل عام عبارة عن تخمين عام ذكي و تفسير محتمل يتم بواسطة ربط‬
‫األسباب بالمسببات لتفسير مؤقت للمشكلة و الظاهرة المدروسة (‪ » )2‬فإن وضعها ال يعني ترك الباب‬

‫)‪ - ١‬حمداش‪ ,‬عمار‪ .‬تقنيات البحث السوسيولوجي‪ .‬الطبعة األولى دفاتر طالب علم االجتماع ( رقم ‪) 1‬؛ المطبعة‬
‫السريعة‪ .‬القنيطرة‪.‬ء ‪2006‬م ص ‪20 - 19 :‬‬
‫مفتوحا على أي احتمال كان » بقدر ما يعنى أن بناءها يترجم قدراًكافيا ً من تلك الروح العلمية من‬
‫المؤهالت المعرفية للباحث (©) » لذلك فقد ارتأينا على مالحظتنا األولية لظاهرة زراعة الكيف » وعلى‬
‫بعض المقابالت االستكشافية التي أجزناها في ميدان الدراسة » أن نضع الفرضية المركزية التالية ‪:‬‬
‫نفترض تدخل زراعة "الكيف" ‪ 2‬تحديد التغيرات و التحوالت االجتماعية و االقتصادية بزومى‬
‫» و من هنا دوره الكبير في توجيه أسلوب حياة الساكنة » من خالل تأثيره على المياكل االجتماعية و‬
‫االقتصادية بالمنطقة » و في هذا اإلطار يمكن القول أن العديد من القيم و العادات و األعراف االجتماعية‬
‫تحطمت بشكل أو بآخر مع حضور هذا النوع من الزراعة غير الغذائية ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬أهداف البحث‬
‫أ‪ -‬أهداف ذاتية‪:‬‬
‫و المنشأ » و من هنا فإن هذا العامل قد ساعدنا إلى حد كبير في إجراء الدراسة في ظروف مناسبة»‬
‫كما مكننا من ضمان مشاركة السكان و التقرب أكثر من تصوراتمم و تمثالتمم لهذه الظاهرة التي نحن‬
‫بصدد دراستها » ومن ثمة العمل على تشريح هذا المجتمع » بغية فهم و معرفة أهم التحوالت و‬
‫التغيرات التي طبعت ساكنة زومي على عختلف المستويات » و ذلك من خالل تسليط الضوء بشكل‬
‫مكثف على زراعة الكيف » هذا األخير الذي أثر بصورة واضحة على نمط الحياة بالمنطقة المدروسة‪.‬‬

‫لقد كانت لي أيضا ً دوافع موضوعية الختيار هذا البحث تتمثل في رغبتي الكبيرة في إغناء‬
‫البحث السوسيولوجي و إثرائه و تطويره »نظرا ً لندرة البحوث االجتماعية حول هذا الموضوع ‪ ,‬لذا كان‬
‫من الواجب سد هذه النغرة على نحو علمي موثوق به » وحتى يكون هذا البحث كذلك مثابة وسيط‬
‫بين الفالح و الجهات المعنية » من أجل فهم و تفهم ظروف و أوضاع الفالحين بمذه المنطقة » و‬
‫سماع عن قرب آهات هؤالء الفالحين الذين يجدون صعوبة كبيرة في العيش بدون هذه الرراعة بعدما‬
‫أصبحت أساسية بالنسبة لحم عو كلنا أمل أن يتم االستفادة من بحشا المتواضع هذا في التنمية المحلية‪.‬‬

‫‪ 2‬آليات البحث و منهج التحليل‬

‫‪ -) 7‬ري مصطفى عليانءو عثمان عد غنيم » مناهج أساليب البحث العلمي النظرية و التطبيق ‪ ,‬الطبعة األولى »دار صفاء‬
‫للدشر و التوزيع ‪ 2‬عمان‪.000)2.‬ص ‪65‬‬

‫‪ 3‬حمداش ‪ .‬عمارءتقنيات البحث السوسيولوجي ‪ ,‬م ‪ .‬س ‪ ١‬ص‪21 .‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-1-2‬تقنيات البحث ال ميداق‪:‬‬

‫ولجمع المعلومات» فقد اعتمدنا على المقابلة الموجهة » و المالحظة المباشرة » و‬

‫هما آليئين غالبا ً ما يكون مما من الفعالية لجمع معطيات مهمة و دقيقة بالنسبة للباحث »‬
‫سيما و أن طبيعة المجتمع المدروس و فئة المستجوبين فيه » حيث تمثل نسبة األمية نسبة‬
‫مرتفعة » الشيء الذي يقصي منذ البداية إمكانيات اعتماد تقنية بحث آخر كاالستمارة»‬
‫أضف إلى ذلك أن الحوار المقرون بالكتابة والتدوين الفوري اقترن في مخيلة ساكنة زومي‬
‫مجهات معينة ‪ :‬المخزن و ممثليه » ومن ثم االحتراس» والتمويه و المراوغة و التحفظ على تقديم‬
‫أي معطيات قد تفيد في تقدم البحث و إنارة طريقه ‪.‬‬

‫وقد تضمنت هذه المقابلة التي إعتمدناها أسكلة دقيقة؛ قابلة للتعديل و اإلضافة‬
‫حسب نوع وظروف المبحوث وسياق إجراء المقابلة وهي أسعلة موزعة على ثالث محاو‬
‫األول تناولنا فيه وضعية السكان ما قبل زراعة القنب المندي » ووقفنا هنا قليال ً لتأطير المجتمع‬
‫المرجعي الذي يكن أن نقيس عليه التغير و التحول الطاريء على هذه المنطقة » والثاي‬
‫تطرقنا فيه إلى البدايات األولى لظهور هذه الزراعة» وبعض المعلومات الخاصة بوضعية السكان‬
‫االجتماعية واالقتصادية الحالية» محاولين الكشف عن الثابت و المتحول بمجتمع الدراسة» أما‬
‫الثالث فيتضمن المخلفات االجتماعية واالقتصادية التي ترتبت عن زراعة الكيف» الذي أثر‬
‫على تضاريس المجتمع الزومي» وعلى بنياته التقليدة‪.‬‬

‫ونظرا ً لكون موضوع البحث هو الذي يفرض على الباحث اختيار نوع العينة التي‬
‫سيتوجه إليها بالسؤال عفقد لجأنا إلى اعتماد صنف العينة العشوائية باعتبارها أداة من خال ًا‬
‫يم اختيار أفراد أو مناطق بشكل ال تتدخل فيه رغبة الباحث و إرادته »أي أن في هذه العينة‬
‫يحاول الباحث اختيار األفراد بشكل عشوائي بحيث يعطي لكل فرد من المجتمع نفس الفرصة‬
‫التي تعطى لغيره عند االختيار »وهنا يكون لكل فرد احتمال أن يسأل أو يستجوب مساويا‬
‫لنصيب أي فرد آخر من المجتمع (‪. )4‬‬

‫و بناءا ً على هذا فقد قمنا بتحديد عينة من ‪ 15‬مبحوثا مراعين في هذا التحديد‬
‫على فتتين أساسيتين هما فئة الفالحين (المنتجين) أو الفالحين العاديين وفئة الفالحين الغير‬
‫العاديين ( التجار‪/‬البزنازة) يمكن أن نوضح هذا التحديد على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ -) 4‬مروان‪.‬عبد اليد إبراهيمء أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية‪ ,‬الطبعة األولى مؤسسة الورق‪2000 .‬م » ص‬

‫‪1061‬‬

‫‪11‬‬
‫الفئة التكرار الدسبة المئوية‬

‫فئة الفالحين العاديين ‪00066 10‬‬


‫فئة الفالحين الغير العاديين (البزنازة) ‪221233 5‬‬
‫المجموع ‪100 15‬‬

‫كما هو متضح هناءفي الجدول ءفإن فنة الفالحين هي الخاصية المهيمنة على عينتنا (بنسبة‬
‫‪ », 7‬وو هو مؤشر طبيعي يحب أال يثير استغراب القارئ خاصة إذا علمنا أن المجتمع الذي ندرسه‬
‫هو مجتمع قروي بامتياز يعتمد على الفالحة بشكل كبير »لدرجة يصعب التميز بين فثة المتاجرين ني‬
‫الحشيش أو ما يطلق عليهم بالتعبير الشائع (بزنازة) و الفالحين» ذلك ألن فئة البزنازة هم كذلك‬
‫يمارسون مهنة الفالحة »وقي نفس الوقت يتاجرون في بيع و شراء و تمريب المخدرات لكنهم يشكلون أقلية‬
‫نظرا لما تحتاجه التجارة قي هذا المجال من رأسمال مرتفع نسبيا فضال ً عن وجود عالقات مباشرة مع‬
‫شبكات تمريب المخدرات »وجهات‪ -‬كما يشاع‪ -‬نافذة في السلطة » أضف إلى هذا أنمم أكثر حيطة‬
‫وأكثر حذرا فهم غالبا ما ينجنبون الكالم عن "الحشيش" مع أشخاص غرباء » خوفا ً مما يسموه ب "التبر‬
‫كيك" »و هذا يعكس تلك الصعوبة التي وجدناها في استجواب هؤالء خاصة البرنازة الكبار منهم‪.‬‬
‫خالصة ‪:‬‬

‫بناء على ما سبق يتضح أن االعتماد على تقنيات وآليات البحث السوسيولوجى يعد ركيزة‬
‫أساسية في كل بحث اجتماعي» بحكم أنما تخول للباحث التوصل إلى حقائق قريبة من الواقع الكائن‬
‫والمعاشء إذ لم نقل أنما قريية تماما منه؛ وبالتالي كان جدير في بحننا هذا احترام قوعد المنهج‬
‫السوسيولوجي» مع الحرص على تفعيله على أرض الواقع» وذلك من أجل التوصل إلى بيانات ومعطيات‬
‫علمية مستمدة من ميدان البحث» لنخلص ف نماية األمر إلى معرفة موثوق بما من الناحية العلمية»‬

‫بعيدين عن األفكار المسبقة والجاهزة التي تقدم معرفة عفوية ومشوهة ال تمد بالواقع بأية صلة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الغابي‬
‫الفصل المفاهيمى‬

‫تعديم‪:‬‬

‫إن تحديد المفاهيم و تعريفها يعتبر مرحلة أساسية من داخل أي بحث سوسيولوجيءبل أكثر من‬

‫ذلك يمكسا أن نجازف ونقول بأن التحديد الجيد للمفاهيم المتناولة في بحث من هذا النوعءله تأثير كبير‬

‫على مدى دقة المعطيات التي سيقدمها الباحث في بحنهءوبالتالي توصله في آخر المطاف إلى بحث‬

‫جيدءذلك ألن تحديد المفاهيم يمكن كل من الباحث و المبحوثءبل و حت القاريء أيضاءمن فهم‬

‫معطيات البحث و اإلشكالية التي يطرحهاءلذلك ارتأينا أن نحدد جل المفاهيم األساسية التي ستعتمدها‬
‫في هذا اإلطار ‪:‬‬

‫‪ 2-1‬مفهوم التحول االجتماعي‬

‫عند ما نقرأ لسان العرب تحت مادة الغير» من تغير الحال» وهو اسم بمنزلة القطع و العنب وما‬

‫أشبههما‪...‬ويجوز أن يكون جمعا واحدته غيره» وتغير الشيء حالة ‪ :‬تحول» وغيره ‪ :‬حوله وبدله كأنه‬

‫جعله غير ماكان» وثي التنزيل العزيز‪ :‬ذلك بأن الله لم يكن مغيرا ً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما‬

‫بأنفسهم قال تعلب ‪:‬معناه حق‪ ".‬يبدلوا ما أمرهم اللههو الغير االسم من التغير و غير عليه األمر تحوله‬

‫وهو نفس المعنى الذي بمقتضى هذه الداللة االشتقاقية»يظهر التحول كأنه مفهوم يتقاطع مع‬
‫مفهوم التغير مع فارق بسيط بين مفهومي التحول و التغير» فهذا األخير يكون دائما بشكل مستمر و‬
‫بطيء في حين أن التتحول االجتماعي يعني التغير الجذري»الذي ينحدث جتمع من المجتمعات»ءوفيه يقول‬
‫األستاذ عبد الجليل حليم في سياق آخرءمحاوال أن يضع أوجه االختالف بين التغير و التحول » وربط‬
‫هذا الشأن بالبلدان المتقدمة و المتخلفة إذ يقول ‪ ":‬فإن هذا التغير يعبر بالنسبة للبلدان المتقدمة »‬
‫القوية » المهبمنة على الصعيد الدولي » عن دينامية ذانية مستمرة تحدث في إطار الحضارة األصلية‬
‫ذه البلدان » بينما في حالة البلدان السائرة في طريق النمو يكون التغير » بصفة عامة ‪ ,‬عبارة »‬
‫عن تحول حضاري ‪ .‬حيث نرى كثير من البلدان تأخذ بنماذج أجنبية في مختلف امجاالت ‪.)6( "...‬و‬

‫‪ - 5‬ابن منظور اإلفريقي ا مصري» لسان العرب ‪ 2‬دار صادر ‪ 2‬تجلد ‪ 12‬ص ‪3 40‬‬
‫‪ -) 6‬عبد الجليل حليمءالثقافة و التدمية » الثقافة و التحوالت االجتماعية ‪ ,‬أعمال الندوة المنظمة من طرف كلية االدب و‬
‫العلوم‬
‫اإلنسانية ‪ 2‬الدار البيضاء » ‪ 16‬إلى ‪ 19‬مارس ‪ , 1988‬منشورات دار عكاظ » ص ‪. 7‬‬

‫‪13‬‬
‫هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن مفهوم التحول هو تغير عبارة عن طفرة أو قفزة تحدث على‬
‫المستوى االجتماعي» حيث تحطم و تدمر قيم و عادات اجتماعية معينة و تتغير بصورة جذرية» دون أن‬
‫تحتفظ على جرء من مالمحها األساسية‪.‬‬

‫هي‬ ‫هذا » و تحدر اإلشارة أيضا إلى الكلمة الفرنسية ‪ » 12111861011‬والتي عادة ما نترجمها‬
‫‪ 2‬بعنى‬ ‫األخرى بكلمة تحول » مشتقة من الكلمة الالتينية ‪ 101118110‬و الفعل ©‪0© 1011131‬‬
‫مستعملة و‬ ‫تغير ‪ » 0119103861:‬تعني التغير و التبدل و التقلب و االختالف » ونجدها هي األخرى‬
‫» أي ذلك‬ ‫بشكل كبير في مجال البيولوجيا » حيث تعني التغير المفاجيء داخل النوع » لخاصية وراثية‬
‫التحول الذي يأخذ شكل طفرة ‪. )7‬‬

‫المجتمع من وضعية سابقة إلى وضعية‬ ‫و لعل ما يميز مفهوم التحول االجتماعي » هو انتقال‬
‫يطرأ على مجتمع ما بدون العودة إلى امجتمع‬ ‫أخرى الحقة » لكن يصعب مالحظة هذا التحول الذي‬
‫مجتمع معين » و من ثم يسهل رصد تلك التحوالت‬ ‫الميجعي *» الذي عكننا من فهم التغير الذي يحصل‬
‫التركيز على فترة زمنية معينة عاشها هذا امجتمع »‬ ‫و التغيرات التي تطبع المجتمع المدروس » من خالل‬
‫الموجودة بينهما ‪.‬‬ ‫وربطها بالفترة الحالية »مع األخذ بعين االعتبار الجسور‬

‫‪ 20-2‬مفهوم القبيلة‬

‫يعتبر مفهوم القبيلة من المفاهيم التي أثارت اهتمام العديد من الباحفين » و خاصة‬
‫السوسيولوجيين و االنتروبولوجيين الكولونياليين الذين احتلت القبيلة مركز اهتماماتمم العلمية و‬
‫السياسية إال أن هذا ال يعني أنمم أول من أهتم بمذا المفهوم » فبالعودة إلى التاريخ العربي» نجد أن‬
‫للعرب تراثا قبليا غنياء باعتبار أن القبائل وحدة اجتماعية محورية صاحبت عختلف مراحل تاريخهم وتميزت‬
‫بحضور فاعلء» الزال يستمر حت اآلن في كثير من المناطق (‪ »)8‬لهذا نجد أن العديد من الباحثين و‬
‫الدارسين لهذا المصطلح» كما صرح بذلك صاحب " لسان العرب " قد حددوا له عدة تعريفات» من‬
‫بينهم نجد " ابن الكلبي " الذي يرى أن الشعب أكبر من القبيلة» ثم بعدها العمارة » ثم البطن؛ ثم‬

‫‪ -) 7‬غد الشرقي ‪ .‬التحوالت االجتماعية في المغرب ‪ :‬من التضامن القبلي إلى الفر دانية» إفريقيا الشرق ‪ -‬ص ‪28‬‬

‫' )‪ -‬هو امجتمع الذي بواسطته نفهم مدى حدة التغير الذي يشهده امجتمع الحاللي » و يشترط أن يكون امجتمع المرجعي‬
‫ثابت و‬
‫مستقر من حيث المواصفات التي يتميز بما في مدة زمنية معينة ‪.‬‬

‫*)‪ -‬بوطالب ‪ .‬عد نجيب » سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي من سلسة أطروحات الدكتوراه (‪ , )41‬مركز دراسات‬
‫الوحدة‬
‫العربية » بيروت » الطبعة األولى حزيران يونيو ‪, 2002‬ص ‪52‬‬

‫‪14‬‬
‫الفخذ» واشتق "الرجاج القبائل الشجرة أي أغصاماء والقبيلة هي الجماعة من الناس يكونون ثالثة‬
‫فصاعدا من قوم شتى كالزنج و الروم و العرب » وقد يكونون نحو واحد» وربا من أب واحد (‪. )9‬‬

‫من خالل هذا التحديد العربي للقبيلة » يتضح أن هاته األخير عند العرب مفهوم تم تحديده‬
‫بدقة من خالل االتفاق على أنما تمذل جزءا يندرج في إطار تصنيفات أخرى متدرجة يمكن تحديدها‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -‬الجدم الجمهور الشعب القبيلة العمارة البطن الفخذ العشيرة الفصيلة‬

‫ع‪ 1‬عالسطط‪ 1‬عادرنء ‪ 2‬نط‪ "1‬طماعة ‪ | 1‬طمالعة ‪-1‬كناه‪ | 5‬أمعصرصوءك عصهان) | ععهصواآ‬

‫إن هذا التعريف العربي المقدم حول مفهوم القبيلة يجحعل من هاته األخير مماثلة لوحدات‬
‫أخرى منفصل عنها » وسر هذا االنفصال باعتقاد المجموعات القبلية في انتمائها إلى جد أعلى مشترك‬
‫ثما يفسر وجود عالقات تعارض و تنافس و صرع بين القبائل ‪.‬‬
‫و في نفس السياق فالجد المشترك الذي يوحد صفوف أفراد القبيلة حسب ابن خلدون ليس‬
‫بالضرورة أن يكون االنتساب إليه حقيقياء إذ يقول في مقدمته‪... " :‬النسب أمر وهمي ال حقيقة له (‬
‫‪ » )0‬بل هو ميكانيزم تلجأ إليه القبيلة بطريقة ال شعورية من أجل إعادة صياغة عالقة التعاون و‬
‫االلتحام و االتصال بين أفرادها باعتبارها عالقة طبيعية و قاعد أساسية لإلنسانية ‪ ...‬ويظهر بشكل‬
‫جلي أن للدسب وظيفة اجتماعية ال تخلو من أهية» من حيث تحقيق االلتحام و االتصال بين أفراد‬
‫القبيلة (‪. )11‬‬

‫ونجد ميشو بيلير بوصفه أحد أقطاب السوسيولوجية الكولونيالية » يتحدث عن القبيلة المغربية »‬

‫باعتبارها تضم مجموعة من األفراد ينتمون مجال جغرائي واحد (‪ » )12‬و إذا كانت السيرورة القبلية لدى‬

‫”)نعم مءسء ص ‪.53‬‬

‫‪ -) "9‬عبد الرحمان ‪ ,‬ابن خلدون ‪ -‬المقدمة ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار القلم ‪ .‬بيروت ‪ . 1978‬ص ‪129‬‬

‫‪-) 11‬الحادي المروي ‪ .‬القبيلة ‪ .‬اإلقطاع و المخزن ‪ .‬مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث ‪ 1844-1934‬إفريقيا‬
‫الشرق‬
‫‪. 2010-‬ص ‪47‬‬

‫‪ 280113‬وعنآ ‪.‬تك ردناوعلكاع‪ 1‬تل ع‪2116‬؟ ‪ 12‬ع‪ 0‬ععغطعة عناطتة عع‪ : 1‬عمتقالعءظ عسحطءلل‪12 83‬‬
‫‪, 1914, 22:16.‬وعستوعمعد‪81‬ة عمسعتطععد‬

‫‪15‬‬

‫الرهط‬
‫عالتصة"]‪1‬‬
‫ميشو بيلير ترمي إلى التطور انطالقا من أصل عائلي مشترك » فإنه من ناحية أخرى لم يذهب إلى حد‬
‫اعتبار هذا البعد القبلي عامال محددا لطبيعة الكيان القبلي » بل أفسح في كتاباته » وبشكل واسع ‪-‬‬
‫ابتداء من اللهجرات المتتالية و المتكررة عبر التاريخ و تشكل أطر إدارية‬
‫ً‬ ‫لذكر أسباب االختالط و بواعنه »‬
‫يتسع مداها أو يضيق بتتابع الدول و األحقاب » إلى مستلزمات التعايش و التساكن ضمن إطار‬
‫جغراني مشترك ‪ .‬ما أدى في نماية المطاف إلى التملك الجماعي و العادات و المعتقدات أي إبراز القبيلة‬
‫في نظري ميشو بيلير تحدد أساسا بما هو مشترك بين األفراد» و بما اعتادوا تملكه جماعيا (‪. )13‬‬

‫و في نفس اإلطار سيحاول روبير مونطاني صياغة تعريف القبيلة من خالل معاينة جملة من‬
‫التحوالت التي شهدتها بنياتها على مر التاريخ » خاصة بنيتها السياسية » و هكذا انطلق روبير مونطاني‬
‫من أطروحة مفادها أن المجتمع المغربي ظل على الدوام منقسما على ذاته بين مناطق خاضعة لسلطة‬
‫المخزن و أخرى مستقلة (بالد السيبة ) قدم مونطاني وصفا دقيقا للنظام السياسي الذي ساد القبائل‬
‫البربرية و كذلك عختف المراحل التي مر منها هذا النظام الذي يرى أنه قطع أربع مراحل أساسية ‪)14( :‬‬

‫© مرحلة الحكم الجمهوري » و هو أنه إما ديمقراطي أو أمغراشي‬


‫© مرحلة حكم االمغارات‬
‫© مرحلة اختيار القواد‬
‫© مرحلة حكم المخزن‬
‫مهمة » ففي هذه المرحلة كان التنظيم االجتماعي يتخذ الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الدوار أو المدشر ‪ : 1131116811 :‬وحدة مبنية على عامل النسب أساسا » تشكل‬
‫من ‪ 20‬إلى ‪ " 30‬كانونا " ‪.‬‬
‫‪ .2‬الفخذة أو الموضع ‪ : 50115 152011011 :‬وتضم ما بين ‪ 3‬إلى ‪ » 4‬دواوير التي‬
‫خ ّرن‬ ‫توجد بما المؤوسسات التالية ‪ :‬المسجد األعظم الذي تقام فيه صالة الجمعة أو ِ‬
‫الم ْ‬

‫الجماعي اكادير مراعي و غابات جماعية كانت تسمى بأراضي المشاع ‪.‬‬

‫‪ )13‬المختار الحراس » القبيلة و السلطة ‪ ,‬تطور البنيات االجتماعية في شمال المغرب ‪ ,‬المركز الوطني لتنسيق و تخطيط‬
‫البحث‬
‫العلمي و التقني ‪27 :‬‬

‫‪-) 4‬الزهرة الخمليشي ‪ .‬محاضرة في ‪ ,‬السوسيولوجية المغربية »الوضعية » شعبة علم االجتماع ‪ .‬كلية االدب و العلوم‬
‫اإلنسانية ‪-‬‬
‫تطوان ‪2012 - 2011 -‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .3‬الفرقة أو الخمس ‪ : 0301401 :‬ويشتمل على ‪ 3‬إلى ‪ 5‬فخذات وهي بالمقارنة مع‬
‫الفخذة أو الدوار تتميز بكوتما وحدة سياسية غير دموية إذ يمكن اعتبارها جمهورية‬
‫اسماء بعض العادات المشتركة» وتوجد في نفس الوقت مجردة من كل مؤسسة سياسية‬
‫واضحة " ‪ ...‬وتمفل القبيلة وحدة دموية مفترضة فقطء ألن وحدة التراب أو اإلقليم و‬
‫االهتمام بالدفاع عنه و تطويره هما اللذان يخلقان بين األسر المنئمية لنفس الفرقة مجاال‬
‫اجتماعيا دائماء وليس االتتماء إلى أصل مشترك كما يعتقد السكان المحليون في‬
‫الغالب ‪. )15(...‬‬
‫سمات هذا اللف أنه غير قار و غير ثابت» فنظام اللف بما يتضمنه من انقسام ِإلى‬
‫حربين أو حلفين متعارضين» حيث تخف حدة الصراع أو يتوقف أحيانا كلما 'تعادلت‬
‫كفة الطرفين المتحاربين (‪ ) 16‬علمذا ففعالية اللى ال تظهر فاعليته إال في حاالت‬

‫هكذا عوض العثور من خالل مجهود ميشو بيلير و روبير مونطاني على تعريف محدد للقبيلة‬

‫سنجد أنفسنا أمام تساؤالت أخرى جديدة تتعلق بالقبيلة » لكن هذه المرة متمحورة حول قبيلة بنى‬

‫مسارة موضوع بحثنا » و من ثم الرجوع بالضرورة إلى الميدان » إلى الواقع القبلي المساري ‪.‬‬

‫‪ -1-2‬قب قبيلة بي مسارة‬

‫تقع قبيلة بني مسارة شرق مدينة وزان الجبلية » و تحد القبيلة شرقا بقبائل بني مزجلدة و بني‬

‫زروال » و هماال مع قبيلتي بني أحمد و غزاوة» و غربا بقبائل مصمودة و رهونة » و جنوبا بقبائل سفيان‬
‫» و بني مالك الشرقية ( ‪. )17‬‬

‫ويبلغ طول القبيلة من نمر أوظور في الشمال الشرقي مع بني أحمد و غزاوة إلى النهر الساكت‬

‫غرب بوسرور قرب وزان في الشمال الغربي حوالي ‪ 100 " :‬كلم » يبلغ عرضها من الوسط بين فرقة‬

‫أوالد خيرون الحيط » و بين فرقة مثيوة » و بني أحمد من غزاوة هماال » إلى بني مركلدة جنوبا حوالي ‪50‬‬
‫‪15‬خ شرفي »مس ‪ ».‬ص ‪44‬‬

‫‪-) ) 6‬المختار الحراس » م » س » ص ‪28‬‬


‫‪: 95 . 4‬م ‪ 1902-1890 .‬د عمتقصر دل عستطتع كك ععللتد ب معتاء مط ع‪ 1‬و‪1‬‬

‫‪17‬‬
‫كلم " » و بذلك تقدر مساحة القبيلة بحوالي ‪ 5000‬كلم مربع (‪ » )18‬و تنقسم هذه القبيلة ذات‬
‫الجذور البربرية » إلى قسمين » القسم األول يعتاز بتضاريسه الوعرة و يسمى ببني مسارة العليا » أما بني‬
‫مسارة السفلى فهي معروفة بالسهول و األراضي الفالحية ‪.‬‬

‫ويطلق على هذه القبيلة كذلك بني مرد » ولقبت القبيلة ببني " مرد " لتمردها على القبائل‬
‫المجاورة لها أيام السيبة » وهي فعال قبيلة اشتهرت بالحروب و التمرد سواء مع نفسها أو مع غيرها »‬
‫وكانت ال تتحد إال أثناء الحروب مع غيرها من القبائل المجاورة (‪ »)19‬بعبارة أخرى كانت تنطبق عليها‬
‫تلك النزعة التي أشار إليها إفانس بريتشارد بخصوص قبائل النوير بالسودان» وهي نزعة امجتمعات‬
‫االنتقسامية بمذه القبائل (قبائل النوير) إلى االنشطارء أي تعارض القسمات بعضها مع البعض اآلخر»‬
‫ونزعتها إلى االنصهار» وهو تكتل مجموع القسمات كلما تمددها خطر خارجي (‪ .)20‬ومنه فقبيلة بني‬
‫مسارة بالرغم من وجود نزاعات و خصامات في مستوى أدنى بين أفرادهاء كالنزاع حول األرض أو الماء‬
‫أو العرض» إال أن أفرادها كانوا يتوحدون و يلتحمون في مستوى أعلى عند الخطر الخارجي »و يبدو أن‬
‫قبيلة بني مسارة كانت تعادي قبيلة غزاوة» وقد شهدا حروبا ً طاحنة و دامية؛ بحيث كانت تبادر قبيلة بني‬
‫مسارة إلى تعبئة أفرادها و تجهيزهم للدخول في الحرب» في حالة ماكانت إحدى القبائل المجاورة تمدد‬

‫مصالحها أو تشكل خطرا عليها أو عند مواجهة المخرن في حالة التمرد ‪.‬‬

‫وعاشت بنو مسارة في خالف شبه دائم مع الحكم المركزي عبر التاريخ الجبلي» فقد وقفت إلى‬
‫جانب الدولة المرابطية حتى اتمزامهم أمام الجيوش الموحدية» رغم ما تلقت من المزائم و التقتيل الجماعي‬
‫(‪ »)21‬و على هذا األساس فقبيلة بني مسارة معروفة عبر التاريخ بتمردها على السلطة المخزنية» األمر‬
‫الذي دفع أوكيست موليراس» حين حديثه عن الصراعات المستمرة بين بني مسارة و الجيوش المخزنية و‬
‫صلحاء وزان إلى القول‪" :‬أن خبر هذه الصراعات قد شاع ووصل صداها إلى أوروباء وطبعاء فقد‬
‫اخترلت األحداث ووصاتنا مشوهة؛ حيث تم اعتبارها مجرد ترد مجموعات صغيرة من قطاع الطرق»‬
‫ال يستحق اهتمام األوروببين (‪ »)22‬وقد كانت الجبال الشاهقة التي توجد بمذه المنطقة بمثابة حصون‬

‫و قبائل جبالة‬ ‫‪ ) 158‬عبد السالم البكاري »االشارة و البشارة في تاربخ و أعالم بني مسارة ‪ ,‬و ما واالها من مدينة وزان‬
‫الغربية‬
‫دراسة تارينية ثقافية ‪ -‬اجتماعية ‪ -‬سياسية و اقتصادية لمنطقة الريف المغربية الثانية ‪.‬ص ‪13‬‬

‫‪ -) 17‬عبد السالم البكاري؛ الوجيز في تاريخ و أعالم بني مسارة و عالقة وزان وما واالها من قبائل جبالة » دراسة وثائقية‬
‫تحليلية‪,‬‬
‫الطبعة الغانية ‪ :2007‬ص ‪17‬‬

‫‪ ) 7‬ليليا بنسالمء التحليل االنقسامي مجتمعات المغرب الكبير‪ :‬حصيلة و تقيم ‪ ,‬االنتروبولوجيا و التاريخ» مؤلف جماعيء دار‬
‫توبقال للدشر ‪ .‬ص ‪18‬‬

‫‪ -)21‬عبد السالم البكاري الوجير‪ ...‬م سء ص ‪17 ١‬‬

‫‪ -) 2‬أوكست موليراس‪ ,‬المغرب امجهول‪ ,‬ترجمة عز الدين الخطابي الجزء الثاني ‪ 2007‬منشورات تيفزاز ‪ » 2‬ص ‪407‬‬

‫‪168‬‬
‫طبيعية بالنسبة ألهالي بتي مسارة المشاغبين » إنما القبيلة الصعبة االنقياد ألبناء جلدتما و لذوي القوة و‬
‫العصبية فيهاء وعبر تاريخها تحاربت مع جل القبائل امجاورة لها بسبب و دون السبب» وكثيرا ما كانت‬
‫تأخذ النأر حتى لحيواناتها (‪. )23‬‬

‫والفرق الي تنشكل منها قبيلة بني مسارة هي ‪:‬‬

‫مثيوة» بوقرة» بنو قيس وبني يمل ‪ ٠‬الجحرة و بني راوسءأوالد خيرون» الشرفاء العمرانيين» حجر بني‬
‫بعيشءو أوالد كنون‪.‬‬

‫ويمكن ذكر الدواوير أو القرى المنتمية إلى هذه الفرق على الشكل التالي ‪:‬‬

‫© فرقة مثيوة‪:‬‬
‫أوالد بن رضوان ‪ -‬عين يل ‪ --‬أوالد بن طرييق ‪ --‬الصبانين ‪ -‬بني عمران ‪ -‬حراقة ‪ -‬الحورش ‪ -‬كراجين‬
‫‪ -‬أوالد بن سبيكة ‪ -‬تغنيت ‪ -‬الغويبة ‪ -‬أزاريف ‪ -‬الخيص ‪ -‬الحباجين ‪ -‬الحمرية ‪ --‬أسفالو ‪ -‬تيفوتة‬
‫‪ -‬عين بولحرش ‪ -‬الشعرة ‪.‬‬

‫© فرقة بوقرة‪:‬‬
‫الدشر الكبير بوقرة ‪ -‬أغيل ‪ -‬الرشاقة ‪ -‬الحلحال ‪ -‬قلعة بوقرة ‪ -‬العنينة ‪ --‬الدسول ‪ -‬الشعلين بوقرة‬
‫‪ -‬بني زياد ‪ -‬تايئرة ‪ -‬قمسيت ‪ -‬بني كولش ‪.‬‬

‫فرقة ا جحرة و بني راوس‪:‬‬

‫الموالدة ‪ -‬عين الكبير ‪ -‬العزيب ‪ -‬أسكي ‪ -‬أمحيجر ‪ -‬احالوة ‪ -‬النظامين ‪ -‬عين جير ‪ -‬الرهونيش‬
‫‪ -‬أوالد حاج ‪ -‬الحساكرة ‪ -‬الرملة ‪ -‬قلعة بني راوس ‪ -‬باب الرياحين ‪.‬‬

‫فرقة بني قيس و بني يمل‪:‬‬


‫القشاشدة ‪ -‬أفرى ‪ -‬باب ديوار ‪ -‬عين أقطار ‪ -‬زومي القرية ‪ -‬زومي القيادة ‪ -‬الحراقين ‪ -‬اظهار‬

‫‪ -‬اظهار البليليش ‪ -‬إكرايدو ‪ -‬الكديوة ‪ --‬تكشران ‪ -‬دار الحاج ‪ --‬غلولة ‪ --‬نفري ‪ -‬قلعة بني‬

‫مورشود ‪ -‬أوالد بن تمو ‪ -‬الشعلين ‪ -‬الوة ‪ -‬القليعة ‪ -‬المرج ‪ -‬األمراج ‪ -‬عين أسالن ‪ -‬لوحاحدة ‪-‬‬
‫اشواطر ‪.‬‬

‫© فرقة ب يكلة‬

‫‪ -) 23‬عبد السالم البكاري» الوجيزر ‪...‬ماس ء ص ‪17‬‬

‫‪19‬‬
‫زمورن ‪ -‬زريزرة ‪ -‬بني صرور ‪ -‬المناصرة ‪ -‬أسكار ‪ -‬أوالد مد ‪ -‬زوراك ‪ -‬الزاوية الدجاحنة ‪ -‬دار‬
‫وريغال ‪ -‬الرميلة ‪ -‬بوناهيض ‪ -‬المرينين ‪ -‬العجاجر ‪ -‬الكعالل ‪ -‬دار الشيخ ‪ -‬أوالد الريانة ‪ --‬خندق‬
‫الجراين ‪ --‬سيدي بودومة ‪ -‬الصخرة ‪ -‬اغطيطس ‪ -‬شنيتيل ‪ -‬عين عليق وزاكة ‪ -‬الرميل ‪ -‬بولة ‪-‬‬
‫الدياب ‪ -‬العناصر ‪ -‬الغواوتة العليا ‪ -‬الغواوتة السفلى ‪.‬‬

‫‪ ٠‬فرقة حجر بني يعيش‪:‬‬


‫منونة ‪ -‬عين مزيد ‪ -‬الزباطيين ‪ -‬اكريكر ‪ -‬تاكساوت ‪ -‬بوفنزان ‪ -‬أجالولوة ‪ -‬الدويلية ‪ --‬بوقية ‪-‬‬

‫الشاوية ‪ -‬الصخرة ‪ -‬عين الحاج ‪ -‬عين األربعاء ‪.‬‬

‫‪ :‬فرقة أوال دكنون ‪٠‬‬


‫‪ -‬الزواقين ‪ -‬احساسن ‪ -‬أوالد عبد الله ‪ -‬أوالد بن سليمان ‪ -‬القيطون ‪ -‬الجزيرة ‪ -‬وكرار ‪ -‬كرييز‬
‫‪ .‬ظهر الناج ‪ -‬تزيتة ‪ -‬الحلويين ‪ -‬الداذة ‪ -‬عين صاف ‪ -‬امخافة ‪ --‬دبوز تادلة‬

‫‪ :‬فرقة أوالد خيرون ‪٠‬‬


‫‪ -‬أقرار ‪ -‬تملة ‪ -‬الحريشية ‪ -‬اوالد خيرون ‪ -‬مزورة ‪ -‬بوحيمل ‪ -‬اعسارة ‪ -‬دار غابة ‪ -‬الخرفان‬
‫‪ .‬اخراشيش ‪ -‬العنصر ‪ -‬المناثة ‪ -‬أوالد يعقوب ‪ -‬الصادة ‪ -‬الريحان‬

‫© فرقة الشرفاء العمرانيين‪:‬‬


‫الزاوة ‪ -‬يونان ‪ -‬كشكاشة ‪ -‬أظهيور أزيات ‪ -‬حجر امالغي ‪ -‬السداري ‪ -‬بوعاللة ‪ -‬المنعة ‪.‬‬

‫ولعل ما بميز هذه الدواوير اليوم» هو انفتاحها على بعضها البعض» وأن الفرد لم يعد والثه للدوار‬

‫أو للفرقة أو للقبيلة التي يعيش فيها »هذا الوالء الذي كان يعبر عنه أهالي قبيلة بني مسارة بالعبارة‬
‫المتداولة محليا بقوهم ‪" :‬اللهم ما في الديب ديانا وال في الديب درهونة” ءوانما أصبح والء الساكنة‬
‫اليوم للدولة التي فرضت نفسها بقوة من خالل أجهرتما المادية والمعنوية» وبمعنى آخر أن ايدولوجية الدوار‬
‫أو ما يصطلح عليه محليا " ولد البالد "» أصبحت تختفي بفعل هيمنة المؤسسات العمومية والقيم‬
‫الفردانية التي تبلورة مع دخول الكيف إلى المنطقة» ومنه فهذا األخير (الكيف) زحزح أهم الثوابت‬
‫االجتماعية واالقتصادية بالمنطقة ‪.‬‬
‫' ) ‪ -‬هذه العبارة كانت تستعمل كثيرا أثناء التصويت في االنتخابات ‪ ,‬وذلك من أجل تشجيع الناس ليصوتوا على األشخاص‬
‫المنتخبين محلياء دون أي‬
‫مراعاة لطبيعة الشخص المرشح» ومهم تكن كفاءته العلمية أو الفكرية أو األخالقية أو ما شيئت‪ .‬فذلك اليهم‪ .‬ويكفي فقط أن يكون‬
‫من أهل المنطقة ليتم‬
‫التصويت عليه من قبل الجميع (حتى لو كان ذئبا حسب هذا المثل)‪ ,‬ويهذا المعنى يصبح معيار االنتماء القبلي هو الموجه‬
‫للسلوك االنتخابي ألفراد المنطقة »‬

‫لكن اليوم أصبحت األمور تختلف بفعل تواجد وسائل االعالم واالتتصال وتدفق المعلومات وغيرهاء فإن إنسان هذه المنطقة أضحى‬
‫اليوم يصوت على من يرى‬
‫أنه يستحق ذلكء وأنه سيجلب المنفعة للمنطقة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪1‬‬

‫صورة لنبات الكيف ( القنب الهندي) بمنطقة زومي يونيو ‪2006‬‬

‫ع مععتطمعوة ةا‬

‫تمع ع ‪ 52113 5‬عتطقدمدم‬

‫صورة تمفل األجزاء المكونة لنبات القنب الحددي الذي يطلق عليه علميا ب " كنابيس سائيفا"‬

‫‪ 72‬ولطامتتتلةء)‬

‫‪21‬‬
‫يطلق عليه أيضا بالتعبير العامي "الكيف" » وهو نبات يزرع في معظم االحيان إلنتاج مادة‬
‫الحشيش» وهذا النبات حولي ( أي يعيش موهما زراعيا واحدا فقط )» ينمو بصورة أفضل في الطقس‬
‫المعتدل و الرطبء والنبات ثنائي منزل؛ أي له أزهار مذكرة على نبات» وأخرى مؤنثة على نبات آخرء‬
‫وأنثى القدب هي من تحتوي على مادة الحشيش» التي هي مادة صمغية تستخرج من ساق النبات» لهذا‬
‫يكون االهتمام كله موجها نحو أنثى القدب ‪.‬‬
‫أضف إلى ذلكء أن المارجوانا أو الحشيش» هي أسماء لمستحضرات نبات واحد يسمى علمياء‬
‫كنابيس ساتيفا ‪ » 0312128115 581192‬نبات حولي سمي قليها بالقنب الحندي» وهو نبات ينمو‬
‫طبيعيا أو بريا ‪ ...‬ويعتير نبات القنب أقدم النباتات غير الغذائية لإلنسان» بدأ في أسياء ثم انتشر بعد‬
‫ذلك في العالم ‪.)24(...‬‬

‫ويقال في بعض المراجع إنه ظهر أول ما ظهر فوق جبال الحمااليا في همال الحند منذ ما يقرب‬
‫من ‪ 35‬قرناء ومن هنا أنتشر مع تحركات البشر الرحل في جميع أنحاء العالم» ويشير تاريخ القدب إلى أنه‬
‫أستخدم عدة إستخدامات» فقد صنعت من أليافه أحبال و أنواع من األقمشة المتينة» كما وصفه‬
‫األطباء لعالج أدواء بعينهاء وأستعمل كذلك ألغراض ترويحية (‪ »)25‬بحيث كان الكهنة الحنود يعتبرون‬
‫الكناييس(القدب ‪ -‬الحشيش) من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفالتمم‬
‫الدينية» وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى اإلله" أندرا"» واليزال يستخدم‬
‫هذا النبات في معابد الحندوس والسيخ في الند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في األعياد المقدسة حتى اآلن ‪.‬‬

‫وق نفس اإلطار» كان استهالك الكيف بالمغرب منوط ببعض الطوائف الدينية» كما هو الحال‬
‫بالنسبة لسيدي هدي * » الذي كان يعول بنفس المنشوج من طرف القبائل التالية ‪ :‬غزاوة كانت تمنحه‬
‫اننى عشرة قنطارا من الكيف » بني دركول كانت تعطيه أربعة قناطر» نفس الكمية الكيفية كانت تمنح له‬
‫من طرف قبيلة كتامة » في كل سنة » إذ أن الكيف كان يستعمل من طرف الهداوة لتسهيل عملية‬
‫الذكر(‪. )26‬‬

‫لكن السؤال الجوهري الذي يمكن طرحه في هذا السياق هو‪:‬‬

‫‪ -) 4‬زين العابدين‪ ,‬الحشيش‪ .‬المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب بالرياض ن ‪1987 / 1406‬م ص ‪15‬‬
‫‪ - ) 5‬مصطفى سويف‪ .‬المخدرات و المجتمع‪ ,‬نظرة تكاملية ‪ ,‬عالم المعرفة ‪ ,‬العدد ‪ 205‬يناير ‪ 2 1996‬ص ‪33‬‬
‫* )‪ -‬ولي صالح يوجد في سافلة موالي عبد السالم بن مشيش بإقليم تطوان ‪.‬‬

‫غ يد بدواح ‪ ,‬دور زراعة الكيف في التحوالت االقتصادية االجتماعية و امجالية و آفاق التنمية في جبال الريف ‪ :‬ثماذج من‬
‫)‪ُ -‬‬
‫الريف األوسط ‪ .‬أطروحة لنيل الدوكتوراه » تنصص الجحغرافيا » جامعة غُيّد الخامس ‪ ,‬السنة الجامعية ‪ . 2002 - 2001‬ص‬
‫‪. 80‬‬

‫‪22‬‬
‫كيف دخل القنب الهندي إلى المغرب»؛ باعتبار أن هذا النبات ظهر أول مرة في أسيا ؟ ومتى‬
‫دخل إلى المغرب» وتحديدا إلى منطقة كتامة الى تعتبر أول منطقة تعتمد هذه الزراعة بالمغرب ؟‪.‬‬
‫فإذا قمنا بنظرة سريعة و خاطفة للجذور التاريخية للكيف بالمغرب» سنجد أن الكيف لم يكن‬
‫موجودا بكتامة و نواحيها قبل سنة ‪1800‬م » وذلك ما أكدته بعض الروايات الشفوية الي صرحت أن‬
‫الكيف كانت بداية تواجده بمنطقة كتامة ما بين ‪ 1800‬و ‪1900‬م‪ ,‬أي مع بداية التدخل‬
‫والحقيقة» أنه ليس هناك تاريخ محدد لظهور الكيف في المغرب» لكن حسب بعض الدراسات‬
‫األوروبية» فإن زراعة الكيف ف منطقة كتامة بالريف األوسط تعود إلى القرن السادس عشر‪ .‬وفي نماية‬
‫القرن التاسع عشر تحولت إلى زراعة مكشوفة» حيث حصل بعض الفالحين على تراخيص إدارية بذلك‪.‬‬
‫وي سنة ‪ 1906‬قرر مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي هيأ لنظام الحماية سنة ‪1912‬م انشاء "‬
‫وكالة التبغ والكيف " وهي شركة ذات رأسمال أجنبي الحتكار شراء وبيع مجموع إنتاج التبغ والكيف‬
‫الذي يروج بالمغرب ‪.‬‬
‫وبعدما دخلت نبتة " الكيف " ضمن الجدل الطبيء بداية القرن العشرين » ووضعت على‬
‫الئحة " عصبة األمم " » وأصبحت زراعتها بالمغرب تخضع لتراخيص » شركة التبغ والكيف » ظلت‬
‫زراعة هذه المادة بمنطقة الشمال» مباحة ومكثفة» تغذي االستهالك الداخلى والطلب الخارجى وتغطى‬
‫حوالي ‪ 9080‬من النشاط الزراعي لمنطقة الريف ‪.‬‬
‫‪ 1 - 3‬نظرة موجزة للتسلسل التاربخي للكيف في المغرب‬
‫© بداية زراعة الكيف في بعض دواوير منطقة كتامة بالريف األوسط تعود إلى القرن السادس عشر‬
‫»؛ وكانت تزرع بصورة ضعيفة جداء وبطرق غير مكشوفة ‪.‬‬
‫» في خماية القرن التاسع عشر أي مع بداية التدخل االستعماري في المغرب تحولت هذه الزراعة‬
‫إلى زراعة مكشوفة» حيث حصل بعض الفالحين على تراخيص إدارية بذلك‪.‬‬
‫©ه ‪ : 1906‬مؤتمر الجريرة الخضراءء» بمهد الباب الحتالل المغرب» ويمهد بابا آخر للكيف‬
‫لتستوطن هذا البلد ‪.‬‬
‫‪ : 1912‬المغرب محتل من قبل فرنسا وإسبانيا والكيف تزرع في جبال الريف األوسط بالشمال‬
‫وت الغرب وي الحوز بالجنوب‪.‬‬
‫‪ : 1919‬صدور ظهير بإيعاز المستعمر» ينظم عملية زراعة الكيف وتسويقها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 1‬ا لمجاهد د بن عبد الكريم الخطابي يبسط سيطرته على جزء كبير من منطقة الريف‬
‫ويكاد يقضي على زراعة الكيف‪.‬‬

‫‪ : 6‬القضاء على الحركة التحريرية للمجاهد الخطابي» وعودة الكيف إلى الظهور‬
‫واالنتشار‪.‬‬

‫‪ : 4‬استقالل الجزء الفرنسي من المغرب» والقضاء على زراعة الكيف في الغرب والحوز‪.‬‬
‫‪ : 6‬استقالل شمال المغرب عن إسبانياء وانظمام وظهور خالفات جادة بين القصر‬
‫وزعماء الريف ‪ ...‬زراعة الكيفش مستمرة‪.‬‬

‫‪ : 1959 -- 8‬الصراع الدموي بين المخزن وساأكنة الريف» يسمح لسكان الريف‬
‫األوسط ( كتامة وبتي خالد ) باالستمرار في زراعة الكيف لضمان والئهم للقصرء أو حيادهم‬
‫عن النزاع‪.‬‬

‫بعد ‪ : 1959‬عدم الثقة بين المخزن وسكان الشمال» وبالخصوصء سكان الريف‪ .‬تجريم‬
‫زراعة الكيف وعدم اتخاذ أي خطوات للقضاء عليها‪.‬‬

‫‪ ...‬وبداية زيارة عدد من المشاهير لجبال الريف األوسط لالستمتاع بالحشيش والطبيعة الخالبة‬
‫للمنطقة» فكان تركز السياح يتم بالخنصوص في مركز إساكن » والذي كان يطلق عليه " كتامة‬
‫مالية لثني السكان عن زراعة الكيف ‪.‬فشلت» ثم ترك السكان لحاهم‪.‬‬

‫‪ : 4‬إصدار ظهير يشدد العقوبة على المزارعين الممسكين للكيفء والمروجين للحشيش»‬
‫ويوصي بضرورة تقديم المدمنين إلى مصحات العالج من اإلدمان ‪.‬‬

‫‪ : 7‬إنشاء اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات» ورغم سلطاتما البسيطة» فقد ماتت في‬
‫مهدها‪.‬‬

‫‪ : 0‬زراعة الكيف تزداد انتشاراء وا محاوالت المبذولة من الدولة المغربية بمساهمة وتعاون من‬
‫منظمات دولية للقضاء على الكيف من خالل إيحاد بدائل» تفشل ‪.‬‬

‫‪ : 6‬وزير الداخلية إدريس البصري يقوم بحمالت كبيرة» ويسجن كبار تجار المخدرات»‬
‫ويحاصر تحار الحشيش ‪.‬‬

‫‪ : 0‬الكيف تزداد انتشاراء» وتغزو مناطق جديدة‬

‫‪24‬‬
‫‪ 2005‬االعالن عن إقليم العرائش بدون القنب الحندي» وبالفعل تم القضاء على هذه الزراعة‬
‫نمائيا في هذا اإلقليم ‪.‬‬
‫©» ‪ : 2008‬اإلعالن عن محاربة الكيف منطقة الشاون وعدد من المناطق األخرى ‪.‬‬

‫© ‪ : 2011‬زراعة الكيف تتوسع وتغزو مناطق جديدة؛ في ظل انشغال السلطات بما يحري في‬
‫المغرب والبلدان العربية من فوران شعبي ‪.‬‬
‫‪ : 2012‬الجفاف الذي أصاب المغرب هذه السنة» وضعف مويل حملة امحاربة ضد الكيف‬
‫بسبب نقص في الميزانية المالية » الشيء الذي ساهم بصورة من الصور في توسع رقعة األراضي‬
‫المزروعة بالكيف ‪.‬‬
‫ويالحظ أن المغرب أدرك مبكرا الخطورة التي تشكلها المخدرات على صحة مواطنيها وعلى المجتمع‬
‫بشكل عام‪ ,‬لهذا دأبت المغرب منذ االستقالل إلى اليوم على بذل مجهودات البأس بما من أجل القضاء‬
‫أو باألحرى التقليص من المساحات الكيفية المزروعة» وتنعكس هذه المجهودات في انضمام المغرب إلى‬
‫منظمة االنتربول سنة ‪1956‬م» وفتح مركزا وطنيا بالرباط لمكافحة الجريمة وترويج المخدرات» وفي عام‬
‫‪ 1‬انضم المغرب إلى االتفاقية الدولية حول المخدرات» وني عام ‪1971‬م انضم إلى االتفاقية‬
‫الخاصة بالعقاقير المخدرة» وق عام ‪ 1988‬ساهم في صياغة فينا التي صادق عليها جاللة الملك في ‪9‬‬
‫أكتوبر من سنة ‪1992‬م "‪.‬‬
‫وعلى المستوى الجهوي شارك المغرب في أشغال مختلف المناظرات واالجتماعات المتصلة‬
‫بموضوع المخدرات ( على الصعيد العربي كما على الصعيد اإلفريقي واإلسالمي والدولي) وخاصة مؤتمر‬
‫رؤساء المصالح الوطنية المكلفة بمحاربة الترويج غير المشروع للمخدرات بإفريقيا القاهرة ‪ .1990‬والمؤتمر‬
‫الدولي حول مكافحة المخدرات لندن ‪ 1989‬واشغال مجموعة " تريفي " االروبية ‪...‬ال‬

‫خالصة‪:‬‬
‫تعرضنا في هذه الفصل إلى مفهوم القبيلة بشكل عام؛ ومن ثم حاولنا أن نضع المجتمع‬
‫المدروس في إطاره القبلي لتوضيح الصورة أكثر للقارئ» وسلطنا الضوء كذلك على بعض المالمح العامة‬
‫')‪-‬أنظر‪ :‬غُي ّد أديب السالوي‪ ,‬المخدرات في المغرب وفي العالم‪ .‬الطبعة األولى ‪ ,‬البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع » ‪1997‬م‬
‫ص‬

‫‪111‬‬

‫‪25‬‬
‫المتعلقة بقبيلة بني مسارة» وذلك حتى نستطيع النزول قصدا إلى األرضية القبلية الي تمي إليها منطقة‬
‫زومي» وفي نفس اآلن تطرقنا إلى أهم الخطوط العريضة المتعلقة بمفهوم التحول االجتماعي» باعتباره‬
‫مفهوم رئيسي داخل بحثنا هذاء ولعل هذا األمر يجعل " نبات الكيف " باعتباره زراعة غير غذائية» له‬
‫دور كبير في تالك القفزة االجتماعية التي شهدها المجتمع المساري بشكل عام؛ والمجتمع الزومي بشكل‬
‫خاص» لينتقل هذا األخير من التضامن القبلي إلى الفردانية ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫الفصل المنوغراني‬

‫‪26‬‬
‫من األهمية بمكان تقد معلومات عامة حول منطقة زومي موضوع دراستناء وذلك قصد‬
‫توطين المجال المدروس» وعرض أهم الخصائص المميزة لجماعة زومي» ولن يكون هذا سهالء بدون العودة‬
‫إلى منوغرافية الجماعة التي نستطيع من خالها التوصل إلى معلومات مهمة تخص المنطقة على مختلف‬
‫المستويات» و التي تيسر و تنير طريق هذا البحث المتواضع الذي نطمح عبره التوصل إلى حقائق واقعية‬
‫بعيدة كل البعد عن المعرفة العفوية التي ال تستقرئخ الواقع وال تنخذ من المعطيات الميدانية رافدا لما‪.‬‬
‫‪ -1‬أصل التسمية ( زومي )‬

‫يذكر األستاذ عبد السالم البكاري في كتابه الوجيز» أن كلمة زومي لما مدلوالن‪ :‬المدلول‬

‫األول أن كلمة " زومي " بربرية اللهجة» ومعناها الضيق أو مكان يقع بين هضاب و روابي و نجود‬
‫وجبال» وبالنظر إلى جغرافية موقع زومي» فإن إطالق الكلمة على هذا الموضع حقيقة باللهجة البربرية»‬
‫ومعنى الكلمة " زم " أي ضيق وهي نقيض واسعء وتضارعها كلمة زمزم القبطية (‪. )27‬‬

‫أما المدلول النائي‪ :‬يظهر من تاريخ المنطقة أن زومي كانت مسكونة بأهالي السوس االدن »‬
‫الذين ظلوا بما عشرات القرون قبل الفتح اإلسالمي لشمال إفريقياء ومكنوا بما قبل زمان الرحيل» وهؤالء‬
‫هم الذين أطلقوا عليها هذا االسم بناء على الموقع الجغرائي للمكان» وعلى هذا ستكون التسمية قديمة‬
‫جداء وهذا هو الراجح ألن السكان األصليين لهذه المنطقة كانوا برابرة (‪. )28‬‬

‫إذا كان هذا التفسير الذي قدمه المؤرخ المساري عبد السالم البكاري ألصل و مدلول كلمة "‬
‫زومي " » فهذا ال يمنعنا نحن من طرح مدلول آخر هذه الكلمة بالذات» توصلنا إليه من خالل‬
‫استجواب بعض المبحوثين» وهو مدلول ال يرتبط بالتاريخ الغابر المتعلق بالسكان األصلين لهذه المنطقة»‬
‫بقدر ما يرتبط بالفترة االستعمارية وتحديدا بعد سنة ‪1926‬م» أي تلك السنة التي دخل االستعمار‬
‫الفرنسي منطقة زومي» و أنشأ بما ذكنة عسكرية» وأقام المستعمر هذه الذكنة في مكان استراتيجي يطلق‬
‫عليه اليوم اسم " القشلة " » أي قشلة الجنود الفرنسيون الذين كانوا من خاللها يراقبون انمجال بسهولة و‬
‫على نحو محكم ‪.‬‬

‫هكذا فإن المستعمر الفرنسي هو من أطلق على هذه المنطقة اسم زومي ‪ » 20111121‬وتعني‬
‫هذه الكلمة ‪ " :‬منطقة العمليات و التجمعات العسكرية و التدخالت " ءإذ أن كل حرف من كلمة‬
‫زومي ( ‪ ) 20133331‬باللفظ األجنبي هي عنتصر لعبارة تقابلها يمكن ذكرها على الشكل األ ‪:‬‬

‫‪ - ) 7‬عبد السالم البكاري ‪ ,‬الوجيز ‪ ...‬مءس )ص ‪259‬‬


‫‪ -)2‬ن‪.‬امء سء ص ‪259‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ : 26 2( 0: 70‬كي (‪1‬‬
‫‪3( ][ << 7 4( 2: 6‬‬

‫‪0 2 :<< [ (5‬‬

‫وفي هذا السياق» فكلمة زومي ‪ 20111111‬مكونة من خمس حروف التينية » وأن هذه الحروف‬
‫تخترل خمس عبارات » هى ‪ :‬منطقة العمليات و التجمعات العسكرية و التدخالت ‪.‬‬

‫صورة تمذل إحدى البنايات االستعمارية بمكان إستراتيجي ( فشلة زومي ) التي كان يوظفها المستعمرالفرنسي في‬
‫مراقبة تحركات و سكنات أهالي منطقة زومى » مارس ‪22‬؛» عدسة شخصية ‪.‬‬

‫‪ - 2‬خصائص لمجال المدروس‬

‫تم إحداث جماعة زومي سنة ‪1962‬م‪ ,‬ويقع مقرها بمركز زومي» وتبلغ مساحتها اإلجمالية‬
‫‪ 9‬كلم مربع» وكذا ‪ 101»386‬نسمة من عدد السكان حسب احصائية ‪ 2004‬موزعين على‬
‫‪ 6‬مشيخات و ‪ 61‬دواراء وهي تابعة لنفوذ القيادة التي توجد هي األخرى في مركز» زوميء والتابعة‬
‫بدورها لدائرة مقريصات اقليم شفشاون والية تطوان جهة طنجة تطوان ( ‪. )29‬‬

‫‪ - 3‬المعطيات الجغرافية للجماعة ‪:‬‬

‫تقع جماعة زومي في القسم الشمالي الغربي من المغرب» تبعد عن مدينة وزان ب ‪9‬كلم‬
‫وعن مدينة شفشاون ب ‪ 69‬كلمء تحدها شماال جماعة مقريصات وجدوبا جماعة سيدي رضوان وشرقا‬

‫‪ - ) 7‬مونوغرافية زومي‬

‫‪28‬‬
‫جماعة قلعة بوقرة » وتحتل مساحتها ما يناهز ‪ 30948‬كلم مربع ؛ واراضيها عبارة عن جبال وهضاب‬
‫وقليال من األراضي المنخفضة» وكل هذه العناصر تكسوها غابات من اشجارالعرعار و الدرو و الجرب ‪.‬‬
‫‪ - 4‬البنية التحتية للجماعة‬
‫تتوفر جماعة زومي على بنية ضعيفة شيئا ما‪.‬‬
‫‪ - 1 - 4‬الشبكة الطرقية ‪ :‬تخترق جماعة زومي شبكة طريقية هشة متمثلة فيما يلي ‪:‬‬
‫الطريق المعبد الرابط بين وزان عبر جماعة سيدي رضوان‪ .‬في اماه جماعة زومي» ثم الطريق الرابط بين زومي‬
‫و المؤدي إلى شفشاون عبر المقريصات ‪.‬‬
‫‪4‬ه ‪ - 2 -‬ا ماء الشووب ‪ :‬بالنسبة للماء الشروب» فإن ساكنة مركز زومي تعرف تغطية شاملة بشبكة‬
‫الماء الشروب» ومصدر هذه الشبكة هو المياه الجوفية التي توجد بالمنطقة» وتحديدا مركز زومي» أما‬

‫بالنسبة لسأكنة المجال القروي فتعتمد على مياه اآلبار والعيون‪.‬‬

‫‪4‬ه ‪ - 4 -‬البريد وا مواصالت‪ :‬يتوفر مركز زومي على مكتب بريد واحد» يقدم الخدمات في هذا المجال»‬
‫كما يتوفر على مجموعة كبيرة من المخادع الحاتفية الخاصة‪ »:‬والتابعة التصاالت المغرب» وميدتيل»‬
‫باإلضافة إلى توفر شبكة الالسلكي ( واناء اتصاالت المغرب» وميديتيل» اينوي ) ‪.‬‬
‫البنك الشعبي ‪.‬‬

‫‪ - 5‬القطاعات اإلنتاجية بالجماعة‪:‬‬

‫‪ - 1 - 5‬الفالحة‪ :‬يرتكز النشاط االقتصادي للجماعة على الفالحة التقليدية بشقيهاء الزراعة» وتربية‬
‫المواشي‪.‬‬

‫‪ -1 - 5‬الزراعة ‪ :‬تشكل األراضي الصالحة للزراعة حوالي ‪ 6870‬هكتار من ضمنها‬


‫‪ 4‬هكتار مسقية» والباقي عبارة عن أرضي البور» ويضم معظم هاته األراضي‬
‫أنواع عختلفة من الحيوب ( القمح » الشعير » الكال ً ‪. )...‬‬

‫‪29‬‬
‫أساسيا آلغلب الساكنة وهي تشمل كل من ( الغنم ‪ 7600 :‬رأس»ء الماعز ‪ 10000‬رأس‬
‫البقر ‪ 5000‬رأس ) ‪.‬‬

‫‪ -3 - 3‬التجارة‪ :‬تتوفر جماعة زومي على سوق أسبوعي تقليدي كبير» يتم استغالله يوم‬
‫االثنين» ويعرف رواجا خاصة في ميدان المنتوجات الصناعية» وتتوفر الجماعة أيضا على ذكاكين‬
‫بحارية عديدة؛ وعلى سوق تعرض فيه الخضر والفواكه واللحم ‪...‬‬

‫‪ - 4- 5‬الصناعة التقليدية ‪ :‬فيما يخص الصناعة التقليدية» فإن جماعة زومي ال تتوفر إال‬
‫على المحالت التي تمارس فيها النجارة و الحدادة (‪. )30‬‬
‫‪ - 6‬األشكال العقارية لألرض برومي‬

‫‪ - 1 - 6‬ال ملك الخاص‪ :‬هي تلك األراضي التي توجد في ملكية خاصة تخول لصاحبها حق‬
‫التصرف في ملكه بكل حرية ودون قيد؛ وبما يتوافق مع مصالحه األولية» وهذه األراضي يتم‬
‫الحصول عليها غالبا عن طريق اإلرث أو يتم شرائها من قبل الفرد‪.‬‬

‫‪- 2 - 6‬األمالك ا مخرنية ‪ :‬هي أراضي تدخل ني إطار أمالك الدولة ( بالدات المخزن ‪/‬‬

‫االراضي السعيدة ) » وتحتل األراضي المخزنية الغابوية بالمجال المدروس نسبة ‪ 11242‬هكتار‬

‫مغروسة و‪ 5404‬هكتار طبيعية (‪ »)31‬لكن هذه االراضي الغابوية التي تشكل ثروة بيئية‬
‫وطبيعية مهمة أضحت اليوم مهددة بفعل االستغالل المكثنف» الذي يتجلى في عملية الرعي‬
‫الجائر وجمع الحطب ‪ .‬فضال عن تحويل هذه االراضي إلى أراضي خاصة من قبل بعض الفالحين‬
‫الذين لهم أراضي بحوزتما أو ما يصطلح عليه محليا ب " الزيادة في األرض " عالوة على ذلك‬
‫هناك مشكل آخر رما أخطر بكثير في هذا الشأن يتمظهرأساسا في اندالع الحرائق» كالحريق‬
‫الذي أصاب غابة " ايزارن " سنة ‪ 2007‬التي تقدر مساحتها ب ‪ 5640‬هكتار وجزء من‬
‫غابة المرج " امزيز " البالغة مساحتها ‪ 31900‬هكتار بعد ايزارن (‪.)32‬و يشاع أن سبب‬
‫هذه الحرائق قد يكون في بعض األوقات متعمدا من طرف البزنازة الكبار الذين يلجأون إلى هذه‬

‫‪ - ) 37‬مونوغرافية زومي ‪2004‬‬


‫‪ - ) 31‬التقرير السدوي جماعة زومي لسنة ‪2010‬‬
‫‪ ) 2‬مركز المياه و الغابات (زومي) » ‪. 2007‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ - 3-6‬أراضي االحباس‪ :‬أراضي تم وقف ريعها من طرف أفراد أو جماعات على األعمال‬
‫الخيرية واإلنسانية» تتكفل بتدبيرها وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ .‬وتصل مساحتها إلى حوالي‬
‫‪ 4‬ألف هكتار وتمئل ‪ 901‬من األراضي الفالحية‪ .‬وقد يكون المحبس سلطة مخزنية أو فردا من‬
‫ذوي النفوذ والعلم أو شخصا عاديا‪ .‬وقد اتسع هذا الشكل العقاري مع إقدام المخزن على وقف‬
‫ربع العدد من أراضيه لفائدة بعض شرفاء وصلحاء الزوايا في إطار تدعيم المشروعية الدينية‬
‫للسلطان من جهة وتقوية التحالفات مع مختلف مكونات الدسق السياسي من جهة ثانية» ويقوم‬
‫إستغالل أراضي األحباس على أساس االنتفاع دون التملك» وتوجيه ربع هذا االنتفاع إلى‬
‫الخدمات اإلحسانية والدينية (‪»)33‬وتسمى هذه األراضي بالمجال المدروس ب" أراضي الجامع "‬
‫ويتم استغالنما في معظم األوقات من طرف سكان المنطقة عن طريق كرائها ليتم زرعها بالكيف »‬
‫الشيء الذي يعني أنما لم تعد لحا تلك الحرمة التي كانت لما سابقاء فبعدما كان يعتقد أفراد المنطقة‬
‫أنه يصاب باللعنة والضرر كل من سولت له نفسه في أن يأخذ ولو شيرا واحدا من هذه األراضي‬
‫بغير حقء أو أن يتم استغالنها فيما ال يرضي الله " األرض د الجامع كتفلس " لكن اليوم اختفى‬
‫هذا التصور المجالي لهذا النوع من األراضي» و أصبحت تكترى بثمن مرتفع نسبيا حسب‬
‫خصوبتها ومساحتها من أجل استغالها وزراعتها بالكيف‪.‬‬
‫‪ - 4-6‬أراضي الشرفاء والزوايا ‪ :‬ومكن وضع هذا الصنف من األراضي في خانة أراضي‬
‫الجموع الساللية» وهي أراضي كان يمنحها بعض أفراد المنطقة إلى األولياء والصلحاءء إعتقادا‬
‫منهم أن لألولياء قدرة خارقة على قهر األرواح الشريرة وجلب الخير لمن يرضيهم وإلحاق الشر بمن‬
‫يسخطهم من الناس هذا كانت هذه األراضي المهدآت إلى هؤالء الصلحاء بمثابة حصن للفرد من‬
‫الشرء إذ يقول أحد المستجوبين " كنا كنقدمو األرض لشي والي معروف عندنا ونقولو هد‬
‫االرض أو هد الشجرة لموالي عبد القادر أو لموالي عبد الله الحاج أو لشي ولي أخور‪ ,‬باش‬
‫يجيب الله تيسير فاألرض ديانا ويرزقنا من نعم ديالو »ويحمينا من الشر ويبعد عنا البال "‪.‬‬
‫ويبدو من خالل معاينتا للواقع المدروس» أن مجمل دواوير المنطقة كان لما ضريح أو‬
‫ضريحين لألولياء الصالحين وعلى سبيل المنال نجد ضريح موالي عبد الله المبطي بدوار زومي» وضريح‬
‫موالي بن قاسم بدوار الموالدة»ثم ضريح سيدي عبد الله بدوار الحورشء؛ ثم ضريح سيدي عبد القادر‬
‫بدوار عين يمل (‪)34‬؛ وعلى هذا األساس» يالحظ أن لكل ولي من هؤالء األولياء أراضي تابعة لضريحه‬
‫تسمى”" السيد" أو " الروضة " » وغالبا ما تخصص هذه االراضي في دفن الموتى ‪.‬‬

‫‪ - 33‬عبد الرحيم العطري‪ :‬تحوالت المغرب القروي أسئلة التدمية المؤجلةالطبعة الثانية ‪ 2012‬طوب بريس‪ -‬الرباط» ص ‪25 :‬‬
‫‪ - )4‬التقرير السنوي لجماعة زومي لسنة ‪.2010‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ - 7‬القطاعات االجتماعية بالجماعة‬
‫يمكن إجمال هذا القطاع في المؤسسات التالية ‪:‬‬
‫‪ - 1-7‬التعليم ‪ :‬يتواجد بمركز زومي ثانوية واحدة» وإعدادية واحدة» ومدرسة ابتدائية واحدة»‬
‫أما المجال البدوي فيعرف مجموعة من المدارس االبتدائية المتفرقة ‪.‬‬
‫ويحتوي المركر أيضا على دار شباب واحدة» مفتوحة األبواب منذ أن تم بناؤها‪.‬‬
‫‪ - 2-7‬الصحة‪ :‬تتوفر سأكنة زومي على مركز صحي واحدء يتكون طاقمه من طبيب واحد‪.‬‬
‫واحد» وتسعة ممرضين» والثابي على طبيب واحد كذلكء وممرضين» باإلضافة إلى وجود مستوصف‬
‫مشغل بالحمربة وآخر غير مشغل بالجحرة» فضال على توفر ثالث صيدليات يركز زومي ‪.‬‬
‫‪ 8‬حالمعطيات الدبمغرافية للجماعة‬
‫و‪ 61‬دوارا (‪. 65‬‬
‫والمالحظ دائما أن مركر زومي الذي تمت ترقيته إلى مركز حضري سنة ‪ »2009‬يعرف نسبة كبيرة‬
‫من عدد السكان بالمقارنة مع الضواحي» ولعل ذلك راجع إلى مختلف المؤسسات اإلدارية والعمومية التي‬
‫يتوفر عليها مركز زومي» ورغم ذلك فإن سكان المنطقة اليوم أصبح يتطلع إلى استعمال وسائل عصرية‬
‫لمنع الحمل كاألقراص واللولب» والحقن» وكذا العازل الطبي» وهذا األمر بمثابة مؤشر يعكس أن هذا‬
‫امجتمع يعرف تحوالت مهمة» وربما هذا المؤشر قد يدعم فرضيتنا المركزية التي مفادها أن التغيرات التي‬
‫طرأت على سأكنة زومى» قد يكون سببها تحسن الجانب االقتصادي لدى الساكنة بفضل عائدات‬
‫الكيف» ذو المردودية المرتفعة» وهذا بطبيعة الحال أدى إلى تحوالت اجتماعية هامة على مختلف‬
‫المستويات ‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫ْق الواقع إن جماعة زومي تعيش مخاصا تطوريا كبيراء على المستوى االقتصادي واالجتماعي‬
‫والثقاقي والسياسي» وتتوفر هذه الساكنة على معطيات دعغرافية مهمة» وكذا موارد طبيعية البأس بماء‬

‫‪000 35‬‬
‫) ‪ -‬مونوغرافية جماعة زومي‬

‫‪32‬‬
‫بفضل مدخوالت الكيف وعوائده المالية» إال أن ساكنة جماعة زومي وكذا التجار الذين يتنقلون صوب‬
‫هذه المنطقة التي تعرف تراكما رأسماليا البأس به» غير راضين تماما عن هذه الشبكة الطرقية غير المالئمة ‪.‬‬

‫القسم الثان ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫وضعية السكان ما قبل الكيف‬

‫سنعمد ف هذا الفصل على رصد مجموعة من المعطيات المميزة لمنطقة زومي خالل فترة تاريخية‬
‫معينة» أي تللك الفترة التي كانت فيها زراعة الكيف مغيبة تماما عن المنطقة» وستعمد في هذا السياق‬
‫كذلك إلى استعراض أهم المعطيات المتعلقة بالوضع االقتصادي و االجتماعي» وكذا الديني من خالل‬
‫تسليط الضوء على بعض المالمح األساسية التي كانت تطبع المجتمع الفالحي بزومي» وثي نفس اآلن»‬
‫سنقوم بعرض صورة واضحة عن مؤسسة دينية؛ تتمثل في زاوية موالي عمران الشريف» وكل ما يرتبط‬

‫‪34‬‬
‫به من كرامات وخوارق العادات» ولن ننسى بالذكر أيضا بعض العوائد والتقاليد العرفية التي تميز بما أهالي‬
‫ساكنة زومي في فترة من الفترات‪.‬‬
‫‪ - 1‬خصائص البنية الفالحية ما قبل الكيف‬

‫لقد تميزت هذه الفترة» وتحديدا ما قبل الكيفء أي قبل سنة ‪1996‬م‪ ,‬باالعتماد على‬
‫الذات في إنتاج المواد الغذائية» إذ في هذه المرحلة كان الفالح يزرع الحبوب والقطاني» كالفول والحمص‬
‫والعدس واللوبية ‪ ...‬إلى جانب بعض المغروسات» كغرس األشجار المثمرة» مفل أشجار التين» الزيبون »‬
‫الرمان» البرقوق» واللوز» التي كانت تتميز بما هذه المنطقة» كذلك كان للنباتات العلفية حضورا مهماء‬
‫كالخرطال والشعير وأحيانا الذرة لتغذية المواشي» إال أن غياب األسمدة التي تضاعف جودة المحاصيل‬
‫الزراعية كانت شبه منعدمة إذ لم نقل منعدمة بالكامل» ذلك ألن أهالي المنطقة كانوا يعتمدون بدرجة‬
‫كبيرة على التسميد الطبيعي ( المخلفات الحيوانية )»من أجل الرفع من خصوبة األرض بصورة طبيعية»‬
‫وهذا كان يعني زراعة متنوعة تعتمد بصفة مباشرة على كمية األمطار المتهاطلة ‪.‬‬

‫كذلك عرفت المنطقة في هذا العهدء حضورا مهما للخضرء كالبطاطس والطماطمء والفلفل‬
‫والباذنجان‪ ...‬وخاصة في موسم الصيف » حيث كان يتم سقيها عن طريق نقاط الماء البي توجد باألعين‬
‫أو قرب األنمار والجداول المائية» هكذا كان فالح هذه المنطقة يدخر إنتاجه ليضمن قوت عامه " الطعام‬
‫على قاد العام "‪ .‬ويلجأ في بعض األحيان إلى مقايضة بعض األغراض مع جيرانه متى اقتضت الضرورة‬
‫إلى ذلك» وال يتردد أبدا في الذهاب إلى األسواق امجاورة لبيعهاء ومن ثم االستفادة من عائداتماء في شراء‬
‫اللوازم الضرورية األخرى‪.‬‬

‫و نفس السياق» عرف سكان المنطقة في فترة ما قبل الكيف اهتماما كبيرا بتربية المواشي‬
‫والرعي» بفعل اتساع وكثافة الغطاء الغابوي الذي كان يطبع هذه المنطقة» وهذا كان ينح الساكنة فرصة‬
‫كبيرة لمضاعفة رؤوس ماشيتهاء بفضل توفر المراعي دون أن يؤثر ذلك في تدهورهاء وعلى هذا األساس‬
‫كان لتربية المواشي حضورا قويا بالمنطقة» نظرا إلى الدور االقتصادي واالجتماعي الذي لعبته» إذ أنه كان‬
‫يتم االستفادة من لحومها في أوقات الجوع الصعبة» أو يتم بيعها القتناء بعض اللوازم األساسية» فضال‬
‫عن استغاللها أيام األفراح والمناسبات» واألعياد» والمواسم‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق كان الفالح الذي يتوفر على عدد وفير من المواشيءوكذا األرض بحكم قيمتها‬
‫في المجتمعات الزراعية» يحظى بمكانة اقتصادية واجتماعية محترمة داخل هذا الوسط التقليدي‪.‬‬

‫إلى جانب تربية المواشي عرفت المنطقة تربية الدواجن»؛ إذ أن هذه األخيرة » ال تحتاج إلى اهتمام‬

‫كبير من قبل الفالح» فقطء يترك الدجاج ينجول بضواحي المنزل بحنا عن بعض الحشرات والحبوب التي‬

‫‪35‬‬
‫يتغذى عليها هذا الطائر» ثم يعود إلى منزل صاحبه؛ ويضع البيض في مكان مخصص لذلكء؛ وهذه‬
‫الطريقة يستفيد الفالح من لحم وبيض الدجاجء فيخزن البيض لبيعه أو ألكله»وكذا الدجاج الذي يفضل‬
‫ذبحه عند قدوم الضيوف» أو عند " نوبة الفقيه "‪.‬‬

‫عالوة على هذاء كان فالح هذه المنطقة يذهب إلى السوق األسبوعي» المعروف بمذا البلد‬
‫األمين» والذي يحظى بشعبية باهتة» هو سوق زومي الذي يقام يوم االثنين» وكان تنقل الساكنة عبره‬
‫يتم بواسطة أساليب نقل تقليدية بامتياز» من قبيل استخدام البغال والحمير في التنقل عبر هذه الطرقات‬
‫الملتوية والوعرة ‪.‬‬

‫وقد كان الحدف من هذا التسوق بالنسبة ألهالي المنطقة» هو شراء بعض األغراض التي ال يتوفر‬
‫عليها هؤالء؛ كالتوابل» الغاز» الصابون» وأحيانا المالبس» وغيرها من األشياء التي قد ال تدخل في‬
‫المنظومة اإلنتاجية لدى هؤالء الفالجين» لكن هذه اإلمكانية لم تكن متاحة للجميع؛ ألن الفالح في‬
‫هذه الفترة كان ملزما في بعض األوقات ببيع إحدى منتوجاته كالقمحء أو بيع ماشية من ماشيته مثالء‬
‫حتى يتسنى له بمذا المال شراء بعض االشياءء؛ وبالتالي على الرغم من تحقيق اكتفاء ذاتي نسبيء إال أن‬
‫هذا لم يكن يعني مطلقاء أن هؤالء الفالحين كانوا بمذا األمر مستقلين تماماء بل كانوا أحيانا مضطرين‬
‫إلى التسوق قصد تلبية بعض الحاجيات األساسية ‪.‬‬

‫‪ 1-2‬وضاع اال جتماعية‬

‫لقد كانت األوضاع االجتماعية بمذه المنطقة» تتميز بالبساطة في العيش» وأحيانا تصل إلى أوضاع‬
‫مزرية وصعبة» إذ نجد حال معظم المستجوبين يردد ‪' :‬كايث العيش مكرفصة‪ ,‬كانث مارة بال فايدة‬
‫"بمعنى أن الحياة المعيشية كانت تقتصر على ما هو ضروري» دون أن تتطلع إلى مستوى الكمالي» إضافة‬
‫إلى هذا كانت الفوارق االجتماعية شبه منعدمة» وغير بارزة المعالم ‪.‬‬

‫أما العالقات االجتماعية» فد كان يطبعها التعاون والتكامل» " كانت الناس متحبة‪ :‬كان‬
‫الكرم والنية أن هذه الخنصال الحميدة التي ميزت هذه المرحلة حسب المستجوبين تفيد على أن‬
‫الناس كانوا يقفون وقفة الرجل الواحد» في كل المشاكل التي كانت تواجههم» وكان المنطق السائد» هو‬
‫منطق روح الجماعة» ويتضح هذا جليا في أشكال التعاون االجتماعي الذي كان سائدا آنذاك» كااللتزام‬

‫بتأدي فريط > أة» الص دقة» < الط يافة» الوزيء ‪3‬‬

‫ل‬

‫(*)» والنويزة (*)» إذ كانت األشغال مبنية على العمل الجماعي» وكان هناك نوع من الكرم» حيث كان‬

‫‪36‬‬
‫من بعطي اللهبات والصدقات يرتفع شأنه بين الناس ف اطعم مطعوم وال تطعم مرحوم ‪ ُ,‬ويتقوى نفوذه‬
‫أضف إلى ذلكء أن العالقات العائلية خالل هذه الفترة كانت قوية ووثيقة» حيث كان كل أفراد‬
‫العائلة ( الجد» األبء األم» االبن» زوجة االبن» األخوة‪ )...‬يعيشون تحت سقف واحدء دون أن يحدث‬
‫ذلك أي إشكال على مستوى التعايش المشترك بينهم؛ " الخاوا حدها الدنيا "» فكانوا يشتركون في‬
‫األشغال واألمالك» ويستغلون اإلنتاج الزراعي على نحو جماعي» " كانوا الخوت مايتفارقوشء‪ ,‬كانت‬
‫كاتجيهم النفس على بعضهم "» الشيء الذي يعني أننا كنا أمام عائلة ممتدة يتقاسم أعضائها الحلو و‬
‫المر مع بعضهم البعض» ويقفون إلى جانب بعضهم عندما يهدد مصالحهم أي خطر خارجي كيفما كان‬
‫ضمن هذا اإلطار إذن» نجد أن الجانب االجتماعي يثل بالنسبة ألهالي المنطقة خالل مرحلة ما‬
‫قبل الكيف شيء ايجابي» حيث " زمان الصفا و النية " و " زمان البركة والمعقول "‪ .‬إنما لحظة سعيدة‬
‫في ذاكرة المنطقة» ذاكرة تعني قوة اللحمة االجتماعية وسيادة التقاليد والقيم والمعايير التي كان لما دورا‬
‫أما فيما يخص الجانب االقتصادي» فيمكن أن نصنفه في قسم الذاكرة األليمة لدى الساكنة‬
‫حيث زمان الجوع والتكرفيصة والمشي بالحفا "‪ ,‬أي أن عدم انتعال الحذاء »كان يدل على ضعف‬
‫القدرة الشرائية عند ساكنة زومي» لدرجة أنمم كانوا يسيرون حفاة على األرض» لمذاكان الوضع‬
‫االقتصادي ما قبل الكيف جد مترديء قياسا بالوضع الحالي الذي تعرفه المنطقة ‪.‬‬
‫أهالي منطقة زومي إذن» يحكمون على الماضي من خالل وضعيتهم الحالية» ذلك ألن الوضعية‬
‫أفضل بكثير من ما قبل الكيف» أما من الناحية االجتماعية فيبدو أن األمر يختلف تماماء إذ هناك نوع‬
‫من الحنين إلى تلك العالقات االجتماعية المتينة الى تفسخت مع دخول هذا النبات إلى زومى» فقل‬

‫' ) ‪ -‬هي ظاهرة اجتماعية تضامنية » حيث تتعاون القرية مع أحد أفرادها في حالة إذا نزلت عليه مصيبة ماء خذ مغال على‬
‫ذلك‬
‫‪ :‬شخص ما أصيبت بقرته بمكروه ‪ :‬إما أن تسقط فيقع لماكسر في العظم‪ ,‬أو تأكل نبات مسموم يعرض حياتها للخطرء فيضطر‬
‫صاحبها إلى ذبحهاء وهنا يهب إليه كل أفراد القرية ليأخذوا منه اللحم بمقابل مادي ليخففوا عنه الضرر ‪.‬‬

‫' ) ‪ -‬تعاون أفراد القرية مع بعضهم البعض في بعض الشؤون الفالحية‪ ,‬كالحصاد ‪ ,‬الدرسء الحرثءو أحيانا البناء » بمعنى آخر‬
‫أن‬
‫السكان كانوا يقومون بزراعة بعض األراضي الجمعية أو الخاصة مشتركين في جو من التفاهم والود وامحبة والتضامن‪ ,‬وحتى إن أراد‬
‫أحدهم زراعة أرضه أو تنقية حقله من الشوائب والطفيليات الضارة أو حصاد محصوله‪ ,‬وال يملك مقومات ذلك فإنه يعلم بأنه يدعو‬
‫الناس إلى مساعدته عبر إقامة ما يسمى بالتويزة أو توازا بالمصطلح الجحبلي امحلي‪ ,‬والتويزة ‪ :‬عمل جماعي تعاو يقوم به‬
‫الدنساء‬
‫والرجال الذين يعولون أنفسهم لمساعدة أحدهم في جو يتخلله احتفال وأناشيد وتكبير وقليل وتصلية على البي يله ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫التعاون والتضامن بين األفراد» وأصبح المنطق المادي والربح السريع هو العملة المتداولة بالمنطقة» فلم يعد‬
‫هناك مكان لتعليق المصلحة والتضحية» ونكران الذات» بل أصبحنا أمام طغيان النزعة الفر دانية التي‬
‫يلخصها سكان زومي في عبارة " أراسي يا راسي "‪ ,‬أي نفسي نفسي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬زاوية مولي عمران الشريف‬

‫تعتير زاوية موالي عمران الشريف من أهم الزوايا التي كان لما صدا كبيرا على مستوى قبيلة بني‬
‫مسارة» وبعض القبائل امجاورة لحاء وكان أهالي هذه القبائل يأنود من كل صوب وحدب لزيارة ولي هذه‬
‫الزاوية» المعروف ب موالي عمران الشريف » هذا األخير الذي أسس هذه الزاوية» بدار الوقار خالل‬
‫القرن السادس عشر ميالدي» وتقع بدوار يطلق عليه اليوم بدوار " الزاوية " نسبتا إلى زاوية موالي‬
‫عمران الشريف» التي تعتبر مؤسسة للتركيب بين الشرف والبركة » اإلسالم التاريني اللي واإلسالم‬
‫النصي » القدسي والدنيوي» االقنصادي والطقوسيء العمراني والرمزي‪ ...‬إل (‪»)36‬بيد أن هذه الزاوية‬
‫عملت على تكيف الدين المنالي والصائي مع معطيات امجتمع امحلي» فكانت مثابة الوسيط بين الدين‬
‫والعرف» وهذا بطبيعة الحال أدى إلى امتزاج ما هو ديني بما عرفي» وبالتالي أصبحنا أمام دين شعبي‬
‫بامتياز ‪.‬‬

‫‪ - 1 - 3‬ضريح مولي عمران الشريف‬


‫موالي عمران الشريف جد الشرفاء العمرانيين الذي ينتهي نسبه إلى الوالي عبد الله بن إدريس‬
‫األزهر بن إدريس األكبر ابن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن السبط اإلمام سيدنا وموالنا علي كرم‬
‫الله وجه ورضي عنه» وموالتنا فاطمة الزهراء البتول بنت سيدنا وموالنا رسول الله يِه وهم سكان زاوية‬
‫دار الوقار قرب ضريح موالي عمران الشريف من ربع شرفاء قبيلة بني مسارة (‪ »)37‬وبذلك يكون موالي‬
‫عمران الشريف وأبنائه» يستحوذون على ثروة رمزية مهمة » من قبيل توفرهم على معطى البركة والشرف‬
‫من خالل انتمائهم إلى الساللة النبوية الشريفة» األمر الذي مكنهم من احتالل مكانة اجتماعية مرموقة‬
‫داخل المجتمع المساري ‪.‬‬
‫ومما يفير االنتباه قي هذا الولي الصالح ( موالي عمران )» أن ضريحه الذي يوجد في دوار الزاوية‪,‬‬
‫مازال يزار من طرف بعض العوام وخصوصا الكبار منهم إلى اليوم» من أجل طلب البركة للشفاء عند‬
‫المرضء أو التوسط به في الدعاء لقضاء أمر معين» كأن يقال ‪ " :‬أموالي عمران ‪ ,‬كنرغبوك ترغب الله‬

‫‪ - ) 36‬نوردين الزاهي‪ ,‬الزاوية والحزب» اإلسالم والسياسة في امجتمع المغريء الطبعة الثانية إفريقيا الشرق ‪ -‬المغرب‪.‬‬
‫‪ ,2003‬ص‬
‫‪.6‬‬
‫‪ - ) 37‬عبد السالم البكاري " االشارة والبشارة ‪ " ...‬م ‪ ,‬س » ص ‪. 28‬‬

‫‪38‬‬
‫معانا يعطينا كذا وكذا "‪ ,‬بمعنى نتوسل إليك أن تدعو الله معناء أن يقضي لنا هذا األمر » ألن دعوتك‬
‫مستجابة» إلى جانب هذا فالقبيلة مازالت تحتفل بموسمه كل سنة وتحديدا في شهر ‪ 23‬ربيع األول‬
‫الحجري» بعد عيد المولد النبوي بأسبوع » ويسمى يوم االحتفال ب " سبوع النبي " » حيث يذبح دوار‬
‫الزاوية ثورين أو أكثر احتفاء بذكرى الي يبي » وذكرى هذا الولي الصالح الذي يحظى بشعبية كبيرة»‬
‫على مستوى قبيلة بني مسارة » إذ نجد أفراد القبيلة اليوم يقطعون مسافة طويلة لمشاهدة هذا االحتفال‬
‫الفولكلوري الفريد من نوعه» حيث حرى مراسم الذبح أمام الجموع » وبصحبة فرقة الموسيقى التقليدية (‬
‫الغيطة والطبل ) » فضال عن ما يصطلح عليه محليا ب البواردية ( ثالثة أفراد فما فوق) الذين‬
‫يطلقون طلقات البارود من بنادقهم التقليدية في اتحاه السماء أو في اتجاه األرض ‪.‬‬

‫ق‪ - 2 - 3‬أه مكرامات موالي عمران الشريف‬


‫يعتبر المغرب البلد الذي يبجل أكبر عدد من األولياء» فال وجود فيه مطال لحضاب ال يتوجها‬
‫مزاز» وقليلة هي القرى» أو المقابر الي ال يوجد كما ضريح يكجد وليا أو أكثر من ولي (‪ »38‬وقد ال‬
‫يكون الشعار القائل بأن " المغرب بلد المائة ألف ولي " » شعارا مغاليا‪.‬‬
‫ويمكن لفضائل هؤالء األولياء أن تكون خارقة» وذلك قصد تأسيس وتأكيد الوالية عير سرد‬
‫روايات خارقة للعادة تعرف بالكرامة» فإذا كانت المعجرات نختص باألنبياء فالكرامة من نصيب األولياء»‬
‫فكما يقول ‪ :‬ابن الزيات» صاحب " التشوف إلى رجال التصوف "‪.‬خوارق العادات تظهر على أيدي‬
‫َنه (‪.)39‬‬ ‫أصحاب الكرامات؛ وأعلم أن كل كرامة تظهر على يد والي فهي بعينها معجزة للبي َفل ِ‬
‫على هذا األساس قف فقد كان موالي عمران الشريفء الملك ‪ 0‬بعرش ‪ ,‬الصبالج بقبيلة بني‬
‫قيامه ببعض األفعال الغير الماي وذلك ما أكدته ساكنة هذه المنطقة في قصتين شفويتين» تتحدث‬
‫عن كرامات هذا الوالي الصالح» يمكن ذكرهما على الشكل األني ‪:‬‬
‫القصة األولى‪:‬‬
‫في يوم من األيام كان عبد ( من العبيد ) موالي عمران الشريف يرعى ثورين‬
‫ضخمين بالقرب من دواره» كان يستعملهما غالبا في حرث األرض» بالطريقة التقليدية الي تعتمد على‬
‫راث الخشبي» وف طريق عودة هذا العبد إلى منزل سيده » التقى بامرأة حامل كانت تحذق وتنظر إلى‬

‫‪ -) 38‬بول باسكون‪ ,‬معالجة رصيد العائالت من الوثائق ‪ -‬مجلة بيت الحكمة‪ :‬الطبعة الثالثة» السنة األولى» أكتوبر ‪ 1986‬ص‬
‫‪50‬‬
‫‪ -) 9‬رحال بوبريك‪ .‬بركة النساء‪ ,‬الدين بصيغة المؤنثء إفريقيا الشرق ‪ . 2010‬ص ‪25‬‬

‫‪39‬‬
‫إحدى الثورين بطريقة غريبة» وعالمات " الوحم " بادية على مالمح وجههاء فقالت له ‪ " :‬أثيض على‬
‫هذ النور يكلو الخدشوفة ديالو "‪,‬أي ياربت أن أستطيع أكل رأس هذا الثور ألني اشتهيته» وحينما‬
‫وصل العبد إلى منزل موالي عمران» ذكر له القصة‪ .‬فإذا بمذا األخير يطلب منه ذبح أحد الثورين»‬
‫ويقدم رأسه إلى هذه المرأة »استجابة لطلبهاء فوقف العبد مستغربا مما قاله سيده؛ ثم سأله ‪:‬‬
‫‪ -‬وبماذا سنحرث هذا العام يا سيدي» وموسم الحرث قد بدأ ! ؟‬
‫لكن موالي عمران لم يكترث لما قاله عبده» وطلب منه أن يستعجل في تنفيد األمر دون تردد ‪.‬‬
‫وفعالء ذبح العبد ذلك الثور» وقدم رأسه إلى تلك المرأة» ورجع أدراجه؛ ولما جاء زوجها إلى‬
‫البيت وجد رأس الثور هذاء فسأال عن مصدره‪ .‬فلم تجبه» فشلك في إخالص زوجته» فرفع يده لضربها »‬
‫فإذا بيده مشلولة ال يستطيع تحريكها أبدا ‪.‬‬
‫وهكذا أصبح موالي عمران الشريف بثور واحد بدل ثورين» لكنه يحتاج إلى اثنين حتى يتسنى له‬
‫الحرث؛ ألن الحرث التقليدي يتطلب وجود دابتين اثنين بواسطتهما يجر ا محراث الخشبي الذي يخطط‬
‫األرض ومشطها » وفي هذه الحالة أشار موالي عمران على عبده؛ أن يذهب إلى إحدى األراضي التي‬
‫في ملكيته لحرثهاء وأخبره أن األمور ستسير على ما يرام » فما عليه إال أن يتوكل على الله ويذلهب ‪.‬‬

‫و قد أستغرب هذا العبد ولم يصدق كيف سيحرث على ثور واحد » عندها ألم عليه موالي‬
‫عمران للذهاب دون اختالق األعذار» وحينما ذهب ووصل إلى هناك» وجد ثور سيده إلى جانب أسد‬
‫مجهزين في محراث خشبي» ففزع العبد ورجع إلى سيده خائفا لهول ما رآه » فنهض هذا األخير بكل‬
‫شجاعة » وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة؛ وبدأ يحرث على األسد بجوار ثوره الوحيد الذي بقي ل‬
‫ويحكى أن هذه القطعة األرضية مازالت على حرث موالي عمران هاته؛ ولم يحرثها أحد من بعد‬
‫وتوجد حاليا بزاوية دار الوقار مكان ضريحه» ومازال إلى اليوم تجد من يدلك عليها‪.‬‬

‫عندما نتأمل هذه القصة» نستشف منها مغزى وداللة كبيرة» فحينما يضحي الوالي الصالح بثوره‬
‫رغم حاجته الشديدة إليه» في سبيل تلبية طلب المرأة الحامل» فهذا يعني أن المرأة الحامل في قبيلة بني‬
‫مسارة كانت تحظى باهتمام بالغ األهية» وخاصة في فترة " الوحم " » يجب أن يحقق لها كل ما تريد‬
‫وإال سيتشوه جنينها أو يحصل له مكروهء ذلك ألن المرأة واألرض» اسمان مترادفان» تدالن على الختصب‬
‫والعطاء فاألرض مثلت إذن بالمرأة‪ ...‬في كل مكان لألرض رمزية نسوية (‪ " »)40‬الزواج والحرث بالنية‬
‫"» لهذا كان جزاء هذا الوالي الصالح على فعله النبيل هذاء هو أن سخر الله له األسد للحرث مع ثوره‬
‫الوحيد » مع العلم أن األسد حيوان مفترس والحم » إال أنه تغاضى الطرف عن الثور الذي بحانبه ولم‬

‫)‪ -‬فيليب سيرنج‪ ,‬الرموز في الفن ‪ -‬األديان ‪ -‬الحياة » ترجمة عبد الحادي عباس دار دمشق للطباعة والدشر » ص ‪321‬‬

‫‪40‬‬
‫يفترسه؛ ولم يكترث كذلك ألمر اإلنسان ( أي موالي عمران الشريف) الذي خلفه» فأدى وظيفته في‬
‫الحرث كما ينبغى» ودون أي مشاكل ‪.‬‬

‫القصة الثانية ‪:‬‬

‫يحكى أن موالي عمران الشريف» كان قادم ببقرة من دوار الحمرية في اتجاه زاويته» وعندما‬
‫وصل إلى دوار " يونان "» ألتطم به مجموعة صغيرة من أفراد هذا الدوار واقترحوا عليه أن يذبح لهم هذه‬
‫البقرة » وأن يؤدي كل واحد أخذ من لحمها ثمن ما أخذ » وتعاقد هؤالء مع موالي عمران الشريف»‬
‫وأخذ كل واحد حصته من اللحم شريطة أن يؤدي ثنها لكن في نماية األمر رفض هؤالء تسليم ثمن ما‬
‫أخذوه من اللحم إلى هذا الوالي » فغضب كثيراء وأحمر وجهه غيظا لعدم وفائهم بالوعد الذي قطعوه معه‬
‫؛ فاضطر موالي عمران الشريف أن يطلب من هؤالء رد كل ما أخذوه من اللحمء وأال يتركوا عندهم‬
‫شيئاء وفعال أعادوا هؤالء تلك القطع اللحمية التي أخذوها من البقرة المذبوحة؛ وبعدها عمل موالي‬
‫عمران على تجميع قطع اللحم في مكان واحد » ومن ثم وكر هذه القطع المقطعة من جسم البقرة بعصاء‬
‫فإذا بأعضاء هذه البقرة المقطوعة تتجمع؛ لتعود كما كانت سابقاء كأن شيئا لم يكن» فنبهضت حية‬
‫ترزق » بعد ذلك أكمل هذا الوالي الصالمح سيره إلى مكان زاويته و معه بقرته التي جليها معه ‪.‬‬

‫وفي هذا السياق نسجل قوال مأثورا عن موالي عمران الشريف يقول ‪ " :‬موالي عمران »‬
‫الحرث على السباع ‪ .‬والمرقاع البقرة بالكراع " ؛ أي موالي عمران الذي استطاع الحرث على األسدء‬
‫و استطاع كذلك بقدرته الخارقة إحياء بقرة ميتة»؛مذبوحة» و مقطعة ‪.‬‬

‫حقاء إن الشرفاء العمرانيون كان لهم صوت مسموع داخل هذا المجتمع القبلي » فكان كل‬
‫أفراد المنطقة يحتكمون إليهم في حالة النزعات و الصراعات التي تنشب بينهم » وكان الكل يرضى‬
‫بقراراتم دون منازع» وذلك من باب االحترام و التبجيل هذه الساللة الشريفة» لكن اليوم و حسب المثل‬
‫الشعبي الرائج محليا و القائل ‪ " :‬أما اليوم الشريف الحر يبقى معك من الصباح لظهر"‪ ,‬أي أن‬
‫"الشريف العمراي” اليوم لن يحل النزاعات التي تحدث داخل القرية حتى ولو أستمر في ذلك ساعات‬
‫طوال» فإنه على ما يبدو أن المكانة االجتماعية و الرمزية لمؤالء الشرفاء تراجعت بصورة و واضحة»‬

‫ومالتالي لم تعد لهم تلك القدرة على التأثير في حل النزاعات و الخخنصامات التي تقع في المشهد االجتماعي‬

‫بالمنطقة المدروسة ‪.‬‬


‫‪ . 4‬التقاليد العرفية‬

‫في منطقة زومي عدة عوائد عرفية» منها المحمودة والمستحسنة» والمأمومة والمستهجنة» ومن أهم‬

‫‪41‬‬
‫‪ -1-4‬بوجلود‬

‫هي ظاهرة اجتماعية تتزامن مع عيد األضحى امبارك» كانت المنطقة تحتفل بمذه المناسبة» من‬
‫خالل اختيار بعض األفراد الرتداء جلود األضاحي » حيث يلف نفسه بجلود الماعر لنفتها ومرونتهاء‬
‫فيطوف على أهالي القرية لجمع ما تحود به أياديهم سواء من المال أو الحبوب» أو جلود االكباش» أو أي‬
‫شيء نفضل به أهل البيت ‪.‬‬

‫وكان يستمر هذا االحتفال الشعبي مدة ثمانية أيام» ابتداء من يوم العيد إلى آخر يوم» وعلى‬
‫امتداد هذه الفترة» كان بعض الشباب وكذلك الكبار الذين يتم اختيارهم للقيام باألدوار المعهودة»‬
‫يرتدون جلد الماعرء هذا األخير الذي غالبا ما يكون جلدا مجففا من العام السابق» وذلك من أجل‬
‫تفادي األوساخ والرائحة الكريهة التي تفوح من جلود االكباش الحدينة غير المجففة» وكان يضع هؤالء‬
‫على وجههم لحية مصنوعة من شعر الماعز أو صوف الغنم» حتى ال يظهر الوجه كامالء ومن ثم تكون‬
‫الفرصة مواتية للتصرف بحرية وتلقائية» دون أي حرج ‪.‬‬

‫هذا » وكان يوجد داخل هذه المسرحية شخصية هزلية كوميدية » رجل يرتدي لباس المرأة يقال‬
‫له " سونة " (العروسة )» ينتقل هذا األخير ومن معه من بيت إلى آخرء للتزود بأشياء يجود أهل البيت‬
‫بماء وت النهاية يصرف ما جمعوه في هذه المناسبة قي الصالح العام » كصرفه على المسجد مثال ‪.‬‬

‫وفي نفس اإلطار تصاحب هذه المناسبة احتفاالت وطقوس تتميز بالفرجة والمرح» وتقليد‬
‫الشباب المختفي بحلود األضاحي لبعض الشخصيات والسخرية منها باإلضافة إلى تواجد موسيقى (‬
‫الغيطة » الطبل » المقص»ء البندير ) مرفقة بغناء شعبي عيز المنطقة » يطلق عليه ب " الكناوية "‪ .‬التي‬
‫كانت تدخل ضمن الطقوس االحتفالية» قد تدوم ثمانية أيام بدءٌ من يوم عيد األضحى ‪.‬‬

‫هذاء وتحدر االشارة إلى أن هذه المناسبة ال تخلو من أي اختالالت على المستوى القيمي»‬
‫فإذا كان العيد هو معطى ربافي مقدسء فإن ظاهرة بحلود تنميز بتمردها على ما هو مقدسء فالشباب‬
‫الذين يتخفون وراء جلود األضاحي» يرتكبون أحيانا أفعاال غير أخالقية» ويتفوهون بكالم بذيء وديى‬
‫وق بعض المرات قد يستغلون وضعهم هذا ثي االعتداء والسلب والنهبء وربماكان هذا االنزياجح عن‬
‫المنحى الطبيعي لكرنفال بوجلود» دور كبير في جعل المجتمع المساري يتفادى االحتفال بماء ومن ثم‬
‫اختفاء هذه الظاهرة التي لم يعد لحا وجود بالمنطقة المدروسة ‪.‬‬

‫‪- 2 - 4‬ععوانة‬

‫هي مناسبة تم الرجال الذين تزوجوا حديثاء إذ تفرض عليهم تقديم " الزردة"» وذلك عن طريق‬
‫تقديم كصعة ملؤة بالكسكس وفوقها كمية من البيض المسلوق » ولحم الدجاج وقد ال يقل ذلك عن‬

‫‪42‬‬
‫ثالث دجاجات»؛ وطجين من لحم الماعز أو الغنمء باإلضافة إلى الخبزء وهم ملزمون بتأدية هذه " الزردة‬
‫" عند أول عيد يدخل عليهم وهم متروجون» سواء كان عيد األضحى أو عيد الفطر أو عيد المولد‬
‫النبوي الشريفء بمعنى من المعاني هو عيد ليس كباقي األعياد بالنسبة لحم » ألنهم هذه المرة متزوجون‬
‫وليسوا غير ذلك» ومن ثم يجب عليهم تقديم هذه الزردة إلى أهل القرية في المسجدء فيأتي هؤالء‬
‫المتزوجون حدينا بأطعمتهم المختلفة المهيأة من طرف زوجاتمم » وهنا يحرص كل زوج أن تؤكل أطعمته‬
‫أكثرء حتى يشعر بأن طعامه ألذ من طعام غيره» وهذا يعني أن زوجته " حاذكة "وتتقن فن الطهي ‪.‬‬
‫وحذاري ثم حذاري للزوج إذا فشلت زوجته في طعام كعوانة» ألن زوجها سيحمل بردعة حمار‬

‫ويساق به إلى منزله حيث زوجته؛ لتنظر إليه وهو يحمل بردعة الحمار على ظهره» وفي جو يله ا مزل‬
‫والضححاك والتسلية ‪.‬‬

‫وني بعض األحيان قد يلجأون إلى طريقة أخرى» كأن يوضع ورق شجر " الدرو " فوق الطعام‬
‫غير اللذيذ» في حين يؤكل ذلك الطعام الشهي واللذيذ» وهذا يجعل صاحبه يعتز بنفسه وبزوجته الشغالة‬
‫» لكن هذه العادة الموروثة تؤدي في بعض األوقات إلى الطالق الفوري وعلى هذا األساس نمى عنها‬
‫كفير من الفقهاء» ومن ثم أصبحت هذه الظاهرة شبه منعدمة» إذ لم نقل أنما منعدمة بالكامل في‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫إن المجتمع القروي بزومي خالل فترة ما قبل الكيف» كان يتميز بالبساطة في العيش » فكان‬
‫على هذا األساس يخضع لمنطق قبلي بامتياز» تسوده روح الجماعة والتعاون والتآزر بين أفراده» وتطغى‬
‫عليه آليات التضامن التقليدي» وينضبط لحكم األعراف» وينتصر لصوت الجماعة» فهذا المجتمع ببسيط‬
‫العبارة يتسم بالوضوح؛ فهو مجتمع زراعي مستقر يعتمد إلى جانب الزراعة تربية المواشي» عالوة على‬
‫بعض المهن والصنائع التقليدية كالحدادة » النجارة» غزل الصوف» وصنع األواني الفخارية‪ ...‬وهذه الفترة‬
‫من عمر زومي تميزت بتطلع مختلف مكوناته المجتمعية إلى الضروري والحاجي من المعاش ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫البوادر األولى لزراعة الكيف بزومي‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫سنصبو في هذا الفصل إلى البحث عن الكيف وجذوره بالمغرب من خالل تسليط الضوء على‬
‫عاصمة الكيف بالمغرب ( كتامة ) » وسنحاول ما أمكن أن نضع نصب أعيوننا الكيفية التي دخل بما‬
‫الكيف إلى منطقة زومي» وسنقف قليال على رصد العوامل التي ساهمت في ذلك» وبعد هذا ستتقل إلى‬
‫الحديث عن الكيف ومشتقاته من خالل عرض مراحل زرعه وإعداده وتصنيعه مبرزين على هذا األساس‬
‫خطوة كل مرحلة» ومن ثم ستلجأ ً إلى الطرق التي يتم بواسطتها تسويق الكيف ومشتقاته» وسنتعرض‬
‫كذلك إلى أهم العوامل المتحكمة في أسهم الذهب األخضر ( القنب المندي ) في بورصة السوق‬
‫السوداء » بحكم تأثر هذا الذهب بسهولة وبحساسية مفرطة بالسياسات الدولية والوطنية ‪.‬‬
‫‪ - [1‬اذا مى الكيف بهذا االسم‬

‫لقد أصبح الكيف عنصرا أساسيا في حياة ساكنة زومي» لدرجة أنه أصبحت تحاك مجموعة من‬
‫التمثالت والتصورات عنه؛ فهناك مثال قصة ت ّؤكد سبب تسمية الكيف بمذا االسمء ربما هذه القصة‬
‫تأخذ طابعا أسطورياء إال أن هذا ال يهم مادام بعض مكونات المجتمع بزومي يؤمنون بصدقهاء ومكن‬
‫ذكر هذه القصة على الشكل التالي ‪:‬‬

‫يحكى أن رجال كان مسافر جهة الشمال في أدغال جبالة وغاباتما الكثيفة» وسار هذا اليبجل‬
‫يخطو خطوة خطوة لمسافة طويلة حتى أصابه اإلرهاق » فقرر أن يستلقى تحت ظل شجرة؛ فإذا بعينه‬
‫تسقط على نبتة غريبة » ومثيرة لالنتباه » لم يسبق له أن شاهدها من قبل» وبعدها بدأ ينظر إليها‬
‫بفضول » يريد أن يعرف سر هذه النبتة » فمد يده إليها وقطع جزء منها » ثم وضعه في فمه ليتذوق‬

‫طعمهاء لكن بعد هنيهة أحس الرجل بشعور غريب يتتابه» إذ بدأ يحس بالدوران » وبتشويش حسى»‬

‫‪44‬‬
‫» استيقض معه سؤال محمير إزاء هذه النبتة العجيبة ذات التأثير السحري على وجدان اإلنسان » وهذا‬
‫السؤال الذي طرحه الرجل على نفسه منه اشتقت و نحتت كلمة الكيف» وهذا السؤال هو ‪ " :‬كيف‬
‫هذ النبتة دوخاتني !؟ "‪ .‬أي كيف تمكنت هله النبنة من تخديري بمذه الطريقة !؟» ومنذ هذه اللحظة‬
‫أصبح هذا النبات يعرف باسم " الكيف " نسبة إلى هذه القصة » التي كانت عثابة طقس لخلق‬
‫تسمية» لمولود نباي جديد عن منطقة جبالة عموماء والمنطقة المدروسة خصوصا ‪.‬‬

‫لكن بعد مدة؛ وبعد أن استأنس جزء كبير من ساكنة جبالة” بمذا النبات الجديد ( الكيف )‬
‫؛ أصبح هذا األخير يفرض نفسه بقوة من خالل تأثيره على حياة الفرد والجماعة يمذا الوسط» فهناك‬
‫من يذكر عبارة تفيد بأن جبالة لهم أصالة في اإلدمان على الحشيش ( البلية )» وهذه العبارة تقف على‬
‫المعنى التركيبي والداللي لكلمة جبالة» حيث يحذف حرف الجيم من كلمة جبالة» وكذه الطريقة سنصبح‬
‫أمام كلمة لها داللة أخرى وهي " البالة "ع أي أن كل أهالي جبالة هم '" مبليين " أو مدمنين » " قالوا ‪:‬‬
‫جبالة حيد الجيم تبقى البالة » بالدكم كلها عقابي و والدكم قالل الترابي"» لكن السؤال الجوهري‬
‫الذي يمكن طرحه بمذا الصدد من هم هؤالء الذين قالوا هذا الكالم في حق جبالة ؟ هل هم جبالة‬
‫أنفسهم؛ أم أشخاص ليسوا بحبليين هم من روجوا هذا الخطاب الموجه إلى منطقة جبالة من أجل القدح‬
‫لهذا السبب أو ذاك؟‪.‬‬

‫طبعا » هو سؤال يبقى مقترنا بطبيعة المجتمع المغربي المزيجة والمركبة» فكل نموذج اجتماعي من‬
‫المجتمع المغري يتمثل النموذج االجتماعي اآلخر على أنه يتصف بمواصفات معينة» وهذا التمثل بطبيعة‬
‫الخال يكون مملوءا بالتجارب التاريخية التي تحتفظ مثل هذه التصورات ثي الذاكرة الجمعية» وهذه األخيرة‬
‫تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق التنشقة االجتماعية» لتترسب في وعي و ال وعي الفرد والجماعة ‪.‬‬

‫‪- 2‬كيف دخل الكيف منطقة زومي ؟‬

‫*‪ -‬اسم جبالة يطلق على الجزء الغربي من جبال الريف في همال المغرب‪ .‬جبالة اسم نسبة إلى جبال الريف وهي مجموعة‬
‫عرقية‬
‫با مغرب االقصىء وعبارة جبالة ستطلق رسميا على هذه المنطقة مع بداية الدولة العلوية وذلك في إطار التعديل الذي قامت به‬
‫للتقسيم اإلداري لعماالت وقبائل المملكة‪ ,‬وكان القائد عمر بن حدو التمسمان أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في‬
‫التقسيم المخزن بناحية ( جبالة والفحص ) وذلك سنة ‪1672‬م أما قبل ذلك فكانت معروفة لدى المؤرخين ب ( جبال‬
‫غمارة)ولدى السلطة المركزية ب ( بالد الهبط )» ومنطقة جبالة تمتد على شكل هالل من منابع ورغة بإقليم تازة محاذيا الريف‬
‫وغمارة‬
‫إلى أن يطل على البحر األبيض المتوسط عند قبيلة أنجرة» أما من الغرب فيمتد على طول الساحل األطلسي محاذيا قبائل الخلوط‬
‫والطيلق وبني مالك وسفيان وشراردة وشراكة والحيايئة وغياثة وهو ما يعني مساحة قدرها ‪ 13000‬كلم مربع؛ ويبلغ عدد قبائل‬
‫جبالة ‪ 44‬قبيلة ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫واضح أنه اليمكن الحديث عن الكيف وتاريخ زراعته بالمغرب» بدون الحديث عن منطقة كتامة‬
‫حيث بالد الكيف ومعقله األساسي» فهي تعتبر عاصمة الكيف بالمغرب» بحكم أنما من المناطق السباقة‬
‫في ممارسة هذا النوع من الزراعة غير الغذائية» وقد حظيت كتامة باهتمام خاص في هذا المجال من قبل‬
‫مؤسسة الدولة؛ بيد أن المخرن منح في سنة ‪ 1896‬رخصة زراعة الكيف مجموعة من الدواوير في كتامة‬
‫نظرا لواقع المعطيات الطبيعية ومحدوديتها بالمنطقة (‪.)41‬‬

‫وهكذا بدأت زراعة الكيف تتوسع شيئا فشيئاء فانتشرت هذه الزراعة داخل حدود معينة مثل‬
‫دوار كريحة ( فرقة أمزاز ) وبني عيسى ( فرقة عبد الغاية )» حيث إن االتتشار األول بدأ سنئة ‪- 1910‬‬
‫‪, 0‬؛ أيام الفوضى واالضطرابات السياسية في منطقة جبال الريف وخاصة كتامة؛ إال أنه في سنة‬
‫‪ 6‬م‪ .‬بدأت زراعة الكيف في تالرواق وقبيلة بني سدات» وفي سنة ‪ 1930‬أنتشرت بكثرة في‬
‫كتامة وهوامشهاء وذلك لعدة عوامل من بينها منع زراعة الكيف ف المنطقة الموجودة تحت االستعمار‬
‫الفرنسي» كما أن الظهير الصادر في سنة ‪1932‬م‪ ,‬الذي أتى بعد اتفاقية دولية ضد المهربين» التي‬
‫صادق عليها المغرب ورفضتها اسبانياءبامتناعها على التوقيع» مما ساهم ف انتشار الكيف بطريقة مباشرة‬
‫من طرف السلطة االسبانية امحتلة للمنطقة الشمالية للمغرب» وهكذا عرفت زراعة الكيف انتشارا كبيرا‬
‫خالل الحرب األهلية باسبانيا ( ‪ » ) 1939 -- 1936‬إذ ظهر بعدة مناطق كإغماض وبني خالد وبني‬
‫أجد (‪. )42‬‬

‫وقد جاء ظهير ‪ 1954‬م؛ الذي يقوي في محتواه ما جاء في ظهير ‪ 1932‬كرد فعل لهذا‬
‫التوسع السريع لهذه الزراعة األحادية» حيث جاء في محتواه منع بصفة نمائية المنطقة الجنوبية من زرع هذا‬
‫النوع من النبات (‪)43‬؛ الذي كان له أهمية كبرى في حوز مراكش ‪ »٠‬وكل هذا أدى بطبيعة الحال إلى‬
‫إعطاء دفعة جديدة لزراعة القسب الحندي بالمنطقة الشمالية بصفة مباشرة فاندشرت ف الموامش امجاورة‬

‫بالموازاة مع ذلك يستمر االنتشار الكيفي في مناطق أخرى» مثل شفشاون الذي عرفته منذ‬
‫السبعينات» وانتقل في الثمانيدات» والتسعينات لتغطية جميع المناطق األخرى مثل تطوان» العرائش»‬

‫‪ -) 4‬غيل بدواح‪ ,‬دور زراعة الكيف في التحوالت االقتصادية واالجتماعية ‪ ...‬مس ‪ .‬ص ‪80‬‬
‫‪) 42‬ع نومءاسءص ‪214‬‬
‫‪43‬‬
‫)‬
‫‪ 2‬عصره) ‪5‬خ‪1‬نان) اء الذات‪5 1‬غخ‪ , )011‬دامنقع تاطتام طاععكلة“تقدم ع‪ 0‬عجتامقط ع‪ 1‬رز ‪ ) 1977‬تامعكقم استوط‬

‫خط‬
‫‪02‬م‬

‫‪46‬‬
‫تاونات» وسيدي قاسمء وتحديدا جماعة تروال ‪ »1998‬بالرغم من ضغوطات الدولتية المختلفة التي‬
‫عملت على الحد» أو باألحرى على التقليل من المساحة الكيفية قدر اإلمكان ‪.‬‬

‫إلى جانب هذا تأثرت منطقة زومي التي تشكل موضوع دراستنا هاته» بالمناطق المجاورة اء كابن‬
‫أحمد وغزاوة» فضال عن كتامة التي تميزت بمذه الزراعة المفضلة عند الفالحين» نظرا ألرباحها وإغرائها‬
‫المادي» الشيء الذي دفع الزوميين إلى زراعة الكيف لالستفادة من عوائده وأرباحه ‪.‬‬

‫إذا كانت زومي قد تأثرت بشكل مباشر بالمناطق النمجاورة التي تعتمد على زراعة الكيف» أي أنه‬
‫أنتشر من المركز ( كتامة )» لينتقل بشكل متدرج إلى مناطق جديدة إلى أن وصل قبيلة بني أحمد التي‬
‫تقع يحانب قبيلة بني مسارة ( حيث جماعة زومي )» وقد كان واد أوظور هو الحد الفاصل بين القبيلتين‬
‫اللنان تجمعهما عالقات وثيقة على مخنتلف المستويات» فكان أفراد بني مسارة يذهبون إلى هذه المناطق‬
‫للعمل في حقول الكيف ذو المردودية المرتفعة» في مقابل المردودية الضعيفة التي تطبع الزراعات المعاشية‬
‫التي كان ينعاطى ما الفالح المساري وبالتالي عمد هؤالء المزارعين إلى جلب بذور نبات الكيف معهم »‬
‫إما عن طريق الشراء أو اإلهداء من طرف سكان بالد الكيف ‪.‬‬

‫كذلك يجب أال ندسى أن سكان دوار بني كولش وبني زياد» باإلضافة إلى الدواوير األخرى التي‬
‫توجد على ضفة واد أوظور من جهة بني مسارة» كانت لديها هي األخرى أراضي في الضفة األخرى‬
‫الموالية لبني أحمد وكانت تزرعها بالكيف» وأحيانا قد يشرع أهالي دوار بني كولش وغيرهم في كراء بعض‬
‫األراضي من قبيلة بني أحمد لزراعتها بالكيف » لكن مع مرور الوقت أصبح هؤالء متعودون على هذه‬
‫الزراعة الجديدة المدرة للدخل» وبهذه الطريقة قفز الكيف من ضفة واد أوظور جهة بني احمد إلى ضفته‬
‫األخرى جهة دوار بني كولش» تاينزة» بني زياد» وتفراوت» وهذه الدواوير المذكورة تنتمي بدورها إلى قبيلة‬
‫بني مسارة» الشيء الذي حمس الدواوير األخرى التي تنتمي إلى نفس القبيلة إلى زراعة الكيف» واستقبال‬
‫هذه الزراعة بحفاوة كبيرة» وقد شجع هذا االنتشار السريع للكيف في هذه المنطقة تواطؤ السلطة الحلية»‬
‫التي لم تبد أي اعتراض على هذا النوع الجديد من الزراعة» ومن ثمة طبقت ساكنة زومي المذل الشعبي‬
‫القائل ‪ " :‬دير ما دار جارك وال تغير باب دارك "‪ .‬أي أفعل ما يفعله جيرانك» وأزرع ما يزرعونه ‪.‬‬

‫ومن هنا دخلت هذه الزراعة الجديدة األحادية المرتكر منطقة زومي» وذلك سنة ‪1996‬م‪ ,‬بيد‬
‫أن هذه الزراعة في بدايتها لم تكن تعرف حضورا قويا بالمنطقة» ألن الفالح كان يزرع الكيف إلى جانب‬
‫الزراعات المعايشة األخرى كالحبوب والقطاني» وأنه غالبا ما كان يزرعه قرب الوديان ونقاط الماء لسقيه»‬
‫لكن حينما وجد هذا الفالح مالذه وظالته في هذه الزراعة ذات المدخول الجيد من الناحية المادية»‬
‫أصبح يعتمد على زراعة الكيف بصورة مباشرة طارحين الزراعات األخرى عرض الحائط؛ ألنما حسب‬
‫تعبيرهم ضعيفة المردودية ورخيصة الفمن» وبالتالي ارتقى الكيف بالمستوى االقتصادي للسكان‪ .‬إال أنه‬

‫‪47‬‬
‫جعل ساأكنة زومى تابعة اقتصاديا للمناطق المجاورة» ألنما أصبحت تنتج ما ال تستهلك» وتستهلك ما‬
‫ال تنئج ‪.‬‬
‫‪ - 3‬مراحل زارعة الكيف‬
‫عر زراعة الكيف بعدة مراحل أهمها ‪:‬‬
‫‪ - 1 - 3‬مرحلة التذري‪:‬‬

‫هي عملية يتم من خالنها عزل البذور عن باقي الشوائب الكيفية األخرى ( السري )»‬
‫وتسمى هذه العملية حسب التعبير امحلى التدري‪ ,‬وهذه العملية تحتاج إلى اهواء الذي يساعد ُق فصل‬
‫البذور عن بقايا الكيف التي لم تعد صالحة لالستعمال» والتي تم تطهيرها من الحشيش بصفة غائية»‬
‫وهكذا حينما يرفع الفالج هذه البقايا الكيفية ( السر ي) عاليا باستعمال إحدى األدوات ( بوسيار »‬
‫البالة» أو القوب )‪ 4‬ليعرضها إلى المهواء» فتتطاير تلك الشوائب لتسقط بعيدة في معزل عن البذور» ويهذه‬
‫الطريقة يتم انتقاء البذور ليتم استعماها من جديد ف زرع الكيف ‪.‬‬

‫مشهد لعميلة التدري عن طريق استعمال آداة يطلق عليها حليا " بوسيار "‬

‫بدور القدب التي ينم ا حصول عليها عند‬


‫عملية التديي‬

‫‪48‬‬
‫‪ - 2-3‬مرحلة تنسوية األرض ( القلب )‬

‫في هذه المرحلة يتم حرث األرض بدون زرعها بأي شيءء ألن هذه العملية حسب تعبير‬
‫الفالحين ترفع من جودة وخصوبة األرضء» وتعمل على تقليل النباتات الضارة لنبات الكيف المراد زرعه»‬
‫أضف إلى ذلك أن األرض تستفيد بمذه الطريقة من كمية األمطار المنساقطة عليهاء وهذه العملية غالبا‬
‫ما تكون بين شهري أكتوبر وفبراير» هذا بالنسبة للكيف البوري» أما بخصوص الكيف السقوي» فتمتد‬
‫من شهر دجنير إلى شهر أبريل ‪.‬‬
‫‪ - 3 -3‬مرحلة الزراعة ( الردان )‬

‫خالل هذه المرحلة يبادر الفالج إلى زرع الكيف» وحرث األرض مباشرة» وانتظار نمو وبزوغ‬
‫نبات الكيف على سطح األرض» وتكون هذه المرحلة في أواخر شهر فبراير وبداية شهر مارس حسب‬
‫الظروف المناخية التي تؤثر في عملية تسريع أو تأخير هذه الزراعة» هذا بالدسبة للكيف البوري» أما فيما‬
‫بخص الكيف المسقي» الذي يتم زرعه في األراضي التي توجد قرب األنمار أو األعين ومنابع المياه فيتم‬
‫زرعه على طول شهر ماي ‪.‬‬
‫‪ - 4 - 3‬مرحلة النقاشة‬

‫حينما يصبح طول نبات الكيف يتجاوز ‪ 5‬ستتمترات» تبدأ مرحلة النقاشة» حيث يعمد‬
‫الفالحون في هذه المرحلة إلى استعمال فأس من الحجم الصغير ( القادوم )» ونقش نبات‬
‫الكيف وتنقيته من النباتات المضرة التي تضعفه» وكذلك يتم استعمال المبيدات الحشرية للقضاء على‬
‫الحشرات التي تؤثر على النمو الطبيعي لنبتة الكيف» وهذه العملية توفر للكيف ظروف مالئمة لنموه‬
‫بشكل جيد وبصورة أفضل ‪.‬‬
‫‪ - 5 - 3‬مرحلة الثقية ( خليع الذكر )‬

‫تبدأ هذه المرحلة حينما يتم التميز بين أننى وذكر القنب» ذلك ألن ذكر الكيف يضع أزهار‬
‫مذكرة متميزة تحنوي على حبوب اللقاح التي تخصب أننى الكيف» أضف إلى ذلك أن ذكر الكيف ال‬
‫يتوفر على مادة الحشيش» ومن ثم يعمل أهل المنطقة على خلعه واقتالعه من جذوره وطره جانباء في‬
‫حين يكون االهتمام منصبا بشكل واسع على أننى الكيف» بحكم توفرها على المادة الحشيشية المطلوبة‬
‫في سوق االقتصاد األسود‬

‫‪49‬‬
‫في الصورة نجد ذكر القسب ( جهة اليمين ) يتمير عن أنثى القيب ( جهة اليسار ) باحتوائه على أزهار بيضاء‬
‫فوق سيقانه‬

‫‪ - 6-3‬مرحلة ا حراسة ( العسان )‬

‫أجانب أو أشخاص من أفراد المنطقة » األمر الذي يدفع ساكنة زومي إلى ما يسمى بالمصطلح الشائع‬
‫محليا بالعسان ( الحراسة )» أي مراقبة محاصيل الكيف من طرف أصحاهىاء وذلك عن طريق مبيت‬
‫أحد أفراد العائلة ليال خارج المنزل بقريماء أو يقوم بحولة في منتصف الليل حول حقوله الكيفية تلك‬
‫مستعمال تقنيات االضاءة الحدينة ( التريك ) » لكنه غالبا ما يفضل االعتماد على حاسة السمع أكثر‬
‫من البصر " النهار بعينو والليل بوذنو " حتى ال ي ُ َراق َِب دون أن يدريءوبالتالي يكون متأهبا ألي خطر‬
‫يهدد محاصيله الكيفية التي تدر عليه مبالغ مالية جديرة بالتضحية بالنسبة له ‪.‬‬

‫‪ - 7-3‬مرحلة ا حصاد ( القطيع )‬

‫‪0‬ذ‬
‫في هذه المرحلة يتم قطع الكيف وجمعه» ونقله بواسطة البغال أو الحمار إلى المنزل» ليتم تحفيفه‬
‫فوق سطح المنزل ( على القزدير )» أو في مكان آخر بعيد عن المنزل شريطة أن يُراقب بعناية وبيقظة‬
‫حتى ال يسرق» وعندما يجفف الكيف عن طريق تعريضه ألشعة الشمس الحارقة» يتم بعد ذلك تخزينه في‬

‫محالت التخزين حتى " يشرب ويرقد " حسب تعبير الفالحين ‪.‬‬

‫الى‬

‫‪52771 050 0-3‬‬

‫صورة تمذل منشار (*) الكيف الذي يخضع لعملية التجفيف في مكان خارجي بعد حصاده‬

‫' ) يطلق على المكان الذي يجفف فيه الكيف ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫صورة تفل ثالث ربطات(*) الكيف التي ثم تجفيفها و أصبحت جاهزة لعملية التصنيع‬

‫' ) ‪ -‬ربطات ‪ :‬جمع ربطة » مصطلح محلي يطلق على مجموعة من سنابل نبات الكيف ‪ ٠‬يتم ربط هذه السنابل بالطريقة‬
‫المبينة في‬

‫‪52‬‬
‫‪4‬ه م تصنيع ‪ /‬لكيف ومشتقانه‬

‫وتسمى أيضا هذه العملية حسب النطق الدارجي المتداول في المنطقة بعملية " الدقان "‪ .‬وهذه‬
‫العملية تنطلب على األقل عاملين متخصصين في بيت مخصص لذلك؛ مع توفر انائين من البالستيك (‬
‫البانيو )» مع وجود وعاء بالستيكي ينجاوز طوله مثر ونصف يسمى " الطوبو "‪ .‬باإلضافة إلى أمتار‬
‫من النسيج التي يتم لفها على اإلناء البالستيكي ( البانيو )؛ لتقوم بدور عزل مادة الحشيش الدقيقة» عن‬
‫مخلفات الكيف األخرى» وبذلك يوضع المنتوج الكيفي فوق هذا اإلناء المغلف بالنسيج ثم يتم إدخاله‬
‫في وعاء بالستيكي ( طوبو )»؛ وبعد ذلك يبدأ العامل بضرب هذا الغطاء البالستيكي» الذي يوجد‬
‫بداخله البانيو والمننوج الكيفي بالعصي» فيمر الحشيش المتواجد بي الكيف عبر النسيج إلى " البانيو "‬
‫حيث يخزن هناك» ويمذه الطريقة يتم غربلة الكيف» ومن ثم الحصول على مادة الحشيش المفضلة عند‬
‫الساكنة‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أيضاء أن عملية الدقان تتم بصورة متكررة لنفس كمية الكيفء ففي المرحلة‬
‫األولى من عملية الدقان» يتم استخراج الحشيش من النوع الجيد» ويعرف باسم " الطبيصلة " ‪.‬‬

‫أما المرحلة الثانية» حينما تُكرر عملية الدقان لنفس كمية الكيفء نحصل على نوعية الحشيش‬
‫األقل درجة من الطبيصلة» ويسمى هذا الصنف من الحشيش ب "العادي " الذي يكون في منزلة‬
‫بين المنزلتين» بين الطبيصلة والحراتك ‪.‬‬

‫أما بخصوص المرحلة األخيرة» فإنما تعطى لنا نوعية رديئة من الحشيش» ويطلق عليها " الحراتك‬
‫" أو " التشليلة "‪ :‬وهذه األخيرة تكون آخر مرحلة من مراحل تصنيع الكيف ( الدقان ) ‪.‬‬

‫‪535‬‬
‫صورة تمثل العملية التي ينم بجا غربلة الكيف عن طريق دقه بواسطة العصي‬

‫‪54‬‬
‫صورة توضح ع نكثب اإلناء البالستيكي الذي يوجد بداخله الكيف ومغاف ب "الطوبو "‪ 2‬وفوق هذا األخير‬
‫عصيين يضرب جما عليه لغربلة الكيف م نأجل ا حصول على ا حشيش‬

‫صورة تمذل أكياس بالستيكية مملوءة بالحشيش » ثم الحصول عليها بعد عملية الدقان لتصبح جاهزة للببع‬

‫‪55‬‬
‫‪ - 5‬معايير تصنيف نوعية ا حشيم‬
‫كثيرا ما ينطوي وصفنا للحشيش بأنه مادة مخدرة وحسب بدون الغوص في تفاصيله الدقيقة‬
‫التي تتعلق بنوعيته» وكيفية اشتغال األساليب التي يتم االعتماد عليها في وضع تصنيفات نوعية هذه‬

‫بالموازاة مع ذلك» تعد نوعية الحشيش المسماة ب " الغلي غابرة " من أرقى أنواع الحشيش في‬
‫المنطقة» نظرا لمفعوطا القوي على مستوى التخدير» وتكون ذات ثمن مرتفع بالمقارنة مع األنواع األخرى»‬
‫ويأتي في المرتبة الثانية صنف الحشيش الذي يطلق عليه محليا ب " التكماش "‪ .‬وهو بدوره يتميز بنوعية‬
‫جيدة ء ثم تأي الطبيصلة ف المرتبة الثالئة » وتتفرع هذه األخيرة إلى ثالث أنواع» النوع الجيد يسمى‬
‫الطمبو األول ‪ .‬ثم الطومبو الثانيء ويليه الطومبو الثالث؛ وهكذا فكل صنف من أصناف الحشيش‬
‫السالفة الذكر» تخضع لعايير محددة» يتم من خالها تيز هذا الصنف من الحشيش عن ذاك» ستأتي على‬
‫ذكرها فيما بعد ‪.‬‬
‫إلى جانب هذا هناك نوع رابع من الحشيش» يسمى " العادي "» ويتميز هذا األخير بأن ثنه‬

‫يكون أقل بنصف من ثمن الفغة األولى» ويأت في المرتبة األخيرة من حيث تصنيف الحشيش ما يعرف‬
‫بالمنطوق امحلي " الحراتك أو التشليلة " التي ال تحظى باهتمام كبير من قبل سكان المنطقة» غير أنه هناك‬
‫من يضيف إليها بعض المواد» بحيث تصبح غير صافية ومشوبة بعدة مواد منها ‪ :‬السكر المسحوق»‬
‫الشمع الحرء ومواد أخرى مستوردة ‪ ٠‬ويمذه الطريقة يتم تزويرهاء وبيعها بثمن مرتفع جدا عن ثمنها‬
‫الذي غالبا ما ال يتجاوز ‪ 200‬درهم للكيلوغرام الواحد ‪.‬‬

‫وهكذاء فكلما تكررت العملية لنفس الكمية من الكيف» إال وتقل أهمية ودرجة الحشيش‬
‫المصنوع ‪.‬‬

‫إن هذه التراتبية في مشتقات الكيف يكن التعرف عليها من طرف المتاجرين فيها ( المهربين ‪/‬‬
‫البزنازة ) وامحترفين والمتخصصين في هذا الميدان الحشيشيء ألن انخفاض جودة الحشيش قد يعرف‬
‫استنادا إلى اللون والذوق والدخان الذي يخرج منه عند حرقه؛ مثال إن ذوق النوع الجيد يكون حلوا‬
‫ولطيفا أما لونه فيميل إلى الرمادي المغلوق» بينما يتم أخذ عينة من كمية الحشيش» ثم تُحرق بالنار» فإذا‬
‫بدأت هذه العينة ( إتحربة ) بالتفقع والغليان ( الغلي )» فإتما تكون جيدة» فضال عن اعتماد معايير‬
‫أخرى في تصنيف جودة الحشيش كالرطوبة» وسهولة تجمعه في اليد عند الضغط عليه باإلصبع؛ أو قوة‬
‫استمرار النار في قطعة الحشيش ( العينة ‪ /‬إتحربة ) التي تم إشعالما بالنار بغية معرفة نوعيتها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ - 6‬طرق تسويق ا حشيش با ماطقة‬

‫إن لعملية تسويق الكيف أهمية كبيرة في تطوير اقتصاد المنطقة» بعد أن أصبح زراعة أحادية في‬
‫المنطقة المدروسة باحتالله جميع المساحات الزراعية» وبفضله حصل تراكم رأسمالي» ونجم عن هذا ظهور‬
‫فئة جديدة طفت على السطح االجتماعي بهذا البلد األمين» وهي فئة الفالحين غير العاديين ( البزنازة‬
‫الصغار ) الذين يتعاطون لتجارة الحشيش» وفي نفس اآلن يزاولون أعمالهم الفالحية» وهذه الفئة تعد‬
‫بكنابة وسيط مباشر بين أباطرة المهربين الكبار والفالحين العاديين البسطاء‪.‬‬

‫وهكذا يأ هذا البزناز الصغير» الذي قد يكون من المنطقة أو خارجهاء يحوب كل الدواوير‬
‫القريبة والمعروفة لديه سائال كل من يصادفه في طريقه من الفالحين العاديين عن الحشيشء وال يتردد في‬
‫طرق أحد أبواب هؤالء الفالحينءإذا علم أنه يتوفر على سلعة الحشيش المفضلة عنده‪ .‬والفالح بدوره ال‬
‫يعتنع عن الترحيب به وإدخاله إلى منزله واستقباله بحفاوة في حالة إذاكان يتوفر على هذا المنتشوج‬
‫الحشيشي؛ بحيث يتفق االثنين على شنه» ومن ثم بيعه ويكون ذلك عن تراضي كال الطرفين (أي بين‬
‫الفالح البائع والمشتري الذي هو البزناز)‪.‬‬

‫إذا كان البرناز الصغير يشتري الكمية المرغوبة من الحشيش من الفالح العادي» فهذا ال يعني‬
‫أنه ال صلة له بالبزنازة الكبار» حيث نجد الشخص ( ع » خ ) يصفونه أهل المنطقة ب " باترون‬
‫القبيلة "‪ .‬إذ أن جل البزنازة الصغار تكون لحم عالقة مباشرة و غير مباشرة به» نظرا إللمامه الكبير بمعرفة‬
‫شبكات التهريب انخلية والوطنية وربما حتى الدولية» وتوفره على عالقات واسعة مع المختصين في تريب‬
‫الكيف ومشتقاته» باإلضافة إلى تميزه بروح المخاطة والمغامرة» إذ أن له أربعة حراس شخصيين (‬
‫كارتكورات ) مدججين بالسالح األبيض » ينم استخدامه متى اقتضى األمر ذلك دون تردد وخاصة في‬
‫حالة الخطر» وأن هذا الشخص يعتبر مدمنا على مخدر الكوكايين ذو المفعول القوي» وهذه المادة الخطيرة‬
‫أصبحت اليوم تتسرب إلى المغرب من قبل مهربين أجانب عن طريق ما يسمى ب " المقايضة "‪ .‬أي‬
‫مقايضة الحشيش بالكوكايين» بحيث أن هذا األخير يعتبر أخطر المخدرات بحكم أنه يسبب االعتماد‬
‫النفسي والجسمي في نفس اآلن ‪ ٠‬ويؤدي إلى أضرار صحية ونفسية وكذا اجتماعية ‪.‬‬

‫ومع ذلك نجد أن هذا الشخص ( ع؛ خ ) يتميز بشخصية فريدة من نوعها حسب تعبير‬

‫الساكنة ‪" :‬ما يتحكرشء وما يبغيش الحكرة "‪ " .‬الخير ديالو كبير ما يديرو حتى واحد في األمة"‪.‬‬
‫بمعنى أنه يتصف بالشجاعة‪:‬؛ والكرم » والعطاء» فهو يقف مع الفالحين الضعفاء أحياناء وخاصة في‬
‫مناسبات األعياد» حيث يشتري لهم األضاحي » أضف إلى هذا أنه ال يؤذي الناس البسطاء» لكن الويل‬
‫ثم الويل لمن سولت له نفسه بمس كرامته أو كرامة أحد األفراد المقربين إليه» ألنه في هذه الحالة سوف لن‬

‫‪537‬‬
‫يرحمه؛ وسيعطيه درسا قاسيا لن ينساه» سيما وأن هذا الشخص يعاني من سيف المتابعة القضائية بتهمة‬
‫المتاجرة في المخدرات» وأنه ال يفكر إطالقا في تسليم نفسه إلى المخزن» فالموت أولى له من ذلك حسب‬
‫قوله ‪ " :‬موت واحدة عنموتوها "‪ .‬وقول آخر ‪ " :‬القانون ماعندناش فالبالد » القانون كيطبق على‬
‫الدرويش ولي معندو ركيزة "» وكأنه ينل القانون بشبكة العنكبوت التي ال تلتقط إال الحشرات الصغيرة‬
‫والضعيفة» بينما الحشرات الكبيرة الحجم تستطيع اختراقها بسهولة تامة ‪.‬‬

‫في هذا السياق يمكن اعتبار أن عملية المتاجرة في الكيف ومشتقاته ال تخلو من مخاطرة» فعالم‬
‫التبزنيز ( التجارة في الحشيش ) هو عالم الذئاب» ينطبق عليه منطق الغاب» حيث ال مكان للقانون»‬
‫يقول أحد البزنازة " إلى باغي تعيش مع لدياب خسك تولي ديب "‪ .‬أي يجب أن تحترس» وأال تثق‬
‫بأحد مهما يكن» فال بأس إن كنت تريد أن تربط عالقات نفعية قائمة على تبادل المصلحة المشتركة بين‬
‫المهربين اآلخرين» لكن شريطة أن يكون فأسك متأهيا ‪.‬‬

‫هكذا يمدو أن بزناز منطقة زومي غالبا ما نجده يعيش في رفاهية وازدهار لكن التهديد‬
‫بالسجن يبقى الهاجس الكبير لديه» وهو يعمل على رفعه بشتى الوسائل كالتحايل على الزبناء بإعطائهم‬
‫أسماء مستعارة» و تخصيص رقم الحاتف خاص بالتحدث مع زبنائه المهربين» وآخر خاص بالعائلة‬
‫واألصدقاء العاديين» أو يقوم بارشاء بعض المسؤولين ليتستروا عليه في الظروف الصعبة» إذ نجد لسان‬
‫حاله يقول ‪ " :‬الكراب خسك تعاشرو فالشتاء "‪ 2‬يعني ينبغي معاشرة ومصاحبة االسكافي في الشتاى‬
‫حتى يرحمك في حرارة الصيف» وكذلك يجب عليك أيضا أن تقدم للمخزن وخاصة رجال الدرك الملكي‬
‫" التدويرة "أو "القهيوة"؛ وبكلمة أن تقدم لهم المال متى صادفتهم في طريقك حى يرحموك في الشدة‬
‫والحصرة ‪.‬‬

‫بالموازاة مع ذلك نجد تجارا خارجين عن المنطقة يأتون مع مجموعة من األشخاص يتجاوز‬
‫عددهم سبعة أشخاص " الحمالة " أو " الكناطرية "» ليحملوا أكياسا ( آلفات) من الكيف والتبغ‬
‫يتراوح وزتما ما بين ‪ 35‬و ‪ 40‬كلغ؛ مخترقين مختلف الممرات الجبلية بالرغم من صعوبة التضاريس»‬
‫ومتجاوزين كل الصعاب أثناء الطريق حتى يصلوا إلى المكان المخصص للمستهلكين سواء تطوان وطنجة‬
‫بعد مضي أربعة أيام من السير على األقدام ولو باستعمال البغال أو الحمير» وغالبا ما نجد صاحب‬
‫العملية التجارية يحرص على توظيف السواك ( المرشد ) الذي يترأس القافلة» نظرا لدرايته بمختلف‬
‫المسالك والطرقات» وهذا من أجل تفادي الخطر الذي قد يلحق هؤالء الحمالة في كل وقت وحين »‬
‫كاعتقالهم من طرف السلطات امحلية أو تعرضهم لكل مكروه من طرف قطاع الطرق والعصابات المتنوعة‬
‫التي تحوب البادية المغربية وخاصة في الليل ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫إن هذا العمل يؤدى عليه ‪ 35‬درهم لكل أربعين كيلوغراماء مع األخذ بعين االعتبار المسافة‬
‫التي يقطعها الحمال إليصال هذه السلعة إلى صاحبهاء فكلما كانت المسافة طويلة كان الثمن مرتفع ‪.‬‬

‫أضف إلى هذا أن البزناز اليوم» يفضل استعمال أساليب التهريب الحديفة» وخاصة استخدام‬
‫عول عليها في مثل هذه األمور» ويُ َمضل أن تكون هذه السيارة‬ ‫السيارة الرباعية الدفع» السريعة» التي ي ُ ّ‬
‫مهربة وال تتوفر على وثائق قانونية» بحيث إذا تمت مالحقة البزناز من قبل رجال المخزن» وفر هارباء‬
‫فانم سوف لن يتعرفوا على هوية صاحب السيارة امختجزة؛ وبالتالي إن هذه األداة تسهل وتسرع عملية‬
‫التهريب» وتقلص من المسافة والوقت عندما يريد هذا البزناز مالقات زبنائه لعقد الصفقات التجارية في‬
‫هذا الميدان ‪.‬‬

‫وي هذا اإلطار» نبادر إلى القول أن زراعة الكيف أنتجت طبقة محلية من أغنياء التهريب‬
‫تنجاوز أحيانا سمعتها حدود المنطقة» بفضل ما حصلته من ثروات مهمة عن طريق االتجار والوساطة في‬
‫تحارة المخدرات» هذه الفئة بين عشية وضحاهاء أضحت تملك عقارات ومشاريع كبرى بمختلف مدن‬

‫المغرب» بعد أن جنت أرباحا طائلة من معامالتما التجارية في هذا الشأن ‪.‬‬

‫أما المرارعين العاديين بالمنطقة» هم أناس بسطاء يكتفون ببيع المحصول للوسطاء الذين ينقلونه‬
‫إلى مهربين آخرين ( أباطرة المخدرات )» الذين هم أكثر فئة تستفيد من هذه الزراعة» بينما الفالح‬
‫المزارع ال يأخذ سوى " تمارة " والعناء» فكل األموال التي يدخلها الفالح من الكيف»ء يعاد إنفاقها على‬
‫هذه الزراعة من جديد» من خالل شراء األسمدة الكيماوية بغمن باهض»ء إذا ترتفع أثنة األسمدة بشكل‬
‫صاروخي حينما 'تقترب فترة زراعة الكيف» ويصرفها أيضا في المبيدات» واليد العاملة المؤقنة التي تأي من‬
‫مختلف مناطق المغرب لتشتغل بحقول الكيف بثمن يتجاوز ‪ 80‬درهم في اليوم» هذا بالنسبة للفالحين‬
‫الذين يتوفرون على مساحة مهمة من األراضي الصالحة لهذا النوع من الزراعة» أما بالنسبة للفالحين‬
‫الضعفاء الذين يتوفرون على أرضي قليلة» وق معظم األحيان تكون هذه األراضي بورية» فهؤالء غالبا ما‬
‫يتكبدون عناء أشغال الكيف لوحدهم دون اللجوء إلى اعتماد اليد العاملة المؤقنة » ذلك أن ظروفهم‬
‫المادية ال تسمح م بذلك» وهذه الشريحة المستضعفة تشكل األغلبية في المنطقة» بينما الشريحة المحظوظة‬
‫التي تتشكل من البزنازة الصغار والكبار و الفالحين الذين يعتلكون أراضي خصبة » تشكل أقلية صغيرة‬
‫مقارنة مع الفئة األخرى ‪.‬‬

‫‪ - 7‬من ‪ /‬لكيف ومشتقانه‬

‫إن من الحشيش يتغير حسب السنوات» وحسب الظروف االقتصادية واألوضاع السياسية‬
‫الوطنية والدولية» إذ أن ثمنه كان يساوي حوالي ‪ 5000‬درهم ل الكيلوغرام الواحد من نوع الحشيش‬

‫‪59‬‬
‫الجيد سئة ‪ ».1997‬ليقفر إلى ما يقارب ‪ 5300‬درهم سنتي ‪ 1999‬و ‪2000‬م‪ ,‬لينخفض مجددا إلى‬
‫ما يناهز ‪ 4000‬درهم سنة ‪ »2005‬أما حاليا ( ‪ ) 2012‬فثمنه ال يتجاوز ‪ 2500‬درهم للكيلوكرام‬
‫الواحد » وهذا اال نخفاض ربما راجع إلى الظرفية الصعبة التي يعرفها العالى بسبب األزمة االقتصادية العالمية‬
‫منذ سنة ‪ 2008‬م‪ ,‬التي أثرت بشكل غير مباشر على انخفاض ثمن الكيف ومشتقاته» مع اعتقال‬
‫المهربين الوطنبين والدوليين الكبار» الشيء الذي أثر سلبا على تمويل هذا النوع من التجارة غير المقننة»‬
‫أضف إلى هذا ارتفاع حدة التزوير في الحشيش لمغربي ( الطرافك ) الذي أفقد ثقة المستهلك به» مع‬
‫غياب السياج امحترفين في تريب الكيف و مشتقاته» إذ كلما تغيبوا هؤالء السياح عن السوق إال وأصبح‬
‫الثمن منخفض للغاية» فضال عن توسع مساحات زراعة الكيف‪ .‬األمر الذي خلخل التوازن ما بين‬
‫العرض والطلب» ناهيك عن األحداث التي عرفها أفغانستان مؤخراء التي ضاعفت هي األخرى من‬
‫إنتاجها للحشيش بعد الغزو األمريكي الء فأصبحت أفغانستان تحتل المرتبة األولى عالميا في إنتناج‬
‫الحشيش» وهذا االرتفاع في اإلنتاجية من قبل أفغانستان أثر بطبيعة الحال على الحشيش المغري» لكن‬
‫السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ‪ :‬هل الدولة المغربية تستفيد من هذه الزراعة غير المرخصة‬
‫بطريقة غير مباشرة أم أنما زراعة تعتبر عالة على االقتصاد الوطني ؟ ‪.‬‬

‫إذا كان البزناز المغربي يتهرب من كافة االستحقاقات المتزتبة عليه تجاه الدولة سواء كانت رسوم‬
‫أم ضرائب ( أي أنه ال يقدم الضرائب ) » أو أي شيء آخرء بحكم أن االقتصاد األسود الذي تنشط‬
‫فيه تجارة المخدرات يتميز بانفالته من الرقابة الحكومية؛ وال يعترف بالتشريعات الصادرة» ولذلك يعتمد‬

‫السرية قي عمله شراء وبيعاوعمال» أي بعيدا عن أعين الرقابة» وال يمهسك دفاتر نظامية‬

‫(‪ »)44‬ورغم ذلك» فهذا ال يعني أن المغرب ال يستفيد من اقتصاد الكيف غير المهيكل» بل تستفيد منه‬
‫الدولة بطرقة غير مباشرة» فعندما يتم إدخال العملة الصعبة األجنبية إلى المغرب» عن طريق تريب الكيف‬
‫إلى الخارج» يترتب عن ذلك بالنتيجة ارتفاع في قيمة العملة الوطنية (‪ »)45‬وتنشيط االقنصاد اللي‬
‫وديناميته» بفعل تحسين القدرة الشرائية لدى األفراد المعنيين في هذا الشأن » بفضل عائدات الكيف‬
‫المالية» ومنه» فالمغرب يستفيد من ‪ 4000‬مليار ستنتيم كقيمة مضافة إلى الناتج الوطني اإلجمالي» الشيء‬
‫الذي يعني أننا أمام تجارة مريحة على الصعيد الفردي وانحلي والوطني كذلك (‪)46‬؛ لكن األرباح على‬
‫المستوى الوطني تكون بشكل غير مباشر» وبشكل غير واضحء بينما يكون هذا الربح في أوضح تحلياته‬

‫‪ - ) 44‬حيان سلمان ‪ .‬اقتصاد الظل أو االقتصاد الخفي ‪ .‬جمعية العلوم االقتصادية السورية » ص ‪2‬‬

‫‪ -) 45‬بتصرف‪ :‬مختار حسين شبيلي ‪ :‬اإلجرام االققتصادي وااللي الدولي وسبل مكافحته ‪ ,‬مركز الدراسات والبحوث الجامعية‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية ‪ -‬الرياض ‪ » 2007‬ص ‪42‬‬

‫‪ - ) 6‬عبد الله أبو عوض ‪ .‬محاضرة في مقاربات التنمية‪ ,‬الوضعية‪ :‬شعبة علم االجتماع‪ ,‬كلية األدب والعلوم اإلنسانية ‪-‬‬
‫تطوان ‪-‬‬

‫‪1 -2012 .‬‬

‫‪60‬‬
‫على المستوى الفردي؛ هذا بالنسبة للجانب االقتصادي ‪ ,‬أما فيما يخص الجانب االجتماعي» يسبب‬
‫تواجد المخدرات بالبلد مشاكل اجتماعية خطيرة» قد يكون على رأسها اإلدمان ‪.‬‬

‫تلك كانت نظرة خاطفة عن الكيفية التي تستفيد منها الدولة بصورة غير مباشرة من هذه‬
‫التجارة غير المقننة» واآلن من الواجب تلمس مسألة مهمة جاري بما العمل في المنطقة» وهي تلك النقطة‬
‫المتعلقة بآلية التواصل بين البائع والمشتري في مجال الحشيشء وهذه الظاهرة نجدها كذلك لدى الناس‬
‫عامة» عندما يسألون عن ثمن الكيف» إذ يلجأ هؤالء األفراد أحيانا إلى اختصار ثمن الكيف في وضع‬
‫مقابل له بالدرهم» فعوض أن يقال ‪ 3000‬درهم للكيلوغرام الواحد» يتم اختصار هذا المبلغ بقول‬
‫ثالث دراهم؛ و‪ 5000‬درهم بخمس دراهم » و ‪ 4000‬درهم ب أرع دراهمء وهكذاء فهذه الطريقة‬
‫تختزل المبلغ الذي يتم تأديته عند شراء الحشيش بالدرهم؛ فدرهم واحد بمذا المعنى يساوي ‪ 500‬درهي‬
‫ودرهمين ‪ 100‬درهم ‪...‬إل ‪.‬‬
‫خالصة ‪٠‬‬

‫يبدو أن الكيف لم يدخل عن محض صدفة إلى منطقة زومي» ويتضح ذلك من خالل جرد‬
‫السياق التاريخي لهذا النبات القادم من بالد الكيف ( كتامة )» حيث بدأت تتوسع مساحة زراعة‬
‫الكيف عاما بعد عام» ويظهر ذلك جليا في معطيات الواقع االجتماعي واالقتصادي منطقة زومي» إثما‬
‫على ما يبدو تأثرت بصورة مباشرة بدخول هذا النبات الجديد الذي غير نمط حياة الساكنة؛ فأصبحنا‬
‫أمام مجتمع ذو ثقافة كيفية بامتياز » سيما الجيل الصاعد الذي منذ أن فتح عيناه وهو ينظر إلى عشب‬
‫الكيف ويتفاعل معه؛ لدرجة أنه ال يعرف سوى هذه الزراعة األحادية المرتكز» دون أن يتم توارث تلك‬
‫المعرفة العلمية بشؤون الفالحة والرعي» وانتقالحا من الجيل القديم إلى الجيل الجديد ‪.‬‬

‫ومهما يكن األمر» فإن الكيف أثر على البنية الثقافية واالجتماعية بشكل ملموس» فتراجعت‬
‫آليات التضامن التقليدي» وظهرت عن طريقه شريحة اجتماعية جديدة لم يكن ها وجود من قبل »‬
‫وغذى تلك الحركية االجتماعية العمودية واألفقية وسرع من وثيرتها ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وضعية السكان ما بعد الكيف‬

‫‪1‬‬

‫تهدم ‪:‬‬

‫على ما يبدو أن زومي اليوم ليست كزومي األمس» وأن العاصفة الكيفية التي هبت على هذه‬
‫المنطقة» أثرت بصورة واضحة على تضاريس المجتمع الزومي» فتزعزعت الثقافة الفرعية امحلية» واختفت‬
‫مجموعة من التقاليد والعادات واألعراف التي كانت رافدا للتنظيم االجتماعي» وتحول نمط الزراعة من‬
‫الزراعة المتنوعة التي ترمي إلى تحقيق االكتفاء الذاتي النسبي على المستوى المحلي» إلى نمط زراعي آخر‬
‫يعتمد على زراعة الكيف التي جعلت هذه المنطقة تابعة اقتصاديا للمناطق اتجاورة» وكل هذا وذاك» جعل‬
‫ساكنة زومي تعيش تحوال كبيرا على مستوى البنية االجتماعية من جهة » وعلى مستوى التمثالت‬
‫والتصورات من جهة أخرى» فظهرت قيم ومعايير اجتماعية جديدة بانت أقرب إلى الثقافة الكيفية‬
‫وبعيدة شيتا ما عن تلك الثقافة التي طبعت هذا المجدمع إلى عهد قريب» والتي ورثها هذا األخير أبا عن‬
‫جد من أسالفه» وبالتالي أفرزت هذه الزراعة غير الغذائية ظواهر اجتماعية نازلة» رما هي جديرة بالدراسة‬
‫والتحليل والتتبع ‪.‬‬
‫‪ - 1‬تعاطي الشباب مخدر الكيف ( ا حشيش )‬

‫لقد كان بعض شباب المنطقة في فترة ما قبل التسعينات يتعاطون لظاهرة التدخين‬

‫الكالسيكي ( السبسي )» إذ كان المدخن يعمد إلى شراء عدد سنابل األنثى من الحشيش ( األوراق )»‬
‫ثم يقوم بتنقيتهاء وبعد ذلك يلجأ إلى عزل العيون بوسيلة حادة ( الشفرة ) فوق خشبة مخصصة لهذه‬
‫العملية» فيتم التقصيص بطريقة محكمة على األقل لربطة ( مجموعة من السنابل ) من الكيف ولكمية من‬
‫الطابا» الِي ستضاف إلى الكمية الكيفية حتى تصبح مدرحة؛ وتعود صالحة للتدخين في السبسي من‬
‫طرف المستهلكين الذين يحبونه» وهذه الظاهرة مازالت حاضة بالمجتمع الزومي إلى اليوم» نظرا لبساطة‬
‫مكونات هذه العملية وسهولة الوصول إليها ‪.‬‬

‫إذا كان جرء مهم من شباب زومي قد ورث هذا التدخين التقليدي من أجداده؛ أي أنه‬
‫يفضل اللجوء إليه في أوقات الحصرة» عندما يكون عندهم نقص في المال ويصعب عليهم شراء التبغ‬
‫األشقر بشكل يومي ومستمرء لكن حينما تكون األمور ميسورة عندهم ' الحركة مدورة "‪ .‬فإنهم غالبا‬
‫ما يلجأون إلى اقتناء التبغ األشقر ( الكارو ) حيث يتم في بعض األوقات مزج التبغ األشقر مثل‬
‫مالبوروء كاميل» ونسطن بال مالء كوتبية ‪...‬إلخ» مع " الجوان " الذي يعطي للمستهلكين نكهة‬
‫خاصة‪ .‬إنه مثابة جواز سفر يتم اللجوء إليه من طرف هؤالء الشباب لكي ينسوا همومهم ومشاكلهم‬
‫اليومية حسب تعبيرهم» هكذا نجد المتعاطين لهذه الظاهرة الخنطيرة من عختلف الشرائح المجتمعية» إذ أنما‬

‫‪62‬‬
‫تكثر بشدة في أيام األفراح والمناسبات واألعراس» بحيث تعرف إقباال ال نظير له من قبل الشبان‬
‫المتحمسين لجو النشاط والفرجة والبحث عن االعتراف بالذات بهذا السلوك االنحراق» عالوة على هذا‬
‫أن عدد كبير من تالميذ المنطقة سواء في سلك اإلعدادي أو الثانوي يلجأ إلى تدخين الجوان الذي يؤثر‬
‫على صحتهم وكذا مسارهم الدراسي ‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك كله؛ نجد عددا مهما من الشبان يلجأون في بعض األحيان إلى أكل‬
‫المعجون‪ .‬بحيث يضاف إلى الحشيش مادة الشكوال أو اللوز أو يتم وضعها في فطائر» لكي يسهل بلعها‬
‫بيسر» وهؤالء الشباب يستخدمون هذه العملية أحيانا في بعض المؤسسات العمومية الحساسة كالمدرسة»‬
‫أو قسم الداخلي الذي يسكنه التالميذ القادمون من الدواوير البعيدة عن مركز زومي» وهذه العملية تعتبر‬
‫خطيرة» تسبب تسمم على مستوى المعدة خاصة إذا تم االفراط في استهالك هذا المسمى بالمعجون»‬
‫الذي يؤدي إلى أضرار صحية كبيرة» من الناحيتين الجسمية والنفسية ‪.‬‬

‫الواقع أن توفر مادة الحشيش بوفرة في البيئة االجتماعية بزومي» بحكم أن إنتاجها يتم هناء‬
‫شكل عامال مؤثرا في تحديد سلوكيات المراهقين» والراشدين كذلك» خاصة إذا كان هؤالء لهم أقران‬
‫سوءء فصحية آخرين يتعاطون الحشيش تقيئ الشخص لتعاطيه» ووجود أصدقاء متعاطي الحشيش يمد‬
‫من كان محبا لالستطالع بالفرصة االجتماعية المواتية ‪.‬‬

‫ومن هنا تبدو أهمية دور األسرة في تيسير إقدام الشباب على تعاطي الحشيش أو تعويقه‪.‬‬
‫ويتجلى هذا األمر أساسا في أساليب التعامل السائدة في األسرة بين الشباب وآبائهم» وإقامة الشباب‬
‫مع األسرة أو بعيدا عنهاء وارتفاع المستويين التعليمي والمهني للوالدين» ووجود ظاهرة التعاطي بين‬
‫األقارب» باإلضافة إلى اعتبارات أخرى التي قد تؤثر في اتجاه الشباب إلى التعاطي أو إحجامهم عنه ‪.‬‬

‫واعتمادا على دراستنا الميدانية» أتضح أن الستقاللية األسرة وعدم مراقبتها ألبنائها دور في هذا‬
‫الجانب» فهذه المؤسسة التي تعتير خلية أولية في النسق االجتماعي » صارت تفقد يوميا جزءا أو كال من‬
‫وظائفها األساسية؛ بل إنما تبدو بعض األحايين وكأنما استحالت فقط إلى مؤسسة بيولوجية إنحابية‬
‫(‪ »)47‬إذ أن األسرة إلى عهد قريب كانت تعتني وتحرص على تلقين األبناء طرق المعامالت» واألخالق»‬
‫وكانت تحرص على تلقين األبناء المعرفة المتعلقة بالشؤون الدينية» عن طريق إرسالهم إلى المسيد »ويجسد‬
‫هذا الفعل المثل الشعبي القائل ‪ " :‬إلى بغيتي يخرج ولدك زين علمو الصالة والدين "‪ .‬بمعنى أن االلتزام‬
‫بشحن األبناء بالمعرفة الدينية تحصنهم من الوقوع في مستنقع االنحراف» وبالتالي سخط الوالدين» وهناك‬
‫أيضا عبارة أخرى كثيرا ماكان ينصح بما اآلباء أبنائهم وهي ‪ " :‬بعد من البال ال يبليك "‪ 2‬أي تجدب‬

‫‪ - ) 47‬عبد الرحيم العطري» سوسيولوجيا الشباب المغربي جدل اإلدماج والتهميشء الطبعة األولى » طوب بريس» ‪ :2004‬ص‬
‫‪23‬‬

‫‪63‬‬
‫كل األشياء التي يمكن أن تنقل إليك عدوى اإلدمان ( البلية )» لهذا نجد مدخنين السبسي في فترة ما‬
‫قبل الكيف» كانوا غالبا ما يتجنبون التدخين عالنية أمام أعين الناس» إال في حاالت نادرة» وكان يتم‬
‫ذلك بطريقة محتشمة » ذلك أن المدخن كان يتمثله ا مجتمع على أنه إنسان غير كامل» وأن رجولته ناقصة‬
‫" ماشي راجل " ‪ ,‬ألنه يدخن والتدخين حرام؛ وهذا التصور الجمعي الموجه إلى المدخن شكل آلية من‬
‫آليات الضبط االجتماعي التي أثبتت جدارتما من خالل التقليص من هذه الظاهرة غير السوية في هذه‬
‫الفترة ‪.‬‬

‫أما اليوم وأمام هذه التحوالت األساسية التي حدثت بالمنطقة أصبحت وضعية الشباب تتميز‬
‫بالتضارب وقلة التنسيقء والترابط بين اآلليات المكلفة بتأطيرهم» وإعدادهم داخل المجتمع» فنحن» بدون‬
‫أن ندخل في التفاصيل نعاني اليوم من قلة التناسق واالنسجامء والتكامل بين األسرة» والشارع» والمدرسة»‬
‫ووسائل اإلعالم» بحيث ما هو حالل بالنسبة لبعضها يصبح حراما بالنسبة لألخرى» وهذا التضارب في‬
‫القيم والمعابير» أفرز سلوكيات جديدة ذكتها ثقافة الحشيش» بيد أن مجموعة من المصطلحات والعبارات‬
‫ظهرت مع دخول زراعة الحشيش المنطقة من قبيل ‪ " :‬بال حشيش ما نقدارش نعيش " ؛ " عيش‬
‫حياتك محدك باقي صغير " » ” تنشوى ونسى الهم يدساك " » ” الحشيشة والتغوييشة "‪ " ,‬تكمى‬
‫دك بالما وشوف شتمى"‪" .‬مع الشقوفة تسركل العالم بأكمله وأنت في مكانك" » فهذه العبارات في‬
‫حقيقة األمر تشجع على استهالك الحشيش محليا من طرف الشبان» فعلى الرغم من أن هذه العبارات‬
‫هي من نسج المجتمع؛ قد تبدو للوهلة األولى أنما تصف الواقع» لكن هي في واقع األمر تبنيه وتشرعنه»‬
‫وعلى هذا األساس فإننا هنا ال نخفي أن نقول بدون أدن تناقض بأن الوقائع االجتماعية» يعتبر وجودها‬
‫واقعي ألنما معترف بما من الجميع (‪ »)48‬ومن ثم فإن هذه األلفاظ الجديدة التي تروج يبهذا المجتمع‬
‫تساهم بصورة أو بأخرى في خلق هذا الواقع الوهمي وتسبكه بطريقة جيدة » ومن ثم تشرعن عملية‬
‫التدخين و التعاطي للحشيش ‪.‬‬

‫‪ - 2‬سوق القيم السوداء بزومي‬

‫أصبح التنافس بين مختلف مكونات المجدمع المحلي» وخاصة فئة الفالحين الغير العاديين» يدور‬
‫حول الربح السريع وكيفية تحقيقه إذ نجد أحيانا بعض الممارسات ترمي إلى تحقيق األرباح بأي وجه كان‬

‫© )‪ -‬بيير بورديوء أسباب عملية إلعادة النظر في الفلسفة ‪ .‬ترجمة أنور مغيثء الطبعة األولى كانون الثاني ‪ ,‬دار األزمنة‬
‫الحدينة‪,‬‬
‫ص ‪161‬‬

‫‪64‬‬
‫وكذا زرعه حرام» وهذا يكفي لجعل العديد من أفراد المنطقة يمتنع عن كل التزام ديني أو أخالقي مسؤول‬
‫في هذا الشأن» لدرجة أنه أصبحت تحاك وتروج مصطلحات وأقوال على الصعيد امحلي» وربما هي وليدة‬
‫اليوم» تشجع على تكريس ثقافة ال همزة» خذ مثال على ذلك ‪ " :‬ألي ألقى المضحكة ومضحكشي‬
‫عليه يعقبو الله "‪ .‬أي من التقى "بالكانبو " ولم يستغله فسيعاقبه الله» يبدو أن هذا القول يستثمر‬
‫المقدس ويوظفه في التشجيع على المحظورات» إذ ليس معقوال أن يعاقب الله من يفعل الخير» ويجتدب كل‬
‫األشكال الالأخالقية المتمثلة في التحايل واالنتهازية» وسلب حقوق الغير» مع العلم أن العقوبة تكون‬
‫دائما من نصيب الظالم وليس المظلوم» فهذا التضارب في القيم» يفسر أن هذه الثقافة االتتهازية التي‬
‫أضحت تطفو على السطح االجتماعي» وأصبحت مقبولة » ومشرعنة من الناحية االجتماعية» وهذا‬
‫إن دل على شيء إنما يدل على أن هذا المجتمع أصبح مستلباء ال يفرق بين الحالل والحرام» فيحلل الحرام‬
‫ويحرم الحالل» وكأنه أننج ثقافة جديدة مضادة تفرض نفسها بقوة في هذا الوسط االجتماعي ‪.‬‬

‫فإذا كان الكانبو هو ذلك الفرد الذي مازال يتسم بحد أدى من الجدية بالمعبى القديم للكلمة»‬
‫أو من السذاجة بلمعنى الحديث للكلمة» أي الذي مازال يتشبث ببعض القيم الدينية» والمعايير السلوكية‬
‫ويعتبر أنما ملزمة» ويسعى نحو احترامها هو نفسه» ويسعى نحو التزكيب» هذا " الكانبو " لماذا ه وكانيو‬
‫؟ ألنه محكوم عليه بالفشل باستمرار» إن الذي سيتبع األخالق» والذي سيتبع التعليمات الدينية ‪-‬‬
‫محكوم عليه بأن يبقى مستضعفاء يبقى ( مزلوطا )» ويبقى مثل ( البوهالي ) ال ينصت له أحد رما الله‬

‫وحذده ‪.‬‬

‫أما المطور فإنه يتعامل مع كل مكونات الواقع باعتبارها مجرد سلع و أدوات » ال التزام له إال‬
‫التزام واحد هو الدفاع عن مصالحه الذاتية والشخصية» وإن اقتضى ذلك أن يسيء حت إلى أبنائه أو‬
‫إخوته أو عشيرته أو قبيلته » أو جيرانه أو ما شتتم » فسوف يقوم بذلك » وما هي سمات المطور إننا‬
‫نعرفهاء هي قبل كل شيء أنه يستغل هذا المخزون التراثي النقافي» ولكنه يستغله هذه المرة » ال للدعوة‬
‫الحترامه وتقويته» بل لتحويله إلى أداة للربح» وأداة للسيطرة» وأداة لالستالب» وأداة للتضليل‪.‬‬

‫كل هذا وذاك؛ ال ينع أهالي ساكنة زومي» من االلتجاء إلى بعض السلوكيات االنتهازية التي‬
‫تتجلى في عملية الغش وتزوير الحشيش والتفنن في ذلكء» إما بإضافة بعض المواد المصنعة إلى الحشيش‬
‫لتمويه المشتري بجودته؛ أو يتم اللجوء إلى سبل أخرىء بغية تحقيق األرباج عن طريق استغالل ثقة‬
‫اآلخرء ولو كان من المقربين واألصدقاء» فيصبح هذا اإلنسان المستغفل يصنف في خانة " المطورين "‪" 5‬‬
‫القافزين "‪ " ,‬المساخيط "‪ .‬ونجد بعضهم يفتخر بنفسه حينما يقال عنه أنه إنسان " مطور "‪" .‬‬
‫قافر "‪ " ,‬عايق " ‪ ,‬وأنه " كيطير بين الطيور"‪ .‬وأنه إنسان " ولد الزمان "‪ .‬وهذه الكلمات‬
‫والمصطلحات ندل على وصمة اجتماعية أصبحت تحظى اليوم بالتبجيل بعدما كانت تؤطر في عهد غير‬

‫‪65‬‬
‫بعيد ني خانة ” قايل الحيا" ‪ " ,‬ممربيش "‪ :‬وهذا التحول القيمي يعكس رما صورة خطيرة عن اتجاه‬
‫المجتمع المدروس إلى االنفالت من الرقابة االجتماعية المتمثلة في الضبط االجتماعي الذي يحتكم إلى‬
‫التقاليد والقيم واألعراف» الشيء الذي يحتم ضرورة تدخل المؤسسات الرمية أحيانا في عملية الضبط‬
‫االجتماعي ‪.‬‬
‫بالفعل» إن وصفنا لشخص بأنه مطور » " عندو الكتاف " أو " عندو المعاريف "‪ .‬هذه‬

‫المفاهيم وغيرها من تعابير قاموس التحايل تعبر عن مختلف الوسائط التي تؤدي إلى المطمح والغاية ماعدا‬
‫واسطة االستحقاق» وبالتالي تصبح هذه العملية وكأنما صادرة عن مؤهالت ذاتية إنتاجية» ما يؤدي إلى‬
‫صراع وتأرجح بين قيم الكفاءة واالجتهاد وقيم التحايل عند الرغبة في الوصول إلى مبتغى معين» بينما‬
‫الشخص الذي ليس له " على من يعول " فهو انسان " مقطوع من الشجرة "‪ .‬لديه امكانات ضيقة‬
‫جدا ال تفيده بشيء في سوق القيم السوداءء» " لي عندو باب واحدة الله يسدا عليه "‪ ,‬في حين أن‬
‫الشخص المطور يوسع من إمكانانه ويضاعف من حظوظه؛ ويطمح إلى تحقيقها بشتى الوسائل سواء‬
‫كانت شيعية أو غير شرعية؛ فيغدو هذا اإلنسان بالمنطوق المحلي " مخروض صحيح "‪ .‬والمصيبة‬
‫الكبرى أن هذا المعيار أصبح اليوم مقياسا للنجاح االجتماعي بمذا الوسطء وبالتالي أضحت هذه الثقافة‬
‫الهامشية التي تنغذى على مثل هذه المصطلحات والعبارات التي تبرر وتأنث ظاهرة االحتيال واالتتهازية»‬
‫ومنه أختم بقولة جديرة بالذكر في هذا السياق جاءت على لسان الفيلسوف الفرنسي بيليز باسكال ‪:‬‬
‫الخيلة ليست سوى ذكاء الحمقى ‪.‬‬
‫‪ - 3‬طبيعة الصراعات التي أفرزها القدب‬

‫يعد الصراع شكال من أشكال التفاعل االجتماعي (‪ »)49‬الذي يعتبر مسألة اجتماعية ضرورية‬
‫ال بد منها في أي مجتمع من المجتمعات » وقد تختلف طبيعة الصراع كذلك من وسط إلى آخر؛ حسب‬
‫مكونات المجتمع؛ وحسب المصالح التي توجه سلوكيات أفراده » وهذا يدفعنا إلى القول بأن زومي‬
‫باعتبارها تتميز بزراعة الكيف الذي أفرز صراع اجتماعي يتغاير نسبيا عن ما قبل الكيف» ويمكن طرح‬
‫هذا الصراع على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ - 1 - 3‬الصراع حول األرض‬

‫ال شلك أن األرض تأخذ أهمية كبيرة في المجتمعات الزراعية» وبحكم أنما أداة إنناجية مهمة‬

‫بالنسبة للفالح الذي يقتات منها بشكل يوميء بيد أن من يملك األرض بزومي ليس كمن ال يملكهاء‬

‫‪ 701:2‬اترصسمىء سسامم معغطعة ‪ . 100‬دنه ممعم معالاع أء ‪ 120011556‬تقد ‪40‬‬

‫‪ 2: 3‬ملوءط ‪« .‬متاتلء “‪ . 3‬عزومامكمم‬

‫‪66‬‬
‫خصوصا بعد هبوب رياح الكيف التي جعلت من األرض أكثر أهمية مقارنة مع ذي قبل» إذ أضحت‬
‫اليوم آلية إنتاجية تمكن الفالح من الحصول على كميات مهمة من الحشيش» هذا األخير الذي يخول‬
‫للفالح تحقيق أرباح تجعله يصعد بسهولة في السلم االجتماعي» وعلى هذا األساس أصبح كل شبر يعني‬
‫الكثير بالنسبة للفالح؛ ومنه كثر الصراع حول الحدود " الرجل كيموت على أرضو أو والدو"‪.‬‬
‫والتسابق في استغالل المياه لسقي الكيف وخاصة إذا كانت األراضي المستغلة قريبة من منابع الميادء‬
‫كالعيون واآلبار» وكذلك األنمار والجداول المائية» وزيادة على هذا أن الصراع تغلغل بشكل عميق‬
‫ليالمس البنية العائلية» حيث أصبح االبن يطالب األب بحصته من األرض الستغالهاء وأنه بدوره يريد‬
‫أن يحقق استقالل مادي نسبي عن األسرة » وأنه غالبا ما يطلب االستقالل المادي التام في حالة الزواج»‬
‫ثما يعني أن المجتمع أصبح يتجه إلى نمط األسرة النووية» كذلك تحدر اإلشارة إلى أن الصراع يكون على‬
‫أشده في مسألة االستحواذ على األراضي الجيدة بين اإلخوان في حالة اإلرث ‪.‬‬
‫‪ - 2 - 3‬الصراع بين فتة البزنازة‬

‫يتميز الصراع على مستوى فئة البزنازة بأنه صراع يأخذ أحيانا منحا خطيراء فال مجال هنا‬
‫للمحاكم والقضاء مادام أن المشكل قائم حول مادة محظورة وممنوعة من الناحية القانونية» فحسب قانون‬
‫ماي المتعلق " بزجر اإلدمان على المخدرات السامة ووقاية المدمنين عليهاء وتحديدا في الفصل الثاني»‬
‫الذي يعاقب بالحبس من خمس إلى عشر سنوات وبغرامة يتراوح قدرها بين ‪ 5000‬و ‪500000‬‬
‫ودرهم كل من استورد أو أنتج أو صنع أو أصدر أو أمسك بصفة غير مشروعة المواد أو النباتات المعتيرة‬
‫مخدرات (‪ .)50‬األمر الذي يؤدي بمؤالء البزنازة إلى تصفية الحسابات بطرق شخصية دون االحتكام إلى‬
‫القانون» فأحيانا يلجأ أحد البزنازة إلى تزوير الحشيش من خالل إضافة بعض المواد المصنعة إلى مادة‬
‫الحشيش من أجل بيعها بثمن مرتفع عن ثمنها الحقيقي» وهذا يؤدي إلى افتعال نزاعات حادة بين‬
‫الطرفين ( البائع والمشتري ) ‪.‬‬

‫إلى جانب هذه الظاهرة» هناك ظاهرة أخرى تتعلق بمسألة بيع السلعة الحشيشية بالثقة أو‬
‫الدين» األمر الذي يؤدي في بعض الحاالت إلى عدم التزام الطرف الثاني برد الدين إلى صاحبه؛ فتختل‬
‫العالقة بين الشخصين ‪ ٠‬فيلجأ ً الطرف المتضرر إلى استخدام القوة لسلب حقه من الطرف الثاني‬
‫الغاصبء كالتهجم على منزله ليالء أو االعتداء عليه في بعض األماكن العمومية إن أستطاع ذلك»‬
‫لكن لتفادي هذا المشكل غالبا ما يلجأ الطرف الثاني إلى تعويض الطرف المتضرر بسيارة أو شيء آخرء‬

‫ألن الطرف الثاني هو بدوره قد يُستغل من قبل شخص آخر بنفس الطريقة ‪.‬‬

‫‪ - ) 50‬شيل أديب السالوي» المخدرات في المغرب وفي العالم ‪.‬م ءاس ءضص ‪40‬‬

‫‪67‬‬
‫وتنقسم فئة البزنازة الوسطاء ( الفالحين غير العاديين ) إلى فرق صغيرة تتشكل كل فرقة من‬
‫شخصين فأكثر تكون بينهم شراكة ويقتسمون الربح بينهم» وهذه الفرقة تكون بمثابة وسيط بين الفالح‬
‫البسيط والمهربين الكبار الذين لحم عالقات مباشرة مع شبكات تمريبية وطنية ودولية» وأحيانا بحصل‬
‫تدافع وتنافس بين هذه الفرقة وتلك» الشيء الذي يولد الحقد والعداوة في بعض األوقات مع بعضهم‬
‫البعض" خوك في الحرفة عدوك " ‪ ,‬وهذا الحقد قد يدفع في بعض الحاالت أحد الفرق إلى الوشاية بفرقة‬
‫أخرى منافسة لتقع في يد المخزن‪ ,‬لهذا فكل مجموعة أو فرقة تريد أن تسيطر على المجال الذي تقطنه من‬
‫خالل التحكم ني أثمنة سوق الحشيش بمذا الوسط» حيث يتم غالبا منح أفنة ضعيفة للفالح البسيط‬
‫الذي ال تربطه أي عالقة مع أثدة ضعيفة للفالح البسيط الذي ال تربطه أي عالقة مع المهربين الكبا‬
‫وبالتالي تكون األرباح التي يجنيها البزنازة الصغار والكبار كذلك مضاعفة مقارنة مع دخل الفالح الذي‬
‫يطمح فقط إلى تلبية حاجياته األساسية من مأكل وملبس ومشرب ‪.‬‬

‫‪ - 4‬نظام تقسيم العمل في أشغال الكيف حسب النوع‬

‫ال شك أن األشغال في الحقول الكيفية تعد مهمة صعبة سواء من قبل الرجل أو المرأة» نظرا لما‬
‫تحتاجه هذه النبنة من عناية كبيرة واهتمام خاص؛ فالرجل بمنطقة زومي ينفرد بالحرث والزرع وعملية‬
‫التصنيع ( الدقان ) والعسان» بينما تشترك معه المرأة في باقي األعمال الكيفية األخرى "كالنقاشة "‪ 2‬و"‬
‫خليع الذكر "؛ و" القطيع "» لككن في نفس الوقت تستمر المرأة في أداء األشغال المنزلية » ومنه فالمرأة‬
‫تقوم بأعمال منزلية وخارجية في نفس اآلن ‪.‬‬

‫فإذا كانت هناك فوارق بيولوجية بين الذكور واإلناث» على مستوى األعضاء الجدسية» وكذا‬
‫ارتباطها بوظيفة اإلنجاب» فإن النوع االجتماعي معطى ثقائي» يحيل على التصنيف االجتماعي وترتيبه‬
‫للمذكر والمؤنث (‪ »)51‬وبما أن مجتمع الدراسة» هو مجتمع ذكوري بامتياز» أي أن الذكور لهم هيمنة على‬
‫اإلناث» بشكل من األشكال أن المعطى الثقافي الذي عير هذا المجال االجتماعي» هو الذي يحدد‬
‫أشغال وأدوار المرأة وكذلك الرجل» فنجد أن المرأة تشتغل دون مقابل مادي» بل أكثر من هذا كله‬
‫فعملها غير معترف به وغالبا ما يتم تبخيسه من قبل المجتمع أو باألحرى من قبل الثقافة الذكورية‬
‫السائدة» فهي تقوم بأدوار كبيرة مقابل مكانة اجتماعية ضعيفة» وهذا األمر يجعل المرأة تمذا الوسط‬
‫االجتماعي» معاقة وغير مستقلة اجتماعياء إذ أنما في أغلب األحيان تحدها تعائي من التبعية لآلخر‬

‫الذي هو الرجل ( عمارة الدار )» فالرجل منتج» فعال» والشرف في مأمن ألنه دائما شريف» وهذا يمنحه‬

‫‪ - ) 54‬العربي الوافي‪ .‬مقاربة النوع والتنمية» السلسلة الشهرية ‪ -‬العدد ‪ , 35‬منشورات رمسيس‪ ,‬دجنبر ‪ ,2008‬ص ‪12‬‬

‫‪68‬‬
‫حرية مطلقة» بينما المرأة شرفها دائما مهدد» وهذا يمنحها حرية نسبية» وبالتالي تفضيل الذكر وتمجيده‬
‫على األنثى ‪.‬‬

‫عالوة على هذاء فالمرأة شبه مغيبة عن عملية صنع القرار داخل األسرة» فسلطة الزوج هي‬
‫السلطة المعترف بما داخل المنزل» وأن األموال التي تحنيها األسرة من مبيعات الهشيش» يستحوذ عليها في‬
‫نماية األمر الزوج» بحكم أنه مسؤول عن االقتصاد المنزلي " الرجل مكيعيبو غير جيبو" في حين أن‬
‫الزوجة لها حرية محدودة جدا في التصرف في هذه األموال» لذلك فالرجل يعمل في هذا الشأن على‬
‫تطبيق المثل الشعبي القائل ‪ " :‬المراة شورها ‪ ,‬وال تدير برايها " ‪.‬‬

‫انطالقا من دراستنا الميدانية» يبدو أن أشغال المرأة في إطار األعمال المنزلية تجعلها تفقد طاقة‬
‫جسدية هائلة» وتستغرق وقنا ال يستهان به» وإذا ما أضيفت إليها المهام األخرى التي يمكن أن نسميها‬
‫تحاوزا " أعمال الحقل " مثل ‪:‬‬

‫تربية المواشي ‪ --‬تربية الدواجن ‪ --‬تنقية المزروعات من النباتات» قطف الثمار كالزيتون والتين»‬
‫الشيء الذي يجعل المرأة بالمنطقة المدروسة تشتغل دون توقف»ء لهذا ال نجد عندهن أوقات الفراغ مكل‬
‫البجل» فهن ال يعرفن معنا للترفيه» عالوة على هذا فالمرأة برومي تستند إليها مهام ال تنجزها إال هي»‬
‫كتربية األطفال» عملية جلب الماء من اآلبار» الحطب» عملية طهي األكل» تميئ الخبر» تنقية الزرع» و‬
‫حصاده ‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة أيضاء أن هذا الجهد المبذول من قبل النساء في هذه المنطقة» سواء كان‬
‫يندرج ضمن العمل المنزلي» أو العمل الحقلي النارجي؛ إما يبقى مغيبا أو مهضمماء إذ نجد أحيانا أن‬
‫الرجل والمرأة يشتغالن قي حقل الكيف أو شيء من هذا القبيل» لكن عندما يعودان إلى المنزل» نجد المرأة‬
‫تواصل العمل في البيت كأن تحضر األكلء أو تجلب الماء من أماكن قد تكون في بعض األوقات‬
‫بعيدة‪ ...‬في حين أن الرجل يستغل هذه الفرصة للخروج والتزه صحبة أصدقائه» حيث يتجمعون في‬
‫مكان معين ليتبادلوا أطراف الحديث ويتناقلون األخبار» والمعلومات التي تروج محليا وخاصة تلك المتعلقة‬
‫بزراعة الكيف» التي تعتير من المواضيع الساخنة دائما يتم اإلقبال عليها بشراهة» وكذلك يحرص الرجل‬
‫على تطوير عالقاته مع األشخاص األجانب» هم في معظم األحيان يكنون مثابة زبئاء جدد لتبادل‬
‫المصالح بينهم عن طريق بيع وشراء الكيف ومشتقاته» وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الرجل‬
‫هو من يقوم ويتقمص دور البزناز في المنطقة» وأن المرأة ال يمكنها أن تقوم أبدا بمذا الفعل الرجولي» ألنه‬
‫يشكل قدحا ألنوثتها وشرفها ومكانتها كامرأة قي هذا الوسط االجتماعيء وبالتالي فالمرأة غالبا ما يكون‬
‫عندها عالقات محدودة» نظرا لقلة تحركها المجالي وضعف تفاعلها مع األشخاص الغير المعروفين ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫اعتمادا على استشرافنا للوقائع الميدانية» أتضح أن ظهور فئة العمال الزراعيون الذين يشتغلون‬
‫في حقول الكيف ومشتقاته» أدى ببعض الفالحين الكبار» خاصة المحظوظين» الذين أصبحوا يعتمدون‬
‫بشكل مباشر على اليد العاملة المؤقنة» التي تأتي من عختلف مناطق المغرب ( سيدي قاسم وزان» فاس»‬
‫بني زروال ‪ ...‬إل ) األمر الذي دفع كل من النساء والرجال الذين ينتمون إلى البرجوازية امحلية إلى تجدب‬
‫األشغال في حقول الكيف» وكذا بعض األشغال األخرى كالحصاد مثالء ناهيك عن المكننة الزراعية»‬
‫حيث نجد هذه الفئة االجتماعية تعتمد على الجرار في الحرث وآلة الدرس والحصاد» وكل هذا بطبيعة‬
‫الحال يعني أننا أمام مجتمع أصبح ينجه شيئا فشيئا نحو التعقيد» إذ أصبح التراتب االجتماعي بارز المعالم‬
‫نتيجة هذا التفاحش الطبقي الذي ظهر مع ظهور الكيف الذي أفرز هذه الفئات الغريبة عن المنطقة»‬

‫التي أصبحت تفرض وجودها بالقوة في البنية االجتماعية ‪.‬‬


‫‪ - 5‬انعكاسات زراعة الكيف على المردودية التعليمية‬

‫يكتسي موضوع التعليم بالوسط القروي عموماء ومنطقة زومي خاصة أهمية قصوى بالنظر إلى‬
‫عدة اعتبارات» فالتعليم بمذه المنطقة يشكل أداة فعالة لالرتقاء» والصعود في السلم االجتماعي» وهذا‬
‫التمثل يعكس طبيعة المجتمع المدروس» الذي يطمح أفراده إلى إيجاد راتب شهري قار حتى يطمأن على‬
‫مستقبله المجهول» لهذا نجد الفرد بمذه المنطقة يفضل الوظيفية العمومية» التى ربما يستعصى عليه الوصول‬
‫إليها بدون الشواهد التي تخوها له المدرسة» لذا نجد قول يكرس هذا الواقع هو ‪ " :‬قليل مداوم خير‬
‫مكثير مقطوع "‪ .‬لهذا فالظروف االجتماعية التي يعيشها الفالح» تولد لديه ثقافة النوف على المستقبل»‬
‫ويبقى دائما يترقب الطارئ» نظرا للتقلبات التي تالزم حياته؛ والتي يتم التعبير عنها باللغة العامية ب "‬
‫دواير الزمان "» فالسماء قد تمطر أو ال تمطرء واألرض قد تنتج أو ال تنتج؛ وزراعة الكيف قد تستمر‬
‫يحلمون إال بما يحتمل تحقيقه» فأغلب الفالحين يطمحون أن ينخرط أبناؤهم في الجندية» أو أن يحصلوا‬
‫على وظيفة صغيرة في إطار الوظيفة العمومية» لكي يكون مستقبل هؤالء في مأمن ‪.‬‬

‫وفي هذا السياق المختدم بالقلق والتشويش من لدن اآلباء الذين يريدون أن يعطي استثمارهم‬
‫المنطقة مالم يكن متوفرا قبالء وعلى هذا األساس فمرحلة ما بعد الكيف قد تبدو مختلفة عن المرحلة‬
‫السابقة» إذ أن هذه الزراعة وبفضل األموال التى تدرها كان تأثيرها على نمط عيش هؤالء السكان» ومن‬
‫ثم كان لها ايجابياتما وسلبياتما على المنطقة» ويمكن ذكر هذين الجانبين على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ - 1-5‬الجانب االيجابي ‪:‬‬

‫تبدو إيجابيات الكيف حسب تعبير الساكنة المدروسة» أنه بفضل االغتناء السريع والسهل»‬
‫تمكن اآلباء من توفير أهم الشروط الالزمة لدراسة أبنائهم» مثل كراء البيوت أو المنازل ألبناء الدواوير‬
‫البعيدة عن المؤسسات التعليمية» خاصة السلك اإلعدادي والثانوي» وفي بعض األحيان قد يلجأ اآلباء‬
‫إلى عقد اتفاق شفوي مع صاحب سيارة من أبناء المنطقة» ويستحسن أن تكون هذه السيارة من نوع (‬
‫مرسيدس ‪ ) 207‬التي يتم استخدامها غالبا في عملية النقل» بحكم أنما تستوعب عددا كبيرا من الراكبين‬
‫يفوق أحيانا ‪ 8‬أفراد» وفي هذه الحالة نجد هؤالء اآلباء يؤدون جماعتا كل شهر ‪ 1500‬درهم مقابل‬
‫هذه الخدمة التي يقدمها صاحب السيارة إلى أبنائهم» حيث ينطلق بهم كل صباح إلى المدرسة» ويعيدهم‬
‫في المساء» وكل هذا وذاك أدى إلى تراجع الحدر المدرسي شيئا ما مقارنة بتلك الفترة ما قبل الكيفية ‪.‬‬

‫وعلى أن الظاهة الملفئة أكثر لالنتباه في هذا اإلطارء هي ارتفاع إلى حد ما نسبة التمدرس‬
‫لدى اإلناث؛ الالئي لم يكن يدرسن بمذه الدرجة فيما قبل نظرا للموروث الثقافي الذي طبع تمئالت‬
‫وتصورات المجتمع المدروس للمرأة» الذي كان ينظر إليها على أنما مجرد يد عاملة » ال تستحق أن تكون‬
‫مشروع استثماري بشري كالولد» ألنما في نماية المطاف سترحل من بيت أبيها وتتزوج» لكن اليوم؛ وبعد‬
‫أن شاهدنا تغيرا نسبيا على مستوى الذهنيات؛ بدأنا نلحظ أن عددا ال بأس به من األسر تعطي‬

‫‪ - 2-5‬الجانب السلبي ‪:‬‬

‫تتمظهر سلبيات الكيف ف النقطة المتعلقة بتعاطى بعض التالميذ للحشيشء كالتعاطى‬
‫للجوانات والمعجون؛ بيد أن هذه السلوكيات االنحرافية تؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم الدراسي»‬
‫وتعرقل مشوارهم التعليمي» إذ أثبتت دراسات علمية» أن االستعمال المزمن للحشيش» يجعل المتعاطي ال‬
‫يفكر في تخطيط طويل المدى ( بل يعيش من أجل يومه )» وأن أهداف التعليم والتوظيف عنده تكون‬
‫جدد هم نفس مشكلته يتعاطون الحشيش كجزء من حل لمشاكلهم اليومية (‪. )52‬‬ ‫ّ‬ ‫بالبحث عن رفاق‬

‫واإلعدادية على تدخين الحشيش وتعاطي الكحولء إذ نجد هذه الظاهرة االنحرافية ترتفع في الشريحة‬
‫‪ > ) 52‬زين الدين العابدين» الحشيش »م »‪٠‬س ‪ .‬ص ‪382‬‬

‫‪711‬‬
‫المحظوظة من المجتمع الزومي» نظرا لتوجه اآلباء إلى إعطاء أبنائهم التالميذ أموال تفوق حاجتهم‬
‫األساسية» التي قد تتجاوز بعض األحيان ‪ 200‬درهم في األسبوع‪ ,‬لهذا قد ينطبق ذلك المثل الشعبي‬
‫المتداول في المنطقة على هؤالء التالميذ» وهو ‪ " :‬حزمولو ورزمولو وال تعؤلوشي عليه "‪ .‬أي مهما‬
‫حققت له من مكاسبء فال تنتظر منه شيء»ء وربما يلتقي هذا المدذل الشعبي مع مثل آخر هو ‪" :‬‬
‫مقراوشي حت اللوال مشي حت يقراو الحوالة "‪ .‬بمعنى أن جيل اليوم حسب هذا الطرح هو جيل "‬
‫الحوالة " وليس جيل الدراسة» ومثل هذه األمثال تجعل المتمدرس أكثر استعدادا لتقبل الفشل الدراسي»‬
‫وبالتالي الرسوب أو االنقطاع عن الدراسة ‪.‬‬

‫‪ - 6‬ثثير الكيف على البنية ا معمارية‬

‫في الواقع إن تطور السكن منطقة زومي له عالقة وطيدة بمختلف المتغيرات االقتصادية‬
‫والطبيعية والسلوكية والنفسية؛ وهكذا نجده يختلف بي الشكل ومادة البناء والمساحة والوظائف المنوطة‬
‫به» ففي زومي حدر اإلشارة إلى تأثر البناء المعماري بالوسط الطبيعي الذي يستمد منه مواد البناء مثل‬
‫الحجارة والتراب والخشب وهذا األمر ال يتطلب إمكانية مادية كبيرة بفضل توفر هذه المواد في البيئة‬
‫المحلية ‪.‬‬

‫كذلك يجب أن نضع صوب أعيوننا فترة ما بعد الكيف» أي بعد سنة ‪1996‬م السنة التي‬

‫شرع فيها سكان زومي في االعتماد على زراعة الكيف» الذي وفر لألفراد الذين يستحوذون على أراضي‬
‫خصبة قيمة مادية جعلتهم في وضعية مريحة» إذ يستطيع الفرد توفير جميع الحاجيات الضرورية وحتى‬
‫الكماليات منهاء وهكذا أصبح أهالي المنطقة يعيشون مخاصا تطوريا على مستوى السكن» ومن هنا‬
‫أصبحنا نلحظ تغيرا مهما على شكل المنازل الموجودة بزومي إذ أننا نمجد نوع السكن المهيمن بالمنطقة‬
‫مطبوع بواسطة المواد امحلية كاللجوء إلى الحجارة واستعمال قطع متساوية من الطوب مع استخدام مواد‬
‫أخرى كالقزدير» األعمدة» واألسالك» والتي يتم شرائها من األسواق األسبوعية المجاورة» وهكذا يأخذ‬
‫السكن شكل مربع أو مستطيل يوجد فيه أربع يبوت فأكثر» باإلضافة إلى وسط الدار " القور "» مع‬
‫المطبخ» والمرحاض» فضال عن اإلسطبل ( الزريبة ) الذي يحوي الحيوانات‪.‬‬

‫بالموازاة مع ذلك» نجد الفئة المحظوظة من ساكنة زومي تفضل السكن العصري المتمثل في‬
‫استعمال اآلجور واالسمنت وأدوات البناء الحديثة» وأحيانا نجدها تستعن بنموذجين من السكن؛ األول‬
‫تقليدي مبني بالطوب والقزدير» واآلخر عصري مبني باآلجور واالسمنت» وهذه االزدواجية في السكن إن‬
‫دلت على شيء إنما يدل على أن هذه الفئة تجمع بين القديم والجديد في تناغم قل نظيره» زيادة على‬

‫‪12‬‬
‫ذلك أصبح الئاس بالمنطقة يلجأون إلى البناء العصري» من أجل التعبير عن مكانتهم االجتماعية بمذا‬
‫الفعل الذي قد يدل على أن صاحب هذا المنزل العصري يحظى بثروة مادية طائلة أهلته إلى بناء هذا‬
‫النوع من السكن» وأنه إنسان باللفظ امحلي "ولد الزمان"» ومنفتح "لي جال هو لي عرف بحق الرجال"‪.‬‬
‫أي أن تحركه ني المجال المغربي واحتكاكه بكثرة مع أشخاص في المدن جعاته يكتسب خيرة في هذا‬
‫الميدان» وبالتالي فهو إنسان في كل األحوال "مسلك راسو"‪ .‬ولديه ثقافة حضرية‪.‬‬

‫وهذا بطبيعة الحال يجعله يرتقي اجتماعياء ألن سكان المنطقة يتبنون ذلك الخطاب الذي تروجه‬

‫المدينة عن القرية والذي يكرس مدى تفوق الثقافة الحضرية على الثقافة القروية ‪.‬‬

‫‪ - 7‬جدلية ا مخزن وا جدمع‬


‫يحيل المخزن مفهوميا على كثير من الوظائف» لكنه يظل أكثر اتصاال بحقل السلطة بكل ما‬
‫تعنيه من قوة قهرية إلزامية تفرض الطاعة واإلذعان (‪ »)53‬وق مجتمع يعتير فيه زراعة الكيف العمود‬
‫الفقري لالقتصاد المحلي» فهذا يعني أن المخرن سيشكل هاجسا كبيرا وعقدة نفسية بالنسبة ألهالي زومي‬
‫الذين يقتاتون على هذه الزراعة غير المقئنة والممنوعة من الناحية القانونية» فاإلنسان بمذه المنطقة ييحمسب‬
‫ألف حساب للمخرن» الذي يقف شوكة فقي حلقه؛ لدرجة أصبحت ساكنة زومي فردا وجماعة مريضة‬
‫بفوبيا الخوف من المخزن ‪ " ,‬المخزن ما فيه تيقة كيما كان نوعو "‪ " ,‬المخزن واعر لي حصل فيدو‬
‫كيودي " ‪ " ,‬الخنوف من ثالثة ‪ :‬النار والبحر والمخرن " ‪.‬‬
‫إذن» الفرد بزومي وخاصة الفالح العادي يعيش حالة من الرعب والخنوف من السلطة» مع‬
‫العلم بأن هذا األخير هو أكبر ضحية» فهو معرض لالستغالل من قبل البزنازة» وللذل والقهر من‬
‫المخرن» بحكم أنه ال تربطه أية عالقة ال من قريب أو من بعيد مع المخرن» بخالف البرجوازية امحلية‬
‫المتمثلة في فئة البزنازة الذين يحظون بعالقة مع المخزن تكون في معظم األحيان جيدة» األمر الذي يجعل‬
‫هذه الفئة متميزة داخل المنطقة وتحظى باحترام الناس» وبمذا المعنى فآل المخرن يستفدون من الحماية‬
‫والتسهيالت وغيرها من االمتيازات على عكس أولئك الذين ال تربطهم أية عالقة بالمخزن» فهم يالقون‬
‫جانبا آخر من التهميش واإلقصاء ‪.‬‬
‫وما دام األمر بهذا المعنى» وما دامت الشريحة البرجوازية تستفيد من عالقتها الجيدة مع المخزن‬
‫من خالل تقديمها له ما يسمى بالمنطوق المحلي ب " التدويرة " ‪ " ,‬القهيوة " ‪ " ,‬الحالوة "؛ و غيرها‬
‫من األسماء التي تؤنق وتلطف من شأن هذه الظاهرة» ونتيجة الهذه العالقة القائمة على المصال المتبادلة‬

‫‪ - ) 53‬عبد الرحيم العطري‪ .‬تحوالت ا مغرب القروي ‪.‬ماس ء ‪.‬ص ‪37‬‬

‫‪1/3‬‬
‫بين الطرفين يصبح هذا البزناز وذاك الدركي " صحاب "‪ .‬ربما هذه الظاهرة كانت نتاجا للتغير‬
‫االجتماعي الذي حصل بلمنطقة» إذ أدى إلى أهمية العالقات الثانوية على حساب العالقات األولية‬
‫التي أصبحت مهمشة ومقلصة‪:‬؛ وهذا االنتقال من العالقات األولية إلى العالقات الثانوية يؤدي إلى الحد‬
‫من وظائف بعض المؤسسات االجتماعية كاألسرة» ألن هذه الوظائف تصبح من مهام المؤوسسات‬
‫الكبرى» يتم إذن نقل اختصاصات العالقات الثانوية» وهذا التحول يتسم بتقلص مكانة اإلطارات‬
‫(‪ »)54‬ويالحظ أيضا أن حجم وفعالية االرتباطات العمودية بين الطرفين ( المخرن ‪ /‬البزنازة ) يرتبط‬
‫بصفة هائلة مع التحوالت التي يعرفها هذا المجتمع» وهذه االرتباطات العمودية تسمى أحيانا بعالقة‬
‫اإلخاء ‪ -‬الرفاق ‪ -‬األصحاب ‪ -‬إال أن التسمية الغالبة هي العالقات الزبونية ‪.‬‬

‫ولذلك سنجد بعض الممارسات الغير المسؤولة التي كان يقوم بما بعض الدركيين مع هؤالء‬
‫البزنازة» بيد أنه عندما تنجح عملية التهريب وتمر بسالم بتواطوء بعض عناصر الدرك الملكي» يعود هذا‬
‫البزناز في نماية األمر ويقدم حصة من المال لؤالء الدركيين مقابل خدمتهم تلك» وأحيانا نجد البزنازة‬
‫الكبار يلجأون إلى ما يسمى بالتعبير امحلي بعملية " شري الطريق " إذ يقوم هؤالء بتقديم عروض‬
‫مغرية للدركيين مقابل السماح لسلعتهم بالمرور والوصول إلى المكان المطلوب» وأحيانا أخرى يتم هذا‬
‫األمر بالتدسيق مع البزناز وأحد الدركيين» حيث يقوم هذا األخير بتقديم معلومات عن الدركيين اآلخرين‬
‫حتى يستطيع البزناز بحبهم وتحاشيهم ‪.‬‬

‫ذلك هو مضمون ممارسة المخزن بزومي األمس القريب» لكن منذ سنتي ‪2009 - 2008‬‬
‫بدأت األمور تختلف شيئا ماء بفعل ضغوطات دول االتحاد األوروبي على المغرب تحاربة هذه الزراعة»‬
‫ومنع تصديرها لدول االتحاد‪ .‬حيث يعتبر الحشيش المغربي األكثر رواجا في أوروباء ومنح االتحاد األوروبي‬
‫مساعدات مالية للمغرب في عام ‪ 2009‬بأكثر من ‪ 290‬يورو لثني المزارعين عن التخلي عن هذه‬
‫الزراعة» فعمدت السلطات امحلية إلى إتالف محاصيل المزارعين كلما جاء موسم الحصاد» وتحرر مذكرات‬
‫بحث في حقهم لحجز مدخراتم من محصول الكيف من عقر دارهم‪ ,‬وتمرغ كرامتهم في التراب عقابا لهم‬
‫على عصيانهم وزراعتهم لهذه النبتة امحظورة» وأصبحت الساكنة تعيش حالة من الفزع والخنوف المترقب‬
‫من قبل السلطات انحلية‬

‫‪ ) 54‬شيل جسوسء جدلية العام والخاص في العالقات الزبونية‪ :‬االتحاد االشتراكي ‪ 23‬نونبر ‪ - 1989‬العدد ‪ :2301‬ص ‪21‬‬

‫‪14‬‬
‫لداء تحسيسي حول محاربة زراعة الكيف بعمالة اقليم شفشاون سنة ‪2008‬‬

‫‪15‬‬
‫‪5‬‬

‫ما يخفاش عليكم ان الزراعة ديا‬


‫الكيف كيمنعها القانون وفيها اخطار كبير‬
‫عليكم وعلى اوالدكم وعلى ارضكم الن هاذ‬
‫الذراعة كتلحق اضرار كبيرة بالصحة دبال ا‬
‫االنسان وديال المجتمع وكاتفسد االخالق»‬
‫وكاتأثر على العالقات بيت افراد االسرة‬
‫والجيران» وكتفقد التربة القدرة على االنتاج‬
‫ا في المستقبل‪ .‬ع‬
‫ويكون فخباركم ان السلطات عازمة‬
‫كل العزم وبقوة على محاربة هذه العشية‪,‬‬
‫وتطلب منكم مرة اخرى فمصلحتكم ومصلحة ْو‬
‫اوالدكم وارضكم اتخالو عليهاء وراه كاين َل‬
‫فيكم أي ما حرتش ارضو وخكالها للكيف»‬
‫خصو ينوض يحرثها بالزراعات النافعة‪ ,‬ما خ‬
‫‪ 0‬يعميكمشس الطمع والربح السريع واالنسان ّـ ََّخ‬
‫‪ 1‬يزال ها يعيش مخلوج » ولي زرع الكيف ما م‬
‫يظلم غير نفسو ويعرض راسو للمتابعة م‬
‫القضائية‪.‬‬

‫طم اك كه له لك لك الد كاد لد ل لل خأ <ك نك لك ذأ أ‬

‫‪6‬‬

‫النالنه!‬

‫‪7‬‬
‫‪7.‬‬
‫‪4‬‬
‫أله‬
‫‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬

‫‪06‬‬
‫وإلى جانب هذا تقوت شوكة المخزن في اآلونة األخيرة» حيث فج إستراتيجية الترهيب من‬
‫جهة» وإستراتيجية الترغيب من جهة ثانية» اإلستراتيجية األولى تقوم على محاربة هذه الزراعة وإتالفهاء‬
‫ومالحقة المزارعين الذين يتعاطون الء أما االستراتيجية الثانية فترمي إلى ترغيب الساكنة لثنيهم عن هذه‬
‫الزراعة» وذلك عن طريق تقديم بديل اقتصادي لهمء الذي يكمن أساسا في غرس بعض األشجار‬
‫المثمرة» كأشجار الزيتون والكروم» لكن هذه الساكنة عبرت عن رفضها لهذا البديل ذو المردودية الضعيفة‬
‫من الناحية االقتصادية» فالساكنة ترهن نفسها بزراعة الكيف» وتعتبر حياتما متوقفة عليه» ألنه ببساطة‬
‫المنقذ الوحيد من الفقر حسب تعبير بعض المستجوبين " األرض ديانا صعيب باش تعاوضة؛ صعيب‬
‫اإلنسان يعيش بال كيف؛ هذي مكيناش" ‪ " ,‬صعيب نتخيلو البالد بالكيف غرجعوا للجوع‬
‫وصافي "» ويفهم من هذا الكالم أن الحياة بدون كيف حسب هؤالء الفالحين يعني الفقر والضعف‬
‫والتشرد والسيبة» إنه ذلك الماضي األليم الذي يتم استحضاره مع غياب الكيف» ويتم إبعاده ونسيانه‬
‫بحضوره» ويبدو أن الساكنة تطمح إلى تحقيق بديل اقتصادي يضاهي مردودية الكيف الذي استأنس به‬
‫هؤالء الفالحين إلى حد الولع؛ " خصنا البديل يكون فيه الفلوس بحال الكيف‪ ,‬ألن الزمان تبدل»‬
‫والوقت صعاب‪ .‬والمعيشة غالت‪ .,‬واألرض دينا ضعيفة ومانعة وفيها تمارة " » بمعنى أن طبيعة‬
‫األراضي غير الصالحة للزراعة تطغى على هذا الوسط » إذ تقدر مساحة األراضي البورية ذات اإلنناجية‬
‫الضعيفة ب ‪ 6726‬هكتار» في مقابل مساحة األراضي الصالحة للزراعة التي تصل إلى ‪ 144‬هكتار‪.‬‬
‫وقد نجد أحيانا بعض أفراد المنطقة يعاتبون هذه الزراعة التي أفقدتمم كرامتهم ورجولتهم " الكيف دخل‬
‫علينا الذل "»لكنهم مع ذلك يعتيرونه بمثابة ذلك الشر الذي ال بد منه ‪.‬‬

‫على كل حال فقد نجم عن هذه الحملة تحاربة الكيف»ء ردود أفعال ساخطة في معظم‬
‫الدواوير برومي التي تعتمد على زراعة الكيف كجرء مهم في نشاطها االقتصادي» فهناك من الفالحين‬
‫من راقب عملية إتالف محاصيله بحرقة وتأسف دون أن يحرك ساكناء في حين هناك بعض الدواوير كان‬
‫نا رد فعل عدواني على المخزن عند قيامه بمهمة محاربة هذه الزراعة التي تشكل مصدر رزقهم» كدوار‬
‫الخرفان والعنصارء إذ أل الدوار األول إلى استخدام الحجارة ورميها على المخزن الذي تشكل أنذاك من‬
‫القايدء ورجال الدرك والقوات المساعدة» ومقدم الدوار» فضال عن الخدام الذين تم توظيفهم في عملية‬
‫امخاربة» وقد كانت الجبال والمسالك الوعرة في صالح هؤالء الفالحين الذين لحم خبرة جيدة بمجالم وأنمم‬
‫سارعوا إلى تعبئة الدواوير امجاورة على الوقوف ضد المخرن» ذلك أنه إذ لم يقفوا جميعا وقفة الرجل الواحد‬
‫حسب تعبيرهم فإن المخزن سيقضي على الكيف الذي يشكل قوت حياتمم» فاعتمدوا في هذا الصدد‬
‫لمفل القائل "إلى حالق خوك غير خمر راسك أنت"‪ :‬هذا يعني بأنه إذا أصيبت إحدى الدواوير المجاورة‬

‫بمكروه أو بسوء فذلك مؤشر يقيني بأن الدور سيأت إلى الدواوير الممجاورة ال محالة» وأن المسألة مسألة‬

‫‪717‬‬
‫وقت فقط ال غير» لهذا قد تفضل بعض الدواوير الدخول في مواجهة مع المخزن و " وضرب الحديد‬
‫محدو باقي سخون "‪ .‬وأن تختار الحجوم كوسيلة للدفاع ألنما وصلت إلى وضع لم يعد لما ما تخسره»‬
‫حيث نجد بعض الفالحين يردد على أن السجن أولى له من البقاء بدون كيف»ء وأن زومي بدون كيف‬
‫هبي سجن بحد ذاته» وربما تكون أقصى منه» ذلك ألن السجن يوزع فيه على األقل األكل بامجان‬
‫حسب تعبيرهم ‪.‬‬

‫ولرها كانت من أهم انعكاسات هذه الحملة ضد زراعة الكيف هي هجر المزارعين المعوزين إلى‬
‫المدن للبحث عن فرص الشغلء» فبعدما كانت زومي سابقًا منطقة جذابة للسكان» أصبحت اليوم في‬
‫ظل هذه الحملة منطقة طاردة للسكان» وهذا يعني أن زومي في اآلونة األخيرة أصبحت تصدر مشاكلها‬
‫إلى المدن» وأن تفاقم الظروف الصعبة أدى بالمزارعين المعوزين إلى أن يولوا وجوههم نحو الحجرة؛ من ثم‬
‫فإن التأويل السياسي للمشكلة المعيشية لؤالء سيعلن عنه في المدينة حتما (‪ »)55‬ذلك ألن المهاجر في‬
‫هذه الحالة يحد نفسه مرغما على ال هجرة» ألن زومي بوسائلها التقليدية بدون كيف ال تضمن له أبسط‬
‫ظروف العيش األساسية» إن هذا المهاجر إذن شخص لم يختر الرحيل وإنما أرغم عليه»؛ شخص لم يستعد‬
‫ال موضوعيا وال ذاتيا هذه العملية ولكنها كانت تمثل المخرج الوحيد ‪.‬‬

‫‪ - 8‬استمراربة الزراعة الكيفية بزومي‬

‫بال شاكء أن الكيف أصبح مرض سرطاني ينخر جسد المجتمع الزومي وعيته ببطء » فعلى‬
‫الرغم من هذه المجهودات الظرفية التي قامت بما الدولة للقضاء على زراعة الكيفء إال أن هذا لم يعط‬
‫ثماره أمام عناد الفالحين الذين يعتبرونه حقا مشروعا لهم مادام البديل االقتصادي الذي بإمكانه تغطية‬
‫حاجيتهم األساسية غير متوفر بعد» وأتضح ذلك من خالل قيام أهالي ساكنة زومي بتظاهرات‬
‫احتنجاجية سنة ‪ 2010‬للتعبير عن مطلبهم في مواصلة زراعة الكيف واستنكارهم ورفضهم محاريته من‬
‫قبل السلطات» ويبدو أن الظروف السياسية المساسة التي يعيشها العالم العربي والمغربي خالل هذه السنة‬
‫كانت في صالح هؤالء المزارعين» ففي السنة الفارطة وهذه السنة كذلك ( ‪ ») 2012‬واصلت زومي‬
‫زراعتها للكيف» وربما توسعت هذه الزراعة لتغزوا أماكن جديدة في بعض المناطق المجاورة من قبيل دوار‬
‫ونانة» أوالد بودير» القيطون‪ ,‬الممواويس» الكزيرة» والزواقين » هاته الدواوير كانت تابعة لعمالة سيدي‬

‫‪ - ) 5‬ريمي لوفوء الفالح المغربي المدافع عن العرشء ترجمة عي بن الشيخ ‪ ,‬الطبعة األولى منشورات وجهة نظر ( ‪) 2‬‬
‫‪22011‬‬
‫ص ‪307‬‬

‫‪198‬‬
‫طبعاء ساهم انشغال السلطات بما يجري في المغرب وثي البلدان العربية من فوران شعبي في هذا‬
‫التوسع الكيفي» فضال عن مشكل الجفاف الذي ضرب المغرب هذه السنة» ناهيك عن مشكل المزانية‬
‫المالية التي تعيشها الدولة المغربية؛ ذلك ألن محاربة هذه الزراعة تتطلب أحيانا وسائل تقنية عالية من قبيل‬
‫األدوية السامة المعدة خصيصا للقضاء على نبات الكيف والتي يتم رميها على المحاصيل الكيفية بواسطة‬
‫الهميلكويتر قصد إتالفهاء ومثل هذا النوع من العمليات يتم غالبا في المناطق السهلية القريبة من األودية‬
‫ومنابع المياه» أما فيما يخص األراضي المجرئة والبورية» يتم توظيف الخدم من قبل المخزن إلتالف الكيف‬
‫بواسطة أداة حادة تستعمل في الحصاد تسمى " المنجل " » هؤالء الخدم قد يفوق عددهم ‪30‬‬
‫شخصاء يؤدون عملهم بأجور ال تقل عن ‪ 100‬درهم في اليوم ‪.‬‬
‫لقد ضغطت السلطات انحلية بشدة على الساكنة لثنيهم عن الزراعة خالل فترة امحاربة» عن‬
‫طريق بعض المداهمات التي كان يقوم بما المخزن على حين غرة ليقتحم بيوت الفالحين إليحاد الحشيش‬
‫واعتقال الفالحين المتلبسين في هذا الشأن» وهذه المداهمات التي استمرت ثالث سنوات من عمر الحملة‬
‫ضد الكيف ابتداء من ‪ 2008‬إلى ‪» 2012‬؛ جعلت الفالح أكثر حذرا وأكثر خوفا من المخزن» إذ‬
‫أصبح الفالح يتجنب إدخال كل ما يمد بصلة إلى الكيف ومشتقاته إلى منزله» باستثناء الحشيش التي قد‬
‫يعمد إلى تخبيئها بدقة في مكان بالمنزل ال يخطر على بال المخزن» ويقوم بعملية تجفيف الكيف‬
‫وتصنيعه في مكان خارج المنزل» حيث يكون كذلك بعيدا عن أعين الناس غخافة الوقوع في مغبة ما‬
‫يسمى ب" التيركيك " ‪.‬‬
‫كل هذه الضغوطات أدت إلى ندرت البذور الكيفية الشيء الذي دفع بعض الفالحين‬
‫خالل السنة السابقة ( ‪ ) 2011‬إلى شراء بذور الكيف بثمن مرتفع نسبيا يفوقك ‪ 100‬درهم للكيلو‬
‫كرام الواحد» هذا بالنسبة لبذور الكيف العادي الذي يسمى عحليا ' الكيف البل ِدية "‪ .‬مع العلم أن في‬
‫المغرب وتحديدا في كتامة وبابرد تزرع بذور لسالالت كيفية مختلفة من قبيل مكسيكانّة التي تعتبر من‬
‫أجود السالالت الكيفية الجيدة» بأ بعدها الفوكة ‪ ,‬ثم َخزدالة» وبعدها الماريواناء ثم باكستانة‪ ,‬إال‬
‫أن الكيف العادية * ( البلدية ) هي التي تميمن على معظم المناطق» وخاصة برومي» لكن في األيام‬
‫األخيرة أصبحت زومي تشتري بعض السالالت الكيفية الجديدة عن المنطقة ك " خردالة " الي تتطلب‬
‫عناية وسقي كبيرين» وتحناج إلى وقت طويل لتدمو وتنضج ( ‪ 6‬أشهر على األقل )» وأنما تزرع في‬
‫األراضي المسقية» وقد أقتنى بعض األفراد بمنطقة زومي بذور خردالة بثمن لم يقل عن ‪ 500‬درهم‬

‫' ) ‪ -‬مصطلح جديد ظهر مع ظهور بذور السالالت الكيفية األخرى ‪.‬وهناك من األفراد اليوم من يطلق عليها ب " الزبلة "‬
‫وهذا اللفظ يحمل دالالت قدحية لهذه الساللة المنتشرة في المنطقة بكثرة‪ ,‬بمعنى أخر أن مكانة هذه األخيرة تراجعت بفعل تدهور‬
‫ثمنها وارتفاع ثمن األنواع األخرى المطلوبة في سوق االقتصاد األسود المتعلق بالمخدرات‪ .‬األمر الذي يجعل ثمنها مرتفعا ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫للكيلوغرام الواحد» وحسب ما أكد أحد المستجوبين أن هذه البذور توجد كذلك في بعض المحالت‬
‫التجارية التي تقوم ببيع بذور الكيف معلبة في أوعية بالستيكية » يتم إنتاجها إلطعام الطيور» وتنتجها‬
‫شركة اسبانية مجهولة االسمء وأن الوعاء الذي يوجد بداخله بذور الكيف هاته مرسوم فيه» إما صورة‬
‫األفعى وهذا يكون من النوع الجيد» أو صورة العقرب التي تعتبر أقل درجة من األولى» أو صورة الحجل "‬
‫الحجلة " وهذه األخيرة تأي ني الدرجة الثالفة» ولرها كانت من أهم العوامل التي تشجع على زراعة‬
‫ساللة خؤدالة » هو ارتفاع ثمنها مقارنة مع الحشيش العادية» إذ أن ثمنها يُضاعف ثمن الحشيش المسماة‬
‫" البلدية "» ذلك ألن ثمنها اليوم يتجاوز ‪ 5500‬درهم للكيلوغرام الواحد من النوع الجيد» لكنها‬
‫تعرف حضورا ضعيفا جدا نظرا محدودية األراضي وقلت المياه الجوفية والسطحية بالمنطقة ‪.‬‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫إن الكيف أفرز ظواهر اجتماعية جديدة بزومي سواء على المستوى الميكروسوسيولوجي أو‬
‫الماكروسوسيولوجى» وأنه غير قواعد اللعب» وأثر على الياكل االجتماعية واالقتصادية» وأحدث انقالبا‬
‫جذريا في القيم والمفاهيم على مستوى المنطقة ككل» من قبيل تسمم العالقات العائلية وتفككها وطغيان‬
‫الفردانية» والنظرة التشيئية لإلنسان واالستغاللية» وارتفاع نسبة الطالق والهجرة» وتفاحش الفوارق الطبقية‬

‫والشيء الجدير بالتسجيل هناء هو انتقال المجتمع من التضامن القبلي إلى الفردانية» أو حسب‬
‫ما ذهب إليه أحد المستجوبين الذي عبر وبتأسف على أن المنطقة فقدت خمس خصال هي ‪ " :‬الكرم‬
‫" » " النية " » " المعقول " ‪ " .‬الحيا " » "البركة "‪ .‬وهذه الخصال التي كانت تعثير من شيم ساكنة‬
‫زومي تراجعت إذ لم نقل أنما تحطمت بالكامل» وأصبحنا أمام مفاهيم جديدة من قبيل " المطور " ‪" ,‬‬
‫القافز " ‪ " .‬حشومة المراة ديال الشيطان " ‪ " ,‬المقازدير "؛ وهذه هي ثقافة الهامش التي طعمها‬
‫الكيف وذكى نيرانماء فقل الوازع الديني» وتراجعت أساليب الضبط غير الرسمية المتمثلة في العادات‬
‫التقاليد واألعراف؛ وما يبرر هذا الطرح هو عبارة سمعتها كثيرا من أفواه العديد من المستجوبين وهي ‪" :‬‬
‫منادم ديانا كيخاف ما كيحشم" أو "منادم ديانا كمون إلى محكيتيهش ميتلقش الريحة"‪ .‬هذا يفسر أن‬
‫اجتمع بزومي أنتقل من االعتماد على أساليب الضبط غير الرسمي» إلى أساليب الضبط الرسمي ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫خالصات واستنتاجات‬

‫واآلن؛ ماذا يسعنا أن نقول إن اجتهدنا في خوض هاته المغامرة التي ال تخلو من صعوبات‬
‫ومعيقات» خصوصا إذا تعلق األمر بطالب مبتدئ يحاول تقليد الخبراء الباحثين في العلوم االجتماعية»‬
‫هل استطعنا فعال أن نقدم إجابة حقيقية عن اإلشكالية التي تناولناها في هذا البحث ؟ ‪.‬‬

‫في إطار اإلجابة عن هذا السؤال» نشير إلى أننا توصلنا انطالقا من تحليلنا للمعطيات الميدانية‬
‫التي قمنا بتجميعهاء إلى خالصة مفادها أن الكيف أثر بشكل مباشر على القيم امحلية لهذا امجتمع» وأنه‬
‫أثر على نمط عيش الساكنة بزومي» فانتقلت هذه األخيرة من االعتماد على الزراعة المعيشية المتنوعة» إلى‬
‫االعتماد على الزراعة التسويقية األحادية المرتكز والي تتسم بمردوديتها االقتصادية المرتفعة» ومن مجتمع‬
‫يقدس أعراف القبيلة ويحترمها وعتثل لهاء إلى مجتمع ينزع إلى الفردانية واألنانية» ومن األسرة الممتدة إلى‬
‫األسرة النووية» وأفرزت هذه الزراعة الممنوعة قانونيا طبقة جديدة طا دور الريادة في التأثير على الشؤون‬
‫التي لها عالقة بالكيف» فتمخض عن ذلك صراعات ذات طبيعة مصلحية بامتياز» الغاية من ورائها هو‬
‫تحقيق الربح السريع سواء تم ذلك بطرق مشروعة أو غير مشروعة؛ فأصبحت المصالح هي من تحرك‬
‫األفراد» وهي من توجه أفعالهم ‪.‬‬

‫وهذا ما يدل على أن العالقات العائلية» بشكل خاصء واالجتماعية بشكل عام أصبحت‬

‫تتسمم وتنجه نحو التفكك واالضمحالل و االستغاللية» وأصبحت قيم التضامن والتآزر والتكامل‬
‫تتراجع شيئا فشيئاء لدرجة أصبح اإلنسان عبارة عن أرقام أو باألحرى عبارة عن دراهم ( صحبك‬
‫يبدلك بدرهم )» وأن االنسان أصبح يُقيم بالمال ( الرجل مكيعيبو غير جيبو )» إذن الكيف بمذا المعنى‬
‫ساهم ف تكريس النظرة التشيئية والتسليعية لإلنسان بمنطقة زومي ‪.‬‬

‫ومرد هذا الخلل إلى الكيف الذي ساهم في تحويل حياة الفالح من وضعية المعطوف عليه إلى‬
‫وضعية امحقود عليه» ذلك ألن فالح زومي أنتقل من زراعة المتتوجات الغذائية المختلفة إلى زراعة السموم‬
‫الحشيشية المضرة بصحة االنسان؛ وأن امتهانه ذه الحرفة غير القانونية ساهم في توجه الشباب إلى‬
‫اتتحار جماعي عن طريق التعاطي للمخدرات كوسيلة للخروج من واقعهم المشثوم الذي اختلطت فيه‬
‫أوراق اللعب» فأصبح الحسن قبيحاء والقبيح حسناء والحرام خالالء والحالل حراما ‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن أن غنتم بمثل شعبي جاء على لسان أحد المستجوبين ‪ " :‬لي معمرو كان كان »‬
‫و ال ْبعار نؤرو "‪ ,‬أي كل مالم يكن سابقا ( قبل الكيف )‪ 4‬أصبح كائنا اليوم» وأن فضالت الكالب (‬
‫البعار ) أضحت اليوم تزهر» فهذا المذل سهل علينا مأمورية الختم» كونه يلخص عمق التحوالت التي‬
‫ضربت المجتمع الزومي» لدرجة أصبحت زومي زهرة جميلة تأبى العيش فوق التراب الطاهر» وتفضل أن‬

‫‪81‬‬
‫تزهر على أرضية مليئة بفضالت الكالب» فالزهور هنا كناية على المال الذي جعل من زومي وردة‬
‫جميلة المظهر» لكنها في نفس اآلن كريهة الرائحة» فالكيف بمذا المعنى وحسب هذا المثل الشعبي ظاهره‬
‫حسن» وباطنه خبيث ‪.٠‬‬

‫‪52‬‬
03
‫[عنا معلومات حول المبحوث‬

‫الجدس‪ :‬ذكر‬

‫السن‪32 :‬‬

‫النشاط األساسي‪:‬‬

‫فالح عادي فالح غير عادي (برناز)‬

‫لعا المحور األول ‪ :‬وضعية السكان ما قبل الكيف‬


‫س‪ :‬أذكر أهم المزروعات التي كنتم تعتمدون عليها قبل زراعة الكيف ؟‬
‫ج‪ :‬كنا كنديرو الحضرة يجميع أنواعها ( الفلفل» مطيشة» القراع» بطاطة» اللفت» وخوزو»وكلشي» وكنا كنزرعو القمح‬
‫والشعير وكرفالة والذرة والشقالية و القطاي كاملة بحال العدس واللوبية والفول واللجلبانة» وكنا كنغرسو الشجار ديال‬
‫الزيتون والكرموص والبرقوق والمشمش والرمان واللتشين» كنا كنعملو أي حاجة» سوق قليل في المرات لي كنا كنمشيو‬
‫ليلو‪.‬‬
‫س‪ :‬هل كنتم تعتمدون على الرعي‪:‬‬
‫ج‪ :‬كنا كنكسبو البقار والمعاز والغنم و ونربيو الجاج والقنية؛ كانت الكسيبة موجودة بكثرة لحقاش ناس كانوا‬
‫كايستافدو منا فلعراسات واالفراح» وكنا كنبيعو منا باش نشريو لي خاصاتنا من السوق ‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف كانت األوضاع االجتماعية واالقتصادية بالمنطقة ؟‬
‫ج‪ :‬االوضاع االقتصادية كانت مزرية» كان الفقر كنا كنمشيو عريانين بلحفاء وكنا كنبيعو الجاج أو البيض» أو المعاز‬
‫باش نشريو بديك الفلوس شيحاجة‪:‬؛ أما االوضاع االجتماعية كانت مزيانة كانت كاينة تاوازة والوزيعة » والناس كانوا‬
‫متعاونين ودايرين يد فيليد» وكيجورو على بعضهم؛ وكان الكرم والصفا والنية» وبزاف دناس كانوا كيخرجوا الركاة‬
‫والعشور والفطرة مشي يحال اليوم‪ .‬ولينا الله يحفد كلواحد كيفكر غير فراسو صائي ‪.‬‬

‫س‪ :‬كيف كانت العالقات العائلية ؟‬

‫‪54‬‬
‫ج‪ :‬كانت العائلة مزيانة » وكانت دها كاتكون مجموعة ومتضامنة مع بعضهاء النوت مكنوش كيتفرقواء الناس ديا‬
‫كانوا كيفضلو يزوجو من العائلة وخاصة بنت العم» وكيقول داك المتال ديانا " خود بنت قاربة وال تاخذ بنت غرابة "‪2‬‬
‫يعبي خذ المراة لي قريبة عليك حسن من المرة لي غريبة ‪.‬‬

‫س‪ :‬كيف كانت العالقات االجتماعية داخل القرية ( الدوار ) ؟‬

‫ج‪ :‬الناس ديال الدوار كانوا كيتحاماو مع بعضهم» لكن بعض المرات كان كيبقى الدوار خاوي » األكثرية كانوا‬
‫كيطلعوا لبني احمد وكتامة باش يخدمو » وتماك كانو كيخدموا باش يجيبو لوالدهم مايكلو» والناس فدوار كانوا كيتعاونو‬
‫مع بعضهم في الشغل وف البني والحصاد ويقفوا مع شي واحد إلى وقعت ليه شيحاجة ‪ .‬أما مع الدواوار رين كانت‬
‫المشاكل بين الدواوار كدنوض على العياالت» أخور كيجي ويبقى يبسل على بنت الدوار مكناش كيعجبنا الحال» أو‬
‫ينود الصداع على األرض أو الماء خصوصا في االيامات ديال الجفاف‪.‬‬

‫س‪ :‬من هو الوالي الصالح المعروف والمشهور على صعيد المنطقة ؟‬

‫ج‪ :‬الوالي لي مشهور عندنا هو موالي عمران الشريف لي موجود فدوار ديال الزاوية » الناس ديال القبيلة مازالت كتزوروا‬
‫لحد اآلن» الناس كيتبركو بيه باش يرزقم الله الشفا واالوالد أو أي حاجة خاصاتوء وموالي عمران كيذبحولو الور فيوم‬
‫الردة» وكيغرعوه ومن بعد كيبداو النسا كيتسبقوا على الدم والشعار ديال الثور لي مذبوح ‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما هي أهم العوائد االجتماعية التي كانت بالمنطقة ول تعد اليوم ؟‬

‫ج ‪ :‬كانت بجلود كانو الناس كيعملو الجلود على راسم ويخرجوا في االيامات ديلعيد» كانت كتبدا مع عيد الكبير بعد‬
‫ميذبحو الناس الضحية » كان واحد كيسميواه سونا أو العروسة كيبقى يدخل عشى من دار لدار يطلب شى حاجة‬
‫يعطوهالو موالين الدار» كان هدشى كيستمر ‪ 8‬أيام وكيبدا مار العيد» لكن بعض المارات كتلقى ديك الناس لي‬
‫كيعملو الجلود على راسهم باسلين بزاف» حيت كيخسرو الحدرة وبعض المرات كيدخلو لديور دناس ويسرقو » وال لقاو‬
‫شي بنت كيبقاو يبسلو عليها ويقلونها كالم خايب ‪.‬وكانت كعوانة حتى هي كانوا الناس لي عاد تزوجواء كيديرو واحد‬
‫الكسعة ديال الطعام واللحم والبيض والجاج ويدرو الطعام للجامع؛ ويبداو يتعايرو مع بعضهم شكون لي عندو الطعام‬
‫حسن» الطعام لي كالاوه كيحيو ويشكرو المراة ديك الراجل لكلولو الطعام ديالو » والطعام لي مشو لذيذ كانوا كيخليواه‬
‫ويعزلوه ويديرو فيه الدرو ويبقاو الناس كيعرو فمواله ويضحكو عليه حيت مراتو معرفيتش تعمل الطعام مزيان ‪.‬‬

‫لكا الور الناي ‪:‬البوادر األولى لرراعة الكيف بالمنطقة‬


‫س ‪ :‬كيف دخل الكيف إلى منطقة زومي ؟‬

‫ج ‪:‬الكيف دخال لبني مسارة من جهة تاينرة وببي كولش وبي زياد» هدو هم لي زرعوه اللواال فبيي مسارة » حيت‬
‫كانت عندهم األرض قريبة على بني أحمد ي كانت كتعمل الكيف ديك الساعات» وبعد ديكشي مين شفوه الناس‬
‫دخال للقبيلة بداو يزرعوه واحد مور واحد ونتقل من دوار لدوار» وفوق من هدشي كامل كانوا الناس ديانا كيطلعوا‬

‫‪55‬‬
‫يخدمو فلجبل في الكيف ومنتما جبو الزريعة » كاين لي عطوهالوا وكاين لي شراها » حيت الناس ديانا كانو قبل‬
‫الكيف كيعملو الطابة بلحاق الكيف فيه الفلوس كتار من الطابة ‪.‬‬

‫س ‪ :‬ماهي مراحل زراعة الكيف ؟‬

‫س ‪ :‬أول مرحلة كتجي التدري فيه كنعزلو الزريعة على السربي » كنرميو السري وتخليو الزريعة باش نزرعوها في األرض»‬
‫وكنستعملو هنايا بوسيار » كنسيرو به الزريعة» ومن األحسن يكون التدري في مكان فيه الريح باش كتسهال المأمورية‬
‫ديال التدري » حيت الريح كيدي السري بعيد على الزريعة » ومن بعد هد المرحلة كتجي المرحلة دالقليب » فيه كتحرثوا‬
‫األرض بال زريعة» باش تزيان وتستافد من الشتاء وما ينوضشي الربيع لي كي أثار على الكيضف» وبعدو كتجي المرحلة‬
‫ديال الحرث أو الردان» فهذ المرحلة كنزرعو األرض بالكيف ونتسناواه ينوض» وما يكبر كتجي المرحلة ديال النقاشة فيها‬
‫كنحيدو الربيع من الكيف باش يكبر مزيان» وبعدها كتجي المرحلة ديال خليع الذكار فيها كنزولو الذكر دلكيف باش‬
‫يخفف » منين كيطيب كتجي المرحلة ديال القطيع » وبعد القطيع كيجي التنشار» يعني كنشرو الكيف يتشميس فشمس‬
‫» منين كند خلوه لدار كيجي الدقان فيه كنخرجو الحشيش باش نبيعوها ‪.‬‬

‫س‪ :‬كيف تتم عملية تصنيع الكيف ومشتقاته ؟‬

‫ج‪ :‬فلول كنجلدو البانيو بالمخرقة ديال الدقان كاتكون كحلة في اللون ديالهاء وكنجيبو الطوبو ونقطعوه على قد الطول‬
‫ديال هداك إلي كيدوق» ومن بعد كنخشيو البانيو فطوبو » ونديرو في البانيو الكيف ونشدوه» ونبداو ندقوه بالرطايل‬
‫ديال الدقان» وبمد الطريقة كيتغربل الكيف ويصير حشيشء فالدقة األولى كنسموها الطبيصلة» فهد الحالة كنستعملو‬
‫العواد ديال الدقان رقاق» ومكانضربوشي البانيو بالجهد باش تخروج السلعة مزيانة ومنخسروهاش» أما في العادي‬
‫كنخدو العواد ديال الدقان يكنو شويا كبار باش تمبطو السلعة بزاف» لكن في التشلشلة كنعطو الداق ألننا هنايا‬
‫كيهمنا العدد أو الكمية ديال الحشيش كتار من الجودة ديالحاء حيت التشليلة كتكون رخيصة ‪.‬‬

‫س ‪ :‬كيف تتم طرق تسويق هذه المادة ؟‬

‫اج ‪ :‬كيجيو البزنازة بالطموبيل ديالهم لدار كيبيعولهم بالشطبة حيت أول مرة مكناش كنعرفو ندقو الخدام هو لي كان‬
‫كيتكلف بكولشي » أو كيبعوه بالغبرة ( حشيش )» والبزناز قدار يكون من الدوار أو خارج الدوار كيجي ويبدا يسول‬
‫الناس شكون عندو السلعة ولي كان عندو كيقول أنا عندي » وكيديه لدار باش يوريه سلعة» ويتفهمو ف الثمن ديالها ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ماهى المعايير المعتمدة في تحديد من الحشيش ؟‬

‫اج ‪ :‬الحشيش فيها أنواع» النوع لي مزيان كيتسمى " الغلي غبرة" هذا هو رقم واحد فلحشيش» وكيجي موراه التكماش‬
‫إي كيكون إما مزيان أو نقص أو بين وبين » وبعدو كتجي الطبيصلة؛ والطبيصلة فيها ثالثة ديال االنواع النوع األول‬
‫كيسمواه الطمبو األول ثم الطمبو الثاني ثم الطمبو الثالث؛» هد النوعية ديال الحشيش كتخروج فالدقة األول »‬
‫وكيجربوها باليد » يعني بالبصمات ديال اليد » وبمذ الطريقة كيعرفوها واش مزيانة أو الء أما الدقة الثانية كناقاو فيها‬
‫العادي وبعدو كتجي التشليلة» ومن بعد التشليلة كيبقى غير "السري" » كندريواه وتخدو منو الزريعة ولحوه الفزبالة» لهذا‬

‫‪56‬‬
‫العادي كيتجرب بالنار مشي بالبصمة وح التشليلة كذلك» لكن التشلشلة غالبا كيزدوها مواد أخرى باش كيطرفغوها‬
‫ويزوروها وبيعها بئمن أعلى من الثمن ديالها األصلي ‪.‬‬
‫س‪ :‬كم وصل من الكيف ومشتقاته هذا العام ؟‬
‫ج‪ :‬الكيف معندوش واحد الثمن» الثمن دياالو ديما طالع هبط» مكيستقرشي فوحد الثمن» لكن فهد‬
‫األيامات األخيرة الحشيش ناعسة ماكينش لي كيسول فيهاء اليوم كيجي البزناز ويعطيك ‪ 4500‬درهم‬
‫للكيلو » هدشي إلى كانت الحشيش مزيانة» أما إلى كانت نقصة قدار تبعيها غير ب ‪ 2500‬درهم‬
‫للكغ الواحد» لكن وخا هكاك الحشيش داغيا عود كتطالع في الثمن وتنزل داغيا عود » مرة كتكون‬
‫نعسة مرة محركة على حسب السوق والطلب ‪.‬‬
‫س‪ :‬هل لديكم سالالت كيفية أخرى غير الساللة العادية التي تزرعونا في غالب األحيان ؟‬
‫ج‪ :‬نعم» فلول كانت عندنا غير الكيف العادية كتسمى " الكيف البلدية "» لكن مؤخرا قاللت الزريعة‬
‫بداو كيشريو الزريعة من باليص أخرى »وهاد العام كين بزاف دناس لي زرعو خردالة» هاد النوع دلكيف‬
‫غالي» لكن كيتزراع غير قريب على الماء» هد النوع جديد على المنطقة مكانش كين من قبل ‪.‬‬

‫لكا انحور النالث‪ :‬وضعية السكان بعد زراعة الكيف‬

‫س‪ :‬ما هى الفئة األكثر استهالكا للحشيش ؟‬

‫ج‪ :‬الشباب هم لي كيستهلكو الحشيش بزاف» خصوصا فلعراس والحفالت» كيكميو الجوانات» يعني كيجيبو الكارو‬
‫والنبرو وديرو فيه الجوناة ويكميواه» أما الناس الكبار هم غالبا ما يكميو السبسي» واليوم هداك لي كيكمي صباح عادي‬
‫كتلقى أخور مازال برهوش وهو مبلي وكيكيف‪.‬‬

‫س‪ :‬كيف تتم عملية تقسيم العمل أثناء زرع واعداد الكيف حسب النوع االجتماعي؟‬

‫ج‪ :‬قي البداية الناس مكنوش كيعملو الخدامة» كلشي كان كيخلم؛ وحاليا المرا كتخدم مع الرجل فتنقية الكيف‬
‫والنقاشة والقطيع؛ أما الراجل كيتكلف باألمور آلخرة بحال العسة والدقان والحرث والتنقال» والمراة كتهتم بالشغول‬
‫ديال الدار ‪.‬‬

‫س‪ :‬في رأيك هل أثر الكيف على المردودية التعليمية بالمنطقة ؟‬

‫ج‪ :‬الكيف ساهم بزاف في القراية» حيت قبل الكيف الناس ماكنتش عندا باش تقري والدهاء أما اليوم الحمد الله شويا‬
‫الناس بداو يقراو ويتفهمو في المدرسة» كاين لي قرا مزيان وستافد من الكيف » وكاين لي خرج بسببو حيت لقى‬
‫الفلوس وتفلس» وبقى مكاين غير الدوران والتسلكيط » ال قراية » ال رعاية ‪.‬‬

‫‪537‬‬
‫س‪ :‬هل صاحب الكيف تأثيرات على مستوى العادات واألعراف الخلية ؟‬

‫ج‪ :‬توازة مابقاتش كيما شحال هادي» والعروسة والتقاليد ديال العروس مبقاتش كيما كانت» ورجعوا الناس كيقلدو‬
‫غير ديكشى لي كيدوز فالتلفازة» وصبح منادم كيحتقر العادات والتقاليد ديالو» وهذا كامل بعد ما دخال الكيف‬
‫للبالد» حيث منادم ديانا بدا كيتحرك وطليل على العادات دالمدينة أي أثرت فيه بزاف ‪.‬‬

‫س‪ :‬كيف أثرت هذه الزراعة على هجرة السكان ؟‬

‫ج‪ :‬عنداك البزنازة والناس لي لباس عليهم ودركو من الكيف» شراو الديور فالمدينة» ودارو المشاريع تماك» كاين لي دار‬
‫غريما كاين لي عندو القهوة» كاين لي عندو الحانوت كيبيع ويشري» وهاد الناس كيرجعو ب الصيف باش يحدرو على‬
‫دقان ديال الكيف ديالهم لي كيعطيواه لشي واحد بالثلث أو بالنص» أما الناس لي فقراء مساكن فهد االيامات األخيرة‬
‫بداو كيهجرو للمدينة باش يقلبوا على المخندمة؛ حيت الكيف اليوم رخص بزاف» ومبقاش كيوفرهم الحاجات األساسية‬
‫ديالهم» وال فيه المشاكل وصائي‪.‬‬

‫س‪ :‬هل هناك من السكان من رفض زراعة الكيف لسيب من األسباب ؟‬

‫ج‪ :‬كاين واحد كيقول الكيف حرام؛ األرض ديالو كيديرها بالزراع» لكن والدو معزولين عليه وكيدرو الكيف» أما‬
‫اليوم هاد الرجل مات» ودابا كلشى كيعمل الكيف‪.‬‬

‫س‪ :‬هل أثرت هذه الزراعة على العالقات االجتماعية ؟‬

‫حضي بعياتو» ويالشافوك ديرق الباس مكيسمحلومشي خطرهم تكون أنت ناجح في حياتك» وصبحت المصحلة هي‬
‫بي كاينة دابا » كلشي باغي الفلوس " مع الفلوس مكاين ال عاطفة وال صداقة" ‪.‬‬

‫س‪ :‬ماهي طبيعة الصراعات والنزاعات التي سببها الكيف ؟‬

‫ج‪ :‬عندك الصراع مع الجندارم ألي حصل كيودي » ويخلصن مبالغ كبيرة بزاف» الصراع على األرض والحدود؛ والصراع‬
‫بين البزنازة مع بعضهم » الكيف خلق بزاف ديال المشاكل » اليوم إلى كان عندك الكيف فالدار و عملتي مع شواحد‬
‫شي شجار أو نزاع قدار يجيب لك الجندارم» ويدير شكاية بأنك عندك الكيف والحشيش فدارء الكيف خلنا نتنازلو‬
‫على كرامتناء فهاد الزمان مابقت ثيقة حتى فواحد» ومنادم ديانا كيخف ماكايحشمء كيدير غير جوج الرياالت فجيبو‬
‫كيبقى يحسبلو راسو هو طارزة ‪.‬‬

‫هل تقبل تعويض الكيف بزراعة أخرى ؟‬

‫ج‪ :‬ميمكنش البديل ممقبولش خصنا يبقى الكيف ديماء حيت إلى اتمنع الكيف عرجعو للجوع والفقر والسرقة والسيبة»‬
‫"ماتبدل خوك غير بقبح منو" » يعني متبدل الكيف غير بقبح منو ‪.‬‬

‫‪568‬‬
‫© بيبليوغرافيا ‪:‬‬
‫المصادر باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ .‬ابن منظور اإلفريقى» لسان العرب» دار صادر» بيروت» مجلد ‪. 12‬‬

‫‪89‬‬
‫عبد الرحمن» ابن خلدون‪ .‬المقدمة» الطبعة األولى» دار القلم» بيروت ‪. 1978‬‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ .‬حمداش عمار» تقنيات البحث السوسيولوجي» دفاتر طالب علم االجتماع ( الرقم ‪ 4) 1‬المطبعة السريعة» القنيطرة» ط‬
‫‪.1‬‬

‫‪ -‬رشي مصطفى عليان» وعثمان م غنيم» مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية والتطبيق» الطبعة األولى» دار صفاء‬
‫‪ -‬مروان عبد امجيد إبراهيم أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية» الطبعة األولى » مؤسسة الورق» ‪2000‬م ‪.‬‬
‫‪ .‬د الشرقي» التحوالت االجتماعية في المغرب ‪ :‬من التضامن القبلي إلى الفردانية » إفريقيا الشرق ‪.2009 -‬‬

‫بوطالب تُد نجيب» سوسيولوجيا القبيلة» سلسلة أطروحات الدكتوراه ( ‪ ») 41‬مركز دراسات الوحدة العربية» بيروت‬
‫الطبعة األولى» حزيران يونيو ‪. 2002‬‬

‫اهادي الحروي» القبيلة» واإلقطاع والمخزن» مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث ‪ 21934 - 1844‬إفريقيا‬
‫الشرق » ‪. 2010‬‬

‫المختار الحراس» القبيلة والسلطة» تطور البنيات االجتماعية في خمال المغرب» المركز الوطني لتنسيق وتخطيط البحث‬
‫العلمي والتقني ‪.‬‬

‫‪ -‬عبد السالم البكاري »اإلشارة و البشارة في تاريخ و أعالم بني مسارة » و ما واالها من مدينة وزان » و قبائل جبالة‬
‫الغربية دراسة تاريخية ثقافية ‪ -‬اجتماعية ‪ --‬سياسية و اقتصادية لمنطقة الريف المغربية » الطبعة الثانية» ‪.200/7‬‬

‫عبد السالم البكاري» الوجيز في تاريخ و أعالم بني مسارة و عالقة وزان وما واالها من قبائل جبالة » دراسة وثائقية‬
‫تحليلية» الطبعة الثانية ‪. 200/7‬‬

‫‪ .‬ليليا بنسالم» التحليل االنقسامي مجتمعات المغرب الكبير‪ :‬حصيلة و تقيم » االنتروبولوجيا و التاريخ» مؤلف جماعي»‬
‫الطبعة الثانية» دار توبقال للنشي» ‪. 200/7‬‬

‫‪ -‬أوكيست موليراس» المغرب المجهول» ترجمة عز الدين الخطابي» الجزء الثاي» منشورات تيفزاز ‪. 2007 » 2‬‬

‫‪ .‬زين العابدين» الحشيشء المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب بالرياض » ‪1987 / 1406‬م ‪.‬‬
‫مصطفى سويفء المخدرات و المجتمع» نظرة تكاملية » عام المعرفة » العدد ‪ 205‬يناير ‪. 1996‬‬

‫‪ .‬عبد الرحيم العطري‪ :‬تحوالت المغرب القروي أسثلة التنمية المؤجلة»الطبعة الثانية » طوب بريس‪ -‬الرباط» ‪.2012‬‬

‫‪ -‬نوردين الزاهي» الزاوية والحزب» اإلسالم والسياسة في المجتمع المغربي» الطبعة الثانية إفريقيا الشرق ‪ -‬المغرب» ‪2003‬‬

‫‪ -‬يول باسكون؛ معالجة رصيد العائالت من الوثائق ‪ -‬مجلة بيت الحكمة؛ الطبعة الثالثة» السنة األولى» أكتوبر‬
‫‪. 6‬‬

‫‪590‬‬
‫رحال بوبريك‪ .‬بركة النساء» الدين بصيغة المؤنث» إفريقيا الشرق ‪. 2010‬‬

‫‪ -‬فيليب سيرنج» الرموز في الفن ‪ -‬األديان ‪ -‬الحياة » ترجمة عبد الحادي عباس دار دمشق للطباعة والنشر ‪.‬‬

‫‪ .‬حيان سلمان » اقتصاد الظل أو االقتصاد الخفي » جمعية العلوم االقتصادية السورية ‪.‬‬

‫‪ .‬مختار حسين شبيلي ‪ :‬اإلجرام االقتصادي ولمالي الدولي وسبل مكافحته » مركز الدراسات والبحوث الجامعية نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية > الرياض ‪. 2007‬‬

‫‪ .‬عبد الرحيم العطري» سوسيولوجيا الشباب المغربي جدل اإلدماج والتهميش» الطبعة األولى » طوب بريس» ‪.2004‬‬

‫‪ -‬ريمي لوفوء الفالح المغربي المدافع عن العرشء» ترجمة تمد بن الشيخ » الطبعة األولى‬
‫منشورات وجهة نظر (‪. 2011 ) 2‬‬

‫العربي الواقي» مقاربة النوع والتنمية» السلسلة الشهرية ‪ -‬العدد ‪ » 35‬منشورات رمسيس» دجتير ‪. 2008‬‬

‫‪ .‬د أديب السالوي» المخدرات في المغرب وف العالم» الطبعة األولى » البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع » ‪. 1997‬‬
‫‪ -‬بيير بورديو» أسباب عملية إلعادة النظر في الفلسفة » ترجمة أنور مغيث» الطبعة األولى كانون الثاني » دار األزمنة‬
‫الحديثة ‪.‬‬

‫األطروحات الجامعية ‪:‬‬

‫‪ -‬مد بدواح » دور زراعة الكيف في التحوالت االقتصادية االجتماعية و المجالية و آفاق التنمية‬

‫فى جبال الريف ‪ ٠‬نماذج من الريف األوسط » أطروحة لنيل الدوكتوراه » تخ الجغرافياء‬
‫في ‪ 3‬ج من الريا وا و‪ .‬ين الدوضوراه » لحصص ‪-‬‬
‫جامعة تمد الخامس » السنة الجامعية ‪. 2002 - 2001‬‬

‫المجالت والمقاالت‪:‬‬

‫‪ .‬عبد الجليل حليم؛ الثقافة والتنمية» الثقافة والتحوالت االجتماعية» أعمال الندوة المنظمة من طرف كلية األدب‬
‫والعلوم اإلنسانية ‪ 2‬الدار البيضاءء من ‪ 16‬إلى ‪ 19‬مارس ‪ 41988‬منشورات دار عكاض ‪.‬‬

‫‪ .‬ته جسوس» جدلية العام والخاص في العالقات الزبونية» االتحاد االشتراكي ‪ 23‬نونبر ‪ - 1989‬العدد ‪.2301‬‬

‫اإلدارات‪:‬‬

‫‪ -‬مونوغرافية زومي ‪2004‬‬

‫‪ .‬التقرير السنوي لجماعة زومي لسنة ‪2010‬‬


‫‪ -‬مركز المياه و الغابات (زومي) » ‪. 2007‬‬
‫المخحاضرات الجامعية ‪:‬‬

‫‪ .‬الزهرة الخمليشي» محاضرة في السوسيولوجية المغربية» الوضعية» شعبة علم االجتماع» كلية األدب والعلوم اإلنسانية ‪-‬‬
‫تطوان ‪. 2012 - 2011 :‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ .‬عبد الله أبو عوض » محاضرة في مقاربات التنمية» الوضعية» شعبة علم االجتماع؛ كلية األدب والعلوم اإلنسانية‬
‫تطوان ‪. 2012 - 2011 -‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية ‪:‬‬

‫دعا ‪.‬لك ‪,‬ك‪5‬تامكالع! ‪1‬ك ع‪ 12 72116‬ع‪5 0‬ع‪5 25‬ناطت‪ 0‬د‪5‬ع‪ : 1‬عتتقالع‪ 8‬ع«تتهطء‪- 851‬‬
‫‪, 1914 .‬كعطتههع‪ 15120‬معتتطعتة يهتامطلوطا‬

‫‪ 1890- 1902 .‬لله ‪210‬ص ‪1‬ك كناطاتنا أه ‪5‬م‪ : 111‬تعتاعتهطك ع‪ .1‬م ‪-‬‬

‫‪6000 , 5‬هع‪1‬اطانام طاععكلة تتهحط ع‪ 0‬ع‪ 2‬نامقط ع‪ ) 1977 (, 1‬ممعكهم النتوط ‪-‬‬
‫‪ . 213584 .‬عدره) ‪ 00155‬اه ناذاكاا‬

‫‪ 12‬ع‪ 11201‬متهت تتنامم ‪5‬عطعةآ ‪3120 . 100‬تنامدع؟ د‪5‬ع‪1‬ااع أء ‪- 1/1332 72021011556‬‬


‫لوع‪ . 0:‬ه‪0100‬ه م‪ . 3‬عتع‪5001010‬‬

‫موجز الفهرس الصفحة‬

‫مقدمة ‪3‬‬
‫اإلطار النظري للبحث ‪8‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المنبهجي للبحث ‪9‬‬

‫‪ - [1‬الخطوات المنهجية ‪9‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ - 1 - [1‬اإلشكالية‬

‫‪ - 2 - 1‬الفرضية‬

‫‪ -3- 1‬أهداف البحث‬

‫‪ - 2‬آليات البحث ومنهج التحليل‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬الفصل المفاهيمي‬

‫‪ - [1‬مفهوم التحول االجتماعي‬

‫‪ - 2‬مفهوم القبيلة‬

‫‪ - 1-2‬قبيلة ببي مسارة‬

‫‪ - 3‬القنب الهندي‬

‫‪ - 1 - 3‬نظرة موجزة لتسلسل التاريخي للكيف بالمغرب‬


‫الفصل الثالث ‪ :‬الفصل المنوغراني‬
‫‪ - 1‬أصل التسمية (زومي)‬

‫‪ - 2‬خصائص النمجال المدروس‬

‫‪ - 3‬المعطيات الجغرافية للجماعة‬

‫‪ - 4‬البنية التحتية للجماعة‬

‫‪ - 5‬القطاعات االنتاجية بالجماعة‬


‫‪ - 6‬األشكال العقارية لألرض‬

‫‪ _ 8‬المعطيات الدعغرافية‬

‫اإلطار التطبيقي للبحث‬


‫الفصيل الرابع ‪ :‬وضعية السكان ما قبل الكيف‬
‫‪ - 1‬خصائص البنية الفالحية‬

‫‪ - 2‬االوضاع االجتماعية‬

‫‪ - 3‬زاوية موالي عمران الشريف‬

‫‪ - 4‬التقاليد العرفية‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫‪13‬‬

‫‪13‬‬

‫‪14‬‬

‫‪17‬‬

‫‪22‬‬
‫‪24‬‬

‫‪28‬‬
28
30
30
30

31
33

36

35

36
36

37

39
43

53
‫‪ - 1 - 4‬بوجلود‬

‫‪ - 2 - 4‬كعوانة‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬البوادر األولى لزراعة الكيف بزومي‬


‫‪ - 1‬لماذا سمي الكيف بمذا االسم‬

‫‪ - 2‬كيف دخل الكيف منطقة زومي ؟‬

‫‪ - 3‬مراحل زراعة الكيف‬

‫‪ - 4‬تصنيع الكيف ومشتقاته‬

‫‪ - 5‬معايير تصنيف نوعية الحشيش‬

‫‪ - 6‬طرق تسويق الحشيش بالمنطقة‬

‫‪ -7‬من الكيف ومشتقاته‬

‫الفصصل السادس ‪ :‬وضعية السكان ما بعد الكيف‬


‫‪ - 1‬تعاطي الشباب لمخدر الكيف (الحشيش)‬

‫‪ - 2‬سوق القيم السوداء‬

‫‪ - 3‬طبيعة الصراعات التي أفرزها القنب‬

‫‪ - 4‬نظام تقسيم العمل ف أشغال الكيف حسب النوع‬


‫‪ - 5‬انعكاسات الكيف على المردودية التعليمية‬

‫‪ - 6‬تأثير الكيف على البنية المعمارية‬

‫‪ 7‬جدلية المخزن وامجتمع‬

‫‪ - 8‬استمرارية الزراعة الكيفية بزومي‬

‫خالصات واستنتاجات‬

‫‪514‬‬

‫‪43‬‬
‫‪44‬‬

‫‪46‬‬

‫‪46‬‬

‫‪41‬‬

‫‪30‬‬

‫‪35‬‬

‫‪58‬‬

‫‪59‬‬
‫‪61‬‬
63
64
67
69
70
72
75
76
80
83
85
91
94
95

You might also like