Professional Documents
Culture Documents
Baht VC Ali
Baht VC Ali
Baht VC Ali
21ظ2012
...إلى أصدقائى
شكر واعتراف
اعترافا بالفضل وعرفانا بالجميل» أتقدم بالشكر الجزيل إلى استاذي امحترم :الدكتور :غد
الشرابمي ,الذي أثراني بإرشاداته وتوجيهاته السديدة وأرائه الموضوعية والحادفة ,التي ساعدتني كثيرا
في انجاز هذا البحث على جميع المستويات» بالرغم من اهتماماته وانشغاالته العلمية.
كما أتوجه بالشكر العميق إلى جميع األساتذة ( على رأسهم األستاذين عبد العزيز بوليفة
وغ زيمون) واألصدقاء واإلداربين» الذين قدموا لي يد العون والمساعدة إلنجاز هذا البحث
المتواضع.
1ب
:٠مقدمة
إن التحوالت التي لحقت هياكل المجتمع الزومي» لتستحق أن يتم النظر في طبيعتهاء بحكم أن
هذا التحول اخترق النسيج االجتماعي» فانتقل هذا األخير من بنية إلى أخرى» وحدث نوع من
االضطراب والقلب لألنظمة االجتماعية التي كانت سائدة بهذا المجتمع الذي كان باألمس القريب مجتمع
شبه منغلق» وشبه جامد» ولكي نفهم ونستنطق خبايا هذا التحول» كان من األولى الرجوع إلى الماضي»
لكنء لماذا العودة إلى الماضي ؟ وما عالقئه بالحاضر ؟ ألم يستطيع الكيف القضاء على كل البنيات
التقليدية للمجتمع الزومي» أو باألحرى إقحامها في منظومة الكيف وثقافته التي فرضها مع تواجده
بالمنطقة بالقوة وبالفعل ؟.
كلها أسئلة» كانت وال تزال تراودنا ونمن نفكر في إنجاز هذا البحث الذي حاولنا من خالله
مقاربة ا مجتمع الزومي والتحوالت التي طالت بنياته من خالل ظهور زراعة جديدة» كان ها دورا كبيرا في
تشكيل المالمح األساسية لهذه التحوالت بمجتمع الدراسة» وبطبيعة الحال» فإن هدفنا هنا هو محاولة
معرفة موقع الكيف ودوره في هذه التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي المست المجتمع المدروس .
فكما هو معروف» فإن الكيف في المغرب تكلم عنه الكثير وكتب عنه القليل؛ ربما يكون السبب
في ذلك أن الكالم المكتوب قابل للرقابة بخالف الكالم الشفوي المنفلت من الرقابة والترصد» أضف إلى
ذلك تداخل السياسي باالقنصادي في هذا الشأن» وبالتالي كانت الكتابة في هذا امجال مسيجة بجدار
ميك ومنيع .
وبناء على كل هذا وذاك جاءت هاته الدراسة التي ارتأينا تقسيمها إلى ست فصول :
الفصل األول :وهو فصل منهجي باألساس» قمنا فيه بعرض تقنيات البحث لميداني» وكذا
الخطوات المنهجية التي اتبعناها عند تناولنا للظاهرة المدروسة ميدانياء وفيه أيضا قمنا بعرض مقتضب
لألهداف الذاتية والموضوعية التي دفعتنا إلجراء مثل هذا البحث.
الفصل الثاني :تناولنا فيه بعض المفاهيم التي تتمحور حول مفهوم التحول؛ لما له من عالقة
ووطيدة ببحثنا هذاء وحول مفهوم القبيلة الذي حاولنا فيه مقاربة القبيلة على المستوى النظري و
الميداني» زيادة على ذلك شيعنا في عرض بعض الصور النموذجية عن الكيف و كرونولوجيا تواجده
الفصل الرابع :في هذا الفصل قمنا بعرض مفصل حول مؤسسة دينية تتمثل في زاوية موالي
عمران الشريف التي تحظى بشعبية كبيرة بزومي » وركزنا كذلك على البنية الفالحية والطياكل االجتماعية
بالمنطقة في زمن ماقبل الكيف» دون أن نغفل بعض العوائد و التقاليد العرفية التي ميزت زومي خالل
هذه الفترة .
الخامس :هو فصل سلطنا فيه الضوء على بعض العوامل التي ساهمت في بوثقة زراعة الفصل
بالمنطقة المدروسة» من خالل تتبع بعض الجوانب األساسية من المسار التاريخي للكيف بالمغرب» الكيف
دخوله إلى منطقة زومي» وتطرقنا أيضا إلى طرق تصنيع وتسويق وإعداد الحشيش الذي يمر عبر وكيفية
ليصير مادة جاهزة وقابلة لالستهالك من قبل المدمنين . مراحل
الفصل السادس واألخير :عمدنا في هذا الفصل إلى الحديث عن مخلفات الكيف السلوكية
واالجتماعية واالقتصادية في مجتمع الدراسة» وحاولنا كذلك تتبع أهم القيم الي صاحبت هذه الزراعة
التي أثرت على البنية الذهنية والتركيبة االجتماعية لدى الساكنة .
وقد واجهتنا صعوبات جمة عند إنجاز هذا البحث المتواضع» منها صعوبات متعلقة بشخص
الباحث» و أخرى متعلقة بالعالم الخارجي» فاألولى تتجلى أساسا في كون الباحث لم يجد الوقت الكائي
إلنمجاز بحث يرى أنه لم يكتمل بعد» نظرا لضرورة التوفيق بين مقتضيات الدراسة ومتطلبات هذا البحث»
فضال عن العائق المادي الذي يكن وضعه في صلب األولويات والصعوبات الذاتية.
أما الصعوبات المتعلقة بالعالم الخارجي فهي كثيرة» منها أن مجتمع الدراسة لم يستأنس بعد
بكثل هذه البحوث االجتماعية التي اقترنت في مخيلته بجهات رسمية نافذة في السلطة» ومن ثم التصنع
والمراوغة عند تقديم األجوبة من قبل المستجوبين» وذلك خوفا مما يسميه البعض ب " الشوهة " .أي
فضح المجتمع المدروس والكشف عن المستور الذي هو الكيفء وأنه إن شاع وعرف أمره فهذا سيكون
مدعاة للقضاء عليه» ذلك ألن الرأي العام له دور في الضغط على بعض القرارات السياسية» عالوة على
هذاء هناك مشكل آخر واجهناه في هذا البحث ربما هو أكبر» يتمثل في صعوبة الوصول واستجواب
فئة البزنازة الي تتميز بحذرها الشديد» وخاصة مع الغرباء» فحذرها هذا قد يفسر أحيانا بالنوف في
الوقوع في مغبة السجن بسبب الوشاية أو ما يصطلح عليه محليا ب ( التبركيك ) ؛ " الخواف ماخافت
خريطة رقم ( :)1توطين جهة طنجة -تطوان
المملك المفربية
وزارة إعداد التراب الوطني
ل بيد والتعبير واإلسكان
مديرية إعداد التراب الوطني
القع[
00
الشال
1
0
كلم كت
6حدود وممرالبلديه
اه
000عدو بين
ٍ مقرا مامكة
هم مقر الدتر)
خريطة تبين موقع جماعة زومى بين الجماعات األخرى من داخل إقليم شفشاون ,.وكذلك موقع هذا
اإلقليم بين األقاليم األخرى .
القسم األول :
يفترض في أي باحث سوسيولوجي أراد أن يقوم بدراسة ميدانية لظاهرة اجتماعية ماء أن يعر
بمجموعة من المخطوات المنهجية» التي تسهل عليه بلوغ المعرفة العلمية » وأن يعتمد على إحدى أدوات و
آليات البحث السوسيولوجي المتعارف عليها قي علم االجتماع » حتى تصير المعرفة المتوصل إليها من قبل
الباحث موثوقا بما من الناحية العلمية » و قريبة من الواقع االجتماعي المعاش» و على هذا األساس
تعرضنا بدورنا إلى أهم الخنطوات المنهجية » وكذا آليات البحث المتبعة في هذا الشأن » قصد أن نضفي
نفحة علمية شكال و مضمونا على بحثنا هذا .
: )1الخطوات المبهجية
-1-1اإلشكالية:
بما أن تحديد اإلشكالية يعتبر من البؤر المركزية ضمن الخطوات المنهجية للبحث السوسيولوجي
الميداني » و لما للها من أهمية قي رسم خطوات العمل الالحقة و خاصة ما يتصل منها بوضع فرضيات
الدراسة ( . )1فإننا قمنا احتراما لكل هذا بطرح اإلشكالية التالية :
ما المسبب في التحوالت االجتماعي و االقنصادية التي طرأت على ساكنة زومي ؟ هل فعال ً
القنب الحندي له دور في جل التغيرات االجتماعية و االقتصادية الحاصلة بالمنطقة » أم أنه يظل بصورة أو
بأخرى مجحرد زراعة حاله حال باقي الزراعات األخرى ال يؤثر في شيء ؟؛ و كيف يمكن رصد أهم
التحوالت التي رافقت زراعة "الكيف" لدى الساكنة ؟ وما هي مخلفاته على المستوى الفردي و االجتماعي
واالقتصادي؟ .
-2-1الفرضية:
إذا كانت الفرضية بشكل عام عبارة عن تخمين عام ذكي و تفسير محتمل يتم بواسطة ربط
األسباب بالمسببات لتفسير مؤقت للمشكلة و الظاهرة المدروسة ( » )2فإن وضعها ال يعني ترك الباب
) - ١حمداش ,عمار .تقنيات البحث السوسيولوجي .الطبعة األولى دفاتر طالب علم االجتماع ( رقم ) 1؛ المطبعة
السريعة .القنيطرة.ء 2006م ص 20 - 19 :
مفتوحا على أي احتمال كان » بقدر ما يعنى أن بناءها يترجم قدراًكافيا ً من تلك الروح العلمية من
المؤهالت المعرفية للباحث (©) » لذلك فقد ارتأينا على مالحظتنا األولية لظاهرة زراعة الكيف » وعلى
بعض المقابالت االستكشافية التي أجزناها في ميدان الدراسة » أن نضع الفرضية المركزية التالية :
نفترض تدخل زراعة "الكيف" 2تحديد التغيرات و التحوالت االجتماعية و االقتصادية بزومى
» و من هنا دوره الكبير في توجيه أسلوب حياة الساكنة » من خالل تأثيره على المياكل االجتماعية و
االقتصادية بالمنطقة » و في هذا اإلطار يمكن القول أن العديد من القيم و العادات و األعراف االجتماعية
تحطمت بشكل أو بآخر مع حضور هذا النوع من الزراعة غير الغذائية .
-2-1أهداف البحث
أ -أهداف ذاتية:
و المنشأ » و من هنا فإن هذا العامل قد ساعدنا إلى حد كبير في إجراء الدراسة في ظروف مناسبة»
كما مكننا من ضمان مشاركة السكان و التقرب أكثر من تصوراتمم و تمثالتمم لهذه الظاهرة التي نحن
بصدد دراستها » ومن ثمة العمل على تشريح هذا المجتمع » بغية فهم و معرفة أهم التحوالت و
التغيرات التي طبعت ساكنة زومي على عختلف المستويات » و ذلك من خالل تسليط الضوء بشكل
مكثف على زراعة الكيف » هذا األخير الذي أثر بصورة واضحة على نمط الحياة بالمنطقة المدروسة.
لقد كانت لي أيضا ً دوافع موضوعية الختيار هذا البحث تتمثل في رغبتي الكبيرة في إغناء
البحث السوسيولوجي و إثرائه و تطويره »نظرا ً لندرة البحوث االجتماعية حول هذا الموضوع ,لذا كان
من الواجب سد هذه النغرة على نحو علمي موثوق به » وحتى يكون هذا البحث كذلك مثابة وسيط
بين الفالح و الجهات المعنية » من أجل فهم و تفهم ظروف و أوضاع الفالحين بمذه المنطقة » و
سماع عن قرب آهات هؤالء الفالحين الذين يجدون صعوبة كبيرة في العيش بدون هذه الرراعة بعدما
أصبحت أساسية بالنسبة لحم عو كلنا أمل أن يتم االستفادة من بحشا المتواضع هذا في التنمية المحلية.
-) 7ري مصطفى عليانءو عثمان عد غنيم » مناهج أساليب البحث العلمي النظرية و التطبيق ,الطبعة األولى »دار صفاء
للدشر و التوزيع 2عمان.000)2.ص 65
10
-1-2تقنيات البحث ال ميداق:
هما آليئين غالبا ً ما يكون مما من الفعالية لجمع معطيات مهمة و دقيقة بالنسبة للباحث »
سيما و أن طبيعة المجتمع المدروس و فئة المستجوبين فيه » حيث تمثل نسبة األمية نسبة
مرتفعة » الشيء الذي يقصي منذ البداية إمكانيات اعتماد تقنية بحث آخر كاالستمارة»
أضف إلى ذلك أن الحوار المقرون بالكتابة والتدوين الفوري اقترن في مخيلة ساكنة زومي
مجهات معينة :المخزن و ممثليه » ومن ثم االحتراس» والتمويه و المراوغة و التحفظ على تقديم
أي معطيات قد تفيد في تقدم البحث و إنارة طريقه .
وقد تضمنت هذه المقابلة التي إعتمدناها أسكلة دقيقة؛ قابلة للتعديل و اإلضافة
حسب نوع وظروف المبحوث وسياق إجراء المقابلة وهي أسعلة موزعة على ثالث محاو
األول تناولنا فيه وضعية السكان ما قبل زراعة القنب المندي » ووقفنا هنا قليال ً لتأطير المجتمع
المرجعي الذي يكن أن نقيس عليه التغير و التحول الطاريء على هذه المنطقة » والثاي
تطرقنا فيه إلى البدايات األولى لظهور هذه الزراعة» وبعض المعلومات الخاصة بوضعية السكان
االجتماعية واالقتصادية الحالية» محاولين الكشف عن الثابت و المتحول بمجتمع الدراسة» أما
الثالث فيتضمن المخلفات االجتماعية واالقتصادية التي ترتبت عن زراعة الكيف» الذي أثر
على تضاريس المجتمع الزومي» وعلى بنياته التقليدة.
ونظرا ً لكون موضوع البحث هو الذي يفرض على الباحث اختيار نوع العينة التي
سيتوجه إليها بالسؤال عفقد لجأنا إلى اعتماد صنف العينة العشوائية باعتبارها أداة من خال ًا
يم اختيار أفراد أو مناطق بشكل ال تتدخل فيه رغبة الباحث و إرادته »أي أن في هذه العينة
يحاول الباحث اختيار األفراد بشكل عشوائي بحيث يعطي لكل فرد من المجتمع نفس الفرصة
التي تعطى لغيره عند االختيار »وهنا يكون لكل فرد احتمال أن يسأل أو يستجوب مساويا
لنصيب أي فرد آخر من المجتمع (. )4
و بناءا ً على هذا فقد قمنا بتحديد عينة من 15مبحوثا مراعين في هذا التحديد
على فتتين أساسيتين هما فئة الفالحين (المنتجين) أو الفالحين العاديين وفئة الفالحين الغير
العاديين ( التجار/البزنازة) يمكن أن نوضح هذا التحديد على الشكل التالي :
-) 4مروان.عبد اليد إبراهيمء أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية ,الطبعة األولى مؤسسة الورق2000 .م » ص
1061
11
الفئة التكرار الدسبة المئوية
كما هو متضح هناءفي الجدول ءفإن فنة الفالحين هي الخاصية المهيمنة على عينتنا (بنسبة
», 7وو هو مؤشر طبيعي يحب أال يثير استغراب القارئ خاصة إذا علمنا أن المجتمع الذي ندرسه
هو مجتمع قروي بامتياز يعتمد على الفالحة بشكل كبير »لدرجة يصعب التميز بين فثة المتاجرين ني
الحشيش أو ما يطلق عليهم بالتعبير الشائع (بزنازة) و الفالحين» ذلك ألن فئة البزنازة هم كذلك
يمارسون مهنة الفالحة »وقي نفس الوقت يتاجرون في بيع و شراء و تمريب المخدرات لكنهم يشكلون أقلية
نظرا لما تحتاجه التجارة قي هذا المجال من رأسمال مرتفع نسبيا فضال ً عن وجود عالقات مباشرة مع
شبكات تمريب المخدرات »وجهات -كما يشاع -نافذة في السلطة » أضف إلى هذا أنمم أكثر حيطة
وأكثر حذرا فهم غالبا ما ينجنبون الكالم عن "الحشيش" مع أشخاص غرباء » خوفا ً مما يسموه ب "التبر
كيك" »و هذا يعكس تلك الصعوبة التي وجدناها في استجواب هؤالء خاصة البرنازة الكبار منهم.
خالصة :
بناء على ما سبق يتضح أن االعتماد على تقنيات وآليات البحث السوسيولوجى يعد ركيزة
أساسية في كل بحث اجتماعي» بحكم أنما تخول للباحث التوصل إلى حقائق قريبة من الواقع الكائن
والمعاشء إذ لم نقل أنما قريية تماما منه؛ وبالتالي كان جدير في بحننا هذا احترام قوعد المنهج
السوسيولوجي» مع الحرص على تفعيله على أرض الواقع» وذلك من أجل التوصل إلى بيانات ومعطيات
علمية مستمدة من ميدان البحث» لنخلص ف نماية األمر إلى معرفة موثوق بما من الناحية العلمية»
بعيدين عن األفكار المسبقة والجاهزة التي تقدم معرفة عفوية ومشوهة ال تمد بالواقع بأية صلة.
12
الفصل الغابي
الفصل المفاهيمى
تعديم:
إن تحديد المفاهيم و تعريفها يعتبر مرحلة أساسية من داخل أي بحث سوسيولوجيءبل أكثر من
ذلك يمكسا أن نجازف ونقول بأن التحديد الجيد للمفاهيم المتناولة في بحث من هذا النوعءله تأثير كبير
على مدى دقة المعطيات التي سيقدمها الباحث في بحنهءوبالتالي توصله في آخر المطاف إلى بحث
جيدءذلك ألن تحديد المفاهيم يمكن كل من الباحث و المبحوثءبل و حت القاريء أيضاءمن فهم
معطيات البحث و اإلشكالية التي يطرحهاءلذلك ارتأينا أن نحدد جل المفاهيم األساسية التي ستعتمدها
في هذا اإلطار :
عند ما نقرأ لسان العرب تحت مادة الغير» من تغير الحال» وهو اسم بمنزلة القطع و العنب وما
أشبههما...ويجوز أن يكون جمعا واحدته غيره» وتغير الشيء حالة :تحول» وغيره :حوله وبدله كأنه
جعله غير ماكان» وثي التنزيل العزيز :ذلك بأن الله لم يكن مغيرا ً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم قال تعلب :معناه حق ".يبدلوا ما أمرهم اللههو الغير االسم من التغير و غير عليه األمر تحوله
وهو نفس المعنى الذي بمقتضى هذه الداللة االشتقاقية»يظهر التحول كأنه مفهوم يتقاطع مع
مفهوم التغير مع فارق بسيط بين مفهومي التحول و التغير» فهذا األخير يكون دائما بشكل مستمر و
بطيء في حين أن التتحول االجتماعي يعني التغير الجذري»الذي ينحدث جتمع من المجتمعات»ءوفيه يقول
األستاذ عبد الجليل حليم في سياق آخرءمحاوال أن يضع أوجه االختالف بين التغير و التحول » وربط
هذا الشأن بالبلدان المتقدمة و المتخلفة إذ يقول ":فإن هذا التغير يعبر بالنسبة للبلدان المتقدمة »
القوية » المهبمنة على الصعيد الدولي » عن دينامية ذانية مستمرة تحدث في إطار الحضارة األصلية
ذه البلدان » بينما في حالة البلدان السائرة في طريق النمو يكون التغير » بصفة عامة ,عبارة »
عن تحول حضاري .حيث نرى كثير من البلدان تأخذ بنماذج أجنبية في مختلف امجاالت .)6( "...و
- 5ابن منظور اإلفريقي ا مصري» لسان العرب 2دار صادر 2تجلد 12ص 3 40
-) 6عبد الجليل حليمءالثقافة و التدمية » الثقافة و التحوالت االجتماعية ,أعمال الندوة المنظمة من طرف كلية االدب و
العلوم
اإلنسانية 2الدار البيضاء » 16إلى 19مارس , 1988منشورات دار عكاظ » ص . 7
13
هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن مفهوم التحول هو تغير عبارة عن طفرة أو قفزة تحدث على
المستوى االجتماعي» حيث تحطم و تدمر قيم و عادات اجتماعية معينة و تتغير بصورة جذرية» دون أن
تحتفظ على جرء من مالمحها األساسية.
هي هذا » و تحدر اإلشارة أيضا إلى الكلمة الفرنسية » 12111861011والتي عادة ما نترجمها
2بعنى األخرى بكلمة تحول » مشتقة من الكلمة الالتينية 101118110و الفعل ©0© 1011131
مستعملة و تغير » 0119103861:تعني التغير و التبدل و التقلب و االختالف » ونجدها هي األخرى
» أي ذلك بشكل كبير في مجال البيولوجيا » حيث تعني التغير المفاجيء داخل النوع » لخاصية وراثية
التحول الذي يأخذ شكل طفرة . )7
المجتمع من وضعية سابقة إلى وضعية و لعل ما يميز مفهوم التحول االجتماعي » هو انتقال
يطرأ على مجتمع ما بدون العودة إلى امجتمع أخرى الحقة » لكن يصعب مالحظة هذا التحول الذي
مجتمع معين » و من ثم يسهل رصد تلك التحوالت الميجعي *» الذي عكننا من فهم التغير الذي يحصل
التركيز على فترة زمنية معينة عاشها هذا امجتمع » و التغيرات التي تطبع المجتمع المدروس » من خالل
الموجودة بينهما . وربطها بالفترة الحالية »مع األخذ بعين االعتبار الجسور
20-2مفهوم القبيلة
يعتبر مفهوم القبيلة من المفاهيم التي أثارت اهتمام العديد من الباحفين » و خاصة
السوسيولوجيين و االنتروبولوجيين الكولونياليين الذين احتلت القبيلة مركز اهتماماتمم العلمية و
السياسية إال أن هذا ال يعني أنمم أول من أهتم بمذا المفهوم » فبالعودة إلى التاريخ العربي» نجد أن
للعرب تراثا قبليا غنياء باعتبار أن القبائل وحدة اجتماعية محورية صاحبت عختلف مراحل تاريخهم وتميزت
بحضور فاعلء» الزال يستمر حت اآلن في كثير من المناطق ( »)8لهذا نجد أن العديد من الباحثين و
الدارسين لهذا المصطلح» كما صرح بذلك صاحب " لسان العرب " قد حددوا له عدة تعريفات» من
بينهم نجد " ابن الكلبي " الذي يرى أن الشعب أكبر من القبيلة» ثم بعدها العمارة » ثم البطن؛ ثم
-) 7غد الشرقي .التحوالت االجتماعية في المغرب :من التضامن القبلي إلى الفر دانية» إفريقيا الشرق -ص 28
' ) -هو امجتمع الذي بواسطته نفهم مدى حدة التغير الذي يشهده امجتمع الحاللي » و يشترط أن يكون امجتمع المرجعي
ثابت و
مستقر من حيث المواصفات التي يتميز بما في مدة زمنية معينة .
*) -بوطالب .عد نجيب » سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي من سلسة أطروحات الدكتوراه ( , )41مركز دراسات
الوحدة
العربية » بيروت » الطبعة األولى حزيران يونيو , 2002ص 52
14
الفخذ» واشتق "الرجاج القبائل الشجرة أي أغصاماء والقبيلة هي الجماعة من الناس يكونون ثالثة
فصاعدا من قوم شتى كالزنج و الروم و العرب » وقد يكونون نحو واحد» وربا من أب واحد (. )9
من خالل هذا التحديد العربي للقبيلة » يتضح أن هاته األخير عند العرب مفهوم تم تحديده
بدقة من خالل االتفاق على أنما تمذل جزءا يندرج في إطار تصنيفات أخرى متدرجة يمكن تحديدها
كالتالي :
ع 1عالسطط 1عادرنء 2نط "1طماعة | 1طمالعة -1كناه | 5أمعصرصوءك عصهان) | ععهصواآ
إن هذا التعريف العربي المقدم حول مفهوم القبيلة يجحعل من هاته األخير مماثلة لوحدات
أخرى منفصل عنها » وسر هذا االنفصال باعتقاد المجموعات القبلية في انتمائها إلى جد أعلى مشترك
ثما يفسر وجود عالقات تعارض و تنافس و صرع بين القبائل .
و في نفس السياق فالجد المشترك الذي يوحد صفوف أفراد القبيلة حسب ابن خلدون ليس
بالضرورة أن يكون االنتساب إليه حقيقياء إذ يقول في مقدمته... " :النسب أمر وهمي ال حقيقة له (
» )0بل هو ميكانيزم تلجأ إليه القبيلة بطريقة ال شعورية من أجل إعادة صياغة عالقة التعاون و
االلتحام و االتصال بين أفرادها باعتبارها عالقة طبيعية و قاعد أساسية لإلنسانية ...ويظهر بشكل
جلي أن للدسب وظيفة اجتماعية ال تخلو من أهية» من حيث تحقيق االلتحام و االتصال بين أفراد
القبيلة (. )11
ونجد ميشو بيلير بوصفه أحد أقطاب السوسيولوجية الكولونيالية » يتحدث عن القبيلة المغربية »
باعتبارها تضم مجموعة من األفراد ينتمون مجال جغرائي واحد ( » )12و إذا كانت السيرورة القبلية لدى
-) "9عبد الرحمان ,ابن خلدون -المقدمة .الطبعة األولى .دار القلم .بيروت . 1978ص 129
-) 11الحادي المروي .القبيلة .اإلقطاع و المخزن .مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث 1844-1934إفريقيا
الشرق
. 2010-ص 47
280113وعنآ .تك ردناوعلكاع 1تل ع2116؟ 12ع 0ععغطعة عناطتة عع : 1عمتقالعءظ عسحطءلل12 83
, 1914, 22:16.وعستوعمعد81ة عمسعتطععد
15
الرهط
عالتصة"]1
ميشو بيلير ترمي إلى التطور انطالقا من أصل عائلي مشترك » فإنه من ناحية أخرى لم يذهب إلى حد
اعتبار هذا البعد القبلي عامال محددا لطبيعة الكيان القبلي » بل أفسح في كتاباته » وبشكل واسع -
ابتداء من اللهجرات المتتالية و المتكررة عبر التاريخ و تشكل أطر إدارية
ً لذكر أسباب االختالط و بواعنه »
يتسع مداها أو يضيق بتتابع الدول و األحقاب » إلى مستلزمات التعايش و التساكن ضمن إطار
جغراني مشترك .ما أدى في نماية المطاف إلى التملك الجماعي و العادات و المعتقدات أي إبراز القبيلة
في نظري ميشو بيلير تحدد أساسا بما هو مشترك بين األفراد» و بما اعتادوا تملكه جماعيا (. )13
و في نفس اإلطار سيحاول روبير مونطاني صياغة تعريف القبيلة من خالل معاينة جملة من
التحوالت التي شهدتها بنياتها على مر التاريخ » خاصة بنيتها السياسية » و هكذا انطلق روبير مونطاني
من أطروحة مفادها أن المجتمع المغربي ظل على الدوام منقسما على ذاته بين مناطق خاضعة لسلطة
المخزن و أخرى مستقلة (بالد السيبة ) قدم مونطاني وصفا دقيقا للنظام السياسي الذي ساد القبائل
البربرية و كذلك عختف المراحل التي مر منها هذا النظام الذي يرى أنه قطع أربع مراحل أساسية )14( :
الجماعي اكادير مراعي و غابات جماعية كانت تسمى بأراضي المشاع .
)13المختار الحراس » القبيلة و السلطة ,تطور البنيات االجتماعية في شمال المغرب ,المركز الوطني لتنسيق و تخطيط
البحث
العلمي و التقني 27 :
-) 4الزهرة الخمليشي .محاضرة في ,السوسيولوجية المغربية »الوضعية » شعبة علم االجتماع .كلية االدب و العلوم
اإلنسانية -
تطوان 2012 - 2011 -
16
.3الفرقة أو الخمس : 0301401 :ويشتمل على 3إلى 5فخذات وهي بالمقارنة مع
الفخذة أو الدوار تتميز بكوتما وحدة سياسية غير دموية إذ يمكن اعتبارها جمهورية
اسماء بعض العادات المشتركة» وتوجد في نفس الوقت مجردة من كل مؤسسة سياسية
واضحة " ...وتمفل القبيلة وحدة دموية مفترضة فقطء ألن وحدة التراب أو اإلقليم و
االهتمام بالدفاع عنه و تطويره هما اللذان يخلقان بين األسر المنئمية لنفس الفرقة مجاال
اجتماعيا دائماء وليس االتتماء إلى أصل مشترك كما يعتقد السكان المحليون في
الغالب . )15(...
سمات هذا اللف أنه غير قار و غير ثابت» فنظام اللف بما يتضمنه من انقسام ِإلى
حربين أو حلفين متعارضين» حيث تخف حدة الصراع أو يتوقف أحيانا كلما 'تعادلت
كفة الطرفين المتحاربين ( ) 16علمذا ففعالية اللى ال تظهر فاعليته إال في حاالت
هكذا عوض العثور من خالل مجهود ميشو بيلير و روبير مونطاني على تعريف محدد للقبيلة
سنجد أنفسنا أمام تساؤالت أخرى جديدة تتعلق بالقبيلة » لكن هذه المرة متمحورة حول قبيلة بنى
مسارة موضوع بحثنا » و من ثم الرجوع بالضرورة إلى الميدان » إلى الواقع القبلي المساري .
تقع قبيلة بني مسارة شرق مدينة وزان الجبلية » و تحد القبيلة شرقا بقبائل بني مزجلدة و بني
زروال » و هماال مع قبيلتي بني أحمد و غزاوة» و غربا بقبائل مصمودة و رهونة » و جنوبا بقبائل سفيان
» و بني مالك الشرقية ( . )17
ويبلغ طول القبيلة من نمر أوظور في الشمال الشرقي مع بني أحمد و غزاوة إلى النهر الساكت
غرب بوسرور قرب وزان في الشمال الغربي حوالي 100 " :كلم » يبلغ عرضها من الوسط بين فرقة
أوالد خيرون الحيط » و بين فرقة مثيوة » و بني أحمد من غزاوة هماال » إلى بني مركلدة جنوبا حوالي 50
15خ شرفي »مس ».ص 44
17
كلم " » و بذلك تقدر مساحة القبيلة بحوالي 5000كلم مربع ( » )18و تنقسم هذه القبيلة ذات
الجذور البربرية » إلى قسمين » القسم األول يعتاز بتضاريسه الوعرة و يسمى ببني مسارة العليا » أما بني
مسارة السفلى فهي معروفة بالسهول و األراضي الفالحية .
ويطلق على هذه القبيلة كذلك بني مرد » ولقبت القبيلة ببني " مرد " لتمردها على القبائل
المجاورة لها أيام السيبة » وهي فعال قبيلة اشتهرت بالحروب و التمرد سواء مع نفسها أو مع غيرها »
وكانت ال تتحد إال أثناء الحروب مع غيرها من القبائل المجاورة ( »)19بعبارة أخرى كانت تنطبق عليها
تلك النزعة التي أشار إليها إفانس بريتشارد بخصوص قبائل النوير بالسودان» وهي نزعة امجتمعات
االنتقسامية بمذه القبائل (قبائل النوير) إلى االنشطارء أي تعارض القسمات بعضها مع البعض اآلخر»
ونزعتها إلى االنصهار» وهو تكتل مجموع القسمات كلما تمددها خطر خارجي ( .)20ومنه فقبيلة بني
مسارة بالرغم من وجود نزاعات و خصامات في مستوى أدنى بين أفرادهاء كالنزاع حول األرض أو الماء
أو العرض» إال أن أفرادها كانوا يتوحدون و يلتحمون في مستوى أعلى عند الخطر الخارجي »و يبدو أن
قبيلة بني مسارة كانت تعادي قبيلة غزاوة» وقد شهدا حروبا ً طاحنة و دامية؛ بحيث كانت تبادر قبيلة بني
مسارة إلى تعبئة أفرادها و تجهيزهم للدخول في الحرب» في حالة ماكانت إحدى القبائل المجاورة تمدد
مصالحها أو تشكل خطرا عليها أو عند مواجهة المخرن في حالة التمرد .
وعاشت بنو مسارة في خالف شبه دائم مع الحكم المركزي عبر التاريخ الجبلي» فقد وقفت إلى
جانب الدولة المرابطية حتى اتمزامهم أمام الجيوش الموحدية» رغم ما تلقت من المزائم و التقتيل الجماعي
( »)21و على هذا األساس فقبيلة بني مسارة معروفة عبر التاريخ بتمردها على السلطة المخزنية» األمر
الذي دفع أوكيست موليراس» حين حديثه عن الصراعات المستمرة بين بني مسارة و الجيوش المخزنية و
صلحاء وزان إلى القول" :أن خبر هذه الصراعات قد شاع ووصل صداها إلى أوروباء وطبعاء فقد
اخترلت األحداث ووصاتنا مشوهة؛ حيث تم اعتبارها مجرد ترد مجموعات صغيرة من قطاع الطرق»
ال يستحق اهتمام األوروببين ( »)22وقد كانت الجبال الشاهقة التي توجد بمذه المنطقة بمثابة حصون
و قبائل جبالة ) 158عبد السالم البكاري »االشارة و البشارة في تاربخ و أعالم بني مسارة ,و ما واالها من مدينة وزان
الغربية
دراسة تارينية ثقافية -اجتماعية -سياسية و اقتصادية لمنطقة الريف المغربية الثانية .ص 13
-) 17عبد السالم البكاري؛ الوجيز في تاريخ و أعالم بني مسارة و عالقة وزان وما واالها من قبائل جبالة » دراسة وثائقية
تحليلية,
الطبعة الغانية :2007ص 17
) 7ليليا بنسالمء التحليل االنقسامي مجتمعات المغرب الكبير :حصيلة و تقيم ,االنتروبولوجيا و التاريخ» مؤلف جماعيء دار
توبقال للدشر .ص 18
-) 2أوكست موليراس ,المغرب امجهول ,ترجمة عز الدين الخطابي الجزء الثاني 2007منشورات تيفزاز » 2ص 407
168
طبيعية بالنسبة ألهالي بتي مسارة المشاغبين » إنما القبيلة الصعبة االنقياد ألبناء جلدتما و لذوي القوة و
العصبية فيهاء وعبر تاريخها تحاربت مع جل القبائل امجاورة لها بسبب و دون السبب» وكثيرا ما كانت
تأخذ النأر حتى لحيواناتها (. )23
مثيوة» بوقرة» بنو قيس وبني يمل ٠الجحرة و بني راوسءأوالد خيرون» الشرفاء العمرانيين» حجر بني
بعيشءو أوالد كنون.
ويمكن ذكر الدواوير أو القرى المنتمية إلى هذه الفرق على الشكل التالي :
© فرقة مثيوة:
أوالد بن رضوان -عين يل --أوالد بن طرييق --الصبانين -بني عمران -حراقة -الحورش -كراجين
-أوالد بن سبيكة -تغنيت -الغويبة -أزاريف -الخيص -الحباجين -الحمرية --أسفالو -تيفوتة
-عين بولحرش -الشعرة .
© فرقة بوقرة:
الدشر الكبير بوقرة -أغيل -الرشاقة -الحلحال -قلعة بوقرة -العنينة --الدسول -الشعلين بوقرة
-بني زياد -تايئرة -قمسيت -بني كولش .
الموالدة -عين الكبير -العزيب -أسكي -أمحيجر -احالوة -النظامين -عين جير -الرهونيش
-أوالد حاج -الحساكرة -الرملة -قلعة بني راوس -باب الرياحين .
-اظهار البليليش -إكرايدو -الكديوة --تكشران -دار الحاج --غلولة --نفري -قلعة بني
مورشود -أوالد بن تمو -الشعلين -الوة -القليعة -المرج -األمراج -عين أسالن -لوحاحدة -
اشواطر .
© فرقة ب يكلة
19
زمورن -زريزرة -بني صرور -المناصرة -أسكار -أوالد مد -زوراك -الزاوية الدجاحنة -دار
وريغال -الرميلة -بوناهيض -المرينين -العجاجر -الكعالل -دار الشيخ -أوالد الريانة --خندق
الجراين --سيدي بودومة -الصخرة -اغطيطس -شنيتيل -عين عليق وزاكة -الرميل -بولة -
الدياب -العناصر -الغواوتة العليا -الغواوتة السفلى .
ولعل ما بميز هذه الدواوير اليوم» هو انفتاحها على بعضها البعض» وأن الفرد لم يعد والثه للدوار
أو للفرقة أو للقبيلة التي يعيش فيها »هذا الوالء الذي كان يعبر عنه أهالي قبيلة بني مسارة بالعبارة
المتداولة محليا بقوهم " :اللهم ما في الديب ديانا وال في الديب درهونة” ءوانما أصبح والء الساكنة
اليوم للدولة التي فرضت نفسها بقوة من خالل أجهرتما المادية والمعنوية» وبمعنى آخر أن ايدولوجية الدوار
أو ما يصطلح عليه محليا " ولد البالد "» أصبحت تختفي بفعل هيمنة المؤسسات العمومية والقيم
الفردانية التي تبلورة مع دخول الكيف إلى المنطقة» ومنه فهذا األخير (الكيف) زحزح أهم الثوابت
االجتماعية واالقتصادية بالمنطقة .
' ) -هذه العبارة كانت تستعمل كثيرا أثناء التصويت في االنتخابات ,وذلك من أجل تشجيع الناس ليصوتوا على األشخاص
المنتخبين محلياء دون أي
مراعاة لطبيعة الشخص المرشح» ومهم تكن كفاءته العلمية أو الفكرية أو األخالقية أو ما شيئت .فذلك اليهم .ويكفي فقط أن يكون
من أهل المنطقة ليتم
التصويت عليه من قبل الجميع (حتى لو كان ذئبا حسب هذا المثل) ,ويهذا المعنى يصبح معيار االنتماء القبلي هو الموجه
للسلوك االنتخابي ألفراد المنطقة »
لكن اليوم أصبحت األمور تختلف بفعل تواجد وسائل االعالم واالتتصال وتدفق المعلومات وغيرهاء فإن إنسان هذه المنطقة أضحى
اليوم يصوت على من يرى
أنه يستحق ذلكء وأنه سيجلب المنفعة للمنطقة .
20
1
ع مععتطمعوة ةا
صورة تمفل األجزاء المكونة لنبات القنب الحددي الذي يطلق عليه علميا ب " كنابيس سائيفا"
72ولطامتتتلةء)
21
يطلق عليه أيضا بالتعبير العامي "الكيف" » وهو نبات يزرع في معظم االحيان إلنتاج مادة
الحشيش» وهذا النبات حولي ( أي يعيش موهما زراعيا واحدا فقط )» ينمو بصورة أفضل في الطقس
المعتدل و الرطبء والنبات ثنائي منزل؛ أي له أزهار مذكرة على نبات» وأخرى مؤنثة على نبات آخرء
وأنثى القدب هي من تحتوي على مادة الحشيش» التي هي مادة صمغية تستخرج من ساق النبات» لهذا
يكون االهتمام كله موجها نحو أنثى القدب .
أضف إلى ذلكء أن المارجوانا أو الحشيش» هي أسماء لمستحضرات نبات واحد يسمى علمياء
كنابيس ساتيفا » 0312128115 581192نبات حولي سمي قليها بالقنب الحندي» وهو نبات ينمو
طبيعيا أو بريا ...ويعتير نبات القنب أقدم النباتات غير الغذائية لإلنسان» بدأ في أسياء ثم انتشر بعد
ذلك في العالم .)24(...
ويقال في بعض المراجع إنه ظهر أول ما ظهر فوق جبال الحمااليا في همال الحند منذ ما يقرب
من 35قرناء ومن هنا أنتشر مع تحركات البشر الرحل في جميع أنحاء العالم» ويشير تاريخ القدب إلى أنه
أستخدم عدة إستخدامات» فقد صنعت من أليافه أحبال و أنواع من األقمشة المتينة» كما وصفه
األطباء لعالج أدواء بعينهاء وأستعمل كذلك ألغراض ترويحية ( »)25بحيث كان الكهنة الحنود يعتبرون
الكناييس(القدب -الحشيش) من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفالتمم
الدينية» وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى اإلله" أندرا"» واليزال يستخدم
هذا النبات في معابد الحندوس والسيخ في الند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في األعياد المقدسة حتى اآلن .
وق نفس اإلطار» كان استهالك الكيف بالمغرب منوط ببعض الطوائف الدينية» كما هو الحال
بالنسبة لسيدي هدي * » الذي كان يعول بنفس المنشوج من طرف القبائل التالية :غزاوة كانت تمنحه
اننى عشرة قنطارا من الكيف » بني دركول كانت تعطيه أربعة قناطر» نفس الكمية الكيفية كانت تمنح له
من طرف قبيلة كتامة » في كل سنة » إذ أن الكيف كان يستعمل من طرف الهداوة لتسهيل عملية
الذكر(. )26
-) 4زين العابدين ,الحشيش .المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب بالرياض ن 1987 / 1406م ص 15
- ) 5مصطفى سويف .المخدرات و المجتمع ,نظرة تكاملية ,عالم المعرفة ,العدد 205يناير 2 1996ص 33
* ) -ولي صالح يوجد في سافلة موالي عبد السالم بن مشيش بإقليم تطوان .
غ يد بدواح ,دور زراعة الكيف في التحوالت االقتصادية االجتماعية و امجالية و آفاق التنمية في جبال الريف :ثماذج من
)ُ -
الريف األوسط .أطروحة لنيل الدوكتوراه » تنصص الجحغرافيا » جامعة غُيّد الخامس ,السنة الجامعية . 2002 - 2001ص
. 80
22
كيف دخل القنب الهندي إلى المغرب»؛ باعتبار أن هذا النبات ظهر أول مرة في أسيا ؟ ومتى
دخل إلى المغرب» وتحديدا إلى منطقة كتامة الى تعتبر أول منطقة تعتمد هذه الزراعة بالمغرب ؟.
فإذا قمنا بنظرة سريعة و خاطفة للجذور التاريخية للكيف بالمغرب» سنجد أن الكيف لم يكن
موجودا بكتامة و نواحيها قبل سنة 1800م » وذلك ما أكدته بعض الروايات الشفوية الي صرحت أن
الكيف كانت بداية تواجده بمنطقة كتامة ما بين 1800و 1900م ,أي مع بداية التدخل
والحقيقة» أنه ليس هناك تاريخ محدد لظهور الكيف في المغرب» لكن حسب بعض الدراسات
األوروبية» فإن زراعة الكيف ف منطقة كتامة بالريف األوسط تعود إلى القرن السادس عشر .وفي نماية
القرن التاسع عشر تحولت إلى زراعة مكشوفة» حيث حصل بعض الفالحين على تراخيص إدارية بذلك.
وي سنة 1906قرر مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي هيأ لنظام الحماية سنة 1912م انشاء "
وكالة التبغ والكيف " وهي شركة ذات رأسمال أجنبي الحتكار شراء وبيع مجموع إنتاج التبغ والكيف
الذي يروج بالمغرب .
وبعدما دخلت نبتة " الكيف " ضمن الجدل الطبيء بداية القرن العشرين » ووضعت على
الئحة " عصبة األمم " » وأصبحت زراعتها بالمغرب تخضع لتراخيص » شركة التبغ والكيف » ظلت
زراعة هذه المادة بمنطقة الشمال» مباحة ومكثفة» تغذي االستهالك الداخلى والطلب الخارجى وتغطى
حوالي 9080من النشاط الزراعي لمنطقة الريف .
1 - 3نظرة موجزة للتسلسل التاربخي للكيف في المغرب
© بداية زراعة الكيف في بعض دواوير منطقة كتامة بالريف األوسط تعود إلى القرن السادس عشر
»؛ وكانت تزرع بصورة ضعيفة جداء وبطرق غير مكشوفة .
» في خماية القرن التاسع عشر أي مع بداية التدخل االستعماري في المغرب تحولت هذه الزراعة
إلى زراعة مكشوفة» حيث حصل بعض الفالحين على تراخيص إدارية بذلك.
©ه : 1906مؤتمر الجريرة الخضراءء» بمهد الباب الحتالل المغرب» ويمهد بابا آخر للكيف
لتستوطن هذا البلد .
: 1912المغرب محتل من قبل فرنسا وإسبانيا والكيف تزرع في جبال الريف األوسط بالشمال
وت الغرب وي الحوز بالجنوب.
: 1919صدور ظهير بإيعاز المستعمر» ينظم عملية زراعة الكيف وتسويقها.
23
1ا لمجاهد د بن عبد الكريم الخطابي يبسط سيطرته على جزء كبير من منطقة الريف
ويكاد يقضي على زراعة الكيف.
: 6القضاء على الحركة التحريرية للمجاهد الخطابي» وعودة الكيف إلى الظهور
واالنتشار.
: 4استقالل الجزء الفرنسي من المغرب» والقضاء على زراعة الكيف في الغرب والحوز.
: 6استقالل شمال المغرب عن إسبانياء وانظمام وظهور خالفات جادة بين القصر
وزعماء الريف ...زراعة الكيفش مستمرة.
: 1959 -- 8الصراع الدموي بين المخزن وساأكنة الريف» يسمح لسكان الريف
األوسط ( كتامة وبتي خالد ) باالستمرار في زراعة الكيف لضمان والئهم للقصرء أو حيادهم
عن النزاع.
بعد : 1959عدم الثقة بين المخزن وسكان الشمال» وبالخصوصء سكان الريف .تجريم
زراعة الكيف وعدم اتخاذ أي خطوات للقضاء عليها.
...وبداية زيارة عدد من المشاهير لجبال الريف األوسط لالستمتاع بالحشيش والطبيعة الخالبة
للمنطقة» فكان تركز السياح يتم بالخنصوص في مركز إساكن » والذي كان يطلق عليه " كتامة
مالية لثني السكان عن زراعة الكيف .فشلت» ثم ترك السكان لحاهم.
: 4إصدار ظهير يشدد العقوبة على المزارعين الممسكين للكيفء والمروجين للحشيش»
ويوصي بضرورة تقديم المدمنين إلى مصحات العالج من اإلدمان .
: 7إنشاء اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات» ورغم سلطاتما البسيطة» فقد ماتت في
مهدها.
: 0زراعة الكيف تزداد انتشاراء وا محاوالت المبذولة من الدولة المغربية بمساهمة وتعاون من
منظمات دولية للقضاء على الكيف من خالل إيحاد بدائل» تفشل .
: 6وزير الداخلية إدريس البصري يقوم بحمالت كبيرة» ويسجن كبار تجار المخدرات»
ويحاصر تحار الحشيش .
24
2005االعالن عن إقليم العرائش بدون القنب الحندي» وبالفعل تم القضاء على هذه الزراعة
نمائيا في هذا اإلقليم .
©» : 2008اإلعالن عن محاربة الكيف منطقة الشاون وعدد من المناطق األخرى .
© : 2011زراعة الكيف تتوسع وتغزو مناطق جديدة؛ في ظل انشغال السلطات بما يحري في
المغرب والبلدان العربية من فوران شعبي .
: 2012الجفاف الذي أصاب المغرب هذه السنة» وضعف مويل حملة امحاربة ضد الكيف
بسبب نقص في الميزانية المالية » الشيء الذي ساهم بصورة من الصور في توسع رقعة األراضي
المزروعة بالكيف .
ويالحظ أن المغرب أدرك مبكرا الخطورة التي تشكلها المخدرات على صحة مواطنيها وعلى المجتمع
بشكل عام ,لهذا دأبت المغرب منذ االستقالل إلى اليوم على بذل مجهودات البأس بما من أجل القضاء
أو باألحرى التقليص من المساحات الكيفية المزروعة» وتنعكس هذه المجهودات في انضمام المغرب إلى
منظمة االنتربول سنة 1956م» وفتح مركزا وطنيا بالرباط لمكافحة الجريمة وترويج المخدرات» وفي عام
1انضم المغرب إلى االتفاقية الدولية حول المخدرات» وني عام 1971م انضم إلى االتفاقية
الخاصة بالعقاقير المخدرة» وق عام 1988ساهم في صياغة فينا التي صادق عليها جاللة الملك في 9
أكتوبر من سنة 1992م ".
وعلى المستوى الجهوي شارك المغرب في أشغال مختلف المناظرات واالجتماعات المتصلة
بموضوع المخدرات ( على الصعيد العربي كما على الصعيد اإلفريقي واإلسالمي والدولي) وخاصة مؤتمر
رؤساء المصالح الوطنية المكلفة بمحاربة الترويج غير المشروع للمخدرات بإفريقيا القاهرة .1990والمؤتمر
الدولي حول مكافحة المخدرات لندن 1989واشغال مجموعة " تريفي " االروبية ...ال
خالصة:
تعرضنا في هذه الفصل إلى مفهوم القبيلة بشكل عام؛ ومن ثم حاولنا أن نضع المجتمع
المدروس في إطاره القبلي لتوضيح الصورة أكثر للقارئ» وسلطنا الضوء كذلك على بعض المالمح العامة
')-أنظر :غُي ّد أديب السالوي ,المخدرات في المغرب وفي العالم .الطبعة األولى ,البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع » 1997م
ص
111
25
المتعلقة بقبيلة بني مسارة» وذلك حتى نستطيع النزول قصدا إلى األرضية القبلية الي تمي إليها منطقة
زومي» وفي نفس اآلن تطرقنا إلى أهم الخطوط العريضة المتعلقة بمفهوم التحول االجتماعي» باعتباره
مفهوم رئيسي داخل بحثنا هذاء ولعل هذا األمر يجعل " نبات الكيف " باعتباره زراعة غير غذائية» له
دور كبير في تالك القفزة االجتماعية التي شهدها المجتمع المساري بشكل عام؛ والمجتمع الزومي بشكل
خاص» لينتقل هذا األخير من التضامن القبلي إلى الفردانية .
الفصل الثالث
الفصل المنوغراني
26
من األهمية بمكان تقد معلومات عامة حول منطقة زومي موضوع دراستناء وذلك قصد
توطين المجال المدروس» وعرض أهم الخصائص المميزة لجماعة زومي» ولن يكون هذا سهالء بدون العودة
إلى منوغرافية الجماعة التي نستطيع من خالها التوصل إلى معلومات مهمة تخص المنطقة على مختلف
المستويات» و التي تيسر و تنير طريق هذا البحث المتواضع الذي نطمح عبره التوصل إلى حقائق واقعية
بعيدة كل البعد عن المعرفة العفوية التي ال تستقرئخ الواقع وال تنخذ من المعطيات الميدانية رافدا لما.
-1أصل التسمية ( زومي )
يذكر األستاذ عبد السالم البكاري في كتابه الوجيز» أن كلمة زومي لما مدلوالن :المدلول
األول أن كلمة " زومي " بربرية اللهجة» ومعناها الضيق أو مكان يقع بين هضاب و روابي و نجود
وجبال» وبالنظر إلى جغرافية موقع زومي» فإن إطالق الكلمة على هذا الموضع حقيقة باللهجة البربرية»
ومعنى الكلمة " زم " أي ضيق وهي نقيض واسعء وتضارعها كلمة زمزم القبطية (. )27
أما المدلول النائي :يظهر من تاريخ المنطقة أن زومي كانت مسكونة بأهالي السوس االدن »
الذين ظلوا بما عشرات القرون قبل الفتح اإلسالمي لشمال إفريقياء ومكنوا بما قبل زمان الرحيل» وهؤالء
هم الذين أطلقوا عليها هذا االسم بناء على الموقع الجغرائي للمكان» وعلى هذا ستكون التسمية قديمة
جداء وهذا هو الراجح ألن السكان األصليين لهذه المنطقة كانوا برابرة (. )28
إذا كان هذا التفسير الذي قدمه المؤرخ المساري عبد السالم البكاري ألصل و مدلول كلمة "
زومي " » فهذا ال يمنعنا نحن من طرح مدلول آخر هذه الكلمة بالذات» توصلنا إليه من خالل
استجواب بعض المبحوثين» وهو مدلول ال يرتبط بالتاريخ الغابر المتعلق بالسكان األصلين لهذه المنطقة»
بقدر ما يرتبط بالفترة االستعمارية وتحديدا بعد سنة 1926م» أي تلك السنة التي دخل االستعمار
الفرنسي منطقة زومي» و أنشأ بما ذكنة عسكرية» وأقام المستعمر هذه الذكنة في مكان استراتيجي يطلق
عليه اليوم اسم " القشلة " » أي قشلة الجنود الفرنسيون الذين كانوا من خاللها يراقبون انمجال بسهولة و
على نحو محكم .
هكذا فإن المستعمر الفرنسي هو من أطلق على هذه المنطقة اسم زومي » 20111121وتعني
هذه الكلمة " :منطقة العمليات و التجمعات العسكرية و التدخالت " ءإذ أن كل حرف من كلمة
زومي ( ) 20133331باللفظ األجنبي هي عنتصر لعبارة تقابلها يمكن ذكرها على الشكل األ :
27
: 26 2( 0: 70كي (1
3( ][ << 7 4( 2: 6
وفي هذا السياق» فكلمة زومي 20111111مكونة من خمس حروف التينية » وأن هذه الحروف
تخترل خمس عبارات » هى :منطقة العمليات و التجمعات العسكرية و التدخالت .
صورة تمذل إحدى البنايات االستعمارية بمكان إستراتيجي ( فشلة زومي ) التي كان يوظفها المستعمرالفرنسي في
مراقبة تحركات و سكنات أهالي منطقة زومى » مارس 22؛» عدسة شخصية .
تم إحداث جماعة زومي سنة 1962م ,ويقع مقرها بمركز زومي» وتبلغ مساحتها اإلجمالية
9كلم مربع» وكذا 101»386نسمة من عدد السكان حسب احصائية 2004موزعين على
6مشيخات و 61دواراء وهي تابعة لنفوذ القيادة التي توجد هي األخرى في مركز» زوميء والتابعة
بدورها لدائرة مقريصات اقليم شفشاون والية تطوان جهة طنجة تطوان ( . )29
تقع جماعة زومي في القسم الشمالي الغربي من المغرب» تبعد عن مدينة وزان ب 9كلم
وعن مدينة شفشاون ب 69كلمء تحدها شماال جماعة مقريصات وجدوبا جماعة سيدي رضوان وشرقا
- ) 7مونوغرافية زومي
28
جماعة قلعة بوقرة » وتحتل مساحتها ما يناهز 30948كلم مربع ؛ واراضيها عبارة عن جبال وهضاب
وقليال من األراضي المنخفضة» وكل هذه العناصر تكسوها غابات من اشجارالعرعار و الدرو و الجرب .
- 4البنية التحتية للجماعة
تتوفر جماعة زومي على بنية ضعيفة شيئا ما.
- 1 - 4الشبكة الطرقية :تخترق جماعة زومي شبكة طريقية هشة متمثلة فيما يلي :
الطريق المعبد الرابط بين وزان عبر جماعة سيدي رضوان .في اماه جماعة زومي» ثم الطريق الرابط بين زومي
و المؤدي إلى شفشاون عبر المقريصات .
4ه - 2 -ا ماء الشووب :بالنسبة للماء الشروب» فإن ساكنة مركز زومي تعرف تغطية شاملة بشبكة
الماء الشروب» ومصدر هذه الشبكة هو المياه الجوفية التي توجد بالمنطقة» وتحديدا مركز زومي» أما
4ه - 4 -البريد وا مواصالت :يتوفر مركز زومي على مكتب بريد واحد» يقدم الخدمات في هذا المجال»
كما يتوفر على مجموعة كبيرة من المخادع الحاتفية الخاصة »:والتابعة التصاالت المغرب» وميدتيل»
باإلضافة إلى توفر شبكة الالسلكي ( واناء اتصاالت المغرب» وميديتيل» اينوي ) .
البنك الشعبي .
- 1 - 5الفالحة :يرتكز النشاط االقتصادي للجماعة على الفالحة التقليدية بشقيهاء الزراعة» وتربية
المواشي.
29
أساسيا آلغلب الساكنة وهي تشمل كل من ( الغنم 7600 :رأس»ء الماعز 10000رأس
البقر 5000رأس ) .
-3 - 3التجارة :تتوفر جماعة زومي على سوق أسبوعي تقليدي كبير» يتم استغالله يوم
االثنين» ويعرف رواجا خاصة في ميدان المنتوجات الصناعية» وتتوفر الجماعة أيضا على ذكاكين
بحارية عديدة؛ وعلى سوق تعرض فيه الخضر والفواكه واللحم ...
- 4- 5الصناعة التقليدية :فيما يخص الصناعة التقليدية» فإن جماعة زومي ال تتوفر إال
على المحالت التي تمارس فيها النجارة و الحدادة (. )30
- 6األشكال العقارية لألرض برومي
- 1 - 6ال ملك الخاص :هي تلك األراضي التي توجد في ملكية خاصة تخول لصاحبها حق
التصرف في ملكه بكل حرية ودون قيد؛ وبما يتوافق مع مصالحه األولية» وهذه األراضي يتم
الحصول عليها غالبا عن طريق اإلرث أو يتم شرائها من قبل الفرد.
- 2 - 6األمالك ا مخرنية :هي أراضي تدخل ني إطار أمالك الدولة ( بالدات المخزن /
االراضي السعيدة ) » وتحتل األراضي المخزنية الغابوية بالمجال المدروس نسبة 11242هكتار
مغروسة و 5404هكتار طبيعية ( »)31لكن هذه االراضي الغابوية التي تشكل ثروة بيئية
وطبيعية مهمة أضحت اليوم مهددة بفعل االستغالل المكثنف» الذي يتجلى في عملية الرعي
الجائر وجمع الحطب .فضال عن تحويل هذه االراضي إلى أراضي خاصة من قبل بعض الفالحين
الذين لهم أراضي بحوزتما أو ما يصطلح عليه محليا ب " الزيادة في األرض " عالوة على ذلك
هناك مشكل آخر رما أخطر بكثير في هذا الشأن يتمظهرأساسا في اندالع الحرائق» كالحريق
الذي أصاب غابة " ايزارن " سنة 2007التي تقدر مساحتها ب 5640هكتار وجزء من
غابة المرج " امزيز " البالغة مساحتها 31900هكتار بعد ايزارن (.)32و يشاع أن سبب
هذه الحرائق قد يكون في بعض األوقات متعمدا من طرف البزنازة الكبار الذين يلجأون إلى هذه
30
- 3-6أراضي االحباس :أراضي تم وقف ريعها من طرف أفراد أو جماعات على األعمال
الخيرية واإلنسانية» تتكفل بتدبيرها وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية .وتصل مساحتها إلى حوالي
4ألف هكتار وتمئل 901من األراضي الفالحية .وقد يكون المحبس سلطة مخزنية أو فردا من
ذوي النفوذ والعلم أو شخصا عاديا .وقد اتسع هذا الشكل العقاري مع إقدام المخزن على وقف
ربع العدد من أراضيه لفائدة بعض شرفاء وصلحاء الزوايا في إطار تدعيم المشروعية الدينية
للسلطان من جهة وتقوية التحالفات مع مختلف مكونات الدسق السياسي من جهة ثانية» ويقوم
إستغالل أراضي األحباس على أساس االنتفاع دون التملك» وتوجيه ربع هذا االنتفاع إلى
الخدمات اإلحسانية والدينية (»)33وتسمى هذه األراضي بالمجال المدروس ب" أراضي الجامع "
ويتم استغالنما في معظم األوقات من طرف سكان المنطقة عن طريق كرائها ليتم زرعها بالكيف »
الشيء الذي يعني أنما لم تعد لحا تلك الحرمة التي كانت لما سابقاء فبعدما كان يعتقد أفراد المنطقة
أنه يصاب باللعنة والضرر كل من سولت له نفسه في أن يأخذ ولو شيرا واحدا من هذه األراضي
بغير حقء أو أن يتم استغالنها فيما ال يرضي الله " األرض د الجامع كتفلس " لكن اليوم اختفى
هذا التصور المجالي لهذا النوع من األراضي» و أصبحت تكترى بثمن مرتفع نسبيا حسب
خصوبتها ومساحتها من أجل استغالها وزراعتها بالكيف.
- 4-6أراضي الشرفاء والزوايا :ومكن وضع هذا الصنف من األراضي في خانة أراضي
الجموع الساللية» وهي أراضي كان يمنحها بعض أفراد المنطقة إلى األولياء والصلحاءء إعتقادا
منهم أن لألولياء قدرة خارقة على قهر األرواح الشريرة وجلب الخير لمن يرضيهم وإلحاق الشر بمن
يسخطهم من الناس هذا كانت هذه األراضي المهدآت إلى هؤالء الصلحاء بمثابة حصن للفرد من
الشرء إذ يقول أحد المستجوبين " كنا كنقدمو األرض لشي والي معروف عندنا ونقولو هد
االرض أو هد الشجرة لموالي عبد القادر أو لموالي عبد الله الحاج أو لشي ولي أخور ,باش
يجيب الله تيسير فاألرض ديانا ويرزقنا من نعم ديالو »ويحمينا من الشر ويبعد عنا البال ".
ويبدو من خالل معاينتا للواقع المدروس» أن مجمل دواوير المنطقة كان لما ضريح أو
ضريحين لألولياء الصالحين وعلى سبيل المنال نجد ضريح موالي عبد الله المبطي بدوار زومي» وضريح
موالي بن قاسم بدوار الموالدة»ثم ضريح سيدي عبد الله بدوار الحورشء؛ ثم ضريح سيدي عبد القادر
بدوار عين يمل ()34؛ وعلى هذا األساس» يالحظ أن لكل ولي من هؤالء األولياء أراضي تابعة لضريحه
تسمى”" السيد" أو " الروضة " » وغالبا ما تخصص هذه االراضي في دفن الموتى .
- 33عبد الرحيم العطري :تحوالت المغرب القروي أسئلة التدمية المؤجلةالطبعة الثانية 2012طوب بريس -الرباط» ص 25 :
- )4التقرير السنوي لجماعة زومي لسنة .2010
31
- 7القطاعات االجتماعية بالجماعة
يمكن إجمال هذا القطاع في المؤسسات التالية :
- 1-7التعليم :يتواجد بمركز زومي ثانوية واحدة» وإعدادية واحدة» ومدرسة ابتدائية واحدة»
أما المجال البدوي فيعرف مجموعة من المدارس االبتدائية المتفرقة .
ويحتوي المركر أيضا على دار شباب واحدة» مفتوحة األبواب منذ أن تم بناؤها.
- 2-7الصحة :تتوفر سأكنة زومي على مركز صحي واحدء يتكون طاقمه من طبيب واحد.
واحد» وتسعة ممرضين» والثابي على طبيب واحد كذلكء وممرضين» باإلضافة إلى وجود مستوصف
مشغل بالحمربة وآخر غير مشغل بالجحرة» فضال على توفر ثالث صيدليات يركز زومي .
8حالمعطيات الدبمغرافية للجماعة
و 61دوارا (. 65
والمالحظ دائما أن مركر زومي الذي تمت ترقيته إلى مركز حضري سنة »2009يعرف نسبة كبيرة
من عدد السكان بالمقارنة مع الضواحي» ولعل ذلك راجع إلى مختلف المؤسسات اإلدارية والعمومية التي
يتوفر عليها مركز زومي» ورغم ذلك فإن سكان المنطقة اليوم أصبح يتطلع إلى استعمال وسائل عصرية
لمنع الحمل كاألقراص واللولب» والحقن» وكذا العازل الطبي» وهذا األمر بمثابة مؤشر يعكس أن هذا
امجتمع يعرف تحوالت مهمة» وربما هذا المؤشر قد يدعم فرضيتنا المركزية التي مفادها أن التغيرات التي
طرأت على سأكنة زومى» قد يكون سببها تحسن الجانب االقتصادي لدى الساكنة بفضل عائدات
الكيف» ذو المردودية المرتفعة» وهذا بطبيعة الحال أدى إلى تحوالت اجتماعية هامة على مختلف
المستويات .
خالصة:
ْق الواقع إن جماعة زومي تعيش مخاصا تطوريا كبيراء على المستوى االقتصادي واالجتماعي
والثقاقي والسياسي» وتتوفر هذه الساكنة على معطيات دعغرافية مهمة» وكذا موارد طبيعية البأس بماء
000 35
) -مونوغرافية جماعة زومي
32
بفضل مدخوالت الكيف وعوائده المالية» إال أن ساكنة جماعة زومي وكذا التجار الذين يتنقلون صوب
هذه المنطقة التي تعرف تراكما رأسماليا البأس به» غير راضين تماما عن هذه الشبكة الطرقية غير المالئمة .
33
وضعية السكان ما قبل الكيف
سنعمد ف هذا الفصل على رصد مجموعة من المعطيات المميزة لمنطقة زومي خالل فترة تاريخية
معينة» أي تللك الفترة التي كانت فيها زراعة الكيف مغيبة تماما عن المنطقة» وستعمد في هذا السياق
كذلك إلى استعراض أهم المعطيات المتعلقة بالوضع االقتصادي و االجتماعي» وكذا الديني من خالل
تسليط الضوء على بعض المالمح األساسية التي كانت تطبع المجتمع الفالحي بزومي» وثي نفس اآلن»
سنقوم بعرض صورة واضحة عن مؤسسة دينية؛ تتمثل في زاوية موالي عمران الشريف» وكل ما يرتبط
34
به من كرامات وخوارق العادات» ولن ننسى بالذكر أيضا بعض العوائد والتقاليد العرفية التي تميز بما أهالي
ساكنة زومي في فترة من الفترات.
- 1خصائص البنية الفالحية ما قبل الكيف
لقد تميزت هذه الفترة» وتحديدا ما قبل الكيفء أي قبل سنة 1996م ,باالعتماد على
الذات في إنتاج المواد الغذائية» إذ في هذه المرحلة كان الفالح يزرع الحبوب والقطاني» كالفول والحمص
والعدس واللوبية ...إلى جانب بعض المغروسات» كغرس األشجار المثمرة» مفل أشجار التين» الزيبون »
الرمان» البرقوق» واللوز» التي كانت تتميز بما هذه المنطقة» كذلك كان للنباتات العلفية حضورا مهماء
كالخرطال والشعير وأحيانا الذرة لتغذية المواشي» إال أن غياب األسمدة التي تضاعف جودة المحاصيل
الزراعية كانت شبه منعدمة إذ لم نقل منعدمة بالكامل» ذلك ألن أهالي المنطقة كانوا يعتمدون بدرجة
كبيرة على التسميد الطبيعي ( المخلفات الحيوانية )»من أجل الرفع من خصوبة األرض بصورة طبيعية»
وهذا كان يعني زراعة متنوعة تعتمد بصفة مباشرة على كمية األمطار المتهاطلة .
كذلك عرفت المنطقة في هذا العهدء حضورا مهما للخضرء كالبطاطس والطماطمء والفلفل
والباذنجان ...وخاصة في موسم الصيف » حيث كان يتم سقيها عن طريق نقاط الماء البي توجد باألعين
أو قرب األنمار والجداول المائية» هكذا كان فالح هذه المنطقة يدخر إنتاجه ليضمن قوت عامه " الطعام
على قاد العام " .ويلجأ في بعض األحيان إلى مقايضة بعض األغراض مع جيرانه متى اقتضت الضرورة
إلى ذلك» وال يتردد أبدا في الذهاب إلى األسواق امجاورة لبيعهاء ومن ثم االستفادة من عائداتماء في شراء
اللوازم الضرورية األخرى.
و نفس السياق» عرف سكان المنطقة في فترة ما قبل الكيف اهتماما كبيرا بتربية المواشي
والرعي» بفعل اتساع وكثافة الغطاء الغابوي الذي كان يطبع هذه المنطقة» وهذا كان ينح الساكنة فرصة
كبيرة لمضاعفة رؤوس ماشيتهاء بفضل توفر المراعي دون أن يؤثر ذلك في تدهورهاء وعلى هذا األساس
كان لتربية المواشي حضورا قويا بالمنطقة» نظرا إلى الدور االقتصادي واالجتماعي الذي لعبته» إذ أنه كان
يتم االستفادة من لحومها في أوقات الجوع الصعبة» أو يتم بيعها القتناء بعض اللوازم األساسية» فضال
عن استغاللها أيام األفراح والمناسبات» واألعياد» والمواسم.
ومن هذا المنطلق كان الفالح الذي يتوفر على عدد وفير من المواشيءوكذا األرض بحكم قيمتها
في المجتمعات الزراعية» يحظى بمكانة اقتصادية واجتماعية محترمة داخل هذا الوسط التقليدي.
إلى جانب تربية المواشي عرفت المنطقة تربية الدواجن»؛ إذ أن هذه األخيرة » ال تحتاج إلى اهتمام
كبير من قبل الفالح» فقطء يترك الدجاج ينجول بضواحي المنزل بحنا عن بعض الحشرات والحبوب التي
35
يتغذى عليها هذا الطائر» ثم يعود إلى منزل صاحبه؛ ويضع البيض في مكان مخصص لذلكء؛ وهذه
الطريقة يستفيد الفالح من لحم وبيض الدجاجء فيخزن البيض لبيعه أو ألكله»وكذا الدجاج الذي يفضل
ذبحه عند قدوم الضيوف» أو عند " نوبة الفقيه ".
عالوة على هذاء كان فالح هذه المنطقة يذهب إلى السوق األسبوعي» المعروف بمذا البلد
األمين» والذي يحظى بشعبية باهتة» هو سوق زومي الذي يقام يوم االثنين» وكان تنقل الساكنة عبره
يتم بواسطة أساليب نقل تقليدية بامتياز» من قبيل استخدام البغال والحمير في التنقل عبر هذه الطرقات
الملتوية والوعرة .
وقد كان الحدف من هذا التسوق بالنسبة ألهالي المنطقة» هو شراء بعض األغراض التي ال يتوفر
عليها هؤالء؛ كالتوابل» الغاز» الصابون» وأحيانا المالبس» وغيرها من األشياء التي قد ال تدخل في
المنظومة اإلنتاجية لدى هؤالء الفالجين» لكن هذه اإلمكانية لم تكن متاحة للجميع؛ ألن الفالح في
هذه الفترة كان ملزما في بعض األوقات ببيع إحدى منتوجاته كالقمحء أو بيع ماشية من ماشيته مثالء
حتى يتسنى له بمذا المال شراء بعض االشياءء؛ وبالتالي على الرغم من تحقيق اكتفاء ذاتي نسبيء إال أن
هذا لم يكن يعني مطلقاء أن هؤالء الفالحين كانوا بمذا األمر مستقلين تماماء بل كانوا أحيانا مضطرين
إلى التسوق قصد تلبية بعض الحاجيات األساسية .
لقد كانت األوضاع االجتماعية بمذه المنطقة» تتميز بالبساطة في العيش» وأحيانا تصل إلى أوضاع
مزرية وصعبة» إذ نجد حال معظم المستجوبين يردد ' :كايث العيش مكرفصة ,كانث مارة بال فايدة
"بمعنى أن الحياة المعيشية كانت تقتصر على ما هو ضروري» دون أن تتطلع إلى مستوى الكمالي» إضافة
إلى هذا كانت الفوارق االجتماعية شبه منعدمة» وغير بارزة المعالم .
أما العالقات االجتماعية» فد كان يطبعها التعاون والتكامل» " كانت الناس متحبة :كان
الكرم والنية أن هذه الخنصال الحميدة التي ميزت هذه المرحلة حسب المستجوبين تفيد على أن
الناس كانوا يقفون وقفة الرجل الواحد» في كل المشاكل التي كانت تواجههم» وكان المنطق السائد» هو
منطق روح الجماعة» ويتضح هذا جليا في أشكال التعاون االجتماعي الذي كان سائدا آنذاك» كااللتزام
بتأدي فريط > أة» الص دقة» < الط يافة» الوزيء 3
ل
(*)» والنويزة (*)» إذ كانت األشغال مبنية على العمل الجماعي» وكان هناك نوع من الكرم» حيث كان
36
من بعطي اللهبات والصدقات يرتفع شأنه بين الناس ف اطعم مطعوم وال تطعم مرحوم ُ,ويتقوى نفوذه
أضف إلى ذلكء أن العالقات العائلية خالل هذه الفترة كانت قوية ووثيقة» حيث كان كل أفراد
العائلة ( الجد» األبء األم» االبن» زوجة االبن» األخوة )...يعيشون تحت سقف واحدء دون أن يحدث
ذلك أي إشكال على مستوى التعايش المشترك بينهم؛ " الخاوا حدها الدنيا "» فكانوا يشتركون في
األشغال واألمالك» ويستغلون اإلنتاج الزراعي على نحو جماعي» " كانوا الخوت مايتفارقوشء ,كانت
كاتجيهم النفس على بعضهم "» الشيء الذي يعني أننا كنا أمام عائلة ممتدة يتقاسم أعضائها الحلو و
المر مع بعضهم البعض» ويقفون إلى جانب بعضهم عندما يهدد مصالحهم أي خطر خارجي كيفما كان
ضمن هذا اإلطار إذن» نجد أن الجانب االجتماعي يثل بالنسبة ألهالي المنطقة خالل مرحلة ما
قبل الكيف شيء ايجابي» حيث " زمان الصفا و النية " و " زمان البركة والمعقول " .إنما لحظة سعيدة
في ذاكرة المنطقة» ذاكرة تعني قوة اللحمة االجتماعية وسيادة التقاليد والقيم والمعايير التي كان لما دورا
أما فيما يخص الجانب االقتصادي» فيمكن أن نصنفه في قسم الذاكرة األليمة لدى الساكنة
حيث زمان الجوع والتكرفيصة والمشي بالحفا " ,أي أن عدم انتعال الحذاء »كان يدل على ضعف
القدرة الشرائية عند ساكنة زومي» لدرجة أنمم كانوا يسيرون حفاة على األرض» لمذاكان الوضع
االقتصادي ما قبل الكيف جد مترديء قياسا بالوضع الحالي الذي تعرفه المنطقة .
أهالي منطقة زومي إذن» يحكمون على الماضي من خالل وضعيتهم الحالية» ذلك ألن الوضعية
أفضل بكثير من ما قبل الكيف» أما من الناحية االجتماعية فيبدو أن األمر يختلف تماماء إذ هناك نوع
من الحنين إلى تلك العالقات االجتماعية المتينة الى تفسخت مع دخول هذا النبات إلى زومى» فقل
' ) -هي ظاهرة اجتماعية تضامنية » حيث تتعاون القرية مع أحد أفرادها في حالة إذا نزلت عليه مصيبة ماء خذ مغال على
ذلك
:شخص ما أصيبت بقرته بمكروه :إما أن تسقط فيقع لماكسر في العظم ,أو تأكل نبات مسموم يعرض حياتها للخطرء فيضطر
صاحبها إلى ذبحهاء وهنا يهب إليه كل أفراد القرية ليأخذوا منه اللحم بمقابل مادي ليخففوا عنه الضرر .
' ) -تعاون أفراد القرية مع بعضهم البعض في بعض الشؤون الفالحية ,كالحصاد ,الدرسء الحرثءو أحيانا البناء » بمعنى آخر
أن
السكان كانوا يقومون بزراعة بعض األراضي الجمعية أو الخاصة مشتركين في جو من التفاهم والود وامحبة والتضامن ,وحتى إن أراد
أحدهم زراعة أرضه أو تنقية حقله من الشوائب والطفيليات الضارة أو حصاد محصوله ,وال يملك مقومات ذلك فإنه يعلم بأنه يدعو
الناس إلى مساعدته عبر إقامة ما يسمى بالتويزة أو توازا بالمصطلح الجحبلي امحلي ,والتويزة :عمل جماعي تعاو يقوم به
الدنساء
والرجال الذين يعولون أنفسهم لمساعدة أحدهم في جو يتخلله احتفال وأناشيد وتكبير وقليل وتصلية على البي يله .
37
التعاون والتضامن بين األفراد» وأصبح المنطق المادي والربح السريع هو العملة المتداولة بالمنطقة» فلم يعد
هناك مكان لتعليق المصلحة والتضحية» ونكران الذات» بل أصبحنا أمام طغيان النزعة الفر دانية التي
يلخصها سكان زومي في عبارة " أراسي يا راسي " ,أي نفسي نفسي .
- 3زاوية مولي عمران الشريف
تعتير زاوية موالي عمران الشريف من أهم الزوايا التي كان لما صدا كبيرا على مستوى قبيلة بني
مسارة» وبعض القبائل امجاورة لحاء وكان أهالي هذه القبائل يأنود من كل صوب وحدب لزيارة ولي هذه
الزاوية» المعروف ب موالي عمران الشريف » هذا األخير الذي أسس هذه الزاوية» بدار الوقار خالل
القرن السادس عشر ميالدي» وتقع بدوار يطلق عليه اليوم بدوار " الزاوية " نسبتا إلى زاوية موالي
عمران الشريف» التي تعتبر مؤسسة للتركيب بين الشرف والبركة » اإلسالم التاريني اللي واإلسالم
النصي » القدسي والدنيوي» االقنصادي والطقوسيء العمراني والرمزي ...إل (»)36بيد أن هذه الزاوية
عملت على تكيف الدين المنالي والصائي مع معطيات امجتمع امحلي» فكانت مثابة الوسيط بين الدين
والعرف» وهذا بطبيعة الحال أدى إلى امتزاج ما هو ديني بما عرفي» وبالتالي أصبحنا أمام دين شعبي
بامتياز .
- ) 36نوردين الزاهي ,الزاوية والحزب» اإلسالم والسياسة في امجتمع المغريء الطبعة الثانية إفريقيا الشرق -المغرب.
,2003ص
.6
- ) 37عبد السالم البكاري " االشارة والبشارة " ...م ,س » ص . 28
38
معانا يعطينا كذا وكذا " ,بمعنى نتوسل إليك أن تدعو الله معناء أن يقضي لنا هذا األمر » ألن دعوتك
مستجابة» إلى جانب هذا فالقبيلة مازالت تحتفل بموسمه كل سنة وتحديدا في شهر 23ربيع األول
الحجري» بعد عيد المولد النبوي بأسبوع » ويسمى يوم االحتفال ب " سبوع النبي " » حيث يذبح دوار
الزاوية ثورين أو أكثر احتفاء بذكرى الي يبي » وذكرى هذا الولي الصالح الذي يحظى بشعبية كبيرة»
على مستوى قبيلة بني مسارة » إذ نجد أفراد القبيلة اليوم يقطعون مسافة طويلة لمشاهدة هذا االحتفال
الفولكلوري الفريد من نوعه» حيث حرى مراسم الذبح أمام الجموع » وبصحبة فرقة الموسيقى التقليدية (
الغيطة والطبل ) » فضال عن ما يصطلح عليه محليا ب البواردية ( ثالثة أفراد فما فوق) الذين
يطلقون طلقات البارود من بنادقهم التقليدية في اتحاه السماء أو في اتجاه األرض .
-) 38بول باسكون ,معالجة رصيد العائالت من الوثائق -مجلة بيت الحكمة :الطبعة الثالثة» السنة األولى» أكتوبر 1986ص
50
-) 9رحال بوبريك .بركة النساء ,الدين بصيغة المؤنثء إفريقيا الشرق . 2010ص 25
39
إحدى الثورين بطريقة غريبة» وعالمات " الوحم " بادية على مالمح وجههاء فقالت له " :أثيض على
هذ النور يكلو الخدشوفة ديالو ",أي ياربت أن أستطيع أكل رأس هذا الثور ألني اشتهيته» وحينما
وصل العبد إلى منزل موالي عمران» ذكر له القصة .فإذا بمذا األخير يطلب منه ذبح أحد الثورين»
ويقدم رأسه إلى هذه المرأة »استجابة لطلبهاء فوقف العبد مستغربا مما قاله سيده؛ ثم سأله :
-وبماذا سنحرث هذا العام يا سيدي» وموسم الحرث قد بدأ ! ؟
لكن موالي عمران لم يكترث لما قاله عبده» وطلب منه أن يستعجل في تنفيد األمر دون تردد .
وفعالء ذبح العبد ذلك الثور» وقدم رأسه إلى تلك المرأة» ورجع أدراجه؛ ولما جاء زوجها إلى
البيت وجد رأس الثور هذاء فسأال عن مصدره .فلم تجبه» فشلك في إخالص زوجته» فرفع يده لضربها »
فإذا بيده مشلولة ال يستطيع تحريكها أبدا .
وهكذا أصبح موالي عمران الشريف بثور واحد بدل ثورين» لكنه يحتاج إلى اثنين حتى يتسنى له
الحرث؛ ألن الحرث التقليدي يتطلب وجود دابتين اثنين بواسطتهما يجر ا محراث الخشبي الذي يخطط
األرض ومشطها » وفي هذه الحالة أشار موالي عمران على عبده؛ أن يذهب إلى إحدى األراضي التي
في ملكيته لحرثهاء وأخبره أن األمور ستسير على ما يرام » فما عليه إال أن يتوكل على الله ويذلهب .
و قد أستغرب هذا العبد ولم يصدق كيف سيحرث على ثور واحد » عندها ألم عليه موالي
عمران للذهاب دون اختالق األعذار» وحينما ذهب ووصل إلى هناك» وجد ثور سيده إلى جانب أسد
مجهزين في محراث خشبي» ففزع العبد ورجع إلى سيده خائفا لهول ما رآه » فنهض هذا األخير بكل
شجاعة » وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة؛ وبدأ يحرث على األسد بجوار ثوره الوحيد الذي بقي ل
ويحكى أن هذه القطعة األرضية مازالت على حرث موالي عمران هاته؛ ولم يحرثها أحد من بعد
وتوجد حاليا بزاوية دار الوقار مكان ضريحه» ومازال إلى اليوم تجد من يدلك عليها.
عندما نتأمل هذه القصة» نستشف منها مغزى وداللة كبيرة» فحينما يضحي الوالي الصالح بثوره
رغم حاجته الشديدة إليه» في سبيل تلبية طلب المرأة الحامل» فهذا يعني أن المرأة الحامل في قبيلة بني
مسارة كانت تحظى باهتمام بالغ األهية» وخاصة في فترة " الوحم " » يجب أن يحقق لها كل ما تريد
وإال سيتشوه جنينها أو يحصل له مكروهء ذلك ألن المرأة واألرض» اسمان مترادفان» تدالن على الختصب
والعطاء فاألرض مثلت إذن بالمرأة ...في كل مكان لألرض رمزية نسوية ( " »)40الزواج والحرث بالنية
"» لهذا كان جزاء هذا الوالي الصالح على فعله النبيل هذاء هو أن سخر الله له األسد للحرث مع ثوره
الوحيد » مع العلم أن األسد حيوان مفترس والحم » إال أنه تغاضى الطرف عن الثور الذي بحانبه ولم
) -فيليب سيرنج ,الرموز في الفن -األديان -الحياة » ترجمة عبد الحادي عباس دار دمشق للطباعة والدشر » ص 321
40
يفترسه؛ ولم يكترث كذلك ألمر اإلنسان ( أي موالي عمران الشريف) الذي خلفه» فأدى وظيفته في
الحرث كما ينبغى» ودون أي مشاكل .
يحكى أن موالي عمران الشريف» كان قادم ببقرة من دوار الحمرية في اتجاه زاويته» وعندما
وصل إلى دوار " يونان "» ألتطم به مجموعة صغيرة من أفراد هذا الدوار واقترحوا عليه أن يذبح لهم هذه
البقرة » وأن يؤدي كل واحد أخذ من لحمها ثمن ما أخذ » وتعاقد هؤالء مع موالي عمران الشريف»
وأخذ كل واحد حصته من اللحم شريطة أن يؤدي ثنها لكن في نماية األمر رفض هؤالء تسليم ثمن ما
أخذوه من اللحم إلى هذا الوالي » فغضب كثيراء وأحمر وجهه غيظا لعدم وفائهم بالوعد الذي قطعوه معه
؛ فاضطر موالي عمران الشريف أن يطلب من هؤالء رد كل ما أخذوه من اللحمء وأال يتركوا عندهم
شيئاء وفعال أعادوا هؤالء تلك القطع اللحمية التي أخذوها من البقرة المذبوحة؛ وبعدها عمل موالي
عمران على تجميع قطع اللحم في مكان واحد » ومن ثم وكر هذه القطع المقطعة من جسم البقرة بعصاء
فإذا بأعضاء هذه البقرة المقطوعة تتجمع؛ لتعود كما كانت سابقاء كأن شيئا لم يكن» فنبهضت حية
ترزق » بعد ذلك أكمل هذا الوالي الصالمح سيره إلى مكان زاويته و معه بقرته التي جليها معه .
وفي هذا السياق نسجل قوال مأثورا عن موالي عمران الشريف يقول " :موالي عمران »
الحرث على السباع .والمرقاع البقرة بالكراع " ؛ أي موالي عمران الذي استطاع الحرث على األسدء
و استطاع كذلك بقدرته الخارقة إحياء بقرة ميتة»؛مذبوحة» و مقطعة .
حقاء إن الشرفاء العمرانيون كان لهم صوت مسموع داخل هذا المجتمع القبلي » فكان كل
أفراد المنطقة يحتكمون إليهم في حالة النزعات و الصراعات التي تنشب بينهم » وكان الكل يرضى
بقراراتم دون منازع» وذلك من باب االحترام و التبجيل هذه الساللة الشريفة» لكن اليوم و حسب المثل
الشعبي الرائج محليا و القائل " :أما اليوم الشريف الحر يبقى معك من الصباح لظهر" ,أي أن
"الشريف العمراي” اليوم لن يحل النزاعات التي تحدث داخل القرية حتى ولو أستمر في ذلك ساعات
طوال» فإنه على ما يبدو أن المكانة االجتماعية و الرمزية لمؤالء الشرفاء تراجعت بصورة و واضحة»
ومالتالي لم تعد لهم تلك القدرة على التأثير في حل النزاعات و الخخنصامات التي تقع في المشهد االجتماعي
في منطقة زومي عدة عوائد عرفية» منها المحمودة والمستحسنة» والمأمومة والمستهجنة» ومن أهم
41
-1-4بوجلود
هي ظاهرة اجتماعية تتزامن مع عيد األضحى امبارك» كانت المنطقة تحتفل بمذه المناسبة» من
خالل اختيار بعض األفراد الرتداء جلود األضاحي » حيث يلف نفسه بجلود الماعر لنفتها ومرونتهاء
فيطوف على أهالي القرية لجمع ما تحود به أياديهم سواء من المال أو الحبوب» أو جلود االكباش» أو أي
شيء نفضل به أهل البيت .
وكان يستمر هذا االحتفال الشعبي مدة ثمانية أيام» ابتداء من يوم العيد إلى آخر يوم» وعلى
امتداد هذه الفترة» كان بعض الشباب وكذلك الكبار الذين يتم اختيارهم للقيام باألدوار المعهودة»
يرتدون جلد الماعرء هذا األخير الذي غالبا ما يكون جلدا مجففا من العام السابق» وذلك من أجل
تفادي األوساخ والرائحة الكريهة التي تفوح من جلود االكباش الحدينة غير المجففة» وكان يضع هؤالء
على وجههم لحية مصنوعة من شعر الماعز أو صوف الغنم» حتى ال يظهر الوجه كامالء ومن ثم تكون
الفرصة مواتية للتصرف بحرية وتلقائية» دون أي حرج .
هذا » وكان يوجد داخل هذه المسرحية شخصية هزلية كوميدية » رجل يرتدي لباس المرأة يقال
له " سونة " (العروسة )» ينتقل هذا األخير ومن معه من بيت إلى آخرء للتزود بأشياء يجود أهل البيت
بماء وت النهاية يصرف ما جمعوه في هذه المناسبة قي الصالح العام » كصرفه على المسجد مثال .
وفي نفس اإلطار تصاحب هذه المناسبة احتفاالت وطقوس تتميز بالفرجة والمرح» وتقليد
الشباب المختفي بحلود األضاحي لبعض الشخصيات والسخرية منها باإلضافة إلى تواجد موسيقى (
الغيطة » الطبل » المقص»ء البندير ) مرفقة بغناء شعبي عيز المنطقة » يطلق عليه ب " الكناوية " .التي
كانت تدخل ضمن الطقوس االحتفالية» قد تدوم ثمانية أيام بدءٌ من يوم عيد األضحى .
هذاء وتحدر االشارة إلى أن هذه المناسبة ال تخلو من أي اختالالت على المستوى القيمي»
فإذا كان العيد هو معطى ربافي مقدسء فإن ظاهرة بحلود تنميز بتمردها على ما هو مقدسء فالشباب
الذين يتخفون وراء جلود األضاحي» يرتكبون أحيانا أفعاال غير أخالقية» ويتفوهون بكالم بذيء وديى
وق بعض المرات قد يستغلون وضعهم هذا ثي االعتداء والسلب والنهبء وربماكان هذا االنزياجح عن
المنحى الطبيعي لكرنفال بوجلود» دور كبير في جعل المجتمع المساري يتفادى االحتفال بماء ومن ثم
اختفاء هذه الظاهرة التي لم يعد لحا وجود بالمنطقة المدروسة .
- 2 - 4ععوانة
هي مناسبة تم الرجال الذين تزوجوا حديثاء إذ تفرض عليهم تقديم " الزردة"» وذلك عن طريق
تقديم كصعة ملؤة بالكسكس وفوقها كمية من البيض المسلوق » ولحم الدجاج وقد ال يقل ذلك عن
42
ثالث دجاجات»؛ وطجين من لحم الماعز أو الغنمء باإلضافة إلى الخبزء وهم ملزمون بتأدية هذه " الزردة
" عند أول عيد يدخل عليهم وهم متروجون» سواء كان عيد األضحى أو عيد الفطر أو عيد المولد
النبوي الشريفء بمعنى من المعاني هو عيد ليس كباقي األعياد بالنسبة لحم » ألنهم هذه المرة متزوجون
وليسوا غير ذلك» ومن ثم يجب عليهم تقديم هذه الزردة إلى أهل القرية في المسجدء فيأتي هؤالء
المتزوجون حدينا بأطعمتهم المختلفة المهيأة من طرف زوجاتمم » وهنا يحرص كل زوج أن تؤكل أطعمته
أكثرء حتى يشعر بأن طعامه ألذ من طعام غيره» وهذا يعني أن زوجته " حاذكة "وتتقن فن الطهي .
وحذاري ثم حذاري للزوج إذا فشلت زوجته في طعام كعوانة» ألن زوجها سيحمل بردعة حمار
ويساق به إلى منزله حيث زوجته؛ لتنظر إليه وهو يحمل بردعة الحمار على ظهره» وفي جو يله ا مزل
والضححاك والتسلية .
وني بعض األحيان قد يلجأون إلى طريقة أخرى» كأن يوضع ورق شجر " الدرو " فوق الطعام
غير اللذيذ» في حين يؤكل ذلك الطعام الشهي واللذيذ» وهذا يجعل صاحبه يعتز بنفسه وبزوجته الشغالة
» لكن هذه العادة الموروثة تؤدي في بعض األوقات إلى الطالق الفوري وعلى هذا األساس نمى عنها
كفير من الفقهاء» ومن ثم أصبحت هذه الظاهرة شبه منعدمة» إذ لم نقل أنما منعدمة بالكامل في
المنطقة.
إن المجتمع القروي بزومي خالل فترة ما قبل الكيف» كان يتميز بالبساطة في العيش » فكان
على هذا األساس يخضع لمنطق قبلي بامتياز» تسوده روح الجماعة والتعاون والتآزر بين أفراده» وتطغى
عليه آليات التضامن التقليدي» وينضبط لحكم األعراف» وينتصر لصوت الجماعة» فهذا المجتمع ببسيط
العبارة يتسم بالوضوح؛ فهو مجتمع زراعي مستقر يعتمد إلى جانب الزراعة تربية المواشي» عالوة على
بعض المهن والصنائع التقليدية كالحدادة » النجارة» غزل الصوف» وصنع األواني الفخارية ...وهذه الفترة
من عمر زومي تميزت بتطلع مختلف مكوناته المجتمعية إلى الضروري والحاجي من المعاش .
43
الفصل الخامس
البوادر األولى لزراعة الكيف بزومي
تقديم :
سنصبو في هذا الفصل إلى البحث عن الكيف وجذوره بالمغرب من خالل تسليط الضوء على
عاصمة الكيف بالمغرب ( كتامة ) » وسنحاول ما أمكن أن نضع نصب أعيوننا الكيفية التي دخل بما
الكيف إلى منطقة زومي» وسنقف قليال على رصد العوامل التي ساهمت في ذلك» وبعد هذا ستتقل إلى
الحديث عن الكيف ومشتقاته من خالل عرض مراحل زرعه وإعداده وتصنيعه مبرزين على هذا األساس
خطوة كل مرحلة» ومن ثم ستلجأ ً إلى الطرق التي يتم بواسطتها تسويق الكيف ومشتقاته» وسنتعرض
كذلك إلى أهم العوامل المتحكمة في أسهم الذهب األخضر ( القنب المندي ) في بورصة السوق
السوداء » بحكم تأثر هذا الذهب بسهولة وبحساسية مفرطة بالسياسات الدولية والوطنية .
- [1اذا مى الكيف بهذا االسم
لقد أصبح الكيف عنصرا أساسيا في حياة ساكنة زومي» لدرجة أنه أصبحت تحاك مجموعة من
التمثالت والتصورات عنه؛ فهناك مثال قصة ت ّؤكد سبب تسمية الكيف بمذا االسمء ربما هذه القصة
تأخذ طابعا أسطورياء إال أن هذا ال يهم مادام بعض مكونات المجتمع بزومي يؤمنون بصدقهاء ومكن
ذكر هذه القصة على الشكل التالي :
يحكى أن رجال كان مسافر جهة الشمال في أدغال جبالة وغاباتما الكثيفة» وسار هذا اليبجل
يخطو خطوة خطوة لمسافة طويلة حتى أصابه اإلرهاق » فقرر أن يستلقى تحت ظل شجرة؛ فإذا بعينه
تسقط على نبتة غريبة » ومثيرة لالنتباه » لم يسبق له أن شاهدها من قبل» وبعدها بدأ ينظر إليها
بفضول » يريد أن يعرف سر هذه النبتة » فمد يده إليها وقطع جزء منها » ثم وضعه في فمه ليتذوق
طعمهاء لكن بعد هنيهة أحس الرجل بشعور غريب يتتابه» إذ بدأ يحس بالدوران » وبتشويش حسى»
44
» استيقض معه سؤال محمير إزاء هذه النبتة العجيبة ذات التأثير السحري على وجدان اإلنسان » وهذا
السؤال الذي طرحه الرجل على نفسه منه اشتقت و نحتت كلمة الكيف» وهذا السؤال هو " :كيف
هذ النبتة دوخاتني !؟ " .أي كيف تمكنت هله النبنة من تخديري بمذه الطريقة !؟» ومنذ هذه اللحظة
أصبح هذا النبات يعرف باسم " الكيف " نسبة إلى هذه القصة » التي كانت عثابة طقس لخلق
تسمية» لمولود نباي جديد عن منطقة جبالة عموماء والمنطقة المدروسة خصوصا .
لكن بعد مدة؛ وبعد أن استأنس جزء كبير من ساكنة جبالة” بمذا النبات الجديد ( الكيف )
؛ أصبح هذا األخير يفرض نفسه بقوة من خالل تأثيره على حياة الفرد والجماعة يمذا الوسط» فهناك
من يذكر عبارة تفيد بأن جبالة لهم أصالة في اإلدمان على الحشيش ( البلية )» وهذه العبارة تقف على
المعنى التركيبي والداللي لكلمة جبالة» حيث يحذف حرف الجيم من كلمة جبالة» وكذه الطريقة سنصبح
أمام كلمة لها داللة أخرى وهي " البالة "ع أي أن كل أهالي جبالة هم '" مبليين " أو مدمنين » " قالوا :
جبالة حيد الجيم تبقى البالة » بالدكم كلها عقابي و والدكم قالل الترابي"» لكن السؤال الجوهري
الذي يمكن طرحه بمذا الصدد من هم هؤالء الذين قالوا هذا الكالم في حق جبالة ؟ هل هم جبالة
أنفسهم؛ أم أشخاص ليسوا بحبليين هم من روجوا هذا الخطاب الموجه إلى منطقة جبالة من أجل القدح
لهذا السبب أو ذاك؟.
طبعا » هو سؤال يبقى مقترنا بطبيعة المجتمع المغربي المزيجة والمركبة» فكل نموذج اجتماعي من
المجتمع المغري يتمثل النموذج االجتماعي اآلخر على أنه يتصف بمواصفات معينة» وهذا التمثل بطبيعة
الخال يكون مملوءا بالتجارب التاريخية التي تحتفظ مثل هذه التصورات ثي الذاكرة الجمعية» وهذه األخيرة
تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق التنشقة االجتماعية» لتترسب في وعي و ال وعي الفرد والجماعة .
* -اسم جبالة يطلق على الجزء الغربي من جبال الريف في همال المغرب .جبالة اسم نسبة إلى جبال الريف وهي مجموعة
عرقية
با مغرب االقصىء وعبارة جبالة ستطلق رسميا على هذه المنطقة مع بداية الدولة العلوية وذلك في إطار التعديل الذي قامت به
للتقسيم اإلداري لعماالت وقبائل المملكة ,وكان القائد عمر بن حدو التمسمان أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في
التقسيم المخزن بناحية ( جبالة والفحص ) وذلك سنة 1672م أما قبل ذلك فكانت معروفة لدى المؤرخين ب ( جبال
غمارة)ولدى السلطة المركزية ب ( بالد الهبط )» ومنطقة جبالة تمتد على شكل هالل من منابع ورغة بإقليم تازة محاذيا الريف
وغمارة
إلى أن يطل على البحر األبيض المتوسط عند قبيلة أنجرة» أما من الغرب فيمتد على طول الساحل األطلسي محاذيا قبائل الخلوط
والطيلق وبني مالك وسفيان وشراردة وشراكة والحيايئة وغياثة وهو ما يعني مساحة قدرها 13000كلم مربع؛ ويبلغ عدد قبائل
جبالة 44قبيلة .
45
واضح أنه اليمكن الحديث عن الكيف وتاريخ زراعته بالمغرب» بدون الحديث عن منطقة كتامة
حيث بالد الكيف ومعقله األساسي» فهي تعتبر عاصمة الكيف بالمغرب» بحكم أنما من المناطق السباقة
في ممارسة هذا النوع من الزراعة غير الغذائية» وقد حظيت كتامة باهتمام خاص في هذا المجال من قبل
مؤسسة الدولة؛ بيد أن المخرن منح في سنة 1896رخصة زراعة الكيف مجموعة من الدواوير في كتامة
نظرا لواقع المعطيات الطبيعية ومحدوديتها بالمنطقة (.)41
وهكذا بدأت زراعة الكيف تتوسع شيئا فشيئاء فانتشرت هذه الزراعة داخل حدود معينة مثل
دوار كريحة ( فرقة أمزاز ) وبني عيسى ( فرقة عبد الغاية )» حيث إن االتتشار األول بدأ سنئة - 1910
, 0؛ أيام الفوضى واالضطرابات السياسية في منطقة جبال الريف وخاصة كتامة؛ إال أنه في سنة
6م .بدأت زراعة الكيف في تالرواق وقبيلة بني سدات» وفي سنة 1930أنتشرت بكثرة في
كتامة وهوامشهاء وذلك لعدة عوامل من بينها منع زراعة الكيف ف المنطقة الموجودة تحت االستعمار
الفرنسي» كما أن الظهير الصادر في سنة 1932م ,الذي أتى بعد اتفاقية دولية ضد المهربين» التي
صادق عليها المغرب ورفضتها اسبانياءبامتناعها على التوقيع» مما ساهم ف انتشار الكيف بطريقة مباشرة
من طرف السلطة االسبانية امحتلة للمنطقة الشمالية للمغرب» وهكذا عرفت زراعة الكيف انتشارا كبيرا
خالل الحرب األهلية باسبانيا ( » ) 1939 -- 1936إذ ظهر بعدة مناطق كإغماض وبني خالد وبني
أجد (. )42
وقد جاء ظهير 1954م؛ الذي يقوي في محتواه ما جاء في ظهير 1932كرد فعل لهذا
التوسع السريع لهذه الزراعة األحادية» حيث جاء في محتواه منع بصفة نمائية المنطقة الجنوبية من زرع هذا
النوع من النبات ()43؛ الذي كان له أهمية كبرى في حوز مراكش »٠وكل هذا أدى بطبيعة الحال إلى
إعطاء دفعة جديدة لزراعة القسب الحندي بالمنطقة الشمالية بصفة مباشرة فاندشرت ف الموامش امجاورة
بالموازاة مع ذلك يستمر االنتشار الكيفي في مناطق أخرى» مثل شفشاون الذي عرفته منذ
السبعينات» وانتقل في الثمانيدات» والتسعينات لتغطية جميع المناطق األخرى مثل تطوان» العرائش»
-) 4غيل بدواح ,دور زراعة الكيف في التحوالت االقتصادية واالجتماعية ...مس .ص 80
) 42ع نومءاسءص 214
43
)
2عصره) 5خ1نان) اء الذات5 1غخ , )011دامنقع تاطتام طاععكلة“تقدم ع 0عجتامقط ع 1رز ) 1977تامعكقم استوط
خط
02م
46
تاونات» وسيدي قاسمء وتحديدا جماعة تروال »1998بالرغم من ضغوطات الدولتية المختلفة التي
عملت على الحد» أو باألحرى على التقليل من المساحة الكيفية قدر اإلمكان .
إلى جانب هذا تأثرت منطقة زومي التي تشكل موضوع دراستنا هاته» بالمناطق المجاورة اء كابن
أحمد وغزاوة» فضال عن كتامة التي تميزت بمذه الزراعة المفضلة عند الفالحين» نظرا ألرباحها وإغرائها
المادي» الشيء الذي دفع الزوميين إلى زراعة الكيف لالستفادة من عوائده وأرباحه .
إذا كانت زومي قد تأثرت بشكل مباشر بالمناطق النمجاورة التي تعتمد على زراعة الكيف» أي أنه
أنتشر من المركز ( كتامة )» لينتقل بشكل متدرج إلى مناطق جديدة إلى أن وصل قبيلة بني أحمد التي
تقع يحانب قبيلة بني مسارة ( حيث جماعة زومي )» وقد كان واد أوظور هو الحد الفاصل بين القبيلتين
اللنان تجمعهما عالقات وثيقة على مخنتلف المستويات» فكان أفراد بني مسارة يذهبون إلى هذه المناطق
للعمل في حقول الكيف ذو المردودية المرتفعة» في مقابل المردودية الضعيفة التي تطبع الزراعات المعاشية
التي كان ينعاطى ما الفالح المساري وبالتالي عمد هؤالء المزارعين إلى جلب بذور نبات الكيف معهم »
إما عن طريق الشراء أو اإلهداء من طرف سكان بالد الكيف .
كذلك يجب أال ندسى أن سكان دوار بني كولش وبني زياد» باإلضافة إلى الدواوير األخرى التي
توجد على ضفة واد أوظور من جهة بني مسارة» كانت لديها هي األخرى أراضي في الضفة األخرى
الموالية لبني أحمد وكانت تزرعها بالكيف» وأحيانا قد يشرع أهالي دوار بني كولش وغيرهم في كراء بعض
األراضي من قبيلة بني أحمد لزراعتها بالكيف » لكن مع مرور الوقت أصبح هؤالء متعودون على هذه
الزراعة الجديدة المدرة للدخل» وبهذه الطريقة قفز الكيف من ضفة واد أوظور جهة بني احمد إلى ضفته
األخرى جهة دوار بني كولش» تاينزة» بني زياد» وتفراوت» وهذه الدواوير المذكورة تنتمي بدورها إلى قبيلة
بني مسارة» الشيء الذي حمس الدواوير األخرى التي تنتمي إلى نفس القبيلة إلى زراعة الكيف» واستقبال
هذه الزراعة بحفاوة كبيرة» وقد شجع هذا االنتشار السريع للكيف في هذه المنطقة تواطؤ السلطة الحلية»
التي لم تبد أي اعتراض على هذا النوع الجديد من الزراعة» ومن ثمة طبقت ساكنة زومي المذل الشعبي
القائل " :دير ما دار جارك وال تغير باب دارك " .أي أفعل ما يفعله جيرانك» وأزرع ما يزرعونه .
ومن هنا دخلت هذه الزراعة الجديدة األحادية المرتكر منطقة زومي» وذلك سنة 1996م ,بيد
أن هذه الزراعة في بدايتها لم تكن تعرف حضورا قويا بالمنطقة» ألن الفالح كان يزرع الكيف إلى جانب
الزراعات المعايشة األخرى كالحبوب والقطاني» وأنه غالبا ما كان يزرعه قرب الوديان ونقاط الماء لسقيه»
لكن حينما وجد هذا الفالح مالذه وظالته في هذه الزراعة ذات المدخول الجيد من الناحية المادية»
أصبح يعتمد على زراعة الكيف بصورة مباشرة طارحين الزراعات األخرى عرض الحائط؛ ألنما حسب
تعبيرهم ضعيفة المردودية ورخيصة الفمن» وبالتالي ارتقى الكيف بالمستوى االقتصادي للسكان .إال أنه
47
جعل ساأكنة زومى تابعة اقتصاديا للمناطق المجاورة» ألنما أصبحت تنتج ما ال تستهلك» وتستهلك ما
ال تنئج .
- 3مراحل زارعة الكيف
عر زراعة الكيف بعدة مراحل أهمها :
- 1 - 3مرحلة التذري:
هي عملية يتم من خالنها عزل البذور عن باقي الشوائب الكيفية األخرى ( السري )»
وتسمى هذه العملية حسب التعبير امحلى التدري ,وهذه العملية تحتاج إلى اهواء الذي يساعد ُق فصل
البذور عن بقايا الكيف التي لم تعد صالحة لالستعمال» والتي تم تطهيرها من الحشيش بصفة غائية»
وهكذا حينما يرفع الفالج هذه البقايا الكيفية ( السر ي) عاليا باستعمال إحدى األدوات ( بوسيار »
البالة» أو القوب ) 4ليعرضها إلى المهواء» فتتطاير تلك الشوائب لتسقط بعيدة في معزل عن البذور» ويهذه
الطريقة يتم انتقاء البذور ليتم استعماها من جديد ف زرع الكيف .
مشهد لعميلة التدري عن طريق استعمال آداة يطلق عليها حليا " بوسيار "
48
- 2-3مرحلة تنسوية األرض ( القلب )
في هذه المرحلة يتم حرث األرض بدون زرعها بأي شيءء ألن هذه العملية حسب تعبير
الفالحين ترفع من جودة وخصوبة األرضء» وتعمل على تقليل النباتات الضارة لنبات الكيف المراد زرعه»
أضف إلى ذلك أن األرض تستفيد بمذه الطريقة من كمية األمطار المنساقطة عليهاء وهذه العملية غالبا
ما تكون بين شهري أكتوبر وفبراير» هذا بالنسبة للكيف البوري» أما بخصوص الكيف السقوي» فتمتد
من شهر دجنير إلى شهر أبريل .
- 3 -3مرحلة الزراعة ( الردان )
خالل هذه المرحلة يبادر الفالج إلى زرع الكيف» وحرث األرض مباشرة» وانتظار نمو وبزوغ
نبات الكيف على سطح األرض» وتكون هذه المرحلة في أواخر شهر فبراير وبداية شهر مارس حسب
الظروف المناخية التي تؤثر في عملية تسريع أو تأخير هذه الزراعة» هذا بالدسبة للكيف البوري» أما فيما
بخص الكيف المسقي» الذي يتم زرعه في األراضي التي توجد قرب األنمار أو األعين ومنابع المياه فيتم
زرعه على طول شهر ماي .
- 4 - 3مرحلة النقاشة
حينما يصبح طول نبات الكيف يتجاوز 5ستتمترات» تبدأ مرحلة النقاشة» حيث يعمد
الفالحون في هذه المرحلة إلى استعمال فأس من الحجم الصغير ( القادوم )» ونقش نبات
الكيف وتنقيته من النباتات المضرة التي تضعفه» وكذلك يتم استعمال المبيدات الحشرية للقضاء على
الحشرات التي تؤثر على النمو الطبيعي لنبتة الكيف» وهذه العملية توفر للكيف ظروف مالئمة لنموه
بشكل جيد وبصورة أفضل .
- 5 - 3مرحلة الثقية ( خليع الذكر )
تبدأ هذه المرحلة حينما يتم التميز بين أننى وذكر القنب» ذلك ألن ذكر الكيف يضع أزهار
مذكرة متميزة تحنوي على حبوب اللقاح التي تخصب أننى الكيف» أضف إلى ذلك أن ذكر الكيف ال
يتوفر على مادة الحشيش» ومن ثم يعمل أهل المنطقة على خلعه واقتالعه من جذوره وطره جانباء في
حين يكون االهتمام منصبا بشكل واسع على أننى الكيف» بحكم توفرها على المادة الحشيشية المطلوبة
في سوق االقتصاد األسود
49
في الصورة نجد ذكر القسب ( جهة اليمين ) يتمير عن أنثى القيب ( جهة اليسار ) باحتوائه على أزهار بيضاء
فوق سيقانه
أجانب أو أشخاص من أفراد المنطقة » األمر الذي يدفع ساكنة زومي إلى ما يسمى بالمصطلح الشائع
محليا بالعسان ( الحراسة )» أي مراقبة محاصيل الكيف من طرف أصحاهىاء وذلك عن طريق مبيت
أحد أفراد العائلة ليال خارج المنزل بقريماء أو يقوم بحولة في منتصف الليل حول حقوله الكيفية تلك
مستعمال تقنيات االضاءة الحدينة ( التريك ) » لكنه غالبا ما يفضل االعتماد على حاسة السمع أكثر
من البصر " النهار بعينو والليل بوذنو " حتى ال ي ُ َراق َِب دون أن يدريءوبالتالي يكون متأهبا ألي خطر
يهدد محاصيله الكيفية التي تدر عليه مبالغ مالية جديرة بالتضحية بالنسبة له .
0ذ
في هذه المرحلة يتم قطع الكيف وجمعه» ونقله بواسطة البغال أو الحمار إلى المنزل» ليتم تحفيفه
فوق سطح المنزل ( على القزدير )» أو في مكان آخر بعيد عن المنزل شريطة أن يُراقب بعناية وبيقظة
حتى ال يسرق» وعندما يجفف الكيف عن طريق تعريضه ألشعة الشمس الحارقة» يتم بعد ذلك تخزينه في
محالت التخزين حتى " يشرب ويرقد " حسب تعبير الفالحين .
الى
صورة تمذل منشار (*) الكيف الذي يخضع لعملية التجفيف في مكان خارجي بعد حصاده
51
صورة تفل ثالث ربطات(*) الكيف التي ثم تجفيفها و أصبحت جاهزة لعملية التصنيع
' ) -ربطات :جمع ربطة » مصطلح محلي يطلق على مجموعة من سنابل نبات الكيف ٠يتم ربط هذه السنابل بالطريقة
المبينة في
52
4ه م تصنيع /لكيف ومشتقانه
وتسمى أيضا هذه العملية حسب النطق الدارجي المتداول في المنطقة بعملية " الدقان " .وهذه
العملية تنطلب على األقل عاملين متخصصين في بيت مخصص لذلك؛ مع توفر انائين من البالستيك (
البانيو )» مع وجود وعاء بالستيكي ينجاوز طوله مثر ونصف يسمى " الطوبو " .باإلضافة إلى أمتار
من النسيج التي يتم لفها على اإلناء البالستيكي ( البانيو )؛ لتقوم بدور عزل مادة الحشيش الدقيقة» عن
مخلفات الكيف األخرى» وبذلك يوضع المنتوج الكيفي فوق هذا اإلناء المغلف بالنسيج ثم يتم إدخاله
في وعاء بالستيكي ( طوبو )»؛ وبعد ذلك يبدأ العامل بضرب هذا الغطاء البالستيكي» الذي يوجد
بداخله البانيو والمننوج الكيفي بالعصي» فيمر الحشيش المتواجد بي الكيف عبر النسيج إلى " البانيو "
حيث يخزن هناك» ويمذه الطريقة يتم غربلة الكيف» ومن ثم الحصول على مادة الحشيش المفضلة عند
الساكنة.
والجدير بالذكر أيضاء أن عملية الدقان تتم بصورة متكررة لنفس كمية الكيفء ففي المرحلة
األولى من عملية الدقان» يتم استخراج الحشيش من النوع الجيد» ويعرف باسم " الطبيصلة " .
أما المرحلة الثانية» حينما تُكرر عملية الدقان لنفس كمية الكيفء نحصل على نوعية الحشيش
األقل درجة من الطبيصلة» ويسمى هذا الصنف من الحشيش ب "العادي " الذي يكون في منزلة
بين المنزلتين» بين الطبيصلة والحراتك .
أما بخصوص المرحلة األخيرة» فإنما تعطى لنا نوعية رديئة من الحشيش» ويطلق عليها " الحراتك
" أو " التشليلة " :وهذه األخيرة تكون آخر مرحلة من مراحل تصنيع الكيف ( الدقان ) .
535
صورة تمثل العملية التي ينم بجا غربلة الكيف عن طريق دقه بواسطة العصي
54
صورة توضح ع نكثب اإلناء البالستيكي الذي يوجد بداخله الكيف ومغاف ب "الطوبو " 2وفوق هذا األخير
عصيين يضرب جما عليه لغربلة الكيف م نأجل ا حصول على ا حشيش
صورة تمذل أكياس بالستيكية مملوءة بالحشيش » ثم الحصول عليها بعد عملية الدقان لتصبح جاهزة للببع
55
- 5معايير تصنيف نوعية ا حشيم
كثيرا ما ينطوي وصفنا للحشيش بأنه مادة مخدرة وحسب بدون الغوص في تفاصيله الدقيقة
التي تتعلق بنوعيته» وكيفية اشتغال األساليب التي يتم االعتماد عليها في وضع تصنيفات نوعية هذه
بالموازاة مع ذلك» تعد نوعية الحشيش المسماة ب " الغلي غابرة " من أرقى أنواع الحشيش في
المنطقة» نظرا لمفعوطا القوي على مستوى التخدير» وتكون ذات ثمن مرتفع بالمقارنة مع األنواع األخرى»
ويأتي في المرتبة الثانية صنف الحشيش الذي يطلق عليه محليا ب " التكماش " .وهو بدوره يتميز بنوعية
جيدة ء ثم تأي الطبيصلة ف المرتبة الثالئة » وتتفرع هذه األخيرة إلى ثالث أنواع» النوع الجيد يسمى
الطمبو األول .ثم الطومبو الثانيء ويليه الطومبو الثالث؛ وهكذا فكل صنف من أصناف الحشيش
السالفة الذكر» تخضع لعايير محددة» يتم من خالها تيز هذا الصنف من الحشيش عن ذاك» ستأتي على
ذكرها فيما بعد .
إلى جانب هذا هناك نوع رابع من الحشيش» يسمى " العادي "» ويتميز هذا األخير بأن ثنه
يكون أقل بنصف من ثمن الفغة األولى» ويأت في المرتبة األخيرة من حيث تصنيف الحشيش ما يعرف
بالمنطوق امحلي " الحراتك أو التشليلة " التي ال تحظى باهتمام كبير من قبل سكان المنطقة» غير أنه هناك
من يضيف إليها بعض المواد» بحيث تصبح غير صافية ومشوبة بعدة مواد منها :السكر المسحوق»
الشمع الحرء ومواد أخرى مستوردة ٠ويمذه الطريقة يتم تزويرهاء وبيعها بثمن مرتفع جدا عن ثمنها
الذي غالبا ما ال يتجاوز 200درهم للكيلوغرام الواحد .
وهكذاء فكلما تكررت العملية لنفس الكمية من الكيف» إال وتقل أهمية ودرجة الحشيش
المصنوع .
إن هذه التراتبية في مشتقات الكيف يكن التعرف عليها من طرف المتاجرين فيها ( المهربين /
البزنازة ) وامحترفين والمتخصصين في هذا الميدان الحشيشيء ألن انخفاض جودة الحشيش قد يعرف
استنادا إلى اللون والذوق والدخان الذي يخرج منه عند حرقه؛ مثال إن ذوق النوع الجيد يكون حلوا
ولطيفا أما لونه فيميل إلى الرمادي المغلوق» بينما يتم أخذ عينة من كمية الحشيش» ثم تُحرق بالنار» فإذا
بدأت هذه العينة ( إتحربة ) بالتفقع والغليان ( الغلي )» فإتما تكون جيدة» فضال عن اعتماد معايير
أخرى في تصنيف جودة الحشيش كالرطوبة» وسهولة تجمعه في اليد عند الضغط عليه باإلصبع؛ أو قوة
استمرار النار في قطعة الحشيش ( العينة /إتحربة ) التي تم إشعالما بالنار بغية معرفة نوعيتها.
56
- 6طرق تسويق ا حشيش با ماطقة
إن لعملية تسويق الكيف أهمية كبيرة في تطوير اقتصاد المنطقة» بعد أن أصبح زراعة أحادية في
المنطقة المدروسة باحتالله جميع المساحات الزراعية» وبفضله حصل تراكم رأسمالي» ونجم عن هذا ظهور
فئة جديدة طفت على السطح االجتماعي بهذا البلد األمين» وهي فئة الفالحين غير العاديين ( البزنازة
الصغار ) الذين يتعاطون لتجارة الحشيش» وفي نفس اآلن يزاولون أعمالهم الفالحية» وهذه الفئة تعد
بكنابة وسيط مباشر بين أباطرة المهربين الكبار والفالحين العاديين البسطاء.
وهكذا يأ هذا البزناز الصغير» الذي قد يكون من المنطقة أو خارجهاء يحوب كل الدواوير
القريبة والمعروفة لديه سائال كل من يصادفه في طريقه من الفالحين العاديين عن الحشيشء وال يتردد في
طرق أحد أبواب هؤالء الفالحينءإذا علم أنه يتوفر على سلعة الحشيش المفضلة عنده .والفالح بدوره ال
يعتنع عن الترحيب به وإدخاله إلى منزله واستقباله بحفاوة في حالة إذاكان يتوفر على هذا المنتشوج
الحشيشي؛ بحيث يتفق االثنين على شنه» ومن ثم بيعه ويكون ذلك عن تراضي كال الطرفين (أي بين
الفالح البائع والمشتري الذي هو البزناز).
إذا كان البرناز الصغير يشتري الكمية المرغوبة من الحشيش من الفالح العادي» فهذا ال يعني
أنه ال صلة له بالبزنازة الكبار» حيث نجد الشخص ( ع » خ ) يصفونه أهل المنطقة ب " باترون
القبيلة " .إذ أن جل البزنازة الصغار تكون لحم عالقة مباشرة و غير مباشرة به» نظرا إللمامه الكبير بمعرفة
شبكات التهريب انخلية والوطنية وربما حتى الدولية» وتوفره على عالقات واسعة مع المختصين في تريب
الكيف ومشتقاته» باإلضافة إلى تميزه بروح المخاطة والمغامرة» إذ أن له أربعة حراس شخصيين (
كارتكورات ) مدججين بالسالح األبيض » ينم استخدامه متى اقتضى األمر ذلك دون تردد وخاصة في
حالة الخطر» وأن هذا الشخص يعتبر مدمنا على مخدر الكوكايين ذو المفعول القوي» وهذه المادة الخطيرة
أصبحت اليوم تتسرب إلى المغرب من قبل مهربين أجانب عن طريق ما يسمى ب " المقايضة " .أي
مقايضة الحشيش بالكوكايين» بحيث أن هذا األخير يعتبر أخطر المخدرات بحكم أنه يسبب االعتماد
النفسي والجسمي في نفس اآلن ٠ويؤدي إلى أضرار صحية ونفسية وكذا اجتماعية .
ومع ذلك نجد أن هذا الشخص ( ع؛ خ ) يتميز بشخصية فريدة من نوعها حسب تعبير
الساكنة " :ما يتحكرشء وما يبغيش الحكرة " " .الخير ديالو كبير ما يديرو حتى واحد في األمة".
بمعنى أنه يتصف بالشجاعة:؛ والكرم » والعطاء» فهو يقف مع الفالحين الضعفاء أحياناء وخاصة في
مناسبات األعياد» حيث يشتري لهم األضاحي » أضف إلى هذا أنه ال يؤذي الناس البسطاء» لكن الويل
ثم الويل لمن سولت له نفسه بمس كرامته أو كرامة أحد األفراد المقربين إليه» ألنه في هذه الحالة سوف لن
537
يرحمه؛ وسيعطيه درسا قاسيا لن ينساه» سيما وأن هذا الشخص يعاني من سيف المتابعة القضائية بتهمة
المتاجرة في المخدرات» وأنه ال يفكر إطالقا في تسليم نفسه إلى المخزن» فالموت أولى له من ذلك حسب
قوله " :موت واحدة عنموتوها " .وقول آخر " :القانون ماعندناش فالبالد » القانون كيطبق على
الدرويش ولي معندو ركيزة "» وكأنه ينل القانون بشبكة العنكبوت التي ال تلتقط إال الحشرات الصغيرة
والضعيفة» بينما الحشرات الكبيرة الحجم تستطيع اختراقها بسهولة تامة .
في هذا السياق يمكن اعتبار أن عملية المتاجرة في الكيف ومشتقاته ال تخلو من مخاطرة» فعالم
التبزنيز ( التجارة في الحشيش ) هو عالم الذئاب» ينطبق عليه منطق الغاب» حيث ال مكان للقانون»
يقول أحد البزنازة " إلى باغي تعيش مع لدياب خسك تولي ديب " .أي يجب أن تحترس» وأال تثق
بأحد مهما يكن» فال بأس إن كنت تريد أن تربط عالقات نفعية قائمة على تبادل المصلحة المشتركة بين
المهربين اآلخرين» لكن شريطة أن يكون فأسك متأهيا .
هكذا يمدو أن بزناز منطقة زومي غالبا ما نجده يعيش في رفاهية وازدهار لكن التهديد
بالسجن يبقى الهاجس الكبير لديه» وهو يعمل على رفعه بشتى الوسائل كالتحايل على الزبناء بإعطائهم
أسماء مستعارة» و تخصيص رقم الحاتف خاص بالتحدث مع زبنائه المهربين» وآخر خاص بالعائلة
واألصدقاء العاديين» أو يقوم بارشاء بعض المسؤولين ليتستروا عليه في الظروف الصعبة» إذ نجد لسان
حاله يقول " :الكراب خسك تعاشرو فالشتاء " 2يعني ينبغي معاشرة ومصاحبة االسكافي في الشتاى
حتى يرحمك في حرارة الصيف» وكذلك يجب عليك أيضا أن تقدم للمخزن وخاصة رجال الدرك الملكي
" التدويرة "أو "القهيوة"؛ وبكلمة أن تقدم لهم المال متى صادفتهم في طريقك حى يرحموك في الشدة
والحصرة .
بالموازاة مع ذلك نجد تجارا خارجين عن المنطقة يأتون مع مجموعة من األشخاص يتجاوز
عددهم سبعة أشخاص " الحمالة " أو " الكناطرية "» ليحملوا أكياسا ( آلفات) من الكيف والتبغ
يتراوح وزتما ما بين 35و 40كلغ؛ مخترقين مختلف الممرات الجبلية بالرغم من صعوبة التضاريس»
ومتجاوزين كل الصعاب أثناء الطريق حتى يصلوا إلى المكان المخصص للمستهلكين سواء تطوان وطنجة
بعد مضي أربعة أيام من السير على األقدام ولو باستعمال البغال أو الحمير» وغالبا ما نجد صاحب
العملية التجارية يحرص على توظيف السواك ( المرشد ) الذي يترأس القافلة» نظرا لدرايته بمختلف
المسالك والطرقات» وهذا من أجل تفادي الخطر الذي قد يلحق هؤالء الحمالة في كل وقت وحين »
كاعتقالهم من طرف السلطات امحلية أو تعرضهم لكل مكروه من طرف قطاع الطرق والعصابات المتنوعة
التي تحوب البادية المغربية وخاصة في الليل .
56
إن هذا العمل يؤدى عليه 35درهم لكل أربعين كيلوغراماء مع األخذ بعين االعتبار المسافة
التي يقطعها الحمال إليصال هذه السلعة إلى صاحبهاء فكلما كانت المسافة طويلة كان الثمن مرتفع .
أضف إلى هذا أن البزناز اليوم» يفضل استعمال أساليب التهريب الحديفة» وخاصة استخدام
عول عليها في مثل هذه األمور» ويُ َمضل أن تكون هذه السيارة السيارة الرباعية الدفع» السريعة» التي ي ُ ّ
مهربة وال تتوفر على وثائق قانونية» بحيث إذا تمت مالحقة البزناز من قبل رجال المخزن» وفر هارباء
فانم سوف لن يتعرفوا على هوية صاحب السيارة امختجزة؛ وبالتالي إن هذه األداة تسهل وتسرع عملية
التهريب» وتقلص من المسافة والوقت عندما يريد هذا البزناز مالقات زبنائه لعقد الصفقات التجارية في
هذا الميدان .
وي هذا اإلطار» نبادر إلى القول أن زراعة الكيف أنتجت طبقة محلية من أغنياء التهريب
تنجاوز أحيانا سمعتها حدود المنطقة» بفضل ما حصلته من ثروات مهمة عن طريق االتجار والوساطة في
تحارة المخدرات» هذه الفئة بين عشية وضحاهاء أضحت تملك عقارات ومشاريع كبرى بمختلف مدن
المغرب» بعد أن جنت أرباحا طائلة من معامالتما التجارية في هذا الشأن .
أما المرارعين العاديين بالمنطقة» هم أناس بسطاء يكتفون ببيع المحصول للوسطاء الذين ينقلونه
إلى مهربين آخرين ( أباطرة المخدرات )» الذين هم أكثر فئة تستفيد من هذه الزراعة» بينما الفالح
المزارع ال يأخذ سوى " تمارة " والعناء» فكل األموال التي يدخلها الفالح من الكيف»ء يعاد إنفاقها على
هذه الزراعة من جديد» من خالل شراء األسمدة الكيماوية بغمن باهض»ء إذا ترتفع أثنة األسمدة بشكل
صاروخي حينما 'تقترب فترة زراعة الكيف» ويصرفها أيضا في المبيدات» واليد العاملة المؤقنة التي تأي من
مختلف مناطق المغرب لتشتغل بحقول الكيف بثمن يتجاوز 80درهم في اليوم» هذا بالنسبة للفالحين
الذين يتوفرون على مساحة مهمة من األراضي الصالحة لهذا النوع من الزراعة» أما بالنسبة للفالحين
الضعفاء الذين يتوفرون على أرضي قليلة» وق معظم األحيان تكون هذه األراضي بورية» فهؤالء غالبا ما
يتكبدون عناء أشغال الكيف لوحدهم دون اللجوء إلى اعتماد اليد العاملة المؤقنة » ذلك أن ظروفهم
المادية ال تسمح م بذلك» وهذه الشريحة المستضعفة تشكل األغلبية في المنطقة» بينما الشريحة المحظوظة
التي تتشكل من البزنازة الصغار والكبار و الفالحين الذين يعتلكون أراضي خصبة » تشكل أقلية صغيرة
مقارنة مع الفئة األخرى .
إن من الحشيش يتغير حسب السنوات» وحسب الظروف االقتصادية واألوضاع السياسية
الوطنية والدولية» إذ أن ثمنه كان يساوي حوالي 5000درهم ل الكيلوغرام الواحد من نوع الحشيش
59
الجيد سئة ».1997ليقفر إلى ما يقارب 5300درهم سنتي 1999و 2000م ,لينخفض مجددا إلى
ما يناهز 4000درهم سنة »2005أما حاليا ( ) 2012فثمنه ال يتجاوز 2500درهم للكيلوكرام
الواحد » وهذا اال نخفاض ربما راجع إلى الظرفية الصعبة التي يعرفها العالى بسبب األزمة االقتصادية العالمية
منذ سنة 2008م ,التي أثرت بشكل غير مباشر على انخفاض ثمن الكيف ومشتقاته» مع اعتقال
المهربين الوطنبين والدوليين الكبار» الشيء الذي أثر سلبا على تمويل هذا النوع من التجارة غير المقننة»
أضف إلى هذا ارتفاع حدة التزوير في الحشيش لمغربي ( الطرافك ) الذي أفقد ثقة المستهلك به» مع
غياب السياج امحترفين في تريب الكيف و مشتقاته» إذ كلما تغيبوا هؤالء السياح عن السوق إال وأصبح
الثمن منخفض للغاية» فضال عن توسع مساحات زراعة الكيف .األمر الذي خلخل التوازن ما بين
العرض والطلب» ناهيك عن األحداث التي عرفها أفغانستان مؤخراء التي ضاعفت هي األخرى من
إنتاجها للحشيش بعد الغزو األمريكي الء فأصبحت أفغانستان تحتل المرتبة األولى عالميا في إنتناج
الحشيش» وهذا االرتفاع في اإلنتاجية من قبل أفغانستان أثر بطبيعة الحال على الحشيش المغري» لكن
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو :هل الدولة المغربية تستفيد من هذه الزراعة غير المرخصة
بطريقة غير مباشرة أم أنما زراعة تعتبر عالة على االقتصاد الوطني ؟ .
إذا كان البزناز المغربي يتهرب من كافة االستحقاقات المتزتبة عليه تجاه الدولة سواء كانت رسوم
أم ضرائب ( أي أنه ال يقدم الضرائب ) » أو أي شيء آخرء بحكم أن االقتصاد األسود الذي تنشط
فيه تجارة المخدرات يتميز بانفالته من الرقابة الحكومية؛ وال يعترف بالتشريعات الصادرة» ولذلك يعتمد
السرية قي عمله شراء وبيعاوعمال» أي بعيدا عن أعين الرقابة» وال يمهسك دفاتر نظامية
( »)44ورغم ذلك» فهذا ال يعني أن المغرب ال يستفيد من اقتصاد الكيف غير المهيكل» بل تستفيد منه
الدولة بطرقة غير مباشرة» فعندما يتم إدخال العملة الصعبة األجنبية إلى المغرب» عن طريق تريب الكيف
إلى الخارج» يترتب عن ذلك بالنتيجة ارتفاع في قيمة العملة الوطنية ( »)45وتنشيط االقنصاد اللي
وديناميته» بفعل تحسين القدرة الشرائية لدى األفراد المعنيين في هذا الشأن » بفضل عائدات الكيف
المالية» ومنه» فالمغرب يستفيد من 4000مليار ستنتيم كقيمة مضافة إلى الناتج الوطني اإلجمالي» الشيء
الذي يعني أننا أمام تجارة مريحة على الصعيد الفردي وانحلي والوطني كذلك ()46؛ لكن األرباح على
المستوى الوطني تكون بشكل غير مباشر» وبشكل غير واضحء بينما يكون هذا الربح في أوضح تحلياته
- ) 44حيان سلمان .اقتصاد الظل أو االقتصاد الخفي .جمعية العلوم االقتصادية السورية » ص 2
-) 45بتصرف :مختار حسين شبيلي :اإلجرام االققتصادي وااللي الدولي وسبل مكافحته ,مركز الدراسات والبحوث الجامعية
نايف العربية للعلوم األمنية -الرياض » 2007ص 42
- ) 6عبد الله أبو عوض .محاضرة في مقاربات التنمية ,الوضعية :شعبة علم االجتماع ,كلية األدب والعلوم اإلنسانية -
تطوان -
60
على المستوى الفردي؛ هذا بالنسبة للجانب االقتصادي ,أما فيما يخص الجانب االجتماعي» يسبب
تواجد المخدرات بالبلد مشاكل اجتماعية خطيرة» قد يكون على رأسها اإلدمان .
تلك كانت نظرة خاطفة عن الكيفية التي تستفيد منها الدولة بصورة غير مباشرة من هذه
التجارة غير المقننة» واآلن من الواجب تلمس مسألة مهمة جاري بما العمل في المنطقة» وهي تلك النقطة
المتعلقة بآلية التواصل بين البائع والمشتري في مجال الحشيشء وهذه الظاهرة نجدها كذلك لدى الناس
عامة» عندما يسألون عن ثمن الكيف» إذ يلجأ هؤالء األفراد أحيانا إلى اختصار ثمن الكيف في وضع
مقابل له بالدرهم» فعوض أن يقال 3000درهم للكيلوغرام الواحد» يتم اختصار هذا المبلغ بقول
ثالث دراهم؛ و 5000درهم بخمس دراهم » و 4000درهم ب أرع دراهمء وهكذاء فهذه الطريقة
تختزل المبلغ الذي يتم تأديته عند شراء الحشيش بالدرهم؛ فدرهم واحد بمذا المعنى يساوي 500درهي
ودرهمين 100درهم ...إل .
خالصة ٠
يبدو أن الكيف لم يدخل عن محض صدفة إلى منطقة زومي» ويتضح ذلك من خالل جرد
السياق التاريخي لهذا النبات القادم من بالد الكيف ( كتامة )» حيث بدأت تتوسع مساحة زراعة
الكيف عاما بعد عام» ويظهر ذلك جليا في معطيات الواقع االجتماعي واالقتصادي منطقة زومي» إثما
على ما يبدو تأثرت بصورة مباشرة بدخول هذا النبات الجديد الذي غير نمط حياة الساكنة؛ فأصبحنا
أمام مجتمع ذو ثقافة كيفية بامتياز » سيما الجيل الصاعد الذي منذ أن فتح عيناه وهو ينظر إلى عشب
الكيف ويتفاعل معه؛ لدرجة أنه ال يعرف سوى هذه الزراعة األحادية المرتكز» دون أن يتم توارث تلك
المعرفة العلمية بشؤون الفالحة والرعي» وانتقالحا من الجيل القديم إلى الجيل الجديد .
ومهما يكن األمر» فإن الكيف أثر على البنية الثقافية واالجتماعية بشكل ملموس» فتراجعت
آليات التضامن التقليدي» وظهرت عن طريقه شريحة اجتماعية جديدة لم يكن ها وجود من قبل »
وغذى تلك الحركية االجتماعية العمودية واألفقية وسرع من وثيرتها .
61
وضعية السكان ما بعد الكيف
1
تهدم :
على ما يبدو أن زومي اليوم ليست كزومي األمس» وأن العاصفة الكيفية التي هبت على هذه
المنطقة» أثرت بصورة واضحة على تضاريس المجتمع الزومي» فتزعزعت الثقافة الفرعية امحلية» واختفت
مجموعة من التقاليد والعادات واألعراف التي كانت رافدا للتنظيم االجتماعي» وتحول نمط الزراعة من
الزراعة المتنوعة التي ترمي إلى تحقيق االكتفاء الذاتي النسبي على المستوى المحلي» إلى نمط زراعي آخر
يعتمد على زراعة الكيف التي جعلت هذه المنطقة تابعة اقتصاديا للمناطق اتجاورة» وكل هذا وذاك» جعل
ساكنة زومي تعيش تحوال كبيرا على مستوى البنية االجتماعية من جهة » وعلى مستوى التمثالت
والتصورات من جهة أخرى» فظهرت قيم ومعايير اجتماعية جديدة بانت أقرب إلى الثقافة الكيفية
وبعيدة شيتا ما عن تلك الثقافة التي طبعت هذا المجدمع إلى عهد قريب» والتي ورثها هذا األخير أبا عن
جد من أسالفه» وبالتالي أفرزت هذه الزراعة غير الغذائية ظواهر اجتماعية نازلة» رما هي جديرة بالدراسة
والتحليل والتتبع .
- 1تعاطي الشباب مخدر الكيف ( ا حشيش )
لقد كان بعض شباب المنطقة في فترة ما قبل التسعينات يتعاطون لظاهرة التدخين
الكالسيكي ( السبسي )» إذ كان المدخن يعمد إلى شراء عدد سنابل األنثى من الحشيش ( األوراق )»
ثم يقوم بتنقيتهاء وبعد ذلك يلجأ إلى عزل العيون بوسيلة حادة ( الشفرة ) فوق خشبة مخصصة لهذه
العملية» فيتم التقصيص بطريقة محكمة على األقل لربطة ( مجموعة من السنابل ) من الكيف ولكمية من
الطابا» الِي ستضاف إلى الكمية الكيفية حتى تصبح مدرحة؛ وتعود صالحة للتدخين في السبسي من
طرف المستهلكين الذين يحبونه» وهذه الظاهرة مازالت حاضة بالمجتمع الزومي إلى اليوم» نظرا لبساطة
مكونات هذه العملية وسهولة الوصول إليها .
إذا كان جرء مهم من شباب زومي قد ورث هذا التدخين التقليدي من أجداده؛ أي أنه
يفضل اللجوء إليه في أوقات الحصرة» عندما يكون عندهم نقص في المال ويصعب عليهم شراء التبغ
األشقر بشكل يومي ومستمرء لكن حينما تكون األمور ميسورة عندهم ' الحركة مدورة " .فإنهم غالبا
ما يلجأون إلى اقتناء التبغ األشقر ( الكارو ) حيث يتم في بعض األوقات مزج التبغ األشقر مثل
مالبوروء كاميل» ونسطن بال مالء كوتبية ...إلخ» مع " الجوان " الذي يعطي للمستهلكين نكهة
خاصة .إنه مثابة جواز سفر يتم اللجوء إليه من طرف هؤالء الشباب لكي ينسوا همومهم ومشاكلهم
اليومية حسب تعبيرهم» هكذا نجد المتعاطين لهذه الظاهرة الخنطيرة من عختلف الشرائح المجتمعية» إذ أنما
62
تكثر بشدة في أيام األفراح والمناسبات واألعراس» بحيث تعرف إقباال ال نظير له من قبل الشبان
المتحمسين لجو النشاط والفرجة والبحث عن االعتراف بالذات بهذا السلوك االنحراق» عالوة على هذا
أن عدد كبير من تالميذ المنطقة سواء في سلك اإلعدادي أو الثانوي يلجأ إلى تدخين الجوان الذي يؤثر
على صحتهم وكذا مسارهم الدراسي .
أضف إلى ذلك كله؛ نجد عددا مهما من الشبان يلجأون في بعض األحيان إلى أكل
المعجون .بحيث يضاف إلى الحشيش مادة الشكوال أو اللوز أو يتم وضعها في فطائر» لكي يسهل بلعها
بيسر» وهؤالء الشباب يستخدمون هذه العملية أحيانا في بعض المؤسسات العمومية الحساسة كالمدرسة»
أو قسم الداخلي الذي يسكنه التالميذ القادمون من الدواوير البعيدة عن مركز زومي» وهذه العملية تعتبر
خطيرة» تسبب تسمم على مستوى المعدة خاصة إذا تم االفراط في استهالك هذا المسمى بالمعجون»
الذي يؤدي إلى أضرار صحية كبيرة» من الناحيتين الجسمية والنفسية .
الواقع أن توفر مادة الحشيش بوفرة في البيئة االجتماعية بزومي» بحكم أن إنتاجها يتم هناء
شكل عامال مؤثرا في تحديد سلوكيات المراهقين» والراشدين كذلك» خاصة إذا كان هؤالء لهم أقران
سوءء فصحية آخرين يتعاطون الحشيش تقيئ الشخص لتعاطيه» ووجود أصدقاء متعاطي الحشيش يمد
من كان محبا لالستطالع بالفرصة االجتماعية المواتية .
ومن هنا تبدو أهمية دور األسرة في تيسير إقدام الشباب على تعاطي الحشيش أو تعويقه.
ويتجلى هذا األمر أساسا في أساليب التعامل السائدة في األسرة بين الشباب وآبائهم» وإقامة الشباب
مع األسرة أو بعيدا عنهاء وارتفاع المستويين التعليمي والمهني للوالدين» ووجود ظاهرة التعاطي بين
األقارب» باإلضافة إلى اعتبارات أخرى التي قد تؤثر في اتجاه الشباب إلى التعاطي أو إحجامهم عنه .
واعتمادا على دراستنا الميدانية» أتضح أن الستقاللية األسرة وعدم مراقبتها ألبنائها دور في هذا
الجانب» فهذه المؤسسة التي تعتير خلية أولية في النسق االجتماعي » صارت تفقد يوميا جزءا أو كال من
وظائفها األساسية؛ بل إنما تبدو بعض األحايين وكأنما استحالت فقط إلى مؤسسة بيولوجية إنحابية
( »)47إذ أن األسرة إلى عهد قريب كانت تعتني وتحرص على تلقين األبناء طرق المعامالت» واألخالق»
وكانت تحرص على تلقين األبناء المعرفة المتعلقة بالشؤون الدينية» عن طريق إرسالهم إلى المسيد »ويجسد
هذا الفعل المثل الشعبي القائل " :إلى بغيتي يخرج ولدك زين علمو الصالة والدين " .بمعنى أن االلتزام
بشحن األبناء بالمعرفة الدينية تحصنهم من الوقوع في مستنقع االنحراف» وبالتالي سخط الوالدين» وهناك
أيضا عبارة أخرى كثيرا ماكان ينصح بما اآلباء أبنائهم وهي " :بعد من البال ال يبليك " 2أي تجدب
- ) 47عبد الرحيم العطري» سوسيولوجيا الشباب المغربي جدل اإلدماج والتهميشء الطبعة األولى » طوب بريس» :2004ص
23
63
كل األشياء التي يمكن أن تنقل إليك عدوى اإلدمان ( البلية )» لهذا نجد مدخنين السبسي في فترة ما
قبل الكيف» كانوا غالبا ما يتجنبون التدخين عالنية أمام أعين الناس» إال في حاالت نادرة» وكان يتم
ذلك بطريقة محتشمة » ذلك أن المدخن كان يتمثله ا مجتمع على أنه إنسان غير كامل» وأن رجولته ناقصة
" ماشي راجل " ,ألنه يدخن والتدخين حرام؛ وهذا التصور الجمعي الموجه إلى المدخن شكل آلية من
آليات الضبط االجتماعي التي أثبتت جدارتما من خالل التقليص من هذه الظاهرة غير السوية في هذه
الفترة .
أما اليوم وأمام هذه التحوالت األساسية التي حدثت بالمنطقة أصبحت وضعية الشباب تتميز
بالتضارب وقلة التنسيقء والترابط بين اآلليات المكلفة بتأطيرهم» وإعدادهم داخل المجتمع» فنحن» بدون
أن ندخل في التفاصيل نعاني اليوم من قلة التناسق واالنسجامء والتكامل بين األسرة» والشارع» والمدرسة»
ووسائل اإلعالم» بحيث ما هو حالل بالنسبة لبعضها يصبح حراما بالنسبة لألخرى» وهذا التضارب في
القيم والمعابير» أفرز سلوكيات جديدة ذكتها ثقافة الحشيش» بيد أن مجموعة من المصطلحات والعبارات
ظهرت مع دخول زراعة الحشيش المنطقة من قبيل " :بال حشيش ما نقدارش نعيش " ؛ " عيش
حياتك محدك باقي صغير " » ” تنشوى ونسى الهم يدساك " » ” الحشيشة والتغوييشة " " ,تكمى
دك بالما وشوف شتمى"" .مع الشقوفة تسركل العالم بأكمله وأنت في مكانك" » فهذه العبارات في
حقيقة األمر تشجع على استهالك الحشيش محليا من طرف الشبان» فعلى الرغم من أن هذه العبارات
هي من نسج المجتمع؛ قد تبدو للوهلة األولى أنما تصف الواقع» لكن هي في واقع األمر تبنيه وتشرعنه»
وعلى هذا األساس فإننا هنا ال نخفي أن نقول بدون أدن تناقض بأن الوقائع االجتماعية» يعتبر وجودها
واقعي ألنما معترف بما من الجميع ( »)48ومن ثم فإن هذه األلفاظ الجديدة التي تروج يبهذا المجتمع
تساهم بصورة أو بأخرى في خلق هذا الواقع الوهمي وتسبكه بطريقة جيدة » ومن ثم تشرعن عملية
التدخين و التعاطي للحشيش .
أصبح التنافس بين مختلف مكونات المجدمع المحلي» وخاصة فئة الفالحين الغير العاديين» يدور
حول الربح السريع وكيفية تحقيقه إذ نجد أحيانا بعض الممارسات ترمي إلى تحقيق األرباح بأي وجه كان
© ) -بيير بورديوء أسباب عملية إلعادة النظر في الفلسفة .ترجمة أنور مغيثء الطبعة األولى كانون الثاني ,دار األزمنة
الحدينة,
ص 161
64
وكذا زرعه حرام» وهذا يكفي لجعل العديد من أفراد المنطقة يمتنع عن كل التزام ديني أو أخالقي مسؤول
في هذا الشأن» لدرجة أنه أصبحت تحاك وتروج مصطلحات وأقوال على الصعيد امحلي» وربما هي وليدة
اليوم» تشجع على تكريس ثقافة ال همزة» خذ مثال على ذلك " :ألي ألقى المضحكة ومضحكشي
عليه يعقبو الله " .أي من التقى "بالكانبو " ولم يستغله فسيعاقبه الله» يبدو أن هذا القول يستثمر
المقدس ويوظفه في التشجيع على المحظورات» إذ ليس معقوال أن يعاقب الله من يفعل الخير» ويجتدب كل
األشكال الالأخالقية المتمثلة في التحايل واالنتهازية» وسلب حقوق الغير» مع العلم أن العقوبة تكون
دائما من نصيب الظالم وليس المظلوم» فهذا التضارب في القيم» يفسر أن هذه الثقافة االتتهازية التي
أضحت تطفو على السطح االجتماعي» وأصبحت مقبولة » ومشرعنة من الناحية االجتماعية» وهذا
إن دل على شيء إنما يدل على أن هذا المجتمع أصبح مستلباء ال يفرق بين الحالل والحرام» فيحلل الحرام
ويحرم الحالل» وكأنه أننج ثقافة جديدة مضادة تفرض نفسها بقوة في هذا الوسط االجتماعي .
فإذا كان الكانبو هو ذلك الفرد الذي مازال يتسم بحد أدى من الجدية بالمعبى القديم للكلمة»
أو من السذاجة بلمعنى الحديث للكلمة» أي الذي مازال يتشبث ببعض القيم الدينية» والمعايير السلوكية
ويعتبر أنما ملزمة» ويسعى نحو احترامها هو نفسه» ويسعى نحو التزكيب» هذا " الكانبو " لماذا ه وكانيو
؟ ألنه محكوم عليه بالفشل باستمرار» إن الذي سيتبع األخالق» والذي سيتبع التعليمات الدينية -
محكوم عليه بأن يبقى مستضعفاء يبقى ( مزلوطا )» ويبقى مثل ( البوهالي ) ال ينصت له أحد رما الله
وحذده .
أما المطور فإنه يتعامل مع كل مكونات الواقع باعتبارها مجرد سلع و أدوات » ال التزام له إال
التزام واحد هو الدفاع عن مصالحه الذاتية والشخصية» وإن اقتضى ذلك أن يسيء حت إلى أبنائه أو
إخوته أو عشيرته أو قبيلته » أو جيرانه أو ما شتتم » فسوف يقوم بذلك » وما هي سمات المطور إننا
نعرفهاء هي قبل كل شيء أنه يستغل هذا المخزون التراثي النقافي» ولكنه يستغله هذه المرة » ال للدعوة
الحترامه وتقويته» بل لتحويله إلى أداة للربح» وأداة للسيطرة» وأداة لالستالب» وأداة للتضليل.
كل هذا وذاك؛ ال ينع أهالي ساكنة زومي» من االلتجاء إلى بعض السلوكيات االنتهازية التي
تتجلى في عملية الغش وتزوير الحشيش والتفنن في ذلكء» إما بإضافة بعض المواد المصنعة إلى الحشيش
لتمويه المشتري بجودته؛ أو يتم اللجوء إلى سبل أخرىء بغية تحقيق األرباج عن طريق استغالل ثقة
اآلخرء ولو كان من المقربين واألصدقاء» فيصبح هذا اإلنسان المستغفل يصنف في خانة " المطورين "" 5
القافزين " " ,المساخيط " .ونجد بعضهم يفتخر بنفسه حينما يقال عنه أنه إنسان " مطور "" .
قافر " " ,عايق " ,وأنه " كيطير بين الطيور" .وأنه إنسان " ولد الزمان " .وهذه الكلمات
والمصطلحات ندل على وصمة اجتماعية أصبحت تحظى اليوم بالتبجيل بعدما كانت تؤطر في عهد غير
65
بعيد ني خانة ” قايل الحيا" " ,ممربيش " :وهذا التحول القيمي يعكس رما صورة خطيرة عن اتجاه
المجتمع المدروس إلى االنفالت من الرقابة االجتماعية المتمثلة في الضبط االجتماعي الذي يحتكم إلى
التقاليد والقيم واألعراف» الشيء الذي يحتم ضرورة تدخل المؤسسات الرمية أحيانا في عملية الضبط
االجتماعي .
بالفعل» إن وصفنا لشخص بأنه مطور » " عندو الكتاف " أو " عندو المعاريف " .هذه
المفاهيم وغيرها من تعابير قاموس التحايل تعبر عن مختلف الوسائط التي تؤدي إلى المطمح والغاية ماعدا
واسطة االستحقاق» وبالتالي تصبح هذه العملية وكأنما صادرة عن مؤهالت ذاتية إنتاجية» ما يؤدي إلى
صراع وتأرجح بين قيم الكفاءة واالجتهاد وقيم التحايل عند الرغبة في الوصول إلى مبتغى معين» بينما
الشخص الذي ليس له " على من يعول " فهو انسان " مقطوع من الشجرة " .لديه امكانات ضيقة
جدا ال تفيده بشيء في سوق القيم السوداءء» " لي عندو باب واحدة الله يسدا عليه " ,في حين أن
الشخص المطور يوسع من إمكانانه ويضاعف من حظوظه؛ ويطمح إلى تحقيقها بشتى الوسائل سواء
كانت شيعية أو غير شرعية؛ فيغدو هذا اإلنسان بالمنطوق المحلي " مخروض صحيح " .والمصيبة
الكبرى أن هذا المعيار أصبح اليوم مقياسا للنجاح االجتماعي بمذا الوسطء وبالتالي أضحت هذه الثقافة
الهامشية التي تنغذى على مثل هذه المصطلحات والعبارات التي تبرر وتأنث ظاهرة االحتيال واالتتهازية»
ومنه أختم بقولة جديرة بالذكر في هذا السياق جاءت على لسان الفيلسوف الفرنسي بيليز باسكال :
الخيلة ليست سوى ذكاء الحمقى .
- 3طبيعة الصراعات التي أفرزها القدب
يعد الصراع شكال من أشكال التفاعل االجتماعي ( »)49الذي يعتبر مسألة اجتماعية ضرورية
ال بد منها في أي مجتمع من المجتمعات » وقد تختلف طبيعة الصراع كذلك من وسط إلى آخر؛ حسب
مكونات المجتمع؛ وحسب المصالح التي توجه سلوكيات أفراده » وهذا يدفعنا إلى القول بأن زومي
باعتبارها تتميز بزراعة الكيف الذي أفرز صراع اجتماعي يتغاير نسبيا عن ما قبل الكيف» ويمكن طرح
هذا الصراع على الشكل التالي :
ال شلك أن األرض تأخذ أهمية كبيرة في المجتمعات الزراعية» وبحكم أنما أداة إنناجية مهمة
بالنسبة للفالح الذي يقتات منها بشكل يوميء بيد أن من يملك األرض بزومي ليس كمن ال يملكهاء
66
خصوصا بعد هبوب رياح الكيف التي جعلت من األرض أكثر أهمية مقارنة مع ذي قبل» إذ أضحت
اليوم آلية إنتاجية تمكن الفالح من الحصول على كميات مهمة من الحشيش» هذا األخير الذي يخول
للفالح تحقيق أرباح تجعله يصعد بسهولة في السلم االجتماعي» وعلى هذا األساس أصبح كل شبر يعني
الكثير بالنسبة للفالح؛ ومنه كثر الصراع حول الحدود " الرجل كيموت على أرضو أو والدو".
والتسابق في استغالل المياه لسقي الكيف وخاصة إذا كانت األراضي المستغلة قريبة من منابع الميادء
كالعيون واآلبار» وكذلك األنمار والجداول المائية» وزيادة على هذا أن الصراع تغلغل بشكل عميق
ليالمس البنية العائلية» حيث أصبح االبن يطالب األب بحصته من األرض الستغالهاء وأنه بدوره يريد
أن يحقق استقالل مادي نسبي عن األسرة » وأنه غالبا ما يطلب االستقالل المادي التام في حالة الزواج»
ثما يعني أن المجتمع أصبح يتجه إلى نمط األسرة النووية» كذلك تحدر اإلشارة إلى أن الصراع يكون على
أشده في مسألة االستحواذ على األراضي الجيدة بين اإلخوان في حالة اإلرث .
- 2 - 3الصراع بين فتة البزنازة
يتميز الصراع على مستوى فئة البزنازة بأنه صراع يأخذ أحيانا منحا خطيراء فال مجال هنا
للمحاكم والقضاء مادام أن المشكل قائم حول مادة محظورة وممنوعة من الناحية القانونية» فحسب قانون
ماي المتعلق " بزجر اإلدمان على المخدرات السامة ووقاية المدمنين عليهاء وتحديدا في الفصل الثاني»
الذي يعاقب بالحبس من خمس إلى عشر سنوات وبغرامة يتراوح قدرها بين 5000و 500000
ودرهم كل من استورد أو أنتج أو صنع أو أصدر أو أمسك بصفة غير مشروعة المواد أو النباتات المعتيرة
مخدرات ( .)50األمر الذي يؤدي بمؤالء البزنازة إلى تصفية الحسابات بطرق شخصية دون االحتكام إلى
القانون» فأحيانا يلجأ أحد البزنازة إلى تزوير الحشيش من خالل إضافة بعض المواد المصنعة إلى مادة
الحشيش من أجل بيعها بثمن مرتفع عن ثمنها الحقيقي» وهذا يؤدي إلى افتعال نزاعات حادة بين
الطرفين ( البائع والمشتري ) .
إلى جانب هذه الظاهرة» هناك ظاهرة أخرى تتعلق بمسألة بيع السلعة الحشيشية بالثقة أو
الدين» األمر الذي يؤدي في بعض الحاالت إلى عدم التزام الطرف الثاني برد الدين إلى صاحبه؛ فتختل
العالقة بين الشخصين ٠فيلجأ ً الطرف المتضرر إلى استخدام القوة لسلب حقه من الطرف الثاني
الغاصبء كالتهجم على منزله ليالء أو االعتداء عليه في بعض األماكن العمومية إن أستطاع ذلك»
لكن لتفادي هذا المشكل غالبا ما يلجأ الطرف الثاني إلى تعويض الطرف المتضرر بسيارة أو شيء آخرء
ألن الطرف الثاني هو بدوره قد يُستغل من قبل شخص آخر بنفس الطريقة .
- ) 50شيل أديب السالوي» المخدرات في المغرب وفي العالم .م ءاس ءضص 40
67
وتنقسم فئة البزنازة الوسطاء ( الفالحين غير العاديين ) إلى فرق صغيرة تتشكل كل فرقة من
شخصين فأكثر تكون بينهم شراكة ويقتسمون الربح بينهم» وهذه الفرقة تكون بمثابة وسيط بين الفالح
البسيط والمهربين الكبار الذين لحم عالقات مباشرة مع شبكات تمريبية وطنية ودولية» وأحيانا بحصل
تدافع وتنافس بين هذه الفرقة وتلك» الشيء الذي يولد الحقد والعداوة في بعض األوقات مع بعضهم
البعض" خوك في الحرفة عدوك " ,وهذا الحقد قد يدفع في بعض الحاالت أحد الفرق إلى الوشاية بفرقة
أخرى منافسة لتقع في يد المخزن ,لهذا فكل مجموعة أو فرقة تريد أن تسيطر على المجال الذي تقطنه من
خالل التحكم ني أثمنة سوق الحشيش بمذا الوسط» حيث يتم غالبا منح أفنة ضعيفة للفالح البسيط
الذي ال تربطه أي عالقة مع أثدة ضعيفة للفالح البسيط الذي ال تربطه أي عالقة مع المهربين الكبا
وبالتالي تكون األرباح التي يجنيها البزنازة الصغار والكبار كذلك مضاعفة مقارنة مع دخل الفالح الذي
يطمح فقط إلى تلبية حاجياته األساسية من مأكل وملبس ومشرب .
ال شك أن األشغال في الحقول الكيفية تعد مهمة صعبة سواء من قبل الرجل أو المرأة» نظرا لما
تحتاجه هذه النبنة من عناية كبيرة واهتمام خاص؛ فالرجل بمنطقة زومي ينفرد بالحرث والزرع وعملية
التصنيع ( الدقان ) والعسان» بينما تشترك معه المرأة في باقي األعمال الكيفية األخرى "كالنقاشة " 2و"
خليع الذكر "؛ و" القطيع "» لككن في نفس الوقت تستمر المرأة في أداء األشغال المنزلية » ومنه فالمرأة
تقوم بأعمال منزلية وخارجية في نفس اآلن .
فإذا كانت هناك فوارق بيولوجية بين الذكور واإلناث» على مستوى األعضاء الجدسية» وكذا
ارتباطها بوظيفة اإلنجاب» فإن النوع االجتماعي معطى ثقائي» يحيل على التصنيف االجتماعي وترتيبه
للمذكر والمؤنث ( »)51وبما أن مجتمع الدراسة» هو مجتمع ذكوري بامتياز» أي أن الذكور لهم هيمنة على
اإلناث» بشكل من األشكال أن المعطى الثقافي الذي عير هذا المجال االجتماعي» هو الذي يحدد
أشغال وأدوار المرأة وكذلك الرجل» فنجد أن المرأة تشتغل دون مقابل مادي» بل أكثر من هذا كله
فعملها غير معترف به وغالبا ما يتم تبخيسه من قبل المجتمع أو باألحرى من قبل الثقافة الذكورية
السائدة» فهي تقوم بأدوار كبيرة مقابل مكانة اجتماعية ضعيفة» وهذا األمر يجعل المرأة تمذا الوسط
االجتماعي» معاقة وغير مستقلة اجتماعياء إذ أنما في أغلب األحيان تحدها تعائي من التبعية لآلخر
الذي هو الرجل ( عمارة الدار )» فالرجل منتج» فعال» والشرف في مأمن ألنه دائما شريف» وهذا يمنحه
- ) 54العربي الوافي .مقاربة النوع والتنمية» السلسلة الشهرية -العدد , 35منشورات رمسيس ,دجنبر ,2008ص 12
68
حرية مطلقة» بينما المرأة شرفها دائما مهدد» وهذا يمنحها حرية نسبية» وبالتالي تفضيل الذكر وتمجيده
على األنثى .
عالوة على هذاء فالمرأة شبه مغيبة عن عملية صنع القرار داخل األسرة» فسلطة الزوج هي
السلطة المعترف بما داخل المنزل» وأن األموال التي تحنيها األسرة من مبيعات الهشيش» يستحوذ عليها في
نماية األمر الزوج» بحكم أنه مسؤول عن االقتصاد المنزلي " الرجل مكيعيبو غير جيبو" في حين أن
الزوجة لها حرية محدودة جدا في التصرف في هذه األموال» لذلك فالرجل يعمل في هذا الشأن على
تطبيق المثل الشعبي القائل " :المراة شورها ,وال تدير برايها " .
انطالقا من دراستنا الميدانية» يبدو أن أشغال المرأة في إطار األعمال المنزلية تجعلها تفقد طاقة
جسدية هائلة» وتستغرق وقنا ال يستهان به» وإذا ما أضيفت إليها المهام األخرى التي يمكن أن نسميها
تحاوزا " أعمال الحقل " مثل :
تربية المواشي --تربية الدواجن --تنقية المزروعات من النباتات» قطف الثمار كالزيتون والتين»
الشيء الذي يجعل المرأة بالمنطقة المدروسة تشتغل دون توقف»ء لهذا ال نجد عندهن أوقات الفراغ مكل
البجل» فهن ال يعرفن معنا للترفيه» عالوة على هذا فالمرأة برومي تستند إليها مهام ال تنجزها إال هي»
كتربية األطفال» عملية جلب الماء من اآلبار» الحطب» عملية طهي األكل» تميئ الخبر» تنقية الزرع» و
حصاده .
والجدير بالمالحظة أيضاء أن هذا الجهد المبذول من قبل النساء في هذه المنطقة» سواء كان
يندرج ضمن العمل المنزلي» أو العمل الحقلي النارجي؛ إما يبقى مغيبا أو مهضمماء إذ نجد أحيانا أن
الرجل والمرأة يشتغالن قي حقل الكيف أو شيء من هذا القبيل» لكن عندما يعودان إلى المنزل» نجد المرأة
تواصل العمل في البيت كأن تحضر األكلء أو تجلب الماء من أماكن قد تكون في بعض األوقات
بعيدة ...في حين أن الرجل يستغل هذه الفرصة للخروج والتزه صحبة أصدقائه» حيث يتجمعون في
مكان معين ليتبادلوا أطراف الحديث ويتناقلون األخبار» والمعلومات التي تروج محليا وخاصة تلك المتعلقة
بزراعة الكيف» التي تعتير من المواضيع الساخنة دائما يتم اإلقبال عليها بشراهة» وكذلك يحرص الرجل
على تطوير عالقاته مع األشخاص األجانب» هم في معظم األحيان يكنون مثابة زبئاء جدد لتبادل
المصالح بينهم عن طريق بيع وشراء الكيف ومشتقاته» وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الرجل
هو من يقوم ويتقمص دور البزناز في المنطقة» وأن المرأة ال يمكنها أن تقوم أبدا بمذا الفعل الرجولي» ألنه
يشكل قدحا ألنوثتها وشرفها ومكانتها كامرأة قي هذا الوسط االجتماعيء وبالتالي فالمرأة غالبا ما يكون
عندها عالقات محدودة» نظرا لقلة تحركها المجالي وضعف تفاعلها مع األشخاص الغير المعروفين .
69
اعتمادا على استشرافنا للوقائع الميدانية» أتضح أن ظهور فئة العمال الزراعيون الذين يشتغلون
في حقول الكيف ومشتقاته» أدى ببعض الفالحين الكبار» خاصة المحظوظين» الذين أصبحوا يعتمدون
بشكل مباشر على اليد العاملة المؤقنة» التي تأتي من عختلف مناطق المغرب ( سيدي قاسم وزان» فاس»
بني زروال ...إل ) األمر الذي دفع كل من النساء والرجال الذين ينتمون إلى البرجوازية امحلية إلى تجدب
األشغال في حقول الكيف» وكذا بعض األشغال األخرى كالحصاد مثالء ناهيك عن المكننة الزراعية»
حيث نجد هذه الفئة االجتماعية تعتمد على الجرار في الحرث وآلة الدرس والحصاد» وكل هذا بطبيعة
الحال يعني أننا أمام مجتمع أصبح ينجه شيئا فشيئا نحو التعقيد» إذ أصبح التراتب االجتماعي بارز المعالم
نتيجة هذا التفاحش الطبقي الذي ظهر مع ظهور الكيف الذي أفرز هذه الفئات الغريبة عن المنطقة»
يكتسي موضوع التعليم بالوسط القروي عموماء ومنطقة زومي خاصة أهمية قصوى بالنظر إلى
عدة اعتبارات» فالتعليم بمذه المنطقة يشكل أداة فعالة لالرتقاء» والصعود في السلم االجتماعي» وهذا
التمثل يعكس طبيعة المجتمع المدروس» الذي يطمح أفراده إلى إيجاد راتب شهري قار حتى يطمأن على
مستقبله المجهول» لهذا نجد الفرد بمذه المنطقة يفضل الوظيفية العمومية» التى ربما يستعصى عليه الوصول
إليها بدون الشواهد التي تخوها له المدرسة» لذا نجد قول يكرس هذا الواقع هو " :قليل مداوم خير
مكثير مقطوع " .لهذا فالظروف االجتماعية التي يعيشها الفالح» تولد لديه ثقافة النوف على المستقبل»
ويبقى دائما يترقب الطارئ» نظرا للتقلبات التي تالزم حياته؛ والتي يتم التعبير عنها باللغة العامية ب "
دواير الزمان "» فالسماء قد تمطر أو ال تمطرء واألرض قد تنتج أو ال تنتج؛ وزراعة الكيف قد تستمر
يحلمون إال بما يحتمل تحقيقه» فأغلب الفالحين يطمحون أن ينخرط أبناؤهم في الجندية» أو أن يحصلوا
على وظيفة صغيرة في إطار الوظيفة العمومية» لكي يكون مستقبل هؤالء في مأمن .
وفي هذا السياق المختدم بالقلق والتشويش من لدن اآلباء الذين يريدون أن يعطي استثمارهم
المنطقة مالم يكن متوفرا قبالء وعلى هذا األساس فمرحلة ما بعد الكيف قد تبدو مختلفة عن المرحلة
السابقة» إذ أن هذه الزراعة وبفضل األموال التى تدرها كان تأثيرها على نمط عيش هؤالء السكان» ومن
ثم كان لها ايجابياتما وسلبياتما على المنطقة» ويمكن ذكر هذين الجانبين على الشكل التالي :
100
- 1-5الجانب االيجابي :
تبدو إيجابيات الكيف حسب تعبير الساكنة المدروسة» أنه بفضل االغتناء السريع والسهل»
تمكن اآلباء من توفير أهم الشروط الالزمة لدراسة أبنائهم» مثل كراء البيوت أو المنازل ألبناء الدواوير
البعيدة عن المؤسسات التعليمية» خاصة السلك اإلعدادي والثانوي» وفي بعض األحيان قد يلجأ اآلباء
إلى عقد اتفاق شفوي مع صاحب سيارة من أبناء المنطقة» ويستحسن أن تكون هذه السيارة من نوع (
مرسيدس ) 207التي يتم استخدامها غالبا في عملية النقل» بحكم أنما تستوعب عددا كبيرا من الراكبين
يفوق أحيانا 8أفراد» وفي هذه الحالة نجد هؤالء اآلباء يؤدون جماعتا كل شهر 1500درهم مقابل
هذه الخدمة التي يقدمها صاحب السيارة إلى أبنائهم» حيث ينطلق بهم كل صباح إلى المدرسة» ويعيدهم
في المساء» وكل هذا وذاك أدى إلى تراجع الحدر المدرسي شيئا ما مقارنة بتلك الفترة ما قبل الكيفية .
وعلى أن الظاهة الملفئة أكثر لالنتباه في هذا اإلطارء هي ارتفاع إلى حد ما نسبة التمدرس
لدى اإلناث؛ الالئي لم يكن يدرسن بمذه الدرجة فيما قبل نظرا للموروث الثقافي الذي طبع تمئالت
وتصورات المجتمع المدروس للمرأة» الذي كان ينظر إليها على أنما مجرد يد عاملة » ال تستحق أن تكون
مشروع استثماري بشري كالولد» ألنما في نماية المطاف سترحل من بيت أبيها وتتزوج» لكن اليوم؛ وبعد
أن شاهدنا تغيرا نسبيا على مستوى الذهنيات؛ بدأنا نلحظ أن عددا ال بأس به من األسر تعطي
تتمظهر سلبيات الكيف ف النقطة المتعلقة بتعاطى بعض التالميذ للحشيشء كالتعاطى
للجوانات والمعجون؛ بيد أن هذه السلوكيات االنحرافية تؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم الدراسي»
وتعرقل مشوارهم التعليمي» إذ أثبتت دراسات علمية» أن االستعمال المزمن للحشيش» يجعل المتعاطي ال
يفكر في تخطيط طويل المدى ( بل يعيش من أجل يومه )» وأن أهداف التعليم والتوظيف عنده تكون
جدد هم نفس مشكلته يتعاطون الحشيش كجزء من حل لمشاكلهم اليومية (. )52 ّ بالبحث عن رفاق
واإلعدادية على تدخين الحشيش وتعاطي الكحولء إذ نجد هذه الظاهرة االنحرافية ترتفع في الشريحة
> ) 52زين الدين العابدين» الحشيش »م »٠س .ص 382
711
المحظوظة من المجتمع الزومي» نظرا لتوجه اآلباء إلى إعطاء أبنائهم التالميذ أموال تفوق حاجتهم
األساسية» التي قد تتجاوز بعض األحيان 200درهم في األسبوع ,لهذا قد ينطبق ذلك المثل الشعبي
المتداول في المنطقة على هؤالء التالميذ» وهو " :حزمولو ورزمولو وال تعؤلوشي عليه " .أي مهما
حققت له من مكاسبء فال تنتظر منه شيء»ء وربما يلتقي هذا المدذل الشعبي مع مثل آخر هو " :
مقراوشي حت اللوال مشي حت يقراو الحوالة " .بمعنى أن جيل اليوم حسب هذا الطرح هو جيل "
الحوالة " وليس جيل الدراسة» ومثل هذه األمثال تجعل المتمدرس أكثر استعدادا لتقبل الفشل الدراسي»
وبالتالي الرسوب أو االنقطاع عن الدراسة .
في الواقع إن تطور السكن منطقة زومي له عالقة وطيدة بمختلف المتغيرات االقتصادية
والطبيعية والسلوكية والنفسية؛ وهكذا نجده يختلف بي الشكل ومادة البناء والمساحة والوظائف المنوطة
به» ففي زومي حدر اإلشارة إلى تأثر البناء المعماري بالوسط الطبيعي الذي يستمد منه مواد البناء مثل
الحجارة والتراب والخشب وهذا األمر ال يتطلب إمكانية مادية كبيرة بفضل توفر هذه المواد في البيئة
المحلية .
كذلك يجب أن نضع صوب أعيوننا فترة ما بعد الكيف» أي بعد سنة 1996م السنة التي
شرع فيها سكان زومي في االعتماد على زراعة الكيف» الذي وفر لألفراد الذين يستحوذون على أراضي
خصبة قيمة مادية جعلتهم في وضعية مريحة» إذ يستطيع الفرد توفير جميع الحاجيات الضرورية وحتى
الكماليات منهاء وهكذا أصبح أهالي المنطقة يعيشون مخاصا تطوريا على مستوى السكن» ومن هنا
أصبحنا نلحظ تغيرا مهما على شكل المنازل الموجودة بزومي إذ أننا نمجد نوع السكن المهيمن بالمنطقة
مطبوع بواسطة المواد امحلية كاللجوء إلى الحجارة واستعمال قطع متساوية من الطوب مع استخدام مواد
أخرى كالقزدير» األعمدة» واألسالك» والتي يتم شرائها من األسواق األسبوعية المجاورة» وهكذا يأخذ
السكن شكل مربع أو مستطيل يوجد فيه أربع يبوت فأكثر» باإلضافة إلى وسط الدار " القور "» مع
المطبخ» والمرحاض» فضال عن اإلسطبل ( الزريبة ) الذي يحوي الحيوانات.
بالموازاة مع ذلك» نجد الفئة المحظوظة من ساكنة زومي تفضل السكن العصري المتمثل في
استعمال اآلجور واالسمنت وأدوات البناء الحديثة» وأحيانا نجدها تستعن بنموذجين من السكن؛ األول
تقليدي مبني بالطوب والقزدير» واآلخر عصري مبني باآلجور واالسمنت» وهذه االزدواجية في السكن إن
دلت على شيء إنما يدل على أن هذه الفئة تجمع بين القديم والجديد في تناغم قل نظيره» زيادة على
12
ذلك أصبح الئاس بالمنطقة يلجأون إلى البناء العصري» من أجل التعبير عن مكانتهم االجتماعية بمذا
الفعل الذي قد يدل على أن صاحب هذا المنزل العصري يحظى بثروة مادية طائلة أهلته إلى بناء هذا
النوع من السكن» وأنه إنسان باللفظ امحلي "ولد الزمان"» ومنفتح "لي جال هو لي عرف بحق الرجال".
أي أن تحركه ني المجال المغربي واحتكاكه بكثرة مع أشخاص في المدن جعاته يكتسب خيرة في هذا
الميدان» وبالتالي فهو إنسان في كل األحوال "مسلك راسو" .ولديه ثقافة حضرية.
وهذا بطبيعة الحال يجعله يرتقي اجتماعياء ألن سكان المنطقة يتبنون ذلك الخطاب الذي تروجه
المدينة عن القرية والذي يكرس مدى تفوق الثقافة الحضرية على الثقافة القروية .
1/3
بين الطرفين يصبح هذا البزناز وذاك الدركي " صحاب " .ربما هذه الظاهرة كانت نتاجا للتغير
االجتماعي الذي حصل بلمنطقة» إذ أدى إلى أهمية العالقات الثانوية على حساب العالقات األولية
التي أصبحت مهمشة ومقلصة:؛ وهذا االنتقال من العالقات األولية إلى العالقات الثانوية يؤدي إلى الحد
من وظائف بعض المؤسسات االجتماعية كاألسرة» ألن هذه الوظائف تصبح من مهام المؤوسسات
الكبرى» يتم إذن نقل اختصاصات العالقات الثانوية» وهذا التحول يتسم بتقلص مكانة اإلطارات
( »)54ويالحظ أيضا أن حجم وفعالية االرتباطات العمودية بين الطرفين ( المخرن /البزنازة ) يرتبط
بصفة هائلة مع التحوالت التي يعرفها هذا المجتمع» وهذه االرتباطات العمودية تسمى أحيانا بعالقة
اإلخاء -الرفاق -األصحاب -إال أن التسمية الغالبة هي العالقات الزبونية .
ولذلك سنجد بعض الممارسات الغير المسؤولة التي كان يقوم بما بعض الدركيين مع هؤالء
البزنازة» بيد أنه عندما تنجح عملية التهريب وتمر بسالم بتواطوء بعض عناصر الدرك الملكي» يعود هذا
البزناز في نماية األمر ويقدم حصة من المال لؤالء الدركيين مقابل خدمتهم تلك» وأحيانا نجد البزنازة
الكبار يلجأون إلى ما يسمى بالتعبير امحلي بعملية " شري الطريق " إذ يقوم هؤالء بتقديم عروض
مغرية للدركيين مقابل السماح لسلعتهم بالمرور والوصول إلى المكان المطلوب» وأحيانا أخرى يتم هذا
األمر بالتدسيق مع البزناز وأحد الدركيين» حيث يقوم هذا األخير بتقديم معلومات عن الدركيين اآلخرين
حتى يستطيع البزناز بحبهم وتحاشيهم .
ذلك هو مضمون ممارسة المخزن بزومي األمس القريب» لكن منذ سنتي 2009 - 2008
بدأت األمور تختلف شيئا ماء بفعل ضغوطات دول االتحاد األوروبي على المغرب تحاربة هذه الزراعة»
ومنع تصديرها لدول االتحاد .حيث يعتبر الحشيش المغربي األكثر رواجا في أوروباء ومنح االتحاد األوروبي
مساعدات مالية للمغرب في عام 2009بأكثر من 290يورو لثني المزارعين عن التخلي عن هذه
الزراعة» فعمدت السلطات امحلية إلى إتالف محاصيل المزارعين كلما جاء موسم الحصاد» وتحرر مذكرات
بحث في حقهم لحجز مدخراتم من محصول الكيف من عقر دارهم ,وتمرغ كرامتهم في التراب عقابا لهم
على عصيانهم وزراعتهم لهذه النبتة امحظورة» وأصبحت الساكنة تعيش حالة من الفزع والخنوف المترقب
من قبل السلطات انحلية
) 54شيل جسوسء جدلية العام والخاص في العالقات الزبونية :االتحاد االشتراكي 23نونبر - 1989العدد :2301ص 21
14
لداء تحسيسي حول محاربة زراعة الكيف بعمالة اقليم شفشاون سنة 2008
15
5
6
النالنه!
7
7.
4
أله
:
ٍ
ُ
2
2
06
وإلى جانب هذا تقوت شوكة المخزن في اآلونة األخيرة» حيث فج إستراتيجية الترهيب من
جهة» وإستراتيجية الترغيب من جهة ثانية» اإلستراتيجية األولى تقوم على محاربة هذه الزراعة وإتالفهاء
ومالحقة المزارعين الذين يتعاطون الء أما االستراتيجية الثانية فترمي إلى ترغيب الساكنة لثنيهم عن هذه
الزراعة» وذلك عن طريق تقديم بديل اقتصادي لهمء الذي يكمن أساسا في غرس بعض األشجار
المثمرة» كأشجار الزيتون والكروم» لكن هذه الساكنة عبرت عن رفضها لهذا البديل ذو المردودية الضعيفة
من الناحية االقتصادية» فالساكنة ترهن نفسها بزراعة الكيف» وتعتبر حياتما متوقفة عليه» ألنه ببساطة
المنقذ الوحيد من الفقر حسب تعبير بعض المستجوبين " األرض ديانا صعيب باش تعاوضة؛ صعيب
اإلنسان يعيش بال كيف؛ هذي مكيناش" " ,صعيب نتخيلو البالد بالكيف غرجعوا للجوع
وصافي "» ويفهم من هذا الكالم أن الحياة بدون كيف حسب هؤالء الفالحين يعني الفقر والضعف
والتشرد والسيبة» إنه ذلك الماضي األليم الذي يتم استحضاره مع غياب الكيف» ويتم إبعاده ونسيانه
بحضوره» ويبدو أن الساكنة تطمح إلى تحقيق بديل اقتصادي يضاهي مردودية الكيف الذي استأنس به
هؤالء الفالحين إلى حد الولع؛ " خصنا البديل يكون فيه الفلوس بحال الكيف ,ألن الزمان تبدل»
والوقت صعاب .والمعيشة غالت .,واألرض دينا ضعيفة ومانعة وفيها تمارة " » بمعنى أن طبيعة
األراضي غير الصالحة للزراعة تطغى على هذا الوسط » إذ تقدر مساحة األراضي البورية ذات اإلنناجية
الضعيفة ب 6726هكتار» في مقابل مساحة األراضي الصالحة للزراعة التي تصل إلى 144هكتار.
وقد نجد أحيانا بعض أفراد المنطقة يعاتبون هذه الزراعة التي أفقدتمم كرامتهم ورجولتهم " الكيف دخل
علينا الذل "»لكنهم مع ذلك يعتيرونه بمثابة ذلك الشر الذي ال بد منه .
على كل حال فقد نجم عن هذه الحملة تحاربة الكيف»ء ردود أفعال ساخطة في معظم
الدواوير برومي التي تعتمد على زراعة الكيف كجرء مهم في نشاطها االقتصادي» فهناك من الفالحين
من راقب عملية إتالف محاصيله بحرقة وتأسف دون أن يحرك ساكناء في حين هناك بعض الدواوير كان
نا رد فعل عدواني على المخزن عند قيامه بمهمة محاربة هذه الزراعة التي تشكل مصدر رزقهم» كدوار
الخرفان والعنصارء إذ أل الدوار األول إلى استخدام الحجارة ورميها على المخزن الذي تشكل أنذاك من
القايدء ورجال الدرك والقوات المساعدة» ومقدم الدوار» فضال عن الخدام الذين تم توظيفهم في عملية
امخاربة» وقد كانت الجبال والمسالك الوعرة في صالح هؤالء الفالحين الذين لحم خبرة جيدة بمجالم وأنمم
سارعوا إلى تعبئة الدواوير امجاورة على الوقوف ضد المخرن» ذلك أنه إذ لم يقفوا جميعا وقفة الرجل الواحد
حسب تعبيرهم فإن المخزن سيقضي على الكيف الذي يشكل قوت حياتمم» فاعتمدوا في هذا الصدد
لمفل القائل "إلى حالق خوك غير خمر راسك أنت" :هذا يعني بأنه إذا أصيبت إحدى الدواوير المجاورة
بمكروه أو بسوء فذلك مؤشر يقيني بأن الدور سيأت إلى الدواوير الممجاورة ال محالة» وأن المسألة مسألة
717
وقت فقط ال غير» لهذا قد تفضل بعض الدواوير الدخول في مواجهة مع المخزن و " وضرب الحديد
محدو باقي سخون " .وأن تختار الحجوم كوسيلة للدفاع ألنما وصلت إلى وضع لم يعد لما ما تخسره»
حيث نجد بعض الفالحين يردد على أن السجن أولى له من البقاء بدون كيف»ء وأن زومي بدون كيف
هبي سجن بحد ذاته» وربما تكون أقصى منه» ذلك ألن السجن يوزع فيه على األقل األكل بامجان
حسب تعبيرهم .
ولرها كانت من أهم انعكاسات هذه الحملة ضد زراعة الكيف هي هجر المزارعين المعوزين إلى
المدن للبحث عن فرص الشغلء» فبعدما كانت زومي سابقًا منطقة جذابة للسكان» أصبحت اليوم في
ظل هذه الحملة منطقة طاردة للسكان» وهذا يعني أن زومي في اآلونة األخيرة أصبحت تصدر مشاكلها
إلى المدن» وأن تفاقم الظروف الصعبة أدى بالمزارعين المعوزين إلى أن يولوا وجوههم نحو الحجرة؛ من ثم
فإن التأويل السياسي للمشكلة المعيشية لؤالء سيعلن عنه في المدينة حتما ( »)55ذلك ألن المهاجر في
هذه الحالة يحد نفسه مرغما على ال هجرة» ألن زومي بوسائلها التقليدية بدون كيف ال تضمن له أبسط
ظروف العيش األساسية» إن هذا المهاجر إذن شخص لم يختر الرحيل وإنما أرغم عليه»؛ شخص لم يستعد
ال موضوعيا وال ذاتيا هذه العملية ولكنها كانت تمثل المخرج الوحيد .
بال شاكء أن الكيف أصبح مرض سرطاني ينخر جسد المجتمع الزومي وعيته ببطء » فعلى
الرغم من هذه المجهودات الظرفية التي قامت بما الدولة للقضاء على زراعة الكيفء إال أن هذا لم يعط
ثماره أمام عناد الفالحين الذين يعتبرونه حقا مشروعا لهم مادام البديل االقتصادي الذي بإمكانه تغطية
حاجيتهم األساسية غير متوفر بعد» وأتضح ذلك من خالل قيام أهالي ساكنة زومي بتظاهرات
احتنجاجية سنة 2010للتعبير عن مطلبهم في مواصلة زراعة الكيف واستنكارهم ورفضهم محاريته من
قبل السلطات» ويبدو أن الظروف السياسية المساسة التي يعيشها العالم العربي والمغربي خالل هذه السنة
كانت في صالح هؤالء المزارعين» ففي السنة الفارطة وهذه السنة كذلك ( ») 2012واصلت زومي
زراعتها للكيف» وربما توسعت هذه الزراعة لتغزوا أماكن جديدة في بعض المناطق المجاورة من قبيل دوار
ونانة» أوالد بودير» القيطون ,الممواويس» الكزيرة» والزواقين » هاته الدواوير كانت تابعة لعمالة سيدي
- ) 5ريمي لوفوء الفالح المغربي المدافع عن العرشء ترجمة عي بن الشيخ ,الطبعة األولى منشورات وجهة نظر ( ) 2
22011
ص 307
198
طبعاء ساهم انشغال السلطات بما يجري في المغرب وثي البلدان العربية من فوران شعبي في هذا
التوسع الكيفي» فضال عن مشكل الجفاف الذي ضرب المغرب هذه السنة» ناهيك عن مشكل المزانية
المالية التي تعيشها الدولة المغربية؛ ذلك ألن محاربة هذه الزراعة تتطلب أحيانا وسائل تقنية عالية من قبيل
األدوية السامة المعدة خصيصا للقضاء على نبات الكيف والتي يتم رميها على المحاصيل الكيفية بواسطة
الهميلكويتر قصد إتالفهاء ومثل هذا النوع من العمليات يتم غالبا في المناطق السهلية القريبة من األودية
ومنابع المياه» أما فيما يخص األراضي المجرئة والبورية» يتم توظيف الخدم من قبل المخزن إلتالف الكيف
بواسطة أداة حادة تستعمل في الحصاد تسمى " المنجل " » هؤالء الخدم قد يفوق عددهم 30
شخصاء يؤدون عملهم بأجور ال تقل عن 100درهم في اليوم .
لقد ضغطت السلطات انحلية بشدة على الساكنة لثنيهم عن الزراعة خالل فترة امحاربة» عن
طريق بعض المداهمات التي كان يقوم بما المخزن على حين غرة ليقتحم بيوت الفالحين إليحاد الحشيش
واعتقال الفالحين المتلبسين في هذا الشأن» وهذه المداهمات التي استمرت ثالث سنوات من عمر الحملة
ضد الكيف ابتداء من 2008إلى » 2012؛ جعلت الفالح أكثر حذرا وأكثر خوفا من المخزن» إذ
أصبح الفالح يتجنب إدخال كل ما يمد بصلة إلى الكيف ومشتقاته إلى منزله» باستثناء الحشيش التي قد
يعمد إلى تخبيئها بدقة في مكان بالمنزل ال يخطر على بال المخزن» ويقوم بعملية تجفيف الكيف
وتصنيعه في مكان خارج المنزل» حيث يكون كذلك بعيدا عن أعين الناس غخافة الوقوع في مغبة ما
يسمى ب" التيركيك " .
كل هذه الضغوطات أدت إلى ندرت البذور الكيفية الشيء الذي دفع بعض الفالحين
خالل السنة السابقة ( ) 2011إلى شراء بذور الكيف بثمن مرتفع نسبيا يفوقك 100درهم للكيلو
كرام الواحد» هذا بالنسبة لبذور الكيف العادي الذي يسمى عحليا ' الكيف البل ِدية " .مع العلم أن في
المغرب وتحديدا في كتامة وبابرد تزرع بذور لسالالت كيفية مختلفة من قبيل مكسيكانّة التي تعتبر من
أجود السالالت الكيفية الجيدة» بأ بعدها الفوكة ,ثم َخزدالة» وبعدها الماريواناء ثم باكستانة ,إال
أن الكيف العادية * ( البلدية ) هي التي تميمن على معظم المناطق» وخاصة برومي» لكن في األيام
األخيرة أصبحت زومي تشتري بعض السالالت الكيفية الجديدة عن المنطقة ك " خردالة " الي تتطلب
عناية وسقي كبيرين» وتحناج إلى وقت طويل لتدمو وتنضج ( 6أشهر على األقل )» وأنما تزرع في
األراضي المسقية» وقد أقتنى بعض األفراد بمنطقة زومي بذور خردالة بثمن لم يقل عن 500درهم
' ) -مصطلح جديد ظهر مع ظهور بذور السالالت الكيفية األخرى .وهناك من األفراد اليوم من يطلق عليها ب " الزبلة "
وهذا اللفظ يحمل دالالت قدحية لهذه الساللة المنتشرة في المنطقة بكثرة ,بمعنى أخر أن مكانة هذه األخيرة تراجعت بفعل تدهور
ثمنها وارتفاع ثمن األنواع األخرى المطلوبة في سوق االقتصاد األسود المتعلق بالمخدرات .األمر الذي يجعل ثمنها مرتفعا .
19
للكيلوغرام الواحد» وحسب ما أكد أحد المستجوبين أن هذه البذور توجد كذلك في بعض المحالت
التجارية التي تقوم ببيع بذور الكيف معلبة في أوعية بالستيكية » يتم إنتاجها إلطعام الطيور» وتنتجها
شركة اسبانية مجهولة االسمء وأن الوعاء الذي يوجد بداخله بذور الكيف هاته مرسوم فيه» إما صورة
األفعى وهذا يكون من النوع الجيد» أو صورة العقرب التي تعتبر أقل درجة من األولى» أو صورة الحجل "
الحجلة " وهذه األخيرة تأي ني الدرجة الثالفة» ولرها كانت من أهم العوامل التي تشجع على زراعة
ساللة خؤدالة » هو ارتفاع ثمنها مقارنة مع الحشيش العادية» إذ أن ثمنها يُضاعف ثمن الحشيش المسماة
" البلدية "» ذلك ألن ثمنها اليوم يتجاوز 5500درهم للكيلوغرام الواحد من النوع الجيد» لكنها
تعرف حضورا ضعيفا جدا نظرا محدودية األراضي وقلت المياه الجوفية والسطحية بالمنطقة .
خالصة :
إن الكيف أفرز ظواهر اجتماعية جديدة بزومي سواء على المستوى الميكروسوسيولوجي أو
الماكروسوسيولوجى» وأنه غير قواعد اللعب» وأثر على الياكل االجتماعية واالقتصادية» وأحدث انقالبا
جذريا في القيم والمفاهيم على مستوى المنطقة ككل» من قبيل تسمم العالقات العائلية وتفككها وطغيان
الفردانية» والنظرة التشيئية لإلنسان واالستغاللية» وارتفاع نسبة الطالق والهجرة» وتفاحش الفوارق الطبقية
والشيء الجدير بالتسجيل هناء هو انتقال المجتمع من التضامن القبلي إلى الفردانية» أو حسب
ما ذهب إليه أحد المستجوبين الذي عبر وبتأسف على أن المنطقة فقدت خمس خصال هي " :الكرم
" » " النية " » " المعقول " " .الحيا " » "البركة " .وهذه الخصال التي كانت تعثير من شيم ساكنة
زومي تراجعت إذ لم نقل أنما تحطمت بالكامل» وأصبحنا أمام مفاهيم جديدة من قبيل " المطور " " ,
القافز " " .حشومة المراة ديال الشيطان " " ,المقازدير "؛ وهذه هي ثقافة الهامش التي طعمها
الكيف وذكى نيرانماء فقل الوازع الديني» وتراجعت أساليب الضبط غير الرسمية المتمثلة في العادات
التقاليد واألعراف؛ وما يبرر هذا الطرح هو عبارة سمعتها كثيرا من أفواه العديد من المستجوبين وهي " :
منادم ديانا كيخاف ما كيحشم" أو "منادم ديانا كمون إلى محكيتيهش ميتلقش الريحة" .هذا يفسر أن
اجتمع بزومي أنتقل من االعتماد على أساليب الضبط غير الرسمي» إلى أساليب الضبط الرسمي .
50
خالصات واستنتاجات
واآلن؛ ماذا يسعنا أن نقول إن اجتهدنا في خوض هاته المغامرة التي ال تخلو من صعوبات
ومعيقات» خصوصا إذا تعلق األمر بطالب مبتدئ يحاول تقليد الخبراء الباحثين في العلوم االجتماعية»
هل استطعنا فعال أن نقدم إجابة حقيقية عن اإلشكالية التي تناولناها في هذا البحث ؟ .
في إطار اإلجابة عن هذا السؤال» نشير إلى أننا توصلنا انطالقا من تحليلنا للمعطيات الميدانية
التي قمنا بتجميعهاء إلى خالصة مفادها أن الكيف أثر بشكل مباشر على القيم امحلية لهذا امجتمع» وأنه
أثر على نمط عيش الساكنة بزومي» فانتقلت هذه األخيرة من االعتماد على الزراعة المعيشية المتنوعة» إلى
االعتماد على الزراعة التسويقية األحادية المرتكز والي تتسم بمردوديتها االقتصادية المرتفعة» ومن مجتمع
يقدس أعراف القبيلة ويحترمها وعتثل لهاء إلى مجتمع ينزع إلى الفردانية واألنانية» ومن األسرة الممتدة إلى
األسرة النووية» وأفرزت هذه الزراعة الممنوعة قانونيا طبقة جديدة طا دور الريادة في التأثير على الشؤون
التي لها عالقة بالكيف» فتمخض عن ذلك صراعات ذات طبيعة مصلحية بامتياز» الغاية من ورائها هو
تحقيق الربح السريع سواء تم ذلك بطرق مشروعة أو غير مشروعة؛ فأصبحت المصالح هي من تحرك
األفراد» وهي من توجه أفعالهم .
وهذا ما يدل على أن العالقات العائلية» بشكل خاصء واالجتماعية بشكل عام أصبحت
تتسمم وتنجه نحو التفكك واالضمحالل و االستغاللية» وأصبحت قيم التضامن والتآزر والتكامل
تتراجع شيئا فشيئاء لدرجة أصبح اإلنسان عبارة عن أرقام أو باألحرى عبارة عن دراهم ( صحبك
يبدلك بدرهم )» وأن االنسان أصبح يُقيم بالمال ( الرجل مكيعيبو غير جيبو )» إذن الكيف بمذا المعنى
ساهم ف تكريس النظرة التشيئية والتسليعية لإلنسان بمنطقة زومي .
ومرد هذا الخلل إلى الكيف الذي ساهم في تحويل حياة الفالح من وضعية المعطوف عليه إلى
وضعية امحقود عليه» ذلك ألن فالح زومي أنتقل من زراعة المتتوجات الغذائية المختلفة إلى زراعة السموم
الحشيشية المضرة بصحة االنسان؛ وأن امتهانه ذه الحرفة غير القانونية ساهم في توجه الشباب إلى
اتتحار جماعي عن طريق التعاطي للمخدرات كوسيلة للخروج من واقعهم المشثوم الذي اختلطت فيه
أوراق اللعب» فأصبح الحسن قبيحاء والقبيح حسناء والحرام خالالء والحالل حراما .
ومن هنا يمكن أن غنتم بمثل شعبي جاء على لسان أحد المستجوبين " :لي معمرو كان كان »
و ال ْبعار نؤرو " ,أي كل مالم يكن سابقا ( قبل الكيف ) 4أصبح كائنا اليوم» وأن فضالت الكالب (
البعار ) أضحت اليوم تزهر» فهذا المذل سهل علينا مأمورية الختم» كونه يلخص عمق التحوالت التي
ضربت المجتمع الزومي» لدرجة أصبحت زومي زهرة جميلة تأبى العيش فوق التراب الطاهر» وتفضل أن
81
تزهر على أرضية مليئة بفضالت الكالب» فالزهور هنا كناية على المال الذي جعل من زومي وردة
جميلة المظهر» لكنها في نفس اآلن كريهة الرائحة» فالكيف بمذا المعنى وحسب هذا المثل الشعبي ظاهره
حسن» وباطنه خبيث .٠
52
03
[عنا معلومات حول المبحوث
الجدس :ذكر
السن32 :
النشاط األساسي:
54
ج :كانت العائلة مزيانة » وكانت دها كاتكون مجموعة ومتضامنة مع بعضهاء النوت مكنوش كيتفرقواء الناس ديا
كانوا كيفضلو يزوجو من العائلة وخاصة بنت العم» وكيقول داك المتال ديانا " خود بنت قاربة وال تاخذ بنت غرابة "2
يعبي خذ المراة لي قريبة عليك حسن من المرة لي غريبة .
ج :الناس ديال الدوار كانوا كيتحاماو مع بعضهم» لكن بعض المرات كان كيبقى الدوار خاوي » األكثرية كانوا
كيطلعوا لبني احمد وكتامة باش يخدمو » وتماك كانو كيخدموا باش يجيبو لوالدهم مايكلو» والناس فدوار كانوا كيتعاونو
مع بعضهم في الشغل وف البني والحصاد ويقفوا مع شي واحد إلى وقعت ليه شيحاجة .أما مع الدواوار رين كانت
المشاكل بين الدواوار كدنوض على العياالت» أخور كيجي ويبقى يبسل على بنت الدوار مكناش كيعجبنا الحال» أو
ينود الصداع على األرض أو الماء خصوصا في االيامات ديال الجفاف.
ج :الوالي لي مشهور عندنا هو موالي عمران الشريف لي موجود فدوار ديال الزاوية » الناس ديال القبيلة مازالت كتزوروا
لحد اآلن» الناس كيتبركو بيه باش يرزقم الله الشفا واالوالد أو أي حاجة خاصاتوء وموالي عمران كيذبحولو الور فيوم
الردة» وكيغرعوه ومن بعد كيبداو النسا كيتسبقوا على الدم والشعار ديال الثور لي مذبوح .
ج :كانت بجلود كانو الناس كيعملو الجلود على راسم ويخرجوا في االيامات ديلعيد» كانت كتبدا مع عيد الكبير بعد
ميذبحو الناس الضحية » كان واحد كيسميواه سونا أو العروسة كيبقى يدخل عشى من دار لدار يطلب شى حاجة
يعطوهالو موالين الدار» كان هدشى كيستمر 8أيام وكيبدا مار العيد» لكن بعض المارات كتلقى ديك الناس لي
كيعملو الجلود على راسهم باسلين بزاف» حيت كيخسرو الحدرة وبعض المرات كيدخلو لديور دناس ويسرقو » وال لقاو
شي بنت كيبقاو يبسلو عليها ويقلونها كالم خايب .وكانت كعوانة حتى هي كانوا الناس لي عاد تزوجواء كيديرو واحد
الكسعة ديال الطعام واللحم والبيض والجاج ويدرو الطعام للجامع؛ ويبداو يتعايرو مع بعضهم شكون لي عندو الطعام
حسن» الطعام لي كالاوه كيحيو ويشكرو المراة ديك الراجل لكلولو الطعام ديالو » والطعام لي مشو لذيذ كانوا كيخليواه
ويعزلوه ويديرو فيه الدرو ويبقاو الناس كيعرو فمواله ويضحكو عليه حيت مراتو معرفيتش تعمل الطعام مزيان .
ج :الكيف دخال لبني مسارة من جهة تاينرة وببي كولش وبي زياد» هدو هم لي زرعوه اللواال فبيي مسارة » حيت
كانت عندهم األرض قريبة على بني أحمد ي كانت كتعمل الكيف ديك الساعات» وبعد ديكشي مين شفوه الناس
دخال للقبيلة بداو يزرعوه واحد مور واحد ونتقل من دوار لدوار» وفوق من هدشي كامل كانوا الناس ديانا كيطلعوا
55
يخدمو فلجبل في الكيف ومنتما جبو الزريعة » كاين لي عطوهالوا وكاين لي شراها » حيت الناس ديانا كانو قبل
الكيف كيعملو الطابة بلحاق الكيف فيه الفلوس كتار من الطابة .
س :أول مرحلة كتجي التدري فيه كنعزلو الزريعة على السربي » كنرميو السري وتخليو الزريعة باش نزرعوها في األرض»
وكنستعملو هنايا بوسيار » كنسيرو به الزريعة» ومن األحسن يكون التدري في مكان فيه الريح باش كتسهال المأمورية
ديال التدري » حيت الريح كيدي السري بعيد على الزريعة » ومن بعد هد المرحلة كتجي المرحلة دالقليب » فيه كتحرثوا
األرض بال زريعة» باش تزيان وتستافد من الشتاء وما ينوضشي الربيع لي كي أثار على الكيضف» وبعدو كتجي المرحلة
ديال الحرث أو الردان» فهذ المرحلة كنزرعو األرض بالكيف ونتسناواه ينوض» وما يكبر كتجي المرحلة ديال النقاشة فيها
كنحيدو الربيع من الكيف باش يكبر مزيان» وبعدها كتجي المرحلة ديال خليع الذكار فيها كنزولو الذكر دلكيف باش
يخفف » منين كيطيب كتجي المرحلة ديال القطيع » وبعد القطيع كيجي التنشار» يعني كنشرو الكيف يتشميس فشمس
» منين كند خلوه لدار كيجي الدقان فيه كنخرجو الحشيش باش نبيعوها .
ج :فلول كنجلدو البانيو بالمخرقة ديال الدقان كاتكون كحلة في اللون ديالهاء وكنجيبو الطوبو ونقطعوه على قد الطول
ديال هداك إلي كيدوق» ومن بعد كنخشيو البانيو فطوبو » ونديرو في البانيو الكيف ونشدوه» ونبداو ندقوه بالرطايل
ديال الدقان» وبمد الطريقة كيتغربل الكيف ويصير حشيشء فالدقة األولى كنسموها الطبيصلة» فهد الحالة كنستعملو
العواد ديال الدقان رقاق» ومكانضربوشي البانيو بالجهد باش تخروج السلعة مزيانة ومنخسروهاش» أما في العادي
كنخدو العواد ديال الدقان يكنو شويا كبار باش تمبطو السلعة بزاف» لكن في التشلشلة كنعطو الداق ألننا هنايا
كيهمنا العدد أو الكمية ديال الحشيش كتار من الجودة ديالحاء حيت التشليلة كتكون رخيصة .
اج :كيجيو البزنازة بالطموبيل ديالهم لدار كيبيعولهم بالشطبة حيت أول مرة مكناش كنعرفو ندقو الخدام هو لي كان
كيتكلف بكولشي » أو كيبعوه بالغبرة ( حشيش )» والبزناز قدار يكون من الدوار أو خارج الدوار كيجي ويبدا يسول
الناس شكون عندو السلعة ولي كان عندو كيقول أنا عندي » وكيديه لدار باش يوريه سلعة» ويتفهمو ف الثمن ديالها .
س :ماهى المعايير المعتمدة في تحديد من الحشيش ؟
اج :الحشيش فيها أنواع» النوع لي مزيان كيتسمى " الغلي غبرة" هذا هو رقم واحد فلحشيش» وكيجي موراه التكماش
إي كيكون إما مزيان أو نقص أو بين وبين » وبعدو كتجي الطبيصلة؛ والطبيصلة فيها ثالثة ديال االنواع النوع األول
كيسمواه الطمبو األول ثم الطمبو الثاني ثم الطمبو الثالث؛» هد النوعية ديال الحشيش كتخروج فالدقة األول »
وكيجربوها باليد » يعني بالبصمات ديال اليد » وبمذ الطريقة كيعرفوها واش مزيانة أو الء أما الدقة الثانية كناقاو فيها
العادي وبعدو كتجي التشليلة» ومن بعد التشليلة كيبقى غير "السري" » كندريواه وتخدو منو الزريعة ولحوه الفزبالة» لهذا
56
العادي كيتجرب بالنار مشي بالبصمة وح التشليلة كذلك» لكن التشلشلة غالبا كيزدوها مواد أخرى باش كيطرفغوها
ويزوروها وبيعها بئمن أعلى من الثمن ديالها األصلي .
س :كم وصل من الكيف ومشتقاته هذا العام ؟
ج :الكيف معندوش واحد الثمن» الثمن دياالو ديما طالع هبط» مكيستقرشي فوحد الثمن» لكن فهد
األيامات األخيرة الحشيش ناعسة ماكينش لي كيسول فيهاء اليوم كيجي البزناز ويعطيك 4500درهم
للكيلو » هدشي إلى كانت الحشيش مزيانة» أما إلى كانت نقصة قدار تبعيها غير ب 2500درهم
للكغ الواحد» لكن وخا هكاك الحشيش داغيا عود كتطالع في الثمن وتنزل داغيا عود » مرة كتكون
نعسة مرة محركة على حسب السوق والطلب .
س :هل لديكم سالالت كيفية أخرى غير الساللة العادية التي تزرعونا في غالب األحيان ؟
ج :نعم» فلول كانت عندنا غير الكيف العادية كتسمى " الكيف البلدية "» لكن مؤخرا قاللت الزريعة
بداو كيشريو الزريعة من باليص أخرى »وهاد العام كين بزاف دناس لي زرعو خردالة» هاد النوع دلكيف
غالي» لكن كيتزراع غير قريب على الماء» هد النوع جديد على المنطقة مكانش كين من قبل .
ج :الشباب هم لي كيستهلكو الحشيش بزاف» خصوصا فلعراس والحفالت» كيكميو الجوانات» يعني كيجيبو الكارو
والنبرو وديرو فيه الجوناة ويكميواه» أما الناس الكبار هم غالبا ما يكميو السبسي» واليوم هداك لي كيكمي صباح عادي
كتلقى أخور مازال برهوش وهو مبلي وكيكيف.
س :كيف تتم عملية تقسيم العمل أثناء زرع واعداد الكيف حسب النوع االجتماعي؟
ج :قي البداية الناس مكنوش كيعملو الخدامة» كلشي كان كيخلم؛ وحاليا المرا كتخدم مع الرجل فتنقية الكيف
والنقاشة والقطيع؛ أما الراجل كيتكلف باألمور آلخرة بحال العسة والدقان والحرث والتنقال» والمراة كتهتم بالشغول
ديال الدار .
ج :الكيف ساهم بزاف في القراية» حيت قبل الكيف الناس ماكنتش عندا باش تقري والدهاء أما اليوم الحمد الله شويا
الناس بداو يقراو ويتفهمو في المدرسة» كاين لي قرا مزيان وستافد من الكيف » وكاين لي خرج بسببو حيت لقى
الفلوس وتفلس» وبقى مكاين غير الدوران والتسلكيط » ال قراية » ال رعاية .
537
س :هل صاحب الكيف تأثيرات على مستوى العادات واألعراف الخلية ؟
ج :توازة مابقاتش كيما شحال هادي» والعروسة والتقاليد ديال العروس مبقاتش كيما كانت» ورجعوا الناس كيقلدو
غير ديكشى لي كيدوز فالتلفازة» وصبح منادم كيحتقر العادات والتقاليد ديالو» وهذا كامل بعد ما دخال الكيف
للبالد» حيث منادم ديانا بدا كيتحرك وطليل على العادات دالمدينة أي أثرت فيه بزاف .
ج :عنداك البزنازة والناس لي لباس عليهم ودركو من الكيف» شراو الديور فالمدينة» ودارو المشاريع تماك» كاين لي دار
غريما كاين لي عندو القهوة» كاين لي عندو الحانوت كيبيع ويشري» وهاد الناس كيرجعو ب الصيف باش يحدرو على
دقان ديال الكيف ديالهم لي كيعطيواه لشي واحد بالثلث أو بالنص» أما الناس لي فقراء مساكن فهد االيامات األخيرة
بداو كيهجرو للمدينة باش يقلبوا على المخندمة؛ حيت الكيف اليوم رخص بزاف» ومبقاش كيوفرهم الحاجات األساسية
ديالهم» وال فيه المشاكل وصائي.
ج :كاين واحد كيقول الكيف حرام؛ األرض ديالو كيديرها بالزراع» لكن والدو معزولين عليه وكيدرو الكيف» أما
اليوم هاد الرجل مات» ودابا كلشى كيعمل الكيف.
حضي بعياتو» ويالشافوك ديرق الباس مكيسمحلومشي خطرهم تكون أنت ناجح في حياتك» وصبحت المصحلة هي
بي كاينة دابا » كلشي باغي الفلوس " مع الفلوس مكاين ال عاطفة وال صداقة" .
ج :عندك الصراع مع الجندارم ألي حصل كيودي » ويخلصن مبالغ كبيرة بزاف» الصراع على األرض والحدود؛ والصراع
بين البزنازة مع بعضهم » الكيف خلق بزاف ديال المشاكل » اليوم إلى كان عندك الكيف فالدار و عملتي مع شواحد
شي شجار أو نزاع قدار يجيب لك الجندارم» ويدير شكاية بأنك عندك الكيف والحشيش فدارء الكيف خلنا نتنازلو
على كرامتناء فهاد الزمان مابقت ثيقة حتى فواحد» ومنادم ديانا كيخف ماكايحشمء كيدير غير جوج الرياالت فجيبو
كيبقى يحسبلو راسو هو طارزة .
ج :ميمكنش البديل ممقبولش خصنا يبقى الكيف ديماء حيت إلى اتمنع الكيف عرجعو للجوع والفقر والسرقة والسيبة»
"ماتبدل خوك غير بقبح منو" » يعني متبدل الكيف غير بقبح منو .
568
© بيبليوغرافيا :
المصادر باللغة العربية:
.ابن منظور اإلفريقى» لسان العرب» دار صادر» بيروت» مجلد . 12
89
عبد الرحمن» ابن خلدون .المقدمة» الطبعة األولى» دار القلم» بيروت . 1978
-رشي مصطفى عليان» وعثمان م غنيم» مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية والتطبيق» الطبعة األولى» دار صفاء
-مروان عبد امجيد إبراهيم أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية» الطبعة األولى » مؤسسة الورق» 2000م .
.د الشرقي» التحوالت االجتماعية في المغرب :من التضامن القبلي إلى الفردانية » إفريقيا الشرق .2009 -
بوطالب تُد نجيب» سوسيولوجيا القبيلة» سلسلة أطروحات الدكتوراه ( ») 41مركز دراسات الوحدة العربية» بيروت
الطبعة األولى» حزيران يونيو . 2002
اهادي الحروي» القبيلة» واإلقطاع والمخزن» مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث 21934 - 1844إفريقيا
الشرق » . 2010
المختار الحراس» القبيلة والسلطة» تطور البنيات االجتماعية في خمال المغرب» المركز الوطني لتنسيق وتخطيط البحث
العلمي والتقني .
-عبد السالم البكاري »اإلشارة و البشارة في تاريخ و أعالم بني مسارة » و ما واالها من مدينة وزان » و قبائل جبالة
الغربية دراسة تاريخية ثقافية -اجتماعية --سياسية و اقتصادية لمنطقة الريف المغربية » الطبعة الثانية» .200/7
عبد السالم البكاري» الوجيز في تاريخ و أعالم بني مسارة و عالقة وزان وما واالها من قبائل جبالة » دراسة وثائقية
تحليلية» الطبعة الثانية . 200/7
.ليليا بنسالم» التحليل االنقسامي مجتمعات المغرب الكبير :حصيلة و تقيم » االنتروبولوجيا و التاريخ» مؤلف جماعي»
الطبعة الثانية» دار توبقال للنشي» . 200/7
-أوكيست موليراس» المغرب المجهول» ترجمة عز الدين الخطابي» الجزء الثاي» منشورات تيفزاز . 2007 » 2
.زين العابدين» الحشيشء المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب بالرياض » 1987 / 1406م .
مصطفى سويفء المخدرات و المجتمع» نظرة تكاملية » عام المعرفة » العدد 205يناير . 1996
.عبد الرحيم العطري :تحوالت المغرب القروي أسثلة التنمية المؤجلة»الطبعة الثانية » طوب بريس -الرباط» .2012
-نوردين الزاهي» الزاوية والحزب» اإلسالم والسياسة في المجتمع المغربي» الطبعة الثانية إفريقيا الشرق -المغرب» 2003
-يول باسكون؛ معالجة رصيد العائالت من الوثائق -مجلة بيت الحكمة؛ الطبعة الثالثة» السنة األولى» أكتوبر
. 6
590
رحال بوبريك .بركة النساء» الدين بصيغة المؤنث» إفريقيا الشرق . 2010
-فيليب سيرنج» الرموز في الفن -األديان -الحياة » ترجمة عبد الحادي عباس دار دمشق للطباعة والنشر .
.حيان سلمان » اقتصاد الظل أو االقتصاد الخفي » جمعية العلوم االقتصادية السورية .
.مختار حسين شبيلي :اإلجرام االقتصادي ولمالي الدولي وسبل مكافحته » مركز الدراسات والبحوث الجامعية نايف
العربية للعلوم األمنية > الرياض . 2007
.عبد الرحيم العطري» سوسيولوجيا الشباب المغربي جدل اإلدماج والتهميش» الطبعة األولى » طوب بريس» .2004
-ريمي لوفوء الفالح المغربي المدافع عن العرشء» ترجمة تمد بن الشيخ » الطبعة األولى
منشورات وجهة نظر (. 2011 ) 2
العربي الواقي» مقاربة النوع والتنمية» السلسلة الشهرية -العدد » 35منشورات رمسيس» دجتير . 2008
.د أديب السالوي» المخدرات في المغرب وف العالم» الطبعة األولى » البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع » . 1997
-بيير بورديو» أسباب عملية إلعادة النظر في الفلسفة » ترجمة أنور مغيث» الطبعة األولى كانون الثاني » دار األزمنة
الحديثة .
-مد بدواح » دور زراعة الكيف في التحوالت االقتصادية االجتماعية و المجالية و آفاق التنمية
فى جبال الريف ٠نماذج من الريف األوسط » أطروحة لنيل الدوكتوراه » تخ الجغرافياء
في 3ج من الريا وا و .ين الدوضوراه » لحصص -
جامعة تمد الخامس » السنة الجامعية . 2002 - 2001
المجالت والمقاالت:
.عبد الجليل حليم؛ الثقافة والتنمية» الثقافة والتحوالت االجتماعية» أعمال الندوة المنظمة من طرف كلية األدب
والعلوم اإلنسانية 2الدار البيضاءء من 16إلى 19مارس 41988منشورات دار عكاض .
.ته جسوس» جدلية العام والخاص في العالقات الزبونية» االتحاد االشتراكي 23نونبر - 1989العدد .2301
اإلدارات:
.الزهرة الخمليشي» محاضرة في السوسيولوجية المغربية» الوضعية» شعبة علم االجتماع» كلية األدب والعلوم اإلنسانية -
تطوان . 2012 - 2011 :
91
.عبد الله أبو عوض » محاضرة في مقاربات التنمية» الوضعية» شعبة علم االجتماع؛ كلية األدب والعلوم اإلنسانية
تطوان . 2012 - 2011 -
دعا .لك ,ك5تامكالع! 1ك ع 12 72116ع5 0ع5 25ناطت 0د5ع : 1عتتقالع 8ع«تتهطء- 851
, 1914 .كعطتههع 15120معتتطعتة يهتامطلوطا
1890- 1902 .لله 210ص 1ك كناطاتنا أه 5م : 111تعتاعتهطك ع .1م -
6000 , 5هع1اطانام طاععكلة تتهحط ع 0ع 2نامقط ع ) 1977 (, 1ممعكهم النتوط -
. 213584 .عدره) 00155اه ناذاكاا
مقدمة 3
اإلطار النظري للبحث 8
الفصل األول :اإلطار المنبهجي للبحث 9
52
- 1 - [1اإلشكالية
- 2 - 1الفرضية
- 2مفهوم القبيلة
- 3القنب الهندي
_ 8المعطيات الدعغرافية
- 2االوضاع االجتماعية
- 4التقاليد العرفية
10
11
13
13
14
17
22
24
28
28
30
30
30
31
33
36
35
36
36
37
39
43
53
- 1 - 4بوجلود
- 2 - 4كعوانة
خالصات واستنتاجات
514
43
44
46
46
41
30
35
58
59
61
63
64
67
69
70
72
75
76
80
83
85
91
94
95