Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫الخاتمة العامة‬

‫تعتبر الميزانية العامة للدولة األداة المبرمجة و الموجهة ألعمال الدولة‪ ،‬وه ذا م ا جعلن ا‬
‫نغوص في مصادر تمويلها‪ ،‬إذ تعتبر موارد الجباية المصدر الرئيسي لها‪ ،‬حيث ش كلت ك ل من‬
‫ا‬ ‫الضرائب على اختالف أنواعها سواء البترولية أو العادية أهمية كبرى إليرادات الميزانية‪ ،‬كونه‬
‫من المصادر التي تحصل منها الدولة على األموال‪ ،‬لتموي ل مختل ف مش اريعها‪،‬إال أن ه ذين‬
‫المصدرين مختلفين من حيث األهمية‪ ،‬وذلك حسب نسبة مساهمة كل منهما في اإلي رادات العام ة‬
‫للدولة‪ ،‬حيث ساهمت الجباية البترولية بأكبر نسبة طول فترة الدراسة‪ ،‬أما الجباية العادية فهي تشكل‬
‫مصدرا ثانيا من حيث المكانة و النسبة ‪ ،‬رغم أنها أكثر موضوعية من الجباية البترولية‪ ،‬التي هي‬
‫خاضعة لتغيرات أسعار النفط وعليه تبقى الضرائب هي الم ورد األساس ي‪ ،‬ألنه ا م ورد دائم‬
‫وتستطيع الدولة االتكال عليها مستقبال‪ ،‬إال أنه رغم عمليات اإلصالح الجبائي تبقى الجباية العادي ة‬
‫تشكل بها النجاحات المحققة حجما أقل من الغايات المسطرة‪ ،‬و حيث عرقلة مجموعة من األسباب‬
‫المادية‪ ،‬و التسييرية‪ ،‬من بلوغ األهداف المرجوة‪ ،‬حيث بقي القط اع الض ريبي يع اني من الغش‬
‫والتهرب الضريبي‪ ،‬وبقيت هذه األسباب مجتمعة مع غيرها من العوامل في إضعاف اإلص الحات‬
‫على تحقيق الطموحات المسطرة لها‪.‬‬

‫ه‬ ‫إن ضعف الفعالية المتعلقة باإلصالح الضريبي‪ ،‬جعلت القائمين عليه يفكرون في تدعيم‬
‫بإجراءات أكثر صرامة‪،‬حتى يتم تحقيق تحصيل الجباية على أكمل وجه‪ ،‬هذه اإلجراءات تمثلت في‬
‫دعم الطاقة الضريبية بصرامة أكثر في محاربة التهرب الضريبي‪،‬و عقلنة التحفيزات الضريبية بما‬
‫يتماشى والظروف السياسية‪،‬و األمنية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والرفع من كفاءة اإلدارة الض ريبية‪ ،‬وجه از‬
‫التحصيل الضريبي‪ ،‬هذا من جهة‪،‬ومن جهة أخرى ترشيد الجه از الحك ومي من خالل محارب ة‬
‫أشكال وآليات الفساد‪.‬‬

‫نتائـج الدراسـة‪:‬‬

‫‪ -‬يحتل التهرب الضريبي المكانة األولى من حيث عرقلة التحصيل الجبائي ‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر الجباية العادية ثاني أكبر مصدر من مصادر تمويل ميزانية الدولة‪.‬‬

‫ة‬ ‫‪ -‬تعتبر الجباية العادية من بين أهم موارد الميزانية العامة التي تستخدم في تغطية النفقات العام‬
‫وتلبية حاجات المجتمع‪ ،‬إال أن مساهمتها في تغطية النفقات لم تكن في المكانة المراد تحقيقها‪ ،‬رغم‬
‫تطور مردوديتها المالية ‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -‬رغم ما جاءت به اإلصالحات الجبائية من أجل بلوغ الجباية العادية الغايات المسطرة‪،‬إال أنها لم‬
‫تحقق النجاح المتوقع بصفة تامة‪.‬‬

‫‪ -‬تحظى الجباية البترولية بالنصيب األكبر من صادرات الجزائر خالل طول فترة الدراسة‪.‬‬

‫رائب‬ ‫‪ -‬لقد أضفى اإلصالح الضريبي بعض النتائج اإليجابية على النظام الضريبي من خالل ض‬
‫جديدة كالضريبة على الدخل اإلجمالي‪ ،‬والضريبة على أرب اح الش ركات‪ ،‬الرس م على القيم ة‬
‫المضافة‪ ،‬التي تتالءم أفضل من السابق مع الواقع االقتصادي ‪.‬‬

‫‪ -‬إن فعالية اإلصالح الضريبي محدودة جدا‪ ،‬تبعا لمختلف المعايير المستعملة لقياسها ألنه تبين لنا‬
‫من خالل تقييم المردودية المالية لإلصالح‪ ،‬أنه رغم تطوره اإليجابي‪ ،‬فه و لم يتمكن من تحقي ق‬
‫ول‬ ‫أهدافه اإلستراتيجية‪ ،‬حيث لم يستطع رفع حصيلة الجباية العادية‪ ،‬بسبب عدم تمكنه من الوص‬
‫إلى أوعية ضريبية جديدة‪ ،‬ذات مردودية كبيرة‪ ،‬زد على ذلك استفحال ظاهرة التهرب الض ريبي‪،‬‬
‫رغم اإلجراءات التي تضمنها اإلصالح للقضاء عليها‪.‬‬

‫ب‪ -‬التوصيات و االقتراحات‪:‬‬

‫‪ -‬يجب على الدولة أن تعتمد على الجباية العادية للحصول على إيراداتها‪ ،‬ألن الجباي ة البترولي ة‬
‫ليست مصدرا دائما‪ ،‬إضافة لكون تقديراتها غير حقيقية‪ ،‬بسبب تذبذب أسعار البترول في األس واق‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬الرفع من إيرادات الجباية العادية‪ ،‬وذلك من خالل العم ل على تحقي ق االتص ال بين اإلدارة‬
‫الضريبية وجهاز التحصيل الضريبي‪ ،‬من خالل تكوين اإلطارات‪ ،‬واألعوان الجبائيون‪ ،‬وإخض اع‬
‫أكبر عدد من المكلفين للمراقبة‪ ،‬والمؤسسات والهيئات التي لها صلة بالضرائب‪ ،‬مم ا يعم ل على‬
‫تضييق فرص التهرب‪ ،‬التي تؤدي في النهاية إلى عدم إفالت الحصيلة الجبائية‪.‬‬

‫‪ -‬على الدولة البحث عن وسائل أكثر نجاعة تمكنها من تحصيل جل اإليرادات الجبائية في األوقات‬
‫المحددة‪.‬‬

‫‪ -‬تدعيم اإلدارة الجبائية بإمكانيات حديثة تمكنها من السير الحسن مث ل اإلعالم اآللي‪ ،‬وش بكات‬
‫االتصال‪.‬‬

‫‪ -‬يتوجب على اإلدارة الضريبية العمل على إنشاء و نشر الثقافة الجبائية لدى المكلفين‪ ،‬مما يمكنها‬
‫من تسوية التحصيل الجبائي دون عوائق أو محالفات‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ -‬إعطاء شفافية أكبر للنظام الضريبي (أي أن القوانين الضريبية ال يشوبها الغم وض‪ ،‬وش فافية‬
‫اإلدارة الضريبية بابتعادها عن الرشوة والمحسوبية في تعاملها م ع المكلفين ) وه ذا م ا ي ؤدي‬
‫بالمكلف بالضريبة إلى أداء واجبة الجبائي دون أي إشكال وفي الوقت المحدد‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء عفو جبائي يسمح بجذب جزء كبير من المتعاملين على مستوى السوق الموازي‪.‬‬

‫‪116‬‬

You might also like