Professional Documents
Culture Documents
شلومو هليل
شلومو هليل
اليهودية لدفع اليهود الى الهجرة الى اسرائيل ووقع نتيجة ذلك قتلى وجرحى
ونهب ممتلكات،
وتلك الحادثة تعرف عراقيا بــــ" فرهود اليهود".
ولد شلومو هالل في عائلة يهودية في العراق العام .1923وعندما كان في الحادية عشر من العمر ،وقعت مجازر ضد اآلشوريين في
العراق ،فنزحت عائلته إلى فلسطين التي كانت تحت االنتداب البريطاني فيما كانت الحركة الصهيونية تكبر .ودرس هالل الزراعة ثم
االدارة العامة واالقتصاد وأصبح منخرطا في النشاط الصهيوني.
وفي األربعينيات ،سافر هالل مجددا الى العراق وعمل سرا من أجل إيجاد سبل لسفر العائالت العراقية اليهودية إلى األرض التي ستعلن
فيها إسرائيل.
وكانت المهمة صعبة وخطرة ،وهو يسلك طرقات عبر سوريا ولبنان واألردن واحيانا ايران.
وتمكن من استئجار طيارين أميركيين سابقين وأمن الحصول على طائرة من طراز "كورتيس سي "46-المخصصة ألغراض النقل
الجوي .وكان سجل هذا الطراز من الطائرات سيئا لدرجة انه كان يطلق عليها "التابوت الطائر" من جانب الجنود االميركيين خالل
الحرب العالمية الثانية حيث كانت تسجل العديد من حاالت اشتعال النيران فيها أو انفجارها أو اختفائها عن الرادارات.
في 23اغسطس/آب ،1947نظم هالل بشكل سري تجمع 100يهودي بغدادي قرب مطار المدينة حيث تم نقلهم بشكل خفي وغير
قانوني جوا الى مستوطنة يهودية بعدما هبطت طائرتهم بشكل خطر في أرض زراعية محروثة.
وبعد اعالن انشاء اسرائيل العام ،1948بدأ هالل يفكر بطريقة أكبر.
قام هالل وصديقه البريطاني روني بارنيت بتنفيذ خطة لتأمين طائرة والتفاوض من اجل تنظيم رحالت اعتيادية من بغداد ،على ان
تصل بشكل غير مباشر الى اسرائيل.
وكان بارنيت على معرفة بصاحب شركة سفر عراقية يدعى عبدالرحمن رؤوف ،وكان لديه خطة تعتمد على ان احد اعضاء مجلس
ادارة الشركة كان توفيق السويدي الذي تولى رئاسة الحكومة عدة مرات ومقربا من العائلة الملكية الحاكمة ،وكان قد شارف على نهاية
واليته الحكومية االخيرة.
وكان شلومو هالل يسافر الى العراق كرجل اعمال حامال اسم ريتشارد آرمسترونغ .وكان هو وبارنيت يذهبان الى منزل رئيس الحكومة
العراقية وتمكنا من الفوز بصفقة لتنظيم رحالت جوية مستخدمين الطائرة التي كانت تملكها شركة أالسكا الجوية تحت اسم شركة
لرحالت التشارتر ،وذلك عبر شركة عبدالرحمن رؤوف"NEAT " .
وباالساس ،توجهت الرحالت الجوية من بغداد الى قبرص ،لكنها كانت تحط الحقا في اسرائيل حيث يقع مطار بن غوريون حاليا.
وفي نهاية المطاف ،نجح شلومو هالل بنقل وتهجير 120الف عراقي يهودي بهذه الطريقة في حملة اطلق عليها "عملية عيزرا ونحميا"
نسبة إلى شخصين تقول االسطورة اليهودية انهما غادرا من بابل القديمة ،من موقع بالقرب من بغداد الحالية ،من أجل استيطان اليهود في
اسرائيل.
وفي العام ،1952دخل شلومو هالل الكنيست االسرائيلي ،وخدم حتى العام 1959عندما غادر لتولي عدد من المهمات الدبلوماسية ،قبل
أن يصبح عضوا في البعثة اإلسرائيلية لدى األمم المتحدة ،ووزيرا للشرطة والحقا عاد هالل إلى الكنيست؛ وفي العام 1998منح جائزة
اسرائيلية تعتبر االرفع من نوعها لشخصية غير عسكرية.
وفي العام ،2017أي بعد 70سنة على رحلة طائرة "سي "46-اجتمع من بقي من ركاب هذه الرحلة أو أقاربهم وكان هالل موجودا
ليرحب بهم .وتم ابالغهم ان حكومة اسرائيل عثرت على الطائرة التي نقلتهم واشترتها ،وجرى ترميمها الحقا.
يعترف شلومو هليل في كتابه" عملية بابل" صراحة إن العراقيين أبرياء
من تلك القضية وانها كانت من تدبيره هو مع فريق كامل
من بينهم وزير الدفاع االسرائيلي في حرب حزيران عام 1967موشي دايان،
كما يعترف انه قابل نوري السعيد بجواز امريكي مزور كصاحب شركات
والطلب منه تسهيل هجرة اليهود مقابل الحصول على مكاسب إقتصادية.
وقد اعترف شلومو هليل في مذكراته ،وكان هو المشرف على تهجير يهود العراق عام ،1950بان أحد المحامين العراقيين المشهورين
آنذاك لعب دورا في إطالق سراحه بعيد اعتقاله وتكفلت الموساد بمهمة تهريبه إلى (إسرائيل) بعملية أطلق عليها اسم (عملية مايكل
بيرغ).
يقول شلومو هالل في مذكراته (من خالل اليهود والهدايا والتدخل الملح للمحامي العراقي الذي شغل منصب وزير العدل أكثر من مرة،
والذي كلفه رجالنا بالدفاع عن نسيم موشي كمحام تم إطالق سراحه من سجنه في حادث أورزدي باك).وفي 27حزيران 1951استقل
نسيم الطائرة وغادر إلى أسرائيل.
في 30مايس 1951قام محقق الشرطة (عبد الرحمن السامرائي) بتدوين إفادة (نسيم موشي) الذي اعترف بعالقته ومعرفته ب(إسماعيل
صالحون أو يهودا مائير).
ويذكر العقيد عبد الرحمن حمود السامرائي مدير شرطة مكافحة االجرام في الخمسينات ونائب مدير شرطة بغداد في خمسينيات القرن
الماضي والذي حوكم الحقا أمام محكمة المهداوي بتهمة مطاردة وتعذيب اعضاء الحزب الشيوعي العراقي وحكم بثالثة سنوات نافذة ،
يذكر التأثير الذي مارسته عناصر كثيرة في الدولة والمجتمع آنذاك ،منهم تجار من الشورجة ،وكذلك بهجت العطية مدير االمن العام
وزوجة صالح جبر وزير الداخلية في التأثير على مجرى أحداث التحقيق عندما تم اعتقال افرادا من خلية تجسسية للموساد كانت مهمتها
تهجير يهود العراق ودفعهم عنوة لمغادرة البلد حيث اعترف احد افرادها نسيم موشي بأنه كان يبعث الرسائل إلى فلسطين المحتلة عن
طريق صندوق البريد 602في طهران ،ومن هناك ترسل إلى الموساد تفاديا لعدم كشف الشبكة ،وقد قامت هذه الشبكة بتنفيذ خمسة
انفجارات األول في شارع غازي والثاني في شارع أبي نؤاس والثالث في كنيس يهودي والرابع في شارع الرشيد (شركة شعشوع)
والخامس في (بيت الوي) في الباب الشرقي أثيرت على أثرها ضجة إعالمية صهيونية روجت إشاعات أن يهود العراق في خطر ،وقد
حقّقت تلك التفجيرات الغرض الذي تو ّخاه من كان وراءها .فبعد ّأول اعتداء بالقنابل ،أخذ اآلالف من اليهود يصطفّون أمام مكاتب
التسجيل للهجرة .وفي 5يونيو 1951وصل كل أولئك الذين سجّلوا ،وعددهم 105000نسمة إلى إسرائيل .وبحسب اإلحصاءات
اإلسرائيليّة ،فإنّ 124646يهوديًّا من مواليد العراق قدِموا خالل الفترة منذ تاريخ إقامة إسرائيل في 15مايو 1948وأواخر سنة .1953
وقد صدرت أحكام باإلعدام على اثنين من أعضاء الشبكة ،وحكم على اآلخرين باألشغال الشاقة لكنهم استفادوا من عفو عام صدر الحقا
أواخر الخمسينات وهربوا إلى إسرائيل ومن بينهم إسماعيل صالحون.
لقد أفادت شهادات ليهود عراقيين كانوا من ضحايا التهجير إن مفاوضات جرت بشكل غير مباشر بين نوري السعيد وبن غوريون
بواسطة شلومو هليل ومن هؤالء الشهود المحامي شميش والناشط المدني صديق صديق الذي قال لصحيفة المشهد اإلسرائيلي (“أنا مولود
في العراق .وهاجرت إلى إسرائيل في العام .1951ولم أهاجر وحدي ،وإنما بلغ عدد العراقيين الذين جاؤوا إلى إسرائيل في هذا العام
قرابة 130ألف عراقي” .وقال ايضا :ومجيئنا إلى إسرائيل تم من خالل مؤامرة وصفقة جرى تنفيذهما في العام ،1949في سويسرا بين
رئيس الحكومة العراقية نوري السعيد ودافيد بن غوريون رئيس حكومة إسرائيل .وقضت هذه الصفقة ببيع يهود العراق ،من خالل
مغادرتهم لبالدهم والمجيء إلى إسرائيل” .وقال في المقابلة“ :إحدى الوسائل التي استخدمت إلرغام يهود العراق على مغادرة وطنهم هي
أن الحركة الصهيونية ،بواسطة عمالئها ،نفذت تفجيرات في كنس اليهود ،من أجل أن يقال إن العرب يفجرون الكنس كي يطردوا اليهود.
لكن تم إلقاء القبض على يهود كانوا ضالعين في تفجير الكنس اليهودية في بغداد مثل تفجير القنابل في كنيس “مسعودة شنطوف” ببغداد.
يقول الروائي اللبناني نبيل خوري ( ان عملية تهجير يهود العراق عملية “عزرا ونحميا” في ،1952-1950تمت بالتواطؤ والتعاون
مع حكام العراق وكان ال بد من اليهود العرب لسد النقص الديموغرافي اليهودي في اسرائيل .هذه العملية كشفت أن األنظمة االستبدادية
ساهمت في تأسيس دولة اسرائيل ،وكانت شريكا للصهيونية في طرد الفلسطينيين من أرضهم ،وفي تأسيس ثنائية االستبداد -االحتالل التي
تهيمن على العالم العربي .
الجزء األهم من عملية بابل هو نتائجها بوصم العراقيين الراسخ
وتحميلهم مسؤولية عمليات النهب الفرهود حتى اليوم،
في حين يعترف ادباء يهود من اصول عراقية ومنهم الشاعر ابراهيم عوبديا
والبروفسور شموئيل موريه ( سامي )
يعترف هؤالء في كتب ويوميات ببراءة العراقيين من الفرهود،
الشاعر إبراهيم عوبديا يقول في رسالة الى احد اصدقائه إن مفوض
شرطة عراقي قد ابلغه سرا بأمر القبض عليه كشيوعي،
وهرب عوبديا في الليل الى إيران،
وكتبت عن هذه الشخصية العاشقة للعراق في رواية :عزلة أورستا،
وتأثر عوبديا بذلك كثيرا.
New Historiansفي اسرائيل نفسها ظهرت حركة المؤرخين الجدد