Professional Documents
Culture Documents
هل تعلم من الذي يتحكم في أسعار النفط عالمياً
هل تعلم من الذي يتحكم في أسعار النفط عالمياً
هل تعلم من الذي يتحكم في أسعار النفط عالمياً
محتويات الموضوع
على مر السنين ،نالت منظمة «أوبك» ،التي تضم الدول المص ّدرة للنفط ،نصيبها من
االنتقادات .آخر االنتقادات جاءت من الرئيس األميركي دونالد ترامب ،الذي اتهم
المنظمة بـ «تمزيق بقية العالم» وبإبقاء أسعار النفط «مرتفعة بشكل مصطنع».
كما اتُّهمت المنظمة أحيانا ً باتخاذ العالم رهينة ،خاصة خالل السبعينيات عندما عمدت
إلى قطع مواردها ،ما ضاعف األسعار النفط 3مرات.
ولكن مع اجتماع وزراء طاقة منظمة أوبك بفيينا ،يطرح السؤال نفسه :هل ما زالت
المنظمة تمسك بزمام سوق النفط مثلما كانت تفعل من قبل؟
األداة الرئيسية التي تملكها هي إدارة مستويات إنتاجها ،إما بتخفيض اإلنتاج إن
شاءت رفع األسعار ،وإما بزيادته إن شاءت تخفيض السعر إلى نقطة ال تؤدي إلى
انهيار األسعار.
وتقول «بي بي سي» إن حجم أوبك ووجودها في السوق قوي بما يكفي لتكون
مؤثرة ،فهي تمثل أكثر من %40من إنتاج الخام العالمي ،وهو رقم كان أكبر ،إذ
كانت تسهم بنصف حجم إنتاج النفط في أوائل السبعينيات ،بيد أن الرقم الحالي هو
اآلخر ال يستهان به.
لكن ،ماذا عن الـ %60الباقية من السوق؟ فهي األخرى مهمة .هناك دولتان منتجتان
غير عضوتين في أوبك ،تتمتع كل منهما بأهمية تختلف عن األخرى ،أال وهما:
روسيا والواليات المتحدة.
التأثير الروسي
لقد كان لروسيا إسهام في مساعي أوبك الحالية لرفع األسعار .بدأ ذلك عام ،2016
بقرار من أوبك «لتنفيذ تعديل على اإلنتاج» ،كانت ترجمته خفض اإلنتاج بمعدل 1.2
مليون برميل يومياً.
انضمت روسيا وعدد من الدول غير العضوة بأوبك إلى مساعي تنفيذ هذا القرار،
حيث تعهدت كل من هذه الدول بخفض إنتاجها هي األخرى بدورها.
بيد أن ذلك ال يعني أن قرار أوبك وشركائها كان العامل الوحيد في رفع األسعار ،بل
كان هناك دور لالضطرابات السياسية في دول فنزويال وليبيا ونيجيريا العضوةـ في
أوبك ،حيث تعذر على هذه الدول إنتاج الكم الذي يمثل نظريا ً طاقتها اإلنتاجية.
عقوبات إيران
ضربت إيران موجةٌ جديدةٌ من العقوبات األميركية ،التي عادت الواليات المتحدة
لتفرضها بسبب برنامج إيران النووي.
لذا ،كان احتمال عدم توافر النفط اإليراني في األسواق العالمية ،أو حتى توافره ولكن
بشكل شحيح ،له تأثير مهم في رفع األسعار هذا العام (.)2018
غير أن بعض أكبر زبائن إيران ،أال وهي الصين والهند واليابانُ ،منحت استثناء
مؤقتا ً يخول لها االستمرار في شراء النفط اإليراني مبدئيا ً دون أن تطولها طائلة
العقوبات األميركية .ما حصل نتيجة لذلك هو أن األسعار انخفضت حقيقة ،بسبب أن
الطلب على النفط من المنتجين اآلخرين انخفض أكثر من المتوقع.
وتضيف «بي بي سي»« :هكذا يمكننا أن نعزو ارتفاع األسعار أواخر 2016إلى
االتفاق المبرم بين أوبك وروسيا وغيرهما .ضمن صفوف الدول األعضاء في أوبك،
كان للسعودية دور جوهري.
فطبقا ً لتقديرات من وكالة الطاقة الدولية ،تمثل السعودية أكثر من ثلث إجمالي طاقة
أوبك اإلنتاجية ،كما تمثل أكثر من نصف طاقتها االحتياطية .وهذا مؤشر على المدى
الذي يصل إليه تقييد حجم اإلنتاج.
فرغم أهمية السعودية ،فإنها أبت أن تستفرد بتقرير مصير األسعار ،وتوقعت على
عادتها أن تقدم الدول األعضاء األخرى بأوبك تضحية ما ،لكنها أرادت كذلك من
روسيا أن تشترك.
وتعتبر شركات النفط الروسية مقربة من الحكومة الروسية ،وكذلك الشركة المهيمنة
على النفط في السعودية (أرامكو)ـ هي ملك للحكومة.
منتجو النفط األميركيون ال يتعاونون مع أوبك إلدارة األسعار ،ألن ذلك يعد غير
مشروع في قوانين المنافسة ومكافحة االحتكار األميركية.
إن استغالل هذا النوع الجديد نسبيا ً من موارد الطاقة كان له األثر في قلب االنخفاض
بإنتاج نفط الواليات المتحدة الذي ساد فترة طويلة.
وما زالت الواليات المتحدة بحاجة الستيراد النفط ،لكنها اآلن قادرة على تلبية ثلثي
احتياجاتها الخاصة ،مقارنة بثلث واحد كانت قادرة على تلبيته قبل عقد واحد فقط من
الزمن.
كما أن النفط الصخري قادر على االستجابة بشكل أسرع للسوق المتغيرة ،فهو ليس
بحاجة إلى استثمارات ضخمة مثلما هو حال النفط التقليدي ،فالمستثمر قادر على
استعادة نقوده في وقت أسرع ،وهكذا يمكن دفع عجلة إنتاج النفط الصخري بشكل
أسرع عندما تتجه األسعار نحو االرتفاع.
وقد كان النفط الصخري أحد أسباب هبوط أسعار النفط بشدة بعد منتصف عام
.2014ولعل أحد أسباب عدم استجابة أوبك بشكل أسرع هو رغبة بعض األعضاء،
وخصوصا ً السعودية ،في رؤية منتجي النفط الصخري األميركان يعانون ضائقة
األسعار الهابطة.
ما زالت أوبك على قدر من األهمية ،بيد أنها ما عادت الممسكة الوحيدة بزمام سوق
النفط العالمية .وعلى المدى الطويل ،إن تضافرت الجهود الدولية لمعالجة التغير
المناخي بحيث يتقلص االعتماد على النفط ،فلربما ستتضاءل أهمية أوبك وتنحسر
أكثر فأكثر.