عبان رمضان والباءات الثلاث

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 92

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬
‫قسم التاريخ‪.‬‬
‫رقم التسجيل‪:‬‬
‫الرقم التسلسلي‪:‬‬

‫عبان رمضان والباءات الثالث‬


‫‪0291/0291‬‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر تخصص تاريخ الوطن العربي المعاصر‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫تيطـــوم خـــالد‬
‫لجنــــة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيس‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫أ‪.‬د قاصري محمد السعيد‬
‫مشرف‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫أ‪.‬د أحمد مسعود سيد علي‬
‫مناقش‬ ‫أستاذ محاضر ب‬ ‫د‪.‬تاحي إسماعيل‬
‫السنة الجامعية‪8102/8102 :‬‬
‫شك ـ ـر وعرفان‪:‬‬

‫أشكر اهلل عز وجل الذي وفقين إلمتام هذا العمل‬

‫ثم أتقدم جبزيل الشكر واإلمتـنان‬

‫لألستاذ الدكتور أمحد مسعود سيد علي‬

‫الذي مل يبخل علينا بوقته وتوجيهاته و إشرافه علي‬

‫طيلة مراحل إجناز هذا العمل‬

‫واهلل ويل التوفيق‬


‫اإلهـــــــــــــــــــــــــــــــــداء‬

‫إىل األمل األمل ‪ ،‬إىل اجلرح الذي لن يندمل ‪ ،‬إىل املليئة بالطيبة واحلنان واخلجل‬

‫إىل التي منذ رحلت عنا األمان رحل ‪ ،‬إىل نبع احلنان املرحومة‪ :‬أمي زبيدة رمحها اهلل‬

‫وأسكنها فسيح جناته‬

‫إىل الفخم الرائع الوالد سليمان‬

‫إىل شجرة الدر ‪ ،‬هبة الرمحان ‪:‬زوجتي حنان‬

‫إىل الدرتان املصونتان أغلى هديتان من الرمحان ‪ :‬إبنتاي زبيدة رحيل ورزان‬

‫اىل إخوتي وأخواتي ‪..‬‬


‫ً‬
‫إىل مجيع أصدقائي‪ ،‬إىل كل الذين علموني حرفا‬

‫إىل كل من قامسني عناء إجناز هذا العمل‬

‫أهدي مثرة هذا اجملهود‬

‫تيطوم خالد‬

‫ملوزة يف‪8102 / 11 / 12 :‬‬


‫قــــائمة المختصرات‪:‬‬
‫ج‪.‬ت‪.‬و‪ - :‬جبهة التحرير الوطني‪.‬‬
‫ح ع ‪ - : 2‬الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫م ‪ - :‬مـــــيالدي‪.‬‬
‫ط ‪ - :‬طبعة‪.‬‬
‫ص‪ - :‬صفحة‪.‬‬
‫تر‪ - :‬ترجمــــــــة‪.‬‬
‫ج‪ - :‬جزء‪.‬‬
‫د‪.‬ت ‪ - :‬دون تاريخ‪.‬‬
‫ع‪ - :‬عدد‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫مقدمـــــــــة‪:‬‬

‫إن الباحث في محطات الثورة الجزائرية والتطرق ألحداثها من‬


‫جميع الزوايا والجوانب سيجد محطات وأحداث هامة في مسارها‬
‫وتطوراتها سيقف أمام زخم كبير من المحطات واألحداث ‪,‬ولعل أبرزها‬
‫مجموع الخالفات والصدامات األيديولوجية التي حدثت بين قادتها والتي‬
‫كادت أن تعصف بها‪ ,‬هذه الصراعات التي ظهرت بين السياسيين‬
‫والعسكريين حيث تمثل هذا الخالف على وجه جلي وخاص بين عبان‬
‫رمضان والباءات الثالث ( كريم بلقاسم‪ ،‬عبد الحفيظ بوصوف‪ ،‬لخضر بن‬
‫طوبال) الذي كان قبل انعقاد مؤتمر الصومام ‪ 6591‬في مرحلة تقارب‬
‫وتحالف لظروف ومعطيات داخلية وأخرى خارجية حيث لم يبق إال فترة‬
‫قصيرة جدا أي في فترة لم يكن جوهر الخالف فيها قد ظهر وفي الفترة‬
‫الممتدة من مؤتمر الصومام إلى اغتيال عبان رمضان مرورا بمؤتمر‬
‫القاهرة ‪ 6591‬وفي ظل مناداة عبان رمضان بأولوية السياسي على‬
‫العسكري انفجر صراع كبير تحت شعار القيادة الجماعية التي تركزت‬
‫فيها السلطة العليا لعسكريي الثورة (الباءات الثالث) وخطف القيادة من‬
‫عبان رمضان الذي خرج منتصرا من مؤتمر الصومام بفرض‬
‫إيديولوجيته‪ ،‬ومع تسارع األحداث أدى الصراع إلى تصفية عبان‪.‬‬

‫أهميــــة الموضـــوع‪:‬‬

‫إن موضوع الصراع والخالف بين قادة الثورة له أهمية خاصة و‬


‫كبيرة في مجال الدراسات التاريخية‪ ،‬باعتباره موضوع بالغ‬
‫األهميةاهتم به المؤرخون من أجل فهم الصراع ودوافعه داخل القيادة‬
‫العليا للثورة‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬
‫أهداف الموضـــــوع‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة طبيعة الصراع والخالف في تلك الفترة والوقوف على‬


‫خلفياته‪.‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على حقيقة وتأثير هذا الصراع والتوتر على مسار‬
‫الثورة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة إذا كان هذا الصراع أمرا حتميا أم كان من الممكن تجاوزه‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز أحد أهم مراحل الثورة‪.‬‬
‫‪ -‬إن التركيز على موضوع الصراعات خالل الثورة المسلحة ليس‬
‫الهدف منه الحط من تاريخها وإنما للتوصل إلى مختلف نقاط‬
‫الخالف والتوتر بين السياسي والعسكري‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫كانت هناك مجموعة من األسباب التي حفزتني على دراسة هذا الموضوع‬
‫الحساس أوردها فيمايلي‪:‬‬

‫أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬ارتباط الموضوع بطبيعة التخصص "تاريخ الوطن العربي‬


‫المعاصر" و"الثورة الجزائرية" خصوصا‪.‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء حول موضوع حساس يكتنفه الغموض بسبب قلة‬
‫الدراسات األكاديمية حوله‪.‬‬

‫أسباب ذاتيـــــة‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة الذاتية في دراسة تاريخ الجزائر "الثورة الجزائرية" وإبراز‬


‫أهم القضايا المتعلقة بها‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬
‫‪ -‬قلة الدراسات السابقة حول هذا الموضوع الحساس وفتح المجال‬
‫للباحثين اآلخرين للتعمق في دراسة مثل هذه المواضيع‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫إن المتتبع لمسار الثورة الجزائرية من جميع الجوانب سيجد‬


‫مجموعة من األحداث والمحطات التاريخية التي كادت أن تعصف بها‬
‫وتخرجها عن هدفها الرئيسي المتمثل في تحقيق االستقالل واسترجاع‬
‫السيادة الوطنية ومن بين هذه األحداث والقضايا مشكل الصراع والتوتر‬
‫داخل القيادة العليا للثورة التي بدأت في الظهور أواخر سنة ‪ 6599‬بين‬
‫جماعة الداخل والخارج لتتبلور أكثر بعد مؤتمر الصومام التاريخي ‪6591‬‬
‫بين الباءات الثالث وعبان رمضان ( العسكري والسياسي)‪.‬‬

‫ومن هنا فإن إشكالية الدراسة تتمحور في محاولة الكشف عن‬


‫دوافع و طبيعة الصراع بين الباءات الثالث وعبان رمضان ‪6591-6591‬‬
‫وانعكاساته على مسار الثورة الجزائرية‪.‬‬

‫ولإلجابة عن ذلك نطرح تساؤالت جوهرية تضمنت ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ما طبيعة العالقة بين الباءات الثالث وعبان رمضان قبل بروز‬
‫الخالفات بينهم؟‬
‫‪ -‬وماهي األسباب والدوافع الجوهرية لظهور الصراع بينهم؟‬
‫‪ -‬وما مدى تأثيره على مسار الثورة؟‬
‫‪ -‬وكيف كانت نهاية الصراع بينهم؟‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬
‫كي أحيط بكل جوانب الموضوع اعتمدت على عدة مناهج تقتضيها‬
‫طبيعة الموضوع هي‪:‬‬

‫‪ ‬المنهج التاريخي الوصفي‪ :‬وذلك من خالل إبراز أحداث ومحطات‬


‫تاريخية ووصفها وصفا كرونولوجيا لفهم التطورات الحاصلة أثناء‬
‫الثورة وصوال إلى ظاهرة الصراع في أعلى القيادة العليا للثورة‪.‬‬
‫‪ ‬المنهج التحليلي‪ :‬عن طريق تحليل بعض المحطات التاريخية‬
‫الحاسمة ومناقشة تبعاتها‪.‬‬
‫‪ ‬المنهج المقارن‪ :‬التوصل إلى مواطن التقارب خالل مرحلةماقبل‬
‫الصراع بينهم ونقاط الخالف بعد ظهور الصراع بينهم‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫من أجل اإلجابة على إشكالية الدراسة المطروحة قمت بوضع خطة‬
‫الدراسة تتكون من مقدمة وثالث فصول وخاتمة‪.‬‬

‫خصصت الفصل األول لماهية العالقة بين الباءات الثالث وعبان‬


‫رمضان بين أفريل‪ 6591‬إلى أوت‪ ،6591‬حيث تطرقت إلى التعريف بهم‬
‫ومعرفة الوضع السياسي والعسكري للثورة قبل بداية الصراع بينهم‪.‬‬

‫وفي الفصل الثاني خصصته إلى نهاية مرحلة التقارب وبداية‬


‫التباعد حيث تطرقت فيه إلى ظروف التحالف بينهم داخل وخارج الجزائر‬
‫كما تناولت مؤتمر الصومام بظروف وأسباب انعقاده وتبعاته على مسار‬
‫الثورة وبداية االنشقاق بعده‪.‬‬

‫أما في الفصل الثالث فكان النفجار الخالف وبروز الصراع حيث‬


‫تطرقت فيه إلى خلفيات الصراع مرورا بجوهر الخالف في مؤتمر‬
‫القاهرة ‪( 6591‬حيث تم إلغاء أولوية السياسي على العسكري) والتي‬
‫د‬
‫مقدمة‬
‫تعتبر أبرز قرارات مؤتمر الصومام‪ ،‬وبداية انقالب العسكري على‬
‫السياسي وصوال إلى تصفية عبان رمضان في مدينة تيطوان المغربية‬
‫‪21‬ديسمبر ‪ 6591‬ومخلفاته على مسار الثورة الجزائرية‪.‬‬

‫وبعد تقديمي للب الدراسة وصلت إلى خاتمة حيث استعرضت أهم‬
‫النتائج المتوصل إليها من خالل اإلجابة على التساؤالت التي طرحت في‬
‫مقدمة العمل‪.‬‬

‫أهم المصادر والمراجع‪:‬‬

‫كل عمل يعتمد في األساس على مادة علمية من جملة من المصادر‬


‫والمراجع التي كلما تنوعت كلما كانت لها فاعلية اإلضافة ومنحت الباحث‬
‫فرصة تقديم صورة مكتملة لبحثه‪.‬‬

‫ومن بين أهم المراجع والمصادر التي اعتمدنا عليها‪:‬‬

‫‪ -‬مؤلفات محمد عباس ومنها‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية (نصر بال‬


‫ثمن) و كتابخصومات تاريخية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلفات رابح لونيسي‪ :‬دوامة الصراع بين السياسيين والعسكريين‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلفات محمد حربي ‪ :‬جبهة التحرير الوطني (األسطورة والواقع)‬
‫‪ -‬مؤلفات خالفة معمري‪.‬عبان رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬مذكرات الرئيس علي كافي‪ .‬من المناضل السياسي إلى القائد‬
‫العسكري‪.‬‬

‫الصعوبات‪:‬‬

‫ال يخلوأي عمل من مجموعة من الصعوبات والعراقيل والتي من‬


‫بينها صعوبات توفير المادة المعرفية على وجه التحديد‪ ،‬وخاصة فيما‬

‫ه‬
‫مقدمة‬
‫يتعلق باختالف اآلراء حول بعض القضايا الحساسة والمهمة والتي منها‬
‫الصراع بين السياسي والعسكري على السلطة في الجزائر من مؤتمر‬
‫الصومام ‪ 6591‬إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫و‬
‫الفصل األول‬

‫عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة‬

‫أفريل ‪ – 0291‬أوت ‪.0291‬‬

‫املبحث األول‪:‬‬

‫التعريف بالباءات الثالث وعبان رمضان‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪:‬‬

‫الوضع السياسي والعسكري للثورة‬

‫قبل بداية الصراع بينهم‬


‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالباءات الثالث وعبان رمضان‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف بالباءات الثالث‪.‬‬

‫‪ -1‬كريم بلقاسم‪:‬‬

‫أ‪ -‬المولد والنشأة‪:‬‬

‫أبصر النور في ‪ 41‬ديسمبر ‪ 4211‬ببلدية آيت يحي بدائرة ذراع الميزان‬


‫بعمالة تيزي وزو ألب اشتغل بالتجارة وعمل قايد بالنيابة لمدة قصيرة‪ ،1‬درس‬
‫تعليمه االبتدائي بالعاصمة التي تخرج منها عام ‪ ،2 4291‬درس مبادئ‬
‫المحاسبة‪ ،‬جند تجنيدا إجباريا والتي سرح منها في ‪4‬جويلية‪.4211‬‬

‫ب ‪ -‬نشاطه السياسي‪:‬‬

‫نشط بحزب الشعب الجزائري عام ‪ 4211‬كما كان عضوا بار از في حركة‬
‫انتصار الحريات الديمقراطية ومسؤوال عن ناحية ذراع الميزان‪ ،‬كان رافضا‬
‫للقوانين الفرنسية والتجأ إلى جبال منطقة القبائل‪.‬‬

‫انضم إلى المنظمة الخاصة سنة ‪ ،4211‬تصدى لألزمة البربرية سنة‬


‫‪ ،4212‬حكم عليه باألشغال الشاقة سنة ‪ 4214‬وباإلعدام سنة ‪.4211‬‬

‫أثناء أزمة حزب الشعب الجزائري كان مع تيار المصاليين ثم بدأ يقترب من‬
‫الحياديين وأعضاء اللجنة الثورة للوحدة والعمل‪.3‬‬

‫‪ -1‬لزهر بديدة‪ ،‬رجال من ذاكرة الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،66‬منشورات الرياحين‪ ،‬الجزائر(د‪.‬ت) ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬سليمة بشير‪ ،‬من أعالم الجزائر في العصر الحديث‪ ،‬كريم بلقاسم أسد الجبال‪ ،‬المكتبة الخضراء للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر (د‪.‬ت) ص ‪.5‬‬
‫‪ -3‬محمد علوي‪ :‬قادة واليات الثورة الجزائرية (‪ ،)6512-6591‬منشورات اتحاد الكتاب الجزائريين‪ ،‬دار‬
‫علي بن زيد للطباعة والنشر‪ ،‬بسكرة ص ‪.51-59‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫تم االتصال بكريم بلقاسم وعمر أوعمران في ماي ‪ 11‬من طرف مجموعة‬
‫الخمسة في مقهى العرش وتحديدا مع بوضياف وبن بولعيد‪.‬‬

‫جــ ‪ :‬نشاطه الثوري‪:‬‬

‫كان من المستحيل دعوتهما الى اجتماع ‪ 11‬ألنهما كانا ال يزاالن بعيدين‬


‫عن آرائهما (منطقة القبائل كانت موالية لمصالي الحاج) ‪.1‬‬

‫شارك في اجتماع مجموعة الستة األول ‪ 41‬أكتوبر‪ 4211‬وفي اجتماع‬


‫مجموعة الستة الثاني ‪ 11‬أكتوبر ‪( 4211‬اجتماع الحسم)‪.‬‬

‫يعتبر أحد آباء الثورة الجزائرية‪ ،‬شارك في هجومات الفاتح من نوفمبر‬


‫‪.2 4211‬‬

‫في مؤتمر الصومام التاريخي ‪ 11‬أوت ‪ 4211‬مثل المنطقة التاريخية‬


‫الثالثة رفقة محمدي السعيد وعميروش ‪ 3‬حيث كان من المعدين للمؤتمر‪ ،‬كان‬
‫عضو المجلس الوطني للثورة وعضو لجنة التنسيق والتنفيذ‪ ،‬شارك في مؤتمر‬
‫القاهرة ‪ 11‬أوت ‪ ،4211‬ووزير في التشكيالت الثالث للحكومة المؤقتة(نائب‬
‫الرئيس‪ -‬ووزير القوات المسلحة‪ -‬وزير الداخلية)‪ ،‬شارك في اجتماع العقداء‬
‫العشرة بتونس ‪.4 4212‬‬

‫أمضى اتفاقية إيفيان الثانية مساء األحد على الساعة الخامسة ونصف‬
‫‪ 41‬مارس ‪ 4211‬حيث كان رئيس الوفد الجزائري المفاوض‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد بوضياف‪ ،‬التحضير ألول نوفمبر ‪ ،6591‬دار النعمان للطباعة والنشر‪ ،2166 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬محمد علوي‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -3‬عبد الحفيظ أمقران الحسني‪ ،‬مذكرات من مسيرة النضال والجهاد‪ ،‬دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر ‪،2161‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -4‬محمد علوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫د ‪ :‬بعد االستقالل‪:‬‬

‫عارض كريم بلقاسم نظام الرئيس أحمد بن بلة ‪ ،4211‬ثم نظام الرئيس‬
‫هواري بومدين ‪.1 4211‬‬

‫كان يسأل عن أخبار الجزائر في منفاه االختياري حيث التقى بالرائد‬


‫لخضر بورقعة وسأله عن حركة ‪ 44‬ديسمبر ‪ 4211‬وتبعاتها وسأل عن مصير‬
‫الطاهر الزبيري ‪.2‬‬

‫أسس عام ‪ 4211‬حزبا معارضا(الحركة الديمقراطية للتجديد الجزائري)‬


‫معارضة لنظام بومدين‪.‬‬

‫أغتيل في أحد فنادق مدينة فرانكفورت األلمانية ‪ 41‬أكتوبر ‪ 4211‬في‬


‫ظروف غامضة ‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد علوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ -2‬لخضر بورقعة‪ ،‬شاهد على اغتيال الثورة‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2162,‬ص ‪.229‬‬
‫‪ -3‬محمد علوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫‪ - 2‬لخضر بن طوبال‪:‬‬

‫أ ‪ :‬المولد والنشأة‪:‬‬

‫أبصر النور في ‪1‬جانفي‪ 1 4219‬في ميلة عمالة قسنطينة أنذاك‪ ،‬اشتهرت‬


‫هذه القرية بالمبادئ والقيم العالية‪ .2‬اسمه الحقيقي سليمان واسمه الثوري عبد اهلل‬
‫‪.3‬‬

‫ذكر محمد حربي واصفا سي سليمان‪ ":‬لخضر بن طوبال من أبناء تجار‬


‫فالحين لم يعملوا في يوم من األيام فقد قطع روابطه مع بيئتهم األصلية ليقيموا‬
‫عالقات أخرى" ‪ ،4‬حفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه وزاول تعليمه االبتدائي‬
‫باللغة الفرنسية ‪.5‬‬

‫تميز بالذكاء في الشؤون العسكرية والسياسية‪ ،‬فقد ذكر أنه اكتسب ذلك من‬
‫المدرسة الوطنية وسنوات نضاله الطويلة حيث انخرط في حركة انتصار الحريات‬
‫‪6‬‬
‫الديمقراطية وتولى مسؤولية خلية ميلة القديمة‬

‫خالل ح ع ‪ 1‬التحق بحزب الشعب الجزائري ‪.7‬‬

‫‪ -1‬علي زغدود‪ :‬صفحات من ثورة التحرير الجزائرية‪ ،‬دار منجنة للطباعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2111 ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -2‬مديرية المجاهدين لوالية بسكرة‪ :‬مجموعة ‪ 22‬التاريخية المخططة لتفجير الثورة ‪,‬أول نوفمبر ‪،6591‬‬
‫الزيبان للفنون المطبعية‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2111‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬رابح لونيسي‪ :‬الجزائر في دوامة الصراع بين العسكريين والسياسيين‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪،2111 ،‬‬
‫ص ‪.52‬‬
‫‪ -4‬محمد حربي‪ :‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬األسطورة والواقع‪ ،‬تر‪ :‬كميل قيصر داغر‪ ،‬دار الكلمة للنشر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،6552 ،‬ص‪.626‬‬
‫‪ -5‬رابح لونيسي‪ ،‬مريم سيد علي مبارك‪ :‬رجال لهم تاريخ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2161 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -6‬عبد هللا مقالتي‪ ،‬قاموس أعالم شهداء وأبطال الثورة الجزائرية‪ ،‬ط‪ ، 6‬منشورات بلوتو‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ، 2115‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 7‬محمد علوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ب ‪:‬نشاطه بعد ح ع ‪:2‬‬

‫نشط في المنظمة الخاصة ونظم الخاليا العسكرية بمنطقة الشمال‬

‫القسنطيني ‪.14211-4211‬‬

‫صدر في حقه حكم اإلعدام غيابيا بتاريخ ‪91‬جوان ‪ ،4214‬من طرف‬

‫المحكمة الجنائية‪ ،‬غير أنه استطاع الهرب إلى الجبال‪.‬‬

‫شارك في اجتماع مجموعة ‪ 11‬التاريخي‪ ،‬وبعد تفجير الثورة الجزائرية‬

‫كان نائبا ثانيا لديدوش مراد ومسؤوال عن المناطق التالية‪ :‬جيجل‪ ،‬الشقفة‪،‬‬

‫الطاهير‪ ،‬الميلية إلى غاية قسنطينة‪ ،‬كان بن طوبال إلى جانب زيغود يوسف‬

‫حيث نشطا في الشمال القسنطيني وكان أحد مهندسي هجومات الشمال‬

‫القسنطيني ‪ 11‬أوت ‪ ،4211‬شارك في مؤتمر الصومام التاريخي ‪ 11‬أوت‬

‫‪ ،4211‬كان عضوا غير دائم في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ‪.2‬‬

‫خلف زيغود يوسف على رأس المنطقة التاريخية الثانية‪ ،‬شارك في اجتماع‬

‫العقداء العشرة في تونس‪.‬‬

‫عضو الوفد المفاوض في اتفاقيات االستقالل (لي روس‪ ،‬إيفيان ‪)1‬‬

‫‪.4211‬‬

‫‪ -1‬بسام العسلي‪ :‬الصراع السياسي على نهج الثورة الجزائرية‪ ،‬ج‪،5‬ط‪ ،,2‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪،6551 ،‬‬
‫ص ‪.655‬‬
‫‪ -2‬محمد علوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪19 -11‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫جــ ‪ :‬بعد االستقالل‪:‬‬

‫أوقف في قسنطينة خالل حرب الواليات ‪ 4211‬ثم اطلق سراحه‪ ،‬شغل‬

‫منصب مدير الشركة الوطنية للحديد والصلب ورئيس المجلس االداري للوحدة‬

‫العربية للحديد والصلب للمنظمة العربية بالجزائر‪ ،‬توفي في ‪ 14‬أوت‪.1111‬‬

‫يرقد اليوم في مربع الشهداء في مقبرة العالية بالعاصمة‪.‬‬

‫‪ - 3‬عبد الحفيظ بوصوف‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المولد والنشأة‪:‬‬

‫أبصر النور يوم ‪ 41‬أوت ‪ 4211‬بمدينة ميلة والده خليل وأمه تدعى زهرة‬

‫سعود ‪ 1‬نشأ في أسرة ميسورة الحال تنشط في الفالحة له أربعة أخوة‪.2‬‬

‫لقب خالل الثورة التحريرية بسي مبروك وعرف في محيطه االجتماعي بعبد‬

‫اهلل ‪.3‬‬

‫درس بالكتاب في مسقط رأسه وفي سن الثامنة درس في المدرسة الفرنسية‬

‫حيث تحصل منهت على الشهادة االبتدائية كان ذكيا محبا لوطنه‪.4‬‬

‫أنهى دراسته عام ‪ 4211‬لينتقل إلى قسنطينة حيث عمل عند معمر فرنسي‬

‫في دكان لتنظيف المالبس‪.‬‬

‫‪ -1‬الصادق مزهود وآخرون‪ ،‬المجاهد ع الحفيظ بوالصوف السياسي المحنك واالستراتيجي المدير ‪,‬دار‬
‫الفجر للطباعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2112 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪5‬‬
‫‪ -3‬حسان عتيق لعزازي‪ :‬العقيد عبد الحفيظ بوصوف وإسهامه في الحركة الوطنية والثورة التحريرية‬
‫(‪ ،)6512-6512‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬م ع لألساتذة‪ ،‬بوزريعة ‪،2115- 2115‬‬
‫ص ‪.61‬‬
‫‪ -4‬الصادق مزهود‪ ،‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.61‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ذكرت أخت سي المبروك أنه درس في قسنطينة في ثانوية أحمد رضا حوحو‬

‫(ثانوية أومال‪ )AUMALE‬سابقا حيث تحصل على شهادة الباكالوريا‪ ،‬نشط في‬

‫الكشافة اإلسالمية الجزائرية في المدينة نفسها‪.1‬‬

‫أما مستواه العلمي فقد ذكر المجاهد عبد الكريم حساني أنه ذو مستوى ثانوي‬

‫بينما ذكر المجاهد إبراهيم لحرش أن أب المخابرات الجزائرية واصل تعليمه عن‬

‫طريق المراسلة ليتحصل على شهادة ليسانس‪.‬‬

‫وهنا نتوصل إلى أن شخصا قام بتأسيس شبكة المخابرات الجزائرية مستبعد‬

‫أن يكون له مستوى االبتدائي‪.‬‬

‫ذكي وفطن شديد الثقة بالنفس وكتوم لدرجة الغموض حتى مع أقرب الناس‬

‫إليه ‪.2‬‬

‫كان شغوفا بالقراءة والمطالعة خاصة الكتب التي تتكلم عن تاريخ المقاومة‬

‫الجزائرية والتي كانت موجودة في مكتبة والده وكان هدفه من هذه المطالعة هو‬

‫التوصل إلى عوامل اخفاق هذه المقاومات‪ ،‬حيث كان منذ صغره ناقما على‬

‫االستعمار‪.‬‬

‫‪ -1‬حسان عتيق لعزازي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬المتحف الوطني للمجاهدين‪ :‬ملحقة عين تيموشنت‪ ،‬المجاهد عبد الحفيظ بوصوف ( ‪) 6551 – 6521‬‬
‫‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫نشأ في بيئة متشبعة بالقيم الوطنية خاصة أن منطقته شهدت وعيا فكريا‬

‫تحرريا حيث كانت قبلة لمبارك الميلي أحد آباء جمعية العلماء المسلمين‬

‫الجزائريين‪.‬‬

‫ترعرع عبد الحفيظ في بيئة فيها وعي إسالمي قاده مبارك الميلي ومجموعة‬

‫من العلماء الذين درسوا على يد العالم الجليل عبد الحميد بن باديس ‪.1‬‬

‫ب ‪ :‬نشاطه السياسي‪:‬‬

‫نشط في حزب الشعب الجزائري بشكل بارز وفي المنظمة السرية التي‬

‫اكتسب منها مهارات حربية هامة أهلته أن يكون أحد أباء الثورة الجزائرية‪.2‬‬

‫شارك في مظاهرات ‪1‬ماي‪( 4211‬ثمن الحرية الحمراء) وتوصل إلى أن ما‬

‫أخذ بالقوة ال يسترد إال بالقوة‪.‬‬

‫ذكر المجاهد قارة مصطفى زبير‪" :‬خالل أحداث ‪1‬ماي‪ 4211‬التي عرفتها‬

‫مدينة ميلة قام سي عبد الحفيظ بوالصوف رفقة سليمان بوعروج بتمزيق األعالم‬

‫الفرنسية التي كانت تزين مدينة ميلة استعدادا لالحتفال بفوز الحلفاء في الحرب‬

‫العالمية الثانية"‪.3‬‬

‫‪ -1‬حسان عتيق لعزازي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26- 65‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬الصادق مزهود وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫انخرط في حزب الشعب الجزائري عام ‪ 4214‬وعمره ال يتجاوز ‪ 41‬وقد‬

‫أسس في ميلة خاليا تضم مجموعة من نشطاء مدينته ‪ ،1‬ومن بينهم سي سليمان‬

‫(لخضر بن طوبال)‪ ،‬وفي ذا الصدد يقول المجاهد بن زراقة محمد الطاهر‪ ":‬لقد‬

‫كان عبد الحفيظ بوصوف يتميز منذ نعومة أظافره بالذكاء والفطنة ويعود له‬

‫الفضل في تأسيس األفواج األولى للمناضلين بمدينة ميلة قبل أن يتحول إلى‬

‫مدينة قسنطينة حيث أسس هناك فوجا من مناضلي حزب الشعب الجزائري‪ ،‬لكنه‬

‫ظل على اتصال دائم بمناضلي مدينته"‪.2‬‬

‫في مدينة قسنطينة التقى بمناضلي حزب الشعب الجزائري مثل‪ :‬محمد‬

‫بوضياف‪ ،‬رابح بيطاط‪ ،‬محمد العربي بن مهيدي‪.‬‬

‫ونظ ار لنشاطه المتميز تمت ترقيته في قيادة حركة انتصار الحريات‬

‫الديمقراطية حيث أصبح سنة ‪ 4211‬مسؤوال عن دائرة الحزب في مدينة سكيكدة‬

‫‪ ،3‬وفي نفس العام أصبح عضوا في المنضمة الخاصة‪.‬‬

‫وبعد اكتشاف المنضمة الخاصة في ‪41‬مارس‪ 4211‬اضطر إلى العودة‬

‫لمسقط رأسه ثم انتقل إلى سكيكدة حيث عين مراقبا لحركة انتصار الحريات‬

‫الديمقراطية‪.‬‬

‫‪ -1‬المتحف الوطني للمجاهدين‪ ،‬ملحقة عين تموشنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬


‫‪ -2‬الصادق مزهود وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -3‬لخضر سفير‪ ،‬شخصيات جزائرية‪ ،‬ج‪ ،6‬ط‪ ،6‬دار األمل للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪،2111 ،‬‬
‫ص ‪.21‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫حضر اجتماع مجموعة ‪ 11‬التاريخي ‪11‬جوان‪ ،4211‬بعد استشهاد عبد‬

‫المالك بن رمضان في ‪1‬نوفمبر‪( 4211‬وهو أول من استشهد من مجموعة ‪11‬‬

‫التاريخية) أصبح نائبا لمحمد العربي بن مهيدي‪ ،‬رقي في مؤتمر الصومام‬

‫‪ 4211‬إلى رتبة عقيد وكان عضو المجلس الوطني للثورة‪ ،‬أنشأ أول إذاعة في‬

‫الثورة التحريرية ‪41‬ديسمبر‪ ،4211‬شارك في مؤتمر المجلس الوطني للثورة في‬

‫‪ 11‬أوت ‪( 4211‬مؤتمر القاهرة) وكان من مهندسي اإلنقالب على روح‬

‫الصومام‪.‬‬

‫في ماي‪ 4211‬عين مسؤوال عن مصلحة المخابرات ووزي ار في الحكومة‬

‫المؤقتة في تشكيالتها الثالثة (‪ )4214-4211‬تحت رئاسة كل من عباس وبن‬

‫خدة‪ ،‬كان وزي ار للتسليح واالتصاالت العامة‪ ،‬شارك في مفاوضات االستقالل‬

‫‪.4211‬‬

‫جــ‪ :‬بعد االستقالل‪:‬‬

‫انسحب من الحياة السياسية وانشغل في تسيير شؤونه الخاصة عاش في‬

‫المهجر بفرنسا‪ ،‬فارق الحياة في باريس ‪94‬ديسمبر‪ 4211‬ودفن في مقبرة‬

‫‪1‬‬
‫العالية في ‪1‬جانفي‪4214‬‬

‫‪ -1‬محمد علوي‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.692 -692‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ثانيا‪ :‬عبان رمضان‪.‬‬

‫أ ‪ -‬المولد والنشأة‪:‬‬

‫أبصر النور في ‪11‬جوان‪ 4211‬بقرية عزوزة (األربعاء ناث ايراثن) بتيزي‬

‫وزو‪ 1‬على الساعة الثانية زواال‪ ،‬أبوه محند بن فرحات وأمه مرادي فاطمة‪ ،2‬في‬

‫منزل شيد سنة ‪ 4241‬على أنقاض منزل عتيق تضرر من زلزال اهتزت له‬

‫المنطقة‪ 3‬من عائلة ثرية نوعا ما لكن بتحفظ كونها كانت تملك حقوال تقدر ببضع‬

‫آالف من الدينارات فقط‪ 4‬باإلضافة إلى نمط بناء المنزل توحي بأنه من عائلة‬

‫غنية بعض الشيء‪.5‬‬

‫كان الطفل رمضان ثالث اخوته 'عمار‪ ،‬عيني ومولود' هذا األخير الذي‬

‫توفي صغيرا‪.‬‬

‫نشأ في بيت واسع يتكون من مصراعين متساويين وهي نمط عمراني‬

‫قبائلي نجد ساحته تؤدي إلى ثالث ملحقات على الجهة اليمنى نجد الغرفة الكبيرة‬

‫وهي المضلة لدى أهالي منطقة القبائل فهي تأوي كل العائلة ومكان المناسبات‬

‫الكبرى وعلى الجهة اليمنى نجد غرفة كبيرة أخرى تتسع لعدد قليل من الحيوانات‬

‫وتقابل هذا بناية ندخلها من باب صغير به رواق ضيق على جانبيه غرف ال‬

‫‪ -1‬حميد عبد القادر‪ :‬عبان رمضان‪ ،‬مرافقة من أجل الحقيقة‪ ،‬منشورات الشهاب‪ ،2112 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬نسخة طبق األصل لشهادة ميالد عبان رمضان‪ ،‬مصلحة األرشيف بمتحف المجاهد‪ ،‬ينظر‪ :‬ملحق‬
‫الوثائق‪.‬‬
‫‪ -3‬حميد ع القادر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -4‬خالفة معمري‪ :‬عبان رمضان‪ ،‬تر‪ :‬زينبزخروف‪ ،‬منشورات تالة األبيار‪ ،‬الجزائر العاصمة ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫تتجاوز مساحتها ‪11‬م ينتهي بسلم ضيق جدا يؤدي إلى طابق أول به نفس عدد‬

‫‪1‬‬
‫الغرف به شرفات تطل على جبال جرجرة الشامخة‬

‫ترعرع عبان وتلقى تعليمه االبتدائي في مسقط رأسه يذكر خالفة معمري‬

‫أنه لم يجد التاريخ الصحيح لبداية تمدرسه (سنة ‪4211‬أو ‪ )4211‬وعلى األرجح‬

‫سن التمدرس ‪1‬سنوات ‪ .2 4211‬كان لعبان فرصة مواصلة دراسته كون‬

‫العائالت القبائلية كانت عاجزة على توفير مصاريف الدراسة ألبنائها‪ ،‬حيث كانت‬

‫تفضل أن يمارس أبناؤها الفالحة كالرعي وجني الزيتون ‪.3‬‬

‫كان متفوقا في المواد العلمية وباألخص في مادة الرياضيات حيث كان‬

‫أساتذته يرون فيه تلميذا ذكيا له إرادة قوية وحسن السلوك‪.‬‬

‫كان تلميذا متفوقا في المرحلة االبتدائية حسب ماتثبته نتائجه المدرسية‬

‫المتحصل عليها بين سنتي ‪ 94‬و‪ 99‬أي س‪4‬و‪ 1‬من التعليم المتوسط حيث‬

‫تحصل في العروض على عالمة ‪ 41‬وفي الرياضيات ‪ ،41‬أما عن المعدل فقد‬

‫تحصل على ‪ 41‬في العمل و ‪ 41‬فيالسيرة و ‪ 41‬في التأهيل‪.4‬‬

‫وكان صاحب سلوك إيجابي حيث تحصل في المرحلة االبتدائية ‪' 4299‬‬

‫تلميذ ذكي وطياع مكتمل‪ -‬إرادة قوية‪ ،‬عمل وسيرة مرضية – تلميذ هادئ‬

‫‪ -1‬خالفة معمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.26‬‬


‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -3‬سليمة بشير‪ :‬عبان رمضان رمز السياسة المثقف‪ ،‬المكتبة الخضراء للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د س)‬
‫ص‪.5‬‬
‫‪ -4‬خالفة معمري‪,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.12‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ومثابر‪ ،‬نتائج جد مرضية في الحساب‪ ،‬عليك بالعمل أكثر في الكتابة‪ ،‬تلميذ‬

‫مثابر فب العمل يعمل بجد واتقان ‪.1‬‬

‫في أكتوبر ‪ 4299‬التحق عبان رمضان بثانوية ' دفيرسي ' (ابن رشد‬

‫حاليا) لمواصلة دراسته الثانوية إلى غاية ‪.2 4211‬‬

‫كانت السنة الدراسية ‪ 4291-4291‬موسما جيدا بالنسبة له في الثانوية‬

‫حيث كان تلميذا مثاب ار بشهادة أساتذته حيث كان نجيبا بالنسبة للسيد باتي أستاذ‬

‫التاريخ والجغرافيا وكوتون أستاذ األدب وكان تلميذا ممتا از بالنسبة للسيد غوتي‬

‫أستاذ التاريخ وحاج صدوق أستاذ اللغة العربية وتلميذ ممتاز جدا عند السيد نيفر‬

‫أستاذ الرياضيات‪.3‬‬

‫تحصل على شهادة البكالوريا سنة ‪ 44211‬وفي هذه الثانوية تعرف على‬

‫الطلبة من مختلف جهات البالد وكون عالقات طيبة معهم مثل بن يوسف بن‬

‫‪5‬‬
‫خدة* وسعد دحلب اللذان كانا أقرب أصدقائه إلى غاية اغتياله‪.‬‬

‫‪ -1‬خالفة معمري‪,‬المرجع السابق‪,‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪,‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص ‪.12-16‬‬
‫‪ -4‬سعيد بورنان ‪ ،‬شخصيات برازة في كفاح الجزائر ‪ ،6512-6521‬ج ‪, 2‬ط‪ ،2‬دار األمل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2111 ،‬ص ‪.629‬‬
‫*أبصر النور في ‪22‬فيفري‪ 6522‬بالبرواقية درس بالكتاتيب فالمدرسة القرآنية زاول تعليمه الثانوي‬
‫بالبليدة‪ ،‬تحصل على شهتدة البكالوريا‪ ،‬التحق بكلية الطب والصيدلة سنة ‪ ،6512‬وتخرج منها‪ ،‬انخرط‬
‫بحزب الشعب الجزائري سنة ‪ ،6512‬ألقي عليه القبض بتهمة تحريض الجزائريين على عصيان التجنيد‬
‫اإلجباري ‪6512‬أطلق سراحه بعد ‪ 5‬أشهر‪ ،‬أصبح سنة ‪ 6511‬عضو اللجنة المركزية لحركة انتصار‬
‫الحريات الديمقراطية اعتقل في نوفمبر ‪ 6591‬التحق بالثورة في ماي‪ ،6599‬كان عضو لجنة التنسيق‬
‫والتنفيذ في أوت ‪ 6516‬عين رئيسا للحكومة الجزائرية المؤقتة الثالثة توفي سنة ‪.2112‬‬
‫يراجع بن يوسف بن خدة‪ :‬جذور أول نوفمبر ‪ ،6591‬ط ‪, 2‬تر‪ :‬مسعود حاج مسعود‪ ،‬مؤسسة بن يوسف‬
‫بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ,2162,‬ص ‪112, 116‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ب – نشاطه السياسي‪:‬‬

‫انخرط س ار في حزب الشعب الجزائري ‪ ،1‬عرف عليه استهزاؤه بالبدلة‬

‫العسكرية الفرنسية حيث كان يسدل عليها برنوسا قبائليا‪ 2‬خالل تجوله في السوق‪،‬‬

‫يذكر الطيب الثعالبي* حول انضمام عبان إلى حزب الشعب أن ذلك تم في‬

‫شلغوم العيد‪.‬‬

‫هناك شهادة مكتوبة لحسين آيت احمد يؤكد فيها أن عبان رمضان أشرف‬

‫فعال على المنظمة الخاصة‪ ،3‬حيث أشرف على والية سطيف حدود ‪ 4211‬التي‬

‫شملت واد الصومام الذي يعتبر من مناطق اختصاصه‪.4‬‬

‫جـ ‪:‬اعتقالــــــه‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫ألقي عليه القبض بعد اكتشاف المنظمة الخاصة في ‪41‬مارس‪4211‬‬

‫في عين تيموشنت أواخر ‪.64211‬‬

‫‪7‬‬
‫بقي في سجن بجاية ‪ 41‬أشهر تقريبا‬

‫‪ -1‬رابح لونيسي وآخرون ‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر (‪ ،)6555-6521‬ج ‪,6‬دار المعرفة‪،‬الجزائر‪،2161 ,‬‬
‫ص‪.16‬‬
‫‪ -2‬لزهر بديدة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫*الطيب الثعالبي‪ :‬عون اتصال مابين منطقة القطاع الوهراني ورابح بيطاط سنة ‪ 6599‬بعد اعتقال هذا‬
‫األخير حافظ على اتصاالته مع عبان رمضان بين عامي ‪ 6591-6591‬كان عضو في المجلس الوطني‬
‫للثورة ومسؤول فيديرالية جبهة التحرير الوطني في المغرب سنة ‪ 6591‬ومسؤولها في تونس بين ‪-6595‬‬
‫‪6512‬‬
‫‪ -3‬خالفة معمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -5‬مومن لعمري‪ :‬الحركة الثورية في الجزائر (من حزب نجم شمال افريقيا ‪ 6521‬إلى جبهة التحرير‬
‫الوطني‪ ،)6591‬دار الطليعة‪ ،‬قسنطينة‪ ،2112 ،‬ص‪.261‬‬
‫‪ -6‬سعيد بورنان‪ :‬المرجع السابق ص ‪.52‬‬
‫‪ -7‬خالفة معمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫نقل في خريف ‪ 4211‬إلى العاصمة تحسبا لإلفراج عنه ليطلق سراحه‬

‫في جانفي ‪.4211‬‬

‫الخروج من السجن‪:‬‬

‫التقى بكريم بلقاسم في العاصمة وأكد له أن دوره فيها وليس في الجبال‬

‫وعين مساعد مسؤول منطقة العاصمة وفي الوقت الذي كان يخطط إلرساء‬

‫مبادئ الثورة كان المستعمر يضيق الخناق على الثورة‪.1‬‬

‫يذكر محمد حربي أن عبان قام بمجهودات كبيرة اللتحاق األقطاب‬

‫‪2‬‬
‫الوطنية والفئات الشعبية بالثورة‪.‬‬

‫لعب دو ار كبي ار في عقد مؤتمر الصومام‪.‬‬

‫اغتيالــــه‪:‬‬

‫اغتيل في المغرب بتاريخ ‪11‬ديسمبر‪.34211‬‬

‫‪ -1‬خالفة معمري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬


‫‪ -2‬محمد حربي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.661‬‬
‫‪ -3‬خالفة معمري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوضع السياسي والعسكري للثورة قبل بداية الصراع بينهم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوضع العسكري‪.‬‬

‫‪-1‬اندالع الثورة الجزائرية‪.‬‬

‫يعتبر بيان أول نوفمبر أول وثيقة إعالمية للثورة ومرجعيتها األولى والصلبة‬

‫فقد حدد بدقة إيديولوجية الكفاح التحرري‪.‬‬

‫أ‪ -‬أسبابها ودوافعها‪:‬‬

‫‪ -‬إدراك الحركة الوطنية لمرحلة التحقيق النهائية ووصولها إلى مفترق‬

‫الطرق‪.‬‬

‫‪ -‬اتجاه الشعب حول قضية االستقالل‪.‬‬

‫‪ -‬إنفراج الوضع الدولي ومالءمته لحل المشاكل الثانوية كالقضية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -‬وجود مناخ دبلوماسي على المستويين العربي واإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬اندالع الثورة المسلحة في تونس والمغرب عام ‪.4211‬‬

‫‪ -‬مأزق الحركة الوطنية الذي أصاب بيتها الداخلي بسبب بسبب سنوات‬

‫الجمود والروتين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تصميم الشباب المتحمس إخراج الحركة الوطنية من مأزقها‪.‬‬

‫‪ -‬رفض االستعمار إعطاء الشعب الجزائري أدنى حرية بالوسائل السلمية‪.‬‬

‫‪ -1‬يحي بوعزير‪ :‬ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين‪ ،‬ج‪ ،2‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات‬
‫المتحف الوطني للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪,‬ص ‪.622‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ب‪-‬أهدافــــــــــــها‪:‬‬

‫ب‪ -4.‬األهداف الداخلية‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪ -‬إعادة التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي‪.‬‬

‫‪ -‬تجميع جميع الطاقات السلمية لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام‬

‫االستعماري‪.‬‬

‫ب‪ -1.‬األهداف الخارجية‪:‬‬

‫‪ -‬تدويل القضية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق وحدة شمال إفريقيا في إطارها العربي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬في إطار ميثاق األمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع األمم‬

‫‪1‬‬
‫التي تساند قضيتنا التحريرية‪.‬‬

‫‪-2‬هجومات الشمال القسنطيني‪:‬‬

‫منذ إشراف زيغود يوسف على قيادة المنطقة العسكرية الثانية بعد استشهاد‬

‫ديدوش مراد وهو يفكر في توجيه ضربة موجعة للعدو‪ 2‬شارك في الهجومات أزيد‬

‫من ‪111‬مجاهد‪.3‬‬

‫‪ -1‬بيان أول نوفمبر ‪,6591‬المكتبة البلدية لبلدية ونوغة‬


‫‪ -2‬إبراهيم سلطان شيبوط ‪,‬زيغود يوسف الذي عرفته ‪,‬غرناطة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2166 ،‬ص‬
‫‪.95‬‬
‫‪ -3‬عمار مالح‪ ,‬محطات حاسمة في ثورة أول نوفمبر ‪،6591‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.665‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫حسب شهادة لخضر بن طوبال‪" ،‬فبالرغم من الخسائر الجسيمة إال أن‬

‫األهداف التي حققناها قد شجعتنا وأدخلت البهجة إلى نفوسنا من الناحية‬

‫االستراتيجية‪.1‬‬

‫أ‪ -‬أسبابها‪:‬‬

‫‪ -‬فهم قيادة المنطقة العسكرية الثانية لخدعة مشروع جاك سوستل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬فك الحصار وخنق منطقة األوراس‪.‬‬

‫‪ -‬حالة الطوارئ وعزل الثورة‪.3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬التصعيد الخطير من طرف قوات المستعمر‪.‬‬

‫‪ -‬استشهاد القائد ديدوش مراد واعتقال بن بولعيد‪.‬‬

‫‪ -‬غياب التنسيق بين قيادة الداخل والخارج‪. 5‬‬

‫ب‪-‬أهدافهـــــا‪:‬‬

‫‪ -‬فك الحصار والخناق على منطقتي األوراس والقبائل‪.‬‬

‫‪ -‬إدخال القضية الجزائرية إلى أروقة المحافل الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬نقل الحرب من الجبال واألرياف إلى القرى والمدن‪.6‬‬

‫‪ -‬تأمين القاعدتين الشرقية والغربية لهدف استراتيجي يتعلق بمستقبل الثورة‪.1‬‬

‫‪ -1‬المنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬الزبير بوشالغم‪ :‬أضواء على عمليات ‪21‬أوت التاريخية‪ ،‬مذكرة مقدمة ‪................‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -3‬المتحف الوطني للمجاهد‪21 ,‬أوت ‪ ،6599‬مجلة أول نوفمبر‪ ،‬العدد ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه ص ‪.21‬‬
‫‪ -5‬محمد الطيب العلوي‪.‬‬
‫‪ -6‬المتحف الوطني للمجاهد‪ :‬المرجع السابق ‪,‬ص‪.21‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫‪ -‬التضامن المغاربي بمناسبة الذكرى الثانية لنفي الملك المغربي محمد‬

‫الخامس إلى جزيرة مدغشقر‪.‬‬

‫جـ‪ -‬نتائجها‪:‬‬

‫ذكر لخضر بن طوبال معلقا على نتائجها‪" :‬لقد تحررت مناطق كاملة‬

‫‪11‬ساعة التي ذكرت ولم يستطع العدو الخروج إلى الجبال‪.2"...‬‬

‫حققت الهجومات مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تزايد انتشار الثورة‪.3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬فك الحصار على المنطقة التاريخية األولى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 41111 -‬شهيد جزائري في عمليات انتقامية وحشية و‪ 11‬قتيل أوربي‪.‬‬

‫‪ -‬إحراق منازل المعمرين وتخريب شبكات الهاتف والماء والكهرباء‪.6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬تعميم حالة الطوارئ على كامل التراب الجزائري في ‪91‬أوت‪4211‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬إقامة المناطق المحرمة‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن بومالي‪ :‬المرجع السابق ص ‪.55‬‬


‫‪-2‬المنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬المرجع السابق ص‪.299‬‬
‫‪ -3‬عمار قليل‪،‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 6‬دار البعث ‪ ، 6556 ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -4‬عمار مالح‪،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.665‬‬
‫‪ -5‬محمد عباس‪ :‬ثوار عظماء ( شهادات ‪ 61‬شخصية وطنية) ‪ ،‬ط‪ ،6‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ، 2111‬ص‪.296‬‬
‫‪ -6‬محمد الصالح الصديق‪ :‬أيام خالدة في حياة الجزائر‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2115 ،‬ص ‪.612‬‬
‫‪ -7‬بشير بالح‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصرة ( ‪ ، )6555 – 6521‬ج‪ ، 6‬دار المعرفة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2111 ،‬ص‬
‫‪.25‬‬
‫‪ -8‬علي كافي‪ ،‬مذكرات‪ ،‬مذكرات الرئيس علي كافي ( من المناضل السياسي إلى القائد العسكري ‪ ،‬دار‬
‫القصبة للنشر ‪ ، 6555‬ص ‪.669‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫‪ -‬إسماع صوت الثورة الجزائرية للعالم وتسجيلها في جدول أعمال الدورة العاشرة‬

‫للجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة في سبتمبر‪ 4211‬رغم المعارضة الفرنسية‬

‫حيث علق سوستيل على الحدث بقوله‪" :‬إن ماوقع في نيويورك أثمن من قافلة‬

‫أسلحة توجه إلى جبهة التحرير"‪.1‬‬

‫د‪ -‬ردود الفعل حول الهجومات‪:‬‬

‫في لقاء الصومام التاريخي انتقد عبان رمضان بشدة هذه العمليات‬

‫العسكرية لكن قادة المنطقة التاريخية الثانية على حسب ماذكره بن طوبال‪" :‬لست‬

‫مؤهال لمحاسبتنا ألنك باختصار لم تكن قائدنا"‪.‬‬

‫وخاصة عندما قال‪ ":‬ال يمكن من اآلن فصاعدا القيام بالعمليات الكبرى‬

‫إال بإذن من لجنة التنسيق والتنفيذ"‪ ،‬ويقول بن طوبال‪...":‬إننا رفضنا هذا األمر‬

‫من عبان ألننا ال يمكن أن نلتقي حتى نقرر ثم إننا أدرى بما نفعله في واليتنا"‪.2‬‬

‫إن الوضع العسكري والسياسي الداخلي للثورة خالل هذه الفترة المهمة‬

‫والحاسمة بين الباءات الثالث وعبان رمضان ظهر بشكل أقوى بين هذا األخير‬

‫وكريم بلقاسم حيث ظهرت قيادة جديدة وفعلية لها بين(كريم‪ ،‬أوعمران) باإلضافة‬

‫األب الروحي إلديولوجية أولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج ‪.3‬‬

‫‪ -1‬بشير بالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.655‬‬


‫‪ -2‬محمد عباس‪ ،‬خصومات تاريخية‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2161 ،‬ص ‪.651‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس‪ ,‬الثورة الجزائرية‪،...‬المصدر السابق ‪,‬ص ‪.692-692‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ظهر خالل هذه الفترة تقارب بين عبان رمضان وكريم بلقاسم بشكل‬

‫واضح في ظل سياق الصراع من أجل االستحواذ على القيادة وظهور فكرة‬

‫الزعامة ال سيما بين (عبان وكريم) والوفد الخارجي عندما شرع عبان في‬

‫التحضير لمؤتمر وطني‪.‬‬

‫وفي ظل هذه المعطيات الجديدة التي ميزت مسار الثورة أراد عبان عقد‬

‫لقاء وطني يضم قادة الداخل والخارج إليجاد قيادة للثورة حيث وافق كريم على‬

‫طرح عبان من أجل نقل الثورة من مرحلة الفوضى إلى مرحلة التظيم بسبب‬

‫مجموع النقائص الموجودة في ظل بقاء كريم في الداخل ووجود بن مهيدي في‬

‫القاهرة وبن بولعيد الذي انقطعت أخباره وبوضياف كان في الخارج‪.1‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسه ‪,‬ص ‪.691‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوضع السياسي‪:‬‬

‫‪-1‬توحيد القوى الوطنية (السياسية)‪:‬‬

‫بعد إطالق سراح عبان رمضان من السجن ونهاية مدة عقوبته في‬

‫‪42‬جانفي‪ 4211‬كانت الثورة الجزائرية في شهرها الرابع ‪ 1‬التقى بقاة المنطقة‬

‫التاريخية الثالثة في مسقط رأسه بقرية عزوزة‪.2‬‬

‫وبوصول عبان إلى العاصمة التقى بكريم بلقاسم في العاصمة ودرسا األوضاع‬
‫السياسية والعسكرية للثورة وقد أكد كريم لعبان أن الثورة تحتاجه في العاصمة ال‬
‫في جبال القبائل‪ ،‬حيث استقر عبان فيها وربط اتصاله بعمر أوعمران وبسبب‬
‫اعتقال أول قائم للمنطقة التاريخية الرابعة في مقهى العريش بالعاصمة تغيرت‬
‫الوضعية حتى ولو ضرفيا ‪.3‬‬

‫قام عبان رمضان وباسم ج‪.‬ت‪.‬و بإصدار منشور إلى جميع أطياف وشرائح‬

‫الشعب الجزائري بعد استق ارره بالعاصمة أراد من خالله إفشال االستراتيجيات‬

‫السياسية الفرنسية إليجاد أرضية وركائز سياسية على المقاس الجزائري‪ 4‬كان رد‬

‫اإلدارة الفرنسية سريعا بمناشير تتحدى فيه ج‪.‬ت‪.‬و‪.‬‬

‫‪ -1‬زعنيدي محسن‪ ،‬مواقف عبان رمضان الثورية ندوة وطنية إلحياء الذكرى ‪ 91‬الستشهاد عبان رمضان‬
‫‪ 2161/62/21‬بلدية األربعاء ناث إراثن‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬زعنيدي محسن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬خالفة معمري‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.622‬‬
‫‪ -4‬فرحات عباس‪ :‬تشريح حرب‪ ،‬تر‪ :‬أحمد منور‪ ،‬طبعة خاصة بوزارة المجاهدين‪ ،‬دار المسلك‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2161‬ص ‪.211‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫ذكر ياسف سعدي في ظل هذا المناخ السياسي أن الخمول حل بالقيادة بعد‬

‫‪1‬‬
‫اعتقال بيطاط مما دفعهم ليواجهوا االحتالل بما يملكونه‪.‬‬

‫"‬ ‫ذكر محمد حربي في مساعي عبان رمضان بعد التحاقه بالثورة‬

‫استطاع عبان رمضان أن يظهر مساعيه في جميع الفئات الشعبية واألقطاب‬

‫الوطنية على الرغم من االختالفات األيديولوجية"‪.2‬‬

‫كانت أولى اتصاالت عبان رمضان في توحيد كل التيارات السياسية مع‬

‫فرحات عباس الذي كان يرى أن العمل العسكري في الجزائر سيفشل أرسل‬

‫‪3‬‬
‫عباس رسالة إلى كريم مبديا رغبته في لقاء مسؤول في ج‪.‬ت‪.‬و فكان له ذلك‪.‬‬

‫التقى بعبان و أوعمران حيث طلبوا منه توفير المال واألدوية فقدم ‪ 1‬مليون فرنك‬

‫وحقيبة محملة باألدوية المختلفة ‪.4‬‬

‫أما الترتيبات للقاء المركزيين كانت في أفريل‪ 4211‬على األرجح مع‬

‫أحمد بودة المناضل القديم في حزب الشعب الجزائري‪ ،‬وأبدى عبان غضبه من‬

‫جماعة القاهرة وخاصة أحمد بن بلة الذي لم يرسل ال سالحا وال أشخاص يمكنهم‬

‫‪5‬‬
‫تفسير الوضع السائد‬

‫‪.Yassef SAADI :La Bataille D’Alger. CASBAH EDITION.Alger 51 P626 -1‬‬


‫‪ -2‬محمد حربي‪ :‬جبهة التحرير الوطني‪ ..‬تر‪ ،‬ص ‪.661‬‬
‫‪ -3‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان ( مرافعة من أجل الحقيقة) ‪ ،‬منشورات الشهاب ‪ ،‬الجزائر ‪،.2112 ،‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪FERHAT ABAS, Autopise d’une guerre l’aure, EDITION BARNIER, France,6551, -4‬‬
‫‪.P82‬‬
‫‪ -5‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان ‪.‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.211‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫وفي حدود شهر سبتمبر ‪ 4211‬تم لقاء آخرين عبان وبين المركزيين بن‬

‫خدة وتياره مع حل اللجنة المركزية وعبد الرحمن كيوان الذي أيد الكفاح المسلح‪.1‬‬

‫أما االتصاالت مع جمعية العلماء المسلمين فقد قام بها كل من عبان‬

‫وبن خدة‪ ،2‬ذكر بن خدة أنه حضر اللقاء الذي جمع عبان مع العربي التبسي‬

‫‪3‬‬
‫وعباس في حدود ‪ ،4211‬وأكد بن خدة أنهم كانوا مؤيدين للثورة‪.‬‬

‫بينما مع الحزب الشيوعي الجزائري فكان اللقاء في جويلية‪ 4211‬بنية‬

‫وقف أي نشاط سياسي أو عسكري والتأكيد على أن ج‪.‬ت‪.‬و وجيشها هي الممثل‬

‫الوحيد للشعب الجزائري بعد أن قام الحزب الشيوعي بتأسيس جناح عسكري‬

‫خاص به (مقاتلي التحرير)‪.4‬‬

‫‪Benyoucef Ben KHADDA :Abane-Benmhidi (leur apport a la -1‬‬


‫‪revolutionAlgerienne) 3 EDITION ECHATIBIA, ALGER, 2012, P85.‬‬
‫‪ -2‬فرحات عباس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -3‬خالفة معمري‪,‬عبان رمصان ‪,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫جـ‪ -‬دور الباءات الثالث في تفجير الثورة‪:‬‬

‫‪ -1‬كريم بلقاسم‪:‬‬

‫يعتبر أحد أباء الثورة الجزائرية حيث لعب دو ار محوريا في تفجيرها إذ عقد‬

‫كريم بلقاسم اجتماعا مع مسؤولي نواحي المنطقة العسكرية الثالثة في‬

‫‪ 11/41/41‬بدوار بطرونة حيث أصدر تعليماته للقادة من أجل تنظيم األفواج‬

‫وتدريبهت على استعمال األسلحة‪ 1‬شارك كريم في اجتماعي الحسم لمجموعة‬

‫الستة أكتوبر ‪ 4211‬بالعاصمة‪ ،2‬وفي ليلة ‪94‬أكتوبر‪ 4211‬اجتمع كريم مع قادة‬

‫النواحي السبعة وفي ليلة ‪ 4211/44/14‬تم تنفيذ عمليات عسكرية (تخريب‬

‫وسائل االتصال‪ ،‬وحرق مستودع الفلين والتبغ‪ ،‬والهجوم على ثكنة الجندرمة في‬

‫كل من عزازقة وذراع الميزان وبرج منايل‪.3‬‬

‫‪ -1‬رشيدة مشاوش‪″ ،‬العنف االستعماري في المنطقة الثالثة من الوالية الثالثة التاريخية (‪،″)6512-6591‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ المعاصر‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2‬ص ‪.21‬‬
‫‪.Yves Courrier, Le temps de Leopard, Edition Foyard Paris 1968, P6 -2‬‬
‫‪MOHAMED HARBI,1954 La guerre commence en Algerie, EDITION Complexe, -3‬‬
‫‪.Bruxelles, 1984,P 22‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫‪-2‬لخضر بن طوبال‪:‬‬

‫شارك سي سليمان في اجتماع ‪ 11‬التاريخي بالمدنية الذي تقرر فيه‬

‫تفجير الثورة الجزائؤية‪ ،1.‬يؤكد العقيد بن طوبال على أهمية خطوة تفجير الثورة‬

‫في قوله‪ ":‬عندما اجتزنا مرحلة االنطالقة أدركنا أننا سننجح ألنه إذا انطلق‬

‫الرصاص في أول نوفمبر في الجزائر بأسرها‪ ...‬فالمناضلون كانوا على أهبة‬

‫االستعداد للقيام بذلك‪.2‬‬

‫بعد الترتيبات التي قام بها بن طوبال حاول إعطاء تاريخ إنطالق‬

‫العمليات ولكنه لم يتمكن من االلتقاء بباجي مختار الذي أوقف في‬

‫‪.34211/41/11‬‬

‫طبق بن طوبال تعليمات قائد المنطقة العسكرية الثانية ديدوش مراد حيث‬

‫كانت حرب العصابات هي استراتيجية العمل الثوري‪.4‬‬

‫‪ -1‬المنظمة الوطنية للمجاهدين‪ :‬الطريق كما يرويها المجاهدون المقاومة الوطنية والحركات السياسية حتى‬
‫ليلة الفاتح نوفمبر‪ ،6591‬ج‪ ،6‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.26-21‬‬
‫‪ -2‬محمد العربي الزبيري‪ :‬الثورة الجزائرية في عامها األول‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪،6559 ،‬‬
‫ص‪.665‬‬
‫‪ -3‬الطيب محمد العلوي‪،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬المنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ ....‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –0291‬أوت ‪0291‬‬

‫‪-3‬عبد الحفيظ بوالصوف‪:‬‬

‫شارك في اجتماع ‪ 11‬التاريخي في جوان ‪ 14211‬حيث كلف بتنظيم‬

‫العمل الثوري في ناحية تلمسان بعقده اجتماعات سرية بمنطقة 'صبرة' رفقة بن‬

‫عبد الملك رمضان قبل اندالع الثورة‪.2‬‬

‫شارك عبد الحفيظ بوصوف بنفسه في اندالع الثورة لنواحي منطقة سي‬

‫‪3‬‬
‫الجياللي قرب الحدود الجزائرية المغربية‬

‫ذكر بوصوف في حديثه لصحيفة لوبس فاتور بخصوص التسليح في بداية‬

‫الثورة‪..." :‬كان بوسائل محدودة جدا خصوصا في والية وهران حيث كنت‬

‫موجودا وأهم األسلحة كانت تلك التي غنمناها على العدو ويجب أن أعترف بأن‬

‫العدو قدم لنا إعانات كثيرة بهذا الصدد وذات يوم تفتق ذهن الوالي الفرنسي‬

‫المبيل عن فكرة رائعة هي توزيع األسلحة على السكان حتى يدافعوا عن أنفسهم‬

‫ضد الثوار‪ ...‬ووزعت السلطات العسكرية على كل رجل بندقية وحربة ومائة‬

‫خرطوشة‪ ،‬وبهذه الصورة تزودنا بعشرة آالف بندقية‪.‬‬

‫‪ -1‬الصادق مزهود‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -3‬حسان عتيق لعزازي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫هناية التقارب وبداية التباعد‬

‫املبحث األول‪:‬‬

‫ظروف التحالف بينهم داخل وخارج اجلزائر‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪:‬‬

‫مؤمتر الصومام ‪ 6591‬وبداية االنشقاق‬


‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪-1‬ظروف التحالف بينهم داخل وخارج الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ظروف التحالف داخل الجزائر‪.‬‬

‫بعد استشهاد ديدوش مراد( سي عبد القادر) في ‪41‬جانفي‪ 14211‬لم يبق‬


‫في أواخر مارس ‪ 4211‬سوى اثنين من مفجري الثورة من بين القادة الستة‬
‫التاريخيين (كريم بلقاسم في منطقة القبائل وبن مهيدي الذي ذهب إلى المغرب)‬
‫من بين القادة الستة التاريخيين الذين كلفوا بمهمة عشية اندالع الكفاح المسلح‬
‫بما فيهم بوضياف الذي كان يفترض أن يتكفل بالتنسيق بين المناطق لكنه لم‬
‫يستطع االلتحاق بالجزائر من ذهابه إلى الخارج لإلعالن عن ثورة الفاتح من‬
‫نوفمبر ‪.2 4211‬‬

‫كانت عملية االستقطاب ومحاولة جذب الجماهير من القاعدة تتم على‬


‫مستوى المناطق مباشرة حيث تبنى هذه اإلستراتيجية من العاصمة عبان رمضان‬
‫ابتداءا من ربيع ‪ 4211‬بعد أسر رابح بيطاط ‪ ،3‬باإلضافة إلى إلقاء القبض على‬
‫مصطفى بن بولعيد في فيفري ‪ 4211‬على الحدود التونسية‪-‬الليبية والذي ظل‬
‫بالسجن إلى غاية نوفمبر ‪.44211‬‬

‫‪ -1‬محمد عباس‪ :‬الثورة الجزائرية‪ ،...‬المصدر السابق ‪،‬ص‪.616‬‬


‫‪ -2‬خالفة معمري‪ :‬عبان رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.695‬‬
‫‪ -4‬خالفة معمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.261‬‬
‫‪35‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫في ظل هذه المعطيات والظروف الداخلية كان لزاما على قادة الثورة‬
‫استكمال ترتيباتها واستراتيجياتها حيث أكد عبان رمضان أن جبهة التحرير‬
‫الوطني تطورت بحيث أصبحت الحكومة الفرنسية ذاتها تدرك أنها المنظمة‬
‫السياسية الوحيدة التي تحظى بإجماع واسع في الجزائر‪.1‬‬

‫لم تكن وضعية الكفاح المسلح في الجزائر على مقاس مفجريها خاصة‬
‫خالل األشهر األولى النطالقتها حيث أصبح االتصال بين قادة المناطق أم ار‬
‫صعبا خاصة بعد مغادرة سي الطيب الوطني أول منسق تاريخي لـ ج‪.‬ت‪.‬و‬
‫والذي كان مكلفا بالتنسيق بين المناطق في الداخل إلى جنيف ثم القاهرة وفي‬
‫ظل خنق المستعمر للثورة الجزائرية لجأ زيغود يوسف في ‪11‬أوت‪ 4211‬رفقة‬
‫لخضر بن طوبال لفك الحصار على منطقة األوراس‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬ظروف التحالف خارج الجزائر‪.‬‬

‫كان من الضروري على عبان رمضان أن يثبت ثقل وأولوية الداخل على‬
‫الخارج الذي كان قائما في أساسه على شرعية المبادرة التاريخية بإعالن ثورة ‪14‬‬
‫نوفمبر ‪ 4211‬حيث بدأ هجومه من هذا المنطلق في أواخر سبتمبر ‪4211‬‬
‫عندما ضمن أولى رسائله إلى محمد خيضر مسؤول الشؤون السياسية في الوفد‬
‫"مبدأ" جديد‪-4‬تمهيد‪ 4‬لغرض "شرعية الداخل" هو‪" :‬ال يمكن ألي كان أن‬
‫يتحدث باسم الجبهة إذا لم ينخرط فيها بالجزائر أوال" ‪ ،3‬في حين يرى خالفة‬
‫معمري أن أول مرجع مكتوب بين الداخل والخارج يعود إلى ‪4‬ديسمبر‪.44211‬‬

‫‪ -1‬محمد عباس‪ :‬الثورة الجزائرية‪ ،...‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.611‬‬


‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - -3‬محمد عباس‪ :‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.699‬‬
‫‪ -4‬خالفة معمري‪ :‬عبان رمضان المحاكمة‪ ،...‬المرجع السابق ص ‪.65‬‬
‫‪36‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫منذ ربيع ‪ 4211‬بدأ كل من عبان وأوعمران في إظهار غضبهما الكبير‬


‫من جماعة القاهرة فالثورة في الداخل ينقصها السالح ‪ ،‬حيث قال أوعمران‪" :‬لقد‬
‫عاهدنا بن بلة وخيضر وآيت احمد أن يرسلوا لنا األسلحة لكنهم لم يرسلوا أي‬
‫شيء بعد مرور سنة ونصف من مغادرتهم الداخل‪ ،‬ماذا يفعل ثوار الصالونات‬
‫هناك"‪.‬‬

‫في ظل هذه الظروف والمعطيات ساءت العالقة بين عبان وبن بلة األمر‬
‫الذي دفع بلقاسم كريم إلى تغيير استراتيجيته مع الوفد الخارجي‪ ،‬ظهر ذلك من‬
‫خالل حديث كريم بلقاسم إلييف كوريير على أنه قد صرح لعبان قائال‪" :‬طالما‬
‫تصفية هذه الحسابات تجري بيننا فال ضرر من ذلك‪ ،‬لكنك تفعل كل مابوسعك‬
‫لكي تنشر خالفاتك مع الوفد الخارجي فالمنطقة الخامسة أصبحت منزعجة من‬
‫هذه التصرفات لقد حدثني بوصوف عن ذلك‪ ،‬كما لمح عميروش عن تذمره من‬
‫تصرفاتك أنت تسعى لالنفراد بالقرار"‪.1‬‬

‫خرج االجتماع باقتراح قيادة عليا من ‪ 41‬عضو مناصفة بين الداخل‬


‫والخارج "لجنة الستة" الذين حظروا االجتماع من قيادة العاصمة‪ ،‬أي عبان ومعه‬
‫قادة المناطق الخمسة‪.‬‬

‫‪ -1‬حميد عبد القادر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫‪37‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫لم يقبل عبان بهذه المقترحات والتي ساوت بين الداخل والخارج ولتصعيد‬
‫الموقف مع الوفد الخارجي تعمد إثارة العديد من المسائل والقضايا الجوهرية التي‬
‫اعتبرها خالفية وصلب التوتر بين الطرفين ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬مشكل األسلحة في نظر عبان رمضان الوفد الخارجي مقصر فيه بشكل‬
‫كبير حتى أنه خاطب بن بلة ورفاقه قائال‪" :‬إذا كنتم عاجزين عن إفادتنا‬
‫فادخلوا لتموتوا معنا على األقل"‪.‬‬
‫‪ -‬مضمون الجبهة‪ ،‬يعتقد عبان أن جماعة القاهرة تعتبر جبهة التحرير حزبا‬
‫شعبيا‪.‬‬
‫‪ -‬الحكومة المؤقتة‪.‬‬
‫‪ -‬شروط التسوية والتفاوض‪ ،‬حيث اشترط عبان رمضان إعتراف الحكومة‬
‫الفرنسية باستقالل الجزائر أوال قبل التفاوض معها ‪.1‬‬

‫لم يكن عبان رمضان ذو أيديولوجية يسارية وال ذو تناقضات فكرية وانما كان‬
‫هدفه الرئيسي هو سيطرته على الثورة وافتكاك زمامها من الوفد الخارجي األمر‬
‫الذي ظهر جليا وبصورة واضحة في ق اررات مؤتمر الصومام بالنسبة للداخل‬
‫والخارج وكذلك نزع السلطة من القيادات العسكرية ووضعها في أيدي القيادات‬
‫السياسية باعتباره وضع نفسه سياسيا محسوبا على السياسيين ‪.2‬‬

‫‪ - -1‬محمد عباس‪ :‬الثورة الجزائرية‪،...‬المصدرالسابق ‪،‬ص ‪.691-691‬‬


‫‪ -2‬علي كافي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.691‬‬

‫‪38‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مؤتمر الصومام وبداية اإلنشقاق‬

‫‪ -1‬مؤتمر الصومام‪:‬‬

‫أ‪ -‬حيثيات ودوافع المؤتمر‪:‬‬

‫يرى الكثير من المهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية أن فكرة انعقاد لقاء وطني‬

‫شامل يقيم الكفاح المسلح في الجزائر يعود إلى اجتماع الحسم في‬

‫‪11‬أكتوبر‪ 4211‬وأن يكون اللقاء بعد ثالثة أشهر من انطالق الثورة لكن حدثت‬

‫معيقات وتطورات عديدة حالت دون انعقاده من أهمها‪ :‬سياسة المستعمر‬

‫‪1‬‬
‫التعسفية‪ ،‬اعتقال بعض القادة واستشهاد البعض اآلخر‪.‬‬

‫كانت فكرة عقد لقاء تقييمي للثورة أم ار حتميا لعشرين شه ار من الكفاح‬

‫المسلح‪ ،2‬كانت حصيلة الثورة نهاية ‪ 4211‬إيجابية على جميع األصعدة‬

‫السياسية والدبلوماسية والعسكرية‪ ،‬ذكر مولود فرعون بخصوص أجواء التفاؤل‬

‫الشعبي بقوله أن سنة ‪ 4211‬ستكون "سنة التحوالت الكبرى"‪.3‬‬

‫ذكر المجاهد الكبير لخضر بن طوبال‪" :‬قررنا تنظيم ملتقى أو ندوة‬

‫‪4‬‬
‫وطنية للمناقشة وبدأ منذ شهر أفريل‪ 4211‬في تنظيم المؤتمر"‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا مقالتي‪ :‬المرجع في تاريخ الثورة الجزائرية ونصوصها األساسية(‪ ،)6512-6591‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2162 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -2‬الشاذلي بن جديد ‪,‬مذكرات الشاذلي بن جديد ‪ ،6515 - 6525‬ج‪ ، ،6‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2162‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس‪ :‬الثورة الجزائرية ‪ ,‬المصدر السابق ‪,‬ص‪.696‬‬
‫‪-4‬محمد لحسينأزغيدي ‪،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.622‬‬
‫‪39‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫في مارس ‪ ،4211‬أرسل عبان رمضان إلى منطقة الشمال القسنطيني‬

‫سعد دحلب لجس نبض القائد زيغود يوسف والتباحث حول فكرة مؤتمر وطني‬

‫قادم‪.1‬‬

‫لكن سعد دحلب يذكر في كتابه بأن مهمته الرئيسية كانت تتمثل في‬

‫مقابلة قائد منطقة األوراس مصطفى بن بولعيد‪ ،‬واالطالع على الوضع العام في‬

‫المنطقة العسكرية األولى 'أوراس النمامشة' ثم يمر بمهمة الشمال القسنطيني غير‬

‫أنه بعد وصوله إلى هذه األخيرة كانت األوراس محاصرة وبقي في الشمال‬

‫القسنطيني إلى غاية سماعه نبأ استشهاد مصطفى بن بولعيد‪.2‬‬

‫إن أول وثيقة مكتوبة تتعلق بهذا المؤتمر التاريخي عندما بادر عبان‬

‫رمضان باالتصال بالوفد الخارجي عبر رسالة بتاريخ ‪14‬ديسمبر‪ 4211‬جاء‬

‫فيها‪" :‬ننوي أن نعقد في مكان ما بالجزائر اجتماعا هاما لكبار مسؤولي نواحي‬

‫قسنطينة والجزائر ووهران‪ ،‬وبمجرد ماننتهي من إعداد كل شيء سوف نطلب‬

‫منكم إرسال ممثل أو اثنين ألن ق اررات هامة سوف تتخذ‪.3‬‬

‫وحسب ماورد في الرسالة فإن المكان لم يتم تحديده بعد‪ ،‬كما أن الوفد‬

‫الخارجي بدوره أرسل رسالة إلى قيادة العاصمة من طرف آيت احمد ومحمد يزيد‬

‫حيث احتوت على تقرير سياسي باإلضافة الى اقتراح بخصوص اللقاء الوطني‬

‫‪ -1‬محمد حربي‪:‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.611‬‬


‫‪ -2‬سعد دحلب‪ ،‬المهمة المنجزة من أجل استقالل الجزائر ‪ ،‬منشورات دحلب ‪ ،‬الجائر ‪ ،2111 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -3‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان المحاكمة المزيفة‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪40‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫أين اقترح الشخصين قيادة تتألف من ‪ 41‬عضوا قادة المناطق الستة وستة‬

‫أعضاء سيمثلون الجبهة الخارجية ‪.‬‬

‫في حين ذكرت حكيمة شتوح أن حسين آيت أحمد وهو أحد أعضاء الوفد‬

‫الخارجي لم يكن على دراية بانعقاد هذا المؤتمر الوطني حيث كان متواجدا في‬

‫نيويورك‪ ،‬وفي شهادة قدمها لمحمد حربي صرح بما يلي‪...":‬من ناحيتي لم أكن‬

‫على علم بأن مؤتم ار انعقد في الصومام كنت حينها في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية وحين استدعيت إلى مدريد كنت أفكر بوجه خاص في المسائل‬

‫اللوجيستيكية التي وجدت لها حال‪ ،‬وكان يجب عرض المسألة في مراكش على‬

‫الملك‪ ،‬أما خيضر وبن بلة فكانا على علم بانعقاده لكن لم تتح لنا الفرصة‬

‫‪1‬‬
‫للتحدث في هذا األمر"‪.‬‬

‫كما توجد أيضا رسالة عبان رمضان بتاريخ ‪9‬أفريل‪ 4211‬والتي كانت‬

‫واضحة المعالم جلية التفاصيل‪" :‬لقد قررنا عقدنا اجتماع بين القادة الرئيسيين‬

‫للمقاومة لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني‪ ،‬اللقاء سيتم عند زيغود‬

‫يوسف في الشمال القسنطيني سيشارك في هذا اللقاء كل من المسؤول عن‬

‫منطقة وهران (بتعيين منا) والذي كتبنا إليه ليأتي إلى الجزائر وكريم وعبان من‬

‫منطقة الجزائر‪ ،‬عضوا القاهرة سيأتيان إما عن طريق ليبيا ثم األوراس أو سيتم‬

‫‪ -1‬محمد حربي‪،‬المصدرالسابق ‪ ،‬ص ‪.615‬‬


‫‪41‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫إنزالهما بواسطة الطائرة في ناحية الميلية مثال‪ ،‬هذا االجتماع سيعقد ولو أدى‬

‫ذلك إلى هالكنا جميعا أو إلقاء القبض علينا"‪.1‬‬

‫لم يبدأ كل من عبان رمضان وبن مهيدي في التحضير لهذا اللقاء‬

‫التاريخي في جوان ‪ 4211‬ألن تلك المرحلة شهدت استقبال قائد المنطقة‬

‫التاريخية الخامسة الذي كان قادما من منطقة الغرب الوهراني إلى الجزائر‬

‫العاصمة على متن القطار من طرف بن يوسف بن خدة الذي ضمن له سرية‬

‫اإلقامة وكانت معظم اللقاءات بين قائدي الحرب تمت في منزل رشيد عمارة‬

‫بنهج تيليملي (حاليا نهج صالح بوعكوير)بالجزائر العاصمة‪.2‬‬

‫تميزت فترة ما قبل المؤتمر بالمعطيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬حماس شعبي‪.‬‬

‫‪ -‬أحزاب ومنظمات متمردة ينبغي محاورتها‪.‬‬

‫‪ -‬إصرار فرنسا على صنع قوة ثالثة تنافس جبهة التحرير الوطني والتضييق‬

‫‪3‬‬
‫عليها والحد من تأثيرها في الشعب‪.‬‬

‫‪ -1‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان المحاكمة المزيفة‪ ،...‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس‪،‬الثورة الجزائرية‪، ..‬المصدر السابق‪ ,‬ص ‪.691-692‬‬
‫‪42‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫ب‪-‬عقد المؤتمر‪:‬‬

‫بعد ترتيبات قيادة الداخل وربطها االتصاالت بقيادة الخارج‪ ،‬تم االتفاق على‬

‫عقد هذا المؤتمر في منطقة البيبان (برج بوعريريج) وذلك لموقعها االستراتيجي‬

‫حيث تتوسط شرق وغرب البالد وقريبة من مدينة الجزائر مقر قيادة عبان‪ ،‬واثر‬

‫اشتباك خاضه الوفد القادم من العاصمة والمكلف بنقل الوثائق الخاصة بالمؤتمر‬

‫إل مكان االجتماع فقد تقرر نقل االجتماع إلى الضفة اليسرى لوادي الصومام‬

‫والتي كان يشرف عليها عميروش وهناك تم اختيار قرية 'إيفري أوزالغن' غرب‬

‫مدينة بجاية كمقر للمؤتمر‪.1‬‬

‫لإلشارة فإن هذا اللقاء الوطني كان مقر ار إنعقاده في كل من جبال سوق‬

‫اهراس‪ ،‬جبال األوراس‪ ،‬ضواحي األخضرية‪ ،‬فكان المكان يتغير في كل مرة‬

‫ألسباب أمنية واستراتيجية‪.2‬‬

‫ومن بين أهم الدوافع واألسباب التي أدت إلى حتمية انعقاد هذا المؤتمر‬

‫مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬أزمة التسليح والتموين في الثورة‪.‬‬

‫‪ -‬فقدان الثورة التحريرية ألبرز قادتها (ديدوش‪ ،‬بن بولعيد)‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تعيين قيادة جديدة في ظل اعتقال واستشهاد بعض مفجري الثورة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا مقالتي‪ ،‬المرجع في تاريخ ‪ ،.....‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.695‬‬


‫‪-2‬محمد لحسنأزغيدي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.622‬‬
‫‪43‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫‪ -‬تقييم الكفاح المسلح بعد مرور حوالي عشرين شه ار من انطالقه‪.‬‬

‫‪ -‬رغبة قادة ج ت و وضع استراتيجية ثورية تنظيمية داخليا وخارجيا‪.‬‬

‫‪ -‬تبعات ومخلفات هجومات ‪11‬أوت‪ 4211‬على الشعب الجزائري جراء‬

‫االعتقال الوحشي لالستعمار الفرنسي‪.1‬‬

‫‪ -‬تمهيد عبان رمضان إلعالن قيادة جديدة للثورة بالداخل وابعاد الوفد‬

‫الخارجي من الدائرة التنفيذية على األقل‪.2‬‬

‫هذه األسباب ومعطيات تلك المرحلة أدت إلى بداية أشغال‬

‫المؤتمر يوم الثالثاء ‪41‬أوت‪ 3 4211‬والتي انتهت أشغالها حتى‬

‫‪1‬سبتمبر‪ 44211‬وذلك بعد وصول الوفود المشاركة والتي تمثل المناطق‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المنطقة الثانية‪ :‬زيغود يوسف‪ ،‬علي كافي‪ ،‬لخضر بن طوبال‪ ،‬مصطفى‬

‫بن عودة‪ ،‬حسين رويبح‪ ،‬إبراهيم مزهودي‪.‬‬

‫‪ -‬المنطقة الثالثة‪ :‬كريم بلقاسم‪ ،‬عميروش‪ ،‬محمدي السعيد‪.‬‬

‫‪ -‬المنطقة الرابعة‪ :‬سي محمد بوقرة‪ ،‬عمر أوعمران‪ ،‬سي الصادق‪.‬‬

‫‪ -‬المنطقة الخامسة‪ :‬العربي بن مهيدي‪.‬‬

‫‪ -1‬سلسلة التراث‪ :‬النصوص األساسية لثورة أول نوفمبر‪ ،6591‬منشورات مؤسسة الجيش الوطني‬
‫الشعبي‪ ،‬الجزائر‪ ،2119 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ -2‬محمد عباس‪ :‬الثورة الجزائرية ‪،...‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.695‬‬
‫‪-3‬محمد لحسنأزغيدي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.659‬‬
‫‪ -4‬محمد عباس‪ :‬الثورة الجزائرية ‪ ،...‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.695‬‬
‫‪44‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫‪ -‬منطقة الجزائر العاصمة (المنطقة المستقلة)‪ :‬عبان رمضان‪ ،‬سي‬

‫الشريف‪.1‬‬

‫في بداية الجلسة األولى للمؤتمر قدم عبان وبن مهيدي دوافع عقد هذا‬

‫اللقاء التاريخ ثم قدمت كل منطقة تقريرها الشامل وتم طرح قضايا‪:‬‬

‫‪ -‬والسالح والتموين‪.‬‬

‫‪ -‬العالقة بين ج‪.‬ت‪.‬و (الغطاء السياسي للثورة) وجيشها(الغطاء العسكري‬

‫للثورة)‪.‬‬

‫‪ -‬مشكلة القيادة في األوراس‪.‬‬

‫‪ -‬التطرق لهجومات الشمال القسنطيني وتقييم شامل لتبعاتها ‪.2‬‬

‫‪ -‬العالقة بين الداخل والخارج‪.‬‬

‫جـ‪ -‬ق اررات المؤتمر‪:‬‬

‫بعد مرور عدة أيام من المناقشات تبادل المؤتمرون اآلراء فيما بينهم‬

‫واختتمت أشغال المؤتمر‪.‬‬

‫في ظل تخوف زيغود يوسف من عدم حضور قد ينتج عنه رفض الوفد‬

‫الخارجي لق اررات المؤتمر وفي مقدمتهم أحمد بن بلة‪.3‬‬

‫‪ -1‬سلسلة التراث‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21-65‬‬


‫‪ -2‬سلسلة التراث‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس‪ ،‬الثورة الجزائرية‪،...‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.695‬‬
‫‪45‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫من بين أهم ق ارراته التاريخية مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬في الجانب السياسي واإلداري‪:‬‬

‫‪ -‬تقسيم البالد إلى ستة واليات وليست مناطق بقيت حتى االستقالل‪ 1‬بعد‬

‫أن كانت خمسة مناطق وعلى كل والية قيادة خاصة بها واعتبار مدينة‬

‫الجزائر منطقة مستقلة ومقر لقيادة جبهة التحرير الوطني‪.2‬‬

‫‪ -‬إنشاء المجلس الوطني للثورة وهو هيئة تشريعية تتكون من ‪ 41‬عضوا‬

‫دائمين و ‪ 41‬دوريين‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء لجنة التنسيق والتنفيذ‪ 3‬على شكل حكومة مصغرة وهي هيئة تنفيذية‬

‫قيادية عليا في الميدان العسكري وجميع القادة مسؤولون أمامها‪ 4‬ثالثة‬

‫سياسيون وهم (عبان‪ ،‬بن خدة‪ ،‬دحلب) واثنان من لجنة الستة التاريخية‬

‫(كريم‪ ،‬بن مهيدي)‪.5‬‬

‫‪ -1‬خالفة معمري‪ :‬عبان رمضان‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬


‫‪ -2‬ينظر ملحق الخرائط‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس‪ ،‬الثورة الحزائرية‪,...‬المصدر السابق ‪.‬ص ‪.611‬‬
‫‪ -4‬محمد حربي‪ ،‬المصدرالسابق ‪,‬ص ‪.691‬‬
‫‪ -5‬محمد عباس‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪611‬‬
‫‪46‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫كانت مهمة عبان رمضان تتمثل في التنسيق بين واليات الداخل‬

‫والوفد الخارجي بينما كان بن مهيدي مشرفا على العمل الفدائي داخل‬

‫المدن في حين أوكلت مهمة التسلح لـ ــكريم ومهمة بن خدة كانت اإلعالم‬

‫واالتصاالت باتحاد الطلبة والعمال بينما سعد دحلب كان مسؤوال على‬

‫جمعية المجاهد ‪.1‬‬

‫‪ -‬المبدأين الشهيرين 'أولوية الداخل على الخارج' و'أولوية السياسي على‬

‫العسكري'‪ ،‬حيث وافقت األقلية على المبدأ األول واعترضت على الثاني‬

‫ألن السياسي والعسكري وجهان للعمل الثوري‪.2‬‬

‫‪ -‬التنظيم السياسي على النحو التالي‪:‬‬

‫_ المحافظون السياسيون ومهامهم تنظم الشعب (الدعاية والتوجيه)‪.‬‬

‫_ تشكيل المجالس الشعبية والتي تكون عن طريق االنتخابات وتنظر في‬

‫القضايا المالية والعدل والعقيدة‪.3‬‬

‫_ وضع أرضية سياسية صادق المؤتمر على خطوطها العريضة تضمنت‬

‫التوجيه العام لمستقبل العمل الثوري على الصعيد السياسي والعسكري‬

‫والدبلوماسي‪. 4‬‬

‫‪ -1‬محمد حربي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.691‬‬


‫‪ -2‬محمد عباس‪،‬الثورة الجزائرية‪ ,...‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.695‬‬
‫‪-3‬محمد لحسنأزغيدي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.625-625‬‬
‫‪ -4‬محمد عباس‪ ،‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.611‬‬
‫‪47‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫_ تعيين زيغود يوسف ومزهودي إبراهيم لحل المشاكل العالقة في تلك‬

‫الفترة في سوق أهراس والنمامشة‬

‫‪ -‬تعيين أوعمران‪ ،‬سي الشريف‪ ،‬وعميروش لحل مشكل القيادة في األوراس‬

‫بعد استشهاد بن بولعيد وفي منطقة الجنوب ‪.1‬‬

‫‪ -‬مبدأ القيادة الجماعية‪.‬‬

‫‪ -2‬المجال العسكري‪:‬‬

‫‪ -‬وضع الرتب العسكرية وهي‪ :‬الجندي األول‪ ،‬العريف‪ ،‬العريف األول‪،‬‬

‫المساعد‪ ،‬المالزم‪ ،‬المالزم األول‪ ،‬المالزم الثاني‪ ،‬الضابط األول‪ ،‬الضابط‬

‫الثاني‪ ،‬الصاغ األول والصاغ الثاني وهي أعلى رتبة حتى االستقالل‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم الجيش وتغيير تسمياته وأصبحت ثالثة أصناف‪ :‬مجاهد‪ ،‬فدائي‪،‬‬

‫مسبل‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد المبلغ الذي يتقاضاه كل جندي حسب رتبته‪.2‬‬

‫‪ -‬تقسيم جيش التحرير الوطني إلى خمس وحدات‪ :‬تتكون نصف المجموعة‬

‫من ‪ 1‬جنود‪ ،‬والمجموعة من ‪ 44‬جندي والفصيلة من ‪ 91‬جندي والسرية‬

‫‪ 441‬جندي والكتيبة من ‪ 911‬جندي‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد حربي‪ ،‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ -2‬زهير إحدادن‪ ،‬المختصر في تاريخ الثورة الجزائرية‪،‬مؤسسةأحدادن للنشر والتوزيع‪،‬ط‪،2111، 6‬الجزائر العاصمة ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان‪ ،..‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬

‫‪48‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫‪ -‬وضع الرتب العسكرية وضبط مهام كل رتبة عسكرية حيث أصبح العقيد‬

‫هو المسؤول األول للوالية سياسيا وعسكريا‪ ،‬أما مسؤول المنطقة برتبة‬

‫نقيب ينوبه ثالثة مساعدين برتبة مالزم أول‪ ،‬ومسؤول الناحية برتبة مالزم‬

‫ينوبه ثالثة مرشحين‪.1‬‬

‫‪ -3‬المجال االجتماعي‪:‬‬

‫أنشئت محاكم خاصة باألهالي الجزائريين حيث كان فيها في كل قسم‬

‫وناحية لجان متخصصة تعمل على حل النزاعات مثل الزواج والطالق وقضايا‬

‫الميراث‪. 2‬‬

‫كما أعطت أرضية الصومام أهمية لنضال المرأة‪ ،‬كما تضمنت أرضية‬

‫الصومام شروطا عامة لتسوية المشكلة الجزائرية مثل‪:‬‬

‫‪ -‬االعتراف باستقالل الجزائر في ظل السيادة التامة والوحدة الوطنية‬

‫والترابية‪.‬‬

‫‪ -‬التفاوض مع جبهة التحرير الوطني كممثل وحيد للشعب الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬حيث نجد أن هذا المؤتمر التاريخي أرسى دعائم الشرعية الثورية على‬

‫أسس ثالثة‪:‬‬

‫‪ -1‬الشاذلي بن جديد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪,‬فرحات عباس رجل الجمهورية ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬الجزائر ‪ ,2111 ،‬ص ‪.612‬‬

‫‪49‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ‪ ...........................‬نهاية التقارب وبداية التباعد‬

‫‪ -4‬خطة وبرنامج عمل‪.‬‬

‫‪ -1‬تنظيم أجهزة الثورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -9‬قيادة موحدة متجانسة‪.‬‬

‫جاء في وثيقة الصومام أن الجزائر المستقلة لن تكةن دولة مونارشية وال دولة‬
‫دينية فمن خالل هذا المنطلق األخير جلب لمهندسي المؤتمر الكثير من الرفض‬
‫بسبب التخلي عل روح بيان ‪14‬نوفمبر‪ 4211‬في شقه العقائدي ‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد عباس‪ ،‬الثورة الجزائرية‪،..‬المصدر السابق‪ ,‬ص ‪.616-611‬‬


‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان‪ ....‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.615‬‬
‫‪50‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫انفجار اخلالف بني الباءات الثالث‬

‫وعبان رمضان‬

‫املبحث األول‪ :‬خلفيات الصراع بينهم‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مؤمتر القاهرة ‪ 6591‬والقطيعة مع‬

‫عبان رمضان‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪:‬‬

‫اغتيال عبان رمضان وانعكاساته على مسار‬

‫الثورة‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫المبحث األول‪ :‬خلفيات الصراع بينهم‪.‬‬

‫الصراع بين السياسي والعسكري‪.‬‬

‫جراء ق اررات مؤتمر الصومام ظهرت عالمات توتر عميقة في أعلى هرم‬
‫قيادة الثورة بين السياسي والعسكري‪ 1.‬بسبب المبدأ الجوهري الذي جاء به عبان‬
‫رمضان وهو أولوية السياسي على العسكري‪.‬‬

‫لقد القى هذا رفضا عميقا من أبرز قادة الثورة في الداخل والخارج حيث تولد‬
‫في معتقداتهم أن عبان وحلفائه يسعون لالنفراد بقيادة الثورة‪.2‬‬

‫ذكر ضابط المخابرات المصري فتحي الديب في كتابه (عبد الناصر وثورة‬
‫الجزائر) أن السيد أحمد بن بلة* أكد له بأن الصراع قد بدأ بين السياسيين‬
‫والعسكريين في ظل انتشار مبدأ سياسي وعسكري في أوساط جيش التحرير‬
‫الوطني‪.3‬‬

‫تباينت وجهات النظر حول مبدأ أولوية السياسي على العسكري وأولوية‬
‫العسكري على السياسي فالبعض وصف ذلك بمبدأ ليس في محله وقد يسبب‬
‫انزالقات قد تؤدي إلى صدام بين طرفيه‪.‬‬

‫‪ -1‬رابح لونيسي‪ :‬الجزائر في دوامة الصراع بين العسكريين والسياسيين‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2111 ،‬ص‬
‫‪.61‬‬
‫‪ -2‬محمد العربي الزبيري‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر (‪ ،)6552-6512‬ج‪ ،2‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2111 ،‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪ -3‬فتحي الديب‪ :‬عبد الناصر والثورة الجزائرية‪ ،‬ط‪ ،6‬دار المستقبل العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،6551 ،‬ص ‪.215‬‬
‫*أحمد بن بلة‪ :‬ولد في بلدة مارنيا القريبة من الحدود المغربية عام ‪ 6561‬تلقى تعليمع األول في مدارس‬
‫تلمسان انخرط في حزب الشعب الجزائري الذي أصبح قطبا رئيسيا فيه‪ ،‬شارك في عملية السطو على بريد‬
‫وهران ‪ ،6515‬من أباء الثورة الجزائرية اختطف في القرصنة الجوية ‪ ،6591‬أول رئيس لجزائر االستقالل‬
‫انقلب عليه هواري بومدين ‪ :6519‬أحمد بن بلة ‪ :‬مذكرات احمد بن بلة‪،‬تر‪ :‬العفيف األخضر ‪ ،‬دار اآلداب‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫ذكر مصطفى هشماوي في كتابه جذور نوفمبر ‪ 4211‬بأن ذلك التصنيف‬


‫ليس له مرجعية‪ ،‬ثم كيف يمكن أن يصنف هذا بأنه سياسي وذلك بأنه عسكري‪.‬‬

‫ذكر العميد المجاهد عمار بن عودة عضو مجموعة ‪ 11‬التاريخية‪ ،‬المقصود‬


‫بأولوية السياسي على العسكري هو التركيز على خيار التفاوض مع المستعمر‪،‬‬
‫لضبط شروط وقف إطالق النار‪ ،‬ألن االنتصار العسكري على واحدة من أكبر‬
‫الدول االستعمارية في العالم يعد من باب المستحيالت تقريبا هذا خاصة إذا كانت‬
‫تلك الدولة عضوا استراتيجيا في حلف الناتو‪.1‬‬

‫أكد رابح لونيسي هذا المنطلق بأن مبدأ أولوية السياسي على العسكري بأن‬
‫السياسي هو األنسب على المفاوضات ‪.2‬‬

‫وذكر خالفة معمري أن األجهزة التي تسمى بالسياسية تتمتع باألولوية على‬
‫حساب األجهزة العسكرية في حالة الفصل في قضية مهمة ‪ ،3‬وانني أتفق مع ذلك‬
‫ألن هدف الثورة هو هدف سياسي وأن العمل العسكري ماهو إال وسيلة لفرض‬
‫اإلدارة السياسية ‪.4‬‬

‫‪ -1‬فتحي الذيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬


‫‪ -2‬رابح لونيسي‪ :‬الجزائر في دوامة ‪ ،.....‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -3‬خالفة معمري‪:‬عبان رمضان ‪ ,..‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -4‬انعالي غربي‪″ :‬االستراتيجيات الفرنسية في مواجهة الثورة (‪ ،″)6591-6595‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬قسم‬
‫التاريخ واالثار‪,‬جامعة وهران ‪ ،2119-2111,‬ص ‪.229‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫فالذين حظروا مؤتمر الصومام التاريخي تحكموا في جلساته كان في مجملهم‬


‫من السياسيين وفي مقدمتهم عبان رمضان الذي كان متفوقا في دراسته وبن خدة‬
‫الصيدلي ومن هنا وجب أن تكون األولوية للسياسي على العسكري هذا الخالف‬
‫أضر بالثورة الجزائرية وكاد أن يقضي على مكاسبها لوال القرصنة الجوية التي‬
‫استهدفت الوفد الخارجي للثورة‪11‬أكتوبر‪.14211‬‬

‫ومن خالل هذا الوضع السياسي الجديد الذي ميز مسار الثورة أصبح عبان‬
‫رمضان الرقم واحد في قائمة سياسييها حيث كلف بن مهيدي بالعمل الفدائي في‬
‫العاصمة ‪ 2‬فكانت معركة الجزائر التي سيطر فيها المظليون على العاصمة الذين‬
‫احتلوا القصبة ومارسوا القمع بمختلف أنواعه‪ .3‬وكان من نتائجها استشهاد العربي‬
‫بن مهيدي وانتقال لجنة التنسيق والتنفيذ إلى الخارج‪.4‬‬

‫ومن خالل هذا المناخ الوطني الجديد عقد مؤتمر القاهرة من‪ 11‬إلى‬
‫‪11‬أوت‪.54211‬‬

‫وكان هذا المؤتمر نتيجة حتمية للتوتر بين القادة السياسيين وعلى رأسهم‬
‫عبان رمضان والعسكريين (الباءات الثالث)‪.‬‬

‫خرج هذا المؤتمر بعدة ق اررات تنظيمية عكست بشكل واضح موازين القوى‬
‫الجديدة حيث جاءت على مقاس العسكريين عموما ‪.6‬‬

‫‪ -1‬رابح لونيسي‪ ،‬الجزائر في دوامة ‪ ، ...‬المرجع السابق ‪,‬ص‪.65‬‬


‫‪Patrick Eveno et Jean Planchais :La guerre d’Algérie Dossier et -2‬‬
‫‪temoingnage,EdLaphoric, Alger, 1990, P113.‬‬
‫‪Raphaelee Branche : La tortue et l’armée, pendant la guerre d’Algérie (6591- -3‬‬
‫‪1962), Ed Gallimard,Paris, 2001, P213.‬‬
‫‪ -4‬جريدة المجاهد‪ ،‬العدد‪ ،6591/15/21 ،5‬ص‪.2‬‬
‫‪BenjamenStoro :Histoire de la guerre d’Algérie, Ed l’Harmattan, Paris, 6555, P265. -5‬‬
‫‪ -6‬صالح بلحاج‪:‬جدور السلطة في الجزائر – االزمات الداخلية لجبهة التحرير الوطني من ‪6591‬الى‪6519‬‬
‫‪,‬بن مرابط للنشر ‪,‬الجزائر‪ ,‬ص ‪.61‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مؤتمر القاهرة ‪ 1591‬والقطيعة مع عبان رمضان‪.‬‬

‫‪-1‬مؤتمر القاهرة ‪( 1591‬لقاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية)‪:‬‬

‫أ‪ -‬حيثيات ودوافع المؤتمر‪.‬‬

‫تعود فكرة هذا اللقاء التاريخي الذي عقد خارج التراب الوطني إلى كريم‬

‫بلقاسم الذي أراد أن يجد خليفة لعضو لجنة التنسيق والتنفيذ بن مهيدي الذي‬

‫استشهد في ‪ 1‬مارس‪ 4211‬هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت الظروف مواتية‬

‫لتقليص وزن عبان رمضان وعزل حلفائه االستراتيجيين بن خدة ودحلب‪.1‬‬

‫ب‪ -‬عقد المؤتمر‪:‬‬

‫عقد االجتماع في القاهرة من ‪ 11‬إلى ‪ 11‬أوت‪ 4211‬وكان أول مؤتمر‬

‫يضم قادة الداخل بالخارج‪ 2‬وذلك بعد العديد من االجتماعات في الكواليس‪ ،‬بلغ عدد‬

‫الحضور ‪ 11‬عضو (عشرة عسكريين واثني عشر سياسي)‪.3‬‬

‫ذكر أحمد توفيق المدني وهو أحد الحاضرين أنه قيل لهم قبل االجتماع أنه‬

‫يجب علينا جميعا السكون والحذر المطلق ألن الوضع خطير وأن هناك وقعت‬

‫تحت طي الخفاء وأنه استجدت تغيرات مهمة في القيادة‪ ،‬وأضاف قائال‪" :‬علمت‬

‫‪ -1‬سعد دحلب‪ ،‬المصدر السابق ‪,‬ص‪.11‬‬


‫‪-2‬جريدة المجاهد ‪،‬من مؤتمر الصومام إلى القاهرة ‪,‬ع‪6 ،26‬نوفمبر‪ ،6595‬ص‪.9‬‬
‫‪ -3‬محمد حربي‪ ،‬جبهة التحرير‪ ،...‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.615‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫فيما بعد أن تلك التغييرات كانت متعلقة بالسلطة العسكرية والقيادات الداخلية للثورة‪،‬‬

‫أما بصفة سياسية فكانت تهدف إلى خلع األخ عبان رمضان"‪.1‬‬

‫ومن هنا اتضح الصراع بين عبان رمضان وجماعة كريم بلقاسم ترأس‬

‫الجلسة العامة الختامية فرحات عباس وعين محمد بن يحي كاتبا‪ ،‬استغرقت جلسات‬

‫المؤتمر ثالث ساعات‪.2‬‬

‫كانت هناك مجموعة من التقارير أبرزها تقرير عبان رمضان الذي يتضمن‬

‫حصيلة نشاط لجنة التنسيق والتنفيذ بعد عام من نشاطها‪.3‬‬

‫في هذا الصدد يقول أحمد توفيق المدني‪" :‬عقدنا اجتماعا عاما ساكتا هادئا‬

‫خطب فيه فرحات عباس خطابا لم يكن من لحم ولم يكن من سمك كما يقول‬

‫الفرنسيون‪ ،‬ثم خطب عبان رمضان خطابا بائسا‪ ،‬حزينا على غير ما كنا ننتظر‬

‫إطالقا‪ ،4‬كما تم عرض تقرير الوفد الخارجي من طرف لمين دباغين الذي تولى‬

‫مسؤوليته بعد اختطاف الطائرة ‪.54211‬‬

‫‪ 1‬أحمد توفيق المدني‪ ،‬حياة كفاح‪،‬ج‪, 2‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪,‬الجزائر‪ ،6552,‬ص ‪.156‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا مقالتي ‪ ،‬المرجع في تاريخ ‪ ،....‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.611‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.611‬‬
‫‪ -4‬أحمد توفيق المدني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ -5‬محمد عباس‪ ،‬الثورة الجزائرية‪ ،...‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫جـ‪ -‬نتائج المؤتمر‪:‬‬

‫في ختام جلسة المؤتمر توصل المؤتمرون إلى ق اررات تاريخية جديدة هامة‬

‫جاءت كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة أعضاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية من ‪ 91‬عضوا نصفهم‬

‫دائمون ونصفهم إضافيون إلى ‪ 11‬عضو كلهم دائمون ويتم اختيار بقية‬

‫األعضاء وفق شروط محددة‪.‬‬

‫‪ -‬توسيع لجنة التنسيق والتنفيذ إلى ستة أعضاء وبعدما كانت خمسة أعضاء‬

‫يضاف إليهم القادة المعتقلون كأعضاء متوفيين وبذلك أصبحت لجنة‬

‫التنسيق والتنفيذ الثانية تضم ‪ 41‬عضوا‪.‬‬

‫‪ -‬إلغاء مبدأ أولوية السياسي على العسكري وكذا أولوية الداخل على الخارج‬

‫اللذين أقرهما مؤتمر الصومام‪.‬‬

‫‪ -‬تفويض لجنة التنسيق والتنفيذ بإنشاء حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -‬تكوين قيادة عليا سرية للثورة‪ ،‬تكون لها مهمة تسيير الثورة عرفت 'باللجنة‬

‫الدائمة للثورة' ضمت خمسة عسكريين (كريم‪ ،‬بن طوبال‪ ،‬بوالصوف‪ ،‬محمود‬

‫الشريف‪ ،‬أوعمران) ومعهم سياسي واحد هو عبان رمضان‪.1‬‬

‫‪ -1‬محمد عباس‪ ،‬الثورة الجزائرية‪ ،...،‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫خرج عبان رمضان من هذا االجتماع ساخطا على الجميع وأكثر على حليفيه‬

‫بن خدة ودحلب الذين وقفا إلى جانب موجة العسكريين ولم يتضامنا معه حتى‬

‫باالمتناع عن التصويت على الالئحة المذكورة كما فعل هو وحليفه العقيد دهيليس‪،1‬‬

‫يذكر سعد دحلب أن عبان صب غضبه عليه وعلى بن خدة‪.2‬‬

‫بعد مؤتمر القاهرة عملت لجنة التنسيق والتنفيذ على إظهار تماسكها حيث عقد‬

‫ندوة صحفية لتبليغ العالم بأن الجزائر وثورتها في استمرار‪.3‬‬

‫عقدت لجنة التنسيق والتنفيذ الثانية اجتماعا بتونس ‪11‬أكتوبر‪ 4211‬وتم منح‬

‫عبان التكفل اإلعالمي وجريدة المجاهد إلرضاء عبان رمضان‪ ،‬كما أصدرت اللجنة‬

‫عبر كامل التراب الجزائري ذلك بمناسبة الذكرى الثالثة الندالع الثورة‪.‬‬

‫أدرك عبان رمضان أنه خسر كل شيء أمام العقداء وفقد تأثيره وأصبح معزوال‪.‬‬

‫من خالل جريدة المجاهد راح ينتقد طريقة تسيير ج ت و بطريقة مباشرة من‬

‫خالل مانشره في إحدى أعداد الجريدة موحيا بأن أعضاء اللجنة يريدون التفاوض‬

‫مع فرنسا قبل أن تعترف لهم باالستقالل حيث جاء في النص الذي حرره عبان‪" :‬إن‬

‫الجائريين عندما يطالبون باالستقالل فإنما يطالبون بأن تعترف لهم فرنسا بالوطن‪...‬‬

‫فالدستور الفرنسي ال يعترف بوجود وطن جزائري والجزائريون ال يقبلون أن يتفاوضوا‬

‫مع حكومة تنكر عليهم أن يكون لهم وطن‪ ،‬وهذه الحقيقة غابت عن الفرنسيين‬

‫‪ -1‬محمد عباس‪ ،‬خصومات‪ ،...‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪ -2‬سعد دحلب‪ ،‬المصدرالسابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا مقالتي ‪ ،‬المرجع في تاريخ ‪ ،.....‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.666-661‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫وبعض من أصدقائنا ثم هناك وضعية تاريخية خاصة بالنسبة للجزائر لم توجد‬

‫بالنسبة لتونس والمغرب‪.1‬‬

‫ومن خالل هذا يظهر أن عبان غير راض على عمل اللجنة وتأزمت العالقة‬

‫بينه وبين لجنة التنسيق والتنفيذ خاصة مع كريم حاول عباس تهدئة األمور الذي‬

‫طلب منه التوقف عن زرع الشقاق فكان رد عبان الساخر‪" :‬اتفقتم كلكم على القضاء‬

‫علي العسكريون ألنني أضايقهم وأنتم بدافع الخوف"‪.2‬‬

‫‪ -1‬جريدة المجاهد‪ ،‬ال تفاوض قبل االعتراف باالستقالل لماذ؟ع‪ ،6591.66.69 ،62‬ص‪.6‬‬
‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.619‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اغتيال عبان رمضان وانعكاساته على مسار الثورة‪.‬‬

‫أ‪ -‬اغتيالـــــــــه‪.‬‬

‫قال المرحوم عمار بلحسن في أكثر من مناسبة أن مأساة المثقف في الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫بدأت باغتيال عبان رمضان رمز السياسي المثقف من قبل الباءات الثالث‬

‫لم تكن سنة ‪ 4211‬سنة خير بالنسبة للراحل عبان رمضان كونها تميزت‬

‫‪2‬‬
‫بتدهور األوضاع األمنية بالعاصمة‪.‬‬

‫'عبان رمضان يستشهد في ميدان الشرف' هكذا عنونت جريدة المجاهد لسان‬

‫حال ج ت و أثناء الثورة عددها ‪ 11‬الصادر بتاريخ ‪12‬ماي‪ 4211‬وأرفقته بصورة‬

‫لعبان رمضان وتطرقت لحيثيات استشهاده وأرجعتها إلى جروح خطيرة أصيب بها‬

‫إثر اشتباك بين المجاهدين وقوات العدو وقامت الجريدة بعرض سيرته الذاتية في‬

‫مقال مطول‪.3‬‬

‫غير أن الحقيقة لم تكن كما عنونت الجريدة حيث أن هذا الخبر لم يقنع وال‬

‫قائد من قادة الثورة وتأكد فيما بعد أنه نفذ في حق عبان رمضان حكم اإلعدام‪.4‬‬

‫يذكر علي كافي‪" :‬كان عبان يقيم اتصاالت سرية مع العدو ولم يكن يطلع‬

‫بها أصحابه إلى أن اكتشفوها بطرقهم الخاصة‪ ،‬من هنا بدأت الشكوك‪ ،‬ويضيف‪:‬‬

‫تلك الشكوك دفعت رفاقه إلى إقناعه بمرافقتهم إلى المغرب‪ ،‬مبررين ذلك بزيارة‬
‫‪ - 1‬عبان رمضان‪ ،‬مرافعة‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.699‬‬
‫‪ - 2‬صالح بلحاج‪ ،‬جذور السلطة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬جريدة المجاهد‪ ،‬عبان رمضان يستشهد في ميدان الشرف‪ ،‬ع ‪ ،6595 19 25، 21‬ص‪.6‬‬
‫‪ -4‬توفيق المدني‪,‬المرجعالسابق‪.‬ص ‪15‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫الملك محمد الخامس عندما تمت محاكمته وأصدر الحكم وتمت محاكمته وأصدر‬

‫الحكم في حقه"‪.1‬‬

‫ومن بين الدوافع التي أدت إلى اغتيال عبان مؤتمر الصومام وبعض ق ارراته‬

‫التي دافع عنها مثل أولوية السياسي على العسكري وأولوية الداخل على الخارج‬

‫وانتقاده للجنة التنسيق والتنفيذ التي كانت عبارة عن حكومة مصغرة وطريقة‬

‫تسييرها‪ ،‬حيث أصبح دوره فيها دو ار ثانويا‪ ،‬حيث كان نقده موجها للقادة العسكريين‬

‫(الباءات الثالث) حيث حاول إستمالة بعض العسكريين إلى صفه مثل سليمان‬

‫دهيليس واتصاله بالرائد الحاج علي ‪.2‬‬

‫في القاهرة واتصل بعلي كافي والرائد محمد عواشرية من قيادة القيادة الشرفية‬

‫واستقطب شخصيات سياسية بارزة مثل أحمد بومنجل* ومولود قايد‪.‬‬

‫يتحدث توفيق المدني عن تلك الفترة قائال‪" :‬كان رجال لجنة التنسيق والتنفيذ‬

‫ومختلف قادة الجيش يتبرمون تبرما عنيفا بأعمال وأقوال وسيرة األخ عبان رمضان‬

‫وكانوا يتصادمون معه باستمرار وبعنف‪ ،‬ويضيف ساءت الحالة بين األخ المجاهد‬

‫عبان رمضان وبين أغلب رجال لجنة التنسيق والتنفيذ رغم كل محاوالت التسوية‬

‫‪ -1‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان المحاكمة‪ ،....‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان مرافعة ‪،...‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.611‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫تمادى مهددا بالعودة إلى الداخل والتنديد بخصومه بين صفوف المجاهدين وكان‬

‫‪1‬‬
‫يعتمد في ذلك على وجه الخصوص على الرائد حاج علي المتضامن معه‪.‬‬

‫تقرر مصير عبان رمضان في ‪41‬ديسمبر‪ 4211‬وذلك حسب ماورد في‬

‫تقرير أوعمران المطول الذي تركه بعد سنة من وفاة عبان وهذا بعض ما جاء فيه‪" :‬‬

‫وصل كريم وبوصوف من الرباط حيث اتصال بالملك محمد الخامس للتباحث حول‬

‫االستقالل وأبلغاني فضال عن ذلك أن عبان يروج إلشاعات مثبطة ومحطمة في‬

‫تونس فاقترحا علي تصفيته أو اعتقاله فقلت لهم‪ :‬بخصوص االعتقال أن أنضم‬

‫إليكم‪ ،‬لكن أنا ضد القتل إال في حالة الخطورة وهذا في حالة توفر إجماع كامل‬

‫ألعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ وبالخصوص العسكريين‪.2‬‬

‫لكن االجتماع المهم الذي تطرق له هذا التقرير هو ذلك الذي تم بين محمود‬

‫الشريف وبن طوبال وكريم‪ ،‬وأخبر بن طوبال تفاصيله ألوعمران الذي كان في مهمة‬

‫على حد قوله في دمشق حيث قال له بن طوبال‪ ":‬اجتمعنا ثالثة أيام وثالثة ليالي‪،‬‬

‫ذكرنا خاللها العراقيل التي كان يسببها لنا عبان‪ ،‬وفي األخير قررنا أنا وبن طوبال‬

‫وكريم ومحمود الشريف أن نرسله إلى المغرب لوضعه في السجن وتم استدراج عبان‬

‫رمضان إلى المغرب بواسطة برقية وهمية من مصالح بوصوف تطلب قدوم بعض‬

‫‪ -1‬عثماني مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.255‬‬


‫*ينحدر من عين البيضاء‪ ،‬كان تاجر في الوالية التاريخية ‪ 6‬وعمل كممون‪ ،‬يراجع ‪ :‬محمد حربي ‪,‬جبهة‬
‫التحرير‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.962‬‬
‫‪ -2‬خالفة معمري ‪ ،‬عبان رمضان ‪ ، ...‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.119‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ لتسوية مشاكل طارئة مع السلطات المغربية ورافق‬

‫عبان رمضان في رحلته هذه كل من كريم ومحمد الشريف‪ 1‬وكان عبان قبل الرحلة‬

‫مترددا بشأنها‪ 2‬كان بوصوف في بانتظاره في المطار وقرر بسرعة تنفيذ القرار الذي‬

‫اتفق بشأنه رفقة كريم وبن طوبال‪.‬‬

‫تدهورت العالقة بين عبان والعقداء بحيث صار يتغيب عن اجتماعات لجنة‬

‫التنسيق‪ ،3‬قال كريم بلقاسم‪" :‬إن عبان يسعى منذ مؤتمر الصومام أن يحل محل‬

‫القيادة الجماعية التي تمثلها لجنة التنسيق والتنفيذ"‪.4‬‬

‫ومن بين التهم الموجهة إليه قام بإدماج وترقية العناصر المعتدلة في الثورة‬

‫مثل بن خدة ودحلب ولوانشي ويزيد وآخرين من مركزيين قدامى بالفتوى وأكثر من‬

‫ذلك بمعاداة الثورة التحريرية أمر مخالف تماما للحقيقة‪.5‬‬

‫ومن بين التهم كذلك ما صر عن لخصر بن طوبال وحده ضد عبان بأنه‬

‫ديكتاتور بعد خمسة وأربعين سنة من اغتياله‪.6‬‬

‫وهنا نذكر تأزم الخالف بينه وبين كريم بلقاسم للعيان الذي زاد في تونس‬

‫والقاهرة وصعدت من هذا الخالف أطراف فاعلة وقد أكد كثيرون أنهم قالوا لكريم‬

‫أن‪" :‬دوره سيأتي هو أيضا إذا ألحق الضرر بنفوذ عبان" لكنه لم يصغ لهذه‬

‫‪ -1‬محمد الهادي حارش‪ :‬دراسات في تاريخ الجزائر الحالي والحاضر‪ ،.........‬ص‪.11 -19‬‬
‫‪ -2‬محمد عياس‪ :‬الثورة الجزائرية‪,...‬المصدرالسابق ‪,‬ص‪.211‬‬
‫‪ -3‬صالح بلحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.612‬‬
‫‪ -4‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان مرافعة‪ ،... ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -5‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان المحاكمة ‪،..‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫النصيحة التنبؤية‪ ،‬كان عبان يسخر من كريم‪ ،‬يروي بعض المالحظين الذي كان‬

‫مالزما للقائدين في الطريق إلى القاهرة حيث كان مقر ار عقد اجتماع المجلس‬

‫الوطني للثورة وكان عبان ينوي عقد ندوة صحفية لتقييم الثورة وكان عبان مهيئا‬

‫نفسه ألسلة الصحفيين األجانب البارعين في تطويق منشط الندوة‪.‬‬

‫ولدى علم كريم بالمشروع أبدى اعتراضه ورغبته القيام بذلك مكان عبان لكن‬

‫هذا األخير المعروف بلهجته الحادة لم يتردد في الرد عليه بقوله‪" :‬أيها الحمار بأية‬

‫لغة يمكنك تنشيط هذه الندوة الصحفية بالعربية أم بالفرنسية أم باالنجليزية؟ فأنت ال‬

‫‪1‬‬
‫تحسن أية واحدة منها إال إذا أردت أن نلقيها بالقبائلية"‪.‬‬

‫حيث اقتيد إلى منزل تابع لمخابرات جبهة التحرير الوطني بإحدى المزارع‬

‫في تيطوان وهناك تم خنقه من قبل رجال بوصوف‪ ،‬كان ذلك يوم ‪11‬ديسمبر‪4211‬‬

‫حيث أرغم عنصران من مخابرات بوصوف حيث التحق الجميع بسيارة انطلقت بهم‬

‫في طريق طنجة بعد كيلومترات قليلة خرجت من الطريق‪ ،‬عند الوصول إلى‬

‫المزرعة أرغم العنصران عبان على الخروج وسحبه إليها بالقوة بينما عاد الثالثة‬

‫بوصوف وكريم ومحمود السترت باتجاه فيال كان فيها مائدة عشاء في نهاية األمسية‬

‫عاد العنصران ليخبروا بوصوف أن عبان في غرفة مجاورة‪ ،‬ذهب الجميع فوجدوا‬

‫عبان جثة هامدة‪ ،‬وحسب الروايات فإن العنصران اللذان نفذا االغتيال يجهالن هوية‬

‫‪ -1‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫الضحية وكان األمر عندهما يتعلق بتصفية خائن كما قيل لهما عندما أمر‬

‫‪1‬‬
‫بالمهمة‪.‬‬

‫ب‪-‬انعكاساته على مسار الثورة‪:‬‬

‫بعد اغتيال عبان رمضان لم يبق على مستوى القمة أية توجهات‬

‫سياسية‪ ،‬بل مجرد دوائر متصارعة فحلت الروابط الشخصية محل العالقات القائمة‬

‫على األفكار السياسية ولم يعد أحد من قادة الثورة يملك استراتيجية متجانسة فالمهم‬

‫كان الدوام والبقاء وسط أجواء يسودها الشك والريبة‪.2‬‬

‫وفي هذا السياق فإن عبان رمضان كان دوما يقول لرفاقه‪" :‬إن السالح‬

‫يحمله كل المجاهدين أما القلم وأما الكلمة والمسعى الحميد فال يقوم بأعبائه إال‬

‫الندرة من المجاهدين" وهذا مايبرز تولي كل من أتى بهم عبان رمضان‪ ،‬مناصب‬

‫سياسية عليا بعدما تم االستنجاد بهم خالل تأسيس الحكومة المؤقتة وكذا اتفاقيات‬

‫إيفيان الحقا‪.3‬‬

‫بعد تصفية عبان رمضان زالت العقبة الكبرى أمام القادة العسكريين لكن ذلك‬

‫لم يعن زوال الخالفات ضد القيادة فالمجموعة التي وحدها التحالف من أجل‬

‫الوصول إلى السلطة العليا كانت في الواقع منقسمة فيما بينها ثالث مجموعات‬

‫ضمن هيئة صارت مشكلة من ثمانية أعضاء كريم مع أوعمران ومحمود الشريف‬

‫‪ -1‬صالح بلحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان مرافعة‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.692‬‬
‫‪ -3‬سعيد بورنان‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.611‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫شكلوا المجموعة األولى وبوصوف وبن طوبال في مجموعة ثانية وضمت الثالثة‬

‫السياسيين عباس ودباغين ومهري‪.‬‬

‫أصبحت قيادة الثورة عبارة عن جماعات بينها صراعات زمر من أجل تدعيم‬

‫المواقع واالحتفاظ بها‪ ،‬وتغلبت العالقات المصلحية على العالقات السياسية‬

‫والنضالية وصار الجو السائد مشحونا باالرتياب المتبادل بين القادة وبين األنصار‬

‫المحسوبين على كل واحد منهم‪.1‬‬

‫أدى اغتياله إلى فقدان الثورة لمركز سياسي قوي وفعال بإمكانه أن يجمع‬

‫القيادات العسكرية والسياسية وفق تصور واحد‪.2‬‬

‫وتسببت وفاته في حدوث أزمة حادة داخل لجنة التنسيق والتنفيذ التي‬

‫عطلت أشغالها أكثر من شهر إثر تفطن أعضائها السياسيين (دباغين‪ ،‬عباس‪،‬‬

‫مهري) لألمر واصرارهم على توقيع وثيقة تبرئهم واستكملت اللجنة لقاءاتها بشكل‬

‫حتمي إال بعد قصف ساقية سيدي يوسف ‪ ،34211/11/11‬صارت المركزية في‬

‫التسيير وغياب الوحدة في المنطلقات والتصورات‪ ،‬كان تعيين المسؤولين يتم عبر‬

‫الوالءات الشخصية‪ ،‬فدائرة االتصاالت العامة والمواصالت وكل الهياكل التابعة لها‬

‫صارت ملكا لبوصوف ودائرة الحربية ملكية لكريم بلقاسم‪.4‬‬

‫‪ -1‬صالح بلحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ -2‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان مرافقة‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.691-692‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس‪ ،‬الثورة الجزائرية‪ ،...‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪ -4‬صالح بلحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ................‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‬

‫أما على المستوى الخارجي فأعضاء الحكومة المؤقتة فقدوا كل عالقة مع‬

‫الداخل‪ ،1‬ظهر جليا محاولة إخضاع السلطة العسكرية للسلطة السياسية إخفاق‬

‫كانت له آثار حددت مسار الثورة في التطورات الالحقة‪.2‬‬

‫وبسبب فتور العالقة بين الداخل والخارج قرر العقيد عميروش التنقل من‬

‫الوالية الثالثة إلى تونس مرو ار بالوالية السادسة ولقائه بالعقيد سي الحواس بغرض‬

‫محاسبة وزراء الحكومة المؤقتة بعد أن انتقدهم في رسالة شديدة اللهجة ما أسماه‬

‫بممارساتهم البرجوازية التي سبق وأن انتقدها عبان غير أنهما استشهدا في طريقهما‬

‫إلى تونس في جبل ثامر قرب بوسعادة بتاريخ ‪4212/19/11‬م‪.3‬‬

‫‪ -1‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان مرافعة‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.692‬‬
‫‪ -2‬صالح بلحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -3‬حميد عبد القادر‪ ،‬عبان رمضان مرافعة‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.692‬‬

‫‪67‬‬
‫اخلامتـــــــة‬
‫الخاتمــــــــــة‪:‬‬

‫على ضوء الدراسة استنتجت ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تعتبر ظاهرة الصراع على السلطة ظاهرة قديمة موجودة منذ القدم وليست وليدة‬
‫الحركات التحررية في القرن ‪ 21‬ومنها الثورة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬كانت مرحلة التقارب (التحالف) بين الباءات الثالث وعبان رمضان بمعنى بين‬
‫العسكري والسياسي مرحلة ظرفية وحتمية قبل مؤتمر الصومام ‪ ،6591‬لوجود‬
‫عوامل التقارب بينهم لغياب قيادة عليا للثورة الجزائرية‪ ،‬في ظل سجن أو استشهاد‬
‫الستة التاريخيين ماعدا كريم بلقاسم‪ ،‬باإلضافة إلى وجود خالف مع جماعة القاهرة‬
‫وعلى رأسهم أحمد بن بلة المدعوم من نظام عبد الناصر‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر مؤتمر الصومام محطة بالغة األهمية في مسار الثورة الجزائرية إذ كرس‬
‫أرضية جديدة للعمل التحرري في الجزائر بتنظيم عسكري وإديولوجية سياسية‬
‫جديدتين حيث ظهرت خالله مالمح ومواطن الخالف بين الباءات الثالث وعبان‬
‫رمضان في أهم بنوده (أولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج) هذا‬
‫من جهة ومن جهة أخرى تعرض المؤتمر إلى انتقادات كبيرة بوصفه بالمؤامرة‬
‫بسبب غياب كل القوى السياسية والعسكرية للثورة الجزائرية فهناك من تقبل قراراته‬
‫بتحفظ وهناك من رفضها جملة وتفصيال ومن بينهم أحمد بن بلة الذي وصفه‬
‫بالخنجر الذي غرس في ظهر الثورة‪.‬‬
‫‪ -‬األجهزة الجديدة في أعلى قيادة الثورة (المجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق‬
‫والتنفيذ) فاألولى جهاز تشريعي والثانية حكومة مصغرة حيث كانتا اللبنة المباشرة‬
‫واألرضية الصلبة في تغذية الصراع بينهم وظهور الخالف بشكل جلي بين السياسي‬
‫والعسكري من خالل صالحيات كل طرف‪.‬‬
‫‪ -‬مؤتمر القاهرة ( المجلس الوطني للثورة الجزائرية) من ‪21‬إلى‪ 21‬أوت ‪6591‬‬
‫أبرز لقاء بين قادة الثورة في الخارج حيث يعتبر انقالبا صريحا على قرارات‬
‫مؤتمر الصومام وخاصة روح المؤتمر أولوية السياسي على العسكري والداخل على‬

‫‪69‬‬
‫الخارج فهناك بدأ الصراع بشكل علني ومباشر وظهر شقاق بينهم وبدأ الترتيب إلى‬
‫عزل عبان رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر اغتيال عبان رمضان ‪ 6591‬أبرز االغتياالت السياسية في الثورة الجزائرية‬
‫حيث تؤكد غالبية المراجع الموثقة أن مسؤولية االغتيال تعود إلى الباءات الثالث‪.‬‬
‫‪ -‬الصراع بين السياسي والعسكري بكل مضامينه كان الطريق إلى تشكيل الحكومة‬
‫الجزائرية المؤقتة في ‪65‬سبتمبر‪ 6595‬والتي كانت المحطة التي غطت الصراع‬
‫ولو بشكل مؤقت‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫املالحـــق‬
‫الملحق رقم ‪22 :‬‬

‫المصدر ‪ :‬جريدة المجاهد العدد رقم‪ 25، 22 :‬ماي ‪1591‬‬

‫‪72‬‬
‫الملحق رقم ‪ 23 :‬الق اررات العسكرية لمؤتمر الصومام ‪1591‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪74‬‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫أ – المصادر‬

‫‪ -1‬الشاذلي بن جديد ‪ ،‬مذكرات الشاذلي بن جديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،92-92 ،‬دار القصبة‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.9119 ،‬‬
‫‪ -9‬يحي بوعزيز‪،‬ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين‪ ،‬ج‪ ،9‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫منشورات المتحف الوطني للمجاهد‪.‬‬
‫‪ -4‬فرحات عباس‪ ،‬تشريح حرب‪ ،‬تر‪ :‬أحمد منور‪ ،‬طبعة خاصة بوزارة المجاهدين‪ ،‬دار‬
‫المسلك‪ ،‬الجزائر‪.9111 ،‬‬
‫‪ -5‬سعد دحلب‪ ،‬المهمة منجزة من أجل استقالل الجزائر‪ ،‬منشورات دحلب‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.9119،‬‬
‫‪ -6‬عبد الحفيظ أمقران الحسني‪ ،‬مذكرات من مسيرة النضال والجهاد‪ ،‬دار األمة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪9111.‬‬
‫‪ -9‬علي كافي‪ ،‬مذكرات الرئيس علي كافي‪ .‬من المناضل السياسي إلى القائد العسكري‬
‫‪ ،1269-1246‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪9119.‬‬
‫‪ - 8‬لخضر بورقعة‪ ،‬شاهد على اغتيال الثورة‪ ،‬دار الحكمة‪.9112 ،‬‬
‫‪ -2‬محمد بوضياف‪ ،‬التحضير ألول نوفمبر ‪ ،1254‬دار النعمان للطباعة والنشر‪.9111 ،‬‬
‫محمد حربي‪ ،‬جبهة التحرير الوطني‪( ،‬األسطورة والواقع)‪ ،‬تر‪ :‬كميل قيصر داغر‪ ،‬دار‬
‫الكلمة للنشر‪ ،‬بيروت‪.1282 ،‬‬
‫‪ -11‬محمد عباس‪ ،‬ثوار عظماء شهادات ‪ 19‬شخصية وطنية ن ط‪ ، 1‬دار هومة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪. 9114 ،‬‬
‫‪ -11‬محمد عباس‪ ،‬خصومات تاريخية‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪9111 ،‬‬
‫‪ -19‬محمد عباس‪ ،‬الثورة الجزائرية (نصر بال ثمن) (‪ ،)1269-1254‬دار القصبة للنشر‪،‬‬
‫‪.9112‬‬

‫‪75‬‬
‫ب‪ -‬المراجع‪:‬‬

‫ب‪ -1.‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد توفيق المدني‪ ،‬حياة كفاح مع ركب الثورة‪ ،‬ج‪ ،2‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪1289. ،‬‬
‫‪-9‬الصادق مزهود وآخرون‪ ،‬المجاهد ع الحفي بوالصوف السياسي المحنك واالستراتيجي‬
‫المدير (دط) دار الفجر للطباعة‪ ،‬الجزائر‪9112. ،‬‬
‫‪ -28‬إبراهيم سلطان شيبوط‪ ،‬زيغود يوسف الذي عرفته –شهادة‪ -‬غرناطة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪9111. ،‬‬
‫‪ -2‬بسام العسلي‪،‬الصراع السياسي على نهج الثورة الجزائرية‪ ،‬ط‪ ،9‬ج‪ ،8‬دار النفائس‪،‬‬
‫بيروت‪1286. ،‬‬
‫‪ -4‬بشير بالح‪ ،‬تاريخ الجزائر المعاصرة ( ‪ ، )1282 – 1821‬ج‪ ، 1‬دار المعرفة ‪،‬‬
‫الجزائر‪.9116 ،‬‬
‫‪ -5‬حميد عبد القادر‪،‬عبان رمضان‪ ،‬مرافقة من أجل الحقيقة‪ ،‬منشورات الشهاب‪.9112 ،‬‬
‫‪ -6‬خالفة معمري‪،‬عبان رمضان‪ ،‬تر‪ :‬زيت زخروف‪ ،‬منشورات تالة األبيار‪.‬‬
‫‪ -9‬رابح لونيسي‪ ،‬مريم سيد علي مبارك‪ :‬رجال لهم تاريخ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.9111 ،‬‬
‫‪ -8‬سليمة بشير‪ ،‬من أعالم الجزائر في العصر الحديث‪ ،‬كريم بلقاسم أسد الجبال‪ ،‬المكتبة‬
‫الخضراء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬رابح لونيسي‪ ،‬الجزائر في دوامة الصراع بين العسكريين والسياسيين‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫الجزائر‪9111. ،‬‬
‫‪ -11‬زهير إحدادن‪ ،‬المختصر في تاريخ الثورة الجزائرية‪ ،‬مؤسسة إحدادن للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪9119. ،‬‬
‫‪ -11‬سليمة بشير‪ ،‬عبان رمضان رمز السياسة المثقف‪ ،‬المكتبة الخضراء للطباعة والنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -19‬صالح بلحاج‪ ،‬جذور السلطة في الجزائر ( األزمات الداخلية لجبهة التحرير الوطني من‬
‫‪ 1256‬إلى ‪، )1265‬دار بن مرابط للنشر‪9114. ،‬‬
‫‪ -12‬عبد هللا مقالتي‪ ،‬قاموس أعالم شهداء وأبطال الثورة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -14‬عبد هللا مقالتي‪،‬المرجع في تاريخ الثورة الجزائرية ونصوصها األساسية(‪-1254‬‬
‫‪ ،)1269‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.9119 ،‬‬
‫‪ -15‬عثماني مسعود‪ ،‬مصطفى بن بولعيد ( مواقف وأحداث)‪ ،‬دار الهدى‪.9115 ،‬‬
‫‪ -16‬عمار قليل ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬دار البعث ‪.1221 ،‬‬
‫‪ -19‬عمر بوضربة‪ ،‬تطور النشاط الدبلوماسي (‪ )1261-1254‬دار اإلرشاد للطباعة و‬
‫النشر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -9‬علي زغدود‪ ،‬صفحات من ثورة التحرير الجزائرية‪ ،‬دار منجنة للطباعة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪9116.‬‬
‫‪ -18‬عمار مالح‪ ،‬محطات حاسمة في ثورة أول نوفمبر‪ ، 1254‬ج‪، 1‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -12‬لزهر بديدة‪ ،‬رجال من ذاكرة الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،11‬منشورات الرياحين‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -91‬لخضر سفير‪ ،‬شخصيات جزائرية‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار األمل للدراسات والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫الجزائر‪.9119 ،‬‬
‫‪ -91‬محمد علوي‪ ،‬قادة واليات الثورة الجزائرية (‪ ،)1269-1254‬منشورات اتحاد الكتاب‬
‫الجزائريين‪ ،‬دار علي بن زيد للطباعة والنشر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪ -99‬محمد العربي الزبيري‪،‬الثورة الجزائرية في عامها األول‪ ،‬شهادة بن طوبال‪ ،‬المؤسسة‬
‫الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1285 ،‬‬
‫‪ -92‬محمد الصالح الصديق‪،‬أيام خالدة في حياة الجزائر‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪.9112 ،‬‬
‫‪-94‬محمد لحسين أزغيدي ‪ ،‬مؤتمر الصومام وتطور ثورة التحرير الوطني الجزائرية (‬
‫‪ )1269 – 1256‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪.9112 ،‬‬
‫‪ -95‬خالفة معمري‪ ،‬عبان رمضان المحاكمة المزيفة‪ ،‬و زارة الثقافة ‪9119. ،‬‬
‫‪ -96‬محمد الهادي حارش‪ :‬دراسات في تاريخ الجزائر الحالي والحاضر‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر ‪. 9112 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫ دار هومة للطباعة‬، )‫ ( نصر بال ثمن‬1269 – 1254 ‫ الثورة الجزائرية‬،‫ محمد عباس‬-99
. 9112 ، ‫ الجزائر‬، ‫والنشر والتوزيع‬
:‫ باللغة األجنبية‬-2.‫ب‬

Benjamen Storo :Histoire de la guerre d’Algérie, Edition -1


l’Harmattan, Paris, 1988.
Benyoucef Ben KHADDA :Abane-Benmhidi (leur apport a la -9
revolution Algérienne) EDITION ECHATIBIA, ALGER, 2012.
FERHAT ABAS, Autopsie d’une guerre l’aure, EDITION -2
BARNIER, France,1980.
MOHAMED HARBI,1954 La guerre commence en Algerie, -4
.EDITION Complexe, Bruxelles, 1984
Patrick Eveno et Jean Planchais :La guerre d’Algérie Dossier et -5
Laphoric, Alger, 1990. Edition temoingnage,
Raphaelee Branche : La tortue et l’armée, pendant la guerre -6
Paris, 2001. d’Algérie (1954-1962), Edition Gallimard,
Yassef SAADI :La Bataille D’Alger. CASBAH EDITION.Alger -9
97
Yves Courrier, Le temps de Leopard, Edition Foyard Paris 1968. -8

:‫ الرسائل الجامعية‬-3.‫ب‬

‫ العقيد عبد الحفيظ بوصوف وإسهامه في الحركة الوطنية والثورة‬،‫ حسان عتيق لعزازين‬-1
،‫ م ع لألساتذة‬،‫ رسالة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر‬،)1269-1242( ‫التحريرية‬
.9112 ‫بوزريعة‬

78
‫‪ -9‬رشيدة مشاوش‪ ،‬العنف االستعماري في المنطقة الثالثة من الوالية الثالثة التاريخية‬
‫(‪ ،)1269-1256‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ المعاصر‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.9‬‬
‫‪ -2‬محمد خيشان‪ ،‬مهام الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني بالقاهرة ‪ 1259-1249‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬الجزائر‪.9119 ،‬‬
‫ب‪ –4.‬المجالت والدوريات‪:‬‬

‫‪ -1‬احسن بومالي‪ ،‬أدوات الدبلوماسية أثناء الثورة التحريرية‪ ،‬مجلة المصادر‪ ،‬ع ‪ ،16‬دار‬
‫الكرامة للنشر‪ ،‬الجزائر‪.9119 ،‬‬
‫‪ -9‬المتحف الوطني للمجاهدين‪ :‬ملحقة عين تيموشنت‪ ،‬المجاهد عبد الحفيظ بوصوف(‬
‫‪)1281 – 1296‬‬
‫‪ -2‬المنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬الطريق كما يرويها المجاهدون المقاومة الوطنية والحركات‬
‫السياسية حتى ليلة الفاتح نوفمبر‪ ،1254‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -4‬المتحف الوطني للمجاهد‪91 :‬أوت‪ ،55‬مجلة أول نوفمبر‪ ،‬اللسان المركزي للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -5‬سلسلة التراث‪ ،‬النصوص األساسية لثورة أول نوفمبر‪ ،1254‬منشورات ‪،ANEP‬‬
‫الجزائر‪9115. ،‬‬
‫‪ -6‬مديرية المجاهدين لوالية بسكرة‪ ،‬مجموعة ‪ 99‬التاريخية المخططة لتفجير الصورة أول‬
‫نوفمبر ‪ ،1254‬الزيبان للفنون المطبعية‪ ،‬نوفمبر ‪.9114‬‬
‫‪ -9‬وزارة المجاهدين‪ ،‬الذكرى الخمسون لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية‬
‫‪ ،1258/12/12‬المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر‬
‫‪ ،1254‬الجزائر‪.‬‬
‫ب‪ –5.‬الجرائد‪:‬‬

‫‪ -1‬جريدة المجاهد‪ ،‬ع‪91 ،2‬أوت‪.1259‬‬


‫‪ -9‬جريدة المجاهد‪ ،‬من مؤتمر الصومام إلى مؤتمر القاهرة‪1 ،‬نوفمبر‪ ،1258‬ع‪.21‬‬
‫‪ -2‬جريدة المجاهد‪ ،‬عبان رمضان يستشهد في ميدان الشرف‪92 ،‬ماي‪ ،1258‬ع‪.94‬‬

‫‪79‬‬
‫ب‪ –6.‬الندوات والملتقيات ‪:‬‬

‫‪ -1‬محسن زعنيدي ‪ ،‬مواقف عبان رمضان الثورية ندوة وطنية إلحياء الذكرى ‪59‬‬
‫الستشهاد عبان رمضان ‪ 9114/19/99‬بلدية األربعاء ناث إراثن‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫ج‪ -‬األرشيف‪:‬‬
‫‪ -1‬المكتبة البلدية لبلدية ونوغة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الصفحة‬ ‫اسم العلم‬
‫‪95 ،11 ،29 ،26 ،21 ،1 ،2‬‬ ‫كريم بلقاسم‬
‫‪.95،19 ،11 ،21 ،21 ،21 ،1 ،9‬‬ ‫لخضر بن طوبال‬
‫‪61 ،5 ،5 ،1‬‬ ‫بوصوف‬
‫‪،16 ،95 ،11 ،11 ،65،21،26،21،12 ،61‬‬ ‫عبان رمضان‬
‫‪16 ،21 ،22 ،61‬‬ ‫حسين آيت احمد‬
‫‪29 ،65‬‬ ‫رابح بيطاط‬
‫‪11 ،29‬‬ ‫بن مهيدي‬
‫‪69،92‬‬ ‫بن يوسف بن خدة‬
‫‪11،92 ،11‬‬ ‫سعد دحلب‬
‫‪11‬‬ ‫مصطفى بن بولعيد‬
‫‪21،92‬‬ ‫بن بلة‬
‫‪21 ،21‬‬ ‫محمد خيضر‬
‫‪25‬‬ ‫جاك سوستيل‬
‫‪21‬‬ ‫فرحات عباس‬
‫‪25‬‬ ‫ياسف سعدي‬
‫‪1‬‬ ‫لخضر بورقعة‬
‫‪1‬‬ ‫هواري بومدين‬
‫‪29‬‬ ‫محمد بوضياف‬
‫‪25،29‬‬ ‫ديدوش مراد‬
‫‪.12،15‬‬ ‫عميروش‬
‫‪12‬‬ ‫سليمان دهيليس‬
‫‪19‬‬ ‫علي كافي‬
‫‪19،91‬‬ ‫عمار بن عودة‬
‫‪92‬‬ ‫فتحي الذيب‬
‫‪19‬‬ ‫محمدي السعيد‬
‫‪19‬‬ ‫محمد بوقرة‬
‫‪91‬‬ ‫مصطفى هشماوي‬
‫‪12‬‬ ‫محمد الخامس‬

‫‪81‬‬
‫فهرس األمـــــاكن‬

‫الصفحة‬ ‫اسم المكان‬


‫‪2،21‬‬ ‫ذراع الميزان‬
‫‪2‬‬ ‫الجزار العاصمة‬
‫‪2،91‬‬ ‫القاهرة‬
‫‪66‬‬ ‫باريس‬
‫‪1‬‬ ‫قسنطينة‬
‫‪61‬‬ ‫واد الصومام‬
‫‪61،21‬‬ ‫المغرب‬
‫‪21‬‬ ‫تونس‬
‫‪21‬‬ ‫باندونغ‬
‫‪16‬‬ ‫وهران‬
‫‪16‬‬ ‫قسنطينة‬
‫‪1‬‬ ‫مقبرة العالية‬
‫‪69‬‬ ‫شلغوم العيد‬
‫‪12‬‬ ‫إفري أوزالغن‬
‫‪11‬‬ ‫سوق أهراس‬
‫‪11‬‬ ‫األخضرية‬

‫‪82‬‬
‫فهرس األمـــــاكن‬

‫فهرس املوضوعات‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫‪ -‬إهداء‪.‬‬
‫‪ -‬شكر وعرفان‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة المختصرات‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة ‪ .....................................................................................‬أ‪ -‬هـ‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالث أفريل ‪-1256‬أوت ‪.1256‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬التعريف بالباءات الثالث وعبان رمضان …‪9........................‬‬
‫‪ -‬التعريف بالباءات الثالث ‪9...................................................................‬‬
‫‪ -‬كريم بلقاسم ‪9...................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬المولد والنشأة ‪9 ................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬نشاطه السياسي ‪9..............................................................................‬‬

‫جـ‪ -‬نشاطه الثوري ‪8 ..............................................................................‬‬

‫د‪ -‬بعد اإلستقالل ‪2 .................................................................................‬‬

‫‪ -‬لخضر بن طوبال ‪11 .........................................................................‬‬


‫أ‪ -‬المولد والنشأ ة ‪11 ..............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬نشاطه السياسي ‪11 ...........................................................................‬‬

‫جـ‪ -‬بعد االستقالل ‪19 .............................................................................‬‬

‫‪ -‬عبد الحفيظ بوصوف ‪19 .....................................................................‬‬


‫أ‪ -‬المولد والنشأة ‪19 ..............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬نشاطه السياسي ‪14 ...........................................................................‬‬

‫جـ‪ -‬بعد االستقالل ‪16 .............................................................................‬‬

‫‪ -‬عبان رمضان ‪19 .............................................................................‬‬


‫أ‪ -‬المولد والنشأة ‪19 ..............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬نشاطه السياسي ‪91 ...........................................................................‬‬

‫‪84‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫جـ‪ -‬اعتقاله ‪20 .....................................................................................‬‬

‫‪ -‬الخروج من السجن ‪21 .......................................................................‬‬


‫‪ -‬اغتياله ‪21 ......................................................................................‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬الوضع السياسي والعسكري للثورة قبل بداية الصراع بينهم‪22 ....‬‬
‫الوضع العسكري ‪99 ........................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬اندالع الثورة التحريرية ‪99 .................................................................‬‬
‫‪ -‬أسبابها ودوافعها ‪99 ..........................................................................‬‬
‫‪ -‬أهدافها ‪92.......................................................................................‬‬
‫‪ -‬هجومات الشمال القسنطيني ‪92..............................................................‬‬
‫‪ -‬أسبابها ‪94.......................................................................................‬‬
‫‪ -‬أهدافها ‪94 ......................................................................................‬‬
‫‪ -‬نتائجها ‪95 ......................................................................................‬‬
‫‪ -‬ردود الفعل حول الهجومات ‪96 ............................................................‬‬
‫‪ -‬الوضع السياسي ‪98 ...........................................................................‬‬
‫‪ -‬توحيد القوى الوطنية (السياسية) ‪98 .......................................................‬‬
‫‪ -‬دور الباءات الثالث في تفجير الثورة ‪21 ..................................................‬‬
‫‪ -1‬كريم بلقاسم ‪21 ................................................................................‬‬
‫‪ -9‬لخضر بن طوبال ‪29 .........................................................................‬‬
‫‪ -2‬عبد الحفيظ بوصوف ‪22 .....................................................................‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬عالقة عبان رمضان بالباءات الثالثة أفريل ‪ –1256‬أوت ‪1256‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬ظروف التحالف بينهم داخل وخارج الجزائر ‪25 .....................‬‬
‫‪ -‬ظروف التحالف داخل الجزائر ‪25 .........................................................‬‬
‫‪ -‬ظروف التحالف خارج الجزائر ‪26 ........................................................‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬مؤتمر الصومام وبداية اإلنشقاق ‪22 ....................................‬‬
‫‪ -‬مؤتمر الصومام ‪22 ...........................................................................‬‬

‫‪85‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫أ‪ -‬حيثيات ودوافع المؤتمر ‪22 ..................................................................‬‬
‫ب‪ -‬عقد المؤتمر ‪42 ..............................................................................‬‬

‫جـ‪ -‬قرارات المؤتمر ‪45 .........................................................................‬‬

‫‪ -1‬في المجال السياسي واإلداري ‪46 .........................................................‬‬


‫‪ -9‬المجال العسكري ‪48 .........................................................................‬‬
‫‪ -2‬المجال االجتماعي ‪42 .......................................................................‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬انفجار الخالف بين الباءات الثالث وعبان رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬خلفيات الصراع بينهم ‪59 ................................................‬‬
‫‪ -‬الصراع بين السياسي والعسكري ‪59 .....................................................‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬مؤتمر القاهرة ‪ 1259‬والقطيعة مع عبان رمضان‪55 ...............‬‬
‫‪ -9‬مؤتمر القاهرة ‪( 1259‬لقاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية) ‪55 .................‬‬
‫أ‪ -‬حيثيات ودوافع المؤتمر‪55...................................................................‬‬
‫ب‪ -‬عقد المؤتمر ‪55 ..............................................................................‬‬
‫جـ‪ -‬نتائج المؤتمر ‪59 .............................................................................‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬اغتيال عبان رمضان وانعكاساته على مسار الثورة‪61 .............‬‬
‫أ‪ -‬اغتيالـــــــــه‪61 ............................................................................. .‬‬
‫ب‪ -‬انعكاساته على مسار الثورة ‪65 ...........................................................‬‬
‫‪ -‬خاتمة ‪62 .......................................................................................‬‬
‫‪ -‬المالحق ‪99 ....................................................................................‬‬
‫‪ -‬قائمة المصادر والمراجع ‪95 ...............................................................‬‬
‫‪ -‬فهرس األعالم‪89 ............................................................................‬‬
‫‪ -‬فهرس األماكن ‪82 ............................................................................‬‬
‫‪ -‬فهرس الموضوعات ‪84 .....................................................................‬‬

‫‪86‬‬

You might also like