Professional Documents
Culture Documents
New Text Document
New Text Document
New Text Document
@BadjiMokhtarDroitAnnaba · Community
Badji mokhtar faculté de droit annaba
· JtranumSpfeosaroygdi 2n,mse t2eorlrr01e4dl
علم اإلجرام
تعريفه :عرفه البعض أنه ":العلم الذي يدرس الجريمة كظاهرة اجتماعية احتمالية في حياة الفرد وحتمية في حياة المجتمع وهو
".علم يدرس أسبابها الفردية واالجتماعية للتوصل إلى القضاء عليها أو الحد منها
:عالقة علم اإلجرام في بعض القوانين والعلوم األخرى
:عالقة علم اإلجرام بقانون العقوبات
إن العالقة بينهما عالقة تأثير وتأثر حيث يؤثر علم اإلجرام في قانون العقوبات عن طريق النتائج التي يتوصل ‘ليها والتي يستمد
منها قانون العقوبات نصوصه التشريعية وخاصة فيما يتعلق بالظروف المشددة والظروف المخففة للجرائم ،فمثال في جريمة اإلجهاض
توصل على اإلجرام إلى أن األطباء والصيادلة والممرضين يسهل عليهم ارتكاب هذه الجريمة بحكم مهنتهم ،فنص قانون العقوبات على
اعتبار ذلك ظرفا مشددا ونفس الشيء بالنسبة للخادم بأجر في جريمة السرقة ،وأيضا توصل علم اإلجرام على أن السرقات التي تقع
بين األقارب واألصهار المتابعة الجزائية فيها كثيرا ما تؤدي إلى تفكك األسر فجاء النص في قانون العقوبات على تقييد المتابعة
الجزائرية في هذه الحالة بتقديم شكوى من الضحية...إلخ
ومن جهة أخرى فإن علم اإلجرام يتأثر بقانون العقوبات ألن هذا األخير هو الذي يصنع به العينات التي تتم دراستها لوال الحكم
الجنائي باإلدانة لما وجد هناك مجرم تحت الدراسة كذلك فإن قانون العقوبات هو الذي يحدد مشروعية األساليب التي يتبعها
.الباحث في علم االجتماع ومدى احترامها للكرامة اإلنسانية
:عالقة علم اإلجرام بقانون اإلجراءات الجزائية
بحيث يتأثر قانون اإلجراءات الجزائية بالنتائج التي يتوصل إليها علم اإلجرام خاصة فيما يتعلق بتنفيذ العقوبة ومعاملة المجرمين
داخل المؤسسات العقابية وهكذا نجد قانون اإلجراءات الجزائية من علم اإلجرام قاعدة :تخصص القاضي الجنائي" وقاعدة قاضي
التنفيذ" الذي يشرف على تنفيذ العقوبة داخل المؤسسة العقابية وقاعدة "فصل المجرمين األحداث عن المجرمين البالغين
".والمجرمين المحكوم عليهم بالحبس االحتياطي
عالقة علم اإلجرام بعلم العقاب :إن العالقة بينهما هي نفسها العالقة بين الجريمة والعقوبة ،فكل جريمة إذا لم نضع لها عقوبة
زاجرة سوف تنتشر في المجتمع وكل عقوبة ال يمكن تنفيذها وال أهمية لها إذا لم تجد جريمة تطبق عليها ،وكل من علم اإلجرام
.وعلم العقاب يهدف إلى مصلحة واحدة وهي حماية المجتمع من الجريمة
:فروع علم اإلجرام :لعلم اإلجرام مجموعة من الفروع ،كل منها يبحث عن أسباب الجريمة في نطاق معين ،وتتمثل فيما يلي
.األنتربولوجيا (علم طبائع المجرم) :وهو علم يهتم بدراسة المظاهر البدنية للشخص وغرائزه وعواطفه وعالقة ذلك بسلوكه اإلجرامي-
علم الحياة الجنائي :وهو علم يهتم بدراسة حياة المجرم منذ طفولته إلى غاية ارتكابه الجريمة ويتناول خاصة بالبحث دراسة -
.شخصيته وتأثير الوراثة فيه ومدى تأثير ذلك في سلوكه اإلجرامي
.علم النفس الجنائي :وهو العلم الذي يدرس األحوال النفسية للمجرم وغرائزه وانفعاالته وتأثير ذلك على سلوكه اإلجرامي-
علم االجتماع الجنائي :وهو العلم الذي يعتني بدراسة الظروف االجتماعية المختلفة وأثرها على السلوك اإلجرامي ومثالها الظروف -
االقتصادية السياسي العائلية...إلخ
العوامل اإلجرامية :توصل علماء اإلجرام إلى أن الجريمة تعود إلى بعض العوامل التي تتعلق بالفرد بحد ذاته وتسمى بالعوامل -
:الفردية ،أو إلى عوامل خارجة عنه وتسمى العوامل الخارجية
العوامل الفردية :وهي العوامل التي تكون في الشخص بميالده أو يكتسبها فيما بعد ،وهي تقسم إلى فئتين ،الفئة األولى وتسمى -
.العوامل األصلية وتسمى الثانية بالعوامل المكتسبة
العوامل األصلية :وهي العوامل التي تكون في اإلنسان بمجرد والدته وتتمثل في التكوين الطبيعي للمجرم ،عامل الوراثة عامل -
.الجنس ،عامل الحمل والوالدة ،عالم التخلف العقلي
:التكوين الطبيعي للمجرم 1.
نظريات التكوين الطبيعي :حيث يستند أنصار هذا االتجاه إلى تكوين المجرم وصفاته البيولوجية وتأثير ذلك على سلوكه اإلجرامي،
:وجاء في هذا الصدد 3نظريات
والطبيب جادويل حيث توصال إلى أن yallالنظرية الفيزيولوجية :وظهرت في منتصف القرن ( )18وناد بها كل من الطبيب-
هناك عالقة وطيدة بين الشكل الخارجي للجمجمة وبين سلوك الفرد ألن الشكل الخارجي للجمجمة يتطابق مع نطاقها الداخلي الذي
:يحتوي بدوره المخ وهذا األخير يحتوي على العقل الذي يقوم بمجموعة من الوظائف يمكن تقسيمها إلى 3
.الغرائز والشهوات-
.المشاعر األخالقية-
.الملكات الفكرية-
.وكلما اتسع نطاق الغرائز والشهوات كلما كان سلوك الفرد إجرامي والعكس صحيح
:النقد 2.
انتقدت هذه النظرية بشدة ألنها لم تقدم الدليل العلمي على أن وظائف المخ تلك وعالقتها مع تشكل الجمجمة كما أنها تجعل من
.الجريمة نتيجة حتمية وهذا ما يخالف الواقع
النظرية العضوية :وجاء بها الطبيب شيزار لمبروزو وهو طبيب إيطالي كان ضابط في الجيش ثم إشتغل كأستاذ في الطب -
التشريعي ،وبحكم وظيفته قام بدراسة مجموعة من الجنود األشرار ،كما قام بتشريح مجموعة من المجرمين الخطرين ،وتوصل
إلى أن هناك مجموعة من الخصائص العضوية والنفسية لهذه المجموعة ،حيث جمع تلك الخصائص وحدد منها خمسة خصائص كلما
تجمعت لدى الشخص أعتبر مجرما بالفطرة ،وتوصل إلى أنه من الصفات العضوية للمجرم أن يكون يمتاز بضيق في الجبهة
وضخامة في القمين وعدم انتظار في األذنين واعوجاج في األسنان و طول مفرط في الذراعين ،وباختصار فإن المجرم يشبه في
شكله القرد ألنه يحمل الصفات البدائية لإلنسان ،كما توصل أيضا إلى أن اإلنسان المجرم يمتاز ببعض الخصائص وهي عدم
اإلحساس باأللم وكذلك غلظة في القلب لخشونة في التعامل وعدم شعور بالحياء ) ،وعلى هذا األساس توصل لمبروزو إلى تقسيم
:المجرمين إلى ( )5فئات ،وهو
.ف :1المجرمين بالفطرة :وهم األشخاص يميلون إلى اإلجرام بفطرتهم وبالتالي يجب أستئصالهم من المجتمع
ف :2المجرم بالعادة :وهم مجرمون ليسوا مطبوعين على اإلجرام ولكنهم تعودوا عليه منذ الصغر
ف :3المجرمين بالصدفة :و هؤالء أشخاص ليس لديهم ميل لإلجرام ولكن الصدفة قد تدفعهم إلى ارتكاب الجريمة ،هؤالء يمكن
.إصالحهم
ف :4المجرمين بالعاطفة :هؤالء األشخاص يتميزون بمزاج عصبو يدفعهم إلى ارتكاب الجرائم خاصة جرائم الضرب والجرح ولكنهم
.يندمون فيم بعد وهؤالء أيضا يمكن إصالحهم
،ف :5المجرمين المصابين بمرض العقلي وراثي :هؤالء ال يمكن إصالحهم و بتالي يجب أستئصالهم
:النقد 3.
ما يحسب لهذه النظرية أنها جاءت بشيء جديد في فلم اإلجرام وهو إدخال البحث العلمي من خالل دراسة تركيبات الشخص
:العضوية و النفسية ،إال أنها انتقدت من عدة نواحي
من خالل الطريقة التي اعتمدتها في الدراسة حيث اقتصر على دراسة المجرمين فقط دون أن يقارن نتائجه باألشخاص غير 1-
.المجرمين
".أنه يجعل من اإلنسان مجرم بالفطرة وهذا يخالف قواعد المسؤولية "اذا ال مسؤولية بدون حرية 2-
.أنها ترجئ العوامل اإلجرامية إلى العوامل الفردية فقط ويهمل جميع العوامل الخارجية 3-
النظرية النفسية :وجاء بها الطبيب المشهور "فرويد" حيث يقسم شخصية اإلنسان إلى 3مراحل ،إذ تبدأ من مرحلة الهو وهي 3-
مرحلة الالشعور وفيها تتخزن جميع الغرائز ،ومرحلة األنا وهي مرحلة الشعور حيث يتمكن العقل من السيطرة على الغرائز
والشهوات ،وأخيرا مرحلة األنا األعلى وفيها تتركز جميع القيم والمثل األعلى فإذا ما اتسعت مرحلة الهو وخرجت تلك الغرائز
.والشهوات إلى مرحلة الشعور كان سلوك الشخص إجراميا
.وعلى هذا األساس استنتج فرويد أن الشخص المجرم شخص مصاب بعقدة نفسية ،وبالتالي يجب عالجه وليس معاقبته
النقد :تعتبر هذه النظرية أيضا قفزة علمية تكمل النظرية العضوية إال أنها انتقدت من حيث أنها تجعل الجريمة أيضا نتيجة 1.
.حتمية ،كما تدعو إلى عدم معاقبة كل المجرمين
عامل الوراثة :وظهرت هذه النظرية في بداية القرن 20حيث تقول بأن السلوك اإلجرامي يورث إلى الفرد كما تورث إليه صفاته
:الفيزيولوجية مثل لون العينين ،الطول ،الشعر ،واستندوا في ذلك إلى 3أنواع من الدراسات
:النوع األول :دراسة العائالت بالنسبة لألشخاص المجرمين واألشخاص الغير مجرمين o
وأشهرها دراسة شجرة أحد أخطر المجرمين في ذلك الوقت مع شجرة عائلة أشهر رجل دين ،وتوصلوا إلى أن شجرة عائلة ذلك
المجرم بها %12من الرجال المجرمين أما شجرة رجل الدين فلم يجدوا فيها وال رجال مجرما ،واستنتجوا بذلك أن اإلجرام سلوك
.يورث إلى الفرد بغض النظر عن العوامل األخرى
انتقدت هذه النظرية بشدة ألنها أنكرت تأثير العوامل األخرى في السلوك اإلجرامي كما أن الدراسة فيها اقتصرت على الرجال 2.
دون النساء إذا اثبتت الدراسة الالحقة بها أن شجرة عائلة رجل الدين ذلك فيها الكثير من النساء اللواتي حكم عليهن في جرائم
.الزنا والقتل ومنهم جدته التي أدينت بجريمة الزنا
النوع الثاني :دراسة التشابه بين االباء واألبناء واإلخوة :حيث أثبتت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن هناك تشابه o
كبير في السلوك اإلجرامي بين اآلباء والبناء واإلخوة بنفس درجة تشابههم الفيزيولوجية واستنتجوا أن السلوك اإلجرامي يورث وليس
.لعامل البيئة فيه إال تأثير بسيط
النوع الثالث :دراسة التوائم :حيث أجريت دراسات على التوائم وقورنت درجة التشابه بين التوائم الحقيقية والتوائم الكاذبةo ،
وتوصلوا إلى أن التوائم الحقيقية متشابهة جدا في السلوك اإلجرامي ،أما التوائم الكاذبة فنسبة التشابه فيها قليلة واستنتجوا أيضا أن
.السلوك اإلجرامي عامل مورث
النقد :انتقدت هذه الدراسة ألنها أهملت العامل الخارجي ،كما أنه يصعب تحديد التوائم الحقيقية والتوائم الكاذبة كما أجريت 3.
على عدد قليل ال يمكن تعميمه على بقية المجرمين وهكذا نصل إلى أن عامل الوراثة ال يمكن التسليم به كعامل وحدي للجريمة
.خاصة أن هذه األخيرة واقعة قانونية يحددها المشرع حسب الزمان والمكان
عامل الجنس :حيث يرى أنصار هذا اإلتجاه أن االختالف الفيزيولوجي بين الرجل والمرأة ،الذي يجعل الرجل أقوى منها (حسب
رايهم) ألف مرة ،فإن هذا يؤدي إلى االختالف في نسبة اإلجرام بين النساء والرجال وتوصلوا إلى أن الرجال يميلون إلى اإلجرام
أكثر من النساء ،وذلك أن المرأة نتيجة ضعفها الجسماني تتجنب الجرائم التي تحتاج إلى العنف وتميل دوما إلى الجرائم الهادئة
.كالتسميم ،السب القذف وجرائم العرض مثل الزنا
.أما الرجل فإنه يميل إلى الجرائم األكثر قوة مثل جرائم السرقة وجرائم الضرب والجرح والقتل
النقد :انتقدت هذه النظرية رغم احتوائها على جزء من الصحة ،ذلك أنه ال يمكن التسليم بعامل الجنس وحده كعامل لإلجرام4. ،
كما أن الواقع يثبت أن النساء كثيرا ما يرتكبن جرائم العنف كجرائم القتل ،الضرب والجرح ،كما أنه كثيرا من الجرائم التي يرتكبها
.الرجال يكون ورائها النساء عن طريق التحريض
عامل الساللة أو الجنس البشري :حيث أجريت في أمريكا اين تمت مقارنة نسبة اإلجرام بين البيض والسود والهنود والصينيين
الموجودين هناك ،وتوصلوا إلى أن نسبة اإلجرام أقل درجة عند البيض ثم يليهم الصينيون ،ثم ترفع عند السود وتكون أخطر عند
.الهنود
النقد :انتقدت هذه النظرية بشدة ألنها اقتصرت على المجتمع األمريكي وحاولت تعميم النتائج على علم اإلجرام ككل ،كما أن 5.
ارتفاع نسبة اإلجرام لدى السود والهنود تعود اكثر إلى الظروف االجتماعية واالقتصادية القاسية التي كانو يعانون منها أكثر مما تعود
إلى لون البشرة أو ساللتهم ،كما أن الواقع يثبت أن البيض فيهم نسبة كبيرة من المجرمين لكنها تختلف عن السود فقط في نوع
.الجريمة
الضعف أو الخلل العقلي :ويقصد بالضعف العقلي تلك الحالة التي تولد مع الشخص وتحول دون نضجه العقلي ،أما الخلل العقلي
فهو مرض يصيب الشخص أثناء حياته وتوصلوا إلى أن نسبة اإلجرام لدى المصابين بالخلل العقلي أكثر منها لدى المصابين بالضعف
.العقلي وأن الخلل العقلي يعتبر عامل من عوامل اإلجرام
النقد :تم األخذ بجزء من هذه النظرية في تحديد موانع المسؤولية ،إذ ال يعتبر الشخص المجنون مسؤول جنائيا وإذا ما ارتكب 6.
.الجريمة يوضع في مؤسسة عالجية وليس عقابية إال أنه ال يمكن التسليم بها كعامل وحدي لإلجرام والواقع يثبت ذلك
عامل الحمل والوالدة :حيث أن الدراسات التي أجريت على النساء الحوامل أثبتت أن األمراض التي تصيب األم خاصة النوبات
العصبية واألزمات النفسية تؤثر في الجنين وفي سلوكه اإلجرامي في المستقبل ،كما توصلوا إلى أن اإلبن األول واإلبن الوحيد هما
األكثر عرضة لإلجرام من بقية األوالد ،وذلك لشدة قلق الوالدين عليه وحبهما له ،مما جعل منه شخصا ضعيفا يسهل انقياده
.للجريمة
النقد :انتقدت هذه النظرية بشدة كما كذبها الواقع الذي يثبت أن الكثير من األبناء الوحيدين واألبناء األوائل قد تحصلوا على 7.
.مراتب مرموقة في المجتمع
:ب -العوامل الفردية المكتسبة
:وهي عوامل ال تولد مع الشخص مثل العوامل األصلية وإنما تكتسب في مراحل حياته وهي
عامل السن :حيث اثبتت بعض الدراسات أن سن الشخص له دور كبير في ارتكاب الجريمة وتوصلوا إلى أن اإلنسان أو 8.
الشخص يبدأ في اإلجرام والعنف في سن المراهقة ،حيث يرتكب كثيرا الجرائم التي ال تحتاج إلى العنف وخاصة جرائم السرقة،
وأن نسبة اإلجرام ترتفع أيضا لدى الرجال وتبلغ ذروتها في سن 40وتتوقف في سن 65أما النساء فتبلغ ذروتها في سن 35
.وتتوقف في سن 55
حيث توصلت هذه الدراسات التي أجريت على مجموعة من النساء والرجال المجرمين ،أن الرجل يبدأ اإلجرام في سن 13وتبلغ
ذروتها في سن 40وتنخفض في سن 65أما المرأة فتبدأ اإلجرام في سن 15وتبلغ ذروتها في سن 35وتنخفض في سن
55.
عامل اإلدمان على السكر والمخدرات :حيث يقول أنصار هذه النظرية أن الشخص المدمن على السكر والمخدرات يكون عرضة 9.
الرتكاب الجريمة ذلك أن السكر يقلل من قواه العقلية مما يجعله يرتكب الجريمة بدون وعي ،إال أن هذه النظرية انتقدت ولم تأخذ
بها التشريعات الجنائية ،بل العكس اعتبرتها جريمة في حد ذاتها (السكر العلني) كما أنه يعتبر ظرف مشدد في الجرائم األخرى،
ذلك أن الطب أثبت أن السكر واإلدمان ليس الدافع إلرتكاب الجريمة وإنما رغبة الشخص قبل تناوله هذه المادة هو الذي أدى به
.إلى ارتكاب الجريمة
عامل الحالة المدنية للشخص :أي من زواج أو طالق أو عزوبة ،حيث اجريت دراسة على مجموعة من األشخاص من عزاب 10.
ومتزوجين والمطلقين ،توصل الباحثون إلى النتائج التالية :أن نسبة اإلجرام تكاد تتالشى لدى المتزوجين وترتفع نسبة ضئيلة لدى
.المتزوجين الذين يعانون مشاكل عائلية ،وتبدأ في االرتفاع لدى العزاب وتصل أقصاها لدى المطلقين
نقد :هذه النظرية وإن كان منها جانب من الصحة إال أنه يمكن ارجاع ذلك إلى عوامل البيئة االجتماعية أكثر من ارجاعه إلى
.عوامل فردية
العوامل الخارجية لإلجرام :وهو عوامل خارجة عن الفرد وإنما تتعلق بالمجتمع أو البيئة التي يعيش فيها وهي إما عوامل 2-
.طبيعية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو عائلية
أ -العوامل الطبيعية :حيث توصل بعض الدارسون في علم اإلجرام من حيث المناخ وتحوالت الطقس وكذلك الموقع الجغرافي تؤثر
كلها في السلوك اإلجرامي للفرد ،حيث توصلوا إلى أن الجو الحار كثر فيه نسبة جرائم الدم (القتل ،الضرب ،الجرح) أو الجو البارد
.كثر يه نسبة جرائم األموال أما الجو المعتدل فتكثر فيه جرائم العرض
كذلك توصلوا إلى أن الموقع الجغرافي يؤثر أيضا في سلوك األفراد حيث وجدوا أن نسبة اإلجرام في القرى تقل بكثير في العواصم
.والمدن الكبرى
نقد :ال يمكن التسليم لهذا العامل وحده الرتكاب الجريمة ذلك أن اإلنسان هو الذي يسخر الطبيعة لخدمته وليس العكس11. ،
فالطبيعة ال يمكنها التحكم في سلوك اإلنسان ،كما أن القول بأن القرية بعيدة عن اإلجرام ال يمكن التسليم به فالكثير من األشخاص
.الذين ارتكبوا الجرائم في المدن جاءوا من القرى
ب -العوامل االقتصادية :يفسر الدارسون السلوك اإلجرامي حسب النظام االقتصادي للدولة حيث يرى االشتراكيون أن النظام اإلشتراكي
باعتباره يؤمن احتياجات األفراد من غذاء عالج مسكن فإن ذلك يقلل من نسبة اإلجرام فيه على العكس النظام الليبرالي الذي
.يخلق الطبقية في المجتمع وبالتالي تصبح الطبقة الفقيرة ترتكب الجرائم ضد الطبقة البرجوازية لتؤمن حاجياتها
وفي المقابل أيضا نجد بعض الدارسين الليبراليين يقولون بأن النظام االشتراكي يمتاز بالضغط على الفرد وعدم إشباع غريزة حب
التملك لديه على العكس من النظام الليبرالي الذي يحقق ذلك بما يمنحه للفرد من حرية اقتصادية وبالتالي تقل نسبة الجرائم
.حسب رأيهم في النظام الليبرالي وترتفع في النظام االشتراكي
رغم اختالف االتجاهين إال أنهما يتفقان في بعض النقاط وهي أن نسبة اإلجرام ترتبط بقدرة الشخص على تلبية احتياجاته وهذا ما
.يرتبط أيضا بارتفاع األسعار ومداخيل األفراد وارتفاع نسبة البطالة من مجتمع إلى آخر
.نقد :ال يمكن اعتبار العامل االقتصادي وحده سببا للجريمة التي هو نتاج مجموعة من العوامل
ج -العوامل السياسية :حيث يرى البعض انه باعتبار الجريمة ظاهرة قانونية يحددها المشرع في كل دولة فهو إذن مرتبط بالنظام
السياسي فيها ،وباعتبار األنظمة الملكية واألنظمة الدكتاتورية نسبة التجريم فيها عالية فإننا نجد أن نسبة اإلجرام فيها عالية جدا ،أنا
.األنظمة الديمقراطية فإنها قليلة وعليه تكون نسبة اإلجرام فيها أيضا منخفضة
النقد :هذا التفسير على أساس العوامل السياسية وحده لإلجرام ال يمكن اإلعتماد عليه ،ألن الواقع يثبت أن الدول التي تعتبر
نفسها مهدا للديمقراطية اثبتت الدراسات أنها تحتل المراتب األولى في نسبة اإلجرام مثل أمريكا وألمانيا في حين أن السعودية رغم
.كونها نظاما ملكيا إال أنها تعد من الدول األقل نسبة في اإلجرام عالميا
د -العوامل الثقافية :حيث يقول البعض بأن مستوى التعليم والتهذيب في المجتمع يؤثر على سلوك أفراده وكذلك ثقافة الشعوب
وعقائدهم الدينية تؤثر أيضا في نسبة اإلجرام ،كما أن التطور العلمي يؤدي في بعض األحيان يؤدي إلى تطور الجريمة وظهور جرائم
.لم تكن موجودة من قبل
النقد :ال يمكن القول أن هذا العامل وحده يؤدي إلى الجريمة ،كما أن كثيرا من الجرائم تحتاج إلى مستوى تعليمي معين وغلى
ذكاء وال يستطيع القيام بها الشخص األمر كما أن التقدم العلمي وإن أدى إلى تطور الجريمة فإنه أدى أيضا إلى تطور وسائل
.مكافحتها
العوامل العائلية :حيث يرى الدارسون في علم اإلجرام أن األسرة لها تأثير كبير في سلوك األبناء فكلما كانت األسرة متماسكة
والوالدين يقومان بها بواجبهما إزاء األبناء كلما كان هؤالء صالحون والعكس صحيح فكلما تصدعت العائلة وتفككت ،وفسد األبوين كلما
.كان األبناء معرضين للسلوك اإلجرامي ،كثر وفساد األسر ينتج عنه فساد المجتمع
.النقد :رغم صحة هذا الرأي إلى حد ما من حيث كتأثر األسرة في األبناء إال أنه ال يمكن اعتباره العامل الوحيد للجريمة
علم العقاب
تعريفه :ويعرق البعض بأنه ذلك العلم الذي يبحث في الغرض الحقيقي من توقيع الجزاء الجنائي واختياره أنسب األساليب 1-
.لتفيذ هذا الجزاء كي تتحقق الغاية منه
:عالقة علم العقاب ببعض القوانين والعلوم األخرى 2-
أ -عالقته بعلم اإلجرام :يتحد علم العقاب مع العلم اإلجرام في الهدف والغاية والمتمكنة في حماية المجتمع من الجريمة
.ويختلفان من حيث الوسائل إال أنه ال يمكن تصور علم العقاب بدون علم اإلجرام لذلك العقوبة تستلزم وجود جريمة سابقة
ب -عالقته بقانون العقوبات :علم العقاب هو الذي يمد المشرع في قانون العقوبات ،بالعقوبات المناسبة لكن جريمة لتأتي في
.نص تشريعي يمنحها الشرعية
ج -عالقته بقانون اإلجراءات الجزائية :إذا كان علم العقاب هو الذي يبحث في العقوبات المناسبة للجريمة فإن قانون اإلجراءات
.الجزائية هو الذي يحدد كيفية تنفيذها
مما سبق نستنتج أن موضوع علم العقاب هو الجزاء الجنائي وكذلك المعاملة الجنائية للمجرمين وهذا ما سنتناوله في هذا الفصل
:على التوالي
:الجزاء الجنائي :ويقصد به العقوبة والتدابير االحترازية 1-
:أ -العقوبة :وهي الجزاء الذي يقرره المشرع ويوقعه القاضي على كل من تكتب إدانته بجريمة ،ومن أهم خصائصه
الشرعية :حيث يقوم المشرع بتحديد أو بوضع الحد األدنى والحد األقصى للعقوبة كل جريمة ويترك المجال بين ذلك لقناعة 12.
القاضي ،وقد أكدت جميع المؤتمرات الدولية للقانون الجنائي على مبدأ شرعية العقوبة وهذا ما أخذت به التشريعات الجنائية ومنها
".التشريع الجزائري حيث يناص قانون العقوبات الجزائري في مادته 1على أنه ":ال جريمة وال عقوبة أو تدابير امن بغير قانون
شخصية :أي أنها توقع علة من ثبتت مسؤوليته على ارتكاب الجريمة وال تمتد إلى غيره سواء من األصول أو الفروع أو 13.
.الزوج اآلخر
.قضائية :ويقصد بها أنها ال تطبق إال بناء على حكم قضائي ومن جهة قضائية مختصة 14.
.مؤلمة :الهدف من العقوبة هو إيالم المجرم من خالل االنتقاص من حقوقه الشخصية والمالية 15.
عادلة :أي أنها توازي بين حق الضحية الذي اعتدى عليه وحق المجتمع في األمن والسكينة وحق المتهم في المحاكمة 16.
.العادلة
ب -أنواع العقوبات :تتفق التشريعات الوضعية التي وضعها اإلنسان على أن العقوبة إما أنها تمس حق المتهم في الحياة وهي
.اإلعدام وإن كانت منظمات حقوق اإلنسان تنادي كلها تقريبا بإلغاء هذه العقوبة ألنه يستحيل تدارك األخطاء القضائية فيها
العقوبة الماسة بحق الحرية :وهي ما تسمى بالعقوبات السالبة للحرية أو المقيدة لها وتتمثل في السجن المؤبد أو السجن 2-
.المؤقت أو الحبس أو المنع من اإلقامة أو تحديد اإلقامة أو االعتقال (معتقل)
.العقوبة الماسة بحق الملكية :وهو ما تسمى بالغرامة المالية 3-
هذه األنواع باختالفها يؤكد الباحثون فشلها في تحقيق الغرض من العقوبة والمتمثل في الردع الخاص ،لهذا أوكلت للمؤتمرات الدولية
للقانون الجنائي البحث في عقوبة تكون مناسبة أكثر للطور العلمي الذي أدى إلى تطور الجريمة في الفترة األخيرة ،كما ناد البعض
بإلغاء العقوبة السالبة للحرية الخاصة إذا كانت قصيرة المدى (أقل من سنة) ألنها من جهة ال تحقق الردع العام أو الخاص ومن
.جهة أخرى تثقل كاهل الدولة وال تمكنها من تنفيذ برامج اإلصالح والتهذيب
ج -التدابير االحترازية ( تدابير األمن) :ويعرفها علماء العقاب بأنها":مجموعة اإلجراءات التي يصدرها القاضي لمواجهة الخطورة
".اإلجرامية الكامنة في شخص مرتكب الجريمة بغرض تخليصه منها
:من خالل هذا التعريف نستنتج أن خصائص هذه التدابير تتمثل فيما يلي
خضوعها لمبدأ الشرعية :فال يستطيع القاضي أن يحكم بتدبير لم ينص عليه في القانون وهذا ما يميزها من تدابير األمن التي 1-
.تتخذها السلطات اإلدارية والطبية
.يجب أن تصدر من جهة قضائية مختصة 2-
.يجب أن ال تكون محددة المدة وإنما تحدد مدتها بمدة العالج 3-
ال تطبق إال على الشخص الذي ارتكب جريمة من قبل وقد نص المشرع الجزائري على مجموعة من هذه التدابير االحترازية 4-
:حيث نجد أن المادة 19ق ع ج التي تنص على أن ":تدابير األمن الشخصية هي
.الحجز القضائي في مؤسسة نفسية // .الوضع القضائي في مؤسسة عالجية 17.
".المنع من ممارسة مهنة أو نشاط أو فن // .سقوط حقوق السلطة األبوية كلها أو بعضها 18.
كما ينص المشرع في م 20ق ع ج على تدابير عينية بالنص على أنه:ط تدابير األمن العينية -1 :مصادرة األموال * -2
".إغالق المؤسسة
.وفي جميع األحوال يجوز إعادة النظر في هذه التدابير على اساس تطور حالة صاحب الشأن
مشكلة تطبيق التدابير االحترازية :رغم أهمية التدابير االحترازية كحماية األشخاص والمجتمع على السواء إال أن هناك جدل في -*-
كيفية تطبيقها حيث يرى البعض أن تطبيق العقوبة يغني عن تدابير احترازية ،في حين يرى البعض أنه من األجدر تطبيق التدابير
االحترازية دون حاجة إلى العقوبة ،غال أن المعمول به في التشريعات الجنائية هو األخذ بالتدابير االحترازية والعقوبة معا إذ أن
الشخص تطبق عليه التدابير االحترازية كوقاية من عدم رجوعه إلى الجريمة مرة أخرى وفي نفس الوقت ينفذ العقوبة على الجريمة
.التي ارتكبها من قبل
:المعاملة العقابية 2-
ويقصد بها معاملة المحكوم عليهم داخل المؤسسات العقابية وكذلك بعض األساليب للتعامل معهم بعد خروجهم من المؤسسة
.العقابية
:أساليب المعاملة داخل المؤسسات العقابية
:من أساليب المعاملة داخل المؤسسة العقابية نجد
.التصنيف األفقي وفيها يتم تصنيفهم على المؤسسات العقابية في الدولة ،ثم بعد ذلك يتم داخل كل مؤسسة عقابية 1-
تصنيف المجرمين حسب ظروفهم وذلك إما على أساس مدة العقوبة أو السوابق أو خطورة الجريمة أو الحالة الصحية للمحكوم 2-
.عليه :التصنيف الرأسي
:وفي الجزائر هناك 3أجهزة لتصنيف المحكوم عليهم
تتمثل في لجنة داخل المؤسسة العقابية ،تتكون من أخصائيين طبيبين اجتماعيين ونفسانيين ثم 1-
.لجنة والئية توجد على مستوى كل والية 2-
.لجنة مركزية توجد في العاصمة يتم تعيينها بقرار من وزير العدل 3-
أسلوب العمل :حيث تقوم الدولة يتوفير اآلالت واألجهزة التي يشتغل بها المحكوم عليهم داخل المؤسسة العقابية وذلك كوسيلة
الستخراج طاقاتهم الكامنة وكذلك كوسيلة إلعادة تأهيلهم بعد خروجهم من المؤسسة ويشترط في العمل أن يكون إنتاجا وأن يكون
بمقابل حيث يمنح له جزء من هذا المقابل داخل المؤسسة لتلبية بعض احتياجاته ويحتفظ بالجزء اآلخر إلى وقت خروجه من
.المؤسسة
اسلوب التعليم والتهذيب :حيث تمنح للمحكوم عليه فرصة التعليم والمطالعة وذلك ألن التعليم يقلل من الخطورة اإلجرامية للشخص
ويجعله قادرا على مواجهة المشاكل بطرق علمية ،ومن أجل ذلك يجب أن تتوفر في المؤسسة العقابية فرصة اإلطالع على الجرائد
والمجالت وأن توجد مكتبة للمراجعة وان تلقى الدروس ومحاضرات على المحكوم عليه وأن يسمح لهم بإجراء االمتحانات في
.مواعيدها ،إضافة إلى ذلك يجب أن يسمح لهم بإقامة شعائرهم الدينية مهما كانت ديانتهم وأن تلقى عليهم محاضرات دينية
الرعاية الصحية االجتماعية :حيث يجب أن يكون في كل مؤسسة عقابية فريق طبي يقوم بالفحص األولي لكل محكوم عليه بمجرد
دخوله للمؤسسة وذلك من أجل التأكد من خلوه من آثار التعذيب واألمراض النفسية أو العقلية أو المعدية كذلك يجب وقاية المحكوم
عليهم من األمراض وذلك عن طريق التلقيح إن وجد وباء داخل المؤسسة ،كذلك عن طريق الغذاء الكامل وأن تتوفر لديه جميع
وسائل النظافة في مأكله وملبسه ومرقده وجسمه ،وإذا ما أصيب أحدهم بأي مرض يجب أن يلقى العالج فورا داخل المؤسسة فإن
.لم يتمكن من ذلك فيجب إرساله إلى مؤسسة استشفائية مناسبة
1 Comments
4 Shares
Comments
…Write a comment
· Reply
· See Translation
· 7y
OTHER POSTS