Professional Documents
Culture Documents
بحث حول تحليل اتخاذ القرار في المؤسسات
بحث حول تحليل اتخاذ القرار في المؤسسات
السنة الدراسية2021-2020:
خطة البحث
مقدمة
الفصل األول :ماهية اتخاذ القرار
تمهيد
املبحث األول :مفهوم و تطور عملية اتخاذ القرار في الفكر التنظيمي .
املطلب 3األول :تعريف اتخاذ القرار.
املطلب 3الثاني :تطور عملية اتخاذ القرار في الفكر التنظيمي .
املبحث الثاني :عملية اتخاذ القرار وأساليبها. 3
املطلب 3األول :أهمية اتخاذ القرار .
املطلب 3الثاني :تصنيف القرارات. 3
خالصة الفصل
الفصل الثاني :أساليب و مشاكل عملية اتخاذ القرار
تمهيد
املبحث األول :مراحل و أساليب اتخاذ القرارات. 3
املطلب 3األول :مراحل اتخاذ القرارات.
املطلب 3الثاني :أساليب اتخاذ القرارات .
املبحث الثاني :العوامل املؤثرة في اتخاذ القرار و املشاكل التي تعوقها.
املطلب 3األول :العوامل 3املؤثرة 3في اتخاذ القرار .
املطلب 3الثاني :مشاكل عملية اتخاذ القرار .
خالصة الفصل
خاتمة .
املراجع3.
1
مقدمة:
إن اإلنسان مهما اختلفت طبيعته و مركزه االجتماعي و الثقافي أو وضعه االقتصادي و التعليمي فان33ه
يتخ33 3ذ نتيج33 3ة الفط33 3رة مجموع33 3ة من الق33 3رارات بعي33 3دا عن املن33 3اهج العلمي33 3ة ،معتم33 3دا على الح33 3دس و
األحك33 3ام الشخص33 3ية ،ك33 3ان تق33 3رر األم م33 3اذا تع33 3د في يومه33 3ا من الطع33 3ام ،ون33 3وع املالبس ال33 3تي يجب أن
يرت33 3ديها أوالده33 3ا 3..الخ ,فاتخ33 3اذ الق33 3رار ه33 3و وظيف33 3ة أساس33 3ية يق33 3وم به33 3ا اإلنس33 3ان عن33 3د س33 3عيه املس33 3تمر
إلشباع حاجاته ورغباته املادية واملعنوية وتسير أموره اليومية مستخدما في ذلك تجاربه و املعلوم33ات
املتجمع 33ة لدي 33ه في التنب 33ؤ بم 33ا س 33تكون علي 33ه التغ 33يرات في املس 33تقبل ،و معتم 33دا على قدرات 33ه العقلي 33ة و
إمكانات33ه املتط33ورة ال33تي ت33ؤمن ل33ه االختي33ار الس33ليم املناس33ب .فكم33ا أن الف33رد يتخ33ذ ق33رارات مختلف33ة في
حياته 3اليومية ،فان عملية اتخاذ القرارات تتغلغ3ل و بص3ورة مس3تمرة في نش3اط املؤسس3ة و في جمي3ع
عناص33ر العملي33ة اإلداري33ة من تخطي33ط ،تنظیم ،توجی33ه و رقاب33ة 3.وهي ال تقتص33ر على عام33ل دون غ33يره
أو مس 33توى إداري دون س 33واه ،ف 33أي إداري يت 33وجب علي 33ه أن يمارس 33ها 3ألداء مهام 33ه ،و كي يتس 33نى ل 33ه
اتخاذ قرارات يتطلب توفر لديه املعلومات الدقيقة في املكان و الزمان املناسبين .فاتخاذ القرار يلعب
دورا هام 33ا في ممارس 33ة العملي 33ات اإلداري 33ة املختلف 33ة ،ه 33ذا إلى ج 33انب كون 33ه عملي 33ة إداري 33ة هام 33ة في ح 33د
ذات 33ه ،إذ أن نج 33اح أو فش 33ل اإلداري ينس 33ب إلي 33ه ،حيث أن املدير الن 33اجح يع 33رف من خالل قرارات 33ه
الناجح33 3ة ،بينم33 3ا يع33 3بر الق33 3رار الض33 3عيف عن م33 3دى تعس33 3ر املدير في أداء مهام33 3ه ،وعن ه33 3ذه العملي33 3ة
اإلدارية (اتخاذ القرارات) و تطورها التاريخي و نوع املعلومات ال33تي تحتاجه33ا ....س33تكون موض33وع ه3ذا
البحث.
2
أهمية البحث:
يعتبر موضوع اتخاذ القرارات 3ذو أهمي3ة كب3يرة و ذل3ك الرتباط3ه بحي3اة األف3راد ،حي3اة املنظم3ات اإلداري3ة و ح3تى حي3اة
الدول .و نظرا 3للمتغيرات 3العاملية و املنافسة الشرسة ال3تي أص33بحنا نش3اهدها على الس33احة العاملي33ة و ال33تي أص3بح فيه3ا
البق33اء لألص33لح ، 3أي من ال33ذي ه33و ق33ادر على م33زج عناص33ر البيئ33ة الداخلي33ة و الخارجي33ة و اس33تغالل الف33رص و نق33اط
الق33وة و الض33عف لص33نع الق33رارات الفعال33ة ،يك33ون الق33رار ه33و املح33دد ل33رقي أو ت33دهور املؤسس33ات في ال33وقت الحاض33ر
فلهذا 3تشتق أهمية هذا املوضوع من أهمية اتخاذ القرار في املؤسسات .
هدف البحث:
به 33دف بحثن 33ا ه 33ذا إلى تبي 33ان األبع 33اد ال33تي ممكن أن تنتج عن الق 33رار و أث 33اره على املؤسس 33ة و أهميت 33ه البالغ 33ة في قي33ادة
املؤسسة إلى بر األم3ان كم3ا يه3دف إلى توض3يح مختل3ف األم3ور املرتبط3ة 3و املؤثرة على عملي3ة اتخ3اذ الق3رار ،مراحله3ا ،
أساليبها ، 3العوام3ل املؤثرة فيه3ا الق3رار و مش3اكله من خالل م3ا أبرزن3اه في أهمي3ة البحث و ه3دف البحث يمكن ص3ياغة
اإلشكالية التالية:
اما هو القرار و ما هي أهميته و خلفياته و كيف يمكن اتخذ القرارات الرشيدة ؟
و لإلجابة على التساؤل الرئيسي نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية :
ما معنى اتخاذ القرار و کیف يتخذ ؟
من يتخذ القرار ؟
من يتأثر بالقرار ؟ ملاذا يتخذ القرار ؟
ما هو البعد اإلستراتيجي للقرار ؟
ما هي العوامل املؤثرة 3في القرار؟
الفرضيات:
من خال التساؤالت السابقة قمنا بوضع الفرضيات التالية :
تعتبر عملية اتخاذ القرار أهم نشاط إداري يتم من خالله تحديد و حل املشاكل.
يمكن للمسير أن يتخذ القرار حتى و لم تتوفر لدية معلومات عن النتائج املكنة.
لكل مستوى من املستويات اإلدارية صنف خاص من القرارات.
الوصول إلى الرشد الكامل في اتخاذ القرارات أمر ال يمكن تحقيقه.
3
4
تمهيد:
أن عملي33ة اتخ33اذ الق33رارات تتغلغ33ل في ك33ل الوظ33ائف االداري33ة ف33ان نج33اح املؤسس33ات يتوق33ف الى ح33د كب33ير على م33دى
س33 3المة و رش33 3د الق33 3رارات ال33 3تي يتم اتخاذه33 3ا ،وعن ص33 3نع الق33 3رارات مختل33 3ف جوانبه3 3ا 3س33 3نتطرق في ه33 3ذا الفص33 3ل الى
مفهومها ،اهميتها ،تطورها ،اصنافها.
املبحث األول :مفهوم و تطور عملية اتخاذ القرار في الفكر التنظيمي
تمث33ل عملي33ة اتخ33اذ الق33رار جانب33ا هام33ا في العملي 3ة 3اإلداري33ة ,وق33د اس33تندت ق33ديما على الح33دس و التخمين لكنه33ا الي33وم
أص 33بحت مبني 33ة على أس 33لوب علمي ح 33تى تك 33ون الق 33رارات 3أك 33ثر دق 33ة و لتس 33اهم في ح 33ل املش 33اكل اإلداري 33ة ,و يعت 33بر "
فريدريك تايلور " أول من دع3ا إلى تط3بيق أس3اليب البحث العلمي ،اتخ3اذ الق3رارات 3عوض3ا عن األحك3ام الشخص3ية و
فيما يلي سنتطرق إلى مفهوم عملية اتخاذ القرار من وجهة نظر كل مدرس33ة من م3دارس الفك33ر التنظيمي لنق3ف على
الجهود ال3تي ق3دمها مؤسسي و رواد ك3ل مدرس3ة ال3تي س3اهمت تط3وير املؤسس3ات من خالل الدراس3ات التجريبي3ة ال3تي
تمت للوصول إلى أفضل األساليب لتضمن تحقيق أهدافها .
املطلب األول :تعريف اتخاذ القرار
يتض33ح مع33نى اتخ33اذ الق33رار اإلداري من خالل التع33اريف املتع33ددة ال33تي وض33عها ل33ه علم33اء اإلدارة إذ يعرف33ه نیج33رو على
أن 33ه " االختي 33ار املدرك ) ال 33واعي ( بين الب 33دائل املتاح 33ة في موق 33ف معين أم 33ا برن 33ارد ف 33يرى أن " :اتخ 33اذ الق 33رار عملي 33ة
1
تقوم على االختيار املدرك للغايات التي ال تكون في الغالب استجابات أوتوماتيكية أو رد فعل مباشر .
كما يمكن تعريفه بأنه " اختيار بديل من عدة بدائل متوفرة لتحقيق هدف ,حل مشكل انتهاز فرصة 2من خالل هذه
التع 33اريف التخ 33اذ الق 33رار يت 33بين أ هن 33اك عناص 33ر جوهري 33ة الزم 33ة لوج 33ود الق 33رار يمكن إجماله 33ا في عنص 33رين هم 33ا :أن
يوج33 3د في موق33 3ف معين أك33 3ثر من طري33 3ق أو أك33 3ثر من مس33 3لك ملواجه33 3ة املش33 3كل ,وأن يخت33 3ار الش33 3خص و ب33 3ادراك بين
الب33 3دائل 3املت33 3وفرة 3لدي33 3ه ،وه33 3ذا معن33 3اه أن تك33 3ون مش33 3كلة إداري33 3ة تتطلب حال معين33 3ا وأن تك33 3ون هن33 3اك حل33 3ول متع33 3ددة
ملواجهته33ا و يتم دراس33تها و تقييمه33ا ح33تى يتم اختي33ار الح33ل األك3ثر مالئم3ة بأق3ل تكلف3ة ممكن3ة و يحق3ق أقصى عائ3د
ممكن .
كم33ا يمكن تعري33ف الق33رار في اإلدارة العام33ة على أن33ه " االختي33ار املدرك بين ع33دد من الب33دائل املحتمل33ة لتحقي33ق ه33دف
أو أهداف محددة مصحوبة بتحديد إجراءات 3التنفيذ "
يتضح لنا من خالل ه3ذا التعري3ف أن الق3رار في علم اإلدارة العام3ة يت3ألف من ثالث3ة عناص3ر أساس3ية ,أوله3ا يجب أن
يك 33ون هن 33اك ع 33دة ط 33رق أو ب 33دائل ح 33تى يمكن أن يك 33ون هن 33اك اختي 33ار .و وج 33ود ه 33ذه الب 33دائل 3أم 33ر ض 33روري العملي 33ة
اتخ33اذ الق33رار ,و من جه33ة ثاني33ة يجب أن يتم االختي33ار بين ه33ذه الب33دائل و يك33ون م33دركا أي موجه33ا لتحقيق ه33دف أو
أه33داف معين33ة تمث33ل الغاي33ة من إص33دار الق33رار نفس33ه ,و أخ33يرا يجب أن يص33احب ه33ذا االختي33ار تع33يين وس33ائل التنفي33ذ
1نواف کنعان .اتخاذ القرارات اإلدارية بين النظرية و التطبيق .دار الثقافة عمان ،ط . 1998.5ص .73
2
Jean François Dhénin, Brigitte Fournie . 50 thème d'initiation à l'économie d'entreprise Edition Breal
, Paris . 1998.p 175
5
الالزم33ة لتحقي33ق اله33دف أو األه33داف املرج33وة من اتخ33اذ الق33رار ،و في األخ33ير يمكنن33ا أن نع33رف عملي33ة اتخ33اذ الق33رار
على أنها " :اإلدراك الكامل للبدائل املتاحة و إمكانية املفاضلة بينها و اختيار أفضلها 3لتحقيق أهداف
املؤسس33ة و ذل33ك بتوف33ير جمي33ع املوارد املالي33ة و البش33رية خالل ف33ترة زمني33ة مح33ددة في ظ33ل معطي33ات ك33ل من عوام33ل
البيئة الداخلية و الخارجية و العمل على تنفيذه ومتابعته.
و باختص33 3ار ف33 3ان اتخ33 3اذ الق33 3رار هي عملي33 3ة اختي33 3ار ب33 3ديل واح33 3د من بين ب33 3ديلين محتملين أو أك33 3ثر لتحقي33 3ق ه33 3دف أو
مجموعة من األهداف خالل فترة زمنية معينة في ضوء معطيات كل من البيئة الداخلية 3والخارجية واملوارد املتاح33ة
منخمة ومن واقع هذا املفهوم يمكن إدراك أن عملية اتخاذ القرارات 3تنطوي على عدد من العناصر هي:
االختيار. )1
توافر البدائل. )2
األهداف أو الغايات أو محركات ودوافع السلوك. )3
الوقت. )4
املوارد املادية و البشرية املتوافرة 3للمنظمة. )5
البيئة الداخلية للمنظمة3. )6
البيئة الخارجية بما تحتويه من متغيرات سياسية و اقتصادية و اجتماعية. )7
هذه النتائج 3يراها بعض علماء اإلدارة على أنها تمثل منطلقا لتطبيق األساليب العلمية في اتخ33اذ الق33رارات 3ال33تي تق3وم
على اتباع مراحل و خطوات معينة بهدف التوصل إلى الحل األمثل للمشكلة موضوع القرار .
املطلب الثاني :تطور عملية اتخاذ القرار في الفكر التنظيمي
اوال :اتخاذ القرار في ظل املدارس الكالسيكية$
ظه 33رت املدارس الكالس 33يكية أو التقليدي 33ة في مي 33دان التنظيم اإلداري في أوائ 33ل الق 33رن العش 33رين و ق 33د ت 33أثر رواده 33ا
ب 33الجو الس 33ائد آن 33ذاك و ال 33ذي ت 33زامن م 33ع الث 33ورة الص 33ناعية ،و تق 33وم ه 33ذه املدارس على اف 33تراض أساس ي مف 33اده أن
اإلدارة تس33عى دائم33ا لتحقي33ق أعلى كفاي33ة إنتاجي33ة ممكن33ة " ,3باإلض33افة إلى فك33رة أن الق33رار يجب أن يك33ون مب33ني على
ه3دف واح3د وه3و تعظيم ال3ربح 3و تخفيض التك3اليف 3في بيئ3ة تتس3م باالس3تقرار و التأك3د ,كم3ا أن ه3ذه املدارس تق3وم
4
عموما على الفرضيات التالية :
اصفة الرشادة في أعضاء التنظيم
نطاق محدد اإلشراف و الرقابة .
يعتمد التنظيم على أسلوب 3الخضوع الكامل من املرؤوسين للرؤساء .
مدرسة اإلدارة العلمية: 3 .1
تعت33 3بر ه33 3ذه املدرس33 3ة أول املدارس في علم إدارة األعم33 3ال و تس33 3مى بمدرس33 3ة اإلدارة العلمي33 3ة إلعتماده33 3ا على قواع33 3د
علمي33ة ثابت33ة في معالج33ة و ح33ل املش33اكل اإلداري33ة ,تنس33ب ه33ذه املدرس33ة ل " فري33دريك ت33ايلور" * ال33ذي ق33دم إس33هامات
3عبد الغني بسيوني عبد هللا ،أصول علم اإلدارة العامة ،الدار الجامعية اإلسكندرية ،ط ،1992ص . 288
4عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف ،تنظيم و إدارة األعمال المكتب العربي الحديث ، 1993 ،ص 38
6
معت33برة في مج33ال اتخ33اذ الق33رارات من خالل النت33ائج 3ال33تي توص33ل اليه 3ا 3من أبحاث33ه امليداني33ة و ال33تي درس فيه33ا عنص33ري
ال 33وقت و الحرك 33ة و تأكي 33ده على ض 33رورة اختي 33ار األف 33راد ,و االالت و املواد بأس 33لوب 3علمي و ذل 33ك من أج 33ل تحقي 33ق
الكفاي33ة اإلنتاجي33ة باإلض33افة إلى التخص33ص و تقس33يم العم3ل . 3و الفص33ل بين العم3ل 3الفك33ري و العم3ل 3التنفي33ذي ,كم33ا
أن تايلور يؤمن بتأثير الحوافز املادية و دورها الكبير في رفع الكفاية اإلنتاجية.
ه 33ذه النت 33ائج 3يراه 33ا بعض علم 33اء اإلدارة على أنه 33ا تمث 33ل منطلق 33ا لتط 33بيق األس 33اليب العلمي 33ة في اتخ 33اذ الق 33رارات 3ال 33تي
تقوم على اتباع مراحل و خطوات معينة بهدف التوصل إلى الحل األمثل للمشكلة موضوع القرار .
مدرسة التقسيم اإلداري : .2
ينصب اهتمام أنصار هذه املدرسة على التكوين الداخلي للتنظيم و على كيفية توزيع النشاطات 3بين أقسامه
بالشكل الذي يحقق التكامل بينها و ذلك بتحقيق أهداف التنظيم من خالل تحديدها و تحديد األعمال و
5
األنشطة الالزمة ،و كل ذلك ابتغاء الوصول إلى الكفاءة اإلدارية .
و من أبرز رواد هذه املدرسة هنري فايول و فرنك جلبرت ،
ه 33نري ف 33ايول * :يعت 33بر ف 33ايول رائ 33د اإلدارة العام 33ة و إدارة األعم 33ال ،ألن 33ه أب 33رز من خالل أبحاث 33ه األس 33س أ.
العلمية
6
التي ترتكز عليها وظائف املشروع و التي حددها في 2:
الوظيفة الفنية Fonction Techniqueو تمثل اإلنتاج والتصنيع و التحويل ، .1
الوظيفة التجارية Fonction Commercialو تتضمن عمليات 3الشراء والبيع و التبادل .2
الوظيفة املالية Fonction Financiereو تحتوي على عمليات إيجاد و تشغيل األموال ، .3
وظيفة األمن Fonction de Securitéو تهدف إلى حماية األموال و األشخاص ، .4
وظيفة املحاسبة Fonction de Comptabiliteو تشمل إعداد امليزانية و التكاليف و اإلحصاء . .5
الوظيفة اإلدارية Fonction Administrativeو تتكون من خمسة عمليات هي : .6
التخطيط ,التنظيم ,التوجيه ,التنسيق و اخيرا الرقابة. 3
كما اقترح اربعة عشر مبدأ يرى انها اكثر قابلية للتطبيق في مجال االدارة و هي
تقسيم العمل :و هو مبدأ التخصص أي كل عامل يتخصص في جزء بسيط من عملية العمل3 )1
السلطة و املسؤولية :السلطة حسب ه ،فایول هي " :الحق في إعطاء األوامر و القدرة على ف33رض الطاع33ة )2
وتتك 33ون من ف 33رعين :الس 33لطة ال 33تي يس 33تمدها الف 33رد من وظيفت 33ه " القانوني 33ة " والس 33لطة الشخص 33ية وال 33تي
يستمدها من قوة ذكائه و خبرته أما املسؤولية فهي نتيجة طبيعية للسلطة
اإلمتثال للنظام :أي ضرورة إحترام النظم و اللوائح و عدم اإلخالل باألوامر . )3
وحدة القيادة :أي يجب على املوظف أن يحصل على أوامره من رئيس أو مشرف واحد )4
وحدة التوجيه :معناه رئیس واحد و خطة واحدة ملجموعة من النشاطات التي تتمثل في الهدف )5
7
إخضاع املصالح الشخصية للمصلحة 3العامة )6
مكاف33أة األف33راد :لم يق33ترح ف33ایول نظ33امتحفيزي معين إال أن33ه ط33الب بالعدال33ة ق33در اإلمك33ان في املكاف33أة 3وال33تي )7
تتم على أساس الرضا 3بين أرباب العمل 3و العاملين. 3
املركزية :ويقتضي بتركيز السلطة في شخص معين( املستويات العليا 3إلدارة املنظمة ) ثم تفويضها )8
حسبما تقتضي األمور
التسلسل اإلداري ( تدرج السلطة ) :أي تسلسل من أعلى الرتب إلى أدناها . )9
ال33 3ترتيب و النظ33 3ام :يجب القي33 3ام بعملي 3 3ة 3ت33 3رتيب املدخالت املادي33 3ة والبش33 3رية ,قص33 3د تخفيض وف33 3رات من )10
املدخالت 3املادية و عدم تبذيرها و كذلك وضع الرجل املناسب في املكان املناسب
العدالة ) املساواة ( :وهو خاص بحصول الرؤساء على والء املستخدمين عن طريق املساواة والعدل )11
إس 33تقرار الع 33املين : 3و يش 33ير إلى أن إرتف 33اع مع 33دل دوران املوظفين ن 33اتج عن س 33وء اإلدارة و العكس ص 33حيح )12
أي يعتبر االستقرار مؤشر لإلدارة الجيدة ،
املبادأة ( املبادرة) :أبضرورة البدء في التفكير بالخطط و تنفيذها و على الرؤساء ايجاد روح )13
املبادأة بين املرؤوسين (القدرة على اإلبداع و االبتكار)
روح الجماعة :انطالقا 3من املثل القائل « في اإلتحاد قوة » يشير فایول إلى ضرورة العمل 3في )14
شکل فريق .
من خالل عرضنا إلسهامات فايول نالحظ أنه لم يتعرض في تقسيمه املكونات 3العملية اإلدارية إلدارة األفراد
كما أنه لم يركز على العمليات 3األخرى كالقيادة و االتصاالت لكن هذا ال يقلل من أهمية ما قدمه من أفكار في
مجال اتخاذ القرارات عن طريق التوجيهات و املبادئ التي اقترحها في تطوير و ترشید عملية اتخاذ
القرارات. 3
ب .فرن 33ك جل 33برت :من أهم االفتراض 33ات 3ال 33تي ب 33ني عليه 33ا جل 33برت نظريت 3ه 3في اإلدارة االف 33تراض ال 33ذي يق 33ول أن هن 33اك
طريق33ة واح33دة مثلى ألداء أي عم33ل و ق33د توص33ل جل33برت إلى ذل33ك بع33د دراس33ته ال33تي ق33ام من خالله33ا بط33رح أس33ئلة على
زمالئ33ه في املهن33ة عن طريق33ة ك33ل منهم في وض33ع أحج33ار البن33اء و ق33د ك33انت أج33وبتهم متع33ددة ,لكن جل33برت الح33ظ أن ك33ل
منهم ال يطب33ق الطريق33ة ال33تي أج33اب به33ا فتوص33ل إلى نتيج33ة مفاده33ا أن أفض33ل الط33رق لوض33ع الحج33ر هي " الطريق33ة ال33تي
7
تؤدي بها العملية بأقل عدد ممكن من الحركة و بأكثر األوضاع راحة في النطاق املكاني املتيسر " .
تطرق جلبرت لعملية اتخاذ القرارات 3من خالل ما توصل إليه و التي تتلخص في فكرة اختيار البديل املناسب من
بين البدائل املتعددة و التي تعتبر من الخطوات 3الرئيسية لعملية 3اتخاذ القرارات 3كما أشار إلى املعايير 3و األسس
التي يتم بموجبها 3اختيار هذا البديل و املتمثلة 3في الوقت و الجهد و اإلمكانيات املادية املتاحة.
.3املدرسة البيروقراطية :
تنتسب هذه املدرسة ال مارکس ويبر الذي يرى أن البيروقراطية هي ذلك " النموذج املثالي للتنظيم الذي يقوم
8
على أساسه التقسيم اإلداري والعمل املكتبي " .
7
قدور بن نافلة ،مرجع سبق ذكره ،ص .6
8
نواف کنعان ،نفس المرجع السابق ،ص 44
8
ه 33ذا النم33وذج ال33ذي ح33دد " وي33بر" خصائص33ه في أن الواجب33ات 3و املراك33ز مح33ددة و أن ك33ل ف33رد مل33زم ب 33احترام ح33دود
وظيفت 33ه و ال 33والء الت 33ام له 33ا ح 33تى ل 33و تعارض 33ت م 33ع مص 33لحته الشخص 33ية ،كم 33ا يق33وم التنظيم الب 33يروقراطي على مب 33دأ
التخص33ص ال33وظيفي و بالت33الي فاختي33ار األف33راد يك33ون على أس33اس الخ33برة و التع33يين يتم بع33د إج33راء اختب33ار الكف33اءة،
ويف33رض ه33ذا التنظيم رقاب33ة من املس33تويات العلي3ا 3على املس33تويات ال33دنيا ,و جمي33ع عملي33ات االتص33ال و قواع33د العم3ل3
تتم في شكل رسمي مكتوب ,لقد توقع " وي3بر" أن يحق3ق نموذج3ه الب3يروقراطي ع3دة مزای3ا ح3ددها في الدق3ة ,املعرف3ة3
الكامل3 3 3ة 3باملس 33 3تندات 3والس 33 3رعة ,اإلس 33 3تمرار الوض 33 3وح ,الوح 33 3دة و الخض 33 3وع الكام 33 3ل للرؤس 33 3اء ،تخفيض التكلف 33 3ة
اإلنس33 3انية و االقتص33 3ادية للعم33 3ال و تخفيض االحتك33 3اك بين األف33 3راد ،يؤخ33 3ذ على املدرس33 3ة البيروقراطي33 3ة م33 3ا يس33 3مى
بالجمود التنظيمي و الذي يرجع أساسا الرتفاع عدد املستويات
التنظيمية وهذا ما يجعل القرار يتسم بالبطء و الصعوبة في التنفيذ
في األخ33 3ير و بع33 3د عرض33 3نا ملختل33 3ف املدارس الكالس33 3يكية يج33 3در بن33 3ا اإلش33 3ارة إلى أنه33 3ا تعتم33 3د في اتخ33 3اذ الق33 3رارات 3على
ناحيتين :
أن يتوفر بالشخص الذي يتخذ القرار الرشد و الوعي بحيث يختار البديل األفضل الذي يحقق املنفعة )1
القصوى من البدائل 3األخرى بعد تحديد األهداف و الحلول البديلة املمكنة التنفيذ .
على متخ 33ذ الق 33رار أن ي 33رتب النت 33ائج املتكون 33ة من ك 33ل ب 33ديل ثم يض 33ع س 33لم لألفض 33ليات ليخت 33ار الب 33ديل ال 33ذي )2
يحق
له أكبر األرباح و أقل الخسائر ,و لكن تعرضت االفتراضات 3التي قدمتها املدارس الكالسيكية في مجال اتخاذ
القرارات 3النتقادات عديدة من أهمها: 3
اف33 3تراض أن متخ33 3ذ الق33 3رار يعم33 3ل ض33 3من نظ33 3ام مغل33 3ق ,بعي33 3دا عن ت33 3أثيرات 3البيئ33 3ة الخارجي33 3ة و الواق 3 3ع 3أن .1
املؤسسة
تعمل في بيئة تتسم بعدم االستقرار و بالتالي البد من التعرف على كل متغيراتها إلحداث التوازن حتى يكون
القرار رشيدا و عقالنيا .
إن أه3داف املؤسس3ة ق3د تتع3ارض م3ع أه3داف الع3املين الشخص3ية و ه3ذا م3ا يجع3ل الق3رارات غ3ير مبني3ة على .2
قواعد ثابتة.
مبالغتها في التركيز على األنشطة التي يمارس3ها املدير دون أن تعطي اهتمام33ا كافي33ا ملفه3وم الق3رارات اإلداري3ة .3
و اس33الیب اتخاذه33ا ،باعتباره33ا من امله33ام األساس33ية للم33دير ، 3كم33ا أغفلت أهمي33ة العوام33ل الس33يكولوجية و
البيئية و تأثيرها على عملية اتخاذ القرارات .
ثانيا :اتخاذ القرارات في ظل مدرسة العالقات $اإلنسانية
بع33د االنتق33ادات ال33تي وجهت الفتراض33ات و مف33اهیم املدارس الكالس33يكية ,ظه33رت اتجاه33ات 3جدي33دة في الفك33ر اإلداري
تمثلت في اإلس33هامات ال33تي ق33دمها رواد مدرس33ة العالق33ات 3اإلنس33انية ال33تي ج33اءت لالهتم33ام بالعالق33ات 3اإلنس33انية بج33انب
تط 33بيق املب 33ادئ العلمي 33ة لإلدارة إلح 33داث الت 33وازن بين الن 33احيتين ،ويعت 33بر االهتم 33ام بالعنص 33ر البش 33ري 3اله 33دف ال 33ذي
9
تس33عى لتحقيق33ه ه33ذه املدرس33ة ال33تي تق33وم على االف33تراض الت33الي " :العنص33ر اإلنس33اني يمكن أن ي33ؤثر ت33أثيرا كب33يرا على
9
اإلنتاج ومن ثم فإن زيادة اإلنتاج تتحقق من خالل فهم طبيعة األفراد و تشجيعهم و تكيفهم مع التنظيم ".
تعت33 3 3 3بر أبح33 3 3 3اث الت33 3 3 3ون م33 3 3 3ايو بمص33 3 3 3انع 3ه33 3 3 3اوثورن HAWTHORNEالتابع33 3 3 3ة لش33 3 3 3ركة وس 33 3 3ترن إلكتري33 3 3 3ك WESTERN
ELECTRIQUEاألمريكية )( 1932.1927االنطالقة الحقيقية ملدرسة العالقات 3اإلنس3انية وك3ان اله3دف األساسي له3ذه
األبحاث هو إبراز أهمية الدور الذي تلعبه العالقات 3اإلنسانية في الت3أثير على األف3راد باعتب3ارهم أح3د عناص3ر اإلنت3اج
،لهم مش 33 3اعرهم و حاج 33 3اتهم وعالق 33 3اتهم االجتماعي 33 3ة ،ه 33 3ذه كله 33 3ا عوام 33 3ل ت 33 3ؤثر على م 33 3ردودهم اإلنت 33 3اجي ،و يمكن
10
تلخيص مساهمة هذه املدرسة في النقاط التالية
زي33ادة األج33ور ال تش33كل الق33وة الدافع33ة املؤثرة على العام3ل لرف3ع 3اإلنتاجي33ة ب3ل على العكس ه33و م3دفو إلثب33ات .1
ال33 3ذات واملش33 3اركة واح33 3ترام اآلخ33 3رين ،فعلى املؤسس33 3ة أن تش33 3جع رغب33 3ات الف33 3رد النفس33 3ية و االجتماعي33 3ة )
الحوافز 3غير االقتصادية
شعور العامل بانتمائه 3إلى الجماعة و شعوره باالستقرار و األمن يعد أكبر حافز لزيادة اإلنتاج .2
التنظيم غ33ير الرس33مي يتك33ون بطريق33ة تلقائي33ة بين أف33راد املجموع33ة قص33د إتب33اع طريق33ة واح33دة للوص33ول إلى .3
ه33دف جم33اعي واح33د و املتمث33ل في حماي33ة مص33الحهم املش33تركة و ض33مان مس33تقبلهم ) كمواجه33ة اإلدارة فيم33ا
تقترحه من معايير و حوافز .
اما في مجال اتخاذ القرارات فلم تعطي هذه املدرسة أي ش3رح العملي3ة 3اتخ3اذ الق3رار ,ب3ل أش3ارت فق3ط إلى أن متخ3ذ
الق33 3رار يجب أن يش33 3رك العم33 3ال في ق33 3راره ,كم33 3ا أن33 3ه ال ب33 3د من أن يلج33 3أ إلى الش33 3بكات 3غ33 3ير الرس33 3مية للحص33 3ول على
املعلوم33ات لكونه33ا على عالق33ة مباش33رة م33ع العم33ال أي م33ع مص33ادر املعلوم33ات ، 3و لكن ب33دورها تعرض33ت ه33ذه املدرس33ة
النتقادات عديدة نذكر منها :
اعتبار املؤسسة نظام مغلق في معزل عن البيئة الخارجية . .1
تركيزه33ا على إب33راز دور التحف33يز املعن33وي في الت33أثير على مردودي33ة العم33ال و إهماله3ا 3تمام33ا الت33أثير التحف3يز أم33ا .2
في املادي .
لم تحدث التغيير الضروري على عملية اتخاذ القرارات ,حتى أنها أهملت هذا الجانب تماما . .3
انطالقا من هذه االنتقادات ظهرت مدرسة جديدة تعتبر من املدارس الحديثة في املدرسة السلوكية .
ثالثا :اتخاذ القرارات في ظل املدارس السلوكية
ظه33 3رت املدارس الس33 3لوكية في الثالثين33 3ات 3و تعت33 3بر امت33 3دادا ملدرس33 3ة العالق33 3ات 3اإلنس33 3انية ,لكنه33 3ا رك33 3زت على دراس33 3ة
س33 3لوك الف33 3رد أثن33 3اء العم33 3ل و جمي33 3ع العالق33 3ات 3ال33 3تي تنش33 3أ في مك33 3ان العم3 3ل 3باالعتم33 3اد على علم النفس ال33 3ذي ي33 3درس
الس33لوك اإلنس33اني بش3كل ع3ام ،علم االجتم3اع ال33ذي يبحث في معرف3ة ووص3ف تص3رفات األف33راد و الجماع33ات 3و م3دى
تأثيرها على املؤسسة ,باإلضافة إلى علم دراسة اإلنسان الذي يبحث في السلوك املكتس3ب من قب3ل األف33راد عائلي33ا أو
9
نواف کنعان ،نفس المرجع السابق ،ص 44
10
قدور بن نافلة ,مرجع سبق ذكره .ص 10
10
اجتماعي33ا و ت33أثيره على تص33رفاته داخ33ل املؤسس33ة .وق33د انتق33د رواد ه33ذه املدرس33ة فك33رة النظ33ام املغل 3ق 3و الرش33د في
اتخاذ القرارات اإلدارية ,و اعتبروا املؤسسة نظام
11
مفتوح يؤثر و يتأثر بالبيئة ،ويمكن تلخيص أهم ما جاءت به املدارس السلوكية فيما يلي :
إن دواف33ع العم33ل متع33ددة و حاج33ات الن33اس يمكن تلخيص33ها في خمس33ة أن33واع :الحاج33ات املادي33ة ,الحاج33ة إلى .1
األم 33ان ,الحاج 33ات االجتماعي 33ة و الحاج 33ة إلى اع 33تراف اإلدارة باإلنج 33از التق 33دير الالزم و اح 33ترام ال 33ذات (و
تحقيق الذات. 3
يختلف األفراد فيما بينهم في مدى أهمية كل حاجة من الحاجات 3السابقة ,ف33البعض يهتم بالحاج33ات املادي33ة .2
أما البعض اآلخر فقد يهتم بتحقيق الذات 3حتى و إن كان على حساب درجة إشباعه من الحاجات 3األخرى
إن نمط اإلشراف أو القيادة يؤثر على إنتاجية األفراد . .3
إن العنصر البشري 3ليس كسوال ومن ثم فإن الرقابة اللصيقة املباشرة قد تؤثر على ثقة الفرد بنفسه .4
من املمكن تصنيف دوافع العمل 3إلى دوافع مادية و أخرى غير مادية . .5
أما في مجال اتخاذ القرارات فيجدر اإلشارة إلى أن رواد املدرسة السلوكية قد اهتموا كث3يرا به3ذا املج33ال و من بينهم
م33اري ف33وليت ال33تي س33اهمت في توض33يح األس33س ال33تي تق33وم عليه33ا س33لطة القائ33د في اتخ33اذ الق33رارات ,كم33ا لفتت االنتب33اه
إلى أهمي 33ة تحدي 33د األه 33داف عن 33د اتخ 33اذ الق 33رارات و ض 33رورة التوفي 33ق بين األه 33داف املتعارض 33ة ح 33تى تك 33ون الحل 33ول
ممكنة التنفيذ ,أما تشيس3تر برن3ارد فق3د لفت االنتب3اه و األنظ3ار من خالل أبحاث3ه إلى أن اتخ3اذ الق3رارات يعت3بر جانب3ا
هاما في العمل 3اإلداري و ذهب إلى حد القول " بأن العم3ل 3و األداء في التنظيم اإلداري يمكن تحليل3ه إلى مجموع3ة من
القرارات 3املتداخلة 3واملتشابكة.
كما لفت االهتمام إلى حقيقة هامة في عملية اتخاذ القرارات 3مؤداها أن القرار الذي يتخذه املدير قد يكون رفض
ك33ل الب33دائل املطروح33ة أمام33ه لالختي33ار وع33دم القي33ام ب33أي عم33ل مح33دد ,و ي33ترتب على ذل33ك أن يك33ون الق33رار املتخ33ذ ه33و
"ال ق33رار ,وق33د ع33بر برن33ارد عن ذل33ك بقول33ه "إن إدراك املدير للمواق3ف 3ال33تي يج33در ب33ه ع33دم اتخ33اذ ق33رار معین فيه33ا ه33و
من صفات املدير الكفء "
تعرض33ت املدارس الس33لوكية على غ33رار املدارس الكالس33يكية و مدرس33ة العالق33ات اإلنس33انية إلى جمل33ة من االنتق33ادات
أهمه33ا اهتمامه33ا الب33الغ بس33لوكات األف33راد ,و لكن يج33در اإلش33ارة إلى أن املدارس الس33لوكية تعت33بر الرك33يزة األساس33ية
النظريات التنظيم الحديثة خاصة في مجال اتخاذ القرار.
رابعا :نظرية القرار.
يعت33بر هرب33رت 3س33يمون أب نظري33ة الق33رار وذل33ك الهتمام33ه الكب33ير بموض33وع اتخ33اذ الق33رارات اإلداري33ة ,ومن إس33هاماته
الرائ33دة 3في ه33ذا املج33ال اقتراح33ه للمع33ايير 3ال33تي تس33اعد املدير متخ33ذ الق33رار على اختي33ار الب33ديل املناس33ب ،ومن بين ه33ذه
املع33ايير تكلف33ة الب33ديل و يش33ير س33يمون إلى أن33ه ال ب33د من املقارب33ة بين الب33دائل في ح33دود األه33داف املعين33ة للوص33ول إلى
الق 33رار الس 33ليم ,كم 33ا أن 33ه تن 33اول بالتحلي 33ل ص 33فة الرش 33د في الق 33رارات و أك 33د على فك 33رة أن الق 33رار اإلداري ال يك 33ون
11عبد الغفار حنفي ،عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره .ص 46 - 45
11
رش33ید پنس33بة عالي33ة ألن33ه مح33دود بكف33اءة الف33رد ,أهداف33ه الشخص33ية و املعلوم33ات املت33وفرة 3لدي33ه ,ل33ذا قس33م مفه33وم
12
الرشد في سلوك األفراد إلى :
الرش33د املوض33وعي :وه33و يعكس الس33لوك الص33حيح 3ال33ذي يس33عى إلى تعظيم املنفع33ة في حال33ة معين33ة و يق33وم
على أساس توافر املعلومات 3الكافية عن البدائل 3املتاحة لالختيار و نتائج كل منها ،
الرش 33د الشخص ي :وه 33و يع 33بر عن الس 33لوك ال 33ذي يس 33عى إلى تعظيم إمكاني 33ة الحص 33ول على املنفع 33ة و حال 33ة
معينة
باالعتماد على املعلومات املتاح3ة ,بع3د أخ3ذ القي3ود و الض3غوط ال3تي تح3د من ق3درة اإلداري على املفاض3لة و االختي3ار
بعين االعتبار .
وفي تحليل 33ه للق 33رار اإلداري ي 33رى س 33يمون أن 33ه يتم ذل 33ك من خالل عنص 33رين ,عنص 33ر التكلف 33ة و يتمث 33ل فيم 33ا يتطلب 33ه
اتخ33اذ الق33رار و تنفي33ذه من جه33د و وقت و م33وارد مالي33ة خالل مرحل33ة جم33ع املعلوم33ات 3و تص33نیفها و اق33تراح الب33دائل 3و
تقييمها ,أما العنصر الثاني خاص بنتائج القرار ويعتبر هذا العنص33ر معق33د الرتباط3ه باأله3داف املرج3وة من الق33رار و
. بالسياسة العامة للمؤسسة
أوضح سيمون في أبحاث3ه أيض3ا أن ال3دوافع 3النفس3ية و س3لوكات األف3راد له3ا ت3أثير كب3ير على العملي3ة اإلداري3ة عموم3ا و
خاص33ة على عملي3ة اتخ33اذ الق3رارات 3و أض3اف أن3ه يمكن أن تتحق33ق الكفاي3ة اإلداري3ة عن طري33ق التخص3ص في العم33ل و
التدرج الوظيفي باإلضافة إلى الرقابة من الرؤساء على أقل عدد من املرؤوسين .
املبحث الثاني:أهمية اتخاذ القرارات وتصنيفها
إن عملي33ة اتخ33اذ الق33رارات له33ا أهمي33ة كب33يرة ،كم33ا أن الق33رارات 3يتم تص33نيفها وفق33ا لع33دة مع33ايير و ه33ذا م33ا سنوض33حه
فيمايلي.
املطلب األول :أهمية اتخاذ القرار .
يعت 33بر اتخ33اذ الق 33رارات من امله 33ام الجوهري33ة للم 33دير ،فقدرت 33ه على اتخ33اذ الق 33رارات و حق33ه النظ33امي في اتخاذه33ا ه 33و
ال33ذي يم33يزه عن غ33يره من أعض33اء املؤسس33ة ،ومن هن33ا أص33بحت عملي33ة اتخ33اذ الق33رار مح33ور العملي33ة اإلداري33ة و أص33بح
مق33 3دار النج33 3اح ال33 3ذي تحقق33 3ه أي مؤسس33 3ة يتوق33 3ف إلى ح33 3د بعي33 3د على الق33 3درة و كف33 3اءة قيادته33 3ا في اتخ33 3اذ الق33 3رارات3
السليمة ،ومما زاد من أهمية اتخاذ القرارات ودورها في تحقي3ق أه3داف املؤسس3ة م3ا تش3هده ه3ذه األخ3يرة من تع3دد
و تعق33د أه33دافها ،فأص33بحت عملي33ة اتخ33اذ الق33رارات 3تش33مل كاف33ة الج33وانب اإلداري33ة من تخطي33ط ،تنس33يق ،تنظیم و
اتصاالت ،حيث ترتبط بها ارتباطا وثيقا ومن هذا املنطلق 3تتحدد أهمية اتخاذ القرارات .
فتتف 33ق عملي 33ة التخطي 33ط م 33ع عملي 33ة اتخ 33اذ الق 33رارات من حيث املع 33ايير ال 33تي وض 33عت لتقس 33يم أن 33واع التخطي 33ط م 33ع
املعايير 3التي وضعت لتقسيم أنواع القرارات حيث تم تصنيف أن3واع التخطي3ط وفق3ا للمس3تويات 3اإلداري3ة ال3تي تت3ولى
وضع الخطة وهي املستويات اإلدارية العليا 3الوسطى و الدنيا .
12
قدور بن نافلة .مرجع سبق ذكره ،ص .15
12
كم 33ا تم تص 33نيف اتخ 33اذ الق 33رارات وفق 33ا للمه 33ارات و الق 33درات الالزم 33ة لوض 33ع الخط 33ة و ذل 33ك تبع 33ا لت 33درج املس 33تويات
وهك33 3ذا يتض33 3ح م33 3دى االرتب33 3اط بين عملي33 3تي التخطي33 3ط و اتخ33 3اذ الق33 3رارات ،فالعملي33 3ة التخطيطي33 3ة تق33 3وم على اتخ33 3اذ
القرارات3.
أم 33ا التنظيم اإلداري ي 33ؤثر على عملي 33ة اتخ 33اذ الق 33رارات 3من خالل تقس 33يم العم 33ل ،تحدي 33د االختصاص 33ات ،تحدي 33د
القواع33د و اإلج33راءات ،فتنتق3ل عملي33ة اتخ33اذ الق3رارات إلى جمي33ع أج33زاء التنظيم س3واء من األعلى إلى األس3فل أو من
األس 33فل إلى األعلى أو على املس 33توى األفقي ،فتق 33ييم تنظيم إداري معين أساس 33ه نوعي 33ة الق 33رارات 3ال 33تي تتخ 33ذها من
األس3فل إلى األعلى أو على املس3توى األفقي ،فتق3ييم تنظيم إداري معين أساس3ه نوعي3ة الق3رارات 3ال3تي تتخ3ذها إدارت3ه
و الكف33 3 3اءة ال33 3 3تي توض33 3 3ع به33 3 3ا تل33 3 3ك الق33 3 3رارات موض33 3 3ع التنفي33 3 3ذ ،وهك33 3 3ذا يتض33 3 3ح م33 3 3دى ارتباطهم33 3 3ا ،فتط33 3 3وير عملي33 3 3ة
اتخ33اذالقرارات م33دخال للتط33وير 3التنظيمي ،وذل33ك من خالل الرب33ط بين كف33اءة اتخ33اذ الق33رارات و ق33درة التنظيم على
تنفي33ذها و هك33ذا تتمكن املؤسس33ة من تنفي33ذ أه33دافها 3و أه33داف الع33املين 3به33ا ،أم33ا التنس33يق فيعت33بر من أهم العناص 3ر3
اإلداري 33ة و عالقت 33ه بعملي 3ة 3اتخ 33اذ الق 33رارات 3ت 33برز من خالل تنظيم و توحي 33د الجه 33ود و الطاق 33ات 3البش 33رية 3و املادي 33ة و
حس33 3ن اس33 3تخدامها التخ33 3اذ الق33 3رار و تنفي33 3ذه ،و يتطلب ذل33 3ك تحقي33 3ق االنس33 3جام بين نش33 3اطات األقس33 3ام و الف33 3روع
املختلفة و بين جهود العاملين 3في القسم أو في الفرع الواحد ضمن إطار تعاوني متناس3ق يس3اعد على تحقي3ق التكام3ل
وتوحيد الجهود للوصول إلى الهدف من خالل تنفيذ سليم للقرارات املتخذة .
أما فيما يخص الجوانب 3السياسية اإلدارية فهي تتض3من مجموع3ة من القواع3د ال3تي تحكم س3ير العم3ل 3و ال3تي توض3ع
سلفا ليهتدي بها املرؤوسين في تنفيذ كافة القرارات املتعلقة بتحقي33ق األه33داف ،إذن فالسياس33ات اإلداري33ة ليس3ت إال
قرارات ، 3و مراحل و خطوات رسم هذه السياسات تكاد تتفق في مضمونها مع مراحل و خطوات اتخ3اذ الق3رارات، 3
ومن هنا تأتي أهمية العالقة 3بين اتخاذ القرارات 3و السياسات اإلدارية.
أم33ا االتص33االت ال33تي تعت33بر ض33رورية و الزم33ة للعملي3ة 3اإلداري33ة بجوانبه33ا املتع33ددة ،فهي أك33ثر ض33رورة و أهمي33ة العملي33ة
اتخ33اذ الق33رارات االتص33االت و اتخ33اذ الق33رارات يش33كالن ج33انبين ه33امين من ج33وانب العملي33ة اإلداري33ة حيث يعتم33د ك33ل
واحد منهما على اآلخر و يتأثران فيما بينهما.
إذن العالق 33ة القائم 33ة بينهم 33ا عالق 33ة تب 33ادل ،إذ يجب أن تك 33ون هن 33اك مراك 33ز اتص 33االت تعم 33ل على توص 33يل و تفعي 33ل
الق33 3رارات ،وق33 3د أك33 3د الكث33 3ير من الكت33 3اب على أهمي33 3ة االتص33 3االت في اتخ33 3اذ الق33 3رارات 3و من بينهم هرب33 3رت س33 3يمون
.استخالص33ا ملا ذك33ر ،تعت33بر عملي33ة اتخ33اذ الق33رارات من أهم ال33دعائم ال33تي تعتم33د عليه33ا املؤسس33ة ،حيث تعت33بر ه33ذه
األخيرة شبكة متحركة التخاذ القرارات ،فجوهر العملية اإلدارية هو اتخاذ القرارات.
املطلب الثاني :تصنيف القرارات
يص33نف علم33اء اإلدارة الق33رارات وفق33ا ملع33ايير متع33ددة تتمث33ل فيم33ا يلي :تص33نيف الق33رارات وفق33ا للوظ33ائف األساس33ية
املؤسسة ،وفقا ألهمية القرار وفقا إلمكانية برمجتها أو جدولتها ،ووفقا ألساليب اتخاذها ،وفقا لظ33روف اتخاذه33ا
ووفقا للنمط القيادي املتخذها ،وهذا ما يتم إدراجه فيما يلي :
تصنيف القرارات وفقا للوظائف األساسية باملنظمة: 3 .1
13
قرارات 3تتعلق بالعنصر البش3ري :وتتض3من الق3رارات ال3تي تتن3اول مص3ادر الحص3ول على املوظفين ،وط3رق أ-
االختي33 3ار والتع33 3يين ،وكيفي33 3ة ت33 3دريب العم33 3ال ،أس33 3س دف33 3ع األج33 3ور و الح33 3وافز 3وط33 3رق الترقي33 3ة ،وكيفي33 3ة
معالجة الشكاوى وعالقة املؤسسة بالنقابات
ق33 3رارات 3تتعل33 3ق بالوظ33 3ائف اإلداري33 3ة :ك33 3القرارات الخاص33 3ة باأله33 3داف املراد تحقيقه33 3ا ،اإلج33 3راءات ال33 3واجب ب-
إتباعها والسياسات و برامج العمل 3و أساليب االتصال و املعايير الرقابية باإلضافة إلى تقارير املتابعة .
قرارات 3تتعلق باإلنتاج :تتضمن القرارات الخاصة باختيار موقع املصنع ،نوع اآلالت الواجب اس3تخدامها ت-
طريقة اإلنتاج ،التخزين ،حجمه ...
قرارات 3تتعلق بالتسويق :وتشمل الق3رارات 3الخاص3ة بنوعي3ة الس3لعة ال3تي س3يتم بيعه3ا و أوص3افها األس3واق ث-
التي س3يتم التعام3ل معه3ا ،وس3ائل الدعاي3ة و اإلعالن ال3واجب اس3تخدامها ل3ترويج الس3لعة ,بح3وث التس3ويق
و وسائل النقل وتخزين املنتجات.
ق33 3رارات تتعل33 3ق بالتموي33 3ل :ك33 3القرارات الخاص33 3ة بحجم رأس املال الالزم و الس33 3يولة ,و ط33 3رق التموي 3 3ل 3و ج-
معدالت األرباح املطلوب 3تحقيقها وكيفية توزيعها .
تصنيف القرارات وفقا ألهميتها : .2
الق 33 3رارات اإلس 33 3تراتيجية ) الحيوي 33 3ة ( :وهي الق 33 3رارات ال 33 3تي تتعل 33 3ق بكي 33 3ان املؤسس 33 3ة ،ومس 33 3تقبلها و البيئ 33 3ة .1
املحيط33ة به33ا ،تتم33يز ه33ذه الق33رارات بالثب33ات ملدة طويل33ة و يك33ون ذل33ك نس33بيا ،ض33خامة االس33تثمارات وت33وفر
الس 33يولة املالي 33ة الالزم 33ة لتنفي 33ذها ،و تتم 33يز أيض 33ا بأهمي 33ة اآلث 33ار املترتب 33ة عنه 33ا مس 33تقبال حيث يتطلب عناي 33ة
خاصة و تحليالت األبعاد اقتصادية ،اجتماعية ومالية النوعية القرارات املتخذة .
تص33 3مم اإلدارة العلي3 3ا 3الق33 3رارات اإلس33 3تراتيجية ألهمي33 3ة مركزه33 3ا اإلداري وتعم33 3ل على متابعته33 3ا بق 33در كب 33ير من الجه33 3د
والوعي ومستوى عالي من الفهم نظرا ألهميتها و أثارها و نتائجها على املؤسسة مستقبال .
إض33افة إلى ذل33ك ف33القرارات اإلس33تراتيجية مرتبط33ة بمش33کالت حيوي33ة و خط33يرة يتطلب على متخ33ذيها االس33تعانة ب33آراء
الخبراء املستشارين ،املساعدين واملختصين ملعرفة أبعاد املشكلة محل القرار وجوانبها املتعددة .
ق33 3 3رارات 3تكتيكي33 3 3ة :تتخ33 3 3ذ ه33 3 3ذه الق33 3 3رارات من ط33 3 3رف رؤس33 3 3اء األقس33 3 3ام أو اإلدارة أو م33 3 3ا يس33 3 3مى ب33 3 3اإلدارة .2
الوس33طى ،و ت33ترجم ه33ذه الق33رارات في تقري33ر الوس33ائل الالزم33ة لتحقي33ق األه33داف و ترجم33ة الخط33ط أو بن33اء
الهيكل 3التنظيمي ،أو
تحديد مسار العالقات 3بين العمال و تفويض الصالحيات و قنوات االتصال .
ق 33رارات تنفيذي 33ة :تتعل33ق بتنفي33ذ العم 33ل الي33ومي و هي من اختص 33اص اإلدارة املباش33رة أو التنفيذي 33ة ،تتم33يز .3
بأنه33 3 3ا ال تحت33 3 3اج إلى املزي33 3 3د من الجه33 3 3د و البحث من قب33 3 3ل متخ33 3 3ذيها ,كم33 3 3ا أن اتخاذه33 3 3ا يتم بطريق33 3 3ة فوري33 3 3ة
تلقائي33ة ،وهي ق33رارات قص33يرة املدى ألنه33ا تتعل33ق أساس33ا بأس33لوب العم33ل الروتي33ني و تتك33رر باس33تمرار ،ومن
بين هذه القرارات ،قرارات 3تتعلق بالتخزين وبصرف العالوات 3الدورية و توزيع األعباء ،
تصنيف القرارات وفقا المكانية برمجتها : .3
14
ق 33رارات مبرمج 33ة ) مع 33دة ( :هي ق 33رارات 3روتيني 33ة ،متك 33ررة تعتم 33د على الخ 33برات 3الشخص 33ية للم 33دير 3تتخ 33ذ أ.
املواجه33ة املش33كالت اليومي33ة ال33تي ال تحت33اج إلى جه33د و تفك33ير طوي33ل حيث يمكن إلغ33اء الق33رار أو تعديل33ه دون
نش 33وء أث 33ار ض 33ارة للمؤسس 33ة ،وغالب 33ا م 33ا تع 33د مق 33دما اإلج 33راءات ش 33كلية ،وكأمثل 33ة عليه 33ا ن 33ذكر :منح إج 33ازة
اعتيادية ،صرف مبلغ معین.......
القرارات الغير مبرمجة :وهي الق3رارات 3ال3تي ال تتك3رر و تعت3بر ق3رارات أساس3ية تهتم باملش3كلة املعق3دة ال3تي ب.
تحت3اج إلى تفك3ير طوي3ل ،و تحت3اج إلى جم3ع بیان3ات و معلوم3ات وافي3ة و دقيق3ة باإلض3افة إلى إج3راء البح3وث
و الدراسات واستطالع اآلراء تمهيدا 3التخاذها.
ومن هن 33ا وص 33ف بعض الكت 33اب اإلدارة مث 33ل ج 33ور" أنه 33ا ق 33رارات إبداعي 33ة و أن ص 33عوبتها 3نابع 33ة من كونه 33ا ته 33دف إلى
مواجه33 3ة مش33 3اكل و مواق33 3ف جدي33 3دة و أنه33 3ا تع33 3بر عن االس33 3تجابة لظ33 3روف البيئ33 3ة الداخلي33 3ة والخارجي33 3ة في إج33 3راءات
وسياس33ات العم33ل ،13ومن بين ه33ذه الق33رارات , 3ق33رارات تتعل33ق بإنش33اء ف33رع جدي33د إلح33دى املؤسس33ات تغي33ير نش33اط
املؤسسة
تصنيف القرارات وفقا ألساليب اتخاذها : .4
ق 33رارات وص 33فية :تعتم 33د ه 33ذه الق 33رارات 3على األس 33اليب التقليدي 33ة القائم 33ة على التق 33دير الشخص ي ملتخ 33ذ أ-
القرار و خبراته وتجارب3ه و دراس3ته لآلراء و الحق3ائق املرتبط3ة باملش3كلة ،وهي تت3أثر باالعتب3ارات التقديري3ة
الذاتية .
قرارات 3كمية :تعتمد هذه الق3رارات 3على الراش3د 3و العقالني3ة املتخ3ذها العتماده3ا على األس3اليب والقواع3د ب-
العلمي 33 3ة ال 33 3تي تس 33 3اعد على اختي 33 3ار الق 33 3رار الس 33 3ليم ،حيث يف 33 3ترض في اتخ 33 3اذ مث 33 3ل ه 33 3ذه الخي 33 3ارات كفاي 33 3ة
املعلوم 33ات املطلوب 33ة و دقته 33ا ،وت 33وفر الخ 33برات واالختصاص 33ات و تفهم العوام 33ل و املتغ 33يرات ال 33تي ت 33ؤثر في
عملية اختيار
البديل املناسب.
تصنيف القرارات وفقا لظروفي اتخاذها : .5
ص33 3 3نع الق33 3 3رارات 3في حال33 3 3ة التأك33 3 3د :يمكن أن توص33 3 3ف ه33 3 3ذه الحال33 3 3ة بالعقالني33 3 3ة حيث نرب33 3 3ط بين الس33 3 3بب أ-
والنتيجة ،فكل فعل معروف بكون3ه يك3اد يح3دث و ك3ل س3بب يق3ود بش3كل مباش3ر إلى نتيج3ة ،كم3ا أن النت3ائج
قابل33ة للتوق33ع أو التحدي33د ،ل33ذا ف33إن التق33ييم بين الب33دائل املعروض33ة يعتم33د على النت33ائج ، 3وعلي33ه ف33إن متخ33ذ
الق33رار يعي تمام33ا نت33ائج 3الق33رار و أث33اره مس33بقا قب33ل اتخ33اذه ،وهن33اك الكث33ير من األس33اليب الكمي33ة ال33تي يمكن
أن تستخدم في هذه الحالة كتحلیل نقطة التعادل و التي هي نقطة تساوي اإليرادات 3مع التكاليف ،وأنظم33ة
الرقابة على املخزون ،أي أن يصل املخزون إلى مستوى معين لكي يتم طلب بضاعة جديدة .
صنع القرار في حالة عدم التأكد :تتألف ه3ذه املجموع3ة من الق3رارات 3في الح3االت ال3تي تك3ون نت3ائج األفع3ال ب-
فيه33ا مجموع33ة من األح33داث غ33ير معروف33ة االحتم33االت أو غ33ير ذات مع33نى مث33ل وض33ع مس33تويات اإلنت33اج دون
13
نواف کنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص 254
15
معرف33ة مس33تويات الطلب على املنت33وج ،أو رفض وظيف33ة دون معرف33ة توف33ير ب33ديل له33ا ،وللتعام33ل م33ع الق33رار
في مثل هذه الحالة على صانع القرار أن يختار بين البدائل التالية :
تقليل حالة عدم التأكد عن طريق جمع معلومات إضافية عن املشكلة. )1
في حالة فشل متخذ القرار علیه استخدام شعوره و حكمته الشخصية املتفائلة أو املتش33ائمة للوص33ول إلى )2
القرار املناسب .
تحويل املشكلة 3إلى حالة مخاطرة و استخدام املدخل االحتمالي )3
ص 33نع الق 33رار في حال 33ة املخ 33اطرة :تت 33ألف ه 33ذه املجموع 33ة من ق 33رارات تتس 33م نتائجه 33ا بالتص 33ادفية فك 33ل فع 33ل ت-
يقود إلى حدث أو مجموعة أحداث ،ولكل حدث احتمالية معروفة ،فتفاعل األحداث مع احتماالتها يقود
إلى نتائج احتمالية ،فيتخذ القرار اعتمادا على البديل الذي يعطي أعلى قيمة متوقعة ،والس33تخدام نم33اذج
املخاطرة يجب إتباع الشروط التالية :
التأكد من وجود بديلين على األقل )1
لكل بديل ناتج احتمالي )2
يمتلك صانع القرار املهارة في تحديد االحتمال لكل بديل )3
ص33نع الق33رار في حال33ة الص33راع او املض33اربة :تتض33من الق33رارات غ33ير املؤك33دة و املح33ددة بخص33م فاالحتم33االت ث-
لیست غير معروفة فحسب وإنما تتأثر بحرك3ة املنافس3ين ال3ذين يتمث3ل ه3دفهم بهزيم3ة املقاب3ل ،فعلى متخ3ذ
الق33رار أن ال يفك33ر ب33اإلجراء ال33ذي س33يتخذه في موق33ف معين و إنم3ا 3يفك33ر ب33رد فع33ل اآلخ33رين من املنافس33ين ،
للتعام 33ل م 33ع ه33ذه الحال 33ة غالب 33ا م33ا تس 33تخدم نظري 33ة املباري33ات فتف33وق فري 33ق رياض ي بك 33رة الس 33لة يحتم على
الفريق الثاني دراسة خططه الدفاعية و الهجومية التي يمكن أن تساهم في تعزيز 3موقفه التنافسي ،
تصنيف القرارات وفقا للنمط القيادي املتخذها : .6
ق33 3رارات أتوقراطي3 3ة ) 3فردي33 3ة ( :يتم اتخاذه33 3ا بش33 3كل انف33 3رادي من قب33 3ل املدير و يعلنه33 3ا على موظفي33 3ه دون أ.
إعط33 3ائهم أي فرص33 3ة للمش33 3اركة ،فاملدير وح33 3ده ال33 3ذي يح33 3دد املش33 3كلة و يض33 3ع له33 3ا الحل33 3ول ثم يخت33 3ار أح33 3د
الحلول الذي يراها مناسبا ،و بعد ذلك يعلم مرؤوسيه بتنفيذ القرار املختار .
وق 33د كش 33فت بعض الدراس 33ات 3ال 33تي ق 33ام به 33ا س 33انفورد و لفنجس 33ون" :أن املديرين ال 33ذين ينف 33ردون باتخ 33اذ مث 33ل ه 33ذه
الق33رارات 3ك33ان ينقص33هم في الغ33الب بع33د النظ33ر و الحكم الص33ائب على األم33ور ،كم33ا تنقص33هم الق33درة على التكي33ف م33ع
املواقف 3اإلدارية و مواجهته3ا 3بفعالي3ة وأنهم يرك3زون اهتم3امهم على تحس3ين مرك3زهم ال3وظيفي دون اهتم3امهم بوض3ع
مرؤوسيهم وحاجاتهم " ، 14و بالتالي قراراتهم تكون سلبية ينعكس تأثيرها على العاملين و املؤسسة .
ق33رارات 3ديمقراطي33ة ) جماعي33ة ( :يتم اتخاذه33ا وف33ق نم33ط جم33اعي ،فه33و ثم33رة جه33د و مش33اركة جماعي33ة أي ب.
يتم
14
نواف كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص 257
16
بأس 33لوب 3ديمق 33راطي ،فانته 33اج ه 33ذا األس 33لوب في عملي 33ة ص 33نع الق 33رارات 3يجلب للمؤسس 33ة فوائ 33د عدي 33دة و يس 33اهم في
تحسين مستواها اإلنتاجي و يعمل على استمراريتها 3و ازدهارها و هذا راجع إلى إحساس و اشعار العاملين باملؤسس3ة
بقيمة مشاركتهم في اتخاذ القرارات مما يولد في نفسيتهم الرضي وهذا ما يحفزهم للعمل املستمر و الجدي.
17
خالصة الفصل :
تمثل عملية اتخاذ القرار جانبا هاما في مختلف اإلدارات ،و قد استندت قديما على الحدس و التخمين ،لكنها
اليوم أصبحت مبنية على أسلوب 3علمي .
ع33رفت عملي33ة اتخ33اذ الق33رار تط33ورا في ظ33ل الفك33ر التنظيمي ابت33داء من املدارس الكالس33يكية ال33تي تن33اولت عملي33ة اتخ33اذ
القرار انطالقا من فكرة أن الق3رار يجب أن يك3ون مب3ني على ه3دف واح3د و ه3و تعظيم ال3ريح 3و تخفيض التك3اليف 3في
بيئة تتسم باالستقرار و التأك3د ،و افتراض3ات املدرس3ة الكالس3يكية ك3انت غ3ير واقعي3ة ،ألن املؤسس3ة تعيش في بيئ3ة
تتس33م ب33التغيير املس33تمر ،وبع33د االنتق33ادات ال33تي وجهت الفتراض33ات و مف33اهیم املدارس الكالس33يكية ظه33رت اتجاه33ات
جدي 33دة في الفك 33ر اإلداري تمثلت في اإلس 33هامات ال 33تي ق 33دمها رواد مدرس 33ة العالق 33ات اإلنس 33انية ال 33تي ج 33اءت لالهتم 33ام
بالعالق 33 3ات 3اإلنس33 3انية بج 33 3انب تط33 3بيق املب33 3ادئ العلمي 3 3ة 3لإلدارة إلح33 3داث الت33 3وازن بين الن 33 3احيتين ،ويعت 33 3بر االهتم33 3ام
بالعنص33ر البش33ري اله33دف ال33ذي تس33عى لتحقيق33ه ه33ذه املدرس33ة ال33تي تق33وم على االف33تراض الت33الي " :العنص33ر اإلنس33اني
يمكن أن ي33ؤثر ت33أثيرا كب33يرا على اإلنت33اج ومن ثم ف33إن زي33ادة اإلنت33اج تتحق33ق من خالل فهم طبيع33ة األف33راد و تش33جيعهم
و تكيفهم مع التنظيم ".
و ليس من ش3ك أن عملي3ة ص3نع الق3رار ال تعت3بر ض3رورية للمؤسس3ة فحس3ب ب3ل أنه3ا تعت3بر القلب الن3ابض ال3ذي يبقي
على حياته33ا باعتباره33ا عملي33ة مس33تمرة و متمرك33زة و متغلغل33ة في الوظ33ائف األساس33ية لإلدارة و توج33د في ك33ل ج33زء من
أجزائها .
و اتخ 33اذ الق 33رار م 33ا ه 33و إال االختي 33ار املدرك ملجموع 33ة من الب 33دائل لتحقي 33ق أه 33داف املؤسس 33ة بتوف 33ير املوارد الالزم 33ة
التنفيذه ،وتصنف القرارات 3وفقا لعدة معايير من خالل الوظائف األساسية للمؤسسة ،أهميتها 3أهمي3ة برمجته3ا أو
جدولتها ،أساليب اتخاذها و وفقا للنمط القيادي ملتخذها .
18
19
تمهيد
إن عملية صنع القرارات 3رغم تباين أهميتها و الجهد الذي يقوم به صانعوا 3القرار ,فإنها تتم بصورة غير عفوية
من خالل مرورها بمراحل 3و خطوات .بدء بعملية تشخيص املشكلة 3و التحري عن األسباب الدافعة 3إليها ,ثم
البحث عن الحلول املمكنة و البدائل املتوفرة ،وهناك عدة أساليب التخاذ القرار مع وجود مشاكل و عقبات تعيق
هذه العملية .وستتطرق في هذا الفصل إلى :
مراحل و أساليب اتخاذ القرار
العوامل املؤثرة 3في اتخاذ القرار
مشاكل عملية اتخاذ القرار
املبحث األول :مراحل و أساليب اتخاذ القرار
املطلب األول :مراحل اتخاذ القرار
إن عملية صنع القرارات 3رغم تباين أهميتها و الجهد الذي يقوم به صانعوا 3القرار ،فإنها تتم بصورة غير عفوية
من خالل مرورها بمراحل 3و خطوات واحدة ،بدء بعملية تشخيص املشكلة و التحري عن األسباب الدافعة إليها, 3
ثم البحث عن الحلول املمكنة أي البدائل املتوفرة ثم تقييم هذه البدائل للوصول إلى عملية االختيار من بين هذه
البدائل 3ثم تحويل هذا القرار إلى معمل فعال والعمل 3على متابعته
تحدید و تشخيص املشكلة : .1
تعتبر هذه املرحلة األساس الذي تقوم عليه عملية اتخاذ القرار ,ألن القرار يصدر لعالج مشكلة معينة ولهذا فإن
لهذه املرحلة أهميتها الكبيرة ,فعلی متخذ القرار أن يكتسب الخبرة و الدراية و القدرة على تحديد املشكلة تحديدا
دقيقا ,وليس ذلك باألمر الهين 3و اليسير لذلك يجب االستعانة بأهل الخبرة الفنية أو املتخصصة من داخل
التنظيم أو خارجه إضافة إلى قدرات و خبرة من تقع عليه سلطة اتخاذ القرار و ذلك للكشف عن األسباب
الحقيقية والجذرية و إلى إبراز أمور قد يكون لها تأثير على اختيار البدائل . 3فالتشخيص الخاطئ للمشكلة و
التحري عن أسبابها يؤدي بالتأكيد إلى أخطاء في جميع املراحل 3التالية لها ،إذ ال قيمة ألي عالج مهما كان مكلفا
طاملا بني على خطأ في التشخيص أو على خطأ في تحديد األسباب و هذا ما يؤدي إلى عدم قدرة املؤسسة على تحديد
أهدافها 3كليا أو جزئيا .
مسبقا و أن تكون هناك قيود يتم في ظلها اتخاذ القرار ،و يعتمد تطبيق أسلوب بحوث العمليات في
تحليل املشكلة: 3 .2
بعد التعرف على املشكلة و التحديد السليم لها ,تبدأ في البحث و جمع البيانات واإلحصاءات املتعلقة ثم تحليلها و
دراستها دراسة عميقة مستفيضة فالقرارات ال تتخذ في جهل أو فراغ معلوماتي ,فعلی متخذ القرار أن ينتقي
الحقائق ذات العالقة باملشكلة و عليه أن يتأكد تماما من صحة املعلومات ,كما عليه أن يحدد املعلومات 3اإلضافية
التي تلزمه و كيفية الحصول عليها حتى يتمكن من تقدير درجة الخطر 3التي ينطوي عليها القرار ،
تحديد البدائل : .3
20
بمجرد تشخیص وتحديد املشكلة ,وتحليلها الذي يفصح عن األسباب التي أدت إليها 3نتوصل إلى حصر بدائل
الحل ،فاتخاذ القرار الفعال يتطلب بدائل عديدة لالختيار من بينها ،وعملية االختيار في حد ذاتها ليست باألمر
السهل فهي تتطلب قدرا من اإلبداع و التفكير و املناقشة ،فيجب استبعاد عدة بدائل .کالبديل الذي فشل في حل
مشكلة مشابهة من قبل ,أو البديل املستحيل التطبيق أو البديل الذي سيثير ردود فعل عنيفة لدى العاملين 3في
املؤسسة .
يعد البديل الوسيلة املوجودة أمام متخذ القرار لحل املشكلة القائمة و يشترط في الحل البديل أن يتميز بما يلي :
أن تكون له القدرة على حل املشكلة
أن يكون في حدود املوارد و اإلمكانات 3املتاحة
وجود أحد الشرطين دون اآلخر ينفي عن الحل صفة البديل القابل لالختيار ،
15
تقييم البدائل : .4
و مدى مساهمته في حل املشكلة ,وتتطلب هذه املرحلة جهدا فكريا شاقا ألن املزايا 3و العيوب ال تظهر بصورة
واضحة عند الدراسة و لكنها تظهر فعال عند التطبيق في املستقبل فتستلزم التنبؤ بها .البد من مراعاة عدة
اعتبارات أثناء تقييم البدائل: 3
إمكانية تنفيذ البديل و مدى توفر اإلمكانيات 3املادية والبشرية الالزمة لتنفيذه .1
تكاليف 3تنفيذ البديل ومدى الكفاية التي يحققها من حيث السرعة و اإلتقان . .2
أثار تنفيذ البديل على العمل 3داخل املنظمة 3وخارجها في املجتمع ككل . .3
األثار النفسية و االجتماعية للبديل ,أي مدى انعكاساته 3على أفراد التنظيم ,ومدى قوة أو اهتزاز .4
العالقات التي يمسها خاصة إذا كان البديل يهم مصالح الجمهور .
مناسبة الوقت و الظروف لتبني هذا البديل . .5
استجابة املرؤوس للبديل . .6
الزمن الذي يستغرقه تنفيذ البديل ، .7
إن النجاح في تقييم البدائل 3أمر يتوقف على مدى صدق و حداثة البيانات التي يجب أن يحاط بها وعلى مدى
وصول هذه املعلومات في الوقت املناسب ،ومن الجدير باملالحظة أن عملية تقييم البدائل تتسم باملنطق و
املعقولية و يتوقف حسن التقييم على اتخاذ القرار الرشید،
االختيار بين البدائل ) اختيار أفضل حل (: .5
تمثل هذه املرحلة أشق و أصعب املراحل 3التي يمر بها متخذ القرار ,فبعد أن يتم تقييم البدائل يبقى .6
القيام بعملية التفضيل و االختيار بينها و يتم ذلك بمقارنة البدائل بعد تقييمها تم اختيار البديل األفضل
و األحسن و ذلك يتطلب خبرة و دراسة علمية ,ويتوقف االختيار السليم على توفر عناصر معينة ملتخذ
القرار مثل الكفاءة و قوة شخصيته وقدرته على التصرف السليم وحالته النفسية وقت االختيار هذا
فضال عن نوعية الظروف التي تحكم إدارة املؤسسة كما يتوقف أيضا على الظروف املحيطة بالعمل 3و
21
مدى الضغوط الداخلية 3و الخارجية التي تمارس على متخذ القرار تحويل القرار إلى عمل فعال و متابعته
:
بعد التوصل إلى اختيار البديل املناسب للحل ,تنتهي العملية 3بوضع القرار موضع التنفيذ أي بتحويله إلى عمل
فعال ) يعني ببساطة تنفيذ األفعال املتضمنة في البديل املختار ( عن طريق تعاون اآلخرين ,فعلى متخذ القرار
إبالغ املعنيين بالتنفيذ ما عليهم القيام به و تحفيزهم على ذلك ،فعملية تنفيذ الحل املختار تستلزم توقع التغيرات3
املحتملى حدوثها في سلوك و تصرفات القائمين بالتنفيذ إذ البد من العمل 3على تحفيزهم و ترغيبهم بأفضل
الوسائل 3و دفعهم للعمل 3و جعلهم يؤمنون بأن القرار املتخذ هو قرارهم و ذلك من خالل مشاركتهم في عملية
اتخاذه خاصة في مرحلة تحديد البدائل و تقييمها و اختيار أنسبها مما يسهل من تنفيذ أحسن الظروف.
نظرا 3لتعدد العوامل و املتغيرات التي تحيط بعملية اتخاذ القرار و التي تجعله في تغير مستمر يجب متابعته و
مراقبة التنفيذ للتأكد من سالمته وقدرته على تحقيق األهداف ،فمن خالل عملية املراقبة 3املستمرة 3يمكن التعرف
على القصور و العقبات التي تنشأ خالل التنفيذ و بالتالي نستطيع تعديل القرار و اتخاذ إجراءات إضافية لتنفيذه .
املطلب الثاني :أساليب اتخاذ القرار
يمكن تقسيم أساليب املفاضلة بين البدائل أو بمعنى آخر أساليب اتخاذ القرارات إلى مجموعتين ،األولى تشمل
األساليب التقليدية و الثانية األساليب الحديثة أو كما يطلق عليها البعض األساليب الكمية و سنتناول فيما يلي
بعض هذه األساليب
األساليب التقليدية :يقصد باألساليب التقليدية تلك التي ال تتبع خطوات املنهج العلمي في عملية اتخاذ .1
القرارات 3وغالبا ما تعتمد على الخبرة السابقة و التقديرات 3الشخصية ,و تعود جذور هذه األساليب إلى
اإلدارات القديمة
الخبرة : Experienceيمر املدير أثناء تأديته ملهامه اإلدارية بالعديد من التجارب التي من شأنها أن تكون .1
بمثابة دروس تكسبه املزيد من الخبرة التي تساعده في اتخاذ القرارات ،كما أنه يمكن أن يستفيد من
خبرة زمالئه املديرين أو حتى املدراء املتقاعدين ,لكن هذا األسلوب ال يخلو من املخاطر فقد يكون حل
املشكالت الجديدة مختلف عن حل املشكالت القديمة ،و في هذه الحالة من غير املناسب تطبيق دروس و
تجارب املاضي على الحاضر 3حيث أنه من املستبعد أن تتطابق املواقف 3املستقبلية تطابقا كامال مع مواقف
مسابقة ,لذا فاملدير الناجح هو الذي يمكنه تدعيم خبرته السابقة بدراسة البيانات و املعلومات املتعلقة
باملوقف الجديد قبل اتخاذ القرار
إجراء التجارب : Experimentation .2
بدأ تطبيق أسلوب إجراء التجارب في مجاالت البحث العلمي ,ثم انتقل تطبيقه إلى اإلدارة وتحديدا مجال اتخاذ
القرارات 3و ذلك بأن يتولى متخذ القرار إجراء التجارب آخذا بعين االعتبار جميع االحتماالت املرتبطة باملشكلة
محل القرار ،ومن خالل هذه التجارب يقوم باختيار البديل األنسب .
ومن مزايا هذا األسلوب أنه يساعد املدير متخذ القرار على اختيار أحد البدائل املتاحة و ذلك بعد إجراء تجارب
على كل منها و إجراء تغييرات أو تعديالت على أفضل بديل بناء على التغيرات 3التي تكشف عنها التجارب و بالتالي
22
هذا األسلوب يمنح الفرصة للمدراء للتعلم من األخطاء السابقة و محاولة تجنبها مستقبال ,و لكن يجب اإلشارة
إلى أن هذا األسلوب عالى التكاليف كما أنه يستغرق وقت طويل ,فإجراء تجارب على كل منها و إجراء تغييرات 3او
تعديالت 3على افضل بديل بناء على التغيرات التي تكشف عنها التجارب و بالتالي هذا األسلوب يمنح الفرصة
للمدراء للتعلم من األخطاء السابقة و محاولة تجنبها مستقبال ,و لكن يجب اإلشارة إلى أن هذا األسلوب عالي
التكاليف كما أنه يستغرق وقت طويل ,فإجراء التجارب تحتاج إلى معدات و آالت وید عاملة .و لعله من
الضروري أن نشير إلى أنه يمكن الجمع بين الخبرة و التجربة و مثال ذلك أنه إذا أرادت شركة ما انتاج سلعة
جديدة ,فقد تحتاج إلى خبرة الشركات األخرى املنتجة لسلعة مماثلة ثم تجري تجارب على ضوء هذه الخبرات
لتتمكن من اختيار البديل األفضل .
البديهة و الحكم الشخصي : Intuition .3
يعني هذا األسلوب استخدام املدير حكمه الشخصي و اعتماده على سرعة البديهة في إدراك العناصر 3الرئيسية
الهامة للمواقف 3واملشكالت التي تعرض لها .و التقدير السليم ألبعادها ,وفي فحص و تحلیل و تقييم البيانات 3و
16
املعلومات 3املتاحة و الفهم العميق و الشامل لكل التفاصيل الخاصة بها .
ولكن يؤخذ على هذا األسلوب أنه نابع من شخصية املدير واتجاهاته النفسية و االجتماعية و هذه سمات غير
ثابئة و لكن يمكن أن يكون هذا األسلوب مجديا في اتخاذ القرارات 3غير اإلستراتيجية أو قرارات موقفية ال تحتمل
التأجيل وهنا تظهر 3كفاءة املدير ومدى قدرته على تحمل املسؤولية .
دراسة األراء و االقتراحات 3و تحلیلها : .4
يتمثل هذا األسلوب في دراسة املدير اآلراء واالقتراحات التي يقدمها املستشارون و املتخصصون لحل مشكلة ما و
تحليلها الختيار البديل األفضل .و من مزايا هذا األسلوب أنه أقل تكلفة ,كما أنه ال يستغرق وقتا و جهدا
كبيرين ،يتضح من خالل العرض السابق أن األساليب التقليدية التخاذ القرارات تعتمد على أسس و معايير نابعة
من شخصية املدير و قدراته و معارفه .وأن هذه األساليب استطاعت أن تحقق قدرا من النجاح في ظل ظروف و
مواقف معينة ،
األساليب العلمية :إن التطورات التي شهدتها اإلدارة في مطلع القرن العشرين أثبتت عدم صالحية .2
األساليب التقليدية في مواكبة هذا التطور و تطلب ذلك اللجوء إلى استخدام أساليب علمية تساعد
املديرين على مواجهة املشاكل اإلدارية و تحلیل و تقييم البدائل املتوفرة ومن تم اختيار البديل املالئم 3و
تتميز هذه األساليب بأنها تقلل من أثر التحيز الناجم عن األحكام الشخصية إلى حد كبي وتمتاز أيضا
باملوضوعية و سنعرض فيما يلي أهم هذه األساليب :
بحوث العمليات: 3 )1
16
نواف کنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص185
23
تعني بحوث العمليات 3عند میلر وستار " تطبيق الوسائل 3و الطرق و الفنون العلمية لحل املشكالت التي تواجه
املديرين بشكل يضمن تحقيق أفضل النتائج " ،كما عرفها واجنر " :بأنها مدخل علمي لحل املشكالت اإلدارية في
17
املواقف 3املعقدة ,وأن محورها األساسي هو اتخاذ القرارات "]1[ .
يتضح من خالل هذه التعاريف 3أنه البد من وجود عناصر محددة إلجراء بحوث العمليات و تتمثل في :ضرورة
وجود أكثر من بديل لحل هذه املشكلة 3و أن تحدد األهداف التي يرغب في تحقيقها مسبقا و أن تكون هناك قيود
يتم في ظلها اتخاذ القرار .و يعتمد تطبيق أسلوب 3بحوث العمليات في مجال اتخاذ القرار على استخدام ما توصل
إليه في العلوم االجتماعية كما يتم التركيز على االستفادة من اإلحصاء و الرياضيات 3و األساليب األخرى في بناء
النماذج
و تستطيع بحوث العمليات 3أن تمكن املديرين من اتخاذ القرارات 3على أفضل وجه و ذلك من خالل إعطائها وصفا
دقيقا للمشاكل و تحديدها للبيانات الالزمة للتعرف على أفضل الحلول ,كما أنها تحدد التكلفة و العائد من کل
بديل
لكن من أهم ما يؤخذ على هذه الطريقة تبسيطها للمشكلة 3محل القرار من خالل صياغتها في نموذج رياضي ,كما
أنها تركز على العوامل التي يمكن قياسها كميا فقط ,باإلضافة إلى ضرورة إملام املديرين بالنماذج الرياضية ,ولكن
كل هذا ال يلغي دور هذا األسلوب في ترشيد لقرارات .
نظرية االحتماالت : )2
نادرا ما يتخذ املديرون قراراتهم في ظل ظروف التأكد حيث أن البيانات 3واملعلومات الالزمة لحل مشاكلهم غير
متوفرة بشكل كبير لذا فهم ملزمون باتخاذ القرارات 3في ظل هذه الظروف ,وفي الواقع 3أن هذا الوضع هو األكثر
وجودا ويسمى بالوضع االحتمالي لذا ظهرت بعض املحاوالت التي تستهدف تطبيق نظرية االحتماالت في مجال
اتخاذ القرارات املتساعد متخذي القرارات في تحديد درجة احتمال حدوث أحداث معينة تؤثر في تنفيذ القرار أو
في تحقيق النتائج 3املطلوبة ومن أهم املعايير التي يمكن استخدامها لقياس االحتماالت ما يعتقده متخذ القرار
باإلستناد على خبرته و ممارسته السابقة وهذا ما يعرف باالحتمال الشخصي ,أما املعيار الثاني فهواالحتمال
املوضوعي و الذي يتحدد عن طريق إجراء تجارب و من خالل النتائج املتوصل إليها 3يتم تحديد نسبة وقوع
الحدث ،كما قد يتم حساب االحتمال على أساس معدل تكرار الحدث في األجل الطويل و هذا ما يطلق عليه
اإلحتمال التكراري ،لكن هذه الطريقة كغيرها تالقي صعوبات 3في التنفيذ و ذلك نتيجة لعدم توفر البيانات و
املعلومات 3الدقيقة التي تساعد متخذ القرار على تقدير االحتماالت ،كما أن التطور الذي تشهده املؤسسات اليوم
و تعقد مهامها و مشاكلها اإلدارية يعتبر عقبة هي سلسلة من في عملية التوقع و تحديد درجة االحتمال .
شجرة القرارات : )3
عبارة عن شكل بياني يساعد في تسهيل عملية املفاضلة بين البدائل ،تفترض هذه الطريقة أن هناك التأثيرات تؤثر
في عملية اتخاذ القرار ،بمعنى أن اتخاذ أي قرار في نظام فرعي ينتج تأثيرا يكون له ردود فعل تنتشر في سلسلة
متعاقبة في النظام و بيئته ،ويركز هذا األسلوب على متابعة القرار منذ لحظة البدء و حتى اتخاذه بشكل نهائي
24
ويستعمل املفاضلة بين عدة مشاريع ،كما يتميز هذا األسلوب أيضا بكونه يتعامل مع الحاالت واملشاكل اإلدارية
التي تتضمن معلومات كثيرة ومتداخلة ومن خالل متابعة املسارات يمكن توجيه املعلومات التي تضمن اتخاذ
القرار الكفء .تطبيق هذا األسلوب يتطلب االستعانة بالحاسوب لتحليل البيانات و املعلومات الختيار البديل
الذي يحقق النتائج املطلوبة ،
نظرية املباريات اإلدارية : )4
تنطلق هذه النظرية 3من فكرة أساسية مفادها أن كل مدير يأمل بتعظيم األرباح وتدفئة الخسائر و نفس الشيء
بالنسبة ملنافسه ،لذا فإن املواقف التي يكون فيها متخذ القرار ملزم باملفاضلة بين البدائل 3املتاحة تتم في إطار
املنافسة لقرارات تتخذها شركات أخرى و بالتالي هناك مباراة في اتخاذ القرارات. 3
أدركت منظمات األعمال مؤخرا مدى ما يمكن أن تسهم به هذه الطريقة في الوصول إلى قرارات سليمة ،فقامت
بإعداد برامج خاصة لتدريب املديرين على كيفية استخدامها ،و تقوم هذه البرامج على تقسيم املباراة إلى عدد من
الجوالت يقوم خاللها املتدربون باتخاذ القرارات 3على ضوء البيانات املعطاة ، 3ثم يتم على أساس النتائج املحصل
عليها إعادة دراسة املوقف 3واتخاذ قرار جديد و هكذا تستمر املباراة ،و بذلك يتيح األسلوب الفرصة للمتدربين
ملعرفة العوامل التي تؤثر في اتخاذ القرارات، 3
في األخير يجدر بنا اإلشارة إلى أن ترشيد القرارات 3ال تأتي من خالل استخدام األساليب التقليدية لوحدها
االعتمادها على اعتبارات شخصية ،كما ال تأتي من استخدام األساليب العلمية 3التركيزها على الجوانب الكمية و
إهمالها للجوانب 3السلوكية ،لذلك البد من التكامل بين األسلوبين معا ملواجهة املشاكل التي تزداد تعقدا و التطور
الذي تعرفه اإلدارة
املبحث الثاني :العوامل املؤثرة في اتخاذ القرار و مشاكل عملية اتخاذ القرار.
املطلب األول :العوامل املؤثرة في اتخاذ القرار
بالرغم من أن هناك مراحل محددة يتبعها متخذي القرارات للوصول إلى قرارات سليمة إال أن هناك عوامل
متعددة تؤثر على عملية اتخاذ القرارات في مراحلها املختلفة ،هذه العوامل قد تؤثر على صدور القرار بصورة
صحيحة أو قد تؤدي إلى التأخر في صدوره ،و يمكن أن يلقى املعارضة إما من العاملين لعدم تحقيق هذه القرارات3
لغاياتهم و متطلباتهم أو حتى من الجهاز التنفيذي لتعارضها مع مصالحه و أهدافهم 3و من بين هذه العوامل :
تأثير البيئة الخارجية : .1
إن املؤسسة باعتبارها نظام مفتوح فهي تؤثر و تتأثر بظروف البيئة الخارجية و بالتالي فإن حتى القرار املتخذ
يتأثر بالظروف نفسها ،فالظروف السياسية كالنظام السياسي مثال يفرض قيود على صانعي القرارات حتى تكون
هذه األخيرة منسجمة مع مبادئ هذا النظام كما أن النظام االقتصادي بدوره يؤثر في فعالية القرارات من خالل ما
يوفره من مساعدات و دعم مالي للمؤسسات 3أو منحه المتيازات أخرى ،أضف إلى كل هذا مدى التأثير الكبير
للعوامل التكنولوجية على عملية اتخاذ القرارات اختراع الكمبيوتر الذي يلعب دور هام في تجميع البيانات
وتحليلها مما ساعد على التوصل إلى الحلول املالئمة للمشاكل اإلدارية ،حتى أن بعض علماء اإلدارة تنبؤا بإمكانية
25
إعفاء املديرين من اتخاذ العديد 3من القرارات 3خاصة املتكررة منها ،و يجدر بنا اإلشارة في األخير إلى أن الظروف
االجتماعية من عادات و تقاليد و القيم الدينية 3تؤثر بدورها على عملية اتخاذ القرار ،
تأثير البيئة الداخلية : .2
يتأثر القرار اإلداري بحجم املؤسسة ،مدى نموها ،عدد العاملين 3فيها ،أي أنه يتأثر بكل عوامل البيئة الداخلية
للمؤسسة ،لذلك تعمل هذه األخيرة دائما على التحكم بهذه العوامل لتوفير الجو املالئم لنجاح القرار املتخذ من
خالل تحديد األهداف بدقة وتشجيع العاملين 3على اإلبداع واالبتكار ومن عوامل البيئة الداخلية التي تؤثر على
اتخاذ القرار تلك التي تتعلق بالهيكل 3التنظيمي و طرق االتصال و التنظيم الرسمي و غير الرسمي و طبيعة
العالقات اإلنسانية السائدة وإمكانات األفراد وقدراتهم و مدی تدريبهم و توفر مستلزمات التنفيذ املادية و الفنية
18
و املعنوية
تأثیر متخذ القرار : .3
تتأثر عملية اتخاذ القرار بشكل كبير بشخصية متخذ القرار ،سلوكه ،مركزه االجتماعي و املالي ،وحتی حالته
النفسية عند اتخاذه للقرار ،و تختلف درجة هذا التأثير باختالف املديرين ،درجة خبرتهم و مهاراتهم ،مدى
فهمهم 3لألمور و قدرتهم على التوقع ،درجة تأثرهم بتقاليد البيئة التي يعيشون فيها باإلضافة إلى مدى تأثرهم 3بآراء
مساعديهم ،
تأثیر ظروف القرار و مدى أهميته : .4
يقصد بظروف القرار كل تلك املواقف املحيطة باملشكلة محل القرار ،و مدى شمولية البيانات و دقتها و التي
تجعل القرار يتخذ إما في ظروف التأكد أو عدم التأكد ،فمتخذ القرار في ظل ظروف التأكد يكون على علم بجميع
البدائل 3املمكنة أو النتائج املترتبة عن كل بدیل و بالتالي هذا يسهل عليه تحديد الحل األمثل ،لكن إذا كانت البدائل
و النتائج املرتقبة منها مبنية على أساس افتراضات و احتماالت نتيجة لعدم وجود معلومات دقيقة فإن متخذ
القرار ملزم باتخاذ القرار في ظل هذه الظروف ،كما البد أن نشير إلى أنه كلما زادت أهمية القرارات 3زادت
19
ضرورة الحصول على البيانات و املعلومات 3الدقيقة ،هذه األهمية تتحدد بالعوامل 3األتية :
عدد األفراد الذين يتأثرون بالقرار و درجة هذا التأثير . .1
تأثير القرار من حيث الكلفة و العائد . .2
الوقت الالزم التخاذ القرار. .3
املطلب الثاني :مشاكل عملية اتخاذ القرار.
رغم وجود عوامل إيجابية تساعد متخذي القرارات 3على التوصل إلى القرارات السليمة ،إال أنه باملقابل هناك
مشاكل و عقبات تعيقهم في ذلك ،هذه املشاكل قد تكون إدارية ،بيئية ،أو مشاكل نابعة من وضع القيادات
اإلدارية ،وفيما يلي سنعرض كل نوع من هذه املشاكل :
املشاكل و املعوقات 3االدارية : )1
26
أكدت الدراسات 3العلمية أن القيادات في معظم الدول النامية تمارس مركزية في اتخاذ القرارات 3نتيجة لعدم
رغبتها في تفويض موظفي الدرجة الثانية ،و تبرز مظاهر هذه املركزية في كثرة اإلمضاء ات و ضرورة عرض كل
صغيرة و كبيرة على املدير مما يؤدي إلى بيروقراطية في التسيير بمفهومها العامي ،و قد حاولت الكثير من الدول
القضاء على هذه الظاهرة 3من خالل تغيير القوانين و منح اإلدارات املحلية صالحيات أكثر ،املشاكل اإلدارية التي
تعترض متخذي القرارات نقص املعلومات و عدم دقتها نتيجة عدم تعاون العديد من املؤسسات في تسهيل مهمة
الباحثين أو ادعائهم سريتها " 3ومن هنا تبدو الحاجة ملحة إلى معالجة هادفة املعلومات تؤدي إلى تداولها بطرق
توصلها إلى متخذي القرارات 3التمكينهم 3من اتخاذ قرارات 3أكثر موضوعية مما هي عليه اآلن ،و قد تكون من
الوسائل 3املالئمة لعالج املشاكل و العقبات الخاصة باملعلومات وضع خطط تضمن التطوير اإلداري ،و إقامة نظم
اإلدارة باملعلومات 3و توفير الوسائل التي يمكن بواسطتها 3تزويد املستويات اإلدارية املختلفة باملعلومات 3الصحيحة
من خالل تنظيم عملية جمعها و تخزينها و االستفادة منها و تسهیل انسيابها إلى مراكز اتخاذ القرارات بما تخدم
اتخاذ القرارات الصائبة " ، 20كما أن سوء التخطيط و عدم وضوح األهداف من الظواهر السلبية املنتشرة 3في
مؤسساتنا مما يجعل عملية التنبؤ غير ممكنة و أن تم التخطيط بشكل جيد فإن عدم وجود تنسيق بين أجهزة
التخطيط و أجهزة التنفيذ يصعب من تطبيق القرارات .
املشاكل و املعوقات 3البيئية : )2
إن معظم املشاكل و املعوقات البيئية تحول دون التزام متخذي القرارات باملوضوعية ،فظاهرة 3عدم استقرار
األنظمة السياسية مثال أفقدت التنظيمات اإلدارية استقرارها و خلقت مشاكل اجتماعية و نفسية لصانعي
القرارات 3و ملنفذيه أيضا نتيجة لعدم الشعور بالطمأنينة ، 3كما أن هناك الكثير من الظواهر 3السلبية نابعة من
العادات 3والتقاليد السائدة و التي تنعكس أثارها على عملية اتخاذ القرار ،ومن أهم هذه املظاهر 3التركيب الطبقي و
تفاوت املستويات االقتصادية فإذا كانت القيادات من الطبقة البرجوازية فإنها تسخر الجهاز اإلداري لخدمة
مصالح هذه الطبقة على حساب املواطنين ،باإلضافة إلى الوساطة و مالها من تأثير كبير في تغيير القرارات املتخذة
و من بين املشاكل أيضا عدم مرونة األنظمة 3و اللوائح التي أصبحت تشكل عقبة حقيقية تحد من سلطة متخذ
القرار وتعيق استخدامه لهذه السلطة ملواجهة املواقف 3الخاصة و الطارئة ،و عالج مثل هذه الصعوبات
يستوجب مراعاة املرونة و الدقة عند صياغة أو تعديل اللوائح 3و التركيز على جعلها انعكاسا للواقع 3البيئي الذي
وضعت لخدمته
املشاكل واملعوقات 3النابعة من وضع القيادات اإلدارية : )3
إن من أهم املشاكل واملعوقات 3التي تواجه اإلدارة في عملية اتخاذ القرارات عدم توفر إطارات قيادية كفؤة خاصة
في الدول النامية التي طاملا عانت من هجرة العناصر 3البارزة إلى الخارج مما جعل هذه الدول تلجأ إلى ملء املناصب
القيادية بأشخاص ال يعلمون 3الكثير عما تتطلبه هذه املناصب من مهارات مما يجعلهم يفشلون في مواجهة املشاكل
املعقدة و اتخاذ القرارات 3السليمة لحلها ،أو أن هذه الدول تعمل على اختيار قادة متخصصين إلدارة مشاريع
تتناسب مع تخصصاتهم و هذا االتجاه يلقى تطبيقا واسعا في األجهزة اإلدارية إال أن التطبيقات العلمية أثبتت أن
28
خالصة الفصل:
ب 33الرغم من أن هن 33اك مراح 33ل مح 33ددة يتبعه 33ا متخ 33ذي الق 33رارات للوص 33ول إلى ق 33رارات 3س 33ليمة إال أن هن 33اك عوام 33ل
متع33ددة ت33ؤثر على ه33ذه العملي33ة تتمث33ل في ت33أثير البيئ33ة الخارجي33ة والداخلي33ة كم33ا تت33أثر أيض33ا بشخص33ية متخ33ذ الق33رار و
الظ 33روف املحيط 33ة ب 33القرار كم 33ا تنتهج عملي 33ة اتخ 33اذ الق 33رار مراح 33ل متسلس 33لة التخ 33اذ الق 33رار األنس 33ب و املتمثل 33ة في
تش 33خيص املش 33كلة البحث عن الب 33دائل املت 33وفرة و تقييمه 33ا للوص 33ول إلى اختي 33ار الب 33ديل املناس 33ب ،ويمكن التمي 33يز بين
أس33 3لوبين 3لعملي3 3ة 3اتخ33 3اذ الق33 3رار األس33 3لوب التقلي33 3دي ال33 3ذي يعتم33 3د على الخ33 3برة وإج33 3راء التج33 3ارب و البديه33 3ة و الحكم
الشخصي و دراس33ة األراء و االقتراح33ات و تحليله33ا ،أم33ا األس33لوب الث33اني فيعت33بر أك33ثر علمي33ة حيث يعتم33د على بح3وث
العمليات ،نظرية االحتماالت ،شجرة القرارات و نظرية املباريات اإلدارية .
29
خاتمة:
إن عملية اتخاذ القرار و نظرا ألهميتها داخل املؤسسة تحظى باهتمام كبير من طرف املسيرين بسبب الدور
اإلستراتيجي الذي تقوم به و هو توجيه املؤسسة و ترشیدها للوصول إلى األهداف املسطرة ،و لكن هذه
القرارات 3لن تكو من العدم و إنما 3بتوفر مجموعة من العوامل ،و من أهمها 3هو العنصر البشري الذي يلعب الدور
الحاسم في هذه العملية ، 3فالقرار ليس مجرد موقف شاذ يتخذ في لحظة زمنية معينة و إنما يكون و فقة املراحل
و دراسات تقوم بها قبل اتخاذ القرار ،و ذلك انطلقا من تحديد املشكل و ثم دراسته و تحلیله و تحديد البدائل3
املمكن املفاضلة بينها تم اختيار البديل األفضل من بينها و تنفيذ هذا البديل ،و أيضا القرار ليس صنف واحد
فنجد له العديد من األشكال و األصناف منها مثال قرارات 3روتينية و أخرى إستراتجية و وظيفية ..الخ ،و تتعدد
أساليب اتخاذ القرار وذلك حسب نوع القرار في حد ذاته أو نظرا 3لنوع املشكل أو طبيعة نشاط املؤسسة ...الخ
فمن هنا نستنتج أن القرار ليس أمرا سهال وال يستهان به وإنما هو العمود الفقري لكل مؤسسة تريد تحقيق
أهدافا 3و الوصول إلى النتائج املرجوة ،فلهذا نقول في النهاية يجب على املؤسسات ،خاصة في دول العالم الثالث
أن تولي أهمية كبير القرارات 3املتخذة من أجل تطوير و ازدهار مؤسساتها ،باعتبار أن املؤسسة في قلب االقتصاد
و خاصة في ظل الظروف العاملية االقتصادية التي تعيشها.
30
املراجع:
باللغة 3العربية:
عبد الغفار حنفي ،عبد السالم أبو قحف ،تنظيم و إدارة األعمال ،املكتب العربي 3الحديث ، 1993 ، .1
نواف کنعان ،اتخاذ القرارات اإلدارية بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة عمان 1998 ، .2
عبد الغني بسيوني عبد هللا ،أصول علم اإلدارة العامة ،الدار الجامعية اإلسكندرية ،ط 1992 .3
علي شريف .إدارة املنظمات العامة ،الدار الجامعية اإلسكندرية 1987. .4
حسن علي مشرقي .نظرية القرارات 3اإلدارية ) مدخل كمي في اإلدارة ( دار امليسرة عمان -األردن1997 ، .5
د شوقي حسين عبد هللا ،أصول اإلدارة ،دار النهضة العربية القاهرة.1988 ، .6
د /خميس السيد إسماعيل ،السلوك اإلداري ،دار النشر القاهرة.1988 ، .7
سلیمان 3سفیان و مجید الشرع ،املحاسبة اإلدارية (اتخاذ قرارات 3و رقابة) ،دار الشروق للتوزيع و النشر .8
االردن 2002
باللغة 3الفرنسية
1. Jean François Dhénin, Brigitte Fournie. 50 thème d'initiation à l'économie. d'entreprise Edition
Breal, Paris . 1998.p 175
2. CLAUD ROMEAU la pris de decision act de management publi-union 1972.
املذكرات3:
قدور بن نافلة دور بحوث التسويق في اتخاذ القرارات التسويقية ،رسالة ماجستير ،معهد العلوم
االقتصادية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر .2001 / 2000
: 1إبراهيم عبد العزيز شيحا ،مرجع سبق ذكره .ص 353
:1نواف کنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص185
:1نواف کنعان .نفس املرجع أعاله ،ص .191
أحسن علي مشرقي ،مرجع سبق ذكره .ص 30
:1قدور بن نافلة ،مرجع سبق ذكره ،ص34.33
[ ]3نواف کنعان .مرجع سبق ذكره .ص 327
[ ]4نواف کنعان .نفس املرجع السابق ،ص . 342
31