Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫الحمد هلل وحده‪،‬‬ ‫المملكة المغربية‬

‫المحكمة الدستورية‬
‫ملف عدد‪067/21 :‬‬
‫قرار رقم ‪ 118 /21 :‬م‪.‬د‬

‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬

‫المحكمة الدستورية‪،‬‬

‫بعد اطالعها على القانون التنظيمي رقم ‪ 04.21‬بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 27.11‬المتعلق بمجلس النواب كما وقع تغييره وتتميمه‪ ،‬المحال إليها بمقتضى رسالة السيد رئيس‬
‫الحكومة المسجلة باألمانة العامة لهذه المحكمة في ‪ 15‬مارس ‪ ،2021‬وذلك من أجل البت في‬
‫مطابقته للدستور؛‬

‫وبعد االطالع على المالحظات الكتابية التي أدلى بها السيد رئيس مجلس النواب والسيد‬
‫رئيس مجلس المستشارين‪ ،‬وأعضاء بالمجلسين‪ ،‬المسجلة باألمانة العامة المذكورة على التوالي في‬
‫‪ 23‬و‪ 24‬مارس ‪2021‬؛‬

‫وبعد اطالعها على باقي الوثائق المدرجة بالملف؛‬

‫وبناء على الدستور‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬بتــاريخ ‪ 27‬من‬
‫شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪)2011‬؛‬

‫وبناء على القانون التنظيمي رقم ‪ 066.13‬المتعلق بالمحكمة الدستورية‪ ،‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.14.139‬بتاريخ ‪ 16‬من شوال ‪ 13( 1435‬أغسطس ‪)2014‬؛‬

‫وبعد االستماع إلى تقرير العضو المقرر والمداولة طبق القانون؛‬


‫‪2‬‬

‫أوالـ فيما يتعلق باالختصاص‪:‬‬

‫حيث إن الفصل ‪ 132‬من الدستور‪ ،‬ينص في فقرته الثانية على أن القوانين التنظيمية‪،‬‬
‫قبل إصدار األمر بتنفيذها‪ ،‬تحال إلى المحكمة الدستورية لتبت في مطابقتها للدستور‪ ،‬مما تكون‬
‫معه هذه المحكمة مختصة للبت في مطابقة القانون التنظيمي المحال إليها للدستور؛‬

‫ثانيا ـ فيما يتعلق باإلجراءات المتبعة إلقرار القانون التنظيمي‪:‬‬

‫حيث إنه‪ ،‬يبين من االطالع على الوثائق المدرجة بالملف‪ ،‬أن القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 04.21‬بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم ‪ 27.11‬المتعلق بمجلس النواب‪ ،‬كما وقع تغييره‬
‫وتتميمه‪ ،‬ا لمحال إلى المحكمة الدستورية‪ ،‬جرى التداول في مشروعه بالمجلس الوزاري المنعقد‬
‫في ‪ 11‬فبراير ‪ ،2021‬طبقا ألحكام الفصل ‪ 49‬من الدستور‪ ،‬وتم إيداعه باألسبقية من لدن السيد‬
‫رئيس الحكومة لدى مكتب مجلس النواب في ‪ 17‬فبراير ‪ ،2021‬وأن هذا المجلس لم يشرع في‬
‫التداول فيه إال بعد مرور عشرة أيام من إيداعه لدى مكتبه‪ ،‬ووافق عليه باألغلبية في جلسته العامة‬
‫المنعقدة في ‪ 5‬مارس ‪ ،2021‬كما تداول في شأنه مجلس المستشارين‪ ،‬وصادق عليه باألغلبية في‬
‫جلسته العامة في ‪ 12‬مارس ‪ ،2021‬والكل وفقا ألحكام الفصلين ‪ 84‬و‪ 85‬من الدستور؛‬

‫ثالثا ـ فيما يتعلق بالموضوع‪:‬‬

‫حيث إن الدستور يسند‪ ،‬في الفقرة الثانية من فصله ‪ ،62‬إلى قانون تنظيمي‪ ،‬تحديد عدد‬
‫أعضاء مجلس النواب‪ ،‬ونظام انتخابهم‪ ،‬ومبادئ التقسيم االنتخابي‪ ،‬وشروط القابلية لالنتخاب‪،‬‬
‫وحاالت التنافي‪ ،‬وقواعد الحد من الجمع بين االنتدابات‪ ،‬ونظام المنازعات االنتخابية؛‬

‫وحيث إن القانون التنظيمي رقم ‪ ،04.21‬المعروض على نظر المحكمة الدستورية‪ ،‬القاضي‬
‫بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم ‪ 27.11‬المتعلق بمجلس النواب‪ ،‬يتكون من مواد ثالث‪:‬‬

‫‪ -‬األولى‪ ،‬تغير وتتمم أحكام المواد األولى و‪ 5‬و‪( 12‬الفقرتان األولى والثانية) و‪13‬‬
‫(الفقرة الثانية) و‪( 22‬الفقرة األولى) و‪ 23‬و‪( 24‬فقرة سابعة مضافة) و‪ 43‬و‪( 50‬الفقرتان األولى‬
‫والثانية) و‪( 71‬الفقرة الثانية) و‪( 77‬الفقرة األولى‪-‬البند الخامس) و‪( 78‬الفقرات الرابعة والخامسة‬
‫والسادسة) و‪ 79‬و‪ 80‬و‪( 83‬الفقرة الثالثة) و‪ 84‬و‪ 85‬و‪( 86‬الفقرتان الثانية والثالثة) و‪ 87‬و‪88‬‬
‫(الفقرتان األولى والثانية) و‪ 91‬و‪ 93‬و‪ 94‬و‪ 95‬و‪ 96‬من القانون التنظيمي المذكور‪،‬‬

‫‪ -‬الثانية‪ ،‬تتمم القانون التنظيمي المذكور‪ ،‬بالمادة ‪ 12‬المكررة‪،‬‬

‫‪ -‬الثالثة‪ ،‬تنص على مقتضى يتعلق باالنتقال من "الدائرة االنتخابية الوطنية" إلى‬
‫"الدوائر االنتخابية الجهوية"؛‬

‫وحيث إنه‪ ،‬يبين من فحص هذه التعديالت أنها تكتسي صبغة قانون تنظيمي‪ ،‬وفقا‬
‫ألحكام الفصل ‪ 62‬من الدستور‪ ،‬وأنه ليس فيها ما يخالف الدستور‪ ،‬حسب مايلي‪:‬‬

‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪3‬‬

‫في شأن المادة األولى‪:‬‬


‫‪ -‬فيما يخص المواد األولى )الفقرة الثالثة ) والخامسة (الفقرة الثانية) و‪( 23‬الفقرة‬
‫الثانية)‪:‬‬
‫حيث إن المواد المذكورة‪ ،‬تنص‪ ،‬بالتتابع‪ ،‬على أنه‪" :‬يتألف مجلس النواب من‬
‫‪............‬‬
‫‪ 90 -‬عضوا ينتخبون على صعيد الدوائر االنتخابية الجهوية وفق التوزيع المبين في‬
‫الجدول أدناه ‪ ،"...‬وعلى أنه‪" :‬ال يؤهل للترشح للعضوية في مجلس النواب برسم الدوائر‬
‫االنتخابية الجهوية كل شخص سبق انتخابه عضوا في المجلس المذكور برسم دائرة انتخابية‬
‫جهوية"‪ ،‬وعلى أنه‪" :‬يجب أن تشتمل كل الئحة ترشيح مقدمة برسم الدوائر االنتخابية الجهوية‬
‫على أسماء مترشحات ال يقل عددهن عن ثلثي عدد المقاعد الواجب ملؤها في كل دائرة انتخابية‬
‫جهوية‪ .‬وتخصص المرتبتان األولى والثانية في كل الئحة ترشيح حصريا للنساء‪ ،‬وال يحول ذلك‬
‫دون حقهن في الترشح برسم المقاعد المحددة للدوائر االنتخابية المحلية‪ .‬ويشترط أيضا للترشح‬
‫برسم الدوائر االنتخابية الجهوية التسجيل في اللوائح االنتخابية العامة إلحدى الجماعات الواقعة في‬
‫النفوذ الترابي للجهة المعنية بالترشيح‪".‬؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬يستفاد من الفصل ‪ 17‬من الدستور‪ ،‬إمكانية إحداث "الدوائر االنتخابية‬
‫المحلية والجهوية والوطنية"؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بمقتضى ذلك‪ ،‬فإن المشرع تحقيقا لغايات دستورية مقررة‪ ،‬تهدف إلى‬
‫ضمان فعلية المساواة بين الرجال والنساء‪ ،‬ال سيما في التمتع بالحقوق السياسية (الفقرة األولى من‬
‫الفصل ‪ ،) 19‬وتشجيع تكافؤ الفرص بين النساء والرجال في الولوج إلى الوظائف االنتخابية (الفقرة‬
‫األولى من الفصل ‪ ،) 30‬ارتأى تغيير التدبير التشريعي المتبع للوصول إلى الغايات المشار إليها‪،‬‬
‫عبر إحداث دوائر جهوية‪ ،‬بدال عن الدائرة الوطنية المعتمدة قبال؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬من جهة أولى‪ ،‬فإن الدوائر االنتخابية الجهوية المحدثة‪ ،‬التي وزعت‬
‫المقاعد التسعين المخصصة لها‪ ،‬وفق الجدول المضمن في المادة األولى من القانون التنظيمي‬
‫المعروض‪ ،‬تترشح فيها لوائح تتضمن أسماء مترشحات ال يقل عددهن عن ثلثي عدد المقاعد‬
‫الواجب ملؤها في كل دائرة انتخابية جهوية‪ ،‬مع تخصيص المرتبتين األولى والثانية في كل الئحة‬
‫ترشيح حصريا للنساء‪ ،‬واشتراط تسجيل المترشحين بها‪ ،‬في اللوائح االنتخابية العامة إلحدى‬
‫الجماعات الواقعة في النفوذ الترابي للجهة المعنية بالترشيح؛‬
‫وحيث إن اختيار تدبير تشريعي معين والمفاضلة بين تدابير عدة ممكنة‪ ،‬تحقيقا لغايات‬
‫دستورية أو لكفالة الطابع الفعلي للحقوق والحريات المنصوص عليها دستوريا‪ ،‬أمر يستقل‬
‫المشرع بتقديره‪ ،‬طالما أن ذلك ال يخالف أحكام الدستور؛‬
‫وحيث إن اعتماد آلية الدوائر االنتخابية الجهوية‪ ،‬بديال آللية الدائرة االنتخابية الوطنية‪،‬‬
‫لمواصلة السعي لبلوغ األهداف المقررة دستوريا ليس فيه‪ ،‬ما يخالف الدستور؛‬
‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪4‬‬

‫وحيث إنه‪ ،‬من جهة ثانية‪ ،‬فإن التدبير المتخذ من قبل المشرع‪ ،‬بسنه دوائر انتخابية‬
‫جهوية‪ ،‬خصص ثلثي عدد مقاعدها لترشيحات نسائية‪ ،‬مع حفظ المرتبتين األولى والثانية في كل‬
‫الئحة ترشيح‪ ،‬لإلناث دون الذكور‪ ،‬يخدم الغايات الدستورية المشار إليها‪ ،‬ويتضمن تمييزا إيجابيا‬
‫لفائدة النساء‪ ،‬يبرره واجب النهوض بتمثيليتهن‪ ،‬في أفق تحقيق المناصفة بين الرجال والنساء‪ ،‬وهو‬
‫الهدف المقرر بمقتضى أحكام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 19‬من الدستور‪ ،‬مما يقتضي أن يبقى هذا‬
‫التدبير‪ ،‬في حدود االستثناء من النظام االنتخابي العام ‪ ،‬وأال يتسم بصبغة الديمومة‪ ،‬وأن يحاط‬
‫بضوابط كفيلة لتحقيق األثر المتوخى منه‪ ،‬وأال يتجاوز في ذلك حدود الضرورة‪ ،‬وأال يتخلف‪ ،‬من‬
‫حيث أهدافه‪ ،‬عما سبق أن سنه المشرع من تدابير‪ ،‬سعيا متواصال إلى تحقيق مبدإ المناصفة‬
‫المشار إليه‪ ،‬وعمال بمبدإ تطابق القواعد القانونية المتخذة مع الهدف المتوخى منها؛‬
‫وحيث إن المشرع‪ ،‬بتخصيصه تسعين مقعدا فقط من أصل ‪ 395‬مقعدا المشكلة لعدد‬
‫أعضاء مجلس النواب‪ ،‬للوائح ترشيح جهوية‪ ،‬وفق الضوابط المشار إليها سلفا‪ ،‬يجعل هذه الوسيلة‬
‫متناسبة مع الغاية الدستورية المراد بلوغها‪ ،‬وال يترتب عنها‪ ،‬في هذه الحدود‪ ،‬انتقاص من حقوق‬
‫الترشيح واالنتخاب المخولة لسائر المواطنات والمواطنين على قدم المساواة؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬من جهة ثالثة‪ ،‬فإن اشتراط التسجيل في اللوائح االنتخابية العامة‪ ،‬بإحدى‬
‫الجماعات الواقعة في النفوذ الترابي للجهة المعنية بالترشيح‪ ،‬يبرره‪ ،‬فضال عن تالزم ممارسة‬
‫الحقوق بأداء الواجبات (تصدير الدستور‪ ،‬والفصل ‪ 37‬منه)‪ ،‬البعد الجهوي لهذه الدوائر‪ ،‬وغاية‬
‫ضمان تمثيل كل جهة من جهات المملكة‪ ،‬باعتبار أن الجهة تشكل المجال الترابي للدائرة االنتخابية‬
‫الجهوية المعنية؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬من جهة رابعة‪ ،‬فإن ترتيب عدم األهلية على ترشح كل شخص‪ ،‬سبق‬
‫انتخابه عضوا بمجلس النواب برسم دائرة انتخابية جهوية‪ ،‬يستقيم مع طابعها االستثنائي‪ ،‬وينسجم‬
‫مع مبدإ التداول على المقاعد المخصصة لها‪ ،‬توسيعا للتمثيل السياسي للنساء‪ ،‬وتوفيرا لسبل‬
‫تمكينهن من التمرس بالحياة البرلمانية قصد إنماء قدراتهن على االنخراط بنجاح في النظام‬
‫االنتخابي العام؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما سبق‪ ،‬فإن المواد األولى )الفقرة الثالثة) والخامسة (الفقرة‬
‫الثانية) و‪( 23‬الفقرة الثانية)‪ ،‬ليس فيها ما يخالف الدستور؛‬

‫‪ -‬فيما يخص المواد ‪( 12‬الفقرتان األولى والثانية) و‪ 94‬و‪ 95‬و‪( 96‬الفقرات األولى‬
‫والثالثة والسابعة)‬

‫حيث إن المواد ‪ 94‬و‪ 95‬و‪ 96‬من القانون التنظيمي المعروض‪ ،‬تنص بالتتابع‪ ،‬وبصفة‬
‫خاصة‪ ،‬على أنه‪ " :‬يجب على وكيل ‪....‬مترشح‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬أن يعد حساب حملته االنتخابية‬
‫وفق نموذج يحدد بنص تنظيمي‪ .‬ويتكون الحساب المذكور من بيان مفصل لمصادر تمويل حملته‬
‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪5‬‬

‫االنتخابية وجرد لمصاريفه االنتخابية‪ .‬ويجب أن يرفق هذا الجرد بالوثائق المثبتة للمصاريف‬
‫المذكورة"‪ ،‬وعلى أنه‪" :‬يجب على وكيل كل الئحة ترشيح أو كل مترشح‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬أن يودع‬
‫داخل أجل ستين يوما‪...‬حساب حملته االنتخابية‪ ،"...‬وعلى أنه‪" :‬يوجه وزير الداخلية إلى الرئيس‬
‫األول للمجلس األعلى للحسابات قائمة المترشحين برسم االنتخابات التشريعية العامة أو الجزئية‪،‬‬
‫مع بيان أسماء المترشحين المنتخبين والمترشحين غير المنتخبين‪...‬يقوم الرئيس األول للمجلس‬
‫األعلى للحسابات بإعذار وكيل كل الئحة ترشيح أو كل مترشح معني‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬قصد اإلدالء‬
‫بالوثائق المطلوبة داخل أجل ستين يوما ابتداء من تاريخ اإلعذار‪...‬يترتب على تخلف وكيل كل‬
‫الئحة ترشيح أو كل مترشح‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬عن إيداع حساب حملته االنتخابية حسب اآلجال‬
‫والكيفيات المنصوص عليها في هذا القانون التنظيمي عدم أهليته لالنتخابات التشريعية العامة‬
‫والجزئية واالنتخابات العامة والجزئية لمجالس الجماعات الترابية والغرف المهنية طيلة مدتين‬
‫انتدابيتين متتاليتين ابتداء من تاريخ صدور تقرير المجلس األعلى للحسابات المشار إليه أعاله‪،‬‬
‫وذلك دون اإلخالل باتخاذ اإلجراءات والمتابعات المقررة في المقتضيات الجاري بها العمل فيما‬
‫يتعلق بالمبالغ التي قام الحزب السياسي الذي ترشح باسمه بتحويلها لفائدته والتي يعود مصدرها‬
‫إلى المساهمة التي تلقاها الحزب المذكور من الدولة لتمويل حملته االنتخابية"؛‬
‫وحيث إن هذه األحكام‪ ،‬أدخلت تعديالت على القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب‬
‫الساري‪ ،‬همت تحديد أجل ستين يوما إليداع حساب الحملة االنتخابية‪ ،‬ولإلدالء بالوثائق المطلوبة‬
‫في أعقاب إعذار وكيل الئحة ترشيح أو كل مترشح معني‪ ،‬من قبل الرئيس األول للمجلس األعلى‬
‫للحسابات‪ ،‬وكذا التنصيص على عقوبة عدم األهلية لالنتخابات التشريعية العامة والجزئية‬
‫واالنتخابات العامة والجزئية لمجالس الجماعات الترابية والغرف المهنية طيلة مدتين انتدابيتين‬
‫متتاليتين ابتداء من تاريخ صدور تقرير المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬وهي عقوبة أصلية‪ ،‬بالنسبة‬
‫للمترشحين‪ ،‬غير المعلن عن انتخابهم‪ ،‬الذين تخلفوا عن إيداع حساب حملتهم االنتخابية‪ ،‬وإضافية‬
‫بالنسبة للمنتخبين أعضاء بمجلس النواب‪ ،‬عالوة على عقوبة التجريد من العضوية الواردة في‬
‫المادة ‪ 12‬من اإلحالة؛‬
‫وحيث إن تحديد أجل ستين يوما‪ ،‬في حالتي اإليداع األولي أو لإلدالء بالوثائق‬
‫المطلوبة بعد اإلعذار‪ ،‬يندرج في تحديد أجل معقول‪ ،‬غايته تخويل المترشحين أجال معلوما كافيا‬
‫لبيان مصادر تمويل حمالتهم االنتخابية‪ ،‬وجردا لمصاريفهم االنتخابية أو الستدراك ما لم يتم‬
‫اإلدالء به من وثائق ابتداء من تاريخ اإلعذار‪ ،‬كما أن تحديد هذا األجل سيسمح‪ ،‬بعد انصرامه‪،‬‬
‫للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬بمباشرة مهامه في التحقق من مصادر تمويل الحمالت االنتخابية‬
‫وتبرير مصاريفها‪ ،‬والوثائق المثبتة لذلك‪ ،‬ومدى التقيد بالسقف المحدد للمصاريف االنتخابية؛‬
‫وحيث إن المهام الموكولة للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬بمقتضى المادتين المذكورتين‪،‬‬
‫تندرج ضمن المهمة التي أناطها به الدستور‪ ،‬طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 147‬منه‪ ،‬والمتمثلة‬
‫في فحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية؛‬

‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪6‬‬

‫وحيث إن الفقرتين األولى والثانية من المادة ‪ ،12‬من القانون التنظيمي المعروض‪،‬‬


‫تنصان على أنه‪" :‬يجرد من العضوية في مجلس النواب كل نائب تخلف عن إيداع حساب حملته‬
‫االنتخابية داخل األجل المحدد في المادة ‪ 95‬من هذا القانون التنظيمي‪ ،‬أو لم يبين مصادر تمويل‬
‫حملته االنتخابية أو لم يبرر مصاريفه االنتخابية أو لم يرفق جرد هذه المصاريف بالوثائق المثبتة‬
‫ولم يستجب لإلعذار الموجه إليه في شأنه ا من قبل الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات عمال‬
‫بأحكام المادة ‪ 96‬من هذا القانون التنظيمي‪.‬‬
‫يجرد من العضوية في مجلس النواب كل نائب تجاوز السقف المحدد للمصاريف‬
‫االنتخابية المشار إليه في المادة ‪ 93‬من هذا القانون التنظيمي‪".‬؛‬
‫وحيث إن ترابط جزاء التجريد‪ ،‬بعقوبة عدم األهلية للترشح لمختلف االنتخابات طيلة‬
‫مدتين انتدابيتين متتالي تين‪ ،‬يقتضي‪ ،‬بالنسبة ألعضاء مجلس النواب‪ ،‬الواردة أسماؤهم في التقرير‬
‫المعد من قبل الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬أال يتم التصريح بالعقوبة المذكورة‪،‬‬
‫بالنسبة للمعنيين بها‪ ،‬إال كنتيجة إلعالن المحكمة الدستورية عن تجريدهم من العضوية بناء على‬
‫إحالة األمر إليها‪ ،‬على النحو المقرر في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 27.11‬المتعلق بمجلس النواب؛‬
‫وحيث إن الدستور ينص‪ ،‬في الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 11‬منه‪ ،‬على أنه‪" :‬كل‬
‫شخص خالف المقتضيات والقواعد المتعلقة بنزاهة وصدق وشفافية العمليات االنتخابية‪ ،‬يعاقب‬
‫على ذلك بمقتضى القانون"؛‬
‫وحيث إن إضافة عقوبة المنع من الترشح إلى عقوبة التجريد‪ ،‬بالنسبة للمترشحين‬
‫المنتخبين‪ ،‬الذين تخلفوا عن إيداع حسابات حمالتهم االنتخابية داخل األجل المحدد أو لم يبينوا‬
‫مصادر تمويل حمالتهم أو لم يبرروا مصاريف حملتهم االنتخابية أو لم يرفقوا جرد المصاريف‬
‫بالوثائق المثبتة‪ ،‬سواء داخل األجل أو بعد انصرام األجل بعد إعذارهم‪ ،‬يخدم غاية نزاهة‬
‫االنتخابات وشفافيتها وتكافؤ الفرص بين المترشحين‪ ،‬ويهدف إلى صون المال العام‪ ،‬وإلى تفعيل‬
‫مبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة من خالل التحقق من مدى صرف الدعم العمومي في األوجه‬
‫المحددة له قانونا؛‬
‫وحيث إن جزاء عدم األهلية للترشح‪ ،‬المقرر بموجب أحكام القانون التنظيمي‬
‫المعروض‪ ،‬على المترشحين‪ ،‬بصرف النظر عن انتخابهم‪ ،‬ينصرف إلى مخالفة تهم التمويل‬
‫االنتخابي‪ ،‬وشفافية المصاريف االنتخابية وإيداع حسابات الحمالت االنتخابية‪ ،‬وهو ما ال يسوغ‬
‫معه أن يقتصر الجزاء على االنتخابات التي ارتكبت المخالفة بمناسبتها‪ ،‬ويبرر في اآلن ذاته‪،‬‬
‫امتداد المنع من الترشح‪ ،‬ليطال مجموع االستحقاقات االنتخابية المنصوص عليها في المادة ‪96‬‬
‫المعروضة؛‬
‫وحيث إن المنع من الترشح لمدتين انتدابيتين متتاليتين‪ ،‬يتناسب‪ ،‬كجزاء‪ ،‬مع طبيعة‬
‫المخالفات المرتكبة؛‬
‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪7‬‬

‫وحيث إن ما يمكن أن يترتب من قرارات ناتجة عن تطبيق الجزاء المذكور‪ ،‬ال سيما‬
‫منها قرارات رفض التصريح بترشيح المخالفين المعنيين للعمليات االنتخابية المنصوص عليها في‬
‫الفقرة السابعة من المادة ‪ ،96‬يبقى محاطا بضمانات االنتصاف القضائي المقررة بموجب‬
‫النصوص التشريعية المنظمة للعمليات االنتخابية المذكورة؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬تأسيسا على ما سبق‪ ،‬فإن أحكام المواد ‪( 12‬الفقرتان األولى والثانية) و‪94‬‬
‫و‪ 95‬و‪( 96‬الفقرات األولى والثالثة والسابعة) ليس فيها ما يخالف الدستور؛‬

‫‪ -‬فيما يخص المادة ‪( 13‬الفقرة الثانية)‬

‫حيث إن هذه المادة تنص‪ ،‬في فقرتها المذكورة‪ ،‬على أنه‪" :‬تتنافى العضوية في مجلس‬
‫النواب مع رئاسة مجلس جهة‪ ،‬ومع رئاسة مجلس عمالة أو إقليم‪ ،‬ومع رئاسة مجلس كل جماعة‬
‫يتجاوز عدد سكانها ‪ 300.000‬نسمة‪ ،‬ويؤخذ بعين االعتبار عدد السكان المثبت في آخر إحصاء‬
‫عام رسمي‪ ،‬وتحدد بنص تنظيمي قائمة الجماعات المعنية‪ .‬كما تتنافى العضوية في مجلس النواب‬
‫مع أكثر من رئاسة واحدة لغرفة مهنية أو لمجلس جماعة أو مجلس مقاطعة جماعية أو مجموعة‬
‫تؤسسها جماعات ترابية"؛‬
‫وحيث إن هذه المادة‪ ،‬أضافت حالتي "رئاسة مجلس عمالة أو إقليم" و"رئاسة مجلس‬
‫كل جماعة يتجاوز عدد سكانها ‪ 300.000‬نسمة"‪ ،‬إلى قائمة المسؤوليات االنتدابية التي تتنافى مع‬
‫صفة عضو مجلس النواب؛‬
‫وحيث إن المشرع‪ ،‬بسنه قواعد حاالت التنافي‪ ،‬توخى من بين الغايات التي يهدف‬
‫إليها‪ ،‬ضمان أداء سليم للوظائف االنتخابية‪ ،‬وتحقيق حسن سير المؤسسات المنتخبة والوقاية من‬
‫حاالت تنازع المصالح إعماال لمبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة؛‬
‫وحيث إن هذه اإلضافة‪ ،‬المندرجة في الصالحية التقديرية للمشرع‪ ،‬ترمي إلى الحد من‬
‫الجمع بين االنتدابات (الفقرة الثانية من الفصل ‪ 62‬من الدستور)‪ ،‬وتفعيل مبدإ الحكامة الجيدة الذي‬
‫يعد‪ ،‬بنص الفقرة الثانية من الفصل األول من الدستور‪ ،‬من مرتكزات النظام الدستوري للمملكة‪،‬‬
‫وما يستلزمه إعمال المبدإ المذكور من ضمان حسن أداء مهام المؤسسات المنتخبة؛‬
‫وحيث إن إحالة المادة المعنية‪ ،‬من جهة‪ ،‬على آخر إحصاء عام رسمي‪ ،‬لتحديد‬
‫الجماعات المعنية بحالة التنافي‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬على نص تنظيمي لتحديد قائمة الجماعات‪ ،‬إنما‬
‫تغيت من ذلك‪ ،‬االستناد إلى مرجع موضوعي إلعمال حالة التنافي التي تهم رئاسة الجماعات التي‬
‫يتجاوز عدد سكانها ‪ 300.000‬نسمة‪ ،‬كما تقيدت‪ ،‬في ذلك‪ ،‬بالفصل بين مجال القانون التنظيمي‬
‫المحصور في "قواعد الحد من الجمع بين االنتدابات" (الفقرة الثانية من الفصل ‪ 62‬من الدستور)‪،‬‬
‫مع ترك التفصيل فيها للمجال التنظيمي؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬تبعا لذلك‪ ،‬فإنه ليس في اإلضافة المذكورة ما يخالف الدستور؛‬
‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -‬فيما يخص المادة ‪( 24‬الفقرة السابعة المضافة)‬


‫حيث إن الفقرة السابعة المضافة إلى هذه المادة‪ ،‬تنص على أنه‪" :‬في حالة انصرام‬
‫األجل المخصص إليداع التصريحات بالترشيح‪ ،‬تعتبر صحيحة الئحة الترشيح التي تبين بعد تسليم‬
‫الوصل النهائي لوكيلها أن أحد مترشحيها غير مؤهل لالنتخاب"؛‬
‫وحيث إن هذه الفقرة‪ ،‬في صيغتها المعروضة‪ ،‬تقيدت‪ ،‬من جهة‪ ،‬بحدود األثر الفردي‬
‫لفقدان أهلية االنتخاب‪ ،‬إذ اعتبرت صحيحة الئحة الترشيح التي تبين بعد تسليم الوصل النهائي‬
‫لوكيلها أن أحد مترشحيها غير مؤهل لالنتخاب‪ ،‬ولم تمس‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬بضمانات المنازعة‬
‫في قرار قبول الترشيح أمام المحكمة الدستورية بمناسبة الطعن في نتيجة االنتخاب‪ ،‬المكفولة‬
‫بموجب الفقرة األخيرة من المادة ‪ 87‬من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب‪ ،‬مما تكون معه‬
‫الفقرة المضافة المذكورة‪ ،‬غير مخالفة للدستور؛‬

‫‪ -‬فيما يخص المادة ‪84‬‬


‫‪ -1‬بخصوص الفقرة الثانية‪:‬‬
‫حيث إن الفقرة المذكورة‪ ،‬من المادة المشار إليها‪ ،‬تنص على أنه "توزع المقاعد على‬
‫اللوائح بواسطة قاسم انتخابي يستخرج عن طريق قسمة عدد الناخبين المقيدين في الدائرة‬
‫االنتخابية المعنية على عدد المقاعد المخصصة لها‪ .‬وتوزع المقاعد الباقية حسب قاعدة أكبر البقايا‪،‬‬
‫وذلك بتخصيصها للوائح التي تتوفر على األرقام القريبة من القاسم المذكور"؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بمقتضى ذلك‪ ،‬فإن هذه األحكام‪ ،‬حددت أساس احتساب القاسم االنتخابي‪،‬‬
‫من خالل اعتماد قاعدة "عدد الناخبين" المقيدين في الدائرة االنتخابية المعنية؛‬
‫وحيث إن الدستور‪ ،‬أسند‪ ،‬بمقتضى الفقرة الثانية من فصله ‪ ،62‬لقانون تنظيمي بيان‬
‫النظام االنتخابي ألعضاء مجلس النواب‪ ،‬وهو النظام الذي تندرج ضمن مشموالته‪ ،‬األحكام‬
‫المتعلقة بطريقة توزيع المقاعد المخصصة للدوائر االنتخابية المحدثة‪ ،‬بغض النظر عما إذا كانت‬
‫وطنية أو جهوية أو محلية‪ ،‬وكذا األساس الذي يستخرج منه القاسم االنتخابي؛‬
‫وحيث إن الدستور‪ ،‬ال يتضمن‪ ،‬مع استحضار ما تقدم‪ ،‬أية قاعدة صريحة‪ ،‬تتعلق‬
‫بطريقة احتساب القاسم االنتخابي‪ ،‬األمر الذي يكون معه هذا األخير‪ ،‬من المواضيع التي ينفرد‬
‫المشرع بتحديدها؛‬
‫وحيث إن الدستور يكون‪ ،‬تأسيسا على ما سبق‪ ،‬قد جعل موضوع "النظام االنتخابي"‬
‫ألعضاء مجلس النواب ضمن مجال التشريع‪ ،‬حيث أدرجه ضمن المشموالت التي ينفرد القانون‬
‫التنظيمي بتحديدها‪ ،‬ويؤول أمر سن األحكام المتعلقة بها حصريا إلى المشرع‪ ،‬وفق سلطته‬
‫التقديرية‪ ،‬والتي ال يمكن للمحكمة الدستورية التعقيب عليها طالما لم تخالف أحكام الدستور؛‬
‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪9‬‬

‫وحيث إنه‪ ،‬بالرجوع إلى الدستور‪ ،‬فإنه ينص‪:‬‬


‫‪ -‬في الفقرة الثالثة من فصله األول‪ ،‬على ثابت "االختيار الديمقراطي"‪ ،‬وهو الثابت‬
‫الذي يُعمل في احترام وتقيد بمبدإ آخر مكرس بدوره في الدستور‪ ،‬وهو مبدأ فصل السلط‪ ،‬الذي‬
‫يجعل البرلمان ممارسا‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 70‬من الدستور‪ ،‬للسلطة التشريعية‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك‪،‬‬
‫من صالحيتها في تحديد القواعد الضابطة للنظام االنتخابي‪،‬‬
‫‪ -‬وفي الفقرة األولى من فصله الثاني‪ ،‬وفي الفقرة األولى من فصله ‪ ،11‬بالتتابع‪ ،‬على‬
‫أن االقتراع الحر والنزيه والمنتظم‪ ،‬هو أساس اختيار األمة لممثليها في المؤسسات المنتخبة‪ ،‬وأن‬
‫اال نتخابات الحرة والنزيهة والشفافة هي أساس مشروعية التمثيل الديمقراطي‪ ،‬وكلها أحكام ال يحد‬
‫من إعمالها‪ ،‬وال من مدى ممارستها‪ ،‬تغيير طريقة احتساب القاسم االنتخابي‪،‬‬
‫‪ -‬وفي الفقرة األولى من فصله السابع‪ ،‬على أنه "تعمل األحزاب السياسية على تأطير‬
‫المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي‪ ،‬وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية‪ ،‬وفي تدبير الشأن‬
‫العام‪ ،‬وتساهم في التعبير عن إرادة الناخبين‪ ،‬والمشاركة في ممارسة السلطة"‪ ،‬وهي المهام التي‬
‫تمارسها األحزاب السياسية‪ ،‬طبقا للقوانين التنظيمية أو القوانين األخرى ذات الصلة‪ ،‬والتي يبين‬
‫من الرجوع إليها‪ ،‬أنها ال تتضمن‪ ،‬سواء من جانب الدستورية أو من مدخل االنسجام التشريعي‪،‬‬
‫ما يخالف احتساب القاسم االنتخابي على أساس عدد الناخبين المقيدين‪،‬‬
‫‪ -‬وفي الفقرة الثالثة من فصله السابع‪ ،‬على أن "نظام الحزب الوحيد نظام غير‬
‫مشروع"‪ ،‬وفي البند األخير من الفقرة الثانية من فصله ‪ ،10‬على "ممارسة السلطة عن طريق‬
‫التناوب الديمقراطي"‪ ،‬وهو ما يتطلب وجود نظام انتخابي‪ ،‬مكرس للتعددية الحزبية‪ ،‬داعم‬
‫للتناوب‪ ،‬تعكس نتائجه تمثيال حقيقيا لتعددية األحزاب السياسية‪ ،‬وهي غايات ليس في طريقة‬
‫احتساب القاسم االنتخابي على أساس "عدد الناخبين المقيدين"‪ ،‬ما يحد منها أو يحول دون إدراكها‬
‫والوصول إليها‪،‬‬
‫‪ -‬وفي الفقرة الثانية من فصله ‪ ،30‬على أن التصويت حق شخصي‪ ،‬وهو ما ال يتأتى‬
‫ممارسته‪ ،‬ابتداء‪ ،‬إال بالتسجيل في اللوائح االنتخابية‪ ،‬وأن اعتبار التصويت "واجب وطني"‪،‬‬
‫بمقتضى األحكام المشار إليها‪ ،‬يكرسه احتساب القاسم االنتخابي على أساس المقيدين في اللوائح‬
‫االنتخابية‪ ،‬استحضارا لما تضمنته تصدير الدستور من تالزم "بين حقوق وواجبات المواطنة"؛‬
‫وحيث إن عملية توزيع المقاعد‪ ،‬على لوائح الترشيح المعنية‪ ،‬على أساس قاسم انتخابي‬
‫يُستخ رج عن طريق قسمة عدد الناخبين المقيدين في الدائرة االنتخابية المعنية على عدد المقاعد‬
‫المخصصة لها‪ ،‬تعد عملية قائمة الذات‪ ،‬الحقة على االقتراع‪ ،‬وعلى فرز األصوات وإحصائها‪،‬‬
‫ومتمايزة عنها‪ ،‬وتندرج ضمن السلطة التقديرية للمشرع‪ ،‬الذي حرص في ذلك على تحقيق الغايات‬
‫المقررة في الدستور في شأن ضمان تكافؤ الفرص بين لوائح الترشيح‪ ،‬وسالمة العملية االنتخابية‪،‬‬
‫والتعبير الحر عن إرادة الناخبين؛‬

‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪10‬‬

‫وحيث إنه‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬يبين من االطالع على األشغال التحضيرية للقانون‬
‫التنظيمي المعروض‪ ،‬أن مبرر التعديل المقدم‪ ،‬لتوزيع المقاعد بواسطة قاسم انتخابي مستخرج عن‬
‫طريق قسمة عدد الناخبين المقيدين في الدائرة االنتخابية المعنية على عدد المقاعد المخصصة لها‪،‬‬
‫من جهة‪ ،‬ولعدم اشتراط نسبة معينة من األصوات يتعين على لوائح الترشيح الحصول عليها‬
‫للمشاركة في عملية توزيع المقاعد‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أتى "لتحقيق تمثيلية موسعة للناخبين برسم‬
‫الدوائر المحلية‪ ،‬وفتح المجال أمام كافة القوى السياسية للمشاركة في القرار من خالل المؤسسة‬
‫التشريعية"‪ ،‬وهو ما ينسجم ويخدم المبادئ والغايات الدستورية التي تم بسطها؛‬
‫وحيث إن الدستور‪ ،‬يعتبر‪ ،‬في فصله السادس‪ ،‬القانون أسمى تعبير عن إرادة األمة؛‬
‫وحيث إن المكانة التي حفظها الدستور للقانون‪ ،‬في داللته العامة التي تشمل أيضا‬
‫القوانين التنظيمية‪ ،‬تظل مكفولة ما دامت قواعده مطابقة للدستور‪ ،‬وليس فيها ما يخالف أحكامه‪،‬‬
‫وأن تطبيقها يتم وفق تفسير يشترط دستوريتها؛‬
‫وحيث إن المحكمة الدستورية‪ ،‬ال يندرج ضمن صالحياتها‪ ،‬التعقيب على السلطة‬
‫التقديرية للمشرع‪ ،‬في شأن اختيار نوعية التدابير التشريعية التي يرتضيها‪ ،‬أو المفاضلة بين‬
‫اختيارات تشريعية ممكنة‪ ،‬أو اقتراح بديل تشريعي من شأنه أن يحقق الغايات الدستورية نفسها‪،‬‬
‫طالما أن ذلك ال يمس بأحكام الدستور؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما تقدم‪ ،‬ليس في الفقرة الثانية من المادة ‪ 84‬ما يخالف الدستور؛‬

‫‪ -2‬بخصوص الفقرة السابعة‪:‬‬

‫حيث إن الفقرة المذكورة‪ ،‬من المادة المشار إليها‪ ،‬تنص على أنه "ال يمكن أن يعلن عن‬
‫انتخاب مترشحي الئحة فريدة أو مترشح فريد إذا لم تحصل الالئحة المعنية أو المترشح المعني‬
‫على عدد من األصوات يعادل على األقل خمس أصوات الناخبين المقيدين بالدائرة االنتخابية‬
‫المعنية"؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بمقتضى ذلك‪ ،‬فإن المشرع قد خص حالتي "مترشحي الئحة فريدة" أو‬
‫"مترشح فريد"‪ ،‬بقاعدة تضاف إلى القواعد العامة‪ ،‬تتمثل في وجوب حصول الالئحة أو المترشح‪،‬‬
‫حسب الحالة‪ ،‬على عدد من األصوات يعادل على األقل خمس أصوات الناخبين المقيدين بالدائرة‬
‫االنتخابية المعنية؛‬
‫وحيث إن هذه القاعدة‪ ،‬ترمي إلى ضمان حد أدنى من المشروعية والتمثيل في‬
‫انتخابات تستفرد فيها الئحة فريدة أو مترشح فريد بالمقاعد الواجب ملؤها‪ ،‬وتغيب فيها التنافسية‬
‫بين اللوائح أو المترشحين‪ ،‬مما يبرر األساس الذي ارتضاه المشرع لإلعالن عن انتخابها‪،‬‬
‫والمتمثل في تحديد نسبة معينة من عدد األصوات التي يتعين الحصول عليها‪ ،‬ويندرج‪ ،‬تبعا لذلك‪،‬‬

‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪11‬‬

‫في إطار إعمال ما نصت عليه الفقرة األولى من الفصل ‪ 11‬من الدستور من أن "االنتخابات الحرة‬
‫والنزيهة والشفافة هي أساس مشروعية التمثيل الديمقراطي"؛‬
‫وحيث إن نسبة ُخ ُمس األصوات‪ ،‬المتطلبة لإلعالن عن انتخاب مترشحي الئحة فريدة‬
‫أو مترشح فريد‪ ،‬تبقى متناسبة مع األدوار والغايات الدستورية لالنتخابات‪ ،‬ال سيما منها تلك‬
‫المتعلقة بانتخاب مجلس يستمد أعضاؤه‪ ،‬طبقا للفقرة األولى من الفصل ‪ 60‬من الدستور‪ ،‬نيابتهم‬
‫من األمة؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما سبق‪ ،‬ليس في أحكام الفقرة المذكورة‪ ،‬ما يخالف الدستور؛‬

‫في شأن المادة الثانية‪:‬‬


‫فيما يخص المادة ‪ 12‬المكررة‬
‫حيث إن المادة المذكورة‪ ،‬تنص على أنه‪" :‬يجرد من صفة عضو في مجلس النواب كل‬
‫نائب تخلى‪ ،‬خالل مدة انتدابه‪ ،‬عن االنتماء إلى الحزب السياسي الذي ترشح باسمه لعضوية مجلس‬
‫النواب أو عن الفريق أو المجموعة النيابية التي ينتمي إليها‪.‬‬
‫يجوز للحزب السياسي الذي ترشح العضو المعني باسمه أن يلتمس من رئيس مجلس‬
‫النواب إحالة طلب التجريد على المحكمة الدستورية‪.‬‬
‫يجرد كل نائب تغيب سنة تشريعية كاملة عن حضور أشغال مجلس النواب دون عذر‬
‫مقبول‪.‬‬
‫تصرح المحكمة الدستورية بشغور المقعد الذي يشغله المعني باألمر بناء على إحالة‬
‫من رئيس مجلس النواب وفق أحكام الفصل ‪ 61‬من الدستور‪".‬؛‬
‫وحيث إن المادة المذكورة‪ ،‬تنص‪ ،‬في فقرتها الثالثة المشار إليها‪ ،‬على أنه "يجرد كل‬
‫نائب تغيب سنة تشريعية كاملة عن حضور أشغال مجلس النواب دون عذر مقبول"‪ ،‬وأنه تفعيال‬
‫منها لعقوبة التجريد المقررة‪ ،‬نصت الفقرة األخيرة من المادة المذكورة‪ ،‬على أنه "تصرح المحكمة‬
‫الدستورية بشغور المقعد الذي يشغله المعني باألمر بناء على إحالة من رئيس مجلس النواب وفق‬
‫أحكام الفصل ‪ 61‬من الدستور"؛‬
‫وحيث إن الفصل ‪ 69‬من الدستور‪ ،‬نص في الفقرة الثالثة منه‪ ،‬على أنه‪" :‬يحدد النظام‬
‫الداخلي ‪ ...‬واجبات األعضاء في المشاركة الفعلية في أعمال اللجان والجلسات العامة‪ ،‬والجزاءات‬
‫المطبقة في حالة الغياب"؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬لئن كان الدستور‪ ،‬جعل الجزاءات المطبقة في حالة الغياب‪ ،‬من مشموالت‬
‫النظام الداخلي للمجلس المعني‪ ،‬فإن صورة الغياب التي تصدت المادة المذكورة لتنظيمها‪ ،‬والتي‬
‫تنصرف إلى حالة الغي اب غير المبرر‪ ،‬لمدة سنة تشريعية كاملة‪ ،‬ودون عذر مقبول‪ ،‬والجزاء الذي‬
‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪12‬‬

‫رتبته عليها‪ ،‬والذي يصل إلى درجة التجريد‪ ،‬يبرر تنظيمها بمقتضى قانون تنظيمي‪ ،‬بالنظر لتعلقها‬
‫بحق من حقوق النائب؛‬
‫وحيث إن الدستور‪ ،‬في الفقرة األولى من فصله ‪ ،61‬ينص على أنه‪" :‬يجرد من صفة‬
‫عضو في أحد المجلسين‪ ،‬كل من تخلى عن انتمائه السياسي الذي ترشح باسمه لالنتخابات‪ ،‬أو عن‬
‫الفريق أو المجموعة البرلمانية التي ينتمي إليها"؛‬
‫وحيث إن ما تضمنته األحكام المشار إليها‪ ،‬وإن تعلقت‪ ،‬حصريا‪ ،‬بالتخلي عن االنتماء‬
‫السياسي المترشح باسمه أو الفريق أو المجموعة المنتمى إليها‪ ،‬فإنه ليس في الدستور‪ ،‬ما يمنع‬
‫توسيع تطبيق جزاء التجريد الذي رتبته عليها‪ ،‬على حاالت وصور أخرى للتخلي اإلرادي؛‬
‫وحيث إن التغيب لمدة سنة تشريعية كاملة عن ممارسة المهام الموكولة لعضو مجلس‬
‫النواب المعني‪ ،‬يعد تخليا إراديا‪ ،‬وأن جزاء التجريد المرتب عليه‪ ،‬يعد تطبيقا لمبدإ ربط المسؤولية‬
‫بالمحاسبة المنصوص عليه في الفقرة الثانية من الفصل األول من الدستور؛‬
‫وحيث إن جزاء التجريد‪ ،‬باعتباره عقوبة‪ ،‬يتناسب مع جسامة الفعل‪ ،‬وليس فيه أي‬
‫غلو‪ ،‬وأنه ُمحاط‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬بضمانات كفلتها أحكام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 61‬من الدستور‬
‫لما أسندت للمحكمة الدستورية اختصاص البت في شغور مقعد عضو مجلس النواب المعني‪،‬‬
‫وأحالت إلى مقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب‪ ،‬ال سيما منها المحددة آلجال ومسطرة إحالة‬
‫طلب التصريح بالشغور‪ ،‬المشار إليه‪ ،‬إلى المحكمة الدستورية؛‬
‫وحيث إن تخويل الحزب السياسي إمكانية تحريك مسطرة التجريد‪ ،‬في حق كل عضو‬
‫منتم له‪ ،‬تخلى عن انتمائه السياسي الذي ترشح باسمه‪ ،‬أو عن الفريق أو المجموعة التي ينتمي‬
‫إليها‪ ،‬المتخذة وفق صيغة "االلتماس"‪ ،‬ال يقيد الصالحية التي خولتها الفقرة األخيرة من الفصل ‪61‬‬
‫من الدستور‪ ،‬لرئيس مجلس النواب‪ ،‬إلحالة حالة العضو الذي تخلى عن انتمائه السياسي إلى‬
‫المحكمة الدستورية‪ ،‬وفق اآلجال والمسطرة المحددة في النظام الداخلي للمجلس المذكور؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬يعود إلى مجلس النواب‪ ،‬بمناسبة وضع أو تعديل نظامه الداخلي‪ ،‬تحديد‬
‫مشموالت "العذر المقبول" وفق تقديره‪ ،‬لحاالت التغيب لمدة سنة تشريعية‪ ،‬والتي ال يترتب عنها‬
‫التجريد من العضوية‪ ،‬تحت مراقبة المحكمة الدستورية‪ ،‬بمناسبة بتها في دستورية النظام الداخلي‬
‫للمجلس المعني أو في التعديالت المدخلة عليه؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما تقدم‪ ،‬يكون تنظيم حالة من حاالت الغياب المفضية إلى التجريد‬
‫بمقتضى قانون تنظيمي‪ ،‬وتخويل الحزب السياسي‪ ،‬المترشح باسمه أن يلتمس‪ ،‬من رئيس مجلس‬
‫النواب‪ ،‬إحالة طلب التجريد إلى المحكمة الدستورية‪ ،‬وإسناد التصريح بشغور المقعد المعني‪ ،‬وفق‬
‫أحكام الفصل ‪ 61‬من الدستور‪ ،‬لهذه المحكمة‪ ،‬ليس فيه ما يخالف الدستور؛‬

‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪13‬‬

‫في شأن المادة الثالثة‪:‬‬

‫حيث إن هذه المادة‪ ،‬تنص على أنه‪" :‬ال يؤهل للترشح للعضوية في مجلس النواب‬
‫برسم الدوائر االنتخابية الجهوية المحدثة بموجب هذا القانون التنظيمي كل شخص سبق انتخابه‬
‫عضوا في المجلس المذكور برسم الدائرة االنتخابية الوطنية القائمة قبل دخول هذا القانون‬
‫التنظيمي حيز التنفيذ‪".‬؛‬
‫وحيث إن الدوائر االنتخابية الجهوية‪ ،‬نظمت بمقتضيات خاصة‪ ،‬تهم إحداثها واللوائح‬
‫المترشحة فيها‪ ،‬و ترتيب المترشحين بها‪ ،‬وأهليتهم‪ ،‬تمييزا لها عن الدوائر االنتخابية المحلية‪،‬‬
‫تحقيقا للغايات الدستورية التي أحدثت من أجلها؛‬
‫وحيث إن أحكام هذه المادة‪ ،‬تُرسي ُحكما انتقاليا يهدف إلى المرور من نظام "الدائرة‬
‫االنتخابية الوطنية" إلى آلية "الدوائر االنتخابية الجهوية"‪ ،‬في استحضار للقواعد المنظمة لألولى‪،‬‬
‫والتي كانت ترتب عدم أهلية كل عضو‪ ،‬من مجلس النواب‪ ،‬منتخب على أساسها‪ ،‬من إمكانية‬
‫الترشح مجددا عبر لوائحها؛‬
‫وحيث إن هذا القيد‪ ،‬سيفقد معناه‪ ،‬إذا ما تم رفعه‪ ،‬خالل المرحلة االنتقالية‪ ،‬بتمكين‬
‫المنتخبين على أساس الدائرة االنتخا بية الوطنية‪ ،‬من إمكانية الترشح في "الدوائر االنتخابية‬
‫الجهوية" المحدثة؛‬
‫وحيث إن الدوائر االنتخابية الجهوية‪ ،‬أحدثت لتعويض آلية الدائرة االنتخابية الوطنية‪،‬‬
‫مما يجعل من امتداد عدم أهلية الترشح في األولى إلى المنتخبين برسم الثانية‪ ،‬ال يشكل مظهرا من‬
‫مظاهر رجعية القانون‪ ،‬المحظور طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 6‬من الدستور؛‬
‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما سبق‪ ،‬ليس في المادة الثالثة ما يخالف الدستور؛‬
‫وحيث إن باقي أحكام القانون التنظيمي المعروض ليس فيها ما يخالف الدستور؛‬

‫لهذه األسباب ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تصرح بأن القانون التنظيمي رقم ‪ 04.21‬القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم ‪27.11‬‬
‫المتعلق بمجلس النواب‪ ،‬ليس فيه ما يخالف الدستور؛‬

‫ملف عدد‪067/21:‬‬
‫‪14‬‬

‫ثانيا‪ -‬تأمر بتبليغ نسخة من قرارها هذا إلى السيد رئيس الحكومة‪ ،‬وبنشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫وصدر بمقر المحكمة الدستورية بالرباط في يوم األربعاء ‪ 24‬من شعبان ‪1442‬‬

‫( ‪ 7‬أبريل ‪)2021‬‬

‫اإلمضاءات‬
‫اسعيد إهراي‬

‫محمد بن عبد الصادق‬ ‫أحمد السالمي اإلدريسي‬ ‫الحسن بوقنطار‬ ‫عبد األحد الدقاق‬

‫ندير المومني‬ ‫محمد األنصاري‬ ‫موالي عبد العزيز العلوي الحافظي‬

‫خالد برجاوي‬ ‫محمد علمي‬ ‫الحسين اعبوشي‬ ‫لطيفة الخال‬

‫ملف عدد‪067/21:‬‬

You might also like