Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫التمويالت اإلسالمية باملغرب‬

‫بني واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫أيت الغازي فاطمة‬


‫إطار بوزارة االقتصاد والمالية‬

‫‪449‬‬
450
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫مقدمة‬
‫أصبح إنشاء بنوك إسالمية باملغرب مسألة وقت في انتظار مناقشة املشروع التعديلي‬
‫للقانون رقم ‪ 32-03‬املتعلق بمؤسسات الائتمان والهيئات املعتبرة في حكمها واملصادقة عليه من‬
‫طرف البرملان‪ ،‬علما أن املشروع التعديلي للقانون الحالي املنظم للقطاع البنكي واملالي باملغرب‬
‫يوجد حاليا لدى ألامانة العامة للحكومة التي نشرته على موقعها إلتاحة إلامكانية لكل الجهات‬
‫املعنية من أجل إبداء مالحظاتها حوله من أجل تقديم الصيغة النهائية له للمصادقة عليه من‬
‫طرف مجلس الحكومة‪ ،‬قبل أن يحال على املؤسسة التشريعية لدراسته واملصادقة عليه ليدخل‬
‫بعد ذلك حيز التنفيذ‪.‬‬

‫يشار في هذا الصدد إلى أن بنك املغرب تلقى العديد من طلبات منح الترخيص خالل‬
‫عشر سنوات ألاخيرة من أجل فتح فروع لبنوك إسالمية‪ ،‬لكن لم تلق هذه الطلبات قبوال بدعوى‬
‫أن السوق املغربي ال يتسع ملزيد من املؤسسات البنكية‪.‬‬

‫وقد أكد ألاستاذ نجيب بوليف ‪ -‬وزير الشؤون العامة والحكامة ‪ -‬أن املشروع يسعى إلى‬
‫ضمان ولوج تدريجي للبنوك إلاسالمية بهدف الحفاظ على تنافسية البنوك التقليدية املوجودة‬
‫حاليا والتي تشكل نسيج القطاع البنكي واملالي باملغرب‪ ،‬وسيتيح املشروع الجديد إلامكانية للبنوك‬
‫إلاسالمية ألاجنبية أن تشارك بنسبة تصل إلى℅‪ 49‬في رأسمال أول بنك إسالمي باملغرب وفق‬
‫املعايير املتعارف عليها دوليا واملحددة بناء على الضوابط الشرعية‪ ،‬وذلك في غضون السنة‬
‫الحالية‪.‬‬
‫وتجدر إلاشارة إلى أن دعاة منح إمكانية ولوج بنوك إسالمية أجنبية إلى املغرب كانوا‬
‫يطالبون بإعداد قانون خاص باملؤسسات البنكية إلاسالمية‪ ،‬لكن املشروع الحالي جاء مخيبا‬
‫آلمالهم‪ ،‬إذ أن الساهرين عليه أدخلوا بابا جديدا متعلقا باملالية إلاسالمية ضمن القانون املنظم‬
‫للنشاط البنكي الحالي‪ ،‬وراعى معدو النص تجنب ذكر مصطلح بنوك إسالمية‪ ،‬حيث استعمل‬
‫مصطلح البنوك التشاركية لوصف البنوك التي ستسوق املنتوجات البنكية واملالية التي تراعي‬
‫ألاحكام الشرعية ‪ ،‬ذلك أن القوانين املغربية لم تكن تسمح بإنشاء بنوك إسالمية إلى غاية ‪،2010‬‬
‫إذ سمح للبنوك التقليدية بتسويق منتوجات بديلة محدودة (املرابحة وإلاجارة واملشاركة)‪ ،‬لكنها‬
‫لم تلق إقباال ألنها كانت أعلى كلفة من املنتوجات التقليدية بسبب أنها كانت تخضع إلى أعلى معدل‬
‫للضريبة على القيمة املضافة‪ ،‬قبل أن يخفض املعدل إلى املستوى الذي تخضع إليه القروض‬
‫البنكية ألاخرى‪ ،‬وذلك بعد مقترح تقدم به حزب العدالة والتنمية خالل مناقشة مشروع قانون‬
‫املالية عندما كان في موقع املعارضة‪ ،‬ورغم هذا إلاجراء ظل إلاقبال محدودا‪ ،‬وأرجع عدد من‬
‫املتتبعين ذلك إلى أن هذه املنتوجات لم تكن تخضع للشروط املطلوبة‪ ،‬بالنظر إلى أن املوارد التي‬
‫كانت تستعمل ملنح هذه القروض ترجع إلى املوارد العامة للبنوك التقليدية‪ ،‬مايطرح شكوكا حول‬
‫احترامها للضوابط الشرعية‪ ،‬وبذلك لم تلق إقباال‪ ،‬ومن أجل تجاوز ذلك‪ ،‬أنشأت مجموعة‬

‫‪451‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫التجاري وفا بنك وحدة تابعة لها برؤوس أموال ذاتية ومستقلة غير مقترنة بموارد املجموعة‪ ،‬ولم‬
‫تلق بدورها النجاح املطلوب‪ ،‬علما أن دراسات أجريت حول الطلب على هذه املنتوجات أبانت أن‬
‫ما يناهز ‪ 80‬في املائة من العينة املستجوبة أكدوا رغبتهم في هذه املنتوجات‪.‬‬

‫لذا أكد نجيب محمد بوليف أنه بمجرد املصادقة على املشروع من طرف البرملان‬
‫سيرخص ألول بنك إسالمي تشارك في رأسماله البنوك املحلية وألاجنبية‪ ،‬علما أن حصة املحليين‬
‫ال يمكن أن تقل عن ‪ 51‬في املائة‪ ،‬في حين ستشكل النسبة املتبقية من مساهمة البنوك إلاسالمية‬
‫ألاجنبية‪ ،‬علما أن هناك طلبات هامة من طرف هذه ألاخيرة‪ ،‬من بينها البنك إلاسالمي الدولي‬
‫القطري الذي سبق أن قدم طلبا بهذا الخصوص‪ ،‬وأوضح أن البداية ستكون بالترخيص ببنك‬
‫واحد من أجل دراسة التجربة وتحليل نتائجها‪ ،‬وإذا سجلت نتائج إيجابية سيرخص لبنوك أخرى‬
‫مماثلة‪.‬‬

‫وفي هذا إلاطار أكدت دراسات سابقة أنه إذا نجح املغرب في توفير الظروف املواتية‬
‫واملطلوبة من أجل تنمية قطاع املالية إلاسالمية يمكن أن يربح نقطتين مائويتين في معدل نمو‬
‫الناتج الداخلي إلاجمالي ‪،‬ويأتي مشروع القانون الجديد من أجل تحديد إلاطار القانوني الخاص‬
‫بقطاع التمويل إلاسالمي لجلب اهتمام البنوك إلاسالمية الكبرى‪ ،‬خاصة بعد الخصاص الحاد في‬
‫املوارد املالية الذي يعانيه القطاع املالي‪ ،‬إذ يضطر البنك املركزي إلى ضخ مبالغ تتراوح بين ‪ 30‬و ‪50‬‬
‫مليار درهم أسبوعيا في السوق لالستجابة لطلبات وحاجيات املؤسسات البنكية من السيولة‬
‫املالية‪ ،‬ويمكن للقطب املالي للدار البيضاء الذي سيقام بمنطقة مطار أنفا أن يشكل رافعة‬
‫أساسية لتنمية التمويالت إلاسالمية‪ ،‬بالنظر إلى التحفيزات الجبائية وغيرها التي يمنحها القانون‬
‫للشركات واملجموعات املالية التي ترغب في الاستقرار بهذا القطب‪ ،‬علما أن هذه التحفيزات دخلت‬
‫حيز التنفيذ ابتداء من ‪ ، 2011‬إذ ضمنت في قانون املالية للسنة نفسها‪.‬‬

‫ويمكن من خالل هذا القطب املالي أن يتحول املغرب إلى قاعدة جهوية للتمويالت‬
‫إلاسالمية وغيرها‪ ،‬علما أن هناك عددا من البلدان الغربية التي تشجع البنوك إلاسالمية على‬
‫الاستقرار فيها‪ ،‬بالنظر إلى الصالبة واملناعة التي أبانت عنها مؤسسات القروض التي تعمل وفقا‬
‫لتعاليم الشريعة إلاسالمية في وجه ألازمة املالية العاملية التي عصفت بأكبر البنوك العاملية‪.‬‬

‫وبالنظر إلى التحوالت السياسية والاقتصادية التي شهدها والزال يشهدها املغرب على‬
‫وجه العموم‪ ،‬وتطور املالية إلاسالمية به على وجه الخصوص‪ ،‬فإنه كان البد لنا من خالل هذه‬
‫املداخلة من التوقف على ما جاء في مشروع البنوك التشاركية الذي جاء به التعديل املقترح في‬
‫صلب القانون رقم ‪ 32-03‬املتعلق بمؤسسات الائتمان والهيئات املعتبرة في حكمها وذلك من‬
‫الدراسة والتحليل( املطلب الثاني) ‪ ،‬بعدما أبانت تجربة املنتجات البديلة املتداولة من طرف‬
‫البنوك التقليدية املغربية وعلى رأسها مؤسسة دار الصفاء عن ضعف تداولها وسوء تطبيقها من‬
‫حيث الواقع التجريبي لها( املطلب ألاول) ألامر الذي عجل بضرورة توفير ألارضية الشرعية‬

‫‪452‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫املناسبة لها إلمكانية تطويرها خاصة في ظل املستجدات والتحوالت التي تشهدها إن على املستوى‬
‫إلاقليمي أو الدولي‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬واقع تطبيق املنتجات البديلة داخل ألابناك املغربية ورهانات تطويرها في ظل‬
‫التحوالت السياسية الراهنة‬
‫شكل فاتح أكتوبر ‪ 2007‬منعط فا مهما في مسار الاقتصاد املغربي بإعالن والي بنك املغرب‬
‫السيد عبد اللطيف الجواهري عن ميالد املنتجات البنكية الجديدة وهي املرابحة‪ ،‬إلاجارة‪،‬‬
‫املشاركة‪ ،‬معلنا بذلك عن فتح املجال أمام البنوك املغربية لتسويقها والتنافس على استقطاب‬
‫فئات جديدة من املواطنين املغاربة الذين يرفضون التعامل مع البنوك التقليدية بسبب مبررات‬
‫شرعية تتمثل أساسا في رفض التعامل بالفائدة الربوية‪ ،‬ومحاولة السلطات النقدية الرفع من‬
‫نسبة الاستباك‪.‬‬
‫كن ما لوحظ بعد مرور خمس سنوات منذ تسويق املنتجات البنكية البديلة أن‬
‫الحصيلة كانت غير مشجعة بالنظر ملجموعة من الاعتبارات ( الفقرة الثانية)‪ ،‬لكن ذلك ال يمنع‬
‫من تسجيل مجموعة من املؤشرات إلايجابية لإلعالن عنها ولو مع وجود مظاهر للقصور كانت‬
‫وراء عدم تسويقها بالشكل املطلوب لنجاحها (الفقرة ألاولى)‪.‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬املؤشرات إلايجابية ومظاهر القصور في انطالق العمل باملنتجات‬
‫البديلة‬
‫لقد أثار إصدار والي بنك املغرب سنة ‪ 7002‬توصية تتضمن املنتجات البديلة مجموعة‬
‫من ردود ألافعال إلايجابية والسلبية‪ ،‬فهناك من استحسن الخطوة واعتبرها بداية لتبني املغرب‬
‫فكرة البنوك إلاسالمية وتطبيقه على أرض الواقع املغربي‪ ،‬وهناك من تحدث عن الحيل التي تلجأ‬
‫لها السلطات الحكومية من أجل جلب الاستثمارات الخليجية فقط دون أن تكون رغبات املغاربة‬
‫في الحسبان‪ ،‬باإلضافة إلى ردود أفعال أخرى متعلقة بالتسمية وكيفية تداولها في ألابناك‬
‫التقليدية املغربية‪.....،‬إلخ‬
‫وبالنظر إلى ردود ألافعال هذه واختالفها‪ ،‬فإنه ارتأينا الحديث عن أهم املالحظات‬
‫املتداولة في الساحة إبان صدون توصية والي بنك املغرب وإجمالها من خالل هذه الفقرة وذلك‬
‫في النقط التالية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املؤشرات إلايجابية لصدور توصية والي بنك املغرب‬
‫لقد عملت السلطات املالية املغربية على السماح بتسويق بعض املنتجات املستوحاة‬
‫من الفقه إلاسالمي‪ ،‬وخاصة فقه املعامالت املالية‪ ،‬بعد إجراء مجموعة من الدراسات والبحوث‬
‫بشأنها‪،‬والتي أكدت أن هذه املنتجات سوف تستقطب حوالي ‪ 30‬مليار درهم بمثابة رؤوس أموال‬
‫غير مشاركة في الدورة الاقتصادية وهو ما يعادل حوالي ‪ ℅ 2‬من الناتج الداخلي الخام للمغرب‪،‬‬

‫‪453‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫وبذلك ستحسن من مستوى نسبة الادخار الوطني ونسبة الاستثمار العمومي بحوالي ‪ ℅ 7‬أو ‪3‬‬
‫℅ مما سيجعل معدل النمو الاقتصادي يربو بما يقارب ‪ ،℅ 165‬باإلضافة إلى تدعيم القطاع‬
‫البنكي املحلي‪ ،‬إذ سترتفع نسبة ولوج الزبناء إلى البنوك بنسبة ‪ ،℅33‬مقابل ‪ ℅75‬حاليا(‪.)1‬‬
‫تبع ا لذلك‪ ،‬نالحظ وجود مجموعة من املؤشرات إلايجابية والتي نجملها في النقط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعميم املنتجات البديلة في كل البنوك املغربية‬
‫لقد أوصت توصية والي بنك الصادرة تحت رقم ‪ 7002/33‬وفقا للمقتضيات‬
‫التشريعية املتعلقة بمؤسسات الائتمان والهيئات املعتبرة في حكمها وخاصة تلك املتعلقة باملادة‬
‫‪ 19‬من القانون رقم ‪ 32/03‬بتطبيق منتجات إلاجارة واملرابحة واملشاركة محددة الشروط‬
‫العامة والكيفيات التي يمكن ملؤسسات الائتمان املعنية بالتوصية‪ ،‬معطية صالحيات تحديد‬
‫الشروط الخاصة للمؤسسة مانحة التمويل والزبون طالب التمويل(‪. )2‬‬
‫تبعا لهذه ا لتوصية فإن املنتجات البنكية ذات الطبيعة إلاسالمية‪ ،‬يمكن لكل البنوك‬
‫املغربية استغاللها وتقديم خدماتها من خاللها‪ ،‬كحق ثابت لها‪ ،‬بعدما كانت لوقت قريب من‬
‫الصعب حتى ملجرد التفكير في إمكانية البنوك املغربية تقديم مثل هذه املنتجات التي هي في‬
‫ألاصل ال تتالءم مع فلسفة تلك البنوك واملبنية على القرض وإلاقراض‪ ،‬املقرون بالفائدة‬
‫التبادلية‪ ،‬أي أخذ القروض من الجمهور بنسبة فائدة أقل مما تقرض به للجمهور‪.‬‬
‫وحيث لذلك‪ ،‬فالبنوك لم يعد دورها منحصرا في الوساطة املالية‪ ،‬وإنما تعداه إلى أدوار‬
‫أخرى كاملتاجرات واملشاركات‪ ،‬وبذلك فتحت أمامها منافذ جديدة في استثمار مواردها املالية التي‬
‫ال تعرف طريقا إلى املشاركة في الدورة الاقتصادية لالقتصاد الوطني‪ ،‬الذي تعوزه الحاجة لضخ‬
‫موارد مالية كبيرة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة‪.‬‬
‫كما أن البنوك املغربية بتفعيلها ملقتضيات توصية والي بنك املغرب املتعلقة باملنتجات‬
‫البديلة ذات الطبيعة إلاسالمية‪ ،‬ستصبح في مواجهة أنواع أخرى من املخاطر التي لم تكن واردة‬
‫خالل إعمالها ملنتجاتها الكالسيكية‪.‬‬
‫وبذلك غدت الفرصة سانحة أمام ألابناك املغربية على اختالف تسمياتها سواء مقراتها‬
‫املركزية أو فروعها في مختلف ربوع اململكة على العمل بمنتوج املرابحةأو املشاركة أو إلاجارة‪ ،‬دون‬
‫أ‪ ،‬يكلفها ذلك عناء تخصيص فروع أو مؤسسات خاصة بتلك املنتجات مما يجعل إمكانية نجاح‬

‫(‪ )1‬فشل املنتجات الاسالمية يحرم املغرب من حوالي ‪ 30‬مليار درهم‪ ،‬جريدة الصباح ‪ ،‬العدد ‪ ،7251‬الثالثاء‬
‫‪ ،7008/07/72‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ )2‬مريد جواد‪ " :‬البنوك إلاسالمية في ضوء املستجدات التنظيمية للمنتجات التمويلية باملغرب"‪،‬الطبعة ألاولى‬
‫‪ ، 7017‬ص ‪.301‬‬

‫‪454‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫املنتجات ممكنة‪ ،‬باإلضافة إلى قرب املستهلك طالب التمويل من مؤسسات التمويل خاصة في‬
‫املدن الكبرى والحواضر‪ ،‬في انتظار تعميمها حتى على املدارات غير الحضرية‪.‬‬
‫أضف إلى هذه املؤشرات إلايجابية عامل آخر‪ ،‬يتمثل في إعمال املنتجات البديلة‬
‫الجديدة في البنوك املغربية ال يتطلب من هذه ألاخيرة أي إجراءات قانونية بقصد املالءمة‪ ،‬سواء‬
‫من حيث شكل املؤسسة أو إجراءات التأسيس‪ ،‬مما يجعل املنتوج خاضعا من حيث املبدأ لنفس‬
‫املقتضيات التنظيمية للبنوك‪ ،‬وبذلك يضمن تركيبة ثنائية للمنتجات املقدمة من قبل ألابناك‪،‬‬
‫مما يضمن التعايش ما بين املنتجات ذات الطبيعة إلاسالمية واملنتجات الكالسيكية‪ ،‬رغم عدم‬
‫التوافق املرجعي الذي ينعكس بصورة واضحة في الجانب القانوني املطبق عليهما‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود شريحة واسعة من الراغبين في التعامل بها‬
‫مما ال شك فيه‪ ،‬أن نجد شريجة واسعة من املغاربة الراغبة في التعامل مع البنوك من‬
‫خالل املنتجات البديلة ذات الطبيعة إلاسالمية‪ ،‬مادام ذلك ينسجم مع معتقداتهم الدينية التي‬
‫تحث على تطبيق شرع هللا تعالى في أرضه‪ ،‬وخاصة في مجال املعامالت املالية‪ ،‬اتقاء للشبهات‬
‫املحيطة باملعامالت الكالسيكية املتداولة في البنوك املغربية الربوية‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن نسبة‬
‫كبيرة من املغاربة ال تتعامل مه هذه البنوك لهذا السبب بالضبط‪.‬‬
‫فإذا كانت نسبة الاستبناك باملغرب ال تتجاوز ‪ ،℅12‬وهي كما يبدو نسبة جد ضعيفة‬
‫مقارنة ببعض الدول الجارة كالجزائر وتونس و‪ ،...‬فإن عددا من ألاصوات ترجع ذلك إلى انعدام‬
‫الانسجام الروحي للزبون واملنتجات املوجودة في السوق‪ ،‬وأن الحل هو تأسيس بنوك إسالمية‪،‬‬
‫فهو السبيل الوحيد للرفع من نسبة الاستبناك باملغربن وفي خضم هذا السبب تولدت لدى‬
‫السلطام املالية املغربية إيجاد الرابط بين ما هو اقتصادي مالي صرف‪ ،‬وبين ماهو مرتبط بالوازع‬
‫الديني والروحي لدى املغاربة املسلمين‪.‬‬
‫وحيث إننا ال نقصد فقط املسلمين‪ ،‬وال أدل على ذلك إال بالدول الغربية والتي ال تدين‬
‫باإلسالم دينا ومواطنوها ليسوا بمسلمين ومع ذلك يقبلون على التمويل إلاسالمي وعلى منتجاته‬
‫بشكل كبير ملا رأوا فيه من مكاسب جمة تغنيهم عن اللجوء إلى البنوك الربوية كما هو ألامر في‬
‫بريطانيا مثال‪...‬‬
‫حيث إن البنوك إلاسالمية ومعها املعامالت إلاسالمية أثبتت جدارتها وقوتها كبديل‬
‫استراتيجي للمعامالت املالية ا لعاملية التي توفر للمتعاملين من خاللها ألامن املالي وآلامان‬
‫الاقتصادي والثقة التي تعتبر جوهر املعامالت املالية(‪ ،)3‬فاألجدر تأسيسها في بلد املغرب املسلم‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذه املؤشرات إلايجابية‪ ،‬إال أن هناك مجموعة من مظاهر القصور‬

‫(‪ )3‬فاطمة أيت الغازي‪ " :‬الاقتصاد إلاسالمي وجاذبيته في مواجهة ألازمات املالية العاملية"‪ ،‬مجلة القانون املغربي‪،‬‬
‫العدد ألاخير ‪.7013‬‬

‫‪455‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫وهو ما سنحاول إجماله في النقطة املوالية‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬مظاهر القصور‬
‫‪ -3‬منتجات بديلة ذات طبيعة إسالمية في بنوك ربوية‬
‫من أهم إلاشكاليات التي ثارت بخصوص تنزيل مقتضيات توصية والي بنك املغرب‬
‫املتعلقة باملنتجات البديلة هي عدم التطابق املرجعي لهذه املنتجات مع إلاطار القانوني املنظم‬
‫للبنوك التقليدية امل غربية‪ ،‬هذه ألاخيرة تتحكم في فلسفتها النظام الرأسمالي في كل املقتضيات‬
‫التنظيمية وإلاجرائية والقانونية مع مبادئه وأركانه‪ ،‬على عكس املنتجات البديلة ذات الطبيعة‬
‫إلاسالمية والتي تستمد مقوماتها ومبادئها من أحكام الشريعة إلاسالمية والنظام الاقتصادي‬
‫واملالي إلاسالمي‪.‬‬
‫وهذا التباين الجوهري من شأنه أن يكون عامال سلبيا في نجاح املنتوج الذي يبقى‬
‫مغتربا اغترابا مرجعيا في أحضان البنوك املغربية التقليدية(‪.)4‬‬
‫فعلى الرغم من كل تأكيد من طرف السلطات املالية من كون املنتجات البديلة سوف‬
‫تطبق بدون فائدة وباستقالل عن نظام البنوك التي تسوقها‪ ،‬فإن التصور العام لدى الزبناء‬
‫املغاربة الذين ال يمكن بأي حال من ألاحوال إقناعهم بأن املنتوج سليم من الناحية الشرعية‪،‬‬
‫لثبات فكرة واحدة وحقيقية في أذهانهم أن البنوك التقليدية هي بنوك ربوية وأن ما دون ذلك‬
‫هي مجرد حيل قانونية ال أقل وال أكثر‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فاألبناك بدورها في‬
‫تسويقها للمنتجات البديلة ذات الطبيعة إلاسالمية تتعامل مع الزبون الراغب فيها بنوع من‬
‫الفتور وهو ما تأكد لنا شخصيا عند ارتيادنا لالستفسار عنها لدى جميع البنوك املغربية‬
‫املركزية‪ ،‬باستثناء دار الصفاء‪ ،‬لكن تبقى معيقات أخرى سنعرض لها بعض حين هي التي تحول‬
‫دون التسويق الجيد لهذه املنتجات الجديدة‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف إلاطار التنظيمي‬
‫إن ما نقصده بضعف إلاطار التنظيمي هو ضعف القواعد املنظمة لها والتي سبق أن‬
‫أشرنا لها ‪ ،‬ال تعدو أن تكون مقتضيات قانونية غير إلزامية للبنوك التي تبقى لها الحرية في ألاخذ‬
‫بها من عدمه‪.‬‬
‫فالنص القانوني املقنن لصيغة املشاركة واملرابحة وإلاجارة ال يتوفر على القوة القانونية‬
‫إلالزامية‪ ،‬فالتوصية ال ترقى إلة مستوى التشريع‪ ،‬ومع ذلك يمكن القول أن هذه التوصية قد‬
‫أسهمت في خلق نماذج عقود جديدة يمكن أن تكون مفتاحا ملا يمكن أن يعتمد كتشريع حقيقي‬
‫في تنظيم املعامالت والعقود املالية إلاسالمية مستقبال‪.‬‬

‫(‪ )4‬مريد جواد‪ " :‬البنوك إلاسالمية في ضوء املستجدات التنظيمية للمنتجات البديلة"‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬

‫‪456‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫وحيث بالرجوع إلى مسودة القانون ‪ 32-03‬املتعلق بمؤسسات إلائتمان والهيئات‬


‫املعتبرة في حكمها وخاصة الباب الثالث املنظم للبنوك التشاركية‪ ،‬نالحظ أنها استنسخت‬
‫املقتضيات القانونية املتعلقة باملرابحة وإلاجارة واملشاركة كما وردت في التوصية‪ ،‬باستثناء ما‬
‫استحدثته بخصوص عقد املضاربة على اعتبار أنه لم تشملها التوصية رقم ‪.7002/33‬‬
‫‪ -5‬ارتفاع تكلفة املنتجات البديلة‪:‬‬
‫حيث أنه إذا كانت السلطات املالية املغربية لجأت إلى تبني املنتجات البديلة ذات‬
‫الطبيعة إلاسالمية‪ ،‬فإ ن ذلك كان من أجل استقطاب عينات خاصة من املستثمرين الخليجيين‬
‫على الخصوص(‪ ،)5‬وكذا توفير منتوج يالئم قناعات بعض الزبائن املغاربة الرافضين التعامل‬
‫بالفائدة‪ ،‬فإنها بخالف ذلك لم تراعي العينات املختلفة من املغاربة خاصة ذوي الدخل املحدود‬
‫من املوظفين أو من املهن الحرة والحرفيين‪ ،‬ألامر الذي أثر بشكل كبير في تدولها لغالء تكلفتها‬
‫مقارنة مع املنتجات املقدمة من طرف البنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪ -6‬غياب آليات التحكم والرقابة املوجودة في البنوك إلاسالمية‬
‫إن البنك إلاسالمي كمؤسسة بنكية لها آليات وميكانيزمات عمل مثلها في ذلك مثل‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬على الرغم من اختالف املرجعيات‪ ،‬ومن أجل مراقبة مدى شرعية معامالتها‬
‫املالية ومطابقتها ألحكام الشريعة إلاسالمية‪ ،‬فإنه يتعين توفر هيئة مركزية مستقلة للرقابة‬
‫والتحكم من أجل إضفاء الصبغة الشرعية على هذه املعامالت‪ ،‬ألامر الذي انعدم عند صدور‬
‫التوصية املؤطرة للمنتجات البديلة‪ ،‬وما تنصيصها على ضرورة الرجوع إلى والي بنك املغرب‬
‫كجهاز للرقابة إال تكريس ملا سبق أن قلناه‪ ،‬كون هذه املنتجات ال تزال بعيدة من حيث التطبيق‬
‫عن إمكانية إضفاء الصفة الشرعية التامة مادامت ال تتداول في إطار بنك إسالمي‪.‬‬
‫هذه بعض املالحظات العامة والتي تقودنا لالستفسار عن حصيلة تداول هذه املنتجات‬
‫البديلة ذات الطبيعة إلاسالمية بعد مرور أزيد من خمس سنوات عن إلاعالن عنها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحصيلة الغير مشجعة لتداول املنتجات البديلة في ألابناك املغربية‬
‫إن أهم مالحظة يمكن تسجيلها هو الضعف الكبير في حصيلة تداول صيغ املرابحة‬
‫وإلاجارة واملشاركة والتي تنذر بفشلها‪ ،‬وذلك حسب اعتقادنا راجع إلى مجموعة من الاعتبارات‬
‫نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫الاعتبار ألاول‪ :‬وهو ألارقام التي كشف عنها والي بنك املغرب واملتمثلة في قيمة املعامالت‬

‫(‪ )5‬انس الحسناوي‪ " :‬التعامل املحتشم للبنوك مع املنتجات الجديدة أثر على سمعتها"‪ ،‬جريدة الصباح‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص ‪.8‬‬

‫‪457‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫بخصوصها والتي لم تتجاوز ‪ 600‬مليون درهم‪ ،‬وتهم باألساس كال من املرابحة وإلاجارة(‪ ،)6‬في‬
‫حين تمثل التمويالت إلاسالمية ‪ 0.1 %‬من قروض الاقتصاد املقدمة من لدن البنوك إلى غاية‬
‫نهاية نونبر ‪ ،2008‬إضافة إلى اقتصار عرض هذه املنتجات على أربع بنوك فقط‪ ،‬وهذا ال يتماش ى‬
‫مطلقا مع ألاهداف املسطرة لهذه املنتجات واملتمثلة في توسيع وتنويع الخدمات البنكية‪،‬‬
‫والاستجابة ملتطلبات شريحة مهمة من املغاربة الراغبين في هذا النوع من التمويل املالي الخالي‬
‫من الفائدة الربوية‪ ،‬ورفع نسبة الاستبناك خصوصا إذا علمنا أن نسبة التعامل مع البنوك في‬
‫املغرب ال تتعدى ‪ 25‬إلى ‪.30 %‬‬
‫الاعتبار الثاني‪:‬غموض في تفسير أسباب انطالق هذه املعامالت(‪ ،)7‬فالخطاب الرسمي‬
‫يقول أنها جاءت تلبية لرغبات الجمهور في الانفتاح على أساليب جديدة في التعامل مع البنوك‬
‫دون ذكر هويتها إلاسالمية وال التشهير لها‪ ،‬وكأنها مولود غير شرعي لهذه البنوك ويجب التستر‬
‫عليه(‪.)8‬‬
‫الاعتبار الثالث‪ :‬هو أن سبب انطالق هذه املعامالت باإلضافة إلى ألاسباب الداخلية‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬ضغوط خارجية خضع لها املغرب من طرف املستثمرين خاصة املستثمرين‬
‫العرب من دول الخليج الذين اشترطوا وضع أموالهم املزمع استثمارها في مؤسسات أو حسابات‬
‫إسالمية‪ ،‬وحيث إن هذه الاستثمارات غالبا ما يكون حجمها كبيرا ويتطلب سنوات كبيرة‬
‫لتنفيذها‪ ،‬ألامر الذي يقتض ي أن تبقى ألاموال املرصودة لها جامدة‪ ،‬فإن هي وظفت بطريقة ربوية‬
‫استحال على أصحابها شرعا التصرف في أرباحها‪ ،‬وإن هي وظفت بطريقة إسالمية استفاد منها‬
‫أصحابها‪ ،‬وخفضوا بذلك إجمالي تكلفة مشاريعهم‪.‬‬
‫الاعتبار الرابع‪ :‬وهو العدد املحدود للبنوك التي عملت على تسويق هذه املنتجات‬
‫(‪)10‬‬
‫البنكية البديلة (مؤسستين فقط من أربع)(‪ ،)9‬باإلضافة إلى غياب وسائل الدعاية وإلاشهار‬

‫(‪ )6‬في حين لم تتم دراسة أي ملف خاص باملشاركة بسبب خصاص في الرؤية بالنسبة لهذا العرض‪ ،‬وألن‬
‫املشاركة تعتبر ضمن رأسمال املخاطرة‪.‬‬
‫انظر ‪ " :‬بعد ‪ 3‬سنوات‪ ....‬لهذه ألاسباب فشلت املنتجات البنكية إلاسالمية" أنجز امللف موالي إدريس‬
‫املودن ‪،‬إلاثنين ‪ 30‬أغسطس ‪،7010‬‬
‫املوقع إلالكتروني ‪www .iqtissadia.com:‬‬

‫قمت بزيارة هذا املوقع يوم الجمعة ‪ /03/ 2011 01‬على الساعة ‪h 30 18‬‬

‫(‪ )7‬عمر ادريس الكتاني‪ " :‬تعليق على قرار بنك املغرب " منشور في املوقع إلالكتروني ‪ ،www .iqtissadia.com :‬أنظر‬
‫املرجع السابق‬
‫(‪ )8‬مع العلم أن إنشاء بنوك إسالمية هو مطلب وضع على طاولة البرملان املغربي منذ أزيد من عقدين فعوض‬
‫ترك ألامور على ما هي عليه أو إلاذن بإنشاء بنوك إسالمية‪،‬ألامر الذي اقتض ى من املسؤولين التحايل وإيجاد‬
‫بدائل إسالمية لكن في إطار بنوك تقليدية من خالل فتح نوافذ إسالمية‪.‬‬
‫(‪ )9‬يقصد بهما بنك التجاري وفا بنك والفرع الذي أسسه واملسمى " دار الصفاء"‪ ،‬وكما إلى ذلك ألاستاذ نجيب‬

‫‪458‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫والتي كان من املفروض أن تعمل على تسويقها بالشكل الكافي‪ ،‬أضف إلى ذلك ضعف التكوين‬
‫الكافي واملتخصص لألطر البنكية املغربية في مجال املالية إلاسالمية‪ ،‬وتمركزها في املدن الكبرى في‬
‫حين تبقى معظم الوكاالت البنكية في مختلف أنحاء املغرب غير محاطة ومستوعبة لحيثيات تنزيل‬
‫وتطبيق هذه املنتجات‪.‬‬
‫الاعتبار الخامس‪ :‬ويتجلى في ألاسباب التقنية لضعف نجاح هذه املنتجات بصفة عامة‬
‫واملرابحة بوجه خاص‪:‬‬
‫ومن بينها الازدواج الضريبي الذي كان مفروضا على هذا النوع من التمويالت سواء‬
‫على مستوى رسوم التسجيل أو الضريبة على القيمة املضافة أو الضريبة على الشركات‪ ،‬والذي‬
‫تم إصالحه خالل سنة ‪ 2009‬بالنسبة إلى رسوم التسجيل وخالل مشروع قانون املالية‬
‫لسنة ‪ 2010‬بالنسبة لضريبة على القيمة املضافة‪ ،‬إذ كانت هذه ألاخيرة تفرض على ألاقساط‬
‫الشهرية وعلى قسط ربح البنك‪ ،‬على عكس التمويل التقليدي املفروضة عليه الضريبة فقط‬
‫بالنسبة للفائدة‪ ،‬وهذا مطلب قدمه فريق العدالة والتنمية كتعديل خالل سنتي ‪ 2008‬و ‪2009‬‬
‫وسنة ‪ 2010‬كذلك‪ ،‬مما كان له تأثير إيجابي على مستوى انخفاض تكلفة هذه املنتجات(‪.)11‬‬
‫كذلك يطرح مشكل الضمانات‪ ،‬حيث تم وضع مجموعة من القيود الصارمة‬
‫تخوفا من فشل العملية( كحكم مسبق )‪ ،‬مقارنة مع القروض الكالسيكية ومنها مثال‪ :‬أن الزبون‬
‫يكون ملزما بتأدية مجمل القرض في حال عجز عن سداد مستحقاته ملدة ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وهذا ما‬
‫يجعل عددا من الزبناء تنفر من هذه املنتوجات بسبب الشروط القاسية التي تتضمنها العقود‪،‬‬
‫فضال عن رفض املؤسسات البنكية تفعيل تأمين املخاطر عن ألاداء(‪.)12‬‬

‫بوليف‪ :‬فاألمر يتعلق بمؤسسة بنكية واحدة فقط يقوم بهذه العمليات‪ ،‬مما يعني أنه يعمل بمنطق الاحتكار‬
‫الش يء الذي سيرفع من ألاسعار‪ ،‬فاملنافسة من شأنها تخفيضها ولو بشكل تدريجي‪.‬‬
‫انظر موقف ذ‪ /‬نجيب بوليف الوارد في مقال تحت عنوان " كل ما يجب أن تعرفه عن املنتجات البديلة" كتبه‬
‫سعيد الطواف في مجلة املساء بتاريخ ‪. /09/201015‬‬
‫املوقع إلالكتروني ; ‪ ، www.midipress.com‬وقد قمت بزيارة هذا املوقع بتاريخ ‪ /04/2011 02‬على الساعة ‪h 12‬‬

‫‪.30‬‬
‫(‪ _ )10‬لقد أعربت مصادر من بنك املغرب على أن البنوك هي املعنية بإطالق حمالت إشهارية ‪ ،‬وعدم اللجوء إلى‬
‫املؤسسات الدينية قصد تحسيس الزبناء والبنوك بأهمية هذه املنتجات‪.‬‬
‫(‪ _ )11‬أما بالنسبة للضريبة على الشركات‪ ،‬ففريق العدالة والتنمية سيقدم تعديل خالل مشروع القانون املالي‬
‫لسنة ‪ 2011‬يتعلق بالضريبة على الشركات واملتعلق بفرض الضريبة فقط على قسط الربح‪.‬‬
‫انظر ‪www .iqtissadia.com :‬‬

‫(‪ )12‬من الضروري وضع نظام للتأمين يسمى " تأمين عدم املالءة" وهذا النوع من التأمين يمكن من تغطية مبلغ‬
‫القرض في حال عجز الزبون عن تأدية املستحقات لسبب من ألاسباب‪ ،‬سواء الاقتصادية أو الاجتماعية ‪،‬‬

‫‪459‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫عموما يمكن القول أن املنتجات البنكية البديلة التي جاءت بها توصية والي بنك‬
‫املغرب عموما‪ ،‬يصعب تطبيقها على أرض الواقع بالنظر للتعقيدات إلادارية والتكلفة املالية‬
‫الغالية‪ ،‬باإلضافة إلى غياب املواكبة والدعاية إلاشهارية (‪)13‬في مقابل سماح العديد من الدول‬

‫ولألسف فحتى مؤسسات التأمين ترفض وضع هذا النوع من التأمينات"‬


‫موقف ذ‪ /‬عبد اللطيف الشقيري في حوار أوردته جريدة املغربية بتاريخ ‪/03/ 2011 03‬‬

‫انظر املوقع إلالكتروني للجريدة ‪www .Magharebia.com‬‬

‫قمت بزيارة هذااملوقع يوم السبت ‪ /04 /2011 07‬على الساعة الرابعة زوالا‪.‬‬
‫( ‪ )13‬وقد لخص الاقتصادي املغربي ذ‪ .‬عمر إدريس الكتاني ألاسباب التي عجلت بفشل املنتجات البنكية البديلة‬
‫في ستة أسباب هي كالتالي‪:‬‬
‫السبب ألاول‪ :‬هو أن نسبة ربحية البنك يحددها البنك وحده‪ ،‬إذ أنها ليست نتيجة ملفاوضات بين الطرفين‪،‬‬
‫وال نتيجة لضغط املنافسة بين البنوك‪ ،‬وإنما يقع تقييم النسبة الربحية بعملية حسابية مبنية على نسبة‬
‫الفائدة ا ملتداولة في البنك‪ ،‬وحيث أن نسب الفائدة مرتفعة في البنوك املغربية بسبب التنافسية الضعيفة‬
‫بين البنوك‪ ،‬فإن نسبة الربحية تظل مرتفعة‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬متعلق بمدة إلاعفاء من الضريبة‪ ،‬ففي النظام التقليدي الربوي إذا اشترى الشخص منزال‬
‫للسكن ألاساس ي وسكنه ‪ 1‬سنوات‪ ،‬ثم باعه حينذاك يعفى من الضريبة على ألامالك العقارية‪.‬‬
‫السبب الثالث‪ :‬وهو مرتبط باالزدواج الضريبي في املرابحة‪ ،‬فإذا أردنا شراء منزل بعقد مرابحة فإننا نطلب من‬
‫البنك شراءه وحين يصبح في ملكيته عندئذ يبيعه إيانا بالتقسيط مع إضافة نسبة ربحية‪ ،‬وحيث إن هناك‬
‫عملية شراء مرتين‪ ،‬كانت كل عملية نخضع إلى أداء التسجيل ‪ ،.5 % 5‬والتحفيظ ‪ .5% 1‬وهكذا كان املشتري‬
‫يؤدي ‪ %5‬ضريبة عوض ضريبة عوض ‪ ،% 1‬وقد أزيلت هذه الازدواجية سنة ‪ ،5117‬بعد أن اقتنع‬
‫املسؤولون بأن البنك هو مجرد وسيط في البيع‪.‬‬
‫السبب الرابع‪ :‬فيتعلق بكلفة الضريبة على القيمة املضافة‪ ،‬إذ عادة ما تطبق نسبة ‪ % 11‬كضريبة على‬
‫القيمة املضافة على كل املنتجات البنكية ما عدا منتوجات املعامالت إلاسالمية التي تواجه حالتين‪ :‬ألاولى‬
‫بالنسبة إلى إلاجارة والاقتناء إذ تعتبر العملية إجارة ال اقتناء‪ ،‬لذا يتحمل الزبون نسبة ‪ % 51‬وهي النسبة‬
‫املطبق ة على ألاكرية‪ ،‬والثانية بالنسبة للمرابحة فرغم أن هذه العملية تقوم بها البنوك‪ ،‬فإنها تعتبر عملية‬
‫بيع وشراء عادية وتطبق عليها نسبة ‪ % 51‬على القيمة املضافة‪ ،‬بينما ال تخضع العملية نفسها املبنية على‬
‫قرض ربوي إال إلى نسبة ‪ % 11‬من القيمة املضافة‪ ،‬إال أن قانون املالية لسنة‪ 5111‬خفض هذه النسبة غلى‬
‫نسبة ‪ % 11‬بينما تركها في مستوى ‪ % 51‬في إلاجارة‪,‬‬
‫السبب الخامس‪ :‬ويتعلق بكلفة الضريبة على الدخل‪ ،‬إذ أن الفوائد التي تعطى للبنوك في حالة شراء عقار‬
‫سكني رئيس ي تخصم عادة من املبلغ الخاضع للضريبة على الدخل‪ ،‬بينما في املعامالت إلاسالمية البديلة‬
‫ألارباح التي تعطى للبنوك في حالة شراء سكن رئيس ي ال تخصم من املبلغ الخاضع للضريبة على الدخل‪ ،‬مع‬
‫العلم أن ألارباح يأخذها البنك‪ ،‬ويؤديها ككلفة الزبون‪ ،‬فهل يعقل أن يؤدي عليها الزبون ضريبة رغم أنها‬
‫دفعت في شراء السكن الرئيس ي‪.‬‬

‫‪460‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫الغربية بإنشاء أبناك إسالمية كفرنسا التي يقدر عدد املغاربة بها حوالي مليون نسمة وقد بلغت‬
‫تحويالتهم ‪ 23‬مليار و ‪ 353‬مليون درهم سنة ‪ 2007‬محتلة ما نسبته ‪ % 42‬من مجموع التحويالت‬
‫الخارجية واملقدرة ب ‪ 55‬مليار درهم‪ ،‬بحسب تقرير ميزان ألاداءات الصادر عن مكتب الصرف‬
‫الفرنس ي(‪ ،)14‬ألامر الذي يطرح عالمة استفهام حول الجدوى من تهميش هذه املنتجات مع العلم‬
‫أن من شأن الاهتمام بترويجها الحصول على سيولة جد هامة إلمكانية النهوض باالقتصاد‬
‫املغربي وتمكينه من مقومات خوض غمار التنافسية العاملية‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬دراسة نقدية للبنوك التشاركية املشار إليها في مشروع القانون رقم ‪32-03‬‬
‫إن الدراسة النقدية للبنوك التشاركية كما جاءت في مسودة القانون رقم ‪32-03‬‬
‫املتعلق بمؤسسة الائتمان والهيئات املعتبرة في حكمها تقتض ي منا قبل ذكر النواقص التي تعتريها‬
‫( الفقرة الثانية) ‪ ،‬أن نحدد إلاطار القانوني لها من خالل تحديد مجال تطبيقها وآليات املراقبة (‬
‫الفقرة ألاولى)‬
‫الفقرة ألاولى ‪ :‬التنظيم القانوني للبنوك التشاركية‬
‫بادئ ذي بدء‪ ،‬وقبل الحديث عن أي تنظيم قانوني للبنوك التشاركية والتي تشمل‬
‫مقتضيات التأسيس ومجال التطبيق وآليات املراقبة ( أوال) ‪ ،‬فإنه البد من وضع هذه البنوك‬
‫املستحدثة في إطارها العام ال وهو مشروع القانون رقم ‪ 32-03‬املتعلق بمؤسسات الائتمان‬
‫والهيئات املعتبرة في حكمها‪ ،‬لنتساءل جميعا عن ما هي أهم املستجدات التي جاء بها؟ وملاذا تم‬
‫إقحام البنوك التشاركية ضمن هذا القانون؟ ملاذا لم يتم تخصيص قانون خاص بالبنوك‬
‫التشاركية مستقال عن القانون امل نظم ملؤسسات الائتمان والهيئات املعتبرة في حكمها باملغرب؟‬
‫هذه ألاسئلة وغيرها هي ما سنحاول إلاجابة عنها فيما سيأتي ( ثانيا) ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أهم املستجدات التي جاء بها مشروع القانون ‪34-03‬‬
‫لقد مكن تطبيق القانون رقم ‪ 32-03‬املتعلق بقانون مؤسسات الائتمان والهيئات‬
‫املعتبرة في حكمها من استخالص دروس هامة‪ ،‬خاصة على ضوء ألازمة العاملية و انعكاساتها على‬
‫اقتصاديات الدول و آذا التطورات التي عرفها املناخ القانوني على املستوى الدولي و الوطني‪.‬‬

‫و من أجل أخد هذه التطورات بعين الاعتبار و وضع آلاليات الضرورية ال سيما للوقاية‬
‫من ألازمات املالية و تدبيرها و تعزيز الرقابة على أنشطة مؤسسات الائتمان و خلق شروط تطابق‬

‫السبب ألاخير‪ :‬وهو مرتبط بكلفة التأمين‪ ،‬ولنفرض مثال أن الزبون سلم للبنك مبلغ ‪ 51‬مليون سنتيم من‬
‫أصل ‪ 41‬مليون لشراء سكن مرابحة تفرض عليه عقدة الشراء تأمين ‪ 41‬مليون سنتيم كاملة وليس فقط‬
‫تأمين ‪ 11‬مليون املتبقية‪ ،‬ما يعني تحمل كلفة أعلى في التأمين‪.‬‬
‫(‪ )14‬محمد العروص ي‪" :‬الحق في ا لسكن بين املعامالت البنكية الجديدة واملعامالت التقليدية" مجلة ألامالك‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 8‬السنة ‪ ، 7010‬ص‪. 130‬‬

‫‪461‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫نظامنا البنكي مع أفضل املعايير املعمول بها على املستوى الدولي‪ ،‬بات من الضروري العمل على‬
‫إعداد قانون جديد ينظم أنشطة مؤسسات الائتمان و الهيآت املعتبرة في حكمها‪.‬‬

‫مادة‬ ‫يتضمن‪197‬‬ ‫ويمكن تلخيص الخطوط العريضة للقانون السالف الذكر الذي‬
‫موزعة على تسع أبواب فيما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬مجال تطبيق القانون‪:‬‬

‫ينص مشروع القانون على أن رخصة املزاولة للبنوك يمكن أن تقتصر على ممارسة‬
‫بعض ألانشطة املرتبطة بتلقي الودائع و منح القروض‪.‬‬

‫ويتضمن مشروع القانون مقتضيات تنص بطريقة شمولية على خدمات الاستثمارو‬
‫الخدمات املرتبطة بها و املمكن مزاولتها‪ ،‬شريطة التقيد بأحكام النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫املطبقة في هذا املجال‪ ،‬من طرف مؤسسات الائتمان‪.‬‬

‫الجانب ما يلي‪:‬‬ ‫وتخص املقتضيات ألاخرى التي تطرق لها مشروع القانون و املتعلقة بهذا‬
‫أ‪ -‬وضع إطار قانوني يحكم نشاط البنوك التشاركية‪ :‬وعيا من السلطات العمومية بما‬
‫يمكن أن تقدمه املنتوجات و الخدمات املالية التشاركية فيما يخص تعبئة الادخار و التمويل‬
‫إلاضافي لالقتصاد الوطني‪ ،‬فإنه أصبح من الضروري وضع إطار قانوني يحكم املالية التشاركية‪.‬‬

‫ومن أبرز العناصر التي تم أخذها بعين الاعتبار من أجل إدخال مقتضيات تهم البنوك‬
‫التشاركية‪ ،‬نذكر على وجه الخصوص‪:‬‬

‫‪-1‬نضج النظام املالي الوطني؛‬


‫‪-2‬آفاق الاستثمار و التمويل التي يختزلها هذا املجال ببالدنا؛‬
‫‪-3‬إحداث قطب مالي يتميز بإشعاع على املستوى الجهوي و العالمي و الذي يستوجب‬
‫توافر هذه الفئة من املالية العاملية؛‬
‫‪-4‬ضرورة توفير منتوجات و خدمات مالية لفائدة املواطنين املقيمين‪ ،‬و كذلك الجالية‬
‫املغربية املقيمة بالخارج التي يوفر لها القطاع املالي لبلد إقامتها منتوجات منبثقة عن املالية‬
‫التشاركية‪.‬‬

‫وتكمن أهم املحاور التي تطرقت لها هذه املقتضيات فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬املبادئ ألاساسية‪ ،‬التعريف باملفاهيم و صيغ العقود؛‬


‫‪-‬مجال التطبيق و ألانشطة املسموح بمزاولتها؛‬
‫‪-‬إلاطار املؤسساتي‪ :‬وفقا ملقتضيات الظهير الشريف املتعلق بإعادة تنظيم املجالس‬
‫العلمية‪ ،‬تم إنشاء لجنة مسماة لجنة الشريعة للمالية املخول لها البث في مطابقة العمليات و‬

‫‪462‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫املنتوجات املقدمة للجمهور للشريعة‪ ،‬كما تضمن مشروع القانون مقتضيات تتعلق بإلزامية‬
‫وضع لجنة افتحاص من طرف البنوك التشاركية يعهد إليها بالتأكد من مطابقة ممارسة ألانشطة‬
‫البنكية ألحكام الشريعة ؛‬
‫‪ -‬ممارسة الرقابة من طرف بنك املغرب على البنوك التشاركية ؛‬
‫‪ -‬حماية املستهلك‪.‬‬

‫ب ‪ .‬جمعيات السلفات الصغيرة و البنوك الحرة‪:‬‬

‫ستظل هذه املؤسسات خاضعة للنصوص الخاصة بها و في نفس الوقت ملقتضيات‬
‫القانون البنكي املتعلقة بمنح و سحب الاعتماد‪ ،‬و ألاحكام الاحترازية و املحاسبية و نظام‬
‫العقوبات‪.‬‬

‫ت ‪ .‬مؤسسات ألاداء‪:‬‬

‫اعتبارا للنمو الذي عرفته الوسائل الجديدة لألداء (البطائق املسبوقة الدفع والخدمات‬
‫املصرفية عبر الهاتف) و العاملين في قطاع ألاداء‪ ،‬فقد تم التنصيص في مشروع القانون على نظام‬
‫يحكم مؤسسات ألاداء‪ ،‬وسيمكن هذا إلاطاراملؤسسات املعنية من مزاولة عملية أو أكثر لألداء و‬
‫املنصوص عليها في‬
‫القانون و ستشمل شركات تحويل ألاموال املنصوص عليها في القانون الحالي‪.‬‬

‫ث ‪ .‬التجمعات املالية‪:‬‬

‫يضم مشروع القانون مقتضيات متعلقة بتعريف التجمعات املالية و رقابتها بهدف خلق‬
‫التوافق بين التشريع الوطني و املعايير الدولية‪.‬‬

‫ج ‪ .‬مراجعة القواعد املتعلقة بنشاط الوسطاء في العمليات املنجزة من لدن مؤسسات‬


‫الائتمان‪:‬‬

‫وفقا للمقتضيات الجديدة املنصوص عليها في مشروع القانون‪ ،‬يجب على الوسطاء في‬
‫العمليات املنجزة من لدن مؤسسات الائتمان اتخاد شكل أشخاص معنوية‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬يخضع الوسطاء في العمليات املنجزة من لدن مؤسسات الائتمان لرقابة‬
‫بنك املغرب بموجب املادة ‪ 83‬من مشروع القانون التي تنص على أن " بنك املغرب مكلف بمراقبة‬
‫تقيد مؤسسات الائتمان ألحكام القانون والنصوص املتخذة لتطبيقه‪ ،‬والتأكد من مالئمة التنظيم‬
‫إلاداري واملحاسباتي و نظام املراقبة الداخلية للمؤسسات املعنية و السهر على جودة وضعيتهم‬
‫املالية‪.‬‬

‫إن الوسطاء املذكورين مطالبين أيضا بوضع نظام اليقظة والسهر الداخلي وفقا للقانون‬

‫‪463‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫رقم ‪ 2-05‬املتعلق بمكافحة غسل ألاموال‪.‬‬


‫‪ - 2‬مراجعة إلاطار املؤسساتي‪:‬‬

‫أسندت مهام جديدة للجنة مؤسسات الائتمان‪ ،‬التي يستطلع رأيها والي بنك املغرب‬
‫والتي تتعلق بمنح وسحب الاعتماد من جمعيات السلفات الصغيرة والبنوك الحرة و آذلك أنشطة‬
‫مؤسسات ألاداء‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬سيتم توسيع تشكيل هذه اللجنة إلى ممثل الفدرالية الوطنية لجمعيات‬
‫السلفات الصغيرة‬
‫‪ - 3‬تقوية التنظيم الاحترازي‪:‬‬

‫يتعلق تعزيز التنظيم الاحترازي أساسا بالجوانب التالية‪:‬‬

‫أ ‪.‬املساهمات‪:‬‬

‫يسمح مشروع القانون البنكي لبنك املغرب باالعتراض على أخذ أية مساهمة‪ ،‬حتى و في‬
‫حالة الامتثال للسقوف إلاجبارية‪ ،‬إذا ما ارتأى أن هذه املساهمة من شأنها أن تعرض مؤسسة‬
‫الائتمان ملخاطر مفرطة أو تعوق رقابتها الاحترازية‪.‬‬

‫ب ‪ .‬ا لحكامة البنكية‪:‬‬

‫ينص مشروع القانون على مفهوم املدير املستقل و ينص كذلك على الالتزام بتشكيل‬
‫لجان الافتحاص واملخاطر من طرف مؤسسات الائتمان املعتمدة بوصفها بنوكا‪.‬‬

‫ت ‪ .‬مكافحة غسل ألاموال‪:‬‬

‫نظرا للتطورات ألاخيرة التي عرفها نظام مكافحة غسل ألاموال ببالدنا‪ ،‬و من أجل تحقيق‬
‫مطابقة القانون البنكي للمعايير الدولية في هذا املجال‪ ،‬نص مشروع القانون صراحة على أن بنك‬
‫املغرب مكلف بضمان احترام الهيآت الخاضعة ملراقبته‪ ،‬لألحكام الجاري بها العمل في مجال‬
‫مكافحة غسل ألاموال وتمويل إلارهاب‪.‬‬

‫وضع إطار للرقابة الاحترازية الكلية و لتدبير ألازمات الشمولية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫ينص مشروع القانون على إنشاء لجنة تسمى" لجنة التنسيق و الرقابة على املخاطر‬
‫الشمولية" التي ستحل محل" لجنة التنسيق بين أجهزة الرقابة على القطاع املالي"‪ ،‬يعهد إليها‬
‫بتحليل املخاطر التي تهدد استقرار النظام املالي واقتراح التدابير املناسبة التي تسمح بتخفيف آثار‬
‫مثل هذه املخاطر‪.‬‬

‫و في هذا الصدد‪ ،‬يعهد إليها‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬باملهام التالية‪:‬‬

‫تنسيق أنشطة أعضائها في ما يتعلق بالرقابة على املؤسسات الخاضعة‬ ‫‪‬‬

‫‪464‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫ملراقبتها‪ ،‬فضال عن التجمعات املالية‪.‬‬


‫تحليل وضعية القطاع املالي و تقييم املخاطر الشمولية؛‬ ‫‪‬‬

‫اقتراح جميع التدابير للوقاية من املخاطر الشمولية والحد من تأثيرها؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬تنسيق التعاون وتبادل املعلومات مع الهيئات املكلفة بمهام مماثلة بالخارج‪.‬‬

‫ويتحقق الجزء الكبير للرقابة الاحترازية الكلية عن طريق هذه اللجنة بتركيبتها املوسعة‬
‫والتي سوف يرأسها والي بنك املغرب وستشمل ممثلي مديرية الخزينة واملالية الخارجية والسلطة‬
‫املكلفة بمراقبة مقاوالت التأمين وإعادة التأمين‪،‬والسلطة املكلفة بمراقبة أسواق الرساميل‪.‬‬

‫ويشمل مشروع القانون كذلك أحكاما جديدة تتعلق بمعالجة صعوبات أية مؤسسة‬
‫تعتبر شمولية‪ ،‬و ال سيما امكانية تعيين‪ ،‬وفق إجراء طارئ‪ ،‬مدير مؤقت عندما تهدد الظروف‬
‫استقرار النظام البنكي وتفويت أصولها التي تعتبر مختلة إلى هيكل قانوني معتمد أو انفصالها‪.‬‬

‫كما يحدد املشروع بشكل واضح أنه يعهد أساسا لصندوق ضمان الودائع بتعويض‬
‫املودعين بمؤسسات الائتمان‪ ،‬و يمكنه أيضا منح مساعدات قابلة لإلرجاع للمؤسسات التي تبرز‬
‫وضعية صعبة أو املساهمة في رأس مالها‪.‬‬

‫و يخول مشروع القانون إدارة صندوق ضمان الودائع لشركة مساهمة تحت مراقبة‬
‫بنك املغرب‪ ،‬تتوفر على رأس مال يتم اكتتابه من طرف مؤسسات الائتمان املنخرطة بالصندوق و‬
‫آذا بنك املغرب‪.‬‬

‫العمل على تطابق القانون البنكي مع التشريعات ألاخرى‪:‬‬ ‫‪-5‬‬


‫ينص مشروع القانون على وضع جسور بين سلطات املنافسة وبنك املغرب‪ ،‬وبالتالي قبل‬
‫أن تسائل هذه السلطات عن حاالت ترآيز النزاعات تهم‪ ،‬بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مؤسسة‬
‫الائتمان أو هيئة معتبرة في حكمها‪ ،‬ينبغي أن تحصل مسبقا على رأي بنك املغرب‪.‬‬

‫و باملقابل‪ ،‬عندما يرى بنك املغرب‪ ،‬بمناسبة دراسة طلب اعتماد أو طلب اندماج أو ضم‬
‫بين واحدة أو أكثر من مؤسسات الائتمان أو الهيآت املعتبرة في حكمها‪ ،‬أن العملية املقترحة يمكن‬
‫أو يحتمل أن تشكل خرقا ألحكام" قانون املنافسة"‪ ،‬فإنه يلتمس رأي سلطة املنافسة قبل الحسم‬
‫في املوضوع‪.‬‬

‫و من جهة أخرى‪ ،‬بما أن بنك املغرب يدير خدمات ذات مصلحة عامة و التي تحتوي على‬
‫بيانات شخصية‪ ،‬فإن مشروع القانون يسرد هذه الخدمات و يشرح غرضها‪.‬‬

‫تلكم هي الخطوط العريضة ملشروع القانون املتعلق بمؤسسات الائتمان و الهيآت‬


‫املعتبرة في حكمها والذي تضمن في طياته مشروع لتأسيس البنوك التشاركية وهو ما يهما من هذا‬
‫القانون‪ ،‬لذلك سنتناوله بمزيد من التفصيل فيما سيأتي‪:‬‬

‫‪465‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫ثانيا‪ :‬التنظيم القانوني للبنوك التشاركية‬


‫‪ -1‬مجال التطبيق‬
‫نصت املادة ‪ 57‬من مشروع القانون رقم ‪ 32-03‬املتعلق بمؤسسات الائتمان والهيئات‬
‫املعتبرة في حكمها على أنه‪ " :‬تعتبر بنوكا تشاركية ألاشخاص املعنوية الخاضعة ألحكام هذا الباب‬
‫واملؤهلة ملزاولة ألانشطة املشار إليها في املادة ألاولى أعاله بصفة اعتيادية بما ال يتعارض مع‬
‫أحكام الشريعة وكذا العمليات التجارية واملالية والاستثمارية باستثناء كل عملية تتعامل‬
‫بالفائدة اخذا وعطاء"‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 53‬منه أن هذه البنوك تناط بها مهمة تلقي الودائع الاستثمارية من‬
‫الجمهور‪ ،‬حيث أن العالقة التي تربطبين املودع كممول والبنك كمدير هي عالقة تهدف إلى‬
‫املشاركة في ألارباح حسب نسب محددة سلفا بين الطرفين أو مقابل عمولة يدفعها املودع‪ ،‬هذا‬
‫ويتحمل املودع الخسائر إال في خطأ واضح من طرف البنك‪.‬‬
‫كما حدد نفس املشروع من خالل املادة ‪ 52‬التمويالت التي يمكن للبنوك التشاركية أن‬
‫تقدمها لعمالئها‪ ،‬وهي نفسها املنتجات البديلة التي جاءت بها توصية والي بنك املغرب رقم‬
‫‪ ،7002/33‬مع إضافة منتوج املضاربة‪.‬‬
‫كما يجوز للبنوك التشاركية أن تمول زبنائها بواسطة أي منتوج آخر ال يتعارض مع‬
‫أحكام الشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬هيئة الرقابة‬
‫نصت املادة ‪ 21‬من املشروع على إنشاء لجنة يطلق عليها اسم " لجنة الشريعة املالية"‪،‬‬
‫وتهدف هذه ألاخيرة إلى مالءمة املنتوجات البنكية للشريعة إلاسالمية‪ ،‬على أن يقوم بنك املغرب‬
‫بأعمال السكرتارية‪ ،‬هذه اللجنة كما جاءت باملادة ‪ ،22‬مع ضرورة أن ترفع البنوك التشاركية‬
‫للجنة نهاية كل سنة مالية تقريرا تقييميا حول مطابقتها ألحكام الشريعة إلاسالمية‪ ،‬وتتجلى مهمة‬
‫لجنة الشريعة للمالية في البث حول مطابقة العمليات واملنتوجات املقدمة للجمهور للشريعة‬
‫إلاسالمية‪ ،‬إضافة إلى الرد على استشارات البنوك‪ ،‬وإبداء رأي مسبق حول محتوى الحمالت‬
‫الدعائية ملؤسسات الائتمان التي تزاول نشاط البنوك التشاركية‪ ،‬عالوة على اقتراح اي تدبير من‬
‫شانه أن يساهم في تنمية أي منتوج أو خدمة مالية مطابقة للشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم الثغرات والنواقص التي تعتري مشروع البنوك التشاركية‬
‫وعلى الرغم من كونه خطوة إيجابية مبدئيا كتدرج إلدخال التمويالت إلاسالمية في‬
‫الاقتصاد املغربي‪ ،‬إال أن هناك مجموعة من املالحظات ‪:‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪ -1‬إن تخصيص باب يتم وسط قانون تعديل للنظام البنكي باملغرب‪ ،‬أي بنسبة‬

‫‪466‬‬
‫التمويالت اإلسالمية بالمغرب بين واقع التطبيق وآفاق التطوير‬

‫من املواد املشكلة للقانون غير كاف لإلحاطة التشريعية بعمل مصرف إسالمي يمارس ألول مرة‬
‫باملغرب‪.‬‬
‫‪ -2‬كان على املشروع أال يقتصر في تقديمه على ‪ 2‬منتوجات تمويلية فقط‪ ،‬ألن قوة‬
‫املصارف إلاسالمية في تنوع منتوجاتها‪ ،‬وفي الاجتهاد الشرعي في إيجاد الحلول املناسبة للمواطنين‬
‫والفاعلين الاقتصاديين لتمويل احتياجاتهم‪ ،‬فمثال املضاربة أنواع واملرابحة كذلك أنواع‪ ،‬والبيوع‬
‫أنواع‪ ،‬واملشروع لم يأطر هذه ألاصناف أبدا‪.‬‬
‫إضافة إلى غياب تمويالت مهمة مناسبة أكثر لالقتصاد املغربي باعتباره بلد فالحي‬
‫كصيغ املزارعة واملغارسة وبيع السلم‪ ،‬وغياب الحديث عن الاستصناع‪ ،‬وعن عقود التوريد‪،‬‬
‫وعن صيغة الصكوك التي أبانت عن نجاحها في جلب أموال ضخمة لتمويل اقتصاديات عدة‬
‫دول إسالمية (ماليزيا‪ ،‬السعودية‪ ،‬قطر ‪ ،)...‬واملغرب هو أحوج من غيره لهذا الصنف من‬
‫التمويالت‪.‬‬
‫‪ -3‬تطرق املشروع لهيئة الرقابة الشرعية تحت مسمى "لجنة الشريعة للمالية"‪،‬‬
‫وربطها باملجلس العلمي ألاعلى‪ ،‬باعتباره الضامن ملؤشر الاطمئنان لتجربة "البنوك التشاركية"‪،‬‬
‫وبالتالي فأصحاب رؤوس ألاموال الراغبين في تطبيق شرع هللا في أموالهم ينتظرون إشارة قوية‬
‫تخص الدور املنوط بهذه املؤسسة ودرجة استقاللها في اتخاذ قراراتها في توجيه املعامالت‬
‫املعرفية للبنك التشاركي‪ ،‬بما يتوافق مع الشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫‪ -4‬فمشروع القانون مطالب بالتنصيص على هذه ألامور‪ ،‬وكل املقتضيات الضرورية‬
‫املتعلقة بتكوين هذه اللجنة‪ ،‬وضمان استقالليتها الكاملة في مهام الرقابة املسندة إليها‪.‬‬
‫‪ -5‬ال يجب ربط تنزيل مضامين هذا القانون على أرض الواقع بعدة مراسيم تطبيقية‪،‬‬
‫والتي غالبا ما تتأخر‪ ،‬وبتأخرها يصبح املشروع حامال في طياته بوادر الفشل‪ ،‬وعلى العكس يجب‬
‫أن يكون متضمنا كافة التفاصيل واملقتضيات الضرورية لالنطالقة وسد باب التأويل‬
‫والانتظارات‪.‬‬
‫‪ -6‬يجب العمل على مالءمة إلاطار التشريعي والتنظيمي مع عمليات البنوك التشاركية‬
‫بصفة كاملة ال جزئية‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق باملدونة العامة للضرائب‪ ،‬ومدونة التأمينات‪،‬‬
‫ومدونة التجارة‪ ،‬ومدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وقانون املنافسة‪ ،‬والقوانين املنظمة للسوق‬
‫املالية‪ ،‬وتلك املعمول بها في مجال التحفيظ العقاري‪ ،‬ألن الغاية من هذه املالءمة هي ضمان‬
‫تنافسية متكافئة مع مؤسسات الائتمان ألاخرى‪.‬‬
‫‪ -7‬تمت مالحظة غياب أي إشارة إلى املعايير املحاسباتية الخاصة بالبنوك التشاركية‬
‫في املسودة‪ ،‬على الرغم من كون بنك املغرب قد سبق وأن نشر مذكرة خاصة باملعايير‬
‫املحاسباتية فيما يتعلق باملنتوجات البديلة‪.‬‬

‫‪467‬‬
‫أيت الغازي فاطمة‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فعلى الرغم من كل هذه املالحظات فإن ما يمكن أن نختم به هذا البحث‬
‫هو ضرورة إلاشارة إلى النقط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إن إنشاء البنوك إلاسالمية ال ش يء يقف أمامها إال الانضباط باملقتضيات واملساطر‬
‫القانونية ملمارسة املهنة البنكية في املغرب‪ ،‬وبذلك فال مكان للقول بوجود املانع ألنه ال يوجد أي‬
‫مقتض ى قانوني يميز بين بنوك إسالمية وأخرى غير إسالمية‪ ،‬فاالحتكام للقانون في دولة الحق هو‬
‫ألاوجب‪.‬‬
‫‪ ‬إن إعمال الصيغ إلاسالمية يجب أن يكون في أحضان بنك يتطابق معها في املرجعية‬
‫أي يتوافق مع أحكام الشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬إن من شأن وجود بنك ذي طبيعة إسالمية باملغرب أن ينهض باالقتصاد الوطني‬
‫وتحقيق التنمية املستدامة بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ما يجب علينا في نهاية هذا البحث على العموم هو التنويه بخطوة تأسيس البنوك‬
‫التشاركية‪ ،‬لعلها تكون هي البداية لكل خير‪.‬‬

‫‪468‬‬

You might also like