التضاد

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫التضاد‬

‫سيد ولد عيسى‬

‫‪:‬تعريف التضاد لغة‬


‫ض ُّد الحياة؛ تقول‪":‬‬ ‫ُ‬
‫والموت ِ‬ ‫ضد‪ :‬الضِّ ُّد كلُّ شيء ضا َّد شيئًا ليغلبَه‪ ،‬والسَّواد ِ‬
‫ض ُّد البياض‪،‬‬
‫ك‪ ،‬ويُجمع على األضداد"[‪]1‬‬ ‫ذهب ذا َ‬
‫َ‬ ‫وضدي ُده‪ ،‬واللَّيل ِ‬
‫ض ُّد النهار إذا جا َء هذا‬ ‫ض ُّده َ‬
‫‪.‬هذا ِ‬

‫ض ُّده أَيضًا ِم ْثلُه عنه‪"...‬‬


‫وضدي َدتُه خالفُه‪ ،‬األَخيرة عن ثعلب‪ ،‬و ِ‬ ‫ابن سيده ض ُّد الشي ِء وضدَي ُده َ‬
‫وحْ دَه‪ ،‬والجمع‪ :‬أَضداد‪ ،‬ولقد ضا َّده وهما متضا َّدا ِن‪ ،‬وقد يكون الضِّ ُّد جماعة والقوم على ِ‬
‫ض ٍّد‬
‫ض ًّدا ﴾ [مريم‪["]82 :‬‬ ‫واح ٍد إذا اجتمعوا عليه في الخصومة‪ ،‬وفي التنزيل‪َ ﴿ :‬ويَ ُكونُونَ َعلَ ْي ِه ْم ِ‬
‫ِ‬
‫‪]2.‬‬

‫ض ًّدا ﴾"‬
‫ويكون جمعًا‪ ،‬ومنه‪َ ﴿ :‬ويَ ُكونُونَ َعلَ ْي ِه ْم ِ‬
‫ُ‬ ‫ض ٌّد‬ ‫ُ‬
‫والمخالف ِ‬ ‫ض ُّد بالكسر والضَّدي ُد‪ْ b:‬‬
‫المث ُل‬ ‫ال ِّ‬
‫ق‪ ،‬والقِرْ بة‪ :‬مألَها‪....‬‬ ‫صرفَه ومن َعه بر ْف ٍ‬
‫ض َّده في ال ُخصو َم ِة‪ :‬غلبَه و عنه‪َ :‬‬
‫[مريم‪ ،]82 :‬و َ‬
‫‪.‬وضا َّده‪ :‬خالَفَه"[‪]3‬‬

‫ض َّد له وال"‬‫ضدد‪ :‬الض ُّد‪ :‬واحد األضْ دا ِد‪ ....،‬وقد ضا َّده القوم‪ ،‬وهما ُمتَضا َّدا ِن‪ ،‬ويُقال‪ :‬ال ِ‬
‫ض َّد القِربةَ يَ ُ‬
‫ض ُّدها؛ أي‪:‬‬ ‫والض ُّد بالفتح‪ :‬ال َملْ ُء؛ يُقال‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ضدي َد له؛ أي‪ :‬ال نظير له وال ُكف َء له‪،‬‬
‫َ‬
‫ب"[‪]4‬‬ ‫‪.‬مألها‪ ،‬وأض َّد الرجلُ‪ :‬غ ِ‬
‫َض َ‬

‫ضد‪ ...:‬ويُجمع على األضْ داد‪ ...،‬وروى عن عكرمةَ أنَّه قال في قوله‪َ ﴿ :‬ويَ ُكونُونَ َعلَ ْي ِه ْم "‬
‫ض ًّدا ﴾ [مريم‪ ]82 :‬قال‪ :‬أعداء‪ ،‬وقال أبو إسحاق‪ :‬أي يكونون عليهم"[‪]5‬‬ ‫‪ِ .‬‬

‫َضا َّدا ِن‪ b:‬اللذان ال يجتمعا ِن كالليل والنهار"[‪"... ]6‬‬


‫‪.‬ال ُمت َ‬

‫ويقال‪ :‬لقِ َي القو ُم أضدادَهم وأندادَهم؛ أَي‪ :‬أقرانَهُم‪ ،‬وقال األَخفشُ ‪ :‬النِّ ُد‪ :‬ال ِّ‬
‫ض ُّد وال ِّشبْه؛ ‪"...‬‬
‫(وتَجْ َعلُونَ لَهُ أَ ْندَادًا ﴾ [فصلت‪]9 :‬؛ أي‪ :‬أضدادًا وأشباهًا"[‪]7‬‬
‫‪َ .‬‬

‫ض َّد‪ :‬غضب‪ ،‬و فالنًا وغي َره‪":‬‬ ‫ق‪ ،‬أ َ َ‬


‫ض َّده‪ :‬في الخصوم ِة ونحوها ض ًّدا غلبَه‪ ،‬وعنه‪ :‬ص َّده برف ٍ‬ ‫َ‬
‫فأترعَه‪ ،‬ضا َّده‪ :‬خالفه‪ ،‬و كان له ض ًّدا‪ ،‬و بين الشيئين‪:‬‬ ‫اإلنا َء ونح َوه‪َ :‬مألَهُ َ‬
‫جعل له ض ًّدا‪ ،‬و ِ‬
‫ُ‬
‫المخالف والمنافي‪،‬‬ ‫ض َّد اآلخر‪ ،‬الض ُّد‪:‬‬‫َضا َّد األمران‪ :‬كان أح ُدهما ِ‬
‫ض َّد اآلخر‪ ،‬ت َ‬‫جعل أحدَهما ِ‬
‫و المث ُل والنَّظي ُر والكفء‪( ،‬ج) أضداد‪ ،‬ويُقال‪ :‬هذا اللفظ من األضداد‪ b:‬من المفردات ال َّدال ِة‬
‫كال َجوْ ِن لألسود واألبيض‪ ،‬الضَّدي ُد‪ b:‬الض ُّد (ج) أضدا ٌد‪ ،‬المتضا َّدا ِن (في‬‫على معنيين متباينين؛ ْ‬
‫ضدًى‪ :‬امتأل غضبًا‪،‬‬ ‫ي َ‬
‫ض ِد َ‬
‫كاألبيض واألسود‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫اللذان ال يجتمعان‪ ،‬وقد يرتفعان‬ ‫ِ‬ ‫المنطق)‪b:‬‬
‫‪.‬أَضْ دَى اإلنا َء ونح َوه‪ :‬مأله فأتر َعهُ‪َ ،‬‬
‫ضاداه‪ :‬ضا َّدهُ"[‪]8‬‬
‫أن للضد إطالقات متقاربة من ناحية ومتباينة أخرى‪ ،‬فهو المثي ُل‬ ‫ومن خال ِل ما سبق يتبين َّ‬
‫أن كلمةَ ضد نفسها من األضداد‬ ‫المخالف والمغالب والنِّ ُّد‪ ،‬ما يعني َّ‬
‫ُ‬ ‫‪.‬والنظير والشبيه‪ ،‬وهو‬

‫‪:‬تعريف التضاد اصطالحًا‬


‫التعريف اللغوي في عمومه‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫التعريف االصطالحي للتضاد كثيرًا عن‬ ‫ال يختلف‬
‫ت نذكر من بينها‬ ‫‪:‬فقد ُعرِّ ف التضا ُد في االصطالح عدةَ تعريفا ٍ‬
‫الجمهور يُقال لموجو ٍد في الخارج ‪1-‬‬
‫ِ‬ ‫تعريف أبي البقاء الكفوي؛ حيث عرَّفه بقوله‪" :‬هو عند‬
‫آخر ممانع له‪ ،‬ويُقال‪ :‬وقد يُراد بالض ِّد المنافي بحيث يمتن ُع اجتما ُعهما‬
‫مسا ٍو في القو ِة لموجو ٍد َ‬
‫‪.‬في الوجود"[‪]9‬‬

‫‪.‬وعرَّفه‪ ‬محمد‪ ‬بن السيد حسن بقوله‪" :‬هو اللفظ ال َّدال على معنيين متقابلين"[‪2- ]10‬‬

‫‪.‬وعرَّفه إبراهيم بن فتحي عبدالمقتدر بأنه‪" :‬لفظةٌ واحدة تحمل المعنى وعك َسه"[‪3- ]11‬‬

‫‪.‬وعرَّفه الزركشي بأنَّه‪" :‬تسميةُ ال َّشي ِء باسم ِ‬


‫ض ِّد ِه"[‪4- ]12‬‬

‫أن في التضاد‬ ‫القديم والحديث‪ ،‬فأ َّك َد َّ‬


‫ِ‬ ‫وهناك من قسَّم تعريفَ التضاد تقسي ًما تاريخيًّا حسب‬
‫َث يعني بالتضاد‪" :‬وجود‬ ‫ي المحد ُ‬
‫رأيين؛ قديم وحديث‪ ،‬ولكلٍّ منهما رؤيتُه للتضاد؛ فالرأ ُ‬
‫كالقصير في مقابل الطَّويل والجميل في مقاب ِل القبيح"[‬
‫ِ‬ ‫لفظين يختلفا ِن لفظًا ويتضا َّدان معنًى؛‬
‫ي القديم بالتضا ِّد "اللفظ المستعمل في معنيَيْن متضا َّديْن"[‪]14‬‬ ‫‪ ،]13.‬بينما يعني الرَّأ ُ‬

‫أن‪" :‬في اللغ ِة‬‫بن السيد حسن ِمن َّ‬ ‫ويؤيد هذا المعنى ويزيده تفصيالً وتأكيدًا ما ذهب إليه محم ُد ُ‬
‫العربية كلمات تتمي ُز بخاصي ٍة مزدوجة تستعمل على وجهين متضا َّديْن؛ كقولهم‪َ " :‬جلَل"‬
‫ع من المشترك‪،‬‬ ‫ث والمغيث‪ ...‬الخ‪ ،‬وهو نو ٌ‬ ‫للكبير والصغير وللعظيم‪ ،‬و"الصَّارخ"‪ b‬للمستغي ِ‬
‫ِ‬
‫غير ض َّدين‪ ،‬فما يق ُع على الضدين‬ ‫أن المشترك يق ُع على شيئين ض َّديْن وعلى مختلفَيْن ِ‬ ‫إال َّ‬
‫غير ض َّدين كـ"العين"[‪]15‬‬ ‫‪ْ .‬‬
‫كـ"ال َجوْ ن"‪ b‬و"جلل"‪ ،‬وما يقع على مختلفَيْن ِ‬

‫وأشمل‪ ،‬كما سيتض ُح لنا في‬


‫َ‬ ‫توسيع مجال التضاد وضبطه يكون أد َّ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ولع َّل هذا االتجاه نحو‬
‫‪.‬األمثلة فيما بعد‬

‫‪:‬عالقة التضاد باالشتراك‬


‫ك نفسه‪ ،‬على ماذا‬ ‫َ‬
‫نبحث عن المشتر ِ‬ ‫ك ال بد أن‬ ‫َ‬
‫نبحث عن عالقة التضاد باالشترا ِ‬ ‫وقبل أن‬
‫يدل؟‬
‫‪:‬أوالً‪ :‬تعريف المشترك‬
‫ويمكن أن نميزَ في تعريفِه بين نوعين من التعريفات؛ هما‪ :‬تعريف أه ِل اللُّغة وتعريف أه ِل‬
‫‪:‬األصول‬
‫‪:‬تعريفات أهل اللغة للمشترك‬
‫ُ‬
‫واختالف المعنيَيْن"[‪1- "]16‬‬ ‫‪.‬اتفا ُ‬
‫ق اللفظين‬

‫المشترك هو‪" :‬اللفظُ الواحد ال َّدال على معنيين مختلفين فأكثر داللة على السَّواء عند أه ِل ‪2-‬‬
‫‪.‬تلك اللغة"[‪]17‬‬

‫ٌ‬
‫كلمات تتمي ُز بخاصية مزدوجة تستعمل ‪3-‬‬ ‫يقول‪ ‬محمد‪ ‬بن السيد حسن‪" :‬في اللغ ِة العربية‬
‫على وجهين متضا َّديْن؛ كقولهم "جلل" للكبير والص ِ‬
‫َّغير وللعظيم‪ ،‬و"الصَّارخ" المستغيث‬
‫ك يقع على شيئين ضدين وعلى‬ ‫أن المشتر َ‬‫المشترك‪ ،‬إال َّ‬
‫ِ‬ ‫ع من‬ ‫والمغيث‪ ...‬الخ‪ ،‬وهو نو ٌ‬
‫غير‬
‫غير ضدين؛ فما يقع على الضدين كـ"الجون" و"جلل"‪ ،‬وما يقع على مختلفين ِ‬ ‫مختلفين ِ‬
‫‪.‬ضدين كـ"العين"‪ b‬ويُقصد بالتَّضاد‪ :‬هو اللفظُ ال َّدال على معنيين متقابلين"[‪]18‬‬

‫‪:‬تعريفات المتكلِّمين واألصوليين‪b‬‬


‫ُ‬
‫هر والحيض"[‪1- "]19‬‬ ‫ضع لمعنيين فأكثر؛ كـ"القرء"‪ُّ b‬‬
‫للط ِ‬ ‫‪.‬ما ُو ِ‬

‫لفظ يشترك فيه معا ٍن‪ ،‬أو أسام‪ ،‬ال على سبيل االنتظام‪ ،‬بل على احتمال أن يكونَ كل" ‪2-‬‬ ‫كلُّ ٍ‬
‫‪.‬واحد هو المراد به على االنفراد‪ ،‬وإذا تعيَّن الواحد مرادًا به انتفى اآلخر"[‪]20‬‬

‫المشترك هو اللفظُ الواحد الدال على معنيين مختلفين أو أكثر‪ ،‬داللةً على السواء عند" ‪3-‬‬
‫الوضع األول أو من كثرة االستعمال‪ ،‬أو‬
‫ِ‬ ‫الداللتان مستفادتَيْن من‬
‫ِ‬ ‫أهل تلك اللغة‪ ،‬سواء كانت‬
‫الوضع األول أو من كثرة االستعما ِل‪ ،‬أو كانت إحداهما ُمستفادةً‬
‫ِ‬ ‫كانت إحداهُما مستفادةً من‬
‫الوضع واألخرى من كثر ِة االستعمال"[‪]21‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬مع‬

‫القدر‪ ،‬بل َّ‬


‫إن‬ ‫ِ‬ ‫تعريفات أخرى كثيرة لالشتراك[‪ ]22‬عند األصوليين‪ b،‬اكتفينا منها بهذا‬‫ٌ‬ ‫وهناك‬
‫َ‬
‫ثالث طوائف‬ ‫ك‬‫أن انقسموا حو َل المشتر ِ‬ ‫‪:‬األمر وصل بهم إلى ِ‬
‫َ‬
‫ت غي ُر متناهية‪ ،‬في حين تتناهى األلفاظ ‪1-‬‬‫ألن المسميا ِ‬‫ب وقوعه؛ نظرًا َّ‬ ‫طائفة قالت بوجو ِ‬
‫‪.‬المكونة من الحروف المتناهية عددًا‬

‫‪.‬طائفة ْ‬
‫قالت باستحال ِة وقوعه؛ نظرًا إلخاللِه باإلفهام المقصود من الوضع لخفاء القرائن ‪2-‬‬

‫‪.‬وطائفة ‪ -‬وهم األكثرون ‪ -‬قالوا بإمكا ِن وقوعه لفقدان الموانع العقلية ولوقوعه فعالً[‪3- ]23‬‬
‫‪:‬وبنا ًء على رأي األكثر نناقش‬
‫‪:‬ثانيًا‪ :‬عالقةُ التضاد بالمشترك‬
‫ك اللفظي يعني‬ ‫للمشترك اللفظي فقال‪" :‬وإذا كان المشتر ُ‬
‫ِ‬ ‫وقد جعل الهروي "التضاد" فرعًا‬
‫ع له؛ فقد ورد في اللغ ِة ألفاظٌ أخرى يدل الواح ُد‬
‫فإن التضا َّد فر ٌ‬
‫اللفظ على معنيين فأكثر‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫داللةَ‬
‫منها على معنيين أيضًا‪ ،‬ولكنَّهما على التضاد‪ ،‬واصطلح العلما ُء على تسمي ِة هذه األلفاظ‬
‫‪.‬الواردة باألضداد"[‪]24‬‬

‫وهكذا‪ ‬الدكتور‪ ‬أحمد مختار عمر؛ حيث يقول‪" :‬ومن خالل األمثل ِة التي ذكرها اللغويون‪b‬‬
‫نظر إلى‬
‫ٍ‬ ‫ق عندما تؤدِّي كلمةٌ ما أكث َر من معنًى من ِ‬
‫غير‬ ‫‪:‬للمشترك اللفظي‪ ،‬يتبي َُّن أنه يتحقَّ ُ‬
‫‪.‬ما إذا كانت هناك عالقة بين المعنيَيْن أو ال •‬

‫ما إذا كان المعنيان متضا َّدين أو ال‪ ،‬فاألو ُل مثل قولِهم‪" :‬البثر" للعطاء القليل والكثير‪• ،‬‬
‫‪.‬و"ف َّرع" في الجبل إذا صعد وانحدر‪ ،‬و"جلل" للكبير والصغير‪ ،‬و" َجوْ ن" لألسو ِد واألبيض‬

‫المعنيان متوزعين بين لهجتين أو مستعملين في لهجة واحدة •‬


‫ِ‬ ‫‪.‬ما إذا كان‬

‫ما إذا كانت الكلمةُ تنتمي في أحد معنييها إلى ٍ‬


‫قسم معين من أقسام الكالم‪ ،‬وفي المعنى •‬
‫قسم واحد"[‪]25‬‬
‫قسم آخر‪ ،‬أو كانت تنتمي بمعنييها إلى ٍ‬
‫اآلخر إلى ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪.‬‬

‫ونفس المسلك سلك‪ ‬محمد‪ ‬بن السيد حسن ‪ -‬كما تق َّدم ‪ -‬إال أنَّه لم ينص على تقيي ِده بالمشتر ِ‬
‫ك‬
‫ع من المشترك"[‪]26‬‬ ‫ق يوحي بأنَّه يعنيه ‪ -‬حيث قال‪" :‬وهو نو ٌ‬ ‫‪.‬اللفظي ‪ -‬وإن كان السِّيا ُ‬

‫ع من المشترك ‪ -‬إذ يدل اللفظُ الواحد على َ‬


‫أكثر‬ ‫ونفس الشيء في "النقد اللغوي"‪" b:‬التضا ُّد نو ٌ‬
‫ع خاص‪ ،‬لذلك أفرد له اللغويون ‪ -‬قدي ًما وحديثًا ‪ -‬مبحثًا ُمستَقالًّ به"[‪]27‬‬ ‫‪.‬من معنى ‪ -‬لكنَّه نو ٌ‬

‫باب التضاد يُع ُّد‬


‫أن َ‬ ‫ذهب إليه‪ ‬الدكتور‪ ‬الصَّالح؛ من َّ‬‫َ‬ ‫ويقول صالح الدين الزعبالوي‪" :‬أ َّما ما‬
‫لصور المادة جنسًا آخر من المعنى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضربًا من المشترك‪ ،‬فيمكن أن يصدق ها هنا إذا ابتغينا‬
‫َّعف؛‪ b‬كـ"الجلل" حين يقدر أنَّه موضو ٌ‬
‫ع للغاي ِة في الشيء‬ ‫يحتم ُل الجم َع بين القو ِة والض ِ‬
‫‪.‬فيُوصف به العظي ُم والحقير"[‪]28‬‬

‫أن في اللغ ِة ألفاظًا مفيدة للشيء الواحد على‬


‫ويقول أبو الحسين البصري المعتزلي‪" b:‬اعلم َّ‬
‫طريق االشتراك"[‪]29‬‬
‫ِ‬ ‫‪.‬الحقيق ِة‪ ،‬وألفاظًا مفيدة للشيء ولخالفه وضده حقيقة على‬

‫ُّ‬
‫والطهْر"[‪b‬‬ ‫الحيض‬
‫ِ‬ ‫ك اللفظي كالقُرْ ِء بالنِّسب ِة إلى كون ِه حقيقةً في‬
‫ويقول الزركشي‪" :‬االشترا ُ‬
‫‪]30.‬‬
‫واختالف اللغويين‪ b‬حولهما‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وجاء في المعجم الوسيط‪" :‬أيًّا ما كان سبب التضا ِّد واالشتراك‬
‫ت التضاد واالشتراك اللفظي ليست كثيرةً‪ ،‬ويعو ُل في تحديد معناها على‬ ‫َّ‬
‫فإن ما ثبَت من كلما ِ‬
‫صوص القديمة وليس فيها‬
‫ِ‬ ‫المعجم قد يحتا ُج إليه في فَهم النُّ‬
‫ِ‬ ‫ِّياق والقرينة‪ ،‬ووجودهما في‬
‫الس ِ‬
‫‪.‬مع ذلك عبء على اللغ ِة‪ ،‬وليست العربية بدعًا في ذلك"[‪]31‬‬

‫‪:‬ومما سبق تتض ُح عدةُ ٍ‬


‫نقاط نسجلها هنا بإيجاز‬
‫ع للمشترك اللفظي‪ ،‬إ َّما بتصري ِحهم بذلك أو بإشارتِهم ‪1-‬‬ ‫أن األكثرين على َّ‬
‫أن "التضاد" فر ٌ‬ ‫َّ‬
‫‪.‬إليه‬

‫بأن التضاد من المشترك المعنوي‪ ،‬إال ما كان من "الزعبالوي"‪َّ b،‬‬


‫فإن ‪2-‬‬ ‫لم نجد من ص َّر َح َّ‬
‫أن "الصالح"‪ b‬جعل التضا َّد من المشترك‬ ‫في رده على "د‪ /‬صبحي الصَّالح"[‪ ]32b‬ما يوحي َّ‬
‫أن باب التضاد يعد ضربًا‬ ‫المعنوي‪ ،‬حيث ر َّد بقوله‪" :‬أ َّما ما ذهب إليه الدكتو ُر الصَّالح من َّ‬
‫ق ها هنا إذا ابتغينا لصور المادة جنسًا آخر من المعنى‪ ،‬يحتم ُل‬ ‫من المشترك‪ ،‬فيمكن أن يصد َ‬
‫ع للغاية في الشيء فيُوصف به‬ ‫َّعف كـ"الجلل" حين يقدر أنَّه موضو ٌ‬ ‫الجمع بين القو ِة والض ِ‪b‬‬
‫العظي ُم والحقير"[‪ ،]33‬فالزعبالوي في ردِّه ألزم صال َح الدين بالقول باالشتراك المعنوي‪،‬‬
‫نقف على أصل كالم صالح الدين‪ ،‬وبالتالي فهذا القو ُل الوحيد الذي وقفنا عليه ينسبُ‬ ‫ولم ْ‬
‫لالشتراك المعنوي‬
‫ِ‬ ‫‪.‬التضا َّد‬

‫للمشترك اللفظي‪ ،‬وبالتالي هو بالنسب ِة له كالفرع ألصلِه ‪3-‬‬


‫ِ‬ ‫‪.‬وبنا ًء عليه فإن التضاد فر ٌ‬
‫ع‬

‫‪:‬أمثلة من التضاد في القرآن‬


‫كلمات كثيرة في القرآن ذكرها العلما ُء في األضداد‪ ،‬وهي متفاوتةٌ فيما بينها‪ ،‬وسنحاو ُل‬ ‫ٌ‬ ‫هناك‬
‫ضها والتعليق عليه في النِّقاط التالية‬ ‫‪:‬ذك َر بع ِ‬
‫س ﴾ [التكوير‪]17 b:‬؛ إذا أدبر"‪ ،‬وقال‪1- ":‬‬ ‫عسعس"‪ b:‬قال الطبري‪َ ﴿" :‬واللَّي ِْل إِ َذا َع ْس َع َ‬
‫س ﴾؛ قال‪ :‬إذا‬ ‫س ﴾قال‪ :‬إقباله‪ ،‬ويقال‪ :‬إدباره‪ ،...،‬عن قتادة‪ ﴿ :‬إِ َذا َع ْس َع َ‬ ‫"﴿ َواللَّي ِْل إِ َذا َع ْس َع َ‬
‫س ﴾؛ فيه قوالن‪ :‬أحدهما‪ :‬إقباله بظال ِمه‪ ،‬قال مجاهد‪:‬‬ ‫﴿واللَّ ْي ِل إِ َذا َع ْس َع َ‬
‫أدبر"[‪" ،]34‬وقوله‪َ :‬‬
‫الحسن البصري‪ b:‬إذا غشي النَّاس‪ ،‬وكذا قال عطية‬ ‫ُ‬ ‫بن جبير‪ :‬إذا نشأ‪ ،‬وقال‬ ‫أظلم‪ ،‬وقال سعيد ُ‬
‫س ﴾؛ إذا أدبر‪.‬‬ ‫العوفي‪ .‬وقال علي بن أبي طلحة‪ ،‬والعوفي عن ابن عباس‪َ ﴿ :‬واللَّ ْي ِل إِ َذا َع ْس َع َ‬
‫ضحاك‪ ،‬وكذا قال زيد بن أسلم‪ ،‬وابنه عبدالرحمن‪َ ﴿ :‬واللَّ ْي ِل إِ َذا‬ ‫وكذا قال مجاهد‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وال َّ‬
‫س ﴾؛ أي‪ :‬إذا ذهب فتولَّى"[‪ ،]35‬فهي إ ًذا من األضداد‬ ‫‪َ .‬ع ْس َع َ‬

‫نَحْ ُن َج َع ْلنَاهَا ت َْذ ِك َرةً َو َمتَاعًا لِ ْل ُم ْق ِوينَ ﴾ [الواقعة‪ ﴿" :]73 :‬لِّ ْل ُم ْق ِوينَ ﴾‪ :‬يُقال‪ :‬أَ ْق َوى الرجلُ‪2- ﴿ :‬‬
‫ْ‬
‫خلت من‬ ‫إذا ح َّل في األرض القِواء‪ ،‬وهي القَ ْفرُ؛ كأصْ َح َر‪َ :‬د َخ َل في الصحراء‪ ،‬وأَ ْق َو ِ‬
‫ت الدار‪:‬‬
‫س‪ ،‬ومجاهد‪،‬‬‫ابن عبا ٍ‬ ‫ذلك ألنها تصير قَ ْفرًا"[‪ ،]36‬وقال ابن كثير‪َ ﴿" :‬و َمتَاعًا لِ ْل ُم ْق ِوينَ ﴾؛ قال ُ‬
‫وقتادة‪ ،‬والضَّحاك‪ ،‬والنضر بن عربي‪ :‬معنى﴿ لِ ْل ُم ْق ِوينَ ﴾‪ :‬المسافرين‪ ،‬واختاره ُ‬
‫ابن جرير‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ومنه قولُهم‪" :‬أقوت ال َّدا ُر إذا رحل أهلُها"‪ ،‬وقال غيره‪ :‬القي والقَ َواء‪ :‬القفر الخالي‬
‫بن أسلم‪" :‬المقوي" هنا الجائع‪ ،‬وقال ُ‬
‫ليث بن‬ ‫البعيد من العمران‪ .‬وقال عبدالرحمن ُ‬
‫بن زي ِد ِ‬
‫‪.‬أبي سليم‪ ،‬عن مجاهد‪َ ﴿ :‬و َمتَاعًا لِ ْل ُم ْق ِوينَ ﴾‪ :‬للحاضر والمسافر"[‪]37‬‬

‫للمشترك اللفظي؛ إذ‬


‫ِ‬ ‫ك المعنوي منها‬‫أن كلمةَ "المقوين"‪ b،‬أقربُ للمشتر ِ‬ ‫ومن خال ِل هذا يتض ُح َّ‬
‫أن هناك معنًى‬
‫المعاني التي ذكرت لها‪ ،‬إ َّما أنها ليست أضدادًا؛ كـ(المسافر والجائع)‪ ،‬أو َّ‬
‫يجمعها هو السفر الذي يلز ُم عليه النزول بالصَّحراء للرَّاح ِة‪ ،‬والجوع‪ ،‬ومواصلة الرحيل‪...‬‬
‫‪.‬إلخ‬

‫المقباس في تفسير بن عباس‪3- ﴿ :‬‬ ‫ِ‬ ‫اب ﴾ [يونس‪ :]54 b:‬جاء في‬ ‫َوأَ َسرُّ وا النَّدَا َمةَ لَ َّما َرأَ ُوا ْال َع َذ َ‬
‫"﴿وأَ َسرُّ وا ﴾ أخفوا ﴿ النَّدَا َمةَ ﴾ القادة من السفلة‪ ،‬ويُقال‪ :‬أظهَ َر النَّدامة القادة والسفلة"[‪،]38‬‬ ‫َ‬
‫التفاسير المشهورة؛ كابن جرير وابن‬ ‫ِ‬ ‫التفسير في غير هذا الكتاب‪ ،‬خاصة في‬ ‫َ‬ ‫ولم أجد هذا‬
‫ضى"[‪ ،]39‬فقد‬ ‫كثير واأللوسي وغيرهما‪ ،‬وقد جاء في الصِّ حاح‪" :‬وأَ َس َّر إليه حديثًا؛ أي‪ :‬أَ ْف َ‬
‫ض ٌّد"[‬ ‫يكون مرا ُد من أ َّو َل هكذا أن يكون "أسروا"‪ ،‬وفي القاموس‪" :‬أ َسرَّه‪َ b:‬كتَ َمه ْ‬
‫وأظهَ َره ِ‬
‫‪]40.‬‬

‫التأويل في تأويل "القرء" الذي عناه هللا بقوله‪4- :‬‬


‫ِ‬ ‫القَرْ ء‪ :‬يقول الطبري‪" b:‬واختلف أه ُل‬
‫﴿ يَت ََربَّصْ نَ بِأ َ ْنفُ ِس ِه َّن ثَاَل ثَةَ قُرُو ٍء ﴾ [البقرة‪ ]228 :‬فقال بعضُهم‪ :‬هو الحيض‪ ...،‬وقال آخرون‪:‬‬
‫الطهر"[‪ ،]41b‬وهي من‬ ‫ت أن يعتد ْدنَ به‪ُّ :‬‬
‫بل "القرء"‪ b‬الذي أمر هللاُ ‪ -‬تعالى ذكره ‪ -‬المطلقا ِ‬
‫‪.‬أشهر كلمات األضداد في القرآن‬ ‫ِ‬

‫ك ﴾؛ وكان أمامهم وقُ َّدامهم ملك‪5- ﴿ ،‬‬ ‫ك ﴾ [الكهف‪َ ﴿ :]79 b:‬و َكانَ َو َرا َءهُ ْم َملِ ٌ‬ ‫َو َكانَ َو َرا َءهُ ْم َملِ ٌ‬
‫ك ﴾ قال قتادة‪ :‬أمامهم‪ ،‬أال ترى أنَّه يقول‪﴿ :‬‬ ‫كما ح َّدثنا الحسن‪ ،...‬عن قتادة‪َ ﴿ :‬و َكانَ َو َرا َءهُ ْم َملِ ٌ‬
‫ك ﴾؛ أي‪:‬‬ ‫ِم ْن َو َرائِ ِه ْم َجهَنَّ ُم ﴾ [الجاثية‪ ]10 :‬وهي بين أيديهم"[‪َ ﴿" .]42‬و َكانَ َو َرا َءهُ ْم َملِ ٌ‬
‫أمامهم وق َّدامهم؛ كقولِه ‪ -‬تعالى ‪ِ ﴿ :-‬م ْن َو َرائِ ِه َجهَنَّ ُم ﴾ [إبراهيم‪َ ﴿ ،]16 b:‬و ِم ْن َو َرائِ ِه ْم بَرْ َز ٌخ ﴾‬
‫‪[:‬المؤمنون‪]100 b:‬؛ أي‪ :‬أمامهم؛ قال الشاعر‬
‫‪ ‬أَيَرْ جُو بَنُو َمرْ َوانَ َس ْم ِعي َوطا َعتِي‬
‫‪ ‬وقَوْ ِمي تَ ِمي ٌم َو ْالفَالَةُ َو َرائِيَا‬
‫َ‬

‫بخبره فأعل َم‬


‫ِ‬ ‫وقيل‪َ ﴿ :‬و َرا َءهُ ْم ﴾‪ :‬خلفهم‪ ،‬وكان رجو ُعهم في طريقِهم عليه‪ ،‬ولم يكونوا يعلمون‬
‫بخبره"[‪]43‬‬
‫ِ‬ ‫‪.‬هللاُ الخض َر ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬

‫صةً في هذه‬ ‫أن القو َل األول هو األشهرُ‪َّ ،‬‬


‫فإن هذا القو َل األخير ال يخلو من وجاه ٍة‪ ،‬خا َّ‬ ‫ورغم َّ‬
‫ت األخرى التي وردت فيها "وراء"‪ b‬بمعنى‪ :‬أمام‪،‬‬ ‫اآلية‪ ،‬إال أنَّه يحتا ُج إلى اإلجاب ِة عن اآليا ِ‬
‫صةً التي أوردها هو‬
‫‪.‬خا َّ‬

‫وردت في قوله ‪ -‬تعالى ‪َ ﴿ :-‬و َج َع ْلنَا ُذ ِّريَّتَهُ هُ ُم ْالبَاقِينَ ﴾ ‪6-‬‬ ‫ْ‬ ‫الذرية؛ لآلباء واألبناء‪ :‬وقد‬ ‫ُّ‬
‫األرض بعد‬
‫ِ‬ ‫نوح هم الذين بقوا في‬ ‫ابن جرير الطبري‪" b:‬وجعلنا ذريَّةَ ٍ‬ ‫[الصافات‪ ،]77 :‬يقول ُ‬
‫اليوم إنما هم ذريةُ نوح‪ ،‬فالعج ُم‬ ‫ِ‬ ‫الناس كلَّهم من بعد َم ْهلِك نوح إلى‬ ‫َ‬ ‫َم ْهلِك قو ِمه؛ وذلك َّ‬
‫أن‬
‫ك والصقالِبَة والخَزَ ر أوالد يافث بن نوح‪ ،‬والسودان أوال ُد‬ ‫والعرب أوال ُد سام بن نوح‪ ،‬والتُّر ُ‬
‫ت اآلثار‪ ،‬وقالت العلماء"[‪ ،]44‬أ َّما المعنى اآلخر ففي قوله ‪ -‬تعالى‬ ‫حام بن نوح‪ ،‬وبذلك جاء ِ‬
‫ك ْال َم ْشحُو ِن ﴾ [يس‪]41 :‬؛ "﴿ َوآيَةٌ لَهُ ْم أَنَّا َح َم ْلنَا‬ ‫‪َ ﴿ :-‬وآيَةٌ لَهُ ْم أَنَّا َح َم ْلنَا ُذ ِّريَّتَهُ ْم فِي ْالفُ ْل ِ‬
‫‪ُ .‬ذرِّ يَّتَهُ ْم ﴾؛ أي‪ :‬آباءهم"[‪]45‬‬

‫‪:‬شرى‪ :‬وت َِر ُد بثالثة معا ٍن في القرآن هي ‪7-‬‬


‫س ﴾ [يوسف‪ ،]20 :‬قال الطبري‪• :‬‬ ‫بمعنى باع‪ :‬وذلك في قولِه ‪ -‬تعالى ‪َ ﴿ :-‬و َش َروْ هُ بِثَ َم ٍن بَ ْخ ٍ‬
‫"يعني ‪ -‬تعالى ذكره ‪ -‬بقولِه‪َ ﴿ :‬و َش َروْ هُ ﴾ به‪ :‬وباع إخوةُ يوسف يوسف"[‪ ،]46‬وقال ُ‬
‫ابن‬
‫س د ََرا ِه َم َم ْع ُدو َد ٍة ﴾ يقو ُل ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وباعه إخوتُه بثم ٍن قليل"[‪،]47‬‬ ‫كثير‪َ ﴿" :‬و َش َروْ هُ بِثَ َم ٍن بَ ْخ ٍ‬
‫نفس الشيء في قولِه‪ ﴿ :‬بِ ْئ َس َما ا ْشت ََروْ ا بِ ِه أَ ْنفُ َسهُ ْم ﴾ [البقرة‪]90 :‬‬ ‫َ‬ ‫‪.‬وقُلْ‬

‫ث ﴾ [لقمان‪• :‬‬ ‫اس َم ْن يَ ْشت َِري لَ ْه َو ْال َح ِدي ِ‬


‫بمعنى دفع الثمن‪ :‬وذلك في قولِه ‪ -‬تعالى ‪َ ﴿ :-‬و ِمنَ النَّ ِ‬
‫ان أكثر فيقول‪:‬‬ ‫‪ ]6‬يقول الطبري‪" :‬من يشتري ال ِّشرا َء المعروف بالثَّمن"[‪ ،]48‬ويفص ُح القطَّ ُ‬
‫األساطير والخرافات ليص َّد بها النَّ َ‬
‫اس‬ ‫ِ‬ ‫وكتب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫األحاديث الملهية‪،‬‬ ‫"ومن النَّ ِ‬
‫اس من يشتري بمالِه‬
‫سبيل هللا بغير علم"[‪ ،]49‬وهذا صري ٌح في المعنى الذي نقص ُد للشراء‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬عن‬

‫بمعنى ابتاع‪ ،‬وعاوض‪ :‬وذلك في قولِه ‪ -‬تعالى ‪ ﴿ :-‬إِ َّن هَّللا َ ا ْشتَ َرى ِمنَ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ أَ ْنفُ َسهُ ْم ﴾ •‬
‫"إن هللاَ ابتا َع من المؤمنين أنف َسهم وأموالَهم بالجنَّ ِة"[‪،]50‬‬ ‫[التوبة‪ ،]111 b:‬يقول الطبري‪َّ :‬‬
‫عاوض عبادَه المؤمنين عن أنف ِسهم وأموالِهم إذ بذلوها‬ ‫َ‬ ‫كثير‪" :‬يخبر ‪ -‬تعالى ‪ -‬أنه‬
‫ٍ‬ ‫وقال ُ‬
‫ابن‬
‫‪.‬في سبيلِه بالجنَّة"[‪]51‬‬

‫العرض الذي حاول‬‫َ‬ ‫باختصار بعضُ الكلمات المترادفة في القرآن أردنا أن نخت َم بها هذا‬
‫ٍ‬ ‫هذه‬
‫مفهوم التضاد‪ ،‬مستعينًا في ذلك بتبيينه من خالل عَالقتِه بالمشترك من ناحية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أن يحو َم حول‬
‫وبالتمثي ِل له بالقرآن الكريم من ناحي ٍة أخرى‪ ،‬ونرجو من هللا قبوله وسائر األعمال الصَّالح ِة‬
‫‪.‬وهللا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬أعلم‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الخليل بن أحمد؛ "معجم العين"؛ مادة "ضد"‪ ،‬وانظر "لسان العرب"؛ البن منظور نفس ]‪[1‬‬
‫‪.‬المادة‪ ،‬الرازي؛ "مختار الصحاح" نفس المادة‪ ،‬وابن فارس؛ "مقاييس اللغة" المادة نفسها‬
‫‪".‬ابن منظور؛ "لسان العرب" مادة‪" :‬ضدد ]‪[2‬‬
‫‪".‬الفيروز آبادي؛ "القاموس المحيط" مادة‪" :‬ضدد ]‪[3‬‬
‫‪.‬الجوهري؛ "الصحاح في اللغة" (‪[4] )1/406‬‬
‫‪".‬األزهري؛ "تهذيب اللغة" مادة "ضد ]‪[5‬‬
‫‪".‬الفيومي؛ "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" مادة‪" :‬ضد ]‪[6‬‬
‫‪".‬الزبيدي؛ "تاج العروس" مادة "ضدد ]‪[7‬‬
‫‪.‬مجموعة مؤلفين؛ "المعجم الوسيط" مادة "ضد" ‪[8] 1/135‬‬
‫‪.‬الكفوي؛ "الكليات" فصل الضاد ]‪[9‬‬
‫الراموز على الصحاح" (ص‪ )22 :‬وانظر‪" :‬النقد اللغوي في تهذيب اللغة" ]‪[10‬‬
‫‪".‬لألزهري‬
‫‪.‬إبراهيم فتحي؛ "مكانة السنة في التشريع" (ص‪[11] )23:‬‬
‫‪.‬الزركشي؛ "البحر المحيط" (‪[12] )1/512‬‬
‫ا"ألضداد في اللغة"؛ آلل ياسين‪ ،‬نقالً عن كتاب‪" :‬علم الداللة" د‪ /‬أحمد مختار عمر ]‪[13‬‬
‫‪(.‬ص‪ )191 :‬ط‪ 1 :‬سنة‪ 1982 :‬الناشر مكتبة دار العربية للنشر والتوزيع‬
‫‪.‬علوم الداللة" (ص‪ )191 :‬م‪.‬س" ]‪[14‬‬
‫‪.‬الراموز على الصحاح" (ص‪ )22 :‬م‪.‬س" ]‪[15‬‬
‫‪.‬الكتاب" لسيبويه (ص‪ )7 :‬و "الصاحبي في فقه اللغة" (ص‪[16] ")201:‬‬
‫‪.‬النقد اللغوي في تهذيب اللغة لألزهري" و"تاج العروس" (‪[17] ")1/13‬‬
‫‪.‬الراموز على الصحاح" (ص‪[18] ")22 :‬‬
‫‪.‬زكريا‪ ‬محمد‪ ‬األنصاري "الحدود األنيقة" (ص‪[19] )80 :‬‬
‫‪.‬أصول السرخسي" (‪[20] ")1/126‬‬
‫‪.‬السبكي "اإلبهاج في شرح المنهاج" (‪[21] )1/248‬‬
‫وقد جمع أستاذنا د‪ /‬إدريس ميموني كثيرًا منها في مقال له بعنوان‪" b:‬قضايا الداللة في ]‪[22‬‬
‫اللغة العربية بين األصوليين واللغويين‪ b:‬المشترك اللفظي نموذ ًجا"‪ ،‬منشور في مجلة كلية‬
‫‪.‬اآلداب والعلوم اإلنسانية ببني مالل‪ ،‬العدد ‪10‬‬
‫‪.‬علم الداللة" (ص‪ )157 :‬بتصرف‪ :‬م‪ .‬س" ]‪[23‬‬
‫‪".‬الهروي؛ "إسفار الفصيح ]‪[24‬‬
‫‪.‬علم الداللة" (ص‪ )159 :‬م‪.‬س‪ ،‬بتصرف" ]‪[25‬‬
‫‪.‬الراموز على الصحاح" (ص‪ )22 :‬م‪.‬س" ]‪[26‬‬
‫‪".‬النقد اللغوي في تهذيب اللغة لألزهري" ]‪[27‬‬
‫‪.‬صالح الدين الزعبالوي؛‪" b‬دراسات في النحو" (ص‪[28] )555 :‬‬
‫‪.‬المعتمد في أصول الفقه"؛ ألبي الحسين البصري المعتزلي (‪[29] ")18-17 /1‬‬
‫‪.‬البحر المحيط" (‪ )2/184‬م‪.‬س" ]‪[30‬‬
‫‪.‬جملة قرارات مجمع اللغة العربية"‪ b‬بالقاهرة" ]‪[31‬‬
‫وقد عزى الزعبالوي هذا الكالم لكتاب‪" :‬دراسات في فقه اللغة"؛ للدكتور صبحي ]‪[32‬‬
‫‪.‬الصالح‪ ،‬ولكن لم نقف على الكتاب حتى اآلن لألسف‬
‫‪.‬تقدم إيراد هذا الكالم ]‪[33‬‬
‫‪.‬الطبري؛ "جامع البيان في تأويل القرآن"‪ b‬سورة التكوير (ج‪[34] )30‬‬
‫‪.‬ابن كثير؛ "تفسير القرآن العظيم" سورة التكوير (ج‪[35] )30‬‬
‫‪.‬السمين الحلبي؛ "الدر المصون"‪ b‬سورة الواقعة (ج‪[36] )27‬‬
‫‪.‬ابن كثير؛ "تفسير القرآن العظيم" سورة الواقعة (ج‪[37] )27‬‬
‫‪.‬تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" سورة سبأ (ج‪[38] ")22‬‬
‫‪".‬الجوهري؛ "الصحاح" مادة "سرر ]‪[39‬‬
‫‪".‬الفيروزبادي؛ "القاموس المحيط" مادة "سر ]‪[40‬‬
‫‪.‬الطبري؛ "جامع البيان" سورة البقرة (ج‪[41] )4‬‬
‫‪.‬المصدر السابق‪ ،‬سورة الكهف (ج‪[42] )15‬‬
‫‪.‬تفسير الثعلبي" سورة الكهف (ج‪[43] ")15‬‬
‫‪.‬الطبري؛ "جامع البيان" سورة الصافات (ج‪[44] )23‬‬
‫‪.‬ابن كثير؛ "تفسير القرآن العظيم" سورة ياسين (ج‪[45] )23‬‬
‫‪.‬الطبري؛ "جامع البيان" سورة يوسف (ج‪[46] )12‬‬
‫‪.‬ابن كثير؛ "تفسير القرآن العظيم" سورة يوسف (ج‪[47] )12‬‬
‫الطبري؛ "جامع البيان"‪ ،‬سورة لقمان (ج‪ ،)21‬وقد نقل فيها قوالً آخر‪ ،‬وهو َّ‬
‫أن معناه‪[48] :‬‬
‫"من يختار لهو الحديث ويحبه"‪ ،‬وعلى كلِّ حال فالقائلون بهذا األخير ال ينفون ذاك المعنى‬
‫‪.‬عن األول وإنما يريدون توسي َعه‬
‫‪.‬القطان؛ "تفسير القرآن العظيم" سورة لقمان (ج‪[49] )21‬‬
‫‪.‬الطبري "جامع البيان" سورة التوبة (ج‪[50] )11‬‬
‫‪.‬ابن كثير؛ "تفسير القرآن العظيم" سورة التوبة (ج‪[51] )11‬‬

You might also like