التشبيه والمجاز

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 11

‫‪ -‬وأبو هالل العسكري يعرفه بقوله " التشبيه‪ :‬الوصف بان احد الموصفين ينوب مناب‬

‫االخر باداة التشبيه‪ ،‬ناب منا به او لم ينب‪ ،‬وقد جاء في الشعر وسائر الكالم بغير أداة‬

‫التشبيه‪ ،‬وذلك قولك " زيد شديد كاالسد‪ ،‬فهذا القول هو الصواب في العرق وداخل في‬
‫‪1‬‬
‫محمود المبالغة وان لم يكن زيد شدته كاالسد على حقيقة"‬

‫كما يعرف االمام " عبد القاهر الجرجاني" التشبيه‪ ،‬بقوله‪ :‬اعلم ان الشيئين اذا شبه احدهما‬

‫باالخر كان ذلك على طرفين‪:‬‬

‫‪ -‬احدهما‪ :‬ان يككون من جهة امر بين ال يحتاج فيه تاويل‬

‫واألخر‪ :‬ان الشبه محصال من التاويل‪ ،‬فمثال األول‪ :‬تشبيه الشيء بالشيء من جهة الصورة‬

‫والشكل‪،‬نحو‪ :‬ان يشبه الشئ اذا استدار بالكرة في وجهه‪ ،‬والحلقة في وجه اخر‪ ،‬ومن جهة‬

‫اللون كتشبيه الخدود بالورد‪ ،‬والشعر بالليل‪ ،‬والوجه بالنهار‪....‬‬

‫او جمع الصورة واللون كتشبيه‪ :‬الثريا بعنقود الكرم المنثور‪ ،‬ومن جهة الهيئة كتشبيه‪ :‬القامة‬

‫بالرمح‪ ،‬والقد اللطيف بالعض ويدخل في الهيئة تشبيه الذاهب عن االستقامة بالسهم الشديد‪،‬‬

‫ومن تاخذه االربعية فيميز كالعض وكذلك كل تشبيه جمع بين شيئين فيما يدخل تحت الحواس‬

‫وهو تشبيه صريح ال يجري فيه التاويل ومثال والثاني‪ ،‬وهو شبه الذي يحصل بضرب من‬

‫التاويل‪ ،‬كقولك‪ :‬هذه حجة كالشمس فس الظهور وقد شبهت الحجة بالشمس من جهة‬
‫‪2‬‬
‫ظهورها‪ ،‬كما شبهت ما مضى الشئ بالشئ‪ ،‬من جهة ما اردت من لون وصورة وغيرهما‪.‬‬

‫أركان التشبيه ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز عتيق‪:‬في البالغة العربية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد القاهر الجرجاني‪ :‬اسرار البالغة في علم البيان‪ ،‬تحقيق محمد رشيد رضا‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪. 72-70‬‬
‫اركان التشبيه أربعة وهي ‪ :‬المشبه‪ ،‬المشبه به‪ ،‬أداة التشبيه ووجه الشبه‬

‫يسمى المشبه والمشبه به طرفا التشبيه وهما ركناه االساسيان‪ ،‬وبدونهما ال يكون تشبيه‪،‬‬

‫‪:‬وطرفا التشبيه اما‬

‫ا‪ -‬حسيان‪ " :‬والمراد بالحسي ما يدرك هو او ماتده بإحدى الحواس الخمس الظاهرة‪ ،‬ومعنى‬

‫هذا انهما قد يكونان من المبصرات‪ ،‬او المسموعات او في المذوقات‪ ،‬او المسموما‪ ،‬او‬

‫"الملموسات‬ ‫‪1‬‬

‫‪:‬ومن امثلة ذلك يقول عز الدين ميهوبي‬

‫نقيا كالثلج الممهور بلفح النار "‬ ‫" فلتشرب نخب أريك الطالع من تابوت االثم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .‬فقد شبه الشاعر هنا "أريك" بنقاوة الثلج وبياضه‬

‫ب‪ -‬يكونان من المسموعات‪ " :‬أي مما يدرك بالسمع من األصوات الضعيفة والقوية والتي‬

‫بين‪ ،‬نحو تنبيهك صوت بعض األشياء بصوت غيره كتشبيه صوت المراة الجميل بصوت‬

‫‪"3‬البلبل‬

‫يقول الشاعر عز الدين ميهوبي‬

‫وتغني كل مساء مثل الرائع الزيكو "‬ ‫"امي كانت تمسح وجهي بالليمون‬ ‫‪4‬‬

‫‪ .‬فالشاعر هنا يشبه صوت االم بصوت الرائع الزيكو‬

‫ج‪ -‬ويكونان من المذوقات‪ " :‬أي ما يدرك بالذوق من المطعوم‪ ،‬كتشبيه بعض الفواكه الحلوة‬

‫" بالعسل والسكر والريق بالشهد او الخمر‬ ‫‪5‬‬

‫‪ - 1‬عبد العزيز عتيق ‪:‬ص ‪66‬‬


‫‪- 2‬الديوان‪:‬ص‬
‫‪ - 3‬عبد العزيز عتيق‪ :‬المرجع نفسه ص ‪67‬‬
‫‪ - 4‬الديوان‪ :‬ص‬
‫‪ - 5‬عبد العزيز عتيق‪ :‬ص ‪. 68‬‬
‫د‪ -‬يكونان من المشمومات‪ " :‬أي مما يدرك بحاسة الشم من الروائح‪ ،‬وهذا نحو تشبيه انفاس‬

‫" الطفل بعطر الزهر‪ ،‬وتشبيه رائحة فم المراة واعطافها بعد النوم بالمسك‬ ‫‪1‬‬

‫او عقليان‪ " :‬والمراد بالطرفين العقليين انهما ال يدركان بالحس بل بالعقول‪ ،‬وذلك ‪2-‬‬

‫كتشبيه العلم بالحياة‪ ،‬والجهل بالموت‪ ،‬فقد شبه هنا معقول بمعقول‪ ،‬أي ان كال منهما ال يدرك‬

‫‪".‬اال بالعقل‬ ‫‪2‬‬

‫او مختلفان‪ :‬وذلك بان يكون احدهما عقليا واألخر حسيا كتشبيه المنية بالسبع‪ ،‬والمعقول ‪3-‬‬

‫هو المشبه‪ ،‬والمحسوس هو المشبه به وكتشبيه العطر بالخلق الكريم‪ ،‬فالمشبه وهو العطر‬

‫"محسوس بالشم والمشبه به هو الخلق عقلي‬ ‫‪3‬‬

‫ب‪ -‬أداة التشبيه‪ :‬واداة التشبيه" كل لفظ يدل على المماثلة واالشتراك وهي حرفان‪ ،‬وأسماء‪،‬‬

‫‪ "4‬وافعال ‪ ،‬وكلهما تفيد المشبه من المشبه به في صفته‬

‫‪:‬يقسم البالغيون التشبيه باعتبار األداة الى مرسل ومؤكد‬

‫‪:‬فالمتشبه المرسل‪ :‬هو ما ذكرت فيه أداة التشبيه نحو ‪1-‬‬

‫قول الشاعر عز الدين ميهوبي في قصيدته‬

‫نقيا كالثلج الممهور بلفح النار "‬ ‫"فلشرب نحب أريك الطالع من تابوت االثم‬ ‫‪5‬‬

‫فاالداة هنا هي حرف "الكاف" فهنا تشبيه مرسل‬

‫‪:‬ويقول أيضا‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ :‬ص ‪. 68‬‬


‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ :‬ص ‪68‬‬
‫‪ - 3‬المرجع نفسه‪ :‬ص‪.69‬‬
‫‪ - 4‬المرجع نفسه‪ :‬ص‪.69‬‬
‫‪ - 5‬الديوان‪ :‬ص‬
‫وابوك الصامت مثل جدار في القدس"‬ ‫‪"6‬اتجهل سر الطفلة ام مفجوعة‬

‫فاالداة هنا هي "مثل" فهنا تشبيه مرسل‬

‫التشبيه المؤكد ‪" :‬هو ماحذفت منه أداة التشبيه‪ ،‬والمشبه والمؤكد ابلغ من التشبيه المرسل ‪2-‬‬

‫واوجز‪ ،‬اما كونه ابلغ فجعل المشبه مشبها به من غير واسطة أداة فيكون هو ايه‪ ،‬فانك ان‬

‫قلت زيد اسد كنت قد جعلته اسدا من غير اظهار أداة التشبيه‪ ،‬واما كونه اوجز فحذف أداة‬

‫‪".2‬التشبيه منه‬

‫ج‪-‬وجه الشبه‪ " :‬هو المعنى الذي يشترك فيه طرفا الشبيه تحقيقا او تخبيال‪ ،‬والمراد بالتحقيق‬

‫هنا ان يتقرر المعنى المشترك في كل من الطرفين على وجه التحقيق‪ ،‬وذلك نحو تشبيه‬

‫الرجل باألسد‪ ،‬فالشجاعة هي المعنى المشترك او الصفة الجامعة بينهما‪ ،‬وهي على حقيقتها‬

‫موجودة في االنسان وانما يقع الفرق بينه وبين األسد الذي شبه به من جهة قوة الشجاعة‬

‫" وضعفها وزيادتها ونقصها‬ ‫‪3‬‬

‫‪ - 6‬الديوان‪:‬ص‬
‫‪ - 2‬عبد العزيز عتيق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع السابق ‪ :‬ص ‪- 83‬‬
‫‪-1‬مفهوم المجاز‪:‬‬

‫‪-1-1‬لغة‪ :‬جاء في لسان العرب " جرت الطريق‪ ،‬وجاز الموضوع وجوزا وجوازا‪ ،‬ومجازا‬

‫وجاز به وجاوزه جوازا‪ ،‬واجازه واجاز غيره‪ ،‬وجازه سار فيه وسلكه‪ ،‬واجازه‪ :‬خلفه‬
‫‪1‬‬
‫وقطعه‪ ،‬واجازه‪ :‬انقذه " ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ابن منظور ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬مادة ( جوز )‪-‬‬
‫وجاء في اسا البالغة للزمخشري " المجاز اعانك اهلل على إجازة الصراط‪ ،‬وهو مجاز القوم‬
‫‪1‬‬
‫ومجازتهم وغيرنا‪ ،‬مجازة النهر وهي الجسر " ‪.‬‬

‫‪ -1-2‬اصطالحا‪ :‬ال يمكن الحديث عن المجاز الذي حوى شطرا كثيرا من تاريخ البالغة‬

‫دون اإلشارة الى الحقيقية‪ ،‬فالحقيقة يعرفها عبد القاهر الجرجاني بانها " كل كلمة اريد بها‬

‫وقعت له في وضع واضع‪ ،‬وان شئت قلت‪ :‬في مواضيعه وقوعا ال يستند فيه الى غيره فهي‬
‫‪2‬‬
‫حقيقة‪.‬‬

‫ويقول عنها في وضع اخر في كتابه اسرار البالغة " وإ ذا اردت ان تمتحن هذا الحد فانظر‬

‫الى قولك (األسد) تزيد به (السبع) فأنك تراه يؤدي جميع شرائطه ألنك قد اردت به ما يعلم‬

‫انه وقع له‪ ،‬في وضع واضع اللغة‪ ،‬وكذلك تعام انه مستمد في هذا الوقوع الى شيء غير‬
‫‪3‬‬
‫السبع‪ ،‬أي ال يحتاج ان يتصور له أصل اداه الى (السبع) من اجل التباس بينهما ومالحظة"‬

‫فالمجاز " هو نقل اللفظ من معناه األصلي واستعمال الداللة به على معنى غيره مناسب له‬

‫ويجد من أحسن الوسائل البيانية إليضاح المعنى اذ به يخرج المعنى متصفا بصفة حسية‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وقد شغفت باستعماله العرب لملها الى االتساع في الكالم والدالة على كثرة معاني االلفاظ "‪.‬‬

‫ويعرفه السكاكي بقوله‪ " :‬هو الكلمة المستعملة في غيرها هي موضوعة له بالتحقيق استعماال‬
‫‪5‬‬
‫في الغير بالنسبة الى نوع حقيقتها ‪ ،‬مع قرينه مانعه عن إرادة معناها في ذلك النوع "‬

‫ابن القاسم بن احمد الزمخشري ‪ :‬أساس البالغة ‪ ،‬تحقيق‪ 9‬محمد باسل عيون السود ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‪ ، 9‬ط‪ 1998 ، 1‬م ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪- 156‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد القاهر الجرجاني ‪ :‬اسرار البالغة في علم البيان ‪ ،‬تحقيق السيد محمد رشيد رضا ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت‪ ، 9‬ص ‪- 303‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪- 304، 303‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬زبير درافي ‪ :‬االحاطة في علوم البالغة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط‪ ، 2004 ، 1‬ص ‪- 137‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬خديجة محمد الصافي‪ :‬اثر المجاز في فهم الوضائف المعنوية وتوجيهها‪ 9‬في السياق‪ ،‬دار السالم للنشر‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص ‪- 34‬‬
‫ويعرف عبد القاهر الجرجاني المجاز بقول" المجاز فكل كلمة اريدها غيرها ما وقعت له في‬

‫وضع واضعها للمالحظة بين الثاني واألول‪ ،‬في مجاز وان شعث قلت‪ :‬كل كلمة جزت بها‬

‫ما وقعت به في وضع الواضع الى ما لم توضع له‪ ،‬من غير ان تستأنف فيها وضعا‪،‬‬

‫لمالحظة بين ما تجوز بها اليه‪ ،‬وبين اصلها الذي وضعت له في وضع واضعها في مجاز "‬
‫‪1‬‬

‫اما الجاحظ فقد عرف المجاز من خالل قوله" المجازاستعمال اللفظ في غير ما وضع له‬
‫‪2‬‬
‫لعالقة مع قرينه نابعة من إرادة المعنى الحقيقي ‪.‬‬

‫اما ابن رشيق القيرواني فقد تحدث عن المجاز بشكل عام في كتابه العمدة ويعرفه بقوله "‬

‫المجاز في كثير من الكالم‪ ،‬ابلغ من الحقيقة واحسن موقعا في القلوب‪ ،‬واالسماع‪ ،‬وماعدا‬

‫الحقائق من جميع االلفاظ ثم لم يكن مجاال محضا فهو مجاز‪ ،‬الحتماله وجوه التاويل‪ ،‬وضار‬

‫الشبيه واالستعارة وغيرهما من محاسن الكالم‪ ،‬داخله تحت المجاز اال انهم حضو بالمجاز‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫بابا بعينه "‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع المجاز‪:‬‬

‫المجاز نوعان ‪ :‬المجاز اللغوي والمجاز العقلي ‪:‬‬

‫‪ -2-1‬المجاز اللغوي‪:‬‬

‫يعرف المجاز اللغوي على انه " ما كتن مرجعي الى اللغة الن الكلمة استعملت في غير ما‬
‫‪4‬‬
‫وضعت له أي في غير ما وضعت له من حيث اللغة "‬

‫‪.‬عبد القاهر الجرجاني‪ :‬اسرار البالغة‪،‬ص ‪- 249‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ .‬عبد العزيز عتيق‪ ،‬علم البيان في البالغة العربية‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،1985 ،‬ص‪- 136‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫ابن رشيق القيرواني‪ :‬العمدة في محاسن السفر وادابه ونقده‪ ،‬تحقيق عبد الحميد هذاوي ‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬فضل حسن عباس‪ :‬البالغة فنونها وافنانها‪ ،‬علم البيان والبديع‪ ،‬دار الفرقان للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪، 2004 ، 9‬ص ‪- 104‬‬
‫كما يعرف المجاز اللغوي " هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطالح‬
‫‪1‬‬
‫التخاطب على وجه يصح مع قرينه عدم إرادة المعنى الموضوعة له "‬

‫ويقسم المجاز اللغوي الى قسمين‪:‬‬

‫" مجاز لغوي تكون العالقة فيه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للكلمة قائمة على‬

‫المشابه وهذا اللون هو االستعارة‪ ،‬اما القسم الثاني هو مجاز لغوي تكون العالقة فيه بين‬

‫المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للكلمة قائمة على غير المشابه ‪ ...‬وهذا هو المجاز‬
‫‪2‬‬
‫المرسل "‬

‫ا‪ -‬االستعارة‪:‬‬

‫االستعارة لغة رفع الشئ وتحويله من مكان الى اخر‪ ،‬يقال استعار فالن سهما من كنانته‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫رفعه وحوله منها الى يده"‬

‫اما تعربف االستعارة من الناحية االصطالحية فقد عرفها السكاكي‪ " :‬ان تذكر احد طرفي‬

‫الشبيه وتريد به الطرف االخر مدعيا دخول المشبه في جنس المشبه به داال على ذلك باثبات‬
‫‪4‬‬
‫للمشبه ما يحضى المشبه به كقولك رجل اسد أي شجاع "‬

‫وتعرف االستعارة على انها " نقل الفظ من معناه الذي عرف به ووضع له الى معنى اخر لم‬

‫يعرف به من قبل لوجود عالقة تشبيه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي ووجود قرينة‬
‫‪5‬‬
‫تمنع من ايراد المعنى الحقيقي وتوجب ايراد المعنى الحقيقي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬عبد العزيز عتيق‪ :‬فن البالغة العربية علم المعاني‪ ،‬البيان‪ ،‬البديع‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪- 137‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬يوسف ابو العدوس‪ :‬مدخل الى البالغة العربية‪ ،‬علم المعاني‪ ،‬علم البديع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪- 2007‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬عبد العزيز عتيق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪- 167‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظ‪ :‬محمد علي زكي صباغ‪ :‬البالغة العربية ‪ ،‬ص ‪- 246،247‬‬
‫‪ - 5‬ابن عيسى الطاهر‪ :‬البالغة العربية مقدمات‪ 9‬وتطبيقات‪ ،‬دار الكتاب الجديد المتحدة‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪. 253‬‬
‫ب‪ -‬المجاز المرسل‪:‬‬

‫يعرف المجاز المرسل انه " ما كانت العالقة بين ما استعمل فيه وما وضع له مالبسته غير‬

‫التشبيه‪ ،‬كاليد اذا استعملت في النعمة‪ ،‬الن من شانها ان تصدر عن الجارحة ومنها تصل الى‬

‫المقصود بها‪ ،‬ويشترط ان يكون في الكام إشارة إشارة الى المولى لها‪ ،‬فال يقال‪ :‬اتسعت اليد‬

‫في البلد او اقتنيت يدا‪ ،‬كما يقال‪ :‬اتسعت النعمة في البلد او اقنيت نعمة‪ ،‬وانما يقال حلت يده‬
‫‪1‬‬
‫عندي "‬

‫المجاز المرسل مجاز لغوي عالقته غير المشابهة‪ ،‬وسمي مرسال الن االرسال هو االطالق‪،‬‬

‫فهو مطلق في عالقته‪ ،‬أي ليس له عالقة معينة كما هو الشأن في االستعارة فاالستعارة‬

‫عالقتها المشابهة كما عرفت‪ ،‬وللمجاز المرسل عالقات كثيرة ولكن بعضها ال يخلو من‬
‫‪2‬‬
‫تكلف ‪.‬‬

‫‪ -3‬عالقات المجاز المرسل ‪:‬‬

‫‪ -1‬السببية‪ :‬وذلك اذا كانت اذا كانت الكلمة المذكورة التي استعملت في غير ما وضعت له‬

‫سببا في المعنى المراد من القول‪ ،‬خذ مثال قولهم "رعينا الغيث" فان المراد من هذا القول‬

‫الفهم رعو البنات‪ ،‬ككلمة الغيث استعملت في غير ما وضعت له‪ ،‬ولكن هذا الغيث سبب في‬
‫‪3‬‬
‫النبات وهذا ما سوغ المجاز في هذه الكلمة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الخطيب القزويني‪ :‬االيضاح في علوم البالغة المعاني والبيان والبديع‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ 9،‬لبنان‪ ،‬ص ‪277‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فضل حسن عباس‪ ،‬البالغة فنونها وافنانها‪ ،‬ع_لم البيان والبديع‪ ،‬دار الفرقان للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2004 ،9‬ص ‪. 153‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬فضل حسن عباس‪ :‬البالغة فنونها وافنانها‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -2‬المسببة‪ :‬وذلك بان يطلق لفظ المسبب ويراد منه السبب‪ ،‬كقولهم‪" :‬وينزل لكم من السماء‬

‫رزق " ‪ 1‬ان اهلل ينزل الماء من السماء‪ ،‬وهذا الماء يكون سببا في الرزق‪ ،‬فالرزق مسبب‬

‫من الماء‬

‫‪ -3‬الجزئية‪" :‬تكون عالقة المجاز المرسل الجزئية اذا كان اللفظ المستعمل جزءا من المعنى‬
‫‪2‬‬
‫المراد"‬
‫‪3‬‬
‫ومن المجاز المرسل الذي عالقته الجزئية قوله سبحانه " فتحرير رقبة مؤمنة"‬

‫‪ -4‬الكلية‪:‬وهي تسمية الشئ باسم كله‪ ،‬وذلك بان يطلق الكل ويراد الجزء‪ ،‬قال تعالى‬
‫‪4‬‬
‫"يجعلون اصابعهم في اذانهم"‬

‫فاالصبع اليمكن ان يجعل كله في االذن ولكن لما كان الغرض التمثيل للمنافقين الذين‬

‫تزعجهم أصوات الرعد فلو استطاعو ان يجعلو اصابعهم كلها في اذانهم لفعلو ذلك ‪.‬‬

‫‪ -5‬اعتبار ما كان‪ :‬هو ان يسمي الشئ المستعمل باسم ما كان عليه من قبل‬

‫‪ -6‬اعتبار ما يكون‪ :‬هم ان يسمي الشئ المستعمل باسم ما يؤول اليه في المستقبل‬

‫‪ -7‬الحالية‪ " :‬وهي ان يكون اللفظ المستعمل حاال في المعنى المراد‪ ،‬فنطلق اسم حال ونريد‬
‫‪5‬‬
‫المحل "‬
‫‪6‬‬
‫‪ -8‬المحلية‪ " :‬وهي ان يكون اللفظ المستعمل محال والمعنى المراد حاال فيه"‬

‫‪ - 1‬سورة غافر‪ :‬االية‪13:‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق‪:‬ص‪. 154 :‬‬
‫‪ - 3‬سورة النساء‪:‬االية‪92:‬‬
‫‪ - 4‬سورة البقرة‪:‬االية‪19:‬‬
‫‪ - 5‬فضل حسن عباس‪:‬البالغة فنونها وافنانها‪ :‬ص ‪156‬‬
‫‪ - 6‬المرجع نفسه‪:‬ص ‪157‬‬
‫‪ -2-2‬المجاز العقلي‪:‬‬

‫يعرف المجاز على انه " اسناد الفعل او معناه الى مالبس له غير ما هو له بتاويل او هو ان‬
‫‪1‬‬
‫يسند الفعل او شبهه الى غير ماهو له اصالة بمالبسه له "‬

‫ومالبسات الفعل تنحصر في العالقات االتية‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫ا‪ -‬الفاعلية‪ " :‬وهي ان يذكر اسم المفعول ويراد به اسم الفاعل "‬
‫‪3‬‬
‫ب‪ -‬المفعولية‪ " :‬وهي ان تكون حقيقة العالقة الجامعة بين لفظين عالقة المفعوليةّ"‬

‫ج‪ -‬المصدرية‪ " :‬ومن ذلك قولهم شعر شاعر‪.‬‬

‫د‪ -‬الزمانية‪ :‬نحول قول الشاعر‬

‫وياتيك باالخبار من لم تروي‬ ‫ستبدي لك األيام ما كنت جاهال‬

‫فالذي سيبدي لك ما كنت جاهال ليس األيام‪ ،‬وانما حوادثها‪ ،‬والذي سوغ للشاعر ان يقول ذلك‬
‫‪4‬‬
‫كون األيام زمنا للحوادث ‪.‬‬

‫و‪ -‬المكانية‪ :‬ومنه قولهم‪ :‬طريق سائر‪ ،‬ونهر جار‬


‫‪5‬‬
‫ه‪ -‬السببية‪ :‬ومنه قولهم‪ " :‬كسا الخليفة الكعبة‪ ،‬والفعل موكل لخدمة وهو اليبب في تنفيذه "‬

‫‪ - 1‬علي محمد علي سلمان‪ :‬المجاز وقوانين اللغة دار الهادي للطباعةوالنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪.244‬‬
‫‪ - 2‬خديجة محمد الصافي‪ :‬اثر المجاز في فهم الوظائف الخوية‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 3‬نفس المرجع‪:‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 4‬نفس المرجع‪ :‬ص ‪42‬‬
‫‪ - 5‬ينظر‪:‬نفس‪ 9‬المرجع‪ :‬ص ‪.42‬‬

You might also like