Professional Documents
Culture Documents
التشبيه والمجاز
التشبيه والمجاز
التشبيه والمجاز
االخر باداة التشبيه ،ناب منا به او لم ينب ،وقد جاء في الشعر وسائر الكالم بغير أداة
التشبيه ،وذلك قولك " زيد شديد كاالسد ،فهذا القول هو الصواب في العرق وداخل في
1
محمود المبالغة وان لم يكن زيد شدته كاالسد على حقيقة"
كما يعرف االمام " عبد القاهر الجرجاني" التشبيه ،بقوله :اعلم ان الشيئين اذا شبه احدهما
واألخر :ان الشبه محصال من التاويل ،فمثال األول :تشبيه الشيء بالشيء من جهة الصورة
والشكل،نحو :ان يشبه الشئ اذا استدار بالكرة في وجهه ،والحلقة في وجه اخر ،ومن جهة
او جمع الصورة واللون كتشبيه :الثريا بعنقود الكرم المنثور ،ومن جهة الهيئة كتشبيه :القامة
بالرمح ،والقد اللطيف بالعض ويدخل في الهيئة تشبيه الذاهب عن االستقامة بالسهم الشديد،
ومن تاخذه االربعية فيميز كالعض وكذلك كل تشبيه جمع بين شيئين فيما يدخل تحت الحواس
وهو تشبيه صريح ال يجري فيه التاويل ومثال والثاني ،وهو شبه الذي يحصل بضرب من
التاويل ،كقولك :هذه حجة كالشمس فس الظهور وقد شبهت الحجة بالشمس من جهة
2
ظهورها ،كما شبهت ما مضى الشئ بالشئ ،من جهة ما اردت من لون وصورة وغيرهما.
1
-عبد العزيز عتيق:في البالغة العربية ،المرجع السابق ،ص.22
2
-عبد القاهر الجرجاني :اسرار البالغة في علم البيان ،تحقيق محمد رشيد رضا ،دار المعرفة ،بيروت ،ص . 72-70
اركان التشبيه أربعة وهي :المشبه ،المشبه به ،أداة التشبيه ووجه الشبه
يسمى المشبه والمشبه به طرفا التشبيه وهما ركناه االساسيان ،وبدونهما ال يكون تشبيه،
ا -حسيان " :والمراد بالحسي ما يدرك هو او ماتده بإحدى الحواس الخمس الظاهرة ،ومعنى
هذا انهما قد يكونان من المبصرات ،او المسموعات او في المذوقات ،او المسموما ،او
"الملموسات 1
نقيا كالثلج الممهور بلفح النار " " فلتشرب نخب أريك الطالع من تابوت االثم 2
ب -يكونان من المسموعات " :أي مما يدرك بالسمع من األصوات الضعيفة والقوية والتي
بين ،نحو تنبيهك صوت بعض األشياء بصوت غيره كتشبيه صوت المراة الجميل بصوت
"3البلبل
وتغني كل مساء مثل الرائع الزيكو " "امي كانت تمسح وجهي بالليمون 4
ج -ويكونان من المذوقات " :أي ما يدرك بالذوق من المطعوم ،كتشبيه بعض الفواكه الحلوة
" الطفل بعطر الزهر ،وتشبيه رائحة فم المراة واعطافها بعد النوم بالمسك 1
او عقليان " :والمراد بالطرفين العقليين انهما ال يدركان بالحس بل بالعقول ،وذلك 2-
كتشبيه العلم بالحياة ،والجهل بالموت ،فقد شبه هنا معقول بمعقول ،أي ان كال منهما ال يدرك
او مختلفان :وذلك بان يكون احدهما عقليا واألخر حسيا كتشبيه المنية بالسبع ،والمعقول 3-
هو المشبه ،والمحسوس هو المشبه به وكتشبيه العطر بالخلق الكريم ،فالمشبه وهو العطر
ب -أداة التشبيه :واداة التشبيه" كل لفظ يدل على المماثلة واالشتراك وهي حرفان ،وأسماء،
نقيا كالثلج الممهور بلفح النار " "فلشرب نحب أريك الطالع من تابوت االثم 5
:ويقول أيضا
التشبيه المؤكد " :هو ماحذفت منه أداة التشبيه ،والمشبه والمؤكد ابلغ من التشبيه المرسل 2-
واوجز ،اما كونه ابلغ فجعل المشبه مشبها به من غير واسطة أداة فيكون هو ايه ،فانك ان
قلت زيد اسد كنت قد جعلته اسدا من غير اظهار أداة التشبيه ،واما كونه اوجز فحذف أداة
".2التشبيه منه
ج-وجه الشبه " :هو المعنى الذي يشترك فيه طرفا الشبيه تحقيقا او تخبيال ،والمراد بالتحقيق
هنا ان يتقرر المعنى المشترك في كل من الطرفين على وجه التحقيق ،وذلك نحو تشبيه
الرجل باألسد ،فالشجاعة هي المعنى المشترك او الصفة الجامعة بينهما ،وهي على حقيقتها
موجودة في االنسان وانما يقع الفرق بينه وبين األسد الذي شبه به من جهة قوة الشجاعة
- 6الديوان:ص
- 2عبد العزيز عتيق :المرجع السابق ،ص .81
3
المرجع السابق :ص - 83
-1مفهوم المجاز:
-1-1لغة :جاء في لسان العرب " جرت الطريق ،وجاز الموضوع وجوزا وجوازا ،ومجازا
وجاز به وجاوزه جوازا ،واجازه واجاز غيره ،وجازه سار فيه وسلكه ،واجازه :خلفه
1
وقطعه ،واجازه :انقذه " .
1
ابن منظور :لسان العرب ،مادة ( جوز )-
وجاء في اسا البالغة للزمخشري " المجاز اعانك اهلل على إجازة الصراط ،وهو مجاز القوم
1
ومجازتهم وغيرنا ،مجازة النهر وهي الجسر " .
-1-2اصطالحا :ال يمكن الحديث عن المجاز الذي حوى شطرا كثيرا من تاريخ البالغة
دون اإلشارة الى الحقيقية ،فالحقيقة يعرفها عبد القاهر الجرجاني بانها " كل كلمة اريد بها
وقعت له في وضع واضع ،وان شئت قلت :في مواضيعه وقوعا ال يستند فيه الى غيره فهي
2
حقيقة.
ويقول عنها في وضع اخر في كتابه اسرار البالغة " وإ ذا اردت ان تمتحن هذا الحد فانظر
الى قولك (األسد) تزيد به (السبع) فأنك تراه يؤدي جميع شرائطه ألنك قد اردت به ما يعلم
انه وقع له ،في وضع واضع اللغة ،وكذلك تعام انه مستمد في هذا الوقوع الى شيء غير
3
السبع ،أي ال يحتاج ان يتصور له أصل اداه الى (السبع) من اجل التباس بينهما ومالحظة"
فالمجاز " هو نقل اللفظ من معناه األصلي واستعمال الداللة به على معنى غيره مناسب له
ويجد من أحسن الوسائل البيانية إليضاح المعنى اذ به يخرج المعنى متصفا بصفة حسية،
4
وقد شغفت باستعماله العرب لملها الى االتساع في الكالم والدالة على كثرة معاني االلفاظ ".
ويعرفه السكاكي بقوله " :هو الكلمة المستعملة في غيرها هي موضوعة له بالتحقيق استعماال
5
في الغير بالنسبة الى نوع حقيقتها ،مع قرينه مانعه عن إرادة معناها في ذلك النوع "
ابن القاسم بن احمد الزمخشري :أساس البالغة ،تحقيق 9محمد باسل عيون السود ،دار الكتب العلمية ،بيروت ، 9ط 1998 ، 1م ،ج ،1ص - 156
1
2
عبد القاهر الجرجاني :اسرار البالغة في علم البيان ،تحقيق السيد محمد رشيد رضا ،دار المعرفة ،بيروت ، 9ص - 303
3
.المرجع نفسه ،ص - 304، 303
4
.زبير درافي :االحاطة في علوم البالغة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ، 2004 ، 1ص - 137
5
.خديجة محمد الصافي :اثر المجاز في فهم الوضائف المعنوية وتوجيهها 9في السياق ،دار السالم للنشر ،ط ،2009 ،1ص - 34
ويعرف عبد القاهر الجرجاني المجاز بقول" المجاز فكل كلمة اريدها غيرها ما وقعت له في
وضع واضعها للمالحظة بين الثاني واألول ،في مجاز وان شعث قلت :كل كلمة جزت بها
ما وقعت به في وضع الواضع الى ما لم توضع له ،من غير ان تستأنف فيها وضعا،
لمالحظة بين ما تجوز بها اليه ،وبين اصلها الذي وضعت له في وضع واضعها في مجاز "
1
اما الجاحظ فقد عرف المجاز من خالل قوله" المجازاستعمال اللفظ في غير ما وضع له
2
لعالقة مع قرينه نابعة من إرادة المعنى الحقيقي .
اما ابن رشيق القيرواني فقد تحدث عن المجاز بشكل عام في كتابه العمدة ويعرفه بقوله "
المجاز في كثير من الكالم ،ابلغ من الحقيقة واحسن موقعا في القلوب ،واالسماع ،وماعدا
الحقائق من جميع االلفاظ ثم لم يكن مجاال محضا فهو مجاز ،الحتماله وجوه التاويل ،وضار
الشبيه واالستعارة وغيرهما من محاسن الكالم ،داخله تحت المجاز اال انهم حضو بالمجاز،
3
بابا بعينه ".
-2أنواع المجاز:
-2-1المجاز اللغوي:
يعرف المجاز اللغوي على انه " ما كتن مرجعي الى اللغة الن الكلمة استعملت في غير ما
4
وضعت له أي في غير ما وضعت له من حيث اللغة "
.عبد العزيز عتيق ،علم البيان في البالغة العربية ،دار النهضة العربية للطباعة ،بيروت ،1985 ،ص- 136
2
3
ابن رشيق القيرواني :العمدة في محاسن السفر وادابه ونقده ،تحقيق عبد الحميد هذاوي -
4
.فضل حسن عباس :البالغة فنونها وافنانها ،علم البيان والبديع ،دار الفرقان للنشر والتوزيع ،ط، 2004 ، 9ص - 104
كما يعرف المجاز اللغوي " هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطالح
1
التخاطب على وجه يصح مع قرينه عدم إرادة المعنى الموضوعة له "
" مجاز لغوي تكون العالقة فيه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للكلمة قائمة على
المشابه وهذا اللون هو االستعارة ،اما القسم الثاني هو مجاز لغوي تكون العالقة فيه بين
المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للكلمة قائمة على غير المشابه ...وهذا هو المجاز
2
المرسل "
ا -االستعارة:
االستعارة لغة رفع الشئ وتحويله من مكان الى اخر ،يقال استعار فالن سهما من كنانته:
3
رفعه وحوله منها الى يده"
اما تعربف االستعارة من الناحية االصطالحية فقد عرفها السكاكي " :ان تذكر احد طرفي
الشبيه وتريد به الطرف االخر مدعيا دخول المشبه في جنس المشبه به داال على ذلك باثبات
4
للمشبه ما يحضى المشبه به كقولك رجل اسد أي شجاع "
وتعرف االستعارة على انها " نقل الفظ من معناه الذي عرف به ووضع له الى معنى اخر لم
يعرف به من قبل لوجود عالقة تشبيه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي ووجود قرينة
5
تمنع من ايراد المعنى الحقيقي وتوجب ايراد المعنى الحقيقي .
1
.عبد العزيز عتيق :فن البالغة العربية علم المعاني ،البيان ،البديع ،دار النهضة العربية ،بيروت ،ص - 137
2
.يوسف ابو العدوس :مدخل الى البالغة العربية ،علم المعاني ،علم البديع ،عمان ،ط ،1ص - 2007
3
.عبد العزيز عتيق :المرجع السابق ،ص - 167
4
ينظ :محمد علي زكي صباغ :البالغة العربية ،ص - 246،247
- 5ابن عيسى الطاهر :البالغة العربية مقدمات 9وتطبيقات ،دار الكتاب الجديد المتحدة ،ط ،2008 ،1ص . 253
ب -المجاز المرسل:
يعرف المجاز المرسل انه " ما كانت العالقة بين ما استعمل فيه وما وضع له مالبسته غير
التشبيه ،كاليد اذا استعملت في النعمة ،الن من شانها ان تصدر عن الجارحة ومنها تصل الى
المقصود بها ،ويشترط ان يكون في الكام إشارة إشارة الى المولى لها ،فال يقال :اتسعت اليد
في البلد او اقتنيت يدا ،كما يقال :اتسعت النعمة في البلد او اقنيت نعمة ،وانما يقال حلت يده
1
عندي "
المجاز المرسل مجاز لغوي عالقته غير المشابهة ،وسمي مرسال الن االرسال هو االطالق،
فهو مطلق في عالقته ،أي ليس له عالقة معينة كما هو الشأن في االستعارة فاالستعارة
عالقتها المشابهة كما عرفت ،وللمجاز المرسل عالقات كثيرة ولكن بعضها ال يخلو من
2
تكلف .
-1السببية :وذلك اذا كانت اذا كانت الكلمة المذكورة التي استعملت في غير ما وضعت له
سببا في المعنى المراد من القول ،خذ مثال قولهم "رعينا الغيث" فان المراد من هذا القول
الفهم رعو البنات ،ككلمة الغيث استعملت في غير ما وضعت له ،ولكن هذا الغيث سبب في
3
النبات وهذا ما سوغ المجاز في هذه الكلمة .
1
-الخطيب القزويني :االيضاح في علوم البالغة المعاني والبيان والبديع ،دار الكتب العلمية ،بيروت 9،لبنان ،ص 277
2
-فضل حسن عباس ،البالغة فنونها وافنانها ،ع_لم البيان والبديع ،دار الفرقان للنشر والتوزيع ،ط ،2004 ،9ص . 153
3
-فضل حسن عباس :البالغة فنونها وافنانها ،ص .153
-2المسببة :وذلك بان يطلق لفظ المسبب ويراد منه السبب ،كقولهم" :وينزل لكم من السماء
رزق " 1ان اهلل ينزل الماء من السماء ،وهذا الماء يكون سببا في الرزق ،فالرزق مسبب
من الماء
-3الجزئية" :تكون عالقة المجاز المرسل الجزئية اذا كان اللفظ المستعمل جزءا من المعنى
2
المراد"
3
ومن المجاز المرسل الذي عالقته الجزئية قوله سبحانه " فتحرير رقبة مؤمنة"
-4الكلية:وهي تسمية الشئ باسم كله ،وذلك بان يطلق الكل ويراد الجزء ،قال تعالى
4
"يجعلون اصابعهم في اذانهم"
فاالصبع اليمكن ان يجعل كله في االذن ولكن لما كان الغرض التمثيل للمنافقين الذين
تزعجهم أصوات الرعد فلو استطاعو ان يجعلو اصابعهم كلها في اذانهم لفعلو ذلك .
-5اعتبار ما كان :هو ان يسمي الشئ المستعمل باسم ما كان عليه من قبل
-6اعتبار ما يكون :هم ان يسمي الشئ المستعمل باسم ما يؤول اليه في المستقبل
-7الحالية " :وهي ان يكون اللفظ المستعمل حاال في المعنى المراد ،فنطلق اسم حال ونريد
5
المحل "
6
-8المحلية " :وهي ان يكون اللفظ المستعمل محال والمعنى المراد حاال فيه"
يعرف المجاز على انه " اسناد الفعل او معناه الى مالبس له غير ما هو له بتاويل او هو ان
1
يسند الفعل او شبهه الى غير ماهو له اصالة بمالبسه له "
فالذي سيبدي لك ما كنت جاهال ليس األيام ،وانما حوادثها ،والذي سوغ للشاعر ان يقول ذلك
4
كون األيام زمنا للحوادث .
- 1علي محمد علي سلمان :المجاز وقوانين اللغة دار الهادي للطباعةوالنشر والتوزيع ،ط ،2000 ،1ص .244
- 2خديجة محمد الصافي :اثر المجاز في فهم الوظائف الخوية ،ص .41
- 3نفس المرجع:ص .41
- 4نفس المرجع :ص 42
- 5ينظر:نفس 9المرجع :ص .42