Professional Documents
Culture Documents
تطور الجيش المغربي - عهدان ونهج واحد
تطور الجيش المغربي - عهدان ونهج واحد
تطور الجيش المغربي - عهدان ونهج واحد
net/publication/273918754
CITATIONS READS
0 585
1 author:
Said Saddiki
Sidi Mohamed Ben Abdellah University
64 PUBLICATIONS 76 CITATIONS
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Said Saddiki on 23 March 2015.
* سعيد الصديقي.د
ملخص
م َّر الجيش المغربي منذ تأسيس الدولة المغربية بمراحل متنوعة ،ورغم أنه استطاع في بعض مراحل تطور الدولة المغربية أن يسجِّل
ً
ثانويا وصغيرًا في الحياة وفاعًل ،فإن ذلك لم يكن إال استثناء من القاعدة .ذلك أن الجيش المغربي كان على الدوام طر ًفا
ً حضورًا ً
قويا
السياسية المغربية .وقد تعمق هذا الضعف في العصر الحديث إذ ق َّلت مساهمته في بلورة السياسات العامة للبًلد ،واقتصر دوره على
التنفيذ الحرفي لسياسة الملك في مجال الدفاع واألمن.
ويعد الجيش في المغرب جي ًشا غير مسيس ،ومع أن هذه الخاصية توجد في أغلب األنظمة السياسية ،لكنها تأخذ في المغرب صفة
مميزة؛ ذلك أن الجيش في المغرب يوجد «فوق» أو باألحرى «خارج» السياسة .ورغم تقلد بعض الجنراالت مناصب وزارية إلى
حدود ،0795إال أنهم لم يكونوا يم ِّثلون قوة سياسية معينة في البلد ،بل قبلوا هذا التكليف كجزء من خدمة الملك ،وهذا كله أدى إلى
عدم ظهور طبقة عسكرية في المغرب كما هو الشأن في سوريا ومصر والعراق والجزائر ً
مثًل ،وترجع هذه الظاهرة بشكل كبير إلى
طريقة تعيين الضباط وقوات الجيش والتي تخضع النتقاء صارم ودقيق.
ويمتاز الجيش في النظام السياسي المغربي عن نظرائه في دول الجنوب بطابع خاص نظرًا للظروف التاريخية التي صاحبت نشأته
وتطوره من جهة ،ولخصوصية النظام السياسي المغربي من جهة ثانية ،ولنوعية الوظائف المسندة إليه من جهة ثالثة.
ورغم توسيع مهام الجيش المغربي لتشمل بعض القضايا األمنية الطارئة مثل الجماعات المسلحة العابرة للحدود ،فإن وظائفه األساسية
تتمثل في الثًلثي اآلتي :حماية الم َلكية ،والدفاع عن قضية الصحراء ،وتأمين البًلد من مخاطر "الجوار المعادي".
تسعى هذه الورقة إلى رصد تطور الجيش المغربي ،وإبراز أهم خصائصه التي تميزه عن باقي الجيوش في دول الجنوب ،ثم رصد
مظاهر االستمرار والتغير في مركزه الحالي في النظام السياسي المغربي في ظل حكم الملك محمد السادس.
2
مقدمة
يرتبط موقع الجيش في النظام السياسي في كل دول العالم بطبيعة هذا النظام ذاته وبنوعية التحديات األمنية والعسكرية التي
يواجهها ،وتبعًا لذلك فإن الدور السياسي للمؤسسة العسكرية ومساهمتها في صنع القرار السياسي في الدولة سواء على
المستوى الداخلي أو الخارجي تختلف باختًلف األنظمة السياسية .ورغم التطورات السياسية في أغلب بلدان الجنوب التي
نَ َح ْ
ت نحو اعتماد بعض القواعد الديمقراطية في الحكم ومن ضمنها إبعاد الجيش عن الشؤون السياسية وحصر مهمته في
ً
فاعًل في توجيه السياسات العامة خاصة حماية البًلد من المخاطر الخارجية ،فإن المؤسسة العسكرية ال تزال تلعب دو ًرا
في تلك البلدان التي استلم فيها الجيش السلطة لفترات معينة في إفريقيا وآسيا بما في ذلك الدول العربية غير الملَكية .وأما
موقع الجيش في النظام السياسي المغربي فإنه يمتاز بطابع خاص نظ ًرا للظروف التاريخية التي صاحبت نشأته وتطوره
من جهة ،ولخصوصية النظام السياسي المغربي من جهة ثانية ،ولنوعية الوظائف المسندة إليه من جهة ثالثة.
لم يستطع الجيش في المغرب أن يسيطر عل ى مقاليد الحكم بشكل مباشر على امتداد تاريخه المعاصر ،وحتى في الفترات
التي اكتسب فيها الجيش نفو ًذا وقوة ،مقابل شخصية السًلطين وضعف األطراف السياسية األخرى من قوات حضرية
وقبلية ،فإن قوَّاد الجيش لم يستطيعوا ممارسة الحكم مباشرة بل ظ ُّلوا يبحثون عن «الواجهة الشرعية» التي هي األسرة
الحاكمة ليحكموا باسمها ( .)0وقد تكرَّس ضعف المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية بعد اإلصًلحات التي أُدخلت على
هيكل المؤسسة العسكرية خًلل النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ إذ أحدثت هذه التغيرات التي تمت في ظروف
داخلية وخارجية صعبة آثا ًرا سلبية على الوزن السياسي للجيش الذي ضعف كثي ًرا في أوائل القرن العشرين سواء فيما
يخص «الكيش» ( )5التقليدي أو العسكر النظامي .فـ«الكيش» كان القاعدة الرئيسية السياسية العسكرية للمخزن ( )3قبل
«اإلصًلح» ،فق ْد كان عنصرً ا مهمًا من عناصر البيعة إذ ال نكاد نجد بيعة عامة تخلو من مشاركة قوات «الكيش» ،كما
كان يش ِّكل أغلبية ما كان يُسمى بـ«أصحاب الشكارة» من وزراء و ُكتَّاب ،ولكن بعد تأسيس «العسكر» فق َد جانبًا كبيرً ا من
دوره العسكري ثم شيئًا فشيئًا دوره السياسي .وهذا الضعف السياسي للجيش ،وإن كانت أمارته بدأت تلوح منذ السلطان
الحسن األول الذي حكم المغرب من 0793حتى ،0771فإنه لم يظهر جليًا إال في عهد السلطان عبد العزيز الذي امتدت
فترة حكمه من 0771حتى ،0717فبعد وفاة السلطان محمد بن عبد الرحمن ( )0793-0727كان الجيش ال يزال له وزنه
وكان يؤخذ بعين االعتبار داخل التوازن السياسي التقليدي (.)1
أما في الزمن المعاصر ،فقد مثَّلت المؤسسة العسكرية بعد حصول المغرب على االستقًلل في 0721أحد األعمدة التي
استندت عليها الملكية لترسيخ أركانها ومواجهة المعارضة السياسية واالضطربات االجتماعية ،وقد ظهرت استعانة
المؤسسة الملكية بالجيش باعتباره حليفًا أساسيًا لها في أحداث كثيرة لمواجهة التمردات الداخلية مثل االنتفاضات الشعبية
التي عرفها كل من منطقة الريف في ،0727والدار البيضاء في ،0712ومدن الشمال في ،0771وفاس في ،0771
وسيدي أفني في ،5117والعيون في .5101
رغم محافظة الجيش المغربي على اإلطار العام ألهدافه فإنها شهدت تطو ًرا تبعًا للتحديات األمنية والسياسية المتجددة؛ ففي
البداية ُح ِّددَت الوظيفةُ األساسية للقوات المسلحة الملكية في حماية النظام الملكي ضد المعارضة السياسية السيما الجناح
اليساري منها الذي خطَّط لتقويض الملَكية أكثر من مرة ،وقد ش َّكل الجيش الدعامة األساسية للملكية في هذه الفترة ،لكونها
ٌ
خًلف شديد بين المغرب والجزائر حول المؤسسة األكثر تنظي ًما وفعالية ووالء .وبعد استقًلل الجزائر في 0715برز
ترسيم حدودهما البرية الموروثة عن االستعمار .وخاض البلدان بسبب هذا الخًلف حربًا سنة 0713والتي ال تزال آثارها
3
النفسية قائمة حتى اآلن .وهكذا ستنضاف مهمة جديدة للجيش المغربي والمتمثلة في حماية الحدود من الجوار "المعادي"،
وسيدخل البلدان في سباق للتسلح يمتص كل سنة جز ًءا مهمًا من الميزانية العامة للبلدين .وبعد تنظيم الملك الراحل الحسن
الثاني المسيرة الخضراء إلى األقاليم الصحراوية في جنوب المغرب في عام ،0792وإعًلنه استعادة هذه األقاليم من
االحتًلل اإلسباني سيندلع نزاع حول هذه األقاليم بين المغرب وجبهة البوليساريو التي حازت دع ًما كبي ًرا ماليًا وعسكريًا
ودبلوماسيًا من قبل بعض الدول السيما الجزائر وليبيا ،لتصير قضية الصحراء منذ ذلك الوقت الشغل الشاغل والقضية
الوطنية األولى للجيش وأيضًا للدبلوماسية المغربية .وبسبب طبيعة النسق العالمي الحالي المتميز بتصاعد حجم التدفقات
عبرالوطنية بمختلف أبعادها ،انضافت خًلل السنوات األخيرة انشغاالت "أمنية" جديدة للجيش المغربي تتعلق بالجماعات
المسلحة العابرة للحدود وتدفقات الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات.
ومع أن المؤسسة العسكرية المغربية تميزت في بدايتها بطابعها العمودي لكونها نخبوية وغير نخبوية في الوقت ذاته؛ حيث
كان عناصرها ينتمون إلى كل طبقات المجتمع ومن مختلف المناطق ،وكانوا يمثِّلون عينة مهمة من السكان ،فإن هذه العينة
تحكمت فيها دائ ًما مجموعة أخرى صغيرة تنتمي إلى النخبة (.)2
بلغ عدد القوات المسلحة الملكية في سنة 5101ما يقرب من 077ألف عنصر موزعين بين الجيش الملكي الذي يمثل
العمود الفقري وهو يقابل ما يسمى في البلدان األخرى بالقوات البرية ويتكون من 092ألف عنصر ،والبحرية الملكية
بـ 9711عنصر ،والقوات الجوية الملكية بـ 03ألف عنصر ،والحرس الملكي بـ 53ألف عنصر ،وال َّد َرك الملكي بثًلثة
آالف عنصر ،والقوات االحتياطية بـ 021ألف عنصر ( .)1ويُتوقع أن يُسهم قرار إلغاء التجنيد اإلجباري في سنة ،5111
بعدما ثبت انضمام بعض المجندين إلى الحركات المناصرة لتنظيم القاعدة ،في ضبط تركيبة الجيش االجتماعية ،كما
سيجعل سياسة الدفاع المغربية تفقد مع الوقت جيشها االحتياطي الذي يمثل أحد عناصر قوة الدول.
وتجدر اإلشارة إلى أن انفتاح المغرب على المؤسسات الدولية كان له أثر إيجابي على االحترافية العسكرية والتشغيل البيئي
للجيش المغربي ( ،) 9كما أن مشاركته في مهام حفظ السًلم والعمليات العسكرية في مناطق مختلفة من العالم أكسبه خبرة
ميدانية إضافية السيما بعد وقف إطًلق النار في الصحراء ابتداء من بداية عقد التسعينات من القرن الماضي التي ش َّكلت
لعقدين متتاليين ميدان حرب مفتوحة مع جبهة البوليساريو .لكن تظل هذه العمليات العسكرية التي يشارك فيها المغرب
خارج إقليمه الوطني غير كافية للحديث عن وجود خبرة ميدانية مهمة لتجريب أسلحته وصقل قدرات عناصره قد تميزه
عن جيوش باقي دول المنطقة.
تسعى هذه الورقة إلى رصد تطور الجيش المغربي ،وإبراز أهم خصائصه التي تميزه عن باقي الجيوش في دول الجنوب،
ثم رصد مظاهر استمرار مركزه الحالي وتغيره في النظام السياسي المغربي في ظل حكم الملك محمد السادس.
ا
أوًل :اإلطار التاريخي للجيش المغربي
لقد َم َّر الجيش المغربي منذ تأسيس الدولة المغربية بمراحل متنوعة ،ورغم أنه استطاع في بعض مراحل تطور الدولة
ً
وفاعًل؛ حيث كان محو ًرا حاس ًما في المعادلة السياسية ،فإن ذلك لم يكن إال استثناء من المغربية أن يس ِّجل حضو ًرا قويًا
القاعدة .ذلك أن الجيش المغربي كان على الدوام طرفًا ثانويًا وصغي ًرا في الحياة السياسية المغربية ،ولم يستطع أن يتحكم
4
بشكل مباشر في دواليب الحكم والسياسة إال ناد ًرا .وقد تع َّمق هذا الضعف في العصر الحديث إذ قلَّت مساهمته في بلورة
السياسات العامة للبًلد ،واقتصر دوره على التنفيذ الحرفي لسياسة الملك في مجال الدفاع واألمن.
تأسس الجيش المغربي والمعروف رسميًا بالقوات الملَكية المسلحة في يونيو/حزيران ،)7(0721و ُح ِّددَت وظيفته األساسية
ضا بإمكانية المساهمة في المحافظة على النظام العام في أحوال معينة .وقد تَ َش َّكل الجيش
في الدفاع عن المملكة ،وسُمح له أي ً
المغربي في بداية نشأته من مزيج من ثًلثة مصادر مختلفةً ،
أوال :تجنيد عناصر جديدة تنتمي إلى فئات مختلفة من
المجتمع ،وثانيًا :ضم عناصر جيش التحرير الذي أنشأته الحركة الوطنية لمقاومة المستعمر السيما في الشمال بمنطقة جبال
الريف وفي الوسط بجبال األطلس المتوسط ،وثالثًا :إدماج العناصر المغربية التي كانت مجنَّدة في الجيشين االستعماريين
الفرنسي واإلسباني .وحددت االتفاقات المغربية-الفرنسية ،في مارس/آذار ،0721إطار المنطلق بأن «محمد الخامس،
سلطان المغرب ،سيهيئ جي ًشا وطنيًا ،وأن فرنسا ستقدم مساعدتها إلنشاء هذا الجيش» .وبعد شهر صدرت وثيقة لتنظيم
اندماج الوحدات المنحدرة من الجيش اإلسباني في القوات المسلحة الملَكية ،والتي أكدت على أن الجيش شأن الملك ،وأن
فرنسا ستمنح عونًا متمي ًزا من أجل إنشاء الجيش الملَكي انطًلقًا من النواة المكونة من قدماء الجيش الفرنسي والمعرفين
بـ«الكوم» ( )goumsالذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب الهند الصينية وكانوا حوالي 02ألف رجل،
إضافة إلى «المحًلت» ( )Les mahallasمن قدماء المنطقة اإلسبانية ،ثم عناصر جيش التحرير الوطني .وكانت المهمة
األولى للجيش خًلل هذه الفترة صهر الفرق العسكرية من األصول المختلفة ،وإبعاد العناصر غير المرغوب فيها خاصة
األطر التي اعتُبرت غير مؤهلة أو المشكوك في إخًلصها للملكية (.)7
وقد ش َّكلت هذه الفئة الثالثة ،المنحدرة من الجيشين االستعماريين الفرنسي واالسباني ،العمود الفقري للجيش المغربي،
بسبب تكوينها المتقدم وتجربتها الميدانية السابقة ،سواء داخل المغرب أو خارجه في حرب الهند الصينية ،وأيضً ا في
صفوف الحلفاء خاصة في تحرير فرنسا من االحتًلل النازي ،وفي الحرب األهلية اإلسبانية إلى جانب الجنرال فرانكو
الذي حكم إسبانيا من 0737حتى وفاته في .0792وكانت هذه الفئة الثالثة أكثر تأثي ًرا ونفو ًذا نظرً ا لرتبها العسكرية العالية
التي ورثتها من مرحلة االستعمار ،السيما العناصر المنحدرة من الجيش الفرنسي التي كانت لها الهيمنة على بنية الجيش
المغربي حديث النشأة .وتجدر اإلشارة إلى أن أفراد هذه الفئة الثالثة لم يلتحق أغلبهم بالجيش المغربي حتى عام ،0721ولم
تكن لهم أية مشاركة في الحركة الوطنية بل على العكس فقد شاركوا في قمعها ومحاربتها ،وهذا الواقع قوَّى نوعًا ما
شعو ًرا محافظًا بين قدماء الضباط الذين كانوا يقمعون دائ ًما كل من كانت له آراء معارضة وسط الشباب ،أو من كان له
يعوضون عن هذه المواقف إلى جانب اشمئزازهم وكرههم للسياسة ،بالوفاء للعرش (.)01
مجرد انفتاح وطني ،وكانوا ِّ
ويبدو أن االتفاقات التي عقدت بين المغرب وكل من فرنسا وإسبانيا قبيل االستقًلل نصَّت على إدماج العناصر المغربية في
ينف الملك الراحل الحسن الثاني نفسه احتمال فرض القوات
ِ الجيش االستعماري داخل القوات المسلَّحة الملكية ،ولم
االستعمارية لبعض األشخاص على رأس الهرم العسكري في البًلد ،وهذا ما يُستنتج من تصريحه الذي يقول في شأن
الجنرال أوفقير(« :)00يمكن القول :إن أوفقير فُرض علينا ،فهو لم يكن الضابط المغربي الوحيد الذي عمل في صفوف
القوات المسلحة الفرنسية ،وعند عودتنا من المنفى إلى المغرب في 01نوفمبر/تشرين الثاني 0721وجدنا أوفقير الذي كان
تابعًا آنذاك لإلقامة العامة في انتظارنا لدى نزولنا من الطائرة حيث تقدم للسًلم علينا ثم أخذ مكانه بجانب سائق السيارة
كأحد الضباط المرافقين لنا ،وغداة ذلك وجدناه في صفوف الحرس الملَكي» ،ويضيف الملك الراحل« :ال أعلم ما إذا كان
5
أوفقير فُرض علينا قضاء وقدرًا أم أن شخ ً
صا ما هو الذي فرضه علينا ،غير أني أعتقد أن ظهوره هكذا لم يكن بمحض
الصدفة» (.)05
وفي إبريل/نيسان 0717أنشأ الملك الراحل الحسن الثاني البًلط العسكري الملَكي ،وهو إدارة عسكرية تناط بها مهمة
إطًلع الملك على جميع المسائل المتعلقة بالدفاع والمحافظة على النظام ،وتبليغ توجيهات الملك في هذا الصدد إلى الهيئات
المكلفة بتنفيذها ( .)03وستؤدي المحاولتان االنقًلبيتان اللتان حدثتا على التوالي في يوليو/تموز 0790وأغسطس/آب
0795واللتان قادتهما عناصر قيادية في الجيش إلى إعادة النظر في تنظيم المؤسسة العسكرية المغربية ،والعمل على
إبعادها تما ًما عن الشؤون السياسية .ومن بين أهم القرارات التي اتُّخذت عقب المحاولة االنقًلبية العسكرية الثانية هو إلغاء
وزارة الدفاع الوطني في أغسطس/آب ،0795وسيمارس الملك باعتباره القائد األعلى ورئيس األركان العامة للقوات
المساعدة االختصاصات المخولة لوزير الدفاع ( .)01وتبعًا لذلك ،تم إنشاء إدارة الدفاع الوطني والتي سترث المصالح
اإلدارية المركزية لوزارة الدفاع الوطني سابقًا ،وسيتولى كاتب عام تحت سلطة الملك تسيير هذه اإلدارة ( .)02وفي إطار
السعي لتجاوز إرث هاتين المحاولتين االنقًلبيتين ورغبة في تطبيع العًلقات المدنية والعسكرية سيتم إحداث الوزارة
المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بإدارة الدفاع الوطني في ،)01(0779لكن تتميز هذه الوزارة بطابع خاص عكس باقي
الوزارات األخرى ،كونها تمثل مجرد تفويض من الملك لرئيس الحكومة أن يمارس تحت سلطته مهام واختصاصات وزير
الدفاع الوطني ،وأجاز القانون المنشئ لهذه الوزارة لرئيس الحكومة أن يف ِّوض إلى وزير منتدب إدارة الدفاع الوطني .وفي
المسعى ذاته سيُنشَأ في يوليو/تموز 5100المجلس األعلى لألمن بمقتضى دستور 5100الذي أعطى له صفة "هيئة
ضا على مأسسة ضوابط
للتشاور بشأن استراتيجيات األمن الداخلي والخارجي للبًلد ،وتدبير حاالت األزمات ،والسهر أي ً
الحكامة األمنية الجيدة" (الفصل 21من الدستور) .وفي سبتمبر/أيلول 5105صدر قانون خاص بالضمانات األساسية
الممنوحة للعسكريين بالقوات المسلحة الملكية ،والذي أثار ً
جدال واسعًا السيما فيما يتعلق بالحصانات واالمتيازات القانونية
الممنوحة للعسكرين وذويهم ،وقد اعتُبر هذا القانون بمثابة ضمان حماية الدولة للعسكريين المشاركين في العمليات
العسكرية سواء داخل المغرب أو خارجه.
وتُعتبر حرب الصحراء التي خاضها الجيش المغربي ضد جبهة البوليساريو في الصحراء والتي امتددت من عام 0791
حتى وقت إطًلق النار تحت رعاية األمم المتحدة عام 0770أبرز التجارب العسكرية التي خاضها الجيش المغربي.
ضا حربًا مع الجزائر التي ُس ِّميت بحرب الرمال عام 0713بسبب خًلف على
ويجدر بالذكر أن الجيش المغربي خاض أي ً
ترسيم الحدود الموروثة عن مرحلة االستعمار ،باإلضافة إلى مشاركة فرق مغربية في حروب عربية ضد إسرائيل في
0719على جبهة الجوالن .لكن تظل كل هذه التجارب قديمة ،واألجيال التي شاركت فيها أُحيلت على التقاعد ،لذلك يحاول
المغرب حاليًا إشراك بعض فرقه العسكرية في بعثات حفظ السًلم وحتى التدخل العسكري الدولي في بعض مناطق النزاع
خاصة في إفريقيا بهدف التمرين وكسب التجربة.
ومن جهة أخرى ،فإن استمرار وفاء الجيش المغربي لقيمه التقليدية التي أطَّرته خًلل مرحلة ما بعد المحاولتين االنقًلبيتين
في بداية السبعينات ال ينفي إمكانية وجود جيل جديد من الضباط له ثقافة عسكرية واستراتيجية معاصرة تخالف النهج
التقليدي ،السيما تلك النخبة التي أُتيحت لها فرصة استكمال تكوينها العسكري في بعض البلدان الغربية مثل الواليات
المتحدة وبريطانيا وفرنسا (.)09
6
-2مساهمة الجيش المحدودة في الشأن العام
بعد حصول المغرب على االستقًلل مباشرة ما فتئت ثُلَّة من الضباط داخل الجيش يطالبون باالستمرار في المشاركة في
كل أنواع المشاريع من بناء المدارس إلى إنقاذ ضحايا الفيضانات وما إلى ذلك ( .)07ويمثل دخول جنراليْن في حكومة
0711ترجمةً للطلب المتكرر للقوات المسلحة الملَكية باالضطًلع بمسؤوليات في شؤون الدولة المرتبطة بمجال الدفاع
عن السيادة الوطنية ،وقد ظهر ذلك بوضوح في الحرب مع الجزائر .وبعد استفادتهم من هذه الحرب استمر تأثيرهم في
النمو منذ هذه اللحظة ( .)07وقد سمحت فترة حالة االستثناء التي امتدت من سنة 0712حتى سنة 0795لبعض
متنام في توجيه الدولة ،تُ ِّوج بإعادة تدبير موقعهم داخل النظام السياسي( .)51ويُعتبر تنظيم المسيرة
ٍ الجنراالت بنفوذ
الخضراء في عام 0792من بين األحدا ث الكبرى التي أسهم فيها الجيش بشكل كبير على مستوى التنظيم والتنفيذ؛ إذ إن
المسؤولين الثًلثة الذين اختارهم الملك الحسن الثاني لإلشراف على تنظيم المسيرة الخضراء كانوا جنراالت في الجيش،
وهم :الجنرال أشهبار الكاتب العام إلدارة الدفاع ،والجنرال بناني من المكتب الثالث ،والكولونيل ماجور الزياني من المكتب
الرابع( ،)50وهم أول من أ َس َّر لهم الملك الحسن الثاني بعزمه على تنظيم هذه المسيرة ،بينما أخفى ذلك عن الحكومة
واكتفى باستدعاء وزير التجارة ووزير المالية وطلب منهما تخزين كمية من المواد الغذائية لما يكفي لشهر أو شهرين
بدعوى االستعداد لشهر رمضان ،وللحفاظ على األسعار بسبب النقص المحتمل للمواد الغذائية(.)55
تُعد مرحلة الجنرال محمد أوفقير الذي شغل منصب وزير الداخلية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني بين أغسطس/آب
0711وأغسطس/آب 0790من أزهى الفترات التي كان فيها للجيش تأثير مهم على الحياة السياسية المغربية؛ حيث كان
أوفقير يد الملك الحسن الثاني اليمنى وكانت له كلمة الحسم في تشكيل الحكومات وتعيين الوزراء ،كما كانت وزارة الداخلية
تُعتبر أُ َّم الوزارات وكانت تتدخل في شؤون باقي الوزرات بل كان تأثيرها يتجاوز حتى تأثير الوزارة األولى.
تُبرز الخصائص األساسية للجيش المغربي ضعف مركزه السياسي في مجال الشأن العام ،ويعود أهم أسباب هذا الضعف
بصفة عامة إلى تبعية الجيش المغربي المطلقة للملك ،وما يتمتع به هذا األخير من سلطات مطلقة على هذا القطاع ،تسمح
له بالتحكم في كل صغيرة وكبيرة تمسُّ هذه المؤسسة .ومن جهة أخرى فإن ظاهرة بُعد الجيش في المغرب عن الشؤون
السياسية تم تكريسها عبر القوانين المنظِّمة لهذا القطاع التي جعلت دور الجيش المغربي يقتصر على تنفيذ التعليمات
واألوامر في ميدان الدفاع الوطني والمساهمة في بعض عمليات اإلنقاذ أو التنمية دون أن يكون له الحق في التدخل فيما
تموج به الساحة السياسية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
-1جيش الملك
يندرج النموذج المغربي فيما يصطلح عليه صامويل فاينر بـ"األنظمة المدعومة بالعسكر" ( Military Supportive
)Regimes)(23والتي تضم الدول التي يحكمها رئيس دولة يهيمن على السلطات التنفيذية ،ويمثِّل الجيش ضامنًا لحكمه
7
ضد التهديدات الداخلية والخارجية .ويظهر والء الجيش في المغرب للملك ً
أوال من االسم الذي يحمله ،فهو ال يحمل اسم
«القوات المسلحة المغربية» أو «الجيش الوطني المغربي» ،بل يُعرف رسميًا باسم «القوات المسلَّحة الملَكية»( .)51كما
يظهر من خًلل طبيعة أهداف القوات المسلحة الملكية والتي حددها الملك الحسن الثاني عندما كان وليًا للعهد؛ حيث أعلن
في الذكرى الثالثة لتأسيس القوات المسلحة الملكية أن هذه القوات هي «جيش الشعب» الذي ليس له إال هدف واحد« :خدمة
جًللتكم وخدمة الشعب المغربي» ( .)52ويُضاف إلى ما سبق أن الملك الراحل الحسن الثاني هو الذي ُكلِّف -عندما كان
وليًا للعهد -مباشرة بعد االستقًلل بتنظيم القوات المسلحة الملكية()51؛ حيث كان بمثابة المخطط والمدبر والخبير الذي
أشرف على تنظيم هذا الجيش الذي أسسه الملك في 52يونيو/حزيران 0721باسم القوات الملَكية المسلحة (.)59
وقد أسهم إنشاء البًلط العسكري الملكي ( )57في 0717في تعزيز تبعية الجيش للملك ،وإقصاء الحكومة نهائيًا من القوات
المسلحة الملَكية؛ حيث سيصبح الملك مركز العًلقة مع القوات المسلحة الملكية .ومن أجل تقوية والء الجيش المطلق
للملك ،عيَّن الحسن الثاني على رأس هذه المؤسسة الجديدة أحد ضباطه المقرَّبين والموثوق بهم ( ،)57ويتعلق األمر
بالجنرال محمد المذبوح الذي يعد أحد أبرز قادة المحاولة االنقًلبية في صيف 0790رغم الثقة الكبيرة التي كانت بينهما
قبل ذلك التاريخ .وقد دأب الملك الحسن الثاني على ربط عًلقاته مع أهم مساعديه الذين عيَّنهم في المناصب العسكرية
الجديدة محصورة معه وبدون أية رابطة حقيقية مع وزراء الدفاع ،ليقطع الصلة بين الحكومة والمؤسسة العسكرية .كما
صار القائد العام للجيش مكلفًا بإدارة أركان الحرب العامة تحت السلطة الملكية ،وبات نطاق صًلحياته يتوقف على الملك
( .) 31ورغم إنشاء وزارة منتدبة لدى رئيس الحكومة مكلفة بإدارة الدفاع الوطني منذ حكومة ،0779فإن االختصاصات
المخوَّلة لرئيس الحكومة وللوزير المنتدب في هذا الشأن هي مهام ممنوحة على أساس التفويض من الملك ،وال يعني ذلك
ً
تنازال للملك عن سلطاته العسكرية وال تخليه عنها ،وال تملك الحكومة سلطة مستقلة التخاذ القرار في الشأن العسكري
واألمني.
وإذا أضفنا إلى هذه النصوص ،التي ع َّززت بشكل كبير مركز الملك في عًلقته بالجيش ،اختصاصات الملك على المستوى
العسكري والتي تتمثل في كونه هو الذي يحدد سياسة الدفاع الوطني ( ،)30وهو الذي يصوغ خطط التنظيم العسكري
للمملكة ،ويحدد المهام المسندة للقوات المسلحة الملكية ،وتنظيمها العام وتهيئتها وتوزيعها ،ويقوم بتحديد شروط عملها في
حالة السلم وفي حالة القيام بعمليات عسكرية ،واتخاذ التدابير الًلزمة لضمان سًلمة وسائل الدفاع ( ،)35ويوضح هذا كله
أن الجيش في المغرب هو بالفعل جيش الملك.
يتعلق األمر بخاصية توجد في أغلب األنظمة السياسية ،لكنها تأخذ في المغرب صفة مميزة؛ ذلك أن الجيش في المغرب
يوجد «فوق» أو باألحرى «خارج» السياسة ( .)33فبينما تدخلت المؤسسة العسكرية بشكل مباشر في الشؤون السياسية في
مختلف الدول العربية غير الملَكية مثل مصر والجزائر وليبيا والعراق وسوريا واليمن وليبيا ،فإن المغرب شأنه شأن باقي
األنظمة الملكية العربية سعى إلى تحييد الجيش تما ًما عن الشأن السياسي السيما بعد المحاولتين االنقًلبيتين في بداية عقد
السبعينات .وقد أ َّكد الحسن الثاني عندما كان وليًا للعهد في الذكرى األولى لتأسيس القوات المسلحة الملَكية على أن الحياد
السياسي يجب أن يكون عقيدة لألخًلق العسكرية ،وال ينبغي أن يكون الجيش قاضيًا أو ح َك ًما سياسيًا ( .)31ورغم تقلُّد
بعض الجنراالت مناصب وزارية إلى حدود ، 0795إال أنهم لم يكونوا يمثلون قوة سياسية معينة في البلد ،بل قبلوا هذا
التكليف كجزء من خدمة الملك ()32؛ وهذا كله أدى إلى عدم ظهور طبقة عسكرية في المغرب كما هو الشأن في سوريا
8
ومصر والعراق والجزائر مث ًًل ،وترجع هذه الظاهرة بشكل كبير إلى طريقة تعيين الضباط وقوات الجيش والتي تخضع
بدون شك النتقاء صارم دقيق.
وما كرَّس أكثر ابتعاد الجيش في المغرب عن الشأن السياسي ،أنه لم يسبق له أن تسلَّم السلطة السياسية مثل القوات المسلحة
في بعض األقطار العربية ،وقد باءت بالفشل كل محاوالت الجيش سواء المعلنة منها أو غير المعلن عنها لإلطاحة بالنظام
الملكي ،ليتم في األخير قطع أية صلة له بالمجال السياسي بعد المحاولتين االنقًلبيتين في عامي 0790و .0795وستبسط
المؤسسة الملَكية بعد ذلك سيطرتها الكاملة على مؤسسة الجيش ،وحيَّدت قادته من الحياة السياسية المباشرة من خًلل عدم
تمكينهم من مناصب حكومية؛ حيث تم إلغاء وزارة الدفاع ( ،)31وأصبح الملك هو القائد األعلى ورئيس أركان الحرب
العامة للقوات المسلحة الملكية ،وبالمقابل لم تُفوَّض لرئيس الحكومة إال مهام عسكرية محدودة ً
جدا ،وقد أسهمت قضية
الصحراء إلى ح ٍّد كبير في إمساك الملك بتًلبيب الجيش ( .)39لم يكن للحكومة في المغرب ،حتى عندما كانت مهمة وزارة
الدفاع تُسند ألحد قادة الجيش ،اختصاص حقيقي في االستراتيجية العسكرية في البًلد ،بل ال تمارس سوى سلطة تنظيمية
في ظروف معينة تتعلق بإعًلن الحرب أو الحصار ،لذلك فدور الحكومة يظل هامشيًا وليس لديها أية رؤية سياسية قصيرة
أو متوسطة أو طويلة األمد لسياسة الدفاع والطريقة التي ينبغي أن يعمل بها الجيش المغربي ( .)37ولتشديد الرقابة على
مؤسسة الجيش و َدرْ ًءا ألي محاوالت انقًلبية أخرىُ ،و ِ
ضعت تحركاته تحت مراقبة الدرك الملكي منذ المحاولتين
االنقًلبيتين؛ حيث صارت مؤسسة الدرك عين الملك على الجيش (.)37
ومن األساليب التي نهجتها الدولة إلبعاد قادة الجيش عن المجال السياسي وإدامة والئهم للمؤسسة الملكية ،الرفع من
أجورهم ومعاشاتهم ،ومنحهم امتيازات ريعية مهمة مثل االستفادة من رخص الصيد في أعالي البحار ومقالع الرمال
وضيعات فًِلحية وفيًلت سكنية فاخرة ،وتمثل هذه االمتيازات تجسيدًا لنصيحة الملك الراحل الحسن الثاني لقادة الجيش
باالبتعاد عن السياسة واالهتمام بجمع األموال وبمصالحهم الشخصية.
مع سعي النظام خًلل حكم الملك محمد السادس إلى الحفاظ على الموقع الراهن للمؤسسة العسكرية ،فإن هناك بالمقابل
إشارات متنوعة إلى تعزيز هذا الموقع بما ال يتجاوز اإلطار التقليدي لعمله كما تم ترسيخه بعد المحاولتين االنقًلبيتين.
-1اًلستمرارية
لم يتغير وضع المؤسسة العسكرية بعد تولي الملك محمد السادس عرش المملكة بل تع َّزز معنويًا إلى ح ٍّد ما ،وقد ظهر ذلك
بإشراك قادة الجيش في التوقيع على وثيقة البيعة؛ األمر الذي لم يحبذه موالي هشام ،ابن عم الملك ،ربما خوفًا من تغوُّ ل
الجيش كما شهدته الحياة السياسية في زمن الجنراليْن القويين أوفقير والدليمي .كما أن تعيين الجنرال بوشعيب عروب في
03يونيو/حزيران 5101مفت ًشا عامًا للقوات المسلحة الملكية وقائدًا للمنطقة الجنوبية خلَفًا للجنرال عبد العزيز بناني -وهما
ينتميان معًا للحرس القديم -يؤكد مبدأ االستمرارية التي نهجها الملك محمد السادس في تدبير مؤسسة الجيش.
ومن مظاهر مبدأ االستمرارية في المؤسسة العسكرية المغربية ووفائها لنهجها التقليدي الذي أرساه الملك الراحل الحسن
الثاني ،استمرار صرفها النظر ع َّما يموج في الساحة السياسية .ولعل تصريح الجنرال حميدو العنيكري لمجلة "لونوفيل
9
أوبسرفاتور" في أعقاب تفجيرات الدار البيضاء في 01مايو/أيار ،5113الذي قال فيه :إن الجيش لن يظ َّل مكتوف األيدي
إذا وصل اإلسًلميون إلى الحكم وأنه سيتدخل لمنع ذلك ،يُع ُّد نشا ًزا عن النهج العام للمؤسسة العسكرية المغربية ،ويمثل
إشارة يتيمة النشغال الجيش بالحياة السياسية في المغرب في العهد الجديد .ويمكن قراءة هذا التصريح من زاويتين
مختلفتين؛ فقد يمثل التصريح رسالة واضحة باستمرار دور الجيش في الحياة السياسية الداخلية ،وأنه ال يزال يراقب
باستمرار المشهد السياسي ،وأكثر من هذا له موقف غير محايد تجاه الفاعلين السياسيين ،وقد يكون هذا التصريح أيضًا
تهديدًا لإلسًلميين باستعداد الجيش للتدخل إذا الح في األفق أي تهديد ألركان النظام.
أما الزاوية الثانية لقراءة هذا التصريح؛ فهي أنه يمثِّل نشا ًزا عن نهج الجيش المغربي الذي أرادته له المؤسسة الملكية بعد
المحاولتين االنقًلبيتين ،وأنه يعكس فقط الموقف الشخصي للجنرال العنيكري المعروف بمواقفه المتشددة من اإلسًلميين.
وحسب هذا الرأي فإن هذا التصريح يمثل خرو ًجا عن تقاليد الجيش المغربي بعد المحاولتين االنقًلبيتين في بداية السبعينات
مما جلب على الجنرال العنيكري غضبة ملَكية محتملة حيث ستُقلَّص مها ُمه بعد هذا التصريح ليُحال في األخير إلى التقاعد
في .5105فباستثناء حالة الجنرال العنيكري ،فإ ن إحالة جنراالت الجيش إلى التقاعد بسبب المرض أو التقدم في السن
وهي العملية التي تتم باستمرار في عهد الملك محمد السادس ال تعني بالضرورة استراتيجية استبدال عناصر جديدة بالجيل
القديم ،بل هي استجابة طبيعية للظروف الصحية لهؤالء الجنراالت المحالين إلى التقاعد.
سواء أَ َ
ص َّح الرأي األول أو الثاني ،فيبقى الجنرال العنيكري الوحيد من قادة الجيش في العهد الجديد الذي حاول التأثير على
ضا بأجهزة االستخبارات في كلٍّ من أميركا وفرنسا
المشهد السياسي بحكم عًلقاته ببعض الرموز السياسية في الداخل وأي ً
أثناء عمله مدي ًرا للمخابرات المدنية المعروفة اختصا ًرا بـ(دي إس تي .)DSTوكان يبدو أنه كانت له طموحات أكبر مما
كانت تسمح به تقاليد عمل الجيش التي رسَّخها الملك الراحل الحسن الثاني وعززها الحقًا وريثه على عرش المملكة محمد
السادس.
ومن جهة أخرى ،فإن دستور 5100لم يؤثر على سلطة الملك على المؤسسة العسكرية بل حافظ عليها السيما فيما يتعلق
مجاال حصريًا للملك وال دخل للحكومة فيه .وينص الفصل 23من الدستور
ً بالتعيين في المناصب العسكرية الذي يُعد
الحالي (الذي حافظ على المضمون ذاته للفصل 31في الدستور السابق) على أن" :الملك هو القائد األعلى للقوات المسلحة
الملَكية ،وله حق التعيين في الوظائف العسكرية ،كما له أن يفوض لغيره ممارسة هذا الحق" .لكن الجديد الذي أتى به
دستور 5100هو إنشاء "مجلس أعلى لألمن" تحت رئاسة الملك بمقتضى الفصل 21والذي أُعطي له صفة "هيئة للتشاور
بشأن استراتيجيات األمن الداخلي والخارجي للبًلد ،وتدبير حاالت األزمات ،والسهر أيضً ا على مأسسة ضوابط الحكامة
األمنية الجيدة" .ورغم أن الفقرة الثانية من الفصل 21تنص على إمكانية تفويض رئاسة المجلس األعلى لألمن لرئيس
الحكومة لكنه ش َّدد على أن يكون ذلك على أساس جدول أعمال محدد ،بمعنى يحدده الملك سلَفًا أو بموافقته باعتباره رئيسًا
للمجلس والقائد األعلى للقوات المسلحة الملَكية.
ومن مظاهر ضبط موقع المؤسسة العسكرية في مجالي األمن والدفاع الوطنيين عدم إعطائها تمثيلة متميزة في المجلس
األعلى لألمن بمقتضى الفقرة الثانية من الفصل 21التي تنص على أن "يضم المجلس األعلى لألمن في تركيبته ،عًلوة
على رئيس الحكومة ،ورئيس مجلس النواب ،ورئيس مجلس المستشارين ،والرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة
القضائية ،الوزراء المكلَّفين بالداخلية ،والشؤون الخارجية ،والعدل ،وإدارة الدفاع الوطني ،وكذا المسؤولين عن اإلدارات
األمنية ،وضباطًا سا ِمين بالقوات المسلَّحة الملَكية ،وكل شخصية أخرى يُعتبر حضورها مفيدًا ألشغال المجلس" .وما يؤكد
10
هذا الضبط أن تنظيم المجلس األعلى لألمن سيكون بقانون تنظيمي ،الذي قد يأتي بما يخالف التوقعات التي ُعلِّقت على
منطوق هذا الفصل.
اعتمد الملك محمد السادس في بداية عهده في الحكم على مؤسسة الجيش ،ولو من الناحية المعنوية ،في "تطهير" جيوب
نفوذ وزير الداخلية السابق إدريس البصري الذي ظ َّل لعقود رجل الدول القوي .تعزيز الثقة في الجيش من قبل الملك محمد
السادس عكستها مبادرات كثيرة لتحسين وضعه الماد ي وحمايته القانونية والمعنوية ،وقد ظهر بعض بوادر هذه الثقة بين
الملك ومؤسسة الجيش عندما نُظِّم استعراضٌ عسكري كبير في 01مايو/أيار 5101بعد 52سنة من منع هذه
االستعراضات العسكرية من قِبل الملك الراحل الحسن الثاني بسبب االنقًلبيْن الفاشلين في بداية السبعينات من القرن
الماضي .وقد كان لهذا االستعراض ثًلث دالالت سياسية متنوعة ،من أهمها :تجديد والء الجيش للملك ،وإعادة جسور
التصالح بين المؤسسة العسكرية ومحيطها المدني واالجتماعي ،ثم أن الحدث يُبرز في ح ِّد ذاته القوة العسكرية التي تتوفر
عليها الدولة (.)11
وقد تق َّوى موقع الجيش أكثر بمقتضى قانون يوليو/تموز 5101المتعلق بالضمانات األساسية الممنوحة للعسكريين بالقوات
المسلحة الملَكية ( ،) 10الذي ضمن حماية الدولة للعسكريين الذي يقومون بالعمليات العسكرية داخل المغرب وخارجه ،بل
ويستفيد أيضً ا أفراد عائًلتهم بحماية الدولة ذاتها عندما يتعرضون ،بحكم مهام هؤالء ،إلى التهديدات أو التهجمات أو
الضرب أو السب أو القذف أو اإلهانة (المادة .)9ولحماية عناصر الجيش المغربي من آليات القضاء الدولي الجنائي ،سواء
تعلَّق األمر بالمحكمة الدولية الجنائية التي لم ينخرط فيها المغرب بعد ،أو المحاكم الدولية األخرى التي قد تُنشأ لغرض
خاص ،أو حتى محاكم الدول األجنبية التي تأخذ بمبدأ االختصاص القضائي الشامل ،فقد أعطى القانون الجديد في المادة
الثامنة للمحاكم المغربية االختصاص الحصري للنظر في المخالفات التي يرتكبونها ،ويدخل في هذا اإلطار أيضًا
المستخدَمون المدنيون ذوو الجنسية المغربية الموضوعون تحت إمرتهم ،وذلك ما لم يُنصَّ على خًلف ذلك في االتفاقيات
والمعاهدات والبروتوكوالت التي انضم إليها المغرب أو صادق عليها وتم نشرها بصفة قانونية.
ً
وتعزيزا لمكانة أفراد القوات المسلحة سمح لهم هذا القانون بمقتضى المادة الخامسة بإمكانية إنشاء أو االنخراط بمؤسسات
المجتمع المدني التي ليس لها طابع سياسي أو نقابي أو ديني .ونظ ًرا لتداخل اهتمامات المؤسسات المدنية ،فيُتوقع أن تسمح
هذه اآللية بتقريب العسكريين أكثر من الحياة السياسية والشأن العام السيما أن أغلب المؤسسات المدنية النشطة إما تابعة
لألحزاب السياسية أو تخضع لتأثيرها .لذلك يُنتظر أن تُخضع الدولة النشاط المدني للعسكريين لرقابة مشددة ،وقد يُقَيَّد
بقوانين داخلية في المؤسسة العسكرية.
وقد شهد موقع الجيش المغربي تطورً ا مهمًا عندما أُشرك إلى جانب الشرطة والدرك والقوات المساعدة في مخطط "حذر"
األمني الذي أُعلن عنه في نهاية شهر أكتوبر/تشرين األول 5101الذي توخى االحتفاظ باليقظة ضد تهديدات خارجية،
السيما بعد تأزم الوضع األمني في ليبيا وتسرُّ ب معلومات حول إقدام مجموعة مسلحة بتجهيز طائرات للقيام بهجمات في
الدول المجاورة .وقد شمل هذا ا لمخطط المواقع الحساسة مثل المطارات ومحطات القطار .لكن تظل هذه الحملة
استعراضية بالدرجة األولى ولبث نوع من الطمأنينة لدى المواطنين والسياح ،ألن التهديدات الموجهة للمغرب في هذا
الشأن ال تحتاج إلى مثل هذه العملية االستباقية التي صا َحبَها نش ُر بعض اآلليات العسكرية وبطاريات ومدافع مضادة
للطائرات في بعض المناطق وكأن المغرب على وشك حرب مفتوحة.
11
خاتمة
نظ ًرا للطابع الفوضوي للنظام اإلقليمي في المنطقة المغاربية فإن دول المنطقة تظل في حالة توجس وتخوف دائمين من
بعضها البعض؛ فبسبب غياب اتحاد إقليمي قوي تلجأ إليه دول المنطقة لدرء التهديد أو الخطر ،فإن االعتماد على الذات من
خًلل امتًلك قدرات عسكرية إضافية وبالتالي تعزيز موقع الجيش يظل هو الحل األكثر ضمانًا في نظر األنظمة السياسية.
فبالنسبة للمغرب يظل محاطًا بتحديات عسكرية مستعصية وليس هناك في الحاضر ما يشير إلى تجاوز هذه "المعضلة
األمنية" .ففي الجنوب ال تزال قضية الصحراء تراوح مكانها ،وشبح العودة إلى الحرب ال يزال قائ ًما السيما إذا فشل
مسلسل التسوية السلمية للقضية الذي تشرف عليه منظمة األمم المتحدة .وفي الشرق يظل الخًلف والشنآن مع الجزائر هما
سيدا الموقف منذ استقًلل الدولتين اللتين دخلتا في حرب مباشرة في الستينات من القرن الماضي ،وال تزال أجواء الحرب
الباردة تخيِّم على العًلقات بينهما .وفي الشمال ال تزال إسبانيا تحتل مدينتي سبتة ومليلة وكل الجزر المغربية على طول
ساحله المتوسطي والتي كانت سببًا للصدام بين الدولتين في مرَّات كثيرة كما حدث في 5115حول جزيرة "تورة"
ضا :جزيرة المعدنوس) والتي ال تبعد إال بأمتار قليلة عن اإلقليم البري المغربي .وفي جنوب الساحل األطلسي
(وتسمى أي ً
للمغرب لم تُرسَّم الحدود البحرية مع إسبانيا حتى اآلن والتي يمكن أن تكون محطَّ خًلف في المستقبل السيما إذا تأكد توفر
هذه المنطقة البحرية على احتياطي مهم للغاز والنفط .كل هذه العوامل ،باإلضافة إلى التحديات األمنية الجديدة العابرة
للحدود ،تجعل من اعتماد المغرب على المؤسسة العسكرية أحد الثوابت السياسية في المغرب خًلل العقود القادمة.
لذلك ،فإن مركز الجيش في النسق السياسي المغربي سيستمر في أداء وظائفه التقليدية المتمثلة في الثًلثي :حماية النظام
الملكي والدفاع عن قضية الصحراء ودرء المخاطر الخارجية المحتملة اآلتية من الجوار ،باإلضافة إلى مواجهة التحديات
األمنية الطارئة ،مثل :تهديدات الجماعات المسلحة العابرة للحدود .ويش ِّكل هذا التصور إجماعًا بين األحزاب السياسية
ً
فمثًل انتقد محمد اليازغي ،وهو أحد قادة حزب االتحاد االشتراكي المغربية سواء أكانت في الحكومة أو المعارضة.
المعارض ،ضعف ميزانية الجيش لعام 5102التي تمثل 3بالمائة من الناتج الداخلي الخام ،ودعا إلى رفعها بسبب ما
يو اجه المغرب من مخاطر أمنية ولتحقيق نوع من التوزان العسكري مع الجزائر .وبالمقابل فإن جهود تعزيز موقع الجيش
المغربي الذي ظهرت بعض بوادره خًلل حكم الملك محمد السادس لن تتجاوز الحدود التقليدية المرسومة للمؤسسة
العسكرية بعد مرحلة االنقًلبات ،وذلك حتى ال تتعزز طموحات سياسية لدى نخبة معينة في الجيش وتشكل أي تهديد
محتمل للنظام.
_______________________________
* د .سعيد الصديقي -أستاذ القانون الدولي والعًلقات الدولية بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا-أبو ظبي ،وجامعة سيدي
محمد بن عبد هللا-فاس
تواريخ مهمة
تأسيس جيش المغربي والمعروف رسميًا بالقوات الملَكية المسلحة. يونيو/حزيران 1591 0
إنشاء البًلط العسكري الملكي. إبريل/نيسان 1511 5
المحاولة االنقًلبية العسكرية األولى. يوليو/تموز 1591 3
المحاولة االنقًلبية العسكرية الثانية. أغسطس/آب 1592 1
إلغاء وزارة الدفاع الوطني. أغسطس/آب 1592 2
إحداث إدارة الدفاع الوطني. أغسطس/آب 1592 1
إحداث الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بإدارة الدفاع الوطني في .0779 أكتوبر/تشرين األول 1559 9
إنشاء المجلس األعلى لألمن بمقتضى الدستور. يوليو/تموز 2111 7
12
المراجع
ثريا برادة ،الجيش المغربي وتطوره في القرن التاسع عشر (الدار البيضاء :مطبعة النجاح الجديدة ،)0779 ،ص.32 -0
"الكيش" هو جيش السلطان الذي كان يتكون من عناصر تنتمي إلى قبائل مختلفة مقابل اإلعفاء من الضرائب. -5
تحيل كلمة "المخزن" في القاموس السياسي المغربي إلى تلك النخبة الحاكمة والمحيطة بالملك أو السلطان ،والتي تمثل النواة الصلبة للدولة ،وتستمد هذه النخبة عناصر نفوذها باإلضافة إلى -3
القرب من الملك وخدمتها له ،من مسؤوليتها السياسية أو اإلدارية أ و العسكرية ،أو من حجم أمًلكها وثرواتها ،أو من سلطتها االجتماعية والرمزية.
ثريا برادة ،الجيش المغربي وتطوره في القرن التاسع عشر ،مرجع سابق ،ص.313 -1
Jean-Jacques Régnier & Jean-Claude Santucci, « Armée pouvoir et légitimité au Maroc », in Annuaire de l'Afrique du Nord (Paris: Editions du -2
.CNRS, 1972), p.140
Saïd Haddad, « Des armées maghrébines appelées à se renforcer », Observatoire des mutations politiques dans les pays arabes, Institut des -1
.Relations Internationales et Stratégiques, IRIS, (février 2013), p.3
.Brahim Saidy, « Relations civilo-militaires au Maroc : le facteur international revisité », Politique Etrangère, 3 (2007), p.597 -9
والذي أُعطيت له صفة "هيئة للتشاور بشأن استراتيجيات األمن الداخلي والخارجي للبًلد ،وتدبير حاالت األزمات ،والسهر أيضًا على مأسسة ضوابط الحكامة األمنية الجيدة". -7
.Remy Leveau, La sabre et le turban: L’avenir du Maghreb (Paris: François Bourin, 1993), p.207 -7
جون واتربوري ،الملكية والنخبة السياسية في المغرب ،ترجمة :ماجد نعمة وعبود عطية ،الطبعة األولى (بيروت :دار الوحدة للطباعة والنشر ،)0775 ،ص.527 -01
الجنرال محمد أوفقير هو وزير الدفاع ووزير الداخلية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ،والذي كان أيضًا يده اليمنى ،وقد توفي في ظروف غامضة يوم محاولة االنقًلب الفاشلة في 01 -00
أغسطس/آب 0795التي اتُّهم بالوقوف وراءها إلى جانب قيادات عسكرية وشخصيات سياسية أخرى.
الحسن الثاني ،ذاكرة ملك (الرباط :الشركة السعودية لألبحاث والنشر ،)0773 ،ص.013 -05
مرسوم رقم 0.970.19بتاريخ 7إبريل/نيسان ،0717الخاص بإحداث وتنظيم البًلط العسكري الملَكي ،الجريدة الرسمية ،عدد 09( 5771إبريل/نيسان ،)0717ص.999-991 -03
تم حذف وزارة ال دفاع الوطني بموجب الفصل األول من ظهير شريف رقم 0.95.527بتاريخ 07أغسطس/آب ،0795الجريدة الرسمية ،عدد 53( 3050أغسطس/آب .)0795 -01
الظهير الشريف رقم 0.95.591بتاريخ 50أغسطس/آب ، 0795بإحداث إدارة الدفاع الوطني وتعيين الكاتب العام لهذه اإلدارة ،الجريدة الرسمية ،عدد 1( 3053سبتمبر/أيلول ،)0795 -02
ص.5513
الظهير الشريف رقم 0.19.513بتاريخ 31نوفمبر/تشرين الثاني ،5119الجريدة الرسمية ،عدد 3( 2273ديسمبر/كانون األول ،)5119ص.3932 -01
إبراهيم اسعيدي" ،واقع وآفاق السياسات األمنية والدفاعية بالعالم العربي" ،مركز الجزيرة للدراسات (يناير/كانون الثاني ،)5100ص.7 -09
جون واتربوري ،الملَكية والنخبة السياسية في المغرب ،مرجع سابق ،ص.527 -07
.Omar Bendourou, Le pouvoir exécutif au Maroc depuis l’indépendance, Doctorat d’Etat en droit public, Université, Paris1, 1984, p.281 -07
.Ibid., pp.281-282 -51
الحسن الثاني ،ذاكرة ملك ،مرجع سابق ،ص.003 -50
المرجع نفسه. -55
Samuel Finer, "The Morphology of Military Regimes," in Roman Kolkowicz and Andrzej Korbonski, eds. Soldiers, Peasants, and Bureaucrats: -53
.Civil-Military Relations in Communist and Modernizing Societies (London: George Allen and Unwin, 1982), p.283
.J. J. Régnier & J. C. Santucci, « Armée, pouvoir et légitimité au Maroc », AAN, 1971, p.164 -51
.Ibid., p.165 -52
جون واتربوري ،الملكية والنخبة السياسية في المغرب ،مرجع سابق ،ص.527 -51
بناء على الظهير الشريف رقم 0.21.037الصادر في 52يونيو/حزيران 0721بإحداث القوات المسلحة الملَكية ،الجريدة الرسمية ،العدد 31( 5575يوليو/تموز ،)0721ص.0097 -59
مرسوم رقم 0.970.19بتاريخ 7إبريل/نيسان ، 0717الخاص بإحداث وتنظيم البًلط العسكري الملكي ،الجريدة الرسمية ،عدد 09( 5771إبريل/نيسان ،)0717ص.999-991 -57
.Omar Bendourou, Le pouvoir exécutif au Maroc depuis l’indépendance, op.cit., p.285 -57
.Ibid., p.282 -31
مرسوم ملكي رقم 0.072.11بتاريخ 2سبتمبر/أيلول ، 0719الخاص بتنظيم الدفاع عن المملكة ،الجريدة الرسمية ،عدد 03( 5713سبتمبر/أيلول ،)0719ص.5170 -30
مرسوم ملكي رقم 0.77.11بتاريخ 2سبتمبر/أيلول ، 0719في شأن تحديد اختصاصات رئيس األركان العامة للقوات المسلحة الملكية ،الجريدة الرسمية ،عدد 03( 5713سبتمبر/أيلول -35
،)0719ص. 5175
.Régnier & Santucci, « Armée, pouvoir et légitimité au Maroc », op.cit., p.165 -33
ورد هذا التصريح في األمر اليومي الذي أصدره األمير الحسن عندما كان وليًا للعهد في 01مايو/أيار ً .0729
نقًل عن.Régnier & Santucci, Ibid., p.165 : -31
.Régnier & Santucci, ibid., p.166 -32
تم حذف وزارة الدفاع الوطني بموجب الفصل األول من ظهير شريف رقم 0.95.527بتاريخ 07أغسطس/آب ،0795الجريدة الرسمية ،عدد 53( 3050أغسطس/آب .)0795
.Saïd Haddad, « Des armées maghrébines appelées à se renforcer », op.cit., p.4 -31
.Brahim Saidy, « Relations civilo-militaires au Maroc : le facteur international revisité », op.cit., p. 599 -39
Driss Bennani & Mohammed Boudarham, « Gendarmerie royale. L’armée a tout faire », Tel Quel, 29 janvier 2011. http://w.telquel- -37
)online.com/archives/458/couverture_458.shtml (accessed 2 February 2015
محمد شقير ،المؤسسة العسكرية بالمغرب :من القبيلة إلى العصرنة (الدار البيضاء :إفريقيا الشرق ،)5117 ،ص.071 -37
ظهير شريف رقم 0.05.33صادر في 1سبتمبر/أيلول 5105بتنفيذ القانون رقم 10.05المتعلق بالضمانات األساسية الممنوحة للعسكريين بالقوات المسلحة الملَكية ،الجريدة الرسمية ،عدد -11
51( ،1172سبتمبر/أيلول .)5105
انتهى
13