Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 77

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫وتوضيح الفقه فى الدين‬

‫تأليف‬

‫تحقيق‬

‫إياد بن عبد اللطيف بن إبراهيم القبيسى‬


‫اقوال العلماء فى العلماة السعدى‬

‫)كان ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل‬


‫الخلفية بالدليل‪ ،‬وكان عظيم العناية بكتب شيخ السالما ابن تيمية‪،‬‬
‫وتلميذه العلمة ابن القيم‪ ،‬وكان يرجح ما قاما عليه الدليل‪.‬‬
‫وكان قليل الكلما إل فيما يترتب عليه فائدة‪ ،‬جالسته غير مرة فى مكة‬
‫والرياض‪ ،‬وكان كان كلمه قليل ً إل فى مسائل العلم‪ ،‬وكان متواضعا ً‬
‫حسن الخلق‪ ،‬ومن قرأ كتبه عرف فضله وعلمه وعنايته بالدليل‪ ،‬فرحمه‬
‫الله رحمة واساعة‪.‬‬
‫العلماة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله‪.‬‬

‫)إن الرجل قل أن يوجد مثله فى عصره فى عبادته وعلمه وأخلقه‪ ،‬حيث‬


‫كان يعامل كل ً من الصغير والكبير بحسب ما يليق بحاله‪ ،‬ويتفقد‬
‫الفقراء‪ ،‬فيوصل اليهم ما يسد حاجتهم بنفسه‪ ،‬وكان صبورا ً على ما يلم‬
‫به من أذى الناس‪ ،‬وكان يحب العذر ممن حصلت منه هفوة حيث يوجها ً‬
‫يحصل به عذر من هفا(‪.‬‬
‫العلماة ماحمد بن صالح العثيمين رحمه الله‪.‬‬

‫)إن من قرأ مصنفات الشيح عبد الرحمن بن ناصر ساعدى ‪ -‬رحمه الله –‬
‫وتتبع مؤلفاته وخالطه‪ ،‬وسابر حلعه أياما حياته‪ ،‬عرف منه الدأب فى‬
‫خدمة العلم إطلعا وتعلما‪ ،‬ووقف منه على حسن السيرة وساماحة‬
‫الخلق‪ ،‬واساتقامة الحال‪ ،‬وإنصاف إخوانه وطلبه فى نفسه‪ ،‬وطلب‬
‫السلمة فيما يجر الى الشر او يفضى الى نزاع او شقاق فرحمه الله‬
‫رحمة واساعة(‪.‬‬
‫الشيخ عبد الرزاق عفيفى رحمه الله‪.‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل‬
‫فل هادى له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأن محمدا ً‬
‫عبده ورساوله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذا مختصر نافع يعد فى عصرنا هذا من المختصرات الفقهية التى‬
‫جمعت فأوعت‪ ،‬وإننى بعد ان يسر الله لى تحقيق هذا الكتاب وإعادة‬
‫نشره بشكله الجديد‪ ،‬فأناشد إخواننا العاملين فى حقل العمل السالمى‬
‫والتدريس أن يعتمدوا هذا المختصر الفقهى لتدريس الناشئة كمدخل‬
‫أولى لدراساة الفقه السالمى‪ ،‬وقد لحظت أثناء عملى فى الدعوة‬
‫والرشاد والتدريس‪ ،‬افتقار المكتبة السالمية المعاصرة لمختصر فى‬
‫الفقه ساهل العبارة صغير الحجم‪ ،‬وحسب تصورى فان هذا الكتاب‬
‫سايسد فراغا ً ما زالت المة بحاجة لسده‪.‬‬
‫والسعدى رحمه الله لم يشر فى مختصره هذا الى مذهب من المذاهب‬
‫الفقهية المعروفة‪ ،‬رغم أنه اعتمد فى مختصره على كتب الحنابلة‪ ،‬إل‬
‫أنه لم يتابعه فى جميع المذهب بل خالفهم واجتهد فى عدة مسائل‪ ،‬أما‬
‫وصف هذا المختصر‪ ،‬فقد قال فى نفسه كلمة وصف بها هذا المختصر‬
‫فقال فى إحدى رساائله الى أحد تلمذته فى خارج بلدة عنيزة جاء فيها‪:‬‬
‫))وقدمت لك فى خطابى فى ‪ 27‬رجب ‪1359‬ه ‪ ،‬أن الله يسر إتماما بناء‬
‫المكتبة واساتشارتنا فيها محمد العبد العزيز المطوع حافظا ً وقيما ً‬
‫ومدرساا ً فى الفقه والتوحيد ويكون فى جميع وقت جلوس فيها حاضرين‬
‫معه تلميذه يعلمهم ويلحظ عليهم فى كل ما يتعلق بدروساهم((‪.‬‬
‫وكانوا نحو عشرين طالبا ً من الطلب الصغار يقرؤون بالواساطية وثلثة‬
‫الصول‪ ،‬والن كملوا الواساطية والصول الثلثة حفظًا‪ ،‬والن شارعين‬
‫فى مختصر الفقه الذى إختصرناه‪ ،‬فصار أكمل من جميع المختصرات‬
‫التى تعرفونها وأخصر منها‪ ،‬فقد تمكنا من تقليل لفظه الى ما يحتاج اليه‬
‫الطالب فى كل باب‪ ،‬وهو واضح جدا ً وأيضا ً مشتمل على الدليل((‪.‬‬
‫ذكر هذا الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن آل بساما فى كتابع البديع‬
‫))عملء نجد خلل ثمانية قرون(( ‪3/266‬‬

‫بقى علينا أن نذكر ملحظة حول ما ذكره العلمة الفاضل الشيخ بكر ابو‬
‫زيد – رعاه الله وجنبه كل مكروه وحفظه ذخرا ً لمة السالما – فى كتابه‬
‫الرائع ))المدخل المفصل الى فقه الماما أحمد بن حنبل وتخريجات‬
‫الصحاب(( ) ‪ :(2/955‬حيث ذكر هذا الكتاب ضمن ما ألفه الحنابلة فى‬
‫أصول الفقه فقال منهج السالكين ‪ :‬رساالة مختصرة فى أصول الفقه‪،‬‬
‫تأليف عبد الرحمن بن ناصر السعدى ت سانة ‪1376‬ه طبعت‪.‬‬
‫والحقيقة أن الرساالة اسامها ))منهج السالكين وتوضيح الفقه فى‬
‫الدين(( فلعل هذا سابق قلم من الشيخ الفاضل بكر ابو زيد‪ ،‬فالرساالة‬
‫فى الفقه – وهى مختصر فقهى – وليست فى الصول الفقهية‪.‬‬
‫ومن المؤاخذات التى أخذت على هذا المختصر ذكر الشيخ السعدى‬
‫رحمه الله بعض الحاديث الضعيفة‪ ،‬وهى يسيرة‪ ،‬وذكر آخر الكتاب حديثا ً‬
‫ل أصل له فما هو السبب فى ذلك؟‬
‫والجواب على ذلك‪ :‬هو أن العلمة السعدةى وكما قال الشيخ عبد الله‬
‫بن عبد الرحمن آل بساما فى كتابه ))علماء نجد(( ) ‪ (3/225‬واصفا‬
‫مؤلفات السعدى‪ :‬وهذه المؤلفات مع ما فيها من الفوائد والجمع والجدة‬
‫فى السالوب والعرض‪ ،‬إل أنه ينقصها التحرير فى بعض المواضع‪ ،‬ولعل‬
‫م ل يعود اليها بالتنقيح‪.‬‬
‫هذا يرجع الى أنه كان يكتبها من حفظه‪ ،‬ث ّ‬
‫والشيخ عبد الله هو تلميذ الشيخ السعدى‪ ،‬وهو أعرف به من غيره‪.‬‬
‫والسبب الثانى ‪ :‬أن هذه الحاديث نقلها الشيخ السعدى من مؤلفات‬
‫كتب الفقه الحنبلية وليست من مصادرها الصلية‪ ،‬ومن المعلوما أن جل‬
‫كتب الفقه ل تهتم بألفاظ الحديث الدقيقة‪ ،‬كما تشتهر روايات يتداولها‬
‫الفقهاء رغم أنها غير مقبولة عند أهل الحديث والسبب‪ ،‬فى ذلك ليس‬
‫هذا موضع ذكره وتفصيله‪.‬‬
‫والسبب الثالث‪ :‬أن علوما الحديث معرفة صحته من ضعفه توقفت من‬
‫بعد الماما السخاوى فى القرن العاشر الى القرن الرابع عشر واشتهر‬
‫فى هذه الفترة التقليد فى الحكم على الحاديث واعتماد أحكاما‬
‫السابقين كالمنذرى والهيثمى وغيرهم‪ ،‬وحتى الحافظ بن حجر‬
‫العسقلنى لم تكن كتبه معروفة ول متداولة إل عند نفر يسير‬
‫كالشوكانى والزبيدى فى اليمن والغماريين والكتانيين فى المغرب‬
‫وبعض علماء الهند فليس من الغريب أن تجد فى مؤلفات علماء نجد‬
‫وغيرهم أحاديث ضعيفة امو منكرة او موضوعة‪ ،‬فإن علم الحديث لم‬
‫يزده رمن جديد إل على يد علماء القرن الرابع عشر كالعلمة أحمد‬
‫شاكر واللبانى وغريهم والله أعلم بالصواب‪.‬‬

‫ترجمة العلماة السعدى رحمه الله‪:‬‬

‫اسمه ونسبه‪:‬‬
‫الشيخ أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن‬
‫حمد آل ساعدى‪ ،‬من بنى تميم الشهيرة‪.‬‬
‫وأمه من آل عثيمين‪ ،‬فالعثيمين أخواله‪.‬‬
‫ماولده ووفاة والديه‪:‬‬
‫ولد فى عنيزة بالقصيم‪ ،‬وذلك فى اليوما الثانى عشر من شهر المحرما‬
‫سانة الف وثلثمائة وسابع من الهجرة النبوية‪.‬‬
‫وتوفيت أمه سانة ‪1310‬ه ‪ ،‬وله أربع سانوات‪.‬‬
‫أما والده فه الشيخ ناصر آل ساعدى ولد فى حدود ‪1243‬ه‪ ،‬فى عنيزة‬
‫وتوفى سانة ‪1313‬ه‪.‬‬
‫نشأته‪:‬‬
‫لما توفى والد السعدى عطفت عليه زوجة والده وكفتله وأحبته أكثر من‬
‫حبها لولدها وصار عندها موضع العناية والرعاية‪.‬‬
‫فلما شب صار فى بيت أخيه الكبر حمد بن ناصر فنشا نشأة صالحة‬
‫كريمة‪.‬‬
‫وكان والده قد أوصى به الى ابنه الكبر حمد فقاما برعايته وتربيته خير‬
‫قياما‪ ،‬وكان حمد رجل ً صالحا ً ومن حملة القرآن ومن المعمرين‪ ،‬فقد‬
‫عاش الى سانة ‪1388‬ه‪ ،‬عن سات وتسعين سانة‪ ،‬فنشا نشأة صالحة‬
‫كريمة وعرف من حداثته بالصلحا والتقى‪ ،‬فاقبل على العمل بجد‬
‫ونشاط وهمة وعزيمة‪ ،‬فحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن‬
‫يتجاوز الثانية عشرة من عمره فى مدرساة المربى ساليمان بن دامغ‪.‬‬
‫واشتغل بالعلم على علماء بلده ومن يرد اليها من العلماء‪ ،‬وأنقطع للعلم‬
‫وجعل كل أوقاته مشغولة فى تحصيله حفظا ً وفهما ودراساة ومراجعة‬
‫واساتذكارا‪ ،‬حتى أدرك فى صباه ما ل يدره غيره فى عمر طويل‪.‬‬

‫ولما رأى زملؤه فى الدراساة تفوقه عليهم ونبوغه تتلمذوا عليه‪ ،‬وصاروا‬
‫يأخذون عنه العلم‪ ،‬وهو فى سان البلوغ‪ ،‬فصار الشاب المبكر متعلما ً‬
‫ومعلمًا‪.‬‬
‫وما أن تقدمت به الدراساة حتى تفتحت أمامه آفاق العلم‪ ،‬فخرج عن‬
‫مألوف بلده من الهتماما بالفقه الحنبلى فقط‪ ،‬الى الطلع على كتب‬
‫التفسير والحديث والتوحيد وكتب شيخ السالما ابن تيمية وابن القيم‪،‬‬
‫وهى التى فتقت ذهنه ووساعت مداركه‪ ،‬فخرج من طور التقليد الى طور‬
‫الجتهاد المقيد‪ ،‬فصار يرجح من القوال ما رجحه الدليل وصدقه‬
‫التعليل‪ ،‬ولكنه فى الغالب ل يخرج عن اختيارات شيخ السالما ابن تيمية‪.‬‬
‫وكان يكاتب علماء المصار ومفكرى الفاق فى جديد المسائل‬
‫وعويصات المور‪ ،‬حتى صار لديه محاولة لتطبيق بعض النصوص الكريمة‬
‫على مخترعات ومكتشفات هذا العصر وحوادثه‪ ،‬مما يظهر اسارار‬
‫الشريعة واتصالها بما يجد فى العصر الحديث‪ ،‬وهذه بعض همته وعزيمته‬
‫فى إكساب العلوما وتحصيلها‪.‬‬
‫وكان من محفوظاته القرآن الكريم‪ ،‬وعمدة الحكاما‪ ،‬ودليل الطالب‬
‫وكثير من نظم ابن عبد القوى‪ ،‬كما يحفظ أكثر النونية لبن القيم‪.‬‬
‫أما بذله العلم ونشره اياه‪ ،‬فانه صرف اوقاته كلها للتعليم والفادة‬
‫والتوجيه والرشاد فل يصرفه عن حلق الذكر ومجالس الدرس صارف‪،‬‬
‫ويرده عنها راد‪ ،‬إل ما يتخلله من الفترات الضرورية‪ ،‬فاجتمع اليه الطلبة‬
‫واقبلوا عليه واساتفادوا منه‪ ،‬كما قدما عليه الطلب من البلد المجاورة‬
‫لبلده بما أشتهر به من ساعة العلم وساحن الفادة‪ ،‬وكريم الخلق ولطف‬
‫المعشر‪ ،‬كذلك وردت اليه السائلة العديدة فأجاب عليها بالجوبة‬
‫السديدة‪ ،‬وكان حاضر الجواب ساريع الكتابة بديع التحرير ساديد البحث‪.‬‬
‫فلما بلغ أشده ونضج علمه‪ ،‬ورساخت قدمه‪ ،‬شرع فى التأليف‪ ،‬ففسر‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وبين أصول التفسير‪ ،‬وشرحا جوامع الكلما النبوى‪ ،‬ووضح‬
‫أنواع التوحيد وأقسامه‪ ،‬وهذب مسائل الفقه وجمع أشتاتها‪ ،‬ورد على‬
‫المل حدة والزنادقة والمخالفين‪ ،‬وبين محاسان السالما‪ ،‬كل ذلك فى‬
‫كتب ورساائل طبعت ووزعت ونفع الله بها‪.‬‬
‫كما نفع الله به الخاصة والعامة‪ ،‬فإنه صار مرجع بلده وعمدتهم فى‬
‫جميع أحوالهم وشئونهم‪ ،‬فهو مدرس الطلب‪ ،‬وواعظ العامة‪ ،‬وإماما‬
‫الجامع وخطيبة‪ ،‬ومفتى البلد‪ ،‬وكاتب الوثائق ومحرر الوقاف والوصايا‪،‬‬
‫وعاقد النكحة‪ ،‬ومستشارهم فى كل ما يهمهم‪.‬‬
‫وكان ل ينقطع عن زياراتهم فى بيوتهم‪ ،‬ومشاركتهم فى مجتمعاتهم‪،‬‬
‫ومع هذا بورك له فى أوقاته‪ ،‬فقاما بهذه الشياء كليها‪ ،‬ولم تصرفه عن‬
‫التأليف والمراجعة والبحث‪ ،‬فقد أعطى كل ذى حق حقه‪.‬‬
‫واثنى عليه العلماء بأنه العلمة المفسر المحدث الفقيه الصولى‬
‫النحوى‪ ،‬ورشح لقضاء عنيزة عاما ‪1360‬ه ‪ ،‬لكنه امتنع منه تورعًا‪.‬‬
‫شيوخه‪:‬‬
‫لقد تلقى الشيخ أنواع العلوما على كثير من العلماء‪ ،‬وبعضهم من عنيزة‬
‫وبعضهم من الوافدين اليها‪ ،‬وبعضهم ذهب اليهم فى بلدهم‪.‬‬
‫وذكر جميعهم يصعب‪ ،‬ولكن فيما يلى أذكر جملة منهم مع إعطاء نبذة‬
‫بسيطة عنهم‪ ،‬وعن اساتفادته من كل واحد منهم‪ ،‬وتجدر الشارة الى أنه‬
‫كان – رحمه الله – محا إعجاب مشايخه كلهم بفرط ذكائه ونبله‬
‫واساتقامته‪.‬‬
‫فمن شيوخه‪:‬‬
‫‪ ‬الشيخ إبراهيم بن حمد بن محمد بن جاسار‪ ،‬ولد فى بريده سانة‬
‫‪1241‬ه‪ ،‬وتوفى فى الكويت سانة ‪1342‬ه‪ ،‬وهو أول من قرأ عليه‬
‫الشيخ وأخذ عنه التفسير والحدث وأصولهما‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ محمد بن عبد الكريم بن صالح الشبل‪ ،‬ولد فى عنيزة سانة‬
‫‪1257‬ه وتوفى سانة ‪1343‬ه ‪ ،‬وأخذ عنه الفقه وأصوله وعلوما اللغة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ عبد الله بن عائض العويضى الحربى‪ ،‬ولد فى عنيزة سانة‬
‫‪1249‬ه وتوفى سانة ‪1375‬ه‪ ،‬وأخذ عنه الفه وأصوله وعلوما اللغة‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ صالح بن عثمان بن حمد بن إبراهيم القاضى‪ ،‬ولد فى عنيزة‬
‫سانة ‪1282‬ه وتوفى سانة ‪1351‬ه‪ ،‬أخذ عنه التوحيد والتفسير والفقه‬
‫وأصوله وفروعه وعلوما العربية‪ ،‬وهو أكثر من قرأ عليه الشيخ‬
‫ولزمه ملزمة تامة حتى توفاه الله‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ محمد بن عبد الله بن حمد بن محمد بن ساليم‪ ،‬ولد فى‬
‫بريده سانة ‪1240‬ه وتوفى فيها سانة ‪132‬ه‪ ،‬رحل له الشيخ فى‬
‫بريده وأخذ عنه التوحيد وغيره‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ على بن ناصر بن محمد ابو وادى‪ ،‬ولد فى عنيزة سانة‬
‫‪1273‬ه وتوفى سانة ‪1361‬ه‪ ،‬وأخذ عنه الحديث فى المهات الست‬
‫وغيرها وأجازه فى ذلك واخذ عنه التفسير وأصوله وأصول الحديث‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ إبراهيم بن صالح بن إبراهيم بن محمد بن عيسى القحطانى‬
‫ولد فى عنيزة سانة ‪1270‬ه وتوفى سانة ‪1343‬ه ‪ ،‬وأخذ عنه أصول‬
‫الدين‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن مانع ولد فى عنيزة‬
‫سانة ‪1300‬ه وتوفى فى بيروت سانة ‪1385‬ه ‪ ،‬ونقل جثمانه الى قطر‬
‫وصلى عليه ودفن فيها‪ ،‬وأخذ عنه علوما اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬الشيخ محمد المين محمود الشنقيطى‪ ،‬ولد فى مدينة شنقيط فى‬
‫موريتانيا سانة ‪1289‬ه وتوفى الزبير فى صباحا الجمعة ‪ 14‬جمادى‬
‫الثانية سانة ‪1351‬ه ‪ ،‬قرأ له المترجم له لما قدما الى عنيزة وجلس‬
‫فيها للتدريس سانة ‪1330‬ه‪ ،‬وأخذ عنه التفسير والحديث ومصطلح‬
‫الحديث وعلوما العربية كالصرف وغيرهما‪ ،‬وأخذ عنه إجازة الرواية‪.‬‬

‫طريقة السعدى فى التدريس‪:‬‬


‫أما عن طرقته فى التعليم وحصره على نفع طلبه‪ ،‬فقد كان – رحمه‬
‫الله – من أحسن الناس تعليما ً وابلغهم تفهيما ً وأفضلهم تبيينًا‪ ،‬وذلك لن‬
‫طرقته فى التعليم امتازت بصفات كثيرة هامة‪ ،‬جعلت طلبه يتلذذون‬
‫بدروساه ويواظبون عليها‪.‬‬

‫ومان ابرز الصفات‪:‬‬


‫أنه يستشير تلميذه فى اختيار الكتاب النفع من كتب الدراساة‪ ،‬ويرجح‬
‫ما عليه رغبة أكثرهم‪ ،‬وعند التساوى يكون هو الحكم فى الترجيح‪.‬‬
‫كان – رحمه الله – يخصص المكافآت لمن يحفظ المتون من طلبه‪،‬‬
‫تشجيعا ً لهم تحفيزا ً لزملئهم‪.‬‬
‫يقيم المنظرات بين طلبه المحصلين لشحذ أفكارهم‪ ،‬وصقل ازهانهم‪،‬‬
‫وتعويدهم على إقامة الحجة والبرهان‪.‬‬
‫يطرحا المسائل على الطلب ليختبر اذهانهم‪ ،‬ويتعمد احيانا ً تغليظ نفسه‬
‫أمامهم ليرى من هو حاضر الذهن ممن هو شارد‪ ،‬وليعرف الفطن من‬
‫غيره‪.‬‬
‫م يذكر‬ ‫عند ذكره للمسائل الخلفية‪ ،‬فان يقرر القول الراجح بأدلته‪ ،‬ث ّ‬
‫القول ألخر بأدلته ثم يوساط نفسه حكما ً فى المسألة‪ ،‬وقد يستطرد‬
‫بذكر نظائر المسائلة‪ ،‬كل ذلك بفصاحة وبلغة بديهية‪.‬‬
‫يجمع الطلب كلهم على كتابين واحد بعد آخر‪ ،‬وبعد انتهاء الجلسة يطلب‬
‫من ثلثة منهم إعادة ما يستحضره من التقرير‪ ،‬ويدور عليهم ليختبر قوة‬
‫حفظهم وفهمه‪.‬‬
‫يناقشهم بعد يوما فيما مضى شرحه‪ ،‬مما كان يدفع الطلب على الحرص‬
‫وعلى الساتذكار وتثبيت المعلومات‪.‬‬
‫يحرص على طلبه حرصا ً تامًا‪ ،‬ويتفقدهم عند غيابهم تفقدا ً دقيقا ً مما‬
‫كان يجعل تلميذه يراعون المواظبة لملحظته وعدما غفلته‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد كان يلطفهم ويداعبهم تحببا ً لهم فى العلم‪.‬‬
‫ولهذا فقد انتفع بعلمه خلق كثير‪ ،‬وتخرج على يديه عدد كبير من طلب‬
‫العلم البارزين المحصلين‪ ،‬أجزل الله له المثوبة‪ ،‬ورحمه رحمة واساعة‪.‬‬

‫عقيدة الشيخ‪:‬‬
‫لقد نهج العلمة السعدى فى العقدية منهج السلف الصالح‪ ،‬وأقتفى‬
‫أثارهم وترسام خطاهم‪ ،‬وذلك بتلقى العقيدة وأخذها من منبعها الصيل‬
‫كتاب الله وسانة رساوله صلى الله عليه وسالم وفهم السلف الصالح‪ ،‬ل‬
‫بالهواء والتشهى‪ ،‬والبدع والظنون الفاسادة‪.‬‬
‫ومن تأمل كتبه وسابرها عرف شدة عناية بهذه العقيدة‪ ،‬وحرصه على‬
‫نشرها وتصديه لمخالفيها‪.‬‬
‫وقد ذكر فى أول كتابه "القول السديد فى مقاصد التوحيد" مقدمة‬
‫تشتمل على صفوة أهل السنة وخلصتها المستمدة من الكتابي والسنة‪،‬‬
‫وقد جمع الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد جهود السعدى فى‬
‫توضيح العقيدة السلفية فى كتابه "الشيخ عبد الرحمن بن ساعدى‬
‫وجهوده فى توضيح العقيدة" وقد طبع فى مكتبة الرشد الغراء‪.‬‬

‫تلمايذه‪:‬‬
‫‪ .1‬الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬خلف شيخه فى إمامة الجامع‬
‫بعنيزة‪ ،‬وفى التدريس والوعظ والخطابة‪.‬‬
‫‪ .2‬الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البساما‪ ،‬عضو هيئة التمييز‬
‫بالمنطقة الغربية‪.‬‬
‫‪ .3‬الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل – عضو الهيئة القضائية العليا فى‬
‫وزارة العدل‪.‬‬
‫‪ .4‬الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان‪ ،‬درس فى معهد إماما الدعوة‬
‫بالرياض‪ ،‬وسالك طريقة شيخه فى التأليف‪.‬‬
‫‪ .5‬الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع‪ ،‬تولى القضاء فى المجمع‬
‫وعنيزة وتوفى فى ‪18/7/1387‬ه‪.‬‬
‫‪ .6‬الشيخ ساليمان بن إبراهيم البساما‪ ،‬كان فقيها‪ ،‬درس فى المعهد‬
‫العلمى بعنيزة‪ ،‬وعين قاضيا ً فرفض وتوفى فى ‪14/3/1377‬ه‪.‬‬
‫‪ .7‬الشيخ محمد بن منصور الزامل‪ ،‬درس بمعهد عنيزة العلمى‪.‬‬
‫‪ .8‬الشيخ عبد الله بن محمد الزامل‪ ،‬درس فى معهد عنيزة العلمى‪،‬‬
‫وهو من أبرز علماء نجد بالنحو‪.‬‬
‫‪ .9‬الشيخ عبد الله بن حسن آل بريكان‪ ،‬درس فى معهد عنيزة‬
‫العلمى‪.‬‬
‫‪ .10‬الشيخ عبد الله بن محمد العوهلى‪ ،‬درس بمعهد مكة العلمى‪.‬‬
‫‪ .11‬الشيخ محمد بن صالح الخزيم عين قاضيا ً فى الرس ث ّ‬
‫م فى‬
‫م فى عنيزة‪.‬‬ ‫المذنب‪ ،‬ث ّ‬
‫‪ .12‬الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقوشى‪ ،‬عين قاضيا ً بالرياض ث ّ‬
‫م‬
‫بالقويعية ثم أحيل للتقاعد لرغبته‪.‬‬
‫م‬
‫‪ .13‬الشيخ حمد بن محمد البساما درس بالمعهد العلمى بعنيزة‪ ،‬ث ّ‬
‫درس فى جامعة الماما محمد بن ساعود فرع القصيم‪ ،‬وكان هو‬
‫القارئ على الشيخ فى الدرس‪.‬‬
‫‪ .14‬الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الخضرى عين قاضيا ً بعفيف ث ّ‬
‫م‬
‫صار مدرساا ً بمعهد المدينة النبوية العلمى‪.‬‬
‫‪ .15‬الشيخ حمد بن ابراهيم القاضى‪ ،‬صار مدير إحدى المدارس‬
‫بعنيزة‪.‬‬
‫‪ .16‬الشيخ عبد الله بن محمد الفهيد‪ ،‬إماما مسجد القاع بعنيزة‪.‬‬
‫‪ .17‬الشيخ ساليمان بن صالح البساما‪ ،‬من أعيان عنيزة‪.‬‬
‫‪ .18‬الشيخ عبد الله بن محمد الصيخان‪ ،‬كان قوى الحفظ – كفيفا ً –‬
‫وتوفى شابًا‪.‬‬
‫‪ .19‬الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الزامل‪ ،‬كان له عناية بالتاريخ‬
‫والنساب‪.‬‬
‫الشيخ عبد العزيز بن محمد البساما‪ ،‬كان ينوب عن الشيخ فى‬ ‫‪.20‬‬
‫إمامة الجامع‪ ،‬وفى الخطابة إذا ساافر‪.‬‬
‫الشيخ عبد العزيز بن على المساعد‪ ،‬إماما مسجد الصويطى‬ ‫‪.21‬‬
‫بعنيزة‪.‬‬
‫الشيخ ساليمان بن عبد الرحمن الدامغ‪ ،‬إماما مسجد الجزية‬ ‫‪.22‬‬
‫بعنيزة‪.‬‬
‫الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعدى‪ ،‬ابن الشيخ وكان ذا‬ ‫‪.23‬‬
‫عناية بطبع مؤلفات والده‪.‬‬
‫ً‬
‫الشيخ محمد بن صالح الفصيلى‪ ،‬كان قاضيا فى تيماء‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫الشيخ يوساف بن عبد العزيز الحزب‪ ،‬حفظ القرآن‪ ،‬وكان‬ ‫‪.25‬‬
‫مشهورا بكتابة الوثائق والمبايعات فى عنيزة‪.‬‬
‫الشيخ على بن محمد الصالحى‪ ،‬صاحب مطبعة النور‪ ،‬وكان‬ ‫‪.26‬‬
‫الشيخ قد وكل اليه تدريس صغار الطلبة سانة ‪1360‬ه‪.‬‬
‫الشيخ ابراهيم بن محمد العمود‪ ،‬كان قاضيا ً فى جيزان ثم فى‬ ‫‪.27‬‬
‫الرياض‪ ،‬والشيخ خاله‪.‬‬
‫الشيخ محمد بن عبد الرحمن الحفظى‪ ،‬كان قاضيا فى‬ ‫‪.28‬‬
‫الدرعية‪.‬‬
‫الشيخ محمد بن عثمان القاضى إماما جامع عنيزة وقيم مكتب‬ ‫‪.29‬‬
‫الصالحية فى عنيزة‪.‬‬
‫الشيخ عبد الرحمن العقيل‪ ،‬كان قاضيا ً فى جيزان‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫الشيخ محمد بن سالمان البساما‪ ،‬درس فى المسجد الحراما‬ ‫‪.31‬‬
‫فترة وجيزة‪.‬‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن زامل بن عبد الله آل‬ ‫‪.32‬‬
‫ساليم وهو من تلميذه القدمين لنه يقارب المترجم له فى‬
‫السن وهو من أعيان مدينة عنيزة‪.‬‬

‫ماصنفات الشيخ‪:‬‬
‫كان الشيخ ابن ساعدى ذا عناية بالغة بالتأليف‪ ،‬وله مؤلفات كثيرة فى‬
‫أنواع العوما الشرعية‪ ،‬فألف فى التوحيد والفقه والحديث والتفسير‬
‫والصول ومحاسان الدين وغيرها‪ ،‬وجميع مؤلفاته مطبوعة إل اليسير‬
‫منها‪ ،‬لنه كان ذا عناية بطبع الكتاب فور انتهائه من تأليفه‪ ،‬إما على‬
‫نفقته او على نفقة بعض أهل الخير والحسان‪ ،‬وكانت غايته من‬
‫التصنيف هى نشر العلم والدعوة الى الحق‪ ،‬ول ينال من مؤلفاته أي‬
‫عرضا ً زائل ً‪ ،‬بل يوزع مؤلفاته مجانا ً ليعم النفع بها‪.‬‬
‫وساأعرض فيما يلى لجميع مؤلفاته المطبوع منها وغير المطبوع‪:‬‬
‫‪ ‬الدلة القواطع والبراهين فى إبطال أصول الملحدين )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الرشاد الى معرفة الحكاما )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬وقد طبع هذا الكتاب مرة أخرى باسام "إرشاد اولى البصائر‬
‫واللباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الساباب بطرق مرتب‬
‫على السؤال والجواب"‪.‬‬
‫‪ ‬انتصار الحق )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬بهجة قلوب البرار وقرة عيون الخيار فى شرحا جوامع الخبار‬
‫)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح الكافية الشافية )طبع( والكافية الشافية فى نونية ابن‬
‫القيم‪.‬‬
‫‪ ‬التوضيح والبيان لشجرة اليمان )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواساطية من المباحث المنفية‬
‫) ‪) (1‬طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬تنزيه الدين وحملته ورجاله مما إفتراه القصيمى فى أغلله)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلما المنان )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الجمع بن النصاف ونظم ابن عبد القوى ) ‪) (2‬طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الجهاد فى سابيل الله او واجب المسلمين وما فرضه الله عليهم‬
‫فى كتابه نحو دينهم وهيئتهم الجتماعية )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الحق الواضح المبين فى شرحا توحيد النبياء والمرسالين من‬
‫الكافية الشافية‪.‬‬
‫‪ ‬حكم شرب الدخان)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬حكم سابع البدنه حكم الشاة )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ ‬الخطب المنبرية على المناسابات)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الدرة البهية شرحا القصيدة التائية فى حل المشكلة القدرية )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الدرة المختصرة فى محاسان دين السالما)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الدلئل القرآنية فى إن العلوما النافعة العصرية داخلة فى الدين‬
‫السالما )طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الدين الصحيح يحل جميع المشاكل)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬رساالة فى القواعد الفقهية)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬رساالة لطيفة جامعة فى أصول الفقه المهمة)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬الرياض الناضرة والحائق النيرة الزاهرة فى العقائد والفنون‬
‫)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬ساؤال وجواب فى أهم المهمات)طبع(‪.‬‬
‫‪ ‬طريق الوصول الى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط‬
‫والصول)طبع(‪.‬‬
‫‪‬‬
‫طبع الكتاب مع حاشية الماما الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله ‪.-‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫والكتاب لم يتم بل وصل فيه الى كتاب الحج‪.‬‬ ‫) ‪(2‬‬

‫الفتاوى السعدية )طبع(‪ .‬وقد جمعت بعد وفاته‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫فتح الرب الحميد فى أصول العقائد والتوحيد )لم يطبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فوائد مستنبطة من قصة يوساف)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفواكه الشهية فى الخطب المنبرية)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القواعد الحسان لتفسير القرآن)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القواعد والصول الجامعة والفروق والتقاسايم البديهة النافعة‬ ‫‪‬‬
‫)طبع(‪.‬‬
‫القول السديد فى مقاصل التوحيد )طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مجموع الخطب فى المواضيع النافعة)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مجموعة الفوائد واقتناص الوابد)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المختارات الجلية من المسائل الفقهية)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المواهب الربانية من اليات القرآنية)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منهج السالكين وتوضيح الفقه فى الدين)طبع(‪ ،‬وهو موضوع‬ ‫‪‬‬
‫كتابنا هذا‪.‬‬
‫المنظرات الفقهية)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منظومة فى أحكاما الفقه)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منظومة فى السير الى الله والدار الخرة )طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجوب التعاون بين المسلمين‪ ،‬وموع الجهاد الدينى‪ ،‬وبيان‬ ‫‪‬‬
‫كليات من براهين الدين)طبع(‪.‬‬
‫الوساائل المفيدة للحياة السعيدة)طبع(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما قامت دار صالح بعنيزة بجمع مؤلفات الشيخ ورتبت على النحو‬
‫التالى‪:‬‬
‫‪ :‬التفسير فى ثمانى مجلدات‪.‬‬ ‫أول ً‬
‫‪ :‬الحديث فى مجلد‪.‬‬ ‫ثانيا ً‬
‫‪ :‬العقدية السالمية فى مجلد‪.‬‬ ‫ثالثا ً‬
‫رابعا ً ‪ :‬الفقه وأصوله فى مجلدين‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬الثقافة السالمية فى مجلدين‪.‬‬
‫ساادساا ً ‪ :‬الخطب فى مجلد‪.‬‬
‫ساابعا ً ‪ :‬الفتاوى فى مجلد‪.‬‬
‫ثامنا ً ‪ :‬مختصر التفسير وأصوله فى مجلد‪.‬‬
‫أصيب عاما ‪1372‬ه‪ ،‬أي قبل وفاته بخمس سانوات بمرض ضغط‬
‫الدما‪ ،‬وتصلب الشرايين فكان يعتريه مرة بعد مرة وهو صابر عليه‪،‬‬
‫وكان أعراض المرض تبدو عليه بعض الساعات فى الكلما فيقف ولو‬
‫م يتكلم‪ ،‬فأرسال الى لبنان للعلج‪ ،‬فسافر الى‬ ‫كان يقرأ القرآن ث ّ‬
‫بيروت فى عاما ‪1373‬ه‪ ،‬وبقى هناك شهرا ً يعالج حتى شفاه الله‪،‬‬
‫ونصحه الطباء بالراحة وقلة التفكير والجهاد‪ ،‬واجتمع فى سافره هذا‬
‫بعدد من العلماء ‪ ،‬وتعرف بجملة من الفضلء‪ ،‬منهم العلمة الشيخ‬
‫م رجع الى عنيزة فباشر‬ ‫محمد ناصر الدين اللبانى رحمه الله ث ّ‬
‫أعماله‪ ،‬ولم يصبر على ترك العلم فقاما فيها تعليما ً وإماما ً وخطابة‬
‫وتأليفا وبحثًا‪ ،‬لن هوايته العلم‪ ،‬وكان يقول ‪" :‬ان راحتى فى مزاولة‬
‫عملى"‪.‬‬
‫م يشفى‪ ،‬ول يصده عن الخروج‪ ،‬ويحدث معه‬ ‫فصار المرض يعاوده ث ّ‬
‫م تزول‬ ‫رعدة وساكته ل يقدر معها على الكلما وتبقى دقيقة واحدة ث ّ‬
‫بدون تألم ساوى برد يتلوه عرق‪.‬‬
‫وفى شهر جمادى الخرة سانة ‪1376‬ه‪ ،‬اشتد عليه المرض حتى توفى‬
‫رحمه الله قبل طلوع فجر يوما الخميس الموافق ‪ 23‬جمادى الخرة‬
‫سانة ‪1376‬ه‪ ،‬عن تسع وساتين سانة‪.‬‬
‫وصلى عليه بعد صلة الظهر فى الجامع الكبير‪ ،‬ودفن فى مقابر‬
‫الشهوانية شمال عنيزة‪.‬‬
‫والحقيقة أن عنيزة منذ تأساست لم تصب عامة مثل مصيبتها بهن‬
‫وظهر ذلك فى البكاء والحزن الشديد من المواطنين) ‪.(1‬‬
‫عملى فى الكتاب‪:‬‬
‫العمل فى مختصر فقهى ل يعدو ساوى تخريج اليات والحاديث‬
‫والحكم عليها والتعليق على بعض الكلمات اليسيرة من غريب او‬
‫جملة تحتاج الى بيان أكثر‪ ،‬ولم أتدخل فى التعليق على موافقة‬
‫العلمة السعدى او مخالفته فيبقى رأى الماما السعدى هو أصل هذا‬
‫الكتاب إذ لو اراد المرء التعليق على هذا المختصر لصبح التعليق‬
‫حاشية او شرحا للكتاب‪ ،‬وليس هذا المقصود من نشر هذا المختصر‪.‬‬
‫ليس لمحقق أي جهد فى هذه الترجمة وإنما هى مأخوذة من المصدرين التاليين‪:‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫‪ – 1‬علماء نجد خلل ثمانية قرون للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البساما‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية فى دار العاصمة‪ ،‬الجزء الثالث‪.‬‬
‫‪ – 2‬إتحاف النبلء بسير العلماء إعداد راشد بن عثمان الزهرانى‪ ،‬دار صمعى‪ ،‬الجزء‬
‫الول‪.‬‬

‫وفى الختاما أساأل الله أن يوفقنى لما يحبه ويرضاه‪ ،‬وهو يعلم جل فى‬
‫عله أن أجل أعمالنا مشوبة بالرياء والشهرة والسمعة وحظ النفس‪،‬‬
‫فنسأله سابحانه أن يعيننا على ذكره وشكره وأن يجعل عملنا له خالصا ً‬
‫ول يجعل لحد من هذا العمل شئ‪ ،‬والحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫وكتبه‬
‫ابو معاذ‬
‫إياد بن عبد اللطيف بن إبراهيم القيسى‬
‫‪ 22‬ربيع الثانى ‪1422‬ه‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫وبه نستعين‬

‫ماقدماة التصنيف‬
‫الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من‬
‫شرور انفسنا وسايئات أعمالنا‪ ،‬من يهدى الله فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل‬
‫فل هادى له‪ ،‬واشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وأن محمد عبده ورساوله‪ ،‬صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسالم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذا كتاب مختصر فى الفقه‪ ،‬جمعت فيه بين المسائل والدلئل لن العلم‬
‫معرفة الحق بدليلة‪.‬‬
‫والفقه ‪ :‬معرفة الحكاما الفرعية بأدلتها من الكتاب والسنة والجماع‬
‫والقياس الصحيح‪.‬‬
‫واقتصرت على الدلة المشهورة خوفا ً من التطويل‪.‬‬
‫وإذا كانت المسألة خلفية‪ ،‬اقتصرت على القول الذى ترجح عندى‪،‬‬
‫تبعا ً للدلة الشرعية‪.‬‬

‫الحكام الخمسة‪:‬‬
‫الواجب ‪ :‬وهو ما أثيب فاعله وعوقب تاركه‪.‬‬
‫الحراما ‪ :‬ضده يثاب تاركه ويعاقب فاعله‪.‬‬
‫‪ :‬وهو ما أثيب فاعله ولم يعاقب تاركه‪.‬‬ ‫المسنون‬
‫المكروه ‪ :‬ضده يثاب تاركه ول يعاقب فاعله‪.‬‬
‫المباحا ‪ :‬هو الذى فعله وتركه على حد ساواء‪.‬‬

‫ويجب على المكلف أن يتعلم أن الفقه كل ما يحتاج اليه فى عبادات‬


‫ومعاملت قال رساول الله صلى الله عليه وسالم "من يرد الله به خيرا ً‬
‫يفقه فى الدين" متفق عليه‪(1 ) .‬‬
‫فيوجب ذلك على العبد ‪ :‬إخلص جميع الدين لله‪ ،‬وأن تكون عبادته‬
‫الظاهرة والباطنة كلها لله وحده‪ ،‬وأن ل يشرك به شيئا ً فى جميع امور‬
‫الدين‪.‬‬
‫وهذا اصل دين جميع الرسال وأتباعهم‪ ،‬كما قال تعالى }وما ارسالنا من‬
‫قبلك من رساول إل نوحى اليه أنه ل اله إل انا فاعبدون{ النبياء ‪.25‬‬
‫وشهادة ان محمد رساول الله ‪ :‬أن يعتقد العبد أن الله أرسال محمدا ً‬
‫صلى الله عليه وسالم الى جميع الثقلين – الجن والنس – بشيرا ً ونذيرا ً‬
‫يدعوهم الى توحيد الله وطاعته بتصديق خبره‪ ،‬وامتثال أمره وأنه ل‬
‫ساعادة ول صلحا فى الدنيا والخرة إل باليمان به وبطاعته وأنه يجب‬
‫تقديم محبته على النفس والولد والناس أجمعين‪ ،‬وأن الله ايده‬
‫بالمعجزات الدالة على رساالته‪ ،‬وبما جبله الله عليه من العلوما الكاملة‬
‫والخلق الدينية والدنيوية‪.‬‬
‫وآيته الكبرى‪ :‬هذا القرآن العظيم بما فيه من الحق فى الخبار والمر‬
‫والنهى‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫) ‪ (1‬الحديث رواه البخارى ) ‪ ,(71،2948,6882‬ومسلم ) ‪ (1037‬عن معاوية بن أبى سافيان رضى الله عنه‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫فصل‪:‬‬
‫وأما الصلة ‪ :‬فلها شروط تتقدما عليها‪ ،‬فمنها والطهارة ‪ ،‬كما قال النبى‬
‫صلى الله عليه وسالم‪" :‬ل يقبل الله صلة بغير طهور" رواه البخارى‬
‫ومسلم ) ‪.(1‬‬
‫فمن لم يتطهر من الحدث الكبر والصغر والنجاساة فل صلة له‪.‬‬
‫والطهارة نوعان‪:‬‬
‫أحدهما الطهارة بالماء وهى الصل‪.‬‬
‫فكل ما نزل من السماء‪ ،‬أو خرج من الرض‪ :‬فهو طهور‪ ،‬يطهر من‬
‫الحداث والخباث‪ ،‬ولو تغير طعمه او لونه أو ريحه بشئ طاهر‪ ،‬كما قال‬
‫النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬ان الماء طهور ل ينجسه شئ" وهو صحيح‬
‫) ‪.(2‬‬
‫فإن تغير أحد اوصافه بنجاساة فهو نجس يجب اجتنابه‪.‬‬
‫والصل فى الشياء ‪ :‬الطهارة والباحة‪.‬‬
‫فذا شك المسلم فى نجاساة ماء او ثوب او بقعة او غيرها‪ ،‬فهو طاهر‪ ،‬او‬
‫تيقن الطهارة وشك فى الحدث فهو طاهر‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسالم‪:‬‬
‫الرجل يخيل اليه أنه يجد الشئ فى الصلة‪" :‬ل ينصرف حتى يسمع‬
‫صوتا ً او يجد ريح ًا" متفق عليه ) ‪.(3‬‬

‫باب النية‪:‬‬
‫وجميع الوانى مباحة‪ ،‬إل أنية الذهب والفضة‪ ،‬وما فيه شئ منهما‪ ،‬إل‬
‫اليسير من الفضة للحاجة‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬ل تشربوا فى‬
‫آنية الذهب والفضة‪ ،‬ول تأكلوا فى صحافها‪ ،‬فإنها لهم فى الدنيا ولكم‬
‫فى الخرة" متفق عليه ) ‪(4‬‬
‫)‪ (1‬بهذا اللفظ أخرجه مسلم فى صحيحه ) ‪ (244‬عن ابر عمر‪ ،‬وذكره البخارى ) ‪ (1/63‬مبوب ا ً فقال ‪ :‬باب ل‬
‫تقبل صلة بغير طهور‪ ،‬وسااق حديث أبى هريرة‪" :‬ل تقبل صلة من أحدث حتى يتوضأ‪"..‬‬
‫)‪ (2‬الحديث رواه أبو داوود ) ‪ (67 ،66‬والترمزى ) ‪ ،(66‬والنسائى ) ‪ ،(1/174‬وأحمد ) ‪(31،86 ،3/16‬‬
‫والطيالسى ) ‪ ،(2155‬وابن ابى شيبة ) ‪ (36092 ،1505‬وابن الجارود فى المنتقى ) ‪ ،(74‬وابن حبان )‬
‫‪ ،(1192‬وأبو يعلى ) ‪ ،(1304‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار ) ‪ (1/11‬والدار قطنى فى ساننه ) ‪-1/29‬‬
‫‪ ،(31‬والبيهقى فى ساننه ) ‪ ،(257 ،1/4‬وابن عبد البر فى التمهيد ) ‪ (1/333‬والحديث صحيح بطرقه‬
‫وشواهده عن ابى ساعيد الخدرى صلى الله عليه وسالم‪.‬‬
‫) ‪ (3‬الحديث رواه البخارى ) ‪ (175‬ومسلم ) ‪.(361‬‬
‫) ‪ (4‬الحديث رواه البخارى ) ‪ (5110،5309‬ومسلم ) ‪.(2067‬‬

‫باب الستنجاء وقضاء الحاجة‪:‬‬


‫يستحب إذا دخل الخلء‪ :‬أن يقدما رجله اليسرى ) ‪ (1‬ويقول "بسم الله‪،‬‬
‫اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث") ‪.(2‬‬
‫وإذا منه قدما رجله اليمنى‪ ،‬وقال "غفرانك‪ ،‬الحمد لله الذى أذهب عنى الذى‬
‫وعافانى" )‪.(3‬‬
‫ويعتمد فى جلوساه على رجله اليسرى وينصب اليمنى) ‪ ،(4‬ويستر بحائط‬
‫أو غيره‪ ،‬ويبعد إن كان فى الفضاء‪.‬‬
‫ول يحل له أن يقضى حاجته فى طريق‪ ،‬أو محل جلوس للناس‪ ،‬او تحت‬
‫الشجار المثمرة‪ ،‬او محل يؤذى به الناس ول يستقبل القبلة او يستدبر‬
‫ها حال قضاء حاجته لقوله‪ ،‬صلى الله عليه وسالم‪" :‬إذا اتيتم الغائط فل‬
‫تستقبلوا القبلة بغائط ول بول‪ ،‬ول تستدبر وها ولكن شرقوا او غربوا"‬
‫متفق عليه ) ‪.(5‬‬
‫فإذا قضى حاجته اساتجمر بثلثة أحجار ونحوها‪ ،‬تنقى المحل‪ ،‬ثم اساتنجى‬
‫بالماء‪ ،‬ويكفى القتصار على أحدهما‪.‬‬
‫ول يستجمر بالروث والعظاما‪ ،‬لنهى النبى صلى الله عليه وسالم عن ذلك‪،‬‬
‫كذلك كل ما له حرمة‪.‬‬
‫ويكفى غسل النجاساات – على البدن‪ ،‬او الثوب‪ ،‬او البقعة‪ ،‬أو غيرها – ان‬
‫تزول عينها عن المحل‪ ،‬لن الشارع لم يشترط فى غسل النجاساة عددا ً‬
‫إل فى نجاساة الكلب‪ ،‬فأشترط فيها سابع غسلت إحداها بالتراب ) ‪.(6‬‬
‫تقديم الرجل اليسرى ليست فى الروايات إنما ذكرها أهل العلم على جهة العموما إذ أن‬ ‫‪.1‬‬
‫الرساول صلى الله عليه وسالم كان يستعمل اليمين فى الماكن الطيبة والشمال لكل ما خبث‪.‬‬
‫الحديث عن أنس عن البخارى )‪ ،(5963 ،142‬ومسلم )‪ ،(375‬إما قوله بسم الله فهى‬ ‫‪.2‬‬
‫رواية عند الترمزى )‪ ،(603‬وابن ماجة )‪ (297‬وساندها ضعيف‪ ،‬ولكن لها طرق تكون بها‬
‫صحيحة ان شاء الله‪.‬‬
‫هذا للفظ من حديثين‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫• أما قوله ‪" :‬غفرانك" فرواه أبو داوود )‪ ،(30‬والترمزى )‪ ،(7‬والنسائى فى الكبرى )‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ ،(9907‬وفى اليوما والليلة )‪ ،(79‬وابن ماجه )‪ ،(300‬وأحمد )‪ ،(6/155‬والبخارى فى الدب‬
‫المفرد)‪ (693‬وفى التاريخ الكبير )‪ ،(8/386‬وابن ابى شيبة )‪ ،(29904 ،7‬والدرامى )‪(680‬‬
‫وابن حبان )‪ ،(1444‬وابن الجارود فى المنتقى )‪ ،(42‬وابن خزيمة )‪ ،(90‬والحاكم )‪،(562‬‬
‫والبيهقى فى السنن الكبرى )‪ ،(1/97‬وفى الصغرى )‪ ،(74‬والحديث حسن بإذن الله‪.‬‬
‫• وأما قوله "الحمد لله الذى ‪ "...‬فرواه مرفوعا ً عن أنس ابن ماجه )‪(301‬ن وسانده‬ ‫‪.5‬‬
‫ضعيف‪ ،‬وروى مرفوعا ً على أبى ذر عند ابن السنى )‪ (22‬وسانده ضعيف وللموقوف والمرفوع‬
‫شواهد لكن الموقوف أقرب للصواب‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫ل أدرى هل ورد فى هذه الهيئة حديث اما ل‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(386 ،144‬ومسلم )‪ (264‬عن ابى ايوب النصارى‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫هذه الرواية فى مسلم )‪.(263‬‬ ‫‪.8‬‬
‫هذه الرواية فى مسلم )‪.(279‬‬ ‫‪.9‬‬

‫والشياء النجسة‪:‬‬
‫بول وروث كل حيوان محرما أكله‪ ،‬والسباع كلها نجسة‪ ،‬وكذلك الميتات‬
‫إل ميتة الدمى‪ ،‬وما ل نفس له ساائلة‪ ،‬والسمك والجراد فإنها طاهرة‪،‬‬
‫قال تعالى‪" :‬حرمت عليكم الميتة والدما" }المائدة ‪ ،{3‬وقال النبى‬
‫صلى الله عليه وسالم "المؤمن ل ينجس حيا ً ول ميتًا"‪.‬‬
‫وقال ‪" :‬أحل لنا ميتان ودمان‪ ،‬أما الميتتان فالحوت والجراد‪ ،‬وأما‬
‫الدمان فالكبد والطحال‪ ،‬رواه أحمد وابن ماجه"‪.‬‬
‫وأما أرواث الحيوانات المأكولة وابوالها فإنها طاهرة‪.‬‬
‫ومنى الدمى طاهر‪ :‬كان النبى صلى الله عليه وسالم يغسل رطبه‬
‫ويفرك يابسه‪ ،‬وبول الغلما الصغير الذى لم يأكل الطعاما لشهوة‪ :‬يكفى‬
‫فيه النضح كما قال النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬يغسل من بول‬
‫الجارية‪ ،‬ويرش من بول الغلما" رواه ابو داود والنسائى ) ‪ (1‬وإذا زالت‬
‫عين النجاساة طهرت‪ ،‬ولم يضر بقاء اللون او الريح‪ ،‬كما قال النبى صلى‬
‫الله عليه وسالم لخوله بنت يسار فى دما الحيض‪" :‬يكفيك الماء ول يضرك‬
‫أثره" )‪.(2‬‬
‫باب صفة الوضوء‪:‬‬
‫وهو ان ينوى رفع الحدث او الوضوء للصلة ونحوها‪ ،‬والنية شرط لجميع‬
‫العمال من طهارة وغيرها لقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬إنما العمال‬
‫م يقول "بسم الله"‬
‫بالنيات‪ ،‬وإنما لكل إمرى ما نوى" متفق عليه)‪ ،(3‬ث ّ‬
‫م يتمضمض ويستنشق ثلثا ً بثلث‬‫ويغسل كفه ثلثا ً ث ّ‬

‫أما مرفوعا ًُ فرواه الحاكم فى مستدركه )‪ (1422‬والديلمى فى مسند الفردوس )‪ ،(7313‬وقد ورد‬
‫مرفوعا ً على ابن عباس بسند صحيح ذكره البخارى فى صحيحه معلقا ً )‪ ،(1/422‬وعزاه فى التعليق )‬
‫‪ (2/460‬لسعيد بن منصور‪ ،‬وابن أبى شيبة والبيهقى وسانده صحيح‪ .‬وقال‪ :‬والذى يتبادر لذهنى أن‬
‫الموقوف أصح‪ ،‬ولفظه هو "المسلم" وليس "المؤمن" هذا كله فى زيادة )حيا ً وميتًا( وإل فلفظه‬
‫"المسلم ل بنجس" هى رواية البخارى )‪ ،(276‬ومسلم )‪ (371‬عن أبى هريرة‪.‬‬
‫هذا الحديث مرفوعا ً ل يصح باتفاق أهل العلم فقد رواه ابن ماجه )‪ ،(3314‬وأحمد )‪،(2/97‬‬
‫والشافعى فى مسنده )‪ ،(340‬وعبد الرحمن بن حميد )‪ ،(820‬والبيهقى فى ساننه ))‪) (1/254‬‬
‫‪ (10/7) (9/257‬وابن عدى فى الكامل )‪ ،(271 ،4/186) (1/397‬والعقيلى فى الضعفاء )‪،(2/331‬‬
‫وابن حبان فى المجروحين )‪ ،(2/58‬وابرن ابى حاتم فى العلل )‪ (1524‬ورجع كل أهل العلم صحة‬
‫وقفه على ابن عمر وأن قول الصحابة أحلت وحرمت له حكم المرفوع قطعًا‪.‬‬
‫هذا اللفظ لرواية أبى السمح خادما النبى صلى الله عليه وسالما – ويرجح أن اسامه )إياد( – والحديث‬
‫رواه ابو داود )‪ ،(376‬والنسائى فى المجتبى )‪ ،(1/158‬وفى الكبرى )‪ (293‬وابرن ماجه )‪ ،(526‬وابن‬
‫خزيمة )‪ ، (283‬والطبرانى )‪ ،(22/384‬والحاكم )‪ ،(589‬والبيهقى )‪ (2/415‬والحديث حسنه البخارى‬
‫وصححه غيره‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫م يغسل وجهه ثلثًا‪ ،‬ويديه مع المرفقين ثلثًا‪ ،‬ويغسل رأساه‬ ‫غرفات‪ ،‬ث ّ‬
‫م يعيدهما الى المحل الذى بدا منه مرة‬ ‫من مقدمه الى قفاه بيديه‪ ،‬ث ّ‬
‫م يغسل‬ ‫م يدخل سابابته فى أذنيه ويمسح بإبهامه ظاهرهما‪ ،‬ث ّ‬ ‫واحدة‪ ،‬ث ّ‬
‫رجليه مع الكعبين ثلثًا‪ ،‬ثلثًا‪ ،‬هذا أكمل الوضوء الذى فعله النبى صلى‬
‫الله عليه وسالم‪.‬‬
‫والفرض من ذلك‪ :‬أن يغسلها مرة واحدة وان يرتبها على ما ذكره الله‬
‫بقوله "يأيها الذين أمنو إذا قمتم الى الصلة فاغسلوا وجوهكم ‪"...‬‬
‫]المائدة ‪ ،[6‬وأن ل يفصل بينهما بفاصل كثير عرفًا‪ ،‬بحيث ينبنى بعضه‬
‫على بعض‪ ،‬وكذلك كل ما اشترطت له الموالة‪.‬‬
‫باب المسح على الخفين‪:‬‬
‫فإن كان عليه خفان ونحوهما مسح عل عليهما ان شاء يوما ً وليلة‬
‫للمقيم‪ ،‬وثلثة اياما بلياليهن للمسافر‪ ،‬بشرط أن يلبسهما على طهارة‪،‬‬
‫ول يمسحهما إل فى الحدث الصغر عن أنس مرفوعا ً "إذا توضأ أحدكم‬
‫ولبس خفيه فليمسح عليهما وليصل فيهما‪ ،‬ول يخلعهما إن شاء إل من‬
‫جنابة" رواه الحاكم وصححه) ‪.(1‬‬
‫فان كان على اعضاء وضوئه جبيرة على كسر‪ ،‬او دواء على جرحا‪،‬‬
‫ويضره الغسل ‪ :‬مسحه بالماء فى الحدث الكبر والصغر حتى يبرأ‪.‬‬
‫وصفة مسح الخفين ‪ :‬أن يمسح أكثر ظاهرهما‪.‬‬
‫وأما الجبيرة ‪ :‬فيمسح على جميعها‪.‬‬
‫باب نواقض الوضوء‪:‬‬
‫وهى ‪ :‬الخارج من السبيلين مطلقًا‪ ،‬والدما الكثير ونحوه‪ ،‬وزوال العقل‬
‫بنوما او غيره‪ ،‬وأكل لحم الجزور‪ ،‬ومس المرأة بشهوة‪ ،‬ومس الفرج‪،‬‬
‫وتغسيل الميت‪ ،‬والردة‪ ،‬وهى تحبط العمال كلها‪ ،‬لقوله تعالى‪" :‬أو جاء‬
‫أحد منكم من الغائط او لمستم النساء" ]النساء ‪.[6‬‬
‫الحديث عن أنس مرفوعا ً رواه الحاكم ) ‪ ،(643‬والدار قطنى ) ‪ ،(1/203‬والبيهقى فى السنن ) ‪ ،(1/279‬وروى‬ ‫‪.1‬‬
‫موقوفا ً على عمر بن الخطاب عند البيهقى فى السنن ) ‪ ،(11/297‬والدار قطنى ) ‪ ،(1/203‬والخطاب عند البيهقى‬
‫فى السنن ) ‪ ،(11/279‬والدار قطنى ) ‪ ،(1/203‬وابن عبد البر فى التمهيد ) ‪ (1/150‬والمرفوع ضعه أهل العلم‪.‬‬
‫ول أدرى احتج العلمة بن السعدى بهذا الحديث وهو عكس دليل المسالة إذ الحديث هو حجة من ادعى عدما‬ ‫‪.2‬‬
‫التوقيت فى المسح‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(360‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث أخرجه الترمزى ) ‪ ،(3536 ،3535 ،96‬والنسائى وفى الكبرى ) ‪ ،(145‬وفى المجتبى ) ‪ ،(98 ،1/83‬وابن‬ ‫‪.4‬‬
‫ماجة ) ‪ ،(487‬وأحمد ) ‪ (389 ،4/240‬وعبد الرزاق فى مصنفه ) ‪ ،(795 ،793‬والشافعى ) ‪ ،(17‬والطيالسى ) ‪1166‬‬
‫(‪ ،‬والحميدى )‪ (881‬وساعيد بن منصور ) ‪ (940‬والطبرانى فى الكبير ) ‪ (7376 ،7360 ،7353 ،7350‬وفى‬
‫الوساط ) ‪ (19‬وفى الصغير ) ‪ ،(1/91‬والدارقطنى ) ‪ ،(197 – 1/196‬والبخارى فى التاريخ الكبير ) ‪ ،(3/96‬والدولبى‬
‫فى الكنى ) ‪ ،(2/80 ) (1/179‬وأين حبان ) ‪ (1321 ،1100‬وابن خزيمة ) ‪ (196 ،17‬وأبو نعيم فى الحية ) ‪،(7/308‬‬
‫والبيهقى فى ساننه الصغرى ) ‪ ،(130‬والخطيب فى موضح اوهاما الجمع والتفريق ) ‪ ،(447‬والضياء فى المختارة )‬
‫‪ (35 ،8/33‬عن صفوان بن عسال رضى الله عنه الحديث حسن‪ ،‬وهو أحسن حديث فى بابه‪.‬‬

‫وسائل النبى صلى الله عليه وسالم من لحوما البل؟ فقال نعم" رواه‬
‫مسلم ) ‪ ،(2‬وقال فى الخفين‪" :‬ولكن من غائط وبول ونوما" رواه‬
‫النسائى والترمزى وصححه" ) ‪.(3‬‬

‫باب ما يوج الغسل وصفته‪:‬‬


‫ويجب الغسل من الجنابة وهى إنزال المنى بوطء او غيره او بلقاء‬
‫الختانين وخروج دما الحيض‪ ،‬ومت غير الشهيد وإسالما الكافر‪.‬‬
‫قال تعالى‪" :‬وان كنتم جنبا فأطهروا" ]المائدة ‪.[6‬‬
‫وقال تعالى‪" :‬ل تقربوهن حتى يتطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث‬
‫أمركم الله" ]البقرة ‪ [222‬أى اذا اغتسلن‪.‬‬
‫وقد أمر النبى صلى الله عليه وسالم "بالغسل من تغسيل الميت" )‪ (1‬وأمر‬
‫من أسالم ان يغتسل‪.‬‬
‫‪,‬اما صفة غسل النبى صلى الله عليه وسالم من الجنابة‪:‬‬
‫م يحثى الماء على‬ ‫م يتوضأ وضوءا ً كامل ً‪ ،‬ث ّ‬‫فاكن يغسل فرجه أول ً‪ ،‬ث ّ‬
‫م يغسل‬ ‫م يفيض الماء على ساائر جسده‪ ،‬ث ّ‬ ‫رأساه ثلثًا‪ ،‬يرويه بذلك‪ ،‬ث ّ‬
‫رجليه بمحل أخر‪.‬‬
‫والفرض من هذا‪ ،‬غسل جميع البدن‪ ،‬وما تحت الشعور الخفيفة والكثيفة‬
‫والله أعلم‪.‬‬

‫باب التيمم‪:‬‬
‫وهو النوع الثنى من الطهارة‪:‬‬
‫وهو بدل عن طهارة الماء اذا تعذر اساتعمال الماء لعضاء الطهارة‪ ،‬او‬
‫بعضها لعدمه او خوف ضرر باساتعماله‪.‬‬
‫فيقوما التراب مقاما الماء‪ ،‬بأن ينوى رفع ما عليه من الحداث‪.‬‬

‫هذا الحديث لفظه ‪" :‬من غسل ميتا ً فليغتسل ومن حمله فليتوضأ" رواه الترمزى )‪ ،(993‬وأبو داود )‪،(3162‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وابن ماجه )‪ (1463‬وأحمد )‪ ،(472 ،454 ،433 ،2/280‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‪ ،(6111‬وابن ابى شيبة )‬
‫‪ ،(12000‬والطيالسى )‪ ،(2314‬وعلى بن الجعد فى مسنده )‪ ،(2754‬والبخارى فى تاريخه )‪ ،(1/396‬وابن‬
‫شاهين فى ناساخ الحديث ومنسوخة )‪ ،(33 ،31‬والبيهقى فى ساننه )‪ (303 ،1/301‬والخطيب فى موضع اوهاما‬
‫الجمع والتعديل )‪ ،(252‬وابن أبى حاتم فى العلل )‪ ،(1035 ،623 ،622‬والدارقطنى فى علله )‪ ،(9/293‬هذا‬
‫عن ابى هريرة والحديث روى عن حذيفة والمغيرة وعائشة وأبى ساعيد‪ ،‬وأهل العلم أمثال البخارى وأحمد وابن‬
‫ابى حاتم والدارقطنى وغيرهم يضعفون المرفوع ويصححون وقفه‪ ،‬والترمزى وابن حبان وابن حزما والذهبى‬
‫وابن حجر يصححونه لكثرة طرقه والعلماء يستحبون لوروده عن أصحاب رساول الله صلى الله عليه وسالم‬
‫وعدما وجود مخالف لهم والله أعلم‪.‬‬
‫‪ .2‬لن النبى صلى الله عليه وسالم أمر قيس بن عاصم أن يغتسل حين أسالم وهذا حديث صحيح ثابت‪ ،‬وكذا حديث‬
‫ثمامة أيضًا‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ (47 ،328‬ومسلم )‪ (521‬عن جابر رضى الله عنه‪.‬‬

‫م يضرب التراب بيديه مرة واحدة ‪ ،‬يمسح بهما جميع‬ ‫م يقول‪" :‬بسم الله" ث ّ‬
‫ث ّ‬
‫وجهه وجميع كفيه‪ .‬فإن ضرب مرتين فل بأس‪ ،‬قال تعالى "فلم تجدوا‬
‫مآًء فتيمموا صعيدا ً طيبا ً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله‬
‫ليجعل عليكم من حرج‪ ،‬ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ولعلكم‬
‫تشكرون" ]المائدة ‪.[6‬‬
‫وعن جابر أن النبى صلى الله عليه وسالم قال "أعطيت خمسا ً لم‬
‫يعطهن أحد من النبياء قبلى‪ ،‬نصرت بالعب مسيرة شهر‪ ،‬وجعلت لى‬
‫الرض مسجدا ً وطهورا‪ ،‬فايما رجل أدركته الصلة فليصل‪ ،‬وأحلت لى‬
‫الغنائم‪ ،‬ولم تحل لحد قبلى‪ ،‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬وكان النبى يبعث الى‬
‫قومه خاصة وبعثت للناس عامة" متفق عليه‪ .‬من عليه حدث أصغر‪ :‬لم‬
‫يحل له أن يصلى‪ ،‬ول أن يطوف بالبيت‪ ،‬ول يمس المصحف‪ .‬ويزيد من‬
‫عليه حدث أكبر‪ :‬أنه ل يقرأ شيئا ً من القرآن ول يلبث فى المسجد بل‬
‫وضوء‪.‬وتزيد الحائض والنفساء‪ :‬أنها ل تصوما‪ ،‬ول يحل وطئها‪ ،‬ول‬
‫طلقها‪.‬والصل فى الدما الذى يصيب المرأة أنه حيض بل حد لسنة ول‬
‫قدره‪ ،‬ول تكراره‪ ،‬إل إن أطبق الدما على المرأة‪ ،‬أو صار ل ينقطع عنها‬
‫إل يسيرًا‪ ،‬فإنها تصير مستحاضه‪ ،‬فقد أمرها النبى صلى الله عليه وسالم‬
‫أن تجلس عادتها‪ ،‬فان لم تكن لها عاده فالى تمييزها‪ ،‬فإن لم يكن لها‬
‫تمييز‪ ،‬فالى عادة النساء الغالية‪ ،‬ساتة أياما او سابعة اياما‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫كتاب الصلة‬
‫تقدما أن الطهارة من شروطها‪.‬‬
‫ومن شروطها ‪ :‬دخول الوقت‪ ،‬والصل فيه‪ :‬حديث جبريل أنه أما النبى‬
‫صلى الله عليه وسالم فى أول القوت وآخره وقال‪" :‬يا محمد‪ ،‬الصلة ما‬
‫بين هذين الوقتين"‪ .‬رواه أحمد والنسائى والترمزى ) ‪.(1‬‬
‫وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسالم‬
‫قال‪" :‬وقت الظهر‪ ،‬إذا زالت الشمس‪ ،‬وكان ظل الرجل كطوله‪ ،‬ما لم‬
‫تحضر العصر‪ ،‬ووقت العصر‪ ،‬ما لم تصفر الشمس‪ ،‬ووقت صلة‬
‫المغرب‪ :‬ما لم يغيب الشفق‪ ،‬ووقت صلة العشاء‪ ،‬الى نصف الليل‪،‬‬
‫ووقت صلة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس" رواه مسلم )‬
‫‪.(2‬‬
‫ويدرك وقت الصلة بإدارك ركعة‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬من‬
‫أدرك ركعة من الصلة‪ ،‬فقد أدرك الصلة" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫ول يحل تأخيرها او تأخير بعضها عن وقتها لعذر او غيره إل إذا أخرها‬
‫لجمعها مع غيرها‪ ،‬فإنه يجوز لعذر‪ ،‬من سافر‪ ،‬أو مرض‪ ،‬أو مطر‪ ،‬او‬
‫نحوها‪.‬‬
‫والفضل‪ :‬تقديم الصلة فى أول وقتها‪ ،‬إل العشاء اذا لم يشق‪ ،‬وإل‬
‫الظهر فى شدة الحر‪ ،‬قال النبى صلى الله عليه وسالم " إذا اشتد الحر‬
‫فابردوا عن الصلة‪ ،‬فان شدة الحر من فيح جهنم‪ :‬متفق عليه ) ‪ (4‬ومن‬
‫فاتته الصلة وجب عليه المبادرة الى قضائها مرتبًا‪ ،‬فان نسى الترتيب او‬
‫جهله او خاف وفات الصلة ساقط الترتيب‪.‬‬
‫ومن شروطها ساتر العورة بثوب مباحا ل يصف البشرة‪.‬‬
‫والعورة ثلثة أنواع‪:‬‬
‫مغلظة ‪ :‬وهى عورة المرأة الحرة البالغة‪ ،‬فان جميع بدنها عورة فى‬
‫الصلة إل وجهها‪.‬‬
‫ومخففة ‪ :‬وهى عورة ابن سابع سانين الى عشر‪ ،‬فنها الفرجان‪.‬‬
‫ومتوساطة ‪ :‬وهى عورة من عداهم‪ ،‬من السرة الى الركبة‪.‬‬
‫‪ .1‬هذا‪ ،‬حديث جبريل المعروف‪ ،‬ولكن لفظة المؤلف هذه وردت عند ابن ابى شيبة ) ‪ (3220‬وعبد الرحمن‬
‫م قال ما بين هذين الوقتين وقت" رواه الترمزى )‪ (150‬والنسائى )‬‫بن حميد )‪ ،(703‬أما الحديث فلفظه‪" :‬ث ّ‬
‫‪ (1/255‬وأحمد ) ‪ (3/330‬والدارقطنى )‪ ،(1/257‬والحاكم )‪ ،(1/195‬والبيهقى ) ‪ ،(1/368‬وغيرهم عن جابر‬
‫وهو أصح حديث فى هذا الباب كما قال البخارى رحمه الله‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪ (612‬عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(555‬ومسلم )‪ (607‬عن أبى هريرة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ (510‬عن ابن عمرو )‪ ،(603 ،511‬عن أبى ذر‪ ،‬ومسلم عن ابى هريرة )‪(615‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وعن ابى ذر )‪.(616‬‬

‫وقال تعالى "يا بنى آدما خذوا زينتكم عند كل مسجد" ]العراف ‪.[31‬‬
‫ومنها اساتقبال القبلة‪ ،‬قال تعالى "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر‬
‫المسجد الحراما" ]البقرة ‪.[149‬‬
‫فان عجز عن اساتقبالها لمرض او غيره ساقط‪ ،‬كما تسقط جميع‬
‫الواجبات بالعجز عنها‪.‬‬
‫قال تعالى ‪":‬فاتقوا الله ما اساتطعتم" ]التغابن ‪.[16‬‬
‫وكان النبى صلى الله عليه وسالم يصلى فى السفر على راحلته حيث‬
‫توجهت به وفى لفظ‪ :‬غير أنه ل يصلى عليها المكتوبة‪ ،‬متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫ومن شروطها النية‪ .‬وتصح الصلة فى كل موضع‪ ،‬إل فى محل نجس او‬
‫مغصوب او فى مقبرة او حماما او أعطان أبل‪ ،‬وفى سانن الترمزى‬
‫مرفوعا ً "الرض كلها مسجدا ً إل المقبرة والحماما" ) ‪(2‬‬

‫باب صفة الصلة‪:‬‬


‫يستحب أن يأتى اليها بسكينة ووقار‪.‬‬
‫فإذا دخل المسجد قال‪" :‬بسم الله والصلة على رساول الله‪ ،‬اللهم أغفر‬
‫لى ذنوبى وافتح لى أبواب رحمتك"‪ ،‬ويقدما رجله اليمنى لدخول‬
‫المسجد‪ ،‬واليسرى للخروج منه ويقول هذا الذكر إل أنه يقول "وافتح لى‬
‫أبواب فضلك" ) ‪(3‬‬
‫فذا قاما الى الصلة قال ‪ :‬الله أكبر ورفع يديه حذو منكبيه أو الى‬
‫شحمتى أذنيه‪ ،‬فى اربع مواضع‪:‬‬
‫‪ - 1‬عند تكبيرة الحراما‪.‬‬
‫‪ – 2‬عند الركوع‪.‬‬
‫‪ – 3‬وعند الرفع منه‪.‬‬
‫‪ - 4‬وعند القياما من التشهد الول‪.‬‬
‫كما صحت بذل الحاديث عن النبى صلى الله عليه وسالم‪.‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(1159 ،1042 ،391‬مسلم )‪.(700‬‬
‫‪ .2‬الحديث عن أبى ساعيد الخدرى رواه أبو داوود )‪ ،(492‬والترمزى )‪ ،(317‬وابن ماجه )‪،(745‬‬
‫وأحمد )‪ ،(96 ،3/83‬وعبد الرزاق )‪ ،(1582‬والدرامى )‪ ،(1390‬والشافعى )‪ ،(20‬وأبو يعلى )‬
‫‪ ،(1350‬وابن حبان )‪ ،(2321 ،2316 ،1699‬وابن خزيمة )‪ ،(791‬والحاكم )‪،(1/251‬‬
‫والبيهقى فى السنن )‪ ،(435 – 2/434‬وهذا الحديث اختلف أهل العلم فى وصله وإرسااله‬
‫واعتبر والدارقطنى فى علله أن المرسال هو المحفوظ وكذا البيهقى والحديث ضعفه النووى‪،‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه مسلم )‪.(713‬‬

‫ويضع يده اليمنى على اليسرى تحت سارته ) ‪ ،(1‬او فوقها‪ ،‬او على‬
‫صدره‪ ،‬ويقول‪ " :‬سابحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسامك‪ ،‬وتعالى جدك‬
‫ول إله غيرك" ) ‪ .(2‬او غيره من الساتفتاحات الواردة عن النبى صلى‬
‫الله عليه وسالم‪.‬‬
‫م يتعوذ ويبسمل‪ ،‬ويقرأ الفاتحة ويقرأ معها فى الركعتين الوليين من الرباعية‬‫ث ّ‬
‫والثلثية ساورة‪ ،‬تكون فى الفجر من طوال المفصل)‪ ،(3‬وفى المغرب من‬
‫قصاره‪ ،‬وفى الباقى من اوسااطه‪.‬‬
‫ويجهر فى القراءة ليل ً‪ ،‬ويسر بها نهارا ً إل الجمع والعيدين والكسوف‬
‫والساتسقاء‪ ،‬فانه يجهر به‪.‬‬
‫م يكبر للركوع ويضع يديه على ركبتيه ويجعل رأساه حيال ظهره‪ ،‬ويقول‬ ‫ث ّ‬
‫سابحان ربى العظيم" يكرره‪.‬‬
‫وأن قال مع ذلك فى ركوعه وساجوده‪" :‬سابحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم‬
‫م يرفع رأساه قائلً‪" :‬سامع الله لمن حمده" إن كان‬ ‫اغفر لى" )‪ (4‬فسحن‪ ،‬ث ّ‬
‫إماما ً او منفردًا‪ ،‬ويقول أيضًا‪" :‬ربنا ولك الحمد حمدا ً كثيرا ً طيبا ً مباركا ً فيه‬
‫ملء السماء وملء الرض وملء ما شئت من شئ بعد"‬
‫م يسجد على أعضائه السبعة‪ ،‬كما قال النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬‬ ‫ث ّ‬
‫أمرت أن أساجد على سابعة أعظم‪ :‬على الجبهة – وأشار بيده الى أنفه –‬
‫والكفين والركبتين‪ ،‬وأطراف القديمين‪ :‬متفق عليه ) ‪.(5‬‬
‫م يكبر‪ ،‬ويجلس على رجله اليسرى‬ ‫ويقول‪" :‬سابحان ربى العلى" ) ‪ (6‬ث ّ‬
‫وينصب اليمنى وهو الفتراش‪ ،‬وجميع جلسات الصلة افتراش‪ ،‬إل فى‬
‫التشهد الخير‪ ،‬فانه بتورك‪ :‬بأن يجلس على الرض ويخرج رجله اليسرى‬
‫من الخف اليمن‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫وضعها تحت السرة فيه حديث غير ثابت باتفاق أهل العلم‪ ،‬والصحيح وضعها فوق السرة او‬ ‫‪.1‬‬
‫على الصدر‪.‬‬
‫الحديث رواه ابو داوود )‪ ،(775‬والترمزى )‪ ،(242‬والنسائى فى الكبرى وفى الصغرى )‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،(2/132‬وابن ماجه )‪ ،(804‬وأحمد )‪ ،(69 ،3/50‬والدرامى )‪ ،(1242‬وعبد الرزاق فى‬
‫المصنف )‪ ،(2554‬وابن أبى شيبة‪ ،‬والدارقطنى فى السنن )‪(299 ،1/298‬ن وابن خزيمة )‬
‫‪ (467‬والحديث حسنه ابن حجر وصححه الشيخ شاكر والشيخ ناصر رحمهم الله‪ ،‬رحمهم الله‬
‫جل وعل‪.‬‬
‫لعله يقصد من طول السور إذ أن تخصيص المفصل ل اصل له شرعا‪ ،‬بل عد بعض أهل العلم‬ ‫‪.3‬‬
‫ان القتصار فى المغرب على قصار المفصل او السور من البدع التى أحدثها بنى أمية‪ ،‬ولعل‬
‫السعدى رحمه الله أراد أن يقدر كمية القراءة بسور المفصل‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى)‪ ،(4684 ،4042 ،784 ،761‬ومسلم )‪.(484‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(477‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(779‬ومسلم )‪.(490‬‬ ‫‪.6‬‬

‫م‬
‫"ربى اغفر لى وارحمنى وأهدنى وارزقنى واجبرنى وعافنى" ) ‪ ،(1‬ث ّ‬
‫يسجد الثانية كالولى‪.‬‬
‫م ينهض مكبرا ً على قدميه ) ‪ ،(2‬ويصلى الركعة الثانية كالولى‪.‬‬ ‫ث ّ‬
‫م يجلس للتشهد الول‪ ،‬وصفته‪:‬‬ ‫ث ّ‬
‫"التحيات لله والصلوات الطيبات‪ ،‬السلما عليك أيها النبى ورحمة الله‬
‫وبركاته‪ ،‬السلما علينا وعلى عباد الله الصالحين‪ ،‬اشهر أن ل أله إل الله‪،‬‬
‫وأشهد أن محمدا ً عبده ورساوله )‪.(3‬‬
‫م يقوما لبقية صلته ويقتصر فى الذى بعد التشهد على الفاتحة‪.‬‬ ‫ث ّ‬
‫م يتشهد فى الجلوس الخير‪ :‬وهو المذكور‪ ،‬ويقول أيض ًا‪ " :‬اللهم صل‬ ‫ث ّ‬
‫على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم‬
‫انك حميد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على‬
‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد) ‪.(4‬‬
‫أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة لمحيا والممات‪ ،‬ومن‬
‫فتنة المسيح الدجال‪.‬‬
‫م يسلم عن يمينه وعن يساره "السلما عليكم ورحمة‬ ‫ويدعو بما أحب‪ ،‬ث ّ‬
‫الله" والركان القولية من المذكورات‪:‬‬
‫تكبيرة الحراما‪ ،‬قراءة الفاتحة على غير مأموما‪ ،‬والتشهد الخير‬
‫والسلما‪.‬‬
‫وباقى أفعالها‪ :‬اركان فعلية‪ ،‬إل التشهد الول‪ ،‬فإنه من واجبات الصلة‬
‫كالتكبيرات غير تكبيرة الحراما‪ ،‬وقول "سابحان ربى العظيم" فى الركوع‬
‫و"سابحان ربى العلى" مرة فى السجود‪ ،‬و"رب اغفر لى" بين‬
‫السجدتين مرة‪.‬‬
‫وما زاد فهو مسنون‪ ،‬وقول "سامع الله لمن حمده" للماما والمنفرد‪ ،‬و"ربنا‬
‫ولك الحمد" للكل‪.‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه مسلم ) ‪.(772‬‬
‫الحديث رواه ابو داود )‪ ،(850‬والترمزى )‪ ،(284‬وابن ماجه )‪ ،(898‬وأحمد )‪،(371 ،1/315‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والحاكم وأبو يعلى والبيهقى فى ساننه )‪ ،(2/122‬والحاكم )‪ ،(1004 ،964‬والطبرانى فى‬
‫الكبير )‪ ،(12363‬والحاكم وأبو أحمد فى شعار أصحاب الحديث )‪ ،(77‬والضياء فى المختارة)‬
‫‪ ،(10/133‬والحديث ضعيف وله شاهد من قول على ابن أبى طالب وسانده ضعيف جدًا‪.‬‬
‫ورد ذلك فى حديث ضعيف‪ ،‬والصح منه حديث جلسة الساتراحة لحديث مالك بن الحويرث‬ ‫‪.3‬‬
‫الذى رواه البخارى وفيه‪" :‬لم ينهض حتى يستوى قاعدًا" ولكن البعض يجعل هذا من باب‬
‫الحاجة لكبر سان الرساول صلى الله عليه وسالم‪ ،‬وليس سانة الصلة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫هذا تشهد ابن مسعود رضى الله عنه الذى رواه البخارى )‪،5910 ،5876 ،1144 ،800 ،797‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ ،(6946 ،5969‬ومسلم )‪ ،(402‬أما قوله )عبده( فليست من تشهد ابن مسعود‪ ،‬وهى فى‬
‫تشهد ابن عمر الذى رواه ابو داود والبيهقى والدارقطنى وسانده جيد‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(5996 ،4519‬ومسلم )‪.(406‬‬ ‫‪.5‬‬

‫فهذه الواجبات تسقط بالسهو‪ ،‬ويجبرها ساجوده‪.‬‬


‫والركان تسقط ساهوا ول جهل ول عمدا‪.‬‬
‫والباقى سانن أقوال وأفعال مكملة للصلة‪.‬‬
‫ومن أركانها‪ :‬الطمأنينة فى جميع اركانها‪.‬‬
‫وعن ابى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسالم قال‪ " :‬إذا قمت الى‬
‫م اساتقبل القبلة فكبر‪ ،‬ثم أقرأ ما تيسر من‬ ‫الصلة فأسابغ الوضوء‪ ،‬ث ّ‬
‫م ارفع حتى تطمئن قائمًا‪ ،‬ث ّ‬
‫م‬ ‫القرآن‪ ،‬ثم اركع حتى تطمئن راكعًا‪ ،‬ث ّ‬
‫م أساجد حتى‬ ‫أساجد حتى تطمئن سااجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ً ث ّ‬
‫م افعل ذلك فى صلتك كلها" متفق عليه ) ‪.(1‬‬ ‫تطمئن سااجدًا‪ ،‬ث ّ‬
‫وقال صلى الله عليه وسالم‪" :‬صلوا كما رأيتنمونى أصلى" متفق عليه )‬
‫‪.(2‬‬
‫فإذا فرغ من صلته اساتغفر ثلثًا‪ ،‬وقال‪" :‬اللهم أنت السلما ومنك‬
‫السلما‪ ،‬تباركت يا ذا الجلل والكراما" ) ‪.(3‬‬
‫سابحان الله والحمد لله والله أكبر ثلثا ً وثلثين‪ ،‬ويقول "ل اله إل الله‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير" تماما‬
‫المائة ) ‪.(4‬‬
‫والرواتب المؤكدة والتابعة للمكتوبات‪ :‬عشر‪.‬‬
‫هى المذكورة فى حديث ابر عمر رضى الله عنهما‪ ،‬قال‪ :‬حفظت عن‬
‫رساول الله صلى الله عليه وسالم عشر ركعات‪ :‬ركعتين قبل الظهر‬
‫وركعتين بعدها‪ ،‬وركعتين بعد المغرب فى بيته‪ ،‬وركعتين بعد العشاء فى‬
‫بيته‪ ،‬وركعتين قبل صلة الصبح" متفق عليه ) ‪.(5‬‬

‫باب سجود السهو والتلوة والشكر‪:‬‬


‫وهو مشروع إذا زاد النسان فى صلة ركوعا ً او ساجودا ً او قياما ً او‬
‫قعودا ً أو ساهوا ً او نقص شيئا ً من الركان‪ :‬يأتى به ويسجد‪ ،‬او ترك واجبا ً‬
‫من واجبات الصلة ساهوًا‪ ،‬او شك فى زيادة او نقصان‪.‬‬
‫الحديث عن ابى هريرة رواه البخارى )‪ ،(760 ،724‬ومسلم )‪.(379‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ (6819 ،5662 ،602‬عن مالك بن الحويرث‪ ،‬والحديث متفق عليه‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ولكن هذه الفظة لم يذكرها مسلم فى حديث مالك‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(591‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(595‬‬ ‫‪.4‬‬
‫البخارى )‪ (1126‬وهو من افراده‪ ،‬وسابب عزوه للشيخين هو ان الشيخ السعدى تابع ابن‬ ‫‪.5‬‬
‫ضويان فى منار السبيل على هذا العزو‪ ،‬ولعل ابن ضويان تابع غيره‪ ،‬وهذه نتيجة الوهاما‬
‫طبيعية للتقليد وعدما التحرير‪.‬‬

‫وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسالم قاما عن التشهد الول فسجد‪ ،‬وسالم من‬
‫م ذكروه فتمم وساجد للسهو )‪.(1‬‬ ‫ركعتين من الظهر او العصر‪ ،‬ث ّ‬
‫وصلى الظهر خمسا ً فقيل له‪ ،‬أزيدت الصلة؟ فقال‪:‬وما ذاك؟ قالوا صليت‬
‫خمسا ً فسجد ساجدتين بعد ما سالم‪ ،‬متفق عليه )‪ ،(2‬وقال ‪":‬اذا شك أحدكم‬
‫فى صلته‪ ،‬فم يدر كم صلى‪ :‬أثلثا ً أما أربعًا؟ فليطرحا الشك‪ ،‬وليبن على ما‬
‫م يسجد ساجدتين قبل ان يسلم‪ ،‬فان كان صلى خمسا ً شفعن له‬ ‫اساتيقن‪ ،‬ث ّ‬
‫صلته ان كان صلى تماما ً كانت ترغيما ً للشيطان" رواه أحمد ومسلم )‪،(3‬‬
‫وله ان يسجد قبل السلما او بعده‪.‬‬
‫وسان للقارئ والمستمع‪ ،‬اذا تل آية ساجدة‪ :‬أن يسجد فى الصلة او خارجها‬
‫ساجدة واحدة‪.‬‬
‫وكذلك اذا تجددت له نعمة‪ ،‬او اندفعت عنه نقمة‪ :‬ساجد شكرا ً لله‪.‬‬
‫وحكم ساجود الشكر كسجود التلوة‪.‬‬

‫باب مافسدات الصلة وماكروهاتها‪:‬‬


‫تبطل الصلة بترك ركن او شرط‪ ،‬وهو يقدر عليه عمدا ً او ساهوا ً او جهلً‪،‬‬
‫وبرتك واجب عمدًا‪ ،‬وبالكلما عمدًا‪ ،‬وبالقهقهة وبالحركة الكثيرة عرفًا‪،‬‬
‫المتوالية لغير ضرورة‪ ،‬لنه فى الول ترك ما تتم العبادة إل به‪ ،‬وبالخيرات‬
‫فعل ما ينهى عنه فيها‪.‬‬
‫ويكره اللتفات فى الصلة‪ ،‬لن النبى صلى الله عليه وسالم سائل عن‬
‫اللتفات فى الصلة؟ فقال "هو اختلس يختلسه الشيطان من صلة العبد"‬
‫رواه البخارى )‪ ،(4‬ويكره العبث ووضع اليد على الخاصرة‪ ،‬وتشبيك أصابعه‬
‫وفرقعتها )‪ (5‬وان يجلس فيها مقعيا ً كإقعاء الكلب‪ ،‬وان يستقبل ما يلهيه‪ ،‬او‬
‫يدخلها‪ ،‬وقلب مشتغل بمدافعة الخبثين او بحضرة طعاما‪ ،‬كما قال البنى‬
‫صلى الله عليه وسالم‪" :‬ل صلة بحضرة طعاما‪ ،‬ول هو يدافع الخبثين" متفق‬
‫عليه )‪.(6‬‬
‫ونهى النبى ان يفترش الرجل زراعيه فى السجود‪.‬‬
‫هو حديث ذو اليدين المعروف المتفق عليه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحديث عن عبد الله بن مسعود رواه البخارى )‪ ،(6822 ،1168 ،396‬ومسلم )‪.(572‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث عن ابى ساعيد الخدرى فى مسلم )‪ ،(571‬وأحمد )‪.(87 ،83 ،3/72‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث عن عائشة رضى الله عنها رواه البخارى )‪.(3117 ،718‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ .5‬ورد فى الفرقعة حديث ضعيف ل يثبت‪.‬‬
‫‪ .6‬الحديث عن عائشة رواه مسلم )‪ (560‬وهو من افراد مسلم‪.‬‬

‫باب صلة التطوع‪:‬‬


‫وآكدها صلة الكسوف‪ ،‬لن النبى صلى عليه وسالم فعلها وأمر بها‬
‫وتصلى على صفة حديث عائشة‪ " :‬أن البنى صلى الله عليه وسالم جهر‬
‫فى صلة الكسوف بقراءته‪ ،‬فصلى ارع ركعات فى ركعتين وأربع‬
‫ساجدات" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫وصلة الوتر سانة مؤكدة داوما النبى صلى الله عليه وسالم عليها حضرا ً‬
‫وسافرًا‪ ،‬وحث الناس عليه‪.‬‬
‫وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ووقته من صلة العشاء الى طلوع‬
‫الفجر‪ ،‬والفضل أن تكون أخر صلته‪ ،‬كما قال النبى صلى الله عليه‬
‫وسالم ‪" :‬اجعلوا أخر صلتكم بالليل وترًا"‪ ،‬متفق عليه‪ ،‬وقال‪" :‬من خاف‬
‫أن ل يقوما الليل فلوتر أوله ومن طمع أن يقوما أخره‪ ،‬فان صلة آخر‬
‫الليل مشهودة‪ ،‬وذلك افضل" رواه مسلم ) ‪.(2‬‬
‫صلة الساتسقاء‪ :‬سانة اذا أضطر الناس لفقد الماء‪.‬‬
‫وتفعل كصلة العيد فى الصحراء ويخرج اليها متخشعا ً متذلل ً متضرعًا‪،‬‬
‫م يخطب خطبة واحدة يكثر فيها الساتغفار وقراءة‬ ‫فيصلى ركعتين‪ ،‬ث ّ‬
‫اليات التى فيها ألمر به‪ ،‬ويلح فى الدعاء‪ ،‬ول يستبطئ الجابة‪.‬‬
‫وينبغى قبل الخروج اليها‪ ،‬فعل الساباب التى تدفع الشر وتنزل الرحمة‪،‬‬
‫كالساتغفار والتوبة والخروج من المظالم والحسان الى الخلق‪ ،‬وغيرها‬
‫من الساباب التى جعلها الله حالبة للرحمة دافعة للنقمة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫أوقات النهى‪:‬‬
‫أوقات النهى عن النوافل المطلقة‪ :‬من الفجر الى أن ترتفع الشمس‬
‫قيد رمح‪ ،‬ومن صلة العصر الى الغروب‪ ،‬ومن قياما الشمس فى كبد‬
‫المساء الى أن تزول‪.‬‬
‫باب صلة الجماعة والمااماة‪:‬‬
‫وهى فرض عين للصلوات الخمس على الرجال حضرا ً وسافرًا‪ ،‬كما قال‬
‫النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬لقد هممت أن أمر بالصلة ان تقاما‪ ،‬ثم‬
‫م انطلق بحزما من حطب الى أناس يتخلفون عنها‬ ‫أمر رجل ً يؤما الناس ث ّ‬
‫فأحرق عليها بيوتهم بالنار" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫‪ .1‬الحديث عن عائشة رضى الله عنها رواه البخارى )‪.(31179 ،718‬‬
‫‪ .2‬الحديث عن جابر رواه مسلم )‪.(755‬‬
‫‪ .3‬الحديث عن ابى هريرة رواه البخارى )‪ ،(6797 ،2288 ،626 ،618‬ومسلم )‪.(651‬‬

‫وأقلها ‪ :‬إماما ومأموما‪ ،‬وكلما كان أكثر فهو أحب الى الله‪ ،‬وقال صلى الله‬
‫عليه وسالم‪" :‬صلة الجماعة أفضل من صلة الفذ بسبع وعشرين درجة"‬
‫متفق عليه )‪ ،(1‬وقال‪" :‬اذا صليتما فى رحليكما فأتيتما مسجدا ً جماعة‬
‫فصليا معهم فإنها لكما نافلة ) ‪.(2‬‬
‫وعن أبى هريرة مرفوع ًا‪" :‬إنما جعل الماما ليؤتم به‪ ،‬فإذا كبر فكبروا ول‬
‫تكبروا حتى يكبر‪ ،‬وإذا ركع فاركعوا‪ ،‬ول تركعوا حتى يركع‪ ،‬وإذا قال سامع‬
‫الله لمن حمده فقوالوا ربنا ولك الحمد‪ ،‬وإذا ساجد فاساجدوا ول تسجدوا‬
‫حتى يسجد‪ ،‬وإذا صلى قائما ً فصلوا قيامًا‪ ،‬وإذا صلى قاعدا ً فصلوا قعودا ً‬
‫أجمعون" رواه ابو داود وأصله فى "الصحيحين" ) ‪.(3‬‬
‫وقال‪ " :‬يؤما القوما أقرؤهم لكتاب الله‪ ،‬فان كانوا فى القراءة ساواء‬
‫فأعلمهم بالسنة‪ ،‬فان كانوا فى السنة ساواء فأقدمهم هجرة‪ ،‬فان كانوا‬
‫فى الهجرة ساواء فأقدمهم سانًا‪ ،‬ول يؤمن الرجل فى سالطانه‪ ،‬ول يقعد‬
‫فى بيته على تكرمته إل بإذنه" رواه مسلم ) ‪.(4‬‬
‫وينبغى ان يتقدما الماما‪ ،‬وأن يتراص المأمومون‪ ،‬ويكلموا الصف الول‬
‫فالول‪.‬‬
‫ومن صلى ركعة وهو فذ خلف الصف لغير عذر أعاد صلته‪ ،‬وقال بان‬
‫عباس‪" :‬صليت مع النى صلى الله عليه وسالم ذات ليلة‪ ،‬فقمت عن‬
‫يساره‪ ،‬فأخذ برأس من ورائى فجعلنى عن يمينه" ) ‪.(5‬‬
‫وقال‪" :‬اذا سامعتم القامة فامشوا الى الصلة وعليكم السكينة والوقار‪،‬‬
‫ول تسرعوا‪ ،‬فما أدركتم فصلوا‪ ،‬وما فاتكم فأتموا" متفق عليه ) ‪(6‬‬
‫وفى الترمزى‪" :‬اذا أتى أحدكم الصلة والماما على حال‪ ،‬فليصنع كما‬
‫يصنع الماما" ) ‪.(7‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(619‬ومسلم )‪ (650‬عن ابن عمر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحديث رواه ابو داود )‪ ،(575‬والترمزى )‪ ،(219‬والنسائى )‪ ،(2/112‬وأحمد )‪ ،(4/160‬وابن‬ ‫‪.2‬‬
‫ابى شيبة )‪ ،(36177 ،6642‬ابن حبان )‪ ،(1565 ،1564‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‬
‫‪ ،(1/363‬والطبرانى فى الكبير )‪ ،(235 ،233 ،22/232‬وفى الوساط )‪ ،(8650 ،4398‬وفى‬
‫الصغير )‪ ،(603‬وابن خزيمة )‪ ،(1279‬والبيهقى فى السنن )‪ ،(301 ،2/300‬وابن عبد البر فى‬
‫التمهيد )‪ (4/258‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث عند البخارى )‪ (1063 ،772 ،699 ،371‬ومسلم )‪ ،(411‬وأبى داود )‪.(603‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث عند مسلم )‪.(673‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الحديث عند البخارى )‪ ،(5575 ،821 ،693 ،665 ،138 ،117‬ومسلم )‪.(673‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(610 ،609‬ومسلم )‪.(602‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الحديث رواه الترمزى )‪ ،(591‬والطبرانى الكبير )‪ (20/132‬سانده ضعيف ل ثبت‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫باب صلة أهل العذار‪:‬‬


‫والمريض يعفى عنه حضور الجماعة‪ ،‬وإذا كان القياما يزيد فى مرضه صلى‬
‫جالسًا‪ ،‬فان لم يطق فعلى جنبه لقوله صلى الله عليه وسالم لعمران بن‬
‫حصين " صل قائمًا‪ ،‬فان لم تستطع فقاعدًا‪ ،‬فان لم تستطع فعلى جنك"‬
‫رواه البخارى )‪.(1‬‬
‫وان شق عليه فعل كل صلة فى وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر وبين‬
‫العشاءين فى وقت إحداهما‪.‬‬
‫وكذلك المسافر يجوز له الجمع ويسن له القصر للصلة الرباعية الى ركعتين‬
‫وله الفطر فى رمضان‪.‬‬
‫وتجوز صلة الخوف على صفة صلها النبى صلى الله عليه وسالم‪.‬‬
‫ومنها حيث صالح بن خوات عمن صلى مع النبى صلى الله عليه وسالم يوما‬
‫ذات الرقاع صلة الخوف "أن طائفة صلت معه وجاه العدو‪ ،‬فصلى بالذين‬
‫م انصرفوا وصفوا وجاه العدو‪،‬‬ ‫م ثبت قائما ً وأتموا لنفسهم‪ ،‬ث ّ‬
‫معه ركعة ث ّ‬
‫م ثبت جالسا ً وأتموا‬
‫وجاءت الطائفة الخرى فصلى بهم الركعة التى بقيت ث ّ‬
‫م سالم بهم متفق عليه )‪.(2‬‬ ‫لنفسهم‪ ،‬ث ّ‬
‫وإذا اشتد الخوف صلوا رجال وركبا ً الى القبلة والى غيرها يومئن بالركوع‬
‫والسجود‪ ،‬وكذلك كل خائف على نفسه يصلى على حسب حاله‪ ،‬ويفعل كل‬
‫ما يحتاج الى فعله من هرب او غيره‪ .‬قال النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬اذا‬
‫أمريكم بأمر فأتوا منه ما اساتطعتم" متفق عليه )‪.(3‬‬

‫باب صلة الجمعة‪:‬‬


‫كل من لزمته الجماعة لزمته الجمعة اذا كان مستوطنا ً ببناء‪.‬‬
‫ومن شروطها‪ :‬فعلها فى وقتها‪ ،‬وأن تكون بقرية‪ ،‬وأن يتقدمها خطبتان‪.‬‬
‫وعن جابر قال ‪" :‬كان النبى صلى الله عليه وسالم اذا خطب احمرت عيناه‪،‬‬
‫وعل صوته واشتد غضبه‪ ،‬حتى كأنه منذر جيش يقول‪ :‬صبحكم ومساكم‪،‬‬
‫ويقول أما بعد فان خير الحديث كتاب الله‪ ،‬وخير الهدى هدى محمد‪ ،‬وشر‬
‫المور محدثاتها‪ ،‬وكل بضعه ضللة" رواه مسلم )‪.(4‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪.(1066‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(3902 ،3900‬ومسلم )‪.(841‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(6858‬ومسلم )‪ ،(1337‬واللفظ للبخارى‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(867‬‬ ‫‪.4‬‬

‫وفى لفظ " كانت خطبة النبى صلى الله عليه وسالم يوما الجمع‪ :‬يحمد الله‬
‫م يقول على أثر ذلك‪ ،‬وقد عل صوته" وفى رواية له "من يهد‬ ‫ويثنى عليه‪ ،‬ث ّ‬
‫الله فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له" وقال‪" :‬ان طول صلة الرجل‬
‫وقصر خطبته مئنة من فقه" رواه مسلم )‪.(1‬‬
‫ويستحب ان يخطب على منبر‪.‬‬
‫م يقوما‬‫م يجلس ويؤذن المؤذن‪ ،‬ث ّ‬ ‫فإذا صعد اقبل على الناس فسلم عليهم‪ ،‬ث ّ‬
‫م تقاما الصلة فيصلى بهم ركعتين‬ ‫م يخطب الثانية‪ ،‬ث ّ‬ ‫م يجلس‪ ،‬ث ّ‬ ‫فيخطب ث ّ‬
‫خفيفتين يجهر فيهما بالقراءة‪ ،‬يقرأ فى الولى بسبح وفى الثانية بالغاشية او‬
‫بالجمعة والمنافقون )‪ (2‬ويستحب لمن أتى الجمعة أن يغتسل ويتطيب‬
‫ويلبس أحسن ثيابه ويبكر اليها‪ ،‬وفى الصحيحين "اذا قلت لصاحبك أنصت‬
‫يوما الجمعة فقد لغوت" ودخل رجل يوما الجمعة و النبى صلى الله عليه‬
‫وسالم يخطب‪ ،‬فقال‪" :‬صليت؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬قم فصل ركعتين‪ ،‬متفق عليه )‬
‫‪.(3‬‬
‫باب صلة العيدين‪:‬‬
‫"امر النبى صلى الله عليه وسالم الناس بالخروج اليها حتى العواتق والحيض‬
‫يشهدن الخير ودعوة المسلمين‪ ،‬ويعتزل الحيض المصلى" متفق عليه )‪.(4‬‬
‫وقتها‪ :‬من ارتفاع الشمس قيد رمح الى الزوال‪.‬‬
‫والسنة ‪ :‬فعلها فى الصحراء‪ ،‬وتعجيل الضحى وتأخير الفطر‪ ،‬والفطر فى‬
‫الفطر خاصة قبل الصلة بتمرات وترًا‪ ،‬وأن يتنظف ويتطيب لها‪ ،‬ويلبس أحسن‬
‫ثيابه ويذهب من طريق ويرجع من أخرى‪.‬‬
‫فيصلى بهم ركعتين بل أذان ول إقامة‪ ،‬ويكبر سابعا ً بتكبيرة الحراما وفى‬
‫الثانية خمسا ً ساوى تكبيرة القياما‪ ،‬ويرفع يديه مع كل تكبيرة )‪ (5‬ويحد الله‬
‫م يقرأ‬
‫ويصلى على النبى صلى الله عليه وسالم بين كل تكبيرتين )‪ ،(6‬ث ّ‬
‫الفاتحة ويجهر بالقراءة فيها فإذا سالم خطب خطبتين كخطبتى الجمعة إل‬
‫أنه يذكر فى كل خطبة الحكاما المناسابة للوقت‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(867‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هذه السورة جاءت السنة الصحيحة بذكرها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(891‬ومسلم )‪.(851‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(1569 ،938 ،318‬ومسلم )‪.(890‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ليس فى رفع شئ عن النبى صلى الله عليه وسالم‪ ،‬وإنما ورد عن عمر بن الخطاب رضى الله‬ ‫‪.5‬‬
‫عنه بسند فيه ضعف عند البيهقى )‪ ،(3/293‬وورد عن ابنه كما ذكره ابن القيم فى الزاد )‬
‫‪ (1/443‬ولم أعرف صحة السند اليه‪ ،‬او لعلل الشيخ ذكر رفع اليدين قياساا ً على الصلة‬
‫العادية وصلة الجنازة ولذكره عن الصحابة وعدما وجود مخالف لهم‪.‬‬
‫ورد هذا فى قول ابن مسعود بسند مرسال عند الطبرانى )‪ (515/9‬ورواه مرة أخرى موصول ً‬ ‫‪.6‬‬
‫)‪.(9532‬‬

‫ويستحب‪ :‬التكبير المطلق ليلتى العيد‪ ،‬وفى كل عشر ذى الحجة )‪.(1‬‬


‫والمقيد عقب المكتوبات‪ ،‬من صلة فجر يوما عرفة الى عصر آخر اياما‬
‫التشريق‪" :‬الله أكبر الله أكبر الله أكبر‪ ،‬ل اله إل الله‪ ،‬الله أكبر الله أكبر‪،‬‬
‫ولله الحمد"‪.‬‬
‫‪ .1‬هذا ذكره البخارى معلقًا‪ :‬كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان للسوق فى اياما العشر يكبران ويكبر الناس‬
‫بتكبيرهما‪.‬‬
‫‪ .2‬هذا يسمى تكبير ابن مسعود وقد ورد فيه حديث مرفوع وسانده ضعيف جدًا‪ ،‬رواه الدارقطنى وهو مروى عن‬
‫على وعمر‪ ،‬من قولهما‪.‬‬

‫كتاب الجنائز‬
‫قال النبى صلى الله عليه وسالم "لقنوا موتاكم ل اله إل الله" رواه مسلم )‬
‫‪.(1‬‬
‫وقال‪" :‬اقرءوا على موتاكم يس" رواه النسائى وأبو داود )‪.(2‬‬
‫وتجهيز الميت كتغسيله وتكفيه والصلة عليه وحمله ودفنه – فرض كفاية‪.‬‬
‫وقال النبى صلى الله عليه وسالم " أسارعوا بالجنازة‪ ،‬فان تك صالحة فخير‬
‫تقدمونها اليه‪ ،‬وان كانت غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم" )‪.(3‬‬
‫وقال ‪" :‬نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" رواه أحمد والترمزى )‬
‫‪.(4‬‬
‫والواجب فى الكفن‪ :‬ثوب يستر جميعه‪ ،‬ساوى رأس المحرما ووجه المحرمة‪.‬‬
‫م يكبر فيصلى على النبى صلى‬ ‫وصفة الصلة عليه‪ :‬أن يكبر فيقرأ الفاتحة‪ ،‬ث ّ‬
‫م يكبر فيدعو للميت فيقول‪ :‬اللهم من أحييته منا فأحيه‬ ‫الله عليه وسالم‪ ،‬ث ّ‬
‫على السالما ومن توفيته فتوفه على اليمان‪ ،‬اللهم أغفر له وارحمه وعافه‬
‫وأعف عنه وأكرما نزله ووساع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد‪ ،‬ونقه من‬
‫الذنوب كما ينقى الثوب البيض من الدنس‪ ،‬اللهم ل تحرمنا أجره ول تفنا‬
‫بعده‪ ،‬وأغفر لنا وله‪.‬‬
‫وإن كان صغيرا ً قال بعد الدعاء العاما‪ ،‬اللهم أجعله فرطا ً لوالديه وزخرا‬
‫وشفيعا ً مجابًا‪ ،‬اللهم ثقل به موازينهما‪ ،‬وأعظم به أجورهما‪ ،‬وأجعله فى‬
‫م يكبر ويسلم‪.‬‬ ‫كفالة إبراهيم وقه عذاب الجحيم ث ّ‬
‫وقال النبى صلى الله عليه وسالم‪ " :‬ما من رجل يموت فيقوما على جنازته‬
‫أربعون رجل ً ل يشركون بالله شيئا إل شفعهم الله فيه" رواه مسلم )‪.(5‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(916‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هذا الحديث رواه ابو داود )‪ ،(3121‬والنسائى فى الكبرى )‪ (10913‬وفى عمل اليوما والليلة )‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،(1074‬والبخارى فى الكنى )‪ ،(57‬وابن حبان )‪ (3002‬والحديث ضعيف ل يثبت‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(1252‬ومسلم )‪.(944‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه الترمزى )‪ (1078‬وابن ماجه )‪ ،(2413‬وأحمد )‪ ،(2/508‬والطيالسى )‪،(2390‬‬ ‫‪.4‬‬
‫والشافعى )‪ ،(361‬وابن حبان )‪ ،(3061‬وابن عدى فى الكامل )‪ ،(5/41‬وأبو نعيم فى الحلية )‬
‫‪ ،(3/172‬وأبو يعلى )‪ ،(6026‬والبيهقى فى السنن )‪ ،(76 ،74 ،6/49) ،(4/61‬وفى الشعب )‬
‫‪ ،(5544‬والقضاعى فى الشهاب )‪ ،(915‬وابن عبد البر فى التمهيد )‪ ،(23/235‬والحديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(948‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وقال‪ " :‬من شهد الجازة حتى يصلى عليها فله قيراط‪ ،‬ومن شهدها حتى‬
‫تدفن فله قيراطان‪ ،‬قل‪ :‬وما القيراطان؟ قال‪ :‬مثل الجبلين العظيمين"‬
‫متفق عليه )‪.(1‬‬
‫ونهى النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬أن يجصص القبر‪ ،‬وأن يقعد عليه‪ ،‬وأن‬
‫يبنى عليه" رواه مسلم )‪.(2‬‬
‫وكان اذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال‪" :‬اساتغفروا لخيكم‪ ،‬وأساالوا‬
‫له التثبيت فإن الن يسأل" رواه ابو داود والحاكم وصححه )‪.(3‬‬
‫ويستحب تعزية المصاب بالميت‪.‬‬
‫وبكى النبى صلى الله عليه وسالم‪ ،‬وقال‪" :‬إنها رحمة" مع أنه لعن النائحة‬
‫والمستمعة‪.‬‬
‫وقال‪" :‬زوروا القبور فإنها تذكر بالخرة" رواه مسلم )‪.(4‬‬
‫وينبغى لمن زارها أن يقول السلما عليكم أهل دار قوما مؤمنين‪ ،‬وإنا أن شاء‬
‫الله بكم لحقون‪ ،‬اللهم ل تحرمنا أجرهم‪ ،‬ول تفتنا بعدهم‪ ،‬وأغفر لنا ولهم‪،‬‬
‫نسأل الله لنا ولكم العافية )‪.(5‬‬
‫وأي قربة فعلها وجعل ثوابها لمسلم نفعه ذلك‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫الحديث رواه البخارى )‪ (1261‬ومسلم )‪.(945‬‬ ‫‪.1‬‬


‫الحديث رواه ومسلم )‪.(970‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه ابو داود )‪ ،(3221‬وأحمد فى الزهد )‪ ،(139‬وابنه عبد الله فى السنة )‪،(1425‬‬ ‫‪.3‬‬
‫والحاكم )‪ ،(1372‬والبيهقى فى السنن )‪ ،(5/56‬والضياء فى المختارة )‪ ،(1/522‬والحديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(976‬‬ ‫‪.4‬‬
‫هذا الذكر مجموع من عدة أحاديث صحيحة وحسنة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫كتاب الزكاة‬
‫وهى واجبة على كل مسلم حر‪ ،‬ملك نصابًا‪.‬‬
‫ول زكاة فى مال حتى يحول عليه الحول‪ ،‬إل الخارج من الرض‪ ،‬وما كان‬
‫تابعا ً للصل كنماء النصاب وربح التجارة فإن حولهما حول أصلهما‪.‬‬
‫ول تجب الزكاة إل فى أربعة أنواع‪:‬‬
‫السائمة من بهيمة النعاما‪.‬‬
‫الخارج من الرض‪.‬‬
‫والثمان‪.‬‬
‫وعروض التجارة‪.‬‬
‫‪ – 1‬فأما السائمة‪ :‬فالصل فيها حديث أنس أن أبا بكر – رضى الله عنهما –‬
‫كتب له‪" :‬هذه فريضة الصدقة التى فرضها رساول صلى الله عليه وسالم‬
‫على المسلمين‪ ،‬والتى أمر الله بها رساوله‪ :‬فى اربع وعشرين من البل فما‬
‫دونها من الغنم‪ ،‬وفى كل خمس شاة‪ ،‬فإذا بلغت خمسا وعشرين الى خمس‬
‫وثلثين ففيها بنت مخاض أنثى‪ ،‬فإذا لم تكن فابن لبون ذكر‪ ،‬فإذا بلغت ساتا ً‬
‫وأربعين الى ساتين ففيها حقة طروقة الجمل‪ ،‬فإذا بلغت واحدة وساتين الى‬
‫خمسة وسابعين ففيها جذعه فإذا بلغت ساتا وسابعين الى تسعين ففيها بنتا‬
‫لبون‪ ،‬فإذا بلغت إحدى وتسعين الى عشرين ومائة‪ ،‬ففيها حقتان )‪(1‬‬
‫طروقتا الجمل )‪ ،(2‬فإذا زادت على عشرين ومائة‪ ،‬ففى كل أربعين بنت‬
‫لبون‪ ،‬وفى كل خمسين حقه‪ ،‬ومن لم يكن معه إل أربع من البل فليس فيها‬
‫صدقة إل أن يشاء بها‪.‬‬
‫وفى صدقة الغنم‪ :‬فى ساائمتها إذا كانت أربعين الى عشرين ومائة شاة‪ ،‬فإذا‬
‫زادت على عشرين ومائة الى مائتين ففيها شاتان‪ ،‬فإذا زادت على مائتين‬
‫الى ثلثمائة ففيها ثلث شياه‪ ،‬فإذا زادت على ثلثمائة ففى كل مائة شاه‪،‬‬
‫فإذا كانت ساائمة الرجل ناقصة عن أربعين شاه فليس فيها صدقة إل أن‬
‫يشاء بها‪.‬‬
‫ول يجمع بين متفرق‪ ،‬ول يفرق بين مجتمع‪ ،‬خشية الصدقة‪ ،‬وما كان من‬
‫خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية ول يخرج فى الصدقة هرمة ول ذات‬
‫عوار‪.‬‬
‫‪ .1‬الحقة‪ :‬أنثى البل التى عليها ثلث سانين ودخلت فى الرابعة‪.‬‬
‫‪ .2‬طروقة الجمل‪ :‬هى موطوءة‪.‬‬

‫وفى الرفه ربع العشر‪ ،‬فان لم تكن إل تسعون ومائة فليس فيها صدقة إل ان‬
‫يشاء بها‪.‬‬
‫ومن بلغت عنده من البل صدقة الجذعة‪ ،‬وليس عنده جذعه‪ ،‬وعنده حقة‬
‫فإنها تقبل منه الحقة‪ ،‬ويجعل معها شاتين ان اساتيسرتا له‪ ،‬او عشرين‬
‫درهمًا‪ ،‬ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليس عنده الحقة‪ ،‬وعنده الجذعة‪،‬‬
‫فإنها تقبل منه الجذعة‪ ،‬ويعطيه المصدق عشرين درهما ً او شاتين" رواه‬
‫البخارى )‪.(1‬‬
‫وفى حديث معاذ "أن النبى صلى الله عليه وسالم أمره أن يأخذ من كل من‬
‫كل ثلثين بقرة تبيعا أو تبيعه ومن كل اربعين مسنة" رواه أهل السنن )‪.(2‬‬
‫‪ – 2‬وأما صدقة الثمان‪ :‬فانه ليس فيها شئ حتى تبلغ مائتا درهم‪ ،‬وفيها ربع‬
‫العشر‪.‬‬
‫‪ – 3‬وأما صدقة الخارج من الرض من الحبوب والثمار‪ ،‬فقد قال النبى صلى‬
‫الله عليه وسالم‪" :‬ليس فيما دون خمسة أوساق من التمر صدقة" متفق‬
‫عليه )‪ .(3‬والوساق ساتون صاعًا‪ ،‬فيكون النصاب للحبوب والثمار‪ :‬ثلثمائة‬
‫صاع بصاع النبى صلى الله عليه وسالم‪ ،‬وقال‪ :‬النبى صلى الله عليه وسالم‬
‫"فيما ساقت السماء والعيون‪ ،‬او كان عثريا‪ :‬العشر‪ ،‬وفيما ساقى بالنضح‬
‫نصف العشر" رواه البخارى )‪.(4‬‬
‫وعن ساهل بن ابى حتمه قال‪" :‬أمر رساول الله صلى عليه وسالم‪ :‬إذا‬
‫خرصتم فدعوا الثلث فان لم تدعو الثلث فدعوا الربع" رواه أهل السنن )‪.(5‬‬

‫الحديث رواه البخارى )‪.(1385‬‬ ‫‪.1‬‬


‫الحديث رواه ابو داود )‪ ،(1394‬والترمزى‪ ،‬والنسائى )‪ ،(5/25‬وابن ماجه )‪ ،(1803‬وأحمد )‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،(5/233‬ومالك فى الموطأ )‪ ،(1/259‬والشافعى فى مسنده )‪ ،(90‬وابن خزيمة )‪،(2268‬‬
‫والطبرانى الكبير )‪ ،(20/128‬وفى الوساط )‪ ،(56‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‪،(6841 ،6794‬‬
‫والدارقطنى )‪ ،(2/128‬وفى الوساط )‪ ،(65‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‪،(6841 ،6794‬‬
‫والدارقطنى )‪ ،(2/102‬والبيهقى )‪ ،(99 ،4/98‬والحاكم )‪ (1449‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(1390 ،1378 ،1340‬ومسلم )‪.(979‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪.(14129‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الحديث رواه أبو داود )‪ ،(1605‬والترمزى )‪ ،(643‬والنسائى فى الكبرى )‪ ،(2270‬وفى المجتبى )‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ ،(5/42‬وأحمد )‪ ،(3/448‬والطيالسى )‪ ،(1243‬والدرامى )‪ ،(2619‬وابن الجارود فى المنتقى )‬
‫‪ ،(352‬وأبو عبيد فى الموال )‪ ،(1448‬وابن زنجويه فى الموال )‪ ،(1993 ،1992‬والطحاوى فى‬
‫شرحا معانى الثار )‪ ،(2/39‬وابن حبان )‪ ،(6280‬والبراز فى مسنده )‪ ،(2305‬والطبرانى فى‬
‫الكبير )‪ ،(5626‬والحاكم فى المستدرك )‪ ،(1464‬وابن خزيمة فى صحيحه )‪ ،(2319‬والبيهقى‬
‫فى ساننه الكبرى )‪ ،(4/123‬والحديث ضعيف فيه رجل مجهول‪.‬‬
‫وهو وإن كان ضعيفا ً إل أن أكثر أهل العلم على العمل به كما قال الترمزى‪ ،‬وقد جاء عن عمر‬ ‫‪.6‬‬
‫بسند صحيح عند الحاكم مايشهد لهذا الحديث‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪ – 4‬وأما عروض التجارة‪ ،‬وهى كل ما أعد للبيع والشراء لجل الربح‪،‬‬


‫فإنه يقوما إذا حال الحول بالحظ للمساكين من ذهب وفضة ويجب فيها‬
‫ربع العشر‪.‬‬
‫ومن كان له دين ومال ل يرجو وجوده‪ ،‬كالذى على مماطل او معسر ل‬
‫وفاء له‪ ،‬فل زكاة فيه‪ ،‬وإل ففيه الزكاة‪.‬‬
‫ويجب الخراج من وساط المال‪ ،‬ول يجزى من الدون‪ ،‬ول يلزما الخيار إل‬
‫أن يشاء به‪.‬‬
‫وفى حديث أبى هريرة مرفوع ًا‪" :‬وفى الركاز الخمس" متفق عليه ) ‪.(1‬‬

‫باب زكاة الفطر‪:‬‬


‫عن ابن عمر قال‪" :‬فرض رساول الله صلى الله عليه وسالم زكاة الفطر‬
‫صاعا ً من تمر‪ ،‬او صاعا ً من شعير على العبد الحر‪ ،‬والذكر والنثى‪،‬‬
‫والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس الى‬
‫الصلة" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫وتجب عن نفسه ومن تلزمه مؤنته‪ ،‬إذا كان ذلك فاضل ً عن قوت يومه‬
‫وليلته‪ :‬صاعا من تمر وشعير أو أقط أو زبيب او بر‪.‬‬
‫والفضل فيها‪ :‬النفع‪ ،‬ول يحل تأخيرها عن يوما العيد‪.‬‬
‫وقد فرضها رساول الله صلى الله عليه وسالم "طهر للصائم من اللغو‬
‫والرفث‪ ،‬وطعمه للمساكين‪ ،‬فمن أداها قبل الصلة فهى زكاة مقبولة‪،‬‬
‫ومن أداها بعد الصلة فهى صدقة من الصدقات" رواه ابو داود وابن‬
‫ماجه ) ‪.(3‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسالم‪ " :‬سابعة يظلهم الله فى ظله يوما ل ظل إل‬
‫ظله‪ :‬إماما عادل وشاب نشأ فى طاعة الله‪ ،‬ورجل معلق قلبه‬
‫بالمساجد‪ ،‬ورجلن تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته‬
‫امرأة ذات منصب وجمال‪ ،‬فقال إنى أخاف الله‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة‬
‫فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكر الله خاليا ففاضت‬
‫عيناه" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(6514 ،2228‬ومسلم )‪.(1710‬‬
‫والركاز هو مادفن زمن الجاهلية من كنوزهم‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(1432‬ومسلم مختصرا ً )‪.(986‬‬
‫الحديث رواه أبو داود )‪ ،(1609‬وابن ماجه )‪ ،(1827‬والدارقطنى )‪ ،(2/138‬والحاكم )‪،(1488‬‬
‫والبيهقى )‪ ،(4/162‬والحديث حسن‪.‬‬
‫الحديث فى البخارى )‪ ،(629‬ومسلم )‪.(31‬‬

‫باب أهل الزكاة ومان ل تدفع له‪:‬‬


‫ل تدفع الزكاة إل لثمانية ذكرهم الله تعالى بقوله‪" :‬إنما الصدقات‬
‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب‬
‫والغارمين وفى سابيل الله وابن السبيل فريضة من الله‪ ،‬والله عليم‬
‫حكيم" ]التوبة ‪.[60 :‬‬
‫ويجوز القتصار على والحد منهم لقوله صلى الله عليه وسالم لمعاذ‪" :‬‬
‫فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم ‪ :‬أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من‬
‫اغنيائهم فترد على فقرائهم" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫ول تحل الزكاة لغنى ول لقوى مكتسب‪ ،‬ول لل محمد‪ ،‬وهم بنو هاشم‬
‫ومواليهم‪ ،‬ول لمن تجب عليه نفقته وقت جريانها‪ ،‬ول لكافر‪.‬‬
‫فأما صدقة التطوع‪ :‬فيجوز دفعها الى هؤلء وغرهم‪.‬‬
‫ولكن كلما كان أنفع نفعا ً عاما ً او خاصا ً فهى أكمل‪ .‬وقال النبى صلى‬
‫الله عليه وسالم‪ " :‬من ساأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرًا‪،‬‬
‫فليستقل او ليستكثر" رواه مسلم ) ‪ ،(2‬وقال لعمر رضى الله عنه ‪" :‬ما‬
‫جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ول ساائل فخذه‪ ،‬وما ل‪ ،‬فل تتبعه‬
‫نفسك" رواه مسلم ) ‪.(3‬‬

‫‪ .1‬الحديث فى البخارى ) ‪ ،(4090 ،15425 ،1331‬ومسلم ) ‪.(19‬‬


‫‪ .2‬الحديث فى مسلم ) ‪.(1041‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(6744 ،1404‬ومسلم ) ‪.(1045‬‬
‫كتاب الصياما‬
‫الصل فيه قوله تعالى‪" :‬يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصياما كما كتب‬
‫على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ]البقرة ‪.[183‬‬
‫ويجب صياما رمضان على كل مسلم بالغ قادر على الصوما‪.‬‬
‫برؤية هلله او إكمال شعبان ثلثين يومًا‪.‬‬
‫قال صلى الله عليه وسالم‪" :‬إذا رأيتموه ‪ 9‬فصوموا‪ ،‬وإذا رأيتموه‬
‫م عليكم فاقدروا له" متفق عليه ) ‪.(1‬‬ ‫فأفطروا‪ ،‬فإن غ ّ‬
‫وفى لفظ‪" :‬فاقدروا له ثلثين" وفى لفظ "فأكملوا عدة شعبان ثلثين"‬
‫رواه البخارى ) ‪.(2‬‬
‫ويصاما برؤيته عدل لهلله‪ ،‬ول يقبل فى بقية الشهور إل عدلن‪ ،‬ويجب‬
‫تبييت النية لصياما الفرض‪.‬‬
‫وأما النفل ‪ :‬فيجوز بنية من النهار‪.‬‬
‫والمريض الذى يتضرر بالصوما والمسافر لهما الفطر والصياما‪.‬‬
‫والحائض والنفساء يحرما عليهما الصياما‪ ،‬وعليهما القضاء‪.‬‬
‫والحامل والمرضع‪ ،‬إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وقضيتا عن كل يوما‬
‫مسكينًا‪ ،‬والعاجز عن الصوما لكبر او مرض ل يرجى برؤه‪ ،‬ويطعم عن‬
‫كل يوما مسكينًا‪.‬‬
‫ومن أفطر فعليه القضاء فقط‪ ،‬إذا كان فطره بأكل أو بشرب او قئ عمد‬
‫او حجامة او إمناء مباشرة‪.‬‬
‫إل من أفطر بجماع‪ ،‬فإنه يقضى ويعتق رقبة فإن لم يجد فيصوما شهرين‬
‫متتابعين‪ ،‬فإن لم يستطع فيطعم ساتين مسكينًا‪.‬‬
‫قال النبى صلى الله عليه وسالم‪ " :‬من نسى وهو صائم‪ ،‬فأكل او شرب‬
‫فيتم صومه‪ ،‬فإنما أطعمه الله وساقاه" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫وقال‪" :‬ل يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫) ‪ ،(1807 ،1801‬ومسلم ) ‪.(1080‬‬ ‫البخارى‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬
‫) ‪.(1810‬‬ ‫البخارى‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬
‫) ‪ ،(1831‬ومسلم ) ‪.(1155‬‬ ‫البخارى‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬
‫) ‪ ،(1856‬ومسلم ) ‪.(1098‬‬ ‫البخارى‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬

‫وقال‪" :‬تسحروا فإن فى السحور بركة" متفق عليه ) ‪.(1‬‬


‫وقال‪" :‬إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر‪ ،‬فإن لم يجد فليفطر على ماء‬
‫فإنه طهور" رواه الخمسة ) ‪.(2‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسالم‪" :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس‬
‫لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخارى ) ‪.(3‬‬
‫وقال‪" :‬من مات وعليه صياما صاما عنه وليه" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫وسائل عن صوما يوما عرفة؟ فقال‪" :‬يكفر السنة الماضية والباقية"‬
‫وسائل عن صوما عاشوراء فقال ‪" :‬يكفر السنة الماضية" وسائل عن‬
‫ى‬‫صوما يوما الثنين" فقال "ذلك يوما ولدت فيه وبعثت فيه وأنزل عل ّ‬
‫فيه" رواه مسلم ) ‪.(5‬‬
‫م أتبعه ساتا ً من شوال كان كصياما الدهر" )‬ ‫وقال‪" :‬من صاما رمضان ث ّ‬
‫‪.(6‬‬
‫وقال ابو ذر‪" :‬أمرنا رساول الله صلى الله عليه وسالم أن نصوما من‬
‫الشهر ثلثة أياما‪ ،‬ثلث عشرة ‪,‬اربع عشرة وخمس عشرة" ) ‪.(7‬‬
‫و "نهى عن صياما يومين ‪ :‬يوما الفطر والنحر" ) ‪.(8‬‬
‫وقال‪" :‬أياما التشريق أياما أكل وشرب وذكر لله عز وجل" رواه مسلم )‬
‫‪.(9‬‬
‫وقال‪" :‬ل يصومن يوما الجمعة إل أن يصوما يوما ً قبله او يما ً بعده" متفق‬
‫عليه ) ‪.(10‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(1823‬ومسلم ) ‪.(1095‬‬
‫‪ .2‬الحديث رواه ابو داود ) ‪ ،(2355‬والترمزى ) ‪ ،(695 ،658‬والنسائى فى الكبرى ) ‪،3319‬‬
‫‪ ،(6707 ،3326‬وابن ماجه ) ‪ ،(1699‬وأحمد ) ‪ ،(214 ،213 ،18 ،4/17‬والحميدى )‬
‫‪ ،(823‬والدرامى ) ‪ ،(1701‬وابن ابى شيبة ) ‪ ،(9796‬وابن حبان ) ‪ ،(3516‬والطبرانى‬
‫فى الكبير ) ‪ ،(6195 ،6194‬والبيهقى فى الشعب ) ‪ ،(3898‬والفريابى فى الصياما ) ‪63‬‬
‫– ‪ ،(67‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى ) ‪.(1804‬‬
‫‪ .4‬الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(1851‬ومسلم ) ‪.(1147‬‬
‫‪ .5‬الحديث رواه مسلم ) ‪.(1162‬‬
‫‪ .6‬الحديث رواه مسلم ) ‪.(1164‬‬
‫‪ .7‬الحديث رواه الترمزى ) ‪ ،(761‬والنسائى فى الكبرى ) ‪ ،(7066‬والنسائى فى المجتبى )‬
‫‪ ،(4/222‬وأحمد ) ‪ ،(5/152‬وابن حبان ) ‪ ،(3656‬والطبرانى فى الوساط ) ‪،(3047‬‬
‫والبيهقى فى السنن ) ‪ (8228‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫‪ .8‬الحديث فى البخارى ) ‪ ،(1889‬ومسلم ) ‪.(1138‬‬
‫‪ .9‬الحديث فى مسلم ) ‪.(1142‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(1889‬ومسلم ) ‪.(1138‬‬ ‫‪.10‬‬

‫وقال‪ " :‬من صاما رمضان ايمانا ً واحتسابا ً غفر لهما تقدما من ذنبه‪،‬‬
‫ومن قاما رمضان ايمانا ً واحتسابا ً غفر له ما تقدما من ذنبه‪ ،‬ومن قاما‬
‫ليلة القدر إيمانا ً واحتسابا ً غفر له ما تقدما من ذنبه" )‪.(1‬‬
‫و "كان يعتكف العشر الواخر من رمضان حتى توفاه الله‪ ،‬واعتكف من‬
‫بعده أزواجه" ) ‪.(2‬‬
‫وقال‪" :‬ل تشد الرحال إل الى ثلثة مساجد‪ :‬المسجد الحراما‪ ،‬ومسجدى‬
‫هذا والمسجد القصى" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫‪ .1‬لحديث رواه البخارى ) ‪ ،(1910‬ومسلم ) ‪.(760‬‬
‫‪ .2‬لحديث رواه البخارى ) ‪ ،(1922‬ومسلم ) ‪.(1172‬‬
‫‪ .3‬لحديث رواه البخارى ) ‪ ،(1132‬ومسلم ) ‪.(1397‬‬

‫كتاب الحج‬
‫الصل فيه قوله تعالى "ولله على الناس حج البيت من اساتطاع اليه سابيل"‬
‫]آل عمران ‪[97‬‬
‫والساتطاعة أعظم شروطه‪ ،‬وهى‪ :‬ملك الزاد والراحلة بعد ضرورات‬
‫النسان وحوائجه الصلية‪.‬‬
‫ومن الساتطاعة‪ :‬أن يكون للمرأة محرما إذا احتاجت الى سافر‪ ،‬وحديث‬
‫جابر حج النبى صلى الله عليه وسالم يشتمل على أعظم أحكاما الحج‪،‬‬
‫وهو ما رواه مسلم عن جابر رضى الله عنهما‪" :‬أن النبى صلى الله عليه‬
‫وسالم مكث فى المدينة تسع سانين لم يحج أذن فى الناس فى العاشرة‪:‬‬
‫أن رساول الله صلى الله عليه وسالم حج‪ ،‬فقدما المدينة بشر كثير كلهم‬
‫يلتمس أن يأتم برساول الله صلى الله عليه وسالم ويعمل مثل عمله‬
‫فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة ‪ ،‬فولدت اساماء بنت عميس محمد بن‬
‫أبى بكر‪ ،‬فأرسالت الى رساول الله صلى الله عليه وسالم‪ :‬كيف أصنع؟‬
‫قال إغتسلى واساتشفرى بثوب وأحرمى‪ ،‬فصلى رساول الله صلى الله‬
‫م ركب القصواء حتى اساتوت به ناقته على‬ ‫عليه وسالم فى المسجد ث ّ‬
‫البيداء‪ :‬أهل بالتوحيد‪ :‬لبيك اللهم لبيك لشريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد‬
‫والنعمة لك لك والملك ل شريك لك‪ ،‬وأهل الناس بهذا الذى يهلون به‪،‬‬
‫فلم يرد رساول الله صلى الله عليه وسالم عليهم شيئا ً منه‪ ،‬ولزما رساول‬
‫الله صلى الله عليه وسالم تلبيته‪ .‬قال جابر‪ ،‬لسنا ننوى إل الحج‪ ،‬لسنا‬
‫نعرف العمرة‪ ،‬حتى إذا أتينا البيت معه اساتلم الركن فطاف سابعا ً فرمل‬
‫م نفذ الى مقاما ابراهيم فقرا‪" :‬واتخذوا من مقاما‬‫ثلثا ً ومشى أربعا ً ث ّ‬
‫إبراهيم مصلى" ]البقرة ‪ ،[125‬فصلى ركعتين‪ ،‬فجعل المقاما بينه وبين‬
‫البيت – وفى رواية أنه قرأ الركعتين "قل هو الله أحد" "و "قل يا أيها‬
‫م خرج من الباب الى الصفا‪،‬‬ ‫م رجع الى الركن واساتلمه‪ ،‬ث ّ‬ ‫الكافرون"‪ ،‬ث ّ‬
‫فلما دنا من الصفا قرأ "إن الصفا والمروة من شعائر الله" ]البقرة‬
‫‪.[158‬‬
‫ابدأ بما بدأ الله به‪ ،‬فبدأ بالصفا فرقى عليه‪ ،‬حتى رأى البيت‪ ،‬فاساتقبل‬
‫القبلة فوحد الله وكبره‪ ،‬وقال‪ :‬ل اله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك‬
‫وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪ ،‬ل اله إل الله وحده انجز وعده ونصر‬
‫م دعا بين ذلك – قال مثل هذا ثلث مرات –‬ ‫عبده وهزما الحزاب وحده‪ ،‬ي ّ‬
‫م نزل ومشى الى المروة حتى اذا نصبت قدماه فى بطن الوادى ساعى‪،‬‬ ‫ث ّ‬
‫حتى اذا صعدنا مشى‪ ،‬حتى أتى المروة‪ ،‬ففعل على المروة كما فعل‬
‫على الصفا – حتى كان أخر طواف على المروة‪ ،‬فقال ‪ :‬لو أنى اساتقبلت‬
‫من أمرى ما اساتدبرت لم اساق الهدى وجعلتها عمرة‪.‬‬
‫فمن كان منكم ليس معه هدى فليحل وليجعلها عمرة‪ ،‬فقاما ساراقة بن‬
‫مالك بن جعثم‪ ،‬فقال‪ :‬يارساول الله العامنا هذا اما لبد؟ فشبك رساول‬
‫الله صلى الله عليه وسالم اصابعه واحدة فى الخرى وقال دخلت العمرة‬
‫فى الحج مرتين‪ ،‬ل بل لبد ابد‪ ،‬وقدما على من اليمن ببدن النى صلى‬
‫الله عليه وسالم فوجد فاطمة ممن حل‪ ،‬ولبست صبيغا ً واكتحلت فأنكر‬
‫ذلك عليها فقالت‪ :‬أن ابى أمرنى بهذا‪ ،‬قال فكان على يقول بالعراق‪:‬‬
‫فذهبت الى رساول الله محرشا ً على فاطمة للذى صنعته‪ ،‬مستفتيا ً‬
‫لرساول الله صلى الله عليه وسالم فيما ذكرت عنه‪ ،‬فأخبرته أنى أنكرت‬
‫عليها‪ ،‬فقال صدقت صدقت‪ ،‬ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫اللهم انى أهل بما أهل به رساولك‪ ،‬قال فان معى الهدى فل تحل‪ ،‬قال‬
‫فكان جماعة الهدى الذى قدما به على من اليمن‪ ،‬والذى اتى به البنى‬
‫صلى الله عليه وسالم مائة‪ ،‬قال ‪ :‬فحل الناس كلهم‪ ،‬وقصروا‪ ،‬إل النبى‬
‫صلى الله عليه وسالم ومن كان معه هدى‪ ،‬فلما كان يوما التروية توجهوا‬
‫الى منى فأهلوا بالحج‪ ،‬وركب النبى صلى الله عليه وسالم فصلى بها‬
‫م مكث قليل ً حتى طلعت‬ ‫الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر‪ ،‬ث ّ‬
‫الشمس‪ ،‬وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة‪ ،‬فسار رساول الله صلى‬
‫الله عليه وسالم ول تشك قريش إل أنه واقف عن المشعر الحراما‪ ،‬كما‬
‫كانت قريش تصنع فى الجاهلية‪ ،‬فأجاز رساول الله صلى الله عليه وسالم‬
‫حتى أتى عرنه فوجد القبة قد ضربت له‪ ،‬فأتى بطن الوادى‪ ،‬فخطب‬
‫الناس‪ ،‬وقال ‪ :‬إن دمائكم وأموالكم حراما عليكم كحرمة يومكم هذا فى‬
‫شهركم هذا فى بلدكم هذا‪ ،‬أل كل شئ من أمور الجاهلية تحت قدمه‬
‫موضوع ودماء الجاهلية موضوعة‪ ،‬وإن أول دما أضع من دمائنا‪ ،‬دما اب‬
‫ربيعة بن الحارث‪ ،‬كان مستر ضعا فى بنى ساعد فقتلته هذيل‪ ،‬وربا‬
‫الجاهلية موضوع‪ ،‬وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب‪،‬‬
‫فإنه موضوع كله‪ ،‬فاتقوا الله فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله‬
‫واساتحللتم فروجهن بكلمة الله‪ ،‬ولكم عليهن ان ل يوطئن فرشكم أحدا ً‬
‫تكرهونه‪ ،‬فأن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا ً غير مبرحا ولهن عليكم رزقهن‬
‫وكسوتهن بالمعروف‪ ،‬وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به‬
‫كتاب الله‪ ،‬وأنتم تسالون عنى‪ ،‬فما تركت فيكم ما لم تضلوا بعده ان‬
‫اعتصمتم به‪ ،‬كتاب الله‪ ،‬وأنتم تسألون عنى يوما القيامة‪ ،‬فما أنتم‬
‫قائلون؟ قالوا‪ :‬نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت‪ ،‬فقال بأصبعه السبابة‬
‫يرفعها الى المساء‬

‫وينكتها الى الناس‪ ،‬اللهم اشهد ‪ :-‬اللهم أشهد اللهم اشهد )ثلث‬
‫م صلى العصر‪ ،‬ولم‬ ‫م اقاما فصلى الظهر فأقاما ث ّ‬ ‫م أذن بلل ث ّ‬ ‫مرات(‪ ،‬ث ّ‬
‫م ركب حتى أتى الموقف‪ ،‬فجعل بطن ناقته الى‬ ‫يصل بينهما شيئا ً ث ّ‬
‫الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واساتقبل القبلة فلم يزل واقفا ً‬
‫حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليل ً حتى غاب القرص وأردف‬
‫أساامة بن زيد خلفه ودفع رساول الله صلى الله عليه وسالم‪ ،‬وقد شنق‬
‫للقصواء الزماما حتى أن رأساها ليصيب مورك رحله‪ ،‬ويقول بيده اليمنى‪،‬‬
‫ايها الناس السكينة السكينة‪ ،‬كلما أتي جبل من الجبال أرخى لها قليل ً‬
‫حتى تصعد‪ ،‬حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد‬
‫وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ً حتى اضطجع حتى طلع الفجر حين تبين‬
‫م ركب القصواء حتى أتى المشعر الحراما‪،‬‬ ‫له الصبح بأذان وإقامة ث ّ‬
‫فاساتقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده‪ ،‬فلم يزل واقفا ً حتى‬
‫أسافر جدا ً فدفع قبل أن وأردف الفضل بن العباس‪ ،‬حتى أتى بطن‬
‫م سالك الطريق الوساطى التى تخرج على الجمرة‬ ‫محسر‪ ،‬فحرك قليل ً‪ ،‬ث ّ‬
‫الكبرى‪ ،‬حتى أتى الجمرة التى عند الشجرة فرماها بسبع حصيات‪ ،‬يكبر‬
‫مع كل حصاة منها‪ ،‬مثل حصى الخذف‪ ،‬رمى من بطن الوادى ثم انصرف‬
‫الى المنحر فنحر ثلثا ً وساتين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر‪ ،‬وأشركه‬
‫فى هديه‪ ،‬ثم أمر من كل بدنة ببضعة‪ ،‬فجعلت فى قدر وطبخت‪ ،‬فأكل‬
‫م ركب رساول الله صلى الله عليه وسالم‬ ‫من لحمها وشربا من مرقها‪ ،‬ث ّ‬
‫فأفاض الى البيت فصلى بمكة الظهر‪ ،‬فأتى بنى عبد المطلب يسقون‬
‫على زمزما فقال‪ :‬انزعوا بنى عبد المطلب‪ ،‬فول أن يغلبكم الناس على‬
‫ساقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا ً فشرب منه ) ‪.(1‬‬
‫وكان صلى الله عليه وسالم يفعل المناساك‪ ،‬ويقول للناس "خذوا عنى‬
‫مناساككم" ) ‪ (2‬فأكمل ما يكون من الحج القتداء فيه بالنبى صلى الله‬
‫عليه وسالم وأصحابه رضى الله عنهم‪.‬‬
‫ولو اقتصر الحاج على الربعة‪ ،‬التى هى‪ :‬الحراما‪ ،‬والوقوف بعرفة‪،‬‬
‫والطواف‪ ،‬والسعى‪.‬‬
‫والواجبات التى هى‪ :‬الحراما من الميقات والوقوف بعرفة الى الغروب‬
‫والمبيت ليلة النحر بمزدلفة‪ ،‬وليالى اياما التشريق بمنى‪ ،‬ورمى الجمار‪،‬‬
‫والحلق او التقصير‪ ،‬لجزأه ذلك‪ ،‬والفرق بين ترك الركن فى الحج وترك‬
‫الواجب‪ ،‬أن تارك الركن ل يصح حجه حتى يفعله على صفته الشرعية‪،‬‬
‫وتارك الواجب حجه صحيح‪ ،‬وعليه‪ ،‬وعليه إثم ودما لتركه‪.‬‬
‫‪ .1‬هذا حديث جابر رضى الله عنه المعروف فى صحة حجة النبى صلى الله عليه وسالم فى‬
‫مسلم )‪ (1218‬وغيره‪.‬‬
‫‪ .2‬الحديث فى مسلم )‪.(1297‬‬
‫ويخير من يريد الحراما بين التمتع – وهو أفضل – والقران والفراد‪.‬‬
‫م يحرما‬‫فالتمتع هو ‪ :‬ان يحرما بالعمرة فى أشهر الحج ويفرغ منها‪ ،‬ث ّ‬
‫بالحج من عامه‪ ،‬وعليه هدى إن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحراما‪.‬‬
‫والفراد هو ‪ :‬أن يحرما بالحج من الميقات مفردًا‪.‬‬
‫م يدخل الحج عليها‬ ‫والقران هو ‪ :‬أن يحرما بهما معًا‪ ،‬او يحرما بالعمرة ث ّ‬
‫قبل الشروع فى طوافها‪ ،‬ويضطر التمتع الى هذه الصفة اذا خاف فوات‬
‫الوقوف بعرفة اذا اساتغل بعمرته‪ ،‬وإذا حاضت المرأة او نفست وعرفت‬
‫ا‪،‬ها ل تطهر قبل وقت الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫والمفرد والقارن فعلهما واحد‪ ،‬وعلى القارن هدى دون المفرد‪.‬‬
‫ويجتنب المحرما جميع المحظورات الحراما‪ :‬من حلق الشعر‪ ،‬وتقليم‬
‫الظافر‪ ،‬ولبس المخيط‪ ،‬إن كان رجل ً‪ ،‬وتغطية رأساه إن كان رجل ً‪ ،‬ومن‬
‫الطيب رجل ً أو امرأة‪ ،‬وكذلك يحرما على المحرما قتل الصيد البرى‬
‫الوحشى المأكول والدللة عليه والعانة على قتله‪.‬‬
‫وأعظم محظورات الحراما الجماع‪ ،‬لن تحريمه مغلظ‪ ،‬مفسد للنسك‬
‫موجب لفدية بدنه‪.‬‬
‫وأما فدية الذى اذا غطى رأساه او لبس المخيط او غطت المرأة وجهها‬
‫او لبست القفازين او اساتعمال الطيب فيخير بين صياما ثلثة اياما او إطعاما‬
‫ساتة مساكين او ذبح شاه‪.‬‬
‫وإذا قتل الصيد خير بين ذبح مثله من الغنم وبين تقويم المثل بمحل‬
‫التلف فيشترى به طعاما ً فيطعمه لكل مسكين مدبر او نصف صاع من‬
‫غيره‪ ،‬او يصوما عن إطعاما كل مسكين يومًا‪.‬‬
‫وأما دما المتعة والقران‪ :‬فيجب فيه ما يجزى فى الضحية فإذا لم يجد‬
‫صاما عشرة اياما ثلثة فى الحج ويجوز ان يصوما اياما التشريق منها‪،‬‬
‫وسابعة اذا رجع وكذلك حكم من ترك واجبا ً اوجبت عليه الفدية‬
‫المباشرة‪.‬‬
‫وكل هدى او إطعاما يتعلق بحراما او إحراما‪ :‬فلمساكين الحرما من مقيمى‬
‫وآفاقى ويجزى الصوما بكل مكان‪.‬‬
‫ودما النسك – كالمتعة والقران والهدى – المستحب ‪ :‬أن يأكل منه‬
‫ويهدى ويتصدق والدما الواجب لفعل المحظور‪ ،‬او ترك الواجب – يسمى‬
‫دما جبران – ل يأكل منه شيئًا‪ ،‬بل يتصدق بجميعه‪ ،‬لنه يجرى مجرى‬
‫الكفارات‪.‬‬

‫وشروط الطواف مطلقًا‪ :‬النية‪, ،‬أن يبدأ من الحجر ويسن أن يستلمه‬


‫ويقبله فإن لم يستطع أشار اليه‪ ،‬ويقول عند ذلك‪ :‬بسم الله‪ ،‬الله أكبر‪،‬‬
‫اللهم إيمانا ً بك وتصديقا ً بكتابك ووفاء بعهدك‪ ،‬وإتباعا ً لسنة نبيك محمد‬
‫صلى الله عليه وسالم ) ‪ ،(1‬وأن يجعل البيت عن يساره ويكمل الشواط‬
‫السبعة‪ ،‬وأن يتطهر من الحدث والخبث‪.‬‬
‫والطهارة فى ساائر النساك – غير الطواف – سانة غير واجبة وقد ورد‬
‫فى الحديث‪" :‬أن الطواف بالبيت صلة إل أن الله اباحا فيه الكلما" ) ‪.(2‬‬
‫ويسن له أن يضطبع فى طواف القدوما‪ ،‬بأن يجعل وساط ردائه تحت‬
‫عاتقه اليمن وطرفه على عاتقه اليسر‪ ،‬وأن يرمل فى الثلثة أشواط‬
‫الوائل منه ويمشى فى الباقى وكل طواف ساوى هذا ل يسن فيه رمل‬
‫ول إضطباع‪.‬‬
‫وشروط السعى ‪ :‬النية‪ ،‬وتكميل السبعة‪ ،‬والبتداء من الصفا‪.‬‬
‫والمشروع أن يكثر النسان فى طوافه وساعيه وجميع مناساكه من ذكر‬
‫الله ودعائه لقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬إنما جعل الطواف بالبيت‬
‫وبالصفا والمروة ورمى الجار لقامة ذكر الله" )‪ ،(3‬وعن أبى هريرة‬
‫رضى الله عنه قال ‪" :‬لما فتح الله على رساوله مكة قاما فى الناس فحمد‬
‫م قال‪ :‬إن الله حبس عن مكة الفيل وسالط عليها رساوله‬ ‫الله واثنى عليه ث ّ‬
‫والمؤمنين‬
‫‪ .1‬بهذا للفظ المذكور لم يرد نص مرفوع‪ ،‬ذكر ذلك ابن حجر فى تلخيص الحبير ) ‪،(2/247‬‬
‫وقبله ابن الملقن فى خلصة البدر المنير ) ‪2‬ما ‪ ،(8‬وهذا النص مشهور فى كتب الفقه‬
‫فقد ذكره الحنابلة عن أحمد قريب ًا‪ ،‬كما فى رواية المروزى‪ ،‬يراجع شرحا العمدة فى بيان‬
‫مناساك الحج لشيخ السام ابن تيمية ) ‪ ،(3/428‬والوجيز لرافعى‪ ،‬وذكروا عن مالك فى‬
‫المدونة ) ‪ (397 ،2/364‬أنه أنكر ذلك‪.‬‬
‫وقد نقل الفاكهى عن أخبار مكة ) ‪ (43‬عن عطاء كان يقول عن هذا المذكور‪ :‬شئ أحدثه‬
‫أهل العراق‪.‬‬
‫والحقيقة أن هذا أثر ورد عن عدة من الصحابة منهم على بن أبى طالب رضى الله عنه‬
‫عند والبيهقى ) ‪ (5/79‬والطبرانى فى الوساط ) ‪ (492‬وساينده ضعيف بسبب الحارث‬
‫العور‪.‬‬
‫وابن عمرو رواه الطبرانى فى الوساط ) ‪ ،(5843 ،5486‬والعقيلى ) ‪ (4/135‬وهو ضعيف‬
‫أيض ًا‪ ،‬ملحظة ‪ :‬فى كل الثار السابقة ل توجد لفظة "ووفاء بعهدك"‪.‬‬
‫‪ .2‬هذا الحديث رواه الترمزى ) ‪ ،(976‬والنسائى فى الكبرى ) ‪ ،(3944‬والنسائى فى‬
‫الصغرى ) ‪ ،(5/222‬والدرامى ) ‪ (1847‬والمنتقى لبن الجارود ) ‪ ،(416‬وابن حبان )‬
‫‪ ،(3836‬والطبرانى فى الكبير ) ‪ (10955‬وأبو نعيم فى الحلية ) ‪ ،(8/128‬وابن خزيمة )‬
‫‪ ،(2739‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار ) ‪ ،(2/178‬والكامل لبن عدى ) ‪،(5/364‬‬
‫والبيهقى ) ‪ ،(87 ،5/85‬والحديث اختلف أهل العلم فى وقفه ورفعه على ابن عباس‪،‬‬
‫وقد ثبت الحديث وقفه على ابن عباس‪ ،‬أما المرفوع فقد رجح الحافظ صحة رفعه فى‬
‫كتابه تلخيص الحبير ) ‪.(132 – 1/129‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه ابو داود ) ‪ ،(1888‬وأحمد ) ‪ ،(138 ،75 ،6/64‬والدرامى ) ‪ (1853‬وإساحاق‬
‫بن راهويه ) ‪ (928‬والمنتقى لبن الجارود ) ‪ (457‬والساماعيلى فى معجم الشيوخ ) ‪(88‬‬
‫وابن خزيمة ) ‪ ،(2970 ،2881‬والبيهقى فى السنن ) ‪ (5/145‬وفى الشعب ) ‪(4081‬‬
‫والحديث صحيح‪.‬‬

‫وإنها لم تحل لحد كان قبلى‪ ،‬وإنما حلت لى سااعة من نهار‪ ،‬وإنها لن‬
‫تحل لحد بعدى‪ ،‬فل ينفر صيدها ول يختلى شوكها‪ ،‬ول تحل سااقطتها إل‬
‫لمنشد‪ ،‬ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين‪ ،‬فقال العباس‪ :‬إل الذخر‬
‫يارساول الله‪ ،‬فنا نجعله فى قبورنا وبيوتنا‪ ،‬فقال ‪ :‬إل الذخر" متفق عليه‬
‫) ‪(1‬‬
‫وقال ‪" :‬المدينة حراما ما بين عير الى ثور" رواه مسلم ) ‪ ،(2‬وقال‬
‫"خمس من الدواب كلهن فاساق يقتلن فى الحل والحرما‪ :‬الغراب‪،‬‬
‫والحدأة‪ ،‬والعقرب‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والكلب العقور" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫باب الهدى والضحية والعقيقة‪:‬‬
‫تقدما ما يجب من الهدى‪ ،‬وما ساواه سانة‪ ،‬وكذلك الضحية والعقيقة‪.‬‬
‫م له نصف سانة‪ ،‬الثنى من‬ ‫ول يجزى فيها إل الجذع من الضأن‪ :‬وهو ما ت ّ‬
‫البل‪ :‬ما له خمس سانين‪ ،‬ومن البقر ما له سانتان‪ ،‬ومن المعز ما له‬
‫سانة‪ ،‬وقال صلى الله عليه وسالم‪" :‬أربع ل تجوز فى الضحايا‪ :‬العوراء‬
‫البين عورها‪ ،‬والمريضة البين مرضها‪ ،‬والعرجاء البين ضلعها‪ ،‬والكبيرة‬
‫التى ل تنقى" رواه الخمسة ) ‪.(4‬‬
‫وينبغى أن تكون كريمة كاملة الصفات‪ ،‬وكلما كانت أكمل فهى أحب الى‬
‫الله وأعظم لجر صاحبها‪ ،‬وقال جابر‪" :‬نحرنا مع النبى صلى الله عليه‬
‫وسالم عاما الحديبية البدينة عن سابعة‪ ،‬والبقرة عن سابعة" رواه مسلم )‬
‫‪.(5‬‬

‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(2302‬ومسلم ) ‪.(1355‬‬ ‫‪.1‬‬


‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(6374‬ومسلم ) ‪.(1370‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(1829‬ومسلم ) ‪.(2867‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه ابو داود ) ‪(2802‬ن والترمزى ) ‪ ،(1530‬والنسائى فى الكبرى ) ‪،4459‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ ،(4460‬وفى الصغرى ) ‪ ،(215 ،7/214‬وابن ماجه ) ‪ ،(2144‬وأحمد ) ‪،(289 ،4/284‬‬
‫‪ ،(300‬والطيالسى ) ‪ ،(749‬الدرامى ) ‪ ،(1949‬والمنتقى لبن الجارود ) ‪،(907 481‬‬
‫وعلى بن الجعد فى مسنده ) ‪ ،(873‬وابن حبان ) ‪ ،(5922 ،5919‬والطحاوى فى شرحا‬
‫معانى الثار ) ‪ ،(4/168‬والحاكم فى المستدرك ) ‪ ،(7528 ،1718‬والرويانى فى مسنده‬
‫) ‪ ،(436 ،401‬والبيهقى فى الشعب ) ‪ ،(7329‬وابن خزيمة ) ‪ (2912‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(1318‬‬ ‫‪.5‬‬

‫وتسن العقيقة فى حق الب‪ ،‬عن الغلما شاتان‪ ،‬وعن الجارية شاة‪ ،‬قال‬
‫صلى الله عليه وسالم‪" :‬كل غلما مرتهن بعقيقته‪ ،‬تذبح عنه يوما ساابعه‬
‫ويحلق رأساه‪ ،‬ويسمى" صحيح رواه الخمسة‬
‫‪ .1‬الحديث رواه أبو داود ) ‪ ،(2837‬والترمزى ) ‪ (1522‬والنسائى فى الكبرى ) ‪ ،(4546‬وفى‬
‫الصغرى ) ‪ ،(7/166‬وابن ماجه ) ‪ ،(3165‬وأحمد ) ‪ ،(5/17‬وابن ابى شيبة ) ‪،24238‬‬
‫‪ ،(36307‬والمنتقى لبن الجارود ) ‪ ،(910‬والطيالسى ) ‪ ،(909‬والرويانى فى مسنده )‬
‫‪ ،(824 ،796‬وأبو نعيم فى الحلية ) ‪ ،(6/191‬والحاكم ) ‪ ،(7587‬والبيهقى ) ‪،(9/299‬‬
‫وابن عبد البر فى التمهيد ) ‪ ،(4/307‬وابن عدى فى الكامل ) ‪ (6/426 ) (3/308‬من‬
‫طريق الحسن عن سامرة‪.‬‬
‫والحديث أختلف به بسبب رواية الحسن عن سامرة‪ ،‬فمن صححها صحح الحديث‪ ،‬وقد‬
‫ثبت تصحيح البخارى للحديث‪ ،‬وصحة ساماع الحسن عن سامرة لهذا الحديث فالحديث‬
‫ثابت صحيح وله شواهد كثيرة‪.‬‬

‫كتاب البيوع‬
‫الصل فيها الحل‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وأحل البيع وحرما الربوا" ]البقرة ‪.[275‬‬
‫فجميع العيان – من عقار وحيوان وأثاث وغيرها – يجوز إيقاع العقود‬
‫عليها‪ ،‬إذا تمت شروط البيع‪ ،‬فمن أعظم الشروط‪:‬‬
‫الرضى‪ :‬لقوله تعالى‪" :‬إل أن تكون تجرة عن تراض منكم" ]النساء‬
‫‪.[29‬‬
‫إل أن يكون فيها غرر وجهالة‪ ،‬لن البنى صلى الله عليه وسالم "نهى عن‬
‫بيع الغرر" رواه مسلم ) ‪ ،(1‬فيدخل فيه بيع البق والشارد‪ ،‬وأن يقول‪:‬‬
‫بعتك إحدى السلعتين‪ ،‬او بمقدار ما تبلغ الحصاه من الرض او نحوه‪ ،‬او‬
‫ما تحمل أمته او شجرته‪ ،‬او ما فى بطن الحامل‪ ،‬وسااء كان الغرر فى‬
‫الثمن او المثمن‪.‬‬
‫وأن يكون العاقد مالكا ً للشئ‪ ،‬او له عليه ولية‪ ،‬وهو بالغ عاقل رشيد‪.‬‬
‫ومن شروط البيع ايض ًا‪ :‬أن ل يكون فيه ربا‪ ،‬عن عبادة رضى الله عنه‬
‫قال ‪ :‬قال رساول الله صلى الله عليه وسالم‪" :‬الذهب بالذهب والفضة‬
‫بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثل ً‬
‫بمثل وساواء بسواء فإذا اختلفت هذه الصناف فبيعوا كيف شئتم‪ ،‬اذا‬
‫كان يدا ً بيد‪ ،‬فمن زاد اواساتزاد فقد اربى" رواه مسلم ) ‪.(2‬‬
‫فل يباع مكيل بمكيل من جنسه إل بهذين الشرطين‪ ،‬ول موزون بجنسه‬
‫إل كذلك‪ ،‬وان يبيع مكيل بمكيل من غير جنسه او موزون بموزون من‬
‫غير جنسه‪ :‬جاز بشرط التقابض قبل التفرق‪ ،‬وأن يبيع مكيل بموزون او‬
‫عكس جاز ولو كان القبض بعد التفرق والجهل بالتماثل كالعلم‬
‫بالتفاضل‪ ،‬كما نهى النبى صلى الله عليه وسالم عن بيع المزابنه‪ :‬وهو‬
‫شراء التمر بالتمر فى رؤوس النخل‪ ،‬متفق عليه ) ‪ (3‬و"رخص فى بيع‬
‫العرايا بخرصها فيما دون خمسة أوساق للمحتاج للرطب ول ثمن عنده‬
‫يشترى به بخرصها" رواه مسلم ) ‪.(4‬‬

‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(1513‬‬


‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(1584‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(2251 ،2080 ،2064‬ومسلم ) ‪.(1539‬‬
‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(1541‬‬

‫ومن الشروط‪ :‬أن ل يقع العقد على محرما شرعًا‪ ،‬إما لعينه كما "نهى‬
‫النبى صلى الله عليه وسالم عن بيع الخمر والميتة والصناما" متفق عليه‬
‫) ‪ .(1‬وإما لما يترتب عليه من قطيعة المسلم‪ ،‬كما " نهى البنى صلى‬
‫الله عليه وسالم عن البيع على بيع المسلم‪ ،‬والشراء على شراء المسلم‬
‫والنجش متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫ومن ذلك‪" :‬نهيه صلى الله عليه وسالم عن التفريق بين ذوى الرحم فى‬
‫الرقيق" ) ‪.(3‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬إذا كان المشترى يعلم منه أنه يفعل المعصية بما اشتراه‬
‫كإشتراء الجوز والبيض للقمار‪ ،‬او السلحا للفتنة‪ ،‬وعلى قطاع الطريق‪.‬‬
‫ونهى النبى صلى الله عليه وسالم عن تلقى الجلب‪ ،‬فقال‪" :‬ل تلقوا‬
‫الجلب‪ ،‬فمن تلقى فأشترى منه فإذا أتى سايده السوق‪ :‬فهو بالخيار"‬
‫رواه مسلم ) ‪ ،(4‬وقال‪" :‬من غشنا فليس منا" رواه مسلم ) ‪.(5‬‬
‫ومثل الربا الصريح ‪ :‬التحيل عليه بالعينة‪ ،‬بأن يبيع سالعة بمائة الى أجل‬
‫م يشتريها من مشتريها بأقل منها نقدا ً أو بالعكس‪ ،‬أو بالتحيل على‬ ‫ث ّ‬
‫قلب الدين او التحيل على الربا بالقرض‪ ،‬بأن يقرضه مائة بشرط‬
‫النتفاع بشئ من ماله‪ ،‬او إعطاءه عن ذلك عوضًا‪ ،‬فكل قرض جر نفعا ً‬
‫فهو ربا‪.‬‬
‫ومن التحيل‪ :‬بيع حلى فضة معه غيره بفضة‪ ،‬او مد عجوة ودرهم بدرهم‬
‫و"سائل النبى صلى الله عليه وسالم عن بيع التمر بالرطب؟ فقال‪:‬‬
‫أينقص إذا جف؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬فنهى عن ذلك" رواه الخمسة ) ‪ ،(6‬و"نهى‬
‫عن بيع الصبرة من التمر‪ ،‬ل يعلم مكيلها‪ ،‬بالكيل المسمى من التمر"‬
‫رواه مسلم ) ‪.(7‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2121‬ومسلم )‪.(1581‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2043‬ومسلم )‪ (2564 ،1413‬ولفظه‪" :‬ل تناجشوا ول يبيع بعضكم‬ ‫‪.2‬‬
‫‪."....‬‬
‫الحديث رواه ابو واد )‪ ،(2696‬والترمزى )‪ ،(1566‬وابن ماجه )‪ ،(2249 ،2248‬وأحمد )‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ،(5/412‬والحاكم )‪ ،(2334 – 2332‬والدرامى )‪ ،(2479‬والبيهقى فى ساننه )‪،(128 – 9/126‬‬
‫وفى الشعب )‪ ،(11081‬وأبو يعلى )‪ ،(7250‬والبزار )‪ ،(3140‬والطبرانى فى الكبير )‪،(4080‬‬
‫والقضاعى فى مسند الشهاب )‪ ،(456‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(1519‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(102‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الحديث رواه ابو داود )‪ ،(3359‬والترمزى )‪ ،(1225‬والنسائى فى الكبرى )‪،(6136 ،6034‬‬ ‫‪.6‬‬
‫وفى الصغرى )‪ ،(269 ،7/268‬وابن ماجه )‪ ،(2264‬وأحمد )‪ ،(179 ،1/175‬والحميدى فى‬
‫مسنده )‪ (75‬وأبو يعلى فى مسنده )‪ ،(825 ،712‬والدروقى فى مسند ساعد )‪ ،(111‬والشاساى‬
‫فى مسنده )‪ ،(161‬والصيداوى فى معجم شيوخه )‪ ،(157‬والبيهقى فى ساننه )‪،(295 ،5/294‬‬
‫وابن عبد البر فى التمهيد )‪ (176 ،175 ،174 ،19/171‬والحديث صحيح(‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(1530‬‬ ‫‪.7‬‬

‫وأما بيع ما فى الذمة‪ :‬فان كان على من هو عليه جاز‪ ،‬وذلك بشرط‬
‫قبض عوضه قبل التفرق لقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬ل بأس أن‬
‫تأخذها بسعر يومها ما لم يتفرقا وبينكم شئ" روه الخمسة ) ‪ ،(1‬وإن‬
‫كان على غيره ل يصح‪ ،‬لنه من الغرر‪.‬‬

‫باب بيع الصول والثمار‪:‬‬


‫قال صلى الله عليه وسالم‪" :‬من باع نخل ً بعد ان توبر فثمرتها للبائع‪ ،‬إل‬
‫أن يشترطها المبتاع" متفق عليه ) ‪ ،(2‬وكذلك ساائر الشجار إذا كان‬
‫ثمره باديًا‪ ،‬ومثله إذا ظهر الزرع الذى ل يحصد إل مرة واحدة‪ ،‬فان كان‬
‫يحصد مرارا ً فالصول للمشترى والجزة الظاهرة عند البيع للبائع‪.‬‬
‫ونهى رساول الله عن بيع الثمار حتى يبدو صلحها‪ :‬نهى البائع والمبتاع‪.‬‬
‫وسائل عن صلحها؟ فقال‪" :‬حتى تذهب عاهته" ) ‪ (3‬وفى لفظ‪" :‬حتى‬
‫تحمار او تصفار" ) ‪ ،(4‬و"نهى عن بيع الحب حتى يشتد" ) ‪ (5‬رواه أهل‬
‫السنن‪ ،‬فقال ‪" :‬لوبعت من أخيك ثمرا ً فأصابته جائحه فل يحل لك أن‬
‫تأخذ منه شيئًا‪ ،‬بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟" رواه مسلم ) ‪.(6‬‬

‫باب الخيار وغيره‪:‬‬


‫إذا وقع العقد صار لزمًا‪ ،‬إل لسبب من الساباب الشرعية‪.‬‬
‫الحديث رواه أبو داود ) ‪ (3354‬والترمزى ) ‪ ،(1242‬والنسائى فى الكبرى ) ‪ ،(6180‬وفى‬ ‫‪.1‬‬
‫الصغرى ) ‪ ،(283 ،7/281‬وابن ماجه ) ‪ ،(2262‬وأحمد ) ‪ ،(2/139‬والبيهقى‪ ،‬والطيالسى‬
‫) ‪ ،(1868‬وابن الجارود فى المنتقى ) ‪ ،(655‬والدارقطنى فى السنن ) ‪ ،(3/23‬والبيهقى‬
‫) ‪ ،(345 ،5/384‬والساماعيلى فى معجم شيوخه ) ‪ ،(78‬وابن عبد البر فى التمهيد )‬
‫‪ ،(16/13‬والحديث صححه ابن عبد البر‪ ،‬والراجح ان الحديث ضعيف لتفرد ساماك بن‬
‫حرب والصحيح وقفه على ابن عمر رضى الله عنهما‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(2250‬ومسلم ) ‪.(1543‬‬ ‫‪.2‬‬
‫هذا اللفظ رواه البخارى ) ‪ ،(2084 ،1417‬ومسلم ) ‪.(1534‬‬ ‫‪.3‬‬
‫هذا اللفظ رواه البخارى ) ‪ ،(1415‬ومسلم ) ‪.(1535‬‬ ‫‪.4‬‬
‫هذه الرواية رواها أبو داود ) ‪ ،(3371‬والترمزى ) ‪ ،(1228‬وابن ماجه ) ‪ ،(2217‬وأحمد )‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ (250 ،3/221‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار ) ‪ ،(361 ،4/24‬وابن حبان ) ‪،(4993‬‬
‫والدارقطنى ) ‪ ،(3/47‬وأبو يعلى ) ‪ ،(3744‬والحاكم فى المستدرك ) ‪ ،(2192‬والضياء‬
‫فى المختارة ) ‪.(306 ،5/305‬‬
‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(1554‬‬ ‫‪.6‬‬

‫أنواع الخيار‪:‬‬
‫‪ – 1‬فمنها‪ :‬خيار المجلس‪ ،‬قال النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬إذا تبايع‬
‫الرجلن فلكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا‪ ،‬وكانا جميعا‪ ،‬او يخير‬
‫أحدهما الخر‪ ،‬فإن خير أحدهما الخر فتبايعنا على ذلك‪ :‬فقد وجب البيع‬
‫وإن تفرقا بعد أن تبايعا ولم يترك واحد منهم البيع‪ ،‬فقد وجب البيع"‬
‫متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫‪ – 2‬ومنها‪ :‬خيار الشرط‪ ،‬إذا شرط الخيار لهما او لحدهما مدة معلومة‪ ،‬قال‬
‫صلى الله عليه وسالم‪" :‬المسلمون عند شروطهم‪ ،‬إل شرط أحل حراما او‬
‫حرما حللً" رواه أهل السنن )‪.(2‬‬
‫‪ – 3‬ومنها‪ :‬إذا غبن غبنا ً يخرج عن العادة‪ ،‬إما ينجش او تلقى جلب او‬
‫غيرها‪.‬‬
‫‪ – 4‬ومنها‪ :‬خيار التدليس بأن يدلس البائع على المشترى ما يزيد به‬
‫الثمن كتصرية اللبن فى ضرع بهيمة النعاما‪ ،‬قال رساول الله صلى الله‬
‫عليه وسالم‪" :‬ل تصروا البل والغنم‪ ،‬فمن ابتاعها بعد فهو بخير النظرين‬
‫بعد ان يحلبها‪ ،‬ان شاء أمسكها وان شاء ردها وصاعا ً من تمر" متفق‬
‫عليه ) ‪ ،(3‬وفى لفظ "فهو الخيار بالثلثة أياما"‪.‬‬
‫‪ – 5‬وإذا اشترى معيبا ً لم يعلم عيبه‪ ،‬فله الخيار بين رده وإمساكه‪ ،‬فإن‬
‫تعذر رده تعين أرشه وإذا اختلفا فى الثمن تحالفا ولكل منهما الفسح‪،‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسالم‪" :‬من اقال مسلما بيعته أقال الله عثرته" )‬
‫‪.(4‬‬
‫باب السلم‪:‬‬
‫يصح السلم فى كل ما ينضبط بالصفة إذا ضبطه بجميع صفاته التى‬
‫يختلف بها الثمن‪ ،‬وذكر أجله‪ ،‬وأعطاه الثمن قبل التفرق‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫رضى الله عنهما قال‪" :‬قدما النبى صلى الله عليه وسالم المدينة وهم‬
‫يسلفون فى التمار السنة والسنتين‪ ،‬فقال‪ :‬من أسالف فى شئ فليسلف‬
‫فى كيل معلوما ووزن معلوما‪ ،‬الى أجل معلوما" متفق عليه ) ‪.(5‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(2006‬ومسلم )‪.(1531‬‬
‫‪ .2‬بهذا اللفظ رواه الترمزى ) ‪ ،(1352‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‪ ،(4/90‬والطبرانى )‬
‫‪ ،(17/22‬وابن عدى فى الكامل ) ‪ ،(6/61‬والدارقطنى ) ‪ ،(3/27‬والبيهقى فى السنن الكبير )‪(6/79‬‬
‫)‪ ،(249 ،7/248‬وفى أساانيده مقال‪ ،‬وله شواهد كثيرة‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(2041‬ومسلم )‪.(1515‬‬
‫‪ .4‬الحديث بهذا للفظ رواه ابن حبان )‪ ،(5029‬والحاكم )‪ ،(2291‬والطبرانى فى الوساط )‪(889‬‬
‫والقضاعى فى مسند الشهاب )‪.(453‬‬
‫وورد بلفظ من‪" :‬من اقال مسلما ً عثرته ‪ "....‬دون ذكر اللبيع رواه ابو داود )‪ ،(3460‬وابن ماجه )‬
‫‪ ،(2199‬والبيهقى فى ساننه )‪ ،(6/27‬وابن حبان )‪ ،(5030‬والقضاعى فى مسند الشهاب )‪،(454‬‬
‫والحديث صحيح ثابت‪.‬‬
‫‪ .5‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(2124‬ومسلم )‪.(1604‬‬

‫وقال صلى الله عليه وسالم‪" :‬من أخذ أموال الناس يريد أداءها أّداها‬
‫الله عنه‪ ،‬ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه الله" رواه البخارى ) ‪.(1‬‬
‫باب الرهن والضمان والكفالة‪:‬‬
‫وهذه وثائق بالحقوق الثابتة‪.‬‬
‫فالهن ‪ :‬يصح بكل عين يصح بيعها‪ ،‬فتبقى أمانة عند المرتهن‪ ،‬لها يضمنها‬
‫إل أن تعدى أو فرط‪ ،‬كسائر المانات فإن حصل الوفاء التاما إنفك‬
‫الرهن‪ ،‬وإن لم يحصل‪ ،‬وطلب صاحب الحق بيع الرهن‪ :‬وجب بيعه‬
‫والوفاء من ثمنه وما بقى من الثمن بعد وفاء الحق‪ :‬فلربه‪ ،‬وإن بقى من‬
‫الدين شئ يبقى دينا مرسال ً بل رهن‪.‬‬
‫وإن أتلف الرهن أحد‪ :‬فعليه ضمانه يكون رهنًا‪ ،‬ونماؤه تبع له‪ ،‬ومؤنته‬
‫على ربه‪ ،‬وليس للراهن النتفاع إل بإذن الخر‪ ،‬أو بإذن الشرع فى قوله‬
‫صلى الله عليه وسالم‪" :‬الظهر يركب بنفقته‪ ،‬إذا كان مرهونًا‪ ،‬ولبن الدر‬
‫يشرب بنفقته‪ ،‬إذا كان مرهونًا‪ ،‬وعلى الذى يركب ويشرب النفقة" رواه‬
‫البخارى ) ‪.(2‬‬
‫والضمان أن يضمن الحق عن الذى عليه‪.‬‬
‫والكفالة‪ :‬أن يلتزما بإحضار بدن الخصم‪ ،‬قال صلى الله عليه وسالم‪:‬‬
‫"الزعيم غارما" ) ‪ (3‬فكل منهما ضامن‪ ،‬إل إن قاما بما التزما به‪ ،‬او أبراه‬
‫صاحب الحق‪ ،‬او برئ الصل‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫باب الحجر لفلس او غيره‪:‬‬


‫ومن له الحق فعليه ان ينظر المعسر‪ ،‬وينبغى له أن ييسر على الموسار‪،‬‬
‫ومن عليه الحق فعليه الوفاء كامل ً بالقدر والصفات‪ ،‬وقال صلى الله‬
‫عليه وسالم‪" :‬مطل الغنى ظلم‪ ،‬وإذا أحيل بدينه على ملئ فليحتل"‬
‫متفق عليه ) ‪ ،(4‬وهذا من المياسارة‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪.(2257‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪.(2377‬‬
‫الحديث رواه ابو داود )‪ ،(3565‬والترمزى )‪ ،(1265‬وابن ماجه )‪ ،(2405‬وأحمد )‪ ،(5/267‬والعلل‬
‫ومعرفة الرجال )‪ ،(3952‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‪ ،(14767‬والبيهقى فى ساننه )‪،(6/72‬‬
‫والقضاعى فى مسند الشهاب )‪ (50‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2166‬ومسلم )‪.(1564‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2272‬ومسلم )‪.(1559‬‬

‫فالملئ‪ :‬هو القادر على الوفاء الذى ليس مماطل ً‪ ،‬ويمكن تحضيره‬
‫لمجلس الحكم وإذا كانت الديون كثيرة أكثر من مال النسان‪ ،‬وطلب‬
‫الغرماء او بعضهم من الحاكم أن يحجز عليه‪ :‬حجر عليه ومنعه من‬
‫م يصفى ماله ويقسمه على الغرماء بقدر‬ ‫التصرف فى جميع ماله‪ ،‬ث ّ‬
‫ديونهم‪ ،‬ول يقدما منهم إل صاحب الرهن برهنه وقال صلى الله عليه‬
‫وسالم‪" :‬من أدرك ماله عند رجل قد أفلس فهو أحق به من غيره" متفق‬
‫عليه ) ‪.(1‬‬
‫ويجب على ولى الصغير والسفيه والمجنون أن يمنعهم من التصرف فى‬
‫مالهم الذى يضرهم‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬وتؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل‬
‫الله لكم قيم ًا" ]النساء ‪ ،[5‬وعليه إل يقرب مالهم إل بالتى هى أحسن‬
‫من حفظه‪ ،‬والتصرف النافع لهم‪ ،‬والصرف عليهم منه ما يحتاجون اليه‪.‬‬
‫ووليهم أبوهم الرشيد ‪ ،‬فان لم يكن جعل الحاكم الولية الشفق من‬
‫يكون من أقاربه وأعرفهم وأمنهم‪ ،‬ومن كان غنيا ً فليستعفف‪ ،‬ومن كان‬
‫فقيرا ً فليأكل بالمعروف‪ :‬وهو القل من أجرة مثله او كفايته‪.‬‬
‫باب الصلح‪:‬‬
‫وقال النبى صلى الله عليه وسالم" "الصلح جائز بين المسلمين إل صلحا ً‬
‫أحل حراما ً او حرما حلل ً" ) ‪.(2‬‬
‫فإذا صالحه عن عين بعين أخرى‪ ،‬او بدين جاز‪ ،‬وإن كان له عليه دين‬
‫فصالحه عنه بعين‪ ،‬او بدين قبضه قبل التفرق جاز‪ ،‬او صالحه على منفعة‬
‫فى عقار او غير معلومة او صالحه عن الدين المؤجل ببعضه حال ً‪ ،‬او كان‬
‫له عليه دين ل يعلمان مقداره فصالحه على شئ صح ذلكن قال النبى‬
‫صلى الله عليه وسالم‪" :‬ل يمنعن جار جاره يغرز خشبة على جداره" )‬
‫‪.(3‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ (2272‬ومسلم )‪.(1559‬‬
‫‪ .2‬الحديث رواه ابو داود )‪ ،(3594‬وأحمد )‪ ،(2/366‬وابن الجارود فى المنتقى )‪،(1001 ،638‬‬
‫والحاكم )‪ ،(7058‬والبيهقى )‪.(6/63‬‬
‫ولفظه‪" :‬والصلح جائز بين المسلمين" وهو حديث صحيح‪ ،‬أما بقية الزيادة فذكرها أبو داود )‬
‫‪ ،(3594‬والترمزى )‪ ،(1352‬وابن ماجه )‪ ،(2353‬وابن حبان )‪ ،(5091‬والدارقطنى )‪(3/27‬‬
‫)‪ ،(4/207‬والحاكم )‪ ،(7059‬والبيهقى )‪ ،(6/65‬وهذه الزيادة ضعيفة ل ثبت‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(2331‬ومسلم )‪.(1609‬‬

‫باب الوكالة والشركة والمساقاة والمزارعة‪:‬‬


‫كان النبى صلى الله عليه وسالم يوكل فى كل حوائجه المسلمين‬
‫المتعلقة به ففى عقد جائز من الطرفين تدخل فى جميع الشياء التى‬
‫تصلح النيابة فيها من حقوق الله كتفريق الزكاة‪ ،‬والكفارة ونحوها‪ ،‬ومن‬
‫حقوق الدميين كالعقود والفسوخ وغيرها‪.‬‬
‫وما لتدخله النيابة‪ :‬من المور التى تتعين على النسان وتتعلق ببدنه‬
‫خاصة كالصلة والطهارة والحلف والقسم بين الزوجات ونحوها‪ ،‬ل تجوز‬
‫الوكالة فيها‪ ،‬ول يتصرف الوكيل فى غير ما أذن له فيه نطقا ً او عرفًا‪.‬‬
‫ويجوز التوكيل بجعل او غيره وهو كسائر المناء‪ ،‬ل ضمان عليها إل‬
‫بالتعدى او التفريط ويقبل قولهم فى عدما اليمين‪.‬‬
‫ومن ادعى الرد من المناء فإن مكان يجعل لم يقبل إل ببينة‪ ،‬وإن كان‬
‫متبرعا ً قبل قوله بيمينه‪ ،‬وقال‪ :‬صلى الله عليه وسالم‪" :‬يقول لله تعالى‪:‬‬
‫أنا ثالث الشريكين‪ ،‬ما لم يخن أحدهما صاحبه‪ ،‬فإذا خانه خرجت من‬
‫بينهما" ) ‪.(1‬‬
‫فالشراكة بجميع أنواعها جائزة‪ ،‬ويكون الملك فهيا الربح والخسارة ما‬
‫يتفقان عليه إذا كان جزءا ً مشاعا ً معلومًا‪ ،‬فدخل فى هذا "شركة‬
‫العنان" وهى‪ :‬أن يكون فى كل منهما مال وعمل‪" ،‬وشركة المضاربة"‬
‫بأن يكون من أحدهما المال ومن الخر العمل و"شركة الوجوه" بما‬
‫يأخذان بوجوههما من الناس و"شركة البدان" بأن يشتركا بما يكتسبان‬
‫بأبدانهما من المباحات من حشيش ونحوه‪ ،‬وما يتقبلنه من العمال‪،‬‬
‫و"شركة المفاوضة" وهى الجامعة لجمع ذلك‪ ،‬وكلها جائزة‪.‬‬
‫ويفسدها إذا دخلها الظلم والغرر لحدهما‪ ،‬كأن يكون لحدهما ربح وقت معين‬
‫ت آخر‪ ،‬او ربح إحدى السلعتين و إحدى السفرتين‪ ،‬وما يشبه‬
‫وللخر ربح وق ٍ‬
‫ذلك‪ ،‬كما يفسد ذلك المساقاة والمزارعة‪ ،‬وقال رافع بن خديج‪" :‬كان الناس‬
‫يؤجرون على عهد رساول الله صلى الله عليه وسالم‪ ،‬ما على الماذيانات )‪(2‬‬
‫وأقبال الجداول )‪ (3‬وأشياء من الزرع‪ ،‬فيهلك هذا ويسلم هذا ويهلك هذا‪،‬‬
‫ولم يكن للناس كراء إل هذا‪ ،‬فلذلك زجر عنه‪ ،‬فأما شئ معلوما مضمون‪ :‬فل‬
‫بأس به )‪.(4‬‬
‫لحديث رواه أبو داود )‪ ،(3383‬والدارقطنى )‪ ،(3/35‬والحاكم )‪ ،(2322‬والبيهقى )‪ ،(6/78‬والخطيب‬ ‫‪.1‬‬
‫فى تاريخ بغداد )‪ ،(4/316‬والمزى فى تهذيب الكمال )‪ (10/401‬والحديث ضعيف‪.‬‬
‫كلمة أعجمية معناها ما ينبت حول مسيل الماء والسواقى‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أقبال الجداول‪ :‬أى رؤوس الجداول وأوائلها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(1547‬‬ ‫‪.4‬‬
‫و"عامل النبى صلى الله عليه وسالم أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر‬
‫او زرع" متفق عليه )‪.(1‬‬
‫فالمساقاة على الشجر‪ :‬بأن يدفعها للعامل ويقوما عليها بجزء مشاع معلوما‬
‫من الثمرة والمزارعة‪.‬‬
‫والمزارعة‪ :‬بأن يدفع الرض لمن يزرعها بجزء مشاع معلوما من الزرع‪.‬‬
‫وعلى كل منا ما جرت العادة به‪ ،‬والشرط الذى ل جهالة فيه‪ ،‬ولو دفع دابته‬
‫الى آخر عليها وما حصل بينهما جاز‪.‬‬

‫باب إحياء الموات‪:‬‬


‫وهى الرض الدائرة التى ل يعلم لها مالك‪ ،‬فما احياها بحائط او حفر بئر او‬
‫إجراء ماء اليها او منع ما ل تزرع معه ملكها بجميع ما فيها إل المعادن‬
‫الظاهرة لحديث ابن عمر "من أحيا أرضا ً ليست لحد فهو أحق بها"‪.(2) .‬‬
‫وإذا تحجر مواتا ً بأن أدار حولها أحجارا ً او حفر بئرا ً لم يصل الى مائها او‬
‫أقطع ارضا ً فهو أحق بها‪ ،‬ول يملكها حتى يحييها بما تقدما‪.‬‬

‫باب الجعلة والجارة‪:‬‬


‫وهما جعل مال معلوما لمن يعمل لع عمل معلومًا‪ ،‬او مجهول ً فى الجعالة‬
‫ومعلوما ً فى الجارة‪ ،‬او على منفعة الذمة‪.‬‬
‫فمن فعل ما جعل عليه فيهما اساتحق العوض وإل فل‪ ،‬إل إذا تعذر العمل فى‬
‫الجارة فانه يسقط العوض‪ ،‬وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال‪ :‬قال صلى‬
‫الله عليه وسالم‪" :‬قال الله تعالى‪ :‬ثلثة أنا خصمهم يوما القيامة‪ ،‬رجل أعطى‬
‫م غدر‪ ،‬ورجل باع حرا ً فأكل ثمنه‪ ،‬ورجل اساتأجر أجيرا ً فاساتوفى منه‬‫بى ث ّ‬
‫ولم يعطه أجره" رواه مسلم )‪.(3‬‬
‫والجعالة أوساع من الجارة‪ ،‬لنها تجوز على أعمال القرب‪ ،‬لن العمل فيها‬
‫يكون معلوما ً مجهولًُ‪ ،‬ولنها عقد جائز بخلف الجارة‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2203‬ومسلم )‪.(1551‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪.(2210‬‬
‫لعله سابق فلم وإل فهذا الحديث من أفراد البخارى )‪.(2150) ،(2114‬‬

‫وتجوز إجارة العين المؤجرة على من يقوما مقامه ل بأكثر ضررا ً منه‪ ،‬ول‬
‫ضمان فيهما بدون تعد ول تفريط‪ ،‬وفى الحديث‪" :‬أعطوا الجير أجره قبل‬
‫أن يجف عرقه" رواه ابن ماجه )‪.(1‬‬
‫باب اللقطة‪:‬‬
‫وهى على ثلثة أضرب‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬ما تقل قيمته‪ ،‬كالسوط والرغيف ونحوهما‪ ،‬فيملك بل تعريف‪.‬‬
‫والثانى‪ :‬الضوال التى تمتنع من صغار السباع كالبل‪ ،‬فل تملك باللتقاط‬
‫مطلقًا‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬ما ساوى ذلك‪ ،‬فيجوز التقاطه‪ ،‬ويملكه إذا عرفه سانة كاملة‪،‬‬
‫وعن زيد بن خالد الجهنى قال‪" :‬جاء رجل الى النبى صلى الله عليه‬
‫م عرفها‬ ‫وسالم فسأله عن اللقطة؟ فقال‪ :‬أعرف عفاصها ووكاءها ) ‪ (2‬ث ّ‬
‫سانة‪ ،‬فإن جاء صاحبها وإل فشانك به‪ ،‬قال‪ :‬فضالة الغنم؟ قال‪ :‬هى لك‬
‫أو لخيك‪ ،‬او للذئب‪ ،‬قال فضالة‪ :‬البل؟ قال‪ :‬مالك ولها؟ معها ساقاؤها‬
‫وحداؤها‪ ،‬ترد الماء‪ ،‬وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها" متفق عليه ) ‪،(3‬‬
‫والتقاط القيط والقياما به فرض كفاية‪ ،‬فإذا تعذر بيت المال فعلى من‬
‫علم بحاله‪.‬‬
‫باب المسابقة والمغالبة‪:‬‬
‫وهى ثلثة أنواع‪ :‬نوع يجوز بعوض وغيره‪ ،‬وهى مسابقة الخيل والبل‬
‫والسهاما‪.‬‬
‫ونوع يجوز بل عوض‪ ،‬ول يجوز بعوض وهى جميع المغالبات بغير الثلثة‬
‫المذكورة وبغير النرد والشطرنج ونحوهما‪ ،‬فتحرما مطلقًا‪ ،‬وهو النوع‬
‫الثالث لحديث‪" :‬ل سابق إل فى خف او حافر او نصل" رواه الثلثة ) ‪.(4‬‬
‫وأما ما ساواها ‪ :‬فإنها داخلة فى القمار والميسر‪.‬‬
‫الحديث رواه ابن ماجه )‪ ،(2443‬والطبرانى فى الصغير ) ‪ ،(34‬وأبو نعيم فى الحلية ) ‪(7/142‬‬ ‫‪.1‬‬
‫والبيهقى فى ساننه )‪ ،(121 ،6/120‬والقضاعى فى مسنده الشهاب ) ‪ ،(744‬والحديث صحيح‬
‫لطرقه‪.‬‬
‫العفاص هو الوعاء الذى تكون فيه اللقطه والوكاء‪ :‬هو الخيط الذى تشد به الصرة والكيس‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ (2296 ،2243‬ومسلم ) ‪.(1722‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه أبو داود ) ‪ ،(2574‬والترمزى ) ‪ (1700‬والنسائى فى الكبرى )‪ ،(4430 ،4426‬وفى‬ ‫‪.4‬‬
‫المجتبى )‪ ،(227 ،6/226‬وابن ماجه )‪ ،(2878‬وأحمد ) ‪474 ،424 ،385 ،358 ،258 ،2/256‬‬
‫(‪ ،‬والشافعى فى مسنده )‪ ،(350 – 349‬وابن أبى شيبة فى مصنفه ) ‪ ،(33562‬والطبرانى فى‬
‫الكبير )‪ ،(10764‬وفى الوساط )‪ ،(2168‬وفى الصغير ) ‪ ،(50‬ومسند على بن الجعد )‪،2759‬‬
‫‪ ،(2760‬والبخارى فى تاريخه )‪ ،(8/83) (5/83 ) (4/277‬وابن حبان )‪ ،(4690 ،4689‬والبغوى‬
‫فى شرحا السنة ) ‪ ،(2653‬والبيهقى فى ساننه )‪ ،(10/16‬وابن عبد البر فى التمهيد ) ‪،(14/93‬‬
‫والعقيلى فى الضعفاء ) ‪ ،(3/461‬وابن عدى فى الكامل )‪ ،(7/36) (6/224) (5/319‬والطحاوى‬
‫فى مشكل الثار )‪ ،(2/363‬والخطيب فى موضع أوهاما الجمع والتفريق )‪ ،(398 ،254‬والحديث‬
‫حسن بإذن الله‪.‬‬
‫لحديث رواه البخارى )‪ ،(1019‬ومسلم )‪.(1610‬‬ ‫‪.5‬‬

‫باب الغضب‪:‬‬
‫وهو الساتيلء على مال الغير بغير حق‪ ،‬وهو محرما لحديث‪" :‬من اقتطع‬
‫شبرا ً من الرض ظلما ً طوقه الله به يوما القيامة من سابع ارضين" متفق‬
‫عليه ) ‪ ،(1‬وعليه رده لساحبه ولو غرما أضعافه‪ ،‬وعليه نفقته وأجرته مدة‬
‫مقامه بيده‪ ،‬وضمانه إذا تلف مطلقًا‪ ،‬وزيادته لربه‪ ،‬وإن كانت أرضا ً‬
‫فغرس او بنى فيها‪ :‬فلربه قلعه‪ ،‬لحديث "ليس لعرق ظالم حق" ) ‪.(2‬‬
‫ومن انتقلت اليه العين من الغاصب‪ ،‬وهو عالم فحكمه حكم الغاصب‪.‬‬
‫باب العارية والوديعة‪:‬‬
‫وهى إباحة المنافع‪ :‬وهى مستحبة فى المعروف قاتل صلى الله عليه‬
‫وسالم‪" :‬كل معروف صدقة" ) ‪.(3‬‬
‫وإن شرط ضمانها ضمنها‪ ،‬وان تعدى أو فرط فيها ضمنها‪ ،‬وإل فل‪ ،‬ومن‬
‫أودع وديعة فعليه حفظها فى حرز مثلها‪ ،‬ول ينتفع بها بغير إذن ربها‪.‬‬
‫باب الشفعة‪:‬‬
‫وهى‪ :‬اساتحقاق النسان انتزاع حصة شركه من يد من انتقلت اليه‪ ،‬ببيع‬
‫ونحوه‪ ،‬وهى خاصة فى العقار الذى لم يقسم لحديث جابر رضى الله‬
‫عنه‪" :‬قضى النبى صلى الله عليه وسالم بالشفعة فى كل ما لم يقسم‪،‬‬
‫فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فل شفعة" ) ‪ ،(4‬ول يحل التحيل‬
‫لساقاطها‪ ،‬فإن لم تحيل لم تسقط لحديث " إنما العمال بالنيات" ) ‪(5‬‬
‫‪ .1‬لحديث رواه البخارى )‪ ،(1019‬ومسلم )‪.(1610‬‬
‫‪ .2‬الحديث ورد عن عدة من الصحابة رواه أبو داود )‪ ،(3073‬والترمزى )‪ ،(1378‬والنسائى فى‬
‫الكبرى )‪ ،(5761‬وأحمد )‪ ،(5/326‬والشافعى )‪ ،(382 ،224‬ومالك )‪ ،(1424‬فى الطيالسى )‬
‫‪ ،(1440‬والطبرانى فى الكبير )‪ ،(14 ،17/13‬والوساط )‪ ،(7267 ،601‬والدارقطنى )‪) (3/35‬‬
‫‪ ،(4/217‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‪ ،(4/118) (3/268‬وأبو يعلى )‪ (957‬والبزار )‬
‫‪ ،(3393 ،1256‬وابن عدى فى الكامل )‪ (6/58) (3/231‬والبيهقى فى السنن )‪،142 ،6/99‬‬
‫‪ ،(147‬وابن قانع فى معجم الصحابه )‪ ،(726‬وابن عبد البر فى التمهيد )‪ ،(22/384‬والضياء فى‬
‫المختارة )‪ (3/298‬والحديث بعض طرقه ضعيفة وبعضه أعل بالرساال‪ ،‬والحديث كما قال ابن‬
‫عبد البر فى التمهيد )‪) :(22/284‬متلقى بالقبول عند فقهاء المصار وغيرهم(‪ ،‬والحديث له‬
‫طرق تصححه والله أعلم‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(5675‬ومسلم )‪.(1005‬‬
‫‪ .4‬الحديث رواه البخارى )‪.(2363‬‬
‫‪ .5‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(1‬ومسلم )‪.(1907‬‬

‫باب الوقف‪:‬‬
‫وهو تحبيس الصل وتسبيل المنافع‪ ،‬وهو من أفضل القرب وأنفعها إذا‬
‫كان على جهة بر‪ ،‬وسالم من الظلم لحديث "إذا مات العبد انقطع عمله‬
‫إل من ثلث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له" رواه‬
‫مسلم ) ‪.(1‬‬
‫وعن ابن عمر قال"" أصاب عمر أرضا ً بخيبر‪ ،‬فأتى النبى صلى الله عليه‬
‫وسالم ساتأمره فيها‪ ،‬فقال يا رساول الله‪ ،‬إنى أصبت أرضا ً بخيبر لم أصب‬
‫مال ً قط هو أنفس عندى منه‪ ،‬قال ان شئت حبست أصلها وتصدقت بها‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فتصدق بها عمر‪ ،‬غير أنه ل يباع أصلها ول يورث ول يوهب‪ ،‬فتصدق‬
‫بها فى الفقراء‪ ،‬وفى القربى‪ ،‬وفى الرقاب وفى سابيل الله وابن‬
‫السبيل‪ ،‬والضيف‪.‬‬
‫لجناحا على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم صديقًا‪ ،‬غير متمول ملً"‬
‫متفق عليه )‪.(2‬‬
‫وأفضله‪ :‬أنفعه للمسلمين‪ ،‬وينعقد بالقول الدال على الوقف‪.‬‬
‫ويرجع فى مصاف الوقف وشروطه الى شرط الوقف حيث وافق‬
‫الشرع‪ ،‬ول يباع إل أن تتعطل منافعه‪ ،‬فيباع ويجعل فى مثله او بعض‬
‫مثله‪.‬‬
‫باب الهبة والعطية والوصية‪:‬‬
‫وهى من عقود التبرعات‪.‬‬
‫فالهبة ‪ :‬التبرع بالمال فى حالة الحياة والصحة‪.‬‬
‫والعطية ‪ :‬التبرع به فى مرض موته المخوف‪.‬‬
‫والوصية ‪ :‬التبرع بعد الوفاة‪.‬‬
‫فالجميع داخل فى البر والحسان‪.‬‬
‫فالهبة‪ :‬من رأس المال‪ ،‬والعطية والوصية‪ :‬من الثلث فاقل لغير وارث‪،‬‬
‫فإن زاد على الثلث‪ ،‬أو كان لوارث‪ :‬توقف على إجازة الورثة الراشدين‪.‬‬
‫وكلها يجب فيها العدل بين أولده‪ ،‬لحديث‪" :‬اتقوا الله واعدلوا بين‬
‫أولدكم" متفق عليه )‪.(3‬‬
‫م يعود‬
‫وبعدتقبيص الهبة ليحل الرجوع فيها لحديث "العائد فى هبته كالكلب يقئ ث ّ‬
‫فى قيه" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫مسلم ) ‪.(1631‬‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬ ‫‪.1‬‬
‫البخارى ) ‪ ،(2586‬ومسلم ) ‪.(1623‬‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬ ‫‪.2‬‬
‫البخارى ) ‪ ،(2447‬ومسلم ) ‪.(1623‬‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬ ‫‪.3‬‬
‫البخارى ) ‪ ،(6574 ،2841 ،2478 ،2449‬ومسلم ) ‪.(1622‬‬ ‫رواه‬ ‫الحديث‬ ‫‪.4‬‬

‫م يرجع‬‫وفى الحديث الخر‪" :‬ل يحل لرجل مسلم أن يعطى العطية ث ّ‬


‫فيها‪ ،‬إل الوالد فيما يعطى ولده" رواه أهل السنن ) ‪.(1‬‬
‫و "كان النبى صلى الله عليه وسالم يقبل الهدية ويثيب عليها" ) ‪.(2‬‬
‫وللب أن يتمتك من مال ولده ما شاء ما لم يضره‪ ،‬او يعطيه لولد آخر أو‬
‫ان يكون بمرض موت أحدهما‪ ،‬لحديث‪" :‬أنت ومالك لبيك" ) ‪.(3‬‬
‫وعن ابن عمر مرفوع ًا‪" :‬ما حق امرئ مسلم له شئ يريد ان يوصى فيه‬
‫يبيت ليلتين إل ووصيته مكتوبة عنه" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫وفى الحديث‪" :‬ان الله قد أعطى كل ذى حق حقه فل وصية لوارث" ) ‪(5‬‬
‫رواه أهل السنن‪ ،‬وفى لفظ‪" :‬إل أن يشاء الورثة" ) ‪.(6‬‬
‫وينبغى لمن ليس عنده شئ يحصل منه إغناء ورثته أن ل يوصى‪.‬‬
‫بل يدع التركة كلها لورثته‪ ،‬كما قال النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬إنك‬
‫إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس" متفق عليه‬
‫) ‪.(7‬‬
‫والخير مطلوب فى جميع الحوال‪.‬‬
‫الحديث رواه أبو داود ) ‪ ،(3539‬والترمزى )‪ ،(2132‬والنسائى )‪ ،(6/265‬وابن ماجه )‪،(2377‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وأحمد )‪ ،(2/27‬والطبرانى فى الكبير ) ‪ ،(13462‬وأبو يعلى )‪ ،(2717‬والبيهقى فى ساننه )‬
‫‪ ،(6/179‬والحاكم ) ‪ ،(2298‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪.(2445‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه ابو داود ) ‪ ،(3530‬وابن ماجه )‪ ،(2291‬وأحمد )‪،22700 ،214 ،204 ،2/179‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ،(36217‬وابن الجارود فى المنتقى )‪ ،(995‬والطبرانى فى الكبير ) ‪ ،(10019 ،6961‬وفى‬
‫الوساط ) ‪ (7088 ،6728 ،6570 ،3534 ،806 ،57‬وفى الصغير )‪ ،(947 ،2‬وفى مسند‬
‫الشاميين )‪ (379‬والساماعيلى فى معجمه )‪ ،(408‬وخيثمة الطرابلسى فى حديثه ) ‪،(71 ،70‬‬
‫وابن حبان فى صحيحه ) ‪ ،(4262 ،410‬وفى الثقات )‪ ،(8/286‬وأبو يعلى )‪ ،(5731‬والبزار )‬
‫‪ ،(295‬وأبو نعيم فى الحلية )‪ ،(8/286‬والبيهقى فى السنن )‪ (481 ،7/480‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2587‬ومسلم ) ‪.(1627‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الحديث رواه أبو داود ) ‪ ،(3565 ،2870‬والترمزى )‪ ،(2120‬والنسائى فى الكبرى )‪،(6468‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وابن ماجه ) ‪ ،(2713 ،2712‬وأحمد )‪ ،(5/267‬وعبد الرزاق فى مصنفة )‪ ،(77277‬وابن ابى‬
‫شيبة ) ‪ ،(30716‬والطيالسى )‪ ،(1127‬وساعيد بن منصور فى ساننه )‪ ،(427‬والطبرانى فى‬
‫مسند الشاميين )‪ ،(541‬وأبو يعلى )‪ ،(1508‬والدارقطنى )‪ ،(4/70 ) (3/40‬وابن عدى فى‬
‫الكامل )‪ ،(1/294‬وابن عبد البر فى التمهيد )‪ ،(24/439 ) (14/299) (1/230‬والبيهقى فى‬
‫السنن )‪ (6/212‬والرافعى فى أخبار قزوين ) ‪ ،(3/1251‬والضياء فى المختارة ) ‪(6/150‬‬
‫والحديث الصحيح‪.‬‬
‫هذه الزيادات زيدت بأساانيد ضعيفة ذكرها أبو داود فى المراسايل ) ‪ ،(349‬والدارقطنى ) ‪،4/97‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ،(152 ،98‬والبيهقى فى السنن )‪.(273 ،6/272‬‬
‫‪ .7‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(6352 ،6012 ،5344 ،4147 ،1233‬ومسلم )‪.(16289‬‬

‫كتاب المواريث‬
‫وهى العلم بقسمة التركة بين مستحقيها‪ ،‬والصل فيها قوله تعالى فى‬
‫صورة النساء "يوصيكم الله فى أولدكم للذكر مثل حظ النثيين" الى‬
‫قوله تعالى‪" :‬تلك حدود الله" ]النساء ‪.[16 – 11‬‬
‫وقوله فى أخر السورة‪" :‬يستفتونك فى النساء قل الله يفتيكم فى‬
‫الكللة" الى آخرها‪.‬‬
‫ومع حديث ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسالم‬
‫قال‪" :‬الحقوا الفرائض بأهلها‪ ،‬فما بقى فلولى رجل ذكر" متفق عليه )‬
‫‪.(1‬‬
‫وقد اشتملت اليات الكريمة – مع حديث ابن عباس – على جل أحكاما‬
‫المواريث وذكرها مفصلة بشروطها‪.‬‬
‫فجعل الله الذكور والناث من أولد الصلب وأولد البن ومن الخوة‬
‫الشقاء‪ .‬أو لغير أما اذا اجتمعوا يقتسمون المال‪ ،‬وما أبقت الفروض‪:‬‬
‫للذكر مثل النثيين‪ ،‬وإن الذكور من المذكورين يأخذون المال أو ما ابقت‬
‫الفروض وأن الواحدة من البنات لها النصف‪.‬‬
‫والثنين فأكثر لهما الثلثان‪.‬‬
‫وإذا كانت بنت وبنت ابن فللبنت النصف ولبنت البن السدس تكملة‬
‫الثلثين‪ .‬وكذلك الخوات الشقيقات واللتى للب فى الكللة إذا لم يكن‬
‫ولد ول والد‪.‬‬
‫وأنه إذا اساتغرقت البنات الثلثين ساقط من دونهن من بنات البن‪ ،‬وإذا‬
‫لم يعصبهن ذكر بدرجتهن أو انزل منهن‪.‬‬
‫وكذلك الشقيقات يسقطن الخوات للب إذا لم يعصبهن أخوهن‪.‬‬
‫وأن الخوة من الما والخوات ‪ :‬للواحد منهم السدس‪ ،‬وللثنين فأكثر‬
‫الثلث‪ ،‬يسوى بين ذكرهم وأنثاهم‪.‬‬
‫وأنهم ل يرثون مع الفروع مطلقًا‪ ،‬ول مع الصول الذكور‪.‬‬
‫وأن الزوج له النصف مع عدما أولد الزوجة‪ ،‬والربع مع وجودهم‪.‬‬
‫وأن الزوجة فأكثر لها الربع مع عدما أولد الزوج والثمن مع وجودهم‪.‬‬
‫وأن الما لها السدس مع أحد من ألولد‪ ،‬أو اثنين فأكثر من الخوة أو‬
‫الخوات‪ ،‬والثلث مع عدما ذلك‪ ،‬وأن لها ثلث الباقى فى زوج وأبوين أو‬
‫زوجة وأبوين‪ ،‬وقد "جعل البنى صلى‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(6356‬مسلم )‪.(1615‬‬

‫الله عليه وسالم للجدة السدس إذا لم يكن دونها أما" رواه أبو داود‬
‫والنسائى ) ‪.(1‬‬
‫وأن للب السدس ليزيد عليه مع الولد الذكور وله السدس مع الناث‪.‬‬
‫فإن بقى بعد فرضهن شئ أخذه تعصيبا ً مع عدما الولد مطلقًا‪.‬‬
‫وكذلك جميع الذكور غير الزوج والخ من الما عصبات وهم الخوة‬
‫الشقاء والب وأبناؤهم‪ ،‬والعماما والشقاء او لب وأبناؤهم وأعماما‬
‫الميت وأعماما أبيه وجده‪ ،‬وكذلك البنون وبنوهم‪.‬‬
‫وحكم الغاصب‪ :‬أن يأخذ المال كله إذا انفرد‪ ،‬وإن كان معه صاحب فرض‬
‫أخذ الباقى بعده‪.‬‬
‫وإذا اساتغرقت الفروض التركه لم يبق للغاصب شئ‪ ،‬ول يمكن أن‬
‫تستغرق مع ابن الصلب ول مع الب‪.‬‬
‫وإن وجد عاصبان فأكثر فجهات العصوبة على الترتيب التالى‪:‬‬
‫م الولء وهو المعتق‪،‬‬ ‫م أعمامه وينوهم‪ ،‬ث ّ‬‫بنوه‪ ،‬ثم أبوه‪ ،‬وبنوهم‪ ،‬ث ّ‬
‫وعصباته المتعصبون بأنفسهم‪ ،‬فيقدما منهم القرب جهة‪ ،‬فإذا كانوا فى‬
‫جهة واحدة قدما القرب منزلة‪ ،‬فإن كانوا فى المنزلة ساواء قدما القوى‬
‫منهم وهو الشقيق على الذى للب‪.‬‬
‫وكل عاصب غير البناء والخوة ل ترث أخته معه شيئًا‪.‬‬
‫وإذا اجتمعت فروض تزيد عن المسالة بحيث يسقط بعضهم بعضا‪ ،‬عالت‬
‫بقدر فروضهم‪.‬‬
‫فإذا كان زوج وأما وأخت لغير أما‪ ،‬فأصلها ساتة وتعول لثمانية‪.‬‬
‫فإن كان معهم أخ لما فكذلك‪ ،‬فإن كانوا اثنين عالت لتسعة‪.‬‬
‫فإذا كان الخوات لغير أما اثنين عالت الى عشرة‪ ،‬فإن كان بنتان ولم‬
‫زوج عالت مع اثنتى عشر الى ثلثة عشر‪ ،‬فإن كان معهم أب عالت الى‬
‫خمسة عشر‪.‬‬
‫فإن كان بدل الزوج زوجة فأصلها مع اربع وعشرين وتعول الى سابع‬
‫وعشرين‪.‬‬
‫وإن كانت الفروض اقل من المسالة‪ ،‬ولم يكن معهم عاصب‪ :‬رد الفاضل‬
‫على كل ذى فرض بقدر فرضه‪.‬‬
‫فإن عدما أصحاب الفروض والعصبات ورث ذوو الرحاما وهم ساوى‬
‫المذكورين‪ ،‬وينزلون منزلة من أدلوا به‪.‬‬
‫الحديث رواه ابو داود )‪ ،(2895‬والنسائى فى الكبرى )‪ ،(6338‬وابن ابى شيبة )‪ ،(31273‬وابن الجار‬
‫ود فى المنتقى )‪ ،(960‬والدارقطنى فى ساننه )‪ ،(4/91‬والرويانى فى مسنده )‪ ،(61‬والبيهقى فى‬
‫ساننه )‪ ،(6/226‬وفى سانده رجل مختلف فيه‪ ،‬وقوى إساناده ابن حجر فى بلوغ المراما‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ومن ل وراث له فماله لبيت المال يصرف فى المصالح العامة والخاصة‪.‬‬


‫وإذا مات النسان تعلق بتركته أربعة حقوق مرتبة‪.‬‬
‫أولها مؤنه التجهيز‪.‬‬
‫م الديون الموثقة والمرسالة من رأس المال‪.‬‬ ‫ث ّ‬
‫م إذا كان له وصية تنفذ من ثلثه للجنبى‪.‬‬ ‫ث ّ‬
‫م الباقى للورثة المذكورين‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫ث ّ‬
‫وأساباب الرث ثلثة‪ :‬النسب والنكاحا الصحيح والولء‪.‬‬
‫وموانعه ثلثة‪ :‬القتل والرق واختلف الدين‪.‬‬
‫وإذا كان بعض الورثة حملً‪ ،‬أو مفقودا ً او نحوه‪ :‬علمت بالحتياط‪ ،‬ووقفت له‪،‬‬
‫إن طلب الورثة قسمة التركة عملت بما ل يحصل به الحتياط على حسب ما‬
‫قرره الفقهاء رحمهم الله تعالى‪.‬‬
‫باب العتق‪:‬‬
‫وهو تحرير الرقبة وتخليصها من الرق‪ ،‬وهو افضل العبادات‪.‬‬
‫لحديث‪" :‬أيما أمرى مسلم أعتق إمراءا ً مسلما ً اساتنفذ الله بكل عضو‬
‫منعه عضوا ً من النار" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫وسائل رساول الله صلى الله عليه وسالم‪" :‬أي الرقاب أفضل؟ قال‪:‬‬
‫أغلها ثمنًا‪ ،‬وأنفسها عند أهلها" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫ويحصل العتق بالقول‪ :‬وهو لفظ "العتق" وما فى معناه‪.‬‬
‫وبالملك‪ ،‬فمن ملك ذا رحم محرما من النسب عتق عليه‪.‬‬
‫وبالتمثيل بعبده بقطع عضو من اعضائه او تحريقه‪.‬‬
‫وبالسراية لحديث‪" :‬من أعتق شركا ً له فى عبد‪ ،‬فكان له مال يبلغ ثمن‬
‫العبد‪ :‬قوما عليه قيمة عدل‪ ،‬فأعطى شركاه حصصهم وعتق عليه العبد وإل‬
‫فقد عتق عليه ما عتق" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫وفى لفظ‪" :‬والقوما عليه واساتسعى غير مشقوق" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫فإن علق عتقه بموته إذا خرج من الثلث‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2381‬ومسلم )‪.(1509‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2382‬ومسلم )‪.(84‬‬
‫الحديث أخرجه البخارى )‪ ،(2386‬ومسلم )‪.(1501‬‬
‫الحديث أخرجه البخارى )‪ ،(2370 ،2360‬ومسلم )‪.(1503‬‬

‫فإن علق عتقه بموته فهو المدبر‪ ،‬يعتق بموته إذا خرج من الثلث‪.‬‬
‫فعن جابر‪" :‬أن رجل ً من النصار أعتق غلما ً له عن دبر لم يكن له مال ً‬
‫غيره فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسالم‪ ،‬فقل‪" :‬من يشتريه منى؟‬
‫فاشتراه نعيم بن عبد اللهب ثمانمائة درهم‪ ،‬وكان عليه دين فأعطاه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬أقض دينك" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫باب الكتابة‪:‬‬
‫والكتابة‪ :‬أن يشترى الرقيق نفسه من سايده بثمن مؤجل بأجلين فأكثر‪،‬‬
‫قال تعالى‪) :‬فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا( ]النور ‪ ،[33‬يعنى صلحا ً‬
‫فى دينهم وكسبًا‪.‬‬
‫فان خيف منه الفساد بعتقه او كتابته‪ ،‬واو ليس له كسب‪ ،‬فل يشرع‬
‫عتقه ول كتابته‪.‬‬
‫ول يعتق المكاتب إل بالداء‪ ،‬لحديث‪" :‬المكاتب عبد ما بقى عليه من‬
‫كتابته درهم" رواه أبو داود ) ‪.(2‬‬
‫وعن ابن عباس مرفوعًا‪ ،‬وعن عمر موقوف ًا‪" :‬أيما أمة ولدت من سايدها‬
‫فهى حرة بعد موته" أخرجه ابن ماجه‪ ،‬والراجح الموقوف على عمر‬
‫رضى الله عنه‪ ،‬والله أعلم ) ‪.(3‬‬
‫‪ .1‬الحديث أخره البخارى )‪ ،(2370 ،2034‬ومسلم )‪ (997 ،995‬واللفظ لمسلم‪.‬‬
‫‪ .2‬والحديث رواه أبو داود )‪ ،(3907‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‪ ،(3/111‬والطبرانى فى‬
‫مسند الشاميين )‪ ،(1386‬والحديث حسن بإذن الله‪.‬‬
‫‪ .3‬المرفوع رواه ابن اجه )‪ ،(2515‬وأحمد )‪ ،(1/317‬وابن ساعد فى الطبقات )‪،(8/215‬‬
‫والدارقطنى )‪ ،(4/132‬والطبرانى فى الكبير )‪ ،(11519‬والحاكم )‪ ،(2191‬وسانده ضعيف‪،‬‬
‫وروى موقوفا ً على عمر بن الخطاب رواه مالك فى الموطأ )‪ ،(1466‬والدارقطنى )‪،(4/134‬‬
‫والبيهقى فى السنن )‪ ،(10/342‬وهو الصح كما قال السعدى رحمه الله‪.‬‬

‫كتاب النكاحا‬
‫وهو من سانن المرسالين‪ ،‬وفى الحديث‪" :‬يا معشر الشباب من اساتطاع‬
‫منكم الباءة فليتزوج‪ ،‬فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج‪ ،‬ولم يستطع‬
‫فعليه بالصوما فإنه له وجاء" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسالم‪" :‬تنكح المرأة لرع‪ ،‬لمالها وحسبها وجمالها‬
‫ودينها‪ ،‬فأظفر بذات الدين تربيت يمينك" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫وينبغى أن يتخير صاحبة الدين والحسب ) ‪ (3‬والودود الولود الحسبة‪.‬‬
‫وإذا وقع فى قلبه خطبة امرأة فله أن ينظر منها ما يدعوه الى نكاحها‪.‬‬
‫ول يحل للرجل ان يخطب على خطبة أخيه المسلم‪ ،‬حتى يأذن او يترك‪.‬‬
‫و ل يجوز التصريح بخطبة المعتدة مطلقا‪.‬‬
‫ويجوز التعريض فى خطبة البائن بموت او غيره‪ ،‬لقوله تعالى )ول جناحا‬
‫عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء( ]البقرة ‪.[235‬‬
‫وينبغى ان يخطب فى عقد النكاحا بخطبة ابن مسعود قال‪" :‬علمنا‬
‫رساول الله صلى الله عليه وسالم التشهد فى الحاجة‪ :‬إن الحمد لله‬
‫نحمده ونستعينه ونستهديه ) ‪ (4‬ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا‬
‫وسايئات أعمالنا‪ ،‬من يهدى الله فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له‪،‬‬
‫وأشهد أن محمدا ً عبده ورساوله" ويقرا ثلث آيات لرواية أصحاب السنن )‬
‫‪.(5‬‬
‫والثلث آيات ساردها بعضهم‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫قوله تعالى )يأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته و تموتن إل وأنتم‬
‫مسلمون ]آل عمران ‪[102‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(1806‬ومسلم )‪.(1400‬‬
‫‪ .2‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(4802‬ومسلم )‪.(1466‬‬
‫‪ .3‬لعلها النسب‪.‬‬
‫‪ .4‬ل يوجد فى الفاظ الحديث الذى فى خطبة الحاجة لفظة "نستهديه" وإنما وردت هذه اللفظة‬
‫فى حديث ابن عباس فى الخطيب الذى قال له رساول الله صلى الله عليه وسالم )بئس‬
‫الخطيب أنت(‪ ،‬والذى رواه الشافعى فى الما )‪ ،(1/202‬وفى إساناده مقال‪ ،‬ورأيت الحافظ‬
‫بن كثير ذكرها فى تفسيره )‪ (2/268‬فى تفسير الية )‪ (76‬فى ساورة العراف فى حديث ان‬
‫مسعود فهل وجد لها ابن كثير أصل‪ ،‬أما هو سابق قلم؟ والله أعلم‪.‬‬
‫‪ .5‬هذا حديث خطبة الحاجة المعروف الذى رواه أصحاب السنن والمسانيد وقد خرجه محدث‬
‫العصر ناصر رحمه الله فى رساالة مستقلة‪ ،‬رحم الله الشيخ ناصر وجزاه عن أمة السالما خير‬
‫الجزاء‪.‬‬

‫قوله تعالى )يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة‬
‫وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ً ونساء واتقوا الله الذى‬
‫تساءلون به والرحاما‪ ،‬إن الله كان عليكم رقيبا ]النساء ‪.[1‬‬
‫قوله تعالى‪) :‬يا أيها الذين أمنوا اتوقوا وقولوا قول ً ساديدا ً ) ‪ (70‬يصلح‬
‫لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورساوله فقد فاز فوزا ً‬
‫عظيما ) ‪] (71‬اليتين ‪.[71 – 70‬‬
‫ول يجب باليجاب ‪ :‬وهو اللفظ الصادر من الولى‪ ،‬كقوله ‪ :‬زوج أو‬
‫أنكحك‪.‬‬
‫والقبول‪ :‬هو اللفظ الصادر من الزوج او نائبه‪ ،‬كقوله‪ :‬قبلت هذا الزواج‪،‬‬
‫او قبلت‪ ،‬ونحوه‪.‬‬

‫باب شرط النكاح‪:‬‬


‫ول بد فيه من رضى الزوجين‪ ،‬إل الصغيرة فيجبرها أبوها‪ ،‬والمة ويجبرها‬
‫سايدها‪.‬‬
‫ول بدد فيه من الولى‪ ،‬وقال صلى الله عليه وسالم‪ " :‬ل نكاحا إل بولى"‬
‫حديث صحيح رواه الخمسة‪.‬‬
‫وأولى القرب فالقرب من عصباتها‪ ،‬وفى الحديث المتفق عليه‪ " :‬ل تنكح‬
‫اليم حتى تستأمر‬
‫‪ .1‬هذا الحديث مروى عن عدة من الصحابة وبألفاظ مختلفة فقد رواه أبو داود )‪،(2085‬‬
‫والترمزى )‪ ،(1108 ،1104 ،1101‬والنسائى فى الكبرى )‪ ،(5379‬وابن ماجه )‪،(1880‬‬
‫وأحمد )‪ ،(6/260) (418 ،413 ،4/394) (1/250‬والشافعى فى مسنده )‪ ،(291 ،220‬والدا‬
‫رمى )‪ ،(2183 ،2182‬وساعيد بن منصور فى ساننه )‪،(568 ،553 ،534 ،531 ،527‬‬
‫والطيالسى )‪ ،(1463 ،523‬وابن ابى شيبة )‪ ،(36118 ،15933‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‬
‫‪ ،(10473‬وابن الجار ود فى المنتقى )‪ ،(701‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‪،(9 ،3/8‬‬
‫والبزار )‪ ،(3116 ،3111 ،3108 ،3106‬وأبو يعلى )‪،4907 ،4906 ،4749 ،4692 ،2507‬‬
‫‪ ،(7227‬والساماعيلى فى معجم شيوخه )‪ (239‬وابن حبان )‪،4078 ،4077 ،4076 ،4075‬‬
‫‪ ،(4090 ،4083‬والدارقطنى فى ساننه )‪ ،(226 ،225 ،221 ،220 ،3/219‬والطبرانى فى‬
‫الكبير )‪ ،(18/142) (12483 ،11944 ،11298 ،8121‬وفى الوساط )‪،3475 ،681 ،521‬‬
‫‪ ،(9291 ،7900 ،6927 ،5564 ،5563 ،4491‬وابن شاهين فى ناساخ الحديث ومنسوخه )‬
‫‪ ،(506‬والحاكم )‪ ،(3523 ،2717 ،2714 ،2712 ،2711 ،2710‬والبيهقى فى ساننه )‪،7/56‬‬
‫‪ (10/148) (126 ،125 ،124 ،119 ،112 ،111 ،109 ،108 ،107‬والتمهيد لبن عبد البر )‬
‫‪ ،(19/88‬والبخارى فى تاريخه )‪ ،(199 ،8/71‬وابن عدى فى الكامل )‪،324 ،202 ،1/194‬‬
‫‪،199 ،4/134) (298 ،297 ،291 ،250 ،3/111) (360 ،94 ،77 ،2/26) (425 ،365‬‬
‫‪،7/107) (455 ،422 ،376 ،357 ،296 ،99 ،6/18) (322 ،5/140) (256 ،253 ،216‬‬
‫‪ ،(244 ،192 ،108‬والرويانى فى مسنده )‪ ،(1259 ،448 ،83‬وابن حبان فى المجروحين )‬
‫‪ ،(2/23) (1/119‬والعقيلى )‪ ،(3/294) ،(2/309‬والحديث صحيح ثابت‪.‬‬
‫ول تنكح البكر حتى تستأذن‪ ،‬قالوا يارساول الله‪ ،‬وكيف إذنها؟ قال أن‬
‫تسكت" ) ‪.(1‬‬
‫وقال النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬أعلنوا النكاحا" رواه أحمد ) ‪.(2‬‬
‫ومن إعلنه‪ :‬شهادة عدلين‪ ،‬وإشهاره وإظهاره‪ ،‬والضرب عليه بالدف‬
‫ونحوه‪.‬‬
‫وليس لولى المرأة تزويجها بغير كفء لها‪ ،‬فليس الفاجر كفوءا للعفيفة‬
‫والعرب بعضهم لبعض أكفاء‪.‬‬
‫فإن عدما وليها‪ ،‬او غاب غيبة طويلة‪ ،‬او امتنع من تزويجها كفؤا زوجها‬
‫الحاكم‪ ،‬كما فى الحديث‪ " :‬السلطان ولى من ل ولى له" ) ‪ ،(3‬وله‬
‫غيرها حتى يميزها باسامها او صفتها‪.‬‬
‫ول بد أيضا ً من عدما الموانع بأحد الزوجين‪ ،‬وهى المذكورات فى باب‬
‫المحرمات فى النكاحا‪.‬‬

‫باب المحرماات فى النكاح‪:‬‬


‫وهن قسمان‪:‬‬
‫محرمات الى البد‪.‬‬
‫ومحرمات الى أمد‪.‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(6569 ،4843‬ومسلم )‪.(1419‬‬
‫‪ .2‬الحديث أخرجه الترمزى )‪ ،(1089‬وابن ماجه )‪ ،(1895‬وأحمد )‪ ،(4/5‬وابن حبان )‪،(4066‬‬
‫والبزار )‪ ،(2214‬والطبرانى فى الوساط )‪ ،(5145‬والساماعيلى فى معجم شيوخه )‪،(271‬‬
‫وابن عدى فى الكامل )‪ ،(5/240) (3/6‬وأبو نعيم فى الحلية )‪ ،(8/328‬والحاكم فى مستدركه‬
‫)‪ ،(2748‬والبيهقى فى ساننه )‪ ،(290 ،7/288‬والضياء فى المختارة )‪ ،(9/306‬والحديث‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه أبو داود )‪ ،(2083‬والترمزى )‪ ،(1102‬وابن ماجه )‪ ،(1879‬وأحمد )‪،6/47‬‬
‫‪ ،(66،165‬وابن أبى شيبة )‪ ،(36117 ،15919‬وعبد الرزاق )‪ ،(10472‬والدرامى )‪،(2184‬‬
‫والحميدى )‪ ،(228‬وإساحاق بن راهويه )‪ ،(698‬والطيالسى )‪ ،(1463‬وابن الجارود فى‬
‫المنتقى )‪ ،(700‬والشافعى )‪ ،(275‬وابن عوانة )‪ ،(4259‬وابن حبان )‪ ،(4075‬والطبرانى فى‬
‫الكبير )‪ ،(11494‬والوساط )‪ ،(6352 ،3926‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‪ ،(3/7‬وأبو‬
‫يعلى )‪ ،(4837 ،4750‬وابن عدى فى الكامل )‪ ،(6/376) (5/25) (3/16‬والدارقطنى فى‬
‫ساننه )‪ ،(226 ،3/221‬والسهمى فى تاريخ جرجان )‪ ،(315‬والحاكم ة)‪،2709 ،2706‬‬
‫والبيهقى فى ساننه )‪ ،(10/148) (138 ،125 ،124 ،113 ،106 ،7/105‬وأبو نعيم فى الحلية‬
‫)‪ ،(6/88‬والخطيب فى الفصل للوصل المدرج )‪ ،(760 ،2/759‬والحديث صحيح‪.‬‬

‫فالمحرمات الى البد‪ :‬سابع من النسب‪ ،‬وهن‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المهات وإن علون‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫والبنات وإن نزلن‪ ،‬ولو من بنات البنت‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والخوات مطلقًا‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وبناتهن‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وبنات الخوة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫والعمات‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫والخالت له أو لحد أصوله‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ ‬وسابع من الرضاع نظير المذكورات‪:‬‬
‫‪ ‬وأربع من الصهر‪ ،‬وهن‪:‬‬
‫أمهات الزوجات‪ ،‬وإن علون‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وبناتهن وإن نزلن إذا كان قد دخل بهن‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وزوجات البناء‪ ،‬وإن نزلن من نسب او رضاع‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫والصل قوله تعالى‪) :‬حرمت عليكم أمهاتكم ‪ (....‬الى أخرها‪] ،‬النساء‬
‫‪.[24 -23‬‬
‫وقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬يحرما من الرضاع ما يحرما من الولدة‪ ،‬أو‬
‫من النسب" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫وقوله صلى الله عليه وسالم ‪ " :‬ل يجمع بين المرأة وعمتها‪ ،‬ول بين‬
‫المرأة وخالتها" متفق عليه متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫مع قوله تعالى‪" :‬وأن تجمعوا بين الختين( ]النساء ‪.[24- 23‬‬
‫ول يجوز للحر أن يجمع بين أكثر من أربع‪ ،‬ول للعبد أن يجمع بين أكثر من‬
‫زوجتين‪.‬‬
‫وأما ملك اليمين فله أن يطأ ما شاء‪.‬‬
‫وإذا أسالم الكافر وتحته أختان اختار إحداهما‪ ،‬او عنده أكثر من أربع‬
‫اختار أربعًا‪ ،‬وفارق البواقى‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(4518 ،2502‬ومسلم )‪.(1447 ،1445‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(4820‬ومسلم )‪.(1408‬‬

‫وتحرما المحرمة حتى تحل من إحرامها‪ ،‬والمعتدة من الغير حتى يبلغ‬


‫الكتاب أجله‪ ،‬والزانية على الزانى وغيره حتى تتوب‪.‬‬
‫وتحرما مطلقته ثلثا ً حتى تنكح زوجا ً غيره وتنقضى عدتها‪.‬‬
‫ويجوز الجمع بين الختين بالملك‪ ،‬ولكن إذا وطى إحداهما لم تحل له‬
‫الخرى حتى يحرما الموطوءة بإخراج عن ملكه او تزوج لها بعد‬
‫الساتبراء‪.‬‬
‫والرضاع الذى يحرما‪ :‬ما كان قبل الفطاما‪ ،‬وهو خمس رضعات فأكثر‪.‬‬
‫فيصير له الطفل وأولده أولدا ً للمرضعة وصاحب اللبن‪ ،‬وينتشر‬
‫التحريم من جهة المرضعة وصاحب اللبن كانتشار النسب‪.‬‬

‫باب شروط النكاح‪:‬‬


‫وهى ما يشترطه أحد الزوجين على الخر‪ ،‬وهى قسمان‪:‬‬
‫‪ – 1‬صحيح كاشتراط أن ل يتزوج عليها ول يتسرى‪ ،‬ول يخرجها من دارها‬
‫أو بلدها‪ ،‬أو زيادة مهرا ً او نفقة او نحو ذلك‪.‬‬
‫فهذا ونحوه كله داخل فى قوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬إن أحق‬
‫الشروط أن توفوا به‪ :‬ما اساتحللتم به الفروج" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫‪ – 2‬ومنها‪ :‬شروط فاسادة‪ ،‬كنكاحا المتعة والتحليل والشغار‪.‬‬
‫م حرمها‪ ،‬و "لعن‬ ‫ورخص النبى صلى الله عليه وسالم فى المتعة ث ّ‬
‫المحلل والمحلل له" ) ‪ ،(2‬ونهى عن نكاحا الشغار ) ‪ (3‬وهو ان يزوجه‬
‫موليته على أن يزوجه الخر موليته ول مهر بينهما وكلها أحاديث صحيحه‪.‬‬

‫باب العيوب فى النكاح‪:‬‬


‫إذا وجد أحد الزوجين بالخر عيبا ً لم يعلم به قبل العقد – كالجنون‬
‫والجذاما والبرص ونحوها – فله فسخ النكاحا‪.‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(4856 ،2572‬ومسلم )‪.(1418‬‬
‫‪ .2‬الحديث رواه أبو داود )‪ ،(2076‬والنسائى فى الكبرى )‪ ،(5535‬وفى المجتبى )‪ ،(6/149‬وابن‬
‫ماجه )‪ ،(1936 – 1934‬وأحمد )‪ ،(1/448‬وابن أبى شيبة )‪ ،(6190‬والدارمى )‪ ،(2258‬وابن‬
‫الجار ود فى المنتقى )‪ ،(684‬والطبرانى فى الكبير )‪ ،(17/299‬والبيهقى فى السنن )‪،7/207‬‬
‫‪ (208‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫‪ .3‬النهى عن الشغار ورد فى حديث متفق عليه‪.‬‬

‫وإذا وجدته عنين ًا‪ :‬أجل الى سانة‪ ،‬فإن مضت وهو على حاله فلها الفسخ‬
‫وأن عتقت كلها وزوجها رقيق خيرت بين المقاما معه وفراقه‪ ،‬لحديث‬
‫عائشة الطويل فى قصة عتق بريرة "خيرت بريرة حين عتقت على‬
‫زوجها" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫وإذا وقع الفسخ قبل الدخول فل مهر‪ ،‬وبعده يستقر‪ ،‬ويرجع الزوج على‬
‫من غره‪.‬‬

‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(2399‬ومسلم )‪.(1504‬‬


‫كتاب الصداق‬
‫ينبغى تخفيفه‪ ،‬وسائلت عائشة‪" :‬كم كان صداق النبى صلى الله عليه‬
‫وسالم؟ قالت كان صداقه لزواجه اثنتى عشرة أوقية ونشا‪ ،‬أتدرى ما‬
‫النش؟ قلتك ل‪ ،‬قالت‪ :‬نصف أوقية فتلك خمسمائة درهم" رواه مسلم )‬
‫‪.(1‬‬
‫و"أعتق صفية وجعل عتقها صداقها" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫وقال لرجل‪" :‬التمس ولو خاتما ً من حديد" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫فكل ما صح ثمنا ً وأجرة – وإن قل – صح صداقًا‪.‬‬
‫فإن تزوجها ولم يسم لها صداق ًا‪ :‬فلها ‪ :‬مهر المثل‪ ،‬فإن طلقها قبل‬
‫الدخول بها‪ ،‬فها المتعة على الموساع قدره لقوله تعالى )ل جناحا عليكم‬
‫إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على‬
‫الموساع قدره وعلى المقتر قدره( ]البقرة ‪.[236‬‬
‫ويتقرر الصداق كامل ً بالموت او الدخول‪.‬‬
‫ويتصنف بكل فرقة قبل الدخول من جهة الزوج‪ ،‬كطلق‪.‬‬
‫ويسقط بفرقة من قبلها او فسخه لعيبها‪.‬‬
‫وينبغى لمن طلق زوجته أن يمنعها بشئ يحصل به جبر خاطرها‪ :‬لقوله‬
‫تعالى‪) :‬وللمطلقات متاع بالمعروف حقا ً على المتقين( ]البقرة ‪.[214‬‬

‫باب عشرة الزوجين‪:‬‬


‫يلزما كل واحد من الزوجين معاشرة الخر بالمعروف‪.‬‬
‫من الصحبة الجميلة وكف الذى وأل تمطله حقه‪.‬‬
‫ويلزمها طاعته فى الساتمتاع‪ ،‬وعدما الخروج والسفر إل بإذنه والقياما‬
‫بالخبز والعجن والطبخ وغيرها‪.‬‬
‫وعليه نفقتها وكسوتها بالمعروف‪ ،‬قال تعالى‪) :‬وعاشروهن بالمعروف(‬
‫]النساء ‪ [19‬وفى الحديث "اساتوصوا بالنساء خيرا" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه فى مسلم )‪.(1426‬‬
‫‪ .2‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(3964‬ومسلم )‪.(1365‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ ،4842‬ومسلم )‪.(1425‬‬
‫‪.4‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(3153‬ومسلم )‪ (1468‬ولفظه‪" :‬اساتوصوا بالنساء" وفى الترمزى وغيره‬
‫لفظه )خيرًا(‪.‬‬

‫وقال صلى الله عليه وسالم‪ " :‬إذا دعا الرجل إمراته الى فراشه فأبت‬
‫أن تجئ لعنتها الملئكة حتى تصبح" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫وعليه أن يعدل بين زوجاته فى القسم والنفقة والكسوة ما يقدر عليه‬
‫من العدل‪.‬‬
‫وفى الحديث‪" :‬من كانت له امرأتان فمال الى إحداهما جاء يوما القيامة‬
‫وشقه مائل" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫وعن أنس‪" :‬من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقاما عندها‬
‫م قسم" متفق عليه )‬ ‫م قسم‪ ،‬وإذا تزوج الثيب أقاما عندها ثلثا ً ث ّ‬ ‫سابعا ً ث ّ‬
‫‪.(3‬‬
‫قالت عاشة‪ " :‬كان رساول الله صلى الله عليه وسالم إذا اراد السفر‬
‫أقرع بين نسائه‪ ،‬فايتهن خرج ساهمها خرج بها" متفق عليه ) ‪.(4‬‬
‫وإن أساقطت المرأة حقها من القسم بإذن زوجها‪ ،‬او من النفقة او‬
‫الكسوة جاز ذلك‪.‬‬
‫وقد "وهبت ساودة بنت زمعة يومها لعائشة‪ ،‬فكان النبى صلى الله عليه‬
‫وسالم يقسم لعائشة يومها ويوما ساودة" متفق عليه ) ‪.(5‬‬
‫وإن خاف نشوز إمراته وظهرت منها قرائن معصية وعظها فإن أصرت‬
‫هجرها فى المضجع‪ ،‬فإن لم ترتدع ضربها ضربا غير مبرحا‪ ،‬ويمنع من‬
‫ذلك إن كان مانعا ً لحقها‪.‬‬
‫وإن خيف الشقاق بينهما بعث الحاكم حكما ً من أهله وحكما ً من أهلها‬
‫يعرفان المور والجمع والتفريق‪ ،‬يجمعان إن رأيا بعوض او غيره او‬
‫يفرقان‪ ،‬فما فعل جاز عليهما‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫باب الخلع‪:‬‬
‫وهو فراق زوجته بعوض منها او من غيرها‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(4897‬ومسلم ) ‪.(1436‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هذا الحديث ليس فى الصحيحين وإنما رواه ابو داود ) ‪(2133‬ن والنسائى فى الكبرى )‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،(8890‬وفى المجتبى ) ‪ ،(7/63‬وابن ماجه ) ‪(1969‬ن وأحمد ) ‪،(471 ،347 ،2/295‬‬
‫والطيالسى ) ‪ ،(2454‬والدا رمى ) ‪ ،(2206‬وابن ابى شيبة ) ‪ ،(17547‬والطبرى فى‬
‫التفسير ) ‪ ،(5/315‬والبيهقى فى الشعب ) ‪ (8713‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(4916‬ومسلم ) ‪.(1461‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪،(4473 ،2723 ،2542 ،2453 ،2413 ،2733 ،2518 ،3910‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ومسلم ) ‪.(2770‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(4914 ،2453‬ومسلم ) ‪.(1463‬‬ ‫‪.5‬‬

‫والصل فيه قوله تعالى‪) :‬فإن خفتم إل يقيما حدود الله فل جناحا عليهما‬
‫فيما افتدت به( ]البقرة ‪.[229‬‬
‫فإذا كرهت المرأة خلق زوجها او خلقه وخافت إل تقيم حقوقه الواجبة‬
‫بإقامتها معه‪ ،‬فل بأس أن تبذل له عوضا ً ليفارقها‪.‬‬
‫ويصح فى كل قليل وكثر ما يصح طلقه‪.‬‬
‫فان كان لغير خوف أل يقيما حدود الله فقد ورد فى الحديث‪" :‬من‬
‫ساالت زوجها الطلق من غير بأس فحراما عليها رائحة الجنة" ) ‪.(1‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه أبو داود )‪ ،(2226‬والترمزى )‪ ،(1187‬وابن ماجه )‪ ،(2054‬وأحمد )‪،5/277‬‬
‫‪ ،(283‬وابن شيبة )‪ ،(19258‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‪ ،(11892‬وساعيد ابن منصور فى‬
‫ساننه )‪ ،(1407‬والدارمى )‪ ،(2270‬والطبرى فى تفسيره )‪ ،(2/467‬وابن الجار ود فى‬
‫المنتقى )‪ ،(748‬والطبرانى فى الوساط )‪ ،(5469‬والرويانى فى مسنده )‪،(638 ،632‬‬
‫والبيهقى فى الشعب )‪ (5503‬والحديث صحيح‪.‬‬

‫كتاب الطلق‬
‫والصل فيه قوله تعالى‪) :‬يا ايها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن‬
‫لعدتهن( ]الطلق ‪ ،[1‬وغيرها من نصوص الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وطلقهن لعدتهن فسره حديث ابن عمر‪ ،‬حيث "طلق زوجته وهى‬
‫حائض‪ ،‬فسأل عمر رضى الله عنه رساول الله صلى الله عليه وسالم عن‬
‫م‬
‫م تطهر ث ّ‬‫م تحيض ث ّ‬‫م ليتركها حتى تطهر ث ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬فقال ‪ :‬مره فليرجعها ث ّ‬
‫ان شاء أمسك بعد وان شاء طلق قبل أن يمسها فتلك العدة التى أمر‬
‫الله أن تطلق لها النساء" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫وفى رواية ‪" :‬مره فليراجعها ليطلقها طاهرا ً او حامل ً" وهذا دليل على‬
‫أن ل يحل أن يطلقها وهى حائض او فى طهر وطئ فيه إل إن تبين‬
‫حملها‪.‬‬
‫ويقع الطلق بكل لفظ دل عليه من صريح ل يفهم منه ساوى الطلق‬
‫كلفظ "الطلق" وما تصرف منه وما كان مثله‪ ،‬وكنايته إذا نوى بها‬
‫الطلق او دلت القرينة على ذلك‪.‬‬
‫ويقع الطلق منجزا ً او معلقا ً على شرط‪ ،‬كقوله‪ :‬إذا جاء الوقت الفلنى‬
‫فأنت طالق‪ ،‬فمتى وجد الشرط الذى علق عليه الطلق وقع‪.‬‬

‫فصل‪:‬‬
‫ويمك الحر ثلث طلقات‪ ،‬فإذا تمت لم تحل له حتى تنكح زوجا ً غيره‬
‫بنكاحا صحيح ويطؤها‪ ،‬لقوله تعالى‪) :‬الطلق مرتان( الى قوله )فان‬
‫طلقها فل تحل له من بعد حتى تنكح زوجا ً غيره( ]البقرة ‪.[230 – 229‬‬
‫ويقع الطلق باتا ً فى أربع مسائل‪:‬‬
‫‪ – 1‬هذه إحداها‪.‬‬
‫‪ – 2‬وإذا طلق قبل الدخول لقوله تعالى ‪) :‬يا ايعها الذين أمنوا إذا نكحتم‬
‫م طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة‬ ‫المؤمنات ث ّ‬
‫تعتدونها( ]الحزاب ‪.[49‬‬
‫‪ – 3‬وإذا كان فى نكاحا فاساد‪.‬‬
‫‪ – 4‬وإذا كان على عوض‪.‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(5022 ،4953‬ومسلم ( ‪.(1471‬‬

‫وما ساوى ذلك فهو طلق رجعى يملك الزوج رجعة زوجته ما دامت فى‬
‫العدة لقوله تعالى‪) :‬وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن ارادوا إصلحا(‬
‫البقرة ‪.[228‬‬
‫والرجعية حكمها حكم الزوجات إل فى وجوب القسم‪.‬‬
‫والمشروع‪ :‬إعلن النكاحا‪ ،‬والطلق‪ ،‬والرجعة‪ ،‬والشهاد على ذلك‪.‬‬
‫لقوله تعالى‪) :‬وأشهدوا ذوى عدل منكم( ]الطلق ‪.[2‬‬
‫وفى الحديث‪" :‬ثلث جدهن جد وهزلهن جد‪ :‬النكاحا‪ ،‬والطلق‪،‬‬
‫والرجعة"‪ .‬رواه الربعة إل النسائى ) ‪.(1‬‬
‫وفى حديث ابن عباس مرفوع ًا‪" :‬إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان‬
‫وما اساتكرهوا عليه" رواه ابن ماجه ) ‪.(2‬‬

‫باب اليلء والظهار واللعان‪:‬‬


‫فاليلء‪ :‬أن يحلف على ترك وطئه زوجته أبدًا‪ ،‬أو مدة تزيد على أربعة‬
‫أشهر‪ ،‬فإذا طلبت الزوجة حقها من الوطء‪ :‬أمر موطئها‪ ،‬وضربت له‬
‫أربعة أشهر‪ ،‬فإن وطئ كفر كفارة يمين‪ ،‬وإن امتنع الزما بالطلق‪ ،‬لقوله‬
‫تعالى‪" :‬للذين يؤلون من نسائهم تربص اربعة أشهر فإن فاءو فإن الله‬
‫غفور رحيم" وإن عزموا الطلق فإن الله ساميع عليم‪] .‬البقرة ‪– 226‬‬
‫‪.[227‬‬
‫والظهار‪ :‬أن يقول لزوجته أنت على كظهر أمى ونحوه من الفاظ‬
‫التحريم الصريحة لزوجته‪ ،‬فهو منكر وزور‪.‬‬
‫ول تحرما الزوجة بذلك‪ ،‬لكن ل يحل له أن يمسها حتى يفعل أمر الله به‬
‫م يعودون لما قالوا(‬
‫فى قوله تعالى‪) :‬والذين يظاهرون من نسائهم ث ّ‬
‫الى أخر اليتين ]المجادلة ‪.[4 – 3‬‬
‫لحديث رواه أبو داود )‪ ،(2194‬والترمزى )‪ ،(1184‬وابن ماجه )‪ ،(2039‬وساعيد بن منصور‬ ‫‪.1‬‬
‫فى ساننه )‪ ،(1603‬وابن الجار ود فى المنتقى )‪ ،(712‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‪،(3/98‬‬
‫والحاكم )‪ ،(2800‬والخطيب فى موضح اوهاما الجمع والتفريق )‪ ،(343‬والبيهقى فى ساننه )‬
‫‪ ،(7/340‬والمزى فى تهذيب الكمال )‪ ،(17/53‬والحديث حسن بإذن الله‪.‬‬
‫الحديث رواه ابن ماجه )‪ (2045‬بهذا اللفظ‪ ،‬وروى بلفظ‪" :‬إن الله تجاوز لى عن أمتى الخطأ‬ ‫‪.2‬‬
‫والنسيان وما اساتكرهوا عليه" وهذا الحديث أحسن من تكلم عليه الحافظ ابن رجب الحنبلى فى‬
‫كتابه البديع "جامع العلوما والحكم" وهو الحديث التاساع والثلثيون‪ ،‬والحديث خرجه ابن حبان )‬
‫‪ ،(7219‬والدارقطنى )‪ ،(171 ،4/170‬وكذا والبيهقى )‪ ،(7/356‬وغيرهم والحديث حسن بإذن‬
‫الله‪.‬‬
‫فيعتق رقبة مؤمنة ساالمة من العيوب الضارة بالعمل فإن لم يجد صاما‬
‫شهرين متتابعين فإن لم يستطع أطعم ساتين مسكينًا‪.‬‬
‫‪ -‬وساواء كان الظهار مطلقا ً او مؤقتا ً بوقت كرمضان ونحوه‪.‬‬
‫وأما تحريم المملوكة والطعاما واللباس وغيرها‪ :‬ففيه كفارة يمين‪،‬‬
‫لقوله تعالى‪) :‬يأيها الذين امنوا ل تحرمو طيبات مى أحل الله لكم(‬
‫]المائدة ‪ .[89 – 87‬الى أن ذكر كفارة اليمين فى هذه المور‪.‬‬
‫وأما اللعان‪ :‬فإذا رمى الرجل زوجته بالزنى فعليه حد القذف ثمانون‬
‫جلدة إل أن يقيم البينة أربعة شهود عدول‪ ،‬فيقاما عليها الحد‪ ،‬او يلعن‬
‫فيسقط عنه حد القذف‪.‬‬
‫وصفة اللعان على ما ذكر فى ساورة النور)والذين يرمون ازواجهم‪(...‬‬
‫]النور ‪.[9 – 6‬‬
‫فيشهد خمس شهادات بالله إنها لزانية‪ ،‬ويقول فى الخامسة‪) :‬أن لعنت‬
‫الله عليه إن كان من الكاذبين ]النور ‪.[7‬‬
‫م تشهد هى خمس مرات بالله إنه من الكاذبين‪ ،‬وتقول فى الخامسة‬ ‫ث ّ‬
‫)لن غضب الله عليها إن كان من الصادقين( ]النور ‪.[9‬‬
‫م اللعان ساقط عنه حد القذف‪ ،‬وانبرأ عنها العذاب وحصلت الفرقة‬ ‫فإذا ت ّ‬
‫بينهما والتحريم البدى‪ ،‬وانتقى الولد إذا ذكر فى اللعان‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫كتاب العدد والساتبراء‬


‫العدة‪ :‬تربص من فارقها زوجها بموت او طلق‪.‬‬
‫فالمفارقة بالموت إذا مات عنها على كل حال‪ ،‬فإن كانت حامل ً فعدتها‬
‫وضعها جميع ما فى بطنها لقوله تعالى‪) :‬وأولت الحمال أجلهن ان‬
‫يضعن حملهن( ]الطلق ‪.[4‬‬
‫وهذا عاما هذه المفارقة فى حال الحياة‪ ،‬وإن لم تكن حامل ً فعدتها أربعة‬
‫اشهر وعشرة اياما‪.‬‬
‫ويلزما فى هذه العدة أن تحد المرأة وتترك الزينة والطيب والحلى‬
‫والتحسن بحناء ونحوه‪ ،‬وأن تلزما بيتها الذى مات زوجها وهى فيه‪ ،‬فل‬
‫تخرج منه إل لحاجتها نهارًا‪ ،‬لقوله تعالى‪) :‬والذين يتوفون منكم ويذرون‬
‫أزواجا ً يتربصن بأنفسهن اربعة اشهر وعشرا ً فإذا بلغن أجلهن فل جناحا‬
‫عليكم فيما فعلن فى أنفسن بالمعروف والله بما تعملون خبير( ]البقرة‬
‫‪.[234‬‬
‫وأما المفارقة فى حال الحياة‪ :‬فإذا طلقها قبل ان يدخل بها فل عدة له‬
‫م‬
‫عليها لقوله تعالى‪) :‬يا ايها الذين أمنوا إذا نكحتم المؤمنت ث ّ‬
‫طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها(‬
‫]الحزاب ‪.[49‬‬
‫وإن كان قد دخل بها او خل بها‪ ،‬فإن كانت حامل ً‪ ،‬فعدتها وضع حملها‪،‬‬
‫قصرت المدة او طالت‪.‬‬
‫وإن لم تكن حامل ً‪ :‬فإن كانت تحيض‪ ،‬ثلث حيض كاملة‪ ،‬لقوله تعالى‬
‫)والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء( ]البقرة ‪.[228‬‬
‫وإن لم تكن تحيض ‪ -‬كالصغيرة التى لم تحض واليسه – فعدتها ثلثة‬
‫اشهر‪ ،‬لقوله تعال‪) :‬والى يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم‬
‫فعدتهن ثلثة أشهر والى لم يحضن‪] (...‬الطلق ‪.[4‬‬
‫فإن كانت تحيض وارتفع حيضها لرضاع ونحوه‪ ،‬انتظرت حتى يعود‬
‫الحيض فتعتد به‪.‬‬
‫م‬
‫وإن ارتفع ول تدرى ما رفعه‪ :‬انتظرت تسعة أشهر احتياط للحمل‪ ،‬ث ّ‬
‫اعتدت بثلثة اشهر‪.‬‬
‫وإذا ارتابت بعد انقضاء العدة لظهور إمارات الحمل لم تتزوج حتى تزول‬
‫الريبة‪.‬‬

‫م تعتد‪.‬‬
‫ومرأة المفقود تنتظر حتى يحكم بموته بحسب اجتهاد الحاكم ث ّ‬
‫ول تجب النفقة إل للمعتدة الرجعية‪ ،‬او لمن فارقها زوجها فى الحياة‬
‫وهى حامل لقوله تعالى‪) :‬وإن كن أولت حمل فأنقوا عليهن حتى يضعن‬
‫حملهن( ]الطلق ‪[6‬‬
‫وأما الساتبراء فهو تربص المة التى كان سايدها يطؤها‪ ،‬فل يطؤها‪ ،‬بعد‬
‫زوج او سايد حتى تحيض حيضة واحدة‪.‬‬
‫وإذا لم تكن من ذوات الحيض تستبرأ بشهر او وضع حملها إن كانت‬
‫حامل ً‪.‬‬

‫باب النفقات للزوجات والقارب والمماليك والحضانة‪:‬‬


‫على النسان نفقة زوجته وكسوتها ومسكنها بالمعروف بحسب حال‬
‫الزوج‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬
‫)لينفق ذو ساعة من ساعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله ل‬
‫يكلف الله نفسا ً ال ما ءاتاها‪ ،‬سايجعل الله بعد عسر يسرا( ]الطلق ‪.[7‬‬
‫يلزما بالواجب من ذلك إذا طلبت‪ ،‬وفى حديث جابر الذى رواه مسلم‪:‬‬
‫"ولهن علكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" ) ‪.(1‬‬
‫وعلى النسان نفقة أصوله وفروعه الفقراء إذا كان غنيًا‪ ،‬وكذلك من‬
‫يرثه بقرض او تعصيب‪ ،‬وفى الحديث‪" :‬للمملوك طعامه وكسوته‪ ،‬ول‬
‫يكلف من العمل إل ما يطيق" رواه مسلم ) ‪.(2‬‬
‫وإن طلب التزوج زوجه وجوبًا‪.‬‬
‫وعلى النسان أن يقيت بهائمه طعاما ً وشرابًا‪ ،‬ول يكلفها ما يضرها‪،‬‬
‫وفى الحديث"كفى بالمرء إثما ً أن يحبس عمن يملك قوته" رواه مسلم‬
‫) ‪.(3‬‬
‫والحضانة‪ :‬هى حفظ الطفل عما يضره والقياما بمصالحه‪.‬‬
‫وهى واجبة على من يجب عليه النفقة‪ ،‬ولكن الما أحق بولدها ذكر او‬
‫أنثى‪ ،‬وأن كان دون سابع‪ ،‬فإذا بلغ سابعا ً فإن كان ذكرا ً خير بين أبويه‪،‬‬
‫فكان مع من اختار‪ ،‬وإن كانت أنثى‪ ،‬فعند من يقوما بمصلحتها من أمها أو‬
‫ابيها‪.‬‬
‫ول يترك المحضون بيد من ليصونه ويصلحه‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(1218‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(1662‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(996‬‬

‫كتاب الطعمة‬
‫وهى نوعان‪ :‬حيوان وغيره‪.‬‬
‫فأما غير الحيوان – من الحبوب والثمار وغيرها – فكله مباحا إل ما فيه‬
‫مضرة كاسام ونحوه‪.‬‬
‫والشربة كلها مباحة إل ما أساكر‪ ،‬فإنه يحرما كثيرة وقليلة‪.‬‬
‫ل الكف منه حراما‬ ‫لحديث‪ " :‬كل مسكر حراما‪ ،‬وما اساكر منه الفرق فم ْ‬
‫" ) ‪ ،(1‬وإن انقلبت الخمرة خل ً حلت‪.‬‬
‫والحيوان قسمان ‪ :‬بحرى‪ ،‬فيحل كل ما فى البحر حيا ً وميتا‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫)أحل لكم صيد البحر وطعامه(‪.‬‬
‫أما البرى‪ :‬فالصل فيه الحل‪ ،‬إل ما نص الشارع على تحريمه‪.‬‬
‫فمنها ‪ :‬ما فى حديث ابن عباس "كل ذى ناب من السباع فأكل حراما" )‬
‫‪.(2‬‬
‫و "نهى عن كل ذى مخلب من الطير" ) ‪ (3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫و "نهى عن لحوما الحمر الهلية" ) ‪ (4‬متفق عليه‪.‬‬
‫و "نهى عن قتل اربع من الدواب‪ :‬النملة‪ ،‬والنحلة‪ ،‬والهدهد‪ ،‬والصرد"‬
‫رواه أحمد أبو داود ) ‪.(5‬‬
‫وجميع الخبائث محرمة كالحشرات وغيرها‪.‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه أبو داود ) ‪ ،(3687‬والترمزى ) ‪ ،(1866‬وأحمد ) ‪ ،(131 ،72 ،6/71‬وابن‬
‫الجار ود فى المنتقى ) ‪ ،(861‬وأبو يعلى ) ‪ ،(4360‬والطبرانى فى الوساط ) ‪،(9327‬‬
‫وابن حبان ) ‪ ،(5383‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار ) ‪ ،(4/216‬والدارقطنى )‬
‫‪ ،(4/255‬والبيهقى فى السنن ) ‪ ،(8/296‬وفى الشعب ) ‪ ،(5575‬وفيه ضعف ورجح‬
‫والدارقطنى فى العلل وقفه ومعناه له شواهد كثيرة‪.‬‬
‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(1933‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحديث رواه مسلم ) ‪.(1934‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه البخارى ) ‪ ،(3980 ،3978‬ومسلم ) ‪.(1941‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الحديث رواه ابو داود ) ‪ ،(5267‬وابن ماجه ) ‪ ،(3224‬وأحمد ) ‪ ،(1/332‬وفى العلل‬ ‫‪.5‬‬
‫ومعرفة الرجال ) ‪ ،(4186‬والدا رمى ) ‪ ،(1999‬وعبد الرزاق ) ‪ ،(8415‬وعبد بن حميد )‬
‫‪ ،(650‬وابن حبان ) ‪ ،(5646‬والرويانى ) ‪ ،(1097‬والطبرانى فى الكبير ) ‪ ،(5728‬وأبو‬
‫نعيم فى احلية ) ‪ ،(2/160‬والخطيب فى تاريخ بغداد ) ‪ ،(9/119‬والبيهقى فى ساننه )‬
‫‪ ،(9/317 ) (5/214‬وأبو الشيخ فى طبقات المحدثين بأصبهان ) ‪ ،4/159‬وابن ابى حاتم‬
‫فى العلل ) ‪ ،(2444 ،2416 ،2374‬والحديث صحيح‪.‬‬

‫ونهى النبى صلى الله عليه وسالم عن الجللة وألبانها ) ‪ (1‬حتى تحبس‬
‫وتطعم الطاهر ثلثا ً ) ‪.(2‬‬

‫باب الذكاة والصيد‪:‬‬


‫والحيوانات المباحة ل تباحا بدون الذكاة إل السمك والجراد‪.‬‬
‫ويشترط فى الذكاة أن يكون المذكى مسلما ً او كتابيًا‪ ،‬وأن يكون بمحدد‬
‫وأن ينهر الدما‪ ،‬وأن يقطع الحلقوما والمرئ‪ ،‬وأن يذكر اسام الله عليه‪.‬‬
‫وكذلك يشترط فى الصيد‪ ،‬إل أنه يحل بعقره فى أي موضع من بدنه‪،‬‬
‫ومثل الصيد ما نفر وعجز عن ذبحه‪.‬‬
‫وعن رافع بن خديج أن النبى صلى الله عليه وسالم قال‪" :‬ما أنهر الدما‬
‫وذكر اسام الله عليه فكل‪ ،‬ليس السن والظفر‪ ،‬أما السن‪ ،‬فعظم وأما‬
‫الظفر‪ :‬فمدى الحبشة" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫ويباحا كلب صيد الكلب المعلم بأن يسترسال إذا ارسال‪ :‬وينزجر إذا زجر‪،‬‬
‫وإذا أمسك ل يأكل‪ ،‬ويسمى صاحبها عليها إذا أرسالها‪.‬‬
‫وعن عدى بن حاتم قال ‪ :‬قال رساول الله صلى الله عليه وسالم‪" :‬إذا‬
‫ارسالت كلبك المعلم فاذكر اسام الله عليه‪ ،‬فإن أمسك عليك فأدركته‬
‫حيا ً فأذبحه‪ ،‬وإن أدركته قد قتله ولم يأكل منه فكله‪ ،‬وإن وجدت مع‬
‫كلبك كلبا ً غيره وقد قتله فل تأكل‪ ،‬فل تدرى ايهما قتله؟ وإن رميت‬
‫ساهمك فأذكر اسام الله عليه‪ ،‬فإن غاب عنك يوما ً فلم تجد فيه إل أثر‬
‫ساهمك فكل إن شئت‪ ،‬فإن وجدته غريقا ً فى الماء فل تأكل" متفق عليه‬
‫) ‪.(4‬‬

‫‪ .1‬وردت أحاديث مختلفة اللفاظ وعن عدة من الصحابة فى النهى عن الجللة وألبانها ومنها ما‬
‫رواه أبو داود )‪ ،(3785‬والترمزى )‪ ،(1825 ،1824‬وفى العلل الكبير )‪ ،(566‬والنسائى فى‬
‫الكبرى )‪ ،(6865 ،4537‬وفى المجتبى )‪ ،(7/240‬وأحمد )‪ ،(321 ،293 ،1/226‬والدا رمى )‬
‫‪ ،(2001‬وابن الجار ود فى المنتقى )‪ ،(887‬وابن حبان )‪ ،(5399‬والطبرانى فى الكبير )‬
‫‪ ،(13506 ،11821 ،10964‬وابن عدى فى الكامل )‪ ،(28 ،5/20‬والدارقطنى فى ساننه )‬
‫‪ ،(4/283‬والبيهقى فى ساننه )‪ ،(334 ،333 ،9/332‬والحاكم )‪ ،(2269 ،2247‬وابن عبد البر‬
‫فى التمهيد )‪ (183 – 15/182‬والحديث بعض أساانيده ضعيفة وأخرى صحيحه‪.‬‬
‫‪ .2‬قوله تحبس ثلثا ً هذا فعل ابن عمر رضى الله عنهما ورد عند عبد الرزاق فى مصنفه )‪،(8717‬‬
‫وابن أبى شيبة )‪ (4660‬وسانده صحيح‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(5223 ،5190 ،5184 ،5179 ،2910 ،2372 ،2356‬ومسلم )‬
‫‪.(1968‬‬
‫‪ .4‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(173‬ومسلم )‪.(1929‬‬

‫وفى الحديث‪" :‬إن الله كتب الحسان على كل شئ‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا‬
‫القتله‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحه وليحد أحدكم شفرته‪ ،‬وليرحا ذبيحته"‬
‫رواه مسلم ) ‪.(1‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسالم‪" :‬ذكاة الجنين ذكاة أمه" رواه أحمد ) ‪.(2‬‬
‫باب اليمان والنذور‪:‬‬
‫ل تنعقد اليمين إل بالله او اسام من اسامائه او صفة من صفاته والحلف‬
‫بغير الله شرك ل تنعقد به اليمين‪.‬‬
‫ول بد ان تكون اليمين موجبة للكفارة على أمر مستقل فإن كان عاما‬
‫ماض – وهو كاذب عالما ً – فهى الغموس‪ ،‬وإن كان يظن صدق نفسه‬
‫فهى من لغو اليمين‪ ،‬كقوله‪" :‬ل والله‪ ،‬وبلى والله" فى عرض حديثه‪.‬‬
‫وإذا حنث فى يمينه – بأن فعل ما حلف على تركه‪ ،‬او نرك ما حلف على‬
‫فعله – وجبت عليه الكفارة‪ :‬عتق رقبة او إطعاما عشرة مساكين او‬
‫كسوتهم‪ ،‬فإن لم يجد صاما ثلثة اياما‪.‬‬
‫وعن عبد الرحمن بن سامره قال‪ :‬قال رساول الله صلى الله عليه وسالم‪:‬‬
‫"إذا حلفتم على يمين فرأيت غيرها خيرا ً منها فكفر عن يمينك وائت‬
‫الذى هو خير" متفق عليه ) ‪.(3‬‬
‫وفى الحديث‪" :‬من حلف على يمين‪ ،‬فقال‪ :‬إن شاء الله‪ ،‬فل حنث عليه"‬
‫رواه الخمسة )‪.(4‬‬
‫الحديث لمسلم )‪.(1955‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحديث مروى عن عدة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسالم فرواه ابو داود )‪،(2828‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والترمزى )‪ ،(1476‬وابن ماجه )‪ ،(3199‬وأحمد )‪ ،(3/39‬والدا رمى )‪ ،(1979‬وابن ابى شيبة‬
‫)‪ ،(3615‬وعبد الرزاق )‪ ،(8649‬وابن أبى حاتم فى العلل )‪ ،(1714‬والطبرانى فى الكبير )‬
‫‪ ،(19/78) (7498 ،4010‬وفى الوساط )‪،(9453 ،8234 ،8099 ،7856 ،3711 ،3606‬‬
‫وفى الصغير )‪ ،(1067 ،467 ،242 ،20‬وعلى بن الجعد فى مسنده )‪ ،(2653‬والمحاملى فى‬
‫أماليه )‪, ،(430‬ابو يعلى )‪ ،(1808) ،(1206‬والدارقطنى فى ساننه )‪ ،(4/274‬والسهمى فى‬
‫تاريخ جرجان )‪ ،(276 ،265‬وأبو الشيخ فى طبقات المحدثين بأصبهان )‪ ،(360 ،2/258‬وابن‬
‫عدى فى الكامل )‪ ،(6/408) ،(4/230) (455 ،3/61) (320 ،243 ،2/10) (1/415‬وابن‬
‫حبان فى المجروحين )‪ ،(2/275) (1/251‬وأبو نعيم فى الحلية )‪ ،(9/236) (7/92‬والبيهقى‬
‫فى ساننه )‪ ،(9/334‬والخطيب فى تاريخه )‪ ،(3/247‬وفى موضح أوهاما الجمع والتفريق )‬
‫‪ ،(2/276‬والرافعى فى أخبار قزوين )‪ ،(3/347‬والحديث بعض أساانيده ضعيفة وبعضها حسن‬
‫وبعضها صحيح‪.‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(6727 ،62348‬ومسلم )‪.(1652‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحديث رواه أبو داود )‪ ،(3261‬والترمزى )‪ ،(1531‬والنسائى فى الكبرى )‪ ،(4771‬وفى‬ ‫‪.4‬‬
‫المجتبى )‪ ،(30 ،7/25‬وابن ماجه )‪(2105‬ن وأحمد )‪ ،(2/10‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‬
‫‪ ،(16116‬والطبرانى فى الكبير )‪ ،(9199‬وأبو عوانة )‪ ،(5990‬والرويانى )‪ ،(1926‬وابن عدى‬
‫فى الكامل )‪ ،(3/86‬والخطيب فى تاريخه )‪ ،(6/393‬والبيهقى فى ساننه )‪،1/46) ،(7/361‬‬
‫‪ ،(47‬وابن عبد البر فى التمهيد )‪ ،(14/374‬والرامهرمزى فى المحدث الفاصل )‪(476‬‬
‫والحديث صحيح‪.‬‬

‫م‬
‫م الى السبب الذى هيج اليمين‪ ،‬ث ّ‬
‫ويرجع فى اليمان الى نية الحالف‪ ،‬ث ّ‬
‫الى اللفظ الدال على النية والرادة‪ ،‬إل فى الدعاوى‪.‬‬
‫وفى الحديث‪" :‬اليمين على نية المستحلف" رواه مسلم ) ‪.(1‬‬
‫وعقد النذر مكروه‪ ،‬وقد نهى النبى صلى الله عليه وسالم‪ ،‬وقال‪" :‬إنه ل‬
‫يأتى بخير‪ ،‬وإنما يستخرج به من البخيل" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫عقده على بر‪ :‬وجب عليه الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬من‬
‫نذر أن يطيع الله فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصى الله فل يعصه" متفق عليه‬
‫) ‪.(3‬‬
‫وإذا كان النذر مباحًا‪ ،‬او جاريا ً مجرى اليمين‪ ،‬كنذر اللجاج والغضب او‬
‫كان نذر معصية لم يجب الوفاء به وفيه كفارة يمين إذا لم يوف به‬
‫ويحرما الوفاء به فى المعصية‪.‬‬

‫‪ .1‬الحديث رواه مسلم )‪.(1653‬‬


‫‪ .2‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(6243‬ومسلم )‪.(1639‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(6322 ،6318‬ولم يروه مسلم‪.‬‬

‫كتاب الجنايات‬
‫القتل بغير حق ينقسم الى ثلثة اقساما‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬العمد العدوان‪ ،‬وهو أن يقتله بجناية تقتل غالبًا‪ ،‬فهذا يخير الوالى‬
‫فيه بين القتل والديه‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسالم‪" :‬من قتل له قتيل‬
‫فهو بخير النظرين‪ :‬إما أن يقتل‪ ،‬وإما أن يفديه" متفق عليه ) ‪.(1‬‬
‫الثانية ‪ :‬شبه العمل‪ ،‬وهو أن يتعمد الجناية عليه بما ل يقتل غالبًا‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬الخطأ‪ ،‬وهو أن تقع الجناية منه بغير قصد بمباشرة أو سابب‬
‫ففى الخيرين ل قود‪ ،‬بل الكفارة فى مال القاتل والدية على عاقلته‪،‬‬
‫وهم عصابته كلهم قريبهم وبعيدهم‪.‬‬
‫توزع عليه الدية بقدر حالهم‪ ،‬وتؤجل عليهم ثلث سانين كل سانة يحملون‬
‫ثلثها‪ ،‬والديات للنفس وغيرها قد فصلت فى حديث عمرو بن حزما‪" :‬أن‬
‫النبى صلى الله عليه وسالم كتب الى أهل اليمن وفيه ‪ :‬إن من اعتبط )‬
‫‪ (2‬مؤمنا ً قتيل ً عن بينة قود إل إن يرضى أولياء المقتول‪ ،‬وإن فى‬
‫النفس الدية مائة من البل‪ ،‬وفى النف إذا اوعب جدعة الدية’‪ ،‬وفى‬
‫اللسان الدية‪ ،‬وفى الشفتين الدية‪ ،‬وفى الذكر الدية‪ ،‬وفى اللبيضتين‬
‫الدية ) ‪ ،(3‬وفى الصلب الدين‪ ،‬وفى العينين الدية‪ ،‬وفى الرجل الواحدة‬
‫نصف الدية‪ ،‬وفى المأمومة ) ‪ (4‬ثلث الدية‪ ،‬وفى الجائفة ) ‪ (5‬ثلث الدية‬
‫وفى المنقلة ) ‪ (6‬خمسة عشر من البل‪ ،‬وفى كل أصبع من اصابع اليد‬
‫الواحدة عشر من البل‪ ،‬وفى السن خمس عشرة من البل وفى‬
‫الموضحة ) ‪ (7‬خمس من البل وإن الرجل يقتل بالمرأة وعلى أهل‬
‫الذهب ألف دينار" رواه أبو داود ) ‪.(8‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2302‬ومسلم )‪.(1355‬‬ ‫‪.1‬‬
‫العتباط قتل بل موجب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أي ‪ :‬الخصيتين‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المأمومة هى الشجةة التى وصلت الى جلة الرأس‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الجائفة هى الطعنة التى بلغت جوف البطن أو الرأس‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المنقلة هى الشجة التى تكسر العظم وتخرجه من مكانه‬ ‫‪.6‬‬
‫الموضحة هى الجرحة التى ترفع اللحم من العظم‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫كتاب عمرو بن حزما معروف تكلم عليه أهل العلم فصححه جماعة وضعفه آخرون‪ ،‬وكل مقطع‬ ‫‪.8‬‬
‫منه ورد له شواهد تشهد بصحة الحديث‪ ،‬وكل معانيه تلقاها أهل العلم بالقبول‪.‬‬

‫ويشترط وجوب القصاص كون القاتل مكلفا ً والمقتول معصوما ً ومكافئا ً‬


‫للجانى فى السالما والرق والحرية‪.‬‬
‫فل يقتل المسلم بالكافر‪ ،‬ول الحر بالعبد‪ ،‬وأل يكون والدا ً للمقتول‪ ،‬فل‬
‫يقتل البوان بالوالد‪.‬‬
‫ول بد من اتفاق الولياء المكلفين‪ ،‬والمن من التعدى فى الساتيفاء‪.‬‬
‫وتقل الجماعة بالواحد‪.‬‬
‫ويقاد كل عضو بمثله إذا أمكن بدون تعد لقوله تعالى‪) :‬وكتبنا عليهم فيها‬
‫أن النفس بالنفس( الى أخر الية ]المائدة ‪.[45‬‬
‫ودية المرأة على النصف من الرجل إل فيما دون ثلث الدية فهما ساواء‪.‬‬
‫كتاب الحدود‬
‫ل حد إل على مكلف عالم بالتحريم‪ ،‬ول يقيمه ال الماما او نائبه‪ ،‬إل‬
‫السيد فإن له إقامته بالجلد على رقيقه‪.‬‬
‫وحد الرقيق فى الجد نصف الحر‪.‬‬
‫فحد الزنا – وهو فعل الفاحشة فى قبل او دبر – إن كان محصنا ً – وهو‬
‫الذى قد تزوج ووطئها – وهما حران مكلفان‪ :‬فهذا يرجم حتى يموت‪.‬‬
‫وإن كان غير محصن‪ :‬جلد مائة جلدة وغرب عن وطنه عامًا‪ ،‬ولكن‬
‫بشرط أن يقر به اربع مرات‪ ،‬أو يشهد عليه اربعة عدول يصرحون‬
‫بشهادتهم‪ ،‬قال تعالى‪) :‬والزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة‬
‫جلدة( ]النور ‪ .[2‬وعن عبادة بن الصامت قال‪ :‬قال رساول الله صلى‬
‫الله عليه وسالم‪" :‬خذوا عنى‪ ،‬خذوا عنى‪ ،‬فقد جعل الله لهن سابيل‪ :‬البكر‬
‫بالبكر جلد مائة ونفى سانة‪ ،‬والثيب بالثيب جلد مائة ورجم" رواه مسلم )‬
‫‪.(1‬‬
‫وآخر المرين القتصار على رجم المحصن‪ ،‬كما فى قصة ما عز‬
‫والغامدية‪.‬‬
‫ومن قذف محصنا ً بالزنى‪ ،‬وشهد عليه به تكل الشهادة‪ :‬جلد ثمانين‬
‫جلدة‪.‬‬
‫وقذف غير المحصن فيه التعزير‪.‬‬
‫والمحصن‪ :‬هو الحر البالغ المسلم العاقل العفيف‪.‬‬
‫والتعزير واجب فى كل معصية ل حد فيها ول كفارة‪.‬‬
‫ومن سارق ربع دينار من الذهب او ما يساويه من حرزه‪ :‬قطعت يده‬
‫اليمنى من مفصل الكف وحسمت‪.‬‬
‫فإن عاد حبس‪ ،‬ول يقطع غير يد ورجل‪ ،‬قال تعالى )والسارق والسارقة‬
‫فاقطعوا أيديهما( ]المائدة ‪.[38‬‬
‫وعن عائشة رضى الله عنها‪ ،‬عن النبى صلى الله عليه وسالم قال‪" :‬ل‬
‫تقطع يد ساارق إل فى ربع دينار فصاعدًا" متفق عليه ) ‪.(2‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(1690‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(6407‬ومسلم )‪.(1684‬‬

‫وفى الحديث ل قطع فى ثمر ول كثر" رواه أهل السنن ) ‪.(1‬‬


‫وقال تعالى فى المحاربين" )إنما جزاؤ الذين يحاربون الله ورساوله ويسعون‬
‫فى الرض فسادا ً أن يقتلوا او يصلبوا او تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف او‬
‫ينفوا من الرض( ]المائدة ‪.[33‬‬
‫وهم الذين يخرجون على الناس ويقطعون الطريق عليهم بنهب أو قتل‪.‬‬
‫فمن قتل وأخذ مال ً قتل وصلب‪ .‬ومن قتل تحتم قتله‪.‬‬
‫ومن أخذ مال ً قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى‪.‬‬
‫ومن أخاف الناس نفى من الرض‪.‬‬
‫ومن خرج على الماما يريد إزالته عن منصبه فهو باغ‪.‬‬
‫وعلى الماما مراسالة البغاة وإزالة ما ينقمون عليه مما ل يجوز‪ ،‬وكشف‬
‫شبههم‪ ،‬فإن انتهوا كف عنهم‪ ،‬وإل قاتلهم‪ ،‬وعلى رعيته معونته على‬
‫قتالهم‪ ،‬فإن اضطر الى قتالهم او إتلف مالهم فل شئ على الدافع‪.‬‬
‫وإن قتل الدافع كان شهيدًا‪.‬‬
‫ول يتبع لهم مدبر‪ ،‬ول يجهز على جريح‪ ،‬ول يغنم لهم مال‪ ،‬ول يسبى لهم‬
‫ذرية‪.‬‬
‫ول ضمان على احد الفريقين فيما أتلف حال الحرب من نفوس أو‬
‫أموال‪.‬‬
‫باب حكم المرتد‪:‬‬
‫والمرتد هو من خرج عن دين السالما الى الكفر بفعل او قول او اعتقاد‬
‫او شك ) ‪.(2‬‬
‫وقد ذكر العلماء رحمهم الله تفاصيل ما يخرج به العبد من السالما‪.‬‬
‫وترجع كلها الى جحد ما جاء به الرساول صلى الله عليه وسالم او جحد‬
‫بعضه‪.‬‬
‫فمن ارتد اساتتيب ثلثة اياما‪ ،‬فإن رجع وإل قتل بالسيف‪.‬‬
‫‪ .1‬الحديث رواه أبو داود )‪ ،(4388‬والترمزى )‪ ،(1449‬والنسائى فى الكبرى )‪،(7456 ،7449‬‬
‫وفى المجتبى )‪ ،(8/87‬وابن ماجه )‪ ،(2593‬وأحمد )‪،(7456 ،142 ،4/140) (3/463‬‬
‫والشافعى )‪ ،(335‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‪ ،(18916‬والطيالسى )‪ ،(958‬والحميدى )‬
‫‪ ،(407‬وعبد الله بن أحمد فى السنة )‪ ،(380‬والدارمى )‪ ،(2308 ،2304‬وابن الجارود فى‬
‫المنتقى )‪ ،(826‬وابن حبان )‪ ،(4466‬والطبرانى فى الكبير )‪،4341 ،4340 ،4339 ،4277‬‬
‫‪ ،(4347‬والطحاوى فى شرحا معانى الثار )‪ ،(3/172‬وأبو الشيخ فى طبقات المحدثين‬
‫باصبهان )‪ ،(3/397‬والبيهقى فى السنن )‪ ،(266 ،263 ،8/262‬والخطيب فى تاريخه )‬
‫‪ ،(13/804‬وابن عبد البر فى التمهيد )‪ ،(308 ،307 ،23/306‬والمزى فى تهذيب الكمال )‬
‫‪ (11/297‬والحديث صحيح‪.‬‬
‫والكثر بفتح الكاف وساكون الثاء أو فتحها هو جمار النخيل او طلع النخيل‪.‬‬
‫‪ .2‬وفى هذا رد على من ادعى ‪ :‬أن الكفر ل يكون بالقول او الفعل‪ ،‬يراجع كتاب "التوساط‬
‫والقتصاد فى أن الكفر يكون بالقول او الفعل او العتقاد" للفاضل علوى بن عبد القادر‬
‫السقاف تقريظ الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله‪.‬‬

‫كتاب القضاء والدعاوى‬


‫والبينات وأنواع الشبهات‬
‫والقضاء ل بد للناس منه فهو فرض كفاية‪.‬‬
‫ويجب على الماما نصب من يحصل به الكفاية فمن له معرفة بالقضاء‬
‫بمعرفة الحكاما الشرعية وتطبيقها على الوقائع الجارية بين الناس‪.‬‬
‫وعليه أن يولى المثل فالمثل بالصفات المعتبرة فى القاضى‪.‬‬
‫ويتعين على من كان أهل ولم يوجد غيره ولم يشغله عما هو أهم منه‪،‬‬
‫وقد قال النبى صلى الله عليه وسالم‪" :‬البينة على من ادعى واليمين‬
‫على من أنكر" ) ‪.(1‬‬
‫وقال‪" :‬إنما أقضى بنحو ما اسامع"‪.‬‬
‫فمن ادعى مال ونحوه فعليه البينة‪ :‬اما شاهدان عدلن‪ ،‬أو رجل‬
‫وامرأتان‪ ،‬أو رجل ويمين المدعى‪.‬‬
‫لقوله تعالى‪) :‬واساتشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين‬
‫فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء( ]البقرة ‪.[282‬‬
‫وقد "قضى البنى صلى الله عليه وسالم بالشاهد مع اليمين" وهو حديث‬
‫صحيح ) ‪ ،(2‬فإن لم يكن له بينة‪ :‬حلف المدعى عليه وبرئ‪.‬‬
‫فإن نكل عن الحلف قضى عليه بالنكول‪ ،‬وأوردت اليمين على المدعى‪.‬‬
‫فإذا حلف مع نكول المدعى عليه أخذ ما أدعى به‪.‬‬
‫ومن البينة القرينة الدالة على صدق أحد المدعيين مثل أن تكون العين‬
‫المدعى بها بيد أحدهما‪ ،‬فهى له بيمينه‪.‬‬
‫ومثل أن يتداعى اثنان متاعا ً ل يصلح إل لحدهما‪ ،‬كتنازع نجار وغيره آلة‬
‫النجارة‪ ،‬وحداد وغيره آلة حدادة ونحوها‪.‬‬
‫وتحمل الشهادة فى حقوق الدميين فرض كفاية‪ ،‬وأداؤها فرض عين‪.‬‬
‫ويشترط أن يكون الشاهد عدل ً ظاهرا ً وباطنًا‪.‬‬
‫والعدل من هو رضيه الناس‪ ،‬لقوله تعالى‪) :‬ممن ترضون من الشهداء(‬
‫]البقرة ‪.[272‬‬
‫الحديث رواه البخارى )‪ ،(2379 ،4277‬ومسلم )‪.(1711‬‬
‫الحديث رواه مسلم )‪.(1712‬‬

‫ول يجوز أن يشهد بما ل يعلمه برؤية او ساماع من المشهود عليه‪ ،‬أو‬
‫اساتفاضة يحصل بها العلم فى الشياء التى يحتاج اليها‪ ،‬كالنساب‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫وقال النبى صلى الله عليه وسالم" "لرجل‪ :‬ترى الشمس؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قال‪ :‬على مثلها فاشهد او دع" رواه ابن عدى ) ‪.(1‬‬
‫ومن موانع الشهادة مظنة التهمة‪ ،‬كشهادة الوالدين لولدهم وبالعكس‪،‬‬
‫وأحد الزوجين للخر‪ ،‬والعدو على عدوه‪ ،‬كما فى الحديث‪" :‬ل يجوز‬
‫شهادة خائن ول خائنة ول ذى غمر على أخيه‪ ،‬ول تجوز شهادة القانع‬
‫لهل بيته" رواه أحمد وأبو داود ) ‪.(2‬‬
‫وفى الحديث‪" :‬من حلف على يمين يقطع بها مال امرى مسلم هو فيها‬
‫فاجر‪ :‬لقى الله عليه غضبان" متفق عليه ) ‪.(3‬‬

‫باب القسمة‪:‬‬
‫وهى نوعان‪ :‬قسمة إجبار فيما ل ضرر فيه ول رد عوض كالمثليات‪،‬‬
‫والدور والكبار‪ ،‬والملك الواساعة‪.‬‬
‫وقسمة تراض‪ ،‬وهى ما فيه ضرر على أحد الشركاء فى القسمة‪ ،‬وفيه‬
‫عوض فل بد فيها من رضى الشركاء كلهم‪.‬‬
‫وإن طلب أحدهم فيها البيع وجبت إجابته‪.‬‬
‫وإن أجروها‪ :‬كانت الجرة فيها على قدر ملكهم فيها‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫باب القرار‪:‬‬
‫وهو اعتراف النسان بكل حق عليه بكل لفظ دال على القرار‪ ،‬وبشرط‬
‫كون المقر مكلفا ً وهو أبلغ البينات‪.‬‬
‫‪ .1‬لحديث رواه الحاكم )‪ ،(7045‬وأبو نعيم فى الحلية )‪ ،(4/18‬والبعقى فى ساننه )‪،(10/156‬‬
‫وفى الشعب )‪ ،(1074‬والعقيلى فى الضعفاء )‪ ،(4/69‬وابن عدى فى الكامل )‪(6/207‬‬
‫والحديث ضعيف‪.‬‬
‫‪ .2‬والحديث رواه أبو داود )‪ ،(3601‬والترمزى )‪ ،(2298‬وقريبا ً منه‪ ،‬وابن ماجه )‪ ،(2366‬وأحمد‬
‫)‪ ،(204 ،2/181‬وعبد الرزاق فى مصنفه )‪ ،(15367 ،15363 ،10270‬والدارقطنى )‬
‫‪ ،(4/244‬والصيداوى فى معجم الشيوخ )‪ ،(56‬والبيهقى )‪ ،(202 ،201 ،200 ،10/155‬وابن‬
‫ابى حاتم فى العلل )‪ ،(1428‬والحديث له طريق عن عائشة وعبد الله بن عمرو وطريق‬
‫عائشة ل يثبت وأما الخر فسنده حسن بإذن الله‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث رواه البخارى )‪ ،(6299 ،6283 ،4275 ،2531 ،2528 ،2523 ،2229‬ومسلم )‬
‫‪.(926‬‬

‫ويدخل فى جميع ابواب العلم والعبادات والمعاملت والنكحة وغيرها‪.‬‬


‫وفى الحديث‪" :‬ل عذر لمن أقر" ) ‪.(1‬‬
‫ويجب على النسان أن يعترف بجميع الحقوق التى عليه للدميين ليخرج‬
‫من التبعة بأداء او اساتحلل‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وصلى الله على سايدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسالم تسليما ً كثيرًا‪.‬‬
‫علقه العلمة الفهامة الشيخ‪ :‬عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله‬
‫م نقله فى ‪ 23‬جمادى‬ ‫وغفر له ولوالديه ولجميه المسلمين آمين‪ ،‬وت ّ‬
‫الخر ‪1373‬ه‪ ،‬بقلم الفقير الى الله الغنى‪ :‬عبد الله بن ساليمان‬
‫السلمان‪ ،‬غفر الله له ولوالديه ولكافة المسلمين‪.‬‬

‫م‬‫ت ّ‬
‫بحمد‬
‫الله‬
‫‪ .1‬قال العجلونى فى كشف الخفا )‪ " :(3080‬وقال الحافظ بن حجر ل اصل له وليس معناه على‬
‫إطلقه صحيحًا"‪ ،‬وكذا ذكر على القارئ فى المصنوع )‪ (399‬عن ابن حجر أنه ل أصل له‪.‬‬

‫الفهرس الموضوعى‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫مقدمة المحقق‬
‫ترجمة الماما العلمة السعدى رحمه الله‬
‫اسامه ونسبة‬
‫مولده ووفاة والديه‬
‫نشأته‬
‫شيوخه‬
‫طريقة تدريس السعدى‬
‫عقيدة الشيخ‬
‫لتلميذه‬
‫مصنفات الشيخ‬
‫مرضه ووفاته‬
‫عملى فى الكتاب‬
‫مقدمة المصنف‬
‫الحكاما الخمسة‬
‫كتاب الطهارة‬
‫فصل‬
‫باب النية‬
‫باب الساتنجاء‪ ،‬وآداب قضاء الحاجة‬
‫والشياء النجسة‬
‫باب صفة الوضوء‬
‫باب المسح على الفخين‬
‫باب نواقض الوضوء‬
‫باب ما يوجب الغسل وصفته‬
‫باب التيمم‬
‫كتاب الصلة‬
‫باب صفة الصلة‬
‫باب ساجود السهو والتلوة والشكر‬

‫باب مفسدات الصلة ومكروهاتها‬


‫باب صلة التطوع‬
‫أوقات النهى‬
‫باب صلة الجماعة والمامة‬
‫باب صلة أهل العذار‬
‫باب صلة الجمعة‬
‫باب صلة العيدين‬
‫كتاب الجنائز‬
‫كتاب الزكاة‬
‫باب زكاة الفطر‬
‫باب أهل الزكاة ومن ل تدفع له‬
‫كتاب الصياما‬
‫كتاب الحج‬
‫باب الهدى والضحية والعقيقة‬
‫كتاب البيوع‬
‫باب بيع الصول والثمار‬
‫باب الخيار وغيره‬
‫أنواع الخيار‬
‫باب السلم‬
‫باب الرهن والضمان والكفالة‬
‫باب الحجر لفلس او غيره‬
‫باب الصلح‬
‫باب الوكالة الشرعية والمساقاة والمزارعة‬
‫باب إحياء الموات‬
‫باب الجعلة والجارة‬
‫باب اللقطة‬
‫باب المسابقة والمغالبة‬
‫باب الغصب‬
‫باب العارية والوديعة‬
‫باب الشفعة‬

‫باب الوقف‬
‫باب الهبة والعطية والوصية‬
‫كتاب المواريث‬
‫باب العتق‬
‫باب الكتابة‬
‫كتاب النكاحا‬
‫باب شرط النكاحا‬
‫باب المحرمات فى النكاحا‬
‫باب الشروط فى النكاحا‬
‫باب العيوب فى النكاحا‬
‫كتاب الصداق‬
‫باب عشرة الزوجين‬
‫باب الخلع‬
‫كتاب الطلق‬
‫فصل‬
‫باب اليلء والظهار واللعان‬
‫كاب العدد والساتبراء‬
‫باب النفقات للزوجات والقارب والمماليك والحضانة‬
‫كتاب الطعمة‬
‫باب الذكاة والصيد‬
‫باب اليمان والنذكور‬
‫كتبا الجنايات‬
‫كتاب الحدود‬
‫باب حكم المرتد‬
‫كتاب القضاء والدعاوى والبينات وأنواع الشهادات‬
‫باب القسمة‬
‫باب القرار‬

You might also like