الجزائر و المنظمة العالمية للتجارة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫وهذا النوع األخير من الحقوق هو الذي أصبحت بعض الدول المستهلكة‪ %‬ترافع من أجله وتطالب بتخفيض معدالته إلى

أدنى حد ممكن‪ ،‬ومن شأن تطبيق ذلك‬


‫‪.‬إلحاق أضرار كبيرة بالدول المنتجة‪ ،‬والتأثير عليها بصورة واضحة ألنها ستحرم من موارد مالية هامة‬

‫من جهة ثانية‪ ،‬إن كان يحتمل شيء من الخطر يمكن أن يأتي من جهة الحقوق الجمركية عند التصدير‪ ،‬في شكل انخفاض في اإليرادات الجمركية‪ ،‬فإن مصدر‬
‫التهديد األول يبقى هو التفكيك الجمركي الخاص بالمشتقات النفطية‪ ،‬حيث من المعروف أن القسم األكبر من إنتاج المشتقات‪ %‬النفطية يتركز في البلدان الصناعية‪،‬‬
‫ومن شأن هذا التفكيك إغراق السوق الجزائرية بإنتاج هذه البلدان وتقويض أركان الصناعة الجزائرية الناشئة‪ .‬حيث إذا كانت المنتجات الخارجية قد بلغت في‬
‫السنوات األخيرة درجة كبيرة من الجودة‪ ،‬وأصبحت تتمتع بمواصفات تقنية عالية‬

‫‪،‬مدفوعة إلى ذلك بالتشدد الذي فرضه تطور التشريعات البيئية في أمريكا وأوروبا‪ .‬فإنه المقابل بقيت الصناعة التحويلية الجزائرية بعيدة عن هذه التحوالت ‪-‬‬

‫وبالتالي ستصبح غير قادرة على المنافسة‪ %‬في السوق المحلية ذاتها بعد التفكيك الجمركي‪ ،‬بل وستكون عاجزة حتى على االستمرار في تسويق منتجاتها في ‪-‬‬
‫أسواق البلدان الصناعية رغم التفكيك التي من المفروض أنه يخدمها‪ ،‬ألن هذه المنتجات الجزائرية ومنتجات قطاع النقل تحديدا ال تتوفر فيها ببساطة المواصفات‬
‫المطلوبة حاليا في األسواق‪ ،‬ما يعني أنها ستكون هذه المرة في مواجهة الحواجز غير الجمركية وهذا ما يستدعي إنشاء معامل تكرير جديدة في الجزائر تعمل‬
‫بالطرق الحديثة‪ ،‬وتحديث المعامل الحالية التي ال تزال تعمل بالطريقة التقليدية وتجهيزها بالوسائل التكنولوجية الحديثة التي جهزت بها معامل‬

‫‪.‬التكرير األوروبية واألمريكية ‪-‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد إمكانية وضع القيود الكمية على الصادرات أو الواردات‬

‫إن مسألة القيود الكمية على التجارة الخارجية التي تم طرحها في دورة األورغواي‪ ،‬قد تم ‪-‬‬

‫طرحها بشكل جديد في الدورة األولى للمفاوضات بعد إنشاء المنظمة العالمية للتجارة عام ‪- . 1995‬‬

‫حيث كانت مناسبة بعث مسار جولة جديدة للمفاوضات التجارية المتعددة األطراف في عام ‪- 2001‬‬

‫بالدوحة فرصة لبروز توجه دولي جديد يسعى تحت غطاء إبرام اتفاقية دولية حول المنافسة إلى ‪-‬‬

‫تمرير بعض األفكار التي تصب في خانة الحد من نفوذ بعض المنظمات الدولية التي تدافع على ‪-‬‬

‫مصالح بلدان العالم الثالث‪ ،‬خصوصا أوبك‪ ،‬وتتضح معالم هذا التوجه في مشروع البرنامج ‪-‬‬

‫‪.‬المطروح للمناقشة الذي احتوى فقرة تنص على ضرورة منع جميع أشكال الكارتل ‪-‬‬

‫إن واجب الجزائر قبل االنضمام وبعد االنضمام العمل مع البلدان النفطية األخرى خصوصا داخل إطار أوبك‪ ،‬للتأثير على مسار المفاوضات والعمل على عدم ‪-‬‬
‫تطبيق المادة ‪ 11‬بالمعنى الذي تريده بعض الدول المستهلكة ألن ذلك سيغلق الباب أمام إستراتيجية التأثير على األسعار من خالل التحكم في الكميات المعروضة‬
‫‪.‬في السوق‪ .‬ولن يترك أمام الدول المنتجة والجزائر واحدة من هذه الدول‪ ،‬وسيلة تعتمد عليها لتعظيم المداخيل في قطاعاتها النفطية والغازية‬

‫كما يجب على الجزائر التعاون مع الدول النفطية األخرى للدفاع عن االستثناءات الواردة ‪-‬‬

‫في بعض المواد وتثبيت المعنى المقصود منها ألنها استثناءات تصب في مصلحة الجزائر‪ ،‬و من ‪-‬‬

‫‪ :‬هذه االستثناءات ما يلي ‪-‬‬

‫االستثناء الوارد في المادة ‪ 11‬الفقرة‪ 2.‬والذي يسمح بفرض قيود كمية على الصادرات في الحالة التي يكون الهدف من ذلك هو " تحفيز تجارة هذه ‪- 1-‬‬
‫المنتجات في األسواق الدولية " ‪ ،‬وقد فسر البعض هذه الجملة بأن أحد المعاني المقصودة بها هو تمديد الفترة الزمنية التي يمكن فيها طرح هذه المنتجات في‬
‫األسواق الدولية‪ ،‬ألن الغاء القيود عليها سيعمل على استنزاف هذه المنتجات) البترول الخام خاصة( والتي هي في األصل مواد أولية غير متجددة و آيلة للنضوب‬
‫‪1.‬‬

‫والذي يسمح بفرض قيود كمية على الصادرات فيالحالة التي يكون الهدف من ذلك هو " المحافظة‪ %‬على الثروات ‪ G‬االستثناء الوارد في المادة ‪ 20‬الفقرة ‪-‬‬
‫الطبيعية على شرط أن تكون هذه القيود مصحوبة باجراءات تحد من اإلنتاج واالستهالك المحليين"‪ .‬وتستطيع الجزائر تفعيل هذا االستثناء عبر العمل على انجاز‬
‫‪.‬برنامج وطني لترشيد استهالك الطاقة وتحسين معدل الفاعلية الطاقوية الذي ال يزال مرتفعا في الجزائر‬
‫ثالثا ‪ :‬من زاوية تحديد إمكانية اعتماد إستراتيجية ازدواجية األسعار‬

‫يمكن حملها على عدة أوجه‪ ،‬وهنا تكمن أهمية هذه االتفاقية‪ .‬فهي مثال تحتوي بندا ينص صراحة ‪ SMC‬إن بعض بنود اتفاقية اإلعانات واإلجراءات التعويضية‬
‫أنه ال يمكن اعتبار مسألة ازدواجية األسعار للمنتج الواحد في السوقين المحلية والدولية إجراءا خاصا بالمعنى الذي تعطيه االتفاقية لهذه الكلمة‪ ،‬مما يستدعي في‬
‫حالة ثبوته الرد عليه باجراءات ردعية‪ ،‬وذلك في الحالة التي تكون االستفادة من هذا االجراء جماعية ودون تمييز بين كل الصناعات المحلية‪ ،‬بصرف النظر عن‬
‫كونها صناعة وطنية أو صناعة أجنبية و إن من مصلحة الجزائر أن تبقى الممارسة الحالية القائمة على اعتماد مستوى أسعار محلي منخفض مقارنة بمستوى‬
‫األسعار في السوق الدولية‪ ،‬وعليها ان تنتبه أنه اذا ما تطور األمر مستقبال في صالح األطراف التي تعمل على تأكيد المعنى الذي يفيد أن تطبيق مبدأ ازدواجية‬
‫األسعار وهو شكل من أشكال الدعم‪ ،‬فإن ذلك سيكون له تأثيرات سلبية على البلدان النفطية وفي مقدمتها الجزائر‪ ،‬حيث سيحرمها ذلك من إمكانية االستفادة من‬
‫الوضع التفضيلي الذي تتمتع به حاليا‪ ،‬باعتبارها بلدا ملك موارد نفطية وغازية هامة بأسعار تنافسية يسمح لها بتشجيع االستثمار المحلي واستقطاب ياالستثمار‬
‫‪ .‬األجنبي المباشر‪ ،‬بهدف تحقيق قيام صناعة محلية قوية موجهة نحو التصدير‪ ،‬خاصة في قطاع المصب النفطي‬

‫رابعا ‪ :‬من زاوية تجارة الخدمات‪%‬‬

‫من المؤكد أن يكون لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة تأثير على مختلف أنشطة الخدمات في قطاع المحروقات‪ ،‬غير أن أشكال هذا التأثير بالنسبة للجزائر‬
‫ال تزال غير محددة‪ ،‬ألن مسار المفاوضات في قطاع الخدمات‪ %‬عموما وليس خدمات قطاع المحروقات‪ %‬فقط ال يزال في بداياته‪ ،‬وعليه فإنه هذا التأثير يتوقف على‬
‫تطور مسألة المفاوضات في المستقبل يحتاج مسار المفاوضات بخصوص خدمات قطاع المحروقات في المستقبل أوال إلى تعيين دقيق ألنواع الخدمات‪ %‬التي يمكن‬
‫أن تكون موضوعا لاللتزامات الدولية في هذا المجال‪ .‬وهذه الغاية يحتاج تحقيقها إلى القيام بتحوالت هيكلية كبيرة تشمل إلغاء االحتكارات واالندماجات العمودية‪.‬‬
‫وقد شرعت بعض القوى الصناعية في تطبيق ذلك على أرض الواقع وذلك عبر سن قوانين للفصل القانوني والمحاسبي بين النشاطات المختلفةاإلنتاج والنقل‬
‫والتسويق ومعاملة كل نشاط‬

‫على حدة‪ .‬وقد كانت البداية بقطاع الغاز‪ ،‬وال يستبعد أن يمتد هذا الفصل في المستقبل إلى قطاع النفط‪ .‬وهو ما يجب أن تنتبه له الجزائر من اآلن‪ ،‬خصوصا وأن‬
‫شركة سوناطراك بشكلها التنظيمي الحالي تبدو وكأنها شركة مندمجة عموديا‪ ،‬رغم أنها بادرت و منذ الثمانينيات إلى عملية إعادة هيكلة كبيرة‪ ،‬احتفظت فيها‬
‫‪.‬الشركة األم بأنشطة اإلنتاج وتم تكليف شركات‪ %‬فرعية بمعظم األنشطة األخرى‪ ،‬وهي كلها أنشطة خدمية تقريبا‬

‫ــــــــــــــ‬

‫ص ‪ omc -160‬مذكرة تخرج ماجستير دور ومكانة قطاع المحروقات الجزائري في ضوء الواقع االقتصادي الدولي الجديد وفي افق انظمام الجزائر الى ال* ‪4‬‬
‫‪164‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪.‬تجسد المنظمة العالمية للتجارة مظهرا من مظاهر الهيمنة الليبرالية على اقتصاديات الدول النامية على غرار باقي الهيئات المالية والتجارية العالمية‬

‫ومما ال شك فيه أ الجزائر أصبحت على وشك االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة ولذلك فعلى الجزائر أن تستعد لهذا االنضمام من خالل العمل على تنمية‬
‫‪.‬الموارد االقتصادية لها بغض النظر عن قطاع النفط وذلك بزيادة وتحسين وتنويع اإلنتاج المحلي‪ ،‬بغية الدخول لألسواق العالمية ومواجهة المنافسة‪ %‬الدولية‬

‫المراجع‬

‫د‪.‬ناصر دادي عدون و محمد متناوي ‪.‬انظمام الجزائر الى المنظمة العالمية لتجارة االهداف والعراقيل مجلة الباحث‪1*2004‬‬

‫بلقاسم سرايري دور ومكانة قطاع المحروقات‪ %‬الجزائري في ضوء واقع االقتصاد الدولي الجديد وفي أفق انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة مذكرة*‪2‬‬
‫لنيل شهادة‪ %‬الماجستير جامعة باتنة ‪2008‬‬
‫المنظمة العالمية للتجارة ويكيبيديا الموسوعة الحرة*‪3‬‬

‫العملية شملت ‪ 1163‬أجنبيا وتهدف إلى تطهير بطاقية السجل التجاري‬

‫كشف المستشار اإلعالمي لدى وزير التجارة أن ‪ 19989‬شركة استيراد متخصصة في جلب المواد الجاهزة للسوق أو ما يعرف تنظيميا بـ«البيع على الحالة»‪،‬‬
‫لن يسمح لها بممارسة التجارة الخارجية بداية من ‪ 01‬جويلية الجاري‪ ،‬بعدما شطبت نهائيا من بطاقية السجل التجاري‪ ،‬وقد شمل قرار الشطب أيضا ‪1163‬‬
‫‪.‬ممارسا أجنبيا لتجارة التجزئة‬

‫وأوضح فاروق طيفور أن قرارات الشطب جاءت ضمن مخطط تطهير البطاقية الذي بادرت به مصالح الوزارة‪ ،‬بناء على المرسوم التنفيذي ‪ 11/13‬والمؤرخ‬
‫في ‪ 13‬جوان ‪ ، 2011‬والذي ألزم جميع المتعاملين التجاريين في صنفي «االستيراد للبيع على الحالة وتجارة التجزئة لألجانب» بتحيين سجالتهم‪ %‬التجارية كل‬
‫سنتين‪ ،‬بعدما كانت سجالت عادية مدى الحياة‪ ،‬وأضاف المتحدث أنه بمقتضى المرسوم التنفيذي المذكور‪ ،‬فتح المجال لهؤالء في مدة ‪ 6‬أشهر لتكييف سجالتهم‪،‬‬
‫بداية من جوان حتى ديسمبر ‪ 2011‬كأقصى أجل‪ ،‬قبل أن تمدد العملية إلى غاية جوان ‪ ،2012‬بسبب قلة اإلقبال من طرف المعنيين‪ ،‬وقد أسفرت عملية‬
‫المراجعة في نهاية اآلجال المصرح بها‪ ،‬عن توافد ‪ 13882‬شركة استيراد من مجموع ‪ 35513‬شركة مدونة على البطاقية الوطنية‪ ،‬في حين تغيبت ‪19989‬‬
‫شركة وهو ما يمثل قرابة ‪ ،% 60‬وقامت ‪ 1647‬شركة بشطب اسمها طواعية‪ ،‬بينما تم تسجيل ‪ 3723‬شركة جديدة في هذه الفترة‪ ،‬ليرتفع بذلك عدد الشركات‬
‫المستوردة التي تعمل بصفة قانونية مطابقة لمحتوى المرسوم التنفيذي األخير إلى ‪ 17605‬شركة‪ ،‬كما تم حذف الشركات المتبقية‪ ،‬والممتنعة عن تجديد سجالتها‪%‬‬
‫‪.‬بصفة نهائية‪ ،‬وبمقتضى ذلك سوف تكون ممنوعة مطلقا من ممارسة‪ %‬التجارة الخارجية‬

‫وذكر المستشار اإلعالمي لوزير التجارة في السياق نفسه‪ ،‬أن العملية أسفرت أيضا عن تقدم ‪ 574‬تاجرا أجنبيا للتجزئة لتجديد سجالتهم‪ ،‬من مجموع ‪ 1802‬كانوا‬
‫موثقين لدى السجل التجاري إلى غاية تاريخ صدور المرسوم‪ ،‬بينما تغيب ‪ 1163‬معنيا‪ ،‬وشطب البعض اآلخر أنفسهم‪ ،‬والمقدر عددهم بـ ‪ 65‬تاجرا‪ ،‬في حين‬
‫‪.‬التحق ‪ 212‬أجنبيا بقطاع التجارة بالتجزئة‪ ،‬ليصبح العدد اإلجمالي بعد عملية التطهير في حدود ‪ 786‬أجنبيا يمارسون وظيفتهم وفق القانون‬

‫وعن الخلفيات التي دفعت بمصالح الوزارة إلجراء هذه العملية‪ ،‬قال المتحدث إن اإلحصائيات السنوية التي كانت تجريها دائرته الوزارية كل سنة بشأن التصريح‬
‫بالحساب االجتماعي للشركات‪ ،‬أظهر أن ما ال يقل عن ‪ % 50‬من هذه المؤسسات‪ ،‬ال تستجيب لإلحصاء رغم إجبارية القانون بهذا الصدد‪ ،‬مما يثير الكثير من‬
‫الشكوك حول سالمة هذه الشركات التي يوجد كثير من أصحابها في حالة وفاة أو توقف عن النشاط والبعض اآلخر يتعمد التهرب من التصريح لحسابات عديدة‪،‬‬
‫مثلما أضاف‪ ،‬وهو ما دفع بالوزارة إلعادة تنظيم حالة السجل التجاري بهدف تطهيره من الطفيليين والغشاشين والمحتالين على حد وصفه‪ ،‬مما يسمح بتوفير‬
‫‪.‬ظروف تجارة شفافة كما قال‬

‫وكشف فاروق طيفور أن العملية مستمرة‪ ،‬وسوف تطال أصنافا أخرى من النشاط التجاري لم يفصح عن طبيعتها‪ ،‬لكنه أكد أن اإلجراء لن يطول وقد يستأنف في‬
‫‪.‬المستقبل القريب والمتوسط على حد تعبيره‬

‫عثماني عبد الحميد‬

You might also like