Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 253

‫المملكة العربية السعودية‬

‫الدراسات اإلسالمية‬
‫( التفسير ‪ -‬الحديث ‪ -‬التوحيد ‪ -‬الفقه )‬
‫لل�صف الثالث املتو�سط‬
‫الف�صل الدرا�سي الثاين‬

‫قام بالت�أليف واملراجعة‬


‫فريق من املتخ�ص�صني‬

‫طبعة ‪ 1442‬ـــ ‪2020‬‬


‫ح وزارة التعليم‪ ١٤٤٢ ،‬هـ‬
‫فهرسـة مكتبة امللك فهد الوطنيـة أثنـاء النشـر‬
‫الدراسات اإلسالمية ‪ -‬للصف الثالث املتوسط‪ :‬الفصل الدرايس الثاين ‪/‬‬
‫وزارة التعليم‪ ،‬الرياض‪١٤٤٢ ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 53‬ص ؛ × ‪ 5.5‬سم‬
‫ردمـك‪978 - 603 - ٥٠٨ - ٨٧١ - ٨ :‬‬
‫‪ -‬الثقافة اإلسالمية ‪ -‬كتب دراسية ‪ -٢‬التعليم املتوسط‪ -‬السعودية‬
‫أ‪ .‬العنوان‬
‫‪١٤٤٢ / ٣٠٧٩‬‬ ‫ديـوي ‪٢١٤‬‬

‫رقم الإيداع‪١٤٤٢ /٣٠٧٩ :‬‬


‫ردمك‪8 - 6 - ٥٠٨ - ٨٧١ - ٨ :‬‬

‫حقوق الطبع والن�شر حمفوظة لوزارة التعليم‬


‫‪www.moe.gov.sa‬‬
‫المقدمة‬

‫احلمد لله رب العاملني‪ ،‬و�صلى الله و�سلّم على املبعوث رحمة للعاملني‪ ،‬نبينا حممد‪ ،‬وعلى �آله و�صحبه‬
‫�أجمعني‪� ،‬أما بعد‪:‬‬
‫ف�إن علم التف�سري‪ ،‬وعلم احلديث‪ ،‬وعلم التوحيد‪ ،‬وعلم الفقه من �أهم العلوم الإ�سالمية‪ ،‬التي جاءت الأدلة‬
‫مب�شا‬
‫خريا يفقهه يف الدين» ‪ ،‬وقال ّ ً‬
‫(‪)١‬‬
‫ال�رشعية يف بيان ف�ضلها‪ ،‬وف�ضل من تعلمها‪ ،‬كما قال ‪« :‬من يرد الله به ً‬
‫«ن�ض الله امر ًءا �سمع مقالتي فبلغها»(‪.)٢‬‬
‫من بلغ �رشيعته‪َّ :‬‬
‫وي�أتي كتاب الدرا�سات الإ�سالمية لل�صف الثالث املتو�سط‪ ،‬الف�صل الثاين مت�ضم ًنا هذه العلوم الأربعة التي قد‬
‫قرر تدري�سها لأهداف حمددة‪ ،‬حيث يعتني كل واحد منها ببناء جانب من جوانب �شخ�صية امل�سلم يف املجال‬
‫العلمي والرتبوي‪.‬‬
‫�أما التف�سري فهو يعتني بكتاب الله تعالى‪ ،‬من حيث بيان معاين �ألفاظه‪ ،‬وتو�ضيح دالالته ومقا�صده‪ ،‬والإ�شارة‬
‫�إلى �أ�سباب نزوله‪ ،‬والداللة على وجوه �إعجازه وبالغته وف�صاحته‪.‬‬
‫و�أما احلديث‪ ،‬فهو يعتني ب�سنة النبي وهديه‪ ،‬وما �أثر عنه من �أقوال‪� ،‬أو �أفعال‪� ،‬أو تقريرات‪ ،‬يف خمتلف‬
‫املجاالت‪ ،‬ومنها جمال الآداب ال�رشعية‪ ،‬والأخالق الكرمية التي ينبغي �أن يتحلى بها امل�سلم ويتمثلها يف حياته‪.‬‬
‫�أما علم التوحيد فهو العلم الذي يهتم بعقيدة امل�سلم‪ ،‬وتقدميها يف �صورة نقية‪ ،‬خال�صة من �شوائب ال�رشك‬
‫والبدع واخلرافات‪.‬‬
‫�أما علم الفقه فهو العلم الذي يو�ضح للم�سلم الأحكام ال�رشعية املتعلقة مبا كلف الله به امل�سلم من عبادات‪ ،‬وما‬
‫ميار�سه يف حياته من معامالت ونحوها‪.‬‬
‫طالبا ً‬
‫ن�شطا داخل‬ ‫وقد مت �صياغة الدرو�س واملو�ضوعات ـ يف هذه املواد الأربع ـ �صياغة تتيح للطالب �أن يكون ً‬
‫ال�صف؛ ي�شارك يف الدر�س بفاعلية وروح متوثبة‪ ،‬مطبقًا ملا ميكن تطبيقه داخل ال�صف �أو املدر�سة‪ ،‬وي�شارك يف‬
‫وفهما وا�ستيعابًا للدر�س‪ ،‬وتنمي لديه املهارات املتنوعة؛ كما تعينه على‬ ‫علما ً‬‫حل الن�شاطات والتمارين التي تزيده ً‬
‫البحث عن املعلومة بنف�سه؛ من خالل بع�ض املوجهات �أو �إر�شاد املعلم؛ كما تعينه على التعاون مع زمالئه يف �إثراء‬
‫املادة ونفع الآخرين‪.‬‬
‫وقد روعي يف ت�أليف هذه املواد ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬تنوع العر�ض للمادة الدرا�سية؛ لي�سهل فهمها وا�ستيعابها بي�رس و�سهولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقريب املعلومة من خالل الأ�شكال املنا�سبة‪ ،‬والو�سائل املتنوعة؛ التي ت�شوق الطالب ملطالعة الكتاب‪،‬‬ ‫ً‬
‫وتعينه ـ ب�إذن الله تعالى ـ على فهمه‪ ،‬وتر�سخ لديه املعارف والأهداف الرتبوية التي يراد منه �إدراكها والعمل بها‪.‬‬
‫ً‬
‫وا�ستنباطا لها؛ من‬ ‫ثال ًثا‪ :‬احلر�ص على م�شاركة الطالب يف الدر�س؛ تعلم ًا وتطبيق ًا وكتابةً‪ ،‬وبح ًثا عن املعلومة‪،‬‬
‫( ) �أخرجه الترمذي ( ‪ ،)٢٦٤٥‬و�أحمد (‪.)٢٧٩٠‬‬
‫(‪� )٢‬أخرجه الترمذي ( ‪.)٢٦٥٨‬‬
‫خالل �أن�شطة تعليمية وفراغات داخل املحتوى تركت ليكتبها الطالب ب�أ�سلوبه‪ ،‬وي�رضب عليها �أمثلة من واقع حياته‬
‫ومعاي�شته‪.‬‬
‫حمددة‪ ،‬وبع�ضها فيه م�ساحة للر�أي‬
‫ويح�سن التنبيه هنا �إلى �أن بع�ض الأ�سئلة والن�شاطات لي�س لها �إجابة واحدة َّ‬
‫وا�سع والق�صد من �إيرادها هو تنمية مهارات التع ُّلم والتفكري لدى املتعلم‪ ،‬وتقوية ثقته بنف�سه‬
‫ٌ‬ ‫والتفكري‪ ،‬فاملجال‬
‫للتعبري عن ر�أيه‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬تنمية مهارات التعلم والتفكري لدى الطالب؛ من خالل م�ساحات للتفكري تتيح له التمرن على اال�ستنباط‬
‫و�رضب الأمثلة وامل�شاركة الفاعلة‪.‬‬
‫إجماليا عن كل وحدة؛ بربط مفاهيمها‬ ‫ت�صورا � ً‬
‫ً‬ ‫خام�سا‪ :‬زودت بع�ض الوحدات بخرائط للمفاهيم؛ لتعطي‬ ‫ً‬
‫الرئي�سة مبفاهيمها الفرعية‪.‬‬
‫�أخي الطالب! هذا بع�ض اجلهد الذي بذل يف ت�أليف هذه الكتب التي جمعت لك يف كتاب واحد‪ ،‬نقدمه‬
‫�إليك‪ ،‬وكلنا �أمل يف �أن ت�ستفيد منه الفائدة املرجوة‪ ،‬فنو�صيك بالعناية به‪ ،‬واملحافظة عليه‪ ،‬و�س�ؤال املعلم عما‬
‫نورا يف الدنيا‪ ،‬وزا ًدا يف الآخرة‪ ،‬ون�س�أل الله تعالى لنا ولك التوفيق والقبول‪ ،‬و�صلى‬
‫�أ�شكل عليك؛ ليكون لك ً‬
‫الله و�سلم على نبينا حممد‪ ،‬وعلى �آله و�صحبه‪.‬‬
‫فهرس التفسير‬
‫الآيات‬
‫رقم ال�صفحة‬ ‫الدر�س‬ ‫مو�ضوع الوحدة‬
‫حتى‬ ‫من‬

‫الدعوة �إلى الحق‬ ‫الأولى‬

‫‪3‬‬

‫‪٢٨‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التعريف ب�سورة مريم‬ ‫الثانية‬

‫‪3‬‬
‫ق�صة زكريا ‬ ‫الثالثة‬
‫‪3‬‬

‫ق�صة مرمي وابنها نبي الله عي�سى‬


‫الرابعة‬
‫‪33‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫دعوة �إبراهيم ‬
‫الخام�سة‬
‫لأبيه‬
‫فهرس الحديث‬

‫ال�صفحة‬ ‫�أول احلديث‬ ‫الدر�س‬ ‫الوحدة‬

‫( �إياكم والجلو�س في الطرقات‪)...‬‬ ‫الأول‬

‫(ال ي�شير �أحدكم على �أخيه بال�سالح‪)...‬‬ ‫الثاين‬ ‫الأولى‬

‫( ال يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ‪)..‬‬ ‫الثالث‬

‫(�س�ألت ر�سول الله ‪‬عن نظر الفجاءة‪)...‬‬ ‫الرابع‬

‫الثانية‬

‫( ال يزني الزاني حين يزني وهو م�ؤمن‪)...‬‬ ‫اخلام�س‬

‫( ما من م�سلم يغر�س غر�ساً‪)..‬‬


‫ال�ساد�س‬ ‫الثالثة‬
‫(كان زكريا نجاراً )‪.‬‬
‫(وا�ستو�صوا بالن�ساء خيراً‪)...‬‬
‫ال�سابع‬
‫(خيركم خيركم لأهله‪)..‬‬

‫(من �أحق النا�س بح�سن �صحابتي‪)...‬‬ ‫الثامن‬ ‫الرابعة‬

‫(ال يكون لأحدكم ثالث بنات �أو‪)...‬‬ ‫التا�سع‬

‫(كل م�سكر حرام‪)..‬‬


‫‪3‬‬ ‫العا�رش‬
‫داء‪).....‬‬
‫(نعم يا عباد الله تداووا؛ ف�إن الله لم ي�ضع ً‬ ‫اخلام�سة‬
‫‪3‬‬ ‫(الفطرة خم�س‪� ،‬أو خم�س من الفطرة‪)..‬‬ ‫احلادي ع�رش‬
‫فهرس التوحيد‬

‫رقم ال�صفحة‬ ‫المو�ضوع‬ ‫الوحدة‬

‫�إ�ضافة النعم �إلى الله تعالى والتحذير مما ي�ضاد ذلك‬ ‫الأولى‬

‫التحذير من �ألفاظ تت�ضمن م�ساواة الله تعالى بخلقه‬ ‫الثانية‬

‫‪3‬‬ ‫لزوم اجلماعة وذم الفرقة‬ ‫الثالثة‬

‫التحاكم �إلى �رشع الله تعالى‬ ‫الرابعة‬

‫التحذير من اال�ستهزاء بالدين‬ ‫اخلام�سة‬


‫فهرس الفقه‬
‫رقم ال�صفحة‬ ‫المو�ضوع‬ ‫الوحدة‬

‫ال�صيد والتعامل مع احليوانات‬ ‫الأولى‬

‫اللبا�س والزينة و�سنن الفطرة‬ ‫الثانية‬

‫‪3‬‬ ‫الأميان والنذور‬ ‫الثالثة‬


‫�أو ًال‪ :‬التف�سري‬

‫‪11‬‬
‫الوحدة‬
‫األولى‬

‫الدعوة �إىل احلق‬

‫‪12‬‬
‫عناصر الوحدة‪:‬‬

‫الآيات‬
‫الدر�س ا�سم ال�سورة‬ ‫مو�ضوع الوحدة‬
‫�إلى‬ ‫من‬
‫احل�رش‬
‫احل�رش‬ ‫تف�سري‬
‫احل�رش‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة احل�شر‬ ‫‪1‬‬
‫من الآية رقم ( ‪� )9‬إىل الآية رقم ( ‪) 10‬‬

‫امل�سلمون على ثالثة �أق�سام‪ :‬الق�سم الأول‪ :‬املهاجرون‪ ،‬وقد ذكرهم الله تعالى يف الآية الثامنة من �سورة‬
‫احل�رش‪ ،‬والق�سم الثاين‪ :‬الأن�صار‪ ،‬والق�سم الثالث‪ :‬التابعون لهم ب�إح�سان �إلى يوم القيامة‪ ،‬وهذان الق�سمان‬
‫الأخريان ذكرهما الله تعالى يف الآيتني الآتيتني‪:‬‬

‫‪$‬‬
‫}ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁﰂﰃﰄﰅﰆﭑ‬
‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ‬
‫ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ{‬

‫‪14‬‬
‫�سبب نزول الآيــات‬
‫رجل ر�سول الله فقال‪ :‬يا ر�سول الله‪� ،‬أ�صابني ا َجل ْه ُد‪ ،‬ف�أر�سل �إلى‬ ‫قال‪� :‬أتى ٌ‬ ‫عن �أبي هريرة‬
‫ن�سائه فلم يجد عندهن �شي ًئا‪ ،‬فقال ر�سول الله ‪�«:‬أال رجل ي�ضيفه هذه الليلة يرحمه الله» فقام رجل من‬
‫الأن�صار فقال‪� :‬أنا يا ر�سول الله‪ ،‬فذهب �إلى �أهله فقال المر�أته‪� :‬ضيف ر�سول الله ال َت َّدخِ ريه �شي ًئا‪،‬‬
‫ال�ص ْب َي ُة ال َع�شا َء ف ّن َومِيهم‪ ،‬وتعايل ف�أطفئي ال�رساج‪،‬‬
‫ال�ص ْب َية‪ ،‬قال‪ :‬ف�إذا �أراد ِّ‬
‫قالت‪ :‬والله ما عندي �إال ق ُْو ُت ِّ‬
‫ونطوي بطوننا الليلة‪ ،‬ففعلت‪ ،‬ثم غدا الرجل على ر�سول الله فقال‪« :‬لقد عجب الله عز وجل �أو‬
‫�ضحك من فالن وفالنة»( ) ف�أنزل الله عز وجل ﱫﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﱪ ( )‪.‬‬

‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫�سكنوا وتوطنوا‪.‬‬ ‫تبو�ؤا‬
‫حاجة‪.‬‬ ‫خ�صا�صة‬
‫ال�ش ُّح‪ :‬البخل مع احلر�ص الذي يحمل الإن�سان على منع احلقوق الواجبة يف املال‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫�شح نف�سه‬

‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم (‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم (‬


‫( ) �سورة احل�رش الآية‪.)٩( :‬‬

‫‪15‬‬
‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬
‫ﱫ ﯦ ﯧ ﯨ ﱪ �أي‪� :‬سكنوا دار الهجرة‪ ،‬وهي املدينة‪ ،‬واملراد بهم الأن�صار ﱫﯩﱪ �أي‪:‬‬
‫ولزموا الإميان ﱫ ﯪ ﯫ ﱪ �أي‪ :‬من قبل قدوم املهاجرين �إليهم ﱫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫وح�سدا ﱫ ﯵ ﯶ ﱪ �أي‪ :‬مما �أعطي املهاجرون من مال الفيء وغريه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ﯳ ﯴ ﱪ �أي‪ً :‬‬
‫غيظا‬
‫ﱫﯷ ﯸ ﯹﱪ �أي‪ :‬يقدمون �إخوانهم املهاجرين باملال على �أنف�سهم ﱫﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾﱪ‬
‫�أي‪ :‬فاقة وحاجة �إلى املال ﱫﯿ ﰀ ﰁ ﰂﱪ �أي‪ :‬من ُحفظ من احلر�ص على املال الذي يحمل على منع‬
‫احلقوق الواجبة يف املال ﱫﰃ ﰄ ﰅﱪ �أي‪ :‬الظافرون مبطلوبهم‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ بيان ف�ضيلة الأن�صار‪ ،‬حيث و�صفهم الله تعالى يف هذه الآية ب�صفات منها‪:‬‬
‫ب ـ حمبتهم لإخوانهم امل�ؤمنني من املهاجرين‪.‬‬ ‫�أـ الإميان بالله تعالى ور�سوله ﷺ‪.‬‬
‫د ـ ‪. ....................................................‬‬ ‫ج ـ �سالمة �صدورهم من احل�سد‪.‬‬
‫ـ حث امل�سلم وترغيبه يف حفظ نف�سه من خلق ال�شح‪.‬‬
‫ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔﱪ �أي‪ :‬من بعد املهاجرين والأن�صار‪ ،‬وهم التابعون لهم ب�إح�سان �إلى يوم‬
‫القيامة ﱫﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﱪ �أي‪:‬‬
‫وحقدا ﱫﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﱪ �أي‪ :‬ذو ر�أفة بخلقك ﱫﭧﱪ �أي‪ :‬ذو رحمة مبن تاب‬
‫ً‬ ‫بغ�ضا‬
‫ً‬
‫وا�ستغفر من ذنوبه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ بيان �صفة عظيمة من �صفات امل�ؤمنني ال�صادقني‪ ،‬وهي الدعاء لإخوانهم امل�ؤمنني باملغفرة‪ ،‬و�سالمة �صدورهم‬
‫من البغ�ض واحلقد عليهم‪.‬‬
‫لي�س من �صفات �أهل الإميان‪.‬‬ ‫ـ �أن الطعن يف �صحابة ر�سول الله‬

‫ّ‬
‫فـكر‬
‫كيف ا�ستنبطت هذه الفائدة من الآية؟‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﯷﱪ ‪ -‬ﱫﯽﯛﱪ ‪ -‬ﱫﰁ ﰂﱪ ‪ -‬ﱫﭡﱪ‬
‫�س‪َ :2‬م ْن المراد بالذين تبو�ؤوا الدار؟‬
‫�س‪ :3‬ما الواجب عليك تجاه �إخوانك الم�ؤمنين؟‬
‫�س‪ :4‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﱪ‬
‫�س‪ :5‬في الآيات المف�سرة ورد ا�سمان من �أ�سماء الله تعالى‪ ،‬فما هما؟‬

‫‪17‬‬
‫الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة احل�شر‬ ‫‪2‬‬
‫من الآية رقم ( ‪� )18‬إىل الآية رقم ( ‪) 21‬‬

‫تقوى الله عز وجل جماع كل خري‪ ،‬وخري زاد يتزود به الإن�سان للدار الآخرة‪ ،‬وهي اخل�صلة التي حتمل‬
‫على طاعة الله وترك معا�صيه؛ ولذا كرر الله عز وجل الأمر بها يف كتابه‪ ،‬ومن ذلك ما جاء يف الآيات‬
‫الآتية‪:‬‬

‫‪$‬‬
‫}ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ‬
‫ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬
‫ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ{‬

‫‪18‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫خا�ض ًعا متذل ًال‪.‬‬ ‫خا�ش ًعا‬
‫مت�شققًا‪.‬‬ ‫مت�صدعا‬
‫ً‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﱪ اجعلوا بينكم وبني عذابه وقاية؛ وذلك بفعل ما �أمر به وترك ما نهى‬
‫عنه ﱫﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﱪ �أي‪ :‬لينظر كل �أحد �أي �شيء قدم لنف�سه من الأعمال يوم القيامة؛ �أمن‬
‫ال�صاحلات التي تنجيه‪� ،‬أم من ال�سيئات التي ترديه ﱫﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﱪ �أي‪ :‬عامل بجميع‬
‫�أعمالكم ال يخفى عليه �شيء منها‪ ،‬و�سيجازيكم عليها‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ وجوب تقوى الله تعالى على كل م�سلم‪.‬‬


‫ـ الأمر باال�ستعداد ليوم القيامة‪ ،‬ويكون ذلك ب�أمور منها‪:‬‬
‫‪.........................................................................................................‬‬ ‫�أ ـ‬
‫‪........................................................................................................‬‬ ‫بـ‬
‫ﱫﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﱪ �أي‪ :‬تركوا ذكر الله عز وجل وطاعته ﱫﭶ ﭷﭸ ﱪ �أي‪ :‬حظوظ‬
‫خريا ﱫﭹ ﭺ ﭻﱪ �أي‪ :‬اخلارجون عن طاعة الله ﱫﭽ ﭾ ﭿ‬ ‫�أنف�سهم فلم يقدموا لها ً‬
‫ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﱪ �أي‪ :‬ال ي�ستوي ه�ؤالء وه�ؤالء يف حكم الله تعالى يوم القيامة ﱫﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮃ ﱪ �أي‪ :‬الظافرون بكل مطلوب‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫من فوائد هاتني الآيتني‪:‬‬

‫ـ �أن اجلزاء من جن�س العمل‪.‬‬

‫و�ضح ذلك من خالل فهمك للآية‪.‬‬ ‫ّ‬


‫فـكر‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫ـ التحذير من عمل �أهل النار‪.‬‬

‫ﱫﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮃ ﱪ �أي‪ :‬مع ق�ساوته و�صالبته ﱫﮐﱪ �أي‪ :‬خا�ض ًعا متذل ًال‬
‫ﱫﮑﱪ �أي‪ :‬مت�شققًا ﱫﮒ ﮓ ﮔﮕ ﱪ �أي‪ :‬ب�سبب اخلوف من الله ﱫ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛﱪ يف هذه الأمثال ف َُين ُِيبوا وينقادوا للحق‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ بيان عظمة القر�آن الكرمي و�شدة ت�أثريه‪.‬‬


‫ـ توبيخ الإن�سان على ق�سوة قلبه‪ ،‬وعدم تدبره لآيات القر�آن الكرمي‪ ،‬وقلة خ�شوعه عند تالوته‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫بالتعاون مع زمالئك في المجموعة‪ ،‬ما الأ�سباب التي تمنع الإن�سان من الخ�شية‬ ‫ّ‬
‫فـكر‬
‫والخ�شوع عند تالوة القر�آن الكريم؟‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﮇﮃﱪ ‪ -‬ﱫﮐﱪ ‪ -‬ﱫﮑﱪ ‪.‬‬
‫�س‪ :2‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﱪ‪.‬‬
‫�س‪ :3‬ما المراد بقوله تعالى‪ :‬ﱫ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﱪ ؟‬

‫‪21‬‬
‫الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة احل�شر‬ ‫‪3‬‬
‫من الآية رقم ( ‪� )22‬إىل الآية رقم ( ‪) 24‬‬

‫يقول الله تعالى‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﱪ [األعراف‪ .] 8 :‬لله �أ�سما ٌء كثري ٌة ًّ‬


‫جدا ال ُي ْح ِ�صيها‬
‫موا�ضع متفرق ٍة من القر�آن‪ ،‬وجمع عد ًدا‬ ‫َ‬ ‫�إال هو �سبحانه وتعالى‪ ،‬وقد ذكر الله تعالى عد ًدا من �أ�سمائه يف‬
‫منها يف عدد من املوا�ضع‪ ،‬ومن �أجمعها ما جاء يف هذه الآيات الأخرية من �سورة احل�رش‪ ،‬وهي قوله تعالى‪:‬‬

‫‪$‬‬
‫}ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ{‬

‫‪22‬‬
‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬
‫ﱫ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﱪ �أي‪ :‬هو املعبود الذي ال تنبغي العبادة والألوهية �إال له ﱫﮥ ﮦﱪ‬
‫�أي‪ :‬ما هو غائب عنا ﱫﮧﮨﱪ �أي‪ :‬ما هو م�شاهد لنا ﱫﮩ ﮪﱪ �أي‪ :‬ذو الرحمة الوا�سعة ال�شاملة‬
‫جلميع املخلوقات ﱫﮫﱪ �أي‪ :‬ذو الرحمة لأهل الإميان به‪.‬‬
‫ﱫﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﱪ �أي‪ :‬املالك جلميع الأ�شياء املت�رصف فيها مبا ي�شاء ﱫﯖﱪ‬
‫�أي‪ :‬الطاهر من كل عيب املنزه عما ال يليق به ﱫﯗﱪ �أي‪ :‬الذي �سلم من جميع العيوب والنقائ�ص‬
‫لكماله يف ذاته و�صفاته و�أفعاله ﱫﯘﱪ �أي‪ :‬الذي �أَمِن خلقه من �أن يظلمهم و�أَمِن من �آمن به من عذابه‬
‫ﱫﯙﱪ �أي‪ :‬ال�شهيد على خلقه ب�أعمالهم الرقيب عليهم ﱫﯚﱪ القوي الغالب ﱫﯛﱪ‬
‫�أي‪ :‬الذي قهر جميع العباد والذي يجرب الك�سري ويغني الفقري ﱫﯜﯝﱪ �أي‪ :‬عن كل �سوء ﱫﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡﱪ �أي‪ :‬تنزيه ًا لله عن �رشكهم وعبادتهم معه َ‬
‫غري ُه‪.‬‬
‫املقد ُر للأ�شياء على مقت�ضى �إرادته وم�شيئته ﱫﯦﱪ املُ ْن�شِ ُئ للأعيان من العدم �إلى‬
‫ﱫﯣ ﯤ ﯥﱪ ِّ‬
‫الوجود ﱫﯧﯨﱪ �أي‪ :‬املُ ْوجِ ُد ل ُِ�ص َورِها وكيفياتها كما �أراد ﱫﯩ ﯪ ﯫﯬ ﱪ �أي‪ :‬التي هي �أح�سن‬
‫الأ�سماء لداللتها على �أح�سن املعاين و�أ�رشفها‪.‬‬
‫ﱫﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﱪ �أي‪ :‬ينزهه عما ال يليق به كل ما يف ال�سماوات والأر�ض ﱫﯴ‬
‫ﯵﱪ �أي‪ :‬الغالب لغريه ﱫﯶﱪ يف �رشعه وق ََدرِه‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآيات‪:‬‬

‫ـ بيان عظمة الله تعالى‪ ،‬ف�إن كرث َة الأ�سماء تدل على عظمة امل�سمى‪.‬‬
‫ـ بيان بع�ض �أ�سماء الله تعالى احل�سنى‪ ،‬وما تت�ضمنه من ال�صفات اجلميلة العليا‪.‬‬
‫‪3‬ـ احلث على التفكر يف �أ�سماء الله تعالى ومعانيها‪.‬‬
‫ـ �إثبات الأ�سماء وما تت�ضمنه من ال�صفات لله تعالى على الوجه الالئق به من غري تكييف وال متثيل وال تعطيل‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ن�شاط ‪1‬‬

‫لله تعالى �أ�سماء كثيرة غير ما ورد في هذه الآيات‪ ،‬تناف�س مع زمالئك في ذكر �أكبر عدد‬
‫ممكن منها‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪......................................................................................................................................‬‬

‫‪24‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني �أ�سماء الله الح�سنى وما يترتب على الإيمان بها‪.‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ﱫﮪﱪ‬
‫ﱫ ﮫﱪ‬
‫ﱫﯕﱪ‬
‫ﱫﯖﱪ‬
‫ﱫﯗﱪ‬
‫ﱫﯘﱪ‬
‫ﱫﯙﱪ‬
‫ﱫﯚﱪ‬
‫ﱫ ﯛﱪ‬
‫ﱫﯜﱪ‬
‫ﱫ ﯥﮃﱪ‬
‫ﱫﯦﱪ‬
‫ﱫ ﯧﱪ‬

‫�س‪ :2‬ا�ستخرج ثالث فوائد من الآيات المف�سرة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الوحدة‬
‫الثانية‬

‫التعريف ب�سورة مرمي‬

‫‪26‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الطالب يف نهاية هذه الوحدة‪:‬‬


‫�أن يتعرف على ا�سم ال�سورة وزمن نزولها‪.‬‬
‫�أن ي�ستنتج �أهم مو�ضوعات ال�سورة‪.‬‬
‫�أن ي�ستنتج بع�ض �أوجه الإعجاز يف ال�سورة‪.‬‬

‫عناصر الوحدة‪:‬‬

‫�شارك يف الدر�س‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ا�سم ال�سورة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫�أكمل خريطة املفاهيم‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫زمن نزول ال�سورة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫التقومي‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مو�ضوعات ال�سورة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪27‬‬
‫الوحدة‬
‫‪2‬‬
‫الدر�س‬
‫‪4‬‬
‫التعريف ب�سورة مرمي‬

‫�سورة مرمي‪.‬‬ ‫اسم السورة‬

‫�إلى املدينة‪ ،‬ولذا تعد ال�سورة من ال�سور‬ ‫نزلت �سورة مرمي قبل هجرة النبي‬ ‫زمن نزولها‬
‫املكية‪.‬‬

‫موضوعات السورة ‪:‬‬

‫تناولت ال�سورة عد ًدا من املو�ضوعات‪� ،‬أهمها ما ي�أتي‪:‬‬


‫�أرقام‬
‫املو�ضوع‬ ‫رقم‬
‫الآيات‬
‫ـ‬ ‫وطلبه الولد‪ ،‬وما جعله الله له من الآية يف ذلك‪.‬‬ ‫ق�صة زكريا‬

‫ـ‬ ‫ق�صة مرمي ووالدتها لعي�سى ‪ ‬وكالمه وهو يف املهد‪.‬‬

‫ـ‬ ‫‪ 3‬ذكر خرب عدد من الأنبياء والر�سل ‪ ‬ب�شيء من االخت�صار‪.‬‬


‫ـ‪3‬‬ ‫بيان ما �أعده الله تعالى لأهل الإميان والتوبة والعمل ال�صالح‪.‬‬
‫�أن يزوره بعد‬ ‫من جربيل‬ ‫ما نزل من الآيات حني طلب النبي‬
‫ـ‬
‫احتبا�سه عنه مدة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫الرد على منكري البعث‪ ،‬وذكر ورود النا�س على النار‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫�أرقام‬
‫املو�ضوع‬ ‫رقم‬
‫الآيات‬
‫‪ .‬مقارنة بني حال امل�ؤمنني وحال غريهم‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ‬
‫‪ .‬تنزيه الله عن اتخاذ الولد‪.‬‬
‫ـ‬ ‫ذكر بع�ض معتقدات الكفار الباطلة وما �أعده الله لهم يف الدار الآخرة‪.‬‬

‫بيان ما جعله الله تعالى لأهل الإميان والعمل ال�صالح‪.‬‬


‫وو�ضح ما جعله الله تعالى لهم‪.‬‬
‫راجع الآية‪ّ :‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫بيان حكمة من حكم الله تعالى يف تنزيل القر�آن الكرمي‪.‬‬


‫راجع الآية‪ :‬واذكر هذه احلكمة‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫شارك في الدرس ‪:‬‬


‫ما ذكر �أعاله بع�ض املو�ضوعات التي تناولتها ال�سورة‪ ،‬وهناك مو�ضوعات تركناها لك �أيها الطالب؛‬
‫لتقوم با�ستخراجها والتعبري عنها ب�أ�سلوبك‪ ،‬وذلك يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫�أرقام الآيات‬ ‫املو�ضوع‬ ‫رقم‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫أكمل خريطة المفاهيم ‪:‬‬

‫زكــريا‬

‫�أ�سماء الأنبياء‬
‫املذكورين يف‬
‫�سورة مرمي‬

‫�آدم‬

‫‪30‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪� :1‬أكمل‪:‬‬
‫�أ ـ تعد �سورة مريم من ال�سور ‪. .....................................................................‬‬
‫‪....................................................................................‬‬ ‫ب ـ تحدثت الآيات من ‪� 1‬إلى ‪ 11‬عن‬
‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :2‬ذكر الله تعالى في الآية رقم (‪ )58‬من �سورة مريم �أ�سماء �أربعة من الأنبياء‪ ،‬اذكرهم‪.‬‬
‫�س‪ :3‬ا�ستخرج من �سورة مريم الآية التي فيها الرد على منكري البعث‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الوحدة‬
‫الثالثة‬

‫ق�صة زكريا ‪‬‬

‫‪32‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الطالب يف نهاية هذه الوحدة‪:‬‬


‫�أن يبني معاين الكلمات الغريبة يف الآيات‪.‬‬
‫�سليما‪.‬‬
‫تف�سريا ً‬
‫ً‬ ‫�أن يف�رس الآيات من ‪� 1‬إلى ‪ 15‬من �سورة مرمي‬
‫‪.‬‬
‫�أن ي�ستنتج �أ�سباب �إجابة الدعاء لزكريا ‪‬‬
‫‪.‬‬
‫�أن ي�ستنتج �صفات يحيى ‪‬‬
‫�أن يقتدي بيحيى ‪ ‬يف ال�صفات التي ات�صف بها‪.‬‬

‫عناصر الوحدة‪:‬‬

‫الآيات‬
‫الدر�س ا�سم ال�سورة‬ ‫مو�ضوع الوحدة‬
‫�إلى‬ ‫من‬
‫مرمي‬
‫ق�صة زكريا ‪‬‬
‫مرمي‬

‫‪33‬‬
‫الوحدة‬
‫‪3‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة مرمي‬ ‫‪5‬‬
‫من الآية رقم ( ‪� )1‬إىل الآية رقم ( ‪) 9‬‬

‫�سببا‪،‬‬
‫الله �سبحانه وتعالى له التدبري التام يف هذا الكون‪ ،‬وهو �سبحانه و�إن كان قد جعل لكل �شيء ً‬
‫وجعل هذا الكون وما فيه ي�سري وفق �سنن حمددة‪� ،‬إال �أنه قادر على تعطيل الأ�سباب‪ ،‬وتغيري ال�سنن‪ ،‬وخرق‬
‫العادات؛ لأن له القدرة املطلقة‪ ،‬واحلكمة البالغة‪ ،‬ويف �سورة مرمي �أمثلة لذلك‪.‬‬
‫• �أخي الطالب اقر�أ الآيات التالية وا�ستخرج منها مثا ًال ملا ذكر‪:‬‬

‫‪$‬‬
‫}ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ‬
‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ‬
‫ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ‬
‫ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‬
‫ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬
‫ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ{‬

‫‪34‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫جنارا ي�أكل من عمل يده يف النجارة‪.‬‬
‫هو �أحد �أنبياء بني �إ�رسائيل‪ ،‬وكان ً‬ ‫زكريا‬
‫َ�ض ُع َف‪.‬‬ ‫َو َه َن‬
‫عقيم ال تلد‪.‬‬ ‫عاقرا‬
‫ً‬
‫َ‪.‬‬ ‫عِ تِيًّا‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫ ﭑ ﱪ هذه الأحرف من احلروف املقطعة التي ابتد�أ الله بها بع�ض ال�سور‪ ،‬مثل (ط�سم)‬
‫و(ي�س) و (ق) وغريها‪ ،‬ويف االبتداء بهذه الأحرف املقطعة �إ�شارة �إلى �إعجاز القر�آن الكرمي‪ ،‬فمع �أنه‬
‫مركب من هذه الأحرف التي يرتكب منها كالم العرب‪ ،‬ف�إنهم عاجزون عن الإتيان مبثله‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﱫ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﱪ �أي‪ :‬هذا ذكر رحمة الله بعبده زكريا‬
‫ﱫ ﭙ ﭚ ﭛﱪ �أي‪ :‬دعا ربه ﱫ ﭜ ﭝﱪ �أخفى دعاءه لأنه �أ�شد �إخبا ًتا و�أبعد عن الرياء‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫‪� -‬أف�ضلية الإ�رسار بالدعاء‪.‬‬


‫ﱫﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﱪ �أي‪� :‬ضعفت قواي لكرب �سني ﱫﭥ ﭦ ﭧ ﱪ �أي‪:‬‬
‫انت�رش ال�شيب يف ر�أ�سي‪ ،‬واملراد من هذا‪ :‬الإخبار عن �ضعفه وكرب �سنه ﱫﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬﱪ �أي‪ :‬ومل �أكن يا رب �شقيًّا بدعائي �إياك؛ لأين مل �أعهد منك �إال الإجابة يف الدعاء ومل تر ّدين فيما‬
‫�س�ألتك قط‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ من �آداب الدعاء التذلل لله تعالى و�إظهار ال�ضعف بني يديه‪ ،‬و�شدة احلاجة �إليه‪.‬‬

‫ن�شاط ‪1‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك في المجموعة‪ ،‬اذكر بع�ض �آداب الدعاء‪.‬‬


‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫ﱫﭮ ﭯ ﭰﱪ �أي‪ :‬من يتولى على بني �إ�رسائيل ﱫﭱ ﭲﱪ �أي‪ :‬بعد موتي‪ ،‬ووجه خوفه‬
‫�أنه خ�شي �أن يت�رصفوا من بعده يف النا�س ت�رصفًا �سي ًئا‪� ،‬أو �أن يف�سدوا يف الدين ﱫ ﭳ ﭴ ﭵﱪ �أي‪:‬‬
‫عقيما ال تلد ﱫ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﱪ �أي‪� :‬أعطني من عندك ً‬
‫ولدا �صا ًحلا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ﱫﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﱪ �أي‪ :‬يرث نبوتي ونبوة �آل يعقوب‪ ،‬يعني يعقوب بن �إ�سحاق عليهما ال�سالم‪.‬‬
‫ﱫﮂ ﮃ ﮄﱪ �أي‪ :‬مر�ضيًّا عندك وعند خلقك حتبه وحتببه �إلى خلقك‪.‬‬

‫من فوائد هاتني الآيتني‪:‬‬

‫ـ م�رشوعية طلب الولد ال�صالح‪.‬‬


‫ـ م�رشوعية الدعاء للولد بال�صالح‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ﱫﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﱪ �أي‪ :‬مل ي�سم �أحد قبله بهذا اال�سم‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ م�رشوعية تب�شري الإن�سان مبا ي�رسه‪ ،‬ومن ذلك تب�شريه �إذا ولد له مولود‪.‬‬
‫ﱫﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ �أي‪ :‬كيف يولد يل ولد ﱫﮙ ﮚ ﮛ ﱪ �أي‪ً :‬‬
‫عقيما ال‬
‫تلد ﱫﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﱪ �أي‪ :‬بلغت النهاية يف الكرب‪.‬‬
‫ﱫ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﱪ �أي‪ :‬خلق يحيى مع عقم زوجتك‬ ‫ﱫﮢﱪ �أي‪ :‬قال الله تعالى لزكريا‬
‫وكرب �سنك ﱫﮧ ﮨﱪ �أي‪� :‬سهل ي�سري علي ﱫﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﱪ بل كنت معدو ًما‬
‫ال وجود لك‪.‬‬

‫من فوائد هاتني الآيتني‪:‬‬

‫ـ بيان عظيم قدرة الله تعالى يف �إخراج الولد ممن ال يولد له عادة‪.‬‬
‫ـ بيان �أن الدعاء من �أقوى الأ�سباب لعالج العقم‪.‬‬

‫؟‬ ‫التقويم‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﭢﱪ ‪ -‬ﱫ ﮛﱪ ‪ -‬ﱫﮠﱪ ‪ -‬ﱫ ﮨﱪ‬

‫�س‪ :2‬ا�ستخرج الآية الدالة على �أف�ضلية الإ�سرار بالدعاء‪.‬‬


‫�س‪ :3‬في الآيات عالمة على تمام قدرة الله تعالى‪ ،‬ما هذه العالمة؟‬
‫�س‪ :4‬في الآيات �إ�شارة �إلى �سبب من �أ�سباب عالج العقم‪ ،‬ما هو؟‬
‫�س‪ :5‬ا�شرح معنى قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﱪ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الوحدة‬
‫‪3‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة مرمي‬ ‫‪6‬‬
‫من الآية رقم (‪� )1 0‬إىل الآية رقم ( ‪) 15‬‬

‫يف الآيات ال�سابقة ب�رش الله تعالى نبيه زكريا ‪ ‬مبولود ي�أتيه ا�سمه يحيى ‪� ،‬إال �أنه مل يذكر له متى‬
‫�سيولد له هذا املولود‪ ،‬ول�شدة فرح زكريا ‪ ‬بذلك وبالغ �شوقه �إلى هذا املولود فقد �س�أل الله تعالى عالمة‬
‫تدله على حمل امر�أته به‪ ،‬كما ذكر الله تعالى ذلك يف الآيات التالية‪:‬‬

‫‪$‬‬
‫} ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ‬
‫ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ{‬

‫‪38‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫مو�ضع ال�صالة‪.‬‬ ‫املحراب‬
‫�أول النهار‪.‬‬ ‫بكرة‬
‫�آخر النهار‪.‬‬ ‫ع�شي ًا‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﱪ �أي‪ :‬عالمة على ح�صول احلمل ﱫ ﯘ ﯙﱪ �أي‪ :‬عالمتك‬
‫ﱫ ﯚ ﯛ ﯜﱪ �أي‪� :‬أن متتنع عن الكالم مع النا�س فال تقدر عليه ﱫﯝ ﯞ ﯟﱪ �أي‪:‬‬
‫�صحيح َ�سوِي من غري مر�ض وال علة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫و�أنت‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫‪ -‬بيان �شيء من قدرة الله تعالى‪.‬‬

‫ن�شاط ‪1‬‬

‫ت�أمل الآية وبين ذلك‪.‬‬


‫‪................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬

‫‪39‬‬
‫ﱫﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﱪ �أي‪ :‬مو�ضع �صالته ﱫ ﯦ ﯧﱪ �أي‪� :‬أ�شار �إ�شارة خفية �رسيعة‬
‫ﱫ ﯨ ﯩﱪ �أي‪ :‬نزهوا ربكم ﱫﯪ ﯫﱪ �أي‪� :‬أول النهار و�آخره‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ م�رشوعية الإكثار من الت�سبيح‪ ،‬وال �سيما يف �أول النهار و�آخره‪.‬‬


‫ﱫﭑﱪ �أي‪ :‬قلنا للمولود بعد والدته‪ :‬يا يحيى ﱫﭒ ﭓﱪ �أي‪ :‬تعلم الكتاب‪ ،‬وهو التوراة‬
‫ﱫﭔﭕﱪ �أي‪ :‬بجد وحر�ص واجتهاد ﱫﭖ ﭗﱪ �أي‪ :‬الفهم لكتاب الله ﱫﭘﱪ �أي‪ :‬وهو �صغري‪.‬‬

‫من فوائد هاتني الآيتني‪:‬‬

‫ـ �أن الواجب على طالب العلم احلر�ص عليه واجلد يف طلبه‪.‬‬


‫ـ �أهمية تربية ال�صغار‪ ،‬وتن�شئتهم على طلب العلم والفقه يف الدين‪.‬‬
‫ﱫﭚﱪ �أي‪ :‬و�آتيناه رحمة و�شفقة وتعطفًا يف قلبه على �أبويه وغريهما ﱫﭛ ﭜﱪ �أي‪ :‬من عندنا‬
‫ﱫﭝﭞﱪ �أي‪ :‬طهارة من الآثام والذنوب ﱫ ﭟ ﭠﱪ �أي‪ً :‬‬
‫م�سلما مطي ًعا؛ حتى �أنه مل يهم بخطيئة‪.‬‬
‫متكربا ﱫ ﭧﱪ �أي‪ :‬ومل يكن‬
‫ً‬ ‫بارا بهما حم�س ًنا �إليهما ﱫ ﭤ ﭥ ﭦﱪ �أي‪:‬‬
‫ﱫ ﭢ ﭣﱪ �أي‪ًّ :‬‬
‫عا�صيا لربه‪.‬‬
‫ً‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫‪ -‬بيان بع�ض �صفات امل�سلم احلق‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ن�شاط ‪2‬‬

‫ا�ستخرج تلك ال�صفات من هذه الآية‪:‬‬


‫‪................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬

‫ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﱪ �أي‪ :‬و�أمان له من الله يف يوم والدته من �أن يناله ال�شيطان ﱫﭭ ﭮﱪ‬


‫�أي‪ :‬و�أمان له عند موته من فتنة القرب ﱫ ﭯ ﭰ ﭱﱪ و�أمان له يف يوم البعث من اخلوف والفزع‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫‪ ،‬وما �أكرمه الله به يف الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫‪ -‬بيان ف�ضيلة يحيى‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﯟﱪ ‪ -‬ﱫ ﯥﱪ ‪ -‬ﱫﭚﱪ ‪ -‬ﱫ ﭦﱪ‬

‫�س‪ :2‬في الآيات ذِ ْك ُر وقتين ي�شرع فيهما الإكثار من الت�سبيح‪ ،‬اذكرهما‪.‬‬


‫�س‪ :3‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﭢ ﭣﱪ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الوحدة‬
‫الرابعة‬

‫ق�صة مرمي‬
‫وابنها نبي اهلل عي�سى‬
‫‪‬‬

‫‪42‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫يتوقع من الطالب يف نهاية هذه الوحدة‪:‬‬


‫�أن يبني معاين الكلمات الغريبة‪.‬‬
‫�سليما‪.‬‬
‫تف�سريا ً‬
‫ً‬ ‫�أن يف�رس الآيات من ‪� 16‬إلى ‪ 37‬من �سورة مرمي‬
‫�أن ي�ستنتج الفوائد والعرب من ق�صة مرمي وابنها نبي الله عي�سى ‪.‬‬
‫�أن يقتدي بعي�سى ‪ ‬يف ال�صفات التي ات�صف بها‪.‬‬
‫�أن ي�ست�شعر �أهمية تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن الولد‪.‬‬

‫عناصر الوحدة‪:‬‬

‫الآيات‬
‫الدر�س ا�سم ال�سورة‬ ‫مو�ضوع الوحدة‬
‫�إلى‬ ‫من‬
‫مرمي‬
‫مرمي‬ ‫ق�صة مرمي وابنها نبي الله‬
‫‪33‬‬ ‫مرمي‬ ‫عي�سى ‪‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مرمي‬

‫‪43‬‬
‫الوحدة‬
‫‪4‬‬
‫الدر�س‬
‫ق�صة مرمي وابنها نبي اهلل عي�سى ‪‬‬ ‫‪7‬‬

‫من الآية رقم (‪� )1 6‬إىل الآية رقم ( ‪) 21‬‬

‫‪ ،‬ويف الآيات الآتية يذكر الله تعالى ق�صة مرمي ‪.‬‬ ‫ذكر الله تعالى يف الآيات ال�سابقة ق�صة زكريا‬
‫كما وردت يف الآيات ال�سابقة‪ ،‬ثم حاول �أن تربط بينها وبني ق�صة‬ ‫خل�ص �أمام زمالئك ق�صة زكريا‬
‫مرمي ‪ ‬بعد درا�ستك لها‪.‬‬

‫‪$‬‬
‫}ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬
‫ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ‬
‫ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬
‫ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‬
‫ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ{‬

‫‪44‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اعتزلت وتنحت‪.‬‬ ‫ا ْن َت َب َذ ْت‬
‫زانية‪.‬‬ ‫بَغِيًّا‬
‫عالمة‪.‬‬ ‫�آية‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﱪ �أي‪ :‬القر�آن ﱫ ﭶﱪ �أي‪ :‬ق�صة مرمي بنت عمران ‪ ‬ﱫ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼﱪ �أي‪ :‬اعتزلتهم وتنحت عنهم يف مكان �رشقي بيت املقد�س للعبادة‪.‬‬
‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ �أهمية ذكر الق�ص�ص لأخذ العربة والعظة منها‪.‬‬

‫ن�شاط‬

‫بع�ضا من فوائد الق�ص�ص في القر�آن الكريم‪.‬‬


‫بالتعاون مع زمالئك في المجموعة عدد ً‬
‫‪............................................................. .1‬‬
‫‪............................................................. .2‬‬
‫‪............................................................. .3‬‬

‫‪45‬‬
‫�ساترا ي�سرتها عنهم ﱫﮂ ﮃ ﮄﱪ‬
‫ﱫﭾ ﭿ ﮀ ﮁﱪ �أي‪ :‬جعلت بينها وبينهم ً‬
‫ﱫﮅ ﮆ ﮇﱪ �أي‪ :‬ت�صور على �صورة �إن�سان ﱫﮈﱪ �أي‪:‬‬ ‫�أي‪ :‬ف�أر�سل الله تعالى �إليها جربيل‬
‫م�ستوي اخللق‪.‬‬
‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ م�رشوعية التخفي واالبتعاد عن �أعني النا�س حال العبادة؛ لأن ذلك �أدعى للإخال�ص‪.‬‬
‫من الت�صور بغري �صورته التي خلقه الله عليها‪.‬‬ ‫ـ بيان قدرة الله تعالى يف متكني جربيل‬
‫ملا ظهر لها يف �صورة �آدمي ﱫﮋ ﮌ ﮍ ﮎﱪ�أن تنالني‬ ‫ﱫﮊﱪ �أي‪ :‬قالت مرمي ‪ ‬جلربيل‬
‫ب�سوء ﱫ ﮏ ﮐ ﮑﱪ �أي‪� :‬إن كنت ذا تقوى لله تتقي حمارمه وجتتنب معا�صيه‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ بيان �أن الواجب على امل�سلم اللجوء �إلى الله تعالى وحده‪ ،‬واال�ستعاذة به دون غريه لدفع البالء الذي ال يقدر‬
‫على دفعه �إال الله‪.‬‬
‫ـ بيان �أن التقوى من �أعظم الأ�سباب التي حتول بني الإن�سان وارتكاب ما حرم الله تعالى عليه من الفواح�ش‬
‫وغريها‪.‬‬
‫جميبا لها ومزي ًال ملا ح�صل عندها من اخلوف على نف�سها ﱫﮔ‬
‫ملرمي ‪ً ‬‬ ‫ﱫ ﮓﱪ �أي‪ :‬قال جربيل‬
‫ﮕ ﮖ ﮗﱪ �أي‪ :‬ل�ست مما تظنني ولكني مر�سل من الله �إليك ﱫ ﮘ ﮙﱪ ب�إذن الله تعالى ﱫﮚ‬
‫ﮛﱪ �أي‪ً :‬‬
‫ولدا �صا ًحلا ً‬
‫طاهرا من الذنوب‪.‬‬
‫ﱫﮝﱪ �أي‪ :‬قالت مرمي متعجبة ﱫﮞﮟﮠﮡﱪ �أي‪ :‬كيف يوجد هذا الغالم مني ﱫﮢﮣ‬
‫ﮤ ﱪ �أي‪ :‬ول�ست بذات زوج ﱫﮥ ﮦ ﮧﱪ �أي‪ :‬ومل �أكن فاجرة‪.‬‬
‫ﱫﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﱪ �أي‪� :‬إعطا�ؤك الغالم بال �أب �سهل وي�سري علي ﱫﮱ‬
‫ﯓ ﯔﱪ �أي‪ :‬داللة وعالمة للنا�س على قدرة الله ﱫ ﯕ ﯖﯗ ﱪ �أي‪ :‬وجنعل هذا الغالم رحمة منا بالنا�س‬
‫�إذ نبعثه �إليهم ر�سو ًال يدعوهم �إلى عبادة الله تعالى وتوحيده ﱫ ﯘ ﯙ ﯚﱪ �أي‪ :‬وكان خلقه منك � ً‬
‫أمرا‬
‫قد ق�ضاه الله‪ ،‬فلي�س منه بد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫من فوائد هذه الآيات‪:‬‬

‫من �أنثى بال ذكر‪ ،‬كما خلق �آدم من غري ذكر وال �أنثى‪،‬‬ ‫ـ بيان عظيم قدرة الله حيث خلق عي�سى‬
‫وخلق حواء من ذكر بال �أنثى‪ ،‬وخلق بقية النا�س من ذكر و�أنثى‪.‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﭸﱪ ‪ -‬ﱫ ﮁﱪ ‪ -‬ﱫﮈﱪ ‪ -‬ﱫ ﮛﱪ ‪ -‬ﱫﮧﱪ‬

‫�س‪ :2‬ما المراد بالروح في قوله تعالى‪ :‬ﱫﮂ ﮃ ﮄﱪ ؟‬


‫�س‪ :3‬في الآيات المف�سرة ذكر �آية من �آيات الله الدالة على كمال قدرته‪ ،‬ونفاذ �إرادته‪ ،‬ما هذه‬
‫العالمة؟‬
‫�س‪ :4‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﱪ‪.‬‬
‫أضف لمعلوماتك‬

‫مرمي بنت عمران ‪ ‬من �ساللة داود ‪ ،‬وكانت من بيت طاهر طيب يف بني �إ�رسائيل‪ ،‬وقد‬
‫ذكر الله تعالى ق�صة والدة �أمها لها يف �سورة �آل عمران‪ ،‬و�أنها نذرتها حمررة؛ �أي تخدم م�سجد بيت‬
‫املقد�س‪ ،‬وكانوا يتقربون بذلك ﱫﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﱪ‪ ،‬ون�ش�أت يف‬
‫بني �إ�رسائيل ن�ش�أة عظيمة‪ ،‬فكانت �إحدى العابدات النا�سكات امل�شهورات بالعبادة العظيمة والتبتل‪،‬‬
‫وكانت يف كفالة زوج �أختها زكريا نبي بني �إ�رسائيل �إذ ذاك‪ ،‬وعظيمهم الذي يرجعون �إليه يف دينهم‪،‬‬
‫ور�أى لها زكريا من الكرامات الهائلة ما بهره ﱫ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﱪ ( ) فذكر �أنه‬
‫(‪)٢‬‬
‫كان يجد عندها ثمر ال�شتاء يف ال�صيف وثمر ال�صيف يف ال�شتاء‪.‬‬

‫(‪� )١‬سورة �آل عمران‪ ،‬الآية ( ‪.)3‬‬


‫(‪ )٢‬تف�سري ابن كثري ‪. /3‬‬

‫‪47‬‬
‫الوحدة‬
‫‪4‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة مرمي‬ ‫‪8‬‬
‫من الآية رقم (‪� )22‬إىل الآية رقم ( ‪) 26‬‬

‫ملرمي ‪ ‬ما قال كما ذكر الله تعالى ذلك يف الآيات ال�سابقة ا�ست�سلمت مرمي ‪‬‬ ‫ملا قال جربيل‬
‫يف جيب ثوبها‪ ،‬فنزلت النفخة حتى دخلت فيها‪ ،‬فحملت بالولد ب�إذن‬ ‫لق�ضاء الله تعالى‪ ،‬فنفخ جربيل‬
‫الله تعالى‪ ،‬كما ق�ص الله تعالى ذلك يف الآيات الآتية‪:‬‬

‫‪$‬‬
‫}ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‬
‫ﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ‬
‫ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﭑﭒﭓ‬
‫ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ{‬

‫‪48‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ال َّن ْ�سي‪ :‬ال�شيء احلقري الذي من �ش�أنه �أن ين�سى وال يذكر‪.‬‬ ‫�سيا‬
‫َن ً‬
‫ال�سِي‪ :‬النهر‪.‬‬
‫َ‬ ‫�رس ًّيا‬
‫طر ًّيا‪.‬‬ ‫جنيًّا‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫ ﯝ ﯞ ﯟ ﱪ �أي‪ :‬تباعدت باحلمل ﱫﯠ ﯡﱪ �أي‪ً :‬‬
‫بعيدا من قومها‪.‬‬
‫ﱫﯣﱪ �أي‪ :‬فا�ضطرها و�أجل�أها ﱫﯤﱪ �أي‪ :‬وجع الوالدة ﱫﯥ ﯦ ﯧﱪ �أي‪:‬‬
‫�إلى �ساق النخلة؛ لكي ت�ستند �إليها وتتم�سك بها من �شدة الوجع ﱫﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﱪ �أي‪ :‬قبل هذا‬
‫حقريا ﱫﯯﱪ �أي‪ :‬ال يذكره �أحد‪.‬‬
‫الكرب واحلزن الذي �أنا فيه ﱫﯭ ﯮﱪ �أي‪� :‬شي ًئا ً‬

‫ن�شاط ‪1‬‬

‫بع�ضا من فوائد ق�صة مريم ‪.‬‬


‫بالتعاون مع زمالئك في المجموعة عدد ً‬
‫‪............................................................. .1‬‬
‫‪............................................................. .2‬‬
‫‪............................................................. .3‬‬

‫‪49‬‬
‫ﱫﯱ ﯲ ﯳﱪ �أي‪ :‬نادى عي�سى بن مرمي ‪‬‬
‫إضــــــــاءة‬
‫�أمه حني ولدته ﱫ ﯴ ﯵﱪ �أي‪ :‬قائ ًال لها ال حتزين‬
‫قال‪ :‬قال ر�سول الله‬ ‫عن �أن�س بن مالك‬ ‫ﱫ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﱪ �أي‪ :‬بقربك ﱫ ﯺﱪ �أي‪:‬‬
‫‪« :‬ال يتمنين �أحدكم الموت ل�ضر نزل‬
‫نهرا ت�رشبني منه‪.‬‬
‫ً‬
‫متمنيا للموت فليقل‪:‬‬
‫به‪ ،‬ف�إن كان ال بد ً‬
‫خيرا لي‪،‬‬ ‫ﱫ ﯼ ﯽﱪ �أي‪ :‬حركي �إلى جهتك ﱫ ﯾ‬
‫اللهم �أحيني ما كانت الحياة ً‬
‫خيرا لي»( )‪.‬‬ ‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﱪ �أي‪ :‬طر ًيا‪.‬‬
‫وتوفني �إذا كانت الوفاة ً‬
‫ﱫ ﭑﱪ �أي‪ :‬من الرطب ﱫ ﭒﱪ �أي‪ :‬من‬
‫نف�سا مبولودك ﱫ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﱪ �أي‪ :‬مهما ر�أيت � ً‬
‫أحدا من‬ ‫النهر ﱫ ﭓ ﭔﱪ �أي‪ :‬طيبي ً‬
‫النا�س ي�س�ألك عن �ش�أنك ﱫﭛﱪ �أي‪ :‬بالإ�شارة ﱫ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﱪ �أي‪� :‬أوجبت على نف�سي‬
‫إم�ساكا عن الكالم ﱫ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﱪ‪.‬‬ ‫لله �صم ًتا و� ً‬

‫من فوائد هذه الآيات‪:‬‬

‫ـ عناية الله تعالى بعباده ال�صاحلني‪ ،‬وم�ساندته لهم يف حال ال�شدة والبالء‪.‬‬
‫ـ �أف�ضلية ال�سكوت حني ال يكون هناك فائدة من الكالم‪ ،‬وترك اخل�صام واجلدال �إذا مل يكن له نتيجة مرجوة‪.‬‬

‫ن�شاط ‪2‬‬

‫ما الآية التي ا�س ُتنبطت منها تلك الفائدة؟ وما وجه اال�ستدالل بها على ذلك؟‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬و م�سلم برقم (‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم (‬

‫‪50‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﯡﱪ ‪ -‬ﱫﯣﱪ ‪ -‬ﱫﯤﱪ ‪ -‬ﱫﯺﱪ ‪ -‬ﱫﰃﱪ‬

‫�س‪ :2‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬


‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﱪ‪.‬‬
‫�س‪ :3‬و�ضح معنى قوله تعالى‪ :‬ﱫﯭ ﯮ ﯯﱪ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الوحدة‬
‫‪4‬‬
‫الدر�س‬
‫‪9‬‬
‫تف�سري �سورة مرمي ‪‬‬
‫من الآية رقم (‪� )27‬إىل الآية رقم ( ‪) 33‬‬

‫�أخي الطالب راجع تف�سري املقطع ال�سابق‪ ،‬ثم اربط بينه وبني الآيات الآتية‪:‬‬

‫‪$‬‬
‫}ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬
‫ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬
‫ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬
‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ{‬

‫‪52‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫عظيما‪.‬‬
‫ً‬ ‫فر ًيا‬

‫هو رجل �صالح عابد يف بني �إ�رسائيل‪ ،‬وهو غري هارون �أخي مو�سى ‪.‬‬ ‫هارون‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ �أي‪ :‬فلما فرغت من نفا�سها خرجت من املكان الق�صي الذي كانت فيه‪ ،‬وجاءت‬
‫�إلى قومها ﱫﭨﭩﱪ �أي‪ :‬وهي حاملة له ﱫﭪﱪ �أي‪ :‬ملا ر�أوها ور�أوا الولد معها ﱫﭫ ﭬ‬ ‫بعي�سى‬
‫عظيما‪.‬‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯﱪ �أي‪ً � :‬‬
‫أمرا ً‬
‫ﱫﭱ ﭲﱪ �أي‪ :‬يا �شبيهة هارون يف العبادة ﱫﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﱪ �أي‪ :‬ما كان �أبوك رجل �سوء‬
‫ي�أتي الفواح�ش ﱫﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﱪ �أي‪ :‬ومل تكن �أمك فاجرة‪ ،‬واملعنى �أنك من بيت طيب طاهر معروف‬
‫بال�صالح والعبادة والتقوى فكيف �صدر هذا منك ؟‬

‫من فوائد هاتني الآيتني‪:‬‬

‫بيان �شناعة الفاح�شة ونفور �أ�صحاب الفطر ال�سليمة منها‪.‬‬


‫ﱫﭽﭾﱪ �أي‪ :‬ف�أ�شارت مرمي �إلى عي�سى �أن كلموه‪ ،‬وقد كانت يومها ذلك �صائمة �صامتة ﱫﮀﱪ‬
‫متهكمني بها ظانني �أنها تهز�أ بهم ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﱪ �أي‪ :‬كيف نكلم من هو �صغري ال يزال‬
‫يف مهده‪.‬‬
‫ﱫﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﱪ �أي‪ :‬ق�ضى �أنه ي�ؤتيني الكتاب وهو الإجنيل‪ ،‬و�أن يبعثني ً‬
‫نبيا‪،‬‬
‫ويف كالمه هذا تنزيه لربه تعالى عن الولد‪ ،‬و�إثبات عبوديته لله وتربئة لأمه مما ن�سب �إليها من الفاح�شة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫من فوائد هاتني الآيتني‪:‬‬

‫وهو ر�ضيع‪.‬‬ ‫ـ �إظهار �آية من �آيات الله وهي نطق عي�سى‬


‫هو الله‪� ،‬أو �أنه ابن الله‪.‬‬ ‫ـ الرد على من يزعم �أن عي�سى‬

‫و�ضح كيفية الرد عليهم من الآية‪.‬‬


‫ّ‬
‫فـكر‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫ﱫﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﱪ �أي‪ :‬ن ّف ًاعا حيث ما وجدت ﱫﮗﱪ �أي‪ :‬و�أمرين ﱫﮘ‬
‫بارا بوالدتي ﱫ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﱪ �أي‪ :‬مدة حياتي ﱫ ﮞ ﮟﱪ �أي‪ :‬وجعلني ًّ‬
‫م�ستكربا عن عبادته وطاعته وبر والدتي ف�أ�شقى بذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﮣﱪ �أي‪ :‬ومل يجعلني‬
‫ﱫﮥ ﮦ ﮧ ﮨﱪ ‪ ........................................................................................................‬ﱫ ﮩ‬
‫‪........................................‬‬ ‫ﮪﱪ ‪ ................................................‬ﱫ ﮫ ﮬ ﮭﱪ‬
‫�سبق تف�سري مثل هذه الآية فيما �سبق‪ ،‬راجعه ودونه هنا‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآيات‪:‬‬

‫ـ بيان مكانة ال�صالة والزكاة‪.‬‬


‫ـ وجوب بر الوالدين والإح�سان �إليهما‪.‬‬
‫خملوق من خلق الله‪ ،‬ولي�س �إل ًها‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الداللة على �أن عي�سى‬

‫‪54‬‬
‫ن�شاط‬

‫‪.‬‬ ‫ت�أمل الآية الأخيرة‪ ،‬وا�ستخرج منها ما يدل على بطالن دعوى من ادعى �إلهية عي�سى‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﭯﱪ ‪ -‬ﱫﮇﱪ ‪ -‬ﱫﮓﱪ‬

‫�س‪ :2‬ا�شرح قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﱪ‪.‬‬


‫‪ :‬ﱫﮊﮋﮌﱪ رد على من ّيدعي �أنه �إله‪ ،‬و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬في قوله تعالى حكاية عن عي�سى‬
‫�س‪ :4‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﱪ‪.‬‬
‫�س‪ :5‬في الآيات �إظهار �آية من �آيات الله تعالى‪ ،‬اذكرها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الوحدة‬
‫‪4‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة مرمي‬ ‫‪10‬‬
‫من الآية رقم (‪� )34‬إىل الآية رقم ( ‪) 37‬‬

‫اختلف يف �ش�أن عي�سى ابن مرمي  بني من انتق�صوه وادعوا �أنه لي�س بنبي‪ ،‬ومن رفعوه فوق منزلته‪،‬‬
‫ومنهم من اعتقد فيه االعتقاد ال�صحيح الذي دلت عليه الآيات ال�سابقة‪ ،‬وملا كان اعتقاد الفرقة الأخرية هو‬
‫�إمنا هو عبد الله ور�سوله �أكد الله تعالى ذلك يف الآيات التالية‪:‬‬ ‫احلق‪ ،‬و�أن عي�سى‬

‫‪$‬‬
‫}ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ{‬

‫‪56‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫يخت�صمون‪.‬‬ ‫َ ْي َ ُت َ‬
‫ون‬
‫جمع حزب‪ ،‬واحلزب اجلماعة من النا�س‪.‬‬ ‫الأَ ْح َز ُ‬
‫اب‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﱪ �أي‪ :‬الذي بينت لكم �صفته و�أخربتكم خربه هو عي�سى ابن مرمي ﱫﯕ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙﱪ �أي‪ :‬يخت�صمون ويختلفون‪.‬‬
‫ﱫﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﱪ �أي‪ :‬ما ينبغي لله �أن يكون له ولد ﱫﯣﯤﱪ �أي‪ :‬تنزي ًها له عن ذلك ﱫ ﯥ‬
‫ﯦ ﯧﱪ �أي‪� :‬أراد �أن يكون ﱫﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﱪ �أي‪ :‬ف�إمنا ي�أمر به في�صري كما ي�شاء‪.‬‬
‫ﱫ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﱪ هذا مما كلم به عي�سى قومه وهو يف مهده ﱫ ﯴﱪ �أي‪ :‬الذي جئتكم به عن‬
‫الله ﱫﯵ ﯶﱪ �أي‪ :‬طريق قومي من اتبعه َر�شَ َد ُ‬
‫وهد َِي ومن خالفه �ضل وغوى‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآيات‪:‬‬

‫لله تعالى‪ ،‬ونفي �أنه ابن لله تعالى‪.‬‬ ‫ـ ت�أكيد عبودية عي�سى‬
‫ـ تنزيه الله تعالى عن �أن يكون له ولد؛ لأن ذلك �صفة نق�ص يف حقه �سبحانه‪ ،‬والله منـزه عن كل نق�ص‬
‫وعيب‪.‬‬
‫‪3‬ـ بيان عظيم قدرة الله تعالى يف قوله لل�شيء الذي يريده كن فيكون‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫فيما بينهم ف�صاروا فرقًا ﱫﯽ ﯾ‬ ‫ﱫﯸ ﯹ ﯺ ﯻﱪ �أي‪ :‬اختلفوا يف عي�سى‬
‫ﯿﱪ وهم الذين اعتقدوا يف عي�سى االعتقادات الباطلة ﱫﰀ ﰁ ﰂ ﰃﱪ �أي‪ :‬من �شهود يوم‬
‫عظيم‪ ،‬وهو يوم القيامة‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ولدا‪.‬‬
‫الوعيد ال�شديد ملن كذب على الله وافرتى وزعم �أن له ً‬

‫ن�شاط‬

‫نفى الله تعالى عن نف�سه الولد في عدد من الموا�ضع في القر�آن الكريم‪ ،‬بالتعاون مع مجموعتك‬
‫اذكر مو�ضع ًا واحد ًا على الأقل من هذه الموا�ضع ‪...............................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪58‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﯙﱪ ‪ -‬ﱫﯹﱪ‬

‫�س‪ :2‬ما المراد باليوم العظيم المذكور في قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﱪ؟‬
‫�س‪ :3‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﱪ‪.‬‬
‫�س‪ :4‬نزه الله تعالى نف�سه عن �أن يكون له ولد‪ ،‬ما العلة في ذلك؟‬

‫‪59‬‬
‫الوحدة‬
‫الخامسة‬

‫دعوة �إبراهيم ‪‬‬


‫لأبيه‬

‫‪60‬‬
‫عناصر الوحدة‪:‬‬

‫الآيات‬
‫الدر�س ا�سم ال�سورة‬ ‫مو�ضوع الوحدة‬
‫�إلى‬ ‫من‬
‫مرمي‬ ‫دعوة �إبراهيم‬
‫مرمي‬ ‫لأبيه‬

‫‪61‬‬
‫الوحدة‬
‫‪5‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة مرمي‬ ‫‪11‬‬
‫من الآية رقم (‪� )41‬إىل الآية رقم ( ‪) 45‬‬

‫كبريا‪ ،‬ومعار�ضة �شديدة حني دعاهم �إلى عبادة الله وحده ال �رشيك له؛‬
‫من قومه عنا ًدا ً‬ ‫واجه النبي‬
‫وملا كان الت�أ�سي بالآخرين مما ي�سلي الإن�سان ويهون عليه ما ي�صيبه من الآالم و�شدة املعاناة فقد ذكر الله‬
‫من ق�ص�ص الأنبياء ال�سابقني ما ي�سليه‪ ،‬وما يفيده يف طريق الدعوة �إلى الله‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫تعالى لنبيه حممد‬
‫كما يف الآيات التالية‪:‬‬ ‫ق�صة �إبراهيم‬

‫‪$‬‬
‫}ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬
‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ‬
‫ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ{‬

‫‪62‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫�صدق قوله بفعله‪.‬‬
‫ال�صديق‪ :‬هو كثري ال�صدق‪ ،‬والذي ُي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫�صديقًا‬
‫ِّ‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫ﱫ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﱪ �أي‪ :‬واذكر لقومك الذين يعبدون الأ�صنام خرب �إبراهيم خليل الرحمن‬
‫الذين هم من ذريته ويدعون �أنهم على ملته ﱫﭬ ﭭ ﭮﱪ �أي‪ :‬كان من �أهل ال�صدق يف حديثه‬
‫و�أخباره ومواعيده ﱫﭯﱪ �أي‪ :‬قد �أوحى الله �إليه ونب�أه‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫وعلو مكانته عند الله تعالى‪.‬‬ ‫‪ -‬بيان منزلة �إبراهيم‬


‫ﱫ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﱪ �أي‪ :‬فال يجلب لك نف ًعا‪ ،‬وال‬
‫�رضرا‪.‬‬
‫يدفع عنك ً‬

‫�أخي الطالب‪ ،‬بين وجه �ضالل الم�شركين من خالل هذه الآية‪:‬‬


‫ّ‬
‫فـكر‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪63‬‬
‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ �أن �أولى النا�س بن�صح الإن�سان و�إر�شاده �إلى اخلري وحتذيره من ال�رش �أقرب النا�س �إليه‪ ،‬وال �سيما والداه‪.‬‬
‫ـ بيان �شدة �ضالل امل�رشكني يف عبادتهم لغري الله تعالى‪.‬‬

‫ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ �أي‪� :‬إين قد �أُطلعت من العلم عن الله على ما مل تعلمه �أنت‬


‫و�ص ًال �إلى نيل‬
‫م�ستقيما ُم ِ‬
‫ً‬ ‫وال �أطلعت عليه و ال جاءك ﱫﮊ ﮋﱪ �أُ ْر�شِ ْد َك ﱫﮌ ﮍ ﱪ �أي‪ :‬طريقًا‬
‫املطلوب والنجاة من املرهوب‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ الإر�شاد �إلى اتباع �أهل العلم بالله ودينه‪.‬‬


‫ـ �أن الهداية والر�شاد يف اتباع املر�سلني و�سلوك طريقهم‪.‬‬

‫ﱫ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﱪ �أي‪ :‬ال ُتطِ ْعه يف عبادتك هذه الأ�صنام ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﱪ‬


‫م�ستكربا عن طاعة ربه؛ ولذا طرده و�أبعده فال تتبعه فت�صري مثله‪.‬‬
‫ً‬ ‫�أي‪ :‬خمالفا‬
‫ﱫ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ �أي‪ :‬ي�صيبك ﱫ ﮟ ﮠ ﮡ ﱪ �أي‪ :‬على �رشكك وع�صيانك ملا‬
‫�آمرك به ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ �أي‪ :‬تاب ًعا لل�شيطان‪.‬‬

‫من فوائد هاتني الآيتني‪:‬‬

‫ـ �أن من �أطاع ال�شيطان يف عبادة غري الله فقد عبده‪.‬‬


‫ـ التحذير من مواالة ال�شيطان؛ وذلك باتباعه وطاعته‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﭮﱪ ‪ -‬ﱫﮘﱪ‬

‫�س‪ :2‬ا�ستخرج فائدة من قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﱪ‪.‬‬


‫�س‪ :3‬و�ضح معنى قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﱪ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الوحدة‬
‫‪5‬‬
‫الدر�س‬
‫تف�سري �سورة مرمي‬ ‫‪12‬‬
‫من الآية رقم (‪� )46‬إىل الآية رقم ( ‪) 50‬‬

‫لأبيه و�شدة ن�صحه له‪ ،‬ويف الآيات التالية يبني الله‬ ‫يف الآيات ال�سابقة ذكر الله تعالى دعوة �إبراهيم‬
‫من ذلك من خالل املحاورة التالية‪:‬‬ ‫تعالى موقف �أبيه من دعوته‪ ،‬وموقف �إبراهيم‬

‫‪$‬‬
‫}ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬
‫ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‬
‫ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ{‬

‫‪66‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫لأ�شتمنك‪.‬‬ ‫لأَ ْر ُج َم َّن َك‬
‫زم ًنا طوي ًال‪.‬‬ ‫مليا‬
‫ً‬
‫لطيفًا‪.‬‬ ‫حفيا‬
‫َّ‬

‫تف�سري وفوائد الآيات ‪:‬‬


‫جميبا له ﱫ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﱪ �أي‪� :‬أزاهد فيها وتارك‬
‫ﱫ ﮦ ﱪ �أي‪ :‬قال �أبو �إبراهيم ً‬
‫لعبادتها ﱫﮭ ﮮ ﮯﱪ �أي‪ :‬لئن مل ترجع عن مقالتك يف عيبها ﱫﮰﮱﱪ �أي‪ :‬لأرجمنك‬
‫باحلجارة �أو لأ�شتمنك ﱫﯓ ﯔﮱﱪ �أي‪ :‬زما ًنا طوي ًال‪.‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ـ يف هذه الآية م�صداق ما جاء يف �آية �أخرى‪ ،‬وهي قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﱪ [الق�ص�ص‪.] :‬‬
‫لأبيه ﱫﯗ ﯘﯙ ﱪ �أي‪� :‬أمان مني عليك‪ ،‬ال �أعاودك مبا تكره‬ ‫ﱫﯖﱪ �أي‪ :‬قال �إبراهيم‬
‫ﱫﯚ ﯛ ﯜﯝﱪ �أي‪ :‬ولكن �س�أ�س�أل الله لك املغفرة‪ ،‬وهذا قبل �أن ينهاه الله تعالى عن ذلك ﱫﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡﱪ �أي‪ :‬لطيفًا يجيبني �إذا دعوته‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ن�شاط ‪1‬‬

‫ذكر الله تعالى في �آية �أخرى �أن �إبراهيم ترك اال�ستغفار لأبيه بعد �أن تبين له عداوته لله‬
‫تعالى‪ ،‬راجع �سورة التوبة وانقل منها هذه الآية‪ ،‬ودونها هنا‪............................................... :‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫من فوائد هذه الآية‪:‬‬

‫ً‬
‫م�رشكا‪.‬‬ ‫ـ مراعاة االبن لأبيه برتك ما يكره‪ ،‬ولو كان‬
‫ـ م�رشوعية الإح�سان �إلى الوالدين ولو كانا م�رشكني‪.‬‬

‫ﱫﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﱪ �أي‪� :‬أفارقكم و�أف��ارق ما تعبدون من الأ�صنام ﱫﯩ‬


‫ﯪﱪ �أي‪ :‬و�أعبد ربي وحده ال �رشيك له ﱫ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﱪ �أي‪ :‬ع�سى �أن ال �أ�شقى‬
‫بعبادتي لله‪ ،‬وذلك ب�أن يتقبل عبادتي ويثيبني عليها‪.‬‬
‫ﱫ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﱪ وذلك مبهاجرته �إلى �أر�ض ال�شام ﱫ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﱪ‬
‫�أي‪ :‬وهبنا له ابنه �إ�سحاق‪ ،‬وابن ابنه يعقوب بن �إ�سحاق؛ لي�ست�أن�س بهما بعد مفارقته لقومه ﱫﯾﱪ من �إ�سحاق‬
‫‪.‬‬ ‫ويعقوب ﱫ ﯿ ﰀﱪ زيادة يف الكرامة لإبراهيم‬
‫ﱫ ﰂ ﰃﱪ �أي‪ :‬لإبراهيم و�إ�سحاق ويعقوب ﱫﰄ ﰅﱪ ومن ذلك ما ب�سط الله لهم يف عاجل‬
‫وذكرا جمي ًال يف النا�س‬
‫ً‬ ‫الدنيا من �سعة الرزق ومن املال والولد ﱫ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﱪ �أي‪ :‬ثناء ح�س ًنا‬
‫ﱫ ﰊﱪ �أي‪ :‬رفي ًعا‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫من فوائد هذه الآيات‪:‬‬

‫ـ م�رشوعية مفارقة من ي�رشك بالله تعالى‪.‬‬


‫خريا منه‪.‬‬
‫ـ �أن من ترك �شي ًئا لله تعالى عو�ضه الله ً‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬
‫ﱫ ﮰﱪ ‪ -‬ﱫﯓﱪ ‪ -‬ﱫﯔﱪ ‪ -‬ﱫﯡﱪ ‪ -‬ﱫﰊﱪ‬

‫خيرا منه‪ ،‬و�ضح ذلك من خالل الآيات المف�سرة‪.‬‬


‫�س‪ :2‬من ترك �شي ًئا لله تعالى عو�ضه الله ً‬
‫�س‪ :3‬و�ضح معنى قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﱪ‪.‬‬
‫�س‪ :4‬قال الله تعالى عن �أنبيائه‪� :‬إبراهيم و�إ�سحاق ويعقوب‪ :‬ﱫﰂ ﰃ ﰄ ﰅﱪ‪ ،‬ما المراد‬
‫بذلك؟‬

‫‪69‬‬
70
‫ثان ًيا‪ :‬احلديث‬

‫‪71‬‬
72
‫الرواة‬

‫ال�صحابي‪ :‬هو من لقي النبي ﷺ م�ؤمن ًا به ومات على ذلك‪.‬‬

‫�أنا �أحب �صحابة ر�سول الله ﷺ و� ّ‬


‫أتر�ضى عنهم و�أعرف لهم قدرهم ومكانتهم‪.‬‬
‫�أ�س�أل الله تعالى �أن يرزقني االقتداء بر�سول الله ﷺ ويجمعني ب�أ�صحابه في الجنة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫عبد اهلل بن عبا�س‬
‫عبد الله بن العبا�س بن عبد املطلب القر�شي الها�شمي ‪ ،‬ابن عم ر�سول الله ﷺ‪ ،‬ولد قبل‬
‫الهجرة ب�سنتني‪� ،‬أمه هي �أم الف�ضل ‪� ‬أخت �أم امل�ؤمنني ميمونة ‪،‬عن �أبي بكرة � قال‪:‬‬
‫قدم علينا ابن عبا�س ‪ ‬الب�رصة وما يف العرب مثله ج�سم ًا وعلم ًا وثياب ًا وجما ًال وكما ًال‪،‬دعا له‬
‫النبي ﷺ باحلكمة مرتني( ) قال ﷺ‪« :‬اللهم علمه الت�أويل وفقهه يف الدين»( )‪،‬كان كثريالبكاء‬
‫أ�شد النا�س تعظيم ًا حلرمات الله‪ ،‬كان عمر �‬ ‫من خ�شية الله‪ ،‬ي�صوم االثنني واخلمي�س‪ ،‬من � ِّ‬
‫�إذا ذكره قال‪ :‬ذاك فتى الكهول له ل�سان �س�ؤول وقلب عقول‪ ،‬وبلغ عدد �أحاديثه التي رواها عن‬
‫) حديث ًا‪ .‬مات بالطائف �سنة ( هـ)‪.‬‬ ‫النبي ﷺ (‬

‫عبد اهلل بن م�سعود �‬


‫عبدالله بن م�سعود بن غافل الهذيل �‪ ،‬كناه الر�سول ﷺ ب�أبي عبد الرحمن(‪ ،)3‬كان رج ًال‬
‫نحيفًا ق�صرياً‪ ،‬قال ر�سول الله ﷺ‪« :‬لر ِْج ُل عبدالله �أثقل يف امليزان يوم القيامة من �أُ ُحد»( ) �أ�سلم‬
‫بدرا وامل�شاهد كلها مع ر�سول الله ﷺ وهو �صاحب نعل‬ ‫مبكة قدمي ًا وهاجر الهجرتني‪ ،‬و�شهد ً‬
‫ر�سول الله ﷺ كان ُيلب�سه �إياها �إذا قام‪،‬ف�إذا جل�س �أدخلها يف ذراعه‪ ،‬قال الر�سول ﷺ يرحمك‬
‫الله �إنك غليم مع ّلم( ) كان ح�سن ال�صوت بالقر�آن قال ﷺ ‪« :‬من �أحب �أن يقر�أ القر�آن غَ �ض ًا كما‬
‫كدوي النحل‪،‬‬ ‫دوي‬
‫ف�سمع له ٌ‬ ‫�أُنزل فليقر�أ قراءة ابن �أم عبد» وكان � �إذا هد�أت العيون قام ُ‬
‫( )‬
‫ّ‬
‫مات ابن م�سعود � باملدينة ودفن بالبقيع �سنة ( ‪ )3‬وعا�ش ب�ض ًعا و�ستني �سنة‪.‬‬

‫‪.)3‬‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم‪ ،) (:‬والرتمذي برقم ‪(:‬‬


‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم ‪ ،) 3(:‬وم�سلم برقم‪( :‬‬
‫(‪� )3‬أخرجه الحاكم‪.3 3/3 :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه �أحمد‪ ، / :‬و�صححه ابن حبان ‪ :‬برقم‪(:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه �أحمد ‪ ،3 /3‬و�صححه ابن حبان‪ :‬برقم ‪(:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه �أحمد ‪ ، /‬و�صححه ابن حبان‪ :‬برقم ‪( :‬‬

‫‪74‬‬
‫�أبو هريرة الدو�سي �‬
‫عبد الرحمن ب��ن �صخر ال��دو���س��ي �‪ُ ،‬يكنى ب���أب��ي ه��ري��رة‪،‬ي��ق��ول � كنت‬
‫�أرع��ى غنم �أهلي‪ ،‬وكانت لي ه��رة �صغيرة فكنت �أ�ضعها بالليل في �شجرة و�إذا كان‬
‫النهار ذهبت بها معي فلعبت بها‪ ،‬فكنوني �أب��ا هريرة ( )‪�.‬أ�سلم �سنة �سبع من الهجرة‪،‬‬
‫أحبني‪ .‬ويعد‬‫عام خيبر‪ ،‬قال �أب��و هريرة �‪ :‬والله ما خلق الله م�ؤمن ًا ي�سمع بي �إال � َّ‬
‫�أبو هريرة � حافظ الأمة‪،‬فعنه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر�سول الله �إني لأ�سمع منك حديث ًا كثيراً �أن�ساه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫اب�سط ردا َءك فب�سط ُته‪ ،‬ثم قال‪�ُ :‬ض َّمه �إلى �صدرك ف�ضممته فما �أن�سيت حديث ًا بعد(‪ .)٢‬وقد‬
‫�أجمع �أهل الحديث على �أنه �أكثر ال�صحابة حديث ًا‪،‬مروياته تبلغ ( ‪ ) 3‬حديث ًا‪ ،‬ومن عبادته‬
‫�أنه كان هو وامر�أ ُته وخاد ُمه يق�سمون الليل �أثالث ًا ي�صلي هذا ثم يوقظ هذا‪ ،‬وكان ي�صوم االثنين‬
‫والخمي�س‪،‬مات � �سنة ( هـ) بالمدينة‪.‬‬

‫�أبو �سعيد الخدري �‬


‫�سعد بن مالك بن �سنان الخزرجي الأن�صاري ‪ ،‬ا�ست�صغر يوم �أحد وا�ست�شهد �أبوه يومئذ‪ ،‬وغزا‬
‫بعد ذلك مع ر�سول الله ﷺ اثنتي ع�شرة غزوة �شهد بيعة الر�ضوان‪ ،‬قال‪ :‬بايعت النبي ﷺ على �أن ال‬
‫جما وكان من نجباء ال�صحابة‬‫ت�أخذنا في الله لومة الئم‪ ،‬حفظ عن ر�سول الله ﷺ �سنن ًا كثيرة وعل ًما َّ‬
‫) حديث ًا‪ ،‬مات � بالمدينة �سنة ( ) من‬ ‫وعلمائهم وف�ضالئهم‪ ،‬روى عن النبي ﷺ (‬
‫الهجرة‪.‬‬

‫‪.)38‬‬ ‫( ) أخرجه الترمذي برقم ‪( :‬‬


‫)‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري برقم‪( :‬‬

‫‪75‬‬
‫جرير بن عبداهلل �‬
‫جرير بن عبدالله البجلي �‪� ،‬أبو عمرو‪� ،‬أ�سلم يف �سنة ع�رش من الهجرة‪ ،‬و�صفه النبي ﷺ‬
‫ب�أنه خري �أهل اليمن فقال‪� :‬إنه �سيدخل عليكم من هذا الفج من خري ذي مين( )‪ ،‬بعثه النبي ﷺ �إلى‬
‫ذي اخلل�صة ( �صنم لدو�س) فهدمها ودعا حني بعثه‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم ثبته واجعله هاد ًيا مهد ًّيا‪ ،‬قال‬
‫جرير بن عبدالله‪ :‬ما حجبني ر�سول الله ﷺ منذ �أ�سلمت‪ ،‬وال ر�آين �إال تب�سم يف وجهي‪ ،‬وكان‬
‫على ميمنة �سعد بن �أبي وقا�ص يوم القاد�سية‪ ،‬مات � �سنة ( ) من الهجرة‪.‬‬

‫�أن�س بن مالك �‬
‫�أن�س بن مالك بن الن�رض الأن�صاري �‪� ،‬أبو حمزة‪،‬ك َّناه بذلك النبي ﷺ‪ ،‬و�أُ ُّمه �أ ُّم ُ�سليم بنت‬
‫ِم ْلحان‪� ،‬صحب النبي ﷺ �أمت ال�صحبة والزمه �أكمل املالزمة‪ ،‬وخدمه ع�رش �سنني مدة مقامه باملدينة‬
‫منذ هاجر �إلى �أن مات‪ ،‬دعا له النبي ﷺ فقال‪« :‬اللهم �أكرث ماله وولده و�أدخله اجلنة»‪ ،‬قال �أن�س‪ :‬فقد‬
‫ر�أيت اثنتني و�أنا �أرجو الثالثة( )‪ ،‬وكان ممن بايع حتت ال�شجرة‪�،‬شهد بدراً وما قاتل ل�صغره بل بقي يف‬
‫رحال اجلي�ش يخدم النبي ‪ ،‬و�شهد احلديبية وعمرتها والفتح وحنين ًا والطائف وخيرب‪ ،‬مازحه النبي ‬
‫فقال له‪« :‬ياذا الأذنني»(‪،)3‬وناداه فقال‪« :‬يا بُ َّني» ( )‪ .‬واله �أبو بكر �صدقات البحرين‪ ،‬وقال عنه عمر‪:‬‬
‫�إنه لبيب كاتب‪ ،‬وعن �أن�س بن �سريين قال‪ :‬كان �أن�س �أح�سن النا�س �صالة يف ال�سفر واحل�رض‪ ،‬مات‬
‫� �سنة (‪ 3‬هـ) بالب�رصة‪ ،‬وهو ابن ( ) �سنني‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫‪ ،)83‬وصححه ابن خزيمة برقم ‪8(:‬‬ ‫( ) أخرجه النسائي برقم ‪(:‬‬
‫( ) أخرجه مسلم برقم ‪.) 8 ( :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪ ،)5‬والترمذي برقم‪( :‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود برقم ‪( :‬‬
‫( ) أخرجه مسلم برقم ‪.) 5 ( :‬‬

‫‪76‬‬
‫جابر بن عبداهلل‬
‫جابر بن عبدالله بن عمرو الأن�صاري اخلزرجي �‪� ،‬شهد بيعة العقبة مع ال�سبعني وكان‬
‫�أ�صغرهم قال �‪ :‬غزوت مع ر�سول الله  �سبع ع�رشة غزوة‪ ،‬وقال‪ :‬مل �أ�شهد بد ًرا وال �أُ ُح ًدا‪،‬‬
‫منعني �أبي من �أجل البقاء عند �أخواتي فلما قتل يوم �أُ ُحد مل �أتخلف عن ر�سول الله  يف غزوة‬
‫قط( )‪ ،‬عن عمرو قال‪� :‬سمعت جابراً قال‪ :‬كنا يوم احلديبية �ألفًا و�أربع مائة فقال لنا ر�سول الله ‬
‫خم�سا وع�رشين‬ ‫ً‬
‫(‪)3‬‬
‫«�أنتم اليوم خري �أهل الأر�ض»( )‪ .‬وعنه قال‪ :‬ا�ستغفر يل ر�سول الله  ليلة البعري‬
‫مرة ( )‪ ،‬وكان له حلقة يف امل�سجد النبوي ي�ؤخذ عنه العلم‪ ،‬وكان مفتي املدينة يف زمانه‪ ،‬وبلغ‬
‫) حدي ًثا‪ ،‬مات � �سنة ( ) من الهجرة‪ ،‬وهو‬ ‫عدد �أحاديثه التي رواها عن النبي  (‬
‫ابن ( ) �سنة‪.‬‬

‫�أ�سامة بن �شريك �‬
‫�أ�سامة بن �شريك الثعلبي �‪ ،‬روى عن النبي  ب�ضعة �أحاديث‪ ،‬وهو ممن �سكن الكوفة‪.‬‬

‫( ) أخرجه مسلم برقم ‪.) 8 3(:‬‬


‫( ) أخرجه البخاري برقم‪ ،) 5 ( :‬ومسلم برقم‪.) 856( :‬‬

‫(‪ )3‬هي الليلة التي باع فيها جابر � بعيره للنبي ‪.‬‬
‫( ) اخرجه الترمذي برقم‪.)385 ( :‬‬

‫‪77‬‬
‫الوحدة‬
‫األولى‬

‫�أخالق نهى عنها‬


‫الإ�سالم‬

‫‪78‬‬
‫وعد النبي  �صاحبه من الأبعدين عنه منز ًال يوم القيامة‪ ،‬وفي‬
‫حذر الإ�سالم من �سوء الخلق‪ّ ،‬‬
‫هذه الوحدة �ستتعرف على بع�ض الأخالق المذمومة المنهي عنها و�أثرها ال�سيء على الفرد والمجتمع‪،‬‬
‫ومن هذه الأخالق‪ :‬الجلو�س في الطرقات ‪ -‬ترويع الم�سلم‪ -‬الكِ بر‪.‬‬

‫قول النبي  ‪�« :‬إياكم واجللو�س يف الطرقات‪ ...‬احلديث»‪.‬‬ ‫ستدرس في‬


‫قول النبي  ‪« :‬ال ي�شري �أحدكم على �أخيه بال�سالح ‪...‬احلديث»‪.‬‬ ‫هذه الوحدة‪:‬‬
‫قول النبي  ‪« :‬ال يدخل اجلنة من كان يف قلبه مثقال ذرة من كرب»‪.‬‬

‫جتتنب اجللو�س يف الطرقات بغري حاجة وتت�أدب ب�آداب الطريق‪.‬‬ ‫ويتوقع منك بعد‬
‫تبتعد عن الأفعال التي قد يح�صل منها �رضر على الآخرين‪.‬‬ ‫دراستك لهذه‬
‫حتذر من الكرب‪.‬‬ ‫الوحدة أن‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬
‫‪1‬‬

‫دون �أهمها‪:‬‬
‫ناق�ش مع زمالئك الأخطاء التي حتدث يف الطرقات ب�سبب اجللو�س واالجتماع فيها‪ ،‬ثم ِّ‬
‫‪................................................... ........................................................................................................................‬‬

‫‪................................................... ........................................................................................................................‬‬

‫‪................................................... ........................................................................................................................‬‬

‫اقر�أ احلديث التايل؛ لتتعرف كيف عالج الإ�سالم هذه الأخطاء‪:‬‬

‫و�س ِف‬ ‫اك ْم َو ْ ُ‬


‫ال ُل َ‬ ‫ال‪�( :‬إِ َّي ُ‬ ‫ال ْد ِر ِّي � َعن النَّب ِِّي  َق َ‬ ‫‪َ ١‬ع ْن أَ�بِي َ�سعِيدٍ ْ ُ‬
‫مالِ�سِ نَا َن َت َح َّد ُث فِي َها‪،‬‬ ‫ول الل ِه َما َلنَا ُب ٌّد م ِْن َ َ‬ ‫ات‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫الط ُر َق ِ‬ ‫ُّ‬
‫يق َح َّق ُه‬ ‫ِ�س َف�أَ ْع ُطوا َّّ‬
‫الط ِر َ‬ ‫ول الل ِه ‪َ :‬ف ِ�إ َذا �أَ َب ْي ُت ْم �إ َِّل ْالَ ْجل َ‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫َق َ‬
‫ال�س َل ِم‪،‬‬‫الَ َذى‪َ ،‬و َر ُّد َّ‬ ‫�ص‪َ ،‬و َك ُّف ْ أ‬ ‫�ض الْ َب َ ِ‬ ‫ال‪ :‬غَ ُّ‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬و َما َح ُّق ُه؟ َق َ‬
‫وف َوالنَّ ْه ُي َعن ْالُنْ َك ِر )( )‪.‬‬ ‫الَ ْم ُر ب ِْالَ ْع ُر ِ‬
‫َو ْ أ‬

‫(�أحكام الطريق) هذه العبارة تنا�سب �أن تكون عنوا ًنا للحديث‪ ،‬اقرتح عنوا ًنا �آخر واكتبه يف‬
‫�أعلى ال�صفحة‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم (‬ ‫( ) رواه البخاري برقم (‬

‫‪80‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫�إياكم واجللو�س يف الطرقات احذروا من اجللو�س يف الطرقات‪.‬‬
‫ال ن�ستغني عن اجللو�س فيها‪.‬‬ ‫ما لنا بد من جمال�سنا‬
‫‪.......................................‬‬ ‫غ�ض الب�رص‬
‫‪.......................................‬‬ ‫كف الأذى‬

‫من معاني الحديث وإرشاداته‬

‫حر�ص حبيبنا حممد  على بيان كل خري حتتاجه �أمته‪ّ ،‬‬


‫وحذر من كل �رش قد ي�رض ب�أمته‪ ،‬ودين‬
‫الإ�سالم �شامل جلميع مناحي احلياة‪ ،‬فقد ُعني ب�صغائر الأمور وعظائمها‪.‬‬
‫من الأمور التي حذر منها النبي  اجللو�س يف الطرقات‪ ،‬وذلك ملا يرتتب على اجللو�س فيها من‬
‫واملارة‪.‬‬
‫�أ�رضار على اجلال�س‪َّ ،‬‬
‫يدخل هذا التحذير التجمع والتجمهر يف الطرقات بال حاجة‪ ،‬واللعب يف الطرقات‪.‬‬
‫ي�شرتط لإباحة اجللو�س يف الطريق �أن يلتزم ب�آدابه التي َّبينها النبي  ومنها‪:‬‬

‫من �آداب الطريق‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪..........................‬‬

‫‪81‬‬
‫من �أ�رضار �إطالق الب�رص‪ :‬التعر�ض للفتنة بر�ؤية الن�ساء‪ ،‬وح�صول امل�ضايقة لهن؛ حيث تتحرج املر�أة من املرور‬
‫�أمام الرجال حيا ًء واحت�شام ًا‪.‬‬
‫‪ 6‬يدخل يف كف الأذى اجتناب الغيبة‪ ،‬وترك ظن ال�سوء‪ ،‬وعدم احتقار بع�ض املارة‪ ،‬وعدم ت�ضييق‬
‫الطريق‪.................،‬‬
‫اجتناب اجللو�س يف الطريق يحفظ امل�ؤمن من التعر�ض للإثم‪.‬‬

‫ّ‬
‫فـكر‬
‫من ال�سنة �أن ي�سلم الما�شي على الجال�س‪ِّ ،‬بين داللة الحديث على ذلك‪.‬‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫ •�أحر�ص على اجتناب اجللو�س يف الطرقات �إال حلاجة‪.‬‬ ‫سلوكية‬
‫ •�أعطي الطريق حقه و�أت�أدب ب�آدابه عند اجللو�س يف الطريق‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫التقويم؟‬
‫و�ضح ذلك‪.‬‬
‫�س‪ :1‬دل احلديث على �أن الدين الإ�سالمي يوازن بني حق الفرد وحق املجتمع‪ِّ ،‬‬
‫�س‪ :2‬علِّل ملا ي�أتي‪:‬‬
‫ •حذر النبي  من اجللو�س يف الطريق‪.‬‬
‫ •دخول الأ�سواق بغري حاجة له حكم اجللو�س يف الطريق‪.‬‬
‫ •تتحرج املر�أة من املرور عند الرجال �أثناء جلو�سهم يف الطريق‪.‬‬
‫�س‪ :3‬ما ثمرات اجتناب اجللو�س يف الطرقات؟‬
‫�س‪ :4‬اذكر �صفتني من �صفات �أبي �سعيد اخلدري �‪.‬‬

‫معلومات إثرائية‬

‫ورد يف حق الطريق �أحاديث �أخرى ا�شتملت على �آداب مل يرد ذكرها يف حديث �أبي �سعيد �‪.‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر ‪ :-  -‬وجمموع ما يف هذه الأحاديث �أربعة ع�رش �أدبًا وقد نظمتها يف‬
‫�أربعة �أبيات وهي‪:‬‬
‫َطريـق من قـول خري اخللق �إن�سانا‬ ‫جمعت �آداب من رام اجللو�س على الــــ‬
‫ِـت عاط�سا و�سـال ًما رد �إح�سـانا‬ ‫م ْ‬ ‫و�شمـ‬
‫ْ‬ ‫�أفــ�ش ال�سالم و�أح�سن يف الكالم‬
‫لهفان ا ْهــ ِد �سبي ًال ْ‬
‫واهـ ِد حـيــرانا‬ ‫يف احلمـل عاون ومظلومــا �أعـن و�أغث‬
‫�ض َط ْرف ًا و�أكرث ذ ِْك َـر مـوالنا‬
‫وغُ َّ‬ ‫ـف �أذى‬ ‫بالعـرف ُم ْـر وا ْن َه عن ُن ْكـر ُ‬
‫وك َّ‬

‫‪83‬‬
‫الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫ــــال‪«َ :‬ل ُي�شِ ُري‬ ‫‪َ ٢‬عن �أَبِي ُه َر ْي َر َة � َعن النَّب ِِّي  َق َ‬
‫أَ� َح ُد ُك ْم َع َلى �أَخِ ي ِه ب ِّ‬
‫ِال�س َل ِح َف ِ إ� َّن ُه َل َي ْد ِري َل َع َّل ال�شَّ ْي َطانَ‬
‫()‬
‫َينْ ِز ُع ِف َيدِ ِه َف َيق َُع ِف ُحف َْرةٍ م َِن النَّ ِار»‪.‬‬

‫ما ال�سلوك الذي حذر منه ؟ كون من �إجابتك عنوان ًا للدر�س واكتبه يف املكان املخ�ص�ص‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم (‬ ‫( ) رواه البخاري برقم (‬

‫‪84‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫يغري بينهما حتى ي�رضب �أحدهما الآخر‪.‬‬ ‫ينزع يف يده‬
‫يقع يف املع�صية املو�صلة �إلى النار‪.‬‬ ‫فيقع يف حفرة من النار‬

‫من معاني الحديث وإرشاداته‬

‫حرمة الدماء عند الله عظيمة‪ ،‬والتهاون بها خطري‪ ،‬وقد حذر الإ�سالم من �أ�سباب الفتنة و�إراقة‬
‫الدماء بني النا�س‪ ،‬و�سد كل طريق ي�ؤدي �إليها‪.‬‬
‫من الطرق امل�ؤدية للقتل و�إراقة الدماء‪ ،‬حمل ال�سالح لغري حاجة‪ ،‬والإ�شارة به على امل�سلمني‪،‬‬
‫�سواء �أكان ذلك عن طريق الق�صد �أم عن طريق الهزل‪.‬‬
‫�إن كانت الإ�شارة للم�سلم بال�سالح عن طريق الق�صد فتحرميه وا�ضح؛ لأنه يريد قتل م�سلم �أو‬
‫أي�ضا لأنه ترويع مل�سلم و�إخافة له‪.‬‬
‫جرحه‪ ،‬وكالهما كبرية‪ ،‬و�أما �إن كان عن طريق الهزل فمحرم � ً‬
‫�إذا كان النهي من�رصفًا �إلى جمرد الإ�شارة بال�سالح و�أن ذلك �سبب لورود النار‪ ،‬فكيف مبن ي�ستبيح‬
‫الدماء ويقتل الأبرياء ويروع الآمنني ويف�سد يف الأر�ض؟ فتلك مع�صية �شنيعة‪ ،‬وذنب كبري؛ و�صاحبه‬
‫على خطر عظيم‪.‬‬
‫العاقل يبتعد عن �شهر ال�سالح ورفعه يف وجه �أخيه‪ ،‬فقد يقع يف القتل لكلمة قيلت‪� ،‬أو مفاخرة‬
‫بن�سب‪� ،‬أو اختالف على َع َر�ض من الدنيا‪� ،‬أو ا�ستجابة لدافع الكره والغ�ضب‪ ،‬فيخ�رس بذلك دنياه‬
‫و�آخرته وي�ستحق نار جهنم‪.‬‬
‫‪ 6‬ال�شيطان يرتب�ص بامل�سلم الأذى‪ ،‬وي�سعى �إلى ن�رش ال ُف ْرقة والعداوة بتكبري اخلط�أ ال�صغري‪ ،‬وا�ستدراج‬
‫العبد ليقع يف املوبقات‪.‬‬
‫خطورة املزاح بال�سيارات والتالعب بها �أمام الآخرين؛ ملا يورثه ذلك من قتل الأنف�س‪ ،‬و�إحداث‬
‫�رشعا‪.‬‬‫الإعاقات‪ ،‬وترويع الآمنني‪ ،‬وكل ذلك ممنوع ً‬

‫‪85‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫اربط بين حديث �أبي هريرة � ال�سابق‪ ،‬وبين قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﱪ [اإلسراء‪.]53:‬‬

‫تطبيقات‬
‫سلوكية •�أجتنب رفع ال�سالح يف اجلد والهزل‪.‬‬
‫ •�أحذر من كيد ال�شيطان وخطواته‪.‬‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬ا�ستنبط من احلديث حر�ص الإ�سالم على زرع املودة واملحبة‪.‬‬
‫�س‪ :2‬ع ّلل‪ :‬لتحرمي �إ�شارة امل�سلم بال�سالح يف حال الهزل‪.‬‬
‫�س‪ :3‬من �أي �أنواع الذنوب الإ�شارة بال�سالح؟‬
‫رواية للحديث‪ ،‬فكم بلغت مروياته؟‬ ‫�س‪ :4‬يعد �أبو هريرة � من �أكرث ال�صحابة‬
‫�س‪ :5‬هل يجوز ترويع غري امل�سلم برفع ال�سالح عليه؟‬

‫‪86‬‬
‫معلومات إثرائية‬

‫�أحاديث �أخرى يف مو�ضوع الدر�س‪:‬‬


‫عن �أبي هريرة � قال‪ :‬قال �أبو القا�سم ‪« :‬من �أ�شار �إلى �أخيه بحديدة ف�إن املالئكة تلعنه حتى‬
‫يدعها و�إن كان �أخاه لأبيه و�أمه» ( )‪.‬‬
‫عن �أبي بكرة � عن النبي  قال‪�« :‬إذا امل�سلمان حمل �أحدهما على �أخيه ال�سالح فهما على‬
‫جرف جهنم ف�إذا قتل �أحدهما �صاحبه دخالها جمي ًعا» ( )‪.‬‬
‫مر يف امل�سجد ب�أ�سهم قد �أبدى ن�صولها ف�أُمر �أن ي�أخذ بن�صولها ال يخد�ش‬‫عن جابر �‪�( :‬أن رج ًال َّ‬
‫م�سل ًما )(‪.)3‬‬
‫مر �أحدكم يف جمل�س �أو �سوق وبيده‬ ‫عن �أبي مو�سى الأ�شعري �‪� :‬أن ر�سول الله  قال‪�« :‬إذا َّ‬
‫نبل فلي�أخذ بن�صالها ثم لي�أخذ بن�صالها ثم لي�أخذ بن�صالها» ( )‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه م�سلم برقم ‪( :‬‬


‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه م�سلم برقم‪( :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم‪( :‬‬ ‫(‪ )3‬متفق عليه ‪ :‬البخاري برقم ‪( :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫( ) متفق عليه ‪ :‬البخاري برقم‪ ) ( :‬وم�سلم برقم‪( :‬‬

‫‪87‬‬
‫الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫الدر�س‬
‫‪3‬‬

‫بن َم ْ�س ُعودٍ � َعن النَّب ِِّي  قال‪َ ( :‬ال َي ْد ُخ ُل ْ َ‬


‫النّ َة َم ْن‬ ‫‪َ ٣‬ع ْن َعبْدِ الل ِه ِ‬
‫الر ُج َل ُيحِ ُّب �أَنْ َي ُكونَ‬ ‫ْ ٍ َق َ‬
‫ال َر ُج ٌل ‪� :‬إنَّ َّ‬

‫‪88‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫وزن منلة‪.‬‬ ‫مثقال ذرة‬
‫عدم قبول احلق‪.‬‬ ‫بطر احلق‬
‫اال�ستهانة بهم واحتقارهم‪.‬‬ ‫غمط النا�س‬

‫امللك والعظمة واجلربوت والكمال لله وحده ال �رشيك له‪ ،‬فال يجوز لأحد من خلق الله �أن يتكرب‬
‫على عباد الله ويتعالى عليهم وهو مثلهم عبد �ضعيف‪.‬‬
‫الكرب من كبائر الذنوب التي ي�ستوجب �صاحبها النار ما مل يتب منها‪� ،‬أو يتداركه الله برحمته‬
‫فيعفو عنه‪ ،‬و�إذا ت�ضمن الكرب عدم قبول الإ�سالم‪ ،‬وعدم االنقياد لله بالطاعة‪ ،‬فهذا كفر اال�ستكبار‬
‫الذي ال يدخل �صاحبه اجلنة‪.‬‬
‫التكرب والتعايل له عدة �صور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُّ ً ومثل الذي ينظر من طرف‬

‫‪89‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫ْ ُ الذي ال يدخل �صاحبه اجلنة مطل ًقا؟‬

‫‪90‬‬
‫معلومات إثرائية‬

‫من احلكم التي قيلت يف ذم الكرب‪:‬‬


‫ْ ً ا �إال ملهانة يجدها يف نف�سه‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أسئلة عامة‬
‫�س‪ :1‬ما الفكرة امل�شرتكة بني درو�س الوحدة؟‬

‫�س‪ :2‬املأ الفراغات الآتية‪:‬‬

‫‪........................ ،...............................‬‬ ‫‪ -‬يدخل في حكم الجلو�س في الطرقات‪:‬‬


‫‪................. ،.............................‬‬ ‫‪ -‬من الأ�ضرار المترتبة على الجلو�س في الطريق‪:‬‬
‫‪.............. ،..............................‬‬ ‫‪-3‬يزين ال�شيطان للم�سلم قتل �أخيه لأ�سباب تافهة مثل‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪ -‬عك�س الكبر‪ ........................‬ومن �أمثلة الكبر‬
‫‪ -‬المتكبرون يوم القيامة يجعلهم الله �أمثال‪ ...........................‬يط�ؤهم النا�س ب�أقدامهم‪.‬‬
‫�س‪ :3‬اخرت الإجابة ال�صحيحة فيما ي�أتي‪:‬‬

‫‪ .١‬من حق الطريق‪:‬‬

‫ج‪ -‬كل ما �سبق‪.‬‬ ‫ب‪ -‬رد ال�سالم‬ ‫�أ‪ -‬غ�ض الب�صر وكف الأذى‪.‬‬
‫‪ .٢‬يف قوله  (لعل ال�شيطان ينزع يف يده)‪ ،‬ما املراد بينزع يف يده‪:‬‬
‫ب‪ -‬يجمد يده في مكانها‪ .‬ج‪ -‬يقطع يده‪.‬‬ ‫�أ‪ -‬يوقع ال�ضربة بال�سالح‪.‬‬
‫�س‪ :4‬اذكر الأخالق وال�سلوكات التي حذرت منها الوحدة‪ ،‬ثم اكتب �أمام كل واحد منها ما يقابله‬
‫من اخللق احل�سن‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ماذا تعلمت في هذه الوحدة؟‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫الوحدة وتعلمت ما فيها من فوائد و�آداب‪ ,‬ماذا تنوي �أن تعمل؟‬


‫بعد �أن در�ست هذه الوحدة‬
‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪93‬‬
‫الوحدة‬
‫الثانية‬

‫عفة امل�ؤمن‬

‫‪94‬‬
‫العفة من الأخالق الفا�ضلة التي تعد �أ�ص ًال لكثير من الأخالق‪ ،‬وقد جعل ابن القيم ‪� ‬أ�صول‬
‫الأخالق في �أربعة‪ :‬العفة‪ ،‬وال�صبر‪ ،‬وال�شجاعة‪ ،‬والعدل‪ ،‬فبقية الأخالق ال بد �أن تندرج �ضمن‬
‫�أحدها‪ ،‬ولأهمية خلق العفة وعناية الإ�سالم به‪ ،‬وكونه من ال�سمات التي يتميز بها المجتمع الم�ؤمن‪،‬‬
‫تلقي هذه الوحدة ال�ضوء على هذا الخلق‪.‬‬

‫حديث جرير � ‪�:‬س�ألت ر�سول الله  عن نظر الفجاءة ‪ ..‬احلديث‬ ‫ستدرس في‬
‫قول النبي  ‪« :‬ال يزين الزاين حني يزين وهو م�ؤمن‪ ..‬احلديث»‪.‬‬ ‫هذه الوحدة‪:‬‬

‫تدرك الآثار ال�سيئة الناجتة عن تتبع عورات النا�س‪.‬‬ ‫ويتوقع منك بعد‬
‫تدرك �أهمية غ�ض الب�رص وتعتاد عليه‪.‬‬ ‫دراستك لهذه‬
‫حتذر من الزنا وال�رسقة واخليانة وتدرك �أنها من الأعمال التي‬ ‫الوحدة أن‪:‬‬
‫تنق�ص الإميان‪.‬‬
‫ت�ست�شعر �شناعة عمل قوم لوط‪ ،‬وعظيم �رضره‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الوحدة‬
‫‪2‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬ ‫‪4‬‬

‫الفنت التي يتعر�ض لها العبد يف الدنيا فنت �شبهات وفنت �شهوات وقد �أمر الله امل�ؤمنني وامل�ؤمنات بغ�ض الب�رص ملا‬
‫يورثه �إطالقه من مفا�سد و�أ�رضار‪ ،‬ومن �أعظم فنت ال�شهوات الفتنة بالن�ساء وبوابة الوقوع يف ذلك �إطالق‬
‫الب� لذا حرم الإ�سالم النظر �إلى غري املحارم من الن�ساء و�أمر بغ�ض الب� لكن لو وقع نظر الإن�سان من‬
‫غري ق�صد �إلى امر�أة فما احلكم؟ وهل ي�أثم بذلك؟ وما الت�رصف ال�صحيح حينئذ؟‬
‫تعرف على ذلك من خالل حديث جرير � الآتي‪:‬‬

‫(�س َ�ألْ ُت َر ُ�س َ‬


‫ول الل ِه ‬ ‫بن َعبْدِ الل ِه � َق َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫‪َ ٤‬ع ْن َج ِري ِر ِ‬
‫َع ْن َن َظ ِر الْف َُج َاءةِ؟ َف أَ� َم َر ِن أَ�نْ �أَ ْ ِ‬
‫�ص َف َب َ ِ‬
‫�صي)(‪.)1‬‬

‫منا�سبا للدر�س واكتبه يف �أعلى ال�صفحة‪.‬‬


‫ً‬ ‫اقرتح عنوا ًنا‬

‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه م�سلم‪ :‬كتاب الآداب‪ ،‬باب نظر الفجاءة‪ ،‬برقم‪( :‬‬

‫‪96‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫النظر �إلى احلرام بغري ق�صد‪.‬‬ ‫نظر الفجاءة‬
‫‪.......................................‬‬ ‫�أن �أ�رصف ب�رصي‬

‫من معاني الحديث وإرشاداته‬

‫وجوب غ�ض الب�رص و�رصفه عن النظر �إلى ما حرم الله‪ ،‬وقد �أمر الله به يف �سورة النور حيث يقول تعالى‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫غ�ض الب�رص عالمة على طهارة النف�س‪ ،‬ونبل اخللق‪ ،‬وح�سن التعامل‪ ،‬و�أمانة فاعله؛ بخالف من يطلق‬
‫ب�رصه‪ ،‬ف�إن ذلك عالمة على اخليانة‪ ،‬وخبث النف�س‪ ،‬و�سوء اخللق‪.‬‬
‫‪،‬‬
‫‪........................................‬‬ ‫من ثمرات غ�ض الب�رص‪ :‬البعد عن املعا�صي‪،‬‬
‫‪.........................................‬‬

‫‪،‬‬
‫‪...........................................................................‬‬ ‫‪..................................................................................‬‬

‫‪،‬‬
‫‪....................‬‬ ‫�إطالق الب�رص ي�ؤدي �إلى مفا�سد كثرية‪ ،‬منها‪ :‬انت�شار الفاح�شة‬
‫‪........................................‬‬

‫‪،‬‬
‫‪....................................................................‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪.............................................‬‬ ‫‪..........................................‬‬

‫النظر �إلى ما حرم الله �إن كان من غري ق�صد‪ ،‬فال �إثم فيه‪ ،‬لكن يجب غ�ض الب�رص مبا�رشة وعدم‬
‫اال�ستمرار يف النظر‪.‬‬
‫‪ 6‬يعظم الإثم بالنظر �إذا كان عن طريق التج�س�س واختال�س النظر‪ ،‬و�أعظم منه التج�س�س على اجلريان‪.‬‬
‫ي�ستثنى من التحرمي ما تدعو �إليه احلاجة‪ ،‬كنظر الرجل للمر�أة عند �إرادة خطبتها‪ ،‬ونظر الطبيب �إلى‬
‫املر�أة عندما تدعو احلاجة لذلك‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫ما �صلة غ�ض الب�رص بالأمانة؟‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫دائما �أن الله يراين ف�أجتنب النظر �إلى احلرام‪.‬‬
‫سلوكية •�أتذكر ً‬
‫ •�أجاهد نف�سي و�أ�ستعني بالله على غ�ض ب�رصي عما حترم ر�ؤيته‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬اذكر ثالثة من الأحكام التي يدل عليها احلديث‪.‬‬
‫�س‪ :2‬علل‪ :‬يعظم الإثم بالنظر احلرام �إذا كان عن طريق التج�س�س‪.‬‬
‫�س‪� :3‬س�أل جرير � عن نظرة الفجاءة مع كرب �سنه‪َ ،‬ع َل َم يدل ذلك؟‬

‫‪99‬‬
‫الوحدة‬
‫‪2‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬
‫‪5‬‬

‫ناق�ش مع زمالئك �أ�سباب الوقوع يف الزنا‪:‬‬


‫‪........... ........................................ ........................................................................................................................‬‬

‫‪........... ........................................ ........................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................... ........................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................... ........................................................................................................................‬‬

‫‪............................................................................................................................................................................‬‬

‫ال النَّب ُِّي  َ(ل َي ْز ِن ال َّز ِان حِ َ‬


‫ني َي ْز ِن‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫‪َ ٥‬ع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة � َق َ‬
‫ني‬ ‫�ش ُب ْ َ‬
‫ال ْم َر حِ َ‬ ‫�س ُق َو ُه َو ُم ؤْ�م ٌِن َو َل َي ْ َ‬ ‫َو ُه َو ُم�ؤْم ٌِن َو َل َي ْ ِ‬
‫�س ُق حِ َ‬
‫ني َي ْ ِ‬
‫�ش ُب َها َو ُه َو ُم�ؤْم ٌِن)(‪.)1‬‬
‫َي ْ َ‬

‫(عفة الفرج) هذه العبارة تنا�سب �أن تكون عنوا ًنا للحديث‪ ،‬اقرتح عنوا ًنا �آخر واكتبه يف‬
‫�أعلى ال�صفحة‪.‬‬

‫)‪ ،‬وم�سلم برقم‪.) ( :‬‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم‪( :‬‬

‫‪100‬‬
‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫من يفعل الفاح�شة من رجل �أو امر�أة‪.‬‬ ‫الزاين‬

‫من معاني الحديث وإرشاداته‬

‫وح َّذ َر من كل ما يخد�ش العفة ويذهب احلياء‪ ،‬ومن‬ ‫حر�ص الإ�سالم على طهارة املجتمع وعفته‪َ ،‬‬
‫�أعظم ذلك الوقوع يف فاح�شة الزنا‪� ،‬أو عمل قوم لوط‪.‬‬
‫الزنا كبرية من كبائر الذنوب‪ ،‬حيث ورد الوعيد لفاعلها بعدة عقوبات‪ ،‬منها‪ :‬نفي الإميان الواجب‬
‫عنه‪ ،‬وتوعده بالعذاب امل�ضاعف‪ ،‬كما ورد يف �سورة الفرقان �آية (‪ ،).............‬وثبوت ا َحل ِّد عليه يف‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫من �أ�سباب الوقوع يف الفاح�شة‪� :‬ضعف الإميان‪� ،‬إطالق الب�رص‪....................................................،‬‬

‫‪....................................................................................،......................................................................‬‬

‫من �أ�سباب الوقاية من الفاح�شة‪ :‬تربية النف�س على الإميان بالله واخلوف منه‪ ،‬وا�ست�شعار مراقبته‪ ،‬والإكثار‬
‫من العبادات خا�صة ال�صيام‪ ،‬والت�شجيع على الزواج املبكر‪ ،‬وتربية الفتيات على ال�سرت واالحت�شام‪.......... ،‬‬

‫‪....................................................................................،............................................................‬‬

‫من العفة التعفف عما يف �أيدي النا�س من الأموال العامة �أو اخلا�صة‪ ،‬وعدم االعتداء عليها بال�رسقة �أو‬
‫االختال�س �أو االنتهاب �أو االحتيال‪.‬‬
‫‪ 6‬ال�رسقة من كبائر الذنوب حيث ورد الوعيد ملرتكبها بعدة عقوبات‪ ،‬منها‪...................................... :‬‬

‫‪....................................................................................،.....................................................................‬‬

‫من العفة االبتعاد عن �رشب اخلمر فهي تف�سد العقل وتذهبه وت�سبب العداوة والبغ�ضاء‪.‬‬
‫‪ 8‬امل�ؤمن العفيف يجتنب فعل الفاح�شة وال�رسقة و �رشب اخلمر ويبتعد عن �أ�سباب الوقوع يف‬
‫ذلك ويجعل بينه وبني احلرام حاج ًزا باالبتعاد عن ال�شبهات‪ ،‬وترك بع�ض املباحات خوفًا من الوقوع يف‬
‫املحرمات‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫هل ي�شمل الوعيد الوارد يف احلديث من �رسق �شيئ ًا ي�سري ًا؟ وملاذا؟‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫ •�أحر�ص على اجتناب الفاح�شة و�أ�سبابها‪.‬‬ ‫سلوكية‬
‫ •�أبتعد عن ال�رسقة وال �أطمع فيما يف �أيدي النا�س‪.‬‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬ما احلكمة من حترمي الزنا؟‬
‫�س‪ :2‬ما ثمرات العفة عما يف �أيدي النا�س؟‬
‫�س‪ :3‬اذكر �صفتني من �صفات �أبي هريرة �‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫معلومات إثرائية‬

‫قال‪�( :‬أقبل علينا ر�سول الله  فقال‪« :‬يا مع�رش املهاجرين خم�س خ�صال �إذا‬ ‫عن ابن عمر‬
‫وه َّن ‪ :‬مل تظهر الفاح�شة يف قوم ق َُّط حتى ُي ْعلِنوا بها �إال ف�شا فيهم‬‫اب ُتليتم بِه َِّن و�أعوذ بالله �أن ُت ْدر ُك ُ‬
‫الطاعون والأوجاع التي مل تكن م�ضت يف �أ�سالفهم) (‪.)1‬‬
‫من الأمرا�ض التي ت�صيب من يقع يف الزنا �أو يعمل عمل قوم لوط‪( :‬مر�ض الإيدز) نق�ص املناعة‬
‫اخت�صارا ‪ ،HIV‬وهو مر�ض خطري ي�سبب الوفاة التدريجية حلامله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لدى الإن�سان‪ ،‬واملعروف‬

‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه ابن ماجه (‬

‫‪103‬‬
‫ماذا تعلمت في هذه الوحدة؟‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫الوحدة وتعلمت ما فيها من فوائد و�آداب‪ ,‬ماذا تنوي �أن تعمل؟‬


‫بعد �أن در�ست هذه الوحدة‬
‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪104‬‬
105
‫الوحدة‬
‫الثالثة‬

‫عناية الإ�سالم‬
‫بالعمل املهني‬

‫‪106‬‬
‫الإ�سالم دين يقدر العمل ويدعو �إليه‪ ،‬وبخا�صة العمل المهني الذي يكدح الإن�سان فيه بيده ليعف‬
‫نف�سه وولده‪ ،‬والم�سلم ي�ؤجر على الك�سب الحالل‪ ،‬و�سعيه لعفة نف�سه‪ ،‬و�إطعام �أهله وولده‪ ،‬ما دام‬
‫مباحا‪.‬‬
‫العمل ً‬

‫قول النبي  ‪« :‬ما من م�سلم يغر�س غر�س ًا‪ ..‬احلديث»‪.‬‬ ‫ستدرس في‬
‫قول النبي  ‪« :‬كان زكريا جنار ًا»‪.‬‬ ‫هذه الوحدة‪:‬‬

‫تدرك ف�ضل العمل وفوائده‪.‬‬ ‫ويتوقع منك بعد‬


‫تدرك ف�ضل الزراعة وفوائدها‪.‬‬ ‫دراستك هذه‬
‫تدرك ف�ضل النفقة ومكانة املنفق‪.‬‬ ‫الوحدة أن‪:‬‬
‫حترتم العمل املباح وامل�شتغل به‪.‬‬
‫حتر�ص على العمل و�إتقانه‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الوحدة‬
‫‪3‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬ ‫‪6‬‬

‫�شيخا كبري ال�سن‪ ،‬فقال الرجل‪� :‬أتغر�س‬


‫َم َّر رجل ب�أبي الدرداء � وهو يغر�س �شجرة بدم�شق وكان � ً‬
‫هذه و�أنت �شيخ كبري‪ ،‬وهذه ال ُت ْطع ُِم �إال يف كذا وكذا عام ‪ -‬يق�صد بعد عدة �سنوات فقد ال تدرك‬
‫ثمرتها‪ -‬فقال �أبو الدرداء �‪( :‬ما َع َل َّي �أن يكون يل � ُ‬
‫أجرها وي�أكل ِم ْن َها غريي )‬
‫(‪)١‬‬

‫اربط بني عمل �أبي الدرداء � وحديث �أن�س � الآتي‪:‬‬

‫ول الل ِه  ‪َ « :‬ما م ِْن ُم ْ�سل ٍِم‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫‪َ ٦‬ع ْن �أَ َن ِ�س ْب ِن َمال ٍِك � َق َ‬
‫َي ْغ ِر ُ�س غَ ْر ً�سا �أَ ْو َي ْز َر ُع َز ْر ًعا َف َي ْ�أ ُك ُل ِمنْ ُه َط ْ ٌي َ �أ ْو ِ �إ ْن َ�سانٌ أَ� ْو َبهِي َم ٌة �إ َِّل َكانَ‬
‫َل ُه ِب ِه َ�ص َد َق ٌة» (‪.)٢‬‬
‫«كانَ َز َك ِر ّيا َ َّنا ًرا» (‪.)٣‬‬ ‫‪َ ٧‬ع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة � �أَنَّ َر ُ�س َ‬
‫ول الل ِه  َق َ‬
‫ال‪َ :‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك حدد الفكرة الرئي�سة للحديثني‪ ،‬ثم دونها يف �أعلى ال�صفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬الفي�ض الجاري ب�شرح �صحيح البخاري‪.٤٣١/٤ :‬‬


‫(‪ )٢‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ :‬كتاب الحرث والمزارعة‪ ،‬باب ف�ضل الزرع والغر�س �إذا �أكل منه ‪ ،...‬برقم‪ ،) 3 ( :‬وم�سلم‪ :‬كتاب الم�ساقاة‪،‬‬
‫باب ف�ضل الغر�س والزرع‪ ،‬برقم‪.) 3( :‬‬
‫(‪ )٣‬رواه م�سلم‪ :‬كتاب الف�ضائل‪ ،‬باب في ف�ضائل زكريا‪ ،‬برقم‪.) 3 ( :‬‬
‫‪108‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫دفن جذور ف�سيلة ال�شجر يف الرتبة‪.‬‬ ‫يغر�س غر�س ًا‬
‫نرث البذور يف الرتبة‪.‬‬ ‫يزرع زرع ًا‬
‫‪.......................................‬‬ ‫بهيمة‬

‫من معاني الحديثين وإرشاداتهما‬

‫الزراعة من الأعمال واحلرف اليدوية التي فطر الله النا�س على ُح ِّبها‪ ،‬ﱫ‬

‫ﱪ [آل عمران‪.] :‬‬


‫الزراعة �رضورة للدورة احلياتية حيث يوفر بها الإن�سان ما يحتاجه من غذاء‪.‬‬
‫وثواب بكل ثمرة �أو زرع ي�أكله‬
‫ٌ‬ ‫أجر‬
‫رتب الله الأجر الكثري للم�سلم الذي يعمل يف الزراعة‪ ،‬حيث ُيك َتب له � ٌ‬
‫�إن�سان �أو حيوان �أو طائر‪ ،‬بل وي�ستمر �أجره ما ا�ستمر ذلك ال�شجر والزرع وما نتج عنه‪.‬‬
‫رفع الإ�سالم من �ش�أن الزراعة لتكون عم ًال �أخرو ًّيا من �أعمال الرب‪ ،‬كما يف قوله ‪�« :‬إذا قامت ال�ساعة ويف‬
‫يد �أحدكم ف�سيلة فليغر�سها » ( )‪ ،‬ملا فيها من عمارة الأر�ض‪.‬‬
‫حينما تعمل وت�سعى لك�سب الرزق �سواء كان بالزراعة �أو النجارة �أوغريهما من املهن تبتغي �إعفاف نف�سك‬
‫عن ال�س�ؤال ف�أنت يف عبادة ت�ؤجر عليها‪.‬‬
‫‪ 6‬كان �أنبياء الله ‪ - ‬وهم القدوة ‪ -‬يك�سبون رزقهم بعمل �أيديهم‪ ،‬فما من نبي �إال ورعى الغنم وعمل‬
‫نبي الله �إدري�س ‪ ‬يف اخلياطة‪،‬وعمل مو�سى ‪ ‬يف رعي الغنم‪ ،‬وعمل نبي الله داود ‪� ‬صانع دروع‬
‫وعمل نوح وزكريا ‪ ‬يف النجارة وعمل نبينا حممد  يف رعي الغنم والتجارة‪.‬‬
‫احرتام العمل ب�أنواعه املختلفة وعدم احتقار �أي عمل �أو مهنة �إذا كانت مباحة‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫( ) �أخرجه �أحمد‪ ،) 3/3 ( :‬والف�سيلة‪ :‬ال�صغيرة من ال َّن ْخل (ل�سان العرب‬

‫‪109‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫هل يثاب امل�سلم على ما ُ�سق �أو �أُتلف من ماله؟ و�ضح داللة حديث �أن�س �‬
‫على ذلك‪..............................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫ •�أحرتم العمل وال �أحتقر �شي ًئا منه‪.‬‬ ‫سلوكية‬
‫اقتداء بالأنبياء عليهم ال�صالة وال�سالم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ •�أجتهد يف الأكل من ك�سب يدي‪،‬‬

‫التقويم؟‬
‫و�ضح كيف يدل حديث �أن�س � على ف�ضل ال�صدقة‪.‬‬
‫�س‪ِّ :1‬‬
‫�س‪ :2‬ورد يف �سورة الأنبياء الآية رقم (‪ )80‬ذكر �صنعة نبي الله داود ‪ ،‬اقر أ� الآية وا�ستنبط‬
‫منها هذه ال�صنعة‪.‬‬
‫�س‪ :3‬اكتب املهنة التي كان يعملها كل نبي يف اجلدول الآتي‪:‬‬

‫مو�سى ‪‬‬ ‫نوح ‪‬‬ ‫زكريا ‪‬‬ ‫النبي‬


‫املهنة‬

‫�س‪ :4‬ما الفوائد التي يجنيها املجتمع من الزراعة؟‬

‫‪110‬‬
‫معلومات إثرائية‬

‫الزراعة والنبات ميدان ل�سباحة الفكر يف الت�أمل يف خملوقات الله تعالى مما يزيد يف القلب تعظيم‬
‫مليئ بالآيات التي تدعو �إلى التفكري يف كثري‬
‫اخللق‪ ،‬وتقدير نعمه و�آالئه‪ ،‬والقر�آن الكرمي ٌ‬ ‫ّ‬
‫من العرب التي تت�صل بالنبات والزراعة قال تعالى‪ :‬ﱫ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﱪ [النحل‪ ] 3:‬وقال تعالى‪ :‬ﱫ ﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ‬
‫وقال تعالى‪ :‬ﱫ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﱪ[يس‪]3 -33:‬‬

‫ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡﮢ‬


‫‪ ]6‬وقال‬ ‫ﱪ[الواقعة ‪-6 :‬‬ ‫ﮣ ﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ‬
‫تعالى‪:‬ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﱪ‬
‫‪ ]6‬قال تعالى‪:‬ﱫ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫[النمل‪:‬‬

‫[الرحمن‪.] -١٠:‬‬ ‫ﮥﮦﮧﮨﮩ ﱪ‬

‫‪111‬‬
‫أسئلة عامة‬
‫�س‪ :1‬ما الأجر املرتتب على عمل امل�سلم يف الزراعة؟‬

‫زرعا‪ ،»...‬ما الفرق بني الغر�س والزرع؟‬


‫غر�سا �أو يزرع ً‬
‫�س‪ :2‬يف قوله ‪« :‬ما من م�سلم يغر�س ً‬

‫�س‪ :3‬عمل النبي  يف التجارة‪ ،‬اذكر من �سريته ما ي�ؤيد ذلك‪.‬‬

‫�س‪� :4‬ضع عالمة (✓) �أمام العبارة ال�صحيحة‪ ،‬وعالمة (✘) �أمام العبارة اخلط�أ مع ت�صحيح اخلط�أ‬
‫فيما ي�أتي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫�أ‪ .‬الزراعة من الأعمال غير المحببة للنفو�س‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ب‪ .‬العمل في الزراعة من عمارة الأر�ض‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ج‪ .‬يعد احتقار المهن اليدوية من الكبر‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ماذا تعلمت في هذه الوحدة؟‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫أحاديثها من فوائد و�آداب‪ ,‬ماذا تنوي �أن تعمل؟‬


‫الوحدة وتعلمت ما في �أحاديثها‬
‫بعد �أن در�ست هذه الوحدة‬
‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪113‬‬
‫الوحدة‬
‫الرابعة‬

‫مكانة املر�أة‬
‫يف الإ�سالم‬

‫‪114‬‬
‫كانت الجاهلية الأولى تحتقر المر�أة وت�سلبها حقها‪ ،‬وتوقع الظلم بها‪ ،‬ونادت الح�ضارة الغربية‬
‫المعا�صرة بحقوق المر�أة بمفهوم يخالف فطرتها مما قو�ض بناء الأ�سرة و�أفقد المر�أة دورها في تربية‬
‫�أبنائها وجعلت منها عر�ضة للفتنة واالفتتان عن طريق التبرج وال�سفور وجاء الإ�سالم فحافظ‬
‫على مكانة المر�أة و�شرع لها من الأحكام والحقوق ما يحفظ توازن المجتمع لت�ؤدي المر�أة والرجل‬
‫وظيفتهما في الحياة بما يتنا�سب وطبيعة خلقتهما‪.‬‬

‫خريا‪ )...‬احلديث‪.‬‬
‫قول النبي ‪ ..( :‬وا�ستو�صوا بالن�ساء ً‬ ‫ستدرس في‬
‫قول النبي ‪( :‬خريكم خريكم لأهله و�أنا خريكم لأهلي)‪.‬‬ ‫هذه الوحدة‪:‬‬

‫حديث �أبي هريرة �‪( :‬من �أحق النا�س بح�سن �صحابتي)‪ ...‬احلديث‪.‬‬
‫قول النبي ‪( :‬ال يكون لأحدكم ثالث بنات �أو ثالث �أخوات فيح�سن‬
‫�إليهن �إال دخل اجلنة)‪.‬‬

‫ويتوقع منك بعد‬


‫تدرك مكانة املر�أة يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫دراستك لهذه‬
‫ترب والدتك وحت�سن �إلى �أخواتك‪.‬‬ ‫الوحدة أن‪:‬‬
‫حت�سن التعامل مع الأهل واجلريان‪.‬‬
‫تقوم بوظيفتك يف �إ�صالح �أفراد �أ�رستك‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الوحدة‬
‫‪4‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬ ‫‪7‬‬

‫ُخلِقت �أُ ُّم َنا َح َّواء من �ضلع �أبينا �آدم‪ ،‬فكان الب�رش كلهم من ذريتهم‪ ،‬لكن جعل الله اختالفًا بني الرجل واملر�أة‬
‫يف التعامل‪ ،‬ويف الأحاديث التالية تتعلم بع�ض ما تخت�ص به املر�أة عن الرجل‪.‬‬

‫ال‪َ « :‬م ْن َكانَ ُي�ؤْم ُِن بِالل ِه َوالْ َي ْو ِم‬ ‫‪َ ٨‬ع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة � َع ْن النَّب ِِّي  َق َ‬
‫ْالآخِ ِر َف َل ُي�ؤْذِ ي َجا َر ُه َو ْ‬
‫ا�س َت ْو ُ�صوا بِالنِّ َ�ساءِ َخ ْ ًيا َف ِ إ� َّن ُه َّن ُخ ِلق َْن م ِْن‬
‫ال�ض َل ِع َ�أ ْع َل ُه َف إ�ِنْ َذ َهبْ َت ُتق ُ‬
‫ِيم ُه َك َ ْ‬
‫�س َت ُه‬ ‫ِ�ض َل ٍع َو إِ�نَّ �أَ ْع َو َج �شَ ْيءٍ ِف ِّ‬
‫ل َي َز ْل �أَ ْع َو َج َف ْ‬
‫ا�س َت ْو ُ�صوا بِالنِّ َ�ساءِ َخ ْ ًيا» (‪.)1‬‬ ‫َو�إِنْ َت َر ْك َت ُه َ ْ‬
‫«خ ْ ُي ُك ْم َخ ْ ُي ُك ْم‬ ‫َع ْن النَّب ِِّي  َق َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫ا�س‬
‫‪َ ٩‬ع ْن َعبْدِ الل ِه ْب ِن َعبَّ ٍ‬
‫لَ ْه ِل ِه َو أَ� َنا َخ ْ ُي ُك ْم ِ أ‬
‫لَ ْهلِي» (‪.)2‬‬ ‫ِأ‬

‫(حقوق الزوجة) هذه العبارة تنا�سب �أن تكون عنوا ًنا للحديث‪ ،‬اقرتح عنوا ًنا �آخر واكتبه يف‬
‫�أعلى ال�صفحة‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم ‪ :‬كتاب الر�ضاع‪ ،‬باب الو�صية بالن�ساء‪ ،‬برقم ‪(:‬‬ ‫( ) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ :‬في كتاب النكاح‪ ،‬باب الو�صاة بالن�ساء برقم‪( :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬و�صححه ابن حبان‪ ،‬برقم‪( :‬‬ ‫( ) �أخرجه ابن ماجه‪ :‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ح�سن معا�شرة الن�ساء‪ ،‬برقم‪(:‬‬

‫‪116‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اطلبوا الو�صية من �أنف�سكم يف حقهن‪.‬‬ ‫ا�ستو�صوا‬
‫�أحد عظام ال�صدر‪.‬‬ ‫�ضلع‬
‫جاء مف�رساً يف بع�ض الروايات بالطالق‪.‬‬ ‫ك�رسته‬

‫من معاني الحديثين وإرشاداتهما‬

‫اخللق احل�سن �سمة امل�سلم و�صفة من �صفاته‪ ،‬ف�إح�سانه ي�شمل القريب والبعيد‪ ،‬من �أهله وجريانه‪،‬‬
‫و�رشه يق�رص ويغيب فال ي�ؤذي �أهله �أو جاره‪.‬‬
‫خريا‪ ،‬وكرر الو�صية بذلك �إ�شارة �إلى �أهمية القيام بحقوقها وعدم‬‫�أو�صى النبي  بالزوجة ً‬
‫ا�ست�ضعافها و�إيقاع الظلم عليها‪ ،‬بل جعل اخلريية يف ح�سن معاملة الزوجة فقال‪( :‬خريكم خريكم‬
‫لأهله)( )‪.‬‬
‫ومن حقوق الزوجة‪:‬‬

‫من حقوق الزوجة‬

‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫ال�صرب على �أخطائها‬ ‫الإنفاق عليها‬ ‫ح�سن التعامل معها‬

‫من حكمة الله يف خلق املر�أة �أن جعلها ذات عاطفة وحنو و�شفقة �أكرث من الرجل؛ لتكون �سك ًنا‬
‫للرجل و�أكرث قدرة على تربية الأطفال وال�صرب عليهم‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫( ) �سبق تخريجه �ص‬

‫‪117‬‬
‫على الرجال �أن يدركوا طبيعة املر�أة ويعاملوها بلطف وتقدير واحرتام مل�شاعرها‪.‬‬
‫‪ 6‬التعامل مع الزوجة باجلفاء والغلظة قد يجرح م�شاعرها وي�ؤثر يف عاطفتها ويكدر نف�سيتها‪ ،‬مما قد‬
‫ي�ؤدي �إلى هدم البيوت بالطالق والفراق‪.‬‬
‫لقد كان ر�سول الله  القدوة يف ح�سن تعامله مع �أهل بيته‪ ،‬فكان  ي�سامر زوجاته‪ ،‬ورمبا‬
‫�سهر مع �إحداهن ي�سمع حديثها وي�ؤان�سها‪ ،‬و�إذا دخل بيته  ف�إنه يكون يف مهنة �أهله‪.‬‬

‫ّ‬
‫فـكر‬
‫ما �أثر قوة العاطفة عند املر�أة على ا�ستقرار البيت وقوة الرتابط بني �أفراد الأ�رسة؟‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫سلوكية •�أح�سن تعاملي مع �أهل بيتي‪.‬‬
‫ •�أقدر مكانة املر�أة و�أثرها يف املجتمع‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬للمر�أة مكانة عظيمة لعظم ما تقوم به‪ِّ ،‬بي وظيفة املر�أة يف املجتمع‪.‬‬
‫�س‪ِّ :2‬بي الأ�سلوب الأمثل يف التعامل مع‪:‬‬
‫‪ -‬الأخت‪.‬‬ ‫‪ -‬البنت‪.‬‬ ‫‪ -‬الزوجة‪.‬‬ ‫‪ -‬الأم‪.‬‬
‫�س‪ :3‬ما اخلري الذي ميكن �أن تقدمه لأهلك‪ ،‬كي تنال اخلريية الواردة يف حديث‬
‫؟‬ ‫ابن عبا�س‬
‫�س‪ :4‬عالم يدل تكرار الو�صية بالن�ساء يف حديث �أبي هريرة �؟‬

‫‪119‬‬
‫الوحدة‬
‫‪4‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬ ‫‪8‬‬

‫�صف معاناة الأم يف حملها ووالدتها ور�ضاعها وتربيتها‪ ،‬ثم قارن بني ذلك وتقدمي حقها يف احلديث الآتي‪:‬‬

‫َال‪َ (:‬يا‬‫ال‪َ :‬ج َاء َر ُج ٌل �إِ َلى َر ُ�سولِ الل ِه  َفق َ‬ ‫‪َ ١٠‬ع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة � َق َ‬
‫ال‪ « :‬أُ� ُّم َك» َق َ‬
‫ال ُث َّم‬ ‫ول الل ِه َم ْن �أَ َح ُّق النَّ ِ‬
‫ا�س ب ُِح ْ�س ِن َ�ص َحا َبتِي؟ َق َ‬ ‫َر ُ�س َ‬
‫ال‪ُ « :‬ث َّم �أُ ُّم َك» َق َ‬
‫ال‪ُ :‬ث َّم َم ْن؟‬ ‫ال‪ُ «:‬ث َّم �أُ ُّم َك» َق َ‬
‫ال‪ُ :‬ث َّم َم ْن؟ َق َ‬ ‫َم ْن؟ َق َ‬
‫وك)(‪.)1‬‬ ‫ال‪ُ :‬ث َّم أَ� ُب َ‬
‫َق َ‬

‫ما منزلة حق الأم؟ ك ِّون من �إجابتك عنوا ًنا للدر�س واكتبه يف املكان املخ�ص�ص‪.‬‬

‫)‪ ،‬وم�سلم ‪ :‬كتاب البر وال�صلة والآداب‪ ،‬باب بر الوالدين‬ ‫( ) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ :‬في كتاب الأدب‪ ،‬باب من �أحق النا�س بح�سن ال�صحبة‪ ،‬برقم‪( :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫و�أنهما �أحق برقم‪( :‬‬

‫‪120‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫‪.......................................‬‬ ‫�أحق النا�س‬
‫بري و�صلتي‬ ‫�صحابتي‬

‫الوالدان هما �أولى النا�س بح�سن ال�صحبة والع�رشة والأم على اخل�صو�ص لها مكانة عظيمة ومنـزلة كبرية‪،‬‬
‫فقد �أعظم الإ�سالم حقها وقدمها يف الرب والإح�سان على غريها‪.‬‬
‫ِ ِّ الأم وق ُِّدم على ب ِِّر الأب مع عظم حقه؛ لأن الأم كان لها من التعب واملعاناة يف احلمل‬

‫‪121‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫ما العالمات التي ت�ستدل بها على ر�ضا �أمك عنك؟‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫والدي و�أُ َق ِّد ُر لهما َحقَّهما‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ •�أَ َب ُّر‬ ‫سلوكية‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪�:1‬أيهما �أعظم حقًّا‪ ،‬الأم �أو الأب؟ وملاذا؟‬
‫�س‪ :2‬ملاذا يت�ساهل بع�ض النا�س برب الأم؟‬
‫َ ُّ بها �أُ َّمك‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫معلومات إثرائية‬

‫عن �أُ َ�سري بن جابر قال‪ :‬كان عمر بن اخلطاب � �إذا �أتى عليه �أمداد �أهل اليمن �س�ألهم �أفيكم‬
‫�أُ َوي�س بن عامر؟ حتى �أتى على �أوي�س فقال‪� :‬أنت �أوي�س بن عامر؟ قال‪ :‬نعم قال‪ :‬من ُمراد ثم‬
‫�ص فرب�أت منه �إال مو�ضع درهم؟ قال نعم قال‪ :‬لك والدة؟‬ ‫من ق ََرن؟ قال نعم قال‪ :‬فكان َ‬
‫بك بَ َر ٌ‬
‫قال‪ :‬نعم قال‪� :‬سمعت ر�سول الله  يقول‪« :‬ي�أتي عليكم �أوي�س بن عامر مع �أمداد �أهل اليمن‬
‫�ص فرب�أ منه �إال مو�ضع درهم له والدة هو بها بَ ٌّر لو �أق�سم على‬
‫من مراد‪ ،‬ثم من ق ََرن كان به بَ َر ٌ‬
‫الله لأبره ف�إن ا�ستطعت �أن ي�ستغفر لك فافعل فا�ستغفر يل فا�ستغفر له » ( )‪.‬‬
‫قالت‪ :‬قال ر�سول الله ‪« :‬منت فر�أيتني يف اجلنة ف�سمعت �صوت قارئ يقر�أ‬ ‫عن عائ�شة‬
‫فقلت‪ :‬من هذا؟ فقالوا‪ :‬حارثة بن النعمان» فقال ر�سول الله ‪« :‬كذلك الرب كذلك الرب» قال‪:‬‬
‫وكان � َّأبر النا�س ب�أمه ( )‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه م�سلم برقم (‬


‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه �أحمد برقم ( ‪ )3 /‬و�صححه ابن حبان‪ :‬برقم (‬

‫‪123‬‬
‫الوحدة‬
‫‪4‬‬
‫الدر�س‬
‫‪..................................................................................‬‬ ‫‪9‬‬

‫ما ال�سبل املو�صلة �إلى اجلنة؟ تناق�ش مع زمالئك و�سجل ثالث ًة منها‪.‬‬
‫‪........... ........................................ ........................................................................................................................‬‬

‫‪........... ........................................ ........................................................................................................................‬‬

‫‪........... ........................................ ........................................................................................................................‬‬

‫اقر�أ احلديث الآتي لتتعرف على �إحدى ال�سبل التي يغفل عنها كثري من النا�س‪:‬‬

‫ال‪«َ :‬ل‬ ‫ول الل ِه  َق َ‬ ‫ال ْد ِر ِّي � �أَنَّ َر ُ�س َ‬ ‫‪َ ١١‬ع ْن �أَبِي َ�سعِيدٍ ْ ُ‬
‫ات أَ� ْو َث َل ُث �أَ َخ َو ٍ‬
‫ات َف ُي ْح�سِ ُن‬ ‫لَ َحدِ ُك ْم َث َل ُث َب َن ٍ‬ ‫َي ُكونُ ِ أ‬
‫�إِ َل ْيه َِّن إ� َِّل َد َخ َل ْ َ‬
‫النَّ َة»(‪.)1‬‬

‫رتب العناوين الآتية من حيث الأكرث �شمولية ملو�ضوع احلديث‪ ،‬ثم اكتب الأول منها يف �أعلى ال�صفحة‪.‬‬
‫‪ -‬ف�ضل الإح�سان للبنات‪ - .‬تربية البنات والأخوات‪ - .‬ف�ضل الإح�سان للبنات والأخوات‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬والترمذي برقم (‬ ‫( ) �أخرجه �أبو داود برقم (‬

‫‪124‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫�رشطا‪ ،‬لورود �أحاديث يف اثنتني وواحدة‪.‬‬ ‫التقييد بثالث لي�س ً‬ ‫ثالث بنات ‪...‬‬
‫مف�رسا بـ(ال�صرب والإطعام وال�سقي‬
‫ً‬ ‫جاء الإح�سان يف بع�ض الروايات‬
‫والك�ساء والإيواء والرحمة والكفالة والت�أديب والتزويج) ويجمع‬ ‫فيح�سن �إليهن‬
‫هذه كلها الإح�سان‪.‬‬

‫من معاني الحديث وإرشاداته‬

‫اعتنى الإ�سالم باملر�أة �سواء �أكانت �أ ًّما �أم زوج ًة �أم بن ًتا �أم �أخ ًتا و�أنزلها مكانتها و�أعطاها حقوقها‪.‬‬
‫االهتمام بالبنات والأخوات‪ ،‬والإح�سان �إليهن وحمبتهن فيه ف�ضل عظيم وذلك �أنه طريق �إلى دخول‬
‫‪........................................................................................................................‬‬

‫العاقل يفرح بقدوم البنت وي�رس بذلك‪ ،‬وال يف�ضل الذكور على الإناث يف الرتبية والإح�سان فاجلميع هبة من‬
‫ﭼ [الشورى‪. ]٤٩:‬‬ ‫الله وف�ضل‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ‬
‫من �آثار تقدمي الذكور على الإناث يف الرتبية والإح�سان‪ :‬وقوع الظلم على البنات والأخوات‪..................... ،‬‬

‫‪...................................................................................................‬‬

‫من �صور الإح�سان �إلى البنات والأخوات‪ ،‬التعامل معهن ب�أدب وح�سن خلق‪ ،‬وتربيتهن على ال�سرت والعفاف‪،‬‬
‫والنفقة عليهن‪.............................................،...............................................،.......................................... ،‬‬

‫‪� 6‬رشط الإح�سان �أن يوافق ال�رشع‪� ،‬أما ما خالف ال�رشع فال يعد �إح�سانًا بل من الإ�ساءة واخليانة‪ ،‬مثل‪ :‬عدم‬
‫ن ما ينايف العفة واحلياء‪..................... ،‬‬ ‫تعليمهن ما ال ي�سع جهله من �أمور الدين‪ ،‬والت�ساهل يف اللبا�س ف َُي ْلب ُِ�س ُه َّ‬
‫‪................................................................،................................................،.........................................‬‬

‫الإح�سان املو�صل للجنة هو الإح�سان امل�ستمر ب�أن تتم رعاية البنات �أو الأخوات وي�ستمر الإح�سان �إليهن‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫ما �أثر الإح�سان للبنات والأخوات على الأ�رسة؟‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫ •�أح�سن �إلى �أخواتي و�أعتني بهن‪.‬‬ ‫سلوكية‬
‫ •�أ�رس بقدوم املولودة الأنثى كما �أ�رس بقدوم الذكر‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪:1‬ما احلكمة من تخ�صي�ص البنات والأخوات بالف�ضل يف هذا احلديث؟‬
‫�س‪ :2‬اذكر �صو ًرا من الإح�سان �إلى الأخوات والبنات‪.‬‬
‫�س‪ :3‬ما العالقة بني هذا احلديث وحديث‪( :‬كلكم راع ‪)...‬؟‬
‫�س‪ :4‬علل ‪ :‬الأب العاقل يفرح بقدوم البنات‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫أسئلة عامة‬
‫�س‪ :1‬ما الفكرة امل�شرتكة بني درو�س الوحدة؟‬
‫�س‪� :2‬أكمل الفراغات الآتية‪:‬‬
‫‪..................................................‬‬ ‫من حقـوق الزوجـة‪،.................................................... :‬‬
‫‪..................................................‬‬ ‫مــن حـقــوق الأم‪،.................................................... :‬‬
‫من حقوق البنات والأخوات‪،....................................... :‬‬
‫‪..................................................‬‬

‫فقهيا‪.‬‬
‫حكما ًّ‬
‫�س‪ :3‬ا�ستنبط من كل حديث من �أحاديث الوحدة ً‬

‫�س‪ :4‬ما الفائدة التي جتنيها الأ�رسة من وجود العاطفة واملودة والرحمة عند الأم؟‬
‫�س‪ِّ :5‬بي ف�ضيلة من ف�ضائل ما يلي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬التعامل احل�سن مع الزوجة‪.‬‬
‫ب‪ .‬بر الوالدين‪.‬‬
‫�س‪ :6‬اذكر مثا ًال لكل مما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬معاملة النبي  لأهل بيته‪.‬‬
‫ب‪ .‬الرب بالأم‪.‬‬
‫ج‪ .‬الإح�سان للأخوات‪.‬‬
‫د‪ .‬الإح�سان للبنات‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ماذا تعلمت في هذه الوحدة؟‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫أحاديثها من فوائد و�آداب‪ ,‬ماذا تنوي �أن تعمل؟‬


‫الوحدة وتعلمت ما في �أحاديثها‬
‫بعد �أن در�ست هذه الوحدة‬
‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪129‬‬
‫الوحدة‬
‫الخامسة‬

‫عناية الإ�سالم‬
‫بال�صحة‬

‫‪130‬‬
‫الم�ؤمن م�أمور بعبادة الله و�إ�صالح دنياه‪ ،‬و�إقامة �شرع الله‪ ،‬والدعوة �إليه‪ ،‬والجهاد في �سبيله‪،‬‬
‫وهذه الم�أمورات تحتاج �إلى �سالمة البدن وقوته‪ ،‬فالم�ؤمن يعتني ب�صحته وقوة بدنه ليتمكن من عبادة‬
‫الله والقيام ب�شريعته‪.‬‬
‫أي�ضا النف�س �أمانة من الأمانات التي ا�ؤتمن الإن�سان عليها فال يجوز له تعري�ضها �إلى‬
‫وجعل الإ�سالم � ً‬
‫ما فيه �ضررها �أو هالكها‪ ،‬و�إذا �أ�صيب بمر�ض �أو جراح ونحوها فعليه ال�سعي في �شفائها عن طريق‬
‫التداوي‪ ،‬وفي وحدة عناية الإ�سالم بال�صحة �سيتبين لك مدى عناية الإ�سالم بالنف�س الب�شرية واهتمامه‬
‫بما يبعد عنها الأمرا�ض‪ ،‬وعنايته بالتداوي عند وقوع الأمرا�ض‪.‬‬

‫قول النبي ‪« :‬كل م�سكر حرام‪ »...‬احلديث‪.‬‬ ‫ستدرس في‬


‫داء‪ »...‬احلديث‪.‬‬
‫قول النبي ‪« :‬تداووا عباد الله ف�إن الله مل ي�ضع ً‬ ‫هذه الوحدة‪:‬‬
‫قول النبي ‪« :‬الفطرة خم�س‪� ،‬أو خم�س من الفطرة‪ :‬اخلتان‪»....،‬‬
‫احلديث‪.‬‬

‫تدرك �أهمية ال�صحة والعافية والقوة اجل�سمية‪.‬‬ ‫ويتوقع منك بعد‬


‫ت�ست�شعر عناية الإ�سالم بالبدن‪.‬‬ ‫دراستك لهذه‬
‫تبتعد عن كل ما ي�رض بالبدن‪.‬‬ ‫الوحدة أن‪:‬‬
‫تدرك �أثر امل�سكرات واملخدرات على الفرد واملجتمع‪.‬‬
‫تدرك �أهمية العناية بخ�صال الفطرة‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الوحدة‬
‫‪٥‬‬
‫‪..................................................................................‬‬
‫الدر�س‬
‫‪10‬‬

‫(الوقاية خري من العالج)‬


‫مقررا لهذه احلقيقة‪ ،‬مطبقًا لها يف �أحكامه وت�رشيعاته‪،‬‬
‫قاعدة تعارف عليها الأطباء واحلكماء‪ ،‬ولقد جاء الإ�سالم ً‬
‫فتجده حرم ما ي�رض البدن والعقل ابتداء؛ و�أمر بالعالج واال�ستطباب �إذا وقع املر�ض كما يف احلديثني الآتيني‪:‬‬

‫«ك ُّل ُم ْ�سكِ ٍر َح َرا ٌم �إِنَّ َع َلى‬‫ول الل ِه ‪ُ :‬‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫‪َ ١٢‬ع ْن َجا ِب ِر ْب َن َعبْدِ الله ‪َ ‬ق َ‬
‫ال َبالِ َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫ول‬ ‫�ش ُب ْالُ ْ�سكِ َر �أَنْ َي ْ�سق َِي ُه م ِْن طِ ينَ ِة ْ َ‬ ‫الل ِه َع َّز َو َج َّل َع ْه ًدا لِ َ ْن َي ْ َ‬
‫‪:‬ع َر ُق أَ� ْه ِل النَّ ِار أَ� ْو ُع َ�صا َر ُة أَ� ْه ِل النَّ ِار»(‪.)1‬‬ ‫ال َبالِ ؟ َق َ‬
‫ال َ‬ ‫الل ِه َو َما طِ ينَ ُة ْ َ‬
‫ول الل ِه �أَ َل َن َت َد َاوى؟‬
‫اب‪َ « :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫الَ ْع َر ُ‬
‫ال‪َ :‬قا َل ْت ْ أ‬ ‫يك � َق َ‬ ‫�ش ٍ‬ ‫‪َ ١٣‬ع ْن �أُ َ�سا َم َة ْب ِن َ ِ‬
‫َاء‪� ،‬أَ ْو َق َ‬
‫ال‬ ‫ل َي َ�ض ْع َد ًاء إ� َِّل َو َ�ض َع َل ُه �شِ ف ً‬ ‫ال‪َ :‬ن َع ْم َيا عِ َبا َد الل ِه َت َد َاو ْوا؛ َف�إِنَّ الل َه َ ْ‬ ‫َق َ‬
‫ال‪ :‬الْ َه َر ُم» (‪.)2‬‬ ‫ول الل ِه َو َما ُه َو؟ َق َ‬ ‫َد َو ًاء إ� َِّل َد ًاء َواحِ ًدا َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬

‫(حترمي امل�سكرات والأمر باملداواة) هذه العبارة تنا�سب �أن تكون عنوانًا للدر�س اقرتح عنوانًا �آخر واكتبه‬
‫يف �أعلى ال�صفحة‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه م�سلم برقم (‬


‫‪ ،)3‬والترمذي برقم ( ‪.) 3‬‬ ‫( ) �أخرجه �أبو داود برقم (‬

‫‪132‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫كل ما �أذهب العقل‪.‬‬ ‫كل م�سكر‬
‫ال�شيخوخة‪.‬‬ ‫الهرم‬

‫من معاني الحديثين وإرشاداتهما‬

‫اعتنى الإ�سالم بال�صحة فحرم كل ما ي�ؤدي �إلى �إتالف البدن �أو العقل جزئيًّا �أو كليًّا‪.‬‬
‫من �أمثلة ما حرم وقاية للبدن‪ :‬حترمي تناول ما فيه �سم‪............................................................................... ،‬‬

‫‪....................................................................................‬‬

‫‪..........................................................................‬‬ ‫من �أمثلة ما حرم وقاية للعقل‪ :‬حترمي اخلمور وامل�سكرات‪،‬‬


‫‪....................................................................................‬‬

‫امل�سكرات واملخدرات وما �شابهها تعد من املحرمات املنت�رشة والتي تفتك بالعقل وت�رض به‪ ،‬ولها �أ�رضار دينية‬
‫و�صحية ونف�سية واجتماعية واقت�صادية‪ ،‬فمن �أ�رضارها‪................................................................................. :‬‬

‫‪...............................................‬‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫‪...................................................‬‬

‫‪............................................‬‬ ‫‪.............................................................‬‬ ‫‪....................................................‬‬

‫توعد الله متعاطي امل�سكرات بعقوبة �شديدة يوم القيامة‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫‪...................................................................‬‬

‫‪ 6‬يدخل يف التحرمي �رشب الدخان و�إن كان ال يذهب العقل �إال �أن �رضره على البدن كبري فمن م�ضاره‪:‬‬
‫‪...............................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬

‫من عناية الإ�سالم بال�صحة �أنه �أباح التداوي �إذا وقع املر�ض‪ ،‬وذلك بالذهاب �إلى من له علم بالطب وخوا�ص‬
‫العالج‪.‬‬
‫‪ 8‬التداوي ال يتنافى مع التوكل على الله‪ ،‬بل هو من الأخذ بالأ�سباب امل�رشوعة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫من رحمة الله بعباده �أن جعل لكل داء دواء‪ ،‬ليفتح املجال لأهل االخت�صا�ص يف البحث والتجريب‪ ،‬ويفتح‬
‫الأمل والرجاء للمر�ضى ب�إمكانية عالج الأمرا�ض التي يظن �أنها م�ستع�صية‪.‬‬
‫التداوي يكون بالأدوية املعنوية مثل‪ :‬قراءة القر�آن‪ ،‬والأدعية والأذكار ال�رشعية ويكون كذلك بالأدوية‬
‫املادية‪ ،‬مثل‪ :‬العقاقري الطبية‪.‬‬

‫ّ‬
‫فـكر‬
‫يف احلديث ت�شجيع على البحث العلمي‪ِّ ،‬بي ذلك‪.‬‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫سلوكية •�أبتعد عن كل ما يذهب العقل وي�رض بالبدن‪.‬‬
‫ •�إذا مر�ضت �أتوكل على الله و�أتناول الدواء‪.‬‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬ما �أثر امل�سكرات على الفرد واملجتمع؟‬
‫�س‪ :2‬جاء يف املثل العربي (درهم وقاية خري من قنطار عالج) ما املراد بهذا املثل؟ مثل ل�صحته‬
‫مبثال من الأحكام ال�رشعية‪.‬‬
‫�س‪ :3‬هل التداوي ينايف التوكل على الله؟ بني ذلك‪.‬‬
‫�س‪ :4‬ا�ستنبط فائدة من كل حديث‪.‬‬
‫�س‪ :5‬اذكر ف�ضيلة لكل من‪:‬‬
‫‪ -‬جابر بن عبدالله ‪.‬‬
‫‪� -‬أ�سامة بن �رشيك �‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫معلومات إثرائية‬

‫تعاطي امل�سكرات واملخدرات جرمية خطرية انت�رشت يف زماننا هذا‪ ،‬و�أ�رضارها بالغة اخلطورة فمن‬
‫ذلك‪:‬‬
‫جدا‪ ،‬فمنها‪:‬‬
‫‪� -‬أ�رضار �صحية وهي كثرية ًّ‬
‫�أ‪ -‬هبوط عام يف اجلهاز الع�صبي املركزي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ت�صلب ال�رشايني‪.‬‬
‫ج‪ -‬ال�ضعف اجل�سمي‪.‬‬
‫د‪ -‬ا�ضطراب اجلهاز التنف�سي وم�سالكه والتهاب ال�شعب‪.‬‬
‫هـ‪ -‬حرمان اجلهاز اله�ضمي من الكميات املطلوبة للج�سم‪.‬‬
‫أي�ضا فمنها‪:‬‬
‫‪� -‬أ�رضار نف�سية وهي كثرية � ً‬
‫�أ‪ -‬عند اقرتاب موعد التعاطي تنتاب املدمن �أعرا�ض ت�شتد تدريجيًّا وهي تو ُّتر و�شعور بقلق �شديد‬
‫اجل�سد عن احلركة‬
‫َ‬ ‫وانقبا�ض وهبوط ع�صبي ال ي�ستقر املدمن معه ويكون يف حالة بكاء ُّ‬
‫ت�شل‬
‫املخدر‪.‬‬
‫حني جتيء النوبة �إلى �أن يتعاطى ِّ‬
‫ب ‪ -‬اعتقاد متعاطيه �أنه قادر على كل �شيء ويعي�ش يف �أفكار وهمية‪.‬‬
‫للمخدر‪ ،‬ويت�أمل �إذا مل يتعاطه‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تهيج وتذ ُّلل حتى يف �رشائه‬
‫ذليل يف ُّ‬‫دائما ً‬‫ج‪ -‬املدمن يكون ً‬
‫‪� -3‬أ�رضار اجتماعية ومنها‪:‬‬
‫�أ‪ -‬املخدرات تعمل على جت�سيم امل�شاعر واالنفعاالت‪ ،‬في�ؤ ِّدي ذلك �إلى عدوانه على الآخرين‪،‬‬
‫فهي باعث للجرمية‪.‬‬
‫يقرب البعيد يف النظر ويب ِّعد القريب �أحيا ًنا‪،‬‬
‫ب‪ -‬الت�سبب يف حوادث ال�سيارات؛ لأن تناوله ِّ‬
‫فيقع احلادث وال ي�شعر ال�سائق‪.‬‬
‫التفكك الأ�رسي ب�سبب ما يح�صل من املدمن من العدوان على �أهله و�أوالده‪ ،‬بل رمبا‬ ‫ج‪ّ -‬‬
‫والده ووالدته‪ ،‬وهذا التعدي قد ي�صل �إلى درجة العدوان بالقتل �أو على العر�ض بالهتك‪،‬‬
‫تفكك املجتمع‪.‬‬‫فتفكك الأ�رس بذلك‪ ،‬في�ؤدي �إلى ّ‬ ‫َّ‬

‫‪135‬‬
‫الوحدة‬
‫‪5‬‬
‫الدر�س‬
‫خـ�صــــال الـفـطـــرة‬ ‫‪11‬‬

‫ــــت النَّب َِّي  َيق ُ‬


‫ُــــول‪«:‬الْف ِْط َر ُة‬ ‫ال‪�َ :‬سمِ ْع ُ‬ ‫ــــــن �أَبِي ُه َر ْي َر َة � َق َ‬
‫‪َ ١٤‬ع ْ‬
‫اال�ست ِْح َدا ُد‪َ ،‬و َنتْ ُف‬ ‫َخ ْم ٌ�س �أَ ْو َخ ْم ٌ�س م َِن الْف ِْط َر ِة ْ ِ‬
‫ال َتانُ ‪َ ،‬و ْ‬
‫�ص ال�شَّ ِار ِب»(‪.)1‬‬ ‫الَ ْظف ِ‬
‫َار‪َ ،‬و َق ُّ‬ ‫ِيم ْ أ‬ ‫ْ إِ‬
‫ال ْب ِط‪َ ،‬و َت ْقل ُ‬

‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم (‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم (‬

‫‪136‬‬
‫معاني الكلمات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫من ال�سنة‪.‬‬ ‫من الفطرة‬
‫قطع اجللدة الزائدة من ر�أ�س ذكر املولود‪.‬‬ ‫اخلتان‬
‫حلق �شعر العانة‪.‬‬ ‫اال�ستحداد‬

‫من معاني الحديث وإرشاداته‬

‫اعتنى الإ�سالم بنظافة اجل�سد وتطهريه من كل دن�س‪ ،‬حتى يكون اجل�سم نظيفًا ح�سن ال�صورة‪ ،‬ومن ذلك ما‬
‫�رشعه من خ�صال الفطرة اخلم�س الواردة يف احلديث‪.‬‬
‫اخلتان واجب‪�ُ ،‬شع لوقاية اجل�سم من النجا�سات والأمرا�ض‪ ،‬ولأجل �إمتام الطهارة‪.‬‬
‫اال�ستحداد ونتف الآباط ُ�شعا للوقاية مما ي�سببه ذلك ال�شعر من الروائح الناجتة عن التعرق‪.‬‬
‫تقليم الأظفار وق�ص ال�شارب ُ�شعا لتح�سني الهيئة‪.‬‬
‫يتعلق بهذه اخل�صال م�صالح دينية ودنيوية �أخرى‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ •امتثال �أمر ال�شارع‪.‬‬
‫ •الإح�سان �إلى املخالط واملجال�س بكف ما يت�أذى به من رائحة كريهة‪.‬‬
‫ •املحافظة على املروءة من �أ�سباب الت�آلف‪ ،‬لأن الإن�سان �إذا بدا يف الهيئة اجلميلة كان �أدعى النب�ساط‬
‫النف�س �إليه‪ ،‬فيقبل قوله‪ ،‬ويحمد ر�أيه‪.‬‬
‫‪ 6‬ينبغي لك �أن تتعاهد نف�سك بالقيام بهذه اخل�صال‪ ،‬فكلما منا ال�شعر وطالت الأظفار فبادر ب�إزالتها؛ لتحافظ على‬
‫نظافتك وح�سن مظهرك‪.‬‬
‫ترك حلق العانة وعدم تقليم الأظفار �أكرث من �أربعني يو ًما خالف لل�سنة حلديث �أن�س � قال‪ُ ( :‬وقِّت لنا يف‬
‫ق�ص ال�شارب‪ ،‬وتقليم الأظفار‪ ،‬ونتف الإبط‪ ،‬وحلق العانة‪� ،‬أن ال نرتك �أكرث من �أربعني ليلة)‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫اربط بني القيام بخ�صال الفطرة والوقاية من الأمرا�ض‪.‬‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات‬
‫سلوكية •�أزيل ال�شعر امل�أمور ب�إزالته و�أقلم �أظفاري و�أتابع نف�سي يف ذلك‪.‬‬
‫ •�أحر�ص على طهارتي ونظافتي وح�سن رائحتي‪.‬‬

‫التقويم؟‬
‫�س‪:1‬بي احلكمة من م�رشوعية كل من‪:‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -‬تقليم الأظفار‪.‬‬ ‫‪ -‬نتف �شعر الإبط‪.‬‬ ‫‪ -‬اخلتان‪.‬‬
‫�سببا من �أ�سباب الت�آلف‪.‬‬
‫و�ضح كيف تكون املحافظة على خ�صال الفطرة ً‬
‫�س‪ِّ :2‬‬
‫�س‪ :3‬ما املدة التي ال ينبغي �أن يتجاوزها امل�سلم يف ق�ص الأظفار وحلق العانة‬
‫وق�ص ال�شارب ونتف الإبط؟‬

‫‪138‬‬
‫وسع معلوماتك‬

‫وجد (جنز برغ) (�أحد �أطباء الغرب) �أن ‪ %‬من التهابات املجاري البولية عند الأطفال حتدث‬
‫أمرا روتينيًّا يجري لكل مولود يف الواليات املتحدة‬
‫عند غري املختونني وي�ؤكد �أن جعل اخلتان � ً‬
‫منع حدوث �أكرث من �ألف حالة من التهاب احلوي�ضة والكلية �سنو ًّيا عند الأطفال‪ .‬وي�ؤكد‬
‫د‪ .‬حممد علي البار اخلطورة البالغة اللتهاب املجاري البولية عند الأطفال و�أنها ت�ؤدي يف‬
‫‪ %3‬من احلاالت �إلى جترثم الدم وقد ت�ؤدي �إلى التهاب ال�سحايا والف�شل الكلوي‪.‬‬
‫ويقول الربوف�سور (كلو دري) (�أحد �أطباء الغرب)‪« :‬ميكن القول وبدون مبالغة ب�أن اخلتان الذي‬
‫كثريا من ن�سبة حدوث ال�رسطان يف الع�ضو التنا�سلي‬ ‫يجري للذكور يف �سن مبكرة يخف�ض ً‬
‫لديهم‪ ،‬مما يجعل اخلتان عملية �رضورية ال بد منها للوقاية من حدوث الأورام اخلبيثة»‪.‬‬
‫كتاب اخلتان‪ ،‬حل�سان با�شا‬

‫‪139‬‬
‫أسئلة عامة‬
‫�س‪ :1‬ما الفكرة امل�شرتكة بني درو�س الوحدة؟‬
‫�س‪� :2‬أكمل الفراغات الآتية‪:‬‬
‫‪..............................................................................‬‬ ‫ •ال�صحة والعالج تق�سم �إلى‪ :‬الوقاية‪ ،‬و‬
‫‪...........................................‬‬ ‫ •من �صور التداوي املباحة‪،................................................... :‬‬
‫‪.........................................‬‬ ‫ •من �صور التداوي املحرمة‪،................................................... :‬‬
‫‪..........................................‬‬ ‫ •من حكم حترمي امل�سكرات‪،.................................................. :‬‬
‫ •من خ�صال الفطرة‪،................................................................ :‬‬
‫‪........................................‬‬

‫‪،.................................................................... ..........‬‬
‫‪.......................................................‬‬

‫فقهيا‪.‬‬
‫حكما ًّ‬
‫�س‪ :3‬ا�ستنبط من كل حديث من �أحاديث الوحدة ً‬

‫�س‪ :4‬ما الفائدة التي يجنيها املجتمع من انت�شار االهتمام بال�صحة ونظافة البدن؟‬

‫�س‪ :5‬ر ِّتب ال�صحابة الآتية �أ�سما�ؤهم بح�سب الأكرث رواية للحديث‪:‬‬
‫�أ‪ .‬جابر بن عبدالله �‪.‬‬
‫ب‪� .‬أ�سامة بن �رشيك �‪.‬‬
‫ج‪� .‬أبو هريرة �‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫ماذا تعلمت في هذه الوحدة؟‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫أحاديثها من فوائد و�آداب‪ ,‬ماذا تنوي �أن تعمل؟‬


‫الوحدة وتعلمت ما في �أحاديثها‬
‫بعد �أن در�ست هذه الوحدة‬
‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪141‬‬
142
‫ثال ًثا‪ :‬التوحيد‬

‫‪143‬‬
144
‫الوحدة‬
‫األولى‬

‫�إ�ضافة النعم �إىل اهلل تعاىل‬


‫والتحذير مما ي�ضاد ذلك‬

‫‪145‬‬
‫إضافة النعم إلى اهلل تعالى والتحذير مما يضاد ذلك‬

‫�أمثلة لنعم الله‬

‫الله هو المنعم‬

‫�شكر النعم‬

‫درجات ال�شكر‬ ‫�أركان ال�شكر‬ ‫�شكر النعمة من حقوق الله‬

‫كفر النعمة‬

‫عاقبة كفر النعم‬ ‫من �أ�سباب كفر النعم‬ ‫من �صور كفر النعم‬

‫‪146‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫�أخي الطالب‪...‬‬
‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع‪:‬‬
‫�أن ت�ست�شعر قدر نعمة الله عليك‪.‬‬
‫�أن ْحتذر من ن�سبة النعم لغري الله‪.‬‬
‫�أن ت�ست�شعر �أن كفر النعم �سبب لزوالها‪.‬‬
‫�أن تعطي �أمثلة لن�سبة النعم لغري الله‪.‬‬
‫�أن تبني �أركان ال�شكر ودرجاته‪.‬‬
‫�أن تبني �صور كفر النعم‪.‬‬
‫�أن تطبق ما در�سته على �ألفاظ تت�ضمن �إ�ضافة النعم لغري الله‪.‬‬
‫�أن تبني �أحكام الألفاظ التي تت�ضمن �إ�ضافة النعم لغري الله‪.‬‬
‫�أن ت�ستخرج ن�صو�ص ًا من القر�آن الكرمي تت�صل ب�شكر النعم‪.‬‬
‫�أن حتلل ق�صة الأبر�ص والأقرع والأعمى الواردة يف احلديث‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الوحدة‬
‫�إ�ضافة النعم �إىل اهلل تعاىل‬ ‫‪1‬‬
‫والتحذير مما ي�ضاد ذلك‬

‫متهيد‬

‫‪ 1‬ت�أمل يف نف�سك وحاول �أن تعدد نعم الله عليك‪.‬‬


‫‪ 2‬ت�أمل يف بلدك وحاول �أن تعدد نعم الله فيه‪.‬‬
‫‪ 3‬ت�أمل يف الأر�ض وال�سماء وحاول �أن تعدد نعم الله فيهما‪.‬‬
‫�إن نعم الله كثرية ال يح�صيها العد‪ ،‬وال يحيط بها �أحد �إال الله �سبحانه قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ ( )‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ن�شاط‬

‫‪.......................................................................‬‬ ‫تعريف للنعمة‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫تعاون مع زمالئك يف ا�ستنتاج‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫( ) [�إبراهيم‪.]3 :‬‬

‫‪148‬‬
‫�أمثلة لنعم الله‬
‫�أينما ت�أمل الإن�سان‪ :‬يف ال�سماوات ويف الأر�ض‪،‬يف نف�سه واملجتمع من حوله‪،‬يف حا�رضه وما�ضيه‪�،‬سريى نعم الله عز‬
‫وجل �شاهدة على رحمته بخلقه و�إح�سانه �إليهم‪،‬وتف�ضله عليهم‪.‬‬

‫ومن نعم الله عز وجل على النا�س ما يلي‪:‬‬


‫ت�سخري الكون لهم وتي�سري �سبل العي�ش يف الأر�ض قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ ( )‪.‬‬
‫توفري �أ�سباب الهداية لهم‪ ،‬ب�أن �أر�سل �إليهم الر�سل‪ ،‬و�أنزل عليهم الكتب‪ ،‬ووفق امل�ؤمنني منهم ملعرفة دينه‪ ،‬والهداية‬
‫لأف�ضل �رشائعه‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﭼ (‪.)٢‬‬
‫خلق الله النا�س يف �أح�سن �صورة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭼ(‪.)٣‬‬
‫تكرمي الله لبني �آدم وتف�ضيلهم على كثري من خلقه‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ(‪.)٤‬‬

‫]‪.‬‬ ‫( ) [�آل عمران‪:‬‬ ‫( ) [�إبراهيم‪.]3 -3 :‬‬


‫(‪[ )٤‬الإ�سراء‪.] :‬‬ ‫(‪[ )٣‬االنفطار‪.] - :‬‬

‫‪149‬‬
‫‪2‬‬ ‫ن�شاط‬

‫‪.................................‬‬ ‫اكتب ثالث ًا من �أوجه تف�ضيل الله للنا�س وتكرميهم على بقية املخلوقات‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫الله هو املنعم‬
‫النعم كلها من الله عز وجل كما قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ ( )‪.‬‬
‫فال يجوز ن�سبة النعم �إلى غري الله؛ فن�سبتها لغري الله يعد من كفر النعم‪ ،‬وما ي�صنعه الإن�سان وينتجه فاملنعم فيه‬
‫حق ًا هو الله عز وجل؛ لأنه هو الذي منح الإن�سان ال�صحة والقوة والعلم‪ ،‬والعقل الذي يفكر به‪ ،‬واملواد التي‬
‫ي�ستخدمها‪ ،‬فهو املنعم �سبحانه �أو ًال و�آخراً‪.‬‬
‫لذا فمن متام توحيد العبد �أن ي�ؤمن ب�أن النعم كلها من عند الله عز وجل‪ ،‬و�أن ي�ضيفها �إليه �سبحانه‪ ،‬ويثني عليه‬
‫بها‪ ،‬وي�ستعني بها على طاعته‪.‬‬
‫ن�سبة بع�ض النعم �إلى اخللق‬
‫وحني يح�سن �إلينا �أح ٌد من الب�رش مباله �أو جاهه ف�إنه �سبب لنعمة الله‪ ،‬واملنعم احلقيقي هو الله عز وجل‪ ،‬فن�شكر من‬
‫�أح�سن �إلينا ونكاف�ؤه‪ ،‬وت�صح ن�سبة النعمة �إليه على �أنه �سبب على �سبيل الإخبار مع التوجه لله باالعرتاف بها و�أداء‬
‫�شكرها‪ ،‬فهذه الن�سبة جائزة وال �شيء فيها كما يف قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼ (‪ ،)٢‬ف�أنعم الله على زيد بن حارثة ‪ ‬بالهداية والإ�سالم‪ ،‬و�أنعم عليه‬
‫النبي ‪ ‬بالعتق‪ ،‬ف�صح ن�سبة هذه النعمة للنبي ‪ ‬لأنه �سبب لها والله هو الذي �أجرى العتق على يديه‪.‬‬

‫( ) [النحل‪.] 3:‬‬
‫(‪[ )٢‬الأحزاب‪.]3 :‬‬

‫‪150‬‬
‫�شكر الل ِه على نِعم ِه‬
‫ُ‬
‫�شكر النعمة من حقوق الله تعالى‬
‫من حقوق املنعم عز وجل علينا �أن ن�ضيف النعم �إليه‪ ،‬ون�شكره عليها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ( )‪.‬‬
‫و�أمر نبيه مو�سى ‪ ‬ب�أن يكون من ال�شاكرين‪ ،‬فقال‪ :‬ﭽﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭼ(‪.)٢‬‬
‫كما �أمر نبيه ‪ ‬بذلك فقال‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ(‪.)٣‬‬
‫ووعد ال�شاكرين بح�سن اجلزاء فقال‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﭼ(‪.)٤‬‬
‫�أركان ال�شكر‬
‫ل�شكر النعمة �أركان ثالثة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ 1‬الإقرار بالنعمة‪� :‬أي االعرتاف بها يف القلب و�أنها من ف�ضل الله و�إنعامه على العبد‪.‬‬
‫‪ 2‬ن�سبتها �إلى املُنعم‪ :‬وذلك بالل�سان كالتحدث بها والثناء على الله وحمده عليها‪.‬‬
‫نعم �أن ُت َ‬
‫بذل فيه‪ :‬ب�أن ُت�رصف هذه النعم التي هي مِن الله يف طاعة الله‪.‬‬ ‫‪َ 3‬ب ْذ ُلها فيما ُيحِ ُب املُ ُ‬
‫فمثال ذلك‪:‬‬
‫نعمة الب�رص‪ :‬من نعم الله على العبد ف�شكر الله عليها يقت�ضي ما يلي‪:‬‬
‫�أن يعرتف بذلك ويقدر هذه النعمة‪.‬‬
‫�أن يحمد الله ويثني عليه �أن جعل له عينني يب�رص بهما‪.‬‬
‫�أن ي�رصف هذه النعمة فيما ير�ضي الله فيبتعد عن النظر احلرام‪.‬‬

‫]‪.‬‬ ‫( ) [الأعراف‪:‬‬ ‫( ) [النحل‪.] :‬‬


‫]‪.‬‬ ‫(‪�[ )٤‬آل عمران‪:‬‬ ‫(‪[ )٣‬الزمر‪.] :‬‬

‫‪151‬‬
‫‪3‬‬ ‫ن�شاط‬

‫طبق الأركان الثالثة على مثال �آخر‪:‬‬


‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................................‬‬

‫درجات ال�شكر‬
‫ال�شكر على درجتني‪:‬‬
‫�شكر واجب‪ :‬وهو �أن ي�أتي بالواجبات ويتجنب املحرمات‪.‬‬
‫�شكر م�ستحب‪ :‬وهو �أن يعمل بنوافل الطاعات بعد �أداء الفرائ�ض واجتناب املحرمات‪ ،‬وهذه درجة ال�سابقني‬
‫املقربني‪ ،‬وقد كان قدوتنا ‪� ‬أف�ضل ال�شاكرين ف�أنعم الله عليه مبغفرة ذنوبه ما تقدم منها وما ت�أخر و�شكر الله‬
‫واجتهد يف طاعته فكان يقوم من الليل حتى َّ‬
‫تفط َر ْت قدماه من كرثة قيامه وتهجده لله( )‪.‬‬

‫واجب‬ ‫االعرتاف بالقلب‬

‫ال�شكر‬ ‫ن�سبتها لله عزوجل‬

‫م�ستحب‬ ‫بذلها فيما يحب �سبحانه‬

‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم‪( :‬‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم‪( :‬‬

‫‪152‬‬
‫كفر النعم‬
‫قول بالل�سان واعرتافًا بالقلب‪ ،‬وبذلك يتم التوحيد‪ ،‬فمن �أنكر نعم الله بقلبه‬ ‫الواجب على اخللق �إ�ضافة النعم �إلى الله ً‬
‫كافر كفراً �أكرب‪.‬‬
‫ول�سانه فذلك ٌ‬
‫ومن �أقر بقلبه �أن النعم كلها من الله وحده‪ ،‬وهو بل�سانه تارة ي�ضيفها �إلى الله وتارة ي�ضيفها �إلى نف�سه وعمله و�إلى �سعي‬
‫غريه فهذا من الكفر الأ�صغر‪.‬‬
‫فيجب على العبد �أن يتوب منه‪ ،‬و�أن ال ي�ضيف النعم �إال �إلى الله تعالى‪ ،‬و�أن يجاهد نف�سه على ذلك حتى يتحقق له‬
‫التوحيد‪.‬‬
‫�أنه قال‪� :‬صلى لنا ر�سول الله ‪� ‬صالة ال�صبح باحلديبية‪ ،‬على �إثر �سماء‬ ‫عن زيد بن خالد اجلهني‬
‫كانت من الليل‪ ،‬فلما ان�رصف �أقبل على النا�س فقال‪« :‬هل تدرون ماذا قال ربكم؟»‪ ،‬قالوا‪ :‬الله ور�سوله‬
‫�أعلم‪ ،‬قال‪�« :‬أ�صبح من عبادي م�ؤمن بي وكافر‪ ،‬ف�أما من قال‪ُ :‬مطرنا بف�ضل الله ورحمته‪ ،‬فذلك‬
‫كافر بي وم�ؤمن بالكوكب» ( )‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫م�ؤمن بي وكافر بالكوكب‪ ،‬و�أما من قال‪ِ :‬بنَ ْوءِ كذا وكذا‪ ،‬فذلك‬
‫�أنواع كفر النعم‬
‫النوع الأول‪� :‬إ�سناد النعمة �إىل �سعي ال�شخ�ص وجهده‪:‬‬
‫كقول ال�شخ�ص هذا مايل ورثته عن �آبائي �أو ح�صلت عليه بكدي وتعبي‪ ،‬فهذا له �أحوال‪:‬‬
‫‪� -‬أن ينكر نعمة الله عليه بقلبه فهذا كفر �أكرب مناف للتوحيد‪.‬‬
‫‪� -‬أن يقر بنعمة الله عليه بقلبه لكن ي�ضيفها �إلى كده �أو حظه متنا�سي ًا ف�ضل الله عليه فهذا من الكفر الأ�صغر ‪-‬كفر النعم‪.-‬‬
‫‪� -3‬أن تكون مقالته املق�صود بها اخلرب فقط كمن �سئل من �أين لك هذا املال؟ فقال‪ :‬ورثته عن �أبي ومق�صوده اخلرب فهذا‬
‫جائز‪.‬‬
‫قال تعالى‪:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ ( ) ‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬على علم مني بوجوه املكا�سب‪ ،‬وقال �آخرون‪ :‬على علم من الله �أين له �أهل (‪ ،)3‬فيكون املراد بقوله‬
‫ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭼ ( ) �أحد معنيني‪:‬‬

‫)‪،‬و م�سلم برقم‪.) ( :‬‬ ‫( ) متفق عليه‪ ،‬البخاري برقم‪( :‬‬


‫( ) [الق�ص�ص‪.] :‬‬
‫‪ )3‬عن ال�سدي‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه ابن �أبي حامت يف تف�سريه ( ‪/‬‬
‫( ) [الق�ص�ص‪.] :‬‬

‫‪153‬‬
‫الأول‪� :‬أنه ن�سب ح�صول النعمة ل�سعيه وك�سبه وعلمه متنا�سي ًا ف�ضل الله عليه فهذا � ٌ‬
‫إنكار منه �أن يكون ما �أ�صابه‬
‫من النعمة بف�ضل الله‪.‬‬
‫الثاين‪َّ � :‬أن الله �أعطاه ذلك لكونه �أه ًال لهذه النعمة وهذا � ٌ‬
‫إنكار منه �أي�ض ًا �أن يكون لله الف�ضل عليه‪.‬‬
‫النوع الثاين‪ :‬التعبيد لغري اهلل تعاىل‪:‬‬
‫قال الله تعالى‪ :‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ ( )‪.‬‬
‫فمن �أنعم الله عليهم بالأوالد‪ ،‬فعليهم �أن ي�شكروا الله على �إنعامه‪ ،‬و�أن ال ُي َع ّبِدوا �أوالدهم لغري الله‪� ،‬أو ي�ضيفوا‬
‫النعم لغري الله‪ ،‬ف�إن ذلك كفران للنعم‪.‬‬
‫النوع الثالث‪:‬الت�شريك مع اهلل ب�إ�ضافة النعم �إىل غريه‪:‬‬
‫فال يجوز ن�سبة النعم لغري الله كن�سبة النعم للأ�سباب وهي حاالت‪:‬‬
‫�أن تن�سب النعمة �إلى �سبب ظاهر له �أثر مع ن�سيان الله عز وجل م�سبب الأ�سباب فهذا نق�ص يف كمال التوحيد‪،‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ ( )‪� .‬أي‪ :‬ينكرون �إ�ضافتها �إلى الله‪ ،‬كمن ين�سب نعمة‬
‫ال�سري يف البحر وال�سالمة من خطره �إلى الريح وحذق املالح‪ ،‬فيقول‪ :‬كانت الريح طيبة واملالح حاذقًا‪ ،‬ويدخل‬
‫يف ذلك قول‪« :‬لوال فالن مل يكن كذا»‪.‬‬
‫�أن تن�سب النعمة �إلى �سبب ظاهر‪ ،‬لكن مل يثبت كونه �سبب ًا ال �رشع ًا وال ح�س ًا‪ ،‬فهذا نوع من ال�رشك الأ�صغر‪،‬‬
‫وذلك مثل‪ :‬ال ِّت َولة‪ ،‬والقالئد التي يقال‪� :‬إنها متنع العني‪ ،‬وما �أ�شبه ذلك‪.‬‬
‫�أن تن�سب النعمة �إلى �سبب خفي ال ت�أثري له �إطالق ًا‪،‬ك�أن يقول‪ :‬لوال الويل فالن ما ح�صل كذا وكذا‪ ،‬فهذا‬
‫�رشك �أكرب؛ لأنه يعتقد بهذا القول �أن لهذا الويل ت�رصف ًا يف الكون مع �أنه ميت‪.‬‬

‫�أنواع كفر النعم‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫الت�رشيك مع الله ب�إ�ضافة‬ ‫التعبيد لغري الله تعالى‬ ‫�إ�سناد النعمة �إلى �سعي‬
‫النعم �إلى غريه‬ ‫ال�شخ�ص وجهده‬

‫]‪.‬‬ ‫( ) [الأعراف‪:‬‬
‫( ) [المائدة‪.] 3:‬‬

‫‪154‬‬
‫عاقبة كفر النعم‬
‫لكفر النعم عواقب وخيمة يف الدنيا والآخرة‪ ،‬فقد توعد الله من كفر بنعمه ومل ي ؤ� ِد �شكرها بالعذاب ال�شديد‪ ،‬قال‬
‫تعالى‪ :‬ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭼ ( )‪ ،‬وهذا ي�شمل عذاب‬
‫الدنيا والآخرة كما �أخرب الله عن امل�رشكني‪ ،‬بقوله‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎﭼ ( )‪ ،‬ف�أحلوا قومهم دار اخلزي يف الدنيا ويف الآخرة عذاب جهنم والعياذ بالله‪.‬‬
‫والعقوبة على كفر النعم ت�أتي بعد ا�ستدراج الله ملن كفر بها يف الدنيا حيث يزداد كفراً ويزيده الله �إنعام ًا حتى �إذا متادى‬
‫عن النبي ‪ ‬قال‪� « :‬إذا ر�أيت الله يعطي العبد من الدنيا على معا�صيه‬ ‫�أخذه الله �أخذ عزيز مقتدر فعن عقبة بن عامر‬
‫ما يحب‪ ،‬ف�إمنا هو ا�ستدراج » (‪ .)3‬ثم تال ر�سول الله ‪ :‬ﭽﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﭼ ( )‪.‬‬

‫ومن عقوبات كفر النعم‪:‬‬

‫‪ 2‬حلول غ�ضب الله‪.‬‬ ‫‪ 1‬زوال النعمة واملباغتة بالعذاب‪.‬‬


‫‪ 4‬االبتالء باخلوف‪.‬‬ ‫‪ 3‬االبتالء باجلوع ‪.‬‬
‫‪ 5‬نق�ص الأنف�س باملوت وقلة الولد وانت�شار الأمرا�ض‪ 6 .‬نق�ص الثمرات بقلة الربكة يف املح�صول والأمطار‪.‬‬

‫( ) [�إبراهيم‪.] :‬‬ ‫( ) [�إبراهيم‪.] :‬‬


‫( ) [الأنعام‪.] :‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه �أحمد ( ‪/‬‬

‫‪155‬‬
‫‪4‬‬ ‫ن�شاط‬

‫هذه جمموعة من الآيات تدل على عاقبة كفر النعم‪ ،‬ت�أمل فيها‪ ،‬ثم بني العقوبة التي تدل ع���ل���ي���ه���ا‪،‬‬
‫ووجه الداللة‪:‬‬
‫العقوبة التي تدل‬
‫وجه الداللة‬ ‫الآية‬ ‫م‬
‫عليها‬
‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭ ﭮﭯ‬
‫‪1‬‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹﭼ ( )‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁﰂﰃﰄ ﰅﰆ ﰇﰈ‬ ‫‪2‬‬
‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﭼ ( )‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ‬
‫ﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬ ‫‪3‬‬
‫ﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ(‪.)3‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫‪4‬‬
‫ﮓﭼ( )‪.‬‬

‫( ) [الأعراف‪.] :‬‬ ‫( ) [النحل‪.] :‬‬


‫(‪[ )٤‬طه‪.] :‬‬ ‫(‪�[ )٣‬سب�أ‪.] - :‬‬

‫‪156‬‬
‫منوذج من عاقبة كفر النعم‬
‫ق�ص علينا النبي ‪ ‬ق�صة فيها بيان عاقبة كفر النعم‪ ،‬وجزاء �شكرها‪.‬‬
‫�ص َ َو�أ ْق َر َع َو�أَ ْع َمى‪،‬‬‫ِيل‪ :‬أَ� ْب َر َ‬
‫ِ�سائ َ‬
‫ول ال َّل ِه ‪ ‬يقول‪ (( :‬إ�ِنَّ َث َل َث ًة من َبنِي �إ ْ َ‬ ‫عن �أبي هريرة ‪� ‬أَ َّن ُه �سمع َر ُ�س َ‬
‫�ص فقال‪� :‬أَ ُّي �شَ ْيءٍ َ أ� َح ُّب إِ� َل ْي َك؟ قال‪َ :‬ل ْونٌ َح َ�س ٌن َوجِ لْ ٌد‬ ‫َف�أَ َرا َد الله �أَنْ َيبْ َتل َِي ُه ْم َف َب َع َث ِ إ� َل ْيه ِْم َم َل ًكا َف أَ� َتى ْ أ‬
‫الَ ْب َر َ‬
‫َح َ�س ٌن‪َ ،‬و َي ْذ َه ُب َع ِنّي الذي قد َقذِ َر ِن النا�س به‪ ،‬قال‪َ :‬ف َم َ�س َح ُه‪َ ،‬ف َذ َه َب عنه َق َذ ُر ُه‪ ،‬ف�أعطي َل ْونًا َح َ�س ًنا َوجِ لْ ًدا‬
‫�ش َاء(‪ ،)1‬فقال‪:‬‬ ‫الب ُِل �أو قال الْ َبق َُر ‪� -‬شَ َّك �إ�سحاق ‪ -‬ف�أعطي َنا َق ًة ُع َ َ‬ ‫َح َ�س ًنا‪ ،‬قال‪َ :‬ف َ�أ ُّي ْالَالِ �أَ َح ُّب �إِ َل ْي َك؟ قال‪ ِْ :‬إ‬
‫َبا َر َك الله لك فيها‪.‬‬
‫الَ ْق َرع‪ ،‬فقال‪� :‬أَ ُّي �شَ ْيءٍ َ�أ َح ُّب ِ �إ َل ْي َك؟ قال‪� :‬شَ َع ٌر َح َ�س ٌن‪َ ،‬و َي ْذ َه ُب َع ِنّي الذي قد َقذِ َر ِن‬
‫قال‪َ :‬ف�أَ َتى ْ أ‬
‫النا�س به‪َ ،‬ف َم َ�س َح ُه َف َذ َه َب عنه‪ ،‬و�أعطي �شَ َع ًرا َح َ�س ًنا‪ ،‬قال‪� :‬أَ ُّي ْالَالِ �أَ َح ُّب إِ� َل ْي َك؟ قال‪ :‬الْ َبق َُر �أو ْ إِ‬
‫الب ُِل‪ ،‬ف�أعطي‬
‫َبق ََر ًة َحام ًِل‪ ،‬فقال‪َ :‬با َر َك الله لك فيها‪.‬‬
‫�ص ِب ِه النا�س‪َ ،‬ف َم َ�س َح ُه َف َر َّد الله‬ ‫ال ْع َمى‪ ،‬فقال‪�َ :‬أ ُّي �شَ ْيءٍ َ�أ َح ُّب ِ �إ َل ْي َك؟ قال‪� :‬أَنْ َي ُر َّد الله علي َب َ ِ‬
‫�صي َف�أُ ْب ِ َ‬ ‫َف َأ� َتى ْ َأ‬
‫�ص ُه‪ ،‬قال‪َ :‬ف َ�أ ُّي ْالَالِ �أَ َح ُّب �إِ َل ْي َك؟ قال‪ :‬الْ َغنَ ُم‪ ،‬ف�أعطي �شَ ا ًة َوال ًِدا‪.‬‬‫�إليه َب َ َ‬
‫َف�أُ ْنت َِج َه َذانِ ‪َ ،‬و َو َّل َد هذا‪َ ،‬ف َكانَ ِل َه َذا َوادٍ من ْ إِ‬
‫الب ِِل‪َ ،‬و ِل َه َذا َوادٍ من الْ َب َق ِر‪َ ،‬و ِل َه َذا َوادٍ من الْ َغنَ ِم‪.‬‬
‫ِيل‪ ،‬قد ا ْنق ََط َع ْت ب َِي ْال َِب ُ‬
‫ال‬
‫(‪)2‬‬
‫ني وابن َ�سب ٍ‬ ‫الَ ْب َر�ص يف ُ�صو َر ِت ِه َو َه ْي َئ ِتهِ‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ُج ٌل م ِْ�سكِ ٌ‬ ‫قال‪ُ :‬ث َّم �إنه �أتى ْ أ‬
‫ال َ�س َن َو ْالَ َ‬
‫ال‬ ‫اللْ َد ْ َ‬ ‫يف َ�س َف ِري هذا‪ ،‬فال َب َل َغ يل الْ َي ْو َم �إال بِال َّل ِه ُث َّم ب َِك‪�َ ،‬أ ْ�س َ�أ ُل َك بِا َّلذِ ي َ�أ ْع َط َ‬
‫اك ال َّل ْونَ ْ َ‬
‫ال َ�س َن َو ْ ِ‬
‫�ص َيق َْذ ُر َك النا�س‪،‬‬ ‫ل َت ُك ْن �أَ ْب َر َ‬
‫ُوق َكث َِري ٌة (‪ ،)3‬فقال له‪َ :‬ك�أَ ِّن �أَ ْع ِر ُف َك‪� ،‬أَ َ ْ‬
‫الق ُ‬‫ِريا �أَ َت َب َّل ُغ به يف َ�س َف ِري‪ ،‬فقال‪ُ ْ :‬‬
‫َبع ً‬
‫ال َكاب ًِرا عن َكاب ٍِر‪ ،‬قال‪� :‬إن ُكنْ َت َكاذِ ًبا َف َ�ص َّ َي َك الله �إلى‬ ‫ال؟ فقال‪� :‬إمنا َورِ ث ُْت هذا الْـ َم َ‬ ‫ِريا‪َ ،‬ف�أَ ْع َط َ‬
‫اك الله الْـ َم َ‬ ‫َفق ً‬
‫ما ُكنْ َت‪.‬‬

‫( ) هي الناقة التي �أتى عليها يف احلمل ع�رشة �أ�شهر‪.‬‬


‫( ) �أي ال�سبل وهو امل�سافر الذي قامت به احلاجة فعجز عن �إمتام �سفره‪.‬‬
‫(‪� )3‬أي تعلق باملال حقوق كثرية فلم يبق لك فيه حق‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫قال َو�أَ َتى ْ أ‬
‫الَ ْق َرع يف ُ�صو َر ِت ِه َو َه ْي َئ ِتهِ‪ ،‬فقال له ِمثْ َل ما قال ِل َه َذا‪َ ،‬و َر َّد عليه ِمثْ َل ما َر َّد عليه هذا‪ ،‬فقال‬
‫له‪� :‬إن ُكنْ َت َكاذِ ًبا َف َ�ص َّ َي َك الله �إلى ما ُكنْ َت‪.‬‬
‫ال يف‬ ‫ِيل‪ ،‬قد ا ْنق ََط َع ْت ب َِي ْال َِب ُ‬ ‫ني وابن َ�سب ٍ‬ ‫ال ْع َمى يف ُ�صو َر ِت ِه َو َه ْي َئ ِتهِ‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ُج ٌل م ِْ�سكِ ٌ‬ ‫قال‪ :‬ف�َأ َتى ْ َأ‬
‫�ص َك �شَ ا ًة �أَ َت َب َّل ُغ بها يف َ�س َف ِري‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫َ�س َف ِري‪ ،‬فال َب َل َغ يل الْ َي ْو َم �إال بِال َّل ِه ُث َّم ب َِك‪� ،‬أَ ْ�س�أَ ُل َك بِا َّلذِ ي َر َّد َع َل ْي َك َب َ َ‬
‫�صي‪َ ،‬فخُ ْذ ما �شِ ئْ َت‪َ ،‬و َد ْع ما �شِ ئْ َت‪َ ،‬ف َوال َّل ِه َل �أَ ْج َه ُد َك الْ َي ْو َم ب�شيء أَ� َخ ْذ َت ُه ِل َّلهِ‪،‬‬ ‫قد كنت �أَ ْع َمى َف َر َّد الله علي َب َ ِ‬
‫فقال‪ :‬أَ� ْم�سِ ْك َما َل َك‪َ ،‬ف�إِ َّنـ َما ا ْب ُتلِي ُت ْم‪َ ،‬فق َْد ر�ضي الله َعنْ َك‪َ ،‬و َ�سخِ َط على َ�صاحِ َب ْي َك)) (‪.)1‬‬

‫‪5‬‬ ‫ن�شاط‬

‫ا�ستخرج من الق�صة ال�سابقة‪:‬‬


‫النعم التي �أنعمها الله على الثالثة‪:‬‬
‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫عاقبة كفر النعم‪:‬‬


‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫عاقبة �شكر النعم‪:‬‬


‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫)‪.‬‬ ‫‪ ،)3‬وم�سلم برقم (‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم (‬

‫‪158‬‬
‫قراءات إثرائية‬

‫احلفاظ على الأطعمة ب�أي �شكل من �أ�شكال احلفظ؛ هو من �شكر هذه النعمة‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﭼ( )‪ .‬و�أما اال�ستهانة بالنعم ورميها مع النفايات‬
‫فغاية يف الإ�رساف والتبذير‪ ،‬الذي هو �سمة املتغطر�سني‪ ،‬واملتكربين ومن ال يقدر للأمور قدرها‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭼ ( )‪.‬‬
‫و�أخرب �سبحانه عن منزلة املبذر بقوله‪ :‬ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁ ﰂﭼ (‪.)3‬‬
‫ونتيجة الإ�رساف والتبذير‪ ،‬والكفر بالنعم نتيجة �سيئة للغاية‪ :‬عقوبات �شتى دمار وخراب‪ ،‬وتفرق و�شتات‪ ،‬نحو ما ذكره‬
‫الله عن قوم �سب�أ‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ‬
‫ﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ( )‪.‬‬
‫واال�ستهانة بالنعم‪ ،‬ورميها مع النفايات فيه ك�رس لقلوب الفقراء وامل�ساكني؛ فهم ال يجدون ما ي�سدون به رمقهم‪ ،‬وهذه‬
‫النعم ترمى مع النفايات‪ ،‬وما يرمى من بع�ض البيوت قد يكفي لعائلة كاملة من العوائل الفقرية‪.‬‬

‫( ) [الأعراف‪.]3 :‬‬ ‫( ) [البقرة‪.] :‬‬


‫(‪�[ )٤‬سب�أ‪.] - :‬‬ ‫(‪[ )٣‬الإ�سراء‪.] - :‬‬

‫‪159‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬ما حكم ن�سبة النعم �إلى غري الله؟ مع التمثيل واال�ستدالل‪.‬‬
‫�س‪ :2‬ما الآثار املرتتبة على كفر النعم؟‬
‫�س‪ :3‬من �أي درجات ال�شكر ما يلي‪:‬‬

‫الدرجة‬ ‫املثال‬ ‫م‬

‫جنا من حادث فهجر املعا�صي �شكراً لله‬

‫�أكل طعام ًا فحمد الله و�أثنى عليه‬

‫رزق مبولود ف�سجد �سجود ال�شكر‬ ‫‪3‬‬

‫�س‪ :4‬نعم الله كثرية‪ ،‬اذكر نعمتني من نعم الله يف جمتمعك‪ ،‬ثم بني كيف ي�ؤدي العبد �شكرهما؟‬
‫وكيف يكون كافر ًا بهما؟‬
‫�س‪ :5‬بني احلكم يف الأقوال الآتية‪:‬‬
‫ •منحت الطبيعة �أ�سباب احلياة على الأر�ض‪.‬‬

‫ •بف�ضل جنوم الو�سم َك ُ َث ِت الأمطار‪.‬‬

‫ •والداي لهما ف�ضل كبري علي‪.‬‬

‫ •الله ي�رس للإن�سان �أ�سباب التقدم الطبي وال�صناعي‪.‬‬

‫ •�أح�سن �إ َّ‬
‫يل جاري �أحمد بالقيام ب�ش�ؤون بيتي يف غيابي‪.‬‬
‫�س‪ :6‬مثل لعقوبة كفر النعم يف الدنيا مما جرى للأمم ال�سابقة‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫الوحدة‬
‫الثانية‬

‫التحذير من �ألفاظ تت�ضمن‬


‫م�ساواة اهلل تعاىل بخلقه‬

‫‪161‬‬
‫التحذير من ألفاظ تتضمن مساواة اهلل تعالى بخلقه‬

‫قول ما �شاء الله و�شاء فالن‬

‫قول لوال الله وفالن‬

‫الحلف بغير الله‬

‫الت�سمي ب�أ�سماء الله‬

‫التعبيد لغير الله‬

‫الت�سمي ب�أو�صاف الله‬

‫‪162‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫�أخي الطالب‪...‬‬
‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع‪:‬‬
‫�أن حتذر من الألفاظ امل�ؤدية �إلى م�ساواة املخلوق باخلالق‪.‬‬
‫�أن متثل للألفاظ امل�ؤدية �إلى م�ساواة اخلالق باملخلوق‪.‬‬
‫�أن متثل للألفاظ ال�رشكية وحتذرها‪.‬‬
‫�أن حتذر من قول‪ :‬ما �شاء الله و�شئت‪ ،‬ولوال الله وفالن ونحوهما‪.‬‬
‫�أن تقارن بني �أحوال قول ما �شاء الله و�شاء فالن‪.‬‬
‫�أن تقارن بني �أحوال قول لوال الله وفالن‪.‬‬
‫�أن تبني �أنواع الت�سوية يف الأ�سماء بني اخلالق واملخلوق‪.‬‬
‫�أن تقدر خطورة ال�رشك الأ�صغر‪.‬‬
‫�أن تر�صد بع�ض مظاهر �رشك الألفاظ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الوحدة‬
‫التحذير من‬ ‫‪2‬‬
‫�ألفاظ تت�ضمن م�ساواة اهلل تعاىل بخلقه‬

‫متهيد‬

‫�أمر ال�رشع بحفظ الل�سان وحذر من �ألفاظ كثرية ملا فيها من املفا�سد وقد مر بك �أثناء درا�ستك‬
‫ملقرر التوحيد مناذج لهذه الألفاظ‪ ،‬تعاون مع زمالئك يف تذكرها واكتبها يف اجلدول الآتي مع بيان‬
‫العلة يف النهي عنها‪:‬‬

‫علة النهي‬ ‫اللفظ املنهي عنه‬ ‫م‬

‫‪..................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪..................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪..................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪..................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪..................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪.................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪..................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪..................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪164‬‬
‫خطورة الألفاظ التي توهم م�ساواة الله بخلقه‬
‫�آفات الل�سان كثرية‪ ،‬منها الإ�ساءة للنا�س بال�سب وال�شتم والكذب والغيبة‪ ،‬ومنها َل ْب ُ�س احلق بالباطل‪.‬‬
‫ومن �أخطرها و�أ�شدها �شناعة تلك الألفاظ التي ظاهرها امل�ساواة بني اخلالق واملخلوق‪،‬وذلك ملا تت�ضمنه من ال�رشك‬
‫وجعل الأنداد مع الله‪ ،‬قال تعالى‪:‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ( )‪.‬‬
‫قال ابن عبا�س ‪ ‬يف تف�سري هذه الآية‪ ( :‬الأنداد‪ :‬هو ال�رشك �أخفى من دبيب النمل على �صفاة �سوداء يف ظلمة‬
‫الليل؛ وهو �أن تقول‪ :‬والله وحياتك يا فالن‪ ،‬وحياتي‪ ،‬وتقول‪ :‬لوال كليبة هذا لأتانا الل�صو�ص‪ ،‬ولوال البط يف‬
‫الدار لأتانا الل�صو�ص‪ ،‬وقول الرجل ل�صاحبه‪ :‬ما �شاء الله و�شئت‪ ،‬وقول الرجل‪ :‬لوال الله وفالن‪ .‬ال جتعل فيها‬
‫فالن ًا هذا كله به �رشك ) ( )‪.‬‬
‫الألفاظ التي توهم م�ساواة الله بخلقه‬
‫حذر ال�رشع من الألفاظ التي توهم م�ساواة الله بخلقه‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬

‫�أو ًال‪:‬قول ما �شاء الله و�شئت‬


‫هذه اللفظة تفيد �أن للعبد م�شاركة مع الله يف امل�شيئة‪.‬‬
‫وهي من ال�رشك الأ�صغر‪ ،‬و تكون �رشكًا �أكرب �إذا اعتقد �أن فال ًنا مثل الله يف العظمة‪ ،‬و�أنه ي�ستقل بامل�شيئة دون‬
‫الله‪ ،‬عن عبدالله بن عبا�س ‪� :‬أن رج ًال قال للنبي ‪ :‬ما �شاء الله و�شئت‪ ،‬قال‪( :‬جعلت لله ند ًا؟ ما �شاء الله‬
‫وحده)(‪.)3‬‬

‫)‬ ‫( ) �أخرجه ابن �أبي حامت يف تف�سريه ( ‪/‬‬


‫( ) [البقرة‪.] :‬‬
‫)‪ ،‬و�أحمد يف م�سنده ( ‪.) 3 /‬‬ ‫) والن�سائي يف ال�سنن الكربى ( ‪/‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه البخاري يف الأدب املفرد �ص‬

‫‪165‬‬
‫ويجوز �أن يقال ما �شاء الله ثم �شاء فالن فتكون م�شيئة العبد تابعة مل�شيئة الله ال م�ساوية لها‪ ،‬فعن حذيفة ‪ ،‬عن‬
‫النبي ‪ ‬قال‪َ (( :‬ل َتقُو ُلوا‪ :‬ما �شَ َاء الله َو�شَ َاء ُف َلنٌ ‪َ ،‬و َلكِ ْن ُقو ُلوا‪ :‬ما �شَ َاء الله ُث َّم �شَ َاء ُف َلنٌ )) ( )‪.‬‬

‫حاالت قول‪ :‬ما �شاء الله‬

‫ما�شاء الله و�شاء فالن‬ ‫ما �شاء الله ثم �شاء فالن‬ ‫ما�شاء الله وحده‬

‫ٌ‬
‫�رشك �أكرب‪� :‬إذا‬ ‫جائز‬ ‫�أكملها‬
‫�رشك �أ�صغر‪� :‬إذا مل‬
‫اعتقد �أن فالن ًا مثل‬ ‫يرد بها تعظيم فالن‬
‫الله يف العظمة‪،‬‬ ‫كتعظيم الله‪� ،‬أو �أن‬
‫و�أنه ي�ستقل بامل�شيئة‬ ‫م�شيئته م�ستقلة‬
‫دون الله‬

‫ثاني ًا‪ :‬قول‪ :‬لوال الله وفالن‬


‫هذه اللفظة تفيد �أن للعبد م�شاركة مع الله يف النعمة وي�شبه هذه اللفظة �ألفاظ �أخرى مثل‪:‬‬
‫�أنا بالله وبك‪.‬‬ ‫هذا من الله ومنك‪.‬‬
‫�أنا متوكل على الله وعليك‪.‬‬ ‫مايل �إال الله و�أنت‪.‬‬

‫�إلى غري ذلك من العبارات الفا�سدة التي تفيد ت�رشيك غري الله مع الله‪� ،‬أو تعظيم غري الله عظمة ت�ساوي ما يجب لله‪.‬‬
‫وهذا النوع من ال�رشك �إذا اعتقد �أن لأحد عظمة وقدراً كعظمة الله وقدره فهو �رشك �أكرب‪ ،‬و�إذا مل يعتقد ذلك فهو‬
‫من ال�رشك الأ�صغر الذي ال يخرج �صاحبه من امللة‪ ،‬وهو حمرم يجب االنتهاء عنه والتوبة منه‪.‬‬

‫)‪ ،‬و�أحمد يف م�سنده( ‪.)3 /‬‬ ‫( ) �أخرجه �أبوداود برقم(‬

‫‪166‬‬
‫حاالت قول‪ :‬لوال الله‬

‫لوال الله وفالن‬ ‫لوال الله ثم فالن‬ ‫لوال الله وحده‬

‫يكون �رشك ًا �أكرب‬ ‫�أف�ض ُلها و�أكم ُلها‬


‫�رشك �أ�صغر �إذا مل‬ ‫جائز �إذا كان العمل‬
‫�إذا اعتقد �أن فالن ًا‬
‫يرد بها تعظيم فالن‬ ‫املعلق بـ لوال يقدر عليه‬
‫مثل الله يف العظمة‬
‫كتعظيم الله‬ ‫فالن‬
‫والقدر‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬احللف بغري الله‬


‫ملا كان احللف تعظيم ًا للمحلوف به و�أن هذا التعظيم ال يليق �إال بالله كان احللف بغري الله �رشك ًا وقد جاء يف‬
‫�أحاديث كثرية التحذير من احللف بغري الله‪ ،‬وو�صفه النبي ‪ ‬ب�أنه �رشك‪ ،‬واملراد به ال�رشك الأ�صغر‪� ،‬أما �إذا كان‬
‫املحلوف به ُم َّ‬
‫عظم ًا عند احلالف �إلى درجة م�ساواته بالله فهذا �رشك �أكرب‪ .‬ومن الأحاديث قوله ‪ ( :‬من حلف‬
‫بغري الله فقد كفر �أو �أ�رشك) ( )‪.‬‬
‫مرفوع ًا‪�( :‬أال‪� ،‬إن الله ينهاكم �أن حتلفوا ب�آبائكم‪ ،‬من كان حالف ًا فليحلف بالله‬ ‫وكذلك حديث ابن عمر‬
‫�أو لي�صمت ) ( )‪.‬‬
‫مرفوع ًا‪( :‬من حلف‪ ،‬فقال يف حلفه‪:‬بالالت والعزى فليقل‪:‬‬ ‫وقد جاءت كفارة ذلك من حديث �أبي هريرة‬
‫ال �إله �إال الله) (‪.)٣‬‬

‫( ) رواه �أبو داود برقم‪ ،)3 ( :‬والرتمذي برقم‪.) 3 ( :‬‬


‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم‪( :‬‬ ‫( ) متفق عليه‪ :‬البخاري برقم‪( :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم‪( :‬‬ ‫(‪ )٣‬رواه البخاري برقم‪( :‬‬

‫‪167‬‬
‫ن�شاط‬

‫ومن �أمثلة احللف بغري الله‪:‬‬


‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫رابع ًا‪ :‬الت�سمي ب�أ�سماء الله تعالى التي اخت�ص بها نف�سه‬

‫الر َّزاق �أو الرب �أو الرحمن‪ ،‬ونحو ذلك من الأ�سماء �أو ال�صفات التي تخت�ص بالله جل‬
‫كالت�سمي بالله �أو اخلالق �أو َّ‬
‫وعال؛ قال تعالى‪ :‬ﭽﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭼ ( )‪.‬‬

‫‪�« :‬إن الله هو احلكم‪ ،‬و�إليه احلكم َفل َِم ُت ْك َنى �أبا‬ ‫وعن �أبي �رشيح ‪� ‬أنه كان يكنى �أبا احلكم فقال له النبي‬
‫احلكم»‪ ،‬فقال‪� :‬إن قومي �إذا اختلفوا يف �شيء �أتوين فحكمت بينهم فر�ضي كال الفريقني‪ ،‬فقال‪ :‬ما �أح�سن‬
‫هذا‪ ،‬فما لك من الولد؟ قلت‪� :‬رشيح‪ ،‬وم�سلم‪ ،‬وعبد الله‪ ،‬قال‪ :‬من �أكربهم؟ قال‪� :‬رشيح‪ ،‬قال‪ :‬ف�أنت‬
‫�أبو �رشيح»( )‪.‬‬

‫خام�س ًا‪ :‬التعبيد لغري الله‬

‫ال يجوز التعبيد لغري الله عز وجل مطلق ًا‪ ،‬ومن الأ�سماء املعبدة لغري الله عبد احلارث‪ ،‬عبد الر�سول‪ ،‬عبد النبي‪،‬‬
‫عبداحل�سني‪ ،‬عبد الأمري‪ ،‬وغريها من الأ�سماء التي تفيد التعبيد لغري الله عز وجل‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫وهذه الأ�سماء يجب تغيريها ملن ت�سمى بها �أو �سماه �أهله بها‪ ،‬قال ال�صحابي اجلليل عبد الرحمن بن عوف‬
‫عبد الرحمن (‪.)3‬‬ ‫كان ا�سمي عبد عمرو ف�سماين ر�سول الله‬

‫( ) [مرمي‪.] :‬‬
‫)‪ ،‬والن�سائي برقم ( ‪.) 3‬‬ ‫( ) �أخرجه �أبو داود برقم (‬
‫‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه البزار يف م�سنده ‪/3‬‬

‫‪168‬‬
‫�ساد�س ًا‪ :‬الت�سمي با�سم ال ي�صدق و�صفه �إال على الله عز وجل‬

‫كالت�سمي مبلك الأمالك ونحوه‪ ،‬وهذا النوع من الأ�سماء يحرم الت�سمي به ويجب تغيريه‪.‬‬
‫قال الله عز وجل‪ :‬ﭽﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭼ ( )‪ .‬و يف ال�صحيح عن �أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪‬‬
‫ال ْم َلكِ ‪َ ،‬ل َمال َِك�إالاللهعزوجل))‪،‬قال ُ�سف َْيانُ ‪ِ :‬مثْ ُل�شَ َاهانْ �شَ ا ْه(‪.)2‬‬ ‫ي�س َّمى َمل َِك ْ َأ‬ ‫قال‪�((:‬إ َِّن أَ� ْخ َن َع ْ‬
‫ا�س ٍمعِ نْ َدال َّلهِ‪َ :‬ر ُج ٌل َ‬
‫ويف رواية‪� (( :‬أَغْ َي ُظ َر ُج ٍل على ال َّل ِه يوم الْق َِيا َم ِة َو�أَ ْخ َب ُث ُه )) (‪.)3‬‬
‫وقوله (�أخنع) يعني‪� :‬أو�ضع‪ ،‬فيعاقب بنقي�ض ق�صده حيث �أراد الرفعة والفخر فكان عند الله مهين ًا‪.‬‬
‫ويلحق بالت�سمي مبلك الأمالك الت�سمي بقا�ضي الق�ضاة‪.‬‬
‫وقد غلظ النبي ‪ ‬يف هذا حفظ ًا للتوحيد ولأ�سماء الله و�صفاته‪ ،‬ودفع ًا لو�سائل ال�رشك‪.‬‬

‫قراءات إثرائية‬

‫عن معاذ بن جبل ‪ ‬قال كنت مع النبي ‪ ‬يف �سفر ف�أ�صبحت يوم ًا قريب ًا منه ونحن ن�سري فقلت‪ :‬يا ر�سول الله‪� ،‬أخربين‬
‫بعمل يدخلني اجلنة‪ ،‬ويباعدين عن النار‪ .‬قال‪« :‬لقد �س�ألتني عن عظيم‪ ،‬و�إنه لي�سري على من ي�رسه الله عليه‪ ،‬تعبد الله وال‬
‫ت�رشك به �شيئا‪ ،‬وتقيم ال�صالة‪ ،‬وت�ؤتي الزكاة‪ ،‬وت�صوم رم�ضان‪ ،‬وحتج البيت» ثم قال‪�« :‬أال �أدلك على �أبواب اخلري؟‬
‫ال�صوم جنة‪ ،‬وال�صدقة تطفئ اخلطيئة كما يطفئ املاء النار‪ ،‬و�صالة الرجل من جوف الليل»‪ .‬قال ثم تال ﭽتتجافى‬
‫جنوبهم عن امل�ضاجعﭼ ( )‪ ،‬حتى بلغ ﭽيعملونﭼ ثم قال‪�«:‬أال �أخربك بر�أ�س الأمر كله وعموده وذروة �سنامه؟» قلت‪:‬‬
‫بلى يا ر�سول الله‪ .‬قال‪«:‬ر�أ�س الأمر الإ�سالم‪ ،‬وعموده ال�صالة‪ ،‬وذروة �سنامه اجلهاد» ثم قال‪�«:‬أال �أخربك مبالك ذلك‬
‫كله؟» قلت‪ :‬بلى يا نبي الله‪ .‬ف�أخذ بل�سانه قال‪«:‬كف عليك هذا» فقلت‪ :‬يا نبي الله و�إنا مل�ؤاخذون مبا نتكلم به؟ فقال‪:‬‬
‫«ثكلتك �أمك يا معاذ وهل يكب النا�س يف النار على وجوههم �أو على مناخرهم �إال ح�صائد �أل�سنتهم» ( )‪.‬‬

‫( ) [مرمي‪.] :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه م�سلم برقم (‪3‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه م�سلم برقم (‪3‬‬
‫)‪.‬‬ ‫( ) �سورة ال�سجدة‪ ،‬الآية (‬
‫وقال ح�سن �صحيح‪.‬‬ ‫( ) رواه الرتمذي ‪ 3 /‬ح‬

‫‪169‬‬
‫�ألفاظ توهم م�ساواة الله بخلقه‬

‫‪1‬‬

‫قول ما �شاء الله و�شاء فالن‬

‫‪2‬‬

‫قول لوال الله وفالن‬

‫‪3‬‬

‫الأمانة‬ ‫احللف بغري الله‬

‫‪4‬‬
‫الت�سمي ب�أ�سماء الله تعالى‬
‫الر َّزاق‪ ،‬الرحمن‬
‫اخلالق‪َّ ،‬‬ ‫التي اخت�ص بها نف�سه‬

‫‪5‬‬
‫عبدالنبي‪ ،‬عبدالكعبة‪،‬‬
‫عبدالر�سول‬ ‫التعبيد لغري الله‬

‫‪6‬‬

‫قا�ضي الق�ضاة‪ ،‬ملك الأمالك‬ ‫الت�سمي با�سم ال ي�صدق‬


‫و�صفه �إال على الله عز وجل‬

‫‪170‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬مثل ملا ي�أتي‪:‬‬
‫‪ -‬لفظ من الألفاظ امل�ؤدية �إلى م�ساواة املخلوق باخلالق‪.‬‬
‫‪ -‬احللف بغري الله‪.‬‬
‫‪ -3‬الت�سمي با�سم ال ي�صدق و�صفه لغري الله عز وجل‪.‬‬
‫�س‪ :2‬متى يكون قول ( ما �شاء الله و�شاء فالن ) �رشك ًا �أكرب؟ ومتى يكون �رشك ًا �أ�صغر؟‬
‫�س‪ :3‬ميز بني الألفاظ ال�رشكية والألفاظ غري ال�رشكية‪ ،‬فيما ي�أتي‪:‬‬

‫غري �رشكية‬ ‫�رشكية‬ ‫‪ -‬ما �شاء الله ثم �شئت‪.‬‬


‫غري �رشكية‬ ‫�رشكية‬ ‫ل�سق َِت الدار‪.‬‬
‫‪ -‬لوال الله ثم احلار�س ُ ِ‬
‫غري �رشكية‬ ‫�رشكية‬ ‫‪ -3‬احللف بالنبي‪.‬‬
‫غري �رشكية‬ ‫�رشكية‬ ‫‪ -‬الت�سمي بعبدامللك‪.‬‬
‫غري �رشكية‬ ‫�رشكية‬ ‫‪ -‬الت�سمي بعبدال�شم�س‪.‬‬
‫غري �رشكية‬ ‫�رشكية‬ ‫‪ -‬و�صف �إن�سان مبالك امللك‪.‬‬
‫�س‪ :4‬متى يكون قول‪ ( :‬لوال الله ثم فالن ) جائز ًا؟ ومتى يكون حمرم ًا؟‬
‫�س‪ :5‬بني �أنواع الت�سوية يف الأ�سماء بني اخلالق واملخلوق‪.‬‬
‫�س‪ :6‬ا�ستدل ملا ي�أتي‪:‬‬

‫‪� -‬أن من ال�رشك قول ما �شاء الله و�شئت‪.‬‬


‫‪ -‬حترمي احللف بغري الله‪.‬‬
‫‪ -3‬حترمي الت�سمي مبلك الأمالك‪.‬‬

‫‪171‬‬
172
‫الوحدة‬
‫الثالثة‬

‫لزوم اجلماعة وذم الفرقة‬

‫‪173‬‬
‫لزوم الجماعة وذم الفرقة‬

‫التحذير من الجماعات المنحرفة‬ ‫وجوب طاعة ولي الأمر‬ ‫لزوم الجماعة ونبذ الفرقة‬

‫‪174‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫�أخي الطالب‪...‬‬
‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع‪:‬‬
‫�أن تعرف �أهمية لزوم اجلماعة‪.‬‬
‫�أن تعرف مفهوم الطاعة باملعروف لوالة الأمر وحتققه‪.‬‬
‫�أن تنبذ الفرقة واالختالف واخلروج على والة الأمر‪.‬‬
‫�أن تفهم حتذير هيئة كبار العلماء من اجلماعات والفِرق ال�ضالة ودعاتها‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الوحدة‬
‫‪3‬‬
‫لزوم اجلماعة وذم الفرقة‬

‫لزوم اجلماعة‪:‬‬
‫هو االجتماع على الكتاب وال�سنة‪ ،‬وال�سمع والطاعة لوالة �أمر امل�سلمني‪ ،‬ويف بالدنا اململكة العربية ال�سعودية‬
‫اجتمعت الكلمة على الكتاب وال�سنة وال�سمع والطاعة خلادم احلرمني ال�رشيفني امللك �سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله‪.‬‬
‫وقد وردت يف كتاب الله �آيات ت�أمر امل�ؤمنني وحتثهم على لزوم اجلماعة واالئتالف وتنهاهم عن الفرقة واالختالف‪،‬‬
‫ومنها قوله تعالى‪ :‬ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭼ(‪ ،)١‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ (‪ ،)٢‬وقوله تعالى ﭽﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﭼ (‪.)٣‬‬
‫وكذلك ورد يف ال�سنة ما يدل على وجوب لزوم اجلماعة وذم الفرقة ومن ذلك قوله ‪�« : ‬إن الله ير�ضى لكم ثالثا‪:‬‬
‫�أن تعبدوه وال ت�رشكوا به �شيئا و�أن تعت�صموا بحبل الله جميعا وال تفرقو و�أن تنا�صحوا من واله الله �أمركم»(‪.)٤‬‬
‫وقوله ‪« ‬ثالث ال يغل عليهن �صدر م�سلم‪� :‬إخال�ص العمل لله عز وجل ومنا�صحة �أويل الأمر ولزوم جماعة‬
‫امل�سلمني؛ ف�إن دعوتهم حتيط مِن ورائهم»(‪،)٥‬ومعنى «ال يغل عليهن �صدر م�سلم» �أي ‪ :‬ال يبقى يف �صدره حقد‬
‫و�ضغينة‪.‬‬
‫ات مِي َت ًة‬
‫ْ ً ا َم َ‬

‫‪176‬‬
‫وجوب طاعة والة الأمر‬
‫طاعة ويل �أمر امل�سلمني واجبة‪ ,‬والأدلة على ذلك‪:‬‬
‫قول الله تعالى‪ :‬ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﭼ (‪.)١‬‬
‫ومن ال�سنة حديث عبادة بن ال�صامت ‪ ‬قال بايعنا ر�سول الله ‪ ‬على ال�سمع والطاعة يف من�شطنا ومكرهنا وع�رسنا‬
‫وي�رسنا و�أثرة علينا و�أال ننازع الأمر �أهله قال (�إال �أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)‪.‬‬
‫وعن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪« :‬من خرج من الطاعة وفارق اجلماعة فمات مات ميتة جاهلية»(‪.)٢‬‬
‫وعن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪« :‬من �أطاعني فقد �أطاع الله ومن ع�صاين فقد ع�صى الله‪ ،‬ومن يطع الأمري‬
‫فقد �أطاعني ومن يع�ص الأمري فقد ع�صاين»(‪.)٣‬‬
‫وعن عوف بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪�« :‬أال من ويل عليه وال فر�آه ي�أتي �شيئا من مع�صية الله فليكره ما ي�أتي من‬
‫مع�صية الله وال ينزعن يدا من طاعة»(‪.)٤‬‬
‫ويرى �أهل ال�سنة واجلماعة �أنه ال يجوز �سب والة الأمر �أو �شتمهم �أو الت�شهري بهم ملا فيه من املفا�سد‪ ،‬بل يجب احرتامهم‬
‫ومعرفة مكانتهم‪ ،‬قال الطحاوي يف عقيدته‪( :‬وال نرى اخلروج على �أئمتنا ووالة �أمرنا و�إن جاروا‪ ،‬وال ندعوا عليهم‪،‬‬
‫وال ننزع يدا من طاعتهم؛ ف�إن طاعتهم من طاعة الله عز وجل فري�ضة ما مل ن�ؤمر مبع�صية وندعوا لهم بال�صالح واملعافاة)‪.‬‬

‫(‪ )٤‬رواه م�سلم‪.١٨٥٥ :‬‬ ‫(‪ )٣‬رواه البخاري‪ ٢٩٥٧ :‬وم�سلم برقم‪.١٨٣٥ :‬‬ ‫(‪ )٢‬رواه م�سلم‪.١٨٤٨ :‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪.]٥٩:‬‬

‫‪177‬‬
‫التحذير من اجلماعات املنحرفة‪:‬‬
‫و�سلوكا‪ ،‬ويحذر من خمالفتهما بالزيادة‬ ‫ً‬ ‫منهجا‬
‫على امل�سلم �أن يتم�سك بالكتاب وال�سنة ً‬
‫�أو النق�صان‪ ،‬وقد ّبينت هيئة كبار العلماء يف اململكة العربية ال�سعودية �أن كل ما ي�ؤثر يمكنك االطالع على كامل‬
‫بيان وزارة الداخلية‬ ‫على وحدة ال�صف واللحمة الوطنية‪ ،‬واجتماع الكلمة حول والة الأمر‪ ،‬وبث ال�شبه‬
‫من خالل‪:‬‬ ‫حمرم ًا بداللة‬
‫عد ّ‬ ‫والأفكـار وتـ�أ�سي�س الـجماعات والتنظيمات والطوائف والأحزاب‏ ُي ّ‬
‫امل�سمى بحزب الله‪،‬‬ ‫الكتاب وال�سنة‪ ،‬ومن تلك الطوائف والأحزاب الإرهابية‪ ،‬‏احلزب ّ‬
‫حذرت منها وزارة‬ ‫وتنظيم القاعدة‪ ،‬وتنظيم داع�ش‪ ،‬وغريها من الأحزاب والطوائف التي َّ‬
‫الداخلية وبينت عداءها وكرهها للمملكة‪.‬‬
‫ومن تلك اجلماعات املنحرفة �أي�ض ًا تلك اجلماعة التي �أطلقت على نف�سها جماعة الإخوان‬
‫‏حذرت فيه من هذه اجلماعة ب�شكل‬ ‫امل�سلمني التي �صدر عن هيئة كبار العلماء يف اململكة بيان َّ‬
‫خا�ص‪ ،‬‏ومن غريها من اجلماعات املنحرفة التي ال متثل منهج الإ�سالم‪ ،‬و�إمنا تتبع �أهدافها احلزبية املخالفة لهدي ديننا‬ ‫ّ‬
‫احلنيف‪ ،‬وتت�سرت بالدين ومتار�س ما يخالفه من الفرقة و�إثارة الفتنة والعنف والإرهاب‪.‬‬
‫وقد جاء يف بيان هيئة كبار العلماء ما ن�صه‪:‬‬

‫(‪....‬االعت�صام بكتاب الله عز وجل و�سنة ر�سوله ‪ ‬هو �سبيل �إر�ضاء الله‪ ،‬و�أ�سا�س اجتماع الكلمة‪ ،‬ووحدة ال�صف‬
‫والوقاية من ال�رشور والفنت‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ (‪ )١‬ف ُعلم من هذا‪� :‬أن كل ما ي�ؤثر على وحدة ال�صف حول والة �أمور‬
‫امل�سلمني من بث �شبه و�أفكار‪� ،‬أو ت�أ�سي�س جماعات ذات بيعة وتنظيم‪� ،‬أو غري ذلك‪ ،‬فهو حمرم بداللة الكتاب وال�سنة‪.‬‬
‫ويف طليعة هذه اجلماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان امل�سلمني‪ ،‬فهي جماعة منحرفة‪ ،‬قائمة على منازعة والة‬
‫الأمر واخلروج على احلكام‪ ،‬و�إثارة الفنت يف الدول‪ ،‬وزعزعة التعاي�ش يف الوطن الواحد‪ ،‬وو�صف املجتمعات الإ�سالمية‬
‫باجلاهلية‪ ،‬ومنذ ت�أ�سي�س هذه اجلماعة مل يظهر منها عناية بالعقيدة الإ�سالمية‪ ،‬وال بعلوم الكتاب وال�سنة‪ ،‬و�إمنا غايتها الو�صول‬
‫جماعات �إرهابية متطرفة عاثت يف‬
‫ٌ‬ ‫�إلى احلكم‪ ،‬ومن ثم كان تاريخ هذه اجلماعة ملي ًئا بال�رشور والفنت‪ ،‬ومِن َرحِ مها خرجت‬
‫البالد والعباد ف�ساداً مما هو معلوم و ُم�شاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العامل‪.‬‬

‫ويمكنك االطالع على كامل بيان هيئة كبار العلماء من خالل‪:‬‬

‫( ) [�آل عمران‪.]١٠٣:‬‬
‫‪178‬‬
‫ن�شاط‬

‫يوزع الطالب �إلى جمموعات‪ ،‬ويطلب منهم قراءة البيان كامال‪ ،‬وا�ستخراج الأدلة التي ا�ستدل بها �أهل‬
‫العلم على التحذير من الفرقة واخلروج عن جماعة امل�سلمني‪.‬‬

‫التقويم‬
‫�س‪ :1‬ما الدليل من القر�آن وال�سنة على وجوب طاعة والة الأمر؟‬
‫�س‪ :2‬ما الدليل على حترمي اخلروج على والة الأمر؟‬
‫�س‪ :3‬ما الأ�سباب التي لأجلها حذر العلماء من جماعة الإخوان امل�سلمني؟‬

‫‪179‬‬
180 180
‫الوحدة‬
‫الرابعة‬

‫التحاكم �إىل �شرع اهلل تعاىل‬

‫‪181‬‬
‫التحاكم إلى شرع اهلل تعالى‬

‫�آثار تحكيم ال�شريعة‬ ‫حكم التحاكم �إلى �شرع الله تعالى‬ ‫الطاعة ال�شرعية‬

‫‪182‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫�أخي الطالب‪...‬‬
‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع‪:‬‬
‫�أن تبني وجوب طاعة الله ور�سوله ﷺ والتحاكم �إلى �رشعه‪.‬‬
‫�أن تعظم �أمر الله عز وجل‪ ،‬و�أمر ر�سوله ﷺ‪.‬‬
‫�أن حتذر من خمالفة �أمر الله و�أمر ر�سوله ﷺ‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الوحدة‬
‫‪٤‬‬
‫التحاكم �إىل �شرع اهلل تعاىل‬

‫متهيد‬

‫يدخل الإن�سان يف الإ�سالم بنطقه ب�شهادة �أن ال �إله �إال الله و�أن حممداً ر�سول الله ‪ ،‬وبهذا جتري عليه �أحكام‬
‫امل�سلمني‪ ،‬فعلى ماذا تدل �شهادة �أن ال �إله �إال الله؟ وعلى ماذا تدل �شهادة �أن حممد ًا ر�سول الله ﷺ؟‬
‫�إن ال�شهادتني �إعالن من امل�سلم بتوحيد الله وعبادته‪ ،‬واتباعه للنبي حممد ‪ ‬وطاعته‪ ،‬فطاعة الله ور�سوله ‪ ‬هي‬
‫من مقت�ضيات ال�شهادتني‪ ،‬فما املراد بطاعة الله ور�سوله ﷺ؟ وكيف ميكن حتقيقها؟ وهل ي�صح �إ�سالم من قدم‬
‫طاعة �أحد على طاعة الله عز وجل‪ ،‬وطاعة ر�سوله ﷺ؟ وهل ي�صح �إ�سالم من مل ير�ض بحكم الله؟‬
‫التحاكم �إلى �رشع الله‬
‫الطاعة ال�رشعية‬
‫الطاعة‪� :‬ضد املع�صية ومعناها امتثال الأمر واجتناب النهي‪.‬‬
‫وطاعة الله ور�سوله ‪ ‬تعني‪ :‬اال�ستجابة واالنقياد لأمر الله تعالى‪ ،‬و�أمر ر�سوله ‪ ‬والت�سليم والر�ضى بذلك الأمر‬
‫بدون تردد‪ ،‬وقد ورد ذلك يف �آيات كثرية منها‪:‬‬
‫ﭽ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ ( )‪.‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ ( )‪.‬‬

‫( ) [الأنفال‪.] :‬‬
‫( ) [الأحزاب‪.]3 :‬‬

‫‪184‬‬
‫ﭽﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼ( )‪.‬‬
‫والطاعة حق لله تعالى؛ فهو �سبحانه املالك املعبود املطاع‪ ،‬واخللق ملك وعبيد له‪ ،‬فالله �سبحانه يطاع لذاته‪ ،‬وغريه �إمنا‬
‫يطاع لأن الله ‪-‬جل وعال‪� -‬أذن بطاعته‪.‬‬
‫وطاعة الر�سول ‪ ‬من طاعة الله قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝﭼ( )‪.‬‬
‫والر�سول ‪ ‬هو املبلغ عن الله والذي �أمر الله بطاعته و�أخرب �أنه ال ينطق عن الهوى‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ(‪.)3‬‬
‫وقال �سبحانه‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ( )‪.‬‬
‫ورتب الله عز وجل على هذه الطاعة اجلزاء العظيم يف الآخرة فقال‪:‬ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ( )‪.‬‬
‫وقال عز وجل‪ :‬ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ( )‪.‬‬
‫وجوب التحاكم �إلى �رشع الله‬
‫�أنزل الله �رشيعته ليعمل بها النا�س يف جميع حياتهم ويتحاكموا �إليها يف جميع ق�ضاياهم‪ ،‬وقد فر�ض الله تعالى احلكم‬
‫ب�رشيعته‪ ،‬و�أوجب ذلك على عباده‪ ،‬وجعله الغاية من تنزيل الكتاب‪ .‬فقال �سبحانه‪:‬‬
‫ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﭼ( )‪.‬‬
‫وقال �سبحانه‪ :‬ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﭼ( )‪.‬‬

‫( ) [الن�ساء‪.] :‬‬ ‫(‪[ )3‬النجم‪.] -3:‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪.] :‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪.] :‬‬


‫( ) [ال�شورى‪.] :‬‬ ‫]‪.‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪:‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪.] :‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪.] 3:‬‬

‫‪185‬‬
‫وقد جعل الله من �صفات امل�ؤمنني طاعة الله ور�سوله ‪ ،‬والتحاكم �إليه عند االختالف‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬
‫ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﭼ( )‪.‬‬
‫فالواجب على كل �أحد �أن ال يتخذ غري الله حكم ًا‪ ،‬و�أن يرد ما تنازع فيه النا�س �إلى الله ور�سوله ‪� ،‬أي �إلى كتاب الله‬
‫و�سنة ر�سوله ‪ ،‬كما قال ذلك جماهد وغري واحد من ال�سلف‪ ،‬وبذلك يكون دين العبد كله لله‪ ،‬وتوحيده خال�ص ًا‬
‫لوجه الله‪،‬فالإميان ال ي�صح وال يتم �إال بتحكيم الله ور�سوله ‪ ،‬ورد التنازع �إلى الله والر�سول ‪.‬‬

‫الطاعة التابعة لطاعة الله ور�سوله ‪‬‬


‫يتبع طاع َة الله عز وجل‪ ،‬وطاع َة ر�سوله ‪ ‬طاعة من �أمرنا الله ور�سوله ‪ ‬بطاعته مثل‪:‬‬
‫طاعة والة الأمر‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬
‫ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒﭼ ( )‪.‬‬
‫وعن �أبي هريرة ‪� ‬أن ر�سول الله ‪ ‬قال‪«:‬من �أطاعني فقد �أطاع الله‪ ،‬ومن ع�صاين فقد ع�صى الله‪ ،‬ومن يطع‬
‫الأمري فقد �أطاعني‪ ،‬ومن يع�ص الأمري فقد ع�صاين»(‪.)3‬‬
‫طاعة �أهل العلم والذكر‪ ،‬قال عز وجل‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﭼ ( )‪.‬‬
‫طاعة الوالدين وهي من الإح�سان �إليهما‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮝ ﮞ ﭼ( )‪.‬‬
‫( )‬
‫طاعة الزوجة لزوجها‪ :‬قال ‪ « :‬ال يحل للمر�أة �أن ت�صوم وزوجها �شاهد �إال ب�إذنه وال ت�أذن يف بيته �إال ب�إذنه »‬

‫املادة ال�ساد�سة‪ :‬يبايع املواطنون امللك على كتاب الله تعالى‪،‬‬


‫و�سنة ر�سوله‪ ،‬وعلى ال�سمع والطاعة يف الع�رس والي�رس واملن�شط‬
‫واملكره‪.‬‬

‫املادة ال�سابعة‪ :‬ي�ستمد احلكم يف اململكة العربية ال�سعودية �سلطته من‬


‫كتاب الله تعالى‪ ،‬و�سنة ر�سوله‪ .‬وهما احلاكمان على هذا النظام‬
‫وجميع �أنظمة الدولة‪.‬‬

‫)‪ ،‬وم�سلم برقم‪.) 3 ( :‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه البخاري برقم‪( :‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪.] :‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪.] :‬‬
‫)‪.‬‬ ‫)‪ ،‬وم�سلم برقم‪( :‬‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم‪( :‬‬ ‫( ) [الإ�سراء‪.] 3:‬‬ ‫( ) [الأنبياء‪.]٧:‬‬

‫‪186‬‬
‫وي�شرتط يف الطاعة التابعة لطاعة الله ور�سوله �أن ال تكون يف مع�صية ف�إن �أمر الوايل �أو العامل �أو العابد �أو الزوج �أو‬
‫الوالد مبع�صية فال طاعة له‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧﭼ( )‪.‬وقال ‪� « :‬إمنا الطاعة يف املعروف »( )‪.‬‬
‫وعدم طاعة والة الأمر يف املع�صية �إمنا تكون يف ذات املع�صية وعدم فعلها‪ ،‬وال تبيح اخلروج عليهم ب�سبب ذلك‪.‬‬

‫�أهل العلم ينهون عن طاعتهم فيما يخالف �أمر الله‬


‫لقد نهى �أهل العلم عن طاعتهم يف اجتهادهم �إذا كان يخالف الكتاب وال�سنة‪ ،‬و�أقوالهم يف ذلك‬
‫كثرية‪ ،‬ونورد هنا مناذج من �أقوال الأئمة الأربعة عليهم رحمة الله‪:‬‬
‫قال الإمام ال�شافعي‪�« :‬أجمع العلماء على �أن من ا�ستبانت له �سنة ر�سول الله ‪ ‬مل يكن له �أن يدعها لقول �أحد» (‪.)٣‬‬
‫قال الإمام �أبو حنيفة‪� :‬إذا قلت قوال وكتاب الله يخالفه فاتركوا قويل لكتاب الله‪ ،‬قيل‪� :‬إذا كان قول ر�سول الله ‪‬‬
‫يخالفه؟ قال‪ :‬اتركوا قويل خلرب ر�سول الله ‪ .‬قيل‪� :‬إذا كان قول ال�صحابة يخالفه؟ قال‪ :‬اتركوا قويل لقول ال�صحابة‪.‬‬
‫وقال الإمام مالك رحمه الله‪ :‬كل �أحد ي�ؤخذ من قوله ويرتك �إال ر�سول الله ‪.‬‬
‫وقال ال�شافعي‪� :‬إذا وجدمت يف كتابي خالف �سنة ر�سول الله ‪ ‬فخذوا ب�سنة ر�سول الله ‪ ‬ودعوا ما قلت(‪.)٤‬‬
‫مالكا‪ ،‬وال ال�شافعي‪ ،‬وال الأوزاعي‪ ،‬وال الثوري‪ ،‬ولكن خذ من حيث �أخذوا (‪.)٥‬‬ ‫وقال الإمام �أحمد‪ :‬التقلدين وال تقلد ً‬
‫ومن حِ فظ قدر �أهل العلم ومكانتهم‪ ،‬ح�سن الظن بهم لو ُوجد يف كالمهم ما يخالف ن�ص ًا يف الكتاب وال�سنة‪،‬والظن‬
‫ب�أنهم مل يتعمدوا خمالفة الدليل‪ ،‬و�أن ذلك �إمنا وقع منهم عن اجتهاد و�إرادة الن�صح للخلق‪ ،‬وهم يف ذلك بني �أن‬
‫ي�صيبوا يف اجتهادهم فلهم �أجران‪� ،‬أو يخطئوا فلهم �أجر واحد‪.‬‬

‫(‪ )٣‬نقله عنه ابن القيم يف �إعالم املوقعني ‪ 3 3/‬ومدارج ال�سالكني ‪.3 /‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫( ) �أخرجه البخاري برقم‪( :‬‬ ‫( ) [لقمان‪.] :‬‬
‫(‪ )٥‬نقله عنه ابن القيم يف �إعالم املوقعني ‪.3 3/‬‬ ‫(‪ )٤‬ذكر هذه الأقوال يف فتح املجيد �رشح كتاب التوحيد ‪. 3 /‬‬

‫‪187‬‬
‫�آثار حتكيم �رشع الله‬
‫حكم الله هو الذي يحقق �صالح النا�س يف دينهم ودنياهم‪ ،‬ومن �آثار حتكيم �رشع الله ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬حتقيق التوحيد ب�إفراد الله بالطاعة ومتام اال�ست�سالم له‪.‬‬
‫‪ 2‬حتقيق املتابعة للر�سول ‪.‬‬
‫‪ 3‬حتقيق العدل والإن�صاف ومنع الظلم‪.‬‬
‫‪ 4‬حتقيق الأمن وال�سالمة واملحافظة على املمتلكات‪.‬‬
‫‪ 5‬الوقاية من اجلرمية والغلو‪ ،‬حماية للمجتمع‪ ،‬و�صيانة الأنف�س والأعرا�ض‪.‬‬
‫‪ 6‬املنع من الرذيلة و�صيانة الأخالق‪.‬‬
‫‪� 7‬إ�صالح الفرد واملجتمع يف كافة �ش�ؤون احلياة‪.‬‬
‫‪ 8‬ب�سط الأرزاق يف الأر�ض‪.‬‬

‫ن�شاط‬

‫�أ�ضف �أثرين‪:‬‬
‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪188‬‬
‫معلومة إثرائية‬

‫هي�أت اململكة لطالب العلم ال�رشعي الدرا�سات املتخ�ص�صة يف اجلامعات واملعاهد ليتخرج منها من هو م�ؤهل للق�ضاء‬

‫ال�رشعي والف�صل بني النزاعات بالكتاب وال�سنة‪.‬‬

‫التقويم؟‬
‫والتحاكم �إلى �رشع الله مع اال�ستدالل ملا تذكر‪.‬‬ ‫�س‪ :1‬بني حكم طاعة الله ور�سوله‬
‫�س‪ :2‬كيف نعظم �أمر الله تعالى و�أمر ر�سوله ؟‬
‫�س‪ :٣‬بني �آثار العمل ب�رشع الله‪.‬‬

‫‪189‬‬
190
‫الوحدة‬
‫الخامسة‬

‫التحذير من‬
‫اال�ستهزاء بالدين‬

‫‪191‬‬
‫التحذير من االستهزاء بالدين‬

‫تعريفه‬

‫حكمه بالأدلة‬

‫�صوره‬

‫جزاء الم�ستهزئين‬

‫موقف الم�سلم من الم�ستهزئين‬

‫‪192‬‬
‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫�أخي الطالب‪...‬‬
‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع‪:‬‬
‫�أن حتذر من اال�ستهزاء بالدين و�أهله‪.‬‬
‫�أن متيز بني اال�ستهزاء بالدين واال�ستهزاء بامل�ؤمنني‪.‬‬
‫�أن تعطي �أمثلة من اال�ستهزاء بالدين و�أهله‪.‬‬
‫�أن تبني حكم اال�ستهزاء بالدين و�أهله‪.‬‬
‫�أن ت�رشح الآثار املرتتبة على اال�ستهزاء بالدين و�أهله‪.‬‬
‫�أن تتعرف على �أحكام عبارات تت�صل باال�ستهزاء بالدين و�أهله‪.‬‬
‫�أن تبني العالقة بني اال�ستهزاء بالدين و�أهله واخللل يف التوحيد‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الوحدة‬
‫‪٥‬‬
‫التحذير من اال�ستهزاء بالدين‬

‫متهيد‬

‫اال�ستهزاء وال�سخرية بالله ور�سوله ‪ ‬ودين الإ�سالم ُيخرج من الإ�سالم‪ ،‬فما اال�ستهزاء؟ وما �صوره؟ وما‬
‫�أثره على الإميان؟ وهل يجتمع الإميان بالله مع ال�سخرية به �سبحانه �أو بر�سوله ﷺ �أو بالدين؟ وما الآثار املرتتبة‬
‫على اال�ستهزاء؟‬

‫املراد باال�ستهزاء‬
‫املراد باال�ستهزاء‪ :‬ال�سخرية واال�ستخفاف بالله ‪� -‬سبحانه ‪� -‬أو بر�سوله ‪� ،‬أو بالدين و�شعائره‪.‬‬

‫حكم اال�ستهزاء بالله ور�سوله ودينه‬


‫اال�ستهزاء بالله عز وجل‪� ،‬أو بر�سوله ‪� ،‬أو بدين الإ�سالم خمرج عن الإ�سالم‪ ،‬ال ُيعذر فيه اجلاد وال املازح؛ لأنه‬
‫لو كان معظ ًما لله تعالى يف قلبه وجم ًال لر�سوله ‪ ‬وما جاء منهما ملا �سخر وا�ستهز�أ‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﭼ ( )‪.‬‬

‫( ) [التوبة‪.] - :‬‬

‫‪194‬‬
‫اال�ستهزاء بالدين من �صفات املنافقني‬
‫�أ من �صفات املنافقني‪ :‬اال�ستهزاء بامل�ؤمنني‪ :‬كما قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﭼ ( )‪.‬‬

‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ب من �صفات املنافقني‪ :‬اال�ستهزاء ب�شعائر الإ�سالم‪:‬‬


‫ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭼ ( )‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ن�شاط‬

‫«ال يعذر من �سخر بالدين ولو كان مازح ًا» ا�ستدل على ذلك ب�آية من الآيات ال�سابقة‪.‬‬
‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................‬‬

‫�أنواع اال�ستهزاء و�أمثلته‬


‫�أو ًال‪ :‬اال�ستهزاء بالله ‪� -‬سبحانه وتعالى‬
‫ومن �أمثلة اال�ستهزاء بالله ما يلي‪:‬‬
‫�إطالق بع�ض ال�سفهاء‪ ،‬عبارات �أو �صفات غري الئقة بالله عز وجل‪.‬‬

‫( ) [المائدة‪.] :‬‬ ‫( ) [البقرة‪.] - 3:‬‬

‫‪195‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬اال�ستهزاء بر�سول الله‬
‫ما يلي‪:‬‬ ‫من �أمثلة اال�ستهزاء بالنبي‬
‫يف غزوة تبوك قال رجل من املنافقني‪ :‬ما ر�أينا مثل قرائنا ه�ؤالء‪� ،‬أرغب بطون ًا‪ ،‬وال �أكذب �أل�سن ًا‪،‬‬
‫القراء ـ فقال له عوف بن مالك ‪ :‬كذبت‪ ،‬ولكنك‬ ‫وال �أجنب عند اللقاء ـ يعني ر�سول الله ‪ ‬و�أ�صحابه ّ‬
‫منافق‪ ،‬لأخربن ر�سول الله ‪ ،‬فذهب عوف �إلى ر�سول الله ‪ ‬ليخربه فوجد القر�آن قد �سبقه‪ ،‬فجاء ذلك‬
‫الرجل �إلى ر�سول الله ‪ ‬وقد ارحتل وركب ناقته‪ ،‬فقال‪ :‬يا ر�سول الله �إمنا كنا نخو�ض ونتحدث حديث‬
‫الركب‪ ،‬نقطع به عنا الطريق‪ ،‬قال ابن عمر‪ :‬ك�أين �أنظر �إليه متعلق ًا بن�سـعة ناقة ر�ســول الله ‪ ،‬و�إن احلجارة‬
‫نكب رجليه ‪ -‬وهو يقول‪� :‬إمنا كنا نخو�ض ونلعب ‪ -‬فيقول له ر�سول الله ‪ :‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ‬ ‫َت ُ‬
‫( )‪.‬‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ ( ) ‪ .‬ما يتلفت �إليه وما يزيده عليه‬

‫ما حدث ‪� -‬أي�ض ًا ‪ -‬يف الطريق �إلى تبوك حيث �ضلت ناقة الر�سول ‪ ‬فقال زيد بن ال ُّل�صيت ‪ -‬وكان‬
‫منافق ًا ‪� :-‬ألي�س يزعم �أنه نبي‪ ،‬ويخربكم عن خرب ال�سماء وهو ال يدري �أين ناقته؟ فقال ر�سول الله ‪:‬‬
‫�إن رج ًال يقول وذكر مقالته‪ ،‬و�إين والله ال �أعلم �إال ماعلمني الله‪ ،‬وقد دلني الله عليها‪ ،‬هي يف‬
‫الوادي يف �شِ ْعب كذا وكذا‪ ،‬وقد حب�ستها �شجرة بزمامها فانطلقوا حتى ت�أتوين بها فذهبوا ف�أتوه بها (‪.)3‬‬

‫ما يفعله بع�ض ال�سفهاء من �إظهار النبي ﷺ بر�سومات �ساخرة و�أفالم م�سيئة‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬اال�ستهزاء ب�شعائر الدين‬

‫ومن �أمثلة اال�ستهزاء ب�شعائر الدين‬


‫اال�ستهزاء بال�صالة‪ :‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭼ( )‪.‬‬

‫( ) [التوبة‪.] - :‬‬
‫‪.‬‬ ‫و�أ�سباب النزول للواحدي �ص‬ ‫( ) تف�سري الطربي ‪ ، 3/‬تف�سري ابن كثري ‪/‬‬
‫وزاد املعاد ‪ 33/3‬قال حمققه‪ :‬ورجال �سنده ثقات‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ال�سرية البن ه�شام ‪/‬‬
‫( ) [المائدة‪.] :‬‬

‫‪196‬‬
‫اال�ستهزاء بتحكيم ال�رشيعة الإ�سالمية وو�صمها بالرجعية‪ ،‬و�أن فيها وح�شي ًة وانتهاك ًا حلقوق الإن�سان‪.‬‬
‫ال�سخرية ببع�ض �أوامر الدين‪ ،‬كحجاب املر�أة امل�سلمة‪ ،‬و�إعفاء اللحية‪ ،‬وترك الإ�سبال‪ ،‬وغري ذلك مما �أمر به الله‬
‫�أو ر�سوله ‪� ‬أمر وجوب �أو ا�ستحباب‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬اال�ستهزاء بامل�ؤمنني لأجل �إميانهم ودينهم‬


‫ومن �أمثلة اال�ستهزاء بامل�ؤمنني ما يلي‪:‬‬
‫اال�ستهزاء ب�أ�صحاب النبي ‪� ،‬أو زوجاته الطاهرات املطهرات‪.‬‬
‫ال�سخرية ب�أحد من امل�سلمني‪ ،‬ال يجوز اال�ستهزاء بامل�سلمني ال يف دينهم وال �صفاتهم ال�شخ�صية‪ ،‬ويحرم‬
‫اال�ستهزاء �أو ال�سخرية منهم لأجل �شيء‪ ،‬و�أما من �سخر من دينهم ف�إنه يكون �أعظم �إثما‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ‬

‫ﰐ ﰑ ﭼ (‪.)١‬‬

‫من �صور اال�ستهزاء‬

‫اال�ستهزاء بامل�ؤمنني‬ ‫اال�ستهزاء ب�شعائر‬ ‫اال�ستهزاء‬ ‫اال�ستهزاء‬


‫لأجل �إميانهم‬ ‫الدين‬ ‫بالر�سول ‪‬‬ ‫بالله‬

‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬

‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫مثل‪:‬‬

‫( ) [الحجرات‪.] :‬‬

‫‪197‬‬
‫عقوبة امل�ستهزئني‬
‫من وقع يف اال�ستهزاء بالله �أو بر�سوله حممد ‪� ‬أو ب�شعرية من �شعائر الدين ف�إنه خرج من الإ�سالم �سواء �أكان جاداً �أم‬
‫مازح ًا‪،‬وعلى هذا ترتتب عليه �أحكام اخلروج من الإ�سالم يف الدنيا‪ ،‬وتوعده الله بالعذاب يف الآخرة‪ ،‬فلويل الأمر‬
‫ا�ستتابته ومعاقبته �إن �أ�رص على حاله‪.‬‬
‫و�سنة الله يف امل�ستهزئني تعجيل العقوبة لهم يف الدنيا كما ح�صل لأعداء الر�سل ‪ ‬ملا كذبوا وا�ستهز�ؤوا بالر�سل‬
‫�أ�صابهم العذاب يف الدنيا قبل الآخرة‪ ،‬قال تعالى‪:‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ( )‪ .‬وقال تعالى‪:‬ﭽ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞﭼ( )‪.‬‬
‫و�أعداء ر�سول الله ‪ ‬ا�ستهز�ؤوا به و�سخروا منه وكذبوه و�آذوه ف�أ�صابتهم العقوبة يف الدنيا مع ما ينتظرهم يف الآخرة‬
‫من العذاب املهني‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ (‪.)3‬‬

‫موقف امل�سلم من امل�ستهزئني‬


‫�أهم ما يجب على امل�سلم جتاه من ي�ستهزئ بالدين ما يلي‪:‬‬
‫�إنكار هذا الأمر بقلبه‪ ،‬وكراهيته‪ ،‬والنفور منه‪ ،‬والبعد عن روايته ونقله؛ ف�إن هذا يجرئ النفو�س ال�ضعيفة على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫عدم مواالة الهازلني ال�ساخرين امل�ستهزئني؛ والرباءة مما فعلوه‪.‬‬
‫الإعرا�ض عن امل�ستهزئني وعدم جمال�ستهم ما مل يتوبوا‪.‬‬
‫منا�صحة من وقع منه ذلك وبيان خطر ما وقع فيه‪.‬‬
‫االبتعاد عن كل ما يعر�ض �صور اال�ستهزاء من م�سموع �أو مقروء �أو مرئي كبع�ض الروايات والأفالم وامل�سل�سالت‪.‬‬

‫(‪[ )3‬الكوثر‪.]3:‬‬ ‫( ) [الرعد‪.]3 :‬‬ ‫( ) [الأنعام‪.] :‬‬

‫‪198‬‬
‫‪2‬‬ ‫ن�شاط‬

‫هذه جمموعة من الآيات تدل على املوقف الذي يجب �أن يتخذه امل�ؤمن من امل�ستهزئني‪ ،‬ت�أمل فيها‪ ،‬ثم‬
‫بني املوقف الذي تدل عليه‪ ،‬ووجه الداللة‪:‬‬

‫وجه الداللة‬ ‫املوقف الذي تدل عليه‬ ‫الآية‬ ‫م‬

‫ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬
‫ﯳﯴ ﯵﯶﯷﯸﯹ‬
‫‪ 1‬ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ﰃﰄﰅﰆﰇ‬
‫ﭼ( )‪.‬‬
‫ﰈ‬
‫ﭽﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬
‫ﰆﰇﰈﰉﰊﰋ ﰌ‬
‫‪ 2‬ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ‬
‫ﰖﭼ ( )‪.‬‬
‫ﭽﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ‬
‫‪3‬‬
‫ﰅﰆ ﰇﰈﰉﰊ‬
‫ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﭼ(‪.)3‬‬

‫(‪[ )3‬الأنعام‪.] :‬‬ ‫( ) [المائدة‪.] :‬‬ ‫]‪.‬‬ ‫( ) [الن�ساء‪:‬‬

‫‪199‬‬
‫قراءات إثرائية‬

‫قال جل وعال‪:‬ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ( )‪� .‬أي‪� :‬إن مبغ�ضك وكارهك هو املنقطع‪ ،‬و املراد به هاهنا‬
‫يكون له حظ من‬ ‫االنقطاع من كل خري‪ ،‬ولهذا ذكر بع�ض العلماء �أن الإن�سان بح�سب كراهيته ملا جاء به النبي‬
‫هذا االنقطاع‪ُ ،‬فم ْ�س َتق ِّل وم�ستكرث‪.‬‬
‫و�سبب نزول الآية �أن بع�ض امل�رشكني كانوا ي�سمون النبي ‪ ‬الأبرت؛ لأنه مل يولد له ولد ذ ََكر‪ ،‬و�أنه عليه ال�صالة‬
‫وال�سالم �سينقطع ذكره‪ ،‬فرد الله ‪-‬جل وعال‪ -‬عليهم بهذه الآية �إال �أنها َت ُع ّم من جاء بعدهم‪ ،‬ومن كان مماث ًال‬
‫حلالهم‪.‬‬
‫وقد عوقب امل�ستهزئون بر�سل الله ‪ ‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ( ) وقال تعالى‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧﭼ(‪.)3‬‬

‫(‪[ )3‬الحجر‪.]٩٥:‬‬ ‫( ) [الأنعام‪.] :‬‬ ‫( ) [الكوثر‪.]3:‬‬

‫‪200‬‬
‫التقويم؟‬
‫�س‪ :1‬ما حكم اال�ستهزاء بالدين؟ مع اال�ستدالل ملا تذكر‪.‬‬
‫�س‪ :2‬مثل لال�ستهزاء مبا ي�أتي‪:‬‬
‫ •باخلالق جل وعال‪.‬‬
‫ •بالر�سول ‪.‬‬
‫ •ب�شعائر الدين‪.‬‬
‫خروجا عن الإ�سالم ومتى يكون مع�صية؟‬
‫ً‬ ‫�س‪ :3‬متى يكون اال�ستهزاء بامل�ؤمنني‬
‫�س‪ :4‬ما الآثار ال�سيئة املرتتبة على اال�ستهزاء بالدين و�أهله‪.‬‬
‫�س‪ :5‬بني العالقة بني اال�ستهزاء بالدين و�أهله واخللل يف التوحيد‪.‬‬
‫�س‪ :6‬خل�ص موقف امل�سلم من امل�ستهزئني‪.‬‬

‫‪201‬‬
202
‫راب ًعا‪ :‬الفقــه‬
‫الوحدة‬
‫األولى‬

‫ال�صيد والتعامل‬
‫مع احليوانات‬

‫‪204‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫تعريف ال�صيد‪.‬‬
‫حكم ال�صيد واحلكمة من �إباحته‪.‬‬ ‫عناصر الوحدة‬
‫�رشوط �إباحة ال�صيد‪.‬‬
‫ال�صيد بالآالت احلديثة‪.‬‬
‫مايجوز قتله من احليوانات وما ال يجوز‪.‬‬
‫‪ 6‬ما يجوز اقتنا�ؤه من احليوانات وما ال يجوز‪.‬‬
‫�إيذاء احليوان و�صوره‪.‬‬

‫حكم ال�صيد واحلكمة من �إباحته‪.‬‬ ‫أريد أن أتعلم‬


‫�رشوط حل ال�صيد‪.‬‬
‫حكم ال�صيد بالآالت احلديثة‪.‬‬
‫ما يجوز قتله من احليوانات وما ال يجوز‪.‬‬
‫ما يجوز �إقتنا�ؤه من احليوانات وما ال يجوز‪.‬‬
‫‪� 6‬صور �إيذاء احليوان‪.‬‬

‫( ) [المائدة‪.] :‬‬

‫‪205‬‬
‫خرج الرباء و�صديقه �أحمد يف رحلة لل�صيد‪ ،‬فكان �أحمد يرمي ال�صيد‪ ،‬وال ُي�س ِّمي الله عز وجل‪ ،‬فقال له‬
‫�سم على ال�صيد؟ فقال �أحمد‪ :‬الذي �أعرفه �أن الت�سمية واجبة عند الذبح‪� ،‬أما ال�صيد فال جتب فيه‬ ‫الرباء‪َ ِ :‬‬
‫ل ال ُت ِ‬
‫الت�سمية‪ ،‬قال الرباء‪ :‬بل الت�سمية واجبة عند رمي ال�صيد كما هي واجبة عند الذبح‪.‬‬
‫يجب عليك يا �أخي قبل �أن متار�س ال�صيد �أن تتعلم �أهم �أحكامه ال�رشعية حتى ال تقع يف املنهي عنه و�أنت ال‬
‫تعلم‪.‬‬

‫تــعـــريــــف ال�صــيــــد‬
‫بجرحه يف �أي مو�ضع من بدنه ( ‪.‬‬
‫قتل احليوان احلالل غري املقدور على ذبحه؛ َ‬

‫ِّ عن تعريف ال�صيد ب�ألفاظ �أخرى ت�ؤدي املفهوم نف�سه‪.‬‬ ‫ّ‬


‫فـكر‬

‫‪206‬‬
‫ويحرم ال�صيد يف عدة �أحوال هي‪:‬‬

‫�أمثلة‬ ‫احلالة‬ ‫م‬


‫�صيد حمام احلرم‬
‫يف منطقة حرم مكة املكرمة واملدينة النبوية‪.‬‬
‫‪..................................‬‬

‫‪.................................‬‬ ‫�إذا كان ال�شخ�ص حمرم ًا بحج �أو عمرة و�إن مل يكن يف‬
‫‪................................‬‬ ‫احلرم‪ ،‬وهذا خا�ص ب�صيد الرب‪� ،‬أما �صيد البحر فجائز‬
‫‪..................................‬‬ ‫للمحرم‪.‬‬
‫�صيد احلمام اململوك يف املدن‪ ،‬و�صيد‬
‫املحميات لأنها مملوكة للدولة‬ ‫�إذا كان احليوان مملوك ًا لآخرين‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.................................‬‬

‫‪..................................‬‬ ‫�إذا كان يرتتب على ال�صيد �رضر �أو مف�سدة‪.‬‬

‫‪..................................‬‬ ‫�إذا كان احليوان مقدوراً على تذكيته‪.‬‬

‫الحكمة من �إباحة ال�صيد‬

‫ب�إ�رشاف معلمك‪ ،‬وبالتعاون مع جمموعتك‪:‬ا�ستنتج بع�ض احلكم ال�رشعية من �إباحة ال�صيد‪.‬‬


‫‪...................................................................................... -1‬‬

‫‪.......................................................................................-2‬‬

‫‪.......................................................................................-3‬‬

‫‪207‬‬
‫�شـــروط �إباحة ال�صـــيد‬
‫ي�شرتط لإباحة ال�صيد �رشوط تتعلق بال�صائد‪ ،‬و�رشوط تتعلق مبا ُي�صاد به (�آلة ال�صيد ) وتف�صيلها على النحو التايل‪:‬‬

‫�أو ًال‪� :‬رشوط ال�صائد‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫الت�سمية عند رمي‬ ‫تعيني ال�صيد عند اال�صطياد‪� ،‬سواء‬ ‫الرمي و�إر�سالِ اجل��ارح على‬
‫ِ‬ ‫ق�صد‬
‫ُ‬ ‫�أن يــكون ال�صائد‬
‫ال�صيد �أو �إط�لاق‬ ‫�أكان واحد ًا �أم جمموعة‪ ،‬فلو �أطلق‬ ‫ال�صيد‪.‬‬ ‫ممي ًزا عاق ًال م�سلم ًا �أو‬
‫اجلارح‪.‬‬ ‫ر�صا�صة يف الهواء ق�صدً ا من غري‬ ‫فلو كان ي�صلح بندقيته فانطلقت‬ ‫كتابي ًا‪.‬‬
‫طائرا‪� ،‬أو �أطلق‬
‫تعيني �صيد ف�أ�صابت ً‬ ‫ر�صا�صة من غري ق�صد ف�أ�صابت طري ًا‬
‫كلبه �أو �صقره لي�صيد �أي �شيء؛ مل‬ ‫مل يحل‪� ،‬أو ا�سرت�سل اجلارح بنف�سه‬
‫يحل احليوان بذلك‪.‬‬ ‫ف�صاد حيوان ًا مل يحل‪.‬‬

‫تمرين‬
‫م ِّيز فيما يلي َم ْن يحل �صيده‪ ،‬ومن ال يحل‪ ،‬مع بيان ال�سبب‪:‬‬
‫ال�سبب‬ ‫حكم �صيده‬ ‫احلالة‬
‫رجل وثني �صاد غز ً‬
‫اال‪.‬‬
‫م�سلم ترك الت�سمية عمداً عند ال�صيد‪.‬‬
‫�صبي غري مميز �صاد ع�صفوراً‪.‬‬
‫أرنبا‬
‫م�سلم انطلق �صقره دون علمه ف�صاد � ً‬
‫امر�أة م�سلمة عاقلة �صادت �أرنب ًا بري ًا‪.‬‬
‫رجل حمرم بعمرة �صاد �ضب ًا قبل �أن يدخل حدود احلرم‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫ثاني ًا‪� :‬رشوط ما ي�صاد به‪:‬‬

‫النوع الثاين‪ :‬الآلة املحددة‪.‬‬ ‫النوع الأول‪ :‬احليوان اجلارح‪.‬‬

‫�أن جترح البدن و ُت ْنهر الدم‪� ،‬أما‬ ‫‪� .‬أن يكون مع َلّم ًا‪.‬‬
‫‪� .‬أن يجرح ال�صيد‪.‬‬
‫لو قتل بثقله كاحلجارة والع�صا‬ ‫‪� .‬أن ال ي�شاركه جارح �آخر‬
‫فال يحل‪.‬‬ ‫ال يحل �صيده‪.‬‬

‫و�إليك بيان �رشوط هذين النوعني‪:‬‬


‫�أ ـ �رشوط احليوان اجلارح‪:‬‬

‫بيانه‬ ‫ال�رشط‬ ‫م‬


‫(‬
‫لقوله تعالى‪﴿:‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ﴾‬
‫واملعترب يف تعليم احليوان اجلارح ما يلي‪:‬‬
‫�أن يكون مع َلّم ًا‬
‫ب‪� -‬أن ينزجر �إذا ُزجر‪.‬‬ ‫�أ‪� -‬أن ي�سرت�سل �إذا �أُر�سل‪.‬‬
‫جـ‪� -‬أال ي�أكل من ال�صيد؛ �إال ال�صقر فال يعترب فيه �أن ال ي�أكل من ال�صيد‪.‬‬
‫�أن يجرح‬
‫لأنه �إذا قتله ب�رضبه �أو بخنقه �أو ب ُثقله دون َجرحه كان يف حكم امليتة املحرمة‪.‬‬
‫ال�صيد‬
‫�أن ال ي�شاركه‬
‫كلبا �آخر ال �أدري �أيهما �أخذه‪.‬‬
‫ً‬ ‫معه‬ ‫أجد‬ ‫�‬‫و‬ ‫كلبي‬ ‫أر�سل‬ ‫�‬ ‫إين‬ ‫�‬ ‫قال‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫حامت‬ ‫بن‬ ‫عدي‬ ‫حلديث‬
‫‪ 3‬ج��ارح �آخ��ر ال‬
‫(‬
‫يت على كلبك‪ ،‬ومل ُت َ�س ِّم على غريه »‪.‬‬ ‫يحل �صيده فقال له النبي ﷺ‪ « :‬ال َت أْ� ُك ْل‪ ،‬ف�إمنا �س َّم َ‬

‫(‪[ )1‬املائدة‪.] :‬‬


‫(‪)٢‬رواه البخاري يف كتاب الذبائح وال�صيد‪ ،‬باب �إذا وجد مع ال�صيد كلبا �آخر ‪،)5486( 0/6‬وم�سلم يف كتاب ال�صيد والذبائح‪ ،‬باب ال�صيد بالكالب املعلمة‬
‫‪.)19 9(15 9/‬‬

‫‪209‬‬
‫ب ـ �رشوط الآلة املحددة‪:‬‬

‫دليله‬ ‫بيانه‬ ‫ال�رشط‬

‫حديث رافع بن خديج ‪� ‬أن النبي ﷺ قال‪« :‬ما‬ ‫�أن جت���رح ال��ب��دن‬
‫والر�صا�ص‪.‬‬ ‫ال�سهام‬ ‫مثل‪:‬‬
‫( )‬
‫�أنهر الدم وذكر ا�سم الله عليه فكل »‪.‬‬ ‫و ُت ْنهر الدم‪.‬‬

‫�أن جت���رح ال��ب��دن كما �إذا قتل ال�صيد بر�أ�س حديث عدي بن حامت ‪� ‬أن النبيﷺ قال‪ْ :‬‬
‫«كل‬
‫( )‬
‫بحدها ال بثقلها‪ .‬ال�سهم املحدد ‪،‬ال ب َعر�ضه‪ .‬ما َخ َزقَ ‪ ،‬وما �أ�صاب بعر�ضه فال ت�أكل »‪.‬‬
‫ّ‬

‫تمرين‬
‫بني حكم �أكل ال�صيد يف احلاالت الآتية مع بيان ال�سبب‪:‬‬
‫ال�سبب‬ ‫احلكم‬ ‫احلالة‬
‫م�سلم �صاد �أرنب ًا بكلبه الذي مل يع َلّم‪.‬‬
‫اال بكلبه املعلم‪ ،‬ولكن‬ ‫م�سلم �صاد غ��ز ً‬
‫الكلب �أكل من ال�صيد‪.‬‬
‫اال بكلبه الذي مل يعلم؛‬ ‫م�سلم �صاد غز ً‬
‫حيا حياة م�ستقرة وذكاه‬ ‫لكنه �أدرك��ه ً‬
‫الذكاة ال�رشعية‪.‬‬
‫م�سلم �صاد ُح َب َارى ب�صقره املعلم‪ ،‬ولكن‬
‫ال�صقر �أكل من ا ُحل َب َارى‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪،)5498‬وم�سلم برقم (‪ ،)1968‬ومعنى �أنهر الدم‪َ � :‬أ�سا َله‪.‬‬
‫( ) رواه البخاري برقم (‪،)5477‬وم�سلم برقم (‪ ،)19 9‬واملعرا�ض‪ :‬خ�شبة حمددة الأطراف‪ ،‬واخلزْ ق‪ :‬الطعن والنفوذ يف البدن‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ال�صيد بالآالت الحديثة‬
‫ال�صيد بالبنادق املتنوعة جائز؛ لأن الر�صا�ص الذي ي�ستعمل فيها تتوفر فيه �رشوط �آلة ال�صيد املذكورة �سابق ًا‪،‬‬
‫فهو‪ :‬يخرق اجل�سم وينفذ فيه �أو يجرحه فيخرج الدم‪ ،‬والأدلة على جوازه هي الأدلة ال�سابقة يف �رشوط �آلة‬
‫ال�صيد‪.‬‬

‫من �أحكام ال�صــيد‬


‫‪ -1‬من �صاد حيوان ًا برميه �أو ب�أحد اجلوارح‪ ،‬ثم �أدركه وفيه حياة م�ستقرة‪ ،‬وجب عليه تذكيته الذكاة ال�رشعية‪.‬‬
‫‪ -2‬ال ي�صح ال�صيد باحلجر �أو الع�صا؛ �سواء �أطلقت باليد مبا�رشة‪� ،‬أو عن طريق �آلة من الآالت‪ ،‬ولكن من‬
‫ذكاه الذكاة ال�رشعية‪ ،‬وحل �أكله بذلك‪.‬‬ ‫رمى �صيد ًا بحجر �أو ع�صا‪ ،‬ثم �أدركه وفيه حياة م�ستقرة( ‪ّ ،‬‬
‫‪ -3‬يجوز و�ضع ال�شباك �أو الفِخاخ( للإم�ساك بال�صيد‪ ،‬ولكن ال يحل �أكله لو مات يف هذه الفخاخ؛ �إال �أن‬
‫يدرك وفيه حياة م�ستقرة‪ ،‬ويذكى الذكاة ال�رشعية‪.‬‬
‫‪ -4‬يحرم قتل ال�صيد بالأظفار؛ �أو باليد مبا�رشة؛ كما قد يفعله بع�ض النا�س بالطيور ال�صغرية‪.‬‬

‫تمرين‬
‫ • م ِّيز ما يحل �صيده‪ ،‬وما جتب تذكيته مما يلي؛ مع بيان ال�سبب‪:‬‬

‫ال�سبب‬ ‫احلكم‬ ‫احلالة‬

‫غزال داخل َقفَ�ص‪.‬‬

‫�أرنب ِّبري‪.‬‬

‫احلمام املوجود يف البيوت‪.‬‬

‫(‪ )1‬احلياة امل�ستقرة‪ :‬هي مت ُّكن الروح من البدن‪ ،‬و�أما احلياة غري امل�ستقرة فهي عندما تكون الروح على و�شك مفارقة البدن‪ ،‬كحياة املذبوح بعد ذبحه‪ ،‬وقبل خروج روحه‪.‬‬
‫( ) ال ِفخاخ جمع فخ‪ ،‬وهو امل�صيدة التي ي�صاد بها (ل�سان العرب ‪.)41/‬‬

‫‪211‬‬
‫التعامل مع احليوان‬
‫ما يجوز قتله من الحيوان وما اليجوز قتله‬

‫�أوال‪ :‬ما يجوز قتله من احليوان‪:‬‬


‫�أمثلته‬ ‫و�صف احليوان الذي يجوز قتله‬
‫‪.................‬‬‫‪-‬‬ ‫‪ -‬الوزغ‪.‬‬
‫كل حيوان م�ؤذ من احل�رشات وغريها‪.‬‬
‫‪................. -‬‬ ‫‪.............. -3‬‬

‫‪.................‬‬‫‪-‬‬ ‫‪ -‬الذئب‪.‬‬
‫كل حيوان يخاف �رضره‪.‬‬
‫‪................. -‬‬ ‫‪.............. -3‬‬

‫‪.................‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬اجلمل �إذا هاج و�آذى‪.‬‬


‫كل حيوان هائج ال ميكن دفعه �إال بالقتل‬ ‫‪3‬‬
‫‪................. -‬‬ ‫‪.............. -3‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما يحرم قتله من احليوان‪:‬‬


‫‪ -‬احليوانات التي ُيباح �أكلها �إذا قُتلت لغري ق�صد الأكل‪ ،‬كقتل الع�صافري للهو واللعب‪.‬‬
‫ • �أمثلة �أخرى‪. ................................................................... :‬‬
‫‪ -‬احليوانات التي ال �أذى فيها وال �رضر منها؛ كالقطط ونحوها‪.‬‬
‫ • �أمثلة �أخرى‪. ................................................................... :‬‬
‫‪ -3‬احليوانات التي نهى ال�رشع عن قتلها‪ ،‬كالنمل والهدهد‪.‬‬
‫ • �أمثلة �أخرى‪. ................................................................... :‬‬

‫‪212‬‬
‫ما يجوز اقتنا�ؤه من الحيوان‬
‫الحيوان وما ال يجوز اقتنا�ؤه‪:‬‬

‫�أوال‪ :‬ما يجوز اقتنا�ؤه من احليوان‪:‬‬


‫يجوز اقتناء احليوانات الأليفة مثل‪:‬‬
‫‪.....................................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.....................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.....................................‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ثانيا‪:‬ما ال يجوز اقتنا�ؤه من احليوان‪:‬‬


‫‪ -1‬اخلنازير‪.‬‬
‫‪-2‬الكالب؛ �إال ما كان لل�صيد �أو حرا�سة املا�شية �أو امل��زارع ونحوها؛ حلديث �أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪:‬قال‬
‫اط»‪.‬‬ ‫َ�ص م ِْن �أَ ْج�� ِر ِه ُك َّل َي ْو ٍم ق َ‬
‫ِ�ير ٌ‬ ‫ر�سول الله ‪َ «:‬م ِن ا َّتخَ َذ َكلْ ًبا �إال َكلْ َب َما�شِ َيةٍ �أو َ�ص ْيدٍ �أو َز ْر ٍع؛ ا ْن َتق َ‬
‫(‬

‫�إيـــذاء الحــيـــوان‪:‬‬
‫يحرم �إيذاء احليوانات‪ ،‬وي�ستحب الرفق بها ورحمتها‪ ،‬ويجب على من كان حتت يده بهائم حمبو�سة عنده �أن‬
‫يطعمها وي�سقيها وال يدعها حتى تهلك‪ ،‬و�إال لزمه بيعها �أو �إعطا�ؤها ملن يقوم بالواجب ُتاهها‪.‬‬

‫�صور �إيذاء الحيوان‪:‬‬


‫لإيذاء احليوانات �صور متعددة منها‪:‬‬
‫‪� -1‬رضبها �أو حتميلها ما ال تطيق‪.‬‬
‫‪ -2‬حب�سها يف �أحوا�ش �أو يف ا�سرتاحات �أو يف البيوت وال�سفر عنها دون توفري طعامها و�رشابها‪.‬‬
‫‪. ...................................................................................... -3‬‬
‫‪. ...................................................................................... -4‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪ ،)٣٣٢٤‬وم�سلم برقم (‪ ،)1575‬وهذا لفظه‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫التقويم؟‬
‫�ضع عالمة ( ‪� ) P‬أمام العبارة ال�صحيحة‪ ،‬وعالمة (‪� )O‬أمام العبارة غير ال�صحيحة‪ ،‬مع ت�صحيحها‪،‬‬ ‫س‪1‬‬

‫فيما ي�أتي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫�أ‪ .‬يحرم على املحرم �صيد ال�سمك‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ب‪ .‬يحرم ا�صطياد الطيور اململوكة للآخرين‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ج‪.‬يجوز الأكل مما �صاده ال�صقر و�إن �أكل منه‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫د‪� .‬إذا �أر�سل ال�صائد كلبه دون تعيني لل�صيد حل �أكل �صيده‪.‬‬

‫املأ الفراغ بما ينا�سبه‪:‬‬ ‫س‪2‬‬

‫‪........................................‬‬ ‫�أ ‪� -‬صيد ال�صبي ال يحل لفقده �رشط‬


‫ب ‪� -‬إذا �أدرك ال�صيد حي ًا فذكاه ف�إنه ال اعتبار ‪.............................‬‬

‫ج ‪� -‬إذا خنق اجلارح ال�صيد فـ ‪� .................‬صيده؛ لأنه ‪...............‬‬

‫د ‪ -‬يجوز ال�صيد بالبنادق لأنها ‪ ............................‬ج�سم ال�صيد‪.‬‬

‫بين حكم ال�صيد بالآالت التالية مع التعليل‪:‬‬ ‫س‪3‬‬

‫احلجارة ‪ -‬ال�سوط ‪ -‬الع�صا ‪ -‬الرمح‪.‬‬

‫علل ما يلي‪:‬‬ ‫س‪4‬‬

‫�أ‪ .‬حترمي �أكل ما قتلته �آلة ال�صيد بثقلها‪.‬‬


‫ب‪ .‬وجوب تذكية احليوان امل�صيد �إذا �أدركه وفيه حياة م�ستقرة‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫‪215‬‬
‫الوحدة الأولى‪ :‬ال�صيد والتعامل مع الحيوانات‬

‫ال�صيد هو‪ :‬قتل الحيوان غير المقدور على ذبحه بجرحه في �أي مو�ضع من بدنه‪.‬‬

‫التعامل مع الحيوانات‬ ‫ال�صيــــد‬

‫ال�صيد ج��ائ��ز ف��ي الأ���ص��ل‪،‬‬


‫ما يجوز اقتنا�ؤه‬ ‫ما يحرم قتله‬ ‫ما يجوز قتله‬ ‫�شروط �إباحة ال�صيد‬
‫ويحرم في �أحوال هي‪:‬‬
‫‪ -‬الحيوانات الم�أكولة‬ ‫‪ -‬كل حيوان م�ؤذ من‬ ‫‪ -‬في حرم مكة والمدينة‪.‬‬
‫لغير ق�صد �أكلها‪.‬‬ ‫الح�شرات وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -‬حال الإحرام بحج �أو‬
‫الحيوانات الأليفة‬ ‫‪ -‬الحيوانات التي ال‬ ‫‪ -‬كل حيوان يخاف‬ ‫�أو ُال‪ :‬ال�صائد‬
‫عمرة‪.‬‬
‫�أذى فيها وال �ضرر منها‪.‬‬ ‫�ضرره‪.‬‬ ‫‪� -3‬إذا كان الحيوان مملوك ًا‬
‫‪� -‬أن يكون ال�صائد‬
‫‪ -3‬الحيوانات التي نهينا‬ ‫‪ -3‬كل حيوان هائج ال‬ ‫م�سلما �أو‬ ‫لآخرين‪.‬‬
‫ممي ًزا عاق ًال ً‬
‫عن قتلها‪.‬‬ ‫يمكن دفعه �إال بالقتل‪.‬‬ ‫كتابي ًا‪.‬‬ ‫‪� -‬إذا كان يترتب عليه �ضرر‬
‫ما يحرم اقتنا�ؤه‬
‫ثاني ًا‪ :‬ما ُي�صاد به‬ ‫الرمي‬ ‫‪ُ -‬‬
‫ق�صد ِ‬ ‫�أو مف�سدة‪.‬‬
‫و�إر�سالِ الجارح على‬
‫‪ -‬الخنزير‪.‬‬ ‫‪� -‬إذا كان الحيوان مقدوراً‬
‫ال�صيد‪.‬‬
‫‪-‬الكلب‪� ،‬إال ل�صيد �أو‬ ‫‪ -3‬تعييـــن ال�صيد‪.‬‬ ‫على تذكيته‪.‬‬
‫حرا�سة �أو َح ْر ٍث‪.‬‬ ‫‪-‬الت�سمية‪.‬‬
‫المحددة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫�شروط الحيوان الجارح‪� :‬شروط الآلة‬
‫�أن جترح البدن و ُت ْنهر الدم‪� ،‬أما‬ ‫‪� -‬أن يكون مع َل ًّما‪.‬‬
‫لو قتل بثقله كاحلجارة والع�صا‬ ‫‪� -‬أن يجرح ال�صيد‪.‬‬

‫فال يحل‪.‬‬ ‫‪� -3‬أن ال ي�شاركه جارح‬


‫�آخر ال يحل �صيده‪.‬‬
‫الوحدة‬
‫الثانية‬

‫اللبا�س والزينة‬
‫و�سنن الفطرة‬

‫‪216‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬

‫(‪)١‬‬

‫الأ�صل يف اللبا�س‪.‬‬
‫�أحكام عورة الرجل واملر�أة‪.‬‬ ‫عناصر الوحدة‬
‫الطهارة الواجبة‪ .‬وما يحرم على املحدث حدث ًا �أكرب‪.‬‬
‫خ�صال الفطرة‪.‬‬
‫ما ي�ستحب من اللبا�س والزينة‪.‬‬
‫‪ 6‬ما يحرم من اللبا�س والزينة‪.‬‬
‫م�سائل متنوعة يف اللبا�س والزينة‪.‬‬

‫الأ�صل يف اللبا�س والزينة‪.‬‬ ‫أريد أن أتعلم‬


‫�أحكام عورة الرجل واملر�أة‪.‬‬
‫�أحكام الغ�سل‪.‬‬
‫خ�صال الفطرة‪.‬‬
‫ما ي�ستحب وما يحرم من اللبا�س والزينة‪.‬‬

‫( ) [الأعراف‪.]3 :‬‬

‫‪217‬‬
‫�أراد �صالح �أن ي�شرتي ثوبا جديد ًا للعيد‪ ،‬ف�س�أل وال��ده‪ :‬هل يجوز يل �أن �ألب�س ما ُ‬
‫�شئت من الثياب؟‬
‫فقال والده‪ :‬الأ�صل يا ولدي �أن جميع الألب�سة التي ي�صنعها النا�س يجوز لنا لب�سها لأن الله يقول‪:‬‬

‫(‬
‫‪.‬‬

‫فقال �صالح‪ :‬وهل هناك �شيء من الألب�سة نهانا عنه الإ�سالم؟‬


‫فقال الوالد‪ :‬نعم يا �صالح فقد نهى الإ�سالم عن بع�ض الألب�سة‪ ،‬وقد ورد يف الكتاب وال�سنة �أدلة ذلك‪.‬‬
‫كما �أن الإ�سالم قد جعل للألب�سة �آداب ًا خا�صة بها‪ ،‬و�أحكام ًا ينبغي للم�سـلم مراعاتها والعناية بها‪.‬‬
‫فقال �صالح‪ :‬وهل ال بد لنا من الأخذ بهذه الآداب؟‬
‫ِّ عن �شخ�صية �صاحبه وعن مـدى التزامه بــدينه وقيمه‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫وحدها الذي يجب �ستره‪:‬‬
‫تعريف العورة‪َ ،‬‬

‫تعريف العورة‪ :‬هي ما يجب �سرته من ج�سم الرجل �أو املر�أة‪.‬‬


‫الرجل تختلف عن عورة املر�أة وبيان ذلك يف اجلدول الآتي‪:‬‬
‫وعورة َّ‬
‫عورة املر�أة‬
‫‪ .1‬عورة املر�أة �أمام ‪ .2‬ع��ورة امل��ر�أة �أم��ام‬ ‫الرجل‬ ‫عورة َّ‬
‫املحارم والن�ساء‬ ‫الرجال الأجانب‬
‫وعورتها بالن�سبة لهم‪:‬‬ ‫املر�أة كلها عورة‬
‫عورة الرجل من ال�رسة �إلى الركبة‪.‬‬
‫جميع ج�سمها ما عدا‬ ‫بالن�سبة للرجال‬
‫والدليل على ذلك حديث علي ‪� ‬أن الر�سول ﷺ ر�أى رج ًال‬
‫ما يظهر منها غالب ًا‬ ‫( ) الأجانب‪ ،‬وقال‬
‫كا�شف ًا عن فخذه فقال له‪« :‬غَ ِّط فَخِ َذ َك ف�إنها من العورة»‪.‬‬
‫بع�ض العلماء‪ :‬املر�أة كالوجه‪ ،‬والر�أ�س‪،‬‬
‫فال تدخل ال�رسة �أو الركبة يف العورة بل العورة ما بينهما‪ ،‬وال‬
‫كلها عورة ما عدا والرقبة‪ ،‬والكفني‪،‬‬
‫يعني ذلك �أن يت�ساهل امل�سلم يف ك�شف بدنه �أمام النا�س بغري‬
‫والقدمني‪.‬‬ ‫وجهها وكفيها‪.‬‬
‫حاجة‪.‬‬

‫تمرين‬
‫خل�ص �أحكام عورة املر�أة يف املخطط التايل‪:‬‬
‫عــورة املــر�أة‬
‫عند حمارمها‬ ‫عند الرجال الأجانب‬

‫‪......................‬‬ ‫‪......................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪......................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬

‫(‪ )1‬الرتمذي برقم‪ ، 798 :‬وقال‪ :‬حديث ح�سن‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫حكم ك�شف العورة‬

‫يجب على امل�سلم �أن يحفظ عورته من نظر الآخرين �إليها ويحرم عليه ك�شفها‪ ،‬والدليل على ذلك‪:‬‬
‫(‬
‫ِ���ن زوج��ت��ك»‪.‬‬ ‫��د َة القُ�شريي ‪ ‬ق���ال‪ :‬ق��ال ‪« :‬اح��ف��ظ ع��ورت��ك �إال م ْ‬ ‫ح��دي��ث م��ع��اوي�� َة ِ‬
‫ب��ن َح ْ��ي َ‬
‫ُ‬
‫الرجل �إلى عورة الرجل‪ ،‬وال املر�أ ُة �إلى‬ ‫وحديث �أبي �سعيد اخلدري ‪� ‬أن ر�سول الله ‪ ‬قال‪« :‬ال ينظر‬
‫(‬
‫عورة املر�أة »‪.‬‬

‫تمرين‬

‫بني احلكم يف احلاالت الآتية‪:‬‬

‫احلكم‬ ‫احلالة‬

‫�إظهار الرجل ركبته �أمام رجل �آخر‪.‬‬

‫�إظهار املر�أة وجهها �أمام �أخيها من الر�ضاع‪.‬‬

‫�إظهار املر�أة �شعرها �أمام والدها‪.‬‬

‫�إظهار الرجل فخذه �أمام رجل �آخر‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه �أبو داود برقم‪ ،٤٠١٧ :‬والرتمذي برقم‪ 794:‬وقال حديث ح�سن‪.‬‬
‫( ) رواه م�سلم برقم‪. 8 :‬‬

‫‪220‬‬
‫حجاب المر�أة الم�سلمة‬

‫�رشع الله احلجاب للمر�أة امل�سلمة حفظ ًا لها و�صيان ًة لعر�ضها‪ ،‬و�إبقاء حليائها‪ ،‬فهي بحجابها كالدرة امل�صونة‬
‫املحفوظة من كل ما يف�سدها‪.‬‬
‫والأدلة على وجوبه كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫( ‪.‬‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪:‬‬
‫ات الأُ َو َل‪ ،‬لـَ َّما أَ� ْنـــــ َز َل الله‪:‬‬ ‫ـــاء الْ ُـم َهاجِ َ‬
‫ـــــر ِ‬ ‫‪ -2‬وعن عائ�شة ‪َ ‬قا َل ْت‪َ :‬ي ْر َح ُ‬
‫ـــم الله ن َِ�س َ‬
‫اخ َت َم ْرنَ بِها( ‪.‬‬ ‫�شَ َّقق َْن ُم ُر َ‬
‫وط ُه َّن( َف ْ‬
‫ويجب على املر�أة �أن تراعي يف حجابها الآتي‪:‬‬
‫‪� .1‬أن يكون �ساتر ًا جلميع بدنها‪،‬وعند بع�ض العلماء ما عدا الوجه والكفني‪.‬‬
‫‪� .2‬أال يكون احلجاب زينة يف نف�سه فال يجوز لب�س العباءة امللونة ب�ألوان جذابة‪� ،‬أو ُلب�س العباءة ‪،...................‬‬
‫�أو ‪....................‬‬
‫‪�.3‬أن يكون احلجاب �صفيق ًا متين ًا‪ ،‬فال يجوز لب�س ‪.............‬‬
‫‪�.4‬أن يكون وا�سع ًا ف�ضفا�ض ًا فال يجوز لب�س ‪ ...........‬الذي يبني حجم �أع�ضاء اجل�سم‪.‬‬
‫‪�.5‬أال يكون م�شابه ًا للبا�س الرجال‪.‬‬
‫‪�.6‬أال تكون الثياب معطرة ‪.‬‬

‫�إعفاء اللحية وق�ص ال�شارب‬

‫وق�ص ال�شارب‪ ،‬فقد �أمر النبي ‪ ‬بذلك كما جاء يف حديث عــبد الله بن‬
‫من الزينة امل�رشوعة‪� :‬إعفاء اللحية ُّ‬
‫ال�شوارب »‪ (.‬والأمر يف هذا احلديث للوجوب‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ :‬قال ر�سول الله ‪ « :‬و ِّفروا اللحى‪ ،‬و�أَ ْحفوا‬ ‫عمر‬

‫(‪[ )١‬النور‪]3 :‬‬


‫(‪ )٢‬معنى مروطهن‪� :‬أي �أك�سيتهن‪ .‬ينظر النهاية البن الأثري ‪.٣١٩ /٤‬‬
‫(‪� )٣‬أخرجه البخاري برقم (‪.)4758‬‬
‫(‪� )٤‬أخرجه البخاري (‪ )٥٨٩٢‬وم�سلم برقم‪.)٢٥٩( :‬‬

‫‪221‬‬
‫الطهارة الواجبة‬
‫من الزينة املطلوبة �رشع ًا نظافة البدن‪ ،‬وقد �أوج��ب الإ�سالم الطهارة يف بع�ض الأح��وال‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫والطواف ( ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وم�س امل�صحف‬
‫لل�صالة ِّ‬
‫‪ .1‬الو�ضوء من احلدث الأ�صغر ِّ‬
‫لل�صالة ونحوها‪ ،‬و�إليك بيان بع�ض �أحكامه‪:‬‬
‫‪ .2‬ال ُغ�سل من احلدث الأكرب َّ‬

‫تعريف ال ُغ�سل‬

‫هو‪ :‬غَ �سل جميع البدن باملاء الطهور املباح‪.‬‬

‫موجبات ال ُغ�سل‬
‫يجب ال ُغ�سل �إذا ُوجِ د �أحد الأ�سباب الآتية‪:‬‬

‫الدافق‪.‬‬
‫املني َّ‬
‫‪ .1‬خروج ِّ‬
‫‪ .2‬اجلماع‪.‬‬ ‫يجب ال ُغ�سل من �أحد‬
‫‪ .3‬انقطاع دم احلي�ض �أو النفا�س عن املر�أة(‪.)2‬‬ ‫الأ�سباب الآتية‪:‬‬
‫‪ .4‬املوت‪ ،‬فيجب على امل�سلمني غ�سل امليت امل�سلم �إال ال�شهيد‪.‬‬

‫(‪ )1‬تقدم الكالم عن الو�ضوء يف مقرر ال�صف الأول املتو�سط‪.‬‬


‫( ) احلي�ض دم يخرج من رحم املر�أة يف كل �شهر وي�ستمر معها عدة �أيام‪ ،‬وهو عالمة من عالمات بلوغ املر�أة‪ .‬ف�إذا انقطع وجب عليها االغت�سال‪.‬‬
‫والنفا�س‪ :‬دم ينزل من رحم املر�أة عند والدتها ويجب عليها االغت�سال بعد انقطاعه‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫الأغ�سال الم�ستحبة‪:‬‬
‫‪ .1‬االغت�سال ل�صالة اجلمعة‪ ،‬وهو �آكدها‪.‬‬
‫‪ .2‬االغت�سال ل�صالة العيد‪.‬‬
‫الأغ�سال امل�ستحبة‬
‫‪ .3‬االغت�سال عند الإحرام باحلج �أو العمرة‪.‬‬
‫‪ .4‬االغت�سال بعد تغ�سيل امليت‪.‬‬

‫تمرين‬
‫خل�ص �أحكام الغ�سل ال�سابقة يف املخطط التايل‪:‬‬

‫الغ�سل‬

‫الأغ�سال الم�ستحبة‬ ‫موجبات الغ�سل‬

‫‪223‬‬
‫�صفة ال ُغ�سل‬
‫لل ُغ�سل �صفتان �صحيحتان‪ ،‬ولكن �إحداهما �أف�ضل من الأخرى وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬الغ�سل الكامل‪ :‬وهو الغ�سل املوافق لل�سنة‪ ،‬وهو �أف�ضل ال�صفتني‪ ،‬وكيفيته على الرتتيب الآتي‪:‬‬

‫‪ .1‬ي�سمي‪.‬‬
‫‪ .2‬ثم يغ�سل كفيه ثالث ًا‪.‬‬
‫‪ .3‬ثم يغ�سل فرجه بيده الي�رسى‪ ،‬ثم يغ�سل يده‪.‬‬
‫كيفية الغ�سل الكامل‬
‫‪ .4‬ثم يتو�ض أ� و�ضوء ًا كام ًال‪.‬‬
‫‪ .5‬ثم يحثو املاء على ر�أ�سه ثالث مرات‪ ،‬يخلل �أ�صول �شعر الر�أ�س يف كل مرة‪.‬‬
‫‪ .6‬ثم يعمم جميع بدنه بالغ�سل‪ ،‬مبتدئ ًا باجلانب الأمين ثم الأي�رس(‪.)1‬‬

‫‪-2‬ال ُغ�سل املجزئ‪ :‬وكيفيته �أن يعم جميع بدنه باملاء‪ ،‬مع امل�ضم�ضة واال�ستن�شاق‪.‬‬

‫كراهة الإ�سراف في الماء‬

‫ينبغي على املغت�سِ ِل �أ ّال ي�رسف يف ِّ‬


‫�صب املاء‪ ،‬فامل�رشوع التقليل مع الإ�سباغ‪ ،‬فقد كان النبي ‪ ‬يتو�ض�أ بالْ ُـم ِّد‬
‫ويغت�سل بال�صاع (‪ ،)٢‬فينبغي االقتداء به يف تقليل املاء وعدم الإ�رساف‪.‬‬

‫ما يحرم على المحدث حدث ًا �أكبر‬


‫‪ .1‬ال�صالة‪.‬‬
‫‪ .2‬الطواف بالبيت‪.‬‬
‫ما يحرم على املحدث‬
‫‪ .3‬م�س امل�صحف‪.‬‬
‫حدث ًا �أكرب‬
‫‪ .4‬قراءة القر�آن‪.‬‬
‫‪ .5‬اجللو�س يف امل�سجد‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال النووي عن التيامن يف الغ�سل‪ :‬هذا متفق على ا�ستحبابه ( املجموع ‪ ،) ١٨٤/‬وقال املرداوي‪ :‬بال نزاع ( الإن�صاف ‪. ) 5 /1‬‬
‫(‪ )٢‬املد ي�ساوي ‪ 687‬مللرت‪ ،‬وال�صاع ي�ساوي ‪ 748‬مللرت‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬معجم لغة الفقهاء �ص‪.417 ، 70‬‬
‫‪224‬‬
‫تمرين‬
‫بالتعاون مع زمالئك وب�إ�رشاف معلمك‪ :‬قارن بني ال ُغ�سل والو�ضوء ببيان �أوجه االختالف بينهما‪:‬‬

‫ال ُغ�سل‬ ‫الو�ضوء‬


‫‪..................................... .....................................‬‬

‫‪..................................... .....................................‬‬

‫‪.....................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬

‫ما ي�ستحب من اللبا�س والزينة‪:‬‬

‫‪ .1‬التزين لأداء ال�صالة‪:‬‬


‫‪.‬‬ ‫(‬
‫قال الله تعالى‪:‬‬
‫امل�ؤمن يف �صالته يقف بني يدي ربه ويقبل بوجهه عليه‪ ،‬فال بد �أن ي�ستعد ملثل هذا املوقف العظيم فما الأ�شياء‬
‫التي ينبغي للم�سلم �أن يقوم بها ا�ستعداد ًا لل�صالة؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬التجمل حل�ضور املجال�س‪:‬‬


‫كمجال�س الذكر وحلق العلم‪ ،‬وجمامع النا�س و�أفراحهم كيوم العيد ويكون التجمل باللبا�س احل�سن ونظافة‬
‫البدن‪ ،‬وطيب الرائحة‪.‬‬
‫وقد جاء يف حديث عبد الله بن م�سعود ‪� ‬أن ر�سول الله ‪ ‬قال‪� « :‬إن الله جميل يحب اجلمال» ( ‪.‬‬

‫(‪[ )1‬الأعراف‪.]3 :‬‬


‫(‪ )٢‬رواه م�سلم برقم‪.٩١ :‬‬

‫‪225‬‬
‫‪ .3‬العناية ب�سنن الفطرة‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬اخلتان‪ ،‬ونتف الإبط‪ ،‬وحلق العانة‪ ،‬وتقليم الأظفار‪ ،‬وق�ص ال�شارب‪ ،‬فهذه اخلم�س من الزينة التي‬
‫خم�س‪ :‬اخلتان‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وردت يف خ�صال الفطرة‪ ،‬ففي حديث �أبي هريرة ‪� ‬أن ر�سول الله ‪ ‬قال‪ « :‬الف ِْط َر ُة‬
‫واال�ستحداد‪ ،‬وتقليم الأظفار‪ ،‬ونتف الإبط‪ ،‬وق�ص ال�شارب » ( ‪.‬‬
‫�سنن الفطرة‬

‫اال�ستحداد‬
‫نتف الإبط‬ ‫تقليم الأظفار‬ ‫ق�ص ال�شارب‬ ‫الختان‬
‫وهو حلق �شعر العانة‬

‫تمرين‬
‫بالتعاون مع زمالئك اكتب احلِكم التي ميكن �أن تفهمها من حث الإ�سالم على العناية ب�سنن‬
‫الفطرة‪.‬‬
‫‪....... ...............................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................‬‬

‫‪ .4‬العناية بنظافة ال�شعر وترجيله‪:‬‬


‫للم�سلم العناية بنظافة �شَ ْع ِرهِ‪ ،‬فال يرتكه حتى جتتمع فيه الأو�ساخ‪ ،‬وال ُي ْك ِ ُث من ت�رسيحه بحيث ي�شغله‬
‫ِ‬ ‫ي�ستحب‬
‫ُّ‬
‫ذلك ويكون همه ومق�صوده‪ ،‬بل عليه بالتو�سط‪.‬‬
‫وليحذر يف ذلك من الت�شبه بالن�ساء‪� ،‬أو من تقليد املنحرفني‪ ،‬فمن ت�شبه بقوم فهو منهم‪.‬‬
‫‪ .5‬التطيب‪:‬‬
‫ي�ستحب للم�سلم التطيب يف الأماكن العامة وجمامع النا�س‪ ،‬كال�صلوات اخلم�س واجلمعة والعيدين‪ ،‬فالطيب‬
‫من الزينة املندوب �إليها يف حق الرجل واملر�أة‪ ،‬ولكنه يحرم على املر�أة �إذا كانت �ستمر على الرجال الأجانب‬
‫حتى ولو كان ذلك عند خروجها �إلى امل�سجد‪ ،‬حلديث �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪� « :‬أميا امر�أة‬
‫�أ�صابت بخور ًا فال ت�شهد معنا الع�شاء الآخرة » ( ‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم‪ ،5889:‬وم�سلم برقم‪. 5 :‬‬


‫( ) �أخرجه م�سلم برقم‪ ،14 :‬و�أبو داود برقم‪.4175 :‬‬

‫‪226‬‬
‫تمرين‬
‫بالتعاون مع زمالئك وب�إ�رشاف معلمك اكتب بع�ض الآثار التي حت�صل من اهتمام الإن�سان مبا‬
‫�سبق من التنظف‪ ،‬والتطيب‪ ،‬والعناية بنظافة ال�شعر وترجيله والعناية ب�سنن الفطرة وغري ذلك‪.‬‬
‫‪............................................................................................‬‬

‫‪............................................................................................‬‬

‫ما يحرم من اللبا�س والزينة‪:‬‬


‫‪ .1‬لب�س الذكور للحرير والذهب‪:‬‬
‫ذهبا فجعله يف �شماله‪ ،‬ثم‬
‫حريرا فجعله يف ميينه و�أخذ ً‬
‫عن علي بن �أبي طالب ‪ ‬قال‪� :‬إن ر�سول الله ‪� ‬أخذ ً‬
‫(‬
‫قال‪� « :‬إن هذين حرام على ذكور �أمتي »‪.‬‬
‫وعن ابن عبا�س قال‪ :‬ر�أى ر�سول الله ‪ ‬خا ًمتا من ذهب يف يد رجل فنزعه وطرحه‪ ،‬وقال‪ « :‬يعمد‬
‫(‬
‫�أحدكم �إلى جمرة من نار فيجعلها يف يده »‪.‬‬
‫وي�ستثنى للرجال من الذهب و احلرير ما كان لل�رضورة ومن �أمثلة ذلك‪:‬‬
‫  � ‪ .‬ا�ستعمال الذهب يف تركيبات الأ�سنان �إذا مل ينفع �سواها‪ ،‬و�أما �إذا قام غريها مقامها فال يجوز‪.‬‬ ‫أ‬
‫ب‪ .‬لب�س احلرير ملن ي�شكو ح�سا�سية اجللد؛ ملا يف احلرير من الليونة‪.‬‬

‫‪ .2‬اللبا�س الذي ي�صف العورة �أو يك�شفها‪:‬‬


‫يحرم من اللبا�س ما ي�صف العورة ل ِر َّق ِتهِ‪ ،‬كمن يلب�س ثوب ًا �شفاف ًا يبدو منه لون الب�رشة‪ ،‬ويت�أكد التحرمي يف حق‬
‫الن�ساء عند الرجال‪.‬‬
‫عن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ‪� « :‬صنفان من �أهل النار مل أَ� َر ُه َما‪ ،‬قوم معهم �سياط ك�أذناب البقر ي�رضبون‬
‫خت املائلة‪ ،‬ال يدخلن اجلنة وال‬
‫الب ِ‬
‫عاريات‪ ،‬مميالت مائالت‪ ،‬ر�ؤو�سهن ك�أ�سنمة ُ‬ ‫ٌ‬ ‫كا�سيات‬
‫ٌ‬ ‫بها النا�س‪ ،‬ون�ساء‬
‫(‬
‫يجدن ريحها‪ ،‬و�إن ريحها ليوجد من م�سرية كذا وكذا »‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه �أبو داود يف �سننه برقم‪ ،4057 :‬وابن حبان يف �صحيحه برقم‪ ،٥٤٣٤ :‬وح�سن النووي �إ�سناده يف املجموع (‪.)٢٥٤/١‬‬
‫( ) رواه م�سلم برقم‪. 090 :‬‬
‫(‪ )٣‬رواه م�سلم برقم‪. 1 8 :‬‬

‫‪227‬‬
‫‪� .3‬إ�سبال الثياب‪:‬‬
‫مما يحرم على الرجال �إ�سبال الثياب �أ�سفل من الكعبني‪ ،‬والدليل على ذلك حديث �أبي هريرة ‪� ‬أن‬
‫(‬
‫ر�سول الله ‪ ‬قال‪ « :‬ما �أ�سفل من الكعبني من الإزار ففي النار »‪.‬‬
‫ومثل الإزار كل ما يلب�سه الإن�سان من الثياب‪ :‬كالعباءة « امل�شلح »‪ ،‬وال�رساويل‪ ،‬والقمي�ص وغري ذلك‪.‬‬
‫قــال‪ :‬قال ر�سول‬ ‫و�أما الن�ساء فامل�رشوع يف حقهن �إطالة الثوب حتى ي�سرت القدم‪ ،‬فعن ابن عمــر‬
‫الله ‪ « :‬من َج َّر ثوبه خيالء مل ينظر الله �إليه يوم القيامة » فقالت �أم �سلــمة ‪ :‬فكيف ي�صنع الن�ساء‬
‫ْ ًا » فقــالت‪� :‬إذ ًا تنك�شف �أقدامهن‪ ،‬قال‪ُ « :‬فيخِ ينه ذراع�� ًا‪ ،‬ال يزدن‬

‫تمرين‬

‫‪228‬‬
‫‪ .4‬ت�شبه الن�ساء بالرجال والرجال بالن�ساء‪:‬‬
‫يحرم على املر�أة �أو الرجل �أن يت�شبه �أحدهما بالآخر فيما هو من خ�صائ�صه‪ ،‬من الكالم‪ ،‬واحلركات‪ ،‬وال�صوت‪،‬‬
‫واللبا�س‪ ،‬واملظهر‪ ،‬وفعل ذلك من الأمور املحرمة املنكرة التي ي�ستحق �صاحبها اللعنة‪ ،‬كما يف حديث ابن‬
‫(‬
‫عبا�س قال‪ « :‬لعن ر�سول الله ‪ ‬املت�شبهني من الرجال بالن�ساء‪ ،‬واملت�شبهات من الن�ساء بالرجال»‪.‬‬

‫‪ .5‬لبا�س ال�شهرة‪:‬‬
‫يحرم لبا�س ال�شهرة وهو الذي يخالف ما اعتاده النا�س يف البلد من اللبا�س‪ ،‬ويتميز به عنهم‪،‬‬
‫(‬
‫قال‪ :‬قال ‪« :‬من لب�س ثوب �شهرة �ألب�سه الله يوم القيامة ثوب مذلة »‪.‬‬ ‫فعن ابن عمر‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم‪.5885 :‬‬


‫( ) رواه �أبو داود برقم‪.40 9:‬‬

‫‪229‬‬
‫‪ .٦‬من �أنواع الزينة املنهي عنها‪:‬‬

‫احلكم‬ ‫التو�ضيح‬ ‫املفردة‬

‫غرز اجللد بالإبرة حتى يخرج الدم ثم‬


‫حمرم‬ ‫ُي ْح َ�شى بالكحل �أو غريه ليخ�رض �أو‬ ‫ال َو�شْ ُم‬
‫حلديث عبد الله بن م�سعود ‪� ‬أنه قال‪« :‬لعن الله‬ ‫يزرق‪.‬‬
‫الوا�شمات واملتنم�صات‪ ،‬واملتفلجات للح�سن‬
‫املغريات خلق الله»‪ ،‬فقالت �أم يعقوب‪ :‬ما هذا؟‬
‫و�صل ال�شعر ب�شعر �آخر ليكون �أجمل �أو‬
‫قال عبدالله‪ :‬وما يل ال �ألعن من لعن ر�سول الله‬
‫�أكرث طو ً‬
‫َو ْ�ص ُل ال�شعر‬
‫‪.‬‬‫ال‬
‫( )‬
‫ﷺ »‪.‬‬
‫قالت‪ :‬قال‬ ‫وعن �أ�سماء بنت �أبي بكر ال�صديق‬
‫( )‬
‫�إزال��ة ال�شعر من احلاجبني باحللق �أو ر�سول الله ﷺ‪«:‬لعن الله الوا�صلة وامل�ستو�صلة »‪.‬‬
‫النَّ ْم�ص‬
‫النتف (‪.) 3‬‬

‫مكروه‬
‫نهى عنه النبي ﷺ( )‪.‬‬ ‫وهو حلق بع�ض ال�شعر وترك بع�ضه‪.‬‬ ‫ال َق َزع‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم‪ ،٤٨٨٦:‬ورواه م�سلم برقم‪.٢١٢٥ :‬‬


‫( ) رواه البخاري برقم ‪ ،٥٩٣٤‬ورواه م�سلم برقم ‪.٢١٢٢‬‬
‫( ) ي�ستثنى من النم�ص ما كان لل�ضرورة ك�أن يوجد �شعر غري معتاد يف وجه املر�أة‪� ،‬أو يكرث �شعر حواجبها كرثة فاح�شة‪ ،‬بحيث تكون من العيوب‬
‫اخللقية‪.‬‬
‫(‪� )4‬أخرجه البخاري برقم ‪ ،٥٩٢٠‬ورواه م�سلم برقم ‪.٢١٢٠‬‬

‫‪230‬‬
‫�آداب اللبا�س والزينة‬

‫�أكمل اجلدول التايل بكتابة الآداب املنا�سبة‪:‬‬

‫الدليل‬ ‫الأدب‬

‫( )‬
‫ترك الإ�رساف يف امللب�س‬
‫‪.‬‬
‫عن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪ « ‬بينما رجل مي�شي قد �أعجبته ُج َّمته‬ ‫‪.................................‬‬
‫( ‪)٣‬‬
‫وبُ ْرداه(‪� ،)٢‬إذ خ�سف به فهو يتجلجل يف الأر�ض حتى تقوم ال�ساعة »‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬

‫عن عبدالله بن م�سعود ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪� « :‬إن الله جميل يحب‬ ‫‪.................................‬‬
‫(‪)٤‬‬
‫اجلمال »‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬

‫عن عائ�شة ‪ ‬قالت‪ « :‬كان ر�سول الله ‪ ‬يعجبه التيامن يف تنعله وترجله‬
‫التيامن يف اللبا�س‬
‫(‪)٥‬‬
‫وطهوره ويف �ش�أنه كله »‪.‬‬
‫عن �سمرة بن جندب ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قال‪ « :‬الب�سوا من ثيابكم البيا�ض‪ ،‬ف�إنها‬ ‫‪.................................‬‬
‫(‪)٦‬‬
‫�أطهر و�أطيب »‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬

‫عن معاذ بن �أن�س ‪� ‬أن ر�سول الله ‪ ‬قال‪« :‬من لب�س ثوب ًا فقال‪ :‬احلمد لله‬
‫الذي ك�ساين هذا الثوب و رزقنيه من غري حول مني وال قوة‪ ،‬غفر له ما تقدم‬ ‫قول الدعاء امل�أثور عند اللبا�س‬
‫(‪)٧‬‬
‫من ذنبه »‪.‬‬
‫عن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪� «:‬إذا انتعل �أحدكم فليبد�أ باليمني‪،‬‬ ‫‪.................................‬‬
‫(‪)٨‬‬
‫و�إذا نزع فليبد�أ بال�شمال‪ ،‬ولتكن اليمنى �أولهما تنعل‪ ،‬و�آخرهما تنزع »‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬

‫(‪ )1‬الفرقان‪:‬‬
‫(‪ )٢‬اجلمة‪ :‬ال�شعر ال�ساقط على املنكبني‪ ،‬وبرداه‪ :‬تثنية « ُبرد وهو نوع من الثياب‪.‬‬
‫(‪� )٣‬أخرجه البخاري برقم‪ ٣٤٨٥ :‬وم�سلم برقم ‪.٢٠٨٨‬‬
‫(‪ )٤‬رواه م�سلم برقم‪.٩١ :‬‬
‫(‪� )٥‬أخرجه البخاري برقم‪ ١٦٨:‬ورواه م�سلم برقم‪.٢٦٨ :‬‬
‫(‪ )٦‬رواه الن�سائي برقم ‪ ١٨٩٦‬ورواه ابن ماجه برقم‪. 567 :‬‬
‫(‪ )٧‬رواه �أبو داود برقم‪ ،٤٠٢٣ :‬و�صححه الألباين يف �صحيح �أبي داود برقم‪.40 :‬‬
‫(‪ )٨‬رواه البخاري برقم‪ ،5856 :‬وم�سلم برقم‪. 097 :‬‬

‫‪231‬‬
‫من م�سائل الزينة‬

‫‪ .1‬التزين ب�أدوات التجميل احلديثة‪:‬‬


‫يباح للمر�أة التزين ب�أدوات التجميل احلديثة ب�رشطني‪:‬‬
‫ال�رشط الأول‪� :‬أال يكون يف امل�ستح�رض �رضر‪.‬‬
‫م َّرم‪.‬‬
‫�شب ٌه ُ َ‬
‫ال�رشط الثاين‪� :‬أال يكون يف ا�ستعمالها َت ّ‬

‫‪� .2‬صبغ ال�شعر‪:‬‬


‫يباح �صبغ ال�شعر وخ�ضابه بغري ال�سواد اخلال�ص‪ ،‬فيباح باحلناء‪َ ،‬‬
‫والك َتم(‪ )1‬وغريهما من الأ�صباغ و�أما خ�ضابه‬
‫بال�سواد اخلال�ص فال يجوز‪ ،‬حلديث جابر قال‪� :‬أتي ب�أبي قحافة يوم فتح مكة ور�أ�سه وحليته كالثغامة (‪ )2‬بيا�ض ًا‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فقال ر�سول الله ‪« :‬غريوا هذا ب�شيء‪ ،‬واجتنبوا ال�سواد»‪.‬‬

‫‪ .3‬االنتفاع باجللود‪:‬‬

‫حكمه‬ ‫مثاله‬ ‫النوع‬

‫جلد احليوان املذكى ذكاة �رشعية كالغنم �أو الإبل التي ذكيت ذكاة‬
‫ينتفع به و�إن مل ُيدبغ ( )‪.‬‬
‫�رشعية‪.‬‬ ‫من م�أكول اللحم‪.‬‬

‫ال يجوز االنتفاع به �إال بعد دبغه‪.‬‬ ‫ك�شاة �أو بقرة ماتت دون تذكية‪.‬‬ ‫جلد امليتة من احليوان امل�أكول‪.‬‬

‫الكالب واخلنازير وال�سباع ونحوها‪ .‬ال يجوز االنتفاع بها مطلق ًا‪.‬‬ ‫جلد امليتة من غري امل�أكول‪.‬‬

‫(‪ )1‬نبات فيه حمرة ي�ستعمل يف اخل�ضاب‪.‬‬


‫( ) الثغامة نبت �أبي�ض الزهر ي�شبه به بيا�ض ال�شيب‪.‬‬
‫( ) رواه م�سلم برقم ‪.79‬‬
‫(‪ )4‬الدباغ‪� :‬إزالة الريح والرطوبة من اجللد مبواد خا�صة‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫التقويم؟‬
‫ما الأ�صل في حكم اللبا�س؟ وما الدليل على ذلك؟‬ ‫س‪1‬‬

‫اذك ِر ال�شروط التي يجب �أن تتوفر في حجاب المر�أة الم�سلمة‪.‬‬ ‫س‪2‬‬

‫�أجب بعالمة ( ) �أمام العبارة ال�صحيحة‪ ،‬وعالمة (‪� )‬أمام غير ال�صحيحة مع ت�صحيحها‪ ،‬فيما‬ ‫س‪3‬‬
‫ي�أتي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫�أ‪ .‬مما يذم فعله للرجال ما ي�ستجد من الق�صات واملو�ضات الغريبة يف اللبا�س‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ب‪ .‬يباح ا�ستعمال جلد الكلب بعد دبغه‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ج‪ .‬يباح للمر�أة �أن ت�صبغ �شعرها باللون البني‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫د‪ .‬يجوز للم�سلم �إجراء عملية لأنفه ليكون �أكرث جما ًال‪.‬‬

‫ما �صفة الغ�سل الكامل؟‬ ‫س‪4‬‬

‫�صنف مايلى من العبارات في الجدول الآتي ‪:‬‬ ‫س‪5‬‬

‫ك�شف الفخذ للرجل ‪ /‬حلق اللحية ‪ /‬قراءة القر�آن للجنب ‪ /‬تقليم الأظفار ‪ /‬النم�ص ‪ /‬التيامن يف اللبا�س ‪ /‬لب�س‬
‫الثوب الأبي�ض‪.‬‬

‫م�ستحب‬ ‫واجب‬ ‫حمرم‬

‫‪........................... ........................... ...........................‬‬

‫‪........................... ........................... ...........................‬‬

‫‪........................... ........................... ...........................‬‬

‫‪..........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬

‫‪233‬‬
‫اربط بين كل عبارة في المجموعة ( أ� ) والعبارة التي تنا�سبها في المجموعة (ب) وذلك بو�ضع‬ ‫س‪6‬‬

‫رقمها بين القو�سين‪:‬‬


‫(ب)‬ ‫( أ� )‬
‫‪ -‬حلق بع�ض الر�أ�س وترك بع�ضه‪.‬‬ ‫( ) جلد غزال ميت‪.‬‬
‫‪ -‬جميع ج�سمها عدا ما يظهر غالب ًا‪.‬‬ ‫( ) عورة املر�أة عند حمارمها‪.‬‬
‫‪ -3‬يجوز ب�رشط عدم ال�رضر‪.‬‬ ‫( ) القزع‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز ا�ستعماله بعد دبغه‪.‬‬

‫س‪7‬‬
‫اذكر الحكم والدليل على ما يلي‪:‬‬
‫�أ‪� .‬إ�سبال الثياب للرجال‪.‬‬
‫ب‪ .‬ت�شبه املر�أة بالرجل �أو الرجل باملر�أة‪.‬‬

‫‪234‬‬
235
‫الوحدة‬
‫الثالثة‬

‫الأميان والنذور‬

‫‪236‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫ﱫﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓﮔ ﮕﮖﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﱪ (‪. )١‬‬

‫تعريف اليمني‪ ،‬و�أنواعها‪ ،‬وحكم كل نوع‪.‬‬


‫تعريف احلنث يف اليمني وحكمه‪.‬‬ ‫عناصر الوحدة‬
‫كفارة اليمني‪.‬‬
‫�أهم �أحكام اليمني‪.‬‬
‫حترمي احلالل وحكمه وكفارته‪.‬‬
‫‪ 6‬حفظ اليمني‪.‬‬
‫تعريف النذر‪ ،‬و�أنواعه‪ ،‬وحكم كل نوع‪.‬‬

‫املراد باليمني و�أنواعها‪.‬‬ ‫أريد أن أتعلم‬


‫�أهم �أحكام اليمني‪.‬‬
‫�أهمية تعظيم اليمني وحفظها‪.‬‬
‫املراد بالنذر و�أنواعه‪.‬‬
‫الآثار املرتتبة على النذر‪.‬‬
‫‪� 6‬أهمية الوفاء بالنذر‪.‬‬
‫الفرق بني اليمني والنذر‪.‬‬

‫( ) [النحل‪.] :‬‬

‫‪237‬‬
‫ُ‬ ‫ا أَلي‬
‫ْـمــــان‬
‫مو�سى و�سلطان �صديقان‪ ،‬حدث يف �أحد لقاءاتهما يف بيت �سلطان �أن تخا�صما‪ ،‬وا�شتد النزاع بينهما‪ ،‬فخرج‬
‫مو�سى من بيت �صديقه غا�ضب ًا‪ ،‬وقال‪ :‬والله ال �أدخل بيتك بعد اليوم‪.‬‬
‫وبعد زمن ت�صالح ال�صديقان‪ ،‬ودع��ا �سلطان �صديقه مو�سى إ�ل��ى الع�شاء يف بيته مبنا�سبة عقيقة ولده‪.‬‬
‫فتذكر مو�سى ميينه‪ ،‬واحتار هل يلبي دعوة �صديقه‪� ،‬أم ال؛ ب�سبب اليمني التي قطعها على نف�سه؟‬
‫ما احلل ال�رشعي ال�سليم يف مثل هذه احلالة؟‬
‫تعريف اليمين‬

‫اليمني يف اللغة‪ :‬احللف‪� ،‬سمي ميي ًنا لأن العرب كانوا �إذا حلف بع�ضهم لبع�ض �أخذ كل واحد بيمني �صاحبه‪.‬‬
‫�رشعا‪ :‬توكيد �شيء بذكر ا�سم من �أ�سماء الله تعالى �أو �صفة من �صفاته؛ عقب حرف من حروف‬ ‫واليمني ً‬
‫الق ََ�سم الثالثة‪.‬‬
‫وحروف الق�سم هي‪ :‬الواو‪ ،‬والتاء‪ ،‬والباء‪.‬‬

‫ّ‬
‫فـكر‬
‫�أ ‪ -‬اذكر �أمثلة على اليمني ب�أ�سماء الله تعالى‪:‬‬
‫‪..............................‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ -1‬والله‪.‬‬
‫‪..............................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ب ‪ -‬اذكر �أمثلة على اليمني ب�صفة من �صفات الله تعالى‪:‬‬
‫‪..............................‬‬ ‫‪ -1‬ورحمة الله‪-2 .‬‬
‫‪..............................‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪238‬‬
‫�أنواع اليمين‬
‫الأميان من حيث حكمها وما يرتتب عليها نوعان‪:‬‬

‫النوع الأول‪ :‬الأميان اجلائزة‪ ،‬وهي ق�سمان‪:‬‬

‫حكمه‬ ‫تو�ضيحه‬ ‫الق�سم‬

‫جائزة‪ ،‬و�إذا َحن َ‬


‫ِـث فيــها وجـبت‬ ‫احللف ب ِْا�س ٍم من �أ�سماء الله‬
‫أمرا‬
‫قا�صدا � ً‬
‫تعالى �أو �صفة من �صفاته ً‬
‫علـيه الكـــفارة؛ لقـــوله تعالى‪:‬‬
‫م�ستقب ًال‪ ،‬مثل‪ :‬والله ال �أفعل كذا‪،‬‬ ‫اليمين المنعقدة‬
‫} ﯙﯚﯛﯜ‬ ‫والذي نف�سي بيده لأفعلن كذا‪،‬‬
‫ﯝ{(‪. )١‬‬ ‫�أق�سم بالله �أن تتع�شى عندي الليلة‪.‬‬

‫�أ‪ -‬ما يجري على الل�سان‬


‫ال يرتتب عليها �شيء؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫من غري ق�صد اليمني‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫اليمين اللغو‬
‫�إِي والله‪ ،‬وبلى والله‪ ،‬وال والله‪.‬‬
‫}ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ{(‪. )٢‬‬
‫ب‪ -‬يحلف يظن الأمر على وجه‪،‬‬
‫ثم يتبني على خالف ذلك‪.‬‬

‫(‪[ )٢‬المائدة‪.] :‬‬ ‫( ) [المائدة‪.] :‬‬

‫‪239‬‬
‫النوع الثاين‪ :‬الأميان املحرمة‪ ،‬وهي ق�سمان‪:‬‬

‫حكمه‬ ‫تو�ضيحه‬ ‫الق�سم‬

‫حرام وهي من كبائر الذنوب‬


‫وال كفارة فيها؛ لأن �إثمها‬ ‫احللف بالله تعالى على‬
‫عظيم‪،‬ويجب فيها التوبة ال�صادقة‬ ‫حق �أخيه كاذب ًا‬
‫ما�ض يقتطع به ّ‬
‫�أمر ٍ‬ ‫اليمين الغمو�س‬
‫عن عبد ال َّل ِه بن َع ْمرو �أن النبي‬ ‫عام ًِدا‪ ،‬مثل‪ :‬والله �إن هذا املال يل‪،‬‬
‫ﷺ قال‪« :‬الْ َك َبائ ُِر‪ :‬الإ ْ َ‬
‫ِ�ش ُاك بِاللهِ‪،‬‬ ‫وهو كاذب‪.‬‬
‫َو ُعقُوقُ الْ َوال َِد ْينِ ‪َ ،‬و َق ْتلُ ال َّنف ِ‬
‫ْ�س‪،‬‬
‫و�س»‪.‬‬ ‫ني الْ َغ ُم ُ‬‫َوالْ َي ِم ُ‬
‫( )‬

‫حرام‪ ،‬وهي �رشك �أ�صغر‪ ،‬وال‬


‫كفارة فيها؛ لأنها غري منعقدة‪ ،‬بل‬
‫كاحللف بالنبي ﷺ‪� ،‬أو بالكعبة �أو‬
‫يجب فيها التوبة ال�صادقة‪.‬‬
‫�أَ َّن َر ُ�س َ‬
‫ول‬ ‫عن عبد الل ِه بن ُع َم َر‬
‫اليمين بغير الله‬
‫بالآباء‪� ،‬أو بالأولياء‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫اك ْم �أَنْ‬
‫الله ﷺ قال‪�« :‬أال �إ َِّن الل َه َي ْن َه ُ‬
‫َ ْت ِلفُوا بِ�آبَائ ُِك ْم‪ ،‬من كان َحالِفًا‬
‫( )‬
‫َفل َْي ْحل ِْف بِال َّل ِه �أو ل َِي ْ�ص ُم ْت»‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم (‪.)٦٨٧٠‬‬


‫( ) �أخرجه البخاري برقم (‪ ،)٦٦٤٦‬وم�سلم برقم (‪.)1646‬‬

‫‪240‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫�ش َك»‪.‬‬ ‫ول الله ﷺ قال‪َ « :‬م ْن َح َل َف بِ َغ ْ ِي الله َفق َْد �أَ ْ َ‬
‫�أَ َّن َر ُ�س َ‬ ‫عن عبد الله بن ُع َم َر‬
‫( )‬

‫ِالل ِت َوالْ ُع َّزى؛ َفل َْيق ُْل‪:‬‬ ‫وعن �أبي ُه َر ْي َر َة ‪� ‬أن النبي ﷺ قال‪ « :‬من َح َل َف فقال يف َح ِل ِفهِ‪ :‬ب َّ‬
‫( )‪.‬‬
‫ال �إِ َل َه �إال الله»‬
‫�أ‪ -‬يبني احلديث الأول �أن احللف بغري الله تعالى‪.................................... :‬‬

‫‪...........................................................................‬‬

‫‪.................................‬‬ ‫ب‪ -‬مـن كفــارة احلــلف بغــري الله تعــالى قـــول‪:‬‬


‫‪...........................................................................‬‬

‫الحن ُْث في اليمين‬


‫ِ‬

‫احلِ��نْ ُ‬
‫��ث ه��و‪ :‬خمالفة اليمني‪ ،‬وذل��ك ب���أن يفعل م��ا حلف على ت��رك��ه‪� ،‬أو ي�ترك م��ا حلف على فعله‪.‬‬

‫تمرين‬
‫مثل للحنث يف اليمني‪:‬‬
‫املثال الأول‪ :‬فعل ما حلف على تركه‪:‬‬
‫‪ -‬قال �شخ�ص‪ :‬والله ال �أركب ال�سيارة‪ ،‬ثم ركبها‪.‬‬
‫‪.................................................................................-‬‬

‫املثال الثاين‪ :‬ترك ما حلف على فعله‪:‬‬


‫‪ -‬قال �شخ�ص‪ :‬والله لأذهنب معك �إلى ال�سوق‪ ،‬ثم مل يذهب معه‪.‬‬
‫‪.................................................................................-‬‬

‫(‪ )1‬رواه �أحمد برقم(‪ ) 51‬و�صححه ابن حبان برقم(‪.)4 58‬‬


‫( ) �أخرجه البخاري برقم(‪ ،)٤٨٦٠‬وم�سلم برقم(‪.)1647‬‬

‫‪241‬‬
‫الحن ِْث في اليمين‬
‫حكم ِ‬

‫يختلف حكم احلنث يف اليمني باختالف اليمني التي حلفها‪ ،‬و فيما يلي بيان ذلك‪:‬‬

‫مثاله‬ ‫احلالة‬ ‫حكم احلنث‬

‫�إذا حلف على ترك واجب‪ ،‬والله ال �أ�صلي يف امل�سجد‪.‬‬


‫حِ ْن ٌث واجب‬
‫‪.......................................‬‬ ‫�أو فعل حمرم‪.‬‬

‫‪.......................................‬‬ ‫�إذا حلف على ترك م�ستحب‬


‫حِ ْن ٌث م�ستحب‬
‫‪.......................................‬‬ ‫�أو فعل مكروه‪.‬‬

‫‪.......................................‬‬ ‫�إذا حلف على فعل واجب �أو‬


‫حِ ْن ٌث حمرم‬ ‫‪3‬‬
‫‪.......................................‬‬ ‫ترك حمرم‪.‬‬

‫‪.......................................‬‬ ‫�إذا حلف على فعل م�ستحب‬


‫حِ ْن ٌث مكروه‬
‫‪.......................................‬‬ ‫�أو ترك مكروه‪.‬‬

‫‪.......................................‬‬ ‫�إذا حلف على فعل مباح �أو‬


‫حِ ْن ٌث مباح‬
‫‪.......................................‬‬ ‫تركه‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫كفارة اليمين‬

‫من حلف ميين ًا منعقدة وهو بالغ عاقل‪ ،‬ثم حن َِث فيها وهو خمتار ذاكر ليمينه وجبت عليه الكفارة‪.‬‬

‫ّ‬
‫فـكر‬
‫ت�ضمنت هذه الفقرة ال�رشوط التي يلزم توفرها حتى جتب الكفارة‪ ،‬ا�ستخرجها مع ذكر �ضدها‪:‬‬
‫�ضده‬ ‫ال�رشط‬
‫�أن تكون اليمني منعقدة‪.‬‬
‫‪...............‬‬ ‫�أن يكون احلالف‬
‫‪...............‬‬ ‫‪� 3‬أن يكون احلالف‬
‫يحنث يف ميينه‪.‬‬
‫َ‬ ‫�أن‬
‫‪...............‬‬ ‫�أن يكون احلالف‬
‫‪...............‬‬ ‫�أن يكون احلالف‬

‫وهذه الكفارة قـد بينــها الله تعــالى بـقــوله‪} :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬


‫ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ﯰ (‪ )١‬ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ {(‪. )٢‬‬

‫ن�ستفيد من هذه الآية الكرمية �أن كفارة اليمني‪ :‬اختيار فعل واحد من ثالثة �أمور‪:‬‬
‫‪............................................................... -‬‬
‫‪............................................................... -‬‬
‫‪............................................................... -3‬‬
‫ومن مل يجد �شي ًئا مما �سبق ف�إنه‪ ،.......................... :‬والأف�ضل �أن تكون هذه الأيام متتابعة‪.‬‬
‫(‪ )١‬مقدار الإطعام ن�صف �صاع من قوت البلد ( �أي ما يعادل كيلو ون�ص )‪.‬‬
‫(‪[ )٢‬المائدة‪.] :‬‬

‫‪243‬‬
‫تمرين‬
‫في�صل رجل تاجر‪ ،‬حلف ميينا بالله تعالى �أن ال ي�أكل احللويات‪ ،‬ثم �أكلها‪ ،‬وبادر �إلى �صيام‬
‫ثالثة �أيام متتابعات كفارة ليمينه‪.‬‬
‫ما اخلط�أ الذي ارتكبه في�صل يف كفارة اليمني؟ ‪.......................................‬‬

‫ملاذا؟ ‪......................................................................‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫�أهم �أحكام اليمين‬

‫فعل واحد ثم حنِث فيه؛ فال يجب عليه �إال كفارة واحدة‪،‬‬
‫من كرر اليمني على ٍ‬
‫كما لو قال‪ :‬والله ال �أذهب معك‪ ،‬ومن الغد قال‪ :‬والله ال �أذهب معك‪ ،‬ثم‬
‫ذهب معه؛ فلي�س عليه �إال كفارة واحدة‪.‬‬

‫من حلف على �شخ�ص �أن يفعل �شي ًئا؛ ومل يكن يف ذلك �إثم‪ ،‬في�ستحب للمحلوف‬
‫ق�سم �أخيه؛ كمن حلف عليه �صاحبه �أن يقبل �أعطيته‪ ،‬في�ستحب �إبرار‬
‫عليه �إبرار َ‬ ‫�أهم �أحكام اليمني‬
‫ق�سمه‪.‬‬

‫من حلف على �شخ�ص �أن يفعل �شي ًئا ومل يفعل‪ ،‬وجب على احلالف �أن يكفر عن‬
‫ميينه؛ كمن حلف على �صاحبه �أن يقبل �أعطيته‪ ،‬فلم يقبلها‪ ،‬لزم احلالف كفارة‬
‫ميني‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫تمرين‬
‫بني حكم الكفارة فيما يلي مع بيان ال�سبب‪:‬‬

‫ال�سبب‬ ‫حكم الكفارة‬ ‫احلالة‬


‫ع�صريا‪،‬ف�أ�رشبه �صديقاه‬
‫ً‬ ‫رجل حلف �أن ال ي�رشب‬
‫بالقوة‪.‬‬
‫�شخ�ص حلف �أنه مل ي�أخذ �أدوات زميله بالأم�س وهو‬
‫كاذب‪.‬‬
‫رجل حلف �أن يزور قريبه اليوم‪ ،‬ومل يزره‪.‬‬

‫نا�سيا ميينه‪.‬‬
‫رجل حلف �أن ال يدخل بيت �صديقه فدخله ً‬

‫اال�ستثناء في اليمين‬
‫ُ‬
‫ني مب�شيئ ِة الله تعالى‪.‬‬ ‫باال�س ِتثْنَاءِ يف ا َليمنيِ‪ُ :‬‬
‫تعليق َاليم ِ‬ ‫املرا ُد ْ‬
‫مثال ذلك‪:‬‬
‫والله ال �أ�شرتي هذا البيت �إال �أن ي�شاء الله‪.‬‬
‫�أَق�سِ ُم بالله ال �أ�سافر غَ داً �إ َّال �أن ي�شاء الله‪.‬‬

‫واال�ستِ ْث َن ُاء يف َاليم ِ‬


‫ني ُ�س َّنةٌ‪ ،‬والدليل على ذلك قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫ْ‬
‫ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﱪ ( )‪.‬‬

‫فقال‪� :‬إن �شا َء ال َّل ُه فقد ا�س َتث َن ْى‪ ،‬ف ََل حِ َ‬
‫نث عليه» ( )‪.‬‬ ‫عن ابن عمر ‪� ‬أن ر�سول الله ﷺ قال‪َ « :‬من َح َ‬
‫لف على مينيٍ‪َ ،‬‬
‫م َّياً يف االلتزام باليمني �أو تركها‪ ،‬و�إذا َف َع َل ما‬ ‫ني له‪ ،‬فيكون ُ َ‬ ‫ي�ستفيد‪َ :‬ع َد َم لزو ِم اليم ِ‬
‫ُ‬ ‫ومن ا�ستثنَى يف ميين ِه ف�إنه‬
‫ول َت ْل َز ْم ُه َ‬
‫الكف ََّار ُة‪.‬‬ ‫َ ْ َحانِث ًا‪ْ َ ،‬‬

‫‪245‬‬
‫حـــفـــــــظ اليمين‬

‫�أمر الله تعالى بحفظ اليمني فقال‪ }:‬ﯻ ﯼ{( ‪ ،‬وذلك لعظم �ش�أن اليمني‪ ،‬ويدخل يف حفظها‬
‫�أمور عديدة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬احللف ب�أ�سماء الله و�صفاته‪ ،‬وجتنُّ ُب احللف بغري الله‪.‬‬
‫‪ -2‬الإقالل من الأميان‪ ،‬وجت ُنّ ُب الإكثار منها‪.‬‬
‫‪ -3‬ال�صدق يف اليمني‪ ،‬وجتنُّ ُب احللف بالله تعالى كذب ًا‪.‬‬
‫خريا من اال�ستمرار فيها‪.‬‬
‫ِ باليمني‪ ،‬وجتنُّ ُب ا ِحلنْث فيها �إال �إذا كان احلنث ً‬

‫تمرين‬

‫‪246‬‬
‫تحريم الحالل ‪ -‬حكمه وكفارته‬

‫�أ‪ -‬ت�أمل الأمثلة التالية‪:‬‬


‫ب‪ -‬ت�أمل الأمثلة التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬ق������ال ����ش���خ�������ص‪ :‬ح����رام‬
‫‪ -‬قال �شخ�ص‪ :‬والله ال �أدخل بيت فالن‪.‬‬ ‫ع���ل���ي دخ�����ول ب��ي��ت ف�ل�ان‪.‬‬‫َّ‬
‫‪ -‬وقال ثانٍ ‪ :‬والله ال �أكلم فالنا‪.‬‬
‫‪ -‬وقال ثانٍ ‪ :‬يحرم َّ‬
‫علي �أن �أكلم فال ًنا‪.‬‬
‫‪ -‬وقال ثالث‪ :‬والله ال �أذهب �إلى املو�ضع‬ ‫علي حرا ٌم‬
‫‪ -‬وقال ثالث‪ :‬ما �أحل الله َّ‬
‫الفالين‪.‬‬ ‫ذهبت �إلى املو�ضع الفالين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫� ْإن‬

‫ما وجه الت�شابه بني الأمثلة يف املجموعتني؟‬


‫‪........................................................................‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ولأجل هذا الت�شابه يف النتيجة ف�إن الله تعالى قد جعل حترمي احلالل له حكم اليمني‪ ،‬وذلك يف قوله تعالى‪:‬‬
‫} ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ‬
‫ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ{( )‪ ،‬فعلى هذا‪ :‬ما الكفارة الواجبة على من حرم على نف�سه �شيئا مما �أباحه‬
‫الله تعالى ثم �أراد �أن يفعله؟‬
‫‪...........................................................................................‬‬

‫ّ‬
‫فـكر‬
‫‪ -1‬من خالل ما �سبق‪ :‬اكتب �صياغة منا�سبة للمق�صود بتحرمي احلالل‪.‬‬
‫‪.....................................................................‬‬

‫‪ -2‬هل يحق لأحد �أن يحرم ما �أحل الله تعالى؟‬


‫‪.....................................................................‬‬

‫‪ -3‬ملاذا؟‬
‫‪........................................................‬‬

‫( ) [التحريم‪.]٢- :‬‬

‫‪247‬‬
‫ْ‬
‫ـــــــــذ ُر‬ ‫ال َّن‬

‫�شهرا كام ًال‪،‬‬


‫أ�صومن ً‬
‫َّ‬ ‫ا�شتد املر�ض على �سلمان فدعا الله تعالى �أن ي�شفيه‪ ،‬وقال‪ :‬لئن �شفاين الله عز وجل؛ ل‬
‫وبعد فرتة من الزمن �شفى الله �سلمان‪.‬‬
‫ماذا ي�سمى فعله هذا؟‬
‫‪.....................................................................‬‬

‫‪.....................................................................‬‬

‫ما حكم هذا القول منه؟‬


‫‪....................................................................‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ما حكم الوفاء بهذا االلتزام الذي التزمه وهو �صوم �شهر كامل؟‬
‫‪.....................................................................‬‬

‫‪.....................................................................‬‬

‫تعـــــريف النـــذر‬

‫النذر يف اللغة‪ :‬الإيجاب‪.‬‬


‫ويف ال�رشع‪� :‬إيجاب ال�شخ�ص على نف�سه �شيئا لله تعالى لي�س واجبا عليه ب�أ�صل ال�رشع‪.‬‬
‫وهذا الإيجاب يكون بعدة �صيغ مثل‪ :‬لله علي �أن �أفعل كذا‪� ،‬أو نذر علي �أن �أفعل‬
‫كذا‪� ،‬أو لئن ح�صل يل كذا لأفعلن كذا‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ّ‬
‫فـكر‬
‫اذكر �أمثلة لأمور لي�ست واجبة �رشع ًا‪:‬‬
‫‪...................... -2‬‬ ‫‪� -1‬صيام االثنني‪.‬‬
‫اجعل كل واح��د من الأمثلة ال�سابقة يف �صياغة تدل على �إيجابه لله عز وجل‪:‬‬
‫املثال الأول‪ :‬نذر علي �أن �أ�صوم االثنني القادم‪.‬‬
‫املثال الثاين‪...................................................................... :‬‬

‫حــكـــــــم النـــــذر‬

‫الأ�صل يف النذر �أنه مكروه‪ ،‬والدليل على ذلك‪ :‬حديث �أبي ُه َر ْي َر َة ‪� ‬أَ َّن َر ُ�س َ‬
‫ول الله ‪ ‬قـــال‪ « :‬ال َتنْذِ ُروا‪،‬‬
‫(‬
‫يل»‪.‬‬ ‫ف�إن النَّ ْذ َر ال ُي ْغنِي من الْق ََدرِ �شي ًئا‪َ ،‬و إِ� َّ َنا ُي ْ�س َتخْ َر ُج ِب ِه من الْ َبخِ ِ‬
‫مثاله‪:‬‬
‫‪ -1‬نذر �شخ�ص �إن وجد �سيارته امل�رسوقة �أن يت�صدق ب�ألف ريال‪.‬‬
‫‪............................................................................ -2‬‬

‫النذر لغير اهلل‬

‫النذر لغري الله تعالى �رشك؛ وذلك �أن النذر عبادة يجب �رصفها لله تعالى‪ ،‬فمن �رصفها لغري الله تعالى فقد �أ�رشك‬
‫وهذا النوع من النذور باطل وغري منعقد وهو من ال�رشك بالله تعالى ويجب التوبة منه‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫‪ -1‬نذر �شخ�ص �إن رزق مبولود �أن يذبح �شاة عند قرب �أحد ال�صاحلني تق َُّرب ًا ل�صاحب القرب‪.‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪-2‬‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم برقم (‪.)1640‬‬

‫‪249‬‬
‫�أنـــــــــواع النـــــذر‬
‫النذر املنعقد �ستة �أنواع؛ بيانها فيما يلي‪:‬‬
‫حكمه من حيث الوفاء به والكفارة‬ ‫بيانه‬ ‫نوع النذر‬ ‫م‬
‫وهو نذر فعل طاعة‪ ،‬كقول‪ :‬نذر علي �أن يجب الوفاء بهذا النذر؛ لقوله تعالى‪:‬‬
‫( )‪،‬وحلديث‬ ‫نذر الطاعة �أ�صوم كل خمي�س‪ ،‬لله علي �أن �أت�صدق ب�ألف‬
‫ريال‪� ،‬إذا جنحت فلله علي �أن �أعتمر‪ ،‬لئن َعائ َِ�ش َة ‪� ‬أن النبي ﷺ قال‪« :‬من‬
‫(التربر)‬
‫َن َذ َر �أَنْ ُيطِ َيع ال َّل َه َف ْل ُيطِ ْع ُه‪َ ،‬و َم ْن َن َذ َر �أَنْ‬ ‫�شفاين الله لأذبحن �شاة‪.‬‬
‫( )‬
‫َي ْع ِ�ص َي ُه فال َي ْع ِ�صهِ»‬
‫وه���و ن���ذر ف��ع��ل حم��رم‪،‬م��ث��ل‪ :‬ن���ذر �أن يحرم الوفاء بهذا النذر؛ حلديث َعائ َِ�ش َة‬
‫نذر املع�صية‬
‫ي�رشب اخل��م��ر‪ ،‬ون��ذر �صوم ي��وم العيد‪  .‬ال�سابق‪ ،‬ويجب عليه كفارة ميني‪.‬‬
‫هو �أن ينذر فعل �شيء مباح‪ ،‬فيقول‪ :‬نذر علي يخري الناذر بني فعل ما قاله �أو يكفر‬
‫‪ 3‬النذر املباح‬
‫حلما‪ ،‬لله علي �أن �آتيك بال�سيارة‪ .‬كفارة ميني �إن مل يفعله‪.‬‬
‫�أن �آكل ً‬
‫هو �أن ينذر فعل �شيء م��ك��روه‪� ،‬أو ترك‬
‫�شيء م�ستحب‪ ،‬مثل‪ :‬نذر علي �أن �أطلّق ي�ستحب له خمالفة ال��ن��ذر‪ ،‬ويكفر‬
‫النذر املكروه‬
‫زوجتي‪ ،‬نذر علي �أن ال �أ�صلي ال�سنة الراتبة‪ .‬كفارة ميني‪.‬‬

‫ه��و تعليق ال��ن��ذر على �أم���ر بق�صد احلث‬


‫نذر‬
‫(‪ )3‬على الفعل �أو االمتناع عنه‪� ،‬أو الت�صديق يخري الناذر بني فعل ما قاله �أو يكفر‬
‫ال َّلجاج‬
‫�أو التكذيب‪ ،‬مثل‪� :‬إن كلمتك ُ�ص ْم ُت كفارة ميني �إن مل يفعله‪.‬‬
‫�شهرا‪� ،‬إن جئتك فعلي �صدق ٌة ب�ألف‪.‬‬ ‫والغ�ضب‬
‫ً‬
‫�سم املنذور فيه‪ ،‬مثل‪ :‬لله علي‬
‫هو‪ :‬ما مل ُي ِ‬
‫يجب فيه كفارة ميني‪.‬‬ ‫النذر املط َلق‬
‫نذر‪.‬‬

‫(‪ )1‬احلج‪. :‬‬


‫( ) �أخرجه البخاري برقم(‪.)٦٦٩٦‬‬
‫( ) اللجاج‪ :‬التمادي يف اخل�صومة‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫تمرين‬
‫‪ -1‬بني احلكم ال�رشعي يف احلاالت الآتية مع ذكر ال�سبب‪:‬‬

‫ال�سبب‬ ‫احلكم‬ ‫احلالة‬

‫جنح فار�س يف االمتحان النهائي فقال‪ :‬لله علي نذر‪.‬‬

‫اختلف �صالح وعبدالله‪ ،‬فقال �صالح‪� :‬إن كلمتك فلله علي‬


‫�صوم �شهر‪ ،‬ثم كلمه فيما بعد‪.‬‬

‫نذر فهد �أن ي�سافر هذا العام �إلى الطائف‪.‬‬

‫نذر ه�شام �أن ي�سافر يف الإجازة لأداء العمرة‪.‬‬

‫‪ -2‬بالتعاون مع جمموعتك‪ :‬اذكر ما ميكنك ا�ستخال�صه من الفروق بني الأميان والنذور‪:‬‬


‫أ� ‪............................................................................................ -‬‬

‫ب ‪............................................................................................ -‬‬

‫ج ‪............................................................................................ -‬‬

‫د ‪............................................................................................ -‬‬

‫‪ -3‬بالتعاون مع جمموعتك‪ :‬ا�ستنتج بع�ض احلكم ال�رشعية من النهي عن النذر‪:‬‬


‫أ� ‪............................................................................................ -‬‬

‫ب ‪............................................................................................ -‬‬

‫ج ‪............................................................................................ -‬‬

‫‪251‬‬
‫التقويم؟‬
‫�أجب بعالمة( ‪� ) P‬أمام العبارة ال�صحيحة‪ ،‬و عالمة (‪� )O‬أمام العبارة الخط أ� مع ت�صحيحها‪ ،‬فيما‬ ‫س‪1‬‬

‫ي�أتي ‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫�أ‪ .‬احللف بغري الله �رشك �أ�صغر‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ب‪ .‬احلنث هو‪ :‬خمالفة ما حلف عليه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ج‪ .‬ال�صغري �إذا حنث وجبت عليه الكفارة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫د‪ .‬من �أكره على احلنث فلي�س عليه كفارة‬

‫قال الله تعالى‪} :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫س‪2‬‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪﭫ {‪:‬‬
‫�أ‪ -‬ما الذي تدل عليه هذه الآية الكرمية مما يتعلق مبو�ضوع الوحدة؟‬
‫ب‪ -‬اذكر مثا ًال يو�ضح ما تقول‪.‬‬

‫قال الله تعالى‪ } :‬ﯻ ﯼ{ حفظ الأيمان يت�ضمن �أمور ًا عديدة؛ فما هي؟‬ ‫س‪3‬‬

‫نذر �أحد الطالب �أن ي�صوم ثالثة �أيام �إن نجح هذا العام‪:‬‬ ‫س‪4‬‬

‫�أ‪ -‬ما حكم �إن�شاء هذا النذر؟‬


‫ب‪ -‬ما الدليل على ما تقول؟‬
‫ج‪ -‬ما حكم الوفاء به �إذا جنح؟‬
‫د‪ -‬ما الدليل على ما تقول؟‬

‫‪252‬‬
‫‪253‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬الأيمان والنذور‬

‫الأيمان هي‪ :‬توكيد �شيء بذكر ا�سم من �أ�سماء الله تعالى �أو �صفة من �صفاته عقب حرف من حروف الق�سم الثالثة (الواو‪ ،‬التاء‪ ،‬الباء)‬

‫الأيمان‬

‫�أنواعها‬
‫�شروط وجوب الكفارة‬ ‫كفارة اليمين‪:‬‬ ‫الحنث في اليمين‪:‬‬
‫‪�-‬أن تكون اليمين‬ ‫التخيير بين واحد من ثالثة‪:‬‬ ‫‪ -‬حنث واجب‪.‬‬
‫منعقدة‪.‬‬ ‫ •�إطعام م�ساكين‪.‬‬ ‫‪ -‬م�ستــــحب‪.‬‬
‫‪�-‬أن يكون الحالف‬ ‫ •ك�سوة م�ساكين‪.‬‬ ‫‪ -3‬محـــــــــرم‪.‬‬
‫‪. .................‬‬
‫ •عتق رقبة م�ؤمنة‪.‬‬ ‫‪ -‬مكـــــــروه‪.‬‬ ‫الجائزة‬
‫�إذا لم يجد ي�صوم ثالثة �أيام‪.‬‬
‫يحنث في يمينه‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪�-3‬أن‬ ‫‪-‬مبـــــــــــاح‪.‬‬
‫‪�-‬أن يكون الحالف‬
‫‪. .................‬‬
‫‪�-‬أن يكون الحالف‬ ‫المحرمة‬
‫‪...................‬‬
‫اللغو‪:‬‬ ‫المنعقدة‪:‬‬
‫ما يجري على‬ ‫الحلف بالله قا�صداً‬
‫الل�سان من غير‬ ‫ال‪.‬‬‫�أمراً م�ستقب ً‬
‫الغمو�س‬ ‫الحلف بغير الله‬ ‫ق�صد الحلف‪.‬‬ ‫�إذا حنث فيها‬
‫وال يترتب عليه‬ ‫وجبت عليه‬
‫النذور‬
‫�شيء‪.‬‬ ‫الكفارة‪.‬‬

‫�أنواعه‬ ‫حكمه‬

‫اللجاج‬
‫المطلق‬ ‫المكروه‬ ‫المباح‬ ‫المع�صية‬ ‫الطاعة‬ ‫محرم‪:‬‬
‫والغ�ضب‬ ‫مكروه‪:‬‬
‫النذر لله تعالى‬ ‫�إذا كان لغير الله �أو‬
‫لفعل محرم‬

You might also like