Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 53

‫‪‬‬

‫اىرزت‪ٞ‬حاإلصالٍ‪ٞ‬ح‬
‫اهمراب اىثاّ‪ٜ‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫اىرزت‪ٞ‬ح اإلصالٍ‪ٞ‬ح‬

‫مقدمة الكتاب‬

‫تتعلق مادة التربية اإلسالمية بدراسة ‪ :‬القرآن وعلومو ‪ ،‬والحديث وعلومو ‪ ،‬والفقو اإلسالمي ‪،‬‬

‫والسيرة النبوية ‪ ،‬وما ينتج عن تفاعل المسلم مع القرآن والسنة وتمثلو للسيرة النبوية وبناء حياتو‬

‫اليومية على ذلك وىو مايطلق عليو بـ ـ ـ (الثقافة اإلسالمية) ‪.‬‬

‫المعلومات‪ ،‬وتكسبو اتجاىات‬ ‫ودراسة ىذه المادة في مختلف مراحل التعليم تزود الطالب‬

‫ومهارات تتعلق بدينو اإلسالمي‪ .‬ومن خالل دراسة المتدرب لهذه المادة يقف على إىتمام اإلسالم‬

‫بالمجتمع المسلم ‪ ،‬ومايجب أن يسوده من عالقات اجتماعية طيبة تتحول إلى ثقافة أصيلة ‪.‬‬

‫األهداف العامة‬
‫‪ ‬تنمية المعرفة الدينية لدى الدارس ‪.‬‬
‫‪ ‬ربط النصوص الدينية بواقع الحياة اليومية للدارس ‪.‬‬
‫‪ ‬تجذير الثقافة الدينية الصحيحة لدى الدارس ‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية وتعزيز االنتماء الديني لدى الدارس ‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية قدرة الدارس على عرض الصورة الصحيحة للدين اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية الشعور بأهمية مدرس التربية اإلسالمية في العملية التعليمية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪1‬‬ ‫الوحدة األولى ‪ :‬القرآن الكريم‬

‫مقدمة ( الوحدة األولى)‬

‫القرآن الكريم ىو المصدر األول الذي يتلقى منو المسلمون تعاليم دينهم (عقيدة وعمال وسلوكا) ومنو تنبثق‬
‫جميع مصادر التشريع اإلسالمي ‪ ،‬وتمثل أخالق اإلسالم وتطبيقاتها في المجتمع المسلم المعصم األساسي ‪،‬‬
‫والرابط القوي الذي يحافظ على بقاء كيان المجتمع المسلم متماسكا ‪.‬‬

‫ومن ىنا تقوم ىذه الوحدة بدراسة اآليات القرآنية التي تركز توجيو المجتمع المسلم نحو األخالق االجتماعية‬
‫القويمة‪.‬‬

‫ئ‬
‫أهداف الوحدة‬
‫‪-1‬يربط اآليات المقررة باآليات التي درسها في الكتاب األول‬

‫‪-2‬يشرح أىمية أن تسود العالقات الطيبة بين المسلمين في التعاون االجتماعي‪.‬‬

‫‪-3‬يبرىن أن معيار التفاضل بين الناس ىو ‪ :‬مايقدمو الفرد من عمل صالح ‪.‬‬

‫‪-4‬يقارن بين ما تضمنتو اآليات من تعاليم وتوجيهات ‪ ،‬وواقع المجتمع الصومالي من حيث الترفع بالنسب‬
‫والحسب‬

‫‪-5‬يوضح اآلثار المترتبة لتطبيق توجيهات اآليات في العالقات بين أفراد المجتمع المسلم ‪.‬‬

‫ويستخدم في تدريس ىذه الوحدة‬

‫طريقة المجموعات‬
‫‪3‬‬
‫طريقة حل المشكالت‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪1‬‬ ‫الدرس األول‪:‬‬

‫سورة الحجرات )‪ (4‬آداب المعاشرة واإلجتماع‬

‫( ٌاأٌها الّذٌن آمنوا الٌسخر قوم من قوم عسى أن ٌكونوا خٌرا مّنهم والنساء من نساء عسى أن‬
‫ٌكن خٌرا منهن والتلمزوا أنفسكم وال تنابزو باأللقاب بئس اإلسم الفسوق بعد اإلٌمان ومن لم ٌتب‬
‫فؤولئك هم الظالمون ( ‪ٌ )11‬اأٌها الّذٌن آمنو اجتنبوا كثٌرا من الظن إن بعض الظن إثم وال‬
‫تجسسوا والٌؽتب بعضكم بعضا أٌحب أحدكم أن ٌؤكل لحم أخٌه مٌتا فكرهتموه وا ّتقوا هللا إنّ هللا‬
‫توّ اب رحٌم (‪. )12‬‬

‫شرح المفردات ‪:‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫السخرٌة ‪ :‬التحقٌر واإلستهزاء بالناس بالقول أو الفعل فى‬ ‫الٌسخر‬
‫حضرتهم‬
‫ٌطلق على الرجال والنساء ‪ ،‬ولكنه إذا جاء فً مقابل النساء‬ ‫قوم‬
‫كان مختصا بالرجال كما فً اآلٌة‬
‫(التلمزو أنفسكم) التعٌبو فتعابو الٌعب بعضكم بعضا‬ ‫ال تلمزو أنفسكم‬
‫الٌدع بعضكم بعضا بلقب كرٌه ٌكرهه وٌإثر فً نفسه‬ ‫والتنابزو باأللقاب‬
‫فالمعاشرة اإلسبلمٌة تقوم علً تبادل األقوال الطٌبة‬
‫الذكر والصٌت من قولهم طار اسمه بٌن الناس بالكرم أوالبخل‬ ‫اإلسم‬
‫الذنب الذي ٌستحق صاحبه العقاب‬ ‫اإلثم‬
‫التجسس‪:‬تتبع العورات والبحث عن المساويء ومثله التحسس‬ ‫والتجسسوا‬
‫الؽٌبة‪ :‬ذكر أخاك بما ٌكره ‪ .‬وٌإذي مشاعره وٌورث الحقد‬ ‫والٌؽتب‬
‫فٌصدع الوحدة وٌوهن التناصرة اإلخوة التً أقامها اإلسبلم‬

‫‪4‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫االٌضاح والتوجٌه‬

‫قصة النزول‪:‬‬

‫نزلت هذه اآلٌة فً وفد تمٌم وهم حدٌثوا عهد باإلسبلم ‪ ،‬حٌث سخروا من فقراء المسلمٌن وهم‬
‫أهل الصفة الذٌن قال هللا فٌهم ( للفقراء الذٌن أحصروا فى سبٌل هللا ‪).......‬‬

‫وذلك لما رأو من تقشفهم وهذه السخرٌة كانت منهم فى فجر إسبلمهم ولم ٌتمكن اإلٌمان من‬
‫قلوبهم ثم صاروا بعد ذلك إخوانا متحابٌن فى هللا مطبقٌن لقوله تعالً ‪ ( :‬إنما المإمنون إخوة )‬
‫واإلسبلم دٌن اإلخاء والمحبة واإللفة والتعاون الٌدع شٌئا ٌبث المحبة وٌرفع راٌة اإلخاء إال دعا‬
‫إلٌه وحض علٌه فى حرارة وإصرار فبل ٌحل لمسلم أن ٌجابه أخاه بما ٌكره أوٌقلل من شؤنه أو‬
‫ٌحتقره لمظهر اجتماعى الٌمت إلى القلب بصلة والتربطه باألعمال الحسنة كان ٌكون رث‬
‫الثٌاب صفر الٌدٌن خامل الذكر‪ٌ ( .‬اأٌها الّذٌن آمنوا الٌسخر قوم من قوم عسى أن ٌكونوا خٌرا‬
‫منهم والنساء من نساء عسى أن ٌكن خٌرا منهن )‪.‬‬

‫معنى اآلٌة ‪:‬‬

‫لما أمرهللا سبحانه وتعالى بإصبلح ذات البٌن ( وإن طائفتان من المإمنٌن اقتتلوا فؤصلحوا بٌنهما‬
‫) ونهى عن التفرق عقب على ذلك بالنهً عن أسباب الفرقة من السخرٌة واالزدراء بؤهل الفقر‬
‫والمسكنة ونحو ذلك فؤدبنا بهذا األدب االجتماعى الراقى ‪ ،‬وهو عدم السخرٌة واالستخفاؾ‬
‫بالناس ‪ ،‬فٌنبؽى لئلنسان أال ٌحتقر أخاه اإلنسان ‪ ، ،‬فٌظلم نفسه بتحقٌر من وقره هللا ‪ ،‬واالستهانة‬
‫بمن عظمه هللا ‪ ،‬ولقد بلػ بالسلؾ افراط توقٌهم وتصونهم من ذلك أن قال عبدهللا ابن مسعود‬
‫رضً هللا عنه ‪ ( :‬الببلء موكل بالقول لوسخرت من كلب خشٌت أن أحول كلبا ) ‪.‬‬

‫نداء هللا للمؤمنٌن ‪:‬‬

‫نادى هللا المإمنٌن بهذا الوصؾ فً األخبلق ‪ ،‬وفى األحكام ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫فى األخالق ‪:‬‬

‫(‪) 1‬‬ ‫(ٌاأٌها الّذٌن آمنوا الٌسخر قوم من قوم عسى أن ٌكونوا خٌرا منهم ‪ ...‬الخ )‬

‫(‪) 2‬‬ ‫(ٌاأٌها الّذٌن امنو اجتنبوا كثٌرا من الظن ‪ ...‬الخ )‬

‫وكما ناداهم فى األخبلق حثا على التحلى بها ناداهم فى األحكام حثا على امتثالها والعمل‬
‫بمقنضاها ناداهم فى األحكام التى طلب بها كل فرد ‪.‬‬

‫(‪) 3‬‬ ‫(ٌاأٌها الّذٌن آمنوا كتب علٌكم الصٌام )‬

‫(‪) 4‬‬ ‫(ٌاأٌها الّذٌن آمنوا التحلوا شعائرهللا )‬

‫وناداهم فى األحكام التى طلب وجودها فٌما بٌن الجماعة ‪ ،‬وطلبها من الجماعة من جهة انها‬
‫جماعة والشان فى هذا النوع ان ٌناط تنفٌذه بمن ٌمثل الجماعة وٌنوب عنها مع مسئولٌه الجماعة‬
‫عنه ‪ ،‬وهذا هو أساس مسئولٌة الحاكم أمام الجماعة‬

‫) (‪) 5‬‬ ‫(ٌا أٌها الّذٌن آمنوا كتب علٌكم القصاص فى القتلى‬

‫وفى قوله تعالى ( عسى أن ٌكونوا خٌرا منهم ) وقوله تعالى ‪ ( :‬عسى أن ٌكن خٌرا منهن ) بٌان‬
‫للعلة الموجبة للنهً ‪ ،‬واإلنسان الٌطلع إال على ظاهر األمر وهو عما وراء ذلك جاهل ( ورب‬
‫أشعث أؼبر ذي طمرٌن تنبوا عنه أعٌن الناس لو أقسم على هللا ألبره ) ‪.‬‬

‫وقد جاء القرآن الكرٌم بمفهوم جدٌد للتفاضل والتكرٌم حٌن قال (إنّ أكرمكم عند هللا أتقاكم )‬
‫وأوضح الرسول صلى هللا علٌه وسلم ذلك بقوله (إنه لٌؤتً الرجل العظٌم السمٌن ٌوم القٌامة‬
‫الٌزن عندهللا بعوضة ) ‪.‬‬

‫فالخصلة التى ٌفضل بها اإلنسان ؼٌره فى المفهوم اإلسبلمى وٌكسب بها الشرؾ والكرامة عند‬
‫هللا هً التقوى قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم( من س ّره ان ٌكون أكرم الناس فلٌتق هللا )‬

‫‪ -1‬اىحجزاخ ‪11‬‬
‫‪ -2‬اىحجزاخ ‪12‬‬
‫‪ -3‬اىثقزج ‪183‬‬
‫‪ -4‬اىَائذج ‪2‬‬
‫‪ -5‬اىثقزج ‪178‬‬

‫‪6‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫وقال ابن عباس رضى هللا عنهما ( كرم الدنٌا الؽنً وكرم اآلخرة التقوى ) ومن هنا نعلم ان مرد‬
‫التفاضل بٌن العباد إلى هللا وحده ‪ ،‬وهو أمر الٌطلع علٌه أحد إال هللا ‪.‬‬

‫( والتلمزوا أنفسكم ) ‪ .‬وذلك ألنّ اإلنسان إذا عاب ؼٌره عابه ذلك الؽٌر فٌكون بذلك قد تسبّب‬
‫فى عٌب نفسه فكؤنه عابها ‪ ،‬وجاء فى هذا القبٌل حدٌث الرسول ( إنّ من أكبر الكبائر أن ٌلعن‬
‫الرجل والدٌه قٌل ‪ :‬وكٌؾ ٌلعن الرجل والدٌه ؟ قال ‪ٌ( :‬سب الرجل أبا الرجل فٌسب أباه وٌسب‬
‫أمه ) والسخرٌة واللمز معناهما متقارب( وٌل لكل همزة لمزة ) فالهمز بالفعل واللمز بالقول ‪.‬‬

‫( والتنابزوا باأللقاب ) ‪.‬‬

‫قصة النزول ‪:‬‬

‫قال جبٌر بن الضحاك األنصارى قدم علٌنا رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ولٌس منا رجل إال‬
‫وله إسمان أوثبلثة فجعل رسول اله صلى هللا علٌه وسلم ٌقول ‪ٌ :‬افبلن ‪ٌ ،‬قولون ‪ :‬مه ٌا رسول‬
‫هللا إنه ٌؽضب من هذا اإلسم فؤنزل هللا هذه اآلٌة ( وال تنابزوا باأللقاب بئس اإلسم الفسوق بعد‬
‫شتم والمراد بهذه األلقاب ما ٌكرهه المخاطب أمااأللقاب التى صارت‬ ‫اإلٌمان ) ومن ذلك ال ّ‬
‫كاألعبلم ألصحابها مثل األعشى واألعمى فبل بؤس بها إذا لم ٌكرهها المدعو بها ‪ ،‬وأما األلقاب‬
‫التى تشعر بالمدح فبل تكره كما قٌل إلبى بكر العتٌق والصدٌق ولعمر الفاروق ولعثمان ذو‬
‫النورٌن ولعلى ابو تراب ولحمزة اسد هللا وؼٌر ذلك من األلقاب التى تشعر بالمدح فاللّقب فى‬
‫المفهوم اللؽوى ماأشعر بذم أومدح ‪ .‬والكنٌة ما صدرت بؤب أو أم ‪.‬‬

‫اإلرشاد والتوجٌه ‪:‬‬

‫ٌرشدنا القرآن الكرٌم إلى أن التنابز باأللقاب المبؽوضة لدى أصحابها من أسباب الفسوق ‪،‬‬
‫واالتصاؾ بالفسوق وهو الخروج عن الطاعة بعد اإلٌمان مذموم ‪ ،‬فلٌس من صفات المإمن‬
‫الفسوق ‪ ،‬والمعنى بئس الصفة إسم الفسوق ‪ ،‬وهو التنابز باأللقاب كما كان الجاهلٌة ٌتناعتون‬
‫بعدما دخلتم فى اإلسبلم وعقلتموه ‪ ،‬فكٌؾ تعودون إلى صفات الجاهلٌة ؟ وقد جاء اإلسبلم‬
‫بمفاهٌم اجتماعٌة جدٌدة راقٌة تصلح لكل مجتمع متطور متمسك بمكارم األخبلق ‪.‬‬

‫( ومن لم ٌتب فؤولئك هم الظالمون )‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫ثم وصؾ القرآن الكرٌم من لم ٌتب عما نهى عنه بانه من الظالمٌن النفسهم بارتكابهم المعاصى‬
‫واستحاقهم للعقوبة ‪ .‬والتوبة التى بها تكفر الذنوب هً التوبة النصوحة التى تشتمل على ثبلثة‬
‫اشٌاء‬

‫الندم على ما فات ‪ .‬اإلقبلع فى الحال ‪ .‬العزم على عدم العودة والقصد إلى الطاعات ‪.‬‬

‫(ٌاأٌها الّذٌن امنو اجتنبوا كثٌرا من الظن إن بعض الظن إثم وال تجسسوا والٌؽتب بعضكم بعضا‬
‫أٌحب أحدكم أن ٌاكل لحم أخٌه مٌتا فكرهتموه) ‪.‬‬

‫معنى اآلٌه ‪:‬‬

‫ٌنهى هللا سبحانه وتعالى عباده عن كثٌر من الظن ألن ذلك إثم خالص قلٌبتعد المإمن عن كثٌره‬
‫احتٌاطا ‪ .‬قال سفٌان الثوري ( ّ‬
‫الظن ظ ّنان أحدهما اثم وهو ان ٌظن وٌتكلم به ‪ ،‬واآلخر لٌس باثم‬
‫وهو ان ٌظن وال ٌتكلم به ) والظنون التى ٌجب اجتنابها هً كل مالم تعرؾ له امارة صحٌحة ‪،‬‬
‫وسبب ظاهر كان حراما واجب االجتناب واآلٌة تحرم ثبلثة امور كل واحد منها له اثره السىء‬
‫فى العبلئق االجتماعٌة ‪.‬‬

‫الؽٌبة ‪.‬‬ ‫التجسس ‪.‬‬ ‫الظن السىء ‪.‬‬

‫( والتجسسوا ) ‪.‬‬

‫عن مجاهد ‪ :‬التجسسوا ( خذوا بما ظهر لكم ودعوا ما ستر هللا ) والمعنى التبحثوا عما ٌكتم‬
‫علٌكم ‪ ،‬فالواجب ان تؤخذ بما ظهر وتدع السرائر لعبلم الؽٌوب وال تتبع عورات المسلمٌن‬

‫خطب الرسول صلً هللا علٌه وسلم قفال ‪ٌ ( :‬ا معشر من آمن بلسانه ولم ٌخلص إالٌمان إلى قلبه‬
‫ؾنّ من تتبع عورات المسلمٌن تتبع هللا عورته حتى ٌفضحه فى جوؾ‬
‫التتبعوا عورات المسلمٌن إ‬
‫بٌته ) ‪.‬‬

‫بهذا ٌقرر اإلسبلم للبٌوت حرمتها ولبلفراد كرامتهم اآلدمٌة بؽض النظر عن األوضاع والفروق‬
‫اإلجتماعٌة فبل تقتحم علٌهم دورهم وال ٌروع اآلمنون فٌها وال تهدر كرامتهم وال تؽتصب‬
‫أموالهم سابقا بذلك النظم والدساتٌر الوضعٌة القدٌمة والحدٌثة والرسول صلً هللا علٌه وسلم‬

‫‪8‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫ٌقول ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) إال انه للمصلحة العامة والمحافظة‬
‫على سبلمة المجتمع واستتاب األمن لم ٌكن بد من اباحتها ( والضرورات تبٌح المحظورات ) ‪.‬‬

‫( والٌؽتب بعضكم بعضا ) ‪.‬‬

‫الؽٌبة من الكبائر وهً محرمة بإالجماع ولها مظاهر شتى وربما جاءت فى أسلوب ظاهره‬
‫العطؾ واإلرشاد مثل قولهم مسكٌن مبتلى بكذا عافاه هللا – وقد وضح الرسول صلً هللا علٌه‬
‫وسلم حقٌقة الؽٌبة حٌث قال ( أتدرون ما الؽٌبة ؟ قالوا هللا ورسوله أعلم ‪ .‬قال ذكرك أخاك بما‬
‫ٌكره قٌل أرأٌت لوكان فى أخى ما أقول ؟ قال إن كان فٌه ما تقول فقد اؼتبته وإن لم ٌكن فٌه‬
‫ماتقول فقد بهته وال ٌستثنى من ذلك إال مارجحت مصلحته كما فى الجرح والتعدٌل والنصٌحة‬
‫كقول الرسول صلً هللا علٌه وسلم لما است أ ذن علٌه ذلك الرجل الفاجر ( ائذنوا له لبئس اخو‬
‫العشٌرة ) ‪ .‬وكقوله صلً هللا علٌه وسلم لفاطمة بنت قٌس رضً هللا عنها وقد خطبها معاوٌة‬
‫وأبو الجهم ( اما معاوٌة فصعلوك واما ابو الجهم فبل ٌضع عصاه من عاتقه وخٌر لك منهما‬
‫أسامة بن زٌد ) وقد استثنى العلماء بعض المواضٌع التى تحرم فٌها الؽٌبة مثل حاالت التظلم‬
‫واإلستعانة بتؽٌٌر منكر ممن ٌقدر على إزالته واالستفتاء واإلستشارة والمجاهرة بالفجور‬

‫( أٌحبّ أحدكم أن ٌؤكل لحم أخٌه مٌتا ) ‪:‬‬

‫تمثٌل وتصوٌر لما ٌنال المؽتاب على أفظع وجه وأفحشه فى أسالٌب شتى ‪:‬‬

‫اإلستفهام التقرٌري الذي ٌحمل علىاإلعتراؾ بقبح ما بعده‪.‬‬

‫جعل ما هو فى الؽاٌة القصوى من الكراهة موصوال بالمحبة ‪.‬‬

‫إسناد الفعل إلى أحدكم واإلشعار بؤنه الأحد ٌحب ذلك ‪.‬‬

‫قال رسول هللا صلً هللا علٌه وسلم (لما عرج بً مررت بقوم لهم اظافر من نحاس ٌخمشون‬
‫وجوههم وصدورهم قلت ‪ :‬من هإالء ٌا جبرٌل ؟ قال ‪:‬هم اللذٌن ٌاكلون لحوم الناس وٌقعون فً‬
‫أعراضهم )‬

‫‪9‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫فالؽٌبة عادة مرذولة وصفة مستهجنة كثٌرا ما أودت بالصبلت و أثارت األحقاد ‪ ،‬وشتت من جمع‬
‫وفرقت من شمل وهً مع هذا عذابها شدٌد وعقابها (وهل ٌكب الناس علً مناخرهم إال حصائد‬
‫ألسنتهم ) صدق رسول هللا صلً هللا علٌه وسلم‪.‬‬

‫(واتقوا هللا إنّ هللا تواب رحٌم) ‪:‬‬

‫‪ ،‬والتقوى تعنً‪:‬‬ ‫أمر بتقوى هللا‬

‫صٌانة النفس عن كل ما ٌضر وٌإذي ‪.‬‬

‫اإلبتعاد عن كل ماٌحول بٌن اإلنسان والؽاٌات النبلٌة ‪.‬‬

‫التحلً بالفضائل اإلنسانٌة الحقة‬

‫( واتقوا هللا إنّ هللا تواب رحٌم ) ‪:‬‬

‫اتقوا هللا فى اإلؼتٌاب وؼٌره من اآلثام بؤن تتوبوا منها ( إنّ هللا تواب رحٌم ) قابل توبة التائبٌن‬
‫رحٌم بهم ومن رحمته قبول التوبة وؼفران الحوب ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪2‬‬ ‫الدرس الثانً‬

‫سورة الحجرات( ‪ : ) 5‬الناس سواسٌة كأسنان المشط‬

‫( ٌاأٌها الناس إ ّنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إان أكرمكم عندهللا‬
‫أتقاكم إن هللا علٌم خبٌر ) (‪. )13‬‬

‫شرح المفردات ‪:‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫من آدم وحواء ‪ ،‬أوكل منكم من أب وأم ‪.‬‬ ‫من ذكر وانثى‬
‫الشعب ‪ :‬األمة التى لها وطن ٌجمعها وهو من أعلى طبقات‬ ‫شعوبا‬
‫النسب ‪.‬‬
‫القبٌلة ‪ :‬الجماعة التى عرفت بؤب تنتسب الٌه‬ ‫قبا ئل‬

‫االٌضاح والتوجٌه‬

‫قصة النزول ‪:‬‬

‫اختلؾ فى قصة نزول هذه اآلٌة ‪ ،‬فقال ابن عباس رضً هللا عنهما ‪:‬‬

‫لما كان ٌوم فتح مكة أمر النبً صلً هللا علٌه وسلم ببلال أن ٌعلو على سطح الكعبة وٌإذن فى‬
‫الناس ‪ .‬فساء ذلك البعض من سادة قرٌش فقال عتاب بن أسٌد الحمد هلل الذى قبض أبً حتى‬
‫الٌرى هذا الٌوم ‪ .‬فقال حارث بن هشام ‪ :‬اما وجد ؼٌر هذا الؽراب األسود مإذنا ؟ وتكلم ؼٌرهم‬
‫وسلهم فؤقروا‬
‫أؾتى جبرٌل النبً صلً هللا علٌه وسلم واخبره بما قالوا ‪ ،‬فدعاهم أ‬

‫ونزلت هذه اآلٌة ‪:‬‬

‫إنّ أكرمكم عندهللا‬ ‫(ٌاأٌها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‬
‫اتقاكم) ‪.‬‬

‫معنى اآلٌه ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫اآلٌات السابقة كانت تخاطب المإمنٌن بوصؾ اإلٌمان لٌوقظ فٌهم هذا الوصؾ المسارعة إلى‬
‫التنفٌذ واإلمتثال أما الخطاب فى هذه اآلٌة التى معنا فموجه إلى الناس كافة ألنّ هدفه اجتثاث داء‬
‫قدٌم ذاع واستشرى بٌن الناس ذلك هو التفاخر باألحساب واألنساب والتكاثر باألموال واألوالد ‪،‬‬
‫والمصٌر ‪ ،‬فالناس‬ ‫واقرار مبد أ إنسانى رفٌع بٌن بنى البشر هو المساواة المطلقة فى المبدأ‬
‫سواسٌة بحسب خلقهم األول وعناصرهم األولى ‪ ،‬ولٌس ثمة تفاضل فً إنسانٌتهم ‪ ،‬وإ ّنما ٌجري‬
‫التفاضل بٌنهم على أسس خارجة عن اإلنسانٌة نفسها وذلك على أسس كفاٌتهم وأعمالهم وما‬
‫ٌقدمه كل منهم لربه ونفسه ومجتمعه واإلنسانٌة جمعاء ‪.‬‬

‫توجٌه اآلٌة ‪:‬‬

‫إذا فخر الؽربٌون أنّ حضارتهم كانت أول حضارة أعلنت حقوق اإلنسان رسمٌا فى القرن‬
‫السابع عشر بإنجلترى ثم فى أمرٌكا ثم فى فرنسا كذلك فقد قرر القرآن الكرٌم منذ اربعة عشر‬
‫قرنا أسمى مبدأللبشرٌة جمعاء بقوله تعالى ‪ٌ( :‬اأٌها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم‬
‫شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عندهللا اتقاكم ) ‪.‬‬

‫فالخطاب موجه للناس جمٌعهم على اختبلؾ أجناسهم فهم من رجل وامراة واحدة فهم متساون فى‬
‫المٌبلد واألصل والجنس البشري ‪ ،‬فالناس جمٌعا منحذرون من اب واحد وام واحدة فبل فضل‬
‫ألحد بحسب العنصر‪ ،‬وإذا كان هللا سبحانه وتعالى قد جعلنا شعوبا وقبائل فانه لم ٌجعلنا كذلك‬
‫لتفضٌل شعب على شعب أوقبٌلة على قبٌلة و إ ّنماقسمنا هذا التقسٌم لٌكون ذلك سببا للتعارؾ‬
‫والتمٌٌز والتسمٌة كشؤن األفراد ٌحمل كل منهم اسما لٌعرؾ به وٌمٌزه عمن سواه واما التفاضل‬
‫بٌن الناس فى نظر اإلسبلم فٌجري على أساس األعمال ومبلػ المحافظة على حدود هللا فاكرمنا‬
‫عند هللا اتقانا ‪.‬‬

‫( إن أكرمكم عند هللا أتقاكم ) ‪:‬‬

‫بعد ان هدم اإلسبلم ماكان علٌه الناس قبله من التفاخر باألحساب واألنساب أقام المفهوم الجدٌد‬
‫الذى جاء به مكانه ( إنّ أكرمكم عند هللا أتقاكم ) فهو التقوى وعلى ضوء هذا المفهوم الجدٌد فتح‬
‫اإلسبلم باب تكافإ الفرص عل مصارعٌه لكل عامل مجد لٌصل إلى اقصى ما تإهله مواهبه‬
‫وٌنٌله عمله وتقواه ‪ ،‬وسارت األمة اإلسبلمٌة فى عصورها الزاهرة تحت هذه الراٌة البٌضاء‬
‫على اختبلؾ أجناسها وألوانها ( وقل اعملوا فسٌرى هللا عملكم ورسوله والمإمنون ) ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪3‬‬ ‫الدرس الثالث‬

‫سورة الحجرات(‪ )6‬اإلٌمان ما وقر فً القلب وصدقه العمل‬

‫قال هللا تعالى ‪ ( :‬قالت إالعراب آمنا قل لم تإمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما ٌدخل إالٌمان فً‬
‫قلوبكم وان تطٌعوا هللا ورسوله الٌلتكم من أعمالكم شٌئا إن هللا ؼفور رحٌم (‪ )14‬إ ّنما المإمنون‬
‫الذٌن آمنوا باهلل ورسوله ثم لم ٌرتابوا وجاهدوا ب أموالهم و أنفسهم فً سبٌل هللا أولئك هم‬
‫الصادقون (‪ )15‬قل أتعلمون هللا بدٌنكم وهللا ما فً السموات ومافً األرض وهللا بكل شًء‬
‫علٌم(‪ٌ )16‬منون علٌك أن أسلموا قل ال تمنوا علىّ إسبلمكم بل هللا ٌمنّ علٌكم أن هداكم لؤلٌمان‬
‫إن كنتم صادقٌن (‪ )17‬إن هللا ٌعلم ؼٌب السموات واألرض وهللا بصٌر بما تعملون (‪.) )18‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫سكان البادٌة ‪ ،‬والمراد بها هنا أعراب بنً اسد‬ ‫األعراب‬
‫الٌنقصكم شٌئا من ثواب أعمالكم والٌظلمكم‬ ‫الٌلتكم من أعمالكم‬
‫لم ٌشكوا وال تزلزلوا بل ثبتوا على تصدٌقهم‬ ‫لم ٌرتابوا‬
‫المن تعداد النعٌم اظهارا لفضل صاحبها أوذكر األٌادي‬ ‫ٌمنون‬
‫تعرٌضا للشكر‬

‫االٌضاح والتوجٌه‬

‫قصة النزول ‪:‬‬

‫عن ابن عباس رضً هللا عنهما أنّ قوما من بنً اسد قدموا المدٌنة فً سنة جدب ؾ أظهروا‬
‫الشهادة وهم ٌؽدون وٌروحون على رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم وٌقولون ‪ :‬هلك العرب‬
‫بؤنفسنا على ظهور رواحلها ‪ ،‬وجئنا نحن بإالنفال والذراري ‪ ،‬ولم نقاتلك كماقاتلك بنو فبلن‬
‫ٌمنون على رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم وٌرٌدون الصدقة وٌقولون ‪ :‬اعطنا الصدقة فنزلت‬
‫هذه اآلٌة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫معنى اآلٌة‪:‬‬

‫(قالت إالعراب) وهم أولئك النفر من بنً اسد كانوا ٌمنون على النبً صلى هللا علٌه وسلم بإنهم‬
‫آمنوا ودفعهم إٌمانهم إلى جواره بالمدٌنة ‪ ،‬ولم ٌشهروا علٌه سٌفا ‪ ،‬والشرعوا رمحا ‪ ،‬وقد قاتله‬
‫بنوفبلن وبنو فبلن من العرب فنحن مإمنون زعما منهم أنّ التلفظ بإالٌمان هو عنوان كل مكرمة‬
‫واحسان فرد هللا على زعمهم ( قل لم تإمنوا ) أي لستم مإمنٌن وان اخبرتم عنه ألنّ اإلٌمان قول‬
‫وعمل ( ولكن قولوا أسلمنا ) أي أنقدنا ودخلنا فً السلم خوؾ السباء والقتل ( ولما ٌدخل اإلٌمان‬
‫فً قلوبكم ) النه لوحل اإلٌمان فً القلوب لتاثر منه البدن وظهر علٌه مصداقه من األعمال‬
‫الصالحة والبعد عن ارتكاب المنهٌات فان لكل حق حقٌقة ولكل دعوى شاهد ( وان تطٌعوا هللا‬
‫ورسوله ) فتؤتمروا بكل ما أمرهللا به ونهى عنه(ألٌلتكم من أعمالكم شٌئا)الٌظلمكم من اجور‬
‫اموالكم والٌنقصكم من ثوابها ( إن هللا ؼفور رحٌم) لمن اطاعه وتاب الٌه من سالؾ ذنوبه فانٌبوا‬
‫إلى هللا أٌها إالعراب ‪ ،‬واعقدوا قلوبكم على اإلٌمان والعمل بمقتضٌاته ٌؽفرلكم وٌرجمكم‬

‫ثم بٌن هللا تعالى االٌمان ومابه ٌكون المإمن حقا فقال‪( :‬انما المإمنون الذٌن آمنوا باهلل ورسوله‬
‫ثم لم ٌرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم فً سبٌل هللا أولئك هم الصادقون) ‪.‬‬

‫معنى اآلٌة‪:‬‬

‫(انما المإمنون الذٌن آمنوا باهلل ورسوله ثم لم ٌرتابوا ‪ )...........‬أي لم ٌقع فً نفوسهم شك فٌما‬
‫آمنوا به من وحدانٌة هللا ونبوة نبٌه ‪ ،‬والزموا نفوسهم طاعة هللا وطاعة رسوله صلى هللا علٌه‬
‫وٌلم ‪ ،‬والعمل بما وجب علٌهم من فرائض هللا من ؼٌر شك فً وجوب ذلك علٌهم ( وجاهدوا‬
‫باموالهم وانفسهم فً سبٌل هللا ) جاهدوا المشركٌن بانفاق اموالهم وبذل جهدهم فً جهادهم‬
‫كماأمرهللا ؛ وذلك لتكون كلمة هللا العلٌاوكلمة الذٌن كفروا السفلى ‪ ،‬وسبٌل هللا اصطبلح اسبلمً‬
‫ٌعم العبادات والطاعات كلها ؛ النها فً سبٌله وجهته ‪.‬‬

‫( أولئك هم الصادقون ) الذٌن صدقوا فً ادعاء االٌمان لظهور أثر الصدق على جوارحهم وفٌه‬
‫تعرٌض بكذب أولئك – أالعراب – فً ادعائهم اإلٌمان‪.‬‬

‫( قل أتعلمون هللا بدٌنكم وهللا ٌعلم مافً السموات ومافً األرض وهللا بكل شًء علٌم ) ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫معنى اآلٌة‪:‬‬

‫قل ٌا محمد لهإالء األعراب القائلٌن ب أفواههم ( آم ّنا) اتعلمون هللا بدٌنكم أي أتخبرونه بقولكم‬
‫(آم ّنا ) بطاعتكم أٌاه ؛ لتكونوا مع المإمنٌن عنده ‪ ،‬والتبالون بعلمه بما أنتم علٌه ؟‬

‫بعمال المخلوقات فقال ‪ ( :‬إنّ هللا ٌعلم ؼٌب‬


‫ثم أعاد هللا إالخبار بعلمه بجمٌع الكائنات وبصره أ‬
‫السموات واألرض وهللا بصٌر بماتعملون )‬

‫معنى اآلٌة‪:‬‬

‫إنّ هللا ٌعلم ماؼاب فً السموات واألرض وهو بصٌر بسركم وعبلنٌتكم ‪ ،‬والٌخفى علٌه‬
‫الصادق منكم من الكاذب ‪ ،‬والداخل فً اإلسبلم رؼبة فٌه أو رهبة من الرسول صلى هللا علٌه‬
‫وسلم وجنده ‪ ،‬وفً ذلك رمز إلى أنهم كاذبون فً دعواهم االٌمان ‪ ،‬واعبلن للنبً صلى هللا علٌه‬
‫وسلم واتباعه بما فً انفس أولئك االعراب ( ٌعلم خائنة االعٌن وما تخفً الصدور) وفً اضافة‬
‫اإلسبلم لهم (اسبلمكم ) معنى دقٌق أي ان هذا الذي تظهرونه ٌنبؽً أالٌسمى اسبلما إالعندكم‬
‫فقط ‪ ،‬بل استسبلم منشإه الرهبة والخوؾ الالتصدٌق الخالص بل هللا ٌمن علٌكم ان دلكم الى‬
‫االٌمان الصحٌح وارشدكم الٌه ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫المناقشة‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أجب عن األسئلة التالٌة ‪:‬‬

‫‪- 1‬حدد العبلقة بٌن اآلٌات التً درستها واآلٌات التً تمنتها دروس هذه الوحدة ‪.‬‬
‫لحم أخٌه مٌتا ‪.‬‬ ‫تنابزوا‬ ‫‪- 2‬أذكر معنى الكلمات التالٌة ‪ :‬قوم بئس اإلسم‬

‫‪ -3‬فٌمن قال هللا فٌهم ( للفقراء الذٌن أحصروا فً سبٌل هللا ‪)...‬؟‬

‫‪ -4‬صؾ كٌؾ ٌكون المجتمع إذا سادت فٌه ماتضنته هذه اآلٌات من توجٌهات ؟ ‪.‬‬

‫‪ -5‬لماذا نفى هللا صفة اإلٌمان عمن دعاه ؟‬

‫ثانٌا‪ :‬اختر الجواب الصحٌح من الخٌارات التالٌة‬

‫‪- 1‬التؤدب باألدب اإلجتماعً الراقً ٌإدي إلى ‪:‬‬

‫عدم السخرٌة واإلستهزاء بالناس‬

‫التهجد فً اللٌل‬

‫المذاكرة الجٌدة للدروس‬

‫‪ -2‬عبارة الببلء موكل بالقول قالها ‪:‬‬

‫عبد هللا بن عمرو بن العاص‬

‫عبد هللا بن المبارك‬

‫عبد هللا بن مسعود‬

‫‪ٌ -3‬لعن الرجل والدٌه إذا ‪:‬‬

‫أخذ ضالة فً الطرٌق‬

‫نادى شخصا باسم جده‬

‫سب وشتم شخصا آخر ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪ -4‬اللقب فً المفهوم اللؽوي‬

‫ما سبب أن ٌٌشتم والد الرجل‬

‫اإلسم الذي ٌبد أ بؤب أو بؤم‬

‫ما أشعر بذم أو مدح‬

‫ثالثا ‪ :‬أكتب عبلمة (√) أو (×) أمام العبارات التالٌة ‪:‬‬

‫)‬ ‫‪- 1‬وصؾ القرآن من لم ٌتب عمّا نهى عنه بؤنه من المعفوٌن عنهم (‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -2‬الٌؤثم من ظن بؤخٌه شٌئا ولكنه لم ٌتكلم به‬

‫‪ -3‬قال شخص ‪ :‬انظروا هذا المسكٌن فإنه مبتلى بكذا عافاه هللا الٌدخل هذا فً باب الؽٌبة ( )‬

‫‪ -4‬قال حارثة بن هشام ‪ :‬أما وجدؼٌر هذا الؽراب األسود مإذنا ( )‬

‫‪ -5‬اعبلن حقوق اإلنسان فً انجلترا وأمرٌكا وفرنسا هو أول إعبلن لحقوق اإلنسان عرفته‬
‫)‬ ‫اإلنسانٌة (‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -7‬جعل هللا الناس شعوبا وقبائل لمجرد أن ٌعرؾ بعضهم بعضا‬

‫رابعا ‪ :‬أكمل الفراؼات التالٌة بما ٌناسبها‬


‫‪-1‬التفاضل بٌن الناس ‪.............‬على أساس األعمال ومبلػ المحافظة على حدود هللا‬

‫‪ -2‬فتح جعل اإلسبلم معٌار التفاضل التقوى باب تكافإ ‪ .......‬لكل عامل مجد لٌصل إلى أقصى‬
‫ماتإهله ‪.....‬‬

‫‪ -3‬األعراب هم ‪ ..................‬والمراد بها هنا ‪................‬‬

‫‪ -4‬المن ‪ ..........‬إظهارا ‪ .... ، .......‬أوذكر ‪............ ، .......... ، ...........‬‬

‫‪ -5‬بسٌل هللا اصطبلح ‪ ...... ، ...........‬العبادات والطاعات ‪...........‬‬

‫‪17‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫الوحدة الثانية ‪ :‬الحديث النيوي‬


‫رآن الكريم‬
‫مقدمة الوحدة الثانية‬
‫ىٌ ‪ٝ‬قرصز إٕرَاً اإلصالً ٗرػا‪ٝ‬رٔ تاإلّضاُ فقط ‪ ،‬إَّا ذشَو مو مائِ ح‪ ٍِٗ ٜ‬طث‪ٞ‬ؼح اإلّضاُ أُ ‪ٝ‬رؼاٍو ٍغ‬
‫غ‪ٞ‬زٓ ‪ٕٗ ،‬ذااىرؼاٍو ‪ٝ‬نُ٘ ػي‪ ٚ‬أصاس اىظ٘إز ‪ ،‬ىذا حذر هللا اىْاس أُ ‪ٝ‬نُ٘ ظإزٌٕ ٍخاىفا ىثاطٌْٖ ف‪ٜ‬‬
‫ذؼاٍالذٌٖ ‪.‬‬

‫ٗف‪ ٜ‬اىجاّة ا‪ٟ‬خز رغة هللا اىْاس ف‪ ٜ‬اىرقزب إى‪ ٚ‬هللا ‪ٗ ،‬ذنفو هللا حفع ٍِ ‪ٝ‬نُ٘ ذقزتٔ إى‪ ٚ‬هللا أق٘‪ٗ . ٙ‬ذرْاٗه‬
‫ٕذٓ اى٘حذج أحاد‪ٝ‬ث ذذٗر ح٘ه ٕذٓ اىَ٘ظ٘ػاخ ‪.‬‬

‫‪ٌ .‬توقع من الدراس عند االنتهاء من دراسة هذه الوحدة أن ٌكون قادرا على أن‪:‬‬

‫‪ٌ-1‬حدد مفهوم االحسان‬

‫‪ٌ-2‬شرح رعاٌة اإلسبلم ورحمته بكل كائن حً أٌاكان ‪.‬‬

‫‪ٌ-3‬عطً أمثلة لتفرٌط اإلنسان فً اإلحسان ‪.‬‬

‫‪ٌ-4‬ذكر المعنى الحقٌقً للولً‪.‬‬

‫‪ٌ-5‬ذكرمفهوم الكرامة ‪.‬‬

‫‪ٌ-6‬وضح أهمٌة العبادات فً حفظ هللا ورعاٌته لعباده المتقربٌن إلٌه بالعبادات‪.‬‬

‫‪ٌ-7‬بٌن وسع رحمة هللا لعباده العازمٌن على أداء الدٌون التً ٌتحملونها ‪.‬‬

‫‪ٌ -8‬شرح مناسبة قوله تعالى ‪( :‬ومن ٌتق هللا ٌجعل له من أمره ٌسرا )لحدٌث‬

‫أداء الحقوق ‪.‬‬


‫ٌستخدم فً تدرٌس هذه الوحدة‪:‬‬
‫طرٌقة المناقشة‬

‫‪18‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪1‬‬ ‫الدرس األول ‪:‬‬


‫عن أبً ٌعلى شداد بن األوس رضً هللا عنه عن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم قال‪ ( :‬إنّ هللا‬
‫كتب اإلحسان على ك ّل شًء ‪ ،‬فإذا قتلتم فؤحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبحتم فؤحسنوا الذبحة ‪ ،‬ولٌحد‬
‫أحدكم شفرته ‪ ،‬ولٌرح ذبٌحته )‬
‫معانً المفردات‪:‬‬
‫كتب ‪ :‬أوجب‬
‫القتلة ‪ ،‬الذبحة بكسر القاؾ ‪ ،‬والذال أي الهٌئة ‪ ،‬أي أحسنوا هٌئة القتل وهٌئة الذبح‬
‫شفرته ‪ :‬سكٌنه‬
‫الشرح‪:‬‬
‫ورد هذا الحدٌث بؤلفاظ مختلفة تدل كلها بمعناه فقد ورد بلفظ " إن هللا محسن فؤحسنوا ‪ ،‬فإذا قتل‬
‫أحدكم فلٌحسن مقتوله ‪ ،‬وإذاذبح فلٌحد شفرته ‪ ،‬ولٌرح ذبٌحته ) وورد بلفظ إذا حكمتم فاعدلوا ‪،‬‬
‫وإذا قتلتم فؤحسنوا ‪ ،‬فإن هللا محسن ٌحب المحسنٌن ) وقوله صلى هللا علٌه وسلم " إن هللا كتب‬
‫اإلحسان على كل شًء " وفً رواٌة "على كل خلق " ٌقتضً أنه كتب على كل مخلوق اإلحسان‬
‫ولفظ الكتابة ٌقتضً الوجوب عند أكثر الفقهاء واألصولٌٌن ‪ ،‬واستعمل لفظة الكتابة فً القرآن‬
‫فٌماهو واجب حتم إما شرعا كقوله تعالى ( إن الصبلة كانت على المإمنٌن كتابا موقوتا ) وقوله‬
‫( كتب علٌكم الصٌام ) ‪ ،‬أو فٌماهو واقع قدرا المحالة كقوله تعالى ( كتب هللا ألؼلبن أنا ورسلً‬
‫) وكقوله تعالى ( أولئك كتب فً قلوبهم اإلٌمان ) فهذا الحدٌث نص فً وجوب اإلحسان ‪،‬‬
‫وقدأمر هللا فً آٌات كثٌرة فقال تعالى‪ ( :‬إن هللا ٌؤمر بالعدل واإلحسان )وقال( وأحسنوا إنّ هللا‬
‫ٌحب المحسنٌن ) وهذا األمر باإلحسان ٌكون تارة للوجوب كاإلحسان إلى الوالدٌن واألرحام‬
‫بقدر ما ٌحصل به البر والصلة واإلحسان إلى الضٌؾ بقدر ما ٌحصل به قراه ‪ ،‬وتارة ٌكون‬
‫للندب كصقة التطوع ونحوها‪.‬‬
‫واإلحسان فً قتل ماٌجوز قتله من الناس والدواب إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها‬
‫وأرحاها من ؼٌر زٌادة فً التعذٌب ؛ فإنه إٌبلم الحاجة إلٌه ‪ ،‬وهذا النوع هو الذي ذكره النبً‬
‫صلى هللا علٌه وسلم فً قوله ( إذا قتلتم فؤحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبحبتم فؤحسنوا الذبحة ) فٌدل على‬
‫وجوب اإلسراع فً إزهاق النفوس التً ٌباح إزهاقها على أسهل الوجوه ‪ ،‬ومن وجوه إزهاق‬
‫األنفس التً ٌباح إزهاقها عدم تمثٌلها فقد كان النبً صلى هللا علٌه وسلم إذا بعث سرٌة تؽزوا فً‬
‫سبٌل هللا قال لهم ‪ ( :‬التمثلوا والتقتلوا ولٌدا)‬
‫ووردعنه صلى هللا علٌه وسلم أنه قال من مثل بذي روح ثم لم ٌتب مثل هللا به ٌوم القٌامة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫وأما اإلحسان فً الذبح فهو كماورد فً الحدٌث أن تحد الشفرة ‪ ،‬وأن تراح الذبٌحة ‪ ،‬وفً هذا‬
‫إشارة إلى أن الذبح ٌجب أن ٌكون بآلة حادة ترٌح الذبٌحة بتعجٌل زهوق نفسها ‪ ،‬وقدورد فً‬
‫معنى هذا حدٌثا أمر فٌه الرسول صلى هللا علٌه وسلم ( بحد الشفار ‪ ،‬وأن توارى عن البهائم‬
‫وقال ‪ :‬إذا ذبح أحكم فلٌجهز)‪.‬‬
‫ٌعنً فلٌسرع الذبٌحة ‪ ،‬وقد مر الرسول صلى هللا علٌه وسلم برجل وهو واضع رجله على‬
‫صفحة شاة وهو ٌحد شفرته ‪ ،‬وهً تلحظ إلٌه ببصرها فقال ‪ " :‬أفبل قبل هذا ؟ ترٌد أن تمٌتها‬
‫موتات ‪ ،‬وفً رواٌة هبل حددت شفرتك قبل أن تضجعها ‪ ،‬وذكر اإلمام أحمد بن حنبل أنه ٌجب‬
‫أن تقاد إلى الذبح قودا رفٌقا ‪ ،‬وأن توارى السكٌن عنها ‪ ،‬والٌظهر السكٌن إال عند الذبح ‪ ،‬وقٌل‬
‫إن البهائم جبلت على كل شًء إال أنها تعرؾ ربها وتخاؾ الموت ‪ ،‬ومن اإلحسان فً الذبح‬
‫قطع األوداج عند الذبح ‪.‬‬
‫ومن اإلحسان فً الذبح أال تذبح البهٌمة أمام والدتها فقد وردت رواٌات كثٌرة أن النبً صلى هللا‬
‫علٌه وسلم (نهى أن توله والدة عن ولدها) ‪ ،‬ومن اإلحسان فً ذبح البهٌمة أن تإكل وأن تسقى‬
‫قبل ذبحها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪2‬‬ ‫الدرس الثانً‪:‬‬


‫أداء الحقوق‬
‫عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه عن النبً صلى هللا علٌه وسلم قال‪ :‬من أخذ أموال الناس ٌرٌد‬
‫أداءها أدى هللا عنه ‪ ،‬ومن أخذها ٌرٌد اتبلفها أتلفه هللا‬
‫معانً المفردات‬
‫ٌعزم أن ٌردها لصاحبها كدٌن علٌه‬ ‫ٌرٌد أدائها‬
‫ٌسر هللا له المال لٌوفً بالدٌن ‪.‬‬ ‫أدى هللا عنه‬
‫أهلكه هللا وسلط علٌه المصائب‬ ‫أتلفه هللا‬
‫الشرح‬
‫خلق هللا االنسان وقسم له رزقه فً الحٌاة الدنٌا ‪ ،‬وأمر أن ٌضرب فً األرض الشاسعة لكسب‬
‫عٌشه ‪ ،‬ونٌل رزق هللا وفق ما قسم هللا له ‪ ،‬ؼٌر أن فً الناس من تعوزه الحاجة فتحمله إلى أن‬
‫ٌقترض من ذوي المال ماٌسد به حاجته ومتطلبات عٌشه وهو ٌعزم على أن ٌرد هذا الدٌن‬
‫لصاحبه فً الموعد المتفق علٌه ‪ ،‬او متى ٌفتح هللا علٌه بمال فً ٌده فإنه ٌسارع لقضاء هذا‬
‫الدٌن الذي علٌه ‪.‬‬
‫فمثل هذا اإلنسان ٌفتح هللا علٌه من أبواب الخٌر والرزق ماالٌحتسب ‪ ،‬فٌإدي هللا عنه دٌونه‬
‫مكافؤة لهعلى حسن نٌته ‪ ،‬وعزمه الصادق ‪ ،‬وهذه النٌة الحسنة والعزم الصادق إنما ٌدفعان‬
‫صاحبهما إلى اإلجتهاد فً العمل لكسب الرزق وتلمسه أبوابه حتى ٌجد المال فٌإدي به دٌنه ‪.‬‬
‫ونجد كثٌرا من الناس ٌتجرون فً بضاعة اآلخرٌن وٌشترونها عن طرٌق الدٌن إلى أجل ‪،‬‬
‫ولٌس فً ٌدهم ما ٌدفعونه نقدا إلٌهم حال الشراء فهإالء إذاعزمو فً إلٌمان وصدق على أداء‬
‫هذا الدٌن ‪ ،‬والوفاء به فإن هللا سبحانه وتعالى ٌمنحهم المال فً ٌسر حتى ٌوفً كل واحد منهم‬
‫بماعاهدعلٌه تسهٌبل لمعاشهم وتوثٌقا لعرى اإلخاء والمحبة فٌمابٌنهم ‪.‬‬
‫أما الذي ٌستقرض قرضا ‪ ،‬أو ٌشتري بضاعة بالدٌن ‪ ،‬أو ٌستعٌر شٌئا من صاحبه وهو عازم‬
‫على انكاره وجحوده فإن هللا ٌوقعه فً خبث كوٌته وسوء نٌته ‪ ،‬وٌتلؾ علٌه ماله بانفاقه فٌما‬
‫ٌذهبه أو ٌسلط علٌه من المصائب والببلٌا ما ٌستؤصله مثل المرض الذي ٌفتك بصاحبه وأهله‬
‫وولده ‪ ،‬وٌحرمهم نعٌم الحٌاة ولذتها فٌنقلبون إلى عذاب شدٌد فً الدنٌا واآلخرة ‪ ،‬وأن نعٌم الدنٌا‬
‫الٌدوم على حال ‪ ،‬ولئن ضحكت الدنٌا للناس أٌاما فستبكٌهم أعواما بسلب ما أعطت ‪ ،‬وهللا‬

‫‪21‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫سبحانه وتعالى رقٌب على عباده علٌم بخفاٌا صدورهم قال تعالى ( والتحسبن هللا ؼافبل عما‬
‫ٌعمل الظالمون إنما نإخرهم لٌوم تشخص فٌه األبصار ‪. ).......‬‬
‫فمن نوى نٌة حسنة وصالحة فإن هللا ٌعطٌه من الخٌر والرزؾ الكثٌر جزاء مانوى من خٌر أما‬
‫النٌة السٌئة فإنها تإذي بصاحبها ‪ ،‬وتبدد ثروته وماله ‪ ،‬وتقضً علٌه بالفقر والهبلك ‪.‬‬
‫فٌنبؽً على المرء أال ٌستدٌن إال عند الحاجة ‪ ،‬وإذا استدان فلٌعزم على الوفاء بما استدان ‪،‬‬
‫وٌؤخذ فً األسباب بالبحث ‪ ،‬من المال لتنفٌذ العزم بؤداء الدٌن بؤنه أمانة فً عنقه ٌجب الوفاء بها‬
‫لقوله تعالى (إن هللا ٌؤمركم أن تإدوا األمانات ؼلى أهلها ) ‪.‬‬
‫والٌجوز أن تإخذ أموال الناس فً شكل دٌن مع التبٌٌت فً النفس بالسرقة والخٌانة ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫ؼش ونفاق للناس الذٌن صنعوا معروفا ومن اتقى هللا فً أموال الناس رزقه هللا من حٌث ال‬
‫ٌحتسب وٌسر له العٌش الكرٌم قال هللا تعالى ( ومن ٌتق هللا ٌجعل له من أمره ٌسرا ) ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪3‬‬ ‫الدرس الثالث‪:‬‬


‫مواالة أولٌاء هللا‬
‫" من عادى لً ولٌا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلىّ عبدى بشىء أحب إلىّ ما افترضته علٌه ‪،‬‬
‫والٌزال عبدى ٌتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببت كنت سمعه الذي ٌسمع به‬
‫وبصره الذي ٌبصربه وٌده التً ٌبطش بها ورجله التً ٌمشً بها ولئن سؤلنً ألعطٌنه ‪،‬‬
‫ولئن استعاذنً ألعٌذنه "‬
‫معانً المفردات‪:‬‬
‫ولٌا ‪ :‬من تولى هللا وانقطع عن مواالة ؼٌره‬
‫ت‬
‫آذنته ‪ :‬أعلنه‬
‫ما افترضته علٌه ‪ :‬الفرائض‬
‫النوافل ‪ :‬جمع نافلة ‪ ،‬وهً العبادات الزائدة على المفروضات‬
‫كنت سمعه وبصره ‪ ،‬وٌده ‪،‬ورجله ‪ :‬احفظ هذه الجوارح‬
‫شرح الحدٌث‪:‬‬
‫هذا الحدٌث تفرد باخراجه اإلمام البخاري وورد هذا الحدٌث بؤلفاظ مختلفة منها ‪ :‬من آدى لى‬
‫ولٌا قفد استعمل محاربتى " ومنها "من أهان لً ملٌا ففٌد بارزنً بالمحاربة ‪.‬‬
‫قوله صلى هللا علٌه وسلم ( من عادى لى ولٌا فقد آدنته بالحرب) ٌعنى فقد أعلمته بؤنً محارب له‬
‫حٌث كان محاربا لى بمعاداته أولٌائى ولهذا جاء فً حدٌث عائشة فقد استحل محاربتً‬
‫وفً رواٌة (فقد بارزنً فً المحاربة وأولٌاء هللا ٌجب مواالتهم وتحرم معاداتهم كما أن‬
‫أعدائه ٌجب معاداتهم وتحرم مواالتهم ) فقال تعالى (التتخدوا عدوى وعدوكم أولٌاء )‬
‫سورة الممتحنة اآلٌة (‪)1‬‬

‫وجمٌع المعاصى محاربة له فمن عصى هللا فقد حاربه لكن كلما كان الذنب أقبح كانت المحاربة‬
‫هلل أشد ‪ ،‬ولهذا سمى هللا تعالى أكلة الربا وقطاع الطرق محاربٌن هلل تعالى ورسوله‬
‫لعظم ظلمهم لعباده وسعٌهم بالفساد فً ببلده ‪ ،‬وكذلك معاداة أولٌاء هللا فؤنه ٌتولى نصرة‬
‫أولٌاءه وٌحبهم وٌإٌدهم ‪ ،‬فمن عاداهم فقد عاد هللا وحاربه ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫وقوله صلى هللا علٌه وسلم (وما تقرب إلىّ عبدى بشىء أحب إلىّ ما افترضته علٌه ‪ ،‬والٌزال‬
‫عبدى ٌتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ) فلما ذكرهللا أن معاداة أولٌائه محاربة له ذكربعد‬
‫ذلك وصؾ أولٌائه الذٌن تحرم معاداتهم وتجب مواالتهم ‪ ،‬وأصبل المواالة القرب‬
‫وأصل المعاداة البعد ‪ .‬فإن أوالء هللا هم الذٌن ٌتقربون إلٌه بما ٌقربهم منه وأعداءه الذٌن‬
‫أبعدهم منه ٌؤعمالهم المقتضٌة لطردهم وابعادهم منه والٌاء هللا على درجتٌن ‪:‬‬
‫الدرجة األولى ‪ :‬المقربون إلٌه بؤداء الفرائض ‪،‬وهذه درجة المقتصدٌن أصحاب الٌمٌن ‪ ،‬وأداء‬
‫الفرائض أفضل األعمال كما قال عمربن الخطاب رضً هللا عنه ‪ :‬أفضل األعمال أداء‬
‫ما افترض هللا ‪ ،‬والورع عما حرم هللا وصدق النٌة فٌما عندهللا ‪ ،‬وأعظم فرائض البدن‬
‫التً تقرب إله الصبلة كما قال تعالى ‪( :‬واسجد واقترب ) وقال النبى صلى هللا علٌه‬
‫وسلم ‪ ( :‬أقرب ما ٌكون العبد من ربه وهو ساجد )‬
‫والدرجة الثانٌة ‪ :‬درجة السابقٌن المقربٌن ‪ ،‬وهم الذٌن تقربوا إلى اله بعد الفرائض باالجتهاد فً‬
‫النوافل والطاعات واالتكفاؾ عن دقائق المكروهات بالدرع وذلك ٌوجب للعبد محبة هللا‬
‫( والٌزال عبدى ٌتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ) ومن أحبه هللا رزقه محبته وطاعته‬
‫واالنشؽال بذكره ‪ ،‬فؤوجب له ذلك القرب منه والزلفى لدٌه والحظ عنده ‪.‬‬
‫ووصؾ هللا الذٌن ٌحبهم وٌحبونه بؤنهم (أذلة على المإمنٌن أعزة على الكافرٌن ) ٌعنى أنهم‬
‫ٌعاملون المإمنٌن بالذلة واللٌن وخفض الجناح ‪ ،‬وٌعاملون الكافرٌن بالعزة والشدة علٌهم‬
‫والؽلظ لهم فلما أحبوا أولٌائهم الذٌن ٌحبونه فعاملوه بالمحبة والرأفة والرحمة ‪ ،‬وبؽضوا‬
‫أعدائه الذٌن ٌعادونه فعاملوه بالشدة والؽلطة ‪.‬‬
‫ومن أعظم ما ٌتقرب به العبد من النوافل كثرة تبلوة القراءن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم قال ابن‬
‫مسعود " من أحب القرآن أحب هللا ورسوله" وسئل بعض العارفٌن بم تنال محبة هللا ؟‬
‫قال بمواالة أولٌاء هللا ومعاداة أعداءه ‪ .‬ومما ٌقرب إلى هللا كثرة ذكرهللا الذي ٌتوطا علٌه‬
‫القلب ولسان وفً هذا قال الرسول صلى هللا علٌه وسلم لمن سئله عن أفضل األعمال‬
‫وأقربها إلى هللا تعالى " أن تموت ولسانك رطب من ذكرهللا تعالى ‪.‬‬
‫ومن ذلك محبة أحبابه وأولٌائه فٌه ‪ ،‬ومعاداة أعدائه ‪ ،‬وفً ذلك قال الرسول صلى هللا علٌه وسلم‬
‫( إن من عباد هللا أناسا ماهم بؤنبٌاء والشهداء ٌؽبطهم األنبٌاء والشهداء بمكانهم من هللا‬
‫تعالى قالوا ٌارسول هللا صلى هللا علٌه من هم ؟ قال ‪ :‬هم قوم تحابوا بروح هللا على ؼٌر‬
‫أرحام بٌنهم وال أموال ٌتعاطونها ‪ ،‬فوهللا إن وجوههم لنور ‪ ،‬وإنهم لعلى منابر من نور ‪،‬‬
‫والٌخافون إذا خاؾ الناس والٌحزنون إذا حزن الناس ثم تبل هذه اآلٌة ( أال إن أولٌاء‬
‫هللا الخوؾ علٌهم والهم ٌحزنون ) ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫وقوله فإذا أحببت كنت سمعه الذي ٌسمع به ‪ٌ ..........‬مشً بها) وفً بعض الرواٌات ( وقلبه‬
‫الذي ٌعقل به ‪ ،‬ولسانه الذي ٌنطق به ) والمراد به أن من اجتهد بالتقرب إلى هللا‬
‫بالفرائض ثم بالنوافل قربه ورقاه من درجة اإلٌمان إلى درجة اإلحسان ‪ ،‬فٌصٌر ٌعبد‬
‫هللا على الحضور والمراقبة كؤنه ٌراه ‪ ،‬فٌمتلًء قلبه بمعرفة هللا تعالى ومحبته وعظمته‬
‫وخوفه ومهابته وإجبلله واألنس به والشوق إلٌه ‪ ،‬حتى ٌصٌر هذا الذي فً قلبه من‬
‫المعرفة مشاهدله بعٌن البصٌرة كما قٌل ‪:‬‬
‫لــســت أنــساه فـؤذكــره‬ ‫ساكن فً الـقـلـب ٌـعمـره‬
‫فــســوٌــد القلب ٌبصره‬ ‫ؼاب عن سمعً وعن بـــصري‬
‫وفً هذا المعنى أشار النبً صلى هللا علٌه وسلم فً خطبته لماقدم المدٌنة فقال ‪ ( :‬أحبوا هللا من‬
‫كل قلوبكم ) فمتى امتؤلالقلب بعظمة هللا محا من القلب كل ما سواه ‪ ،‬ولم ٌبق للعبد‬
‫شًء من نفسه وهواه ‪ ،‬والإرادة إال لماٌرٌده منه مواله ‪ ،‬وحٌنئذ الٌنطق العبد إال بذكره‬
‫‪ ،‬والٌتحرك إال بؤمره ‪ ،‬فإن نطق نطق باهلل ‪ ،‬وإن سمع سمع به ‪ ،‬وإن نظر نظر به ‪،‬‬
‫وإن بطش بطش به ‪ ،‬وهذا هو المراد بقوله (كنت سمعه الذي ٌسمع به ‪، ).......‬‬
‫وٌتحقق هذا كله بتحقق التوحٌد التام ‪ ،‬فإن من تحقق قلبه بتوحٌدهللا فبل ٌبقى له ه ّم إال‬
‫فً هللا ‪ ،‬وفٌما ٌرضٌه ‪.‬‬
‫وقوله صلى هللا علٌه وسلم ( ولئن سؤلنً ألعطٌنه ‪ ،‬ولئن استعاذنً ألعٌذنه ) وفً رواٌة إن‬
‫دعانً أحببته ‪ ،‬وإن سؤلنً أعطٌته ) معناه أن هذا المحبوب المقرب له عند هللا منزلة‬
‫خاصة تقتضً أنه إذا سؤل هللا شٌئا أعطاه إٌاه ‪ ،‬وإذا استعاذ به من شًء أعاذه منه ‪،‬‬
‫وإن دعاه أجابه ‪ ،‬فٌصٌر مجاب الدعوة لكرامته عند هللا ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أجب عن األسئلة التالٌة ‪:‬‬
‫‪ -1‬ورد حدٌث (إنّ هللا كتب اإلحسان على كل شًء ) فاذكرها‪.‬‬

‫‪ -2‬استخدم القرآن لفظ (كتب ) فً معان مختلفة ‪ ،‬فاذكرها‬


‫مثل بذي روح ثم لم ٌتب ّ‬
‫مثل هللا به ٌوم القٌامة )‬ ‫‪ -3‬اشرح قول الرسول صلى هللا علٌه وسلم (من ّ‬

‫‪-4‬صوّ ر كٌؾ ٌكون مآل من أخذ بضاعة بدٌن وهو ٌبٌّت فً ضمٌره بعدم األداء ‪.‬‬

‫‪-5‬من هو ولً هللا ؟‬

‫‪ -6‬جمٌع المعاصً محاربة هلل ‪ ،‬اشرح هذه العبارة على ضوء مادرست ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬اختر الجواب الصحٌح من بٌن الخٌارات التالٌة ‪:‬‬


‫‪-1‬ولٌحد شفرته تعنً ‪:‬‬

‫استخدام آلة تسرع فً زهوق روح الذبٌحة‬


‫إطعام البهٌمة قبل ذبحها‬
‫اخفاء السكٌن عن البهٌمة عند ذبحها‬
‫‪ٌ -2‬فتح هللا أبواب الخٌر والرزق من حٌث الٌحتسب ‪:‬‬

‫من تسول الناس‬


‫من أخذ دٌنا ٌرٌد قضائها‬
‫من اقتطع أرضا لؽٌره‬
‫‪ -3‬تعتبر معاداة أولٌاء هللا ‪:‬‬
‫محاربة الخرافات‬
‫محاربة هلل‬
‫تحرٌر العقول من ٌد الخرافٌٌن‬
‫‪ٌ -4‬عٌن هللا فً أداء دٌن من ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫صدق فً بٌعه وشرائه‬


‫إقترض قرضا ٌرٌد أداءه‬

‫ثالثا ‪ :‬أكتب عبلمة (√) أو (×) أمام العبارات التالٌة ‪:‬‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪-1‬من اإلحسان ذبح البهٌمة بقطع أكتافها بسرعة‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪-2‬من وجوه إزهاق األنفس براحة عدم تمثٌلها‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪-3‬أداء النوافل الراتبة تزٌد من محبة هللا لعبده‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪-4‬إذا أضحكت األٌام صاحبها دامت على حالها‬

‫رابعا ‪:‬أكمل الفراؼات التالٌة بما ٌناسبها ‪:‬‬


‫‪-1‬القتلة ‪ ،‬والذبحة بكسر ‪ .......‬أي ‪.............‬‬

‫‪-2‬األمر ٌاإلحسان ٌكون تارة ‪ ......‬كاإلحسان إلى ‪ ....‬واألرحام بقدر ما ٌحصل به ‪......‬‬
‫‪......،.....،‬‬
‫‪ -3‬التمثلوا ‪..... ، ...‬‬

‫‪ -4‬أعظم فرائض البدن التقرب إلى هللا بـ ‪ .......‬كماقال تعالى (‪)...........‬‬

‫‪ -5‬قال الرسول ‪ :‬أقرب ماٌكون العبد ‪......... ،......... ، .......‬‬

‫‪27‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫الوحدة الثالثة ‪ :‬الفقو‬

‫ىث‬
‫ٍقذٍح اى٘حذج اىثا ج‬

‫ذرزجٌ اىؼثاداخ ىيؼق‪ٞ‬ذج اىزاصخح ف‪ّ ٜ‬فش اىفزد ‪ٗ ،‬ذرحذد ػالقح اإلّضاُ تزتٔ ٍذ‪ٙ‬‬
‫ذقزتٔ إى‪ ٚ‬هللا تاىؼثاداخ ‪ٗٗ ،‬ظغ اإلصالً ىريل اىؼثاداخ أحناٍا ‪ٝ‬يزً اىَضيٌ أُ ‪ٝ‬رؼيَٖا‬
‫حر‪ٝ ٚ‬نُ٘ ذقزتٔ إى‪ ٚ‬هللا صح‪ٞ‬حا ‪ٗ .‬ف‪ٕ ٜ‬ذٓ اى٘حذج ‪ٝ‬ذرس اىَرذرب تؼط‬
‫اىَ٘ظ٘ػاخ اىَرؼيقح تريل األحناً‪.‬‬

‫أهداف الوحدةالثالثة ‪:‬‬

‫ٌتوقع من الدراس عند االنتهاء من دراسة هذه الوحدة أن ٌكون قادرا على أن‪:‬‬
‫‪ٌ -1‬ذكر شروط الوضوء‬

‫‪ٌ -2‬تٌمم أمام زمبلئه تٌمما صحٌحا‬


‫‪ٌ -3‬ذكر متى ٌكون التٌمم بدٌبل عن الماء‬

‫‪ٌ -4‬عرض أوجه اختبلؾ التٌمم عن الروضوء‬

‫‪ٌ -5‬شرح موجبات الؽسل‬


‫وٌستخدم فً تدرٌس هذه الوحدة ‪:‬‬
‫طرٌقة المناقشة‬
‫طرٌقة التمثٌل‬

‫‪28‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪1‬‬ ‫الدرس األول‪:‬‬


‫الوضوء‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬فروض الوضوء وسننه‬
‫وفروض الوضوء ستة ‪ :‬النٌة عند ؼسل الوجه ‪ ،‬وؼسل الوجه ‪ ،‬وؼسل الٌدٌن إلى المرفقٌن‬
‫ومسح بعض الرأس ‪ ،‬وؼسل الرجلٌن إلى الكعبٌن ‪ ،‬والترتٌب على ما ذكرناه( ‪. )2‬‬

‫الشرح‬

‫األصل فً مشروعٌة الوضوء وبٌان فروضه ‪ :‬قوله تعالى‪ٌ :‬آٌها الذٌن َءا َم ُنوا إ َذا ًقم ًتم إلَى‬
‫صلوا ٍة فاؼسِ لُوا وُ جٌو َه ُكم َوأٌ ٍد ٌَ ٌكم إلَى ال َمراف ٍِق َوام َسحٌوا ٍب ٌر ُءوسٍ ٌكم وار ُجلٍ ُكم إلَى ال َكع َب ٍ‬
‫ٌن )‬ ‫ال ً‬

‫سورة المائدة (‪)7‬‬

‫( المرافق ‪ :‬جمع مِرفق ‪ ،‬وهو مجتمع الساعد مع العضد ‪ .‬ال َكعبٌن ‪ :‬مثنى كعب ‪ ،‬وهما العظامان‬
‫الناتئان من الجانبٌن ‪ ،‬عند مفصل الساق مع القدم )‪.‬‬

‫و(إلى) فً الموضعٌن بمعنى مع ‪ ،‬فٌدخل المرفقان والكعبان فً وجوب الؽسل ‪.‬‬

‫ودل على ذلك ‪ :‬ما رواه مسلم ] الطهارة ‪ ،‬باب ‪ :‬استحباب إطالة الؽرة والتحجٌل فً الوضوء ‪،‬‬
‫رقم ‪.[ 246 :‬عن أبً هرٌرة ‪ : ‬أنه توضؤ فؽسل وجهه فؤمسبػ الوضوء ‪ ،‬ثم ؼسل ٌده الٌمنى‬
‫حتى أشرع فً العضد ‪ ،‬ثم ٌده الٌسرى حتى أشرع فً العضد ‪ ،‬ثم مسح رأسه ‪ ،‬ثم ؼسل رجله‬
‫الٌمنى حتى أشرع فً الساق ‪ .‬ثم ؼسل رجله الٌسرى حتى أشرع فً الساق ‪ ،‬قال‪ :‬هكذا رأٌت‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ٌتوضؤ ‪.‬‬

‫فقوله ‪ ( :‬أشرع فً العضد وأشرع فً الساق ) ‪ :‬معناه أدخل الؽسل فٌهما‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ٍ  :‬برٌوسٍ ُكم ) أي بجزء منها ‪ .‬دل على ذلك ‪ :‬ما رواه مسلم وؼٌره عن المؽٌرة ‪:‬‬
‫أن النبًٍ صلى هللا علٌه وسلم توضؤ فمسح بناصِ ٌَتِه وعلى العمامة ‪.‬‬

‫والناصٌة مقدم الرأس ‪ ،‬وهً جزء منه ‪ ،‬واالكتفاء بالمسح علٌها دلٌل على أن مسح الجزء هو‬
‫المفروض ‪ ،‬وٌحصل بؤي جزء كان ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫ودل على فرضٌة النٌة ًأوله ‪ ،‬وكذلك فً كل موطن تطلب فٌه النٌة مارواه البخاري ومسلم عن‬
‫عمر بن الخطاب قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ ( :‬إ ّنما األعمال بالنٌات ‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما‬
‫نوى ) ‪.‬‬

‫أي إنما تعتبر األعمال وتترتب علٌها أثارها الشرعٌة بالنٌة ‪ ،‬وال ٌكون للمرء من العمل إال‬
‫مانواه‪ ،‬وال ٌحصل له األجر إال إذا أخلص القصد‪.‬‬

‫والدلٌل على فرضٌة الترتٌب ‪ :‬ذكر هذا األعضاء مرتبة فً اآلٌة وإن كانت معطوفة بالواو ‪،‬‬
‫والواو فً األصل التقتضً الترتٌب فقد دل على أن المراد ترتٌبها ذكر مسح الرأس بٌن ؼسل‬
‫الٌدٌن وؼسل الرجلٌن ‪ ،‬ومن أسلوب الكبلم العربً أن ال ٌفصل بٌن المتجانسٌن إال لؽرض ‪ ،‬فبل‬
‫ٌقال ‪ ،‬جاء زٌد وفاطمة وعمرو ‪ ،‬إذا كان الؽرض اإلخبار عن مجٌئهم فقط ‪ ،‬بل ٌقال ‪ :‬جاء زٌد‬
‫وعمرو وفاطمة ‪ ،‬فإذا قٌل ذلك دل على ؼرض وهو مجٌئهم بالترتٌب هكذا ‪ ،‬وذكر المسح هنا‬
‫بٌن مؽسولٌن ال ؼرض له إال أن ٌكون الترتٌب كما ُذكر ‪.‬‬

‫وقد أكد ذلك فعله الدائم صلى هللا علٌه وسلم الثابت بااألحادٌث الصحٌحة ‪ ،‬منها حدٌث أبً هرٌرة ‪‬‬
‫السابق ‪.‬‬

‫وما جاء فً الحدٌث الذي علم فٌه رسول هلل صلى هللا علٌه وسلم األعرابً الصبلة ‪ ،‬والذي سماه‬
‫العلماء حدٌث المسًء صبلته ‪ ،‬فقد جاء فً رواٌة الترمذٌة ( إذا قمت إلى الصبلة فتوضؤ كما‬
‫أمر هللا ‪ ) ...‬وهللا تعالى أمر به مرتبا كما هو واضح ‪.‬‬

‫قال النووي رحمه هللا تعالى فً المجموع ‪ :‬واحتج األصحاب من السنة باألحادٌث الصحٌحة ‪،‬‬
‫المستفٌضة عن جماعات من الصحابة ‪ ،‬فً صفة وضوء النبًٍ صلى هللا علٌه وسلم ‪ ،‬وكلهم وصفوه‬
‫مرتبا ‪ ،‬مع كثرتهم وكثرة المواطن التى رأوه فٌها ‪ ،‬وكثرة ا ختبلفهم فً صفاته فً مرة ومرتٌن‬
‫وثبلث وؼٌر ذلك ‪ .‬ولم ٌثبت فٌه مع اختبلؾ أنواعه صفة ؼٌر مرتبة ‪.‬‬

‫و فعله بٌان للوضوء المؤمور به ‪ ،‬ولو جاز ترك الترتٌب لتركه فً بعض األحوال لبٌان الجواز ‪،‬‬
‫كما ترك التكرار فً أوقات ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫وسنن الوضوء عشرة أشٌاء ‪ :‬التسمٌة ‪ ،‬وؼسل الكفٌن قبل إدخالهما اإلناء ‪ ،‬والمضمضة ‪،‬‬
‫واالستنشاق ‪ ،‬ومسح جمٌع الرأس ‪ ،‬ومسح األذنٌن‪ :‬ظاهرهما وباطنهما بماء جدٌد ‪.‬‬

‫الشرح‪:‬‬

‫(‪ )1‬روى النسائً عن أنس قال ‪ :‬طلب بعض أصحاب النبً صلى هللا علٌه وسلم وضوءا ‪ ،‬فقال‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ ( :‬هل مع أحد منكم ماء ) فوضع ٌده فً الماء وٌقول ‪:‬‬
‫( توضإوا باسم هللا ) ‪ .‬أي قائلٌن ذلك عند االبتداء به ‪ .‬قال أنس ‪ :‬فرأٌت الماء ٌخرج من بٌن‬
‫أصابعه ‪ ،‬حتى توضإوا من عند أخرهم ‪ .‬قٌل ألنس ‪ :‬كم تراهم ؟ قال ‪ :‬نحواً من سبعٌن‪.‬‬

‫( توضإوا من عند أخرهم ‪ :‬أي توضإوا كلهم حتى وصلت النوبة إلى األخر ‪ ،‬أي جمٌعهم)‪.‬‬

‫(‪ )2‬دلٌل هذه السنن األربع ‪ :‬مارواه البخاري ومسلم عن عبدهللا بن زٌد ‪ ،‬وقد سئل عن ضوء‬
‫النبًً صلى هللا علٌه وسلم ‪ ،‬فدعا بتور من ماء ‪ ،‬فتوضؤ لهم وضوء النبًً صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬فؤكفؤ على‬
‫ٌده من التور‪ ،‬فؽسل ٌدٌه ثبلثا ‪ ،‬ثم أدخل ٌده فً التور ‪ ،‬فتمضمض واستنشق واستنثر بثبلث‬
‫ؼرفات ‪ ...‬وفً رواٌة ‪ :‬مضمض واستنشق من كؾ واحدة ‪ ،‬ففعل ذلك ثبلثا‪ .‬ثم أدخل ٌده فؽسل‬
‫وجهه ثبلثا ‪ ،‬ثم ؼسل ٌدٌه مرتٌن إلى المرفقٌن ‪ ،‬ثم أدخل ٌده فمسح رأسه ‪ ،‬فؤ قبل بهما‬
‫وأدبرمرة واحدة ‪ ،‬ثم ؼسل رجلٌه إلى الكعبٌن‪.‬‬

‫( التورة ‪ :‬إناء كان معروفا لدٌهم ‪ .‬فؤكفؤ ‪ :‬أسال وصب ) ‪.‬‬


‫(‪ )3‬عن ابن عباس ‪ :‬أن النبًً صلى هللا علٌه وسلم مسح برأسه وأذنٌه ‪ :‬ظاهرهما وباطنهما‪.‬‬

‫وٌجدد الماء لمسح األذنٌن بؤن ٌؤخذ ماءجدٌدا لمسحهما ؼٌر البلل الذي مسح به رأسه ‪.‬‬
‫دل على ذلك ‪ :‬حدٌث عبدهللا بن زٌد قال ‪ :‬رأٌت النبًً صلى هللا علٌه وسلم ٌتوضؤ‪ ،‬فؤخذ ماء ألذنٌه‬
‫خبلؾ الماء الذي أخذه لرأسه ‪.‬‬
‫وتخلٌل اللحٌة الكثة(‪ ، )1‬وتخلٌل أصابع الٌدٌن والرجلٌن(‪ ، )2‬وتقدٌم الٌمنى على الٌسرى ( ‪، )3‬‬

‫‪31‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫(‪ )1‬عن أنس ‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم كان إذا توضؤ أخذ كفا من ماء ‪ ،‬فؤدخله تحت حنكة‬
‫‪ ،‬فخلل به لحٌته ‪ ،‬وقال ‪ (:‬هكذا أمرنً ربً عزوجل ) ‪.‬‬
‫(‪ )2‬عن لقٌط بن صبرة قال‪ :‬قلت ‪ٌ :‬ارسول هللا ‪ ،‬أخبرنً عن الوضوء ؟ قال‪ ( :‬أسبػ الوضوء‬
‫‪ ،‬وخلل بٌن األصابع ‪ ،‬وبالػ فً االستنشاق إالأن تكون صائما )‬
‫قٌست المضمضة على االستنشاق المذكور فً الحدٌث ‪ ،‬ألن المعنى فٌهما واحد‪ ،‬وهو المبالؽة‬
‫فً التنظٌؾ ‪ ،‬وخشٌة سبق الماء إلى الجوؾ حال الصوم ‪.‬‬
‫(أسبػ الوضوء‪ :‬أتمه وأكمله بؤركانه وسننه )‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ :‬أنه توضؤ ‪ ...‬وفٌه ‪ :‬ثم ‪ ،‬أخذ ؼرفة من ماء فؽسل بها ٌده الٌمنى ‪ ،‬ثم أخذ ؼرفة‬
‫من ماء فؽسل بها ٌده الٌسرى ‪ ،‬ثم مسح برأسه ‪ ،‬ثم أخذ ؼرفة من ماء فرش بها على رجله‬
‫الٌمنى حتى ؼسلها ‪ ،‬ثم أخذ ؼرفة من ماء فؽسل بها رجله الٌسرى ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬هكذا رأٌت رسول‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم ٌتوضؤ‪.‬‬
‫وعن عائشة قالت ‪ :‬كان النبًً صلى هللا علٌه وسلم ٌعجبه التٌمن فً تنعله وترجله وطهوره وفً شؤنه‬
‫كله ‪.‬‬
‫( ٌعجبه ‪ٌ :‬حب ‪ ،‬من اإلعجاب ‪ ،‬وهو الرؼبة فً الشًء لحسنه ‪.‬التٌمن ‪ :‬استعمال الٌمٌن فً‬
‫ترجله ‪:‬‬ ‫تعاطً األشٌاء ‪ ،‬واالبتداء أٌضا بالٌمنى وهو المقصود هنا ‪ .‬تنعله ‪ :‬لبسه النعل ‪.‬‬
‫دهن شعره وتسرٌحه ‪ .‬طهوره ‪ :‬تطهره من الحدث أو النجس ‪.‬‬
‫شانه كله ‪ :‬كل عمل من االعمال الطٌبة المستحسنة ‪ ،‬الاألعمال الخبٌثة المستقذرة ‪ ،‬فإنه ٌستعمل‬
‫لها الٌسار ‪ ،‬وٌبدأ بالٌسار ‪ ،‬كاالستنجاء ودخول ابٌت الخبلء )‪.‬‬
‫‪ ....‬والطهارة ثبلثا ثبلثا(‪ ، )1‬والمواالة (‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬روى مسلم أن عثمان‪ ‬قال ‪ :‬أال أرٌكم وضوء رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ؟ ثم توضؤ‬
‫ثبلثا ثبلثا ‪ .‬فهو عام فً فً تثلٌث الؽسل والمسح وكل أعمال الوضوء ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي التتابع فً التطهٌربٌن األعضاء ‪ ،‬بحٌث الٌجؾ األول قبل الشروع فً الثانً عادة‪.‬‬

‫ودلٌلها االتباع المعلوم من األحادٌث السابقة ‪.‬‬


‫تنبٌه ‪ :‬كل مارد فً السنن من أدلة ظاهرها الوجوب ‪ ،‬دل على عدم وجوب فٌها آٌة الوضوء‬
‫التى نصت على الفرائض ‪ ،‬وأدلة أخرى ؼٌرها ‪ ،‬لم نذكرها خشٌة التطوٌل ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫فائدة ‪ٌ :‬ستحب أن ٌقول بعد فراؼه من الوضوء ‪ (( :‬أشهد أن الإله إالهللا وحده الشرٌك له ‪،‬‬
‫وأشهد أن محمد عبده ورسوله ‪ .‬اللهم اجعلنً من التوابٌن واجعلنً من المتطهرٌن ‪ .‬سبحانك‬
‫اللهم وبحمدك أشهد هللا أن الإله إالأنت ‪ ،‬استؽفرك وأتوب إلٌك )‪.‬‬
‫هذه األدعٌة ورد مجموعها عن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً أحادٌث ‪ ،‬كل منها اشتمل على‬
‫بعضها ‪ ،‬وجاء فٌها أن من قال هذا ‪ ( :‬فتحت له أبواب الجنة الثمانٌة ‪ٌ ،‬دخل من أٌها شاء) ‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬نواقض الوضوء‬

‫َوالَّذِيْ ٌَ ْنقُضُ الوُ ض ُْو َء سِ َت َة أَ ْش ٌَاْ َء ‪َ :‬ماْ َخ َر َج م َِن الس َِّب ٌْلٌَ ِ‬
‫ْن ‪َ ، 6‬وال َّن ْو ُم َعلَى َؼٌ ِْر َه ٌْ َئ ِة ال ُم َت َم ِّك ِن ‪،‬‬
‫ض ‪َ ، 7‬ولَمْسُ الَّ َرج ُِل ال َمرْ أَ َة األَجْ َن ِب ٌَ ِة‪ .‬مِنْ َؼٌ ِْر َحاْئ ٍِل ‪َ ،8‬و َمسُّ َفرْ ِج‬ ‫َو َز َو ْا ُل ْال َع ْق ِل ِب ُس ْك ٍر أَ ْو َم َر ٍ‬
‫الج ِد ٌْ ِد ‪.10‬‬‫اآل َدمًَِّ ِب َباْطِ ِن ال َكؾِ ‪َ 9‬و َمسُّ َح ْل َق ِة ُدب ُِر ِه َعلَى َ‬
‫ضؤْ) ‪ .‬فٌشمل الذكر واألنثى‪ ،‬كما ٌشمل القبل والدبر‪.‬‬
‫رضً هللا عنها ‪َ ( :‬منْ َمسَّ َفرْ َج ُه َف ْل ٌَ َت َو َ‬

‫‪ 6‬قال تعالى‪ (:‬أَ ْو جَ اْ َء أَحَ ٌد ِم ْن ُك ْم مِنَ ْال َؽاْئِظِ )‪ /‬المائدة‪./6 :‬أي من مكان قضاء الحاجة‪ ،‬وقد قضى حاجرٔ‪.‬‬
‫َث حَ تىَّ ٌَ َت َوضَؤ َ)‪ .‬فقال‬‫وروى البجاري ومسلم ‪ :‬عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪( :‬ال ٌَ ْق َب ُل هللاُ صَبل َة أَحَ ِد ُك ْم إِ َذ ْا أَحْ د َ‬
‫رجل من أهل حضرموت‪ :‬ما الحدث ٌا أبا هرٌرة ؟ قال ‪ :‬فُ َساْ ٌء أَ ْو ضُرَ ْا ٌ‬
‫ط‪.‬‬
‫وقٌس على ما ذكر كل خارج من القبل أو الدبر‪ .‬ولو كان طاهرا‪.‬‬
‫‪ 7‬روى أبو داود وؼٌره ‪ :‬عن علً رضً هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ِ ( :‬و َكاْ ُء ال َّس ِه ْال َع ٌْ َناْ ِن‪َ ،‬ف َم َ نْ َناْ َم َف ْل ٌَ َت َوضَؤْ)‪.‬‬
‫وكاء‪ :‬هو الخٌط الذي ٌربط به الكٌس وؼٌره‪ .‬السه‪ :‬الدبر‪ .‬والمعنى أن الٌقظة تحفظ ما فً داخل اإلنسان من الخروج ألنه ٌحس بذلك‪ ،‬فإذا نام كان نومه‬
‫مظنة لخروج شًء منه‪ .‬والمتمكن ‪ :‬هو الذي ٌنام وقد وضع الٌتٌه على االرض ‪ ،‬بحٌث ال ٌقع لو لم ٌكن مستندا إلى شًء ‪ ،‬وال ٌنقض وضوءه ألنه ٌحس‬
‫بما ٌخرج منه‪ .‬وقٌس زوال العقل على النوم ألنه أبلػ منه فً معناه‪.‬‬
‫‪ 8‬لقوله تعالى فً آٌة الوضوء ‪ ( :‬أَ ْو ال َمسْ ُت ْم ال ِّن َساْ َء)‪ .‬اي لمستم ‪ ،‬كما فً قراءة‪.‬‬
‫صلًِّْ حَ َّتى ٌَ َت َوضَؤ َ)‬
‫‪ 9‬روى الخمسة وصححه الترمذي ‪ :‬عن بسرة بنت صفوان رضً هللا عنها ‪ :‬أن النبً صلى هللا علٌه وسلم قال ‪َ ( :‬منْ مَسَّ َذ َكرَ هُ َفبل ٌُ َ‬
‫الذ َك ِر) ‪ .‬فٌشمل ذكر نفسه وذكر ؼٌره‪ .‬وعند ابن ماجه عن أم حبٌبة‬ ‫‪ .‬وفً رواٌة للنسائً‪َ ( :‬و ٌُ َت َوضَإُ مِنْ مَسِّ َّ‬

‫‪33‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪2‬‬ ‫الدرس الثانً ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬موجبات الغسل ‪ ،‬وفرائضه‬
‫ك فِ ْص‪َٖٞ‬فا اى ِّز َفجاْص ُه َفٗاىِّْ َفضاْص ُء ‪َ ،‬فٗ ْصٕ َف‪ : ٜ‬إِ ْصىرِقَفاْص ُء‬
‫(فَفصْص ٌلو)‪َ :‬فٗاىَّ ِذ‪ْٛ‬ص ‪ُْ٘ٝ‬ص ِجةُ ْصاى ُغ ْصض َفو ِصرَفحُ أَف ْصش‪َٞ‬فاْص َفء ‪ :‬ثَفالثَفحٌل ذَف ْصشرَف ِز ُ‬
‫خ ‪َ . 13‬فٗثَفالثَفحٌل ذَف ْصخرَف ُ تَِٖفاْص اىِّْ َفضاْص ُء ‪َ ،‬فٗ ِٕ َف‪ْ :ٜ‬صاى َفح‪ْٞ‬صطُ ‪، 14‬‬ ‫اى ِخرَفاْصَّف ْص‪َ ،11ِِ ٞ‬فٗإِ ْصّ َفز ْصا ِه ْصاى َفَِْ ِّ‪َ ، 12 ٜ‬فٗ ْصاى َفَْ٘ص ُ‬
‫َفٗ ْصاىِْفَفاْصسُ ‪َ ، 1‬فٗ ْصاى ِ٘ال َفدجُ ‪. 1‬‬

‫‪ 1‬ىحذ‪ٝ‬ث ‪ ( :‬إَّا األػَاه تاىْ‪ٞ‬اخ)‪.‬‬ ‫َفٗفَف َفز ْصائِطُ ْصاى ُغ ْصض ِو ثَفالثَفحُ أَف ْصش‪َٞ‬فاْص َفء ‪ :‬اىِّْ‪َّٞ‬حُ ‪، 15‬‬

‫شع َِب َهاْ األَرْ ب َِع ُث َّم جَ َه َد َهاْ َف َق ْد َوجَ بَ َعلَ ٌْ ِه ال ُؽسْ ُل)‬
‫روى البخاري ومسلم عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه ‪ ،‬عن النبً صلى هللا علٌه وسلم قال ‪ ( :‬إِ َذ ْا جَ لَسَ َب ٌْنَ ُ‬
‫وفً رواٌة لمسلم ‪َ ( :‬وإِنْ لَ ْم ٌَ ْن ِز ْل)‪.‬‬
‫والحدٌث دلٌل على وجوب الؽسل بمجرد الجماع وإن لم ٌنزل ‪ ،‬كما صرحت به رواٌة مسلم‪.‬‬
‫‪12‬وروى البخاري عن أم سلمة رضً هللا عنها قالت ‪ :‬جاءت أم سلٌم إلى رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فقالت ‪ٌ :‬ا رسول هللا ‪ ،‬إن هللا ال ٌَسْ َتحْ ًٌِْ من‬
‫ت ْال َماْ َء)‪ .‬أي المنً ‪ ،‬أو ما ٌخرج من المرأة حال‬ ‫َت ؟ فقال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪َ ( :‬ن َع ْم ‪ ،‬إِ َذ ْا رَ أَ ْ‬
‫الحق ‪ ،‬فهل على المرأ ِة من ُؼسْ ٍل إذا هً احْ َتلَم ْ‬
‫الجماع‪.‬‬
‫وروى أبو داود وؼٌره ‪ :‬عن عائشة رضً هللا عنها قالت‪ :‬سئل رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم عن الرجل ٌَ ِج ُد ال َبلَ َل وال ٌذك ُر احتبلما ً ؟ فقال ‪َْ ٌ( :‬ؽ َتسِ ُل) ‪.‬‬
‫وعن الرجل ٌرى أن قد احتلم وال ٌجد البلل؟ فقال ‪ ( :‬ال ُؼسْ َل َعلَ ٌْ ِه) ‪ .‬فقالت أم سلٌم ‪ :‬المرأة ترى ذلك‪ ،‬أعلٌها ؼسل؟ قال ‪َ ( :‬ن َع ْم ‪ ،‬ال ِّن َساْ ُء َش َقاْئ ُِق الرِّ جَ اْ َل)‪.‬‬
‫أي ‪ :‬نظائرهم فً الخلق والطبع‪ ،‬فكؤنهن شققن من الرجال‪.‬‬

‫اؼسِ ْل َن َهاْ‬
‫‪ 13‬روى البخاري ومسلم عن أم عطٌة األنصارٌة رضً هللا عنها قالت ‪ :‬دخل علٌنا رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم حٌن توفٌت ابْن ُت ُه فقال ‪ْ ( :‬‬
‫َثبلثا ً‪) ....‬‬
‫ص ُه َب ِع ٌْرَ هُ ‪ ،‬ونحن مع النبً صلى هللا علٌه وسلم وهو محرم ‪ ،‬فقال النبً صلى هللا‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضً هللا عنهما ‪ :‬أن رجبل َوق َ‬
‫اؼسِ لُ ْوهُ بما ٍء وسِ ْد ٍر ‪َ ،‬و َك ِّف ُن ْوهُ فً َث ْو َبٌْن‪ ] ) ....‬وقصة ‪ :‬رماه وداس عنقه [‬
‫علٌه وسلم ‪ْ ( :‬‬

‫َطهُرْ نَ َفإِ َذا َت َط َهرْ نَ َفؤْ ُت ْوهُنَّ مِنْ حَ ٌ ُ‬


‫ْث أَمَرَ ُك ُم هللاُ إِنَّ هللاَ ٌُحِبُّ ال َّت َو ْا ِب ٌْنَ َو ٌُحِبُّ‬ ‫ْض َوال َت ْقرَ ب ُْوهُنَّ حَ َّتى ٌ ْ‬
‫‪ 14‬قال هللا تعالى ‪َ ( :‬فاعْ َت ِزلُوا ال ِّن َساْ َء فً المَـ ِحٌ ِ‬
‫ال ُم َت َطه ِِّر ٌْنَ ) ‪ /‬البقرة ‪] / . 222 :‬تطهرن ‪ :‬اؼتسلن[‬
‫ضةُ‬ ‫ْ‬
‫ت الحَ ٌْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْش رضً هللا عنها ‪َ ( :‬فإِذا أق َبل ِ‬ ‫وروى البخاري ( ‪ )314‬عن عائشة رضً هللا عنها ‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم قال لفاظمة بنت أبً ُح َبٌ ٍ‬
‫صلًِّْ )‪.‬‬ ‫ت َف ْ‬
‫اؼ َتسِ لًِْ َو َ‬ ‫َف َدعِ ًْ الصَّبل َة ‪َ ،‬وإِ َذ ْا أَ ْدبَرَ ْ‬

‫‪34‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫َوإِ َز ْالَ ُة النجاسة إن كانت على بدنه ‪ ،‬وإٌصال الماء إلى جمٌع الشعر والبشرة لحدٌث مٌمونة‬
‫رضً هللا عنها فً ؼسله صلى هللا علٌه وسلم‪ :‬وؼسل فرجه وما أصابه من أذى‪ .‬أي نجاسة‬
‫وقذر‪.‬وصحح النووي فً كتبه ‪ :‬انه ٌكفً فً إزالتها ؼسلة رفع الحدث ‪ ،‬وهو المعتمد ‪ ،‬فتكون‬
‫إزالة القذر قبل إفاضته الماء سنه وإٌصال الماء إلى جمٌع الشعر والبشرة لحدٌث عائشة‬
‫رضى هللا عنها ‪ :‬أن النبً صلى هللا علٌه وسلم كان إذا إؼتسل من الجنابة ‪ ،‬بدأ فؽسل ٌدٌه ‪ ،‬ثم‬
‫ٌتوضؤ كما تٌوضؤ للصبلة ‪ ،‬ثم ٌدخل أصابعه فً الماء فٌخلل بها أصول شعره ‪ ،‬ثم ٌصب‬
‫على رأسه ثبلث ؼرؾ بٌدٌه ‪ ،‬ثم ٌفٌض الماء على جلده كله ‪.‬‬
‫و عن علً رضً هللا عنه قال ‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ٌقول ‪ ( :‬من ترك موضع‬
‫شعره من جنا ٌة ‪ ،‬لم ٌصبها الماء ‪ ،‬فعل هللا به كذ وكذا من النار )‪ .‬قال عل ًُ‪ :‬فمن ثم عادة بت‬
‫شعري ‪ .‬وكان ٌجز شعره رضً هللا عنه ‪ .‬أي ٌحلقه‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬سنن الؽسل خمسة أشٌاء ‪ :‬التسمٌة لحدٌث ‪ ( :‬كل أمر ذي بال ال ٌبدأ فٌه بسم هللا الرً حمن‬
‫الرحٌم ‪ ،‬فهو أقطع ) ‪.‬‬
‫] ذي بال ‪ :‬له شؤن ٌهم به شرعا ‪ .‬أقطع ‪ :‬ناقص وقلٌل البركة‬

‫والوضوء قبله لحدٌث عائشة رضً هللا عنها السابق حاشٌة‪.‬‬


‫وإمرار الٌد على الجسد خروجا من خبلؾ من أوجبه وهم المالكٌة ‪ .‬والمواالة كما مر فً الو‬
‫ضوء لوجوبها عند المالكٌة ‪ .‬وتقد ٌم الٌمنى على الٌسرى أي الجهة الٌمنى من جسده ظهرا وبطنا‬
‫‪ ،‬لما رواه البخاي ومسلم عن عائشة رضً هللا عنها قالت ‪ :‬كان النب ًُ صلى هللا علٌه وسلم عجبه‬
‫التٌمن فً تنعله وترجله وطهوره ‪ ،‬وفً شؤنه كله ‪.‬‬
‫(تنعله ‪ :‬لبسه النعل ‪ .‬ترجله ‪ :‬تسرٌح شعررأسه ‪ .‬طهوره ‪ :‬وضوئه وؼسله )‬
‫واالؼتسال المسنونة سبعة عشر ؼسبل‪ :‬ؼسل الجمعة روى البخاري ومسلم وؼٌرهما ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر رضً هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ ( :‬إذا جاء أحد كم إلى الجمعة‬
‫فلٌؽتسل ) ولمسلم ( أراد أحد كم أن ٌؤ تً )‪ .‬وصرفه عن الوجوب خبر الترمذي ‪ ( :‬من توضؤ‬
‫ٌوم الجمعة فبها ونعمت ‪ ،‬ومن اؼتسل فالؽسل أفضل )‪.‬‬
‫( فبها ونعمت ‪ :‬أي فبالسنة أخذ وعمل ‪ ،‬ونعمت السنة )‪.‬‬
‫والعٌدٌن روى مالك فً الموطؤ أن عبدهللا بن عمر رضً هللا عنهما كان ٌؽتسل ٌوم الفطر ‪،‬‬
‫ٌؽدوإلى المصلى‪ .‬وقٌس بٌوم الفطر ٌوم األضحى ‪.‬س‬ ‫قبل أن َ‬
‫واالستسقاء ‪ ،‬والخسوؾ والكسوؾ لم ٌوجد دلٌبل نقلٌا الستجاب هذه األؼسال الثبلثة ‪ ،‬ولعل‬
‫العلماء قالوا باستحبابها قٌاسا على ا لجمعة والعٌدٌن‪ ،‬ألنها فً معناها من حٌث مشروعٌة‬
‫الجماعة فٌها ‪ ،‬واجتماع النا س لها ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫والؽسل من ؼسل المٌت عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه عن البً صلى هللا وسلم قال ‪ ( :‬من‬
‫ؼسل مٌتا فالٌؽسل ‪ ،‬ومن حمله فلٌتوضؤ ) رواه الخمسة وحسنه الترمذي وصرفه عن الوجوب‬
‫خبر الحاكم ‪( :‬لٌس علٌكم فً ؼسل مٌتكم ؼسل إذا ؼسلتموه )‪.‬‬
‫والكافر إذا أسلم روى أبو داود والترمدي عن قٌس بن عاصم رضً هللا قال ‪ :‬أتٌت النبى صلى‬
‫هللا علٌه وسلم أرٌد اإلسبلم ‪ ،‬فؤمرنً أن أؼتسل بماء وسدر ‪ .‬وهو ورق مطحون من شجر معٌن‬
‫‪.‬قال الترمذي بعد رواٌته الحدٌث ‪ :‬والعمل علٌه عند أهل العلم ‪ٌ ،‬ستحبون للرجل إذا أسلم أن‬
‫ٌؽتسل وٌؽسل ثٌابه ‪ .‬ولم ٌجب الؽسل لعدم أمره صلى هللا علٌه وسلم كل من أسلم به ‪.‬‬
‫والمجنون والمؽمى علٌهما إذا أفاقا رواه البخاري ومسلم ‪ .‬عن عائشة رضى هللا عنها قالت ‪(:‬‬
‫ثقل رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فقال ‪ :‬أصلى الناس ؟ فقلنا ‪:‬ال ‪ ،‬هم ٌنتظرونك ٌارسول هللا ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬فقال ‪ :‬ضعوا لً ماء فً المخضب قالت ‪ :‬فعلنا ‪ ،‬فاؼتسل ‪ ،‬ثم ذهب لٌنوء فؤؼمً علٌه ‪،‬‬
‫ثم أفاق فقال ‪ :‬أصلى الناس ؟ فقلنا ‪ :‬ال ‪ ،‬هم ٌنتظرونك ٌارسول هللا ‪ ،‬فقال ‪ :‬فقال ‪ :‬ضعوا لً ماء‬
‫فً المخضب قالت ‪ :‬فعلنا ‪ ،‬فاؼتسل ‪ ،‬ثم ذهب لٌنوء فؤؼمً علٌه ‪ ،‬ثم أفاق ‪ ).....‬ثقل ‪ :‬اشتد‬
‫مرضه المخضب ‪ :‬وعاء كان ٌؽسل فٌه الثٌاب لٌنوء ‪ :‬لٌنتهض بجهد ومشقة وقٌس باإلؼماء ‪:‬‬
‫الجنون ألنه فً معناه ‪ ،‬بل هو أولى ‪.‬‬
‫والؽسل عند اإلحرام روى الترمذي عن زٌد بن ثابت رضً هللا عنه ‪ :‬أنه رأى النبً صلى هللا‬
‫علٌه وسلم تجرد إلهبلله واؼتسل ‪.‬‬
‫إلهبلله ‪ :‬إلحرامه واإلهبلل ‪ :‬رفع الصوت بالتلبٌة عند اإلحرام‪.‬‬
‫ولدخول مكة روى البخارى ومسلم واللفظ له ‪ ،‬عن عمر رضً هللا عنهما ‪ :‬أنه كان الٌقدم مكة‬
‫إال بات طوى حتى ٌصبح وٌؽتسل ‪ ،‬ثم ٌدخل مكة نهارا ‪ ،‬وٌذكر عن النبً صلى هللا علٌه وسلم‬
‫أنه فعله‪.‬‬
‫وللوقوؾ بعرفة عن مالك فً الموطؤعن ابن عمر رضً هللا عنهما ‪( :‬كان ٌؽسل إلحرامه قبل‬
‫أن ٌحرم ‪ ،‬ولدخول مكة ‪ ،‬ولوقوفه عشٌة عرفة ‪.‬‬
‫المعتمد أنه‬ ‫وللمبٌت بمزدلفة األصح انه الٌستحب نهاٌة ‪.‬ولرمً الجمار الثبلث ‪ ،‬وللطواؾ‬
‫الٌسن الؽسل للطواؾ ‪ .‬وللسعً ‪ ،‬ولدخول مدٌنة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪3‬‬ ‫الدرس الثالث ‪:‬‬


‫المسح على الخفٌن ‪ ،‬والتٌمم‬
‫و المسح على الخفٌن جائز ‪:‬‬
‫ودلٌل جوازه أحادٌث كثٌرة ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫ما روى البخارى ومسلم عن جرٌر رضً هللا عنه ‪ :‬أنه بال ثم توضؤ ومسح على خفٌه ‪ ،‬فقٌل له‬
‫‪ :‬تفعل هذا ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬رأٌت رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم بال‪ ،‬ثم توضؤ‪ ،‬ومسح على خفٌه‪.‬‬
‫قال الحسن البصري ‪ :‬روى المسح سبعون نفسا ‪ ،‬فعبل منه وقوال‪.‬‬
‫ما روى البخارى ومسلم عن المؽٌرة بن شعبة رضً هللا عنه قال ‪ :‬كنت مع النبً صلى هللا‬
‫علٌه وسلم ذات لٌلة فً مسٌر ‪،‬فؤفرؼت علٌه من اإلدواوة ‪ ،‬فؽسل وجهه ‪ ،‬وؼسل ذراعٌه ‪،‬ومسح‬
‫برأسه ‪ ،‬ثم أهوٌت ألنزع خفٌه ‪ ،‬فقال ‪( :‬دعهما ‪ ،‬فإنً أدخلتهما طاهرتٌن ) فمسح علٌهما ‪.‬‬
‫ويمسح على الخفٌن بثبلثة شرائط ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أن ٌبتدئ لبسهما بعد كمال الطهارة‬
‫ثانٌا ‪ :‬وأن ٌكونا ساترٌن لمحل ؼسل الفرض من القدمٌن‬
‫ثالثا ‪ :‬وأن ٌكونا ما ٌمكن تتابع المشً علٌهما ‪.‬‬
‫وٌمسح المقٌم ٌوما ولٌلة والمسافر ثبلثة أٌام بلٌالهنّ وابتداء المدة من حٌن ٌحدث بعد لبس الخفٌن‬
‫فإن مسح فً الحضر ثم سافر ‪ ،‬أو مسح فً السفر ثم أقام ‪ ،‬أتم مسح مقٌم ‪ .‬روى مسلم وؼٌره‬
‫عن شرٌح بن هانىء قال ‪ :‬أتٌت عائشة رضً هللا عنها أسؤلها عن المسح عن الخفٌن‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫أنت علٌا ‪ ،‬فإنه أعلم بهذا منً ‪ ،‬كان ٌسافر مع رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ ،‬فسؤلته فقال‪:‬‬
‫جعل رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬ثبلثة أٌام ولٌالهن للمسافر ‪ ،‬وٌوما ولٌلة للمقٌم ‪.‬‬
‫وٌبطل المسح بثبلثة اشٌاء ‪ :‬بخلعها ‪ ،‬وانقضاء المدة ‪ ،‬وما ٌوجب الؽسل ‪ :‬روى الترمذي‬
‫والنسائً عن صفوان بن عسان رضً هللا عنه قال ‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ٌؤمرنا‬
‫إذا كنا مسافرٌن ‪ :‬أن نمسح على خفافنا وال ننزعها ثبلثة أٌام ‪ ،‬عن ؼائط وبول ونوم ‪ ،‬إال من‬
‫جنابة ‪.‬‬
‫وشروط التٌمم خمسة أشٌاء ‪ :‬وجود العذر بسفر أو مرض ‪ ،‬ودخول وقت الصبلة ‪ ،‬وطلب الماء‬
‫‪ ،‬وتعذر استعماله ‪ ،‬وإؼوازه بعد الطلب ‪ ،‬والتراب الطاهر له ؼبار ‪ ،‬فإن خالطه جص أو رمل‬

‫‪37‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫لم ٌجز‪ .‬قال ‪ :‬تعالى ( وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الؽائط أوالمستم‬
‫النساء فلم تجدوا ماء فتٌمموا ) المائدة ‪ .‬وروى البخاري ومسلم عن عمران بن حصٌن رضً‬
‫هللا عنهما قال ‪ :‬كنا مع رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً سفر ‪ ،‬فصلى بالناس ‪ ،‬فإذا هو برجل‬
‫معتزل ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫( ما منعك أن تصلً ) قال ‪ :‬أصابتنً جنابة وال ماء‪ .‬قال ‪ :‬علٌك بالصعٌد فإنه ٌكفٌك‬
‫الصعٌد ‪ :‬ما صعد على وجه األرض من التراب ‪ .‬روى البخاري عن جابر رضً هللا عنه أن‬
‫النبً صلى هللا علٌه وسلم قال ( وجعلت لى األرض مسجدا وطهورا ‪ ،‬فؤٌما رجل من أمتً‬
‫أدركته الصبلة فلٌصل ) ‪ .‬وعند أحمد ‪ ( :‬أٌما أدركتنً الصبلة تكسحت وصلٌت ) فدلت‬
‫الرواٌتان على أ ّنه ٌتم وٌصلً إذا لم ٌجد الماء ‪ ،‬بعد دخول وقت الصبلة ‪.‬‬
‫وفرائض التٌمم أربعة أشٌاء ‪ :‬النٌة‪ ،‬ومسح الوجه ‪ ،‬والٌدٌن مع المرفقٌن ‪ ،‬والترتٌب ‪ .‬قال تعالى‬
‫( فتٌمموا صعٌدا طٌبا فامسحوا بوجوهكم وأٌدٌكم منه ) سورة المائدة اآلٌة ‪---‬‬
‫فتٌمموا ‪ :‬فاقصدوا ‪ ،‬وهو دلٌل فرضٌته ‪ ،‬مع حدٌث ‪ ( :‬إنما األعمال بالنٌات)‪ .‬طٌبا ‪:‬طاهرا‬
‫وسننه ثبلثةأشٌاء‪ :‬التسمٌة ‪ ،‬وتقدٌم الٌمنى على الٌسرى ‪ ،‬والمواالة‪.‬‬
‫والذي ٌبطل التٌمم ثبلثة أشٌاء ‪ :‬ما أبطل الوضوء‪ ،‬ورإٌة الماء فً ؼٌروقت الصبلة ‪ ،‬والردة ‪.‬‬
‫وصاحب الجبائر بمسح علٌها ‪ ،‬وٌتٌمم وٌصلً ‪ ،‬والإعادة علٌه إن كلن قد لبسهما على طهر ‪،‬‬
‫وٌتٌمم لكل فرٌضة ‪ ،‬وٌصلً بتٌمم واحد ما شاء من النوافل لحدٌث بٌهقً عن ابن عمر قال ‪:‬‬
‫ٌتٌمم لكل صبلة وإن لم ٌحدث ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫أوال ‪:‬أجب عن األسئلة التالٌة ‪:‬‬
‫‪- 1‬اذكر أربعة من سنن الوضوء ‪.‬‬
‫‪- 2‬ما األدعٌة المؤثورة بعد الوضوء ؟ ‪.‬‬
‫‪- 3‬هات دلٌبل على جواز مسح بعض الرأس ‪.‬‬
‫‪- 4‬اذكر فرائض الؽسل‬
‫‪- 5‬ماهً شروط المسح على الخفٌن ؟‬
‫‪- 6‬اذكر اآلٌة الدالة على فرضٌة الوضوء ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬اكتب عبلمة (√) أمام العبارة الصحٌحة وعبلمة (×) أمام العبارة الخاطئة فً العبارات‬
‫التالٌة ‪:‬‬
‫( )‬ ‫‪-1‬صاحب الجبائر ٌمسح علٌها ‪ ،‬وٌعٌد الصبلة ‪ ،‬وإن وضعها على طهر‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -2‬مبطبلت المسح على ؼٌر مبطبلت الوضوء‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪ٌ -3‬ستحب الوضوء عند دخول المدٌنة المنورة‬

‫( )‬ ‫‪ -4‬موجبات الؽسل لكل من الرجل والمرأة واحدة‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪ٌ -5‬تٌمم لكل نافلة‬

‫‪39‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫الوحدة الرابعة‪ :‬السيرة النبوية‬

‫ٍقذٍح اى٘حذج اهراتؼح‬

‫ماّد اىثشز‪ٝ‬ح قثو تؼثح اىزص٘ه ذؼ‪ٞ‬ش ف‪ ٜ‬حاىح اّقطاع األرض ػِ اىضَاء فأحذثد تؼثح‬
‫اىزص٘ه ذح٘ال ف‪ ٜ‬ح‪ٞ‬اج اىثشز‪ٝ‬ح ح‪ٞ‬ث ارذثطد األرض تاىضَاء تاى٘ح‪ ٜ‬اىذ‪ّ ٛ‬زه ػي‪ٚ‬‬
‫اىزص٘ه ‪ٗ ،‬رت‪ ٚ‬اىزص٘ه أصحاتٔ تاى٘ح‪ ٜ‬اىذ‪ّ ٛ‬زه ػي‪ٗ ، ٔٞ‬أٍزٌٕ ٌٕ ٍِٗ ‪ٝ‬أذ‪ٜ‬‬
‫تؼذٌٕ أُ ‪ٝ‬قرذٗا تٔ ٍِ خاله دراصح ص‪ٞ‬زذٔ ‪ٗ .‬ف‪ٕ ٜ‬ذٓ اى٘حذج ‪ٝ‬ذرس اىَرذرب جاّثا ٍِ‬
‫اىض‪ٞ‬زج اىؼطزج ىيزص٘ه صي‪ ٚ‬هللا ػي‪ٗ ٔٞ‬صيٌ ‪.‬‬

‫أهداؾ الوحدة‬
‫ٌتوقع من الدراس عند االنتهاء من دراسة هذه الوحدة أن ٌكون قادرا على أن‪:‬‬
‫‪ٌ -1‬ذكر تارٌخ ومكان والدة النبً صلى هللا علٌه وسلم‬

‫‪ٌ -2‬ذكر نسبه‬

‫‪ٌ -3‬شرح األحداث التً سبقت أو صاحبت والدته‬

‫‪ٌ -4‬بٌن صفة نزول الوحً‬

‫‪ٌ-5‬وضح صفة صبلته وصٌامه‬

‫ٌستخدم فً تدرٌس هذه الوحدة طرٌقة المحاضرة‬

‫‪40‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪1‬‬ ‫الدرس األول‬


‫مولد النبً صلى هللا علٌه وسلم‬
‫كان عبد هللا بن عبد المطلب ( والد الرسول صلً هللا علٌه وسلم ) من أحب ولد أبٌه إلٌه‬
‫فزوجه آمنة بنت وهب ‪ ،‬وسنه ثمان عشرة سنة ‪ ،‬وهً ٌومئذ من أفضل نساء قرٌش نسبا‬
‫وموضعا ‪ ،‬ولما دخل علٌها حملت برسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ ،‬ولم ٌلبث أبوه أن توفً بعد‬
‫الحمل بشهرٌن فً طرٌق عودته من سفره إلى الشام ‪ ،‬فدفن بٌثرب عند أخواله بنً النجار ‪.‬‬
‫وكانت والدة الرسول صلى هللا علٌه وسلم فً دار أبً طالب بشعب بنً هاشم ‪ ،‬وذلك فً‬
‫الثانً عشر من شهر ربٌع األول لعام ‪ ، 571‬وٌسمى العام الذي ولد فٌه بعام الفٌل نسبة إلى الفٌل‬
‫الذي ركبه أبرهة الحبشً لهد الكعبة ‪ ،‬ولكن هللا رده خائبا فقتل هو وجٌشه بطٌر أبابٌل ترمٌه هو‬
‫وجٌشه بحجارة من سجٌل ‪ ،‬وٌعتبر هذا ارهاصا للمولد الجدٌد ٌمؤل األرض عدال وإٌمانا ‪،‬‬
‫وكذلك لم تشعر أمه آمنة بآالم الحمل والوضع كماتشعر سائر النساء الحوامل ‪ ،‬وذكرت أنها‬
‫رأته عندما وضعته ساجدا رافعا إصبعه إلى السماء‬
‫وٌذكر أٌضا أن جده عبد المطلب رأى فً منامه قبل والدة الرسول صلى هللا علٌه وسلم رأى‬
‫كؤن سلسلة تخرج من ظهره تمتد بٌن السماء واألرض ‪ ،‬ثم صارت شجرة ذات أوراق وعلى‬
‫ورقة منها نور تعلق به كل الناس ‪ ،‬وقد حكى عبد المطلب الرإٌا لمعارفه ففسروها بؤنه سٌولد له‬
‫من صلبه ولد ٌكون له شؤن عظٌم ‪ ،‬وسؤلوه ‪ :‬ماذا ٌسمٌه ؟‬
‫فؤجاب عبد المطلب بإلهام من هللا ‪ :‬أسمٌه محمدا ؛ لٌحمده من فً األرض ومن فً السماء ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪2‬‬ ‫الدرس الثانً‬


‫بدء الوحً‬
‫لما بلػ علٌه الصبلة والسبلم سنّ الكمال ‪ ،‬وهً أربعون سنة ‪ ،‬أرسله هللا للعالمٌن بشٌرا ونذٌرا‬
‫‪ ،‬لٌخرجهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم ‪ ،‬وكان ذلك فً أول فبراٌر سنة ‪ 610‬من المٌبلد‬
‫كما أوضحه المرحوم محمود باشا الفلكى ‪ ،‬تبٌن بعد دقة البحث أن ذلك كان فً ‪ 17‬رمضان‬
‫سنة ‪ 13‬قبل الهجرة وذلك ٌوافق ٌولٌو سنة ‪610‬‬

‫وأول ما بدئ به الوحً الرإٌا الصادقة‪ ،‬فكان الٌرى رإٌا الصادقة إال جاءت مثل فلق الصبح ‪،‬‬
‫وذلك لما جرت به عادة هللا فً خلقه من التدرٌج فً األمور كلها حتى تصل إلى درجة الكمال ‪.‬‬
‫ومن الصعب جدا على البشر تلقى الوحى من الملك ألول مرة‪ " .‬ثم حبب إلٌه علٌه الصبلة‬
‫والسبلم الخبلء‪ ،‬لٌبتعد عن ظلمات هذا العالم وٌنقطع عن الخلق إلى هللا ‪ ،‬فإن فً العزلة صفاء‬
‫السرٌرة وكان ٌخلو بؽار حراء فٌتعبد فٌه اللٌالً ذوات العدد ‪ ،‬فتارة عشرا ‪،‬وتارة أكثر إلى شهر‬
‫‪.‬وكانت عبادته على دٌن أبٌه إبراهٌم علٌه السبلم ‪ ،‬وٌؤخذ لذلك زاده ‪ ،‬فإذا فرغ رجع إلى خدٌجة‬
‫فٌتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو فً ؼار حراء ‪.‬‬
‫فبٌنماهو قائم فً بعض األٌام على الجبل إذا ظهر له شخص وقال‪ :‬أبشر ٌامحمد أنا جبرٌل‬
‫وأنت رسول هللا إلى هذه األمة ‪ .‬ثم قال له ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ ،‬فؤنه علٌه الصبلة والسبلم‬
‫فؽطه بالنمط الذى كان ٌنام علٌه حتى بلػ منه الجهد ثم أرسله‬ ‫أمً لم ٌتعلم القراءة قببل‪ .‬فؤخذه ّ‬
‫فقال ‪ :‬اقرأ ‪ .‬قال‪ :‬ما أنا بقارئ‪ .‬فؤخذه فعظه ثانٌة ثم أرسله فقال ‪ (:‬إقرأ باسم ربك الذي خلق(‪)1‬‬
‫خلق اإلنسان من علق (‪2‬إقرأ وربك األكرم (‪)3‬الذي علّم بالقلم(‪ )4‬علّم اإلنسان مالم ٌعلم(‪)5‬‬
‫سورة العلق اآلٌة ‪----‬‬
‫فرجع بها علٌه الصبلة والسبلم ٌرجؾ فإاده مما ألّم به من الروع الذى استلزمته مقابلة الملك‬
‫األول مرة ‪ ،‬فدخل على خدٌجة زوجه ‪ ،‬فقال ‪ :‬زملّونً زملّونً ‪ ،‬لتزول عنه هذه القشعرٌرة ‪،‬‬
‫فزملوه حتى زهب عنه الروع ‪ ،‬فقال لخدٌجة وأخبرها الخبر ‪ :‬لقد خشٌت على نفسً – ألن‬
‫ؼطه حتى كاد ٌموت ‪ ،‬ولم ٌكن علٌه الصبلة والسبلم علم قبل ذلك والبشكله – فقالت ‪:‬‬ ‫الملك ّ‬
‫كبل‪ ،‬وهللا ما ٌخزٌك هللا أبدا ‪ ،‬إنك لتصل الرحم ‪ ،‬وتحمل الك ّل ‪ ،‬وتكسب المعدوم وتقرى الضٌؾ‬
‫وتعٌن على نوائب الحق ‪ ،‬فبل ٌسلط هللا علٌك الشٌاطٌن واألوهام ‪ ،‬وال مراء أن هللا اختارك‬
‫لهداٌة قومك ‪.‬‬
‫اطلعوا على كتب‬ ‫ولتتؤكد خدٌجة مما ظنته أرادت أن تتثبت ممن لهم علم بحال الرسل ممن ّ‬
‫األقدمٌن ‪ ،‬فانطلقت به حتة أتت ورقة بن نوفل ابن عم خدٌجة ‪ ،‬وكان امرأ قد تنص ّر فً الجاهلٌة‬
‫‪ ،‬وكان ٌكتب الكتاب العبرانى ‪ ،‬فٌكتب من اإلنجٌل بالعبرانٌة ما شاءهللا أن ٌكتب ‪ ،‬وكان شٌخا‬

‫‪42‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫كبٌرا قد عمى ‪ ،‬فقالت له خدٌجة ‪ٌ :‬ا ابن عم اسمع من ابن أخٌك ‪ ،‬فقال ‪ٌ :‬ا ابن أخى ماذا ترى ؟‬
‫فاخبره علٌه الصبلة والسبلم خبر مارأى ‪ .‬فقال له ورقة ‪ :‬هذا الناموس الذى نزل هللا على‬
‫موسى‪ .‬ألنه ٌعرؾ أن رسول هللا إلى انبٌائه هو جبرٌل ‪ ،‬ثم قال ‪ٌ :‬الٌتنً فٌها جدعا (شابا جلدا )‬
‫إذ ٌخرجك قومك من ببلدك التً نشؤت بها ؛ لمعاداتهم إٌاك وكراهٌتهم لك حٌنما تطالبهم بتؽٌٌر‬
‫اعتقادات وجدوا علٌها آباءهم ‪ .‬فاستؽرب علٌه الصبلة والسبلم ما نسب لقومه مع ما ٌعلمه من‬
‫حبهم له ال تصافه بمكارم األخبلق وصدق القول حتى سمّوه األمٌن ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬أو مخرجً هم ؟)‬
‫قال ‪ :‬لم ٌؤت رجل قط بمثل ما جئت به إال عودى وقد نطق بذلك القرآن الكرٌم ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫(وقال الذٌن كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فً ملتنا ) سورة إبرهٌم اآلٌة ‪، 13‬‬
‫ولتمام تصدٌق ورقة برسالة الرسول األكرم علٌه الصبلة والسبلم قال ‪ :‬وإن ٌدركنً ٌومك‬
‫أنصرك نصرا مإزرا (معضدا ) ثم لم ٌلبث ورقة أن توفى ‪.‬‬
‫فترة الوحً ‪:‬‬
‫وفترة الوحً مدة لم ٌتفق علٌها المإرخون ‪ ،‬وارجح أقوالهم فٌها أربعون ٌوما ‪ ،‬لٌشتد شوق‬
‫الرسول صلً هللا علٌه وسلم للوحً ‪ ،‬وقد كان ‪ ،‬فإن الحال اشتد به علٌه الصبلة والسبلم حتى‬
‫صار كلما أتى ذروة جبل بدأ له ئان ٌرمى نفسه منها حذرا من قطٌعة هللا له بعد أن أراه نعمته‬
‫الكبرى ‪ ،‬وهى إختٌاره ألن ٌكون واسطة بٌنه وبٌن خلقه ‪ ،‬فٌتبدى له الملك قائبل ‪ " :‬أنت رسول‬
‫هللا حقا " ‪ ،‬فٌطمئن خاطره وٌرجع عما عنم علٌه ‪ ،‬حتى أرادهللا أن ٌطهر للوجود نورالدٌن فعاد‬
‫إلٌه الوحى ‪.‬‬
‫عودة الوحى‬
‫فبٌنما هو ٌمشً إذ سمع صوتا من السماء فرفع إلٌه بصره ‪ ،‬فإذا الملك الذى جاءه بحراء جالس‬
‫بٌن السماء واألرض ‪ ،‬فرعب منه لتذ ّكر ما فعله فً المرة األولً فرجع وقال ‪ " :‬دثرونً‬
‫دثرونً " ‪ .‬فؤنزل هللا تعالى علٌه ‪ٌ ( :‬ا أٌها المدثر قم فؤنظر ) حذر الناس من عذاب هللا إن لم‬
‫ٌرجعوا عن ؼٌهم وما كان ٌعبد آبائهم ‪ ( ،‬ورٌك فكبّر ) خصه بالتعظٌم وال تشرك معه فً ذلك‬
‫ؼٌره‪ ( ،‬وثٌابك فطهر ) لتكون مستعدا للوقوؾ بٌن ٌدى هللا إذ ال ٌلٌق بالمإمن أن ٌكون مستقدرا‬
‫نجسا (والرجز فاهجر ) أي أهجر اسباب الرجز – وهو العذاب – بؤن تطٌع هللا وتنفذ أمره ‪،‬‬
‫وال تمنن تستكثر ) وال تهب أحد هبة وأنت تستعٌض من الموهوب اكثر مما وهبت ‪ ،‬فهذا من‬
‫شؤن الكرام ‪ ( ،‬ولربك فؤصبر ) سورة المدثر اآلٌات ‪ ، 8-1‬على ما سلحقك من أذى قومك حٌنما‬
‫تدعوهم إلى هللا ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪3‬‬ ‫الدرس الثالث‬


‫هدي النبً صلى هللا علٌه وسلم فً النسك‬
‫أوال ‪ :‬هدٌه فً الصالة ‪:‬‬
‫قالت ‪ :‬عائشة رضً هللا عنها لمن سؤلها عن صبلة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم (عن تطوعه )‬
‫فقالت (كان ٌصلً فً بٌتً قبل الظهر أربعا ‪ ،‬ثم ٌخرج فٌصلً بالناس ‪ ،‬ثم ٌدخل فٌصلً‬
‫ركعتٌن ‪ ،‬وكان ٌصلً بالناس المؽرب ‪ ،‬ثم ٌدخل فٌصلً ركعتٌن ‪ ،‬وٌصلً بالناس العشاء ‪،‬‬
‫وٌدخل بٌتً فٌصلً ركعتٌن ‪ ،‬وكان ٌصلً من اللٌل تسع ركعات فٌهن الوتر )‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬هدٌه فً الصٌام‬


‫وصؾ عبد هللا بن عباس رضً هللا عنهما صٌام رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فقال ‪ ( :‬ماصام‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم شهرا كامبل ؼٌر رمضان ‪ ،‬ولربما واصل الصٌام فواصل أناس‬
‫معه فقال‪ :‬إنً لست مثلكم إنً أظل ٌطعمنً ربً وٌسقٌنً )‬
‫وأخبر صلى هللا علٌه وسلم أن عبد هللا بن عمر بن العاص ٌصوم النهار وٌقوم اللٌل فقال له‬
‫صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬التفعل صم وافطر وقم ونم فإن لجسدك علٌك حقا ‪ ،‬وإن لربك علٌك حقا ‪،‬‬
‫وإن لزوجك علٌك حقا ‪ ،‬قال‪ :‬وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثبلثة أٌام ‪ ،‬فإن لك بكل حسنة‬
‫عشر أمثالها ‪ ،‬فإن ذلك صٌام الدهر كله )‬
‫وكانت من سمات الرسول صلى هللا علٌه وسلم فً العبادة أنه كانت عبادته تزكٌة للروح دونما‬
‫إنهاك للبدن أوإهدار للحقوق ‪ ،‬كما كانت عبادته تقربا هلل تعالى ‪ ،‬وقٌاما بعمارة األرض ‪،‬‬
‫وكذلك كانت عبادته منافع للدنٌا ونجاة لآلخرة ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أجب عن األسئلة التالٌة‬
‫‪-1‬متى تزوج والد النبً صلى هللا علٌه وسلم آمنة بنت وهب أم النبً صلى هللا علٌه‬
‫وسلم ؟‬
‫‪ -2‬كم كان عمر النبً صلى هللا علٌه وسلم عند وفاة والده ؟‬

‫‪-3‬صور حال الرسول صلى هللا علٌه وسلم حٌن نزول الوحً علٌه ‪.‬‬

‫‪ -4‬تحدث عن صبلة التطوع فً هدي النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪.‬‬

‫‪ -5‬اذكر سمات عبادة الرسول صلى هللا علٌه وسلم ‪.‬‬

‫‪ -6‬سبقت والدة الرسول دالئل وعال مات فؤشر إلى بعضها ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬اختر الجواب الصحٌح من بٌن الخٌارات التالٌة ‪:‬‬
‫‪-1‬كانت والدة الرسول صلى هللا علٌه وسلم فً بٌت ‪:‬‬

‫أبً لهب‬
‫عمه أبً طالب‬
‫جده عبد المطلب‬
‫‪ -2‬حبب إلى الرسول الخبلء‬
‫لٌنقطع عن الخلق إلى هللا‬
‫لٌتلو ماٌوحى إلٌه‬
‫للنزهة‬
‫‪ -3‬انقطع الوحً عن الرسول‬

‫أربعون ٌوما‬
‫شهرٌن كاملٌن‬
‫عاما كامبل‬

‫‪45‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪ٌ -4‬نبؽً أن ٌتعبد اإلنسان حٌنا وٌرتاح حٌنا حتى‬


‫ٌزداد قوة فً العبادة‬
‫ٌتفقه فً الدٌن‬
‫ٌتولى شئون بٌته‬

‫ثالثا ‪ :‬أكتب عبلمة (√) أو (×) أمام العبارات التالٌة ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ٌ-1‬سمى العام الذي ولدفٌه النبً صلى هللا علٌه وسلم بعام الفٌل‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪-2‬كان حمل أم النبً به ٌخالؾ باقً الحمل‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪-3‬أدى ضم جبرٌل للنً إلى خوفه واضطرابه‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬أدت أقوال ورقة للرسول صلى هللا علٌه وسلم إلى طمئنته وإدخال السرور فٌه‬

‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -5‬نهى الرسول صلى هللا علٌه وسلم من وصل صٌام بصٌام‬

‫رابعا ‪ :‬أكمل الفراؼات التالٌة بماٌناسبها‬


‫‪-1‬التفعل صم وافطر ‪ .......،.....‬فإن لجسدك ‪..... ،....‬‬

‫‪-2‬إن بحسبك أن تصوم من كل شهر ‪ .... ، ...‬فإن لك ‪....... ، ...... ، .....‬‬

‫‪ -3‬التهب أحد ‪...‬وأنت ‪....‬ز‪ ..... ،‬أكثر مما وهبت ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫الوحد الخامسة‪ :‬الثقافة اإلسالمٌة‬

‫مقدمة الوحدة الخامسة‬

‫نتج من تفاعل المسلمين وتلقيهم للقرآن واألحاديث النبوية واجتهادىم في فهمها ‪ ،‬وتطبيقهم لهما(القرآن‬
‫واألحاديث) وتوسع دولة اإلسالم ودخول شعوب كثيرة في الدين اإلسالمي ‪ ،‬وتكون مجتمعات إسالمية في رقعة‬

‫شاسعة من األرض ‪ ،‬نتج من ذلك تكون ثقافة إسالمية لها خصائصها ووظائفها التي تستمدىا من المصادر‬

‫اإلسالمية ( القرآن واألحاديث النبوية) ‪.‬وفي ىذه الوحدة يدرس المتدرب موضوعات خول ىذه الثقافة اإلسالمية‬
‫ومن أىمها مايعالج قضايا المجتمع اإلسالمي الثقافية ‪.‬‬

‫أهداؾ الوحدة الخامسة‬


‫ٌتوقع من الدراس عند االنتهاء من دراسة هذه الوحدة أن ٌكون قادرا على أن‪:‬‬
‫‪ٌ-1‬ذكر أهم وظائؾ الثقافة اإلسبلمٌة‬

‫‪ٌ-2‬شرح أهم خصائص الثقافة اإلسبلمٌة‬

‫‪ٌ-3‬وضح خطر المخدرات على كٌان األمة‬

‫‪ٌ-4‬قدر أهمٌةحماٌة المجتمع من المخدرات‬

‫‪ٌ -5‬هتم على المحافظة على حقوق اإلنسان‬

‫ٌستخدم فً تدرٌس هذه الوحدة ‪:‬‬


‫طرٌقة المناقشة‬
‫طرٌقة حل المشكبلت‬

‫‪47‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪1‬‬ ‫الدرس األول‪:‬‬


‫وظائف الثقافة اإلسالمٌة‬
‫تقوم الثقافة اإلسبلمٌة بوظائؾ مختلفة على مستوى الفرد والمجتمع‪ ،‬وٌمكن تلخٌص هذه‬
‫الوظائؾ فٌماٌلً ‪:‬‬
‫‪-1‬تنمٌة ادراك المسلم ووعٌه بمفاهٌم اإلسبلم المتصلة بجوانب الحٌاة المختلفة‬

‫‪ -2‬توجٌه سلوك المسلم فً الحٌاة وفقا لمفاهٌم اإلسبلم وأحكامه‬

‫‪ -3‬طبع المسلم بطابع الشخصٌة اإلسبلمٌة المستقلة فكرا وسلوكا وانتماء‬

‫‪ -4‬تؤهٌل المسلم لٌقوم بدوره فً تشٌٌد بناء الحضارة اإلنسانٌة واإلسهام فً النهضة العلمٌة‬

‫والتقنٌة‬
‫‪ -5‬إٌجاد القناعة والٌقٌن لدى المسلم بصبلحٌة اإلسبلم لكل زمان ومكان‬

‫‪ -6‬المحافظة على شخصٌة األمة اإلسبلمٌة واستقبللها الثقافً ؛ ألن الثقافة اإلسبلمٌة هً‬
‫الصورة الحٌة لؤلمة التً تحدد مبلمح شخصٌتها ‪ ،‬وقوام وجودها ‪ ،‬وتضبط مسارها ‪،‬‬
‫وتحدد اتجاهها فً الحٌاة‬
‫‪ -7‬وضع األمة المسلمة موضع القٌادة والزعامة بٌن سائر األمم والشعوب ؛ لماحباها هللا‬
‫من خصائص ؛ ولماكلفها من واجبات فً الدعوة إلى هللا ‪ ،‬ونشر مباديء اإلسبلم‬
‫قال تعالى ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوؾ تسئلون )‬
‫‪ -8‬توثٌق الصلة بٌن حاضر األمة اإلسبلمٌة وماضٌها ومستقبلها فالثقافة اإلسبلمٌة تبرز‬
‫السجل الناصع للسلؾ الصالح ‪ :‬علماء ‪ ،‬وقادة بانجازاتهم المتؤلقة فً العالمٌن ‪ ،‬وتبرز‬
‫فً المقابل مهمة قادة الفكر والمصلحٌن المسلمٌن فً الوقت المعاصر؛ لتجدٌد الصورة‬
‫المشرقة لئلسبلم ‪ ،‬وبعث روحه المتدفقة فً إدارة الحٌاة وتنظٌمها ‪ ،‬والدعوة إلى نهضة‬
‫شاملة فً حٌاة األمة ؛ لتقوداإلنسانٌة من جدٌد إلى شاطًء األمن واألمان والخٌروالسعادة‬

‫‪48‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪2‬‬ ‫الدرس الثانً‪:‬‬


‫خصائص الثقافة اإلسالمٌة‬
‫تتصؾ الثقافة اإلسبلمٌة بخصائص وسمات فرٌدة مٌزتها عن ؼٌرها من الثقافات األخرى‬
‫وقد اكتسبت الثقافة اإلسبلمٌة هذه الخصائص من العقٌدة اإلسبلمٌة ‪ ،‬ومن هذه الخصائص ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الربانٌة ‪ :‬وٌقصد بها أن هذه الثقافة بكل أركانها ومبادئها وأسسها من صنع هللا عزوجل ‪،‬‬
‫ولٌس ألحد فٌها ٌد سواه قال تعالى ( صبؽة هللا ومن أحسن من هللا صبؽة ونحن له عابدون)‬
‫فمصدر الثقافة اإلسبلمٌة هو الوحً ( القرآن وأحادٌث الرسول صلى هللا علٌه وسلم ) ‪،‬‬
‫وٌترتب على كون الثقافة اإلسبلمٌة ثقافة ربانٌة ماٌؤتً ‪:‬‬
‫‪-1‬ثباتها وشمولها لكل جوانب الحٌاة السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫‪ -2‬صبلحٌتها لكل زمان ومكان‬

‫‪ -3‬اتفاقها مع الفطرة اإلنسانٌة وانسجامها معها وقدرتها على تلبٌة كل مطالب البشرٌة‬

‫‪ -4‬قدرتها على توفٌر السعادة للبشر على اختبلؾ أجناسهم‬

‫ثانٌا‪ :‬الشمول والكمال ‪ :‬وٌقصد بها أنها ؼطت بؤحكامها وأركانها كل جوانب الحٌاة اإلنسانٌة‬
‫واستوعبت كل أمور الدنٌا واآلخرة ‪ ،‬وبهذا جاءت الثقافة اإلسبلمٌة شاملة كاملة خالٌة من أي‬
‫نقص أوعٌب ‪ ،‬وتظهر شمولٌة الثقافة اإلسبلمٌة فً مجاالت عدة ‪:‬‬
‫أ ) جاءت بتصور شامل لجمٌع شئون الحٌاة السٌاسٌة واإلقتصادٌة والتربوٌة واإلجتماعٌة ‪.‬‬
‫ب) جاءت شاملة لجمٌع الرساالت السابقة ‪ ،‬واشتملت على القوانٌن واألنظمة واألحكام الشرعٌة‬
‫التً تؽطً كل القوانٌن والشرائع ‪.‬‬
‫ج) النظرة الشاملة للخالق والكون والحٌاة واإلنسان ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوازن واالعتدال والوسطٌة ‪ :‬فالثقافة اإلسبلمٌة تقوم على التوازن واالعتدال؛ ألن‬
‫اإلسبلم دٌن الوسطٌة الدي ٌوازن بٌن األشٌاء وٌنظر إلٌها نظرة شمولٌة من جمٌع جوانبها فبل‬
‫افراط وال تفرٌط والمحاباة لجانب على آخر قال تعالى ‪ (:‬وابتػ فٌما آتاك هللا الدار اآلخرة‬
‫والتنس نصٌبك من الدنٌا وأحسن كما أحسن هللا إلٌك) فاهلل سبحانه وتعالى أقام الكون على نظام‬
‫دقٌق متزن بكل مافٌه من إنسان وحٌوان ونبات وشموس وأقمار ونوامٌس قال تعالى (ماترى‬

‫‪49‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫فً خلق الرحمن من تفاوت) وقال ( الالشمس ٌنبؽً لها أن تدرك القمر والالٌل سابق النهار وكل‬
‫فً فلك ٌسبحون )‬
‫ونظرة الثقافة اإلسبلمٌة إلى المال نظرة متوازنة تقوم على اعتباره ضرورة من ضرورات الحٌاة‬
‫واعتبار الفقر وباء ٌجب اقتبلعه من المجتمع والسٌطرة علٌه ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬اإلٌجابٌة‬
‫تمتاز الثقافة اإلسبلمٌة أنهاذات أثر طٌب واٌجابً فً حٌاة المسلمٌن ‪ ،‬فقد عمل‬
‫اإلسبلم على إٌجاد الشخصٌة المتمٌزة الفعالة ‪ ،‬وحرر اإلنسان من كل سلبٌة فً‬
‫فكره وسلوكه وجوارحه ‪ ،‬ودعاه إلى العمل والممارسة بما ٌتناسب مع قدراته‬
‫وطاقاته قال تعالى ( الٌكلؾ هللا نفسا إال وسعها ) ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫‪3‬‬ ‫الدرس الثالث‪:‬‬


‫قضاٌا ثقافٌة‬
‫أوال‪ :‬آفة المخدرات‬
‫إن معرفة اإلنسان بالنباتات المخدرة ظاهرة لٌست حدٌثة بل هً قدٌمة ‪ ،‬وأجمع فقهاء المذاهب‬
‫اإلسبلمٌة ‪:‬‬
‫‪ -1‬على تحرٌم إنتاج المخدرات ‪ ،‬وزراعتها وتعاطٌها ‪.‬‬

‫‪ -2‬أنه المثوبة والثواب لماٌنفق من ربحها ‪ ،‬والكسب الحرام مردود على صاحبه ‪.‬‬

‫‪ -3‬المجالس التً تعد لتعاطً المخدرات مجالس فسق وإثم ‪ ،‬والجلوس فٌها محرم شرعا ‪.‬‬

‫‪ -4‬الٌحل التداوي بالمحرمات وقدقال النبً صلى هللا علٌه وسلم للرجل الذي سؤله عن الخمر‬
‫فنهاه عنه فقال الرجل ‪ :‬إنما أرٌد أن أصنعها للدواء فقل له النبً صلى هللا علٌه وسلم إنه لٌس‬
‫بدواء ولكنه داء ‪.‬‬
‫وشمولٌة اإلسبلم فً تعالٌمه ٌحافظ على ماأسماه األصولٌون الضرورٌات الخمسة وهً ‪:‬‬
‫الدٌن ‪ ،‬والنفس ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬والعرض ‪ ،‬والمال ‪ ،‬وفً استخدام هذه المخدرات إعتداء على هذه‬
‫الضرورٌات بؤكملها‬
‫والمخدر كما أثبت العلماء فً جمٌع التخصصات ٌسبب أضرارا صحٌة ونفسٌة ومالٌة وجسدٌة‬
‫وعقلٌة‬
‫ثانٌا ‪ :‬حقوق اإلنسان‬
‫لقد قرر اإلسبلم المساواة بٌن الناس ‪ ،‬وأعلن وحدة الجنس البشري ‪ ،‬فقد جاء فً خطبة النبً‬
‫صلى هللا علٌه وسلم فً حجة الوداع ( أٌها الناس إن هللا أذهب عنكم نخوة الجاهلٌة ‪ ،‬وفخرها‬
‫باآلباء ‪ ،‬كلكم آلدم ‪ ،‬وآدم من تراب لٌس لعربً على أعجمً فضل إال بالتقوى كما جعل‬
‫اإلسبلم أساس التفاضل بٌن الناس العمل الصالح ومقدار ماٌقدمه الفرد من خٌر قال تعالى‬
‫(ٌاأٌها الناس إنا خلقناكم من دكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عندهللا أتقاكم)‬
‫وهذا المبدأ األصٌل جاءت به الشرٌعة اإلسبلمٌة فً وقت كانت العصبٌة للجنس والقبلٌة‬
‫هً األساس فً المجتمع وفً تماٌز الناس وتفاضلهم ‪ ،‬وقدطبق هذا المبدأ العادل القوٌم ‪ ،‬واجتث‬
‫جذور العصبٌة ‪ ،‬ولم ٌعد هناك امتٌازللون أو لجنس ‪ ،‬وأصبح الجمٌع متساوٌن أمام القانون قال‬
‫النبً صلى هللا علٌه وسلم ( لوأن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت ٌدها) وقد بلػ تطبٌق هذا‬
‫المبدأ إلى حد أن النبً صلى هللا علٌه وسلم أنكر على من قال لمسلم ؼٌر عربً " ٌاابن السوداء‬

‫‪51‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫" واعتبر ذلك من بقاٌا الجاهلٌة وتاخرها باألنساب واألجناس فقال صلى هللا علٌه وسلم " إنك‬
‫امرإ فٌك جاهلٌة "‬
‫ولقد أعطى اإلسبلم الفرد الحق فً أن ٌنال من العلم والثقافة ماٌشاء فً حدود امكانٌاته وظروفه‬
‫وجعل ذلك فرضا علٌه فً الحدود البلزمة ألمور دٌنه وشئون دنٌاه ‪.‬‬
‫ولقد حددت الشرٌعة اإلسبلمٌة وسائل لتحقٌق الكرامة اآلدمٌة وحقوق اإلنسان ‪ ،‬ومن هذه‬
‫الوسائل ‪:‬‬
‫‪-1‬جعلت الشرٌعة اإلسبلمٌة حقوق اإلنسان المتعلقة بمقومات وجوده فً الحٌاة وؼٌرها من أهم‬
‫الواجبات ‪ ،‬وجعلت االعتداء علٌهاموجبا للعقوبات الحدٌة ‪.‬‬
‫‪-2‬رتبت الشرٌعة عقوبةنزع الشرعٌة عن كل قرار اجتهادي تتخذه الدولة ٌتصادم مع حقوق‬
‫اإلنسان الثابتة شرعا ‪.‬‬
‫‪-3‬بٌنت الشرٌعة اإلسبلمٌة حقوق اإلنسان منذ والدته وأثناء حٌاته وحتى عند مماته ‪.‬‬

‫‪-4‬احترمت الشرٌعة اإلسبلمٌة البناء الوجدانً للمكلؾ على نحو ٌدفعه للدفاع عن حقوقه فً‬
‫الحٌاة وحقه فً اقامة دولته على وطنه ‪ ،‬وحقه فً الدفاع عن ماله وعرضه‬
‫‪ -5‬أقامت الشرٌعة اإلسبلمٌة مإسسات القضاء التً تبسط رقابتها على كافة مإسسات الدولة ‪،‬‬
‫فقد عرؾ الفقه اإلسبلمً والٌة المظالم ‪ ،‬وقضاء الرد ‪ ،‬وكانت تنقض قرارات الدولة إذا‬
‫تصادمت مع حقوق المواطنٌن المستقرة شرعا ‪.‬‬
‫قال هللا تعالى ( ومن ٌتق هللا ٌجعل له من أمره ٌسرا ) ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الجاهعت الوطنيت الصوهاليت ‪ -‬كليت التربيت والعلوم اال جتواعيت ‪ -‬هقرر التربيت اإلسالهيت ‪ -‬الكتاب الثاني‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ -‬أستاذ الوادة‪ :‬د\عبدالرحون يو سف إبراهين‬

‫المناقشة‪:‬‬
‫أجب عن األسئلة التالٌة ‪:‬‬
‫‪-1‬اذكر ثبلثة من وظائؾ الثقافة اإلسبلمٌة‬

‫‪-2‬لخص موقؾ اإلسبلم من المخدرات ‪.‬‬

‫‪ -3‬اشرح خاصٌة واحدة من خصائص الثقافة اإلسبلمٌة‬

‫‪-4‬ناقش األضرار اإلقتصادٌة واإلجتماعٌة للقات فً المجتمع الصومالً ‪ ،‬وطرق معالجتها‬

‫‪ -5‬تحدث عن دور القات فً انتشار انعدام األمن فً المجتمع الصومالً ‪.‬‬

‫‪ -6‬تنتشر المخدرات فً المجتمع الصومالً ‪ ،‬فحدد آراء الناس ومواقفعم تجاه عدد المخدرات‬

‫المنتشرة فً المجتمع ‪.‬‬


‫‪-7‬حمى اإلسبلم حقوق اإلنسان ألي سلطة اإلعنداء علٌها باسم المصلحة العامة ‪ ،‬فناقش هذه‬

‫العبارة على ضوء التعدٌات التً انتهكت بها حقوق اإلنسان فً الصومال ‪.‬‬

‫‪53‬‬

You might also like