درجات الملكوت والدينونة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫آيات ومعاني درجات الملكوت والدينونة‬

‫أوال‪ :‬تمييز مؤمن العهد الجديد عن مؤمن العهد القديم‬


‫ان‪َ ،‬ولكِنَّ األَ ْ‬
‫ص َغ َر فِي َم َل ُك و ِ‬
‫ت‬ ‫اء أَ ْع َظ ُم مِنْ ُي َ‬
‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ‬ ‫س ِ‬‫اَ ْل َح َّق أَقُول ُ َل ُك ْم‪َ :‬ل ْم َيقُ ْم َب ْينَ ا ْل َم ْولُودِينَ مِنَ ال ِّن َ‬
‫ت أَ ْع َظ ُم ِم ْن ُه‪( .‬متى ‪)١١ :١١‬‬ ‫الس َم َاوا ِ‬
‫َّ‬
‫■ يوحنا المعمدان في مركزه في العهد القديم لم يتمتع بامتيازات العهد الجديد (ملك وت الس ماوات)‪ .‬فك ان‬
‫االصغر في الملكوت اي المؤمن الصغير في إيمانه يعنى الذي في بداية ايمانه وحياته مع ال رب في العه د‬
‫الجديد من حيث مكانته هو أفضل من مؤمن العهد القديم من ناحية امتيازات العهد الجديد من سكنى الروح‬
‫وغيرها من االمتيازات‪ .‬لذلك المؤمن في العهد الجديد أعظم في امتيازاته من مؤمن العهد القديم‪.‬‬
‫" ■على الرغم من أن يوحنا كان عظيمًا‪ ،‬إال أنه لم يولد مرة أخرى بموجب العهد الجديد‪ .‬هذا ألنه ع اش‬
‫ومات قبل انتهاء يسوع من عمله على الصليب وقبل القبر الفارغ‪ .‬ول ذلك‪ ،‬لم يتمت ع بمزاي ا العه د الجديد"‬
‫تفسير ديفيد كوزيك‬
‫" ■ت برهن ه ذه العب ارة على أنّ يس وع ك ان يتح ّدث عن االمتي از ال ذي ليوحن ا‪ ،‬وليس عن شخص يّته‪.‬‬
‫فاألصغر في ملكوت السماوات قد ال يملك صفات أفضل مّما امتلكه يوحنا‪ ،‬لك ّنه في الحقيقة يمتلك امتي ً‬
‫ازا‬
‫أعظم‪ .‬فكون اإلنسان مواط ًنا في الملكوت هو أعظم من إعالنه وصول الملكوت‪ .‬وقد كان امتي از يوحن ا‬
‫عظيمًا إذ هيّأ الطريق للرب‪ ،‬لك ّنه لم يعِش حتى يتم ّتع ببركات الملكوت" تفسير وليم مكدونالد‬
‫ثانيا‪ :‬ايات درجات الملكوت‬
‫الس َم َاواتِ‪َ .‬وأَ َّما‬
‫ت َّ‬ ‫اس ه َك َذا‪ُ ،‬ي دْ َعى أَ ْ‬
‫ص َغ َر فِي َم َل ُك و ِ‬ ‫الص ْغ َرى َو َعلَّ َم ال َّن َ‬
‫صا َيا ُّ‬ ‫ض إِ ْحدَ ى ه ِذ ِه ا ْل َو َ‬ ‫" َف َمنْ َن َق َ‬
‫الس َم َاواتِ‪( .‬متى ‪)١٩ :٥‬‬ ‫ت َّ‬ ‫هذا ُيدْ َعى َعظِ ي ًما فِي َم َل ُكو ِ‬ ‫َمنْ َع ِمل َ َو َعلَّ َم‪َ ،‬ف َ‬
‫■ هذه اآلية تتكلم عن مستويات المؤمنين في العهد الجديد من حيث الحياة وتطبيق الكلمة وتعليمها‪.‬‬
‫■ "فوضع اإلنسان ومكانته في الملكوت يتو ّقف على مدى طاعته وأمانته في أثن اء وج ودة على األرض"‬
‫تفسير وليم مكدونالد‬
‫اج َر ُك ل ُّ‬ ‫ف ِب َما َت َ‬ ‫ض َة‪ ،‬لِ َي ْع ِر َ‬‫"و َل َّما َر َج َع َب ْعدَ َما أَ َخ َذ ا ْل ُم ْل َك‪ ،‬أَ َم َر أَنْ ُيدْ َعى إِ َل ْي ِه أُول ِئ َك ا ْل َع ِبي ُد الَّذِينَ أَ ْع َطا ُه ُم ا ْلفِ َّ‬ ‫َ‬
‫الص الِ ُح! ألَ َّن َك ُك ْن َت‬ ‫اء‪َ .‬ف َق ال َ َل ُه‪ِ :‬ن ِع َّما أَ ُّي َه ا ا ْل َع ْب ُد َّ‬ ‫ش َر َة أَ ْم َن ٍ‬ ‫بح َع َ‬ ‫س ِّيدُ‪َ ،‬م َنا َك َر َ‬ ‫اء األَ َّول ُ َقا ِئالً‪َ :‬يا َ‬ ‫َوا ِحدٍ‪َ .‬ف َج َ‬
‫س َة أَ ْم َن ٍ‬
‫اء‪.‬‬ ‫س ِّيدُ‪َ ،‬م َنا َك َع ِمل َ َخ ْم َ‬ ‫اء ال َّثانِي َقا ِئالً‪َ :‬يا َ‬ ‫ش ِر ُمدْ ٍن‪ُ .‬ث َّم َج َ‬ ‫س ْل َطانٌ َع َلى َع ْ‬ ‫ِيل‪َ ،‬ف ْل َي ُكنْ َل َك ُ‬ ‫أَمِي ًنا فِي ا ْل َقل ِ‬
‫س ُمدْ ٍن‪( .‬لوقا ‪)١٩-١٥ :١٩‬‬ ‫ضا‪َ :‬و ُكنْ أَ ْن َت َع َلى َخ ْم ِ‬ ‫ِهذا أَ ْي ً‬
‫َف َقال َ ل َ‬
‫مْس ُم ُد ٍن حكم السيد بقدر اجتهاده على قدر ربحه وأثابه كذلك‪ .‬فثوابه وإن كان عظيما ً في ذاته‬ ‫" ■ َع َلى َخ ِ‬
‫أقل من ثواب األول‪ .‬وكذلك يُثاب المسيحي في السماء على ق در أمانت ه واجته اده في خدم ة هللا على ه ذه‬
‫األرض" تفسير وليم ادي‬
‫ش ا‪َ ،‬ف َع َم ل ُ ُك ل ِّ‬ ‫ش ًبا‪َ ،‬ق ًّ‬ ‫ش ًبا‪ُ ،‬ع ْ‬ ‫ار ًة َك ِري َم ًة‪َ ،‬خ َ‬ ‫ِض ًة‪ ،‬ح َِج َ‬ ‫اس‪َ :‬ذ َه ًبا‪ ،‬ف َّ‬ ‫س ِ‬ ‫" َولكِنْ إِنْ َكانَ أَ َح ُد َي ْبنِي َع َلى ه َذا األَ َ‬
‫س َت ْم َتحِنُ ال َّنا ُر َع َمل َ ُكل ِّ َوا ِح ٍد َما ُه َو‪ .‬إِنْ َبق َِي‬ ‫ار ُي ْس َت ْع َلنُ ‪َ ،‬و َ‬ ‫س ُي َب ِّي ُن ُه‪ .‬ألَ َّن ُه ِب َن ٍ‬
‫س َيصِ ي ُر َظاه ًِرا ألَنَّ ا ْل َي ْو َم َ‬ ‫َوا ِح ٍد َ‬
‫ار‪.‬‬‫ص‪َ ،‬ولكِنْ َك َما ِب َن ٍ‬ ‫س َي ْخلُ ُ‬ ‫س ُر‪َ ،‬وأَ َّما ه َُو َف َ‬ ‫س َي ْخ َ‬‫اح َت َر َق َع َمل ُ أَ َح ٍد َف َ‬ ‫س َيأْ ُخ ُذ أ ُ ْج َر ًة‪ .‬إِ ِن ْ‬ ‫َع َمل ُ أَ َح ٍد َقدْ َب َناهُ َع َل ْي ِه َف َ‬
‫(‪١‬كو‪)١٥-١٢ :٣‬‬
‫" ■• الحظ أن حجم العمل لن يتم تقييمه (على ال رغم من أن ل ه بعض األهمي ة)‪ .‬يق ول ب ولس إن ه س يتم‬
‫امتحان َع َم َل ُك ِّل َواحِد‪ .‬قإذا قام المرء بالكثير من العمل الخاطئ‪ ،‬فسيكون األمر كما لو أنه لم يفع ل ش ي ًئا‪.‬‬
‫وسوف يتم حرق عمله وسيختفي إلى األبد‪.‬‬
‫ضا إلى هذا االمتحان العظيم في كورنثوس الثانية ‪’ ١٠:٥‬ألَ َّن ُه الَ ُب َّد أَ َّن َنا َجمِي ًع ا ُن ْظ َه ُر أَ َم ا َم‬ ‫• أشار بولس أي ً‬
‫ان أَ ْم َش ًّرا‪ ‘.‬فعن دما يُمتحن عملن ا‬ ‫ص َن َع‪َ ،‬خ ْي رً ا َك َ‬ ‫ان ِب ْال َج َس ِد ِب َح َس ِ‬
‫ب َما َ‬ ‫يح‪ ،‬لِ َي َنا َل ُك ُّل َوا ِح ٍد َما َك َ‬ ‫ْ‬
‫ُكرْ سِ يِّ المَسِ ِ‬
‫أمام الرب‪ ،‬س ُنكافأ بحسب ما تبقى" تفسير ديفيد كوزيك‬
‫ثالثا‪ :‬آيات درجات الدينونة‬
‫ت َيا َك ْف َر َنا ُحو َم‬‫ِّين ِم َّما َل ُك َما‪َ .‬وأَ ْن ِ‬
‫اح ِت َماالً َي ْو َم الد ِ‬‫اء َت ُكونُ َل ُه َما َحا َل ٌة أَ ْك َث ُر ْ‬‫ص ْيدَ َ‬
‫ور َو َ‬ ‫ص َ‬ ‫"ولكِنْ أَقُول ُ َل ُك ْم‪ :‬إِنَّ ُ‬ ‫َ‬
‫ص ُنو َع ُة فِيكِ َل َبقِ َي ْت إِ َلى‬‫ات ا ْل َم ْ‬ ‫سدُو َم ا ْلقُ َّو ُ‬
‫صن َِع ْت فِي َ‬ ‫او َيةِ‪ .‬ألَ َّن ُه َل ْو ُ‬
‫س ُت ْه َبطِ ينَ إِ َلى ا ْل َه ِ‬
‫اء! َ‬ ‫ا ْل ُم ْر َتف َِع َة إِ َلى ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫ِّين ِم َّما َل كِ »‪( .‬مت ‪:١١‬‬ ‫اح ِت َم االً َي ْو َم ال د ِ‬ ‫س دُو َم َت ُك ونُ َل َه ا َحا َل ٌة أَ ْك َث ُر ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ا ْل َي ْو ِم‪َ .‬ولكِنْ أَقُ ول ُ َل ُك ْم‪ :‬إِنَّ أَ ْر َ‬
‫‪)٢٤ ،٢٣،٢٢‬‬
‫■ "قد تمت في هذه المدن أكثر معجزات المسيح‪ ،‬فقد اختبروا نورً ا أكبر‪ ،‬األمر الذي تطلب أيضًا مس اءلة‬
‫أكبر‪ .‬عندما قال يسوع أن األمر أَ ْك َث ُر احْ ِت َمااًل لمدن معينة في يوم الدينونة‪ ،‬فقد أشار ضمنيًا في الواق ع إلى‬
‫وج ود درج ات مختلف ة من الدينون ة‪ .‬فس يتم معاقب ة البعض بص ورة أش د وط أة في الدينون ة النهائي ة عن‬
‫آخرين" تفسير ديفيد كوزيك‬
‫يرا‪َ .‬ولكِنَّ الَّذِي الَ‬‫ب َك ِث ً‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ب إِ َرا َد ِت هِ‪َ ،‬ف ُي ْ‬
‫س ِ‬
‫بح َ‬ ‫"وأَ َّما ذلِ َك ا ْل َع ْب ُد الَّذِي َي ْع َل ُم إِ َرادَ َة َ‬
‫س ِّي ِد ِه َوالَ َي ْس َت ِع ُّد َوالَ َي ْف َعل ُ َ‬ ‫َ‬
‫ب ِم ْن ُه َك ِث ي ٌر‪َ ،‬و َمنْ ُيو ِد ُعو َن ُه‬‫يرا ُي ْط َل ُ‬‫ب َقلِيالً‪َ .‬ف ُك ل ُّ َمنْ أ ُ ْعطِ َي َك ِث ً‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ض َر َباتٍ‪ُ ،‬ي ْ‬ ‫َي ْع َل ُم‪َ ،‬و َي ْف َعل ُ َما َي ْس َتح ُِّق َ‬
‫ِيرا ُي َطالِ ُبو َن ُه ِبأ َ ْك َث َر‪( .‬لو‪)٤٨ ،٤٧ :١٢‬‬ ‫َكث ً‬
‫■ "المبدأ مفاده أن المسؤولية تزداد على قدر ازدياد االمتي ازات‪ .‬وبالنس بة إلى المؤم نين‪ ،‬فه ذا يع ني أن ه‬
‫سيكون هناك درجات من المكافأة في الس ماء‪ .‬كم ا أن ه يع ني أن ه س يكون هن اك درج ات من العق اب في‬
‫الجحيم بالنسبة إلى غير المؤمنين‪ .‬فالذين تعرف وا ب إرادة هللا‪ ،‬كم ا هي معلن ة في الكت اب المق دس‪ ،‬ت ترتب‬
‫عليهم مسؤولية جسيمة إلطاعتها‪ .‬هؤالء قد أُعطوا كثيرً ا‪ ،‬لذا سيُط َلب منهم كثير‪ .‬أما الذين لم َيحظ وا بك ل‬
‫ضا على أفعالهم السيئة‪ ،‬إال أن عقابهم سيكون أقل صرامة‪" .‬‬ ‫هذه االمتيازات الرفيعة‪ ،‬فسيُعا َقبون أي ً‬
‫تفسير وليم مكدونالد‬

You might also like