مطبوعة السداسي الاول القانون الاداري

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 66

‫جامعـة محمد لمين دباغين سطيف‪2‬‬

‫كليـة الحقوق والعلـــوم السياسية‬

‫الوحدة التعليمية األساسية‬


‫السنة األولى حقوق ‪LMD‬‬
‫مقياس المدخل للقانون اإلداري‬
‫السداســـــي األول‬

‫د‬

‫محاضرات في مقياس المدخل إلى القانون اإلداري‪1‬‬


‫السنة األولى حقوق ‪LMD‬‬
‫السداسي األول‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬بن ورزق هشام‬

‫ألقيت ابملوامس اجلامعي ‪2020-2019 ،2019-2018‬‬


‫مربجمة ومنقحة للتدريس إب ذن هللا ابملومس اجلامعي ‪2021-2020‬‬
‫‪1‬‬
‫مدخل عام للمقياس‬
‫ـ‬
‫ـ بالصـراع‬ ‫يميل الإنسـان إلى االجتماع ليحصل كل ما يحتاجه‪ ،‬لكن العالقات االجتماعية تتصف‬
‫ـ‪ .‬لذلك يأتي القانون باإلضافة‬
‫بسبب الطمع وحب الذات البشري والمصالح المتضاربــة بيـن األفـراد‬
‫إلى مجموع القواعد االجتماعية األخرى كضرورة حتميـة لينظـم هـذه المصالح‪.‬‬
‫إذن حاجـة اإلنسـان إلى قانـون ينظـم بـه حياته وعالقاته حاجة فطريـة وبديهية‪ ،‬ويقول‬
‫الفيلسوف بسويه " حيث يملك الكل فعل ما يشاءون‪ ،‬ال يملك أحد فعل ما يشاء‪ ،‬وحيث ال سيد فالكل سيد‪،‬‬
‫وحيث الكل سيد فالكل عبيد"‬
‫ـ فيما بين‬
‫ـ السلطة السياسية التي هي ركن من أركان الدولة على ضبط وتنظيم العالقات والروابط‬ ‫وتقوم‬
‫ـ من خالل سلطاتها‬ ‫ـ السلطة السياسية في الدولة بشكل قانوني‬‫األفراد واألشخاص من خالل القانون‪ .‬وتظهر‬
‫التشريعية والقضائية والتنفيذية‪ ،‬حيث تتولى السلطة التنفيذية في الدولة ممارسة الوظيفة اإلدارية أو ما‬
‫يسمى اإلدارة العامة‪.‬‬
‫ـ هذا القانون‬
‫تخضع اإلدارة العامة للقانون الذي ينظم لها تنظيمها وكيفية عملها وحدودها‪ ،‬ويسمى‬
‫بالقانون اإلداري"‪.‬‬

‫أوال‪ /‬تصنيف قواعد القانون اإلداري‬


‫تنقسم القواعد القانونية التي تنظم كل مجتمع إنساني إلى‪:‬‬
‫* قواعد قانونية تنظم العالقات التي تنشأ بين األفراد (القانون الخاص) ومن فروعه‪ :‬القانون المدني‬
‫والقانون التجاري‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية ‪...‬‬
‫ـ الدولة بمظهر‬
‫* قواعد تنظم العالقات بين اإلدارة العامة فيما بينها أو بينها وبين األفراد عندما تظهر‬
‫السلطة العامة‪ ،‬أو قواعد تنظم العالقات بين الدول‪( .‬القانون العام)‪ ،‬ومن فروعه‪ :‬القانون الدولي العام‬
‫ـ والقانون المالي‪...‬‬‫ـ والقانون اإلداري‬
‫والقانون الدستوري‬
‫ـ فرع من فروع القانون العام الداخلي‪ ،‬تمييزًا له عن القانون العام الخارجي الذي‬‫يعتبر القانون اإلداري‬
‫ـ ونشاطها وضمان تحقيقها‬ ‫ـ بسلطات اإلدارة العامة من ناحية تكوينها‬ ‫ينظم العالقات بين الدول‪ .‬ويهتم‬
‫للمصلحة العامة من خالل االمتيازات االستثنائية التي تقررها قواعد القانون اإلداري‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬مجال تطبيق القانون اإلداري هو اإلدارة العامة‬


‫ـ عن القانون الخاص الختالف العالقات القانونية التي يحكمها‪،‬‬ ‫يختلف القانون اإلداري اختالفا جوهريا‬
‫ـ من الوسائل قانونية ومادية‬‫ـ السلطات اإلدارية في أدائها لوظيفتها‬
‫واختالف الوسائل التي تستخدمها‬
‫وبشرية‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ وتنظيم‬
‫ـ القانون اإلداري بضبط‬
‫يشكل القانون اإلداري من الناحية العضوية قانون اإلدارة‪ ،‬فيهتم‬
‫ـ (إدارة مركزية‪ ،‬إدارة محلية)‪ ،‬النشاط (مرافق عامة‪ ،‬ضبط‬‫اإلدارة العامة وعملها من حيث‪ :‬التنظيم‬
‫‪2‬‬
‫إداري)‪ ،‬األساليب (قرارات إدارية‪ ،‬عقود إدارية)‪ ،‬الوسائل (الموظفين واألموال‪ ،‬االختصاصات)‪،‬‬
‫المنازعات (االختصاص‪ ،‬اإلجراءات‪)...‬‬

‫ثالثا‪ /‬أهمية القانون اإلداري‬


‫يتمتع القانون اإلداري بأهمية كبيرة بسبب سعة امتداده وطبيعة قواعده‪ ،‬فكل أفراد المجتمع على‬
‫اختالف أوضاعهم االقتصادية واالجتماعية هم في عالقة حتمية وجبرية مع اإلدارة العامة‪ ،‬وبالتالي‬
‫ـ أهمية هذا القانون في‪:‬‬
‫ـ قواعد القانون اإلداري‪ ،‬وتظهر‬
‫يخضعون لتطبيق‬
‫* يتعامل الفرد مع اإلدارة عند التصريح بالمواليد‪ ،‬استخراج بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر أو‬
‫رخصة بناء أو رخصة صيد أو رخصة سياقة أو اعتماد نشاط‪ ،‬وغيرها من الخدمات اإلدارية وحتى وفاة‬
‫ـ ذلك‪.‬‬
‫الشخص وبعد‬
‫* تقدّم اإلدارة سواء المركزية أو المحلية أو المرفقية خدمات كثيرة للجمهور سواء في المجال اإلداري أو‬
‫ـ لشتى االحتياجات‬ ‫ـ المختلفة وتلبيتها‬
‫ـ أو االجتماعي‪ ،‬فاإلدارة هي يد الدولة لقيامها بمهامها‬
‫االقتصادي‬
‫والخدمات‪ ،‬بما يضفي أهمية خاصة على القانون اإلداري‪.‬‬
‫ـ الحكومية على تعدد فروعها‬
‫ـ هو قانون تنظيم الوزارات والهيئات والمؤسسات‬
‫* أن القانون اإلداري‬
‫ـ وبين الموظفين واألشخاص‪ ،‬وتحديد اختصاصات‬‫ـ العالقة بين الرؤساء والمرؤوسين‬
‫ـ‪ ،‬مع ضبط‬ ‫وأقسامها‬
‫ـه‪.‬‬‫ومهام كل موظف‪ ،‬وصالحياته وسلطات‬
‫ـ‬
‫ـ الالزمة لممارسة هذه المرافق‬
‫ـ العامة المختلفة‪ ،‬حيث يضع الضوابط‬ ‫* ينظم القانون اإلداري المرافق‬
‫العامة لمهامها مثل مبادئ المساواة واالستمرارية والقابلية للتغيير‪ ،‬ويبين أيضًا طرق إدارة هذه المرافق‬
‫سواء كانت االستغالل المباشر‪ ،‬المؤسسة العامة‪ ،‬االمتياز‪...‬‬
‫* يضبط حقوق وواجبات موظفي وعمال المرافق العامة المدنية والعسكرية‪ ،‬من حيث طرق التعيين‬
‫ـ التأديب‪...‬‬
‫ـ ونظام‬
‫ـ والواجبات‬
‫والترقية والحقوق‬
‫ـ مع التوجه السياسي للدولة الذي يضمن لإلدارة مركزا متميّزا‪ ،‬ويلقى‬‫* تتعاظمّ أهمية القانون اإلداري‬
‫على عاتقها مهاما كثيرة في ميدان الحركة التنموية‪.‬‬
‫* تظهر أهمية القانون اإلداري باالطالع على الجريدة الرسمية التي وكأنّها جريدة للقانون اإلداري‪ ،‬بحكم‬
‫كثرة النصوص الخاصة باإلدارة المركزية أو اإلدارة المحلية أو الموظفين العموميين أو أموال اإلدارة أو‬
‫النّصوص المتعلّقة بالتعيينات وإنهاء المهام والتفويضات والصفقات‪...‬‬

‫رابعا‪ /‬األهداف العامة لدراسة مقياس القانون اإلداري‬


‫ـ لطلبة سنة أولى حقوق جذع مشترك‪ ،‬باعتباره حلقة أساسية للفكر‬ ‫خصص مقياس القانون اإلداري‬
‫القانوني لطلبة الحقوق‪ .‬وتشكل دراسة القانون اإلداري لطلبة السنة األولى حقوق أساس فهم تنظيم ونشاط‬
‫ـ ومنازعاتها‪،...‬‬
‫اإلدارة العامة‪ ،‬ومقدمة قاعدية للمقاييس المعمقة المتعلقة بنشاط اإلدارة العامة وأساليبها‬
‫وهي موضوعات القانون اإلداري‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتتمحور الفكرة العامة لموضوع المقياس في محاولة أخذ فهم عام لفكرة القانون اإلداري‪ ،‬من خالل‬
‫ـ مع محاولة‬
‫ـ المركزي والالمركزي‪.‬‬ ‫منح مفاتيح حول‪ :‬التعريف‪ ،‬النشأة‪ ،‬الخصائص‪ ،‬التنظيم اإلداري‬
‫ـ‬
‫تبسيط فكرة خصائص القانون اإلداري‪ ،‬وخاصة شرح فكرة أن القانون اإلداري أساسا يقوم على التوفيق‬
‫بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‪ .‬وتناول فكرة الشخصية المعنوية واألنظمة اإلدارية المركزية‬
‫ـ‬
‫ـ والالمركزي في الجزائر‪ ،‬بشكل تقني ومباشر‪.‬‬ ‫والالمركزية وكذا هيئات التنظيم المركزي‬

‫خامسا‪ /‬محتوى مقياس القانون اإلداري‬


‫الفصل األول‪ :‬مفهوم القانون اإلداري (التعريف‪ ،‬النشأة والخصائص)‬
‫ـ القانون اإلداري باإلدارة العامة‬
‫المبحث األول‪ :‬ارتباط‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة القانون اإلداري‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص القانون اإلداري‬
‫ـ القانون اإلداري‬
‫ـ تطبيق‬
‫ـ ونطاق‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مصادر‬
‫ـ القانون اإلداري‬
‫المبحث األول‪ :‬مصادر‬
‫ـ قواعد القانون اإلداري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساس ونطاق تطبيق‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األنظمة اإلدارية‬
‫المبحث األول‪ :‬الشخصية المعنوية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المركزية اإلدارية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬
‫ـ في الجزائر‬
‫ـ واإلقليمي‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التنظيم اإلداري المركزي‬
‫المبحث األول‪ :‬تنظيم اإلدارة المركزية في الجزائر‬
‫ـ‬
‫ـ اإلدارة الالمركزية في الجزائر‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تنظيم‬

‫سادسا‪ /‬المراجع المبدئية المقترحة لمقياس القانون اإلداري‬


‫‪ -‬جبار جميلة‪ ،‬دروس في القانون اإلداري‪ ،‬منشورات كليك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،6‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬لباد ناصر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬فريجه حسين‪ ،‬شرح القانون اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫ـ في مادة القانون اإلداري‪ ،‬محاضرات كلية الحقوق جامعة بجاية‪،‬‬ ‫‪ -‬تياب نادية‪ ،‬سلسلة محاضرات‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬قودال جورج‪ ،‬دلقولقية بيار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ج‪ ،1‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫ـ والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪.2001،‬‬ ‫للدراسات والنشر‬
‫‪4‬‬
‫ـ هاني علي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الثقافة للنشر التوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪.2006 ،‬‬ ‫‪ -‬الطهراوي‬
‫ـ في القانون اإلداري‪ ،‬دار الفكر العربي‪.1975 ،‬‬ ‫‪ -‬الطماوي سليمان محمد سليمان‪ ،‬الوجيز‬
‫‪ -‬حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلي‪ ،‬بيروت‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬مازن راضي ليلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية بالدانيمارك‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2008 ،‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ارتباط القانون اإلداري باإلدارة العامة‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة العامة‬
‫أوال‪ /‬مفهوم اإلدارة‬
‫ـ األمور فيهما‪ ،‬وأدار الرأي واألمر‪:‬‬
‫يرجع مفهوم اإلدارة لغة من أدار العمل واآللة‪ ،‬أي تولى تصريف‬
‫ـ (لكي)‪ ،‬و‬
‫أحاط بهما‪ ،‬واألصل الالتيني لكلمة االدارة ‪ Administration‬مجزأ من (‪ )Ad‬أو (‪ )To‬وتعني‬
‫ـ (خدمة)‪ ،‬فاإلدارة في األصل الالتيني‪ :‬القيام على خدمة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ Minister‬وتعني‬
‫أما اإلدارة إصطالحا فنجد ان هناك من يعرف اإلدارة على أنها فن أو علم توجيه وتسيير وإدارة عمل‬
‫ـ وتوجيه الموارد البشرية والمادية‬
‫االخرين بقصد تحقيق أهداف محددة‪ ،‬وتعرف اإلدارة على انها تنظيم‬
‫لتحقيق أهداف مرغوبة‪ ،‬كما تعرف اإلدارة بأنها مجموع الوظائف والعمليات التي تشمل التخطيط والتنظيم‬
‫والمتابعة والتوجيه والرقابة‪ ،‬التي يقوم بها المدير في مواجهة أعمال وأنشطة الناس الذين يجتمعون‬
‫بغرض تحقيق أهداف محددة‪ ،‬أو أن اإلدارة هي عملية خاصة تتضمن مجموعة من األنشطة وعمليات‬
‫التخطيط والتنظيم والتحويل والرقابة‪ ،‬والتي تتضمن تحديد وتحقيق األهداف بواسطة استخدام الموارد‬
‫البشرية والمادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬أنواع اإلدارة‪ :‬نجد ان هناك نوعين من اإلدارة‪ :‬اإلدارة الخاصة واإلدارة العامة‬
‫ـ السلع‬
‫‪ -‬اإلدارة الخاصة‪ :‬تسمى كذلك إدارة االعمال وهي إدارة األنشطة التي تتضمن انتاج وتوزيع‬
‫ـ والمؤسسات بهدف تحقيق للربح‪.‬‬ ‫ـ والمقوالت والشركات‬‫والخدمات التي يقوم بها االفراد‬
‫‪ -‬اإلدارة العامة‪ :‬تناول فقهاء القانون واإلدارة والعلوم السياسية وعلم االجتماع واالقتصاد مفهوم اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬وقد اتجه كل منهم إلى تعريفها بشكل يدخل مفهومها ضمن مجال تخصصه‪ .‬ويسود عند فقهاء‬
‫ـ أو الوظيفي‪:‬‬
‫ـ الموضوعي‬ ‫القانون مفهومان لإلدارة العامة المفهوم العضوي أو الشكلي‪ ،‬والمفهوم‬
‫ـ والهيئات التي‬
‫ـ أو الشكلي‪ :‬يهتم بالتكوين الداخلي لها‪ ،‬فهي‪ :‬مجموعة األجهزة والهياكل‬
‫* المفهوم العضوي‬
‫تتشكل منها السلطة اإلدارية سواء المركزية منها أو الالمركزية‪ ،‬عبر جميع مستوياتها اإلدارية‪.‬‬
‫ـ أو الوظيفي‪ :‬يهتم بالتكوين الوظيفي له‪ ،‬فهي‪ :‬مجموع األنشطة والخدمات‬ ‫* المفهوم الموضوعي‬
‫ـ واألعمال التي تقوم بها تلك األجهزة والهياكل والهيئات التي تتشكل منها السلطة اإلدارية‪ ،‬من‬
‫والوظائف‬
‫أجل إشباع الحاجات العامة للجمهور والمواطنين‪ ،‬مثل تقديم التعليم والنقل والصحة العمومية‪.‬‬
‫كما يعرف عمار عوابدي لإلدارة العامة على أنها " مجموعة العمليات والمبادئ والقواعد واألساليب‬
‫العلمية والفنية والعملية والقانونية التي كل الجهود والوسائل المادية والبشرية والتنظيمية العامة‬

‫‪5‬‬
‫وكيفية تحركها وتوجيهها‪ ،‬بواسطة عمليات التخطيط والتنظيم والرقابة لتحقيق األهداف العامة الرسمية‬
‫المحددة في السياسة العامة للدولة المطلوب تنفيذها‪".‬‬

‫ثالثا‪ /‬مقومات اإلدارة العامة‬


‫ـ يمكن استخراج مقومات اإلدارة العامة بالشكل التالي‪:‬‬
‫من التعريف‬
‫ـ الجهود والوسائل‬
‫ـ وتنظيم‬
‫* اإلدارة العامة إدارة فنية وعلمية‪ :‬أي هي فن وعلم ومهنة جمع وتنسيق‬
‫ـ لخدمة هدف مشترك‪.‬‬‫البشرية والمادية وتوجهيها‬
‫* تهدف اإلدارة العامة إلى تحقيق األهداف العامة الرسمية العلنة في النصوص القانونية التنظيمية‪.‬‬
‫* تتشكل اإلدارة العامة من الوسائل البشرية والمادية والتنظيمية العامة المسخرة لخدمة األهداف العامة‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬التمييز بين اإلدارة العامة واإلدارة الخاصة‬


‫ينطلق جوهر التمييز من االختالف حول طبيعة الملكية واألهداف التي تهدف كل منها والوسائل التي‬
‫تستعملها لها اإلدارة العامة أو الخاصة‪:‬‬
‫* الهدف الرئيسي لإلدارة العامة هو تحقيق المصلحة العامة من خالل اشباع المواطنين من السلع‬
‫والخدمات والحاجات العامة والمحافظة على النظام العام في الدولة‪ ،‬بينما يكون هدف اإلدارة الخاصة هو‬
‫ـ االقتصادية في مقابل تقديم السلع والخدمات لألفراد‪.‬‬‫تحقيق الربح والمكاسب‬
‫ـ‬
‫* طبيعة النشاط الذي تمارسه كل من اإلدارة العامة واإلدارة الخاصة‪ :‬يغلب الطابع السياسي واالجتماعي‬
‫واإلداري على نشاط اإلدارة العامة‪ ،‬بينما تغلب الطبيعة االقتصادية على المشروعات التجارية الخاصة‪.‬‬
‫* الصفة االحتكارية‪ :‬تحتكر اإلدارة العامة نشاطها حيث ال تخضع للمنافسة‪ ،‬بينما يغلب على نشاط‬
‫اإلدارة الخاصة جو المنافسة‪.‬‬
‫* حجم األهداف والمسؤولية والخضوع للرقابة‪ :‬تكون أهداف اإلدارة العامة أكبر وأشمل‪ ،‬حيث تمثل‬
‫اإلدارة العامة توجه الدولة ككل‪ ،‬كما أن مسؤولية رجال اإلدارة العامة أكبر وخضوعهم للرقابة يكون‬
‫بشكل أشد وأعمق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف القانون اإلداري‬


‫ـ للقانون اإلداري‪ ،‬وأدى هذا االختالف إلى‬
‫اختلف فقهاء القانون بشكل كبير حول وضع تعريف دقيق‬
‫ـ مـن حيث‬ ‫ظهور مفهومين للقانون اإلداري حسب الجهة التي ينظر إليها مـنه‪ ،‬فإذا كان التعــريف‬
‫ـ مــن جهة طبيعة قــواعــده‬ ‫الجهة المخاطبة به يكون تعــريفه واسعــا‪ ،‬وإذا كان التعــريف‬
‫فــيـكون التعريف ضـيقا‪.‬‬
‫أوال‪ /‬التعريف الواسع والضيق للقانون اإلداري‬
‫عرف القانون اإلداري على أنه القانون الذي يحكم اإلدارة العامة بمفهومها العضوي أوالشكلي‬
‫ـ أو الوظيفي‪ ،‬فالقانون اإلداري بمعناه العضوي هو القانون الذي يحكم تنظيم السلطة‬
‫وبمفهومها الموضوعي‬

‫‪6‬‬
‫ـ بمعناه الموضوعي فهو القانون الذي يحكم الوظيفة التي تتوالها‬
‫اإلدارية في الدولة‪ ،‬والقانون اإلداري‬
‫األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫ـ هو القانون الذي يتضمن القواعد القانونية العامة التي تحكم‬ ‫وبجمع التعريفين نجد أن القانون اإلداري‬
‫ـ باألفراد‪ .‬وإذا نظرنا إلى القانون‬‫ـ ونشاطها وعالقتها‬
‫تنظيم السلطات اإلدارية في الدولة من حيث تكوينها‬
‫ـ وأنماط‬‫ـ أو الهيكلي نجده في كل دولة على اختالف توجهاتها‬ ‫اإلداري من الجانب الوصفي والعضوي‬
‫تسييرها‪ ،‬فكل دولة لها جهازها اإلداري الّذي يخضع دون شك لقواعد القانون‪ ،‬سواء من حيث التنظيم‬
‫ـ المنازعات ‪...‬‬
‫والنشاط واألموال والرقابة وضبط‬
‫لكن االختالف بين الدول يتمثل في اختالفهم في اإلجابة عن التساؤل التالي‪ :‬هل يجب أن تخضع‬
‫اإلدارة لنفس القواعد الّتي يخضع لها األفراد‪ ،‬أم أنّه ينبغي وإلعتبارات معيّنة أن تخضع لقواعد متميزة‬
‫غير مألوفة لدى األفراد؟‬
‫ـ واألشخاص‬ ‫يخضع نشاط اإلدارة في الدول األنجلوسكسونية لنفس القواعد الّتي تحكم نشاط األفراد‬
‫الخاصة‪ ،‬مما يعني أنّ اإلدارة تخضع لقواعد القانون الخاص (المدني والتجاري)‪ ،‬وفي حالة المنازعة‬
‫ـ نفس القواعد واإلجراءات الّتي تسري على األفراد وأمام نفس الجهة القضائية التي يمثل‬ ‫القضائية تطبق‬
‫ـ هنا مجرّد تسمية لقانون يحكم اإلدارة العامة‪ ،‬على أساس أنه‬‫أمامها كل األشخاص‪ ،‬والقانون اإلداري‬
‫قانون ينظم شكل وعمل اإلدارة العامة‪ ،‬دون أي خصوصية لإلدارة عن األفراد‪.‬‬
‫ـ بين القواعد القانونية الّتي يخضع لها األفراد وأشخاص القانون‬
‫لكن وبالمقابل يميز الفقه الفرنسي‬
‫الخاص‪ ،‬والقواعد الّتي تخضع لها اإلدارة‪ ،‬فالقانون اإلداري بالمفهوم الضيق هو مجموع القواعد القانونية‬
‫ـ ونشاطها وما‬ ‫المتميّزة والمختلفة عن قواعد القانون الخاص الّتي تحكم اإلدارة العامة من حيث تنظيمها‬
‫ـ هـو ذلك القانون الذي يتميز بقـواعد‬ ‫يترتّب على هذا النشاط من منازعات‪ ،‬والـمـفهــوم الضـيق‬
‫خاصة تختلف عــن أحكام القانـون المدني لما تقرره من امتيازات خاصة لإلدارة‪ ،‬فهو ليس مجرّد‬
‫تسمية لقانون يحكم اإلدارة العامة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬خضوع اإلدارة العامة إلى نوعين من القواعد القانونية‬
‫ـ هو كل القواعد التي تخضع لها اإلدارة‪ ،‬فإن‬
‫وإذا كان المفهوم الواسع يعتبر أن القانون اإلداري‬
‫المفهوم الضيق ال يعتبر كل القواعد التي تخضع لها اإلدارة من قواعد القانون اإلداري‪ ،‬حيث تخضع‬
‫اإلدارة العامة وفقه إلى نوعين من القواعد القانونية‪:‬‬
‫ـ ومعامالتها إلى‬
‫ـ يخضع نشاطها‬
‫‪ -‬قواعد القانون الخاص‪ :‬عندما تنزل اإلدارة العامة إلى مستوى األفراد‬
‫ـ وتخضع المنازعات الناشئة عن هذه النشاطات إلى القضاء العادي‪ ،‬وهذه‬ ‫قواعد القانون المدني والتجاري‬
‫ليست قواعد قانون إداري‪.‬‬
‫‪ -‬قواعد القانون اإلداري‪ :‬الرتباط اإلدارة العامة بتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬يمنحها القانون وسائل قانونية‬
‫ال يمنحها لألفراد‪ ،‬تمسى امتيازات السلطة العامة‪ ،‬وهي قواعد متميزة عن قواعد القانون الخاص‪ ،‬وهي‬
‫قواعد القانون اإلداري بالمفهوم الضيق‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬مجاالت تطبيق قواعد القانون اإلداري بالمفهوم الضيق‬

‫‪7‬‬
‫ـ قواعد القانون‬
‫تبعا للمفهوم الضيّق أو الفني للقانون اإلداري‪ ،‬يمكن تلخيص جوانب ومجاالت تطبيق‬
‫اإلداري على اإلدارة العامة من خالل‪:‬‬
‫ـ ببيان الهيئات والتنظيمات‬ ‫ـ التنظيم اإلداري والتي تهتم بعض قواعد القانون اإلداري‬
‫* قواعد تتعلق بتحديد‬
‫التي ينبني منها الجهاز اإلداري وتفصيل العالقات القائمة بينها‪ ،‬سواء المركزية أو الالمركزية‪ ،‬ومن بين‬
‫األمثلة على هذه القواعد ما نجده في الدستور من أحكام تتعلق بتنظيم السلطة التنفيذية‪ ،‬وقانون البلدية‬
‫ـ تنظيم الهيئات والمؤسسات اإلدارية‬ ‫ـ النصوص التشريعية والتنظيمية التي تتناول‬
‫وقانون الوالية ومختلف‬
‫العامة‪.‬‬
‫ـ والتي تنظم بعض قواعد اإلداري كيفية ممارسة اإلدارة العامة أي‬‫ـ النشاط اإلداري‬
‫* قواعد تتعلق بتحديد‬
‫ـ إلى توضيح كيفية قيام هذه األجهزة‬‫ـ اإلداري‪ ،‬وتسعى‬
‫تلك الهيئات العامة التي شكلتها قواعد التنظيم‬
‫بمهامها‪ ،‬ويأخذ نشاط اإلدارة العامة مظهرين أساسين‪:‬‬
‫ـ اإليجابي وهو المرفق العام‪ ،‬الذي يظهر من خالل تلبية احتياجات المواطنين من‬ ‫‪ -‬نشاط اإلدارة بالمظهر‬
‫السلع والخدمات وتنفيذ وظائف الدولة االجتماعية واالقتصادية والثقافية وغيرها‪ ،‬مثل مرفق التعليم‪،‬‬
‫الصحة‪ ،‬األمن‪...‬‬
‫ـ السلبي وهو الضبط اإلداري‪ ،‬حيث تتدخل اإلدارة باعتبارها سلطة عامة لتحديد‬ ‫‪ -‬نشاط اإلدارة بالمظهر‬
‫ـ قواعد البناء وحماية البيئة‬
‫ـ ووضع‬
‫ـ الحريات للمحافظة على النظام العام‪ ،‬مثل تنظيم المرور‬‫وتنظيم‬
‫والصحة‪...‬‬
‫ـ وسائل عمل اإلدارة العامة والتي تتضمن بعض قواعد القانون اإلداري تحديد‬ ‫* قواعد تتعلق بتحديد‬
‫وسائل عمل اإلدارة العامة‪ ،‬والتي تتمثل أساسا في الموظفين العموميين المشتغلين باإلدارات العمومية‬
‫ـ العامة‪ :‬والتي‬
‫والمرتبطين بعالقة تنظيمية باإلدارة‪ ،‬حيث لهم نظام قانوني خاص بهم‪ ،‬واألموال واألمالك‬
‫ـ مثل قانون األمالك العمومية‪ ،‬واألعمال اإلدارية والصالحيات‬‫ـ وتسيرها‬‫لها كذلك قواعد قانونية تنظمها‬
‫اإلدارية‪ :‬والتي تتشكل من القرارات اإلدارية والعقود اإلدارية‪ ،‬ونجد أن بعض قواعد القانون اإلداري‬
‫تتناول القرارات والعقود اإلدارية بالتنظيم‪.‬‬
‫ـ اإلدارة العامة والتي تهتم بتوضيح كيفية حل‬
‫ـ المنازعات الناشئة عن نشاط‬‫* قواعد تتعلق بتنظيم‬
‫المنازعات التي تنشأ بسبب عمل اإلدارة وتحديد جهة القضاء المختصة واإلجراءات التي يجب اتباعها‬
‫ـ اإلدارية ‪...‬‬
‫أمامها‪ ،‬مثال قواعد اإلجراءات اإلدارية والمدنية‪ ،‬قانون مجلس الدولة والمحاكم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة العامة‬


‫يتحدد مفهوم القانون اإلداري بشكل أوضح من خالل بيان عالقته بأقرب العلوم إليه وهو علم اإلدارة‬
‫ـ في نفس المواضيع واختالفهما في طريقة تناولها فقط‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬بحكم اشتراكهما‬
‫ويهتم علم اإلدارة العامة بالجوانب التنظيمية والفنية والعملية لنشاط اإلدارة العامة‪ ،‬لتحقيق أفضل‬
‫ـ مثل التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التنسيق‪ ،‬التوجيه‪،‬‬
‫تشغيل لها‪ ،‬فيتناول مبادئ وأساليب العمليات اإلدارية ومشاكلها‬
‫إصدار القرار‪ ،‬الحوافز‪ ،‬القيادة‪ ،‬العالقات اإلنسانية‪ ،‬الرقابة‪ ،‬وما يتفرع عن هذه الوظائف ‪ ،...‬بينما‬
‫ـ والرقابة القضائية‬
‫ـ اإلدارة‪ ،‬ونشاطها‪ ،‬ووسائلها‬
‫ـ القواعد القانونية التي تحكم تنظيم‬
‫يتضمن القانون اإلداري‬
‫على أعمالها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ـ‬
‫ويقول ‪ " Bernard Gournay‬إنّ علم اإلدارة يعد أحد الفروع العلوم االجتماعية الذي يعتني بوصف‬
‫وشرح وتكوين جهاز الدولة ونشاط وآراء وسلوك األفراد والجماعات واألعضاء العاملين فيه‪ ،‬أمّا القانون‬
‫ـ نظام له طابع قانوني يتعلّق بدراسة القواعد التي تحكم أعمال األشخاص اإلدارية سواء تعلقت‬
‫اإلداري فهو‬
‫ـ دستورية أو قانونية أو الئحية أو أحكام قضائية"‪.‬‬
‫هذه القواعد بنصوص‬
‫ـ الفرق بين القانون اإلداري وعلم اإلدارة في األمثلة التالية‪:‬‬
‫ويظهر‬

‫أوال‪ /‬في مجال النظرية العامة للموظف‬


‫ـ‬
‫ـ من هو الموظف‬ ‫يهتم القانون اإلداري وعلم اإلدارة بالموظف‪ ،‬لكن األول يحاول بحث من زوايا‬
‫ـ الوظيفة العامة‪ ،‬حقوقه وواجباته الوظيفية‪ ،‬تنظيم ترقيته وتأديبه‪ ،‬بينما يهتم علم‬
‫العام‪ ،‬ما هي شروط‬
‫ـ التأهيل للوظيفة دراسة فنية وأكاديمية‪ ،‬وطرق التدريب وكيفياته‪.‬‬ ‫اإلدارة بالموظف بدراسة شروط‬
‫ويعترف القانون اإلداري للرئيس اإلداري بسلطة تنقيط مرؤوسيه‪ ،‬لكن علم اإلدارة يهتم ببحث أفضل‬
‫السبل لتقدير كفاءة العاملين‪ ،‬وإذا كان القانون اإلداري يهتم بالجزاءات أو العقوبات التأديبية ويحدّد‬
‫ـ فإنّ علم اإلدارة يهتم بمدى نجاعة هذه الجزاءات وظيفيا‪.‬‬ ‫أصنافها ودرجاتها‪،‬‬
‫ثانيا‪ /‬في مجال القرارات اإلدارية‬
‫ـ بين كل من القانون اإلداري وعلم اإلدارة العامة‪ ،‬لكن القانون‬ ‫يعتبر القرار اإلداري موضوعا مشتركا‬
‫اإلداري يهتم بنظرية القرار اإلداري من حيث مفهوم القرار اإلداري وأركانه وآثاره‪ ،‬إبطاله وسحبه‬
‫ومختلف طرق انتهاءه‪ ،‬بينما علم اإلدارة يهتم بمراحل اتخاذ القرار اإلداري ومستوياته والمشاركة في‬
‫القرار‪ ،‬وتمكن دراسة القانون اإلداري من سرعة إنجاز األعمال وإفراغها في الصورة السليمة من حيث‬
‫ـ اإلدارة العامة ونشاطها‪.‬‬‫الشكل أو الجوهر‪ ،‬كما أنه يستفيد من علم اإلدارة العامة في تفعيل تنظيم‬
‫ثالثا‪ /‬في مجال التنظيم اإلداري‬
‫ـ بدراسة الهياكل اإلدارية من الناحية القانونية مثل‪ :‬صالحيات رئيس‬‫يتكفل القانون اإلداري‬
‫ـ الهياكل اإلدارية من‬
‫ـ علم اإلدارة بتنظيم‬
‫الجمهورية‪ ،‬الوزير‪ ،‬العالقة بين المنتخب والوصاية ‪ ،...‬ويهتم‬
‫ـ التنظيم ‪...‬‬
‫ـ أيضا لكن من زاوية فنية‪ ،‬فيبحث المفاضلة بين االنتخاب والتعيين وأفضل طرق‬ ‫حيث تركيبها‬
‫‪ -‬يدرس القانون اإلداري البناء القانوني لألنظمة اإلدارية وتفسير النصوص وشروط تطبيق القواعد‬
‫وإجراءاتها وما يترتب عنها وصحة العقود والقرارات ومسؤولية اإلدارة ‪ ،...‬ويهتم علم اإلدارة العامة‬
‫ـ اإلدارية والعملية سياسيا واجتماعيا‪...‬‬
‫بتنظيم اإلدارة الفنية واألساليب‬

‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون‬


‫تتميز قواعد القانون اإلداري باعتباره فرع قانوني مستقل عن باقي فروع القانون العام والخاص‪ ،‬وأن‬
‫ـ خصوصية قواعده واستقالليتها‪.‬‬ ‫ـ بالقوانين األخرى يبرز‬
‫تسليط الضوء على عالقة القانون اإلداري‬

‫‪9‬‬
‫يقسم الفقهاء القانون إلى فرعين هما القانون العام والقانون الخاص‪:‬‬
‫ـ العالقة بين طرفين أحدهما أو كالهما‬ ‫* القانون العام‪ :‬يتشكل من مجموعة القواعد القانونية التي تنظم‬
‫يملك السيادة أو السلطة العامة أو يتصرف بها‪ ،‬ويتضمن القانون العام الفروع التالية‪ :‬القانون الدستوري‪،‬‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬القانون المالي‪.‬‬
‫* القانون الخاص ‪ :‬يتشكل من القواعد القانونية التي تنظم العالقات التي تنشأ بين أشخاص ال يعمل أيهم‬
‫بصفته صاحب سيادة‪ ،‬ويضم الفروع التالية‪ :‬القانون المدني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬قانون األسرة‪ ،‬قانون‬
‫اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫ـ بعض فروع القانون‪ ،‬فال يستطيعون الجزم بطبيعة قواعدها هل‬ ‫ويجد الفقهاء صعوبة في تصنيف‬
‫ـ هذه الفروع حسب وجهات نظر الكتاب‬ ‫تنتمي إلى القانون العام أو القانون الخاص‪ ،‬لذلك يختلف تصنيف‬
‫ـ القانون المختلف حول تصنيفها أو التي سميت بالمختلطة قانون العقوبات‪ ،‬قانون‬
‫والفقهاء‪ ،‬ومن بين فروع‬
‫اإلجراءات الجزائية وقانون العمل عند بعض الفقهاء‪...‬‬
‫أوال‪ /‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام‬
‫‪ /01‬عالقة القانون اإلداري بالقانون الدستوري‪ :‬يعد القانون الدستوري والقانون اإلداري فرعان ألصل‬
‫ـ السلطة التنفيذية‪ ،‬مع تناول‬
‫واحد هو القانون العام‪ ،‬ويشترك القانون الدستوري والقانون اإلداري في تنظيم‬
‫كل فرع لها من جهة معينة‪.‬‬
‫يركز القانون الدستوري ويهتم بالسلطة التنفيذية كجهة حكومية وكسلطة دستورية والقانون اإلداري‬
‫ـ صالحيات السلطة التنفيذية وهيئاتها األساسية‪،‬‬ ‫يهتم بها كإدارة أي من الناحية اإلدارية‪ ،‬وينظم الدستوري‬
‫ـ تقوم بوظيفتها‪.‬‬
‫ـ نشاط السلطة التنفيذية‪ ،‬وكيف‬
‫ويبين القانون اإلداري‬
‫ـ األساسية للقانون العام في الدولة أي المبادئ الّتي تضمن لألفراد‬
‫يقرّر القانون الدستوري المبادئ‬
‫حقوقهم السياسية والمالية والدينية والمدنية‪ ،‬والقانون اإلداري يضع هذه المبادئ موضع التنفيذ ويحدّد‬
‫ـ على عناوين وموضوعات القانون اإلداري‪ ،‬فالقانون‬ ‫ـ يحتوي‬ ‫شروط تطبيقها‪ ،‬وبهذا فإن القانون الدستوري‬
‫ـ بأنه الصوت والقانون اإلداري هو الصدى‪.‬‬ ‫الدستوري‬
‫ـ الجزائري ‪ 2016‬من القواعد ذات العالقة‬‫ومن أمثلة هذه العالقة‪ :‬ما تضمّنن التعديل الدستوري‬
‫المباشرة بالقانون اإلداري‪ ،‬من ذلك نص المادة ‪ 15‬الّتي أعلنت عن الجماعات اإلقليمية للدولة وهي البلدية‬
‫والوالية‪...‬‬
‫‪ /02‬عالقة القانون اإلداري بالقانون الدولي العام‪ :‬يهتم القانون اإلداري والقانون الدولي العام بالدولة‪،‬‬
‫ـ الداخلي للدولة صاحبة السيادة‪ ،‬بينما يهتم القانون الدولي‬‫لكن ينحصر اهتمام القانون اإلداري في النّشاط‬
‫العام بنشاط الدولة مع الدول والمنظمات الدولية‪.‬‬
‫وهناك نوع من التداخل بين القانون اإلداري والقانون الدولي العام في مجال لمنازعات اإلدارية‪ ،‬حيث‬
‫يطبق القاضي اإلداري المعاهدة دولية على النزاع المعروض عليه إذا تعلقت قواعدها بالنزاع اإلداري‬
‫المعروض عليه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ـ بتطبيق نص‬
‫ـ ‪ 2016‬القاضي اإلداري‬ ‫ـ هذا اإلطار مثال تلزم المادة ‪ 150‬من التعديل الدستوري‬
‫وفي‬
‫ـ‬
‫ـ يلزم القاضي اإلداري‬
‫ـ عليهما من قبل رئيس الجمهورية تسمو على القانون‪ ،‬وبالتالي‬ ‫المعاهدة المصادق‬
‫بتطبيق نص المعاهدة‪.‬‬
‫‪ /03‬عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي‪ :‬تهتم المالية العامة كما يطلق عليه بجوانب النشاط المالي‬
‫ـ‬
‫ـ العامة أو بميزانيتها من أجل الوصول‬ ‫للدولة سواء تعلّق هذا النشاط بالنّفقات العامة للدولة أو بإيراداتها‬
‫إلى إشباع الحاجات العامة‪ ،‬فالعالقة قائمة بين القانون المالي والقانون اإلداري‪ ،‬فاألجهزة اإلدارية‬
‫المركزية الوزارات أو المحلية أو المرفقية‪ ،‬تحتاج لممارسة نشاطها لنفقات عامة تمكنها من أداء مهامها‬
‫ـ االعتمادات المالية لها تطبيقا للمادة ‪ 140‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬ ‫المختلفة‪ ،‬وتحدد سنويا‬
‫ويهتم القانون اإلداري بالمال العام والخاص المملوك للدولة‪ ،‬وبنزع الملكية الذي يلقى اهتماما في‬
‫قانون المالية عند البحث خاصة في جانب اإليرادات‪ .‬كما تبرز العالقة أيضا من خالل منازعات‬
‫ـ على أنها منازعات إدارية يؤول االختصاص بالنظر‬ ‫ـ القضائي الجزائري‬ ‫الضرائب فهي تصنف في النظام‬
‫ـ والقانون المالي على مستوى تنفيذ األحكام‬
‫ـ‪ ،‬وتبرز العالقة بين القانون اإلداري‬
‫فيها للقاضي اإلداري‬
‫اإلدارية في جانبها المالي الذي تنفذ عن طريق الخزينة العامة‪.‬‬
‫ـ لها عقابها‪ ،‬وما دمت‬
‫‪ /04‬عالقة القانون اإلداري بالقانون الجنائي‪ :‬يهتم القانون الجنائي بالجريمة ويحدد‬
‫الجريمة موجودة في كل محيط بشري‪ ،‬ومنه المحيط اإلداري‪ ،‬فإن هناك عالقة بين القانون الجنائي‬
‫والقانون اإلداري‪ ،‬فمثال نجد قانون العقوبات الجزائري يعاقب كل من أهان موظفا عموميا بعقوبة الحبس‬
‫ـ هذه‬
‫وبالغرامة أو بإحدى العقوبتين‪ ،‬كما يفرض القانون ‪ 01-06‬لمكافحة الفساد على اإلدارة تبسيط‬
‫ـ وتسبيب القرارات اإلدارية وتبيان طرق‬ ‫اإلجراءات ونشر المعلومات والرد على العرائض والشكاوى‬
‫الطعن فيها‪ ،‬وي جرم قانون العقوبات الرشوة‪ ،‬إفشاء األسرار الوظيفة‪ ،...‬وعاقب عليها بالحبس‪.‬‬
‫وبهذا فإن القواعد الجزائية متى تعلقت باإلدارة العامة فهي مسخرة لحماية الموظف من الغير ومن‬
‫نفسه‪ ،‬حتى ال يرتكب أفعاال جزائية مستغال صفته الوظيفية‪ .‬وتحمي القواعد الجزائية أموال اإلدارة‬
‫ـ أو تبديدها أو نقل االنتفاع بها إلى الغير من غير‬
‫ـ من كل فعل أو سلوك يؤدي إلى اختالسها‬
‫وممتلكاتها‬
‫مبرر‪.‬‬
‫ونظرا لكثرة قواعد القانون الجنائي المرتبطة باإلدارة ظهرت تسمية أخرى لفرع جديد من القانون هو‬
‫القانون الجنائي اإلداري‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون الخاص‬


‫‪ /01‬عالقة القانون اإلداري بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ :‬نظم قانون اإلجراءات المدنية قواعد‬
‫ـ وأدلة اإلثبات واألحكام وتنفيذها والطعن فيها‪.‬‬
‫ـ وقواعد االختصاص وسيرها‬ ‫الدعوى أمام القضاء شروطها‬
‫وتخضع منازعات اإلدارة كجزء من القانون اإلداري لقانون اإلجراءات المدنية مثال في الجزائر القانون‬
‫‪ 09-08‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حيث يبيّن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تشكيلة‬
‫المحكمة اإلدارية وسلطة القاضي اإلداري‪ ،‬وسير الجلسات وإجراءات المنازعة اإلدارية وأدلة اإلثبات‬
‫وإصدار األحكام في المادة اإلدارية والطعن فيها وتنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬
‫‪ /02‬عالقة القانون اإلداري بالقانون المدني‪ :‬يشكل القانون المدني شريعة عامة يحكم روابط وعالقات‬
‫األفراد خاصة في الجانب المالي والتصرف سواء بالبيع أو اإليجار أو الرهن‪ ،...‬والقانون المدني هو‬
‫‪11‬‬
‫ـ ألطراف العالقة القانونية نظرة واحدة وال يفاضل بين مصلحة‬ ‫قانون المساواة والتوازن فهو ينظر‬
‫وأخرى‪ ،‬بينما تحظى اإلدارة بمركز متميز ولها السلطات تجاه األفراد فهي تصدر القرارات بإرادتها‬
‫المنفردة وتنفذها‪ ،‬وتفسخ العقد بإرادتها فقط مثال‪ ،‬عكس ما يقرره القانون المدني‪.‬‬
‫ـ لبعض مواضيع القانون اإلداري كالشخصية القانونية للجهات اإلدارية‬
‫لكن القانون المدني يتطرق‬
‫كالدولة والوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‪( .‬المادتين ‪ 50-49‬من القانون المدني‬
‫تعديل ‪)2005‬‬
‫ـ فيها أو حجزها‬‫ـ كفل القانون المدني حماية مدنية لألموال العامة (المادة ‪ ،)689‬فال يجوز التصرف‬
‫وقد‬
‫ـ التقادم‪ .‬كما تضمن القانون المدني مسؤولية الموظف‪ ،‬فهذه (المادة ‪،)2005 129‬‬ ‫أو تملكها بطريق‬
‫وأقرّت عدم مسؤولية الموظف الشخصية عن أفعاله التي تحدث ضررا بالغير‪ ،‬إذا ثبت أن قيامه بها كان‬
‫ـ قواعد القانون المدني أو‬‫نتيجة تنفيذه ألوامر سلمية صدرت إليه‪ ،‬ويطبق القاضي اإلداري في الجزائر‬
‫األسرة أو التجاري إذا وجد لها محل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة القانون اإلداري وتطوره‬


‫المطلب األول‪ :‬نشأة القانون اإلداري بفرنسا‬
‫ـ كان مالزما اإلدارة العامة داخل الدولة‪ ،‬فالقانون‬
‫يكون من المفيد لفت اإلنتباه إلى أن القانون اإلداري‬
‫ـ وهو‬
‫اإلداري بمعناه الواسع هو قانون اإلدارة العامة الذي ينظم هيكلتها وعالقات بنائها الهيكلي والوظيفي‪،‬‬
‫بهذا يعود إلى شعوب وحضارات خلت منذ ظهور الدولة في حد ذاتها كمفهوم دستوري‪.‬‬

‫ـ القانون اإلداري الذي ينظم اإلدارة العامة‬


‫لذلك عرفت الحضارات القديمة مجموعة من موضوعات‬
‫ـ العام‪ ،‬سلطات اإلدارة خاصة‬ ‫ولو بشكلها البسيط في ذلك الوقت‪ :‬التنظيم اإلداري‪ ،‬المال العام‪ ،‬الموظف‬
‫الضبط اإلداري‪ ،‬فالمجتمعات القديمة عرفت القانون اإلداري جوهرا وتطبيقا وممارسة ولم تعرفه تسمية‪.‬‬

‫ـ كمجموعة‬ ‫أمّا القانون اإلداري بالمفهوم الفني الضيق فلم يبرز للوجود إال في فرنسا‪ ،‬فالقانون اإلداري‬
‫ـ القانون هو حديث‬ ‫قواعد غير مألوفة في القانون الخاص‪ ،‬والقانون اإلداري كتسمية وكفرع من فروع‬
‫النشأة‪ ،‬ترجع نشأة القانون اإلداري بالمفهوم الضيق إلى عوامل تاريخية تخص فرنسا ونظام الحكم فيها‪،‬‬
‫ال سيما الثورة الفرنسية (‪ )1789‬التي قامت على أساس الفصل بين السلطات‪ ،‬ومنع المحاكم القضائية‬
‫القائمة في ذلك الوقت من الفصل في المنازعات اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة‬
‫ـ منازعات اإلدارة‪ ،‬والذي أدى إلى‬ ‫ـ نظام قضائي مختص بنظر‬ ‫ـ أدى هذا االتجاه إلى وجود‬
‫القضائية‪ ،‬وقد‬
‫ـ بالمراحل األساسية التالية‪.‬‬
‫ظهور القانون اإلداري‪ ،‬وقد مرت نشأة القانون اإلداري في فرنسا‬

‫‪ K‬وحكم البرلمانات القضائية‬


‫أوال‪ /‬مرحلة ما قبل الثورة الفرنسية‬
‫كانت سلطات الحكم قبل الثورة الفرنسية ممركزة في يد الملك‪ ،‬ولم تكن الدولة تخضع للمساءلة أو‬
‫ـ للقانون المدني‪.‬‬
‫الرقابة أمام القضاء بواسطة دعاوى األفراد‪ ،‬وإن تعاملت مع األفراد خضعت معامالتها‬
‫ووجدت محاكم قضائية تدعى البرلمانات ‪ Parlements‬وهي ممثلة للملك في وظائفه القضائية‪ ،‬حيث‬
‫‪12‬‬
‫تستأنف الدعاوى أمامها ما لم يسند الملك ذلك االختصاص إلى جهة أخرى‪ ،‬كما وجدت محاكم مختصة‬
‫ببعض المنازعات اإلدارية‪ ،‬وقد تدخـلت الــبرلــمــانات القـضــائـية في عـمل اإلدارة‪،‬‬
‫وشكــلت عـائقا لـتطـور اإلدارة‪ ،‬ما أنتج تذمر الــرأي العــام ومع اجتهادات الـفالسفة‬
‫ونقــدهم لطريقة تسيــيــر الحكم جاءت الثورة الفرنسية عام ‪.1789‬‬

‫ثانيا‪ /‬الثورة الفرنسية وتأسيس اإلدارة القاضية‬


‫بعد قيام الثورة الفرنسية رأت السلطة المنبثقة عنها أن المحاكم العادية قد تعرقل اإلصالحات التي‬
‫تعتزم اإلدارة القيام بها وتحد من فعاليتها‪ ،‬فحاول الثوار إيجاد صيغة وطريقة إلبعاد منازعات اإلدارة عن‬
‫والية واختصاص المحاكم العادية‪.‬‬
‫ـ القضائية تبقى‬
‫ـ صدر القانون ‪ 24-16‬أوت ‪ 1790‬وجاء في الفصل ‪ 13‬منه ما يليّ " إن الوظائف‬ ‫وقد‬
‫ـ اإلدارية وعلى القضاة وإال كانوا مرتكبين لجريمة الخيانة العظمى أال يتعرّضوا‬‫دائما مستقلة عن الوظائف‬
‫بأيّ وسيلة من الوسائل ألعمال الهيئات اإلدارية"‪.‬‬

‫‪"Les fonctions judiciaires sont distinctes et demeureront toujours sépares des fonctions‬‬
‫‪administratives. Les juges ne pourront à, peine de forfaiture troubler de quelque‬‬
‫" ‪manière que ce soit les opérations des corps administratifs‬‬

‫ـ التعدي على الوظائف اإلدارية أو محاكمة رجال اإلدارة عن أعمال تتصل‬ ‫" إن القضاة ال يمكنهم‬
‫بوظائفهم‪ ،‬ويحظر على المحاكم حظرا مطلقا النظر في أعمال اإلدارة أيما كانت هذه األعمال "‪.‬‬
‫‪"Les juges, ne peuvent entreprendre sur les fonctions administratives ni citer devant‬‬
‫‪eux les administrateurs pour raison de leurs fonctions.‬‬
‫‪Défenses intégratives sont faites aux tribunaux de connaître des actes d’administration‬‬
‫‪de quelques espèces qu’ils soient".‬‬

‫إعتبر رجال الثورة الفرنسية أنّ مقاضاة اإلدارة أو مساءلة أعوانها يؤدي إلى عرقلة أعمالها التي‬
‫تهدف إلى تحقيق الصالح العام‪ ،‬فمثال عندما تنوي اإلدارة نزع ملكية وتقف أمام القضاء من أجل هذا‬
‫ـ إلى‬
‫ـ انتقال المال من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة‪ ،‬وهو ما يؤدي‬
‫العمل فإنّ إجراءات النزاع ستتوقف‬
‫تعطيل المشاريع العامة‪.‬‬
‫إذن المنازعات اإلدارية التي تكون اإلدارة ترفع أمام اإلدارة نفسها‪ ،‬حيث تجمع اإلدارة صفة الخصم‬
‫والحكم‪ ،‬وسميت هذه المرحلة باإلدارة القاضية‪ ،‬حيث تحال الدعوى التي تكون اإلدارة المركزية طرفا‬
‫ـ‪ ،‬وقد دافع‪Sirey‬‬
‫ـ المنازعات التي تكون اإلدارة المحلية طرفا فيها إلى حكام األقاليم‬
‫فيها على الملك‪ ،‬وتنظر‬
‫عن منح اإلدارة نظر منازعاتها سنة ‪ " 1818‬العدالة اإلدارية متمّمة ومكمّلة للعمل اإلداري"‬
‫ـ اإلشارة إلى أنه قبل الثورة الفرنسية لم تكن الدولة ومن ثمّ اإلدارة تسأل عن أعمال موظفيها‪،‬‬
‫وتجدر‬
‫ـ باإلمكان مساءلة الدولة عن أعمال موظفيها لكن أمام اإلدارة‬
‫أما في ظل مرحلة اإلدارة القاضية صار‬
‫نفسها‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬مرحلة القضاء المقيّد أو المحجوز‬


‫‪13‬‬
‫ـ مع اإلدارة بكل عدالة‪،‬‬
‫بعد تزايد شكاوى المواطنين من عدم وجود جهة قضائية تفصل في منازعاتهم‬
‫تم وضع مجلس الدولة في العام الثامن من قيام الثورة الفرنسية وهو عهد نابليون بونابرت‪ 12 " ،‬ديسمبر‬
‫ـ‬
‫‪ " 1797‬باعتباره هيئة استشارية إلى جانب رئيس الدولة‪ ،‬وحددت مهامه حسب المادة ‪ 11‬من دستور‬
‫السنة الثامنة في‪:‬‬
‫ـ القوانين بطلب من رئيس الدولة وبطبيعة الحال‬ ‫ـ يقوم مجلس الدولة بتحرير مشاريع‬ ‫* الميدان التشريعي‪:‬‬
‫فإن الفتاوى القانونية التي كان يقدمها مجلس الدولة إليه غير ملزمة إذ يبقى الرأي النهائي لرئيس الدولة‪،‬‬
‫وبهذا عرف القضاء المقيد‪.‬‬
‫ـ لذلك كان يقترح على‬ ‫ـ للسلطة التنفيذية وتبعا‬
‫* الميدان اإلداري‪ :‬أْوكل لمجلس الدولة بالدور االستشاري‬
‫رئيس الدولة الحلول الخاصة ببعض النزاعات اإلدارية " المادة ‪ 52‬من الدستور للسنة الثامنة للثورة"‬
‫ـ سلطة‬
‫ـ أو العماالت‪ ،‬والتي كانت تصدر أحكامًا ال تحتاج إلى تصديق‬
‫كما تم إنشاء مجالس المحافظات‬
‫إدارية عليا‪ ،‬إال أن أحكامها تستأنف أمام مجلس الدولة الذي كانت أحكامه تعرض على القنصل‪.‬‬
‫إذن نشأ مجلس الدولة باختصاص استشاريًا يتطلب تصديق القنصل‪ ،‬يقتصر على فحص المنازعات‬
‫ـ األحكام‪ ،‬لذا سمى قضاؤه في‬
‫اإلدارية وإعداد مشروعات األحكام‪ ،‬فلم يكن يملك سلطة القضاء وإصدار‬
‫هذه المرحلة " القضاء المقيد أو المحجوز" وقد استمرت هذه المرحلة إلى عام ‪.1872‬‬
‫ـ ‪ 1848‬أنشأت محكمة قضائية ذات طبيعة خاصة تتولى النظر والفصل في حاالت‬ ‫وبموجب دستور‬
‫التنازع بين جهات القضاء العادي واإلدارة العمومية "‪ ،‬ثم جاء قانون فيفري ‪ 1850‬فتضمن تحديدا‬
‫لمهامها وتشكيلتها وحددت اإلجراءات القضائية المتبعة أمامها‪.‬‬
‫ـ نواة القانون اإلداري وهو مجلس الدولة‪ ،‬لكن ال يمكن الحديث عن‬
‫عرفت مرحلة القضاء المحجوز‬
‫وجود القانون اإلداري بالمعنى الضيق بسبب‪:‬‬
‫ـ‬
‫* تسمية مجلس الدولة اعتمدت على غرار التسمية التي كانت سائدة قبل الثورة وهي مجلس الملك‪ ،‬فكأنما‬
‫المجلس أنشئ لمساعدة السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫* مجلس الدولة لم يكن صاحب القرار النهائي عند فصله في النزاع بل أن قضاءه كان مقيدا أو معلقا على‬
‫مصادقة رئيس الدولة‪ ،‬وبالتالي علّق قضاؤه على مشيئة ورغبة السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫* مجلس الدولة لم يعتمد أحكاما خاصة حال فصله في المنازعات إنّما طبق القانون الخاص‪.‬‬
‫ورغم أن اختصاص مجلس الدولة كان استشاريا‪ ،‬إال أنه كان عمليا يتمتع بسلطة الفصل‪ ،‬حيث يتم‬
‫ـ أن حاالت رفض رئيس‬ ‫ـ ثروت بدوي‬ ‫العمل بمقترحاته وبحلوله في اغلب األحيان‪ ،‬وقد أشار الدكتور‬
‫الدولة الفرنسية لمشاريع األحكام الصادرة عن مجلس الدولة لم تتعد ثالث حاالت طوال القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬وأنّ حاالت التعديل كانت في صالح المواطن المدعي ال اإلدارة‪ ،‬لكن األستاذ أشار لصعوبة تحديد‬
‫وحصر حاالت التعديل بحكم الحريق الذي أتى على أرشيف مجلس الدولة الفرنسي ‪.1871‬‬

‫رابعا‪ /‬مرحلة القضاء المفوض (تغيير الطبيعة القانونية لمجلس الدولة)‬

‫‪14‬‬
‫صدر في ‪ 24‬ماي ‪ 1872‬قانونا اعترف لمجلس الدولة بصالحية الفصل في المنازعات اإلدارية دون‬
‫حاجة إلى مصادقة السلطة اإلدارية على قراراته‪ ،‬ولم تعد األحكام تصدر باسم رئيس الدولة بل باسم‬
‫الشعب الفرنسي‪.‬‬
‫ـ لمجلس الدولة بالصفة القضائية الكاملة بل ظلت اإلدارة القاضية هي صاحبة‬ ‫لكن لم يعترف‬
‫ـ على أصحاب الشأن رفع دعواهم مباشرة إلى مجلس‬ ‫االختصاص العام في المنازعات اإلدارية وحرم‬
‫ـ إلى اإلدارة القاضية إال في الحاالت التي نص القانون صراحة‬
‫الدولة وكان واجبًا عليهم اللجوء أوالً رفعها‬
‫على استثنائها‪ .‬وهو ما عرف بالقضاء المفوض مع بقاء اإلدارة القاضية‪ .‬واستمر هذا الوضع حتى تاريخ‬
‫ـ على اإلدارة‪،‬‬
‫ـ مباشرة دون المرور‬
‫‪13‬ديسمبر ‪ 1889‬عندما قبل مجلس الدولة دعوى قدمها أحد األفراد‬
‫ـ ‪.Cadot‬‬
‫ـ ‪ 1889‬قضية كــــادو‬ ‫بموجب قرار مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ 13‬ديسمبر‬
‫ـ والمياه بمدينة مرسيليا‬
‫ـ مديرًا للطرقات‬
‫ـ وقائع قضية كــــادو ‪ Cadot‬إلى أن السيد كادو‬ ‫وترجع‬
‫ـ الرفض أمام‬ ‫عندما تقرر إنهاء هذه الوظيفة‪ ،‬ولما طالب البلدية بالتعويض رفضت له ذلك‪ ،‬فطعن في قرار‬
‫مجلس الدولة رغم عدم جود أي نص يسمح بهذا‪ ،‬لكن صرح المجلس باختصاصه بالفصل في الطعن دون‬
‫توضيح السند أو المبدأ المعتمد عليه"‪.‬‬
‫ـ في كل الطعون باإللغاء الموجهة‬
‫وبهذا إُعترف لمجلس الدولة الفرنسي ألول مرة بأنه مختص بالنظر‬
‫ضد القرارات اإلدارية‪ ،‬إال إذا كان هناك نص صريح يقضي بخالف ذلك‪ ،‬بينما في السابق لم يكن‬
‫المجلس مختصا إال بناء على نص‪ ،‬فإن لم يكن هناك نص يعود االختصاص إلى الوزراء‪.‬‬
‫ـ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1953‬حدد المشرع اختصاص مجلس الدولة على سبيل‬ ‫ـ الصادر‬ ‫وبموجب المرسوم‬
‫الحصر‪ ،‬وصارت المحاكم اإلدارية التي كانت تسمى مجالس األقاليم صاحبة االختصاص العام في‬
‫المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫لقد ساهم مجلس الدولة في إرساء مبادئ القانون اإلداري وقواعده المتميزة عن قواعد القانون الخاص‬
‫ـ‪ ،‬وظهر‬ ‫ووضع الحلول المناسبة لمقتضيات حسن سير اإلدارة العامة‪ ،‬واستقالل قواعد القانون اإلداري‬
‫ـ بالنكو الصادر عن محكمة التنازع‬ ‫تميز قواعد القانون اإلداري عن القانون الخاص جليا في قرار‬
‫ـ عن قواعد القانون الخاص‪ ،‬ومنح الفرصة‬ ‫الفرنسية والذي إعترف صراحة بتميز قواعد القانون اإلداري‬
‫ـ حكم بالنكو‬
‫ـ الضيق وال سيما بعد صدور‬ ‫ـ القانون اإلداري بالمعنى‬
‫ـ إلنشاء قواعد ومبادئ‬
‫للقضاء اإلداري‬
‫الصادر عن محكمة التنازع الفرنسية بتاريخ ‪ 08‬فيفري ‪.1873‬‬
‫ـ‬
‫شكل قرار بالنكو نقلة نوعية وتاريخية في تأسيس قواعد متميزة عن قواعد القانون الخاص‪ ،‬قرار‬
‫ـ وقائع قضية بالنكو إلى تعرض بنت صغيرة‬ ‫ـ بتميز قواعد القانون اإلداري‪ ،‬وترجع‬
‫بالنكو واالعتراف‬
‫تدعى إيناز بالنكو ‪Agnès Blanco‬لحادث تسببت فيه عربة تابعة لمصنع إلدارة التبغ الفرنسية‪ ،‬فقام‬
‫ـ المادي الذي حصل ألبنته‬ ‫ـ كممثل للدولة لتعويض الضرر‬ ‫ـ الجيروند‬
‫والد البنت برفع دعوى ضد محافظ‬
‫أمام القضاء العادي على أساس القانون المدني الفرنسي‪ ،‬إالّ أنّ وكالة التبغ اعتبرت أنّ النزاع يهم اإلدارة‬
‫وأنّ مجلس الدولة هو صاحب االختصاص‪ ،‬لذلك طالبت بإيقاف النظر في الدعوى حتى تبت محكمة‬
‫تنازع االختصاص في هذا اإلشكال‪.‬‬
‫ـ الفرنسية باختصاص القاضي اإلداري‪ ،‬حيث أجابت بتاريخ ‪ 08‬فيفري‬
‫ـ حكمت محكمة التنازع‬ ‫وقد‬
‫‪ 1873‬بما يلي‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫ـ العام باألفراد‬
‫"حيث أنّ المسؤولية الّتي يمكن أن تتحمّلها الدولة بسبب األضرار التي يلحقها أعوان المرفق‬
‫ـ فيما بينهم"‪.‬‬
‫ـ عالقة األفراد‬
‫ال يمكن أن تخضع لمبادئ القانون المدني الّتي تضبط‬
‫" حيث أن هذه المسؤولية ليست عامة أو مطلقة بل لها قواعدها التي تتغير حسب مقتضيات المرفق العام‬
‫ـ بين مصلحة الدولة وحقوق األفراد "‪.‬‬
‫وضرورة التوفيق‬
‫ـ محكمة التنازع ذاتية القانون اإلداري كمجموعة قواعد تحكم اإلدارة العامة وتتضمن‬
‫لقد أثبت قرار‬
‫ـ القانون الخاص‪ ،‬حيث يمكن استخالص النتائج التالية من‬
‫أحكاما استثنائية غير مألوفة في مجال روابط‬
‫تحليل القرار‪:‬‬
‫ـ عن وجود قواعد خاصة تحكم نشاط اإلدارة‪ ،‬فقواعد القانون المدني لم تعد تواكب‬ ‫ـ بلونكو‬‫‪ -‬أعلن قرار‬
‫نشاط اإلدارة وال تليق بطبيعة عملها‪ ،‬وقصر تطبيقها فقط على األفراد‪ ،‬وحين يستبعد القانون المدني ال بد‬
‫ـ قواعد القانون اإلداري"‪.‬‬
‫من وضع قواعد بديلة أكثر مالئمة لطبيعة النشاط اإلداري"‬
‫ـ‬
‫‪ -‬أكد القرار على خضوع الدولة للمسؤولية لكن ليس على أساس قواعد القانون المدني‪ ،‬وفي هذا إقرار‬
‫بمسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها‪.‬‬
‫ـ العام غير مستقرة وغير ثابتة بل إنها تتغير حسب مصلحة المرفق‪،‬‬
‫‪ -‬القواعد التي يخضع لها المرفق‬
‫ـ األفراد‪.‬‬
‫ـ بين مصلحة اإلدارة وحقوق‬ ‫فهي قواعد غير مألوفة تراعي التوفيق‬
‫لقد أدى االزدواج القضائي بفرنسا الناتج عن توجه الثوار الفرنسيين إلى ازدواج قانوني‪ ،‬بوجود قواعد‬
‫ـ لدينا‬
‫القانون العام التي تحكم المنازعات اإلدارية وتستمد باألساس مصدرها من القضاء نفسه‪ ،‬فصار‬
‫قضاء إداري مستقل عن القضاء العادي له الفصل في المنازعات اإلدارية دون التقيد بمبادئ وأحكام‬
‫القانون الخاص القائم في الدولة‪.‬‬
‫ووفق هذه المعطيات التاريخية نجد أن قواعد القانون اإلداري بالمعنى الضيق لم تنشأ بتدخل من‬
‫ـ في شكل منظومة مقننة كالقانون المدني أو التجاري أو الجنائي‪ ،‬وإنما نشأت هذه‬
‫المشرّع‪ ،‬ولم يصدرها‬
‫القواعد تباعا وعلى مدى مراحل طويلة على يد القضاء الفرنسي خاصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬لمحة عن نشأة القانون اإلداري بالدول األنجلوسكسونية والجزائر‬


‫أوال‪ /‬لمحة عن القانون اإلداري في الدول األنجلوسكسونية‬
‫ـ والبالد التي نقلت عنها‬
‫ـ في فرنسا‬
‫يمكن القول بصفة عامة أن نظام القانون اإلداري كما هو معروف‬
‫ـ في المملكة المتحدة أو الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أو غيرها من البالد االنجلوسكسونية‪،‬‬
‫غير موجود‬
‫ـ القانون العادي الذي يخضع له األفراد‪،‬‬
‫حيث تخضع اإلدارة كقاعدة عامة لمحاكم القضاء العادي وألحكام‬
‫وليس لإلدارة تنفيذ قراراتها ضد األفراد إال عن طريق القضاء العادي‪ ،‬الذي يستطيع أن يتدخل في شؤون‬
‫اإلدارة ويصدر لها أوامر ونواهي‪.‬‬
‫لكن ليس معنى ذلك أنه ال يوجد في إنجلترا وأمريكا ا هيئة قضائية تنظر في المسائل والمنازعات‬
‫ـ اختصاصاتها وحقوقها وسلطاتها‪ .‬ونجد‬ ‫اإلدارية وأنه ال توجد قواعد قانونية تنظم السلطة اإلدارية وتحدد‬
‫في أمريكا جهات إدارية لها بعض اإلختصاصات القضائية‪ ،‬مثل‪ :‬لجنة التجارة‪ ،‬لجنة العمل الفيدرالي‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫لجنة التامين االجتماعي‪ ،‬لكن تعتبر في عالقتها بالقضاء العادي محاكم درجة أولى أو محاكم ابتدائية وال‬
‫يمكن اعتبارها قضاءً إداريًا مستقالً عن القضاء العادي الموحد‪.‬‬
‫عرفت إنجلترا تأسيس بعض المحاكم اإلدارية سنة ‪ 1958‬وتأسيس لجنة ملكية إلصالح القانون‬
‫اإلداري لسنة ‪ 1980‬كدرجة أولى لمنازعات اإلدارة‪ ،‬كما وجدت في إنجلترا لجان إدارية ذات اختصاص‬
‫قضائي لنظر بعض المسائل اإلدارية‪ ،‬في مجاالت الزراعة والصحة والنقل والتأمينات االجتماعية‬
‫ـ تشكيلتها أعضاء إداريين وقضائيين‪ ،‬وتخضع هذه اللجان لرقابة القضاء العادي‬‫وضرائب الدخل‪ ،‬وتضم‬
‫ـ أو النقضً‪.‬‬
‫باالستئناف‬

‫ثانيا‪ /‬نشأة القانون اإلداري في الجزائر‬


‫ـ هيئات‬ ‫عرفت الجزائر نشأة القانون اإلداري بالمعنى الحديث أثناء االحتالل الفرنسي‪ ،‬رغم وجود‬
‫ـ سنة ‪ 1830‬المحاكم العادية‬ ‫ـ‪ ،‬حيث منح اإلحتالل الفرنسي‬ ‫إدارية وقضائية أثناء التواجد العثماني بالجزائر‬
‫ـ‬
‫النظر والفصل في كل الدعاوى والمنازعات اإلدارية والعادية‪ .‬كما تولى مجلس اإلدارة إختصاصات‬
‫إدارية في المالية العامة واإلدارة والشؤون األمنية والعسكرية باعتباره هيئة تنسيقية لإلدارة العامة‬
‫ـ والنقض ضد‬ ‫الفرنسية في الجزائر‪ ،‬وقد كان مجلس الدولة في باريس يرفض قبول الطعون باالستئناف‬
‫ـ يمنحه اإلختصاص‪.‬‬ ‫قرارات مجلس اإلدارة لغياب نص قانوني‬
‫وأكد األمر المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ 1834‬اختصاص مجلس اإلدارة بالمنازعات اإلدارية ابتداء وانتهاء‪،‬‬
‫وكجهة فصل في تنازع اإلختصاص بين جهتي القضاء العادي واإلداري‪ ،‬وتحول مجلس اإلدارة بموجب‬
‫األمر الصادر في ‪ 15‬أفريل ‪ 1845‬إلى مجلس المنازعات يطعن في قراراته أمام مجلس الدولة الفرنسي‪،‬‬
‫ـ الممارسة عليه منعت ذلك‪.‬‬ ‫وقد حاول مجلس المنازعات الحد من تعسف اإلدارة إال أن الضغوط‬
‫لقد تم إنشاء ثالث مجالس مديريات عام ‪( 1847‬وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسنطينة) مثل مجالس األقاليم‬
‫الفرنسية‪ ،‬وكانت أهم المنازعات التي تدخل في اختصاصها منازعات الضرائب‪ ،‬تم في ‪ 1848‬إنشاء‬
‫مجالس العماالت في وهران والجزائر العاصمة وقسنطينة لتمارس نفس صالحياتها في فرنسا‪ ،‬ويطعن في‬
‫ـ ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1953‬تحولت مجالس إلى‬ ‫ـ‪ ،‬وبموجب قوانين ومراسيم‬
‫ـ أمام مجلس الدولة الفرنسي‬
‫قراراتها‬
‫ـ للجزائر وظلت الجزائر تحت‬ ‫العماالت إلى محاكم إدارية‪ ،‬لكن تمت في عام ‪ 1956‬إعادة التنظيم اإلقليمي‬
‫األحكام االستثنائية وقواعد الحرب‪.‬‬
‫وبموجب األمر المؤرخ في ‪10‬جويلية ‪ 1962‬المتعلق بالصيغة التنفيذية تصدر باسم الشعب الجزائري‬
‫مما نجم عنه أن تخلي الهيئات القضائية الفرنسية ومنها مجلس الدولة ومحكمة النقض عن المنازعات التي‬
‫ـ في ‪ 28‬أوت ‪ 1962‬بين الجهاز‬ ‫ـ بموجب بروتوكول‬ ‫يختص بها النظام القانوني الداخلي الجزائري وتقرر‬
‫التنفيذي المؤقت والحكومة الفرنسية شطب القضايا القائمة أمام الهيئات القضائية الفرنسية إذا كانت تخص‬
‫ـ العامة‪.‬‬
‫الدولة الجزائرية أو هيئاتها أو مؤسساتها‬
‫ـ تطبيق التشريع الفرنسي إال‬‫ـ القانون رقم ‪ 153 -62‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1962‬باستمرار‬ ‫قضى‬
‫ـ على نظام المحاكم اإلدارية الثالثة بوهران والجزائر‬
‫ما يتنافى منها مع السيادة الوطنية‪ .‬وأبقت الجزائر‬
‫ـ‪ ،‬وتم إنشاء المجلس األعلى كمحكمة‬ ‫العاصمة وقسنطينة بكل تفاصيل النظام القانوني الموروث عن فرنسا‬
‫ـ‬
‫نقض للمنازعات العادية واإلدارية بموجب القانون ‪ 218-63‬المؤرخ في ‪18‬جوان ‪ ،1963‬وبصدور‬
‫ـ‬
‫األمر ‪ 278-65‬المؤرخ في ‪10‬جويلية ‪ 1965‬ألغيت المحاكم اإلدارية الثالثة‪ ،‬وأنشئ ‪ 15‬مجلس قضائيا‬

‫‪17‬‬
‫ـ المجالس القضائية‪ ،‬دون دعوى اإللغاء‬‫ومنح إختصاص منازعات اإلدارة للغرف اإلدارية على مستوى‬
‫ـ قرارات الغرف‬‫التي ينظرها المجلس األعلى كقاضي الدرجة األولى وأخيرة زيادة عن االستئنافات‬
‫اإلدارية في المنازعات األخرى‪.‬‬
‫لقد عرف التنظيم القضائي تطورات جزئية كثيرة ال يستع المقام لذكرها إلى غاية دستور ‪ 1996‬الذي‬
‫أخذ باالزدواجية القضائية فتم إنشاء مجلس الدولة والمحاكم اإلدارية ومحكمة التنازع‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص القانون اإلداري‪ ،‬مصادره وأسسه‬


‫المطلب الأول‪ :‬خصائص القانون اإلداري‬
‫ـ بالمفهوم الضيق إلى اكتشاف وإستخراج أهم خصائص هذا القانون‪،‬‬ ‫ـ تعريف القانون اإلداري‬
‫يدفعنا‬
‫ـ مستقال وله‬‫ـ وفق المفهوم الضيق بمجموعة من الخصائص والتي جعلت منه قانونا‬ ‫ويتميّز القانون اإلداري‬
‫ـ القانون اإلداري بالمفهوم الضيق بالخصائص التالية‪:‬‬
‫ذاتيته الخاصة‪ ،‬وقد درج الفقه على تمييز‬

‫أوال‪ /‬القانون اإلداري قانون حديث النشأة‪ ،‬مرن وسريع التطور‬


‫ـ نشأة القانون اإلداري بالمعنى الفرنسي إلى أن الحجر األساس في تشكيل قواعده‬ ‫تطرقنا في موضوع‬
‫كان على يد محكمة التنازع ومجلس الدولة ابتداء من المرحلة التي أعترف فيها لمجلس الدولة بسلطة‬
‫القضاء البات ‪ ،1872‬ويستلزم هذا المعنى إعتبار القانون اإلداري كمجموعة قواعد استثنائية غير مألوفة‬
‫ـ ومنازعاتها‪ ،‬قانون حديث النشأة ومرتبط باجتهاد محكمة‬‫في القانون الخاص تحكم نشاط اإلدارة وتنظيمها‬
‫التنازع ومجلس الدولة في تلك الفترة‪.‬‬
‫وتشكل حداثة القانون اإلداري بهذا المعنى سببا رئيسيا في وراء غموض بعض مصطلحاته إلى غاية‬
‫اليوم‪ ،‬مثل المرفق العام والسلطة العامة والمنفعة العامة‪...‬الخ‪.‬‬
‫ـ بسرعة تفوق التطور االعتيادي في القوانين‬‫كما يتميز القانون اإلداري بأنه قانون مرن يتطور‬
‫ـ لذلك تكون قواعد مرنة أكثر‬ ‫ـ المتطور باستمرار‪ ،‬وتبعا‬
‫األخرى‪ ،‬بحكم أنه يهتم باإلدارة العامة ونشاطها‬
‫ـ ببطء وهي أكثر‬ ‫من قواعد القانون الخاص‪ ،‬فمثال نجد أن قواعد القانون المدني والتجاري والبحري تتغير‬
‫ثباتا‪ ،‬على عكس القانون اإلداري الذي يعالج مواضيع ذات طبيعة خاصة لتعلقها بالمصلحة العامة وحسن‬
‫تسيير وإدارة المرافق العامة‪.‬‬
‫كما أن الكثير من قواعده غير مستمدة من نصوص تشريعية وإنما من أحكام القضاء اإلداري الذي‬
‫يتميز بأنه قضاء يبتدع الحلول للمنازعات اإلدارية‪ ،‬بما يتالئم مع ظروف كل منازعة تماشيًا مع سرعة‬
‫ـ ومقتضيات سير المرافق العامة‪ ،‬حتى أصبح دور المشرع في كثير من األحيان‬ ‫تطور العمل اإلداري‬
‫ـ إليه القضاء اإلداري‪.‬‬
‫مقتصرًا على تسجيل ما توصل‬
‫ـ ميادين وقطاعات جديدة أفرزها تدخل الدولة في مجاالت‬
‫ـ اتسعت مرونة القانون اإلداري بظهور‬ ‫وقد‬
‫ـ االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وقد ساهم التقدم العلمي‬
‫كانت اإلدارة بعيدة عنها فيما مضى كالنشاط‬
‫‪18‬‬
‫والتكنولوجي في إنشاء نشاطات إدارية مختلفة‪ ،‬وأدت االختراعات العلمية إلى تدخل الدولة لمباشرة هذه‬
‫ـ‪ ،‬فمثال نجد في الوقت الحالي‬ ‫النشاطات وتنظيم الحركية االقتصادية بهدف إشباع الحاجات العامة للجمهور‬
‫أن اإلدارة العمومية تواجه تحديات تتعلق بضرورة االستجابة إلى مؤشرات الحكم الراشد‪ ،‬التنمية‬
‫المستديمة‪ ،‬النجاعة وتحديث العالقة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬ويفرض كل هذا المناخ وضع أساليب جديدة‬
‫ـ التسيير‪ ،‬وهو ما يؤثر على تطور قواعد‬ ‫ـ وإدخال تعديالت على أهداف ومناهج ووسائل‬ ‫للتسيير العمومي‬
‫ـ مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪...‬‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬مثل ظهور‬

‫ثانيا‪ /‬القانون اإلداري قانون غير مقنن‬


‫يقصد بالتقنين تجميع رسمي ألهم المبادئ القانونية بخصوص مسألة معيّنة في منظومة تشريعية مثل‬
‫التقنين المدني أو التجاري‪ ،‬والتقنين عملية تشريعية تتضمن إصدار تشريع يضم المبادئ والقواعد التي‬
‫تحكم فرعا معينا من الروابط والعالقات‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ ظهور التقنين كل من السلطة التشريعية كأصل وتعاون السلطة التنفيذية‪ ،‬وبشكل غير مباشر‬
‫يشارك‬
‫ـ معاني‬‫الفقه والقضاء‪ ،‬ويأخذ التقنين زمنا طويل للظهور واالستقرار‪ ،‬حيث يؤدي التقنين إلى حصر‬
‫ـ المشرع ويسهل عليه اإللمام بها وتطبيقها‬
‫القواعد القانونية وتوضيحها مما يسهل على القاضي معرفة قصد‬
‫أحسن تطبيق‪.‬‬
‫ـ التشريع في مجال القانون الخاص بالثبات ولو نسبيا‪ ،‬لذلك تكون مهمة المشرّع في وضع تقنين‬ ‫ويتسم‬
‫ـ غاية في‬‫له أسهل مثل تقنين القانون المدني أو التجاري‪ ،...‬لكن مهمة تقنين قواعد القانون اإلداري‬
‫ـ وجمع مختلف القواعد الّتي تنظم شتى صور النشاط اإلداري بمجاالته‬ ‫التعقيد‪ ،‬ألنها تتضمن حصر‬
‫المختلفة‪ ،‬ويمكن حصر أسباب عدم القدرة على تقنين القانون اإلداري بالشكل الكامل في‪:‬‬
‫ـ والزالت لحد الساعة في طور التكوين‪ ،‬والزال يتطور‬
‫* حداثة نشأة هذا القانون‪ :‬فقواعده نشأت تدريجيا‬
‫بينما قوانين كالقانون المدني والجنائي ظهرت قبل قرون‪.‬‬
‫ـ‬
‫* تنافي التقنين مع طبيعة القانون اإلداري المرن وسريع التطور والمتجاوب مع حاجات اإلدارة ونشاطها‬
‫ـ للـقاضي اإلداري بالــسلــطة الــتقــديــرية‬ ‫المتجدد والمتغير‪ ،‬مما يفرض االعــتراف‬
‫وحــرية ابتكار األحكام والحلول الالزمة والمالئمة للنشاط اإلداري‬
‫ـ ومن الصعب أن تجمع‬‫ـ‪ :‬حيث أن األنشطة اإلدارية متنوعة وال يمكن حصرها‬
‫* مرونة النشاط اإلداري‬
‫ـ وعــقود إداريــة‪ ،‬أشخاص‬
‫التشريعات التي تحكم هذه األنشطة في مجموعة واحدة‪ ،‬مثال قــرارات‬
‫عمومية‪ ،‬المسؤولية اإلدارية لم تقنن في مجموعة واحدة‪.‬‬
‫ويشكل عدم التقنين أحد الخصائص التي تميّز القانون اإلداري‪ ،‬ويعتبره البعض عيبا من عيوب هذا‬
‫القانون‪ ،‬فعدم التقنين ينجر عنه عدم وضوح القواعد التي تحكم اإلدارة العامة وعدم ثباتها‪ ،‬مما يجعل في‬
‫النهاية قواعد هذا القانون سرية ال يعلمها إال من تخصص في القانون اإلداري أو كان على صلة مباشرة‬
‫ـ باالطمئنان خوفا من مراكزهم القانونية التي قد يصيبها االهتزاز‪.‬‬
‫ـ شعورهم‬
‫باإلدارة مما يفقد أيضا األفراد‬
‫وإذا كانت القاعدة العامة هي عدم قابلية طبيعة القانون اإلداري للتقنين والحصر في مجموعة تشريعية‬
‫شاملة‪ ،‬اال أنه توجد تقنينات جزئية لبعض موضوعات القانون اإلداري‪ ،‬كتشريعات خاصة بالموظفين‬

‫‪19‬‬
‫ـ خاصة بنزع الملكية للمنفعة العامة وقوانين خاصة بالتنظيم اإلداري أو القضاء اإلداري‪،...‬‬
‫وتشريعات‬
‫لكن مع تأكيد تعذر جمع كل مواضيع القانون اإلداري في تقنين شامل‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬القانون اإلداري قانون قضائي النشأة‬


‫ـ أنه من صنع القضاء‪ ،‬فقد لعب القضاء الفرنسي ممثال في مجلس الدولة‬
‫يتميز القانون اإلداري‬
‫ـ القانون اإلداري‪ ،‬حيث نظر مجلس الدولة في مرحلة القضاء‬‫ـ رائد في إظهار‬
‫ومحكمة التنازع دورا‬
‫المفوض منازعات اإلدارة ولم يطبق القانون الخاص عليها‪.‬‬
‫ـ ظل غياب كامل لنصوص تحكم نشاط اإلدارة‪ ،‬فرض عليه تقديم البديل وإيجاد النصوص الّتي‬ ‫وفي‬
‫تالئم متطلبات اإلدارة‪ ،‬وبالتدريج استطاع أن يضع قواعد قانونية للموازنة بين حقوق اإلدارة وسلطتها‬
‫ـ قواعد القانون اإلداري‪.‬‬
‫وحقوق األفراد مؤسسا‬
‫ـ قاض تطبيقي يتولى تطبيق‬ ‫ـ اإلداري‪ ،‬فاألول‬
‫وهنا يجب التمييز بين القاضي العادي والقاضي‬
‫النصوص على القضايا‪ ،‬فإذا كان النزاع مدنيا لجأ للقانون المدني وان كان تجاريا لجأ للقانون التجاري‪،‬‬
‫بينما تتجلّى مهمة القاضي اإلداري أنّه كأصل قاضي تأسيس وإبداع وإنشاء للقاعدة في حال عدم وجودها‬
‫وتطبيقها على النزاع‪.‬‬
‫وبسبب طبيعة عمل القاضي اإلداري تمتّع القاضي بسلطات أوسع من القاضي المدني‪ ،‬سلطات من‬
‫ـ النزاع سلطة‬
‫شأنها أن تساعده على إقرار قاعدة عادلة تحكم النزاع الذي بين يديه خاصة وأنّ أحد أطراف‬
‫ـ وسلطات‪ ،‬ومن ثمّ كان لزاما تزويد القاضي بسلطة أوسع إلخضاع‬ ‫عامة وتتمتع هي األخرى بامتيازات‬
‫ـ وتطبيقا لمبدأ المشروعية‪.‬‬‫اإلدارة للقانون تكريسا‬
‫لكن القضاء يتقيد في ابتداعه لمبادئ وقواعد القانون اإلداري بعدم مخالفة النصوص التشريعية القائمة‪،‬‬
‫على أساس أن القضاء أنما يعبر عن إرادة مفترضة للمشرع‪ ،‬أما إذا أفصح عن إرادته تلك بنصوص‬
‫ـ تلك النصوص في أحكامه‪.‬‬ ‫تشريعية فأنه يلتزم بتطبيق‬
‫ـ‬
‫ـ يختلف تماما عن مفهوم نظام السوابق‬‫ـ قانون قضائي‬‫ويجب االنتباه إلى أن إعتبار القانون اإلداري‬
‫القضائية الذي تعتنقه كثير من النظم والدول‪ ،‬فنظام السوابق القضائية يعني التزام كل محكمة بما تصدره‬
‫ـ المتقاضين على ما قرره القضاء في‬‫المحاكم األعلى في الدرجة من أحكام وما تقرره من مبادئ‪ ،‬واستناد‬
‫ـ يعني قدرة القاضي على خلق‬‫قضايا مشابهة لنزاعاتهم سابقا‪ ،‬أما القول بأن القانون اإلداري قانون قضائي‬
‫القاعدة القانونية لحل النزاع المعروض أمامه فقط‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬توفيق القانون اإلداري بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‬


‫ـ اإلدارة ومــنــازعـاتـهــا بأســـلــوب‬ ‫يـحـكم القانون اإلداري نــشــاط‬
‫ـ اإلدارة العامـة بصــفـتـهـا ســلطة عــامة‬
‫ـ يالئـــم‬
‫ـ واســتـثـنائي‬
‫مــتـمــيـز‬
‫ـ‬
‫ـ ومـقـتـضــيـاتهـا ألنهــا تــسـتهــدف‬ ‫ويــراعي ضـرورتهـــا‬
‫الـــمــصــلحـة الـعــامـة‪.‬‬
‫ـ‬
‫ويــمــنح الـقـانـون اإلداري مجــمــوعـة مــن االمتيازات االستثنائية ويقررهــا‬
‫ـ أعلى وأسـمى مــن‬ ‫لها‪ ،‬بحيث تكون اإلدارة في عالقاتهــا مع األفــراد في مــركز‬
‫مــركــزهــم‪ ،‬وذلك بإعــطائهــا ومنحهـا امــتـيازات الـسـلــطة العـامـة حـتى‬
‫‪20‬‬
‫ـ المصلحة العامة‪ ،‬لكن يخضع مـظاهـر الـسـلـطة العـامـة للــمـبادئ‬ ‫ـ تحـقـيـق‬ ‫تـستطـيع‬
‫ـ وحـمـاية حقوقهم وحرياتهم‪ ،‬مثل‬ ‫والـنظـريـات الــتي تحقق حـمـاية مـصـلحة األفـراد‬
‫إخضـاع اإلدارة العـامة وأعــمـالهـا لـمـبـدأ ســيادة القانون ومـبدأ المشروعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر القانون اإلداري‬


‫ـ القانون اإلداري اإلجابة عن سؤال من أين تأتي قواعد القانون اإلداري؟‬
‫يعني تحديد مفهوم مصادر‬
‫ـ‬
‫ـ والوسائل‬
‫ـ عن مصادر القانون ككل‪ ،‬وهي تلك الطرق‬ ‫ـ القانون اإلداري ال تختلف في جوهرها‬
‫فمصادر‬
‫ـ‪.‬‬
‫ـ مجموعة قواعد القانون اإلداري‬‫التي تتكون بواسطتها‬
‫ـ القانون اإلداري عدة تقسيمات‪ ،‬لكل تقسيم منها معيار محدد‪ ،‬فهناك‬ ‫ـ القانون ككل ومنها‬ ‫تقسم مصادر‬
‫ـ األساسية والمصادر الثانوية‪ ،‬كما نجد تقسيم يجعلها مصادر رسمية وتفسيرية‪،‬‬ ‫تقسيم يفرق بين المصادر‬
‫ـ إلى‬
‫ـ إلى مصادر مكتوبة وأخرى غير مكتوبة‪ ،‬ويمكن تقسيم مصادر القانون اإلداري‬ ‫ونجد من قسمها‬
‫ـ الرسمية هي مجموع السلطات التي لها الحق إصدار‬ ‫ـ غير رسمية‪ ،‬فالمصادر‬ ‫مصادر رسمية ومصادر‬
‫ـ غير الرسمية هي العوامل والمؤثرات‬ ‫القاعدة القانونية في شكل معين وفقا إلجراءات محددة‪ ،‬أما المصادر‬
‫ـ هذه القاعدة أو تعديلها أو إلغائها‪ ،‬لكن هذه العوامل ال تتدخل‬
‫التي تدفع السلطة المختصة إلى إصدار‬
‫مباشرة إلنشاء وتكوين القاعدة القانونية اإلدارية مباشرة مثل الفقه‪.‬‬
‫ـ نصت المادة األولى من القانون المدني الجزائري على مصادر القانون بشكل عام " يسري‬ ‫وقد‬
‫القانون على جميع المسائل التي تتناولها نصوصه في لفظها أو فحواها وإذا لم يوجد نص تشريعي حكم‬
‫القاضي بمقتضى الشريعة اإلسالمية فإذا لم يوجد فبمقتضى العرف فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ‬
‫القانون الطبيعي وقواعد العدالة"‬
‫يتضح من النص المصادر الرسمية للقانون الجزائري‪ :‬التشريع‪ ،‬مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬العرف‪،‬‬
‫فإذا لم يجد القاضي قاعدة يطبقها على النزاع المعروض عليه في أحد هذه المصادر وجب عليه أن يحكم‬
‫ـ العدالة‪.‬‬
‫ـ ومبادئ‬
‫بمقتضى مبادئ القانون الطبيعي‬
‫ـ على التشريع‪ ،‬العرف‪ ،‬القضاء‪ ،‬الفقه‪ ،‬وإذا كان التشريع والعرف‬ ‫وتشتمل مصادر القانون اإلداري‬
‫يعدان المصدران الرسميان للقوانين األخرى والقضاء والفقه المصدران التفسيريان للقواعد القانونية‪ ،‬فإن‬
‫ـ يمنح القضاء دورًا هامًا‪ ،‬بينما يبقى الفقه مصدرًا تفسيريًا له‪.‬‬
‫القانون اإلداري‬

‫أوال‪ /‬المصادر المكتوبة للقانون اإلداري (التشريع)‬


‫نعني بالتشريع كأحد المصادر الرسمية للقانون اإلداري مجموع النّصوص الرسمية المدونة في وثيقة‬
‫ـ وقوتها والجهة التي صدرت عنها‪ ،‬والتي تعني‬‫رسمية تصدر عن السلطة المختصة على اختالف درجتها‬
‫ـ وموظفيها ومنازعاتها‪.‬‬
‫ـ وأموالها‬
‫ـ ونشاطها‬
‫اإلدارة العامة في تنظيمها‬
‫ـ فتأتي القواعد الدستورية ثم المعاهدات الدولية في قمة النظام القانوني‬
‫تتدرج هذه القواعد في الجزائر‬
‫في الدولة‪ ،‬ثم تأتي التشريعات العضوية ثم العادية ثم يأتي التنظيم (التشريع الفرعي)‪.‬‬
‫‪ /01‬الدستور‪ :‬هو الوثيقة األساسية الرسمية الصادرة في الدولة عن السلطة المختصة بذلك‪ ،‬تتضمن‬
‫ـ الحكم وتكرس الحقوق‬
‫مجموعة من القواعد تحكم العالقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬تحدد طبيعة نظام‬
‫والحريات التي يتمتع بها المواطن وضماناتها‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ـ الذي يضع الفكرة القانونية في‬
‫يستمد الدستور سموه من مصدر موضوعي يتعلق بمضمون الدستور‬
‫الدولة‪ ،‬التي تحكم جميع النشاطات والنصوص فيها‪ ،‬ومن مصدر شكلي يتعلق باإلجراءات الخاصة‬
‫ـ والتي ينتج عنها سمو القوانين الدستورية على القوانين‬
‫والمتميزة التي يوضع ويعدل وفقا لها الدستور‪،‬‬
‫العادية‪ ،‬والتي ال تلغيها أو تعدلها إال قوانين دستورية مثلها‪.‬‬
‫ـ نقاش فقهي حول الطبيعة القانونية للديباجة‪ ،‬فيما إذا كانت ملزمة أم‬
‫ويشمل الدستور الديباجة‪ ،‬ويوجد‬
‫ال؟ ولكن الراجح في الفقه والقضاء الدستوري واإلداري الفرنسيين أن الديباجة تتمتع بنفس الطبيعة‬
‫القانونية الملزمة لنصوص الدستور‪ .‬فقد اعتبر القضاء اإلداري الفرنسي الديباجة ذات قيمة قانونية مساوية‬
‫لقيمة الدستور‪ ،‬حيث صدر قرارين لمجلس الدولة نص صراحة على مقدمة دستور ‪ 1946‬الصادر بتاريخ‬
‫ـ بتاريخ ‪ .1957-6-7‬ومنذ دخول دستور ‪ 1958‬حيز النفاذ فقد دعم القيمة‬ ‫‪ 1956-07-11‬والصادر‬
‫ـ بعدم دستورية‬ ‫القانونية للديباجة‪ ،‬وجاء هذا التأكيد بموجب قرارين صادرين عن المجلس الدستوري‬
‫مشروعين‪ :‬األول حول حرية االجتماع الصادر في ‪ 1971-07-16‬والثاني حول اإلجراءات الوقائية‬
‫ـ في ‪.1973-11-28‬‬ ‫للحريات الفردية الصادر‬
‫تخضع اإلدارة كجهاز السلطة التنفيذية للمبادئ التي جاء بها الدستور‪ ،‬وقد تضمنت مختلف الدساتير‬
‫في الجزائر نصوصا تخص اإلدارة العامة في مجاالت مختلفة منها على سبيل المثال التعديل الدستوري‬
‫الجزائري لسنة ‪ ، 2016‬حيث تضع المادة ‪ 15‬نص حول الجماعات اإلقليمية‪ ،‬والمادة ‪ 16‬عن‬
‫الالمركزية‪ ،‬تنص المادة ‪ 22‬مبدأ نزع الملكية للمنفعة العامة‪ ،‬وتؤكد المادة ‪ 24‬على أن القانون على‬
‫التّعسّف في استعمال السّلطة‪ ،‬وتضع نصوص فيما بعدها ضمانات المواطن تجاه اإلدارة كضمانة عدم‬
‫ـ ذكرت المادة ‪،91‬‬ ‫تعسف اإلدارة وعدم تحيزها‪ ،‬كما أن صالحيات رئيس الجمهورية في المجال اإلداري‬
‫‪ 92‬صالحية التعيين وإنهاء المهام‪ ،‬أحكام تتعلق بهيئات استشارية‪ ،‬وبهيئات القضاء اإلداري بالمادة‬
‫‪،... 171‬‬
‫‪ /02‬المعاهدات الدولية‪ :‬تنص المادة ‪ 150‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬على مبدأ سمو المعاهدات‬
‫التي يصدق عليها رئيس الجمهورية طبقا لإلجراءات المنصوص عليها في الدستور على القانون‪ ،‬لكن‬
‫ـ عليها بصورة نظامية؟ أم‬
‫ـ بالمعاهدة؟ هل بمجرد التصديق‬‫الدستور لم يوضح متى يلزم القاضي الجزائري‬
‫ـ‬
‫ـ رئاسي؟‬ ‫ـ النشر في الجريدة الرسمية‪ ،‬والذي يتم بواسطة مرسوم‬
‫يجب انتظار‬
‫لقد تطور موقف القاضي من تكريس مبدأ سمو المعاهدة على الدستور‪ ،‬ففي حالة تعارض أحكام‬
‫معاهدة مع نصوص قانون ما‪ ،‬يكون من الواجب على اإلدارة في مثل هذه الحاالت أن ترجح االتفاقية‬
‫على القانون‪ ،‬في حالة كون المعاهدة الحقة على القانون‪ ،‬ونطبق قاعدة الالحق يلغي السابق‪ .‬لكن يثور‬
‫اإلشكال في حالة كون القانون أوسع من االتفاقية‪ ،‬فيفسر القاضي القانون كاحتياط لتطبيق المعاهدة‪ ،‬بمعنى‬
‫ـ التدابير الضبطية‬‫ـ غير المشمولة بالمعاهدة‪ .‬وفي الحالتين يجب أن تتطابق‬
‫يطبق القانون على الوضعيات‬
‫مع القواعد المدرجة في االتفاقية‪ ،‬كون القانون الحق على المعاهدة‪ ،‬فهل يرجح القاضي المعاهدة أم‬
‫القانون؟‬
‫كان القاضي اإلداري الفرنسي يرجح القانون‪ ،‬على أساس أن استبعاد هذا األخير يؤدي إلى تقدير‬
‫ـ أنه ال يحق‬‫دستورية القاعدة التشريعية وهو عمل ممنوع عليه‪ ،‬لذلك اعتبر المجلس الدستوري الفرنسي‬
‫للقاضي مراقبة مدى احترام القوانين التي أحيلت أمامه للمعاهدات الدولية‪ .‬لكن محكمة النقض الفرنسية‬

‫‪22‬‬
‫ـ لها الفصل في حالة التنازع بين التشريع والمعاهدة‪ ،‬بمعنى تغليب المعاهدة على القانون‬‫قررت أنه يعود‬
‫سواء كان سابقا أو الحقا‪.‬‬
‫ـ المعاهدات على القانون الداخلي ذلك‬
‫كما أن القضاء اإلداري غير من اتجاهه لصالح االعتراف بسمو‬
‫أن رفض اإلقرار بسمو المعاهدة على القانون يخالف المادة ‪ 55‬من الدستور الفرنسي التي تمنح‬
‫للمعاهدات قيمة أسمى متى تم إدماجها في القانون الداخلي‪ .‬وأقر القرار الصادر عن المجلس الدستوري‬
‫ـ لمختلف هيئات الدولة‬‫الفرنسي في ‪ ،1986-12-03‬والذي فيه أنه يعود بموجب المادة ‪ 55‬من الدستور‬
‫ـ كما تم رفض حجة أن فحص مدى تطابق‬ ‫ـ االتفاقيات الدولية في إطار اختصاصها‪.‬‬
‫السهر على تطبيق‬
‫القانون مع المعاهدة يؤدي إلى تقدير دستوريتها‪.‬‬
‫وعليه يجب على اإلدارة أن تراعي مضمون االتفاقيات الدولية وال تخالف أحكامها‪ ،‬ومن أهمها‬
‫االتفاقيات مثال‪ :‬المتعلقة بحق اللجوء‪ ،‬بحقوق اإلنسان‪ ،‬باتفاق ‪ ،Schengen‬بحماية البيئة‪ ،‬التي تم‬
‫إدماجها في القانون الداخلي‪.‬‬

‫‪ /03‬التشريع العضوي‪ :‬نصت المادة ‪ 141‬من التعديل الدستوري‬


‫ـ ‪ 2016‬على بعض الحاالت التي‬
‫يشرع فيها البرلمان بقانون عضوي‪ ،‬فالقانون العضوي هو تشريع في مواضيع خاصة ويصدر بإجراءات‬
‫متميزة عن إجراءات التشريع العادي‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ إحالته للرقابة الدستورية القبلية‪ ،‬وطبيعة مواضيع‬
‫وتتمثل هذه اإلجراءات في نسبة المصادقة ووجوب‬
‫ـ هامة تتعلق بتنظيم السلطة وتوصف في عمومها بأنها قوانين مكملة‬ ‫ـ وهي مواضيع‬‫القانون العضوي‪،‬‬
‫للدستور‪.‬‬
‫ـ اعتبر المجلس الدستوري في رأي ‪ 13‬ماي ‪ 2000‬التوزيع الدستوري لالختصاصات بين مجال‬ ‫وقد‬
‫ـ بين‬
‫ـ مرتبة وسطى‬
‫ـ ينتج عن مبدأ تدرج القواعد‪ ،‬حيث يحتل القانون العضوي‬
‫ـ والعادي‬
‫القانون العضوي‬
‫الدستور والقانون العادي‪ ،‬فإذا تعارض قانون عضوي مع العادي‪ ،‬تكون األولوية للقانون العضوي‪.‬‬
‫ـ صدر الكثير من التشريعات العضوية التي تحكم مجاالت كثيرة للقانون اإلداري الجزائري‪ ،‬وعلى‬
‫وقد‬
‫ـ للقضاء‪ ،‬القانون العضوي ‪،01–98‬‬ ‫سبيل المثال‪ :‬القانون العضوي ‪ 11-04‬المتضمن القانون االساسي‬
‫يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله والمعدل بالقانون العضوي رقم ‪...11-13‬‬

‫‪ /04‬التشريع العادي‪ :‬حددت المادة ‪ 140‬من التعديل الدستوري المجاالت التي يشرع فيها البرلمان‬
‫ـ التّنفيذ‪ .‬كما‬
‫بقانون عادي وهي ‪ 29‬مجال‪ ،‬مثل تنظيم القواعد العامّة لإلجراءات المدنيّة واإلدارية وطرق‬
‫ـ رئيس الجمهورية في حاالت الضرورة أي بين الدورتين أو في حالة شغور‬ ‫أن األوامر التي يصدرها‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬تتم المصادقة عليها من طرف البرلمان في أول دورة مقبلة طبقا لنص المادة‬
‫‪ 142‬من الدستور‪.‬‬
‫ـ كانت المراسيم التشريعية بموجب مداولة المجلس األعلى للدولة بتاريخ ‪ 1992-07-02‬تحت‬ ‫وقد‬
‫رقم ‪ ،82-92‬تخول لرئيس الهيئة سلطة التشريع بمراسيم تشريعية بعد استشارة المجلس االستشاري‬
‫الوطني‪.‬‬
‫ـ صدر الكثير من التشريعات التي تحكم مجاالت كثيرة للقانون اإلداري الجزائري‪ ،‬وعلى سبيل‬ ‫وقد‬
‫المثال‪ :‬القانون ‪ 10-11‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬القانون ‪ 07-12‬المتعلق بالوالية‪ ،‬القانون رقم ‪ 02- 98‬المتعلّق‬

‫‪23‬‬
‫بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬األمر ‪ 03-06‬المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬القانون ‪09-08‬‬
‫المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬القانون ‪ 11-91‬المحدّد لقواعد نزع الملكية للمنفعة العمومية‪....‬‬

‫‪ /05‬التشريعات الفرعية‪ :‬يجد التشريع الالئحي أو الفرعي مكانا له في مصادر القانون اإلداري‪ ،‬فهي‬
‫القرارات التنظيمية الصادرة عن السلطة التنفيذية طبقا للدستور والقانون‪ ،‬بقصد المحافظة على النظام‬
‫ـ العامة‪...‬‬
‫العام‪ ،‬تنظيم المرافق‬
‫وتتضمن القرارات التنظيمية قواعد عامة ومجردة تحدث أثارا قانونية أو تعدل أو تلغي بها مراكز‬
‫قانونية‪ ،‬وتنظم جوانب كثيرة من نشاط اإلدارة وإليها يلجأ القاضي اإلداري لحسم النزاع المعروض عليه‬
‫ـ نذكر منها‪:‬‬
‫مع مراعاة تدرّجها وموضوعها وعالقتها بالنزاع‬
‫ـ الوزارات بصفتها الهيئة التنفيذية في الدولة اللوائح التنفيذية المتعلقة بتنفيذ‬
‫* لوائح تنفيذية للقوانين‪ :‬تصدر‬
‫القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية لتوضيح ما يكتنفها من غموض وتسهيل تطبيقها‪.‬‬
‫ـ بما‬
‫ـ إليها القانون فتقترب وظيفتها من التشريع‪ ،‬ومن ذلك قيامها‬
‫* لوائح تنظيمية‪ :‬للمسائل التي لم يتطرق‬
‫ـ اإلدارية والمالية‪ ،‬وهو من صميم عمل الوزارة‬
‫ـ الجهات اإلدارية ونظام العمل بها وشؤونها‬ ‫يتعلق بتنظيم‬
‫بصفتها المختصة بتنظيم الجهاز اإلداري في الدولة‪.‬‬
‫* لوائح الضبط اإلداري‪ :‬تختص الهيئة التنفيذية بإصدار لوائح الضبط اإلداري المتعلقة بالمحافظة على‬
‫األمن العام والصحة العامة والسكنية العامة من ذلك اللوائح الخاصة بمكافحة الضوضاء أو غلق المحالت‬
‫المضرة بالصحة العامة‪.‬‬
‫ـ الهيئة التنفيذية لوائح تفويض من الهيئة التشريعية في موضوعات تدخل‬ ‫* اللوائح التفويضية‪ :‬تصدر‬
‫ـ‬
‫ـ اللوائح الخاصة بإنشاء وتنظيم‬
‫أصالً ضمن اختصاصه‪ ،‬كتفويض البرلمان الهيئة التنفيذية بإصدار‬
‫ـ العامة لممارسة االختصاصات ذات الطبيعة االستراتيجية‬ ‫المؤسسات والهيئات والمصالح والشركات‬
‫ـ‬
‫وتحديد أهدافها واختصاصاتها‪.‬‬
‫ـ ظروفًا استثنائية تجبرها على إصدار لوائح‬
‫* لوائح الضرورة‪ :‬تصادف الهيئة التنفيذية في بعض األوقات‬
‫إدارية تضمن حماية النظام العام وحسن سير المرافق العامة لتعذر صدروها من الهيئة التشريعية‬
‫ـ في غير فترة انعقادها على أن تعرض على الهيئة التشريعية خالل مدة‬ ‫المختصة لغيبتها أو لحصولها‬
‫معينة لكي تقرها‪.‬‬
‫وتتنوع القرارات التنظيمية في الجزائر فنجد المراسيم الرئاسية‪ ،‬المراسيم التنفيذية‪ ،‬القرارات‬
‫ـ رؤساء البلديات وقرارات مدراء المؤسسات العمومية‪.‬‬ ‫الوزارية‪ ،‬قرارات الوالة وقرارات‬
‫هناك العديد من التشريعات الفرعية التي تحكم مجاالت كثيرة للقانون اإلداري الجزائري‪ ،‬وعلى سبيل‬
‫ـ‬
‫ـ تنفيذي رقم‬
‫ـ ‪ 247-15‬المتعلق الصفقات العمومية وتفويض المرفق‪ ،‬مرسوم‬ ‫المثال‪ :‬المرسوم الرئاسي‬
‫‪ 215-94‬يحدد أجهزة اإلدارة العامة في الوالية وهياكلها‪...‬‬

‫‪ K‬للقانون اإلداري‬
‫ثانيا‪ /‬المصادر غير المكتوبة‬
‫‪ /01‬القضاء‪ :‬نشأ القانون اإلداري على يد القضاء الفرنسي‪ ،‬لذلك شكل القضاء مصدرا أساسيا‬
‫ـ للقانون‬
‫ـ بشكل أو بآخر‪.‬‬‫اإلداري في القديم‪ ،‬وال يزال يشكل مصدر‬

‫‪24‬‬
‫ويقصد بالقضاء الجهاز أي مجموع المحاكم القائمة‪ ،‬كما يقصد به مجموع األحكام والمبادئ التي‬
‫تقرّها السلطة القضائية‪ ،‬والمعنى الثاني هو الذي يعنينا هنا‪.‬‬
‫ـ بديال‬‫وحين استبعد القضاء اإلداري الفرنسي القانون الخاص لحسم المنازعات المعروضة عليه‪ ،‬قدم‬
‫عن ذلك يراه أكثر مسايرة لنشاط اإلدارة وألهدافه‪ ،‬وشكلت األحكام في مجموعها شيئا فشيئا قواعد القانون‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫ورغم أننا نجد حاليا أن دور التشريعات أكبر في تنظيم مختلف الجوانب المتعلقة باإلدارة العامة‬
‫كالتنظيم اإلداري والموظفين والصفقات‪ ،‬إال أنّ ذلك لم يفقد القضاء مكانته كليا‪ ،‬فال يزال يمارس دور‬
‫ـ بين النصوص المتعارضة واستنباط القاعدة التي تتالءم مع طبيعة‬ ‫تفسير النصوص الغامضة والتوفيق‬
‫المنازعة اإلدارية‪.‬‬
‫ـ ألحكام‬‫ـ من أن يلعب دورا إنشائيا‬
‫لقد مكنت ميزة عدم التقنين ومحدودية دور العرف القضاء اإلداري‬
‫ـ بحالة عدم وجود نص يحكم النزاع الذي بين يديه‪ ،‬وهذا‬ ‫ومبادئ القانون اإلداري‪ ،‬ألنه كثيرا ما يصطدم‬
‫خالفا للقاضي المدني الذي يلعب دورا تطبيقيا للقانون ألنه في أغلب الحاالت يجد النص الذي يحكم النزاع‬
‫الذي بين يديه‪.‬‬
‫ـ والعرف يعمل القاضي اإلداري على إنشاء قواعد القانون اإلداري‪ ،‬لكن هل‬‫وفي حالة غياب التشريع‬
‫هو حر وغير مقيد بأي ضوابط أو قواعد في ذلك؟‬
‫ـ القاعدة القانونية وينشئها من العدم‪ ،‬بل هو ملزم بالفصل في النزاع‬
‫ال يبتدع القاضي اإلداري‬
‫المعروض عليه في حالة عدم وجود نص في التشريع وعدم وجود عرف بالتقيد بما أصطلح على تسميته‬
‫بالمبادئ العامة للقانون‪.‬‬
‫تعرف المبادئ العامة للقانون مجموعة من القواعد القانونية التي ترسخت في وجدان وضمير األمة‬
‫ـ العامة‬
‫ـ واستنباطها بواسطة المحاكم‪ ،‬وهي تختلف على هذا النحو عن المبادئ‬‫القانوني ويتم اكتشافها‬
‫المدوّنة في مجموعة تشريعية واحدة كمبادئ القانون المدني أو التجاري التي مصدرها التشريع‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ النظام القانوني‬
‫تعتبر مبادئ غير مشرعة يستنبطها القضاء من المقومات األساسية للمجتمع وقواعد‬
‫في الدولة ويقررها في أحكامه باعتبارها قواعد قانونية ملزمة‪ ،‬وهي مستوحاة من روح التشريع بواسطة‬
‫القضاء‪ ،‬تمثل تعبيرا قانونيا للمفاهيم الفلسفية واألخالقية‪ ،‬االجتماعية واالقتصادية وتشكل قواعد قانونية‬
‫غير مكتوبة‪.‬‬
‫استعمل مجلس الدولة المبادئ العامة للقانون ألول مرة في قرار ‪" 1946-10-26‬ينتج عن المبادئ‬
‫العامة للقانون التي تطبق حتى في غياب النص بأنه ال يمكن قانونيا النطق بأي إجراء قبل تمكين المعني‬
‫ـ عن نفسه"‪.‬‬
‫باألمر من الدفاع‬
‫ومن أمثلة عن المبادئ العامة للقانون نجد الحقوق والحريات الفردية مثل حرية التنقل‪ ،‬حرمة المسكن‪،‬‬
‫سرية الحياة الخاصة‪ ،‬الحق في الملكية والحريات العامة المنظمة مثل حرية االجتماع العمومي‪ ،‬حق‬
‫تكوين الجمعيات‪ ،‬حرية العقيدة وإقامة الشعائر‪ ،‬حرية الرأي‪ ،‬مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬استمرارية‬
‫ـ والمساواة في استخدام األمالك‬
‫المرافق العامة‪ ،‬المبادئ العامة المتعلقة بالمساواة أمام القوانين والتنظيمات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ـ اإلشارة إلى أن مصدر المبادئ العامة للقانون في المجال القانون اإلداري هو القضاء‪ ،‬فهي ال‬ ‫وتجدر‬
‫ـ هو القضاء اإلداري‪ .‬لكن من أين تستمد‬ ‫ـ صريح‪ ،‬بل إنّ مصدرها‬ ‫ـ أو تشريعي‬ ‫تعتمد على نص دستوري‬
‫مجموع المبادئ العامة التي أقرّها القضاء في المواد اإلدارية قوتها القانونية؟‬
‫هناك نقاش في الفقه حول مصدر قوة المبادئ العامة للقانون‪ ،‬وفق اآلراء التالية‪:‬‬
‫ـ والدساتير‪ ،‬التي تهم اإلدارة بشكل عام‬
‫ـ المبادئ المحددة في المواثيق‬
‫* أساس المبادئ العامة هي مجموع‬
‫كمبدأ المساواة أمام القضاء ومبدأ المساواة في االلتحاق بالوظائف العامة وحق الدفاع ‪ ،...‬لكن هذه‬
‫ـ أخرى غاية من األهمية كمبدأ‬ ‫النصوص لم تعطي حصرا لكل المبادئ العامة ولم يرد فيها ذكر مبادئ‬
‫حسن سير المرافق العامة‪ ،‬ومبدأ عدم رجعية القرارات اإلدارية ومبدأ تدرج العقوبات وغيرها‪.‬‬
‫ـ العامة يعود إلى فكرة القانون‬
‫ـ كأساس للمبادئ العامة‪ :‬أساس القوة الملزمة للمبادئ‬‫‪ -‬القانون الطبيعي‬
‫ـ قواعده وأحكامه‪ ،‬لكن هذا االتجاه يتسم‬‫ـ حولها مجموع‬ ‫الطبيعي كفكرة جوهرية في علم القانون تدور‬
‫ـ كما أنّ مبادئ القانون الطبيعي قد تخالف القواعد المحددة في القانون اإلداري‪.‬‬
‫بالعمومية والتجريد‪،‬‬
‫* العرف أساس المبادئ العامة‪ :‬يخلط هذا الرأي بين العرف كمصدر مستقل للقانون اإلداري‪ ،‬وبين‬
‫المبادئ العامة باعتبارها مجموعة أحكام ترسخت في وجدان الجماعة وعمل القضاء اإلداري على‬
‫إظهارها‪.‬‬
‫ـ اإلنشائي للقاضي اإلداري الختالفه‬ ‫ـ من الدور‬
‫* القضاء أساس المبادئ العامة‪ :‬تستمد المبادئ العامة قوتها‬
‫عن القاضي اإلداري‪ ،‬فالقاضي اإلداري يواجه محدودية التشريع والعرف فيضع القاعدة ثم تطبيقها‪،‬‬
‫فالقاضي اإلداري مفوض من قبل المشرّع ألن يسن قاعدة خاصة تحكم المنازعة التي بين يديه إذا انعدم‬
‫بشأنها نص أو عرف‪.‬‬
‫ـ اإلدارية بشكل‬
‫‪ /02‬العرف‪ :‬هو ما جرى عليه العمل من جانب السلطة اإلدارية في مباشرة صالحياتها‬
‫متواتر وعلى نحو يمثل قاعدة ملزمة واجبة اإلتباع‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ فهو إتباع السلطة اإلدارية لنمط معين من السلوك بوتيرة واحدة وبشكل منتظم‬
‫أما العرف اإلداري‬
‫خالل مدة زمنية معينة مع الشعور باإللزام هو ما ينشئ قاعدة قانونية عرفية‪.‬‬
‫ويشترط لتطبيق العرف من جانب اإلدارة أو القاضي أال يكون مخالفا لنص تشريعي‪ ،‬وللعرف‬
‫اإلداري‪ :‬ركن مادي وركن معنوي‪.‬‬
‫* الركن المادي‪ :‬اعتياد اإلدارة إتباع سلوك معين بصفة متواترة ومنتظمة خالل مدّة زمنية معينة‪ ،‬فإذا‬
‫اتبعت اإلدارة سلوكا معيّنا فترة من الزمن ثم تخلت عنه في فترة أخرى ال نكون بصدد عرف إداري‬
‫لغياب صفة التواتر واالستمرارية‪.‬‬
‫ـ عنه‬
‫* الركن المعنوي‪ :‬االعتقاد لدى اإلدارة وهي تتبع سلوكا معينا أنها ملزمة بإتباعه وأنّ االبتعاد‬
‫يعرضها للمسؤولية ويجعل عملها معيبا من حيث المشروعية‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ إعترف بها القضاء اإلداري وهو ما أكدته المحكمة اإلدارية العليا بمصر بقولها‪..." :‬والعرف‬ ‫وقد‬
‫اإلداري اصطلح على إطالقه على األوضاع التي درجت الجهات اإلدارية على إتباعها أو مزاولتها نشاطا‬
‫ـ والسير على نشأتها في مباشرة هذا النشاط أن‬ ‫معينا‪ ،‬وينشأ من استمرار اإلدارة التزامها لهذه األوضاع‬
‫تصبح بمثابة القاعدة القانونية الواجب اإلتباع ما لم تعدل بقاعدة أخرى مماثلة‪."...‬‬
‫‪26‬‬
‫وينقسم العرف إلى عرف مفسر وآخر مكمل‪ ،‬وبعض الدراسات تحدثت عن العرف المعدل نوضح‬
‫ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫ـ غامض مع انعدام التفسير المكتوب كأن يحتوي‬‫ـ أو تنظيمي‬‫* العرف المفسر‪ :‬أي وجود نص قانوني‬
‫ـ تحمل أكثر من تفسير‪ ،‬فيأتي العرف ليفسر ما غمض من النص في حال‬ ‫النص مثال على مصطلحات‬
‫ـ لمدة زمنية طويلة‪.‬‬
‫إتباع اإلدارة لذا السلوك بانتظام وبتواتر‬
‫ـ نص قانوني أو تنظيمي‪ ،‬فتأتي القاعدة‬
‫* العرف المكمل‪ :‬تنظم القاعدة العرفية المكمّلة حالة عدم وجود‬
‫ـ القانون اإلدارة بشكل أوضح وبمساهمة أكبر خالفا لدور العرف المفسر الذي‬ ‫العرفية كمصدر من مصادر‬
‫اكتفى بتفسير ما غمض من النص المكتوب‪.‬‬
‫ـ التشريع لمسألة‬‫* العرف المعدل باإلضافة أو الحذف‪ :‬نكون أمام عرف معدل باإلضافة أو إذا لم يتطرق‬
‫ـ قاعدة جديدة لم ترد في النص‬ ‫ـ العرف ليقدم إضافة جزئية للتشريع‪ ،‬فالعرف أضاف‬‫معينة وجاء دور‬
‫الرسمي‪ ،‬أما العرف المعدل بالحذف فيتمثل في هجر اإلدارة لنص تشريعي لمدة طويلة حيث تولد شعور‬
‫ـ أن هذا النّص غير ملزم لإلدارة ولألفراد‪( .‬هناك نقاش حول صالحية هذه الفكرة)‬
‫لديها ولدى األفراد‬
‫لكن تسامح اإلدارة لعدم تطبيق قانون معين ال ينشئ في كل الحاالت قاعدة عرفية وال يمكن التمسك‬
‫بعدم التطبيق من جانب األفراد ضد اإلدارة‪ ،‬مثال‪ :‬تساهل اإلدارة في تطبيق قانون منع التدخين في‬
‫األماكن العامة ولو مدة طويلة‪ ،‬ال يشكل قاعدة عرفية ألن القول بذلك يعني أن العرف أعدم التشريع‬
‫وأبطل مفعوله‪.‬‬
‫والحقيقة أن العرف في المجال اإلداري يمارس دورا ثانويا وال يلعب دورا بارزا في الكشف عن‬
‫ـ الذي يلعبه في مجال القانون المدني والتجاري‪.‬‬
‫قواعد القانون اإلداري على غرار الدور‬
‫ـ العلمية المختلفة بواسطة الفقهاء‪ ،‬وفي المجال‬
‫‪ /03‬الفقه‪ :‬يقصد به استنباط المبادئ القانونية بالطرق‬
‫اإلداري المبادئ القانونية التي أرساها الفقهاء في شتى الميادين التي تمس عالم اإلدارة بصفة عامة‪.‬‬
‫ورغم الدور الذي يقوم به الفقه سواء في المجال اإلداري أو غيره من فروع القانون األخرى في‬
‫الكشف عن كثير من خفايا النصوص وتناقضاتها من جهة‪ ،‬أو إيجاد حل لكثير من اإلشكاالت القانونية‬
‫المطروحة من جهة ثانية أو تحليل األحكام والقرارات القضائية والتعليق عليها من جهة ثالثة‪ .‬كل هذا‬
‫ـ المشرع أو القاضي‪ ،‬إال أنّ رأي الفقيه يظل استئنائيا غير ملزم بالنسبة للقاضي لذلك اعتبر‬ ‫بهدف تنوير‬
‫ـ تفسيريا ال رسميا‪.‬‬
‫الفقه مصدرا‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أساس ونطاق تطبيق قواعد القانون اإلداري‬


‫ـ القضاء‬
‫ـ المنازعة اإلدارية وإعداد قائمة باختصاص‬‫ـ في تحديد معاني أو موضوع‬ ‫بعد أن فشل المشرع‬
‫اإلداري‪ ،‬لصعوبة التنبؤ مسبقًا بالمنازعات ذات الطبيعة اإلدارية‪ ،‬وقد اختلف الفقه في فرنسا بشأن تحديد‬
‫ـ اإلدارة الذي‬
‫أساس للقانون اإلداري‪ ،‬أي فكرة عامة تصلح أن تكون معيارا لتحديد الجانب من نشاط‬
‫ـ يكون أساس ومعيار الختصاص القضاء اإلداري‪.‬‬ ‫يحكمه القانون اإلداري‪ ،‬وبالتالي‬
‫ـ لذلك‪ ،‬ويمكن حصرها في معيارين أساسيين هما معيار السلطة‬ ‫ـ ظهرت عدة نظريات أو معايير‬ ‫وقد‬
‫ـ العام‪ .‬وقد عرف كل من معيار السلطة العامة ومعيار المرفق العام تطورات‬ ‫ـ المرفق‬
‫العامة ومعيار‬
‫ـ خاصة بعد أن تعرضت مفاهيميها األولية للنقد‪.‬‬‫مفاهيمية بين مرحلة وأخرى‬
‫‪27‬‬
‫‪ /01‬السلطة اإلدارية العامة (المعيار الشكلي)‬
‫ظهر هذ المعيار عقب الثورة الفرنسية نتيجة التفسير الثوري لمبدأ الفصل بين السلطات الذي تبنته‬
‫ـ عن سلطة إدارية عامة مهما كان موضوعه يعد عمالً اداريًا‬ ‫الثورة‪ ،‬حيث أعتبر أن كل عمل صادر‬
‫ـ حالة حدوث نزاع بشأنه بين اإلدارة واألفراد يخرج عن اختصاص‬ ‫يخضع ألحكام القانون اإلداري‪ ،‬وفي‬
‫ـ في النظر فيه‪.‬‬‫القضاء المدني ويختص القضاء اإلداري‬
‫ـ وجه نقد شديد لهذا المعيار من قبل الفقه والقضاء على أساس قيامه على أساس شكلي محض دون‬ ‫وقد‬
‫ـ‪ ،‬لذلك ظهر معيار التمييز بين التمييز بين أعمال السلطة‬
‫أن يعتد بطبيعة المنازعة اإلدارية أو موضوعها‬
‫وأعمال اإلدارة‪.‬‬
‫‪ /02‬معيار التمييز بين أعمال السلطة وأعمال اإلدارة‬
‫ـ السلطة العامة (مدرسة تولوز) وتبعه الفقيه برتلمي معيار التمييز بين‬
‫ـ بمعيار‬
‫نادى موريس هوريو‬
‫أعمال السلطة وأعمال اإلدارة‪ ،‬ويقوم هذا المعيار على أساس تقسيم أعمال اإلدارة إلى صنفين‪:‬‬
‫* الدولة لها مظهر شخص يتمتع بالسلطة والسيادة والسلطان‪ ،‬فلها أعمال تتمتع بالسلطة وهي األعمال‬
‫ـ السلطة العامة وتتمتع بحق األمر والنهي وهذا النوع من األعمال تحكمه‬‫التي تظهر فيها اإلدارة بمظهر‬
‫ـ الختصاص القضاء اإلداري‪.‬‬ ‫قواعد القانون اإلداري ويخضع‬
‫* أعمال اإلدارة العادية وهي األعمال التي تباشرها اإلدارة بذات األساليب التي يلجأ إليها األفراد وفي‬
‫ـ بطابع السلطة‪.‬‬
‫نفس ظروفهم‪ ،‬وتحكمها قواعد القانون الخاص ويختص بها القضاء العادي ألنها ال تتصف‬
‫ـ الّذي يرى أنّه أحيانا ال يظهر الجانب السلطوي‬
‫ولعلّ أهم نقد وجه إليه من جانب الفقيه جون ريفيرو‬
‫ـ اإلدارة في وضعية أقل حرية من األفراد‪ ،‬فهي‬ ‫في عمل اإلدارة فقد يبدو خفيا أو بصورة سلبية فتظهر‬
‫ـ لجأت إلى تنظيم مسابقة النتقاء أفضل الكفاءات‪ .‬وهي إن أرادت التعاقد لجأت‬‫مثال إذا أرادت التوظيف‬
‫ـ في أموالها أو ممتلكاتها‪.‬‬
‫إلشهار وإعالم الغير‪ ،‬كما أنها من جهة ثالثة ليست حرة في التصرف‬
‫كما أن هذا المعيار يقوم على فكرة ان الدولة تتمتع بشخصيتين مختلفتين في آن واحد‪ ،‬شخصية الدولة‬
‫بوصفها سلطة عامة‪ ،‬وشخصية الدولة المالية‪ ،‬لكن هذه الفكرة ال تستند إلى أساس منطقي‪ ،‬فالدولة واحدة‬
‫وتتمتع بشخصية قانونية واحدة‪.‬‬
‫‪ /03‬معيار المرفق العام‬
‫ـ وكذلك جيز وبونارد رواد هذا المعيار‪ ،‬والذي ينطلق من‬
‫يعتبر ليون ديجي عميد لكلية الحقوق ببوردو‬
‫إعتبار الدولة ليست شخصا يتمتع بالسلطة والسيادة والسلطة كما ذهب لذلك أصحاب مدرسة السلطة‬
‫العامة‪ ،‬بل هي مجموعة مرافق عامة تعمل لخدمة المجتمع وإشباع حاجات أفراده‪.‬‬
‫ـ العام لكل الجهاز اإلداري الذي تنشئه الدولة لخدمة االحتياجات العامة وتحقيقًا‬
‫وينصرف معنى المرفق‬
‫ـ إلشباع الحاجات العامة‪( .‬المعنى‬‫للصالح العام (المعنى الشكلي)‪ ،‬وكذلك نشاط الجهاز اإلداري‬
‫الموضوعي) كمرفق التعليم‪ ،‬والصحة واألمن‪...‬‬
‫ـ العام فإن أساس القانون اإلداري واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬إنما يتعلق بكل‬
‫وحسب معيار المرفق‬
‫نشاط تديره الدولة أو أحد مرافقها ويستهدف تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ـ العام‪ ،‬من خالل إقرار محكمة التنازع أن مسؤولية‬
‫يعد الحكم في قضية بالنكو أساس نظرية المرفق‬
‫ـ العام ال يمكن أن تحكمها مبادئ التقنين المدني‪ ،‬رغم أن الحادث صادر عن عربة تابعة‬
‫الدولة عن المرفق‬
‫للدولة وأن مصدر المسؤولية ناتج عن فعل ال يأخذ طابع العمل السلطوي‪ ،‬وأن هذه المسؤولية ليست عامة‬
‫ـ بين حقوق الدولة‬
‫ـ تبعًا لحاجات المرفق‪ ،‬ولضرورة التوفيق‬
‫وال مطلقة بل لها قواعدها الخاصة التي تتغير‬
‫والحقوق الخاصة‪.‬‬
‫ـ ظهرت أحكام قضائية تبنت هذا المعيار مثل حكم قضية تيرييه حكم مجلس الدولة يوم ‪ 06‬فيفري‬ ‫وقد‬
‫ـ‬
‫‪ 1903‬في قضية‪ ، TERRIER‬فالعقد في نظر مجلس الدولة تعلّق بمرفق عام‪ ،‬حيث صار القضاء اإلداري‬
‫ـ أو باعتبارها‬
‫ـ كاألفراد‬
‫ـ العامة سواء كانت اإلدارة تتصرف‬
‫ـ المرافق‬
‫مختص بكل نزاع يتعلق بتنظيم وسير‬
‫صاحبة سلطة‪.‬‬
‫ـ قضية ‪ TERRIER‬في أن المجلس العام للمحافظة أعلن عن مكافأة مالية لكل من‬ ‫وتتلخص وقائع‬
‫يشارك في حملة نظمتها المحافظة للقضاء على األفاعي وتقدم السيد ‪ TERRIER‬للمحافظة للمطالبة‬
‫ـ مجموعة من األفاعي‪ ،‬لكن المحافظة رفضت طلبه بسبب أن الغالف المالي‬ ‫بالمكافأة بعدما قام باصطياد‬
‫المخصص للعملية قد نفذ‪ ،‬فرفع دعوى إلى القضاء اإلداري ضد المحافظة على أساس أنها خالفت شروط‬
‫العقد الذي بينها وبين أهالي األقاليم‪.‬‬
‫ـ المرافق العامة الوطنية أو‬
‫ـ وسير‬‫ـ ‪ ROMIEU‬أن كل ما يتعلق بتنظيم‬‫وجاء تقرير المفوض روميو‬
‫المحلية هو عملية إدارية بطبيعتها وهي من اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬وأكد في تقريره أن فكرة المرفق‬
‫العام ضرورية لكي يختص القضاء اإلداري للفصل في منازعات نشاط اإلدارة‪.‬‬
‫إعتبر مجلس الدولة أن الوعد بمكافأة يعد إيجابا من المحافظة وأن المدعي بقيامه باالصطياد تقدم‬
‫ـ عام وبالتالي يكون االختصاص بنظره للمحاكم اإلدارية‪ .‬وبهذا‬ ‫بقبول‪ ،‬فهنا يوجد عقد وهو يتعلق بمرفق‬
‫ـ وليس لتحديد المشرع لها‪ ،‬وقد وضع القضاء‬ ‫أصبحت لعقود اإلدارة الصفة اإلدارية تبعا لخصائصها‬
‫ـ القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة‬
‫معايير إضفاء الصفة اإلدارية على عقود اإلدارة‪ ،‬واختصاص‬
‫عنها‪.‬‬
‫ـ المرفق العام يعرف استثناءات فعندما تقوم الدولة أو األشخاص التابعة لها بإدارة أموالها‬‫لكن معيار‬
‫ـ عام‪ ،‬وعندما ال تستعمل اإلدارة وسائل القانون العام وتستخدم‬ ‫الخاصة فال نكون في هذه الحالة أمام مرفق‬
‫ـ قواعد القانون الخاص‪،‬‬ ‫قواعد القانون الخاص في إدارة نشاط من نشاطاتها‪ ،‬ففي هاتين الحالتين تطبق‬
‫ويختص القضاء العادي بنظر المنازعات الناشئة عنها‪.‬‬
‫ـ العام فإن أساس القانون اإلداري واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬إنما يتعلق‬ ‫وعليه وحسب معيار المرفق‬
‫ـ تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وصار القضاء اإلداري مختص‬ ‫ـ تديره الدولة أو أحد مرافقها ويستهدف‬
‫بكل نشاط‬
‫ـ صاحبة‬ ‫بكل نزاع يتعلق بتنظيم وسير المرافق العامة سواء كانت اإلدارة تتصرف كاألفراد أو باعتبارها‬
‫سلطة‪.‬‬
‫ـ المرفق العام وفق هذا التصور مر بأزمة‪ ،‬ذلك أنه عندما صدر قرار بالنكو لم تكن الدولة‬‫لكن معيار‬
‫ـ اإلدارة للقانون اإلداري ال يثير‬
‫تمارس مهاما تجارية وصناعية‪ ،‬كانت المرافق إدارية بطبيعتها وإخضاع‬
‫أي إشكالية لمحدودية نشاطها‪ ،‬وبعد إفرازات الحرب العالمية األولى وجدت الدولة نفسها مجبرة على‬

‫‪29‬‬
‫ـ الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية فظهرت إلى جانب‬
‫القيام بوظيفة الصناعة والتجارة لتطور‬
‫المرافق اإلدارية المرافق االقتصادية‪.‬‬
‫ـ اإلداري ألحكام متميزة غير معهودة في مجال القانون‬‫ـ المرفق‬
‫لقد كان الفقه الغالب قد سلم بإخضاع‬
‫الخاص‪ ،‬لكن االشكال هنا مع المرافق االقتصادية التابعة للدولة هل تخضع للقانون اإلداري والقضاء‬
‫اإلداري؟‬
‫ـ ينظر لبعض منازعات اإلدارة نظرة خاصة ويخرجها من والية القضاء‬ ‫وبهذا كان القضاء الفرنسي‬
‫اإلداري ويخضعها للقضاء العادي ولقواعد القانون الخاص‪ ،‬فمثال القرار الصادر عن محكمة التنازع في‬
‫ـ تعلق هذا النزاع بناقلة بحرية في ساحل العاج ‪Bac‬‬‫‪ 22‬جانفي ‪ 1921‬في بقضية ‪ ،Bac d'Eloka‬وقد‬
‫ـ الضرر بمجموعة عربات‪ .‬لما رفع األمر إلى‬ ‫ـ وإلحاق‬
‫‪ d'Eloka‬تعرضت لحادث تسببت في غرق مسافر‬
‫المحاكم العدلية تمسك ممثل اإلدارة بعدم االختصاص‪ .‬فعرض األمر على محكمة التنازع فأقرت الصبغة‬
‫المدنية للنزاع واختصاص القاضي العادي‪ ،‬وأسست قرارها هذا أن الشركة كانت تقوم بوظيفة النقل طبقا‬
‫ـ التي يعمل بمقتضاها األفراد وغياب نص صريح يعهد االختصاص للقاضي اإلداري فإنّ‬ ‫لذات الشروط‬
‫النزاع يكون من اختصاص القاضي العدلي‪.‬‬
‫ـ إدارية ومرافق اقتصادية‬‫ـ أنواع مرافق‬
‫وعلى هذا فإن معيار المرفق العام لم يعد شكال واحدا‪ ،‬فالمرافق‬
‫ـ اإلدارية ألحكام‬
‫ـ‪ ،‬فإذا كان يجب إخضاع المرافق‬‫نتجت عن تدخل الدولة في المجال الصناعي والتجاري‬
‫ـ استنادا لمجموعة أسباب منطقية وموضوعية‪ ،‬فإنّه بات من غير المعقول تطبيق ذات‬ ‫القانون اإلداري‬
‫ـ االقتصادية بحكم طبيعة هذا النوع من النشاط‪.‬‬ ‫األحكام بالنسبة للمرافق‬
‫ـ العامة ذات الطابع االقتصادي أساسا ألحكام القانون الخاص‪ .‬فالعقود التي‬
‫وبالمقابل تخضع المرافق‬
‫ـ االقتصادية تكون غالبا من نفس طبيعة العقود التجارية‪ ،‬وتخلو من الشروط االستثنائية‬‫تبرمها المرافق‬
‫ـ االقتصادية يخضعون لتشريع العمل ال لتشريع الوظيفة‬ ‫على الوجه الشائع والغالب‪ .‬كما أن عمال المرافق‬
‫العامة المطبق على الجهات الخاضعة للقانون اإلداري‪ .‬كما أن المرافق االقتصادية لمرافق تحتاج بشأن‬
‫تيسيرها لقواعد وآليات يطغى عليها مظهر السرعة وهذا خالفا للمرافق اإلدارية التي تحكمها إجراءات‬
‫روتينية ومعقدة‪.‬‬
‫ـ وفشله على أن يكون معيارا مميزا للقانون‬ ‫لقد أدت أزمة فكرة المرفق العام إلى زعزعة المعيار‬
‫ـ االقتصادية نتيجة التأميمات‪ ،‬ومن المؤكد أن عجز‬ ‫اإلداري‪ ،‬بحكم التوسع الكبير في دائرة المرافق‬
‫ـ العام أثر سلبا على قيمة‬‫ـ المرفق على تقديم مدلول واضح ودقيق لمفهوم المرفق‬ ‫أصحاب نظرية ومعيار‬
‫ـ العام عاجزة على أن تكون أداة تمييز بين والية القانون‬‫ومكانة هذا المعيار‪ ،‬حيث أصبحت فكرة المرفق‬
‫الخاص مما فرض مجددا على الفقه التفكير في معيار أكثر حسما‪.‬‬

‫‪ /04‬معيار السلطة العامة وامتيازاتها‬


‫يعني معيار امتيازات السلطة العامة أن اإلدارة حينما تضع نفسها في موضع متميز بالمقارنة لألفراد‬
‫ـ‪ ،‬ويمكن تقديم مثاال عن‬ ‫ـ هوريو‬‫فإنها تخضع ألحكام القانون اإلداري‪ ،‬وقد نادى بهذا المعيار العميد موريس‬
‫ـ العقود اإلدارية ووضع لها شروطًا استثنائية ال توجد في القانون‬‫هذه الفكرة من خالل قيام االدارة بإبرام‬
‫ـ العام‪ ،‬إنما‬
‫ـ فكرة المرفق‬
‫المدني كسلطة اإلدارة لتعديل العقد وفسخه بإرادتها المنفردة‪ ،‬ولم ينكر هوريو‬

‫‪30‬‬
‫جعلها ثانوية مقارنة بدور السلطة العامة‪ ،‬فغلب عنصر الوسائل التي تستخدمها اإلدارة على عنصر الغاية‬
‫أو الهدف‪.‬‬
‫ـ اإلدارة في سبيل تحقيق أهدافها‪ ،‬فإذا كانت هذه الوسائل تتميز‬
‫ينظر هذا المعيار للوسائل التي تستعملها‬
‫ـ استثنائية ال نظير لها في عالقات األفراد‪ ،‬كنا أمام نشاط يحكمه القانون اإلداري‬
‫بسلطات وامتيازات‬
‫ويختص بالمنازعات الناشئة عنه القضاء اإلداري‪.‬‬
‫ويركز معيار إمتيازات السلطة العامة على الوسائل التي تستعملها اإلدارة والتي تظهر أنها امتيازات‬
‫ـ اإلدارة أكثر من األفراد‬
‫استثنائية ال نظير لها في عالقات األفراد‪ ،‬لكن يطرح االشكال بخصوص خضوع‬
‫لشروط وقيود‪ ،‬هل تأخذ حكم اإلمتيازات؟ وقد شكلت هذه المالحظة النقد الرئيسي لهذا المعيار‪.‬‬

‫‪ /05‬معيار المنفعة العامة (الهدف)‬


‫ـ هذا المعيار (مارسيل فالين) على أساس أن النشاط اإلداري‬
‫ـ العام ويقوم‬
‫يتفرع عن معيار المرفق‬
‫ـ العام عن‬
‫يستهدف تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬وهو ما يميزه عن النشاط الخاص‪ .‬وقد دافعت مدرسة المرفق‬
‫ـ واحد وهو تحقيق‬‫ـ اقتصادية فهدفها‬
‫زاوية أخرى فالمرافق العامة وإن تنوعت بين مرافق إدارية وأخرى‬
‫المصلحة العامة‪.‬‬
‫ـ‬
‫اعتمد فالين‪ Marcel Waline‬في تأسيس نظريته على حكم مجلس الدولة في قضية بلدية مونسيجور‬
‫ـ في محاولة قاصر الصعود على عمود‬ ‫‪ Monsegur‬الصادر في ‪ 1921-6-10‬والذي تتلخص وقائع‬
‫ـ فوقع في حوض ماء بالكنيسة وتسبب تعلقه به في قطع ساقه‪ ،‬وقد‬ ‫كهربائي بجانب كنيسة مونسيجور‪،‬‬
‫حصل والد الطفل على حكم من مجلس اإلقليم بإلزام البلدية المسئولة عن صيانة الكنيسة بالتعويض‪ .‬لكن‬
‫البلدية استأنفت الحكم من ناحية أنه منذ عام ‪ 1905‬لم تعد البلدية مسؤولة عن دور العبادة النفصال الدين‬
‫ـ ال تدخل دعوى‬ ‫عن الدولة بقانون ‪ 1905-9-9‬ولم تعد الكنائس منذ هذا التاريخ مرافق عامة وبالتالي‬
‫التعويض في اختصاص القضاء اإلداري"‪.‬‬
‫ـ العبادة مرفقًا عامًا منذ‬
‫ـ رفض مجلس الدولة هذا الدفع وأسس قضائه على أنه وإن لم تعد مرافق‬ ‫وقد‬
‫ـ‬
‫انفصال الدين عن الدولة‪ ،‬فإن ترك الكنائس تحت تصرف المؤمنين بإقامة شعائر العبادة لممارسة ديانتهم‬
‫إنما يكون تنفيذًا لغرض ذي نفع عام‪ ،‬وأن صيانة هذه المباني واجب ينبغي أن يقع على المرافق العامة‬
‫التصال هذا األمر بالنفع العام‪.‬‬
‫ـ العام الفعلي أو‬
‫ـ المصلحة العامة نظرية المرفق‬‫ـ ابتدع القضاء اإلداري الفرنسي طبقا لمعيار‬
‫وقد‬
‫ـ‬
‫ـ العامة‪ ،‬ويعطي‬
‫الكامن‪ ،‬حتى يخضع المشروعات التي أنشأها األفراد بترخيص من اإلدارة لنظام المرافق‬
‫لإلدارة تجاه األفراد الذين يديرونها سلطات واسعة شبيهة بالسلطات التي تتمتع بها تجاه الملتزمين‬
‫ـ المشروع‪.‬‬ ‫ـ العامة دون أن تتحمل مخاطر‬ ‫بالمرافق‬
‫ـ معيار‬‫ـ وتخلى عنها حتى فالين نفسه وتبنى‬ ‫ـ المصلحة العامة لم يستمر بشكل كلي طويالً‬ ‫لكن معيار‬
‫السلطة العامة‪ ،‬بسبب سعتها وعدم تحديدها‪ ،‬حيث أنه يوسع بشكل كبير من نطاق القانون اإلداري‪ ،‬فجل‬
‫ـ االقتصادية‬‫عمل الدولة يتعلق بتحقيق المنفعة العامة أو المصلحة العامة‪ ،‬والفقه يكاد يجمع أنّ المرافق‬
‫تهدف للمصلحة عامة‪ ،‬لكن ال ينبغي إخضاعها لقواعد القانون اإلداري‪ ،‬فطبيعة نشاطاتها االقتصادية‬
‫ـ وتتعامل بقواعد القانون المدني والتجاري‪ ،‬فال ضرورة للقواعد‬ ‫تفرض عليها أن تنزل إلى مرتبة األفراد‬
‫ـ اإلدارية‪ ،‬وإنما قد يساهم األفراد في‬
‫االستثنائية‪ .‬كما أن تحقيق النفع العام ليس حكرًا على الدولة وأجهزتها‬
‫‪31‬‬
‫ـ الخاصة ذات النفع العام وهي مشاريع تخضع ألحكام القانون‬
‫ـ والمشروعات‬ ‫تحقيقها من خالل المؤسسات‬
‫الخاص ويختص القضاء العادي بمنازعاتها‪.‬‬

‫‪ /06‬معيار السلطة العامة الحديث‬


‫ـ عاد معيار‬
‫ـ القضاء اإلداري من نظرية المرافق‬ ‫ـ موقف‬ ‫ـ الصناعية والتجارية وتغير‬‫ـ المرافق‬
‫بعد ظهور‬
‫ـ اإلدارة المتيازات السلطة العامة‪ ،‬فحاول‬
‫ـ باستخدام‬
‫ـ القانون اإلداري مرتبط‬
‫السلطة العامة ليؤكد أنّ تطبيق‬
‫ـ لتصلح أساسًا للقانون اإلداري مثل ما قام به جورج‬‫جانب من الفقه إحياء فكرة السلطة العامة وتجديدها‬
‫فيدال‪.‬‬
‫حاول فيدال أن يضيف لفكرة السلطة العامة التي كانت تعني فقط استخدام اإلدارة المتيازات وسلطات‬
‫القانون العام باعتبارها سلطة آمرة‪ ،‬القيود التي تحد من حرية اإلدارة وتفرض عليها التزامات أشد من‬
‫ـ اإلدارة إال بإتباع إجراءات‬
‫االلتزامات المفروضة على األفراد في ظل القانون الخاص‪ ،‬مثل عدم تعاقد‬
‫ـ معها‪.‬‬
‫ـ معينة ال نظير لها في القانون الخاص عند اختيار المتعاقد‬
‫وشروط‬
‫فال يكفي ممارسة النشاط من قبل سلطة إدارية عامة حتى تكون بصدد تطبيق القانون اإلداري‪ ،‬بل‬
‫ـ غير مألوفة في القانون‬
‫يجب أن تكون اإلدارة قد استخدمت في نشاطها امتيازات أو التزمت بقيود وحدود‬
‫الخاص‪.‬‬
‫ـ كبيرا من الحرية فهي إن‬
‫ـ نقدت الفكرة على أنها فتحت السبيل واسعا أمام اإلدارة وتركت لها قدرا‬
‫وقد‬
‫ـ‬
‫ـ دقيق فاصل بموجبه تستطيع‬ ‫ـ بمعيار‬
‫شاءت اتبعت وسيلة القانون العام أو القانون الخاص دون أن تضبطها‬
‫استعمال وسائل القانون العام أو الخاص‪.‬‬

‫‪ /07‬معيار الجمع بين المرفق العام والسلطة العامة الحديث‬


‫إزاء االنتقادات الموجهة لكل معيار من المعايير السابقة وعجزها في أن تكون أساسًا وحيدًا للقانون‬
‫ـ السلطة العامة‬ ‫ـ نحو الجمع بين فكرتي‬
‫اإلداري‪ ،‬لم يعد الفقه والقضاء يتمسكان بفكره واحدة‪ ،‬واتجها‬
‫ـ العام‪.‬‬
‫والمرفق‬
‫ـ‬
‫ـ السلطة العامة لوحده بمضمونه التقليدي أو الحديث أو األخذ بمعيار‬
‫حيث أنه ال يمكن األخذ بمعيار‬
‫المرفق العام أو فكرة المصلحة العامة لوحدها بسبب ما عانته من انتقادات‪ ،‬لذلك كان الرأي الصائب‬
‫الجمع بين هذين المعيارين دون ترجيح أحدهما عن اآلخر‪.‬‬
‫ـ بضرورة تطبيق معيار مزدوج‪ ،‬فأعطى لكل من‬ ‫ـ والفقيه هوريو‬‫ـ نادى الفقيه أندريه ديلوبادير‬
‫وقد‬
‫المعيارين حقه في رسم معالم والية واختصاص القانون اإلداري‪ ،‬حيث أن أساس القانون اإلداري ال‬
‫ـ العام والسلطة‬
‫يرجع لمعيار واحد من المعايير السابقة‪ ،‬إنما الجمع بين المعياريين المهمين‪ ،‬أي المرفق‬
‫العامة‪.‬‬
‫ـ حتى يكون العمل إداريًا وخاضعًا للقانون اإلداري واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬يجب أن‬ ‫وبالتالي‬
‫ـ عام (معيار المرفق العام)‪ ،‬بشرط أن يكون مرفقا إداريا ال‬
‫يكون "عمالً إداريًا أو نشاطًا متعلقًا بمرفق‬
‫ـ إمتيازات أو إلتزمت بقيود وحدود‬
‫تجاريا وال صناعيا‪ ،‬وكذلك أن تكون اإلدارة قد استخدمت في نشاطها‬
‫غير مألوفة في القانون الخاص (معيار السلطة العامة الحديث) "‬

‫‪32‬‬
‫ـ‬
‫وتبقى جهود الفقه متواصلة لتحديد معيار دقيق لتحديد والية القانون اإلداري‪ ،‬خاصة أمام تناقضات‬
‫اتساع مجال تدخل الدولة إلشباع الحاجات العامة من جهة‪ ،‬وخوصصة المشروعات العامة من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الشخصية المعنوية‬


‫ـ الحقوق ويحمل االلتزامات‪ ،‬واألصل أن الشخصية القانونية‬‫يتمتع اإلنسان بالشخصية القانونية فيكتسب‬
‫ـ مرافقه واستثماراته‪ ،‬منحت‬
‫ـ واستمرار‬
‫لإلنسان‪ ،‬لكن وفاته ينهي شخصيته ومع حاجة المجتمع إلى دوام‬
‫األهلية ألشخاص أخرى‪.‬‬
‫ظهرت نظرية الشخصية المعنوية بمنح الشخصية القانونية زيادة عن اإلنسان أو ما يسمى الشخص‬
‫الطبيعي إلى مجموعة من األفراد واألموال بهدف تحقيق هدف معين‪ ،‬ويكون لهذا الشخص المعنوي كيان‬
‫ـ المكونين له‪ ،‬ويسمى الشخصية المعنوية االعتبارية‪.‬‬
‫ذاتي مستقل عن األفراد‬

‫المطلب الأول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية‬


‫ـ أو محال‬
‫ـ نظريا وجعلها موضوعا‬
‫تعتبر الشخصية المعنوية فكرة خيالية إعترف لها المشرع بالوجود‬
‫للحق‪.‬‬

‫أوال‪ /‬تعريف الشخصية المعنوية‬


‫ـ على أنها كيان له أجهزة خاصة وذمة مالية‪ ،‬أو أنها مجموعة من األشخاص‬ ‫يمكن تعريفها قانونا‬
‫ـ لمدة زمنية محددة لتحقيق غرض معين‪ ،‬وتكون‬ ‫تستهدف غرضا مشتركا أو مجموعة من األموال ترصد‬
‫هذه المجموعة من األشخاص المكونين لها مستقلين عن العناصر المالية لها‪ ،‬فلها أهلية قانونية الكتساب‬
‫الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬وأن تكون لهذه المجموعة من األشخاص أو األموال مصلحة جماعية مشتركة‬
‫مستقلة عن المصالح الذاتية الفردية ألفراد المجموعة‪.‬‬
‫ـ وعنصر شكلي‪:‬‬
‫لفكرة الشخصية المعنوية عنصرين‪ :‬عنصر الموضوعي‬
‫أ‪ /‬العنصر الموضوعي ويتمثل في‪:‬‬
‫ـ جماعة من األشخاص أو األموال‬
‫‪ -1‬وجود‬
‫‪ -2‬قيام مصالح مشروعة جديرة بالحماية‪.‬‬
‫ـ نشاطه لتحقيق ذلك الغرض‪ ،‬مبدأ‬
‫‪ -3‬الغرض المشترك من هذه المجموعة‪ ،‬ويخصص الشخص المعنوي‬
‫تخصص األشخاص المعنوية‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن يكون الغرض المراد تحقيقه ممكنًا ومشروعًا ومعينًا‪ ،‬كأن يكون الغرض ماليًا‪ ،‬كما في‬
‫الشركات‪ ،‬كما يمكن أن يكون غير مالي كما في الجمعيات‪.‬‬
‫ـ تحدد على أساسه اإلدارة التي تمثل هذا الشخص المعنوي‪( .‬شخص‬
‫ـ نظام للشخص المعنوي‬
‫‪ -5‬وجود‬
‫طبيعي أو مجموعة من األشخاص)‬

‫‪33‬‬
‫ـ الشكلي باعتراف الدولة أو المشرع بالشخصية المعنوية وقد يكون‬
‫ب‪ /‬العنصر الشكلي‪ :‬يتحقق العنصر‬
‫االعتراف صريحًا أو قد يكون ضمنيًا‪ ،‬فقد يتم بطريق االعتراف العام (المجموعات التي نص عليها‬
‫ـ شروطها)‪ ،‬وقد يتم بطريق االعتراف الخاص (المجموعات التي لم ينص‬ ‫المشرع مسبقًا متى توافرت‬
‫عليها المشرع تستلزم نص خاص لها يمنحها الشخصية المعنوية)‬

‫‪ K‬المعنوية في القانون اإلداري‬


‫ثانيا‪ /‬أهمية فكرة الشخصية‬
‫تتمثل أهمية فكرة الشخصية المعنوية في القانون اإلداري في أنها تجمع فكرة تفرق الجهود واألموال‬
‫ـ نحو هدف مشترك يعجز المجهود الفردي لإلنسان على تحقيقه لقصر عمره أو قلة‬ ‫ـ وتوجهها‬
‫وتوحدها‬
‫موارده‪ .‬كما تمثل فكرة الشخصية المعنوية أساس فكرة ديمومة الدولة كشخص معنوي عام مهما تغير‬
‫ـ الحكام عليها‪.‬‬
‫ـ وتعاقب‬
‫نظامها السياسي‬
‫ـ هاما في عزل فكرة السيادة وفكرة السلطة العامة‬
‫لعبت فكرة الشخصية المعنوية دورا سياسيا وقانونيا‬
‫ـ عام وأصيل‪ .‬ولفكرة الشخصية‬ ‫ـ بفكرة الدولة كشخص معنوي‬ ‫عن األشخاص وذوات الحكام وإلحاقهما‬
‫المعنوية أهمية فنية وقانونية كبيرة في نطاق التنظيم اإلداري‪ ،‬حيث تظهر هذه األهمية في زاويتين‪:‬‬
‫* تشكل فكرة الشخصية المعنوية الوسيلة الفنية الناجعة في عملية تقسيم األجهزة اإلدارية المكونة للنظام‬
‫ـ وتحديد العالقات فيما بينها‪.‬‬
‫ـ السلطة اإلدارية إقليميا ومصلحيا‪،‬‬
‫ـ إختصاصات‬ ‫اإلداري‪ ،‬وكذلك وسيلة لتوزيع‬
‫ـ اإلدارية بواسطة أشخاص طبعيين (موظفي‬
‫ـ الوظائف‬‫* تمكن فكرة الشخصية المعنوية من القيام بمختلف‬
‫ـ هذه األعمال أعمال األشخاص اإلدارية رغم أنها أنجزت بواسطة‬‫ـ فتعتبر‬
‫الدولة) بإسم اإلدارة ولحسابها‪،‬‬
‫أشخاص طبعيين‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬التكييف الفقهي لطبيعة فكرة الشخصية المعنوية‬


‫ـ رفض‬‫عرفت فكرة الشخصية المعنوية نقاش فقهي كبير‪ ،‬حيث لم تحظى بقبول جميع الفقهاء‪ ،‬فمنهم‬
‫ـ اختلف مع غيره في‬ ‫وجود هذه الفكرة من أساسها ومنهم من أكد وجودها‪ ،‬وحتى من إعترف بوجودها‬
‫تكييف طبيعة هذا الوجود‪.‬‬
‫ـ هو أحد المفاهيم الميتافيزيقة فال‬
‫رفض فكرة الشخص المعنوي مثل‪ Leon DUGUIT‬الشخص المعنوي‬
‫وجود له من الناحية الواقعية‪ ،‬قال ‪ " Leon DUGUIT‬لم أرتشف قط فنجان قهوة مع شخص معنوي"‪.‬‬
‫ويرى هذا االتجاه أنه ال فائدة من فكرة الشخصية المعنوية وليس لها في عالم القانون ويمكن االستغناء‬
‫بنظريات قانونية أخرى مثل فكرة الملكية المشتركة وفكرة التضامن االجتماعي والمراكز القانونية‪.‬‬
‫ـ فكرة الشخصية المعنوية‪ ،‬وأنها تفسر بعض ظواهر الحياة‬ ‫لكن ذهب غالبية الفقه إلثبات وجود‬
‫القانونية‪ ،‬فمثال يوجد في الدولة عنصر ثابت ودائم ال يؤثر فيه تغير الحكام‪ ،‬فحتى يتحقق عنصر الديمومة‬
‫ـ الشخصية المعنوية إختلف حول تكييف‬ ‫ال بد من االخذ بفكرة الشخص المعنوي‪ ،‬لكن اإلتجاه المؤيد لوجود‬
‫طبيعة فكرة الشخصية المعنوية‪ ،‬فذهب رجال الفقه في ذلك في إتجاهات مختلفة‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية الوهم الشرعي أو اإلفتراض القانوني‬

‫‪34‬‬
‫اعتبرت فكرة الشخصية المعنوية مجرد إفتراض قانوني مخالف للواقع لجأ إليها المشرع كحيلة قانونية‬
‫لتمكين التجمعات والهيئات من تحقيق أهدافها‪ ،‬عن طريق إفتراض الشخصية القانونية لها حتى تتحقق‬
‫أهلية اكتساب الحقوق وتحمل اإللتزامات‪ ،‬فتعتبر مجازا شخصا من أشخاص القانون‪.‬‬
‫ـ الشخصية القانونية للدولة‪ ،‬فإذا كانت‬
‫وانتقدت هذه النظرية على أنها عجزت عن تفسير كيفية وجود‬
‫ـ فهي مجرد منحة من المشرع تبقى‬ ‫ـ وضعه المشرع‪ ،‬وبالتالي‬
‫الشخصية المعنوية مجرد مجاز قانوني‬
‫مرهونة بإرادة مشرع الدولة‪ ،‬فمن منح الشخصية القانونية للدولة مادامت هي من يتحكم في منح‬
‫الشخصية القانونية؟‬
‫لذلك إعتبر أصحاب هذه النظرية الدولة الشخص المعنوي الوحيد األصيل والحقيقي‪ ،‬حيث توجد‬
‫ـ فهي مجرد مجاز وإفتراض‬
‫ـ أركانها‪ ،‬أما األشخاص المعنوية األخرى‬
‫شخصيتها القانونية بمجرد توافر‬
‫قانوني‪.‬‬
‫وتنتقد هذه النظرية على أنها تبرر إطالق سلطة الدولة للتحكم في مصير الجماعات والتجمعات بشكل‬
‫ـ ودورها‪ ،‬وعلى أنها تربط الشخصية المعنوية باإلرادة الذاتية مما يؤدي إلى تقرير عدم‬ ‫يسيء إلى تكوينها‬
‫مسؤولية األشخاص المعنوية مدنيا وجزائيا‪.‬‬
‫ـ الحقيقي‬
‫‪ -2‬نظرية الشخصية الحقيقة أو نظرية الوجود‬
‫تعتبر فكرة الشخصية المعنوية هي حقيقة قانونية واقعية موجودة شأنها شأن الشخصية الطبيعية‬
‫ـ انقسم فقهاء هذه الفكرة إلى فريقين‪:‬‬
‫وليست مجازا أو إفتراضا أو حيلة‪ ،‬وقد‬
‫* يرى الفريق األول أن الشخص المعنوي له إرادة ذاتية مستقلة وقائمة بذاتها تكونت له من نتاج تجمع‬
‫إرادات األفراد الذين يكونون الشخص المعنوي‪ ،‬فكلما حصل إتفاق بين أعضاء المجموعة حول مسالة‬
‫معينة من نطاق هدف المجموعة شكل هذا اإلتفاق اإلرادة الذاتية للشخص المعنوي‪ ،‬ومتى تكونت هذه‬
‫ـ كحقيقة قانونية‪.‬‬
‫ـ موجود‬ ‫اإلرادة الذاتية نقول أننا أمام شخص معنوي‬
‫* يرى الفريق الثاني أن أساس الشخصية المعنوية ليس اإلرادة الجماعية بل أن المصلحة‪ ،‬وهي جوهر‬
‫ـ محال للحق‪.‬‬‫الحق الذي جعل من الشخص المعنوي‬
‫ـ منحة من‬‫ينتقد هذا اإلتجاه ككل هو أنه جعل الشخصية المعنوية حقيقة ال مجاز ونفى عنها وصف‬
‫الدولة‪ ،‬أي جعل منها حالة واقعية تفرض نفسها على المشرع الذي ما عليه سوى االعتراف بها‪ ،‬من شأنه‬
‫ـ موافقة من المشرع‪.‬‬
‫أن يعبد الطريق أمام إنشاء العديد من األشخاص المعنوية دون حاجة النتظار‬
‫ج‪ -‬نظرية الحقيقة التقنية‬
‫ـ النظريتين السابقتين‪ ،‬فالشخصية المعنوية تمثل فعال حقيقة إال أنها ليست‬
‫تجمع هذه النظرية أفكار‬
‫حقيقة مجسدة‪ ،‬فالمصالح الجماعية والجماعات ليس لها نفس طبيعة الشخص الطبيعي‪ ،‬أنها تفترض فقط‬
‫اإلعتراف القانوني أي القابلية ألن تكون موضوعا للحق‪ ،‬فلشخص المعنوي حقيقة نابعة من المجتمع ومن‬
‫التقنية القانونية‪.‬‬
‫إعتبار أن اإلعتراف بالشخصية القانونية له هدف دقيق وهو اإلعتراف ببعض النتائج منها اإلعتراف‬
‫بكل الحقوق بإستثناء ما تعلق منها بالشخص الطبيعي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ـ بالشخصية المعنوية صراحة من خالل نص المادة ‪ 49‬من التقنين‬ ‫ـ إعترف المشرع الجزائري‬‫وقد‬
‫ـ المعدل بالقانون ‪ 10-05‬حيث إعتبر األشخاص اإلعتبارية هي‪ :‬الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪،‬‬ ‫المدني الجزائري‬
‫ـ‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬الشركات المدنية والتجارية‪ ،‬الجمعيات والمؤسسات‪ ،‬الوقف‬
‫وكل مجموعة من األشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية‪".‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 50‬من التقنين المدني الجزائري على تمتع الشخص المعنوي بجميع الحقوق ما عدا‬
‫ـ الحدود التي يقررها القانون‪ .‬ونصت المادة ‪ 51‬من التقنين المدني‬ ‫ما كان منها لصيق بصفة االنسان‪ ،‬وفي‬
‫الجزائري على ما يلي‪ ":‬يعين القانون الشروط التي يجب توافرها لتأسيس مؤسسات الدولة والمنشآت‬
‫ـ الشخصية القانونية أو فقدها "‪.‬‬
‫ـ واكتسابها‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية والمجموعات مثل الجمعيات والتعاونيات‬
‫ـ لألخذ بنظرية المجاز أو اإلفتراض القانوني في تكييف طبيعة فكرة‬ ‫ويميل المشرع الجزائري‬
‫ـ كل مجموعة من األشخاص‬‫الشخصية المعنوية‪ ،‬بدليل أنه يستعمل مصطلح األشخاص اإلعتبارية‪ ،‬وكذلك‬
‫أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية‪ ،‬باإلضافة إلى عبارة "يعين القانون"‪،‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع األشخاص المعنوية "العامة والخاصة"‬


‫ـ األشخاص المعنوية على سبيل المثال‬
‫أورد المشرع في نص المادة ‪ 49‬من التقنين المدني الجزائري‬
‫ال الحصر‪ ،‬وذلك بدليل استعماله العبارة األخيرة‪ :‬كل مجموعة من األشخاص أو أموال يمنحها القانون‬
‫شخصية قانونية‪.‬‬

‫‪ K‬بين األشخاص المعنوية العامة والخاصة‬


‫أوال‪ /‬معايير التمييز‬
‫من خالل استقراء نص المادة ‪ 49‬من التقنين المدني الجزائري قسم الفقهاء األشخاص المعنوية إلى‪:‬‬
‫* األشخاص المعنوية العامة‪ :‬هي الدولة أو األشخاص المعنوية التي تتبع الدولة‪ ،‬فهي مجموعة األشخاص‬
‫ـ مثل الدولة والوالية والبلدية‬
‫واألموال التي تنشأ من قبل الدولة بموجب نظام ويكون لها هدف مشروع‪،‬‬
‫ـ العمومية ذات الطابع اإلداري كالمستشفيات‪...‬‬
‫والمؤسسات‬
‫ـ لتحقيق‬‫ـ والجمعيات التي تنشأ بمبادرات األفراد‬
‫* األشخاص المعنوية الخاصة‪ :‬الشركات والمؤسسات‬
‫الربح أحيانًا وتحقيق النفع العام أو المصلحة العامة في أحيان أخرى‪ ،‬مثل الشركات المدنية والتجارية‬
‫والجمعيات والمؤسسات الوقفية‪.‬‬
‫لكن تقسيم األشخاص المعنوية إلى أشخاص معنوية عامة وأشخاص معنوية‪ ،‬ليس بالسهولة التي يمكن‬
‫أن نتخيلها دائما‪ ،‬حيث يطرح أساسا السؤال عن معيار التمييز بين األشخاص المعنوية العامة والخاصة؟‬
‫هناك عدة معايير للتفرقة يمكن إجمال أهما فيما يلي‪:‬‬
‫* فكرة المنشأ العام أو الخاص‪ :‬فإذا تم إنشاء الشخص من الدولة فهو شخص عام‪ ،‬وإن كان األفراد فهو‬
‫ـ عاما مثل‬
‫خاص‪ ،‬لكن هناك أشخاص معنوية تتدخل الدولة في إنشائها‪ ،‬لكنها ال تعد شخصا معنويا‬
‫الجمعيات‪ ،‬وأن هناك أشخاص معنوية خاصة تنشؤها الدولة مثل الشركات ذات الرأسمال المختلط العام‬
‫والخاص‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫* فكرة الهدف‪ :‬تستهدف األشخاص المعنوية العامة تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬بينما تستهدف األشخاص‬
‫المعنوية الخاصة تحقيق المصلحة الخاصة‪ ،‬لكن هناك أشخاص معنوية خاصة تستهدف تحقيق المصلحة‬
‫العامة مثل المشروعات الخاصة ذات النفع العام كالمدارس والعيادات الخاصة‪.‬‬
‫* معيار طبيعة النشاط‪ :‬الشخص المعنوي العام يقوم بنشاط عام‪ ،‬بينما يقوم الشخص المعنوي الخاص‬
‫بنشاط خاص‪ ،‬لكن هناك أشخاصا معنوية عامة تقوم بأعمال ذات طبيعة خاصة‪.‬‬
‫ـ إليها ملزم‪ ،‬أما‬
‫ـ‪ :‬فاألشخاص المعنوية العامة هي التي يكون االنضمام‬‫ـ اإلجباري‬
‫* معيار اإلنضمام‬
‫ـ لكنه يبقى معيارا ناقصا كذلك‪ ،‬غير أن هذه المعايير جميعها‬‫األشخاص المعنوية الخاصة يكون إختياريا‪،‬‬
‫تبقى عاجزة إلى حد ما عن التفرقة بين الشخص المعنوي العام والشخص المعنوي الخاص‪ ،‬ويبقى المعيار‬
‫الراجح في التمييز بينهما يتمثل في المعيار المركب أو المزدوج‪.‬‬
‫* المعيار المركب أو المزدوج‪ :‬يقوم على عنصر ذاتي يتمثل في إرادة المشرع التي تتضمنها النصوص‬
‫ـ على إرادة المشرع والكشف عنها‬‫القانونية المنشئة للشخص المعنوي المراد تحديد طبيعته‪ ،‬فالوقوف‬
‫ـ هل هو عام أم خاص‪ ،‬ويقوم كذلك على عنصر موضوعي‬ ‫يساعد على تحديد نوعية الشخص المعنوي‬
‫متكون من المعايير السابقة اإلشارة إليها كدالئل على نوعية الشخص المعنوي هل هو عام أم خاص‪.‬‬

‫‪ K‬العامة‬
‫ثانيا‪ /‬أنواع األشخاص المعنوية‬
‫تحتل األشخاص المعنوية العامة أهمية كبيرة في نطاق القانون العام الذي ال يعرف غير هذا النوع من‬
‫األشخاص المعنوية‪ .‬وقد درج الفقه والقضاء على تقسيم األشخاص المعنوية العامة إلى ثالث أنواع‪:‬‬
‫أ‪ /‬األشخاص المعنوية اإلقليمية‬
‫ـ معين من الدولة وهي‬
‫األشخاص المعنوية أو االعتبارية التي يتعلق اختصاصها في نطاق جغرافي‬
‫تشمل‪ :‬الدولة والجماعات اإلقليمية أي الوالية والبلدية‪.‬‬
‫‪ -1‬الدولة‪ :‬أهم األشخاص المعنوية على اإلطالق ولهذا فقد ورد النص عليها في القانون المدني على أن‬
‫الدولة هي أول األشخاص االعتبارية‪ .‬وهي الشخص المعنوي العام الذي تتفرع عنه األشخاص المعنوية‬
‫األخرى وهي التي تمنح الشخصية المعنوية الخاصة لألفراد والهيئات الخاصة وتمارس الرقابة عليها‪.‬‬
‫ـ شخص معنوي واحد‪.‬‬ ‫وتشمل سلطات الدولة الثالث السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬باعتبارها‬
‫ـ فكرة األشخاص المعنوية العامة المحلية بالديمقراطية التي‬
‫‪ -2‬الجماعات اإلقليمية أو المحلية‪ :‬ترتبط‬
‫تسمح لكل إقليم من أقاليم الدولة أن يدير شؤونه المحلية من خالل ممثليه من سكان اإلقليم في الوالية‬
‫والبلدية‪.‬‬
‫ب‪ /‬األشخاص اإلعتبارية العامة المرفقية‬
‫ـ تحت رقابة الدولة أو أحد‬
‫تسمى اإلعتبارية الفنية أو المصلحية‪ ،‬وتنشأ لتحقيق مصالح عامة لألفراد‬
‫األشخاص المعنوية التابعة لها‪" ،‬الهيئات أو المؤسسات العامة"‬
‫ـ العامة التي تتطلب نوعًا من االستقالل‬ ‫ـ لجأ المشرع إلى إنشاء هذه األشخاص لتباشر إدارة المرافق‬
‫وقد‬
‫الفني عن الحكومة المركزية لضمان فاعلية وكفاءة اإلدارة‪ .‬وتختلف عن األشخاص االعتبارية اإلقليمية‬
‫ـ الجغرافية لإلقليم الذي‬
‫في أنها مقيدة بالهدف الذي أنشأت من أجله‪ ،‬في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود‬

‫‪37‬‬
‫تمثله حيث أن األشخاص االعتبارية المرفقية تهدف إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ما هو إداري أو‬
‫اجتماعي أو اقتصادي‪.‬‬
‫ويقود هذا االختالف إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب النشاط الذي تتواله‪ ،‬أما األشخاص اإلقليمية‬
‫فالقاعدة العامة أنها تتمتع بذات التنظيم القانوني‪ .‬كما تفترق األشخاص االعتبارية المرفقية عن األشخاص‬
‫االعتبارية اإلقليمية في أن األخيرة تقوم على فكرة الديمقراطية التي تؤكد حق سكان الوحدات المحلية‬
‫ـ المحلية بأنفسهم‪ ،‬بينما تقوم فكرة الشخصية االعتبارية المرفقية على ضرورة ضمان‬ ‫بإدارة شؤونهم‬
‫ـ العامة ذات الطابع الفني وال عالقة للديمقراطية في ذلك‪ ،‬مثل‬
‫الكفاءة اإلدارية وحسن إدارة المرافق‬
‫الجامعات والمستشفيات‪...‬‬
‫ج‪ /‬األشخاص المعنوية المهنية‬
‫ـ المستمر في مناحي الحياة االجتماعية‬
‫ظهرت فكرة األشخاص المعنوية المهنية بسبب التطور‬
‫ـ على القانون اإلداري‪ .‬وتتمثل في المنظمات واإلتحادات‬ ‫واالقتصادية في مختلف الدول وتأثير هذا التطور‬
‫ذات الطابع المهني‪ ،‬وهي تتولى إدارة مرافق عامة ينشؤها المشرع لتحقيق مصالح عامة‪ ،‬ومن ذلك اتحاد‬
‫األدباء والكتاب‪ ،‬نقابة المحامين‪ ،‬نقابة الموثقين‪...‬‬
‫ـ اللوائح الخاصة بتأديب أعضائها وممارسة المهنة التي‬
‫وتتمتع هذه األشخاص باالستقالل ولها إصدار‬
‫تشرف عليها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نتائج الشخصية المعنوية ونهايتها‬


‫يترتب على منح الشخصية المعنوية واإلعتراف بها نتائج حددتها المادة ‪ 50‬من التقنين المدني‬
‫ـ بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة‬ ‫الجزائري بنصها على ما يلي‪ :‬يتمتع الشخص اإلعتباري‬
‫اإلنسان‪ ،‬وذلك في الحدود التي يقررها القانون"‪.‬‬

‫أوال‪ /‬نتائج فكرة الشخصية المعنوية‬


‫‪ /1‬النتائج العامة لمنح فكرة الشخصية المعنوية‬
‫يتمتع الشخص اإلعتباري بـ‪ :‬ذمة مالية‪ ،‬أهلية في الحدود التي يعينها عقد إنشائها أو التي يقررها‬
‫ـ في الخارج‬
‫ـ الرئيسي‬‫القانون‪ ،‬موطن وهو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته‪ ،‬الشركات التي مركزها‬
‫ولها نشاط في الجزائر يعتبر مركزها‪ ،‬في نظر القانون الداخلي في الجزائر‪ ،‬نائب يعبر عن إرادتها‪ ،‬حق‬
‫التقاضي‪".‬‬
‫* الذمة المالية المستقلة‪ :‬يتمتع الشخص المعنوي العام‪ ،‬بذمة مالية مستقلة عن ميزانية الدولة ولها الحق‬
‫في االحتفاظ بالفائض من إيراداتها‪ ،‬كما أنها تتحمل نفقاتها‪ ،‬والذمة المالية للشخص المعنوي مستقلة عن‬
‫الذمة المالية لألشخاص المكونين له‪.‬‬
‫* األهلية القانونية‪ :‬يتمتع الشخص المعنوي العام بأهلية قانونية في الحدود التي رسمها القانون تمكنه من‬
‫اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬وهذه األهلية القانونية مستقلة عن شخصية األعضاء المكونين له‪،‬‬
‫ـ عنه من يمثلونه من أشخاص طبيعيين‪.‬‬ ‫ويباشرها‬

‫‪38‬‬
‫لكن يجب اإلشارة إلى أن أهلية الشخص المعنوي أضيق من أهلية الشخص الطبيعي فهي مقيدة‬
‫ـ القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه وتخصصه‪ ،‬ومقيدة بالهدف الذي يسعى الشخص‬
‫بممارسة التصرفات‬
‫االعتباري العام لتحقيقه‪،‬‬
‫ـ العام أهلية التقاضي‪ ،‬فله مقاضاة الغير ومن حق الغير أن يقاضيه‪،‬‬
‫* حق التقاضي‪ :‬للشخص المعنوي‬
‫وتقاضي األشخاص المعنوية بعضها ببعض‪ ،‬ويباشر هذا الحق عن الشخص المعنوي العام أشخاص‬
‫طبيعيين يمثلونه ويعبرون عن إرادته في التقاضي‪.‬‬
‫* مسؤولية الشخص المعنوي عن أفعاله الضارة التي قد يتسبب بها موظفيه‪ :‬تمارس األشخاص المعنوية‬
‫العامة جانبًا من سلطة الدولة باعتبارها من أشخاص القانون العام فتتمتع بامتيازات السلطة‪ ،‬وحيث توجد‬
‫ـ عن أفعاله الضارة التي قد يتسبب بها موظفيه‪.‬‬
‫هذه السلطة توجد مسؤولية الشخص المعنوي‬
‫* مال األشخاص المعنوية العامة يعتبر ماالً عامًا إذا كان مخصصًا للمنفعة العامة‪ :‬يحظى بالحماية‬
‫المقررة للمال العام‪ ،‬ويمكن أن تملك األشخاص المعنوية العامة أمواالً أخرى خاصة تعد جزءًا من‬
‫ـ أمواالً عامة وتخضع ألحكام القانون الخاص‪.‬‬ ‫الدومين الخاص وال تعتبر‬
‫* موظفو األشخاص المعنوية العامة يعدون موظفون عامون‪ :‬يرتبطون بعالقة تنظيمية مع الشخص‬
‫المعنوي إال إذا نص القانون على خالف ذلك‪ ،‬وال يمنع ذلك من أن يكون لبعض األشخاص المعنوية نظام‬
‫ـ ولوائح خاصة بتأديبهم‪.‬‬
‫خاص لموظفيها‬
‫‪ /2‬النتائج الخاصة لمنح فكرة الشخصية المعنوية‬
‫يترتب على اإلعتراف بالشخصية المعنوية العامة لألجهزة اإلدارية نتائج خاصة ألشخاص القانون‬
‫اإلداري‪ ،‬يمكن إجمالها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تمتع المؤسسات والهيئات اإلدارية بالشخصية المعنوية واإلستقالل الذاتي عن الدولة‪ ،‬ال يعني أنها‬
‫ـ التي رسمها المشرع في التشريع المنشئ لها‪ ،‬وتظل‬ ‫مستقلة تماما مواجهة الدولة‪ ،‬بل هي مقيدة بالحدود‬
‫خاضعة لرقابة الدولة وإشرافها‪.‬‬
‫‪ -‬منح الشخصية المعنوية للجماعات اإلقليمية يؤدي إلى تجزئة السلطة اإلدارية وتفتيتها وتوزيع مظاهر‬
‫السلطة العامة بين الدولة والهيئات الالمركزية المستقلة‪.‬‬
‫‪ -‬إن موظفي األشخاص المعنوية موظفون أو عمال عامون بعالقة تنظيمية مع الشخص المعنوي إال إذا‬
‫نص القانون على خالف ذلك‪ ،‬وال يمنع ذلك من أن يكون لبعض األشخاص المعنوية نظام خاص‬
‫لموظفيها ولوائح خاصة بتأديبهم‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر أموال األشخاص المعنوية اإلدارية أموال تسير بأسلوب اإلدارة العامة عن طريق القانون العام‬
‫وتتمتع بحماية خاصة تسمى بحماية المال العام‪.‬‬
‫ـ‬
‫‪ -‬تمارس األشخاص المعنوية العامة جانبًا من سلطة الدولة باعتبارها من أشخاص القانون العام فتتمتع‬
‫بامتيازات السلطة التي يقررها القانون للجهات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬نتيجة لتمتع الشخص المعنوي العام بامتيازات السلطة العامة وبالتالي اعتباره شخصًا من أشخاص‬
‫ـ يكون هو المختص في نظر المنازعات الناشئة عن ممارسة نشاطه‪،‬‬ ‫القانون العام‪ ،‬فإن القضاء اإلداري‬

‫‪39‬‬
‫ـ القانون اإلداري من ضرورة إتباع إجراءات خاصة في التعاقد أو‬‫ويخضع كذلك للقيود التي يفرضها‬
‫الطعون في القرارات الصادرة منه وغير ذلك من أمور تفرضها الطبيعة الخاصة بنظام القانون العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬نهاية الشخص المعنوي العام‬


‫تنقضي شخصية الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة بزوال أو فقد ركن من أركانها‪ ،‬كأن‬
‫ـ أو تنعدم السلطة السياسية فيها‪ .‬وتنتهي شخصية‬‫تقسم إلى عدة دول أو تندمج بدولة أخرى أو تفقد إقليمها‬
‫األشخاص المعنوية اإلقليمية بنفس الشكل الذي نشأت به‪ ،‬كما لو صدر قانون يعيد تقسيمها فيلغي بعض‬
‫ـ في بعضها‪ ،‬لكن إذا صدر قانون يحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل الشخص‬ ‫الواليات ويدمجها‬
‫المعنوي قائمًا حتى يتم اختيار مجلس جديد‪.‬‬
‫وتنقضي الشخصية المعنوية المرفقية والمهنية بإلغائها أو حلها بذات طريقة إنشائها أو باندماجها‬
‫ـ آخر‪ ،‬وعند نهاية الشخص المعنوي العام أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة‬ ‫بشخص معنوي مرفقي‬
‫ـ بإلغائه أو حله‪ ،‬وإال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها‬
‫التي حددها القانون أو القرار الصادر‬
‫هذا الشخص‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬المركزية اإلدارية‬


‫المطلب الأول‪ :‬مفهوم المركزية اإلدارية‬
‫تنظم الوظيفة اإلدارية على مستوى الدولة بنظامي‪ :‬المركزية والالمركزية‪ ،‬وتعني المركزية جمع‬
‫ـ الالمركزية‬
‫ـ السلطات في يد أو جهة أو هيئة واحدة‪ ،‬أي اإلنفراد بكل شيء مركزية بحتة‪ .‬وتعني‬‫وتركيز‬
‫ـ‪ .‬وهذين النظامين ال يوجدان بصورة مطلقة‪ ،‬فنجد‬‫منح جهة معينة جزء معين من السلطات التي تحتاجها‬
‫لهما صور مختلفة‪ ،‬وتظهر المركزية والالمركزية متناقضان ظاهريا‪ ،‬لكنهما يكمالن بعضهما‪.‬‬

‫‪ K‬اإلدارية‬
‫أوال‪ :‬تعريف المركزية‬
‫ـ اإلداري في الدولة‪ ،‬وتركيز كافة مظاهر الوظيفة‬‫تعرف المركزية اإلدارية على أنها توحيد النشاط‬
‫اإلدارية بيد السلطة التنفيذية في العاصمة المركزية وفروعها اإلدارية اإلقليمية‪ ،‬بحيث تمارس كافة‬
‫ـ العام وقطاعاته المختلفة‬
‫مظاهر الوظيفة بأسلوب نمطي موحد ومتجانس في جميع وحدات الجهاز اإلداري‬
‫ـ صالحية التقرير والبت النهائي في أي شأن‬ ‫ـ فروعها في أقاليم الدولة‪ ،‬وتتركز‬
‫في العاصمة المركزية وفي‬
‫يخص الوظيفة اإلدارية بيد السلطة المركزية‪.‬‬
‫ـ النشاط اإلداري وتجميعه في يد السلطة التنفيذية المركزية في‬‫ويقصد بالمركزية اإلدارية توحيد‬
‫العاصمة‪ ،‬مع أنه ال تستلزم المركزية اإلدارية أن تقوم السلطة التنفيذية في العاصمة بجميع األعمال في‬
‫أنحاء الدولة‪ ،‬حيث يوجد فروع لهذه السلطة‪ ،‬لكن هذه الفروع ال تتمتع بأي قدر من االستقالل في مباشرة‬
‫وظيفتها وتكون تابعة للسلطة المركزية في العاصمة ومرتبطة بها بالسلطة الرئاسية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان المركزية اإلدارية‬


‫ـ المركزية اإلدارية على ثالثة أركان هي‪:‬‬
‫يقوم نظام‬

‫‪40‬‬
‫‪ /01‬تركيز الوظيفة اإلدارية للدولة بيد السلطة التنفيذية‪ :‬تمارس السلطة التنفيذية المركزية الوظيفة‬
‫ـ الهيئات التابعة لها‬
‫ـ المركزية الموجودة في العاصمة‪ ،‬وتعاونها‬‫ـ ومؤسساتها‬ ‫ـ في يد وزاراتها‬‫اإلدارية وتتركز‬
‫ـ ورقابتها‪.‬‬
‫في األقاليم التي هي تحت إشرافها‬
‫ـ العامة الوطنية والمحلية‪ ،‬ال محل لوجود مجالس‬
‫ويشمل نشاطها كل إقليم الدولة‪ ،‬وجميع المرافق‬
‫منتخبة تشرف على المرافق العامة المحلية‪ ،‬فإذا كان هناك موظفون في األقاليم فهم يتبعون للسلطة‬
‫المركزية‪.‬‬
‫‪ /02‬التدرج الهرمي‪ :‬تنبني المركزية اإلدارية على أساس التدرج الهرمي في الجهاز اإلداري‪ ،‬والذي‬
‫معناه أن يخضع موظفي الحكومة المركزية بشكل متدرج ومتصاعد‪ ،‬حيث تكون الدرجات الدنيا تابعة‬
‫لألعلى منها تحت قمة الجهاز اإلداري وهو الوزير‪ .‬وتبرز الدرجات نظام التسلسل اإلداري وعالقة‬
‫ـ والتعليمات للجهات الدنيا‬
‫التبعية والسلطة الرئاسية‪ ،‬حيث يكون للسلطات العليا حق إصدار األوامر‬
‫ـ بدرجة كبيرة‪ ،‬وللرئيس‬ ‫ـ خضوعًا تامًا‪ ،‬ويكون مجال الطاعة في النظام المركزي‬ ‫ويخضع كل مرؤوس‬
‫يباشر رقابة سابقة والحقة على أعمال المرؤوس‪ ،‬كما أن للرئيس صالحية تعديل القرارات الصادرة من‬
‫مرؤوسيه وإلغائها بالشكل الذي يراه مناسبًا‪.‬‬
‫‪ /03‬السلطة الرئاسية‪ :‬تعتبر السلطة الرئاسية الوجه المقابل للتبعية اإلدارية‪ ،‬وتتقرر بدون نص وبشكل‬
‫طبيعي (وحدة العمل وفعاليته واستمراريته)‪ ،‬لكن ترتب مسؤولية الرئيس عن أعمال مرؤوسيه‪ .‬ويتمتع‬
‫ـ والبعض اآلخر يتعلق‬
‫ـ يتعلق بشخص المرؤوس‬ ‫الرئيس اإلداري بمجموعة من االختصاصات بعضها‬
‫بأعماله‪ ،‬وقد يحل محل المرؤوس‪.‬‬
‫ـ الـداخلي‬
‫أ‪ /‬سلطة الرئيس على شخص مرؤوسيه‪ :‬يتمتع الــرئـيس اإلداري بســلطة الــتنظـيم‬
‫للمرفق الذي يرأسه‪ ،‬فيقوم بتعيين الموظفين ويحدد الوظائف التي يلحقون بها‪ ،‬وتوزيع العمل فـيـمـا‬
‫ـم وإيقاع العقوبات التأديبية عليهم‪،‬‬
‫بين الموظفين‪ ،‬أو نقــلهــم من مصلحة إلى أخــرى أو وترقيته‬
‫وقد تصل إلى حد عزلهم أو حرمانهم من حقوقهم الوظيفية‪ ،‬في حدود ما يسمح به القانون‪.‬‬
‫ـ بطاعة الرئيس اإلداري له‪ ،‬لكن ال يعــني هذا إهدار كرامة هذا المرؤوس أو‬‫ويلتزم المرؤوس‬
‫ـ‬
‫منعه من إبداء رأيه أو التصـرف في حدود الـقـانون‪ ،‬فللـمـرؤوس أن يناقش رئيسه فـيمـا‬
‫ـ مما يتصل بعمله‪ ،‬وتـقـديم اقـتراحاته في صالح العـمـل في حدود اللياقة‬ ‫يصـدر إليه مـن أوامـر‬
‫ـ المتبادل‪.‬‬
‫وعالقة االحترام‬
‫ـ حـقه في اإلبالغ عـن المخالفات التي‬
‫كما أن واجب الطاعة ال يمنع الـمـرؤوس في اسـتخـدام‬
‫ـ االحترام الـواجب عــليه‬ ‫يكون عـلى عـلم بها ولـو كانت تمس برئيسه في العـمـل‪ ،‬بشــرط‬
‫تجاه رئيسه‪ ،‬وأال يكون قصد التبليغ الكيد واإلضرار بشخصه‪.‬‬
‫ـ‬‫ـ بمـبدأ ال طاعة فـــيـمــا هـــو غــيـر‬ ‫ـ مـقــيـد‬ ‫وأن واجب طاعـة الـرئيـس‬
‫ـ ومخـالـف للقـانـون‪ ،‬فال يمكـن للرئـيس أن يـطـلـب مـــن مــرؤوسـيه‬ ‫مــشــروع‬
‫ـ تلك األوامر‪ ،‬بل يمتنعوا عن‬
‫ارتكاب جــريــمـة‪ ،‬وال يمكـن للـمــرؤوسـيــن أن ينفــذوا‬
‫ـ ‪ 1972‬السيما الفصل ‪ 15‬للوظيفة‬‫التنفيذ وإال خضعوا للمساءلة الجنائية‪ ،‬فمثال تناول قانون ‪ 13‬يوليوز‬
‫ـ عدم امكانية طاعة االوامر التي تتعارض مع القوانين واألعراف‬
‫العمومية العسكرية هذه المسألة وقرر‬
‫ـ الدولية أو التي بطبيعتها تشكل جنحا أو جنايات"‪.‬‬
‫الحربية والمواثيق‬

‫‪41‬‬
‫ـ عن فكرة حدود إلتزام المرؤوس بطاعة الرئيس اإلداري له‪ ،‬فقد‬ ‫أما عن موقف المشرع الجزائري‬
‫نصت المادة ‪ 129‬من القانون المدني المعدل بموجب القانون ‪ 10-05‬على " ال يكون الموظفون‬
‫واألعوان العموميون مسؤولين شخصيا عن أفعالهم التي أضرت بالغير‪ ،‬إذا قاموا بها تنفيذا ألوامر‬
‫صدرت إليهم من رئيس متى كانت طاعة هذه األوامر واجبة عليهم "‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 47‬من األمر‬
‫‪ " 03-06‬كل موظف مهما كانت رتبته في السلم اإلداري مسؤول عن تنفيذ المهام الموكلة إليه‪.‬‬
‫ال يعفى الموظف من المسؤولية المنوطة به بسبب المسؤولية الخاصة بمرؤوسيه"‪ ،‬ونصت المادة ‪180‬‬
‫من األمر ‪ " 03-06‬تعتبر‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬أخطاء من الدرجة الـثالثة األعمال التي يقوم من‬
‫خاللها الموظف بما يأتي‪:‬‬
‫‪.... - 1‬‬
‫‪..... - 2‬‬
‫‪ - 3‬رفض تنفيذ تعليمات السلطة السلمية في إطار تأدية المهام المرتبطة بوظيفته دون مبرر‬
‫مقبول‪.".....‬‬
‫ـ المشرع الجزائري يبقى غامض ومحتمل للتأويالت‪ ،‬لكن‬‫ومن خالل هذه النصوص نالحظ أن موقف‬
‫ـ القضاء اإلداري الفرنسي كالتالي‪:‬‬
‫ـ موقف‬
‫يمكن تأويل موقفه وفق‬
‫‪ -‬إذا لم تكن الـمخالـفـة الـمـرتكبة تشكل جريمة‪ ،‬فـإن الـمـرؤوس ال يعــفى نـفــسه‬
‫مـــن الـمسـؤولــية اإلدارية إال إذا تــوافـــرت شـــروط‪:‬‬
‫* أال تصل المخالفة إلى حد الخطأ الجسيم وعدم المشروعية الظاهرة المضرة بالمصلحة العامة‪.‬‬
‫* أن يكون أمر الرئيس من اختصاصه ويدخل في اختصاص المرؤوس‪.‬‬
‫* أن يكون أمر الرئيس قد صدر للمرؤوس كتابة‪.‬‬
‫* أن يعترض الموظف المرؤوس على األمر كتابة يوضح فيه وجه المخالفة‪.‬‬
‫* إصرار الرئيس على قيام المرؤوس بتنفيذ أمره‪ ،‬ويجب أن يصدر هذا األمر كتابة حتى ال يستطيع‬
‫التنصل منه‪.‬‬
‫ـ والمنشورات‬‫ب‪ /‬سلطة الرئيس على أعمال مرؤوسيه‪ :‬يتمتع الرئيس بسلطة توجيه األوامر والتعليمات‬
‫المصلحية واإلرشادات الشفهية والكتابية‪ ،‬وللرئيس حق اإلذن المسبق للقيام بالعمل أو التصـريح بذلك فال‬
‫ـ القيام بالعــمـل إال بعد أن يحصل عــلى إذن مـن الـرئيس اإلداري‪ .‬كما‬ ‫يمكن للـمـرؤوس‬
‫ـ أو استبدالها أو إلغاؤها‪ ،‬وكذا الحلول محل‬
‫للرئيس حق رقابة أعمال المرؤوس‪ ،‬إجازتها أو تعديلها‬
‫ـ األعمال بدالً عنه‪ ،‬دون حاجة إلى نص‪.‬‬‫المرؤوس‪ ،‬ويتخذ‬
‫لكن إذا خول المشرع المرؤوس سلطة معينة دون معقب عليها من رئيسه‪ ،‬فال يكون للرئيس في هذه‬
‫الحالة أن يحل نفسه محل المرؤوس في اتخاذ القرار أو أن يعدل فيه أو يعقب عليه طالما أن القانون يمنعه‬
‫من ذلك‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صور المركزية اإلدارية وتطبيقاتها‬
‫أوال‪ /‬صور المركزية اإلدارية‬
‫ـ وزارته بنفسه منفردًا وهي صورة المركزية اإلدارية‬
‫يمارس الوزير اختصاصاته في جميع مرافق‬
‫المتشددة أو التركيز اإلداري‪ ،‬ويمكن أن يستعين الوزير في اختصاصاته بموظفي وزارته في الوحدات‬
‫اإلدارية وهي صورة المركزية اإلدارية المعتدلة أو عدم التركيز اإلداري‪.‬‬

‫‪ /01‬التركيز اإلداري المركزية المطلقة (الوزارية)‬


‫ـ جميع السلطات اإلدارية بيد‬ ‫تشكل الصورة البدائية للمركزية اإلدارية‪ ،‬تسمى الوزارية‪ ،‬وهي تركيز‬
‫السلطة المركزية أي الوزراء‪ ،‬وال يكون ألية سلطة أخرى تقرير أي أمر‪ ،‬فيرجع كل الموظفين في كل‬
‫ـ المختص إلصدار القرار‪ ،‬فال يتمتع الموظفين في األقاليم بسلطة االنفراد بالقرار‬‫األقاليم إلى الوزير‬
‫اإلداري أو البت في بعض القضايا واألمور اإلدارية بصورة مستقلة‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ دور الموظفين في الجهاز اإلداري في تقديم المقترحات في المسائل المطروحة عليهم وانتظار‬
‫ينحصر‬
‫ـ‬
‫ـ المختص بشأنها‪ ،‬وتنفيذ هذه القرارات‪ .‬ويكاد ينعدم هذا األسلوب فال يتفق مع ضرورات‬‫ما يقرره الوزير‬
‫العصر الحديث‪ ،‬ويطبق جزئيا في بعض الدول الصغيرة (الفاتيكان – إمارة موناكو)‬
‫ـ هذا النظام بعدم وجود أشخاص معنوية عامة محلية أو مرفقية مستقلة عن السلطة المركزية‪،‬‬ ‫ويمتاز‬
‫ـ العامة‪ ،‬حيث تتركز سلطة اتخاذ‬‫أي ال توجد مجالس محلية منتخبة أو هيئات عامة يمكن أن تدير المرافق‬
‫القرارات وأداء المرافق العامة في يد الوزراء وممثليهم التابعين لهم والمعينين منهم تحت رقابتهم‬
‫واشرافهم‪.‬‬
‫‪ /02‬عدم التركيز اإلداري الالوزارية (إدارة الفروع)‬
‫ـ التنفيذية المحددة على‬
‫من أجل تخفيف العبء عن الحكومة المركزية بتوزيع بعض االختصاصات‬
‫ـ ما لهم من‬
‫ـ سلطة البت في حدود‬ ‫بعض الموظفين في فروع الوزارات والمصالح في األقاليم‪ ،‬ومنحهم‬
‫ـ المختص في العاصمة مما يحقق السرعة‪.‬‬ ‫سلطات‪ ،‬دون الحاجة للرجوع للوزير‬
‫ـ نظام عدم التركيز اإلداري على تفويض الموظفين العامين ببعض الصالحيات التخاذ القرارات‬ ‫ويقوم‬
‫اإلدارية نيابة عن اإلدارة المركزية‪ ،‬لكن ذلك ال يعني استقالل هؤالء الموظفين عن الوزير‪ ،‬فهم يبقون‬
‫ـ‬
‫ـ إليهم القرارات الملزمة وله أن يعدل قراراتهم أو يلغيها‪ ،‬ويتحقق‬
‫خاضعين لسلطته الرئاسية وله أن يصدر‬
‫نظام عدم التركيز اإلداري من خالل نظام تفويض االختصاص‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬التفويض اإلداري كأساس لنظام عدم التركيز اإلداري‬


‫ـ باإلرادة المنفردة لصاحب‬
‫استقر الفقه والقضاء االداريين على ان التفويض قرار اداريا صادر‬
‫االختصاص االصيل‪ ،‬ونجد نوعين تفويض االختصاص وتفويض التوقيع‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ /01‬صور التفويض اإلداري " تفويض االختصاص وتفويض التوقيع"‬
‫ـ أن يعهد صاحب االختصاص بممارسة جزء من اختصاصاته إلى أحد‬ ‫أ‪ /‬تفويض االختصاص‪ :‬ويعني‬
‫ـ أن يسمح القانون بإجراء هذا التفويض‪ ،‬وأن تكون ممارسة االختصاص المفوض تحت‬
‫مرؤوسيه‪ ،‬بشرط‬
‫رقابة الرئيس اإلداري صاحب االختصاص األصيل‪.‬‬
‫ـ إلى‬
‫ويمتاز تفويض االختصاص بأنه يخفف العبء عن الرئيس صاحب االختصاص األصيل‪ ،‬ويؤدي‬
‫ـ فيهم‬
‫تحقيق السرعة والمرونة في أداء األعمال‪ ،‬ويدرب المرؤوسين على القيام بأعمال الرؤساء‪ ،‬فينمي‬
‫الثقة والقدرة على القيادة‪.‬‬
‫ومن أمثلة تفويض االختصاص في التشريع الجزائري‪:‬‬
‫* ما نصت المادة ‪ 92‬من القانون ‪ 05-13‬المؤرخ في ‪ 2013-07-23‬والمتضمن قانون التربية البدنية‬
‫والرياضية على‪ ...":‬تمارس االتحادية الرياضية الوطنية المتخصصة بتفويض من الوزير المكلف‬
‫بالرياضة‪ ،‬مهام الخدمة‪ ،"...‬كما نصت المادة ‪ 94‬منه على‪ " :‬تفويض مهمة الخدمة العمومية هو القرار‬
‫الذي يمكن أن يفوض بموجبه الوزير المكلف بالرياضة االتحادية الرياضية الوطنية المتخصصة‬
‫لممارسة مهمة أو عدة مهام للخدمة العمومية‪."...‬‬
‫* نصت المادتين ‪ 42‬و‪ 43‬من المرسوم التنفيذي ‪ 405-05‬المحدد لكيفيات تنظيم االتحاديات الرياضية‬
‫ـ‬
‫الوطنية وشروط االعتراف لها بالمنفعة العمومية والصالح العام على القرار الذي يفوض بموجبه الوزير‬
‫ـ لها بالمنفعة العمومية والصالح العام كل أو جزء من مهام الخدمة‬‫االتحادية الرياضية الوطنية المعترف‬
‫العمومية‪ ،‬حيث تكون مسؤولة مسؤولية تامة وكاملة عن أعمالها اتجاه الغير طيلة مدة التفويض والتي هي‬
‫‪ 04‬سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬كما نصت المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 176-03‬المتعلق بمهام‬
‫الحكومة وتنظيمها‪ ،‬على أنه " يتولى مدير الديوان بتفويض من رئيس الحكومة متابعة العمل الحكومي‬
‫باالتصال مع األجهزة والهياكل المعنية "‬
‫ـ أن يفوض بعضًا من اختصاصاته اإلدارية والمتمثلة في سلطة التعيين والتسيير اإلداري‬ ‫* يمكن للوزير‬
‫إلى مسئول المصلحة‪ ،‬كما نصت المادة الثانية من المرسوم التنفيذي ‪ 99- 90‬المؤرخ في ‪ 12‬مارس‬
‫‪ 1990‬المتعلق بسلطة التعيين والتسيير اإلداري بالنسبة للموظفين وأعوان اإلدارة المركزية والواليات‬
‫والبلديات والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري " يمكن أن تمنح لكل مسئول مصلحة سلطة التعيين‬
‫والتسيير اإلداري للمستخدمين الموضوعين تحت سلطته‪ .‬وفي هذا اإلطار يتلقى مسئول المصلحة‬
‫تفويضًا بقرار من الوزير المعني بعد أخد رأي السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية"‪.‬‬
‫* يقوم الوالي بتفويض بعض من اختصاصاته المحددة في النصوص التنظيمية الواردة في المرسوم‬
‫ـ ومن خالل‬ ‫التنفيذي ‪ 215-94‬المؤرخ ‪ 23‬جويلية ‪ 1994‬المتعلق بأجهزة اإلدارة في الوالية وهياكلها‬
‫مضمون المادة ‪ 10‬منه فإنّ رئيس الدائرة يقوم بممارسة االختصاصات التالية تحت سلطة الوالي‬
‫ـ في‪ ،"....‬كما نجد القرار المؤرخ في ‪ 12‬أوت ‪ 2003‬والمتضمن تفويض سلطة‬ ‫وبتفويض منه وتتمثل‬
‫التعيين والتسيير اإلداري إلى مديري الثقافة في الواليات‪ ،‬حيث نصت المادة األولى منه على أنه‪ ":‬يفوض‬
‫إلى مديري الثقافة في الواليات سلطة التعيين والتسيير اإلداري‪ ،‬للمستخدمين الموضوعين تحت‬
‫سلطتهم‪ ،‬باستثناء التعيينات وإنهاء المهام في المناصب العليا"‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ب‪ /‬تفويض التوقيع‪ :‬تستدعي ضرورات العمل أن یفوض الرئيس أحد مرؤوسیه سلطة التوقيع بدال‬
‫عنه‪ ،‬والتفویض ینصرف إلى مجرد التوقیع فقط‪ ،‬دون مباشرة اختصاصات حقيقة لصاحب‬
‫ـ مجرد ترخیص بالقیام بعمل مادي بحت"‪.‬‬
‫االختصاص األصیل‪ " .‬التفویض بالتوقیع‬
‫ـ‬
‫ـ هنا على مجرد التوقیع أو اإلمضاء على بعض القرارات أو األوراق‬ ‫وينحصر دور المرؤوس‬
‫ـ ويأخذ تفويض التوقيع‬‫ـ وتحت مراقبتها‪.‬‬ ‫الرسمیة الداخلة في اختصاصات السلطة األصیلة ولحسابها‬
‫ـ على ثقة الرئيس به‪ ،‬ومن ثم‬‫ـ ينطوي‬ ‫الطابع الشخصي فهو يأخذ بعين االعتبار شخصية المفوض إليه‪ ،‬فهو‬
‫فهو ينتهي بتغيير المفوض أو المفوض إليه‪.‬‬
‫ويسمح التفويض للمفوض إليه بممارسة االختصاصات المفوضة باسم السلطة وال يمنع ذلك من‬
‫ممارسة الرئيس المفوض ذات االختصاص رغم التفويض‪ ،‬فمثال الوالي يمكنه التوقيع على ما تم تفويض‬
‫التوقيع بشأنه الى رئيس الدائرة أو مديري المصالح الخارجية‪.‬‬
‫ـ عليها بناء على‬
‫كما أن المسؤولية المدنية الناجمة عن االضرار التي تلحق الغير من االعمال الموقع‬
‫ـ باسم المفوض ولحسابه وتحت رقابته‬ ‫تفويض تنصرف الى األصيل‪ ،‬باعتبار أن المفوض إليه يتصرف‬
‫ومسؤوليته‪ ،‬وأن القرارات الصادرة في نطاق التفويض تأخذ مرتبة قرارات السلطة المفوضة‪.‬‬
‫ـ المادة ‪ 87‬من القانون ‪ 10-11‬التي تسمح لرئيس‬ ‫ومن أمثلة تفويض التوقيع في التشريع الجزائري‬
‫البلدية أن یفوض إمضاءه إلى كل مندوبي البلدیة وإلى كل عامل بالبلدیة‪ ،‬فنجد في وثیقة رسمیة من‬
‫ـ عادي‪ ،‬فرئیس البلدیة فوض‬ ‫البلدیة ختم رئیس البلدیة في حین أن من قام باإلمضاء موظف‬
‫ـ الختم على عبارة "رئیس البلدیة وبتفویض منه"‪ ،‬كما نجد نص‬ ‫األخیر بالتوقیع بدال عنه‪ ،‬ویحتوي‬
‫ـ الرئاسي ‪ 197-01‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ 2001‬الذي يحدد صالحيات مصالح‬ ‫المادة ‪ 15‬من المرسوم‬
‫رئاسة الجمهورية وتنظيمها على أنه " يؤهل مدير الديوان واألمين العام لرئاسة الجمهورية واألمين العام‬
‫للحكومة في حدود صالحياتهم التوقيع باسم رئيس الجمهورية على جميع الوثائق‪ ،‬والقرارت والمقررات‬
‫ـ‬
‫باستثناء المراسيم"‪.‬‬
‫‪ /02‬شروط التفويض اإلداري‬
‫ـ التي تختلف نسبيا بين نوعي التفويض إذا‬
‫ـ الفقه اإلداري لصحة التفويض مجموعة من الشروط‬
‫يشترط‬
‫ما كان تفويض االختصاص أو تفويض التوقيع‪ ،‬وتتمثل أساسا في‪:‬‬
‫* التفويض يجب أن يكون جزئيًا‪ :‬ال يجوز أن يفوض الرئيس اإلداري جميع اختصاصاته‪ ،‬ألن هذا يعد‬
‫تنازالً من الرئيس عن مزاولة جميع أعماله التي أسندها إليه القانون‪.‬‬
‫* يجب أن يستند التفويض إلى نص قانوني تشريعي أو تنظيمي يأذن به‪ :‬يلزم حتى يكون التفويض‬
‫صحيحًا أن يسمح القانون بالتفويض‪ ،‬حيث ال تفويض بدون نص يجيزه صراحة وبوضوح‪ ،‬فإذا منح‬
‫القانون االختصاص إلى جهة معينة ليس لهذه الجهة التنازل عن هذا االختصاص أو تفويضه إلى سلطة‬
‫أخرى إال إذا أجاز القانون ذلك‪ ،‬ومن الضروري أن يصدر قرار صريح من الجهة صاحبة االختصاص‬
‫األصيل عن رغبتها في استخدام التفويض الذي منحه لها القانون‪.‬‬
‫ـ نص آذن به على أن‬ ‫وحتى يتمكن صاحب االختصاص من القيام بعملية التفويض‪ ،‬فهو يشترط وجود‬
‫يكون هذا األخير من نفس مرتبة النص المقرر الختصاص‪ ،‬فإذا كان االختصاص دستوريًا فإنه ال يجوز‬
‫ـ غير‬
‫التفويض فيه إال بنص دستوري سواءً في تفويض االختصاص أو التوقيع‪ .‬أما بالنسبة لالختصاصات‬
‫‪45‬‬
‫ـ له نفس‬
‫ـ بموجب نص قانوني‬
‫ـ تفويضها‬
‫الدستورية أو الصالحيات التي لم ينص عليها الدستور‪ ،‬فيجوز‬
‫مرتبة النص المحدد لها أو أقل منه‪.‬‬
‫ـ في تفويض‬ ‫وبعبارة أخرى يجب التمييز بين تفويض االختصاص وتفويض التوقيع‪ ،‬حيث يشترط‬
‫االختصاص أن يكون النص اآلذن بالتفويض من نفس مرتبة النص المحدد لالختصاص‪ .‬فإذا كان هذا‬
‫األخير محدد بقانون فال يجوز فيه التفويض إال بنص قانوني‪ ،‬ألن طبيعة تفويض االختصاص تقتضي ذلك‬
‫فهو يقوم على أساس التغيير في نظام االختصاصات‪.‬‬
‫غير أن تفويض التوقيع ال يشترط أن يكون فيه النص اآلذن بالتفويض من نفس مرتبة النص المقرر‬
‫لالختصاص‪ ،‬ألن المفوض إليه ال يمارس اختصاصًا قانونيًا بل عمالً مادي‪ ،‬فيجوز أن يكون اختصاص‬
‫المفوض مقرر بقانون والنص اآلذن بالتفويض بموجب نص تنظيمي‪.‬‬
‫ـ‪ :‬ال تسقط المسؤولية عن الرئيس المفوض باإلضافة‬ ‫* مسؤولية الرئيس المفوض عن األعمال التي فوضها‬
‫إلى مسؤولية المفوض إليه‪ ،‬تطبيقًا لمبدأ أن التفويض في السلطة وال تفويض في المسؤولية‪ ،‬فالمرؤوس‬
‫المفوض إليه ال يسأل عن تصرفاته بشأن السلطات المفوضة إليه إال أمام رئيسه الذي قام بالتفويض وفقًا‬
‫لمبدأ وحدة الرئاسة واألمر‪.‬‬
‫ـ للمفوض إليه أن يفوض غيره‪ :‬فال يتم التفويض إال لمرة واحدة ومخالفة هذه القاعدة تجعل‬
‫* ال يجوز‬
‫ـ من المفوض إليه الثاني معيبًا بعدم االختصاص‪.‬‬
‫القرار اإلداري الصادر‬
‫ـ الرئيس دائمًا إلغاء بقرار التفويض‬
‫* التفويض مؤقت وقابل للرجوع فيه من جانب الرئيس‪ :‬حيث يستطيع‬
‫ـ اختصاصه‪.‬‬
‫ويسترد‬
‫‪ -6‬عدم جواز ممارسة االصيل االختصاص الذي تم تفويضه أثناء سريان التفويض‪ :‬ينقل تفويض‬
‫االختصاص السلطة بأكملها إلى المفوض إليه‪ ،‬وبهذا يمنع األصيل المفوض من ممارسة االختصاص الذي‬
‫تم تفويضه أثناء سريان التفويض‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ عن التصرفات التي مارسها في إطار االختصاص الممنوح له‪ ،‬فالقرار‬ ‫يعتبر المفوض إليه المسؤول‬
‫الصادر عنه يعتبر قراره ال قرار المفوض‪ ،‬فإذا ما فوض وزيرا جزء من اختصاصه إلى الوالي‪ ،‬فإن‬
‫ـ والئي وليس قرار وزاري‪ ،‬ومن ثم فان المسؤولية تقع على عاتق الوالي‪ .‬ويوجه‬ ‫القرار هنا هو قرار‬
‫تفويض االختصاص إلى المفوض إليه بصفته الوظيفية ال بشخصه فال ينتهي التفويض بشغل موظف آخر‬
‫لوظيفة المفوض إليه‪ ،‬حيث أن تفويض االختصاص يمنح الى مرؤوس يحدده القانون (وزير إلى األمين‬
‫ـ برتبة مدير أو نائب مدير‪ ،‬أو هيئة بصفتها الوظيفية وليس الشخصية‪.‬‬
‫ـ مرؤوس‬‫العام‪ ،‬أو موظف‬
‫‪ /03‬التمييز بين التفويض والحلول اإلداري‬
‫يعرف الحلول اإلداري على أنه الحالة التي يصبح فيها صاحب االختصاص األصيل عاجزًا لسبب من‬
‫األسباب عن ممارسة اختصاصه‪ ،‬كأن يصاب بعجز دائم أو بمرض أو غيره‪ ،‬فيحل محله في مباشرة كافة‬
‫اختصاصاته موظف آخر حدده القانون سلفًا‪ .‬وقد يحصل الحلول بأن تحل إحدى الجهات اإلدارية محل‬
‫جهة إدارية أخرى‪.‬‬
‫ويختلف التفويض عن الحلول في أن الحلول يكون في حالة غياب صاحب االختصاص األصيل أيًا‬
‫ـ في‬
‫كان سبب الغياب اختياريًا‪ ،‬كما في حالة اإلجازة أو إجباريًا كما في حال المرض‪ ،‬فيحل محل الموظف‬

‫‪46‬‬
‫ـ من حدده المشرع‪ ،‬أما في حالة التفويض فإن الرئيس المفوض يكون حاضرًا‬
‫ممارسة هذه االختصاصات‬
‫وليس غائبًا‪.‬‬
‫ـ من الرئيس المفوض إلى المفوض إليه‪ ،‬بينما البد للحلول أن‬
‫كما أن التفويض يتحقق بقرار يصدر‬
‫يقترن بنص وأن تكون أسبابه صحيحة ويصبح الحلول مستحيالً إذا لم ينظمه المشرع‪ .‬وعند تفويض‬
‫ـ درجة المفوض إليه‪ ،‬أما في الحلول فتكون القرارات الصادرة في مرتبة‬
‫االختصاص يأخذ القرار الصادر‬
‫قرارات األصيل الغائب‪.‬‬
‫ـ عن أخطاء المفوض إليه ألن الرئيس يمارس‬
‫كما أنه في التفويض يكون الرئيس المفوض مسؤوالً‬
‫الرقابة الرئاسية على المفوض إليه‪ ،‬بينما ال يكون األصيل الغائب مسؤوالً عن أخطاء من حل محله‪ ،‬ألنه‬
‫ـ سلطته القانون وليس األصيل‪.‬‬
‫ال يملك أي سلطة رئاسية بالنسبة لتصرفات األخير‪ ،‬وألن مصدر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم المركزية اإلدارية‬


‫أوال‪ /‬مزايا المركزية اإلدارية‬
‫يمتاز نظام المركزية اإلدارية بمجموعة من اإليجابيات والمحاسن‪ ،‬تتمثل أساسا في‪:‬‬
‫* تقوي المركزية اإلدارية السلطة العامة ونفوذ الحكومة وهيبتها ووحدة الدولة والقرار فيها‪.‬‬
‫ـ العامة القومية التي ال يتعلق نشاطها بفئة معينة أو‬
‫* المركزية اإلدارية أسلوب ضروري إلدارة المرافق‬
‫إقليم معين كمرفق األمن أو الدفاع أو المواصالت‪.‬‬
‫* تعمل المركزية اإلدارية على توحيد النظم واإلجراءات المتبعة في كافة أنحاء الدولة‪ ،‬مما يخدم تجانس‬
‫النظم اإلدارية وحسن تنفيذها وسهولة فهم الموظفين لها‪ ،‬ويحقق العدالة ومساواة األفراد في الدولة كلها‬
‫وأداء المرافق العامة لخدماتها‪.‬‬
‫* تؤدي المركزية اإلدارية إلى اإلقالل من النفقات العامة إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬وتمنح مرونة أكبر عند‬
‫تبادل ونقل الموارد المادية والبشرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬عيوب المركزية اإلدارية‬


‫يعاب على نظام المركزية اإلدارية مجموعة من السلبيات ويواجه من الفقهاء عديد االنتقادات‪ ،‬تتمثل‬
‫أساسا في‪:‬‬
‫ـ‬
‫* إشغال اإلدارة المركزية والوزراء بمسائل قليلة األهمية على حساب المهام األكثر أهمية في رسم‬
‫السياسة العامة لوزاراتهم‪.‬‬
‫* تعطيل األعمال والروتين على حساب الكفاءة والكلفة‪ ،‬وكثرة التعقيدات التي يتعرض لها المتعاملون مع‬
‫اإلدارة‪ ،‬وقتل روح المثابرة واإلبداع لدى الموظفين أين ينحصر بتنفيذ األوامر والتعليمات الصادرة من‬
‫السلطة المركزية‪.‬‬
‫* إهمال العامل المحلي عند تقديم الخدمات وتجاهل االحتياجات المحلية‪ ،‬فال تتماشى مع مبادئ‬
‫الديمقراطية المحلية والمجالس المنتخبة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ـ التنفيذية التي تبنى على غير الواقع‪.‬‬
‫ـ اإلدارة وخططها‬
‫* إضعاف قرارات‬
‫* لم يعد ممكنا للدولة الحديثة أن تستند لنظام المركزية وحده فقط‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم نظام الالمركزية‬
‫أوال‪ /‬تعريف نظام الالمركزية‬
‫ـ في يد الحكومة‬‫تنبني فكرة الالمركزية هو توزيع السلطة ما بين جهات متعددة بحيث ال تركز‬
‫المركزية فقط بل تشاركها هيئات أخرى‪ .‬ويقوم نظام الالمركزية كأسلوب تنظيمي على أساس توزيع‬
‫الصالحيات واالختصاصات بين السلطة المركزية وهيئات سياسية أو إقليمية أو مرفقيه مستقلة عنها‬
‫قانونيًا‪ ،‬وتأخذ الالمركزية بهذا المعنى صورتين هما الالمركزية سياسية والالمركزية إدارية‪.‬‬
‫‪ /01‬الالمركزية السياسية‬
‫تشكل الالمركزية السياسية وضع دستوري يقوم على أساس توزيع الوظائف التشريعية والتنفيذية‬
‫والقضائية للدولة بين الحكومة االتحادية في العاصمة‪ ،‬وحكومات الواليات أو الجمهوريات الداخلة في‬
‫االتحاد‪ .‬فالالمركزية السياسية أسلوب من أساليب الحكم يتعلق بالوظائف األساسية للدولة وهي توزيع‬
‫ـ المركزي‬ ‫السلطات السياسية التشريعية والقضائية والتنفيذية‪ ،‬ومصدر الالمركزية السياسية هو الدستور‬
‫الذي توجد بجانبه مجموعة من الدساتير بعدد الواليات المكونة للدولة‪.‬‬
‫‪ /02‬الالمركزية اإلدارية‬
‫تقوم فكرة الالمركزية اإلدارية توزيع الوظيفة اإلدارية بين أجهزة الحكم المركزية وأشخاص معنوية‬
‫ـ أو إقليمي‪ .‬ويظهر نظام الالمركزية اإلدارية في الدولة بتعدد‬
‫عامة أخرى على أساس موضوعي‬
‫األشخاص المعنوية العامة في الدولة‪ ،‬بحيث توزع بينها وبين هذه األخيرة اختصاصات الوظيفة اإلدارية‬
‫ـ الوظيفة اإلدارية بين األجهزة المركزية وسلطات المركزية إقليمية أو‬
‫في مجاالت عديدة‪ ،‬حيث توزيع‬
‫ـ لرقابة السلطة المركزية‪ ،‬في إطار ما يعرف بالرقابة الوصائية‪.‬‬‫مرفقية‪ ،‬مصلحية‪ ،‬مستقلة نسبيا‪ ،‬وتخضع‬

‫‪ K‬اإلدارية‬
‫ثانيا‪ :‬صور الالمركزية‬
‫تظهر الالمركزية اإلدارية في شكل صورتين أساسيتين فهي إما تهدف إلى توزيع الوظيفة اإلدارية‬
‫بين أجهزة الحكم المركزية وأشخاص معنوية عامة على أساس موضوعي تخصصي وهي الالمركزية‬
‫ـ الوظيفة اإلدارية بين أجهزة الحكم المركزية وأشخاص معنوية عامة‬
‫المرفقية أو المصلحية‪ ،‬أو هي توزيع‬
‫إقليمية وهي الالمركزية اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ /1‬الالمركزية المرفقية أو المصلحية‬
‫‪48‬‬
‫ـ‬
‫‪ -‬تحرير مرفق تابع أصال للسلطة المركزية بمنح أعضائه استقالال في إدارته‪ ،‬على أساس موضوعي‬
‫باالعتراف لشكل تسييره بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫ـ نوعية على مستوى الدولة ككل‬
‫ـ أو مصالح عامة مستقلة تمارس اختصاصات‬ ‫‪ -‬وجود هيئات أو مؤسسات‬
‫أو في نطاق إقليم أو أكثر من أقاليم الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬يستند هذا األسلوب على سير المرافق العامة وفعاليتها من خالل التخصص والبعد عن الروتين‪ ،‬وليس‬
‫على فكرة الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك من ينكر أنها صورة من صور الالمركزية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ /2‬الالمركزية الإقليمية أو المحلية أو الجغرافية‬
‫تعرف الالمركزية اإلقليمية أو المحلية أو الجغرافية على أنها توزيع أعباء الوظيفة اإلدارية للدولة بناءً‬
‫ـ الجماعات‬ ‫على قانون بين األجهزة التنفيذية المركزية‪ ،‬وبين المجالس المحلية المنتخبة على مستوى‬
‫ـ المالية‬
‫ـ وفقًا لمواردها‬
‫ـ ومهامها‬
‫اإلدارية اإلقليمية المتمتعة بالشخصية المعنوية‪ ،‬والتي تمارس اختصاصاتها‬
‫ـ المجالس المحلية وتحت إشراف ورقابة السلطة المركزية من خالل الرقابة الوصائية‪.‬‬ ‫عن طريق‬
‫تسمى الالمركزية اإلقليمية أو المحلية أو الجغرافية كذلك باإلدارة المحلية وأحيانا الحكومة المحلية‪،‬‬
‫ـ المحلية‪ ،‬من خالل إدارة‬ ‫ـ على المرافق‬‫وتتحقق بمنح جزء من اإلقليم الشخصية المعنوية‪ ،‬وسلطة اإلشراف‬
‫ـ الديمقراطية المحلية‪ .‬غير أن بعض الكتاب يرى التميز بين‬ ‫مستقلة وميزانية مستقلة‪ ،‬وبهدف إلى تطبيق‬
‫مفاهيم الالمركزية اإلدارية واإلدارة المحلية والحكم المحلي من خالل تحديد طبيعة وموقع ودور كل منها‪.‬‬
‫تقوم الالمركزية اإلقليمية أو المحلية على ثالث أركان‪:‬‬
‫أ‪ /‬وجود مصالح محلية أو إقليمية متميزة‪ :‬يتم منح الشخصية المعنوية للجماعات اإلقليمية العتبارات‬
‫إقليمية أو محلية‪ ،‬فمن األفضل أن تباشر الجماعات اإلقليمية مصالحها المحلية بنفسها‪ ،‬ومن خالل إسناد‬
‫إدارتها إلى سكان هذه الهيئات أنفسهم‪.‬‬
‫وتنبني هذه الفكرة على وجود مصالح محلية متميزة تهم غالبية سكان اإلقليم وال تهم جميع المواطنين‬
‫ـ الكهرباء والمياه‬
‫ـ بأنفسهم إدارة شؤونهم‪ ،‬مثل‪ :‬الصحة والتعليم وتوزيع‬
‫في الدولة‪ ،‬مما يتطلب أن يتولوا‬
‫والنظافة العامة والمنتزهات والمكتبات‪...‬‬
‫ـ مجموعة مصالح جماعية مشتركة ومترابطة متميزة عن مجموعة المصالح‬ ‫أي االعتراف بوجود‬
‫ـ واضح إقليميا‪ ،‬فالالمركزية اإلقليمية هي اعتراف بالمصالح المحلية وترك‬‫العامة الوطنية محددة في نطاق‬
‫اإلشراف عليها ومباشرتها للمعنيين مباشرة‪.‬‬
‫وترتكز سياسة الالمركزية على توزيع متزن للصالحيات والمهام حسب تقسيم منطقي للمسؤولية داخل‬
‫نطاق وحدة الدولة‪ ،‬فعلى البلديات والواليات حل مشاكلها الخاصة بها وعلى السلطة المركزية البت في‬
‫القضايا ذات األهمية الوطنية‪.‬‬
‫ـ كامل الصالحيات لحل المشاكل ذات المصلحة المحلية‬ ‫تمنح الالمركزية اإلقليمية للواليات والبلديات‬
‫والجهوية التي بإمكانها حلها وتشمل هذه الصالحيات الميادين المختلفة‪ .‬ويحدد الدستور أو القانون نطاق‬

‫‪49‬‬
‫ـ إلى كلٍ من المجالس المحلية‪ ،‬مما يمنع اإلدارة المركزية من‬
‫وحجم المصالح اإلقليمية التي يعهد بإدارتها‬
‫االعتداء عليها‪ ،‬كما ال يحق للجماعات اإلقليمية أن تخرج عن دائرة االختصاص الذي حدده المشرع‪.‬‬
‫ـ عن المرافق العامة‬
‫ـ العامة المحلية وتمييزها‬
‫ورغم تباين تشريعات الدول في تحديد ماهية المرافق‬
‫القومية‪ ،‬إال أن موقفها ال يخرج عن اتجاهين رئيسيين هما‪:‬‬
‫* الطريقة األنجلوسكسونية التي تعتمد األسلوب الحصري في تحديد االختصاصات وهي مطبقة في‬
‫ـ‬
‫ـ على أن يحدد المشرع اختصاصات‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا والدول التي أخذت عنهما‪ ،‬وتقوم‬
‫الجماعات اإلقليمية على سبيل الحصر‪ ،‬فال يحق لها أن تمارس أي نشاط جديد إال بتشريع مستقل‪ ،‬ويكون‬
‫لكل جماعة إقليمية أن تتمتع باختصاصات تختلف عن غيرها من الجماعات اإلقليمية األخرى‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه الطريقة تمتاز بالوضوح‪ ،‬لكنها تقيد حرية الجماعات اإلقليمية في إدارة كل المرافق‬
‫والخدمات التي تهم المصالح المحلية للسكان المحليين‪.‬‬
‫ـ أوربا‬
‫* الطريقة الالتينية التي تعتمد األسلوب العام في تحديد االختصاصات‪ :‬وهي مطبقة في فرنسا ودول‬
‫ـ‬
‫الالتينية وغيرها من الدول التي أخذت عنها‪ .‬وتقوم على أساس أن يتولى المشرع تحديد اختصاصات‬
‫ـ للجماعات اإلقليمية بالقيام بإنشاء‬
‫الجماعات اإلقليمية في مجموعها طبقًا لقاعدة عامة‪ ،‬فيرخص المشرع‬
‫وإدارة كافة المرافق العامة المحلية التي هي من نوع ما حدده المشرع‪ ،‬إال ما استثني صراحة بنصوص‬
‫ـ فإن المرافق العامة التي ال تدخل في نطاق اختصاص‬ ‫خاصة لتستأثر بها الحكومة المركزية‪ .‬وبالتالي‬
‫الحكومة المركزية تكون من اختصاص المجالس المحلية‪.‬‬
‫ـ المحلية‪ :‬حيث يتولى سكان الجماعات اإلقليمية إدارة‬
‫ب‪ /‬تولي سكان الوحدات المحلية إدارة شؤونهم‬
‫ـ السلطات المحلية من السكان وليس عن طريق الحكومة أو اإلدارة‬ ‫ـ بأنفسهم وأن يتم ذلك باختيار‬
‫شؤونهم‬
‫المركزية‪.‬‬
‫ويعتبر أغلب الفقه االنتخاب ركن للنظام الالمركزي‪ ،‬فعند غياب االنتخاب نكون بصدد عدم تركيز‬
‫ـ يهدف أساسا إلى تطبيق الديمقراطية يستلزم‬‫إداري وليس المركزية إدارية‪ ،‬حيث أن النظام الالمركزي‬
‫ـ ممثلي الشعب وتمثل الهيئات المحلية سكان الجماعة المحلية‪.‬‬
‫اللجوء إلى االنتخاب الختيار‬
‫لكن يرى قلة من الفقه قيام السلطة المركزية بتعيين أعضاء الجماعات اإلقليمية دون أن يؤثر ذلك‬
‫ـ عدم قابلية عزل األعضاء قبل أن تنتهي مدتهم القانونية‪ ،‬وأن تراعي‬
‫على استقاللها‪ ،‬وذلك متى توافرت‬
‫الحكومة المركزية وجود رابطة حقيقية بين هؤالء األعضاء المعينين وتمثيل المصالح المحلية‪.‬‬
‫ومهما يكن فإنه إذا كان اإلنتخاب هو األصل حسب أغلب الفقهاء فإنه ليس هناك مانع من مشاركة‬
‫ـ أن تبقى األغلبية‬
‫ـ عناصر ذات خبرة وكفاءة مثل الوالي‪ ،‬بشرط‬
‫أعضاء معينين ضمن هذه المجالس لتوفير‬
‫للعناصر المنتخبة‪.‬‬
‫ج‪ /‬استقالل الجماعات اإلقليمية‪ :‬تتمتع الجماعات اإلقليمية بالشخصية المعنوية واالستقاللية في مباشرة‬
‫ـ الالمركزية ال تخضع لسلطة رئاسية أعلى‪ .‬واالستقالل هو حق‬ ‫عملها عن السلطة المركزية‪ ،‬فالمرافق‬
‫القيام بنوع من االختيار أو المبادرة‪ ،‬وفي الحالة العكسية ترجيح حقوقها أي الجماعات اإلقليمية وانتزاعها‬
‫ولو ضد سلطات الدولة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫لكن ذلك ال يعني االستقالل التام للجماعات اإلقليمية عن السلطات المركزية‪ ،‬حيث تخضع للرقابة‬
‫ـ السلطة المركزية على الجماعات اإلقليمية الوصاية اإلدارية‪.‬‬
‫الوصائية‪ ،‬وهي الرقابة التي تمارسها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة الوصائية وتقييم الالمركزية‬


‫تمارس السلطات المركزية على الهيئات الالمركزية رقابة الوصاية اإلدارية‪ ،‬وينتقد هذا المصطلح‬
‫ألنه يوحي بعدم تمتع الهيئات الالمركزية باألهلية الكاملة‪ ،‬رغم إختالف معنى الوصاية في قانون األسرة‬
‫ـ األهلية وتكون‬
‫والوصاية في القانون اإلداري‪ .‬وتتعلق الوصاية في قانون األسرة بحماية ناقصي‬
‫لمصلحته‪ ،‬بينما تمارس الوصاية اإلدارية على الهيئات الالمركزية التي تتمتع بأهلية كاملة وتمارس‬
‫للحفاظ على وحدة الدولة واحترام القانون في الدولة ككل‪.‬‬

‫أوال‪ /‬تعريف نظام الوصاية اإلدارية‬


‫تعرف الرقابة اإلدارية الوصائية على أنها مجموع السلطات التي يقررها القانون للسلطة المركزية أو‬
‫ـ على أشخاص وأعمال الهيئات الالمركزية‪ ،‬بقصد حماية المصلحة العامة والمحافظة على‬ ‫ممثلها لتمارسها‬
‫وحدة وترابط الدولة‪ ،‬وتجنب آثار سوء اإلدارة من جانب الهيئات الالمركزية‪ ،‬وضمان وحدة تفسير‬
‫القانون بالنسبة إلقليم الدولة بأكمله‪ ،‬على أال تتم هذه الوصاية إال في الحاالت المحددة قانونا‪.‬‬
‫تمارس الرقابة اإلدارية الوصائية السلطة المركزية مع إمكان منحها أحيانا لجهات المركزية وتقع على‬
‫الهيئات الالمركزية اإلقليمية والمرفقية كهيئات مستقلة‪ ،‬وتنصرف على أعضاء الهيئات الالمركزية‪،‬‬
‫وبعض أعمالها لكن ال تمارس إال بنص وفي الحدود المقررة في القانون‪ ،‬فال وصاية إال بنص مما يعني‬
‫حتى عدم جواز التوسع في تفسير النصوص القانونية المنظمة للرقابة الوصائية‪.‬‬
‫تتميز الرقابة اإلدارية الوصائية بأنها رقابة مشروعية فقط دون رقابة المالئمة‪ ،‬حيث ال يجوز تدخل‬
‫السلطات اإلدارية المركزية في شؤون الهيئات الالمركزية إال في حدود القانون الذي يرسم نطاقها‬
‫ـ والسلطات المختصة للقيام بها‪.‬‬
‫ـ وإجراءاتها‬
‫وأهدافها ووسائلها‬
‫كما أنه ال يجوز في نظام الوصاية اإلدارية حلول السلطات المركزية محل السلطات الالمركزية في‬
‫ـ للسلطات اإلدارية المركزية أن تعدل قرارات وتصرفات‬ ‫ـ القانون‪ ،‬وال يجوز‬
‫القيام بأعمالها إال في حدود‬
‫ـ عليها‪ .‬كما أن نفاذ وسريان القرارات اإلدارية والعقود‬
‫السلطات اإلدارية الالمركزية وقت التصديق‬
‫ـ يكون‬
‫ـ القانونية الصادرة من السلطات اإلدارية الالمركزية المختصة أو بطالنها‬‫اإلدارية وكافة التصرفات‬
‫من تاريخ إصدارها من هذه السلطات اإلدارية الالمركزية ال من تاريخ المصادقة عليها‪.‬‬

‫‪ K‬والرقابة الرئاسية‬
‫‪ K‬بين الرقابة الوصائية‬
‫ثانيا‪ /‬التمييز‬
‫ـ أوجه االختالف التالية الموضحة في الجدول‬
‫يمكن التمييز بين الرقابة الوصائية والرقابة الرئاسية وفق‬
‫التالي‪:‬‬

‫الوصاية اإلدارية‬ ‫السلطة الرئاسية‬


‫تجري الوصاية االدارية ضمن إدارة المركزية بين سلطة‬
‫تجري السلطة الرئاسية ضمن إدارة‬
‫‪51‬‬
‫الوصاية وهيئة المركزية كرقابة وزير الداخلية على مداولة‬ ‫ـ بين‬
‫مركزية أو ضمن نظام عدم التركيز‬
‫المجلس الشعبي الوالئي‬ ‫سلطة عليا وسلطة أدنى تابعة لها (الوزير‬
‫والوالي)‬
‫ـ عمله‪،‬‬
‫الوصاية اإلدارية تحدث بالقانون الذي يحدد شروط‬
‫السلطة الرئاسية توجد تلقائيا داخل كل‬
‫وهي ال تمارس إال في مجاالت وحسب اإلشكال التي ينص‬
‫إدارة مركزة أو غير مركزة إنها ليست‬
‫عليها القانون‬
‫بحاجة لنص ما من أجل أن تمارس‬

‫ال تتضمن الوصاية إعطاء أوامر إلزامية للهيئات الخاضعة‬ ‫تكمن السلطة الرئاسية في إعطاء أوامر‬
‫إلزامية بالنسبة للهيئات التابعة للسلطة العليا إلى الوصاية‪ ،‬بل تحترم استقالل الهيئات الالمركزية‬

‫ـ للسلطة المركزية تعديل‬


‫في السلطة الرئاسية يملك الرئيس الحق في في الوصاية اإلدارية ال يجوز‬
‫ـ الهيئات المحلية وكل ما تملكه‬
‫تعديل قرارات المرؤوسين‪ ،‬والغائها‪ ،‬وتقدير القرارات التي تصدرها‬
‫ـ عليها بحالتها أو ترفضها‪ ،‬فهي رقابة مشروعية فقط‪.‬‬‫توافق‬ ‫مدى مالئمتها‪ ،‬فتكون رقابة مشروعية‬
‫ومالئمة‪.‬‬
‫ـ اإلدارة الالمركزية الطعن أمام القضاء في قرارات‬
‫ال يمكن لفروع اإلدارة المركزية الخاضعة تستطيع‬
‫ـ في قرارات اإلدارة المركزية إذا صدرت بشكل مخالف للقانون (عدم‬‫للرقابة الرئاسية الطعن القضائي‬
‫المشروعية)‬ ‫السلطة الرئاسية‬
‫ال تتحمل سلطة الوصاية أية مسؤولية بشأن األعمال‬ ‫في السلطة الرئاسية يسأل الرئيس عن‬
‫الصادرة عن اإلدارة الالمركزية باعتبارها هيئات مستقلة‬ ‫ـ القرار‪،‬‬
‫ـ ألنه هو مصدر‬
‫أعمال المرؤوس‬
‫ـ والتوجيه‬
‫ألن له حق الرقابة واإلشراف‬

‫‪ K‬اإلدارية‬
‫ثالثا‪ :‬تقييم الالمركزية‬
‫يمتاز نظام الالمركزية اإلدارية بمجموعة من اإليجابيات والمحاسن‪ ،‬تتمثل أساسا في‪:‬‬
‫* تخفف الالمركزية اإلدارية الكثير من األعباء عن عاتق السلطة المركزية والسيما الالمركزية اإلدارية‬
‫المرفقية‪.‬‬
‫* الالمركزية اإلدارية تمكن من هو أدرى بمصالح وحاجات السكان وكيفية إشباعها وهي الهيئات‬
‫ـ ومشاريعها‪.‬‬
‫الالمركزية اإلدارية اإلقليمية من تنفيذ خططها‬
‫ـ وما يستلزمه سير المصالح والمرافق‪.‬‬
‫* الالمركزية اإلدارية تجنب الروتين والبطء الحكومي‬
‫* الالمركزية اإلدارية أقوى على مواجهة األزمات إذا أختل النظام في العاصمة‪.‬‬
‫ـ بمثابة مدرسة لممارستها‪ ،‬فتهدف إلى اشتراك الشعب‬
‫* الالمركزية اإلدارية ضرورة ديمقراطية وتعتبر‬
‫ـ المحلية‪.‬‬
‫في اتخاذ القرارات وإدارة المرافق‬

‫‪52‬‬
‫لكن يعاب على نظام المركزية اإلدارية مجموعة من السلبيات ويواجه من الفقهاء عديد االنتقادات‪،‬‬
‫تتمثل أساسا في‪:‬‬
‫ـ‬
‫* قد تمس الالمركزية اإلدارية بالوحدة اإلدارية للدولة‪ ،‬لكن الالمركزية اإلدارية ال تشمل كل مرافق‬
‫الدولة‪.‬‬
‫* يمكن تقديم الهيئات الالمركزية اإلدارية المصالح المحلية على الوطنية‪ ،‬لكن يمكن تفادي ذلك بالرقابة‬
‫الوصائية الفعالة‪.‬‬
‫* قد ينشأ صراع بين الهيئات الالمركزية والسلطة المركزية وألن الهيئات المحلية غالبًا ما تقدم المصالح‬
‫المحلية على المصلحة العامة‪.‬‬
‫* عادة ما تكون الهيئات الالمركزية أقل خبرة وأكثر إسرافًا في النفقات من السلطة المركزية‪.‬‬
‫ـ عدم المبالغة في الخوف من أخطاء‬ ‫ـ سليمان الطماوي‬‫لكن ورغم كال هذه العيوب يرى الدكتور‬
‫الشعوب فهي ال تتعلم إال إذا أخطأت‪ ،‬تتعلم بالخطأ وال تبقى جاهلة خوفًا من الخطأ‪ .‬وتأخذ الدولة في‬
‫ـ بحسب ظروفها الجغرافية والسياسية‬ ‫ـ الالمركزي‬
‫ـ والنظام‬
‫العصر الحديث باألسلوبين النظام المركزي‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وتبعًا لمراحل نموها وتطورها‪ ،‬حيث تقتصر إدارة المرافق العامة القومية التي‬
‫تهم الدولة ككل أو التي تحتاج إلمكانيات كبيرة وكفاءات علمية وفنية على الحكومة المركزية‪ ،‬وبالمقابل‬
‫ـ ذات الطابع المحلي والتي تحتاج إلى رقابة ال يمكن للحكومة‬ ‫تضطلع الهيئات الالمركزية بإدارة المرافق‬
‫المركزية القيام بها‪.‬‬

‫المبحث السابع‪ :‬تنظيم اإلدارة المركزية في الجزائر‬


‫ـ وهي عادة‬ ‫تتمثل األجهزة اإلدارية المركزية هي المصالح اإلدارية الموجودة في قمة الهرم اإلداري‬
‫تتركز بالجزائر العاصمة‪ ،‬وتعرف األجهزة اإلدارية المركزية في الجزائر تطورات مختلفة ومتسارعة‪،‬‬
‫وتتمثل السلطات اإلدارية المركزية في رئاسة الجمهورية وكل الأجهزة التنفيذية واالستشارية التابعة لها‪،‬‬
‫ـ العمومية‬ ‫الوزير األول والحكومة‪ ،‬الهيئات الوطنية اإلستشارية‪ ،‬السلطات اإلدارية المستقلة والمؤسسات‬
‫الوطنية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬رئاسة الجمهورية‬


‫نحاول أن ندرس منصب رئيس الجمهورية من خالل صالحياته اإلدارية واألجهزة المساعدة له‪.‬‬

‫‪K‬‬
‫أوال‪ /‬منصب رئيس الجمهورية‬
‫ـ لسنة ‪،2016‬‬‫يعد رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية طبقا للتعديل الدستوري‬
‫يجسد رئيس الجمهورية‪ ،‬رئيس الدولة‪ ،‬وحدة األمة‪ ،‬وهو حامي الدستور‪ ،‬كما أنه القائد اإلداري األعلى‬
‫لإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ـ االقتراع العامّ المباشر والسّرّيّ‪.‬‬
‫ـ يُنتخَب رئيس الجمهوريّة عن طريق‬‫وحسب المادة ‪ 85‬من الدستور‬
‫ويتمّ الفوز في االنتخاب بالحصول على األغلبيّة المطلقة من أصوات النّاخبين المعبر عنها‪ .‬ويحدّد القانون‬
‫‪1‬‬
‫العضوي الكيفيّات األخرى لالنتخابات الرّئاسيّة‪.‬‬

‫ـ يمارس رئيس الجمهوريّة السّلطة السّامية في الحدود المثبتة في‬


‫وحسب المادة ‪ 86‬من الدستور‬
‫الدّستور‪ ،‬ويمكن حصر سلطات رئيس الجمهورية في المجال اإلداري في‪:‬‬
‫أ‪ /‬سلطة التعيين‬
‫لرئيس الجمهورية صالحية تعيين المسؤولين السامين في الدولة‪ ،‬حيث يعين رئيس الجمهورية في‬
‫ـ عليها في الدستور‪ ،‬الوظائف المدنية والعسكرية في‬
‫الوظائف والمهام الوظائف والمهام المنصوص‬
‫الدولـة‪ ،‬التعيينات التي تتم في مجلس الوزراء‪ ،‬الرئيس األول للمحكمة العليا‪ ،‬رئيس مجلس الدولة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ أجهزة األمن‪ ،‬الوالة‪.‬‬
‫األمين العام الحكومة‪ ،‬محافظ بنك الجزائر‪ ،‬القضاة‪ ،‬مسؤولو‬

‫كما يقوم رئيس الجمهورية تعيين الوزير األول المادة ‪ 91‬الفقرة ‪ 5‬من الدستور‪ ،‬ويعين أعضاء‬
‫ـ األول حسب نص المادة ‪ ،93‬ولرئيس الجمهورية سلطة التعيين في الوظائف‬ ‫الحكومة بعد استشارة الوزير‬
‫‪3‬‬
‫ـ ‪.240-99‬‬
‫ـ رقم‬
‫المدنية والعسكرية المادة ‪ 92‬من الدستور وكذا المرسوم الرئاسي‬

‫كما يقوم رئيس الجمهورية بتعين ثلث أعضاء مجلس األمة حسب المادة ‪ 118‬فقرة ‪ 3‬من الدستور‪،‬‬
‫ـ‪ ،‬ويعين القضاة‬
‫ـ منهم الرئيس ونائبه المادة ‪ 183‬من الدستور‬
‫ويعين أربع أعضاء للمجلس الدستوري‬
‫‪4‬‬
‫ـ العدل وبعد مداولة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫ـ بناء على اقتراح وزير‬
‫ـ رئاسي‬
‫بموجب مرسوم‬

‫ب‪ /‬سلطة التنظيم‬


‫يتمتع رئيس الجمهوريّة بسلطة التشريع عن طريق األوامر في المسائل التي يختص بها البرلمان وذلك‬
‫في الحالة العاجلة وفي حالة شغور اﻟﻤﺠلس الشّعبيّ الوطنيّ أو خالل العطل البرلمانية بعد رأي مجلس‬
‫الدولة‪ .‬ويعرض رئيس الجمهوريّة النّصوص الّتي اتّخذها على كلّ غرفة من البرلمان في‬
‫أوُت ‪.‬اهيلع قفاوتل هل ةرود لّ عَدّ الغية األوامر الّتي ال يوافق عليها البر لمان‪ .‬ويمكن رئيس الجمهوريّة أن‬
‫ـ في مجلس‬ ‫ـ في الحالة االستثنائيّة المذكورة في المادّة ‪ 107‬من الدّستور‪ .‬وتتّخذ األوامر‬
‫يشرّع بأوامر‬
‫الوزراء حسب نص المادة ‪ 142‬من الدستور‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر نص المواد ‪ 148 -135‬من القانون العضوي ‪ 10-16‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ 2016‬المتعلق باالنتخابات‪ ،‬ج ر‬
‫‪ 50‬لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 92‬من الدستور‬
‫‪ -3‬الرئاسي رقم ‪ 240-99‬في ‪ 27‬أكتوبر ‪ ،1999‬المتعلق بالتعيين‪ 6‬في الوظائف المدنية‪ 6‬والعسكرية للدولة‪ ،‬ج‪.‬ر ‪،76‬‬
‫بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪1999‬‬
‫‪ -4‬حسب المادة ‪ 3‬من القانون العضوي ‪ 11-04‬المؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر ‪ 2004‬المتضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬ج‪ .‬ر‬
‫‪ 57‬لسنة ‪.2004‬‬
‫‪54‬‬
‫ـ رئيس الجمهورية زيادة عن ذلك السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون‪،‬‬ ‫ويمارس‬
‫ـ الّذي يعود للوزير األول حسب نص المادة ‪ 143‬من‬ ‫ويندرج تطبيق القوانين في اﻟﻤﺠال التّنظيميّ‬
‫الدستور‪.‬‬
‫ـ في المجاالت غير‬ ‫ـ سلطة التنظيم والتشريع‬
‫ويتضح من نص المادة أن رئيس الجمهورية يحوز‬
‫ـ المواد ‪ 141-140‬البرلمان مجال محدد للتشريع فيه‬ ‫المخصصة للمشرع (البرلمان)‪ ،‬حيث منح الدستور‬
‫بقوانين عضوية أو عادية‪ ،‬فيهتم بوضع القواعد العامة في المجاالت المذكورة‪ ،‬أما التنظيم فيكرس قواعد‬
‫جديدة خارج مجال التشريع فموضوع التنظيم غير محدد‪.‬‬
‫إذن وخارج مجال القانون الممنوح للبرلمان يتدخل فيه رئيس الجمهورية عن طريق إصدار تنظيم ال‬
‫ـ التي‬
‫ـ‪ ،‬لذلك سمي هذا التنظيم مستقال في مقابل التنظيمات األخرى‬
‫يستند في تأشيرته للقانون بل للدستور‬
‫ـ التنفيذية‪ ،‬الرتباط وجودها بوجود القانون الذي تطبقه أو تفسره‪ ،‬لكن رئيس الجمهورية‬ ‫تسمى بالمراسيم‬
‫بالجزائر ال يمارس السلطة التنظيمية في المجال المستقل وحسب‪ ،‬بل يتعداه ليشمل تنفيذ القانون كما هو‬
‫الحال بالنسبة لتنفيذ ميزانية الدولة‪.‬‬
‫ـ مع التنظيم في أن كالهما يأتي في شكل قاعدة عامة مجردة وملزمة أي أن كالهما‬ ‫ويشترك التشريع‬
‫ـ التنظيم‬
‫ـ التنظيم عن السلطة التنفيذية ويصدر‬
‫يتضمن خصائص القاعدة القانونية بصفة عامة‪ ،‬لكن يصدر‬
‫ـ رئاسي أو تنفيذي‪ ،‬بينما يصدر التشريع عن السلطة التشريعية في شكل قانون عضوي أو‬ ‫في شكل مرسوم‬
‫قانون أو أمر‪.‬‬
‫ج‪ /‬الحفاظ على أمن الدولة‬
‫من أهم صالحيات رئيس الجمهورية الحفاظ على كيان الدولة وسالمتها داخليا‪ ،‬حسب المواد ‪-105‬‬
‫ـ نص الدستور على صالحيات رئيس الجمهورية التخاذ اإلجراءات الكفيلة لدرء‬ ‫‪ 110‬من الدستور‪ ،‬وقد‬
‫ـ والحفاظ على النظام العام في البالد‪.‬‬
‫ـ على المستوى الوطني‪،‬‬
‫المخاطر التي تهدد األمن واالستقرار‬
‫ـ والحالة االستثنائية وحالة العدوان الفعلي على‬
‫ـ الطوارئ‬
‫ومن أهم هذه التدابير إعالن حالة الحصار‬
‫ـ المدة الرئاسية بعد‬
‫البالد‪ ،‬وما له من تجميد العمل بالدستور‪ ،‬وجمع رئيس الجمهورية لكل السلطات وتمديد‬
‫انقضاءها‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬األجهزة المساعدة لرئيس الجمهورية‬


‫ـ بهياكل إدارية قصد تمكينه من مباشرة أعماله‪،‬‬
‫يفرض تعدد المهام المسندة لرئيس الجمهورية تعزيزها‬
‫ـ قطاعات النشاط‪ ،‬وتخفيفا ألعباء رئيس‬
‫ـ بين مختلف هياكل الدولة ومختلف‬ ‫خاصة فيما تعلق بالتنسيق‬
‫الجمهورية في إنجاز مهامه عينت له أجهزة إدارية تساعده في مهام رئاسة الدولة (رئاسة الجمهورية)‪،‬‬
‫زيادة عن الهيئات االستشارية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ـ ‪ 197-01‬المحدد لصالحيات‬
‫ـ رقم‬
‫ـ إدارة رئاسة الجمهورية بموجب المرسوم الرئاسي‬
‫وجاء تنظيم‬
‫‪1‬‬
‫ـ قسمت هذه المصالح إلى األمانة العامة لرئاسة‬
‫مصالح رئاسة الجمهورية وتنظيمها المعدل والمتمم‪ ،‬وقد‬
‫الجمهورية‪ ،‬ديوان رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫أ‪ /‬األمانة العامة لرئاسة الجمهورية‬
‫ـ أمين عام له مجموعة صالحيات ذات طابع إداري‪ ،‬تتمثل إجماال‬ ‫تعد من األجهزة الدائمة ويترأسها‬
‫ـ لميزانية مؤسسة رئاسة الجمهورية والعمل على‬ ‫في‪ :‬تنظيم مصالح رئاسة الجمهورية وعملها‪ ،‬التحضير‬
‫تنفيذها‪ ،‬اإلعداد والمشاركة في دراسة الملفات الضرورية التخاذ القرار‪ ،‬تحديد إجراءات وكيفيات التعيين‬
‫ـ والمناصب المدنية السامية‪.‬‬‫في الوظائف‬
‫تلحق باألمانة العامة لرئاسة الجمهورية عدد من المديريات يتمثل أهمها في‪ :‬مديرية اإلدارة العامة‪،‬‬
‫ـ‬
‫ـ والوسائل‬‫مديرية االستقبال واإلقامات الرسمية‪ ،‬مديرية المواكب الرسمية والنقل‪ ،‬مديرية المنظومات‬
‫المعلوماتية‪ ،‬مديرية اإلطارات‪ ،‬مديرية المواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬مديرية األرشيف‪ ،‬مديرية الوثائق‬
‫ـ مديرية الخدمة الداخلية‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬مديرية األمن الوقائي‪،‬‬
‫ب‪ /‬ديوان رئاسة الجمهورية‬
‫يتألف من رئيس الديوان يمارس مختلف الوظائف التي تُمكن رئيس الجمهورية االطالع على وضعية‬
‫البالد وسالمة اتخاذه للقرارات‪ ،‬كما يتولى بتكليف من رئيس الجمهورية متابعة المسائل التي تسند إليه‬
‫بصفة خاصة‪ .‬أما مدير الديوان فله مجموعة من المهام منها متابعة نشاط الحكومة وتحليله وتقديم حصيلة‬
‫بذلك لرئيس الجمهورية‪ ،‬إعالم رئيس الجمهورية بوضعية البالد من الناحية السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية واقتراح أهم العناصر لتمكينه من اتخاذ القرار‪ ،‬إعالم األجهزة والمؤسسات في‬
‫الدولة بقرارات وتوصيات رئيس الجمهورية‪ ،‬متابعة حالة الرأي العام حول القرارات الكبرى‪ ،‬تولي‬
‫ـ‬
‫ـ تنظيم الخدمات العمومية وسيرها‬ ‫العالقات مع األحزاب السياسية والحركة الجمعوية‪ .‬وتقييم مستوى‬
‫ـ‬
‫ـ معالجتها‪ ،‬تنسيق‬‫ـ المواطنون والجمعيات وتولي‬ ‫ـ التي يرفعها‬
‫وأداءاتها على ضوء العرائض والشكاوى‬
‫ـ على‬ ‫ـ بتوجيهات رئيس الجمهورية وتعليماته ونشاطاته‪ ،‬اإلشراف‬ ‫نشاطات االتصال الموجهة إلى التعريف‬
‫العالقات مع وسائل اإلعالم الوطنية واألجنبية‪.‬‬
‫ومن الهياكل اإلدارية الملحقة بمدير الديوان نجد المديرية العامة للتشريفات‪ ،‬مديرية الصحافة‬
‫ـ مع المواطنين‪ ،‬مديرية الترجمة الفورية وفن الخط‪.‬‬ ‫واالتصال‪ ،‬مديرية العرائض والعالقات‬
‫ج‪ /‬األمانة العامة للحكومة‬
‫تعد جهاز دائم في رئاسة الجمهورية وتكلف أساسا بتنسيق النشاط القانوني الحكومي‪ ،‬يترأسها أمين‬
‫عام وهي هيئة وسطية بين رئيس الجمهورية والحكومة‪ ،‬ووجدت األمانة العامة للحكومة كجهاز من‬
‫أجهزة رئاسة الجمهورية بأحكام المرسوم الرئاسي ‪.197-01‬‬

‫‪ -1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 197-01‬مؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،2001‬يحدد صالحيات مصالح رئاسة الجمهورية‬
‫وتنظيمها‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ 40‬بتاريخ ‪ 25‬جوان ‪ ،2001‬المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي ‪ 203 -15‬المؤرخ في ‪ 26‬يوليو‬
‫‪ ،2015‬ج‪ .‬ر ‪ 42‬بتاريخ ‪ 05‬أوت ‪.2015‬‬
‫‪56‬‬
‫يمارس األمين العام للحكومة العديد من الصالحيات أهمها مراقبة مبدأ مطابقة مشاريع القوانين‬
‫ـ الحكومة‪ ،‬تحضير جدول أعمال مجلس الوزراء واجتماع الحكومة‪،‬‬ ‫ـ القانوني لنشاط‬‫والتنظيمات والتنسيق‬
‫إعداد خالصة نقاشات مجلس الوزراء والنتائج التي تسفر عنها ويتولى المحافظة عليها وتوزيع القرارات‬
‫ـ ال سيما فيما يخص إرسال مشاريع‬ ‫المتخذة على أعضاء الحكومة‪ ،‬متابعة كل مراحل اإلجراء التشريعي‬
‫قوانين الحكومة إلى البرلمان‪ ،‬استالم اقتراحات القوانين من أعضاء البرلمان ومعالجتها‪ ،‬تنفيذ اإلجراءات‬
‫ـ المجلس الدستوري‪.‬‬‫المرتبطة بسلطة رئيس الجمهورية الدستورية في مجال إخطار‬
‫ـ الدراسات‪ ،‬مديرون‪ ،‬مكلفون بالدراسات‬
‫ويساعد األمين العام للحكومة كل من‪ :‬مكلفون بمهمة‪ ،‬مديرو‬
‫ـ دراسات‪.‬‬
‫والتلخيص‪ ،‬نواب مديرين‪ ،‬رؤساء‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحكومة‬


‫ـي رقم‪ 242-17‬والمرسوم‬
‫ـ األول والوزراء‪ ،‬ويتضمن المرسوم الرئاس‬
‫تتكون الحكومة من الوزير‬
‫‪1‬‬
‫الرئاسي رقم ‪ 243-17‬تعيين الوزير األول وتعيين أعضاء الحكومة‪.‬‬

‫أوال‪ /‬الوزير األول‬


‫ـ عرف النظام‬ ‫يعتبر الشخصية الثانية في السلطة التنفيذية وهو أحد أعضاء اإلدارة المركزية‪ ،‬وقد‬
‫ـ سنة ‪ 2008‬منصب رئيس الحكومة‪ ،‬الذي ظهر بمناسبة التعديل‬ ‫ـ قبل تعديل الدستور‬ ‫ـ الجزائري‬
‫الدستوري‬
‫ـ لسنة ‪ ،1989‬وتم تكريس منصب رئيس الحكومة وثبت في تعديل الدستور ‪ .1996‬لكن التعديل‬ ‫الدستوري‬
‫ـ لسنة ‪ 2008‬غير التسمية إلى الوزير األول‪ ،‬وغير بعض الصالحيات المتعلقة بالسلطة‬ ‫الدستوري‬
‫التنفيذية‪.‬‬
‫ويرجع السبب لرغبة المؤسس الدستوري في تبني النظام الرئاسي فتسمية رئيس الحكومة من قبيل‬
‫األنظمة البرلمانية يدل على ثنائية السلطة التنفيذية وانقسامها بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة‪ ،‬بينما‬
‫تسمية الوزير األول تعنى أحادية النظام الذي يكون على رأسه رئيس الجمهورية فقط‪ ،‬وأن الوزير األول‬
‫مجرد منسق للعمل الحكومي‪.‬‬
‫أ‪ /‬تعيين الوزير األول‬
‫‪2‬‬
‫ـ األول بعد استشارة األغلبية البرلمانية وينهي مهامه‪ .‬ويقدم الوزير‬
‫يعيّن رئيس الجمهورية الوزير‬
‫ـ لهذا‬
‫ـ المجلس الشعبي الوطني‬
‫األول مخطط عمله إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه‪ .‬ويُجري‬
‫ـ األول أن يكيف مخطط العمل هذا‪ ،‬على ضوء هذه المناقشة‪،‬‬ ‫الغرض مناقشة عامة‪ .‬ويمكن الوزير‬
‫ـ مع رئيس الجمهورية‪.‬‬‫بالتشاور‬

‫‪ -1‬المرسوم الرئاسيين رقم‪ 242-17‬ورقم ‪ 243-17‬المؤرخ في ‪ 17‬أوت ‪ ،2017‬تعيين الوزير األول وتعيين أعضاء‬
‫الحكومة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ 48‬سنة ‪.2017‬‬
‫‪ -2‬حسب نص الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 91‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬
‫‪57‬‬
‫ـ األول عرضا حول مخطط عمله لمجلس األمة مثلما وافق عليه المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫يقدم الوزير‬
‫‪1‬‬
‫ـ األول استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية في حالة‬
‫ـ الئحة‪ .‬ويقدم الوزير‬
‫يمكن مجلس األمة أن يصدر‬
‫ـ أول‬
‫ـ على مخطط عمله‪ .‬ويعين رئيس الجمهورية من جديد وزيرا‬
‫عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫ـ‬
‫حسب الكيفيات نفسها‪ .‬وإذا لم تحصُل من جديد موافقة اﻟﻤﺠلس الشّعبيّ الوطنيّ ينحلّ وجوبا‪.‬‬

‫تقدم الحكومة سنويا إلى المجلس الشعبي الوطني بيانا عن السياسة العامة‪ ،‬كما يمكن أن يترتب على‬
‫هذه المناقشة إيداع مُلتمَس رقابة يقوم به المجلس الشعبي الوطني طبقا ألحكام المواد ‪ 153‬و‪ 154‬و‪.155‬‬
‫للوزير األول أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني تصويتا بالثقة‪ .‬وفي حالة عدم الموافقة على الئحة‬
‫الثقة يقدم الوزير األول استقالة الحكومة ويمكن لرئيس الجمهورية في هذه الحالة أن يلجأ لحل المجلس‬
‫‪4‬‬
‫ـ أو إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها‪.‬‬
‫الشعبي الوطني‬

‫ب‪ /‬صالحيات الوزير األول‬


‫ـ كالتالي‪:‬‬
‫ـ األول بمجموعة من الصالحيات نوردها‬
‫يتمتع الوزير‬
‫ـ الدولة دون المساس بأحكام‬‫‪ /1‬سلطة التعيين‪ :‬حسب نص المادة ‪ 99‬من الدستور يعين في وظائف‬
‫المادتين ‪ 91‬و‪ 92‬من الدستور‪ ،‬ورغم تضييق سلطات الوزير األول في مجال التعيين بإمكانه إجراء‬
‫ـ‬
‫بعض التعيينات بشرط موافقة رئيس الجمهورية وخارج إطار المادة ‪ 91‬و‪ 92‬من الدستور‪ ،‬والوظائف‬
‫ـ األول حق اقتراح بعض التعيينات على‬ ‫ـ الرئاسي ‪ ،240-99‬يكون للوزير‬ ‫السامية الواردة في المرسوم‬
‫ـ‬
‫مستوى الحكومة أو اإلدارة المركزية أو اإلقليمية حسب ما جاء في الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 05‬من المرسوم‬
‫الرئاسي ‪.240- 99‬‬
‫ـ األول رئيس الجمهورية في الوظيفة التنظيمية‪ ،‬حيث خصصت‬ ‫‪ /2‬السلطة التنظيمية‪ :‬يشارك الوزير‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 143‬من الدستور لرئيس الجمهوريّة السّلطة التّنظيميّة في المسائل غير‬
‫اﻟﻤﺨصّصة للقانون‪ ،‬أي التنظيم في معناه المستقل‪.‬‬
‫لكن الفقرة الثانية من المادة ‪ 143‬من الدستور نصت " يندرج تطبيق القوانين على المجال التنظيمي‬
‫ـ الذي يحتوي على تطبيق القانون‪ ،‬فالتنظيم‬ ‫ـ األول"‪ ،‬أي للوزير األول إصدار التنظيم‬
‫الذي يعود للوزير‬
‫ـ الذي‬
‫ـ األول ليس مستقال‪ ،‬فهو يستند وجود القوانين أو تنفيذها‪ ،‬في حين أن التنظيم‬‫الذي يتكفل به الوزير‬
‫يصدره رئيس الجمهورية ال يحتاج لها في وجوده‪ ،‬بل هدفه تكملة الفراغ الذي تركه تحديد مجال القانون‪.‬‬
‫ـ القوانين‪ ،‬أن رئيس الجمهورية ال يحق له‬‫ـ األول سلطة التنظيم لتطبيق‬
‫ـ للوزير‬ ‫وال يعني منح الدستور‬
‫ـ البرلمان في حاالت معينة السيما تلك المتعلقة‬
‫إصدار التنظيمات بغرض تنفيذ القوانين التي يصدرها‬
‫ـ اعتمادات الرئاسة ووزارة الشؤون الخارجية‪ ،‬لكن‬ ‫بالسيادة (تنفيذ قانون المالية) في جانبه الخاص بتوزيع‬
‫ـ الذي حدده له الدستور وهو مجال تنفيذ القوانين‪.‬‬
‫ـ المجال التنظيمي‬‫ال يحق للوزير األول تجاوز‬

‫‪ -1‬حسب نص المادة ‪ 94‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬


‫‪ -2‬حسب نص المادة ‪ 95‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬
‫‪ -3‬حسب نص الفقرة األولى من المادة ‪ 96‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬
‫‪ -4‬حسب نص المادة ‪ 98‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬
‫‪58‬‬
‫ـ فإن الوزير األول يقوم بتوزيّع الصّالحيّات‬
‫‪-3‬الصالحيات التنفيذية‪ :‬حسب نص المادة ‪ 99‬من الدستور‬
‫بين أعضاء الحكومة مع احترام األحكام الدّستوريّة‪ ،‬ويسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات‪ ،‬ويرأس‬
‫ـ الدّولة بعد موافقة رئيس الجمهورية‬ ‫اجتماعات الحكومة‪ ،‬ويوقّع المراسيم التّنفيذيّة‪ ،‬كما يعيّن في وظائف‬
‫دون المساس باختصاصات رئيس الجمهورية في التعين في الوظائف المدنية والعسكرية‪ ،‬كما يسهر على‬
‫حسن سير اإلدارة العموميّة‪.‬‬
‫ـ برنامج محدد تمت مناقشته أمام البرلمان وهو مسؤول على تنفيذه‬
‫ـ األول على تطبيق‬‫ـ الوزير‬
‫يشرف‬
‫أمام هذا البرلمان‪ ،‬كما ينشئ المرافق الضرورية لتلبية حاجات المواطنين ويصدر أوامره للجهاز اإلداري‬
‫لتنفيذ سياسته وينشط الطاقم الحكومي بعد أن يعين صالحيتهم‪.‬‬
‫‪ /4‬الصالحيات في مواجهة البرلمان‪ :‬حسب نص المادة ‪ 135‬من الدستور يمكن الوزير األول طلب‬
‫تمديد الدورة العادية للبرلمان أليام معدودة لغرض االنتهاء من دراسة نقطة في جدول األعمال‪ .‬ويمكن أن‬
‫يجتمع البرلمان في دورة غير عاديّة بادرة من رئيس الجمهوريّة‪ ،‬ويمكن كذلك أن يجتمع باستدعاء من‬
‫ـ األول أو بطلب من ثلثي (‪ )3/2‬أعضاء اﻟﻤﺠلس الشّعبيّ الوطنيّ‪.‬‬
‫رئيس الجمهوريّة بطلب من الوزير‬
‫ـ‪ ،‬كما يحق للوزير األول‬
‫ويتمتع الوزير األول بحقّ المبادرة بالقوانين حسب المادة ‪ 136‬من الدستور‬
‫أن يطلب اجتماع اللجنة المتساوية األعضاء بين غرفتي البرلمان في حالة حدوث خالف بين الغرفتين في‬
‫ـ محل الخالف‪.‬‬
‫أجل أقصاه خمسة عشر يوما لإقتراح نص يتعلق باألحكام‬
‫ـ األول المــرســوم‬ ‫ج‪ /‬تنظيم مصالح الوزير األول‪ :‬يحدد تنظيم ومهام مصالح الوزير‬
‫ـ ‪ 63-09‬المحدد لمـهـام ديـوان الوزيــر األول وتنظيمـه‪ ،‬والمـرسـوم‬ ‫التــنــفـيــذيّ‬
‫ـ األول‬
‫التـنـفــيـذيّ ‪ 64-09‬المحدد لصالحــيات مــديــرية إدارة الــوسائل لــلوزير‬
‫‪1‬‬
‫وتنظيمها‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الوزارة والوزير‬


‫ـ إداري يسمى‬ ‫ـ قطاع‬
‫ـ األول تتألف الحكومة من عدة وزراء يترأس كل وزير‬
‫إضافة إلى الوزير‬
‫ـ لتشمل كل التراب الوطني‪ ،‬تقوم‬
‫ـ قراراتها‬
‫الوزارة‪ ،‬والوزارة هي وحدة إدارية مركزية متخصصة‪ ،‬تصدر‬
‫على مبدأ التخصص والذي يعني توزيع المهام الحكومية في الدولة على عدد من القطاعات يختص كل‬
‫قطاع فيها لمهمته محددة‪.‬‬
‫ـ من‬
‫ـ اإلشارة إلى أن الوزارة ال تتمتع الوزارة بالشخصية المعنوية‪ ،‬على إعتبار أنها تمثل قطاع‬
‫وتجدر‬
‫ـ باسمها ويعمل على‬ ‫قطاعات الدولة وال تمثل نفسها‪ ،‬فيمثل كل وزير في قطاع نشاطه الدولة ويتصرف‬
‫تنفيذ سياستها في القطاع الذي يشرف عليه ويكون مسؤوال عن وزارته أمام الوزير األول ورئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬
‫أ‪ /‬معايير تحديد االختصاص الوزاري‬
‫ـؤرخ في ‪ 7‬فـبـرايـر سـنة ‪ 2009‬يـتـض ّـمن مـهـام ديـوان الوزيــر األول وتنظيمـه‪ ،‬ج‪.‬ر‬ ‫ـذي رقم ‪ 63-09‬الم ّ‬
‫‪ -‬المــرســوم الت ـن ـفـيـ ّ‬
‫‪1‬‬

‫ـؤرخ في ‪ 7‬فـبـرايـر ‪ 2009‬ي ـ ـح ّـدد صالح ـيــات‬


‫ـذي رقم ‪ 64-09‬الم ّ‬
‫‪ 10‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2009 /11/02‬والمـرســوم الت ـنـف ـي ّ‬
‫مــديــريــة إدارة الــوســائل ل ـلــوزيــر األول وتنظيمها‪ .‬ج‪.‬ر ‪ ،10‬الصادرة بتاريخ ‪.2009 /11/02‬‬

‫‪59‬‬
‫ـ يتم توزيع هذا االختصاص أوجد علماء اإلدارة معايير هي‪:‬‬
‫لتحديد االختصاص الوزاري‬
‫ـ بحيث تقسم‬
‫ـ االختصاص على الوزارات على أساس إقليمي جغرافي‬ ‫‪ /1‬المعيار الجغرافي‪ :‬يتم توزيع‬
‫البالد مثال إلى عدد من األقاليم الجغرافية يوضع على رأس كل إقليم منها وزير يخصص بشؤون هذا‬
‫ـ للمالية وال وزير للصحة بل وزير إلقليم معين يتكفل بكل شؤونه‪.‬‬
‫ـ هنا ليس وزيرا‬
‫اإلقليم فالوزير‬
‫ـ‬
‫ـ على رأسها وزير‬
‫ـ طبق هذا النظام في الجزائر عندما أسست محافظة الجزائر الكبرى ووضع‬ ‫وقد‬
‫ـ العادة‪ ،‬لكن يعاب عليه أنه يدعم الفرقة الوطنية وال يسمح بالتنمية الموحدة فضال عن‬
‫مفوض فوق‬
‫صعوبات تطبيقية من الناحية الواقعية خصوصا في بلدان العالم المتخلف‪.‬‬
‫ـ مهمة‬ ‫ـ من وجود‬‫‪ /2‬المعيار األفقي‪ :‬يقوم هذا المعيار على أساس توزيع االختصاص اإلداري انطالقا‬
‫تشمل كل القطاعات بحيث كلما وجدت وظيفة أو مهمة تشمل كل القطاعات إال وشكلتها وزارة‪ .‬وتعتبر‬
‫وزارة المالية وزارة قائمة على أساس المعيار األفقي ألنها تشمل كل القطاعات في الدولة فسواء في‬
‫ـ أو في أي ميدان آخر‪ .‬فنكون دائما في حاجة‬
‫التربية أو التعليم أو الصحة أو الفالحة أو السكن أو الدفاع‬
‫ـ ال يتم على أساس قطاعات يفصل بينها االختصاص عموديا وإنما تجمع هذه المهمة‬ ‫إلى المالية فالتوزيع‬
‫بين مختلف القطاعات أفقيا‪.‬‬
‫ـ والسياحة‪ ،...‬حيث يتكفل‬‫ـ قطاعات معينة كقطاع الصحة والتعليم‬ ‫‪ /3‬المعيار العمودي‪ :‬يقوم على وجود‬
‫ـ في هذا التقسيم بقطاع اجتماعي أو اقتصادي أو تربوي أو غيره من القطاعات‪ .‬وليس هناك من‬ ‫كل وزير‬
‫ـ وهي تمثل‬ ‫يمنع من الجمع بين هذه األساليب كما فعلت الجزائر عندما أوجدت محافظة الجزائر الكبرى‬
‫ـ ووزارة المالية وهي تمثل المعيار األفقي ووزارة التعليم العالي وهي تمثل المعيار‬
‫المعيار الجغرافي‬
‫العمودي‪.‬‬
‫ب‪ /‬الوزير‬
‫ـ بالصفة‬‫ـ في مجلس الوزراء أو مجلس الحكومة‪ ،‬ويتمتع الوزير‬ ‫ـ صفة سياسية كعضو‬ ‫يتمتع الوزير‬
‫ـ والمؤسسات واألجهزة اإلدارية المكونة للوزارة التي يشرف‬
‫اإلدارية كرئيس اإلداري لمجموعة المرافق‬
‫ـ عندما يكون في الحكومة ومسؤول إداري عندما يكون في الوزارة‬ ‫عليها‪ .‬فالوزير مسؤول إداري وسياسي‬
‫ـ إدارية‪.‬‬
‫وبهذه الصفة يمارس عدة اختصاصات‬
‫ـ األصيل‪ ،‬وصاحب اإلختصاص العام في شؤون الوظيفة اإلدارية‬
‫ـ يعد الرئيس اإلداري‬
‫يعد الوزير‬
‫المتعلقة بتسيير وزارته‪.‬‬
‫ـ وكاتب دولة‪ ،‬التي تكرس‬
‫ـ منتدب‪ ،‬نائب وزير‬
‫وهناك مناصب لها الصفة الوزارية مثل منصب وزير‬
‫ـ في‬‫الطابع الهام أو الخاص لبعض القطاعات الوزارية‪ ،‬واألشخاص المعينون يعملون لمساعدة الوزير‬
‫ميدان معين ولكن تحت سلطته‪ .‬وهناك من الوزراء من ال يعهد إليه اإلشراف على الوزارة وقد جرى‬
‫‪1‬‬
‫ـ‪.‬‬
‫العرف على تسمية هؤالء بوزراء بال وزارة‪ ،‬مثال أمين عام للحكومة برتبة وزير‬

‫ـ اإلقالة‪ ،‬فإعماال لقاعدة توازي األشكال يمكن لرئيس‬


‫ـ بوفاته أو عن طريق‬
‫وتنتهي مهام الوزير‬
‫ـ رئاسي‪ .‬أما االستقالة فهي قد تكون إرادية‪ ،‬حيث‬
‫ـ مرسوم‬‫الجمهورية إقالة أحد الوزراء بموجب إصدار‬

‫‪ -1‬المرسوم الرئاسي ‪ 313-13‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2013‬والمتضمن تعيين‪ 6‬وزير‪ ،‬أمين عام للحكومة‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫ـ أن يقدم استقالته من الحكومة بإرادته‪ ،‬وتكون حكمية أو وجوبية ويكون ذلك في حالة‬
‫يمكن ألي وزير‬
‫إقالة أو استقالة الوزير األول‪.‬‬
‫ـ في قطاع وزارته‪ ،‬حيث يمارس السلطة‬ ‫ـ اإلداري‬
‫‪ /01‬اختصاصات الوزير اإلدارية‪ :‬يتكفل بالتنظيم‬
‫الرئاسية‪ ،‬فيعين الموظفين التابعين لقطاعه‪ ،‬ويراقبهم ويسهر على حسن سير أدائهم‪ ،‬وله السلطة التأديبية‬
‫التي يمارسها‪ ،‬وله سلطة إعطاء األوامر عن طريق المنشور أو التعليمة‪ ،‬وسلطة الحلول التي تمكنه من‬
‫تغيير وإلغاء القرارات المتخذة من طرف المرؤوسين‪.‬‬
‫ويعد الوزير المسير المالي في قطاعه‪ ،‬وهو اآلمر بالصرف فيها بحيث ال يمكن لغيره األمر بصرف‬
‫االعتمادات المالية المخصصة لوزارته‪ .‬ويمثل الوزير الدولة في قطاعه‪ ،‬حيث يبرم العقود والتصرفات‬
‫القانونية باسمها‪ ،‬ويمثلها أمام القضاء وأمام البرلمان‪ ،‬ويمثل الدولة في اإلحتفاالت الدولية ويتحدث باسمها‪.‬‬
‫ـ في السلطة التنظيمية عن طريق المشاركة في إعداد نصوص المراسيم التنفيذية‪ ،‬وكذا‬ ‫ويساهم الوزير‬
‫ـ السلطة الوصائية‬ ‫بإصدار قرارات إدارية أخرى لتنفيذ برنامج الحكومة في قطاعه‪ .‬كما يمارس الوزير‬
‫التي تتميز عن السلطة الرئاسية‪ ،‬وتتمثل في إجراءات الرقابة على أجهزة وأعمال الهيئات الالمركزية‪،‬‬
‫ـ التالية‬
‫ـ العامة والجماعات المحلية التي تخضع للوزارة المعنية‪ ،‬فمثال تخضع المؤسسات‬ ‫مثل المؤسسات‬
‫ـ التضامن والضمان للجماعات المحلية‪ ،‬المندوبية‬‫لوصاية وزارة الداخلية والجماعات المحلية‪ :‬صندوق‬
‫ـ الجماعات المحلية‬
‫الوطنية للمخاطر الكبرى وتنظيمها وسيرها‪ ،‬المراكز الوطنية لتكوين مستخدمي‬
‫وتحسين مستوياتهم وتجديد معلوماتهم‪ ،‬المدرسة الوطنية للمواصالت‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬مركز‬
‫ـ للدراسات والتحاليل الخاصة‬ ‫البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء األرضية‪ ،‬المركز الوطني‬
‫بالسكان والتنمية‪.‬‬
‫‪ /2‬التنظيم اإلداري للوزارة‪ :‬يخضع تنظيم الوزارة الى عديد التنظيمات‪ ،‬حيث تصدر المراسيم التنفيذية‬
‫لتنظيم مصالح كل وزارة وكذا صالحيات الوزير المعني‪ ،‬مثال المرسوم التنفيذي‪ 16-11‬في ‪ 25‬يناير‬
‫ـ الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‪ ،‬المرسوم‬ ‫‪ 2011‬يحدد صالحيات وزير‬
‫التنفيذي رقم ‪ 104-14‬مؤرخ في ‪ 12‬مارس سنة ‪ ،2014‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لوزارة‬
‫الداخلية والجماعات المحلية‪...‬‬
‫‪1‬‬
‫ـ التنفيذي رقم ‪ 188-90‬هياكل اإلدارة المركزية في الوزارات‪ ،‬حيث وضع نوعين‬
‫ـ نظم المرسوم‬
‫وقد‬
‫من المصالح اإلدارية داخل الوزارة وهي‪:‬‬
‫* الهياكل‪ :‬وتتكون هذه الهياكل حسب المادة ‪ 03‬من المديريات العامة أو المركزية‪ ،‬وتنقسم كل وحدة إلى‬
‫أقسام وكل قسم إلى مديريات فرعية وكل مديرية فرعية إلى مكاتب‪ .‬أما المواد من ‪ 04‬إلى ‪ 09‬منها من‬
‫ـ صالحيات هذه الهياكل ومهامها‪.‬‬
‫ـ فتحدد‬
‫نفس المرسوم‬
‫* األجهزة اإلدارية‪ :‬تتكون من‪:‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 188-90‬المؤرخ في ‪ 1990-06-23‬المحدد لهياكل اإلدارة المركزية في الوزارات‪ ،‬ج‪.‬ر ‪26‬‬
‫السنة ‪.1990‬‬
‫‪61‬‬
‫ـ أعمال الوزير‪ ،‬تقديم االستشارة إعداد‬
‫‪ -‬الديوان‪ :‬ويمارس مجموعة من الصالحيات منها تحضير‬
‫ـ المدنية‪ ،‬للديوان مدير ورئيس ومكلفون‬ ‫الملخصات والدراسات‪ ،‬تنظيم ربط الصلة باإلعالم وبالجمعيات‬
‫بالدراسات والتلخيص ملحقون بالديوان‪.‬‬
‫ـ على حسن العمل في الوزارة والقطاع‪.‬‬
‫‪ -‬أجهزة التفتيش والرقابة والتقييم‪ :‬تعمل على الرقابة وتسهر‬
‫ـ تنصيب أية هيئة استشارية في إطار تتطور التشاور بين مختلف‬
‫‪ -‬األجهزة االستشارية‪ :‬يخول للوزير‬
‫القطاعات قصد ترقية نشاطات القطاع وتحسينها‪.‬‬
‫ـ المهمة‪ :‬يجوز للوزير أن يعين لمدة محدودة وعلى أساس برنامج محدد مسبقا مسؤولين‬
‫‪ -‬أجهزة تسيير‬
‫ـ‬
‫ـ دراسة ملفات وإنجاز‬
‫ـ األمر بسلطات اإلدارة والتسيير قصد‬
‫ـ إن اقتضى‬
‫عن دراسات أو مشاريع يخولهم‬
‫مشاريع‪.‬‬
‫ـ‬
‫ـ تشمل كافة التراب الوطني وفي ذلك صعوبات‬ ‫ويجب اإلشارة إلى أن مهام الوزارة كجهاز مركزي‬
‫شتى نظرا لبعدها عن الشؤون المحلية‪ ،‬لذلك وتخفيفا لهذا التركيز تنشئ الوزارات عادة مصالح خارجية‬
‫ـ‪ ،‬فلكل وزارة عدد من المصالح تقع خارج العاصمة في الواليات‬‫ـ عبر التراب الوطني‬ ‫تابعة لها تتوزع‬
‫ـ العامة للصحة‪ ،...‬بحيث تكون هذه المصالح تارة‬
‫واألقاليم‪ ،‬مثال المديريات الجهوية للفالحة والمديريات‬
‫ـ ناحية أو جهة‬
‫مطابقة للواليات أو الدوائر أو البلديات وتارة أخرى تشمل رقعة جغرافية أكبر فتضم‬
‫بكاملها‪ ،‬وتمثل هيئات لعدم التركيز‪.‬‬
‫لكن ال يوجد نص تشريعي خاص ينظم المصالح الخارجية للوزارات‪ ،‬وإنما هناك نصوص عديدة‬
‫ـ سنة ‪1990‬‬
‫ومتنوعة بحسب تنوع هذه المصالح‪ ،‬مثال مرسوم تنفيذي رقم ‪ 174-90‬مؤرخ في ‪ 9‬يونيو‬
‫ـ الوالية وسيرها‪.‬‬
‫يحدد كيفيات تنظيم مصالح التربية على مستوى‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الهيئات االستشارية‬


‫يعرف النظام الدستوري واإلداري في الجزائر وجود عديد الهيئات التي تقوم أساسا بمهام االستشارة‬
‫فقط‪ ،‬وهناك هيئات دستورية ذات مهام متنوعة‪ ،‬ولها دورها االستشاري في حاالت معينة كالمجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬مجلس الدولة‪ ،‬المجلس األعلى للقضاء‪ .‬وهناك هيئات استشارية أُنشأت بموجب مراسيم‬
‫رئاسية أو تنفيذية كثيرة ومتعددة‪ ،‬تقدم استشاراتها للهيئات التنفيذية‪ ،‬فمنها ما يتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫ومنها ما ال يتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫ـ عــلى كــل المــستــويات سواء على مستوى‬ ‫تتعدد األجهـزة اإلســتشارية وتــوجـد‬
‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬أو الوزير األول أو مختلف الوزراء والهيئات اإلدارية‪ .‬وتتكون األجهزة والهيئات‬
‫‪62‬‬
‫ـ المعنية من سلطات‬ ‫ـ اإلستشارية من مجموعة من األعضاء يمثلون عادة مختلف األطراف‬ ‫والمؤسسات‬
‫عامة ومؤسسات عامة أو خاصة‪ ،‬أو تنظيمات مهنية أو حرفية أو نقابية‪ ،‬حيث تشكل كون مجاال للحوار‬
‫ـ اإلستشارية بتقديم اإلستشارة لألجهزة والمؤسسات اإلدارية التنفيذية حتى‬
‫ـ وتختص المؤسسات‬‫والتشاور‬
‫ـ على دراية ودراسة من ذوي الخبرة واالختصاص‪.‬‬ ‫تتخذ قراراتها‬

‫أوال‪ /‬أشكال المؤسسات اإلستشارية‬


‫تأخذ اإلستشارة األشكال اآلتية‪:‬‬
‫ـ نص يلزم اإلدارة بأن تستشير جهة أخرى قبل اتخاذ‬
‫‪ - 1‬اإلستشارة االختيارية‪ :‬تكون في حالة عدم وجود‬
‫ها القرار‪ ،‬فاإلدارة لها اإلختيار في أن تلجأ إلى طلب هذه اإلستشارة من عدمها‪.‬‬
‫ـ نص يلزم اإلدارة بأن تعرف رأي جهة أخرى‬ ‫‪ - 2‬اإلستشارة اإلجبارية (الملزمة)‪ :‬تكون في حالة وجود‬
‫ـ في‬‫قبل اتخاذها القرار‪ ،‬فاإلدارة ملزمة باللجوء إلى طلب هذه اإلستشارة‪ ،‬والتي تعتبر إجراء جوهريا‬
‫القرار‪ ،‬ويؤدي عدم احترامه إلى البطالن‪ ،‬لكن بعد اطالعها على اإلستشارة أو الرأي تكون لها السلطة‬
‫التقديرية في أن تأخذ به أو تخالفه‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإلستشارة المتبوعة بالرأي الواجب إتباعه‪ :‬تكون في حالة نص يلزم اإلدارة أن تطلب اإلستشارة من‬
‫ـ عن الجهة‬
‫ـ مطابقا للرأي الصادر‬
‫جهة أخرى مع ضرورة اإللتزام بها‪ ،‬أي أن يكون القرار اإلداري‬
‫اإلستشارية‪ ،‬وإال فانه يكون باطال‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬نماذج من الهيئات اإلستشارية‬


‫‪ /01‬المجلس اإلسالمي األعلى‬
‫ـ ‪ ،1996‬وحسب نص‬ ‫هو هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬أنشئ بموجب المادة ‪ 171‬من دستور‬
‫المادة ‪ 196-195‬من التعديل الدستوري ‪ 2016‬فإن المجلس اإلسالميّ األعلى يتولّى على الخصوص‬
‫الحثّ على االجتهاد وترقيته‪ ،‬إبداء الحكم الشّرعيُي اميف ّعرَض عليه‪ ،‬رفع تقرير دوريّ عن نشاطه إلى‬
‫رئيس الجمهوريّة‪ .‬يتكوّن اﻟﻤﺠلس من خمسة عشر عضوا منهم الرّئيس يعيّنهم رئيس الجمهوريّة من بين‬
‫الكفاءات الوطنيّة العليا في مختلف العلوم‪ .‬وقد حدد المرسوم الرئاسي ‪ 17- 141‬تنظيم اﻟﻤﺠلس اإلسالمي‬
‫‪1‬‬
‫األعلى وسيره‪.‬‬

‫‪ /02‬المجلس األعلى لألمن‬


‫حسب نص المادة ‪ 197‬من الدستور هو هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬ويرأسه رئيس‬
‫الجمهوريّة‪ ،‬تكمن مهمّته تقديم اآلراء إلى رئيس الجمهوريّة في كلّ القضايا المتعلّقة باألمن الوطنيّ‪ .‬وال‬
‫ـ اﻟﻤﺠلس األعلى‬‫ـ رئيس الجمهوريّة كيفيّات تنظيم‬ ‫يتمتع المجلس بالشخصية المعنوية واالستقاللية ويحدّد‬
‫لألمن وعمله‪.‬‬
‫‪ /03‬المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬

‫‪ -1‬المرسوم الرئاسي ‪ 17- 141‬المؤرخ في ‪ 18‬أبريل ‪ 2017‬تنظيم اﻟﻤﺠلس اإلسالمي األعلى وسيره‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ 25‬لسنة‬
‫‪.2017‬‬
‫‪63‬‬
‫ـ‬
‫هو هيئة دستورية وطنية مستقلة‪ ،‬يتكون المجلس من ثماني وثالثين عضوا‪ ،‬وهو مكلف بتعزيز‬
‫وحماية حقوق اإلنسان في الجزائر‪ ،‬بموجب المادة ‪ 198‬من الدستور‪ .‬ويعمل حسب المادة ‪ 199‬من‬
‫ـ اﻟﻤﺠلس دون‬ ‫ـ المبكر والتقييم في مجال احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬ويدرس‬ ‫الدستور على المراقبة واإلنذار‬
‫المساس بصالحيات السلطة القضائية كل حاالت انتهاك حقوق اإلنسان التي يعاينها أو تُبلّغ إلى علمه‬
‫ويقوم بكل إجراء مناسب في هذا الشأن‪ .‬ويعرض نتائج تحقيقاته على السلطات اإلدارية المعنية والجهات‬
‫القضائية‪.‬‬
‫ويبادر اﻟﻤﺠلس بأعمال التحسيس واإلعالم واالتصال لترقية حقوق اإلنسان‪ ،‬ويبدي آراء واقتراحات‬
‫ـ تتعلق بترقية حقوق اإلنسان وحمايتها‪ .‬ويعدّ اﻟﻤﺠلس تقريرا سنويا يرفعه إلى رئيس الجمهورية‬
‫وتوصيات‬
‫‪1‬‬
‫ـ األول وينشره‪.‬‬
‫وإلى البرلمان والوزير‬

‫‪ /04‬اﻟﻤﺠلس األعلى للشباب‬


‫ـ لدى‬
‫حسب نص المادتين ‪ 201-200‬من الدستور يُحدث مجلس أعلى للشباب كهيئة استشارية توضع‬
‫ـ اﻟﻤﺠلس ممثلين عن الشباب وممثلين عن الحكومة وعن المؤسسات العمومية‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬ويضم‬
‫المكلفة بشؤون الشباب‪.‬‬
‫ـ حول المسائل المتعلقة بحاجات الشباب وازدهاره في‬
‫يقدم اﻟﻤﺠلس األعلى للشباب آراء وتوصيات‬
‫ـ‬
‫ـ واالجتماعي والثقافي والرياضي‪ .‬كما يساهم اﻟﻤﺠلس في ترقية القيم الوطنية والضمير‬
‫اﻟﻤﺠال االقتصادي‬
‫‪2‬‬
‫الوطني والحس الديني والتضامن االجتماعي في أوساط الشباب‪.‬‬

‫‪ /05‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد‬


‫حسب نص المادتين ‪ 203-202‬من الدستور تؤسس هيئة وطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬وهي‬
‫سلطة إدارية مستقلة إداريا وماليا توضع لدى رئيس الجمهورية‪ .‬وتتولى الهيئة على الخصوص مهمة‬
‫اقتراح سياسة شاملة للوقاية من الفساد وتكرس مبادئ دولة الحق والقانون وتعكس النزاهة والشفافية‬
‫والمسؤولية في تسيير الممتلكات واألموال العمومية والمساهمة في تطبيقها‪.‬‬

‫‪ -1‬حدد القانون ‪ 13-16‬المؤرخ في ‪ 3‬نوفمبر ‪ 2016‬تشكيلة وقواعد تعيين أعضاء المجلس الوطني لحقوق اإلنسان وكذا‬
‫القواعد المتعلقة بتنظيمه‪ 6‬وتسييره‪ ،.‬ج‪.‬ر ‪ 65‬لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ -2‬حدد المرسوم الرئاسي ‪ 142 -17‬المؤرخ في ‪ 18‬أبريل ‪ 2017‬تشكيلة اﻟﻤﺠﻟس األعلى للشباب وتنظيمه وسيره‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫‪ 25‬لسنة ‪.2017‬‬
‫‪64‬‬
‫ترفع الهيئة إلى رئيس الجمهورية تقريرا سنويا عن تقييم نشاطاتها المتعلقة بالوقاية من الفساد‬
‫‪1‬‬
‫ومكافحته والنقائص التي سجلتها في هذا اﻟﻤﺠال والتوصيات المقترحة‪.‬‬

‫‪ /06‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‬


‫ـ االقتصادي واالجتماعي إطار للحوار‬
‫حسب نص المادة ‪ 204‬من الدستور يشكل اﻟﻤﺠلس الوطني‬
‫ـ واالقتراح في اﻟﻤﺠال االقتصادي‪ ،‬وهو مستشار الحكومة‪.‬‬
‫والتشاور‬
‫يكلف المجلس بتوفير إطار لمشاركة المجتمع المدني في التشاور الوطني حول سياسات التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وضمان ديمومة الحوار والتشاور بين الشركاء االقتصاديين واالجتماعيين‬
‫ـ‬
‫الوطنيين‪ ،‬وتقييم المسائل ذات المصلحة الوطنية في المجال االقتصادي واالجتماعي والتربوي والتكويني‬
‫‪2‬‬
‫ـ على الحكومة‪.‬‬
‫ـ وتوصيات‬
‫والتعليم العالي والثقافة والبيئة ودراستها‪ ،‬وعرض اقتراحات‬

‫‪ /07‬المجلس األعلى للغة العربية‬


‫يعتبر المجلس األعلى للّغة العربيّة هيئة استشارية تحت إشراف رئيس الجمهورية‪ ،‬وحدّد التعديل‬
‫ـ اللّغة العربيّة؛ تعميم‬
‫ـ ‪ 2016‬في مادته الثّالثة أنّ المجلس هيئة دستوريّة تعمل على ازدهار‬ ‫الدستوري‬
‫استعمال العربيّة في ميادين العلوم والتّكنولوجيا والتّرجمة من اللّغات إلى العربيّة‪ ،‬يقدّم تقريرا سنويا عن‬
‫‪3‬‬
‫مهامه إلى السيّد رئيس الجمهوريّة‪.‬‬

‫‪ /08‬المجلس األعلى للقضاء‬


‫ـ مؤسسة دستورية‪ ،‬ويرأس رئيس الجمهورية المجلس األعلى‬ ‫يعد المجلس األعلى للقضاء في الجزائر‬
‫ـ‬
‫للقضاء‪ .‬المواد ‪ 176-173‬من الدستور‪ .‬ويقرر المجلس األعلى للقضاء تعيين القضاة ونقلهم وسير‬
‫ـ القضاة‪.‬‬
‫ـ للقضاء ورقابة انضباط‬
‫سلمهم الوظيفي ويسهر على احترام القانون األساسي‬
‫تحديد تشكيلة الهيئة الوطنية للوقاية من‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر سنة ‪ّ 2006‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تضمن المرسوم الرئاسي رقم ‪413-06‬‬
‫الفساد ومكافحته وتنظيمها وكيفيات سيرها‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ ،74‬وقد عدل بالمرسوم الرئاسي ‪ 64-12‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪،2012‬‬
‫ج‪.‬ر ‪ 08‬لسنة ‪.2012‬‬
‫‪ -2‬تضمن المرسوم الرئاسي رقم ‪ 309-16‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ ،2016‬والمتضمن تشكيلة المجلس الوطني‬
‫االقتصادي واالجتماعي وسيره‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ 69‬لسنة ‪ .2016‬وتضمن مرسوم تنفيذي رقم ‪ 355-17‬المؤرخ في الموافق ‪7‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،2017‬يتضمن تنظيم األمانة اإلدارية والتقنية للمجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ 72‬لسنة‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ -3‬يخضع المجلس ألحكام القانون ‪ 05 -91‬المؤرخ في ‪ 16‬يناير‪ 1991‬والمتضمن تعميم استعمال اللغة العربية‪ ،‬ج‪.‬ر‪3 ،‬‬
‫وحددت صالحيات‬
‫لسنة ‪ ،1991‬والمعدل باألمر ‪ 30-96‬المؤرخ بتاريخ ‪ 21‬ديسمبر‪ ،1998‬ج‪.‬ر ‪ 81‬لسنة ‪ّ .1996‬‬
‫وتنظيم وعمل المجلس بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 226-98‬المؤرخ في ‪ 11‬يوليو ‪ 1998‬المتضمن صالحيات المجلس‬
‫األعلى للغة العربية وتنظيمه وعمله‪ ،‬ج‪.‬ر الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 50‬لسنة ‪.1998‬‬
‫‪65‬‬
‫ويبدي اﻟﻤﺠلس األعلى للقضاء رأيا استشاريّا قبليّا في ممارسة رئيس الجمهوريّة حقّ العفو‪ .‬كما‬
‫ـ وبوضعية القضاة وتكوينهم‬ ‫يستشار المجلس األعلى للقضاء في المسائل العامة المتعلقة بالتنظيم القضائي‬
‫‪1‬‬
‫وإعادة التكوين‪.‬‬

‫‪ /09‬مجلس الدولة‬
‫يمثل مجلس الدولة الهيئة المقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬المادة ‪ 170‬و‪ 172‬من الدستور‪.‬‬
‫وبموجب الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 136‬من الدستور‪ ،‬تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء بعد رأي‬
‫ـ أو مكتب مجلس األمة‪.‬‬
‫ـ األول حسب الحالة مكتب اﻟﻤﺠلس الشّعبيّ الوطنيّ‬
‫مجلس الدّولة ثمّ يودعها الوزير‬
‫‪2‬‬

‫‪ -1‬يخضع تنظيم المجلس للقانون العضوي رقم ‪ 12 - 04‬المؤرخ في ‪ 6‬سبتمبر سنة ‪ 2004‬المتعلق بتشكيل المجلس‬
‫األعلى للقضاء وعمله وصالحياته‪ ،‬ج‪.‬ر ‪.2004 ،57‬‬
‫‪ -2‬يخضع تنظيم عمل مجلس الدولة إلى القانون العضوي ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬المتعلق باختصاصات‬
‫مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬ج ر‪ 37‬لسنة ‪ 1998‬المعدل والمتمم بالقانون العضوي ‪ 13-11‬الصادر في ‪ 03‬أوت‬
‫‪ ،2011‬ج‪.‬ر ‪ 43‬لسنة ‪.2011‬‬
‫‪66‬‬

You might also like