Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة السداسي الاول القانون الاداري
مطبوعة السداسي الاول القانون الاداري
مطبوعة السداسي الاول القانون الاداري
د
3
وتتمحور الفكرة العامة لموضوع المقياس في محاولة أخذ فهم عام لفكرة القانون اإلداري ،من خالل
ـ مع محاولة
ـ المركزي والالمركزي. منح مفاتيح حول :التعريف ،النشأة ،الخصائص ،التنظيم اإلداري
ـ
تبسيط فكرة خصائص القانون اإلداري ،وخاصة شرح فكرة أن القانون اإلداري أساسا يقوم على التوفيق
بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة .وتناول فكرة الشخصية المعنوية واألنظمة اإلدارية المركزية
ـ
ـ والالمركزي في الجزائر ،بشكل تقني ومباشر. والالمركزية وكذا هيئات التنظيم المركزي
ثانيا /أنواع اإلدارة :نجد ان هناك نوعين من اإلدارة :اإلدارة الخاصة واإلدارة العامة
ـ السلع
-اإلدارة الخاصة :تسمى كذلك إدارة االعمال وهي إدارة األنشطة التي تتضمن انتاج وتوزيع
ـ والمؤسسات بهدف تحقيق للربح. ـ والمقوالت والشركاتوالخدمات التي يقوم بها االفراد
-اإلدارة العامة :تناول فقهاء القانون واإلدارة والعلوم السياسية وعلم االجتماع واالقتصاد مفهوم اإلدارة
العامة ،وقد اتجه كل منهم إلى تعريفها بشكل يدخل مفهومها ضمن مجال تخصصه .ويسود عند فقهاء
ـ أو الوظيفي:
ـ الموضوعي القانون مفهومان لإلدارة العامة المفهوم العضوي أو الشكلي ،والمفهوم
ـ والهيئات التي
ـ أو الشكلي :يهتم بالتكوين الداخلي لها ،فهي :مجموعة األجهزة والهياكل
* المفهوم العضوي
تتشكل منها السلطة اإلدارية سواء المركزية منها أو الالمركزية ،عبر جميع مستوياتها اإلدارية.
ـ أو الوظيفي :يهتم بالتكوين الوظيفي له ،فهي :مجموع األنشطة والخدمات * المفهوم الموضوعي
ـ واألعمال التي تقوم بها تلك األجهزة والهياكل والهيئات التي تتشكل منها السلطة اإلدارية ،من
والوظائف
أجل إشباع الحاجات العامة للجمهور والمواطنين ،مثل تقديم التعليم والنقل والصحة العمومية.
كما يعرف عمار عوابدي لإلدارة العامة على أنها " مجموعة العمليات والمبادئ والقواعد واألساليب
العلمية والفنية والعملية والقانونية التي كل الجهود والوسائل المادية والبشرية والتنظيمية العامة
5
وكيفية تحركها وتوجيهها ،بواسطة عمليات التخطيط والتنظيم والرقابة لتحقيق األهداف العامة الرسمية
المحددة في السياسة العامة للدولة المطلوب تنفيذها".
6
ـ بمعناه الموضوعي فهو القانون الذي يحكم الوظيفة التي تتوالها
اإلدارية في الدولة ،والقانون اإلداري
األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة.
ـ هو القانون الذي يتضمن القواعد القانونية العامة التي تحكم وبجمع التعريفين نجد أن القانون اإلداري
ـ باألفراد .وإذا نظرنا إلى القانونـ ونشاطها وعالقتها
تنظيم السلطات اإلدارية في الدولة من حيث تكوينها
ـ وأنماطـ أو الهيكلي نجده في كل دولة على اختالف توجهاتها اإلداري من الجانب الوصفي والعضوي
تسييرها ،فكل دولة لها جهازها اإلداري الّذي يخضع دون شك لقواعد القانون ،سواء من حيث التنظيم
ـ المنازعات ...
والنشاط واألموال والرقابة وضبط
لكن االختالف بين الدول يتمثل في اختالفهم في اإلجابة عن التساؤل التالي :هل يجب أن تخضع
اإلدارة لنفس القواعد الّتي يخضع لها األفراد ،أم أنّه ينبغي وإلعتبارات معيّنة أن تخضع لقواعد متميزة
غير مألوفة لدى األفراد؟
ـ واألشخاص يخضع نشاط اإلدارة في الدول األنجلوسكسونية لنفس القواعد الّتي تحكم نشاط األفراد
الخاصة ،مما يعني أنّ اإلدارة تخضع لقواعد القانون الخاص (المدني والتجاري) ،وفي حالة المنازعة
ـ نفس القواعد واإلجراءات الّتي تسري على األفراد وأمام نفس الجهة القضائية التي يمثل القضائية تطبق
ـ هنا مجرّد تسمية لقانون يحكم اإلدارة العامة ،على أساس أنهأمامها كل األشخاص ،والقانون اإلداري
قانون ينظم شكل وعمل اإلدارة العامة ،دون أي خصوصية لإلدارة عن األفراد.
ـ بين القواعد القانونية الّتي يخضع لها األفراد وأشخاص القانون
لكن وبالمقابل يميز الفقه الفرنسي
الخاص ،والقواعد الّتي تخضع لها اإلدارة ،فالقانون اإلداري بالمفهوم الضيق هو مجموع القواعد القانونية
ـ ونشاطها وما المتميّزة والمختلفة عن قواعد القانون الخاص الّتي تحكم اإلدارة العامة من حيث تنظيمها
ـ هـو ذلك القانون الذي يتميز بقـواعد يترتّب على هذا النشاط من منازعات ،والـمـفهــوم الضـيق
خاصة تختلف عــن أحكام القانـون المدني لما تقرره من امتيازات خاصة لإلدارة ،فهو ليس مجرّد
تسمية لقانون يحكم اإلدارة العامة.
ثانيا /خضوع اإلدارة العامة إلى نوعين من القواعد القانونية
ـ هو كل القواعد التي تخضع لها اإلدارة ،فإن
وإذا كان المفهوم الواسع يعتبر أن القانون اإلداري
المفهوم الضيق ال يعتبر كل القواعد التي تخضع لها اإلدارة من قواعد القانون اإلداري ،حيث تخضع
اإلدارة العامة وفقه إلى نوعين من القواعد القانونية:
ـ ومعامالتها إلى
ـ يخضع نشاطها
-قواعد القانون الخاص :عندما تنزل اإلدارة العامة إلى مستوى األفراد
ـ وتخضع المنازعات الناشئة عن هذه النشاطات إلى القضاء العادي ،وهذه قواعد القانون المدني والتجاري
ليست قواعد قانون إداري.
-قواعد القانون اإلداري :الرتباط اإلدارة العامة بتحقيق المصلحة العامة ،يمنحها القانون وسائل قانونية
ال يمنحها لألفراد ،تمسى امتيازات السلطة العامة ،وهي قواعد متميزة عن قواعد القانون الخاص ،وهي
قواعد القانون اإلداري بالمفهوم الضيق.
ثالثا /مجاالت تطبيق قواعد القانون اإلداري بالمفهوم الضيق
7
ـ قواعد القانون
تبعا للمفهوم الضيّق أو الفني للقانون اإلداري ،يمكن تلخيص جوانب ومجاالت تطبيق
اإلداري على اإلدارة العامة من خالل:
ـ ببيان الهيئات والتنظيمات ـ التنظيم اإلداري والتي تهتم بعض قواعد القانون اإلداري
* قواعد تتعلق بتحديد
التي ينبني منها الجهاز اإلداري وتفصيل العالقات القائمة بينها ،سواء المركزية أو الالمركزية ،ومن بين
األمثلة على هذه القواعد ما نجده في الدستور من أحكام تتعلق بتنظيم السلطة التنفيذية ،وقانون البلدية
ـ تنظيم الهيئات والمؤسسات اإلدارية ـ النصوص التشريعية والتنظيمية التي تتناول
وقانون الوالية ومختلف
العامة.
ـ والتي تنظم بعض قواعد اإلداري كيفية ممارسة اإلدارة العامة أيـ النشاط اإلداري
* قواعد تتعلق بتحديد
ـ إلى توضيح كيفية قيام هذه األجهزةـ اإلداري ،وتسعى
تلك الهيئات العامة التي شكلتها قواعد التنظيم
بمهامها ،ويأخذ نشاط اإلدارة العامة مظهرين أساسين:
ـ اإليجابي وهو المرفق العام ،الذي يظهر من خالل تلبية احتياجات المواطنين من -نشاط اإلدارة بالمظهر
السلع والخدمات وتنفيذ وظائف الدولة االجتماعية واالقتصادية والثقافية وغيرها ،مثل مرفق التعليم،
الصحة ،األمن...
ـ السلبي وهو الضبط اإلداري ،حيث تتدخل اإلدارة باعتبارها سلطة عامة لتحديد -نشاط اإلدارة بالمظهر
ـ قواعد البناء وحماية البيئة
ـ ووضع
ـ الحريات للمحافظة على النظام العام ،مثل تنظيم المروروتنظيم
والصحة...
ـ وسائل عمل اإلدارة العامة والتي تتضمن بعض قواعد القانون اإلداري تحديد * قواعد تتعلق بتحديد
وسائل عمل اإلدارة العامة ،والتي تتمثل أساسا في الموظفين العموميين المشتغلين باإلدارات العمومية
ـ العامة :والتي
والمرتبطين بعالقة تنظيمية باإلدارة ،حيث لهم نظام قانوني خاص بهم ،واألموال واألمالك
ـ مثل قانون األمالك العمومية ،واألعمال اإلدارية والصالحياتـ وتسيرهالها كذلك قواعد قانونية تنظمها
اإلدارية :والتي تتشكل من القرارات اإلدارية والعقود اإلدارية ،ونجد أن بعض قواعد القانون اإلداري
تتناول القرارات والعقود اإلدارية بالتنظيم.
ـ اإلدارة العامة والتي تهتم بتوضيح كيفية حل
ـ المنازعات الناشئة عن نشاط* قواعد تتعلق بتنظيم
المنازعات التي تنشأ بسبب عمل اإلدارة وتحديد جهة القضاء المختصة واإلجراءات التي يجب اتباعها
ـ اإلدارية ...
أمامها ،مثال قواعد اإلجراءات اإلدارية والمدنية ،قانون مجلس الدولة والمحاكم
8
ـ
ويقول " Bernard Gournayإنّ علم اإلدارة يعد أحد الفروع العلوم االجتماعية الذي يعتني بوصف
وشرح وتكوين جهاز الدولة ونشاط وآراء وسلوك األفراد والجماعات واألعضاء العاملين فيه ،أمّا القانون
ـ نظام له طابع قانوني يتعلّق بدراسة القواعد التي تحكم أعمال األشخاص اإلدارية سواء تعلقت
اإلداري فهو
ـ دستورية أو قانونية أو الئحية أو أحكام قضائية".
هذه القواعد بنصوص
ـ الفرق بين القانون اإلداري وعلم اإلدارة في األمثلة التالية:
ويظهر
9
يقسم الفقهاء القانون إلى فرعين هما القانون العام والقانون الخاص:
ـ العالقة بين طرفين أحدهما أو كالهما * القانون العام :يتشكل من مجموعة القواعد القانونية التي تنظم
يملك السيادة أو السلطة العامة أو يتصرف بها ،ويتضمن القانون العام الفروع التالية :القانون الدستوري،
القانون اإلداري ،القانون المالي.
* القانون الخاص :يتشكل من القواعد القانونية التي تنظم العالقات التي تنشأ بين أشخاص ال يعمل أيهم
بصفته صاحب سيادة ،ويضم الفروع التالية :القانون المدني ،القانون التجاري ،قانون األسرة ،قانون
اإلجراءات المدنية.
ـ بعض فروع القانون ،فال يستطيعون الجزم بطبيعة قواعدها هل ويجد الفقهاء صعوبة في تصنيف
ـ هذه الفروع حسب وجهات نظر الكتاب تنتمي إلى القانون العام أو القانون الخاص ،لذلك يختلف تصنيف
ـ القانون المختلف حول تصنيفها أو التي سميت بالمختلطة قانون العقوبات ،قانون
والفقهاء ،ومن بين فروع
اإلجراءات الجزائية وقانون العمل عند بعض الفقهاء...
أوال /عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام
/01عالقة القانون اإلداري بالقانون الدستوري :يعد القانون الدستوري والقانون اإلداري فرعان ألصل
ـ السلطة التنفيذية ،مع تناول
واحد هو القانون العام ،ويشترك القانون الدستوري والقانون اإلداري في تنظيم
كل فرع لها من جهة معينة.
يركز القانون الدستوري ويهتم بالسلطة التنفيذية كجهة حكومية وكسلطة دستورية والقانون اإلداري
ـ صالحيات السلطة التنفيذية وهيئاتها األساسية، يهتم بها كإدارة أي من الناحية اإلدارية ،وينظم الدستوري
ـ تقوم بوظيفتها.
ـ نشاط السلطة التنفيذية ،وكيف
ويبين القانون اإلداري
ـ األساسية للقانون العام في الدولة أي المبادئ الّتي تضمن لألفراد
يقرّر القانون الدستوري المبادئ
حقوقهم السياسية والمالية والدينية والمدنية ،والقانون اإلداري يضع هذه المبادئ موضع التنفيذ ويحدّد
ـ على عناوين وموضوعات القانون اإلداري ،فالقانون ـ يحتوي شروط تطبيقها ،وبهذا فإن القانون الدستوري
ـ بأنه الصوت والقانون اإلداري هو الصدى. الدستوري
ـ الجزائري 2016من القواعد ذات العالقةومن أمثلة هذه العالقة :ما تضمّنن التعديل الدستوري
المباشرة بالقانون اإلداري ،من ذلك نص المادة 15الّتي أعلنت عن الجماعات اإلقليمية للدولة وهي البلدية
والوالية...
/02عالقة القانون اإلداري بالقانون الدولي العام :يهتم القانون اإلداري والقانون الدولي العام بالدولة،
ـ الداخلي للدولة صاحبة السيادة ،بينما يهتم القانون الدوليلكن ينحصر اهتمام القانون اإلداري في النّشاط
العام بنشاط الدولة مع الدول والمنظمات الدولية.
وهناك نوع من التداخل بين القانون اإلداري والقانون الدولي العام في مجال لمنازعات اإلدارية ،حيث
يطبق القاضي اإلداري المعاهدة دولية على النزاع المعروض عليه إذا تعلقت قواعدها بالنزاع اإلداري
المعروض عليه.
10
ـ بتطبيق نص
ـ 2016القاضي اإلداري ـ هذا اإلطار مثال تلزم المادة 150من التعديل الدستوري
وفي
ـ
ـ يلزم القاضي اإلداري
ـ عليهما من قبل رئيس الجمهورية تسمو على القانون ،وبالتالي المعاهدة المصادق
بتطبيق نص المعاهدة.
/03عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي :تهتم المالية العامة كما يطلق عليه بجوانب النشاط المالي
ـ
ـ العامة أو بميزانيتها من أجل الوصول للدولة سواء تعلّق هذا النشاط بالنّفقات العامة للدولة أو بإيراداتها
إلى إشباع الحاجات العامة ،فالعالقة قائمة بين القانون المالي والقانون اإلداري ،فاألجهزة اإلدارية
المركزية الوزارات أو المحلية أو المرفقية ،تحتاج لممارسة نشاطها لنفقات عامة تمكنها من أداء مهامها
ـ االعتمادات المالية لها تطبيقا للمادة 140من التعديل الدستوري .2016 المختلفة ،وتحدد سنويا
ويهتم القانون اإلداري بالمال العام والخاص المملوك للدولة ،وبنزع الملكية الذي يلقى اهتماما في
قانون المالية عند البحث خاصة في جانب اإليرادات .كما تبرز العالقة أيضا من خالل منازعات
ـ على أنها منازعات إدارية يؤول االختصاص بالنظر ـ القضائي الجزائري الضرائب فهي تصنف في النظام
ـ والقانون المالي على مستوى تنفيذ األحكام
ـ ،وتبرز العالقة بين القانون اإلداري
فيها للقاضي اإلداري
اإلدارية في جانبها المالي الذي تنفذ عن طريق الخزينة العامة.
ـ لها عقابها ،وما دمت
/04عالقة القانون اإلداري بالقانون الجنائي :يهتم القانون الجنائي بالجريمة ويحدد
الجريمة موجودة في كل محيط بشري ،ومنه المحيط اإلداري ،فإن هناك عالقة بين القانون الجنائي
والقانون اإلداري ،فمثال نجد قانون العقوبات الجزائري يعاقب كل من أهان موظفا عموميا بعقوبة الحبس
ـ هذه
وبالغرامة أو بإحدى العقوبتين ،كما يفرض القانون 01-06لمكافحة الفساد على اإلدارة تبسيط
ـ وتسبيب القرارات اإلدارية وتبيان طرق اإلجراءات ونشر المعلومات والرد على العرائض والشكاوى
الطعن فيها ،وي جرم قانون العقوبات الرشوة ،إفشاء األسرار الوظيفة ،...وعاقب عليها بالحبس.
وبهذا فإن القواعد الجزائية متى تعلقت باإلدارة العامة فهي مسخرة لحماية الموظف من الغير ومن
نفسه ،حتى ال يرتكب أفعاال جزائية مستغال صفته الوظيفية .وتحمي القواعد الجزائية أموال اإلدارة
ـ أو تبديدها أو نقل االنتفاع بها إلى الغير من غير
ـ من كل فعل أو سلوك يؤدي إلى اختالسها
وممتلكاتها
مبرر.
ونظرا لكثرة قواعد القانون الجنائي المرتبطة باإلدارة ظهرت تسمية أخرى لفرع جديد من القانون هو
القانون الجنائي اإلداري.
ـ كمجموعة أمّا القانون اإلداري بالمفهوم الفني الضيق فلم يبرز للوجود إال في فرنسا ،فالقانون اإلداري
ـ القانون هو حديث قواعد غير مألوفة في القانون الخاص ،والقانون اإلداري كتسمية وكفرع من فروع
النشأة ،ترجع نشأة القانون اإلداري بالمفهوم الضيق إلى عوامل تاريخية تخص فرنسا ونظام الحكم فيها،
ال سيما الثورة الفرنسية ( )1789التي قامت على أساس الفصل بين السلطات ،ومنع المحاكم القضائية
القائمة في ذلك الوقت من الفصل في المنازعات اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة
ـ منازعات اإلدارة ،والذي أدى إلى ـ نظام قضائي مختص بنظر ـ أدى هذا االتجاه إلى وجود
القضائية ،وقد
ـ بالمراحل األساسية التالية.
ظهور القانون اإلداري ،وقد مرت نشأة القانون اإلداري في فرنسا
"Les fonctions judiciaires sont distinctes et demeureront toujours sépares des fonctions
administratives. Les juges ne pourront à, peine de forfaiture troubler de quelque
" manière que ce soit les opérations des corps administratifs
ـ التعدي على الوظائف اإلدارية أو محاكمة رجال اإلدارة عن أعمال تتصل " إن القضاة ال يمكنهم
بوظائفهم ،ويحظر على المحاكم حظرا مطلقا النظر في أعمال اإلدارة أيما كانت هذه األعمال ".
"Les juges, ne peuvent entreprendre sur les fonctions administratives ni citer devant
eux les administrateurs pour raison de leurs fonctions.
Défenses intégratives sont faites aux tribunaux de connaître des actes d’administration
de quelques espèces qu’ils soient".
إعتبر رجال الثورة الفرنسية أنّ مقاضاة اإلدارة أو مساءلة أعوانها يؤدي إلى عرقلة أعمالها التي
تهدف إلى تحقيق الصالح العام ،فمثال عندما تنوي اإلدارة نزع ملكية وتقف أمام القضاء من أجل هذا
ـ إلى
ـ انتقال المال من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة ،وهو ما يؤدي
العمل فإنّ إجراءات النزاع ستتوقف
تعطيل المشاريع العامة.
إذن المنازعات اإلدارية التي تكون اإلدارة ترفع أمام اإلدارة نفسها ،حيث تجمع اإلدارة صفة الخصم
والحكم ،وسميت هذه المرحلة باإلدارة القاضية ،حيث تحال الدعوى التي تكون اإلدارة المركزية طرفا
ـ ،وقد دافعSirey
ـ المنازعات التي تكون اإلدارة المحلية طرفا فيها إلى حكام األقاليم
فيها على الملك ،وتنظر
عن منح اإلدارة نظر منازعاتها سنة " 1818العدالة اإلدارية متمّمة ومكمّلة للعمل اإلداري"
ـ اإلشارة إلى أنه قبل الثورة الفرنسية لم تكن الدولة ومن ثمّ اإلدارة تسأل عن أعمال موظفيها،
وتجدر
ـ باإلمكان مساءلة الدولة عن أعمال موظفيها لكن أمام اإلدارة
أما في ظل مرحلة اإلدارة القاضية صار
نفسها.
14
صدر في 24ماي 1872قانونا اعترف لمجلس الدولة بصالحية الفصل في المنازعات اإلدارية دون
حاجة إلى مصادقة السلطة اإلدارية على قراراته ،ولم تعد األحكام تصدر باسم رئيس الدولة بل باسم
الشعب الفرنسي.
ـ لمجلس الدولة بالصفة القضائية الكاملة بل ظلت اإلدارة القاضية هي صاحبة لكن لم يعترف
ـ على أصحاب الشأن رفع دعواهم مباشرة إلى مجلس االختصاص العام في المنازعات اإلدارية وحرم
ـ إلى اإلدارة القاضية إال في الحاالت التي نص القانون صراحة
الدولة وكان واجبًا عليهم اللجوء أوالً رفعها
على استثنائها .وهو ما عرف بالقضاء المفوض مع بقاء اإلدارة القاضية .واستمر هذا الوضع حتى تاريخ
ـ على اإلدارة،
ـ مباشرة دون المرور
13ديسمبر 1889عندما قبل مجلس الدولة دعوى قدمها أحد األفراد
ـ .Cadot
ـ 1889قضية كــــادو بموجب قرار مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ 13ديسمبر
ـ والمياه بمدينة مرسيليا
ـ مديرًا للطرقات
ـ وقائع قضية كــــادو Cadotإلى أن السيد كادو وترجع
ـ الرفض أمام عندما تقرر إنهاء هذه الوظيفة ،ولما طالب البلدية بالتعويض رفضت له ذلك ،فطعن في قرار
مجلس الدولة رغم عدم جود أي نص يسمح بهذا ،لكن صرح المجلس باختصاصه بالفصل في الطعن دون
توضيح السند أو المبدأ المعتمد عليه".
ـ في كل الطعون باإللغاء الموجهة
وبهذا إُعترف لمجلس الدولة الفرنسي ألول مرة بأنه مختص بالنظر
ضد القرارات اإلدارية ،إال إذا كان هناك نص صريح يقضي بخالف ذلك ،بينما في السابق لم يكن
المجلس مختصا إال بناء على نص ،فإن لم يكن هناك نص يعود االختصاص إلى الوزراء.
ـ في 30سبتمبر 1953حدد المشرع اختصاص مجلس الدولة على سبيل ـ الصادر وبموجب المرسوم
الحصر ،وصارت المحاكم اإلدارية التي كانت تسمى مجالس األقاليم صاحبة االختصاص العام في
المنازعات اإلدارية.
لقد ساهم مجلس الدولة في إرساء مبادئ القانون اإلداري وقواعده المتميزة عن قواعد القانون الخاص
ـ ،وظهر ووضع الحلول المناسبة لمقتضيات حسن سير اإلدارة العامة ،واستقالل قواعد القانون اإلداري
ـ بالنكو الصادر عن محكمة التنازع تميز قواعد القانون اإلداري عن القانون الخاص جليا في قرار
ـ عن قواعد القانون الخاص ،ومنح الفرصة الفرنسية والذي إعترف صراحة بتميز قواعد القانون اإلداري
ـ حكم بالنكو
ـ الضيق وال سيما بعد صدور ـ القانون اإلداري بالمعنى
ـ إلنشاء قواعد ومبادئ
للقضاء اإلداري
الصادر عن محكمة التنازع الفرنسية بتاريخ 08فيفري .1873
ـ
شكل قرار بالنكو نقلة نوعية وتاريخية في تأسيس قواعد متميزة عن قواعد القانون الخاص ،قرار
ـ وقائع قضية بالنكو إلى تعرض بنت صغيرة ـ بتميز قواعد القانون اإلداري ،وترجع
بالنكو واالعتراف
تدعى إيناز بالنكو Agnès Blancoلحادث تسببت فيه عربة تابعة لمصنع إلدارة التبغ الفرنسية ،فقام
ـ المادي الذي حصل ألبنته ـ كممثل للدولة لتعويض الضرر ـ الجيروند
والد البنت برفع دعوى ضد محافظ
أمام القضاء العادي على أساس القانون المدني الفرنسي ،إالّ أنّ وكالة التبغ اعتبرت أنّ النزاع يهم اإلدارة
وأنّ مجلس الدولة هو صاحب االختصاص ،لذلك طالبت بإيقاف النظر في الدعوى حتى تبت محكمة
تنازع االختصاص في هذا اإلشكال.
ـ الفرنسية باختصاص القاضي اإلداري ،حيث أجابت بتاريخ 08فيفري
ـ حكمت محكمة التنازع وقد
1873بما يلي:
15
ـ العام باألفراد
"حيث أنّ المسؤولية الّتي يمكن أن تتحمّلها الدولة بسبب األضرار التي يلحقها أعوان المرفق
ـ فيما بينهم".
ـ عالقة األفراد
ال يمكن أن تخضع لمبادئ القانون المدني الّتي تضبط
" حيث أن هذه المسؤولية ليست عامة أو مطلقة بل لها قواعدها التي تتغير حسب مقتضيات المرفق العام
ـ بين مصلحة الدولة وحقوق األفراد ".
وضرورة التوفيق
ـ محكمة التنازع ذاتية القانون اإلداري كمجموعة قواعد تحكم اإلدارة العامة وتتضمن
لقد أثبت قرار
ـ القانون الخاص ،حيث يمكن استخالص النتائج التالية من
أحكاما استثنائية غير مألوفة في مجال روابط
تحليل القرار:
ـ عن وجود قواعد خاصة تحكم نشاط اإلدارة ،فقواعد القانون المدني لم تعد تواكب ـ بلونكو -أعلن قرار
نشاط اإلدارة وال تليق بطبيعة عملها ،وقصر تطبيقها فقط على األفراد ،وحين يستبعد القانون المدني ال بد
ـ قواعد القانون اإلداري".
من وضع قواعد بديلة أكثر مالئمة لطبيعة النشاط اإلداري"
ـ
-أكد القرار على خضوع الدولة للمسؤولية لكن ليس على أساس قواعد القانون المدني ،وفي هذا إقرار
بمسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها.
ـ العام غير مستقرة وغير ثابتة بل إنها تتغير حسب مصلحة المرفق،
-القواعد التي يخضع لها المرفق
ـ األفراد.
ـ بين مصلحة اإلدارة وحقوق فهي قواعد غير مألوفة تراعي التوفيق
لقد أدى االزدواج القضائي بفرنسا الناتج عن توجه الثوار الفرنسيين إلى ازدواج قانوني ،بوجود قواعد
ـ لدينا
القانون العام التي تحكم المنازعات اإلدارية وتستمد باألساس مصدرها من القضاء نفسه ،فصار
قضاء إداري مستقل عن القضاء العادي له الفصل في المنازعات اإلدارية دون التقيد بمبادئ وأحكام
القانون الخاص القائم في الدولة.
ووفق هذه المعطيات التاريخية نجد أن قواعد القانون اإلداري بالمعنى الضيق لم تنشأ بتدخل من
ـ في شكل منظومة مقننة كالقانون المدني أو التجاري أو الجنائي ،وإنما نشأت هذه
المشرّع ،ولم يصدرها
القواعد تباعا وعلى مدى مراحل طويلة على يد القضاء الفرنسي خاصة.
16
لجنة التامين االجتماعي ،لكن تعتبر في عالقتها بالقضاء العادي محاكم درجة أولى أو محاكم ابتدائية وال
يمكن اعتبارها قضاءً إداريًا مستقالً عن القضاء العادي الموحد.
عرفت إنجلترا تأسيس بعض المحاكم اإلدارية سنة 1958وتأسيس لجنة ملكية إلصالح القانون
اإلداري لسنة 1980كدرجة أولى لمنازعات اإلدارة ،كما وجدت في إنجلترا لجان إدارية ذات اختصاص
قضائي لنظر بعض المسائل اإلدارية ،في مجاالت الزراعة والصحة والنقل والتأمينات االجتماعية
ـ تشكيلتها أعضاء إداريين وقضائيين ،وتخضع هذه اللجان لرقابة القضاء العاديوضرائب الدخل ،وتضم
ـ أو النقضً.
باالستئناف
17
ـ المجالس القضائية ،دون دعوى اإللغاءومنح إختصاص منازعات اإلدارة للغرف اإلدارية على مستوى
ـ قرارات الغرفالتي ينظرها المجلس األعلى كقاضي الدرجة األولى وأخيرة زيادة عن االستئنافات
اإلدارية في المنازعات األخرى.
لقد عرف التنظيم القضائي تطورات جزئية كثيرة ال يستع المقام لذكرها إلى غاية دستور 1996الذي
أخذ باالزدواجية القضائية فتم إنشاء مجلس الدولة والمحاكم اإلدارية ومحكمة التنازع.
19
ـ خاصة بنزع الملكية للمنفعة العامة وقوانين خاصة بالتنظيم اإلداري أو القضاء اإلداري،...
وتشريعات
لكن مع تأكيد تعذر جمع كل مواضيع القانون اإلداري في تقنين شامل.
22
ـ لها الفصل في حالة التنازع بين التشريع والمعاهدة ،بمعنى تغليب المعاهدة على القانونقررت أنه يعود
سواء كان سابقا أو الحقا.
ـ المعاهدات على القانون الداخلي ذلك
كما أن القضاء اإلداري غير من اتجاهه لصالح االعتراف بسمو
أن رفض اإلقرار بسمو المعاهدة على القانون يخالف المادة 55من الدستور الفرنسي التي تمنح
للمعاهدات قيمة أسمى متى تم إدماجها في القانون الداخلي .وأقر القرار الصادر عن المجلس الدستوري
ـ لمختلف هيئات الدولةالفرنسي في ،1986-12-03والذي فيه أنه يعود بموجب المادة 55من الدستور
ـ كما تم رفض حجة أن فحص مدى تطابق ـ االتفاقيات الدولية في إطار اختصاصها.
السهر على تطبيق
القانون مع المعاهدة يؤدي إلى تقدير دستوريتها.
وعليه يجب على اإلدارة أن تراعي مضمون االتفاقيات الدولية وال تخالف أحكامها ،ومن أهمها
االتفاقيات مثال :المتعلقة بحق اللجوء ،بحقوق اإلنسان ،باتفاق ،Schengenبحماية البيئة ،التي تم
إدماجها في القانون الداخلي.
/04التشريع العادي :حددت المادة 140من التعديل الدستوري المجاالت التي يشرع فيها البرلمان
ـ التّنفيذ .كما
بقانون عادي وهي 29مجال ،مثل تنظيم القواعد العامّة لإلجراءات المدنيّة واإلدارية وطرق
ـ رئيس الجمهورية في حاالت الضرورة أي بين الدورتين أو في حالة شغور أن األوامر التي يصدرها
المجلس الشعبي الوطني ،تتم المصادقة عليها من طرف البرلمان في أول دورة مقبلة طبقا لنص المادة
142من الدستور.
ـ كانت المراسيم التشريعية بموجب مداولة المجلس األعلى للدولة بتاريخ 1992-07-02تحت وقد
رقم ،82-92تخول لرئيس الهيئة سلطة التشريع بمراسيم تشريعية بعد استشارة المجلس االستشاري
الوطني.
ـ صدر الكثير من التشريعات التي تحكم مجاالت كثيرة للقانون اإلداري الجزائري ،وعلى سبيل وقد
المثال :القانون 10-11المتعلق بالبلدية ،القانون 07-12المتعلق بالوالية ،القانون رقم 02- 98المتعلّق
23
بالمحاكم اإلدارية ،األمر 03-06المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ،القانون 09-08
المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية ،القانون 11-91المحدّد لقواعد نزع الملكية للمنفعة العمومية....
/05التشريعات الفرعية :يجد التشريع الالئحي أو الفرعي مكانا له في مصادر القانون اإلداري ،فهي
القرارات التنظيمية الصادرة عن السلطة التنفيذية طبقا للدستور والقانون ،بقصد المحافظة على النظام
ـ العامة...
العام ،تنظيم المرافق
وتتضمن القرارات التنظيمية قواعد عامة ومجردة تحدث أثارا قانونية أو تعدل أو تلغي بها مراكز
قانونية ،وتنظم جوانب كثيرة من نشاط اإلدارة وإليها يلجأ القاضي اإلداري لحسم النزاع المعروض عليه
ـ نذكر منها:
مع مراعاة تدرّجها وموضوعها وعالقتها بالنزاع
ـ الوزارات بصفتها الهيئة التنفيذية في الدولة اللوائح التنفيذية المتعلقة بتنفيذ
* لوائح تنفيذية للقوانين :تصدر
القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية لتوضيح ما يكتنفها من غموض وتسهيل تطبيقها.
ـ بما
ـ إليها القانون فتقترب وظيفتها من التشريع ،ومن ذلك قيامها
* لوائح تنظيمية :للمسائل التي لم يتطرق
ـ اإلدارية والمالية ،وهو من صميم عمل الوزارة
ـ الجهات اإلدارية ونظام العمل بها وشؤونها يتعلق بتنظيم
بصفتها المختصة بتنظيم الجهاز اإلداري في الدولة.
* لوائح الضبط اإلداري :تختص الهيئة التنفيذية بإصدار لوائح الضبط اإلداري المتعلقة بالمحافظة على
األمن العام والصحة العامة والسكنية العامة من ذلك اللوائح الخاصة بمكافحة الضوضاء أو غلق المحالت
المضرة بالصحة العامة.
ـ الهيئة التنفيذية لوائح تفويض من الهيئة التشريعية في موضوعات تدخل * اللوائح التفويضية :تصدر
ـ
ـ اللوائح الخاصة بإنشاء وتنظيم
أصالً ضمن اختصاصه ،كتفويض البرلمان الهيئة التنفيذية بإصدار
ـ العامة لممارسة االختصاصات ذات الطبيعة االستراتيجية المؤسسات والهيئات والمصالح والشركات
ـ
وتحديد أهدافها واختصاصاتها.
ـ ظروفًا استثنائية تجبرها على إصدار لوائح
* لوائح الضرورة :تصادف الهيئة التنفيذية في بعض األوقات
إدارية تضمن حماية النظام العام وحسن سير المرافق العامة لتعذر صدروها من الهيئة التشريعية
ـ في غير فترة انعقادها على أن تعرض على الهيئة التشريعية خالل مدة المختصة لغيبتها أو لحصولها
معينة لكي تقرها.
وتتنوع القرارات التنظيمية في الجزائر فنجد المراسيم الرئاسية ،المراسيم التنفيذية ،القرارات
ـ رؤساء البلديات وقرارات مدراء المؤسسات العمومية. الوزارية ،قرارات الوالة وقرارات
هناك العديد من التشريعات الفرعية التي تحكم مجاالت كثيرة للقانون اإلداري الجزائري ،وعلى سبيل
ـ
ـ تنفيذي رقم
ـ 247-15المتعلق الصفقات العمومية وتفويض المرفق ،مرسوم المثال :المرسوم الرئاسي
215-94يحدد أجهزة اإلدارة العامة في الوالية وهياكلها...
Kللقانون اإلداري
ثانيا /المصادر غير المكتوبة
/01القضاء :نشأ القانون اإلداري على يد القضاء الفرنسي ،لذلك شكل القضاء مصدرا أساسيا
ـ للقانون
ـ بشكل أو بآخر.اإلداري في القديم ،وال يزال يشكل مصدر
24
ويقصد بالقضاء الجهاز أي مجموع المحاكم القائمة ،كما يقصد به مجموع األحكام والمبادئ التي
تقرّها السلطة القضائية ،والمعنى الثاني هو الذي يعنينا هنا.
ـ بديالوحين استبعد القضاء اإلداري الفرنسي القانون الخاص لحسم المنازعات المعروضة عليه ،قدم
عن ذلك يراه أكثر مسايرة لنشاط اإلدارة وألهدافه ،وشكلت األحكام في مجموعها شيئا فشيئا قواعد القانون
اإلداري.
ورغم أننا نجد حاليا أن دور التشريعات أكبر في تنظيم مختلف الجوانب المتعلقة باإلدارة العامة
كالتنظيم اإلداري والموظفين والصفقات ،إال أنّ ذلك لم يفقد القضاء مكانته كليا ،فال يزال يمارس دور
ـ بين النصوص المتعارضة واستنباط القاعدة التي تتالءم مع طبيعة تفسير النصوص الغامضة والتوفيق
المنازعة اإلدارية.
ـ ألحكامـ من أن يلعب دورا إنشائيا
لقد مكنت ميزة عدم التقنين ومحدودية دور العرف القضاء اإلداري
ـ بحالة عدم وجود نص يحكم النزاع الذي بين يديه ،وهذا ومبادئ القانون اإلداري ،ألنه كثيرا ما يصطدم
خالفا للقاضي المدني الذي يلعب دورا تطبيقيا للقانون ألنه في أغلب الحاالت يجد النص الذي يحكم النزاع
الذي بين يديه.
ـ والعرف يعمل القاضي اإلداري على إنشاء قواعد القانون اإلداري ،لكن هلوفي حالة غياب التشريع
هو حر وغير مقيد بأي ضوابط أو قواعد في ذلك؟
ـ القاعدة القانونية وينشئها من العدم ،بل هو ملزم بالفصل في النزاع
ال يبتدع القاضي اإلداري
المعروض عليه في حالة عدم وجود نص في التشريع وعدم وجود عرف بالتقيد بما أصطلح على تسميته
بالمبادئ العامة للقانون.
تعرف المبادئ العامة للقانون مجموعة من القواعد القانونية التي ترسخت في وجدان وضمير األمة
ـ العامة
ـ واستنباطها بواسطة المحاكم ،وهي تختلف على هذا النحو عن المبادئالقانوني ويتم اكتشافها
المدوّنة في مجموعة تشريعية واحدة كمبادئ القانون المدني أو التجاري التي مصدرها التشريع.
ـ
ـ النظام القانوني
تعتبر مبادئ غير مشرعة يستنبطها القضاء من المقومات األساسية للمجتمع وقواعد
في الدولة ويقررها في أحكامه باعتبارها قواعد قانونية ملزمة ،وهي مستوحاة من روح التشريع بواسطة
القضاء ،تمثل تعبيرا قانونيا للمفاهيم الفلسفية واألخالقية ،االجتماعية واالقتصادية وتشكل قواعد قانونية
غير مكتوبة.
استعمل مجلس الدولة المبادئ العامة للقانون ألول مرة في قرار " 1946-10-26ينتج عن المبادئ
العامة للقانون التي تطبق حتى في غياب النص بأنه ال يمكن قانونيا النطق بأي إجراء قبل تمكين المعني
ـ عن نفسه".
باألمر من الدفاع
ومن أمثلة عن المبادئ العامة للقانون نجد الحقوق والحريات الفردية مثل حرية التنقل ،حرمة المسكن،
سرية الحياة الخاصة ،الحق في الملكية والحريات العامة المنظمة مثل حرية االجتماع العمومي ،حق
تكوين الجمعيات ،حرية العقيدة وإقامة الشعائر ،حرية الرأي ،مبدأ حرية التجارة والصناعة ،استمرارية
ـ والمساواة في استخدام األمالك
المرافق العامة ،المبادئ العامة المتعلقة بالمساواة أمام القوانين والتنظيمات
العمومية.
25
ـ اإلشارة إلى أن مصدر المبادئ العامة للقانون في المجال القانون اإلداري هو القضاء ،فهي ال وتجدر
ـ هو القضاء اإلداري .لكن من أين تستمد ـ صريح ،بل إنّ مصدرها ـ أو تشريعي تعتمد على نص دستوري
مجموع المبادئ العامة التي أقرّها القضاء في المواد اإلدارية قوتها القانونية؟
هناك نقاش في الفقه حول مصدر قوة المبادئ العامة للقانون ،وفق اآلراء التالية:
ـ والدساتير ،التي تهم اإلدارة بشكل عام
ـ المبادئ المحددة في المواثيق
* أساس المبادئ العامة هي مجموع
كمبدأ المساواة أمام القضاء ومبدأ المساواة في االلتحاق بالوظائف العامة وحق الدفاع ،...لكن هذه
ـ أخرى غاية من األهمية كمبدأ النصوص لم تعطي حصرا لكل المبادئ العامة ولم يرد فيها ذكر مبادئ
حسن سير المرافق العامة ،ومبدأ عدم رجعية القرارات اإلدارية ومبدأ تدرج العقوبات وغيرها.
ـ العامة يعود إلى فكرة القانون
ـ كأساس للمبادئ العامة :أساس القوة الملزمة للمبادئ -القانون الطبيعي
ـ قواعده وأحكامه ،لكن هذا االتجاه يتسمـ حولها مجموع الطبيعي كفكرة جوهرية في علم القانون تدور
ـ كما أنّ مبادئ القانون الطبيعي قد تخالف القواعد المحددة في القانون اإلداري.
بالعمومية والتجريد،
* العرف أساس المبادئ العامة :يخلط هذا الرأي بين العرف كمصدر مستقل للقانون اإلداري ،وبين
المبادئ العامة باعتبارها مجموعة أحكام ترسخت في وجدان الجماعة وعمل القضاء اإلداري على
إظهارها.
ـ اإلنشائي للقاضي اإلداري الختالفه ـ من الدور
* القضاء أساس المبادئ العامة :تستمد المبادئ العامة قوتها
عن القاضي اإلداري ،فالقاضي اإلداري يواجه محدودية التشريع والعرف فيضع القاعدة ثم تطبيقها،
فالقاضي اإلداري مفوض من قبل المشرّع ألن يسن قاعدة خاصة تحكم المنازعة التي بين يديه إذا انعدم
بشأنها نص أو عرف.
ـ اإلدارية بشكل
/02العرف :هو ما جرى عليه العمل من جانب السلطة اإلدارية في مباشرة صالحياتها
متواتر وعلى نحو يمثل قاعدة ملزمة واجبة اإلتباع.
ـ
ـ فهو إتباع السلطة اإلدارية لنمط معين من السلوك بوتيرة واحدة وبشكل منتظم
أما العرف اإلداري
خالل مدة زمنية معينة مع الشعور باإللزام هو ما ينشئ قاعدة قانونية عرفية.
ويشترط لتطبيق العرف من جانب اإلدارة أو القاضي أال يكون مخالفا لنص تشريعي ،وللعرف
اإلداري :ركن مادي وركن معنوي.
* الركن المادي :اعتياد اإلدارة إتباع سلوك معين بصفة متواترة ومنتظمة خالل مدّة زمنية معينة ،فإذا
اتبعت اإلدارة سلوكا معيّنا فترة من الزمن ثم تخلت عنه في فترة أخرى ال نكون بصدد عرف إداري
لغياب صفة التواتر واالستمرارية.
ـ عنه
* الركن المعنوي :االعتقاد لدى اإلدارة وهي تتبع سلوكا معينا أنها ملزمة بإتباعه وأنّ االبتعاد
يعرضها للمسؤولية ويجعل عملها معيبا من حيث المشروعية.
ـ
ـ إعترف بها القضاء اإلداري وهو ما أكدته المحكمة اإلدارية العليا بمصر بقولها..." :والعرف وقد
اإلداري اصطلح على إطالقه على األوضاع التي درجت الجهات اإلدارية على إتباعها أو مزاولتها نشاطا
ـ والسير على نشأتها في مباشرة هذا النشاط أن معينا ،وينشأ من استمرار اإلدارة التزامها لهذه األوضاع
تصبح بمثابة القاعدة القانونية الواجب اإلتباع ما لم تعدل بقاعدة أخرى مماثلة."...
26
وينقسم العرف إلى عرف مفسر وآخر مكمل ،وبعض الدراسات تحدثت عن العرف المعدل نوضح
ذلك فيما يلي:
ـ غامض مع انعدام التفسير المكتوب كأن يحتويـ أو تنظيمي* العرف المفسر :أي وجود نص قانوني
ـ تحمل أكثر من تفسير ،فيأتي العرف ليفسر ما غمض من النص في حال النص مثال على مصطلحات
ـ لمدة زمنية طويلة.
إتباع اإلدارة لذا السلوك بانتظام وبتواتر
ـ نص قانوني أو تنظيمي ،فتأتي القاعدة
* العرف المكمل :تنظم القاعدة العرفية المكمّلة حالة عدم وجود
ـ القانون اإلدارة بشكل أوضح وبمساهمة أكبر خالفا لدور العرف المفسر الذي العرفية كمصدر من مصادر
اكتفى بتفسير ما غمض من النص المكتوب.
ـ التشريع لمسألة* العرف المعدل باإلضافة أو الحذف :نكون أمام عرف معدل باإلضافة أو إذا لم يتطرق
ـ قاعدة جديدة لم ترد في النص ـ العرف ليقدم إضافة جزئية للتشريع ،فالعرف أضافمعينة وجاء دور
الرسمي ،أما العرف المعدل بالحذف فيتمثل في هجر اإلدارة لنص تشريعي لمدة طويلة حيث تولد شعور
ـ أن هذا النّص غير ملزم لإلدارة ولألفراد( .هناك نقاش حول صالحية هذه الفكرة)
لديها ولدى األفراد
لكن تسامح اإلدارة لعدم تطبيق قانون معين ال ينشئ في كل الحاالت قاعدة عرفية وال يمكن التمسك
بعدم التطبيق من جانب األفراد ضد اإلدارة ،مثال :تساهل اإلدارة في تطبيق قانون منع التدخين في
األماكن العامة ولو مدة طويلة ،ال يشكل قاعدة عرفية ألن القول بذلك يعني أن العرف أعدم التشريع
وأبطل مفعوله.
والحقيقة أن العرف في المجال اإلداري يمارس دورا ثانويا وال يلعب دورا بارزا في الكشف عن
ـ الذي يلعبه في مجال القانون المدني والتجاري.
قواعد القانون اإلداري على غرار الدور
ـ العلمية المختلفة بواسطة الفقهاء ،وفي المجال
/03الفقه :يقصد به استنباط المبادئ القانونية بالطرق
اإلداري المبادئ القانونية التي أرساها الفقهاء في شتى الميادين التي تمس عالم اإلدارة بصفة عامة.
ورغم الدور الذي يقوم به الفقه سواء في المجال اإلداري أو غيره من فروع القانون األخرى في
الكشف عن كثير من خفايا النصوص وتناقضاتها من جهة ،أو إيجاد حل لكثير من اإلشكاالت القانونية
المطروحة من جهة ثانية أو تحليل األحكام والقرارات القضائية والتعليق عليها من جهة ثالثة .كل هذا
ـ المشرع أو القاضي ،إال أنّ رأي الفقيه يظل استئنائيا غير ملزم بالنسبة للقاضي لذلك اعتبر بهدف تنوير
ـ تفسيريا ال رسميا.
الفقه مصدرا
28
ـ العام ،من خالل إقرار محكمة التنازع أن مسؤولية
يعد الحكم في قضية بالنكو أساس نظرية المرفق
ـ العام ال يمكن أن تحكمها مبادئ التقنين المدني ،رغم أن الحادث صادر عن عربة تابعة
الدولة عن المرفق
للدولة وأن مصدر المسؤولية ناتج عن فعل ال يأخذ طابع العمل السلطوي ،وأن هذه المسؤولية ليست عامة
ـ بين حقوق الدولة
ـ تبعًا لحاجات المرفق ،ولضرورة التوفيق
وال مطلقة بل لها قواعدها الخاصة التي تتغير
والحقوق الخاصة.
ـ ظهرت أحكام قضائية تبنت هذا المعيار مثل حكم قضية تيرييه حكم مجلس الدولة يوم 06فيفري وقد
ـ
1903في قضية ، TERRIERفالعقد في نظر مجلس الدولة تعلّق بمرفق عام ،حيث صار القضاء اإلداري
ـ أو باعتبارها
ـ كاألفراد
ـ العامة سواء كانت اإلدارة تتصرف
ـ المرافق
مختص بكل نزاع يتعلق بتنظيم وسير
صاحبة سلطة.
ـ قضية TERRIERفي أن المجلس العام للمحافظة أعلن عن مكافأة مالية لكل من وتتلخص وقائع
يشارك في حملة نظمتها المحافظة للقضاء على األفاعي وتقدم السيد TERRIERللمحافظة للمطالبة
ـ مجموعة من األفاعي ،لكن المحافظة رفضت طلبه بسبب أن الغالف المالي بالمكافأة بعدما قام باصطياد
المخصص للعملية قد نفذ ،فرفع دعوى إلى القضاء اإلداري ضد المحافظة على أساس أنها خالفت شروط
العقد الذي بينها وبين أهالي األقاليم.
ـ المرافق العامة الوطنية أو
ـ وسيرـ ROMIEUأن كل ما يتعلق بتنظيموجاء تقرير المفوض روميو
المحلية هو عملية إدارية بطبيعتها وهي من اختصاص القضاء اإلداري ،وأكد في تقريره أن فكرة المرفق
العام ضرورية لكي يختص القضاء اإلداري للفصل في منازعات نشاط اإلدارة.
إعتبر مجلس الدولة أن الوعد بمكافأة يعد إيجابا من المحافظة وأن المدعي بقيامه باالصطياد تقدم
ـ عام وبالتالي يكون االختصاص بنظره للمحاكم اإلدارية .وبهذا بقبول ،فهنا يوجد عقد وهو يتعلق بمرفق
ـ وليس لتحديد المشرع لها ،وقد وضع القضاء أصبحت لعقود اإلدارة الصفة اإلدارية تبعا لخصائصها
ـ القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة
معايير إضفاء الصفة اإلدارية على عقود اإلدارة ،واختصاص
عنها.
ـ المرفق العام يعرف استثناءات فعندما تقوم الدولة أو األشخاص التابعة لها بإدارة أموالهالكن معيار
ـ عام ،وعندما ال تستعمل اإلدارة وسائل القانون العام وتستخدم الخاصة فال نكون في هذه الحالة أمام مرفق
ـ قواعد القانون الخاص، قواعد القانون الخاص في إدارة نشاط من نشاطاتها ،ففي هاتين الحالتين تطبق
ويختص القضاء العادي بنظر المنازعات الناشئة عنها.
ـ العام فإن أساس القانون اإلداري واختصاص القضاء اإلداري ،إنما يتعلق وعليه وحسب معيار المرفق
ـ تحقيق المصلحة العامة ،وصار القضاء اإلداري مختص ـ تديره الدولة أو أحد مرافقها ويستهدف
بكل نشاط
ـ صاحبة بكل نزاع يتعلق بتنظيم وسير المرافق العامة سواء كانت اإلدارة تتصرف كاألفراد أو باعتبارها
سلطة.
ـ المرفق العام وفق هذا التصور مر بأزمة ،ذلك أنه عندما صدر قرار بالنكو لم تكن الدولةلكن معيار
ـ اإلدارة للقانون اإلداري ال يثير
تمارس مهاما تجارية وصناعية ،كانت المرافق إدارية بطبيعتها وإخضاع
أي إشكالية لمحدودية نشاطها ،وبعد إفرازات الحرب العالمية األولى وجدت الدولة نفسها مجبرة على
29
ـ الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية فظهرت إلى جانب
القيام بوظيفة الصناعة والتجارة لتطور
المرافق اإلدارية المرافق االقتصادية.
ـ اإلداري ألحكام متميزة غير معهودة في مجال القانونـ المرفق
لقد كان الفقه الغالب قد سلم بإخضاع
الخاص ،لكن االشكال هنا مع المرافق االقتصادية التابعة للدولة هل تخضع للقانون اإلداري والقضاء
اإلداري؟
ـ ينظر لبعض منازعات اإلدارة نظرة خاصة ويخرجها من والية القضاء وبهذا كان القضاء الفرنسي
اإلداري ويخضعها للقضاء العادي ولقواعد القانون الخاص ،فمثال القرار الصادر عن محكمة التنازع في
ـ تعلق هذا النزاع بناقلة بحرية في ساحل العاج Bac 22جانفي 1921في بقضية ،Bac d'Elokaوقد
ـ الضرر بمجموعة عربات .لما رفع األمر إلى ـ وإلحاق
d'Elokaتعرضت لحادث تسببت في غرق مسافر
المحاكم العدلية تمسك ممثل اإلدارة بعدم االختصاص .فعرض األمر على محكمة التنازع فأقرت الصبغة
المدنية للنزاع واختصاص القاضي العادي ،وأسست قرارها هذا أن الشركة كانت تقوم بوظيفة النقل طبقا
ـ التي يعمل بمقتضاها األفراد وغياب نص صريح يعهد االختصاص للقاضي اإلداري فإنّ لذات الشروط
النزاع يكون من اختصاص القاضي العدلي.
ـ إدارية ومرافق اقتصاديةـ أنواع مرافق
وعلى هذا فإن معيار المرفق العام لم يعد شكال واحدا ،فالمرافق
ـ اإلدارية ألحكام
ـ ،فإذا كان يجب إخضاع المرافقنتجت عن تدخل الدولة في المجال الصناعي والتجاري
ـ استنادا لمجموعة أسباب منطقية وموضوعية ،فإنّه بات من غير المعقول تطبيق ذات القانون اإلداري
ـ االقتصادية بحكم طبيعة هذا النوع من النشاط. األحكام بالنسبة للمرافق
ـ العامة ذات الطابع االقتصادي أساسا ألحكام القانون الخاص .فالعقود التي
وبالمقابل تخضع المرافق
ـ االقتصادية تكون غالبا من نفس طبيعة العقود التجارية ،وتخلو من الشروط االستثنائيةتبرمها المرافق
ـ االقتصادية يخضعون لتشريع العمل ال لتشريع الوظيفة على الوجه الشائع والغالب .كما أن عمال المرافق
العامة المطبق على الجهات الخاضعة للقانون اإلداري .كما أن المرافق االقتصادية لمرافق تحتاج بشأن
تيسيرها لقواعد وآليات يطغى عليها مظهر السرعة وهذا خالفا للمرافق اإلدارية التي تحكمها إجراءات
روتينية ومعقدة.
ـ وفشله على أن يكون معيارا مميزا للقانون لقد أدت أزمة فكرة المرفق العام إلى زعزعة المعيار
ـ االقتصادية نتيجة التأميمات ،ومن المؤكد أن عجز اإلداري ،بحكم التوسع الكبير في دائرة المرافق
ـ العام أثر سلبا على قيمةـ المرفق على تقديم مدلول واضح ودقيق لمفهوم المرفق أصحاب نظرية ومعيار
ـ العام عاجزة على أن تكون أداة تمييز بين والية القانونومكانة هذا المعيار ،حيث أصبحت فكرة المرفق
الخاص مما فرض مجددا على الفقه التفكير في معيار أكثر حسما.
30
جعلها ثانوية مقارنة بدور السلطة العامة ،فغلب عنصر الوسائل التي تستخدمها اإلدارة على عنصر الغاية
أو الهدف.
ـ اإلدارة في سبيل تحقيق أهدافها ،فإذا كانت هذه الوسائل تتميز
ينظر هذا المعيار للوسائل التي تستعملها
ـ استثنائية ال نظير لها في عالقات األفراد ،كنا أمام نشاط يحكمه القانون اإلداري
بسلطات وامتيازات
ويختص بالمنازعات الناشئة عنه القضاء اإلداري.
ويركز معيار إمتيازات السلطة العامة على الوسائل التي تستعملها اإلدارة والتي تظهر أنها امتيازات
ـ اإلدارة أكثر من األفراد
استثنائية ال نظير لها في عالقات األفراد ،لكن يطرح االشكال بخصوص خضوع
لشروط وقيود ،هل تأخذ حكم اإلمتيازات؟ وقد شكلت هذه المالحظة النقد الرئيسي لهذا المعيار.
32
ـ
وتبقى جهود الفقه متواصلة لتحديد معيار دقيق لتحديد والية القانون اإلداري ،خاصة أمام تناقضات
اتساع مجال تدخل الدولة إلشباع الحاجات العامة من جهة ،وخوصصة المشروعات العامة من جهة
أخرى.
33
ـ الشكلي باعتراف الدولة أو المشرع بالشخصية المعنوية وقد يكون
ب /العنصر الشكلي :يتحقق العنصر
االعتراف صريحًا أو قد يكون ضمنيًا ،فقد يتم بطريق االعتراف العام (المجموعات التي نص عليها
ـ شروطها) ،وقد يتم بطريق االعتراف الخاص (المجموعات التي لم ينص المشرع مسبقًا متى توافرت
عليها المشرع تستلزم نص خاص لها يمنحها الشخصية المعنوية)
34
اعتبرت فكرة الشخصية المعنوية مجرد إفتراض قانوني مخالف للواقع لجأ إليها المشرع كحيلة قانونية
لتمكين التجمعات والهيئات من تحقيق أهدافها ،عن طريق إفتراض الشخصية القانونية لها حتى تتحقق
أهلية اكتساب الحقوق وتحمل اإللتزامات ،فتعتبر مجازا شخصا من أشخاص القانون.
ـ الشخصية القانونية للدولة ،فإذا كانت
وانتقدت هذه النظرية على أنها عجزت عن تفسير كيفية وجود
ـ فهي مجرد منحة من المشرع تبقى ـ وضعه المشرع ،وبالتالي
الشخصية المعنوية مجرد مجاز قانوني
مرهونة بإرادة مشرع الدولة ،فمن منح الشخصية القانونية للدولة مادامت هي من يتحكم في منح
الشخصية القانونية؟
لذلك إعتبر أصحاب هذه النظرية الدولة الشخص المعنوي الوحيد األصيل والحقيقي ،حيث توجد
ـ فهي مجرد مجاز وإفتراض
ـ أركانها ،أما األشخاص المعنوية األخرى
شخصيتها القانونية بمجرد توافر
قانوني.
وتنتقد هذه النظرية على أنها تبرر إطالق سلطة الدولة للتحكم في مصير الجماعات والتجمعات بشكل
ـ ودورها ،وعلى أنها تربط الشخصية المعنوية باإلرادة الذاتية مما يؤدي إلى تقرير عدم يسيء إلى تكوينها
مسؤولية األشخاص المعنوية مدنيا وجزائيا.
ـ الحقيقي
-2نظرية الشخصية الحقيقة أو نظرية الوجود
تعتبر فكرة الشخصية المعنوية هي حقيقة قانونية واقعية موجودة شأنها شأن الشخصية الطبيعية
ـ انقسم فقهاء هذه الفكرة إلى فريقين:
وليست مجازا أو إفتراضا أو حيلة ،وقد
* يرى الفريق األول أن الشخص المعنوي له إرادة ذاتية مستقلة وقائمة بذاتها تكونت له من نتاج تجمع
إرادات األفراد الذين يكونون الشخص المعنوي ،فكلما حصل إتفاق بين أعضاء المجموعة حول مسالة
معينة من نطاق هدف المجموعة شكل هذا اإلتفاق اإلرادة الذاتية للشخص المعنوي ،ومتى تكونت هذه
ـ كحقيقة قانونية.
ـ موجود اإلرادة الذاتية نقول أننا أمام شخص معنوي
* يرى الفريق الثاني أن أساس الشخصية المعنوية ليس اإلرادة الجماعية بل أن المصلحة ،وهي جوهر
ـ محال للحق.الحق الذي جعل من الشخص المعنوي
ـ منحة منينتقد هذا اإلتجاه ككل هو أنه جعل الشخصية المعنوية حقيقة ال مجاز ونفى عنها وصف
الدولة ،أي جعل منها حالة واقعية تفرض نفسها على المشرع الذي ما عليه سوى االعتراف بها ،من شأنه
ـ موافقة من المشرع.
أن يعبد الطريق أمام إنشاء العديد من األشخاص المعنوية دون حاجة النتظار
ج -نظرية الحقيقة التقنية
ـ النظريتين السابقتين ،فالشخصية المعنوية تمثل فعال حقيقة إال أنها ليست
تجمع هذه النظرية أفكار
حقيقة مجسدة ،فالمصالح الجماعية والجماعات ليس لها نفس طبيعة الشخص الطبيعي ،أنها تفترض فقط
اإلعتراف القانوني أي القابلية ألن تكون موضوعا للحق ،فلشخص المعنوي حقيقة نابعة من المجتمع ومن
التقنية القانونية.
إعتبار أن اإلعتراف بالشخصية القانونية له هدف دقيق وهو اإلعتراف ببعض النتائج منها اإلعتراف
بكل الحقوق بإستثناء ما تعلق منها بالشخص الطبيعي.
35
ـ بالشخصية المعنوية صراحة من خالل نص المادة 49من التقنين ـ إعترف المشرع الجزائريوقد
ـ المعدل بالقانون 10-05حيث إعتبر األشخاص اإلعتبارية هي :الدولة ،الوالية ،البلدية، المدني الجزائري
ـ
المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،الشركات المدنية والتجارية ،الجمعيات والمؤسسات ،الوقف
وكل مجموعة من األشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية".
كما نصت المادة 50من التقنين المدني الجزائري على تمتع الشخص المعنوي بجميع الحقوق ما عدا
ـ الحدود التي يقررها القانون .ونصت المادة 51من التقنين المدني ما كان منها لصيق بصفة االنسان ،وفي
الجزائري على ما يلي ":يعين القانون الشروط التي يجب توافرها لتأسيس مؤسسات الدولة والمنشآت
ـ الشخصية القانونية أو فقدها ".
ـ واكتسابها
اإلقتصادية واإلجتماعية والمجموعات مثل الجمعيات والتعاونيات
ـ لألخذ بنظرية المجاز أو اإلفتراض القانوني في تكييف طبيعة فكرة ويميل المشرع الجزائري
ـ كل مجموعة من األشخاصالشخصية المعنوية ،بدليل أنه يستعمل مصطلح األشخاص اإلعتبارية ،وكذلك
أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية ،باإلضافة إلى عبارة "يعين القانون"،
36
* فكرة الهدف :تستهدف األشخاص المعنوية العامة تحقيق المنفعة العامة ،بينما تستهدف األشخاص
المعنوية الخاصة تحقيق المصلحة الخاصة ،لكن هناك أشخاص معنوية خاصة تستهدف تحقيق المصلحة
العامة مثل المشروعات الخاصة ذات النفع العام كالمدارس والعيادات الخاصة.
* معيار طبيعة النشاط :الشخص المعنوي العام يقوم بنشاط عام ،بينما يقوم الشخص المعنوي الخاص
بنشاط خاص ،لكن هناك أشخاصا معنوية عامة تقوم بأعمال ذات طبيعة خاصة.
ـ إليها ملزم ،أما
ـ :فاألشخاص المعنوية العامة هي التي يكون االنضمامـ اإلجباري
* معيار اإلنضمام
ـ لكنه يبقى معيارا ناقصا كذلك ،غير أن هذه المعايير جميعهااألشخاص المعنوية الخاصة يكون إختياريا،
تبقى عاجزة إلى حد ما عن التفرقة بين الشخص المعنوي العام والشخص المعنوي الخاص ،ويبقى المعيار
الراجح في التمييز بينهما يتمثل في المعيار المركب أو المزدوج.
* المعيار المركب أو المزدوج :يقوم على عنصر ذاتي يتمثل في إرادة المشرع التي تتضمنها النصوص
ـ على إرادة المشرع والكشف عنهاالقانونية المنشئة للشخص المعنوي المراد تحديد طبيعته ،فالوقوف
ـ هل هو عام أم خاص ،ويقوم كذلك على عنصر موضوعي يساعد على تحديد نوعية الشخص المعنوي
متكون من المعايير السابقة اإلشارة إليها كدالئل على نوعية الشخص المعنوي هل هو عام أم خاص.
Kالعامة
ثانيا /أنواع األشخاص المعنوية
تحتل األشخاص المعنوية العامة أهمية كبيرة في نطاق القانون العام الذي ال يعرف غير هذا النوع من
األشخاص المعنوية .وقد درج الفقه والقضاء على تقسيم األشخاص المعنوية العامة إلى ثالث أنواع:
أ /األشخاص المعنوية اإلقليمية
ـ معين من الدولة وهي
األشخاص المعنوية أو االعتبارية التي يتعلق اختصاصها في نطاق جغرافي
تشمل :الدولة والجماعات اإلقليمية أي الوالية والبلدية.
-1الدولة :أهم األشخاص المعنوية على اإلطالق ولهذا فقد ورد النص عليها في القانون المدني على أن
الدولة هي أول األشخاص االعتبارية .وهي الشخص المعنوي العام الذي تتفرع عنه األشخاص المعنوية
األخرى وهي التي تمنح الشخصية المعنوية الخاصة لألفراد والهيئات الخاصة وتمارس الرقابة عليها.
ـ شخص معنوي واحد. وتشمل سلطات الدولة الثالث السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية ،باعتبارها
ـ فكرة األشخاص المعنوية العامة المحلية بالديمقراطية التي
-2الجماعات اإلقليمية أو المحلية :ترتبط
تسمح لكل إقليم من أقاليم الدولة أن يدير شؤونه المحلية من خالل ممثليه من سكان اإلقليم في الوالية
والبلدية.
ب /األشخاص اإلعتبارية العامة المرفقية
ـ تحت رقابة الدولة أو أحد
تسمى اإلعتبارية الفنية أو المصلحية ،وتنشأ لتحقيق مصالح عامة لألفراد
األشخاص المعنوية التابعة لها" ،الهيئات أو المؤسسات العامة"
ـ العامة التي تتطلب نوعًا من االستقالل ـ لجأ المشرع إلى إنشاء هذه األشخاص لتباشر إدارة المرافق
وقد
الفني عن الحكومة المركزية لضمان فاعلية وكفاءة اإلدارة .وتختلف عن األشخاص االعتبارية اإلقليمية
ـ الجغرافية لإلقليم الذي
في أنها مقيدة بالهدف الذي أنشأت من أجله ،في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود
37
تمثله حيث أن األشخاص االعتبارية المرفقية تهدف إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ما هو إداري أو
اجتماعي أو اقتصادي.
ويقود هذا االختالف إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب النشاط الذي تتواله ،أما األشخاص اإلقليمية
فالقاعدة العامة أنها تتمتع بذات التنظيم القانوني .كما تفترق األشخاص االعتبارية المرفقية عن األشخاص
االعتبارية اإلقليمية في أن األخيرة تقوم على فكرة الديمقراطية التي تؤكد حق سكان الوحدات المحلية
ـ المحلية بأنفسهم ،بينما تقوم فكرة الشخصية االعتبارية المرفقية على ضرورة ضمان بإدارة شؤونهم
ـ العامة ذات الطابع الفني وال عالقة للديمقراطية في ذلك ،مثل
الكفاءة اإلدارية وحسن إدارة المرافق
الجامعات والمستشفيات...
ج /األشخاص المعنوية المهنية
ـ المستمر في مناحي الحياة االجتماعية
ظهرت فكرة األشخاص المعنوية المهنية بسبب التطور
ـ على القانون اإلداري .وتتمثل في المنظمات واإلتحادات واالقتصادية في مختلف الدول وتأثير هذا التطور
ذات الطابع المهني ،وهي تتولى إدارة مرافق عامة ينشؤها المشرع لتحقيق مصالح عامة ،ومن ذلك اتحاد
األدباء والكتاب ،نقابة المحامين ،نقابة الموثقين...
ـ اللوائح الخاصة بتأديب أعضائها وممارسة المهنة التي
وتتمتع هذه األشخاص باالستقالل ولها إصدار
تشرف عليها.
38
لكن يجب اإلشارة إلى أن أهلية الشخص المعنوي أضيق من أهلية الشخص الطبيعي فهي مقيدة
ـ القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه وتخصصه ،ومقيدة بالهدف الذي يسعى الشخص
بممارسة التصرفات
االعتباري العام لتحقيقه،
ـ العام أهلية التقاضي ،فله مقاضاة الغير ومن حق الغير أن يقاضيه،
* حق التقاضي :للشخص المعنوي
وتقاضي األشخاص المعنوية بعضها ببعض ،ويباشر هذا الحق عن الشخص المعنوي العام أشخاص
طبيعيين يمثلونه ويعبرون عن إرادته في التقاضي.
* مسؤولية الشخص المعنوي عن أفعاله الضارة التي قد يتسبب بها موظفيه :تمارس األشخاص المعنوية
العامة جانبًا من سلطة الدولة باعتبارها من أشخاص القانون العام فتتمتع بامتيازات السلطة ،وحيث توجد
ـ عن أفعاله الضارة التي قد يتسبب بها موظفيه.
هذه السلطة توجد مسؤولية الشخص المعنوي
* مال األشخاص المعنوية العامة يعتبر ماالً عامًا إذا كان مخصصًا للمنفعة العامة :يحظى بالحماية
المقررة للمال العام ،ويمكن أن تملك األشخاص المعنوية العامة أمواالً أخرى خاصة تعد جزءًا من
ـ أمواالً عامة وتخضع ألحكام القانون الخاص. الدومين الخاص وال تعتبر
* موظفو األشخاص المعنوية العامة يعدون موظفون عامون :يرتبطون بعالقة تنظيمية مع الشخص
المعنوي إال إذا نص القانون على خالف ذلك ،وال يمنع ذلك من أن يكون لبعض األشخاص المعنوية نظام
ـ ولوائح خاصة بتأديبهم.
خاص لموظفيها
/2النتائج الخاصة لمنح فكرة الشخصية المعنوية
يترتب على اإلعتراف بالشخصية المعنوية العامة لألجهزة اإلدارية نتائج خاصة ألشخاص القانون
اإلداري ،يمكن إجمالها في اآلتي:
-تمتع المؤسسات والهيئات اإلدارية بالشخصية المعنوية واإلستقالل الذاتي عن الدولة ،ال يعني أنها
ـ التي رسمها المشرع في التشريع المنشئ لها ،وتظل مستقلة تماما مواجهة الدولة ،بل هي مقيدة بالحدود
خاضعة لرقابة الدولة وإشرافها.
-منح الشخصية المعنوية للجماعات اإلقليمية يؤدي إلى تجزئة السلطة اإلدارية وتفتيتها وتوزيع مظاهر
السلطة العامة بين الدولة والهيئات الالمركزية المستقلة.
-إن موظفي األشخاص المعنوية موظفون أو عمال عامون بعالقة تنظيمية مع الشخص المعنوي إال إذا
نص القانون على خالف ذلك ،وال يمنع ذلك من أن يكون لبعض األشخاص المعنوية نظام خاص
لموظفيها ولوائح خاصة بتأديبهم.
-تعتبر أموال األشخاص المعنوية اإلدارية أموال تسير بأسلوب اإلدارة العامة عن طريق القانون العام
وتتمتع بحماية خاصة تسمى بحماية المال العام.
ـ
-تمارس األشخاص المعنوية العامة جانبًا من سلطة الدولة باعتبارها من أشخاص القانون العام فتتمتع
بامتيازات السلطة التي يقررها القانون للجهات اإلدارية.
-نتيجة لتمتع الشخص المعنوي العام بامتيازات السلطة العامة وبالتالي اعتباره شخصًا من أشخاص
ـ يكون هو المختص في نظر المنازعات الناشئة عن ممارسة نشاطه، القانون العام ،فإن القضاء اإلداري
39
ـ القانون اإلداري من ضرورة إتباع إجراءات خاصة في التعاقد أوويخضع كذلك للقيود التي يفرضها
الطعون في القرارات الصادرة منه وغير ذلك من أمور تفرضها الطبيعة الخاصة بنظام القانون العام.
Kاإلدارية
أوال :تعريف المركزية
ـ اإلداري في الدولة ،وتركيز كافة مظاهر الوظيفةتعرف المركزية اإلدارية على أنها توحيد النشاط
اإلدارية بيد السلطة التنفيذية في العاصمة المركزية وفروعها اإلدارية اإلقليمية ،بحيث تمارس كافة
ـ العام وقطاعاته المختلفة
مظاهر الوظيفة بأسلوب نمطي موحد ومتجانس في جميع وحدات الجهاز اإلداري
ـ صالحية التقرير والبت النهائي في أي شأن ـ فروعها في أقاليم الدولة ،وتتركز
في العاصمة المركزية وفي
يخص الوظيفة اإلدارية بيد السلطة المركزية.
ـ النشاط اإلداري وتجميعه في يد السلطة التنفيذية المركزية فيويقصد بالمركزية اإلدارية توحيد
العاصمة ،مع أنه ال تستلزم المركزية اإلدارية أن تقوم السلطة التنفيذية في العاصمة بجميع األعمال في
أنحاء الدولة ،حيث يوجد فروع لهذه السلطة ،لكن هذه الفروع ال تتمتع بأي قدر من االستقالل في مباشرة
وظيفتها وتكون تابعة للسلطة المركزية في العاصمة ومرتبطة بها بالسلطة الرئاسية.
40
/01تركيز الوظيفة اإلدارية للدولة بيد السلطة التنفيذية :تمارس السلطة التنفيذية المركزية الوظيفة
ـ الهيئات التابعة لها
ـ المركزية الموجودة في العاصمة ،وتعاونهاـ ومؤسساتها ـ في يد وزاراتهااإلدارية وتتركز
ـ ورقابتها.
في األقاليم التي هي تحت إشرافها
ـ العامة الوطنية والمحلية ،ال محل لوجود مجالس
ويشمل نشاطها كل إقليم الدولة ،وجميع المرافق
منتخبة تشرف على المرافق العامة المحلية ،فإذا كان هناك موظفون في األقاليم فهم يتبعون للسلطة
المركزية.
/02التدرج الهرمي :تنبني المركزية اإلدارية على أساس التدرج الهرمي في الجهاز اإلداري ،والذي
معناه أن يخضع موظفي الحكومة المركزية بشكل متدرج ومتصاعد ،حيث تكون الدرجات الدنيا تابعة
لألعلى منها تحت قمة الجهاز اإلداري وهو الوزير .وتبرز الدرجات نظام التسلسل اإلداري وعالقة
ـ والتعليمات للجهات الدنيا
التبعية والسلطة الرئاسية ،حيث يكون للسلطات العليا حق إصدار األوامر
ـ بدرجة كبيرة ،وللرئيس ـ خضوعًا تامًا ،ويكون مجال الطاعة في النظام المركزي ويخضع كل مرؤوس
يباشر رقابة سابقة والحقة على أعمال المرؤوس ،كما أن للرئيس صالحية تعديل القرارات الصادرة من
مرؤوسيه وإلغائها بالشكل الذي يراه مناسبًا.
/03السلطة الرئاسية :تعتبر السلطة الرئاسية الوجه المقابل للتبعية اإلدارية ،وتتقرر بدون نص وبشكل
طبيعي (وحدة العمل وفعاليته واستمراريته) ،لكن ترتب مسؤولية الرئيس عن أعمال مرؤوسيه .ويتمتع
ـ والبعض اآلخر يتعلق
ـ يتعلق بشخص المرؤوس الرئيس اإلداري بمجموعة من االختصاصات بعضها
بأعماله ،وقد يحل محل المرؤوس.
ـ الـداخلي
أ /سلطة الرئيس على شخص مرؤوسيه :يتمتع الــرئـيس اإلداري بســلطة الــتنظـيم
للمرفق الذي يرأسه ،فيقوم بتعيين الموظفين ويحدد الوظائف التي يلحقون بها ،وتوزيع العمل فـيـمـا
ـم وإيقاع العقوبات التأديبية عليهم،
بين الموظفين ،أو نقــلهــم من مصلحة إلى أخــرى أو وترقيته
وقد تصل إلى حد عزلهم أو حرمانهم من حقوقهم الوظيفية ،في حدود ما يسمح به القانون.
ـ بطاعة الرئيس اإلداري له ،لكن ال يعــني هذا إهدار كرامة هذا المرؤوس أوويلتزم المرؤوس
ـ
منعه من إبداء رأيه أو التصـرف في حدود الـقـانون ،فللـمـرؤوس أن يناقش رئيسه فـيمـا
ـ مما يتصل بعمله ،وتـقـديم اقـتراحاته في صالح العـمـل في حدود اللياقة يصـدر إليه مـن أوامـر
ـ المتبادل.
وعالقة االحترام
ـ حـقه في اإلبالغ عـن المخالفات التي
كما أن واجب الطاعة ال يمنع الـمـرؤوس في اسـتخـدام
ـ االحترام الـواجب عــليه يكون عـلى عـلم بها ولـو كانت تمس برئيسه في العـمـل ،بشــرط
تجاه رئيسه ،وأال يكون قصد التبليغ الكيد واإلضرار بشخصه.
ــ بمـبدأ ال طاعة فـــيـمــا هـــو غــيـر ـ مـقــيـد وأن واجب طاعـة الـرئيـس
ـ ومخـالـف للقـانـون ،فال يمكـن للرئـيس أن يـطـلـب مـــن مــرؤوسـيه مــشــروع
ـ تلك األوامر ،بل يمتنعوا عن
ارتكاب جــريــمـة ،وال يمكـن للـمــرؤوسـيــن أن ينفــذوا
ـ 1972السيما الفصل 15للوظيفةالتنفيذ وإال خضعوا للمساءلة الجنائية ،فمثال تناول قانون 13يوليوز
ـ عدم امكانية طاعة االوامر التي تتعارض مع القوانين واألعراف
العمومية العسكرية هذه المسألة وقرر
ـ الدولية أو التي بطبيعتها تشكل جنحا أو جنايات".
الحربية والمواثيق
41
ـ عن فكرة حدود إلتزام المرؤوس بطاعة الرئيس اإلداري له ،فقد أما عن موقف المشرع الجزائري
نصت المادة 129من القانون المدني المعدل بموجب القانون 10-05على " ال يكون الموظفون
واألعوان العموميون مسؤولين شخصيا عن أفعالهم التي أضرت بالغير ،إذا قاموا بها تنفيذا ألوامر
صدرت إليهم من رئيس متى كانت طاعة هذه األوامر واجبة عليهم " ،كما نصت المادة 47من األمر
" 03-06كل موظف مهما كانت رتبته في السلم اإلداري مسؤول عن تنفيذ المهام الموكلة إليه.
ال يعفى الموظف من المسؤولية المنوطة به بسبب المسؤولية الخاصة بمرؤوسيه" ،ونصت المادة 180
من األمر " 03-06تعتبر ،على وجه الخصوص ،أخطاء من الدرجة الـثالثة األعمال التي يقوم من
خاللها الموظف بما يأتي:
.... - 1
..... - 2
- 3رفض تنفيذ تعليمات السلطة السلمية في إطار تأدية المهام المرتبطة بوظيفته دون مبرر
مقبول.".....
ـ المشرع الجزائري يبقى غامض ومحتمل للتأويالت ،لكنومن خالل هذه النصوص نالحظ أن موقف
ـ القضاء اإلداري الفرنسي كالتالي:
ـ موقف
يمكن تأويل موقفه وفق
-إذا لم تكن الـمخالـفـة الـمـرتكبة تشكل جريمة ،فـإن الـمـرؤوس ال يعــفى نـفــسه
مـــن الـمسـؤولــية اإلدارية إال إذا تــوافـــرت شـــروط:
* أال تصل المخالفة إلى حد الخطأ الجسيم وعدم المشروعية الظاهرة المضرة بالمصلحة العامة.
* أن يكون أمر الرئيس من اختصاصه ويدخل في اختصاص المرؤوس.
* أن يكون أمر الرئيس قد صدر للمرؤوس كتابة.
* أن يعترض الموظف المرؤوس على األمر كتابة يوضح فيه وجه المخالفة.
* إصرار الرئيس على قيام المرؤوس بتنفيذ أمره ،ويجب أن يصدر هذا األمر كتابة حتى ال يستطيع
التنصل منه.
ـ والمنشوراتب /سلطة الرئيس على أعمال مرؤوسيه :يتمتع الرئيس بسلطة توجيه األوامر والتعليمات
المصلحية واإلرشادات الشفهية والكتابية ،وللرئيس حق اإلذن المسبق للقيام بالعمل أو التصـريح بذلك فال
ـ القيام بالعــمـل إال بعد أن يحصل عــلى إذن مـن الـرئيس اإلداري .كما يمكن للـمـرؤوس
ـ أو استبدالها أو إلغاؤها ،وكذا الحلول محل
للرئيس حق رقابة أعمال المرؤوس ،إجازتها أو تعديلها
ـ األعمال بدالً عنه ،دون حاجة إلى نص.المرؤوس ،ويتخذ
لكن إذا خول المشرع المرؤوس سلطة معينة دون معقب عليها من رئيسه ،فال يكون للرئيس في هذه
الحالة أن يحل نفسه محل المرؤوس في اتخاذ القرار أو أن يعدل فيه أو يعقب عليه طالما أن القانون يمنعه
من ذلك.
42
المطلب الثاني :صور المركزية اإلدارية وتطبيقاتها
أوال /صور المركزية اإلدارية
ـ وزارته بنفسه منفردًا وهي صورة المركزية اإلدارية
يمارس الوزير اختصاصاته في جميع مرافق
المتشددة أو التركيز اإلداري ،ويمكن أن يستعين الوزير في اختصاصاته بموظفي وزارته في الوحدات
اإلدارية وهي صورة المركزية اإلدارية المعتدلة أو عدم التركيز اإلداري.
44
ب /تفويض التوقيع :تستدعي ضرورات العمل أن یفوض الرئيس أحد مرؤوسیه سلطة التوقيع بدال
عنه ،والتفویض ینصرف إلى مجرد التوقیع فقط ،دون مباشرة اختصاصات حقيقة لصاحب
ـ مجرد ترخیص بالقیام بعمل مادي بحت".
االختصاص األصیل " .التفویض بالتوقیع
ـ
ـ هنا على مجرد التوقیع أو اإلمضاء على بعض القرارات أو األوراق وينحصر دور المرؤوس
ـ ويأخذ تفويض التوقيعـ وتحت مراقبتها. الرسمیة الداخلة في اختصاصات السلطة األصیلة ولحسابها
ـ على ثقة الرئيس به ،ومن ثمـ ينطوي الطابع الشخصي فهو يأخذ بعين االعتبار شخصية المفوض إليه ،فهو
فهو ينتهي بتغيير المفوض أو المفوض إليه.
ويسمح التفويض للمفوض إليه بممارسة االختصاصات المفوضة باسم السلطة وال يمنع ذلك من
ممارسة الرئيس المفوض ذات االختصاص رغم التفويض ،فمثال الوالي يمكنه التوقيع على ما تم تفويض
التوقيع بشأنه الى رئيس الدائرة أو مديري المصالح الخارجية.
ـ عليها بناء على
كما أن المسؤولية المدنية الناجمة عن االضرار التي تلحق الغير من االعمال الموقع
ـ باسم المفوض ولحسابه وتحت رقابته تفويض تنصرف الى األصيل ،باعتبار أن المفوض إليه يتصرف
ومسؤوليته ،وأن القرارات الصادرة في نطاق التفويض تأخذ مرتبة قرارات السلطة المفوضة.
ـ المادة 87من القانون 10-11التي تسمح لرئيس ومن أمثلة تفويض التوقيع في التشريع الجزائري
البلدية أن یفوض إمضاءه إلى كل مندوبي البلدیة وإلى كل عامل بالبلدیة ،فنجد في وثیقة رسمیة من
ـ عادي ،فرئیس البلدیة فوض البلدیة ختم رئیس البلدیة في حین أن من قام باإلمضاء موظف
ـ الختم على عبارة "رئیس البلدیة وبتفویض منه" ،كما نجد نص األخیر بالتوقیع بدال عنه ،ویحتوي
ـ الرئاسي 197-01المؤرخ في 22جويلية 2001الذي يحدد صالحيات مصالح المادة 15من المرسوم
رئاسة الجمهورية وتنظيمها على أنه " يؤهل مدير الديوان واألمين العام لرئاسة الجمهورية واألمين العام
للحكومة في حدود صالحياتهم التوقيع باسم رئيس الجمهورية على جميع الوثائق ،والقرارت والمقررات
ـ
باستثناء المراسيم".
/02شروط التفويض اإلداري
ـ التي تختلف نسبيا بين نوعي التفويض إذا
ـ الفقه اإلداري لصحة التفويض مجموعة من الشروط
يشترط
ما كان تفويض االختصاص أو تفويض التوقيع ،وتتمثل أساسا في:
* التفويض يجب أن يكون جزئيًا :ال يجوز أن يفوض الرئيس اإلداري جميع اختصاصاته ،ألن هذا يعد
تنازالً من الرئيس عن مزاولة جميع أعماله التي أسندها إليه القانون.
* يجب أن يستند التفويض إلى نص قانوني تشريعي أو تنظيمي يأذن به :يلزم حتى يكون التفويض
صحيحًا أن يسمح القانون بالتفويض ،حيث ال تفويض بدون نص يجيزه صراحة وبوضوح ،فإذا منح
القانون االختصاص إلى جهة معينة ليس لهذه الجهة التنازل عن هذا االختصاص أو تفويضه إلى سلطة
أخرى إال إذا أجاز القانون ذلك ،ومن الضروري أن يصدر قرار صريح من الجهة صاحبة االختصاص
األصيل عن رغبتها في استخدام التفويض الذي منحه لها القانون.
ـ نص آذن به على أن وحتى يتمكن صاحب االختصاص من القيام بعملية التفويض ،فهو يشترط وجود
يكون هذا األخير من نفس مرتبة النص المقرر الختصاص ،فإذا كان االختصاص دستوريًا فإنه ال يجوز
ـ غير
التفويض فيه إال بنص دستوري سواءً في تفويض االختصاص أو التوقيع .أما بالنسبة لالختصاصات
45
ـ له نفس
ـ بموجب نص قانوني
ـ تفويضها
الدستورية أو الصالحيات التي لم ينص عليها الدستور ،فيجوز
مرتبة النص المحدد لها أو أقل منه.
ـ في تفويض وبعبارة أخرى يجب التمييز بين تفويض االختصاص وتفويض التوقيع ،حيث يشترط
االختصاص أن يكون النص اآلذن بالتفويض من نفس مرتبة النص المحدد لالختصاص .فإذا كان هذا
األخير محدد بقانون فال يجوز فيه التفويض إال بنص قانوني ،ألن طبيعة تفويض االختصاص تقتضي ذلك
فهو يقوم على أساس التغيير في نظام االختصاصات.
غير أن تفويض التوقيع ال يشترط أن يكون فيه النص اآلذن بالتفويض من نفس مرتبة النص المقرر
لالختصاص ،ألن المفوض إليه ال يمارس اختصاصًا قانونيًا بل عمالً مادي ،فيجوز أن يكون اختصاص
المفوض مقرر بقانون والنص اآلذن بالتفويض بموجب نص تنظيمي.
ـ :ال تسقط المسؤولية عن الرئيس المفوض باإلضافة * مسؤولية الرئيس المفوض عن األعمال التي فوضها
إلى مسؤولية المفوض إليه ،تطبيقًا لمبدأ أن التفويض في السلطة وال تفويض في المسؤولية ،فالمرؤوس
المفوض إليه ال يسأل عن تصرفاته بشأن السلطات المفوضة إليه إال أمام رئيسه الذي قام بالتفويض وفقًا
لمبدأ وحدة الرئاسة واألمر.
ـ للمفوض إليه أن يفوض غيره :فال يتم التفويض إال لمرة واحدة ومخالفة هذه القاعدة تجعل
* ال يجوز
ـ من المفوض إليه الثاني معيبًا بعدم االختصاص.
القرار اإلداري الصادر
ـ الرئيس دائمًا إلغاء بقرار التفويض
* التفويض مؤقت وقابل للرجوع فيه من جانب الرئيس :حيث يستطيع
ـ اختصاصه.
ويسترد
-6عدم جواز ممارسة االصيل االختصاص الذي تم تفويضه أثناء سريان التفويض :ينقل تفويض
االختصاص السلطة بأكملها إلى المفوض إليه ،وبهذا يمنع األصيل المفوض من ممارسة االختصاص الذي
تم تفويضه أثناء سريان التفويض.
ـ
ـ عن التصرفات التي مارسها في إطار االختصاص الممنوح له ،فالقرار يعتبر المفوض إليه المسؤول
الصادر عنه يعتبر قراره ال قرار المفوض ،فإذا ما فوض وزيرا جزء من اختصاصه إلى الوالي ،فإن
ـ والئي وليس قرار وزاري ،ومن ثم فان المسؤولية تقع على عاتق الوالي .ويوجه القرار هنا هو قرار
تفويض االختصاص إلى المفوض إليه بصفته الوظيفية ال بشخصه فال ينتهي التفويض بشغل موظف آخر
لوظيفة المفوض إليه ،حيث أن تفويض االختصاص يمنح الى مرؤوس يحدده القانون (وزير إلى األمين
ـ برتبة مدير أو نائب مدير ،أو هيئة بصفتها الوظيفية وليس الشخصية.
ـ مرؤوسالعام ،أو موظف
/03التمييز بين التفويض والحلول اإلداري
يعرف الحلول اإلداري على أنه الحالة التي يصبح فيها صاحب االختصاص األصيل عاجزًا لسبب من
األسباب عن ممارسة اختصاصه ،كأن يصاب بعجز دائم أو بمرض أو غيره ،فيحل محله في مباشرة كافة
اختصاصاته موظف آخر حدده القانون سلفًا .وقد يحصل الحلول بأن تحل إحدى الجهات اإلدارية محل
جهة إدارية أخرى.
ويختلف التفويض عن الحلول في أن الحلول يكون في حالة غياب صاحب االختصاص األصيل أيًا
ـ في
كان سبب الغياب اختياريًا ،كما في حالة اإلجازة أو إجباريًا كما في حال المرض ،فيحل محل الموظف
46
ـ من حدده المشرع ،أما في حالة التفويض فإن الرئيس المفوض يكون حاضرًا
ممارسة هذه االختصاصات
وليس غائبًا.
ـ من الرئيس المفوض إلى المفوض إليه ،بينما البد للحلول أن
كما أن التفويض يتحقق بقرار يصدر
يقترن بنص وأن تكون أسبابه صحيحة ويصبح الحلول مستحيالً إذا لم ينظمه المشرع .وعند تفويض
ـ درجة المفوض إليه ،أما في الحلول فتكون القرارات الصادرة في مرتبة
االختصاص يأخذ القرار الصادر
قرارات األصيل الغائب.
ـ عن أخطاء المفوض إليه ألن الرئيس يمارس
كما أنه في التفويض يكون الرئيس المفوض مسؤوالً
الرقابة الرئاسية على المفوض إليه ،بينما ال يكون األصيل الغائب مسؤوالً عن أخطاء من حل محله ،ألنه
ـ سلطته القانون وليس األصيل.
ال يملك أي سلطة رئاسية بالنسبة لتصرفات األخير ،وألن مصدر
47
ـ التنفيذية التي تبنى على غير الواقع.
ـ اإلدارة وخططها
* إضعاف قرارات
* لم يعد ممكنا للدولة الحديثة أن تستند لنظام المركزية وحده فقط.
Kاإلدارية
ثانيا :صور الالمركزية
تظهر الالمركزية اإلدارية في شكل صورتين أساسيتين فهي إما تهدف إلى توزيع الوظيفة اإلدارية
بين أجهزة الحكم المركزية وأشخاص معنوية عامة على أساس موضوعي تخصصي وهي الالمركزية
ـ الوظيفة اإلدارية بين أجهزة الحكم المركزية وأشخاص معنوية عامة
المرفقية أو المصلحية ،أو هي توزيع
إقليمية وهي الالمركزية اإلقليمية.
/1الالمركزية المرفقية أو المصلحية
48
ـ
-تحرير مرفق تابع أصال للسلطة المركزية بمنح أعضائه استقالال في إدارته ،على أساس موضوعي
باالعتراف لشكل تسييره بالشخصية المعنوية.
ـ نوعية على مستوى الدولة ككل
ـ أو مصالح عامة مستقلة تمارس اختصاصات -وجود هيئات أو مؤسسات
أو في نطاق إقليم أو أكثر من أقاليم الدولة.
-يستند هذا األسلوب على سير المرافق العامة وفعاليتها من خالل التخصص والبعد عن الروتين ،وليس
على فكرة الديمقراطية.
-هناك من ينكر أنها صورة من صور الالمركزية اإلدارية.
/2الالمركزية الإقليمية أو المحلية أو الجغرافية
تعرف الالمركزية اإلقليمية أو المحلية أو الجغرافية على أنها توزيع أعباء الوظيفة اإلدارية للدولة بناءً
ـ الجماعات على قانون بين األجهزة التنفيذية المركزية ،وبين المجالس المحلية المنتخبة على مستوى
ـ المالية
ـ وفقًا لمواردها
ـ ومهامها
اإلدارية اإلقليمية المتمتعة بالشخصية المعنوية ،والتي تمارس اختصاصاتها
ـ المجالس المحلية وتحت إشراف ورقابة السلطة المركزية من خالل الرقابة الوصائية. عن طريق
تسمى الالمركزية اإلقليمية أو المحلية أو الجغرافية كذلك باإلدارة المحلية وأحيانا الحكومة المحلية،
ـ المحلية ،من خالل إدارة ـ على المرافقوتتحقق بمنح جزء من اإلقليم الشخصية المعنوية ،وسلطة اإلشراف
ـ الديمقراطية المحلية .غير أن بعض الكتاب يرى التميز بين مستقلة وميزانية مستقلة ،وبهدف إلى تطبيق
مفاهيم الالمركزية اإلدارية واإلدارة المحلية والحكم المحلي من خالل تحديد طبيعة وموقع ودور كل منها.
تقوم الالمركزية اإلقليمية أو المحلية على ثالث أركان:
أ /وجود مصالح محلية أو إقليمية متميزة :يتم منح الشخصية المعنوية للجماعات اإلقليمية العتبارات
إقليمية أو محلية ،فمن األفضل أن تباشر الجماعات اإلقليمية مصالحها المحلية بنفسها ،ومن خالل إسناد
إدارتها إلى سكان هذه الهيئات أنفسهم.
وتنبني هذه الفكرة على وجود مصالح محلية متميزة تهم غالبية سكان اإلقليم وال تهم جميع المواطنين
ـ الكهرباء والمياه
ـ بأنفسهم إدارة شؤونهم ،مثل :الصحة والتعليم وتوزيع
في الدولة ،مما يتطلب أن يتولوا
والنظافة العامة والمنتزهات والمكتبات...
ـ مجموعة مصالح جماعية مشتركة ومترابطة متميزة عن مجموعة المصالح أي االعتراف بوجود
ـ واضح إقليميا ،فالالمركزية اإلقليمية هي اعتراف بالمصالح المحلية وتركالعامة الوطنية محددة في نطاق
اإلشراف عليها ومباشرتها للمعنيين مباشرة.
وترتكز سياسة الالمركزية على توزيع متزن للصالحيات والمهام حسب تقسيم منطقي للمسؤولية داخل
نطاق وحدة الدولة ،فعلى البلديات والواليات حل مشاكلها الخاصة بها وعلى السلطة المركزية البت في
القضايا ذات األهمية الوطنية.
ـ كامل الصالحيات لحل المشاكل ذات المصلحة المحلية تمنح الالمركزية اإلقليمية للواليات والبلديات
والجهوية التي بإمكانها حلها وتشمل هذه الصالحيات الميادين المختلفة .ويحدد الدستور أو القانون نطاق
49
ـ إلى كلٍ من المجالس المحلية ،مما يمنع اإلدارة المركزية من
وحجم المصالح اإلقليمية التي يعهد بإدارتها
االعتداء عليها ،كما ال يحق للجماعات اإلقليمية أن تخرج عن دائرة االختصاص الذي حدده المشرع.
ـ عن المرافق العامة
ـ العامة المحلية وتمييزها
ورغم تباين تشريعات الدول في تحديد ماهية المرافق
القومية ،إال أن موقفها ال يخرج عن اتجاهين رئيسيين هما:
* الطريقة األنجلوسكسونية التي تعتمد األسلوب الحصري في تحديد االختصاصات وهي مطبقة في
ـ
ـ على أن يحدد المشرع اختصاصات الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا والدول التي أخذت عنهما ،وتقوم
الجماعات اإلقليمية على سبيل الحصر ،فال يحق لها أن تمارس أي نشاط جديد إال بتشريع مستقل ،ويكون
لكل جماعة إقليمية أن تتمتع باختصاصات تختلف عن غيرها من الجماعات اإلقليمية األخرى.
وإذا كانت هذه الطريقة تمتاز بالوضوح ،لكنها تقيد حرية الجماعات اإلقليمية في إدارة كل المرافق
والخدمات التي تهم المصالح المحلية للسكان المحليين.
ـ أوربا
* الطريقة الالتينية التي تعتمد األسلوب العام في تحديد االختصاصات :وهي مطبقة في فرنسا ودول
ـ
الالتينية وغيرها من الدول التي أخذت عنها .وتقوم على أساس أن يتولى المشرع تحديد اختصاصات
ـ للجماعات اإلقليمية بالقيام بإنشاء
الجماعات اإلقليمية في مجموعها طبقًا لقاعدة عامة ،فيرخص المشرع
وإدارة كافة المرافق العامة المحلية التي هي من نوع ما حدده المشرع ،إال ما استثني صراحة بنصوص
ـ فإن المرافق العامة التي ال تدخل في نطاق اختصاص خاصة لتستأثر بها الحكومة المركزية .وبالتالي
الحكومة المركزية تكون من اختصاص المجالس المحلية.
ـ المحلية :حيث يتولى سكان الجماعات اإلقليمية إدارة
ب /تولي سكان الوحدات المحلية إدارة شؤونهم
ـ السلطات المحلية من السكان وليس عن طريق الحكومة أو اإلدارة ـ بأنفسهم وأن يتم ذلك باختيار
شؤونهم
المركزية.
ويعتبر أغلب الفقه االنتخاب ركن للنظام الالمركزي ،فعند غياب االنتخاب نكون بصدد عدم تركيز
ـ يهدف أساسا إلى تطبيق الديمقراطية يستلزمإداري وليس المركزية إدارية ،حيث أن النظام الالمركزي
ـ ممثلي الشعب وتمثل الهيئات المحلية سكان الجماعة المحلية.
اللجوء إلى االنتخاب الختيار
لكن يرى قلة من الفقه قيام السلطة المركزية بتعيين أعضاء الجماعات اإلقليمية دون أن يؤثر ذلك
ـ عدم قابلية عزل األعضاء قبل أن تنتهي مدتهم القانونية ،وأن تراعي
على استقاللها ،وذلك متى توافرت
الحكومة المركزية وجود رابطة حقيقية بين هؤالء األعضاء المعينين وتمثيل المصالح المحلية.
ومهما يكن فإنه إذا كان اإلنتخاب هو األصل حسب أغلب الفقهاء فإنه ليس هناك مانع من مشاركة
ـ أن تبقى األغلبية
ـ عناصر ذات خبرة وكفاءة مثل الوالي ،بشرط
أعضاء معينين ضمن هذه المجالس لتوفير
للعناصر المنتخبة.
ج /استقالل الجماعات اإلقليمية :تتمتع الجماعات اإلقليمية بالشخصية المعنوية واالستقاللية في مباشرة
ـ الالمركزية ال تخضع لسلطة رئاسية أعلى .واالستقالل هو حق عملها عن السلطة المركزية ،فالمرافق
القيام بنوع من االختيار أو المبادرة ،وفي الحالة العكسية ترجيح حقوقها أي الجماعات اإلقليمية وانتزاعها
ولو ضد سلطات الدولة.
50
لكن ذلك ال يعني االستقالل التام للجماعات اإلقليمية عن السلطات المركزية ،حيث تخضع للرقابة
ـ السلطة المركزية على الجماعات اإلقليمية الوصاية اإلدارية.
الوصائية ،وهي الرقابة التي تمارسها
Kوالرقابة الرئاسية
Kبين الرقابة الوصائية
ثانيا /التمييز
ـ أوجه االختالف التالية الموضحة في الجدول
يمكن التمييز بين الرقابة الوصائية والرقابة الرئاسية وفق
التالي:
ال تتضمن الوصاية إعطاء أوامر إلزامية للهيئات الخاضعة تكمن السلطة الرئاسية في إعطاء أوامر
إلزامية بالنسبة للهيئات التابعة للسلطة العليا إلى الوصاية ،بل تحترم استقالل الهيئات الالمركزية
Kاإلدارية
ثالثا :تقييم الالمركزية
يمتاز نظام الالمركزية اإلدارية بمجموعة من اإليجابيات والمحاسن ،تتمثل أساسا في:
* تخفف الالمركزية اإلدارية الكثير من األعباء عن عاتق السلطة المركزية والسيما الالمركزية اإلدارية
المرفقية.
* الالمركزية اإلدارية تمكن من هو أدرى بمصالح وحاجات السكان وكيفية إشباعها وهي الهيئات
ـ ومشاريعها.
الالمركزية اإلدارية اإلقليمية من تنفيذ خططها
ـ وما يستلزمه سير المصالح والمرافق.
* الالمركزية اإلدارية تجنب الروتين والبطء الحكومي
* الالمركزية اإلدارية أقوى على مواجهة األزمات إذا أختل النظام في العاصمة.
ـ بمثابة مدرسة لممارستها ،فتهدف إلى اشتراك الشعب
* الالمركزية اإلدارية ضرورة ديمقراطية وتعتبر
ـ المحلية.
في اتخاذ القرارات وإدارة المرافق
52
لكن يعاب على نظام المركزية اإلدارية مجموعة من السلبيات ويواجه من الفقهاء عديد االنتقادات،
تتمثل أساسا في:
ـ
* قد تمس الالمركزية اإلدارية بالوحدة اإلدارية للدولة ،لكن الالمركزية اإلدارية ال تشمل كل مرافق
الدولة.
* يمكن تقديم الهيئات الالمركزية اإلدارية المصالح المحلية على الوطنية ،لكن يمكن تفادي ذلك بالرقابة
الوصائية الفعالة.
* قد ينشأ صراع بين الهيئات الالمركزية والسلطة المركزية وألن الهيئات المحلية غالبًا ما تقدم المصالح
المحلية على المصلحة العامة.
* عادة ما تكون الهيئات الالمركزية أقل خبرة وأكثر إسرافًا في النفقات من السلطة المركزية.
ـ عدم المبالغة في الخوف من أخطاء ـ سليمان الطماويلكن ورغم كال هذه العيوب يرى الدكتور
الشعوب فهي ال تتعلم إال إذا أخطأت ،تتعلم بالخطأ وال تبقى جاهلة خوفًا من الخطأ .وتأخذ الدولة في
ـ بحسب ظروفها الجغرافية والسياسية ـ الالمركزي
ـ والنظام
العصر الحديث باألسلوبين النظام المركزي
واالقتصادية واالجتماعية وتبعًا لمراحل نموها وتطورها ،حيث تقتصر إدارة المرافق العامة القومية التي
تهم الدولة ككل أو التي تحتاج إلمكانيات كبيرة وكفاءات علمية وفنية على الحكومة المركزية ،وبالمقابل
ـ ذات الطابع المحلي والتي تحتاج إلى رقابة ال يمكن للحكومة تضطلع الهيئات الالمركزية بإدارة المرافق
المركزية القيام بها.
K
أوال /منصب رئيس الجمهورية
ـ لسنة ،2016يعد رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية طبقا للتعديل الدستوري
يجسد رئيس الجمهورية ،رئيس الدولة ،وحدة األمة ،وهو حامي الدستور ،كما أنه القائد اإلداري األعلى
لإلدارة العامة.
53
ـ االقتراع العامّ المباشر والسّرّيّ.
ـ يُنتخَب رئيس الجمهوريّة عن طريقوحسب المادة 85من الدستور
ويتمّ الفوز في االنتخاب بالحصول على األغلبيّة المطلقة من أصوات النّاخبين المعبر عنها .ويحدّد القانون
1
العضوي الكيفيّات األخرى لالنتخابات الرّئاسيّة.
كما يقوم رئيس الجمهورية تعيين الوزير األول المادة 91الفقرة 5من الدستور ،ويعين أعضاء
ـ األول حسب نص المادة ،93ولرئيس الجمهورية سلطة التعيين في الوظائف الحكومة بعد استشارة الوزير
3
ـ .240-99
ـ رقم
المدنية والعسكرية المادة 92من الدستور وكذا المرسوم الرئاسي
كما يقوم رئيس الجمهورية بتعين ثلث أعضاء مجلس األمة حسب المادة 118فقرة 3من الدستور،
ـ ،ويعين القضاة
ـ منهم الرئيس ونائبه المادة 183من الدستور
ويعين أربع أعضاء للمجلس الدستوري
4
ـ العدل وبعد مداولة المجلس األعلى للقضاء.
ـ بناء على اقتراح وزير
ـ رئاسي
بموجب مرسوم
-1أنظر نص المواد 148 -135من القانون العضوي 10-16المؤرخ في 25أوت 2016المتعلق باالنتخابات ،ج ر
50لسنة .2016
-2المادة 92من الدستور
-3الرئاسي رقم 240-99في 27أكتوبر ،1999المتعلق بالتعيين 6في الوظائف المدنية 6والعسكرية للدولة ،ج.ر ،76
بتاريخ 31أكتوبر 1999
-4حسب المادة 3من القانون العضوي 11-04المؤرخ في 06سبتمبر 2004المتضمن القانون األساسي للقضاء ،ج .ر
57لسنة .2004
54
ـ رئيس الجمهورية زيادة عن ذلك السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون، ويمارس
ـ الّذي يعود للوزير األول حسب نص المادة 143من ويندرج تطبيق القوانين في اﻟﻤﺠال التّنظيميّ
الدستور.
ـ في المجاالت غير ـ سلطة التنظيم والتشريع
ويتضح من نص المادة أن رئيس الجمهورية يحوز
ـ المواد 141-140البرلمان مجال محدد للتشريع فيه المخصصة للمشرع (البرلمان) ،حيث منح الدستور
بقوانين عضوية أو عادية ،فيهتم بوضع القواعد العامة في المجاالت المذكورة ،أما التنظيم فيكرس قواعد
جديدة خارج مجال التشريع فموضوع التنظيم غير محدد.
إذن وخارج مجال القانون الممنوح للبرلمان يتدخل فيه رئيس الجمهورية عن طريق إصدار تنظيم ال
ـ التي
ـ ،لذلك سمي هذا التنظيم مستقال في مقابل التنظيمات األخرى
يستند في تأشيرته للقانون بل للدستور
ـ التنفيذية ،الرتباط وجودها بوجود القانون الذي تطبقه أو تفسره ،لكن رئيس الجمهورية تسمى بالمراسيم
بالجزائر ال يمارس السلطة التنظيمية في المجال المستقل وحسب ،بل يتعداه ليشمل تنفيذ القانون كما هو
الحال بالنسبة لتنفيذ ميزانية الدولة.
ـ مع التنظيم في أن كالهما يأتي في شكل قاعدة عامة مجردة وملزمة أي أن كالهما ويشترك التشريع
ـ التنظيم
ـ التنظيم عن السلطة التنفيذية ويصدر
يتضمن خصائص القاعدة القانونية بصفة عامة ،لكن يصدر
ـ رئاسي أو تنفيذي ،بينما يصدر التشريع عن السلطة التشريعية في شكل قانون عضوي أو في شكل مرسوم
قانون أو أمر.
ج /الحفاظ على أمن الدولة
من أهم صالحيات رئيس الجمهورية الحفاظ على كيان الدولة وسالمتها داخليا ،حسب المواد -105
ـ نص الدستور على صالحيات رئيس الجمهورية التخاذ اإلجراءات الكفيلة لدرء 110من الدستور ،وقد
ـ والحفاظ على النظام العام في البالد.
ـ على المستوى الوطني،
المخاطر التي تهدد األمن واالستقرار
ـ والحالة االستثنائية وحالة العدوان الفعلي على
ـ الطوارئ
ومن أهم هذه التدابير إعالن حالة الحصار
ـ المدة الرئاسية بعد
البالد ،وما له من تجميد العمل بالدستور ،وجمع رئيس الجمهورية لكل السلطات وتمديد
انقضاءها.
55
ـ 197-01المحدد لصالحيات
ـ رقم
ـ إدارة رئاسة الجمهورية بموجب المرسوم الرئاسي
وجاء تنظيم
1
ـ قسمت هذه المصالح إلى األمانة العامة لرئاسة
مصالح رئاسة الجمهورية وتنظيمها المعدل والمتمم ،وقد
الجمهورية ،ديوان رئاسة الجمهورية ،األمانة العامة للحكومة.
أ /األمانة العامة لرئاسة الجمهورية
ـ أمين عام له مجموعة صالحيات ذات طابع إداري ،تتمثل إجماال تعد من األجهزة الدائمة ويترأسها
ـ لميزانية مؤسسة رئاسة الجمهورية والعمل على في :تنظيم مصالح رئاسة الجمهورية وعملها ،التحضير
تنفيذها ،اإلعداد والمشاركة في دراسة الملفات الضرورية التخاذ القرار ،تحديد إجراءات وكيفيات التعيين
ـ والمناصب المدنية السامية.في الوظائف
تلحق باألمانة العامة لرئاسة الجمهورية عدد من المديريات يتمثل أهمها في :مديرية اإلدارة العامة،
ـ
ـ والوسائلمديرية االستقبال واإلقامات الرسمية ،مديرية المواكب الرسمية والنقل ،مديرية المنظومات
المعلوماتية ،مديرية اإلطارات ،مديرية المواصالت السلكية والالسلكية ،مديرية األرشيف ،مديرية الوثائق
ـ مديرية الخدمة الداخلية.
العامة ،مديرية األمن الوقائي،
ب /ديوان رئاسة الجمهورية
يتألف من رئيس الديوان يمارس مختلف الوظائف التي تُمكن رئيس الجمهورية االطالع على وضعية
البالد وسالمة اتخاذه للقرارات ،كما يتولى بتكليف من رئيس الجمهورية متابعة المسائل التي تسند إليه
بصفة خاصة .أما مدير الديوان فله مجموعة من المهام منها متابعة نشاط الحكومة وتحليله وتقديم حصيلة
بذلك لرئيس الجمهورية ،إعالم رئيس الجمهورية بوضعية البالد من الناحية السياسية واالقتصادية
واالجتماعية والثقافية واقتراح أهم العناصر لتمكينه من اتخاذ القرار ،إعالم األجهزة والمؤسسات في
الدولة بقرارات وتوصيات رئيس الجمهورية ،متابعة حالة الرأي العام حول القرارات الكبرى ،تولي
ـ
ـ تنظيم الخدمات العمومية وسيرها العالقات مع األحزاب السياسية والحركة الجمعوية .وتقييم مستوى
ـ
ـ معالجتها ،تنسيقـ المواطنون والجمعيات وتولي ـ التي يرفعها
وأداءاتها على ضوء العرائض والشكاوى
ـ على ـ بتوجيهات رئيس الجمهورية وتعليماته ونشاطاته ،اإلشراف نشاطات االتصال الموجهة إلى التعريف
العالقات مع وسائل اإلعالم الوطنية واألجنبية.
ومن الهياكل اإلدارية الملحقة بمدير الديوان نجد المديرية العامة للتشريفات ،مديرية الصحافة
ـ مع المواطنين ،مديرية الترجمة الفورية وفن الخط. واالتصال ،مديرية العرائض والعالقات
ج /األمانة العامة للحكومة
تعد جهاز دائم في رئاسة الجمهورية وتكلف أساسا بتنسيق النشاط القانوني الحكومي ،يترأسها أمين
عام وهي هيئة وسطية بين رئيس الجمهورية والحكومة ،ووجدت األمانة العامة للحكومة كجهاز من
أجهزة رئاسة الجمهورية بأحكام المرسوم الرئاسي .197-01
-1المرسوم الرئاسي رقم 197-01مؤرخ في 22يوليو سنة ،2001يحدد صالحيات مصالح رئاسة الجمهورية
وتنظيمها ،ج.ر 40بتاريخ 25جوان ،2001المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي 203 -15المؤرخ في 26يوليو
،2015ج .ر 42بتاريخ 05أوت .2015
56
يمارس األمين العام للحكومة العديد من الصالحيات أهمها مراقبة مبدأ مطابقة مشاريع القوانين
ـ الحكومة ،تحضير جدول أعمال مجلس الوزراء واجتماع الحكومة، ـ القانوني لنشاطوالتنظيمات والتنسيق
إعداد خالصة نقاشات مجلس الوزراء والنتائج التي تسفر عنها ويتولى المحافظة عليها وتوزيع القرارات
ـ ال سيما فيما يخص إرسال مشاريع المتخذة على أعضاء الحكومة ،متابعة كل مراحل اإلجراء التشريعي
قوانين الحكومة إلى البرلمان ،استالم اقتراحات القوانين من أعضاء البرلمان ومعالجتها ،تنفيذ اإلجراءات
ـ المجلس الدستوري.المرتبطة بسلطة رئيس الجمهورية الدستورية في مجال إخطار
ـ الدراسات ،مديرون ،مكلفون بالدراسات
ويساعد األمين العام للحكومة كل من :مكلفون بمهمة ،مديرو
ـ دراسات.
والتلخيص ،نواب مديرين ،رؤساء
-1المرسوم الرئاسيين رقم 242-17ورقم 243-17المؤرخ في 17أوت ،2017تعيين الوزير األول وتعيين أعضاء
الحكومة ،ج.ر 48سنة .2017
-2حسب نص الفقرة 5من المادة 91من التعديل الدستوري .2016
57
ـ األول عرضا حول مخطط عمله لمجلس األمة مثلما وافق عليه المجلس الشعبي الوطني.
يقدم الوزير
1
ـ األول استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية في حالة
ـ الئحة .ويقدم الوزير
يمكن مجلس األمة أن يصدر
ـ أول
ـ على مخطط عمله .ويعين رئيس الجمهورية من جديد وزيرا
عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني
3 2
ـ
حسب الكيفيات نفسها .وإذا لم تحصُل من جديد موافقة اﻟﻤﺠلس الشّعبيّ الوطنيّ ينحلّ وجوبا.
تقدم الحكومة سنويا إلى المجلس الشعبي الوطني بيانا عن السياسة العامة ،كما يمكن أن يترتب على
هذه المناقشة إيداع مُلتمَس رقابة يقوم به المجلس الشعبي الوطني طبقا ألحكام المواد 153و 154و.155
للوزير األول أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني تصويتا بالثقة .وفي حالة عدم الموافقة على الئحة
الثقة يقدم الوزير األول استقالة الحكومة ويمكن لرئيس الجمهورية في هذه الحالة أن يلجأ لحل المجلس
4
ـ أو إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها.
الشعبي الوطني
59
ـ يتم توزيع هذا االختصاص أوجد علماء اإلدارة معايير هي:
لتحديد االختصاص الوزاري
ـ بحيث تقسم
ـ االختصاص على الوزارات على أساس إقليمي جغرافي /1المعيار الجغرافي :يتم توزيع
البالد مثال إلى عدد من األقاليم الجغرافية يوضع على رأس كل إقليم منها وزير يخصص بشؤون هذا
ـ للمالية وال وزير للصحة بل وزير إلقليم معين يتكفل بكل شؤونه.
ـ هنا ليس وزيرا
اإلقليم فالوزير
ـ
ـ على رأسها وزير
ـ طبق هذا النظام في الجزائر عندما أسست محافظة الجزائر الكبرى ووضع وقد
ـ العادة ،لكن يعاب عليه أنه يدعم الفرقة الوطنية وال يسمح بالتنمية الموحدة فضال عن
مفوض فوق
صعوبات تطبيقية من الناحية الواقعية خصوصا في بلدان العالم المتخلف.
ـ مهمة ـ من وجود /2المعيار األفقي :يقوم هذا المعيار على أساس توزيع االختصاص اإلداري انطالقا
تشمل كل القطاعات بحيث كلما وجدت وظيفة أو مهمة تشمل كل القطاعات إال وشكلتها وزارة .وتعتبر
وزارة المالية وزارة قائمة على أساس المعيار األفقي ألنها تشمل كل القطاعات في الدولة فسواء في
ـ أو في أي ميدان آخر .فنكون دائما في حاجة
التربية أو التعليم أو الصحة أو الفالحة أو السكن أو الدفاع
ـ ال يتم على أساس قطاعات يفصل بينها االختصاص عموديا وإنما تجمع هذه المهمة إلى المالية فالتوزيع
بين مختلف القطاعات أفقيا.
ـ والسياحة ،...حيث يتكفلـ قطاعات معينة كقطاع الصحة والتعليم /3المعيار العمودي :يقوم على وجود
ـ في هذا التقسيم بقطاع اجتماعي أو اقتصادي أو تربوي أو غيره من القطاعات .وليس هناك من كل وزير
ـ وهي تمثل يمنع من الجمع بين هذه األساليب كما فعلت الجزائر عندما أوجدت محافظة الجزائر الكبرى
ـ ووزارة المالية وهي تمثل المعيار األفقي ووزارة التعليم العالي وهي تمثل المعيار
المعيار الجغرافي
العمودي.
ب /الوزير
ـ بالصفةـ في مجلس الوزراء أو مجلس الحكومة ،ويتمتع الوزير ـ صفة سياسية كعضو يتمتع الوزير
ـ والمؤسسات واألجهزة اإلدارية المكونة للوزارة التي يشرف
اإلدارية كرئيس اإلداري لمجموعة المرافق
ـ عندما يكون في الحكومة ومسؤول إداري عندما يكون في الوزارة عليها .فالوزير مسؤول إداري وسياسي
ـ إدارية.
وبهذه الصفة يمارس عدة اختصاصات
ـ األصيل ،وصاحب اإلختصاص العام في شؤون الوظيفة اإلدارية
ـ يعد الرئيس اإلداري
يعد الوزير
المتعلقة بتسيير وزارته.
ـ وكاتب دولة ،التي تكرس
ـ منتدب ،نائب وزير
وهناك مناصب لها الصفة الوزارية مثل منصب وزير
ـ فيالطابع الهام أو الخاص لبعض القطاعات الوزارية ،واألشخاص المعينون يعملون لمساعدة الوزير
ميدان معين ولكن تحت سلطته .وهناك من الوزراء من ال يعهد إليه اإلشراف على الوزارة وقد جرى
1
ـ.
العرف على تسمية هؤالء بوزراء بال وزارة ،مثال أمين عام للحكومة برتبة وزير
-1المرسوم الرئاسي 313-13المؤرخ في 11سبتمبر 2013والمتضمن تعيين 6وزير ،أمين عام للحكومة.
60
ـ أن يقدم استقالته من الحكومة بإرادته ،وتكون حكمية أو وجوبية ويكون ذلك في حالة
يمكن ألي وزير
إقالة أو استقالة الوزير األول.
ـ في قطاع وزارته ،حيث يمارس السلطة ـ اإلداري
/01اختصاصات الوزير اإلدارية :يتكفل بالتنظيم
الرئاسية ،فيعين الموظفين التابعين لقطاعه ،ويراقبهم ويسهر على حسن سير أدائهم ،وله السلطة التأديبية
التي يمارسها ،وله سلطة إعطاء األوامر عن طريق المنشور أو التعليمة ،وسلطة الحلول التي تمكنه من
تغيير وإلغاء القرارات المتخذة من طرف المرؤوسين.
ويعد الوزير المسير المالي في قطاعه ،وهو اآلمر بالصرف فيها بحيث ال يمكن لغيره األمر بصرف
االعتمادات المالية المخصصة لوزارته .ويمثل الوزير الدولة في قطاعه ،حيث يبرم العقود والتصرفات
القانونية باسمها ،ويمثلها أمام القضاء وأمام البرلمان ،ويمثل الدولة في اإلحتفاالت الدولية ويتحدث باسمها.
ـ في السلطة التنظيمية عن طريق المشاركة في إعداد نصوص المراسيم التنفيذية ،وكذا ويساهم الوزير
ـ السلطة الوصائية بإصدار قرارات إدارية أخرى لتنفيذ برنامج الحكومة في قطاعه .كما يمارس الوزير
التي تتميز عن السلطة الرئاسية ،وتتمثل في إجراءات الرقابة على أجهزة وأعمال الهيئات الالمركزية،
ـ التالية
ـ العامة والجماعات المحلية التي تخضع للوزارة المعنية ،فمثال تخضع المؤسسات مثل المؤسسات
ـ التضامن والضمان للجماعات المحلية ،المندوبيةلوصاية وزارة الداخلية والجماعات المحلية :صندوق
ـ الجماعات المحلية
الوطنية للمخاطر الكبرى وتنظيمها وسيرها ،المراكز الوطنية لتكوين مستخدمي
وتحسين مستوياتهم وتجديد معلوماتهم ،المدرسة الوطنية للمواصالت ،المدرسة الوطنية لإلدارة ،مركز
ـ للدراسات والتحاليل الخاصة البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء األرضية ،المركز الوطني
بالسكان والتنمية.
/2التنظيم اإلداري للوزارة :يخضع تنظيم الوزارة الى عديد التنظيمات ،حيث تصدر المراسيم التنفيذية
لتنظيم مصالح كل وزارة وكذا صالحيات الوزير المعني ،مثال المرسوم التنفيذي 16-11في 25يناير
ـ الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار ،المرسوم 2011يحدد صالحيات وزير
التنفيذي رقم 104-14مؤرخ في 12مارس سنة ،2014يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لوزارة
الداخلية والجماعات المحلية...
1
ـ التنفيذي رقم 188-90هياكل اإلدارة المركزية في الوزارات ،حيث وضع نوعين
ـ نظم المرسوم
وقد
من المصالح اإلدارية داخل الوزارة وهي:
* الهياكل :وتتكون هذه الهياكل حسب المادة 03من المديريات العامة أو المركزية ،وتنقسم كل وحدة إلى
أقسام وكل قسم إلى مديريات فرعية وكل مديرية فرعية إلى مكاتب .أما المواد من 04إلى 09منها من
ـ صالحيات هذه الهياكل ومهامها.
ـ فتحدد
نفس المرسوم
* األجهزة اإلدارية :تتكون من:
-1المرسوم التنفيذي رقم 188-90المؤرخ في 1990-06-23المحدد لهياكل اإلدارة المركزية في الوزارات ،ج.ر 26
السنة .1990
61
ـ أعمال الوزير ،تقديم االستشارة إعداد
-الديوان :ويمارس مجموعة من الصالحيات منها تحضير
ـ المدنية ،للديوان مدير ورئيس ومكلفون الملخصات والدراسات ،تنظيم ربط الصلة باإلعالم وبالجمعيات
بالدراسات والتلخيص ملحقون بالديوان.
ـ على حسن العمل في الوزارة والقطاع.
-أجهزة التفتيش والرقابة والتقييم :تعمل على الرقابة وتسهر
ـ تنصيب أية هيئة استشارية في إطار تتطور التشاور بين مختلف
-األجهزة االستشارية :يخول للوزير
القطاعات قصد ترقية نشاطات القطاع وتحسينها.
ـ المهمة :يجوز للوزير أن يعين لمدة محدودة وعلى أساس برنامج محدد مسبقا مسؤولين
-أجهزة تسيير
ـ
ـ دراسة ملفات وإنجاز
ـ األمر بسلطات اإلدارة والتسيير قصد
ـ إن اقتضى
عن دراسات أو مشاريع يخولهم
مشاريع.
ـ
ـ تشمل كافة التراب الوطني وفي ذلك صعوبات ويجب اإلشارة إلى أن مهام الوزارة كجهاز مركزي
شتى نظرا لبعدها عن الشؤون المحلية ،لذلك وتخفيفا لهذا التركيز تنشئ الوزارات عادة مصالح خارجية
ـ ،فلكل وزارة عدد من المصالح تقع خارج العاصمة في الوالياتـ عبر التراب الوطني تابعة لها تتوزع
ـ العامة للصحة ،...بحيث تكون هذه المصالح تارة
واألقاليم ،مثال المديريات الجهوية للفالحة والمديريات
ـ ناحية أو جهة
مطابقة للواليات أو الدوائر أو البلديات وتارة أخرى تشمل رقعة جغرافية أكبر فتضم
بكاملها ،وتمثل هيئات لعدم التركيز.
لكن ال يوجد نص تشريعي خاص ينظم المصالح الخارجية للوزارات ،وإنما هناك نصوص عديدة
ـ سنة 1990
ومتنوعة بحسب تنوع هذه المصالح ،مثال مرسوم تنفيذي رقم 174-90مؤرخ في 9يونيو
ـ الوالية وسيرها.
يحدد كيفيات تنظيم مصالح التربية على مستوى
ـ عــلى كــل المــستــويات سواء على مستوى تتعدد األجهـزة اإلســتشارية وتــوجـد
رئاسة الجمهورية ،أو الوزير األول أو مختلف الوزراء والهيئات اإلدارية .وتتكون األجهزة والهيئات
62
ـ المعنية من سلطات ـ اإلستشارية من مجموعة من األعضاء يمثلون عادة مختلف األطراف والمؤسسات
عامة ومؤسسات عامة أو خاصة ،أو تنظيمات مهنية أو حرفية أو نقابية ،حيث تشكل كون مجاال للحوار
ـ اإلستشارية بتقديم اإلستشارة لألجهزة والمؤسسات اإلدارية التنفيذية حتى
ـ وتختص المؤسساتوالتشاور
ـ على دراية ودراسة من ذوي الخبرة واالختصاص. تتخذ قراراتها
-1المرسوم الرئاسي 17- 141المؤرخ في 18أبريل 2017تنظيم اﻟﻤﺠلس اإلسالمي األعلى وسيره ،ج.ر 25لسنة
.2017
63
ـ
هو هيئة دستورية وطنية مستقلة ،يتكون المجلس من ثماني وثالثين عضوا ،وهو مكلف بتعزيز
وحماية حقوق اإلنسان في الجزائر ،بموجب المادة 198من الدستور .ويعمل حسب المادة 199من
ـ اﻟﻤﺠلس دون ـ المبكر والتقييم في مجال احترام حقوق اإلنسان ،ويدرس الدستور على المراقبة واإلنذار
المساس بصالحيات السلطة القضائية كل حاالت انتهاك حقوق اإلنسان التي يعاينها أو تُبلّغ إلى علمه
ويقوم بكل إجراء مناسب في هذا الشأن .ويعرض نتائج تحقيقاته على السلطات اإلدارية المعنية والجهات
القضائية.
ويبادر اﻟﻤﺠلس بأعمال التحسيس واإلعالم واالتصال لترقية حقوق اإلنسان ،ويبدي آراء واقتراحات
ـ تتعلق بترقية حقوق اإلنسان وحمايتها .ويعدّ اﻟﻤﺠلس تقريرا سنويا يرفعه إلى رئيس الجمهورية
وتوصيات
1
ـ األول وينشره.
وإلى البرلمان والوزير
-1حدد القانون 13-16المؤرخ في 3نوفمبر 2016تشكيلة وقواعد تعيين أعضاء المجلس الوطني لحقوق اإلنسان وكذا
القواعد المتعلقة بتنظيمه 6وتسييره ،.ج.ر 65لسنة .2016
-2حدد المرسوم الرئاسي 142 -17المؤرخ في 18أبريل 2017تشكيلة اﻟﻤﺠﻟس األعلى للشباب وتنظيمه وسيره ،ج.ر
25لسنة .2017
64
ترفع الهيئة إلى رئيس الجمهورية تقريرا سنويا عن تقييم نشاطاتها المتعلقة بالوقاية من الفساد
1
ومكافحته والنقائص التي سجلتها في هذا اﻟﻤﺠال والتوصيات المقترحة.
/09مجلس الدولة
يمثل مجلس الدولة الهيئة المقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية ،المادة 170و 172من الدستور.
وبموجب الفقرة 3من المادة 136من الدستور ،تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء بعد رأي
ـ أو مكتب مجلس األمة.
ـ األول حسب الحالة مكتب اﻟﻤﺠلس الشّعبيّ الوطنيّ
مجلس الدّولة ثمّ يودعها الوزير
2
-1يخضع تنظيم المجلس للقانون العضوي رقم 12 - 04المؤرخ في 6سبتمبر سنة 2004المتعلق بتشكيل المجلس
األعلى للقضاء وعمله وصالحياته ،ج.ر .2004 ،57
-2يخضع تنظيم عمل مجلس الدولة إلى القانون العضوي 01-98المؤرخ في 30ماي 1998المتعلق باختصاصات
مجلس الدولة وتنظيمه وعمله ،ج ر 37لسنة 1998المعدل والمتمم بالقانون العضوي 13-11الصادر في 03أوت
،2011ج.ر 43لسنة .2011
66