Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫د‪ .

‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫الواقع السياسي يف اليمن بعد عام ‪0202‬‬


‫د‪ .‬زياد مسري زكي الدباغ‬
‫مجرس‪ /‬كمية العمهم الدياسية‪ /‬جامعة السهصل‬
‫‪Zeyad3343@gmail.com‬‬

‫تاريخ قبول النشر ‪1029/4/12‬‬ ‫تاريخ استالم البحث ‪1029/3/7‬‬

‫مدتخمز البحث‬
‫في أواخخ عام ‪ 0212‬ومصمع ‪ 0211‬انجلعت مػجة عارمة مغ االحتجاجات‬
‫والثػرات في ُمختمف أنحاء الػشغ العخبي بجأت بسحسج البػعديدي والثػرة التػندية‬
‫وعخفت بخبيع الثػرات‬ ‫التي أشمقت وتيخة الذ اخرة في العجيج مغ البمجان العخبية‪ُ ،‬‬
‫العخبية ‪.‬‬
‫كان مغ بيغ أسباب تمظ االحتجاجات والثػرات السفاجئة انتذار الفداد والخكػد‬
‫السعيذية‪ ،‬فزالً عغ التزييق الدياسي وسػء األوضاع‬ ‫االقترادي وسػء األحػال َ‬
‫عسػماً في البمجان العخبية‪ .‬وقج انتذخت ىحه االحتجاجات في عجد مغ البمجان‬
‫العخبية ومشيا اليسغ‪ ،‬ذلظ البمج ذات الصبيعة السعقجة بسا يحتػيو مغ مذاكل مثل‬
‫مذكمة الحػثييغ مع الشطام الحاكع‪ ،‬ووجػد عشاصخ تشطيع القاعجة في البالد‪ .‬وقج‬
‫ومتطاىخيغ وصمت في‬ ‫أدت تمظ التطاىخات إلى نذػب معارك بيغ قػات أمغ ُ‬
‫بعس األحيان إلى وقػع قتمى مغ الصخفيغ‪ .‬وقج تسيدت ىحه االحتجاجات والثػرات‬
‫شييخ في تمظ البمجان العخبية أال وىػ‪" :‬الذعب يخيج‬
‫ًا‬ ‫بطيػر ىتاف عخبي أصبح‬
‫ّ‬
‫إسقاط الشطام"‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬إن الثػرة اليسشية لع تحقق ما كان يصسح إليو الذعب‬
‫اليسشي مغ استقخار سياسي ورخاء اقترادي ووضع أمشي مدتتب‪ ،‬فسا زالت‬
‫السذاكل التي كانت سائجة قبل الثػرة مػجػدة لحج اآلن‪ ،‬وما زال السػاشغ اليسشي‬
‫يعير أوضاعاً سيئة عمى مختمف األصعجة والسدتػيات الدياسية واالقترادية‬
‫واالجتساعية واألمشية‪.‬‬
‫الكمسات السفتاحية‪ :‬الثهرة اليسشية‪ ،‬الهاقع الدياسي في اليسن‪ ،‬الشعام‬
‫الدياسي اليسشي‪.‬‬

‫‪171‬‬
)32( ‫العدد‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

The Political reality in Yemen after 2010


Dr. Zeyad S. Zaki Al-Dabbagh
Lecturer/ college of political science/ University of Mosul
Abstract
In late 2010 and early 2011 a wave of protests and
revolutions broke out across the Arab world began with
Mohamed Bouazizi and the Tunisian revolution, which
sparked the revolutions in many Arab countries, and known as
the spring of the Arab revolutions.
One of the causes of these protests and sudden revolutions
was the spread of corruption, economic stagnation and poor
living conditions, as well as political constraints and overall
poor conditions in Arab countries. These protests have spread
in a number of Arab countries, including Yemen, a country of
a complex nature with problems such as the Houthis' problem
with the ruling regime and the presence of al-Qaeda elements
in the country. These demonstrations led to clashes between
security forces and demonstrators, sometimes resulting in
deaths on both sides. These protests and revolutions were
characterized by the emergence of Arab cheers that became
popular in those Arab countries: "The people want to
overthrow the regime." In fact, the Yemeni revolution did not
achieve what the Yemeni people aspired to as political
stability, economic prosperity and security situation. The
problems that prevailed before the revolution still exist, and the
Yemeni citizen still lives in bad conditions at various levels,
political, economic, social and security levels.
Keywords: The Yemeni Revolution, The Political Reality in
Yemen, The Yemeni Political System.

170
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫السقجمة‬
‫تعج اليسغ دولة عخبية نابزة بالتيارات القػمية واإلسالمية نط اًخ لصبيعة‬
‫السجتسع اليسشي الستعجد الثقافات والخؤى الدياسية واالجتساعية والثقافية واألصػل‬
‫عالوة عمى التجيغ‪ .‬وربيع الثػرات العخبية انتقل إلييا‬
‫ً‬ ‫القبمية التي يشتسػن إلييا‪،‬‬
‫بدخعة‪ ،‬فسغ يحكع اليسغ ليذ مجمذ الشػاب وليذ رئيذ الػزراء والسؤتسخ الذعبي‬
‫العام‪ ،‬بل إنيا قبيمة حاشج والستشفحيغ مشيا‪ ،‬والتي يشتسي إلييا الخئيذ الدابق عمي‬
‫عبجهللا صالح‪ ،‬مسا حفد الجساىيخ اليسشية عمى تفجيخ ثػرتيع(‪.)1‬‬
‫أهسية البحث‪ /‬تشبع أىسية البحث مغ خالل اإلشارة إلى الثػرة التي قام بيا‬
‫اليسشيػن مغ أجل التخمز مغ الػاقع الدياسي الستخدي الحي يعيذو السػاششػن‬
‫اليسشيػن ومجى انعكاساتو عمى حياتيع وضخوفيع االقترادية واالجتساعية والثقافية‬
‫واألمشية‪.‬‬
‫فخضية البحث‪ /‬يعير الذعب اليسشي مشح مجة شػيمة مغ الدمغ أوضاعاً‬
‫سياسية غيخ مدتقخة انعكدت بذكل سيء عمى مختمف أوضاعو‪ ،‬األمخ الحي أدى‬
‫إلى قيامو بثػرة كبيخة عام ‪ 0211‬مغ أجل إسقاط الشطام الدياسي الحاكع واستبجالو‬
‫بشطام سياسي أفزل‪ ،‬في محاولة مغ الذعب اليسشي إلصالح أوضاعو السأسػية‬
‫التي يعيذيا ويعاني مشيا‪.‬‬
‫لكغ ما حرل بعج الثػرة لع يكغ كسا كان يتػقع اليسشيػن‪ ،‬فبجالً مغ أن‬
‫تتحدغ أوضاعيع تجىػرت بذكل أكبخ مسا كانت عميو قبل انجالع الثػرة‪ .‬والدؤال‬
‫الحي يصخح نفدو ىشا ىػ كيف سيكػن مدتقبل الذعب اليسشي؟‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪ /‬تثيخ إشكالية البحث عجداً مغ األمػر والتداؤالت السيسة‪،‬‬
‫مغ أبخزىا‪-:‬‬
‫‪ -‬ما ىي األسباب التي أدت إلى انجالع الثػرة في اليسغ عام ‪0211‬؟‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫‪ -‬ما ىي األحجاث التي رافقت انجالع الثػرة اليسشية؟‪.‬‬


‫‪ -‬ما ىي شبيعة الػاقع الدياسي اليسشي بعج انجالع الثػرة اليسشية؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما ىػ مدتقبل اليسغ بذكل عام‪ ،‬والشطام الدياسي اليسشي بذكل خاص؟‪.‬‬
‫مشهجية البحث‪ /‬تع االعتساد أثشاء كتابة ىحا البحث عمى السشيجيغ التحميمي‬
‫واالستقخائي‪.‬‬
‫هيكمية البحث‪ /‬تع تقديع ىحا البحث إلى ثالثة مباحث رئيدة فزالً عغ‬
‫السقجمة والخاتسة‪ .‬تشاول السبحث األول الثػرة اليسشية‪ ،‬وتشاول السبحث الثاني الػاقـع‬
‫الدـياسـي اليسشي بعج الثػرة‪ ،‬في حيغ تشاول السبحث الثالث الشطام الدياسي اليسشي‬
‫"احتساالت مدتقبمية"‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫املبحث األول‬
‫الثورة اليمنيت‬
‫يعج يػم الجسعة السػافق ‪ 11‬شباط‪ /‬فبخايخ عام ‪ 0211‬ىػ يػم انصالق ثػرة‬
‫الذباب اليسشية أو ثػرة التغييخ الدمسية‪ ،‬وقج أشمق عميو اسع "جسعة الغزب"‬
‫(وىػ يػم سقػط نطام حدشي مبارك في مرخ)‪ ،‬وقج تأثخت ىحه الثػرة بسػجة‬
‫االحتجاجات التي انجلعت في عجد مغ البمجان العخبية مصمع عام ‪ 0211‬وبخاصة‬
‫الثػرة التػندية التي أشاحت بالخئيذ زيغ العابجيغ بغ عمي(الحي حكع تػنذ لمسجة‬
‫‪ )0211-1765‬وثػرة ‪ 03‬كانػن الثاني‪ /‬يشايخ السرخية التي أشاحت بالخئيذ‬
‫حدشي مبارك (الحي حكع لمسجة ‪.)0()0211-1761‬‬
‫قاد الثػرة اليسشية الذبان اليسشيػن فزالً عغ أحداب السعارضة لمسصالبة‬
‫بتغييخ نطام الخئيذ عمي عبج هللا صالح الحي حكع البالد مشح العام ‪ ,1756‬والقيام‬
‫بإصالحات سياسية واقترادية واجتساعية(‪.)1‬‬
‫كسا أن شخرشة واستبجاد الدمصة والفداد وانجالع الثػرة الذعبية في تػنذ ثع‬
‫في مرخ ‪..‬إلخ(‪ ،)2‬كانت قج حفدت الذباب اليسشي عمى الحخاك إلسقاط الشطام‬
‫قػة وزخساً لع يذيجىسا مغ‬
‫سػة بباقي الجول العخبية‪ ،‬حيث اكتدب الذارع اليسشي ً‬
‫أ ً‬
‫قبل‪ ،‬فطخوف اليسغ مذابية لألنطسة العخبية التي سقصت‪ ،‬فالفداد واالستبجاد‬
‫والسؤسدات األمشية ليا اليج الصػلى في قسع السػاششيغ وتعصيل باقي السؤسدات‬
‫األخخى‪ ،‬فقج تحػلت اليسغ إلى إقصاعية بيج الخئيذ صالح وعائمتو والسشتفعيغ مغ‬
‫وراءه مغ خالل سيصختيع عمى الحكع والثخوة في البالد‪ ،‬كسا أن الخئيذ صالح‬
‫حػل الجير اليسشي مغ مؤسدة وششية إلى مؤسدة أسخية يديصخ عمييا أبشاؤه‬
‫وأقاربو‪ ،‬أما ثخوة اليسغ فقج وزعيا عمى أىمو ورعيتو(‪.)3‬‬

‫‪173‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫وقج كان يػم الجسعة‪ ،‬الحي أشمق عميو بجسعة الكخامة في ‪ 16‬آذار‪/‬‬
‫مارس‪ ،0211‬يػما مفرميا في الثػرة اليسشية‪ ،‬حيث انزع بعجه الكثيخ مغ مذايخ‬
‫وزعساء القبائل والذخريات االجتساعية إلى الثػرة بعج أن انزع إلييا المػاء عمي‬
‫محدغ األحسخ(قائج الفخقة األولى مجرع) يػم االثشيغ ‪ 01‬آذار‪ /‬مارس بعج تأثخه‬
‫بسحبحة جسعة الكخامة التي راح ضحيتيا ‪ 30‬شييجاً مغ الذباب السعترسيغ‬
‫الدمسييغ في ساحة التغييخ برشعاء إلى جانب أكثخ مغ ‪ 522‬جخيح بشيخان‬
‫القشاصة التي قال السعترسػن أنيع يشتسػن إلى الحخس الجسيػري و(بالشجة)‬
‫الحدب الحاكع‪ ،‬فيسا رد الخئيذ صالح أنيع مغ سكان الحارات السجاورة لداحة‬
‫االعترام والحيغ تزخروا مغ السعترسيغ‪ .‬واستسخت السشاورات بيغ شباب التغييخ‬
‫والسعارضة مغ جية وبيغ صالح مغ الجية األخخى‪ ،‬وحرمت بعس االشتباكات‬
‫السدمحة بيغ مػاليغ لمشطام ومدمحيغ قبمييغ(‪.)4‬‬
‫وفي يػم ‪ 1‬حديخان‪ /‬يػنيػ ‪ 0211‬تست محاولة اغتيال الخئيذ اليسشي‬
‫الدابق عمي عبج هللا صالح في مدجج دار الخئاسة إثخ انفجار قشبمة داخل السدجج‬
‫بالقرخ الخئاسي‪ ،‬حيث أصيب بحخوق بالغة‪ ،‬وضيخ بعج الحادث بفتخة قريخة عبخ‬
‫مكالسة مع التمفديػن اليسشي أشار فييا إلى سالمتو مغ الحادث واتيع (آل األحسخ‪-‬‬
‫زعساء قبيمة حاشج) بالػقػف وراء الحادث(‪.)5‬‬
‫وفي فجخ يػم األحج الخامذ مغ تسػز‪ /‬يػليػ مغ عام ‪ 0211‬أعمغ‬
‫الجيػان السمكي الدعػدي وصػل الخئيذ اليسشي لألراضي الدعػدية لتمقي العالج‬
‫جخاء اإلصابات الشاتجة عغ محاولة اغتيالو‪.)6(،‬‬
‫ّ‬
‫وفي الدابع مغ تسػز‪ /‬يػليػ ‪ 0211‬ضيخ الخئيذ صالح في فيجيػ‬
‫مرػر عمى التمفديػن اليسشي وىػ محخوق الػجو‪ ،‬وألقى كمسة مػجية لمذعب أعمغ‬

‫‪174‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫فييا انو أجخى ثسان عسميات جخاحية ناجحة وقجم الذكخ لمسسمكة العخبية الدعػدية‬
‫واثشى عمى جيػد نائبو عبج ربو مشرػر ىادي(‪.)7‬‬
‫ووسط ضغػط داخمية شعبية و"خارجية" متفاقسة‪ ،‬وقع الخئيذ اليسشي عمي‬
‫عبج هللا صالح وحدبو والسعارضة عمى السبادرة الخميجية(‪ ،)12‬وعمى آليتيا التشفيحية‬
‫التي رعاىا قادة دول مجمذ التعاون الخميجي وعمى رأسيع السمظ الدعػدي الدابق‬
‫عبج هللا بغ عبج العديد(الحي حكع الدعػدية لمسجة ‪ ،)0213-0223‬فزالً عغ‬
‫مسثل عغ األمع الستحجة‪ ،‬وذلظ في يػم األربعاء السػافق ‪ 01‬تذخيغ الثاني‪ /‬نػفسبخ‬
‫‪.)11(0211‬‬
‫أكج جسال بغ عسخ مبعػث األمع الستحجة مغ جانبو أن السشطسة الجولية‬
‫سانجت مشح البجاية السبادرة الخميجية‪ ،‬مذي اًخ إلى أنو قام بالتعاون والتشديق مع عبج‬
‫المصيف الدياني األميغ العام لسجمذ التعاون الخميجي وبحال جيػدا مذتخكة مع كل‬
‫األشخاف اليسشية ومجمذ التعاون الخميجي حتى تع التػصل إلى ىحا التػقيع والبجء‬
‫في مديخة السرالحة‪ .‬وقج قاد السبعػث األمسي مذاورات ومفاوضات شاقة أفزت‬
‫إلى آلية جاءت في ‪ 11‬صفحة تزسشت الخصػات السقتخحة لمتشفيح في السخحمتيغ‬
‫األولى والثانية مغ إجخاءات نقل الدمصة‪ .‬حيث اقتخحت الخصة في مخحمتيا األولى‬
‫فتخة انتقالية مغ تدعيغ يػماً تبجأ مغ تاريخ تػقيع الخئيذ صالح أو نائبو عمى‬
‫السبادرة الخميجية بريغتيا السػقعة مع أحداب السعارضة وحدب السؤتسخ الحاكع‬
‫واآللية التشفيحية وتشتيي بتشطيع انتخابات رئاسية مبكخة في مػعج أقراه كانػن‬
‫الثاني‪ /‬يشايخ السقبل النتخاب عبج ربو مشرػر ىادي رئيداً تػافقياً لمسجة االنتقالية‬
‫الثانية التي تدتسخ سشتيغ تبجأ مغ تاريخ إعالن نتائج االنتخابات السبكخة وتشيي‬
‫بتشطيع انتخابات بخلسانية ثع رئاسية‪ ،‬وكحلظ تشطيع استفتاء شعبي عمى دستػر‬
‫ججيج(‪.)10‬‬

‫‪175‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫واقتزت الخصة أيزاً نقل سمصات الخئيذ كاممة إلى نائبو عبج ربو‬
‫مشرػر ىادي وفق صيغة قانػنية تزسغ عجم جػاز نقس ق اخرات نقل سمصات‬
‫الخئيذ تحت أي ضخف كان خالل مجة تدعيغ يػماً يكػن فييا الشائب ىػ الخئيذ‬
‫الفعمي لميسغ مع احتفاظ صالح بمقب رئيذ فخخي‪ .‬وتتزسغ السخحمة األولى مغ‬
‫خصة التدػية أيزاً تدسية السعارضة مخشحيا لخئاسة الحكػمة عمى أن يتع تأليف‬
‫الحكػمة مغ شخريات مغ الحدب الحاكع والسعارضة غيخ متػرشة برػرة مباشخة‬
‫أو غيخ مباشخة في انتياك حقػق اإلندان أو تزييق الحخيات العامة لمسػاششيغ أو‬
‫تمظ التي مػرست ضج الستطاىخيغ‪ .‬وحجدت اآللية ميسات لمحكػمة االنتقالية‬
‫إلعادة ىيكمة الجير واألمغ عبخ لجشة عدكخية يتخأسيا نائب الخئيذ وبإشخاف‬
‫سمصة مجنية‪ ،‬وكحلظ إدارة حػار مع شباب الثػرة في ساحات االعترام بذأن‬
‫مصالبيع وتحقيق أىجاف الثػرة الذعبية الدمسية في السخحمة األولى(‪.)11‬‬
‫حجدت اآللية في السخحمة الثانية ميسات لمحكػمة بتشطيع مؤتسخ حػار وششي‬
‫لمتػصل إلى حمػل جادة وعسمية لمقزية الجشػبية تزسغ إعادة صياغة إدارة الجولة‬
‫الخاىشة وفق صيغة الذخاكة الػششية لمػحجة الػششية‪ ،‬وإعجاد دستػر ججيج‪ ،‬وتييئة‬
‫األوضاع إلجخاء انتخابات نيابية ججيجة تعقبيا انتخابات رئاسية‪ .‬وشجدت عمى أن‬
‫تكػن ق اخرات الحكػمة تػافقية‪ ،‬كسا أكجت عمى ق اخرات مجمذ الشػاب‪ ،‬الحي سيقخ‬
‫بسػجب الخصة األمسية السقتخحة‪ ،‬وتأكيج بشج الزسانات الػارد في السبادرة الخميجية‬
‫التي تسشح الخئيذ اليسشي عمي عبج هللا صالح وسائخ مغ عسمػا معو خالل الدشػات‬
‫الساضية حرانة مغ السالحقة القانػنية(‪.)12‬‬
‫وبعيج تػقيع السبادرة‪ ،‬قام مسثمػن عغ حدب السؤتسخ الذعبي العام الحاكع في‬
‫اليسغ وعغ السعارضة بالتػقيع عمى اآللية التشفيحية لمسبادرة‪ ،‬التي تحجد بالتفريل‬
‫مالمح السخحمة االنتقالية في اليسغ(‪.)13‬‬

‫‪176‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫وقال الخئيذ االمخيكي الدابق باراك اوباما )‪ (Barack Obama‬يػم تػقيع‬


‫السبادرة إن ىحا االتفاق خصػة ىامة لخيخ الذعب اليسشي الحي يدتحق ان يقخر‬
‫مريخه بشفدو‪ ..‬مزيفاً أن "الػاليات الستحجة تجعػ كافة االشخاف الى ان تباشخ‬
‫فػ ار بتشفيح ما تع االتفاق عميو‪ ،‬مذي اخ الى ان واششصغ "ستجعع الذعب اليسشي في‬
‫ىحه السجة االنتقالية التاريخية(‪.)14‬‬
‫بالسقابل عج شباب الثػرة االتفاق إدانة لذعب حكستو شغسة عدكخية فاسجة‬
‫لعقػد بالحجيج والشار ودفاعا عغ قتمة استباحػا دماء شعبيع وأفدجوا حياتيع الدياسية‬
‫واالجتساعية والثقافية عمى مجى ‪ 11‬سشة‪ ،‬إال أن معارضيغ أروا أن عائج ىحه‬
‫الزسانات سيكػن ايجابياً مغ جية تجشيب اليسغ ويالت حخب إذ انجلعت ستأتي‬
‫عمى تاريخ حافل بالحخوب(‪.)15‬‬
‫وبعج تػقيع الخئيذ اليسشي عمي عبج هللا صالح عمى السبادرة الخميجية‬
‫عمى إثخ وعػد كثيخة‪ ،‬يكػن صالح أول زعيع عخبي مغ بيـغ الحكام الحيغ أشاحت‬
‫بيع ثػرات الخبيع العخبي يحرل عمى ضسانات تجشبو السالحقة القزائية في مقابل‬
‫تجشيب اليسغ ويالت حخب مجمخة(‪.)16‬‬

‫‪177‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫املبحث الثاني‬
‫الواقـع السـياسـي اليمني بعد الثورة‬
‫في يػم الدبت السػافق ‪ 0211/10/12‬أدت حكػمة الػفاق الػششي في اليسغ‬
‫اليسيغ الجستػرية أمام نائب الخئيذ عبج ربو مشرػر ىادي‪ ،‬وذلظ بعج اإلعالن عغ‬
‫تذكيميا مشاصف ًة بيغ حدب السؤتسخ الذعبي العام وأحداب السعارضة (المقاء‬
‫السذتخك)‪ .‬وقال مرجر في رئاسة الػزراء اليسشية في ترخيحات صحفية إن إجخاء‬
‫مخاسيع أداء القدع تست مغ قبل رئيذ الحكػمة دمحم سالع باسشجوة وشاقع الحكػمة‬
‫السكػن مغ ‪ 13‬وزي اًخ‪ ،‬يسثمػن مشاصف ًة السعارضة والسؤتسخ الذعبي العام الحي كان‬
‫يحكع في اليسغ‪ ،‬حيث يتػلى باسشجوة الفتخة االنتقالية حتى رحيل عمي عبج هللا‬
‫صالح في شباط ‪ .0210‬وعقب أداء السخاسيع تخأس نائب الخئيذ اليسشي لمسخة‬
‫األولى حكػمة الػفاق التي تذكمت بسػجب السبادرة الخميجية(‪.)17‬‬
‫وفي ‪ 03‬شباط‪ /‬فبخايخ ‪ 0210‬انتيى حكع الخئيذ عمي عبج هللا صالح‬
‫رسسياً‪ ،‬وذلظ بعج أن صػت الذعب اليسشي في ‪ 01‬شباط‪ /‬فبخايخ‪ 0210‬عمى‬
‫انتخاب السخشح الػحيج عبج ربو مشرػر ىادي رئيداً انتقالياً لميسغ لسجة عاميغ‪.‬‬
‫وبحلظ انتيت السخحمة األولى مغ السبادرة الخميجية لتبجأ السخحمة الثانية‪ ،‬وذلظ‬
‫بإعصاء الخئيذ عبج ربو مشرػر ىادي وحكػمة الػفاق الػششي سشتيغ مغ أجل‬
‫إعادة ىيكمة األجيدة العدكخية واألمشية‪ ،‬ومعالجة قزايا العجالة االنتقالية‪ ،‬وإشالق‬
‫مؤتسخ حػار وششي شامل بيجف مخاجعة الجستػر قبل االنتخابات الججيجة في شباط‬
‫‪.)02(0212‬‬
‫إن الثػرة اليسشية عشجما انجلعت بػصفيا حخكة تغييخ مجنية كانت تيجف إلى‬‫ّ‬
‫تحقيق العجالة بيغ أبشاء السجتسع اليسشي‪ ،‬وتحقيق حكع أفزل مغ الحكع الدابق‪،‬‬
‫في حيغ ركدت الػاليات الستحجة األمخيكية ودول مجمذ التعاون الخميجي‪ ،‬في‬

‫‪022‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫السبادرة التي شخحتيا تمظ الجول الخميجية وبجعع أمخيكي ودولي‪ ،‬عمى السدألة‬
‫اليسشية بػصفيا مدألة أمشية وسياسية في السقام األول‪ ،‬وكانت ىحه الشطخة تيجف‬
‫إلى االستقخار الدياسي بجالً مغ العجالة االجتساعي ّة‪ ،‬وىي بحلظ ال تخجم عسمية‬
‫تعديد السدار الجيسقخاشي(‪.)01‬‬
‫في ‪16‬آذار‪ /0211‬مارس بجأ الحػار الػششي في اليسغ وقج شاركت فيو كل‬
‫القػى الدياسية والحدبية ما عجا حدب البعث العخبي االشتخاكي الحي رأى بأن ذلظ‬
‫الحػار سيؤدي إلى تقديع اليسغ‪ ،‬وذلظ مغ خالل اآللية الستبعة في تػزيع‬
‫السذاركيغ في الحػار بـ‪ %32‬لمذسال و‪ %32‬لمجشػب‪ ،‬ومغ خالل تأخيخ إعادة‬
‫ىيكمة الجير اليسشي‪ ،‬وقج انتيى ذلظ الحػار في ‪ 03‬كانػن الثاني ‪ ،0212‬وكان‬
‫مغ نتائجو تقديع اليسغ إلى ست أقاليع واتباع نطام فيجرالي لمحكع‪ ،‬لكغ الحخكة‬
‫الحػثية التي شاركت في ذلظ الحػار لع تقبل بتمظ السخخجات بالخغع مغ مػافقة‬
‫جسيع األحداب والقػى الدياسية السذاركة بالسؤتسخ عمييا‪ .‬كسا أن األزمة الدياسية‬
‫استسخت بدبب إخفاق حكػمة الػفاق الػششي في إدارة أزمات البمج الدياسية‬
‫واالقترادية واألمشية‪ ،‬إذ ازداد التجىػر االقترادي‪ ،‬مغ خالل رفع أسعار‬
‫السذتقات الشفصية‪ ،‬األمخ الحي أدى إلى تشطيع احتجاجات شعبية ضج تمظ الدياسة‬
‫االقترادية‪ ،‬التي كان لمحخكة الحػثية الجور البارز في قيادتيا(‪.)00‬‬
‫عع الشداع السدمح معطع أرجاء البالد بعج أن‬
‫وفي ‪ 01‬أيمػل‪ /‬سبتسبخ ‪ّ 0212‬‬
‫استػلت قػات الحخكة الحػثية عمى العاصسة صشعاء‪ ،‬وكانت تمظ الحخكة مغ‬
‫وسعت سيصختيا‬ ‫خالل تحالفيا مع الخئيذ اليسشي الدابق عمي عبج هللا صالح‪ ،‬قج ّ‬
‫تجريجياً عمى مشاشق عجيجة مغ البالد مشح مارس‪/‬آذار ‪ .)01(0212‬وقج تسكشت‬
‫الحخكة الحػثية أيزاً مغ إسقاط حكػمة الػفاق اليسشية بعج سيصختيا عمى العاصسة‬
‫صشعاء‪ .‬وبعج الديصخة عمى صشعاء ِ‬
‫بدت ساعات تع تػقيع اتفاق الدمع والذخاكة‬
‫لتدػية األزمة الدياسية بيغ الحخكة الحػثية والخئيذ عبج ربو مشرػر ىادي والقػى‬
‫الدياسية والحدبية‪ ،‬إال أن تمظ األزمة بقيت قائسة بيغ الخئيذ ىادي والحخكة‬

‫‪021‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫الحػثية‪ ،‬والقػى الحدبية التي كانت مشقدسة بيغ الصخفيغ‪ .‬وأدى ذلظ إلى إخفاق‬
‫جسيع الحػارات بيغ تمظ األشخاف‪ ،‬وىػ ما أدى إلى مػاجيات عدكخية تسكشت‬
‫خالليا الحخكة الحػثية مغ محاصخة الخئيذ ىادي في القرخ الخئاسي في ‪02‬‬
‫كانػن الثاني‪ /‬يشايخ ‪ 0213‬ووضعتو تحت اإلقامة الجبخية مسا أدى إلى تقجيع‬
‫استقالتو مغ الدمصة مع أعزاء الحكػمة الججيجة في ‪ 00‬كانػن الثاني‪ /‬يشايخ‬
‫‪.)02(0213‬‬
‫وفي ‪ 01‬شباط‪ /‬فبخايخ ‪ 0213‬تسكغ الخئيذ ىادي مغ اليخب إلى محافطة‬
‫عجن وإعالن تخاجعو عغ االستقالة ومغ ثع ىخب إلى سمصشة عسان ثع إلى‬
‫الدعػدية مصالباً بالتجخل العدكخي الدخيع مغ أجل حساية شخعيتو وإيقاف تسجد‬
‫الحخكة الحػثية بعج سيصختيا عمى معطع السحافطات الذسالية ومحاولة تػسعيا‬
‫نحػ السحافطات الجشػبية‪ .‬وعمى اثخ ذلظ ششت دول التحالف العخبي) الدعػدية‪-‬‬
‫الستحجة‪-‬البحخيغ‪-‬قصخ‪-‬الكػيت‪-‬األردن‪-‬مرخ‪-‬السغخب‪-‬‬ ‫العخبية‬ ‫اإلمارات‬
‫الدػدان) بقيادة الدعػدية عسمية عدكخية عمى اليسغ في ‪ 04‬آذار‪ /‬مارس ‪0213‬‬
‫وأسستيا (عاصفة الحدم)‪ .‬ومع سقػط صشعاء بيج الحخكة الحػثية دخمت اليسغ في‬
‫نداعات داخمية‪ ،‬شسمت جسيع القػى الدياسية والحدبية واشتجت مع بجاية عسمية‬
‫عاصفة الحدم في ضل معارضة عجد مغ القػى الدياسية لمحخكة الحػثية مغ قبل‬
‫بعس تمظ القػى لتػلييا الدمصة‪ ،‬كسا أيجت بعزيا الحخكة الحػثية كحدب السؤتسخ‬
‫الذعبي العام في حيغ وقف البعس اآلخخ مغ تمظ القػى ضج العسميات العدكخية‪،‬‬
‫وىػ ما جعل البمج أمام جسمة مغ التحجيات والتجاعيات الدياسية واالقترادية‬
‫واالجتساعية واإلندانية(‪.)03‬‬
‫وقفت تمظ الحخب بذكل شبو كامل عسميات التبادل التجاري الجاخمية‬
‫والخارجية وشخق الذحغ والتػزيع‪ ،‬مسا أدى إلى شحة الغحاء والػقػد مخمفاً بحلظ‬
‫حاجة ما يقارب مغ ‪ %62‬مغ سكان اليسغ لمسداعجات اإلندانية‪ ،‬وتجىػر الشطام‬
‫الرحي في بعس مجن اليسغ‪ ،‬وخاص ًة في مجيشة عجن التي تعاني مغ كثخة‬
‫‪020‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫الشداعات الجاخمية‪ ،‬مسا أدى إلى استعادة الجساعات اإلرىابية لشذاشيا‪ .‬وعمى حج‬
‫سػاء‪ ،‬فقج أوججت الشداعات الجاخمية السدمحة انقدامات اجتساعية في معطع أرجاء‬
‫اليسغ‪ ،‬وتخكت البمج مقدساً عمى أسذ شائفية وجغخافية‪ ،‬فقج أدى االقتتال في‬
‫جشػب البالد إلى تعسيق التػتخات الستدايجة مشح مجة شػيمة بيغ شسال البالد‬
‫وجشػبيا‪ ،‬األمخ الحي أضعف إمكانية استسخار وحجة اليسغ‪ .‬وبالسقابل فان أقمسة‬
‫الشداعات أدت بجورىا إلى تغحية الشدعة الصائفية الستراعجة في اليسغ التي حطيت‬
‫برجى كبيخ في القشػات اإلعالمية(‪.)04‬‬
‫ومشح سيصخة الحخكة الحػثية التي تدسي نفديا(أنرار هللا) عمى العاصسة‬
‫صشعاء‪ ،‬مخو اًر بسقتل حميفيا الخئيذ اليسشي الدابق عمي عبج هللا صالح في ‪2‬‬
‫كانػن األول‪ /‬ديدسبخ ‪ ،0215‬ولحج اآلن لع يتحدغ الػضع الدياسي واالقترادي‬
‫واالجتساعي واألمشي في اليسغ‪ ،‬حيث ازدادت معاناة اليسشييغ‪ ،‬وتحػلت أوضاعيع‬
‫مغ سيء إلى أسػأ‪.‬‬
‫وفي ىحا السجال‪ ،‬أشار التقخيخ الرادر عغ مشطسة ىيػمغ رايتذ ووتر‬
‫) ‪ )Human rights watch‬لعام ‪ 0216‬حػل اليسغ إلى أنو يعير أكبخ أزمة‬
‫إندانية في العالع‪ ،‬حيث يػجج ما ال يقل عغ ‪ 6‬مالييغ شخز عمى حافة السجاعة‬
‫وحػالي مميػن شخز يذتبو في إصابتيع بالكػلي اخ‪ ،‬حيث تختبط ىحه األزمة مباشخة‬
‫بالشداع السدمح الجاري‪ .‬فقج أدت القيػد التي فخضتيا قػات التحالف بقيادة الدعػدية‬
‫عمى الػاردات إلى تفاقع الحالة اإلندانية الرعبة‪ ،‬حيث قام التحالف بتأخيخ‬
‫وتحػيل ناقالت الػقػد وإغالق السػانئ اليامة ومشع البزائع مغ الجخػل إلى‬
‫السػانئ البحخية التي يديصخ عمييا الحػثيػن‪ .‬كسا ُمشع الػقػد الالزم لتذغيل‬
‫مػلجات الكيخباء في السدتذفيات‪ ،‬فزال عغ تػقف ضخ السياه إلى األحياء‬
‫الدكشية‪ .‬وبالسقابل‪ ،‬قامت قػات عبج السمظ الحػثي‪ -‬عمي عبج هللا صالح بسرادرة‬
‫السػاد الغحائية واإلمجادات الصبية‪ ،‬ومشعت وصػل الدكان إلييا‪ .‬وفخضت قيػداً‬
‫مذجدة عمى العامميغ في مجال اإلغاثة وتجخمت في إيرال السعػنة‪ ،‬وتػقفت‬

‫‪021‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫جساعات تقجيع الجعع عغ العسل في بعس السشاشق بدبب ىحه القيػد‪ ،‬وقج ساىع‬
‫ذلظ في تجىػر وضع الدكان السجنييغ بذكل كبيخ(‪.)05‬‬
‫وبجورىا أصجرت األمع الستحجة تقخيخىا االحتياجات اإلندانية لعام ‪ 0217‬في‬
‫اليسغ الحي ما زالت األزمة اإلندانية فيو األسػأ في العالع بدبب الشداعات السػجػدة‬
‫فيو‪ ،‬إذ يحتاج نحػ ‪ %62‬مغ الدكان‪ ،‬أي ما يقجر بـ ‪ 02‬مميػن شخز‪ ،‬إلى‬
‫شكل مغ أشكال السداعجة اإلندانية والحساية‪ ..‬كسا أعخب مارك لػكػك ( ‪Mark‬‬
‫‪ )Lowcock‬وكيل األميغ العام لمذؤون اإلندانية عغ القمق البالغ بذأن عجم قجرة‬
‫األمع الستحجة‪ ،‬مشح أيمػل‪ /‬سبتسبخ ‪ ،0216‬الػصػل إلى مصاحغ البحخ األحسخ في‬
‫الحجيجة التي تذيج تراعج التػتخ بيغ التحالف العخبي والحخكة الحػثية‪ ،‬والتي‬
‫يػجج بيا حبػب تكفي إلشعام ‪ 1.5‬مميػن شخز لسجة شيخ(‪.)06‬‬
‫وفي الحقيقة‪ ،‬فإن ىشالظ أمػ اًر جػىخية أثخت وما زالت تؤثخ بذكل كبيخ‪ ،‬مشح‬
‫قيام الثػرة اليسشية‪ ،‬عمى الػاقع الدياسي اليسشي‪ ،‬وىي كاآلتي‪-:‬‬
‫‪ -1‬اتفاق نقل الدمطة‬
‫ىشاك بشػد في االتفاق شكمت مثار ججل لخالفات جػىخية‪ ،‬فقػى الثػرة باتت‬
‫غيخ راضية عغ مشح الخئيذ عمي عبج هللا صالح ومغ تعاونػا معو الحرانة‬
‫القزائية‪ ،‬وىػ بشج قج وقع الخالف حػلو‪ ،‬خرػصاً أن كمسة " مغ تعاونػا معو "‬
‫كمسة غيخ محجدة‪ .‬وىشا‪ ،‬ثار ججل واسع بذأن أقخبائو مسغ تػرشػا في الفداد وتػلػا‬
‫مشاصب عميا في السؤسدات السختمفة لمجولة‪ ،‬مجنية مشيا وعدكخية‪ ،‬فيشاك ما يديج‬
‫عمى أربعيغ مغ أقخباء الخئيذ‪ ،‬مغ أبشائو وأشقائو وأبشاء أشقائو وأصياره وأندابو‪،‬‬
‫مسغ تػلػا مػاقع ومشاصب عميا‪ ،‬بسغ فييع نجمو أحسج‪ ،‬قائج القػات الخاصة‪ .‬عالوةً‬
‫عمى ذلظ‪ ،‬فإن خخوج الخئيذ صالح مغ الداحة الدياسية لع يكغ خخوجاً نيائياً‪،‬‬
‫فشفػذه ونفػذ أتباعو وبقاياه بقيت كامشة في السؤسدات السختمفة‪ .‬وىحا ما أكجه‬
‫الخئيذ الدابق عمي عبج هللا صالح سابقاُ في أحج أحاديثو مغ أنو سػف يقػد‬
‫السعارضة لمشطام الججيج مغ خالل حدبو السؤتسخ الذعبي(‪.)07‬‬
‫‪022‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫‪ -0‬القبيمة‬
‫إن القبيمة في اليسغ ىي القػة الدياسية األكثخ فاعمية‪ ،‬فيي القػة السييسشة‬
‫عمى الفعل الدياسي بتجمياتو السختمفة‪ ،‬لحا فإن تأثيخىا عمى صشاعة القخار مازال‬
‫قػيا سػاء داخل السؤسدات الخسسية السجنية والعدكخية أو خارجيا عبخ األحداب أو‬
‫التشطيسات السختمفة التي شكمتيا الشخب القبمية في السجتسع السجني‪ ،‬ومغ خالل‬
‫قجرتيا عمى تعبئة وتحذيج أعزاء القبيمة‪ ،‬فغالباً ما يتع تفعيل دور القبيمة مغ قبل‬
‫الداسة لرالح الذيخ الحي يتحػل إلى زبػن لمدياسي ويقػم بحكع القبيمة ويعسل‬
‫الحج مغ نسػ السصالب وضسان والء رعيتو لمشخبة السديصخة‪ ،‬ويسمظ القجرة‬
‫عمى ّ‬
‫عمى تحػيل العربية إلى قػة مقاتمة تخجم قػة الذيخ وتجعع الدياسي الباحث عغ‬
‫الدمصة والثخوة(‪.)12‬‬
‫والعربية القبمية تبجو أكثخ وضػحا وبخو از في السشاشق الجبمية التي كانت‬
‫تذكل تاريخيا القػة السدانجة لإلمام الديجي في شسال اليسغ‪ ،‬وكان يصمق عمى‬
‫حاشج وبكيل وتحالفاتيسا جشاحي الحكع األمامي‪ ،‬وأيزا في السشاشق الذخقية‬
‫البجوية في محافطة مأرب والجػف وشبػة وحزخمػت‪ ،‬أما القبائل في السشاشق‬
‫األخخى في اليسغ فيي ضعيفة(‪.)11‬‬
‫مازالت القبيمة ىي سخ القػة الفاعمة في الحكع والسعارضة‪ ،‬إال أن الستابع‬
‫البج أن يالحع أن التحػالت الستالحقة التي فخضتيا الستغيخات االقترادية‬
‫والدياسية والثقافية بجأت تزع القبيمة والدياسات الجاعسة الستسخارىا عمى السحظ‪،‬‬
‫فالسجتسع السجني بجأ يفخض ثقافة ججيجة معارضة لمشخبة القبمية ومشطػمة الفداد‬
‫ويصالب بجولة القانػن وبتحخيخ القبيمة وإخخاجيا مغ وضعيا‪ ،‬ىحا التحػل يتع إعاقتو‬
‫مغ خالل صخاع الشفػذ بيغ القػى الستقاتمة عمى حكع البالد‪ ،‬فالقػى االنقالبية بعج‬
‫أن عجدت عغ إتسام سيصختيا عمى الحكع مغ خالل الفعل الدمسي لالحتجاجات‬
‫تفجخ البؤر القبمية لسػاجية الشطام الحاكع بتبشي إستخاتيجية انييار الجولة‪ ،‬وقج‬
‫بجأت ّ‬
‫وججت الشخبة القبمية فخصتيا لفخض وجػدىا وىيبتيا مغ خالل مسارسة العشف‪،‬‬

‫‪023‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫ونذيخ ىشا إلى نقصة محػرية وجػىخية ىي أن الحاكع بقى ممتدما بإدارة صخاعو‬
‫خارج إشار تفعيل السخاكد القبمية السؤيجة والسشاصخة لو‪ ،‬وقج يزصخ في حالة‬
‫استسخ ضغط الشخبة القبمية والستحكسيغ في حخكتيا إلى تفعيل قػة القبائل السؤيجة‪،‬‬
‫وألنيا غيخ مشزبصة فإن انفالتيا قج يقػد إلى صخاع ال ججوى مشو‪ ،‬أما اليسغ‬
‫بذكل عام فقج تعيج صياغة تحالفاتيا بإشخاف إقميسي ودولي لمخخوج مغ‬
‫الفػضى(‪.)10‬‬
‫‪ -1‬الهحجة الهطشية اليسشية بين الذسال والجشهب‬
‫يخى البعس بأن االحتجاجات اليسشية التي استسخت في مختمف السجن‬
‫والسحافطات شيمة انجالع الثػرة ساىست في إعادة التالحع الػششي خاصة بيغ‬
‫الذسال والجشػب‪ ،‬كسا أن قسع قػات األمغ لمستطاىخيغ السعترسيغ في مختمف‬
‫ساحات التغييخ كخس ىحا التالحع‪ .‬وأشار بعس السخاقبيغ لمػضع اليسشي إلى أن‬
‫شعارات االنفرال غابت وحمت محميا تمظ السصالبة بإسقاط نطام الخئيذ عمي عبج‬
‫هللا صالح‪ .‬وقال الشائب الجشػبي السعارض عمي عذال‪" :‬صشعاء تدتشكخ ما يحجث‬
‫في تعد‪ ،‬وتعد تدتشكخ ما يحجث في عجن‪ ،‬وعجن تدتشكخ ما يحجث في‬
‫حزخمػت"‪ ،‬مذي اخ إلى أن ذلظ لو تأثيخ في وججان اليسغ واليسشييغ‪ ,‬وأن المحسة‬
‫الػششية تدداد كمسا قػي التغييخ وسار قجما(‪.)11‬‬
‫أما البعس األخخ فيخى إن احتساالت االنفرال أقػى مغ احتساالت الػحجة‬
‫في اليسغ‪ ..‬وفي ىحا السجال فقج قالت رئيدة تحالف أبشاء الجشػب " جياد الجفخي‪،‬‬
‫في حمقة نقاشية عغ مدتقبل الشطام الدياسي في اليسغ‪ ،‬والتي نطستيا برشعاء‬
‫‪Future Partners Foundation for‬‬ ‫مؤسدة شخكاء السدتقبل لمتشسية(‬
‫‪ )Development‬بالتعاون مع مشتجى التبادل السعخفي في آذار مارس ‪،0210‬‬
‫بأن الػقت حان إلنقاذ اإلندان في الجشػب‪ ،‬وليذ إلعادة الحياة إلى الػحجة‬
‫والحفاظ عمييا‪ ،‬كسا أكجت أن الثػرة في الجشػب بجأت قبل الذسال‪ ،‬وتحجيجا في‬

‫‪024‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫العام ‪ ،0224‬في حيغ أنيا انجلعت عام ‪ 0211‬في الذسال‪ ،‬مزيفة في مجاخمتيا‬
‫القريخة‪ ،‬أن الػحجة بيغ شصخي البالد دخمت غخفة اإلنعاش في عام ‪1772‬م وىي‬
‫تخيج اآلن مغ يعيج ليا الحياة‪ .‬أما الباحث " صبخي بغ مخاشغ" فتحجث عغ " عجم‬
‫وضػح في كل ما شخح" في الحمقة‪ ،‬حتى ما شخحو أستاذه رئيذ حدب العجالة‬
‫والتشسية‪ ،‬السدتقيل مغ حدب السؤتسخ الذعبي العام دمحم أبػ لحػم‪ ،‬مؤكجا أن‬
‫الستحاوريغ " لغ يخخجػا بخؤية لمسدتقبل‪ ،‬كسا أكج أنو " ال يػجج خيار لمحفاظ عمى‬
‫الػحجة وأن الػحجة سػف يخفزيا أبشاء الجشػب"(‪.)12‬‬
‫‪ -2‬شباب الثهرة والتغييخ‬
‫تعاني اليسغ‪ ،‬بعج اتفاق نقل الدمصة األوضاع ذاتيا التي تعانييا مختمف‬
‫الثػرات‪ ،‬وأوليا أن مغ تفاوضػا بإسع الثػرة ليدػا بالكامل محل رضا أو إجساع‪.‬‬
‫فمقج تفاوض الشطام مع السعارضة الدياسية الستسثمة بأحداب المقاء السذتخك‪ ،‬ومغ‬
‫ثع فإن مغ خمرػا إلى صيغة االتفاق ليدػا ىع السسثمػن الحقيقيػن عغ الثػار‪ ،‬وال‬
‫يسثمػن شباب الثػرة‪ ،‬وىع مغ السعارضة القجيسة التي كان جل أحالميا قبل الثػرة‬
‫إحجاث بعس التغييخات فيسا يتعمق بالتعجيالت الجستػرية والقػانيغ االنتخابية‪ ،‬ومغ‬
‫ثع قج تشذأ السذكمة ذاتيا التي نذأت في مرخ‪ ،‬وىي اتيام الثػار بأنيع ال يسثمػن‬
‫الثػرة بالكامل‪ ،‬ومغ ثع عمى قجر تػاصميع مع حخكات وائتالفات شباب الثػرة‬
‫الججيجة‪ ،‬وعمى قجر انفتاحيع عمى مصالب الثػار الذباب وليذ انحرارىع في‬
‫السعادالت والدجاالت القجيسة مع الدمصة‪ ،‬عمى قجر نجاحيع في تفػيت تججد‬
‫االحتجاجات وتدايجىا‪ .‬والشجاح في ىحا األمخ سػف يتػقف عمى مجى استيعاب‬
‫شباب الثػرة وأفكارىع وشسػحاتيع التي عخضػىا في السياديغ السختمفة خالل أشيخ‬
‫التجسعات في السياديغ‪ ،‬و الحيغ ال يتزح حتى اآلن مجى انعكاس اتفاق نقل‬
‫الدمصة عمييع‪ ،‬أو مجى األفق الدياسي الستاح ليع(‪.)13‬‬

‫‪025‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫ومغ جية أخخى‪ ،‬فإن شباب الثػرة ما يدالػن لحج اآلن بيغ مصالب ثػرة لع‬
‫تشجد بعج وقػى سياسية وحدبية تقميجية معطسيا يدتعيغ بالخارج عمى خرػمو‪،‬‬
‫وبيغ تدػيات سياسية لع تدتصع أن تؤدي إلى استقخار وتحػل ديسقخاشي حقيقي‪،‬‬
‫وذلظ النعجام الثقة بيغ القػى الدياسية والحدبية اليسشية‪ ،‬وىػ األمخ الحي انعكذ‬
‫سمباً ليذ عمى استقخار اليسغ فحدب‪ ،‬بل عمى استقخار السشصقة بخمتيا السيسا دول‬
‫الجػار الخميجي‪.‬‬
‫‪ -3‬السؤسدة العدكخية‬
‫لقج شيجت أشيخ الثػرة انذقاقات حادة في السؤسدة العدكخية‪ ،‬وبخز دور‬
‫اليياكل والسيميذيات العدكخية القبمية السػازية لمجير‪ ،‬والتي قارعت عشاصخ‬
‫الجير في مػاقع متعجدة‪ ،‬وألحقت خدائخ بذخية شجيجة وأعاقت فخض الجولة‬
‫لدمصانيا‪ .‬فعمى مجى أشيخ الثػرة‪ ،‬بخز واضحاً انذقاق مؤسدة الجير‪ ،‬حيغ‬
‫أعمشت مجسػعة مغ القادة الدابقيغ والحالييغ‪-‬بيشيع وزراء دفاع سابقػن‪ -‬في بيانيع‬
‫األول دعسيع لمثػرة‪ ،‬وبخز عمى نحػ خصيخ مع فخقة المػاء عمي محدغ األحسخ‪،‬‬
‫الحي أعمغ انذقاقو وتأييجه لمثػار‪ .‬وقج ضل ىحا االنذقاق أحج أخصخ األمػر في‬
‫السؤسدة العدكخية‪ ،‬وجدج إلى حج كبيخ تغمفيا بالصابع األيجيػلػجي والقبمي‪ .‬وبخز‬
‫في السػاجيات الستتالية لمجير مع قػى قبمية مػازية‪ ،‬بجا تدميحيا أحياناً أحجث مغ‬
‫تدميح الجير‪ ،‬وفخضت عمى الجير التػقف عشج نقاط محجدة ال يتجاوزىا‪ .‬وبجأت‬
‫الػالءات الذخرية تطيخ داخل السؤسدة العدكخية‪ ،‬حيغ كانت القػات الخاصة‬
‫التابعة لشجل الخئيذ اليسشي الدابق تتجو إلى القتال في العاصسة عمى جبيات‬
‫لخرػم سياسييغ لمخئيذ‪ ،‬خرػصاً في السػاجيات مع الذيخ صادق األحسخ زعيع‬
‫قبيمة حاشج حػل مقخ إقامتو في مشصقة الحربة في صشعاء‪ ،‬مسا جعل الجير‬
‫يبجوا برػرة السؤسدة غيخ االحتخافية(‪.)14‬‬

‫‪026‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫وعمى الخغع مغ أن األساس القبمي لمجير اليسشي حال دون انفخاط‬


‫السؤسدة بأكسميا‪ ،‬وأبقاىا عمى شاكمة كيانات مشفرمة في مشاشق مشذقة قبمياً‬
‫وإقميسيا‪ ،‬فإن ىحه الشقصة ىي أخصخ ما يذكل تيجيجاً لمجولة اليسشية بعج الثػرة‪.‬‬
‫فتجخبة االنذقاق داخل الجير يسكغ تكخارىا‪ ،‬وال يسكغ الترجي لحلظ‪ ،‬إال إذا أبعج‬
‫الجير عغ نفػذ القبائل‪ ،‬وتأكج شابع الجير كسؤسدة لالنجماج الػششي بجالً مسا‬
‫ىي عميو اآلن مؤسدة قبمية مشاشقية‪ ،‬حيث في األغمب تشذأ تكػيشات الجير‪،‬‬
‫وتجيد مغ بيغ أبشاء السشصقة والقبيمة التي يػجج التذكيل العدكخي فييا‪ ،‬مسا جعل‬
‫ّ‬
‫الػالء والدمػك العدكخي عشج الخصخ يشدع لسػقف القبيمة وليذ لمسؤسدة العدكخية‬
‫الػششية(‪.)15‬‬
‫ويحيط بجور السؤسدة العدكخية ويغمف بيئتيا ويؤثخ في نفػذىا حقيقة‬
‫انتذار الدالح بكثخة في اليسغ‪ ،‬فصبقاً لمتقاريخ الجولية‪ ،‬تتفاوت األرقام بذأن انتذار‬
‫األسمحة الرغيخة في أيجي السػاششيغ اليسشييغ‪ ،‬وتتخاوح األرقام بيغ ‪ 6‬و‪ 12‬مالييغ‬
‫قصعة سالح‪ ،‬وبيغ مغ يحجدىا مابيغ ‪ 22‬و‪ 42‬مميػن قصعة مغ كل األنػاع ومغ‬
‫كل الجول‪ ،‬و حتى لػ كان الخقع األول ىػ األصجق‪ ،‬فإنو يعشي أن ىشاك قصعة‬
‫سالح في أيجي السػاششيغ تسثل أضعاف قصع الدالح الرغيخة السػجػدة في أيجي‬
‫الجير والسؤسدة األمشية معاً‪ ،‬وىحا يصخح ثقالً وعبئاً عمى الجولة‪ .‬حيث أنو يذيخ‬
‫إلى إمكانية مسارسة العشف واالستخجام الدمصػي لمقػة مغ جانب جساعات أدنى مغ‬
‫الجولة مجعػمة أغمبيا مغ الخارج‪ ،‬واإلتيان عمى دور الجولة الديادي(‪.)16‬‬
‫وبذكل عام‪ ،‬يسكغ القػل مغ خالل استقخاء الػاقع الدياسي اليسشي بأنو ما‬
‫يدال ىشالظ قشاعة لمقػى الجاخمية واإلقميسية والجولية بأىسية إيجاد حل سياسي ليحه‬
‫الشداعات‪ ،‬لكغ مع ذلظ ال يػجج أي حل سياسي حقيقي يمػح في األفق حالياً‪ ،‬وذلظ‬
‫لعجم وجػد رغبة حقيقية لجى أي شخف لتقجيع أية تشازالت(‪.)17‬‬

‫‪027‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫املبحث الثالث‬
‫مستقبل النـظام السـياسـي اليـمنـي‬
‫يسكغ القػل بأن مدتقبل الشطام الدياسي اليسشي بذكل خاص‪ ،‬واليسغ بذكل‬
‫عام‪ ،‬يسكغ أن يأخح أحج االحتساالت اآلتية‪-:‬‬
‫االحتسال األول ‪ /‬يحسل نطخة تفاؤلية‪ -:‬فقج خمز باحثػن يسشيػن إلى أن‬
‫"رحيل نطام الخئيذ اليسشي الدابق عمي عبج هللا صالح سيداىع في بشاء دولة‬
‫مجنية حجيثة تتداوى فييا الحقػق والػاجبات وتتكافأ الفخص والتػزيع العادل‬
‫لمثخوات"‪ .‬وأكج الستحجثػن في نجوة "مالمح الجولة اليسشية بعج سقػط الشطام" التي‬
‫نطسيا مخكد أبعاد لمجراسات بداحة التغييخ برشعاء أن بقاء نطام عمي عبج هللا‬
‫صالح سيفاقع مغ أزمات البالد وسييجد مرالح البمجان التي تخبصيا باليسغ عالقات‬
‫شخاكة وتعاون(‪.)22‬‬
‫وفي ىحا الدياق‪ ،‬قال أحج الباحثيغ بأنو مغ أجل نجاح بشاء الجولة اليسشية‬
‫الحجيثة يجب تحجيج حجع القزايا التي يشبغي تدػيتيا قبل البجء في عسمية البشاء‪.‬‬
‫ومشيا مذكمة تحجيج العالقة بيغ األحداب والجولة‪ ،‬والعالقة بيغ الدمصة واإلدارة‪،‬‬
‫والعالقة بيغ القبيمة والجولة‪ ،‬وحخمة السال العام‪ ،‬مذي اًخ إلى أن ىشالظ أولػيات‬
‫لمسخحمة القادمة يجب التعامل معيا بعشاية وججية ومشيا إيقاف التجىػر األمشي‪،‬‬
‫وإعادة صياغة أجيدة األمغ والجير عمى أسذ وششية(‪.)21‬‬
‫وفي الدياق نفدو‪ ،‬خفف باحث آخخ مغ مخاشخ اإلرىاب عمى السجتسع‬
‫الجولي‪ ،‬معتب اًخ أن ىحه الطاىخة نست وتخعخعت في ضل حكع الخئيذ الدابق عمي‬
‫عبج هللا صالح‪ ،‬وبالتالي ال مبخر لخػف الغخب مشيا عقب رحيمو‪ ،‬مذي اًخ إلى أن‬
‫ميجدات الجولة الػليجة وىي "الحػثييغ واالنفرال والقبيمة" كانت أوراق استخجميا‬
‫الشطام لرخاعات سياسية(‪.)20‬‬

‫‪012‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫ويسكغ القػل بأن الشطخة التفاؤلية لسدتقبل اليسغ ىي نطخة مبالغ فييا‪ ،‬فيا‬
‫ىي شعػب الجول العخبية التي سبقت اليسغ في احتجاجاتيا وثػراتيا‪ ،‬وفي مقجمتيع‬
‫تػنذ ومرخ ثع ليبيا‪ ،‬لع نخ ّأيا مغ ىحه الجول لحج اآلن قج تحقق فييا تداوي في‬
‫الحقػق والػاجبات بيغ السػاششيغ ‪ ،‬وتكافؤ في الفخص ‪ ،‬وتػفيخ فخص العسل ‪..‬‬
‫إلخ ‪ .‬فيل ستكػن اليسغ مدتقبالً نسػذجاً ديسقخاشياً حقيقياً تقتجي بو الجول العخبية!!‬
‫‪ ،‬أم سيكػن حاليا كحال غيخىا مغ الجول العخبية التي سبقتيا في ىحا السجال؟‪.‬‬
‫االحتسال الثاني ‪ /‬بقاء الػضع عمى ما كان عميو‪ -:‬إن اليسغ لع يكغ‬
‫وضعيا بعج ثػرتيا عام ‪ 0211‬بأحدغ حال مغ وضعيا قبل تمظ الثػرة‪ ،‬بل بقي‬
‫الػضع عمى ما ىػ عميو مغ تجىػر في مختمف مجاالتيا وأوضاعيا الدياسية‬
‫واالقترادية واالجتساعية واألمشية‪ ،‬إن لع يددد سػءاً وتعقيجاً‪.‬‬
‫فالخئيذ الدابق عمي عبجهللا صالح لع يكغ قبل الثػرة اليسشية يعبأ بسا يعانيو‬
‫الذعب اليسشي مغ مرائب ومراعب‪ ،‬فحػالي نرف الذعب اليسشي كان‪ ،‬وما‬
‫زال‪ ،‬يعير تحت عتبة الفقخ والكثيخ مشيع كان عاشالً عغ العسل‪ ،‬كسا أنو ال يسكغ‬
‫تجاوز مذكمة الجشػب التي تعير مشح الػحجة اليسشية عام ‪ 1772‬حالة مغ العدلة‬
‫الشفدية عغ نطيختيا صشعاء‪ ،‬فعجن وأبشاءىا عانػا مغ سيصخة الذسال واستئثار‬
‫جساعة عمي عبجهللا صالح بالدمصة‪ ،‬وىشالظ الحػثيػن الحيغ كانػا‪ ،‬وما زالػا‪،‬‬
‫يعانػن مغ الفقخ والتيسير‪ ،‬فزالً عغ تشطيع القاعجة الحي وجج في اليسغ ساحة‬
‫مشاسبة لسػاجية الػاليات الستحجة األمخيكية وتيجيج مرالحيا الحيػية في‬
‫اليسغ(‪ ..)21‬فزالً عغ أسباب أخخى مثل الفداد واالستئثار بالدمصة وغيخ ذلظ‪.‬‬
‫وبالسقابل‪ ،‬فإن مغ أتى لمدمصة بعج الثػرة لع يكغ بأفزل مغ الحي سبقو‪ ،‬فسا زالت‬
‫السعاناة ىي نفذ السعاناة‪ ،‬وما زالت السذاكل واألوضاع الديئة بحاجة لمحل مغ‬
‫أجل أن يشعع السػاشغ اليسشي بحياة أمشة ومدتقخة‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫االحتسال الثالث ‪ /‬تجىػر الػضع اليسشي‪ -:‬يسكغ اعتبار ىحا االحتسال واقعي‬
‫أكثخ مغ كػنو تذاؤمي‪ ،‬فبالخغع مغ الصبيعة الجسيػرية لشطام الحكع في اليسغ‪ ،‬إال‬
‫أن ىحا الشطام كان قج استشج إلى معادالت وتػازنات قبمية في الجػىخ‪ ،‬ىحا فزالً‬
‫عغ أن الجير في اليسغ ىػ مؤسدة أُسخية كان يديصخ عمييا أبشاء الخئيذ صالح‬
‫وأبشاء أشقائو وإخػتو‪ ،‬ولعل ىحا الػضع غيخ الرحيح لمسؤسدة العدكخية اليسشية‬
‫يفدخ تمظ السصالب الخئيدية التي كانت وما زالت تجعػ إلى إقراء ىحه القيادات‬
‫األسخية مغ الجير والسؤسدة األمشي ًة(‪.)22‬‬
‫وبجانب شبيعة السؤسدة العدكخية‪ ،‬فإن ىشالظ عػامل أًخخى حفدت‬
‫العشف في اليسغ‪ ،‬مشيا أن ىشاك انقداماً اجتساعياً وقبمياً ضيخ نتيجة شخيحة‬
‫اجتساعية قبمية كانت وما زالت تؤيج الخئيذ الدابق عمي عبج هللا صالح وتخفس‬
‫مقػالت التغييخ والخحيل‪ ،‬وكانت تقػم بجورىا في التطاىخ واالعترام مغ أجل بقاء‬
‫الشطام والجفاع عشو‪ .‬فزالً عغ انتذار أنػاع الدالح بيغ اليسشييغ‪،‬بيغ الستػسط‬
‫والثقيل‪ ،‬فزالً عغ االنقدام القبمي السرحػب بانقدام سياسي ومشاشقي(‪.)23‬‬
‫وتدداد خصػرة الحالة اليسشية مع وجػد حخكة شعبية مشح مجة شػيمة تصالب‬
‫باالنفرال في عجد مغ محافطات اليسغ الػسصى والجشػبية‪ ،‬وحخكة الحػثييغ ذات‬
‫الصابع السحىبي في شسال البالد‪ ،‬فزالً عغ تشطيع القاعجة الحي أسذ مالذاً ىاماً‬
‫في األراضي اليسشية مشح عجة سشػات‪ ،‬ويجخل صخاعاً مفتػحاً مع الحكػمة(‪.)24‬‬
‫ويبقى الدؤال بذأن مدتقبل اليسغ في ضػء مذاكمو التحتية السدمشة والتي‬
‫تتسثل في البشية العرخية والشدعات القبمية والفقخ والحخمان االقترادي‪ ،‬فزالً عغ‬
‫فقجان العجالة االجتساعية‪ ،‬وتفاوت معجالت التشسية بيغ أرجاء الجولة‪ ،‬وعجم فخض‬
‫الجولة سيصختيا وانتذارىا في العجيج مغ أقاليسيا‪ ،‬وعجم التسكغ مغ بشاء مؤسدات‬
‫دولة ذات بشية تحتية متقجمة‪ .‬فخمف السؤسدات الحكػمية تقبع السطاىخ التقميجية‬

‫‪010‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫وأدوار القبيمة‪ ،‬ولقج كان اتفاق نقل الدمصة بعج الثػرة لع يذخ إلى كيفية االنتقال إلى‬
‫الجولة السجنية الػششية العرخية‪ ،‬وجاء بإجخاءات إدارية ال تعالج جػىخ مذكمة‬
‫اليسغ وأوضاعو في ضل أوضاع التخمف والفقخ ومصالب االنفرال‪ ،‬وتدايج عجد‬
‫سكانو مع خصخ الذح السائي‪ ،‬فزالً عغ ذلظ‪ ،‬فاليسغ يػجج في بقعة شجيجة‬
‫االضصخاب عشج مفتخق شخق بيغ الجديخة العخبية والقخن األفخيقي‪ ،‬وعشج نقصة التقاء‬
‫السرالح الغخبية عبخ مزيق باب السشجب االستخاتيجي‪ ،‬وكل ذلظ يحتاج إلى رؤى‬
‫وخصط تشسػية مدتقبمية ّبشاءة وتجعع بشاء دولة مجنية مدتقمة مدتقخة(‪.)25‬‬
‫ويسكغ القػل بأن التحػل واالستقخار في اليسغ لغ يكػن سيالً‪ ،‬ويتػقف‬
‫عمى مجى الشجاح في بشاء دولة حجيثة‪ ،‬وتحقيق تشسية اقترادية حقيقية‪ ،‬وإبعاد‬
‫اليسغ عغ صخاعات الجول اإلقميسية والجولية ومحاوالتيا لترفية حداباتيا عمى‬
‫أراضييا‪ ،‬كسا يحتاج اليسغ أيزاً إلى دعع دولي أساسي يشبغي أن يتبشى في عسمو‬
‫نيجاً وقائياً يتعامل مع السذكالت قبل أن تقع‪ ،‬وليذ مػاجيتيا بعج وقػعيا‪ ،‬فإذا ما‬
‫تػجو الجعع الجولي إلى التشسية فديذكل ذلظ الجعع السجخل األساسي والصبيعي‬
‫الستقخار شامل‪ ،‬وليذ مػاجية مذكالت جدئية سببيا الخئيذ غياب التشسية(‪.)26‬‬
‫ومغ جانب أخخ‪ ،‬فإن مفتاح االستقخار الدياسي واالجتساعي واألمشي في‬
‫اليسغ يتصمب التػافق السجتسعي عمى قػاعج العسل الدياسي الػششي وآلياتو في ضل‬
‫حػار يذسل جسيع القػى الدياسية والحدبية‪ ،‬بعيجاً عغ السخجعيات القبمية والسحىبية‬
‫الجاخمية‪ ،‬وبعيجاً عغ االرتيان بالجول اإلقميسية والجولية في حػاراتيا‪ ،‬تأسيداً لمػشغ‬
‫الجامع ودعساً وتخسيخاً لػحجتو الػششية‪ .‬وليحا فإن احتسال قيام اليسغ بخسع مدار‬
‫واضح لمتحػل نحػ االستقخار ليذ وارداً في السدتقبل القخيب في ضل استسخار‬
‫الشداع عمى الدمصة بيغ القػى الدياسية والحدبية واالجتساعية اليسشية بعج األحجاث‬
‫التي شيجتيا اليسغ عام ‪ .0211‬فال يسكغ أن تكػن ىشالظ حياة سياسية سميسة إال‬

‫‪011‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫بعػدة الجولة بسؤسداتيا الجستػرية إلى دورىا الدياسي واالقترادي واالجتساعي‬


‫تجاه مػاششييا(‪.)27‬‬
‫إن اليسغ سيكػن بحاجة إلى سشػات شػيمة لكي يدتعيج عافيتو بعج كل تمظ‬
‫األحجاث التي شيجىا مشح عام ‪ 0211‬لحج اآلن‪ ،‬بعج تعخض معطع بشيتو التحتية‬
‫لمجمار بدبب الحخب‪ ،‬وىػ ما دعى السدتثسخيغ اليسشييغ واألجانب إلى االندحاب‬
‫مغ اليسغ بذكل كبيخ‪ .‬فزال عغ ذلظ‪ ،‬فإن الحرار عمى البزائع السدتػردة‬
‫بدبب تمظ الشداعات قج ضيق عمى االقتراد اليسشي وأوجج أث اًخ سمبياً عمى‬
‫السدتػرديغ الخئيديغ والتجار‪ ،‬وأيزاً عمى أولئظ الحيغ يعتسجون عمى البزائع‬
‫ذاتيا(‪ ،)32‬مسا يتصمب تقجيع مداعجات إندانية كبيخة لميسغ‪.‬‬
‫وفي ىحا الدياق‪ ،‬قال مارك لػكػك)‪ (Mark Lowcock‬وكيل األميغ العام‬
‫لمذؤون اإلندانية في استع اخضو لمعسل اإلنداني خالل عام ‪ 0217‬إن البمج الحي‬
‫يػاجو أكبخ مذكمة عام ‪ 0217‬سيكػن اليسغ‪ ،‬نعتقج أن ‪ 02‬مميػن شخز في‬
‫اليسغ سيحتاجػن إلى مداعجات إندانية‪ ،‬وتخصط األمع الستحجة لتمبية احتياجات‬
‫‪ 13‬مميػن شخز‪ ،‬والشجاء اإلنداني مغ أجل اليسغ سيبمغ ‪ 2‬مميارات دوالر(‪.)31‬‬
‫باخترار‪ ،‬يسكغ القػل بأن استسخار الش ادعات داخل اليسغ في السدتقبل‬
‫ستؤدي إلى تعسيق التجخالت اإلقميسية في البمج بذكل أكبخ‪ ،‬وستبقي السمف األمشي‬
‫مفتػحاً ألشخاف ججيجة(‪ ،)30‬وىػ األمخ الحي سيبقي البمج في معاناة مدتسخة‪ ،‬إن لع‬
‫ِ‬
‫يؤد إلى انيياره‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫الـخـاتـسـة‬
‫تػصل الباحث إلى عجد مغ الشتائج السيسة‪ ،‬مغ أبخزىا ‪-:‬‬
‫‪ -‬كان اليجف مغ انجالع الثػرة اليسشية ىػ تحقيق العجالة بيغ أبشاء السجتسع‬
‫اليسشي‪ ،‬وتحقيق حكع أفزل مغ الحكع الدابق‪ ،‬في حيغ كانت الػاليات الستحجة‬
‫األمخيكية ودول مجمذ التعاون الخميجي تيجف‪ ،‬مغ خالل السبادرة التي شخحتيا‬
‫تمظ الجول الخميجية بجعع أمخيكي ودولي‪ ،‬إلى معالجة السدألة اليسشية بػصفيا‬
‫مدألة أمشية وسياسية أكثخ مغ كػنيا تيجف إلى تحقيق العجالة االجتساعي ّة‪ ،‬مسا‬
‫جعميا ال تخجم عسمية تحقيق وتعديد التحػل الجيسقخاشي في اليسغ‪.‬‬
‫عع الشداع السدمح معطع أرجاء اليسغ بعج أن‬ ‫‪ -‬في ‪ 01‬أيمػل‪ /‬سبتسبخ ‪ّ 0212‬‬
‫استػلت قػات الحخكة الحػثية(أنرار هللا) عمى العاصسة صشعاء‪ ،‬وكانت تمظ‬
‫الحخكة مغ خالل تحالفيا مع الخئيذ اليسشي الدابق عمي عبج هللا صالح‪ ،‬قج‬
‫و ّسعت تجريجياً سيصختيا عمى مشاشق عجيجة مغ البالد مشح آذار‪ /‬مارس ‪.0212‬‬
‫‪ -‬مشح سيصخة الحخكة الحػثية عمى العاصسة صشعاء عام ‪ ،0212‬مخو اًر بسقتل‬
‫حميفيا الخئيذ اليسشي الدابق عمي عبج هللا صالح في ‪ 2‬كانػن األول ‪،0215‬‬
‫ولحج اآلن لع يتحدغ الػضع في اليسغ‪ ،‬حيث ازدادت معاناة اليسشييغ‪ ،‬وتحػلت‬
‫أوضاعيع مغ سيء إلى أسػأ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اليسغ بعج األحجاث التي شيجىا مشح عام ‪ 0211‬لحج اآلن سيكػن بحاجة‬
‫إلى سشػات شػيمة كي يشيس مغ ججيج ويتسكغ مغ بشاء دولة مؤسدات حقيقية‬
‫يحكسيا القانػن ويشعع أىميا بحقػقيع وحخياتيع العامة‪.‬‬
‫‪ -‬إن تحقيق األمغ واالستقخار الدياسي واالقترادي في اليسغ لغ يكػن باألمخ‬
‫الديل‪ ،‬وسيتػقف عمى جسمة مغ األمػر والستصمبات مشيا حرػل التػافق بيغ‬
‫الكتل والتيارات الدياسية والحدبية اليسشية‪ ،‬ومحاولة عجم إقحام اليسغ في خالفات‬
‫وصخاعات الجول اإلقميسية والجولية‪ ،‬وتصبيق مبجأ التعاير الدمسي بيغ أبشاء الذعب‬
‫اليسشي‪ ،‬فزالً عغ وجػب خزػع جسيع اليسشييغ‪ ،‬حكاماً ومحكػميغ‪ ،‬لديادة‬
‫القانػن وسمصة الجولة الػششية الػاحجة‪.‬‬

‫‪013‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫الههامر والسرادر‬

‫‪ 1‬نادية فاضل عباس فزمي‪) ،‬مدتقبل الشعام الدياسي في اليسن في ظل الستغيخات التي تذهجها‬
‫الداحة العخبية(‪ ،‬أوراق دولية‪ ،‬مخكد الجراسات الجولية‪ ،‬جامعة بغجاد‪ ،‬العجد‪ ،1111 ،165‬ص‬
‫‪.12‬‬
‫‪ ‬يذيخ أحج الباحثين إلى أنه في يهم الخامذ عذخ من كانهن الثاني‪ /‬يشايخ‪ 1111‬كانت قج بجأت‬
‫أُولى خطهات ثهرة الذعب اليسشي من أجل التغييخ الذامل لشعام الحكم‪ ..‬انعخ ‪ :‬حدن أبه طالب‪،‬‬
‫"الترــج الــجاخمي" ‪ :‬مــ"مق "مبــادرات الــخميذ" فــي مهاجهــة الثــهرة اليسشيــة‪ ،‬الدياســة الجوليــة‪،‬‬
‫مؤسدة األهخام‪ ،‬القاهخة‪ ،‬العجد‪ ،1111 ،151‬ص‪.33‬‬
‫ســقطت العــخوط مــن السحــيد إلــى الخمــير‪ ،‬دار الحيــاة لمشذــخ‬ ‫‪ 1‬دمحم ثابــت‪ ،‬الحكــام العــخب ‪ :‬كي ـ‬
‫والتهميع‪ ،‬القاهخة‪ ،1111 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 1‬السرجر نفده‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ 1‬لالطال أكثخ حهل هحا السهضه انعخ كالً من‪ :‬حدن أبه طالب‪ ،‬مرجر سـاب‪ ،،‬ص ‪،35-34‬‬
‫و‪ :‬دمحم عرـــام لعخوســـي‪) ،‬الحـــخال الدياســـي العخبـــي ‪:‬هـــل هـــه بجايـــة لعقـــج اجتســـاعي ججيـــج (‪،‬‬
‫السدــتقبل العخبــي‪ ،‬بيــخوت‪ ،‬العــجد ‪ ،161‬الدــشة ‪ ،1111 ،11‬ص ‪ 114‬ومــا بعــجها‪ ،‬و‪ :‬أحســج‬
‫االقميسيــــة والجوليــــة مــــن التغييــــخ فــــي الــــيسن بعــــج عــــام ‪ ،1111‬مجمــــة‬ ‫ســــمسان دمحم‪ ،‬السها ــــ‬
‫السدتشرــخية لمجراســات العخبيــة والجوليــة‪ ،‬الجامعــة السدتشرــخية‪ ،‬العــجد‪ ،1112 ،21‬ص ص‪-1‬‬
‫‪ ،2-1‬وأيزـاً‪ :‬ســعج عمــي حدــين التسيســي‪ ،‬لالتح ـهالت الدياســية فــي الــيسن وتحــجيات االســتقخار‬
‫الجاخمي)‪ ،‬السجمة الدياسية والجوليـة‪ ،‬الجامعـة السدتشرـخية‪ ،‬العـجد‪ ،1111 ،12‬ص ص‪-124‬‬
‫‪.131-126-125‬‬
‫‪ 2‬نادية فاضل عباس فزمي‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ‪. 12‬‬
‫فمدطين!‪ ،‬مخكد باحث لمجراسـات الفمدـطيشية واالسـتخاتيجية‪،‬‬ ‫‪ 3‬دمحم حدين شكخ‪ ،‬ربيع العخب خخي‬
‫بيخوت‪ -‬لبشان‪ ،1111 ،‬شبكة السعمهمات الجولية لاالنتخنيت)‪-:‬‬
‫‪http://books.google.iq/books?id=ycibwaaqbaj‬‬
‫‪ 4‬السعخفة‪ ،‬عمي عبج هللا صالح‪ ،‬شبكة السعمهمات الجولية لاالنتخنيت)‪:‬‬
‫‪https://www.marefa.org/index.php?title=%D8%B9%D9%84%D9%8‬‬
‫ل‪1‬أيمهل‪ /‬ديدسبخ‪)1114‬‬

‫‪014‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫‪ 5‬من تحت الخماد‪ :‬هل يحـاول صـالح العـهدة لمحكـم ‪ ،‬ل‪ )1111-6-15‬شـبكة السعمهمـات الجوليـة‬
‫لاالنتخنيت)‪:‬‬
‫‪http://adengd.net/news/125108/‬‬
‫‪ 6‬الــخميذ عمــي عبــج هللا صــالح يــجعه فــي أول ظهــهر لــه مشــح إصــابته إلــى تقاســم الدــمطة‪ ،‬شــبكة‬
‫السعمهمات الجولية لاالنتخنيت)‪:‬‬
‫‪https://amp.france24.com/ar/20110707-yemen-president-ali‬‬
‫ل‪)1111-4-4‬‬
‫‪ 11‬جخيجة السذخق‪ ،‬عمـي عبـج هللا صـالح يهقـع اتفاقيـة نقـل الدـمطة فـي إطـار مبـادرة خميجيـة‪ ،‬العـجد‬
‫‪.1111/11/11 ،1111‬‬
‫‪ 11‬مجمة الخمير‪ ،‬صالح أول معيم سيحعى بزسانات بين معساء دول "الخبيع العخبي‪ ،‬الذبكة الجوليـة‬
‫لمسعمهمات لاالنتخنيت)‪:‬‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/informations/page/a2c727c8-27fa-4ffe-9055-‬‬
‫‪4b727ce8078b‬‬ ‫(‪)1022‬‬
‫‪ 11‬انعخ ‪ :‬السرجر نفده‪ ،‬و‪ :‬جخيجة األنباء‪ ،‬صالح يهّقع السبادرة الخميجيـة دون مرـافحة معارضـيه‬
‫ويعتبخ ثهرات الخبيع العخبي «تشفيحاً ألجشجة خارجية<<‪ ،‬شبكة السعمهمات الجولية لاالنتخنيت) ‪:‬‬
‫‪https://www.alanba.com.kw/ar/arabic-international-news/244985/24-11-‬‬
‫‪2011‬‬ ‫ل‪)1116-1-1‬‬
‫‪ 11‬مجمة الخمير‪ ،‬مرجر ساب‪.،‬‬
‫‪ 11‬السرجر نفده‪.‬‬
‫‪ 12‬جخيجة األنباء‪ ،‬مرجر ساب‪.،‬‬
‫‪ 13‬روسيا اليهم‪ ،‬الهاليات الستحجة تخحب باالتفاق حهل انتقال الدمطة في اليسن‪ ،‬الذبكة الجولية‬
‫لمسعمهمات لاالنتخنيت)‪:‬‬
‫‪http://arabic.rt.com/&ved=2ahukewia4tglvf3hahwc‬‬ ‫)‪(2013‬‬
‫‪ 14‬مجمة الخمير ‪ ،‬مرجر ساب‪.،‬‬
‫‪ 15‬السرجر نفده؛ جخيجة األنباء‪ ،‬مرجر ساب‪.،‬‬
‫‪ 16‬جخيجة الرباح‪ ،‬حكهمة الهفاق قي اليسن تؤدي اليسين الجستهرية‪ ،‬العجدل‪.1111/11/11 ،)11‬‬

‫‪015‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫‪ 11‬جهاد عبج الخحسن أحسج صالح‪ ،‬واقع الحياة الدياسية والحدبية في اليسن بين عامي‪-1111‬‬
‫‪ ،1112‬مخكد مدتقبل الذخق لمجراسات والبحهث‪ ،‬لشجن‪ ،1113 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 11‬السرجر نفده‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 11‬السرجر نفده‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 11‬مشعســة مهاطشــة لحقــهق انندــان لمهاطشــة)‪ -‬عيــادة حقــهق انندــان بكميــة كهلهمبيــا لمقــانهن‬
‫لالعيادة)‪ -‬مخكد القاهخة لجراسات حقـهق انندـان)‪ - (CIHRS‬انتحـاد الـجولي لحقـهق انندـان‬
‫)‪ -(FIDH‬مخكد الخمير لحقهق انندان)‪ ، (GCHR‬تقخيخ مذـتخل‪ :‬االسـتعخاا الـجوري الذـامل‬
‫لميسن ‪ ،1116‬الذبكة الجولية لمسعمهماتلاالنتخنيت) ‪:‬‬
‫‪https://cihrs.org/universal-periodic-review-of-yemen-2019/‬‬
‫ل‪)1116-1-11‬‬
‫‪11‬جهاد عبج الخحسن أحسج صالح ‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ص‪.15-14‬‬
‫‪ 12‬السرجر نفده‪ ،‬ص ص‪16-15‬؛ بـي بـي سـي عخبيـة‪ ،‬الـيسن‪ :‬لسـالا انـجلعت الحـخب ‪ ،‬الذـبكة‬
‫الجولية لمسعمهمات لاالنتخنيت) ‪-:‬‬
‫‪http://www.bbc.com/arabic/middleeast-44512842‬‬
‫ل‪)1116-1-11‬‬
‫‪ 13‬جهاد عبج الخحسن أحسج صالح ‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص‪.16‬‬
‫‪ ،Human‬الذـــــبكة الجوليـــــة‬ ‫‪Right‬‬ ‫‪ 14‬التقخيـــــخ العـــــالسي ‪ :1115‬الـــــيسن ‪Watch /‬‬
‫لمسعمهماتلاالنتخنيت)‪-:‬‬
‫‪https://www.hrw.org/ar/world-report/2018/country-chapters/313455‬‬
‫ل‪)1116-1-11‬‬
‫‪ 15‬أخبار األمم الستحجة‪ ،‬الذبكة الجولية لمسعمهمات لاالنتخنيت)‪:‬‬
‫)‪https://news.un.org/ar/tags/mrk-lwkwk ............................... (2019-2-15‬‬
‫‪ 16‬معتــد س ـالمة‪ ،‬دولــة ال نعــام ‪ :‬هــل يــؤدي اتفــاق نقــل الدــمطة إلــى اســتقخار الــيسن ‪ ،‬الدياســة‬
‫الجولية‪ ،‬مؤسدة األهخام‪ ،‬القاهخة‪ ،‬العجد‪ ،1111 ،154‬ص ‪.111‬‬
‫الشخب القبمية االسالمهية عمى مدتقبل التغييخ‪ ،‬الذبكة الجولية‬ ‫‪ 11‬نجيب غالب‪ ،‬مخاطخ عش‬
‫لمسعمهمات لاالنتخنيت)‪-:‬‬

‫‪016‬‬
‫د‪ .‬زياد سمير زكي الدباغ‬ ‫الواقع السياسي في اليمن‬

‫)‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267913 (2019-2-17‬‬
‫‪ 11‬السرجر نفده‪.‬‬
‫‪ 11‬السرجر نفده؛ م"رب بخس‪ ،‬دور القبيمة في صياغة مدتقبل اليسن‪ ..‬بين تبشي الثقافـة السجنيـة‬
‫والرهر الشسطية‪ ،‬الذبكة الجولية لمسعمهماتلاالنتخنيت) ‪:‬‬
‫‪https://marebpress.net/news_details.php?sid=35394‬‬ ‫)‪(2019-2-20‬‬
‫‪ 11‬ثهرة الذباب اليسشية‪ ،‬شبكة السعمهمات الجولية لاالنتخنيت)‪-:‬‬
‫‪https://www.elsyasi.com/articles/425/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D‬‬
‫‪8%‬‬ ‫ل‪)1111 /5/ 14‬‬
‫‪ 11‬أحسج الديمعي‪ ،‬أصهات تتحجث عن عجم وضهح ‪ :‬في حمقة نقاشية عن مدتقبل اليسن‪..‬أبه‬
‫لحهم‪ :‬السبادرة والحرانة مكدب والثهرة ناجحة والذعبي العام عقج السخاحل ‪ ،‬الذبكة الجولية‬
‫لمسعمهماتلاالنتخنيت) ‪:‬‬
‫‪https://www.newsyemen.net&tbm=isch&source=univ&client=/‬‬
‫)‪(2019-2-13‬‬
‫‪ 12‬معتد سالمة‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص‪.111-111‬‬
‫‪ 13‬السرجر نفده‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 14‬السرجر نفده‪ ،‬ص ‪.112-111‬‬
‫‪ 15‬السرجر نفده‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 16‬السرجر نفده‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 11‬إبخاهيم القجيسي‪ ،‬مالمح الجولة بعج "سقهط صالح‪ ،‬الذبكة الجولية لمسعمهمات لاالنتخنيت) ‪-:‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews‬‬ ‫)‪(2019-2-14‬‬
‫‪ 11‬السرجر نفده‪.‬‬
‫‪ 11‬السرجر نفده‪.‬‬
‫‪ 11‬نادية فاضل‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 11‬حدن ابه طالب‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ 12‬انعخ ‪ :‬نفذ السرجر‪ ،‬و‪ :‬دمحم ثابت‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ 13‬دمحم ثابت‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ 14‬معتد سالمة‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ‪.112‬‬
‫‪017‬‬
‫العدد (‪)32‬‬ ‫دراسات اقليمية‬ ‫مركس الدراسات االقليمية‬

‫‪ 15‬السرجر نفده‪.‬‬
‫‪ 16‬جهاد عبج الخحسن أحسج صالح ‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص ص‪.11-11‬‬
‫‪ 21‬السرجر نفده‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 21‬أخبار األمم الستحجة‪ ،‬مرجر ساب‪.،‬‬
‫‪ 21‬جهاد عبج الخحسن أحسج صالح ‪ ،‬مرجر ساب‪ ،،‬ص‪.16‬‬

‫‪002‬‬

You might also like