‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين وأصلى واسلم على المبعوث رحمه للعالمين‬

‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫أما بعد‬
‫واهنئكم بمناسبة شهر رمضان الكريم وايضا عيد العمال الذى يوافق‬
‫األول من شهر مايو من كل عام وحديثنا عن عيد العمال والصيام ‪.‬‬
‫عيد العمال او عيد العمل كما يسميه البعض كانت بداية فكرة عيد‬
‫العمال عام ‪ 1856‬في أستراليا‪ ،‬ثم انتقلت إلى الواليات المتحدة‬
‫األميركية‪ ،‬حيث طالب العمال في والية شيكاغو عام ‪ 1886‬بتخفيض‬
‫ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات وتكرر الطلب في باقى‬
‫الواليات األمريكية والكندية‬
‫وفي يوم ‪ 1‬مايو من عام ‪ 1886‬نظم العمال في شيكاغو ومن ثم في‬
‫تورنتوالكندية إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين ‪ 350‬و ‪ 400‬ألف‬
‫عامل‪ ،‬يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار "ثماني ساعات‬
‫عمل‪ ،‬ثماني ساعات نوم‪ ،‬ثماني ساعات فراغ للراحة واالستمتاع"‬
‫وعلى جدران المعابد نقشت رسومات تشير إلى قيمة العمل لدى‬
‫المصريين القدماء باختالف الطبقات االجتماعية ووضع نظام إداري‬
‫تتدرج فيه الوظائف‬
‫حيث تكشف اآلثار المصرية القديمة حقائق عدة عن الفراعنة‬
‫ومعتقداتهم‪ ،‬من بينها تقديسهم العمل وحرصهم على منح العمال‬
 ‫حقوقهم‪ ،‬ويظهر ذلك جليا بتشييد المدن والمقابر لهم ونقش أسمائهم‬
‫على جدران المعابد ‪.‬‬
‫وفى ديننا الحنيف حثنا هللا عز وجل على العمل حيث قال هللا عز وجل‬
‫فى كتابه الكريم فى سورة التوبة " َوقُ ِل اعْ َملُوا َف َس َي َرى هَّللا ُ َع َم َل ُك ْم‬
‫ون إِ َل ٰى َعالِ ِم ْال َغ ْي ِ‬
‫ب َوال َّش َها َد ِة َف ُي َن ِّب ُئ ُكم ِب َما‬ ‫َو َرسُولُ ُه َو ْالم ُْؤ ِم ُن َ‬
‫ون ۖ َو َس ُت َر ُّد َ‬
‫ون "‬ ‫ُكن ُت ْم َتعْ َملُ َ‬
‫وقال المبعوث رحمة للعالمين صلى هللا عليه وسلم قال رسول هللا‬
‫قط ‪ ،‬خيرً ا من أنْ يأك َل من‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪( :‬ما أك َل أح ٌد طعامًا ُّ‬
‫هللا داو َد كان يأك ُل من ع َم ِل ي ِد ِه)‪ ]١[.‬قال رسول هللا‬ ‫ع َم ِل ي ِد ِه وإنَّ نبيَّ ِ‬
‫ب‬
‫فيحتط َ‬
‫ِ‬ ‫صلّى هللا عليه وسلّم‪( :‬والَّذي نفسي بي ِد ِه أَل ن يأخ َذ أح ُدكم حب َل ُه‬
‫عز وج َّل من فضلِ ِه‬ ‫يأتي رجاًل أعطاهُ هَّللا ُ َّ‬ ‫على َظ ِ‬
‫هر ِه خي ٌر َل ُه من أن َ‬
‫فيسأ َل ُه أعطاهُ أو َ‬
‫منعه)‪.‬‬

‫يُعتبر شهر رمضان المبارك من أعظم الشهور عند هللا تعالى‪،‬‬

‫ويُحِّ ب عز وجل أن يتقرب العبد إليه بالطاعات‪ ،‬والعمل في‬
‫اإلسالم يُعتبر عباد ًة‪ ،‬ويستطيع العبد أن يحصل على األجر الكبير‬
‫عند القيام به وإتقانه واإلخالص به هلل تعالى‬

‫وال يجوز أن يتحجّ ج العبد بالصيام من أجل التقاعس عن العمل‪،‬‬

‫فعمل العبد يزيد من قوة المجتمع وتماسك األمة وحمايتها من‬
‫تكاسل من العبد في عمله ّ‬
‫يؤثر على المجتمع ككل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫المخاطر‪ ،‬وأي‬
 ‫بل إنّ الصيام يج ّدد نشاط البدن ويعيد ترميمه لنفسه وتنظيفه من‬
‫السموم‪.‬‬

‫واقتبس بعض ال كلمات ثمينة من كلمة السيد الرئيس فى عيد العمال‬

‫اليوم قال فيها " العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية‪ ،‬ومحرك‬
‫التنمية‪ ،‬وقاعدة االنطالق نحو واقع ومستقبل أفضل من خالل تعزيز‬
‫مسيرة االقتصاد الوطني‪ ،‬كما أوصت تعاليم األديان السماوية بأن‬
‫العمل عبادة»‪ ،‬متوجهًا برسالة لهم‪« :‬اعلموا أن وطنكم دائما ما ينظر‬
‫بعين االعتبار والفخر إلى جهودكم المثمرة وعملكم الدؤوب وإنتاجكم‬
‫الوفير ‪.‬‬
‫من يريد أن يجد له مكا ًنا مناسبًا في العصر الحديث ينبغي أن يتحلى‬
‫بأعلى درجات اإلتقان والتفاني في عمله‪ ،‬وأن يجتهد الستيعاب ثورة‬
‫المعلومات والطفرة التي يشهدها العالم في االبتكارات وتطبيقات‬
‫التكنولوجيا والميكنة والذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫فتحية لكل عامل من أجل الوطن في سائر المواقع‪ ،‬ونؤكدعلى حبنا لكم‬
‫وبعطائكم وبعزيمتكم الصادقة‪ ،‬ونهنئكم جمي ًعا وكل عام وأنتم بخير‪،‬‬
‫عاشت مصروعمالها وأهلها كراما آمنين‬
‫والسالم عليكم ورحمه هللا وبركاته‬