Professional Documents
Culture Documents
الفصل 02 الأداء الرياضي...
الفصل 02 الأداء الرياضي...
تمهيد :
يرغب الرياضيون يف توافر قدر ما من الضغط النفسي يف حياهتم الرياضية ،ويف الواقع يعد ضغط
املباراة من تلك األشياء اليت جيد فيها كثري من الرياضيني عناصر تنبيه وحتفيز له ،غري انه من املعلوم أن زيادة
الضغوط املفرطة ،وبالتايل تقل فرص األداء الناجح يف املنافسة ،كما يقول "ستيف بود بورسكي " بطل العامل
السابق يف التزحلق":شدة عصبييت تدمر قدريت على األداء".
لذا فاكتساب املهارات املناسبة للضبط اإلرادي للقلق أو اإلثارة غري املرغوب فيهما يشكل جزءا هاما
يف اخلطة العقلية للعب.
28
األداء الرياضي الفصـل الثاني
ويعرفه الدكتور "عصام عبد اخلالق" األداء الرياضي على انه":إيصال الشيء إىل املرسل إليه :وهو
عبارة عن انعكاس لقدرات ودوافع لكل فرد ألفضل سلوك ممكن نتيجة لتأثريات متبادلة للقوة الداخلية
وغالبا ما يؤدى بصورة فردية ،وهو نشاط أو سلوك يوصل إىل نتيجة كما هو املقياس الذي تقاس به
()1
نتائج التعلم ،وهو الوسيلة للتعبري عن عملية التعليم سلوكيا".
ولألداء الرياضي درجات ومستويات منها:
-األداء األقصى :ويقصد به أن يؤدي الفرد أفضل أداء ممكن قدر استطاعه.
-األداء المميز:ويقصد به ما يؤديه الفرد بالفعل وطريقة أدائه ،وليس ما يستطيع أدائه.
خالصة:
عندما يقرتن القلق باالستثارة ،فإن زيادة القلق عن القدر املطلوب يؤدي إىل ارتباك األداء الرياضي
وإعاقته.
كما أن اخنفاض مستوى القلق املطلوب يؤدي إىل الالمباالة يف مواجهة املوقف ،ويف كلتا
احلالتني(ارتفاع واخنفاض القلق) عن القدر املطلوب يكون عنصرا سلبيا يف املوقف الرياضي التنافسي.
- 1نزار جميد الطالب :علم النفس الرياضي ،دار احلكمة للطباعة ،بدون طبعة ،بغداد ،العراق ،1983 ،ص(.)214-215
29
األداء الرياضي الفصـل الثاني
وإذا كان مقدار القلق مناسبا لنوع التهديد الذي يواجهه أو يتوقعه الرياضي ،كان ذلك مناسبا
إلصدار السلوك املطلوب دون غريه ،ويستطيع به الرياضي مواجهة املوقف املهدد له والتغلب على هذا
التهديد ،وهنا يكون القلق عنصرا اجيابيا.
األداء المهاري:
-مفهومـ األداء المهاري:
األداء املهاري يعين كافة العمليات اليت تبدأ بتعليم الالعبني أسس تعلم املهارات احلركية ،وهتدف إىل وصوهلم فيها
ألعلى درجة أو رتبة ،حبيث تؤدى بأعلى املواصفات اآللية والدقة واالنسيابية والدافعية مبا تسمح به قدراهتم خالل
ومبعىن آخر يقصد باألداء املهاري كل اإلجراءات والتمرينات املهارية اليت يقوم املدرب بالتخطيط هلا وتنفيذها يف
()1
امللعب هبدف وصول الالعب إىل دقة أداء املهارات بآلية وإتقان متكامل حتت أي ظرف من ظروف املباراة.
املستويات الرياضية ،فمهما بلغ مستوى الصفات البدنية للفرد الرياضي ،ومهما اتصف به من مسات خلقية إرادية،
فإنه
لن حيقق النتائج املرجوة مامل يرتبط ذلك باإلتقان التام للمهارات احلركية الرياضية يف نوع النشاط الرياضي الذي
يتخصص فيه ،فاملهارات األساسية هي وسائل تنفيذ اخلطط ،وبدون مهارات أساسية لدى العيب املنافسات الرياضية
األخرى وتتأثر هبا ،ويتوقف تقسيم مراحل تعليم املهارة احلركية بالكيفية السابقة على طبيعة العمليات العصبية ،كما
يراها بافلوف أي تأثري اجلهاز العصيب على تعلم احلركة حيث يؤثر العصب على عملية التعلم.
- 1حممد لطفي السيد :األسس العلمية للتدريب ،دار اهلدى للنشر ،ط ،1مصر ،2002 ،ص.152
30
األداء الرياضي الفصـل الثاني
وملا كان تعليم املهارة األساسية ال يتم بني يوم وليلة وإمنا تستمر عملية التدريب على املهارات زمنا طويال قد يصل
إىل سنني حىت يصل الالعب إىل اإلتقان الكامل املطلوب ،لذلك جيب على املدرب أن يعلم أن تعلم املهارات احلركية
مير هبذه املراحل املتداخلة قبل أن تصل مهارة الالعب إىل الدقة والكمال.
أدائها يف صورهتا األولية ،ومبعىن آخر اكتساب املسار األساسي للحركة بشكل عام دون وضع اعتبار ملستوى جودة
األداء ،وعلى املدرب توقع افتقار الناشئني لدقة األداء يف هذه املرحلة ،فعلى سبيل املثال قد تتعدى احلركة املدى
املطلوب هلا أو تقل عنه أو قد تتميز باالفتقار لالنسيابية والتوافق ،كما قد تظهر على الناشئني بوادر التعب من
تبدأ هذه املرحلة حينما يصبح الناشئون قادرين على تكرار أداء املهارة احلركية بصورهتا األولية ،حيث يصلون فيها
إىل مستوى عال من التنظيم لألداء احلركي ،إذ يصبح شكل احلركة ككل متناسقا وانسيابيا وختتفي احلركات الزائدة
واليت ال لزوم هلا ،ويظهر الناشئ وكأنه أكثر سيطرة من املرحلة السابقة ،كما يبدو وكأن األداء أصبح أكثر اقتصاديا
يف اجلهد املبذول ،ودور املدرب يف هذه املرحلة هو العمل على حتليل أداء الناشئني باكتشاف أخطاء األداء والتعرف
على أسبابه ،وعليه أن يقدم املعلومات الفنية الالزمة من خالل التغذية الراجعة املؤثرة.
تنظيما وانسيابيا ،يكون من املهم الوصول هبم إىل مرحلة اإلتقان والتثبيت والتكامل ،واليت تتميز بأن مستوى األداء
فيها يصبح مرتفعا بدرجة كبرية ويتصف بالسيطرة والتوافق واالنسجام ،فاهلدف األساسي هلذه املرحلة هو الوصول
بالالعب إىل أداء املهارة بصورة آلية والقدرة على أداء املهارة حتت أي ظروف ،ويصل الالعب إىل هذه املرحلة من
31
األداء الرياضي الفصـل الثاني
خالل التكرار الدائم لألداء واستخدام التمرينات املتنوعة واليت تتميز بتغيري اشرتاطات والعوامل اخلارجية أثناء التمرين
كوجود منافس أو أكثر وكذلك يف املباريات التجريبية مع إصالح األخطاء حتت الظروف املتعددة واملتنوعة ،فاألداء
املهاري يف هذه املرحلة يهدف إىل وصول الالعب إىل أن يؤدي املهارة آليا وبدون تفكري أثناء املباراة وترتبط هذه
()1
اآللية بالدقة واإلتقان والتكامل التام للمهارة.
- 1حممد لطفي السيد :األسس العلمية للتدريب ،دار اهلدى للنشر ،ط ،1مصر ،2002 ،ص.162
32