Professional Documents
Culture Documents
النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون الجزائري
النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون الجزائري
د .دﲪﺎﱐ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ،أﺳﺘﺎذ ﳏﺎﺿﺮ ﻗﺴﻢ أ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻣﲑة ،ﲜﺎﻳﺔ . ..........،ﻣﺸﺮﻓﺎً وﻣﻘﺮراً،
د .أﻳﺖ ﻣﻨﺼﻮر ﻛﻤﺎل ،أﺳﺘﺎذ ﳏﺎﺿﺮ ﻗﺴﻢ أ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻣﲑة ،ﲜﺎﻳﺔ ................... .،ﳑﺘﺤﻨﺎً.
معمري محمد
معمري محمد
قائمة ألهم المختصرات
مقدمـة
1
مقدمـة
مقدمـة
تشهد البيئة في الوقت الراهن العديد من التهديدات جراء اعتداءات اإلنسان وتصرفاته المباشرة وغير
المباشرة والمتزايدة باضطراد ،السيما عبر أنشطته الصناعية المختلفة ،وباتت البيئة بذلك تعاني كثي ار من التلوث
الصناعي الذي امتد أثره إلى حياة مختلف الكائنات الحية ،األمر الذي دفع بمختلف التشريعات القانونية إلى وضع
قواعد قانونية تنظم عالقة اإلنسان مع بيئته ،وتضبط وتقيد سلوكه تجاهها ،وتبين الوسائل واآلليات القانونية التي
تكفل حماية البيئة ومكافحة التلوث أو الحد منه.
لقد تزايد االهتمام بالبيئة في الوقت الراهن بالنظر إلى تأثرها بالنتائج الوخيمة للتلوث ،التي باتت تهدد حياة
اإلنسان وجميع الكائنات الحية الموجودة على المعمورة ،مما فسح المجال إلى إعادة النظر في محتوى جميع
األنشطة الصناعية ومدى توافقها مع مقتضيات التنمية المستدامة التي تضع نصب أعينها البعد البيئي خالل
أي نشاط صناعي.
وبالنظر إلى سعي مختلف الدول من خالل برامجها اإلنمائية إلى دفع عجلة التنمية الشاملة خاصة ضمن
المجال االقتصادي ،حيث تم استخدام موارد الطاقة التقليدي ( البترول والغاز الطبيعي) بشكل مكثف نتيجة التطور
الكبير لالحتياجات من الطاقة ،وهو ما أدى إلى اإلنذار بنفاذ هذه الموارد والحاق ضرر بالبيئة
قد ال يمكن تداركه(.)1
وقد واكب ازدياد النشاط الصناعي في الجزائر واتساع المنشآت الصناعية ،وتنوع منتجاتها ،اهتمام المشرع
عن طريق وضع ترسانة من القوانين والتنظيمات حتى تكون مختلف النشاطات الصناعية ،خاصة نشاطات قطاع
المحروقات متواكبة مع مقتضيات حماية البيئة ،وتحقق صناعة في إطار ما يصطلح عليه بالتنمية المستدامة.
وبذلك فإن األمر يفسح المجال إلى البحث عن الوسائل القانونية التي تسمح باستغالل هذه الثروة الطبيعية
دون أن يؤثر ذلك سلبا على المحيط البيئي الذي يعيش فيه اإلنسان والكائنات الحية بصفة عامة ،فنشاطات البحث
عن المحروقات واستغاللها ونقلها بواسطة األنابيب وتكريرها وعمليات التحويل والتسويق والتخزين وتوزيع المتوجات
البترولية ،وكذا األشغال واإلنجازات وأعمال التهيئة للمنشآت والهياكل المتعلقة بهذه النشاطات ،قد تلحق ضرار
مباش ار أو غير مباشر بالبيئة ،خاصة حال التأثير السلبي والخطير على الصحة العمومية والفالحة والمساحات
الطبيعية والحيوان والنبات واإلنسان والمناطق األثرية.
عبد الكريم بودريوة" ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في قطاع الطاقة" ،المجلة األكادمية للبحث القانوني ،كلية الحقوق والعلوم ()1
السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،المجلد ،70العدد ،3702 ،70ص.0.
2
مقدمـة
لقد أصبحت الدولة الجزائرية أمام رهان حتمي يقرض عليها أن تراجع البعد البيئي في مختلف األنشطة
المرتبطة بقطاع المحروقات وذلك بالنظر إلى اعتمادها على قطاع المحروقات كعصب القتصادها من جهة ،وما
تقتضيه متطلبات حماية البيئة من جهة أخرى في ظل األخطار التي تتجرعن هذا القطاع تجاه البيئة ،وذلك عبر
منظومتها القانونية المنظمة لهذا القطاع.
وبذلك فإن موضوع هذه الدراسة متعلق بالبيئة في قطاع المحروقات ،بالبحث في النظام القانوني الذي يحكم
ويحمي البيئة من مختلفة األنشطة البترولية في الجزائر؛ بدء من المنشآت الصناعية البترولية ،مرو ار بمختلف
مراحل اإلنتاج والتسويق ،وانتهاء بتصريف النفايات الصناعية الناتجة عن المحروقات ،وأن يكون موسوما بـ:
"النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون الجزائري"
وتبرز أهمية موضوع البحث من خالل بيان كيفية تأثر البيئة بمختلف األنشطة المرتبطة بقطاع
المحروقات ،والبحث في المنظومة التشريعية الجزائرية عن مدى تكريس المشرع لحماية البيئة في هذا القطاع ،وذلك
عبر االتفاقيات الدولية التي انضمت وصادقت عليها الجزائر و عبر النصوص الداخلية التشريعية التي أصدرت في
هذا الشأن ،إضافة إلى معرفة مختلف الوسائل المادية والقانونية التي أقرها المشرع الجزائري لحماية البيئة من
نشاطات المحروقات ،عن طريق تحيديد مختلف الجهات المخول لها قانونا التدخل في هذه الحماية ،وكذا الوسائل
واإلجراءات المعتمدة من أجل ضمان تجسيد وتطبيق هذا الحماية القانونية على أرض الواقع.
وترجع أسباب اختيار هذا الموضوع إلى االهتمام بالضبط اإلداري خاصة في المجال البيئي بالبحث عن
كيفية تنظيم المشرع الجزائري لموضوع حماية البيئة في هذا القطاع ،فبعد بحث تم اجراؤه في مرحلة الدراسة في
السنة أولى ماجستير حول خصوصية سلطات الضبط في قطاع المحروقات ،ضمن مقتضيات برنامج التكوين في
السنة النظرية ،حيث تم التتطرق فيه إلى السلطات المخولة لوكالتي ضبط قطاع المحروقات والسلطات الممنوحة لها
من طرف المشرع ،حيث تم تسجيل كيفية تعامل المشرع الجزائري مع موضوع البيئة في قطاع المحروقات ،عبر
السلطات التي خولها لوكالتي الضبط في قطاع المحروقات في إطار حماية البيئة ،وبالنظر كذلك إلى التعديل الذي
ط أر على قانون المحروقات في سنة ،)1( 2113وهو ما يدفع للبحث في النظام القانوني الذي أرساه المشرع لحماية
البيئية في قطاع المحروقات ،إضافة إلى شح وقلة الدراسات القانونية في حماية البيئية في قطاع المحروقات،
وتعرض معظم الدراسات القانونية البيئية لموضوع حماية البيئة بصورة عرضية وبصورة عامة ،ولم يتم التطرق
بصفة خاصة ودقيقة للوسائل القانونية التي أرساها وكرسها المشرع لحماية البيئة في مجال المحروقات في حد
( )1قانون رقم ،70-02مؤرخ في 37فيقري ،3702يعدل ويتم القانون رقم 70-70المتعلق بالمحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00
صادر في 32فيفري .3702
3
مقدمـة
ذاتها ،األمر الذي يستدعي البحث في هذا الموضوع ،ومحاولة الوقوف على الحماية القانونية للبيئة في قطاع
المحروقات في التشريع الجزائري.
وعلى ضوء ذلك وبالنظر لسعي مختلف التشريعات القانونية إلى تحديد الوسائل القانونية الكفيلة بحماية
البيئة من مختلف األضرار التي تهددها ،ووضع القواعد القانونية التي تهدف لتنظيم النشاط الصناعي بصورة عامة،
ونشاط قطاع المحروقات بصفة خاصة ،قصد ضمان عدم الوقوع في كوارث ايكولوجية يصعب تداركها ،فإن
اإلشكالية التي يطرحها الموضوع تتمحور حول بيان كيفية تنظيم المشرع الجزائري لحماية البيئة في قطاع
المحروقات؟
بناء على ذلك فإن أهداف هذا البحث تتمثل في بيان تأثير النشاطات المرتبطة بالمحروقات على البيئة،
والبحث في النظام القانوني الجزائري عن موضوع الحماية التي أضفاها المشرع للبيئة في هذا القطاع ،وذلك عبر
دراسة مختلف االتفاقيات الدولية التي انضمت إليها الجزائر وكذا النصوص القوانين الداخلية المتعلقة بحماية البيئية
والمحروقات ،ومختلف الهيئات والسلطات المكلفة بالضبط في مجال البيئة وحمايتها ،وبيان دورها في قطاع
المحرقات على الخصوص ،وتحديد الصالحيات والوسائل المخولة لها قانونا ،والضمانات الرقابية التي تضمن
وتجسيد هذه الحماية فعليا على ارض الواقع.
ولإلجابة على اإلشكالية السابقة تم اإلعتماد على المنهج الوصفي والمنهج اإلستقرائي في الدراسات
القانونية ،وذلك باإلعتماد على المصادر والمراجع العامة والمتخصصة في مجال البيئة والمحروقات التي تم
الحصول عليها ،وبالتركيز بصورة خاصة على مختلف النصوص التشريعية والتنظيمية الحديثة منها والقديمة التي
ووضعها المشرع الجزائري في هذا المجال.
وتكمن أهم الصعوبات التي واجهت إعداد هذا البحث في قلة المراجع القانونية المتخصصة بحماية البيئة
في قطاع المحروقات ،عالوة على التعديالت التي طرأت على النصوص القانونية المعتمدة في الموضوع ،وكذا
صدور العديد منها خالل مرحلة إعداد هذا البحث مما دفع في كل مرة إلى تحيينه واضافة كل ما استجد منها حيث
تم إصدار أكثر من خمسة نصوص قانونية لها عالقة مباشرة بالبحث ،كان من أبرزها تعديل قانون المحروقات
بموجب القانون رقم ،07-02المؤرخ في 27ديسمبر ،3702المتضمن قانون المالية لسنة ،3700وكذا المرسوم
التنفيذي رقم ،00-00المؤرخ في 8فيفري ،3700المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و/أو توزيع
المنتجات البترولية ،والمرسوم التنفيذي رقم ،70-00المؤرخ في 02جانفي ،3700المحدد لكيفيات الموافقة على
دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها.
ولإلجابة على إشكالية الموضوع تم بيان اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات (الفصل األول)،
وتحديد مختلف اآلليات والضمانات الموضوعة لحماية البيئة في قطاع المحروقات (الفصل الثاني)
4
مقدمـة
الفصل األول
اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
5
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الفصل األول
اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
يعتبر قطاع المحروقات أهم القطاعات االقتصادية في الجزائر وذلك بالنظر إلى كونه العمود الفقري
لالقتصاد الوطني منذ أكثر من خمسة عقود من االستقالل(.)1
وقد فسح انفتاح الدولة الجزائرية على االستثمار بشقيه الوطني واألجنبي المجال نحو تحقيق العديد من
االستثمارات في مجال البحث والتنقيب من جهة ،وكذا استغالل المحروقات من جهة أخرى رغم تراجع الدولة عن
دورها كمحتكر لقطاع المحروقات في الجزائر(.)2
وبالموا ازة مع ذ لك تزايد االهتمام بالبيئة في الوقت الراهن بالنظر إلى تأثرها بالنتائج الوخيمة للتلوث ،التي
باتت تهدد حياة اإلنسان وجميع الكائنات الحية الموجودة على المعمورة ،مما فسح المجال إلى إعادة النظر في
محتوى جميع األنشطة االقتصادية ،ومدى توافقها مع مقتضيات التنمية المستدامة التي تضع نصب أعينها البعد
البيئي خالل أي نشاط اقتصادي.
تأصيال على ما سبق ،فإن الدولة الجزائرية باتت أمام ضرورة إعادة النظر في اعتمادها على قطاع
المحروقات كأساس القتصادها ،وذلك امام ما ستدعيه مقتضيات حماية البيئة ،حيث سيتدعي األمر بذلك مراجعة
البعد البيئي في مختلف األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات في ظل األخطار التي تنجر عن هذا القطاع تجاه
البيئة وذلك ضمن منظومتها القانونية المتعلقة بهذا القطاع.
وفي هذا اإلطار فإن تحديد األضرار التي يتسبب فيها قطاع المحروقات على البيئة ،يستدعي التعرض إلى
بيان كيفية تأثير مختلف العمليات المرتبطة بنشاطات المحروقات في البيئة ،والتي تتنوع من بحث وتنقيب واستغالل
للمحروقات ،إضافة إلى مختلف العمليات المتعلقة بالنقل والتوزيع والتخزين والتسويق ،وفي المقابل ومن أجل
الوصول إلى إدراك تأثير المحروقات على البيئة فإن األمر يستدعي ضرورة تحديد نطاق حماية البيئة في قطاع
المحروقات (المبحث األول).
بلقاسم سرايري ،دور ومكانة قطاع المحروقات الجزائري في ضوء الواقع االقتصادي الدولي الجديد وفي أفق االنضمام إلى المنظمة ()1
العالمية للتجارة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،فرع اقتصاد دولي ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير قسم
العلوم االقتصادية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،3778 ،ص.03.
أمال سبع ،عقد البحث والتنقيب في مجال المحروقات ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،فرع قانون األعمال ،كلية ()2
إضافة إلى البحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة في
قطاع المحروقات ،بعرض مختلف االتفاقيات الدولية التي انظمت إليها الجزائر التي ترمي إلى حماية البيئة من
التلوث الناجم عن المحروقات ،والبحث في تطور النصوص القانونية الجزائرية المتعلقة بالمحروقات من جهة،
والمتعلقة بحماية البيئة من جهة أخرى عن هذه الحماية ،للوصول إلى تقييم مدى تكريس حماية البيئة في قطاع
المحروقات في التشريع الجزائري (المبحث الثاني).
المبحث األول
نطاق حماية البيئة في قطاع المحروقات
مع تزايد عدد ال سكان والتقدم الصناعي والتكنولوجي في الوقت الراهن ازدادت أهمية المحروقات أمام الطلب
الكثيف عليها كمصدر مهم من مصادر الطاقة ،وبالنظر إلى اتساع النشاطات المرتبطة بالحصول على المحروقات
سواء السائلة أو الغازية ،فإن األمر يفتح المجال إلى البحث في مضمون هذه النشاطات وتبويبها وتصنيفها من أجل
الوصول إلى تحديد دقيق لنطاق الدراسة و فهم مختلف المصطلحات المرتبطة بنشاطات المحروقات (المطلب
األول) ،ونتيجة لتطور الطرق العلمية والتقنية تمكن اإلنسان من إستخراج المعادن ومصادر الطاقة من باطن
األرض ،حيث اسفرت هذه اإلنشطة إلى إختالل في التوازن البيئي نتيجة ما خلفته من تدهور ومشاكل بيئية(.)1
وعليه فإن عرض مختلف األخطار البيئية التي تنجر عن قطاع المحروقات بما يحتويه من نشاطات البحث
والتنقيب وكذا استغالل المحروقات ،يفتح المجال إلى بيان كيفية تأثير الصناعة البترولية على البيئة من خالل
التلوث الناجم عن العمليات المصاحبة لها ،بما تخلفه من نفايات تحتوي مكونات ملوثة كالغازات والمواد المعدنية
والكيمائية ،وبعض المواد المشعة التي تحدث تأثي ار على الهواء ،والماء ،والتربة ،ومختلف الكائنات الحية (المطلب
الثاني).
المطلب األول
مفهوم الصناعة البترولية
تعتبر الطاقة بأنواعها المختلفة عنص ار مهما للصناعة واالقتصاد ،حيث اختلفت مصادر الطاقة التي
اعتمدتها المجتمعات اإلنسانية عبر التاريخ ،حيث اعتمدت مجتمعات الثورة الصناعية على الوقود األحفوري (فحم
مصدر للطاقة ،والمجتمعات المتقدمة اعادت النظر بمصادر الطاقة التي تعتمد عليها
ا ونفط وغاز) وخام اليورانيوم
أحمد لكحل" ،مفهوم البيئة ومكانها في التشريعات الجزائرية" ،مجلة الفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسبة ،جامعة محمد خيضر، ()1
والقائمة على استغالل الوقود األحفوري ،حيث بدأت تبحث عن بدائل جديدة تعتمد على موارد متجددة لتحل تدريجيا
محل أنواع الوقود المركزة ،مثل الطاقة الشمسية وطاقة المد واألمواج ،وطاقة الح اررة األرضية ،وغيرها(.)1
ومن أجل الوصول إلى إدراك مفهوم الصناعة البترولية فإن األمر يقتضي أوال بيان تعريف المحروقات
(الفرع األول).
إضافة إلى ذلك فإنه بالنظر أن المحروقات تعد من أهم مصادر الطاقة التي لم تستطع البشرية بالرغم من
التطور العلمي والتكنولوجي التخلي عنه بصفة كلية ،ومن أجل الحصول على المحروقات بشكلها النهائي الموجه
لالستعمال كمصدر للطاقة يقتضي األمر المرور بجملة من المراحل بداية بالتنقيب ،والبحث ،ومرو ار إلى
االستخراج ،أواإلنتاج ،ثم مرحلة النقل فالتكرير وأخي ار عملية التخزين ثم التسويق ،مع مراعاة إمكانية وجود مرحلة
()2
(الفرع الثاني ). مكملة تستدعي اإلدماج أو الفصل عن المراحل السابقة
الفرع األول
تعريف المحروقات
إن الدور اإلستراتيجي للمواد المنتجة من الصناعة البترولية جعل جميع دول العالم تعتمد على استغالل
الطاقة األحفورية بشكل متزايد في اقتصادياتها ،إذ يشكل النفط المصدر الرئيسي للطاقة ،كما أن مصادر الطاقة
البديلة لم تستطع منافسة المنتجات البترولية التي تتميز بانخفاض تكاليف إنتاجها(.)3
إن الوصول إلى تحديد تعريف للصناعة البترولية يستدعي بيان المقصود بالصناعة البترولية وذلك من
الناحية العلمية والقانونية (أوال) ،ثم تحديد بدايات نشأة الصناعة البترولية في العالم والسيما في الجزائر وبيان
األهمية اإلستراتيجية لهذه الصناعة في اقتصاديات الدول (ثانيا).
( )1داود سليمان الشراد ،غازات الوقود األحفوري (خطوات سريعة نحو كوارث بيئية) ،موقع مجلة بيئتنا ،الربط
http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=919&lang=ar&Itemi
،d=84تاريخ التصفح ،2114/14/16الساعة .21.31
رحمان أمال ،تأثير المحروقات على البيئة خالل مرحة الحفر واإلستخراج ،مذكرة لنيل شهادة الماجسير في العلوم االقتصادي، ()2
تخصص اقتصاد وتسيير البيئة ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،قسم العلوم اإلقتصادية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة،3778 ،
ص.0.
يسرى محمد أبو العال ،نظرية البترول بين التشريع والتطبيق في ضوء الواقع والمستقبل المأمول :دراسة تاريخية اقتصادية وسياسية ()3
مع اإلشارة للنماذج التشريعية البترولية العالمية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر ،2118 ،ص.75.
8
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
قانون رقم ،70-70مؤرخ في 38أفريل ،3770يتعلق بالمحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،07صادر في 30جويلية،3770 ، ()1
معدل و متمم باألمر رقم ،07-70مؤرخ في 30جويلية ،3770ج .ر .ج .ج .عدد ،28صادر في 27جويلية ،3770ومعدل
ومتمم بقانون رقم ،70-02مؤرخ في 37فيقري ،3702ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 32فيفري ،3702معدل ومتمم بقانون
رقم ،07-02مؤرخ في 27ديسمبر ،3702يتضمن قانون المالية لسنة ،3700ج .ر .ج .ج .عدد ،08صادر في 20ديسمبر
.3702
أنظر المادة 0فقرة 30من قانون رقم ،70-70المرجع السابق. ()2
محمد التوهامي طواهر وأمال رحمان" ،تأثير النفط على البيئة خالل مرحة النقل" ،مجلة الباحث ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة، ()4
مسعود ،مذكرة الستكمال متطلبات الحصول على شهادة الماجستير ،تخصص اقتصاد وتسيير البيئة ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية،
جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،3778 ،ص.000.
9
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
األحيان وجود بعض الغازات الهيدروكاربونية مثل الميثان والبروبان ،والبيوتان ،والتي تظهر كطبقة عليا فوق سطح
الزيت في المكمن(.)1
كما يعرف البترول على أنه خليط معقد ومنوع من هيدروكربونات في حالة غازية وسائلة وصلبة ،حيث أن
هذا الخليط ال ينشأ إال بفعل درجات ح اررة معية( ،)2ويعرف النفط كذلك على أنه مزيج من الهيدروكربونات يتكون
أساسا من الكربون والهيدروجين ،إضافة إلى جملة من الشوائب العضوية وغير عضوية األخرى ،كما يحتوي بصورة
ضئيلة على بعض المركبات المعقدة كالنتروجين والكبريت واألكسجين(.)3
وللنفط تصنيف ات عديدة تمكن المتعاملين من تحديد توعيته ومن ضمن هذه التصنيفات وأشهرها تصنيفه
حسب كثافته وتصنيفه حسب نسبة الكبريت الموجودة فيه ،فالنسبة للكثافة يقسم النفط الخام إلى نفط ثقيل ونفط
متوسط ونفط خفيف ،حيث تمثل نسبة الهيدروكربونات الثقيلة فيه المعيار في التصنيف ،ويعد النفط الخفيف أكثر
األنواع طلبا في السوق بسبب إمكانية الحصول منه على كميات من المشتقات البترولية ،وأما التصنيف بالنظر إلى
نسبة الكبريت فيظهر البترول الحلو والذي تكون فيه نسبة الكبريت منخفضة وأما البترول الحامض يحتوي نسبة
كبيرة من الكبريت(.)4
وبالنظر إلى التصنيفات السابقة وغيرها اتفق مقاولوا النفط على اختيار أنواع محددة يتم من خاللها زيادة أو
معيار للجودة حيث تم على المستوى العالمي اختيار خام برنت في المملكة المتحدة
ا خفض قيمتة كسلعة ،وبذلك تعد
ليكون مرجعا عالميا ،حيث يتعمد كمعيار لتسعير ثلثي اإلنتاج العالمي خاصة لمنطقتي أوربا وافريقيا ،ويتكون "
برنت " من مزيج 15حقال مختلفا في منطقتي " برنت " كما يعد من أنواع النفط الخفيفة بسبب احتوائه على نسبة
منخفضة من الكبريت(.)5
وبالنسبة للغاز الذي يعد الشكل الثاني للمحروقات فإن تواجده يكون في باطن األرض بصورة منفردة أو
مصحوبة بالنفط ،ويتكون من خليط من مركبات غازية يشكل أهمها غاز الميثان واإليثان والبروبان والبيوتان ،كما
يعتبر كمصدر مهم في الصناعات ذات االستخدام الكثيف للطاقة مثل صناعة األسمنت وانتاج الكهرباء وصناعة
()1إسالم احمد مدحت ،الطاقة وتلوث البيئة ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،0000 ،ص.00.
عدنان عباس علي ،نهاية عصر البترول ،دار عالم المعرفة ،الكويت ،2114 ،ص.24. ()2
نبيل زغبي ،أثر السياسات الطاقوية لإلتحاد األوربي على قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري ،مذكرة مقدمة كجزء من ()4
متطلبات شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاد دولي ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات
عباس ،سطيف ،2112 ،ص.18.
نبيل زغبي ،المرجع السابق ،ص.19. ()5
11
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الحديد والصلب ،ويتواجد الغاز الطبيعي في البلدان العربية بشكل رئيسي وأهمها الجزائر وقطر والسعودية واإلمارات
العربية المتحدة(.)1
لقد اعتبر المشرع الجزائري أن الغاز الطبيعي هو كل المحروقات الغازية المنتجة من خالل اآلبار بما فيها
الغاز الرطب والغاز الجاف اللذان يمكن أن يكونا مرفقين أو غير مرفقين بمحروقات سائلة وغاز الفحم الحجري أو
ميثان الفحم الحجري والغاز المترسب الذي يتحصل عليه بعد استخالص سوائل الغاز الطبيعي(.)2
واعتبر كذلك أن الغازات المصاحبة هي كل المحروقات الغازية التي تصاحب بشكل من األشكال مخزونا
تحت األرض يحتوي على محروقات سائلة(.)3
كما بين المشرع الجزائري ان الغاز يظهر وفق صورتين إما رطب أو جاف ،ويقصد بالغاز الرطب تلك
المحروقات الغازية التي تحتوي كمية كافية من العناصر التي تتحول إلى سائل عند توفير الضغط والح اررة العاديين
وتبرر إنجاز منشأة السترجاع هذه السوائل( ،)4وأما الغاز الجاف فيقصد به تلك المحروقات الغازية التي تحتوي
أساسا على غاز الميثان وغاز اإليثان والمواد الهامدة(.)5
واعتبر كذلك أن غاز البترول المميع يقصد به تلك المحروقات المركبة أساسا من مزيج من غاز البوتان
وغاز البروبان غير السائل في الظروف العادية(.)6
وبين المشرع الجزائري أن المحروقات غير التقليدية هي المحروقات الموجودة والمنتجة من مخزن أو من
تكوين جيولوجي يتسم على األقل بإحدى المميزات ،أو يخضع ألحد الشروط المحددة في المادة 5من قانون
المحروقات(.)7
أنظر المادة 0فقرة ،32من القانون رقم ،70-70والتي تم تعديلها بموجب القانون رقم ،07-02حيث حررت هذه الفقرة قبل ()2
التعديل كما يلي وهو كل المحروقات الغازية المنتجة من خالل آبار بما فيها الغاز الرطب ،والغاز الجاف اللذان يمكن أن يكونا مرفقين
وغير مرفقين بمحروقات سائلة ،والغاز المترسب الذي يحصل عليه بعد استخالص سوائل الغاز الطبيعي.
أنظر المادة 0فقرة 21من القانون رقم ،70-70مرجع سابق. ()3
أنظر المادة 0فقرة 20من القانون رقم ،70-70مرجع سابق .يجدر التنويه إلى أن هذه الفقرة أضيفت بموجب تعديل قانون ()7
المحروقات بموجب قانون رقم ،70-02مؤرخ في 37فيقري ،3702ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 32فيفري ،3702كما
عدلت بموجب القانون رقم ،07-02المؤرخ في 27ديسمبر ،3702المتضمن قانون المالية لسنة .3700حيث حددت كذلك
مجموعة من المواصفات التقنية الخاصة باستخراج هذه المحروقات ،والتي تعاز إلى استخراج ما يعرف بالغاز الصخري والذي سيتم
التطرق إليه الحقا في الفرع الثاني من المطب الثاني من هذا المبحث.
11
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ويقصد بالصناعة البترولية مجموع النشاطات والعمليات الصناعية المتعلقة باستغالل الثروة البترولية ،سواء
بإيجادها خاما ،أو تحويل ذلك الخام إلى منتجات قابلة لالستعمال أو للتداول كسلعة(.)1
كما تعرف الصناعة البترولية أو النفطية على أنها مجموعة النشاطات أو العمليات اإلنتاجية ذات الطابع
الفني والتكنولوجي والتنظيمي اإلداري المتعلق باستغالل المواد النفطية ومواردها(.)2
ثانيا :أهمية المحروقات
كان الفحم فيما مضى من أهم مصادر الطاقة ،غير أن مكانته في الوقت الراهن تراجعت أمام انتشار
استخدام مشتقات البترول ومقطراته المختلفة ،فقد أضحى البترول أهم مقوم للحضارة الحديثة حتى أطلق عليه اسم
الذهب األسود(.)3
إن الضرورة الحتمية للمحروقات ليست حديثة النشأة ،فقد اعتمد اإلنسان على هذا المصدر الطاقوي ابتداء
من القرن الثامن عشر ،حيث تم استخراج البترول من باطن األرض ألول مرة بصورة تجارية في بولندا سنة ،1858
ثم الواليات المتحدة األمريكية سنة ،1859ثم بدأ باالنتشار عبر العديد من المناطق عبر العالم(.)4
ومنذ بداية القرن العشرين أخذت مكانة الفحم تتراجع مقارنة مع غيره من مصادر الطاقة حيث ظهر
منافسان قويان للفحم هما النفط والغاز ،حيث أخذت مكانة الفحم تتراجع أمامهما وكانت بذلك العالقة عكسية
لصالح النفط والغاز الطبيعي ،حيث انخفضت نسبة إسهام الفحم إلى نسبة 33.7بالمئة في بداية الستينيات وفي
نفس الوقت ارتفعت نسبة استعمال النفط والغاز معا إلى نسبة 58بالمئة ،حيث أصبح للطاقة هيكل متكامل يشكل
النفط عموده الفقري(.)5
ولحد اآلن ال يزال البترول والغاز الطبيعي يحتفظان بمركز اقتصادي ينافس كافة مصادر الطاقة في العالم،
وذلك بالنظر إلى صعوبة االنتقال من االقتصاد المرتكز على الصناعة البترولية كمصدر رئيسي لتوفير الطاقة ،إلى
مرحلة االقتصاد الذي يرتكز على الطاقة المستمدة من مصادر بديلة للنفط والغاز كالفحم والطاقة النووية والطاقة
الشمسية ،إذ أن عملية التحول إلى االعتماد على مصادر الطاقة األخرى يستدعي تغيي ار شامال في الهيكل
االقتصادي للدول(.)6
عبد الرؤوف رهبان " ،األهمية النسبية النوعية لموارد الطاقة :دراسة في جغرافية الطاقة " ،مجلة جامعة دمشق ،المجلد ،30العدد ()5
12
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ويستمر النفط كونه الوقود األهم في العالم ،حيث يساهم بتسعة وثالثين في المائة من إمدادات الطاقة
العالمية وسيقي الوقود األول للمستقبل القريب نتيجة الطلب الكثيف عليه السيما من طرف قطاع النقل(.)1
إن النفط بقي يشكل المصدر األول للطاقة ،وسيبقى متمتعا بهذه األفضلية طيلة نصف القرن الواحد
والعشرين حسب رأي المختصين وهذا راجع لقصور الطاقات البديلة عن حلولها محل النفط والتي عادة ما تشكل
التكاليف المالية الباهظة هاجسا أمام استغاللها ،إضافة إلى صعوبة اإلحاطة باألخطار التكنولوجية والنتائج المترتبة
عن وقوع حوادث مرتبطة بها والحديث متعلق باستخدام الطاقة النووية(.)2
ثالثا :صناعة المحروقات في الجزائر
تعد الجزائر من البلدان الرائدة في مجال المحروقات ،لما تملكه من مؤهالت من حيث إحتياط الغاز
والبترول ،حيث نجد أن اقتصادها يقوم أساسا على عملية تصدير هذه المادة الطاقوية(.)3
بدأت أولى محاوالت البحث والتنقيب عن المحروقات في الجزائر إبان االستعمار الفرنسي عام ،1913
وكان أول إقليم أجريت فيه عمليات البحث هو اإلقليم الغربي من منطقة غيليزان ،وظلت الشركات تتابع أبحاثها
أثناء الحرب العالمية األولى بقسنطينة والعلمة ،وعين فكرون وسيدي عيش ،لكن محاوالت البحث لم تسفر عن أي
اكتشاف(.)4
وتم حفر بعض اآلبار القليلة العمق في شمال البالد بعد مالحظة مؤشرات نفطية كانت بادية على سطح
األرض ومثال ذلك بئر " تليوانيت " الموجودة غرب غيليزان التي تم اكتشافها سنة ، 1915و" واد قطرين " جنوب
سور الغزالن ،غير أن هذه االكتشافات كانت عرضية وغير تجارية (.)5
وفي عام 1946اكتشفت شركة فرنسية تدعى (الصور) أول حقل بترولي في وادي قطرني بعين صالح ،ثم
اكتشف حقل برقة بنفس المنطقة عام ،1952وحينها بدأ االستغالل البترولي وازدادت اندفاعات الشركات األجنبية
سعيا وراء الحصول على امتيازات البحث والتنقيب عن النفط المسلمة آنذاك من طرف الحكومة الفرنسية ومن بين
الشركات المستفيدة نجد الشركة الوطنية للبحث واستغالل بترول الجزائر (السينريال) وشركة أبحاث واستغالل بترول
مصطفى بودرامة " ،التحديات التي تواجه مستقبل النفط في الجزائر " ،أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة ()1
والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة ،أيام 0و 8أفريل ،3778كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف،
رقم المداخلة ،02ص ،3.رابط تحميل المدخلة ، http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/20.pdf:تاريخ
التصفح ،70.73.3700الساعة .30.72
أمينة مخلفي " ،النفط والطاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة " ،مجلة الباحث ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،70 ()2
،3700ص.327.
نبيل زغبي ،مرجع سابق ،ص.8. ()3
13
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الصحراء (الكرايبس) وهما شركتان فرنسيتان منحت لهما 24رخصة ،إضافة إلى شركات أمريكية وبريطانية
وايطالية(.)1
وتواصلت االكتشافات فيما بعد بداية من الخمسينيات حيث عمدت اإلدارة الفرنسية على منح رخص
الستغالل في أكتوبر 1953للشركة الفرنسية للتنقيب واالستغالل بالصحراء ( ،)c.r.e.p.sوتم اكتشاف أول بئر
بترولية هامة في الجزائر عام 1953وهي حقل " إيالج " الواقع في أميناس ،وفي نفس السنة تم اكتشاف حقل
حاسي الرمل(،)2وتم العثور على حقل " ايجلس " وحاسي مسعود عام 1954حيث صنف حقل حاسي مسعود من
اكبر سبعة حقول في العالم في ذلك الوقت ،ثم تم اكشاف حقل " تقنتورين " ،و" زارزتين " عام ،1956وبدأ بذلك
اإلنتاج البترولي يتزايد منذ ذلك الوقت(.)3
ويرى البعض أن سنة 1956تعد بداية تأريخ عهد البترول في الجزائر ،وقد تمت أول عملية شحن للبترول
في 31نوفمبر 1959بميناء بجاية باتجاه مرسيليا بفرنسا وذلك على متن ناقلة البترول" ريقل " ،وبالنظر إلى اتساع
منطقة الصحراء في الجزائر حيث تشكل اكثر من % 81من مساحة القطر الجزائري فقد توالت عمليات البحث
والتنقيب عن المحروقات حيث تم اكتشاف حقل " اوهانت " بالجنوب الشرقي للجزائر عام 1961وحقل " قاسي
طويل " على بعد 151كلم من مدينة حاسي مسعود ،وحقل" تين فون تابنكورت " على بعد 311كلم من منطقة
عين أميناس ،وحقل " السطح " في والية إليزي عام ،1961كما تم اكتشاف حقل رورد النوس شرق مدينة ورقلة في
.)4(1962
وبعد استقالل الجزائر تواصلت عمليات استغالل المحروقات حيث جعل المشرع الجزائري من مواد وموارد
المحروقات المكتشفة ،أو غير المكتشفة الموجودة على التراب الوطني ،وفي باطنه وفي المجال البحري جزء من
السيادة الوطنية ،والتي هي ملك للجماعة الوطنية التي تجسدها الدولة( ،)5حيث أسند للمؤسسة الوطنية سونالغاز
مهمة التكفل بالنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات حيث حققت هذه األخيرة المرتبة الثانية عشر عالميا من
ضمن أكبر المؤسسات الناشطة في قطاع المحروقات ،كما أنها تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث نشطات
استخراج الغاز الطبيعي عالميا(.)6
()6
AHLEM Nabti, "Developpement economique et interet environnemental l’engagement social et environnemental de la
sonatrach", Revue recherches economiques et manageriale, No. 14, P.29.
14
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الفرع الثاني
أشكال النشاطات في قطاع المحروقات
من خالل المادة الخامسة من قانون المحروقات بين المشرع الجزائري مختلف المفاهيم والمصطلحات التقنية
المتعلقة بالنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات ،سواء كانت هذه النشاطات ضمن المجال البحري أو اإلقليم البري
للدولة الجزائرية ،كما قسم مختلف األنشطة المرتبطة بالمحروقات إلى وجهين رئيسيين فعبر عن عمليات البحث
واستغالل المحروقات بالصناعة البترولية األفقية (أوال).
وجعل من عمليات النقل بواسطة األنابيب والتكرير والتحويل والتسويق والتخزين والتوزيع الوجه الثاني لهذه
العمليات وعبر عنها بالصناعة البترولية التحتية (ثانيا) ،وهو التقسيم الذي سنعتمده في هذه الدراسة.
أوال :الصناعة البترولية األفقية
يقصد بالصناعة البترولية األفقية مختلف العمليات المرتبطة بالبحث واستغالل المحروقات( ،)1كما يطلق
عليها نشاطات المنبع والتي تضم بدورها عمليات البحث واستكشاف الحقول النفطية إضافة إلى التجارب
واالختبارات المحددة لكمياتها( ،)2ولقد حدد المشرع الجزائري المقصود بكل عملية من هذه الصناعة كما يلي:
.4عمليات البحث والتنقيب عن المحروقات
تتضمن مرحلة البحث والتنقيب عن المحروقات مختلف الدراسات التحليلية واألعمال التطبيقية وكذا الجوانب
الفنية واالقتصادية والتكنولوجية التي تهدف إلى تحديد أماكن البترول ،سواء من ناحية مكوناته الكيميائية أو
أنواعه وكذا موقعه الجيولوجي والجغرافي(.)3
لقد بين المشرع الجزائري من خالل قانون المحروقات ،أن المقصود بعمليات البحث عن المحروقات هي
مجموع نشاطات التنقيب عن المحروقات وكذا أعمال الحفر الرامية إلى استكشاف حقول المحروقات(.)4
كما عبر عن التنقيب بأنه مختلف األشغال التي تسمح بكشف مؤشرات على وجود المحروقات السيما عن
طريق استعمال طرق جيولوجية وجيوفيزيائية بما فيها أشغال الحفر الطبقي(.)5
15
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
والمالحظ من المفهومين السابقين أن المشرع الجزائري قد اعتبر أن عمليات البحث هي عمليات أشمل من
عمليات التنقيب الحتواء البحث على عمليات التنقيب كمرحلة أولية للكشف عن وجود المحروقات عبر عمليات
الحفر الرامية إلى اكتشاف حقول المحروقات.
.2عمليات استغالل المحروقات
تتضمن مرحلة استغالل المحروقات العمليات الرامية إلى استخراج البترول الخام من باطن األرض ورفعه
إلى السطح من أجل تصنيعه ،حيث تقتضي هذه العمليات استكمال األشغال المرتبطة بالحفر وانشاء مختلف
المعدات الميكانيكية واألبنية(.)1
واعتبر المشرع الجزائري أن عمليات استغالل المحروقات يشكل الشق الثاني من الصناعة البترولية
السطحية ،والتي تتمثل في مختلف األشغال التي تسمح باستخالص المحروقات ومعالجتها وذلك من أجل جعلها
مطابقة لخصوصيات النقل بواسطة األنابيب ،وتسويقها وهو ما تم بيانه وفقا للمادة رقم 5فقرة 19من قانون
المحروقات(.)2
ووفقا للمادة 5فقرة 14من قانون المحروقات ،فإن العمليات المرتبطة بالصناعة البترولية األفقية تتم وفق
عقود تجمع بين نشاطي البحث واالستغالل أو عن طريق عقود مستقلة حسب كل نشاط على حدى.
ثانيا :الصناعة البترولية التحتية
تعد ال صناعة البترولية التحتية الشكل الثاني للصناعات المتعلقة بالمحروقات ،كما يصطلح عليها بنشاطات
المصب ،وتضم كال من النقل والتكرير وبيع المنتجات النفطية(.)3
ولقد جمع المشرع الجزائري مختلف العمليات الرامية إلى نقل المحروقات بواسطة األنابيب والتكرير،
والتحويل ،والتسويق ،والتخزين والتوزيع تحت عنوان الصناعات البترولية التحتية ( ،)4كما حدد المقصود بكل عملية
كما يلي:
.4نقل المحروقات بواسطة األنابيب
بعد القيام بعمليات البحث وانتاج المحروقات تأتي مرحلة النقل ،والتي كانت في السابق تتم بواسطة براميل
وصهاريج ،وهو تفسير الوحدة المعتمدة في قياس النفط الخام والمقدر بـ 159 :لتر.
16
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وبالنظر إلى التطور الذي شهده نظام النقل ظهرت خطوط النقل بواسطة األنابيب كوسيلة حديثة للنقل عبر
محطات للضخ أو الدفع الموزعة على طول األنابيب حيث تظهر أنابيب نقل المحروقات في شكلين فمنها ما يكون
عن طريق البر ومنها يكون عبر البحر(.)1
ويتم نقل النفط بطرق عدة سواء عن طريق ناقالت النفط وهي عبارة عن أوعية لشحن النفط بمواصفات
خاصة في بنائها تتناسب مع طبيعة هذه المواد ،إضافة إلى خطوط األنابيب التي تمتد سواء في البر أو البحار
والمحيطات حيث تخصص لضخ النفط أو الغاز فيها ونقله إلى أماكن أخرى(.)2
لقد عبر المشرع الجزائري عن عملية النقل بواسطة األنابيب بنظام النقل بواسطة األنابيب وبين أن هذا
النظام قد يظهر في شكل أنبوب أو عدة أنابيب تنقل نفس السائل بما فيها المنشآت المدمجة(.)3
كما تتضمن عملية النقل بواسطة األنابيب نقل المحروقات السائلة والغازية والمنتجات البترولية والتخزين
المرتبط بها باستثناء شبكات التجميع والتوزيع على مستوى الحقول ،وشبكات الغاز التي يتم من خاللها تموين
السوق الوطنية دون سواها(.)4
إضافة إلى ذلك فإن تقاطع مجموعة من الشبكات يشكل شبكة للتجميع والتوزيع وكذا قنوات التفريغ ،حيث
يقصد بالتجميع مختلف شبكات األنابيب المطمورة أو البارزة ذات أقطار مختلفة تسمح بربط إما رؤوس اآلبار
المنتجة بمركز معالجة المحروقات الغازية أو بمركز الفصل أو الربط بمركز المعالجة بمنشآت إعادة الحقن وكذا
مراكز الفصل بالمراكز األساسية للتجميع (.)5
()6
المحدد إلجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على وبين المرسوم التنفيذي رقم 76-15
نشاطات نقل المحروقات بواسطة األنابيب أن منشآت نقل المحروقات بواسطة األنابيب تضم كال من األنابيب
والمنشآت المدمجة الخاصة بها ،وكذا منشآت التخزين المرتبطة بنقل المحروقات بواسطة األنابيب وتضم كذلك
محطات الضغط والضخ والتمدد األولي ومراكز القطع والتقسيم ومعدات التعداد الملحقة بهذه األنابيب (.)7
عباس إبراهيم دشتي ،الجوانب القانونية لتلوث البيئة البحرية بالنفط ،مذكرة الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في ()2
القانون ،قسم القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الشرق األوسط ،عمان ،3707 ،ص.07.
أنظر المادة 0فقرة ،00من قانون رقم 70-70المعدل والمتمم ،مرجع سابق. ()3
أنظر المادة 5فقرة ،61من قانون رقم 70-70المعدل والمتمم ،مرجع سابق. ()4
أنظر المادة 5فقرة ،9من قانون رقم 70-70المعدل والمتمم ،مرجع سابق. ()5
مرسوم تنفيذي رقم ،00-00مؤرخ في 33فيفري ،3703يحدد إجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على نشاطات ()6
نق المحروقات بواسطة األنابيب ،ج .ر .ج .ج .عدد ،12صادر في 8مارس .2115
أنظر المادة 2فقرة 3و 4من المرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق. ()7
17
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع الجزائري قد اعتمد على أسلوب نقل المحروقات بواسطة األنابيب ولم
ينص على األساليب األخرى لنقل المحروقات كالنقل بواسطة الناقالت البحرية وكذا السكك الحديدية أو عن طريق
الشاحنات حال المسافات القصيرة.
أما التوزيع فهو مجموعة شبكات من األنابيب المطمورة أو البارزة ذات أقطار مختلفة تسمح بربط مراكز
المعالجة بأنظمة النقل بواسطة األنابيب ،أو مراكز التجميع األساسية بأنظمة النقل بواسطة األنابيب ،أو مراكز
المعالجة أو الفصل والتي تقع في مساحة االستغالل بمركز الحقن الذي يقع في مساحة أخرى لالستغالل أو مراكز
التخزين ضمن حقل له أنظمة النقل بواسطة األنابيب(.)1
()2
المحدد لكيفيات ضبط مبدأ االستعمال الحر من الغير لمنشآت نقل وبين المرسوم التنفيذي رقم 77-14
المحروقات بواسطة األنابيب من خالل ما حددته المادة األولى فقرة 5أن نقل المحروقات بواسطة األنابيب يتم عن
طريق عقد النقل ،والذي يقصد به مجموع خدمات نقل المحروقات بواسطة األنابيب المبرم ما بين صاحب االمتياز
والمستعمل.
وتجدر اإلشارة إلى أن عملية نقل النفط الجزائري بدأت اعتبا ار من بداية عمليات اإلنتاج عام 1958حيث
كانت عبر أنبوب نقل يدعى ( )okiيمتد من حاسي مسعود إلى تقرت ،ويقدر طوله ب 211كلم ،كما تمت عملية
النقل بواسطة صهاريج إلى مدينة سكيكدة .وتم بعد ذلك إنشاء أنبوب آخر من حاسي مسعود إلى بجاية يدعى
( )obiبطول 662كلم ،وقد عملت شركة سوناطراك على إنشاء شبكة كاملة للنقل تضم 31أنبوبا يصل طولها إلى
16211كلم(.)3
كما أن الجزائر قامت بتوقيع اتفاقية شراكة سنة 2116بين الشركة الوطنية سوناطراك والشركة اليابانية
كاوازاكي إلنشاء ناقلة للنفط الخام ،ويتكون األسطول الجزائري حاليا من ناقلتين ،على أن يتم تدعيمه بأربع ناقالت
أخرى مستقبال(.)4
.2عمليات التكرير والتحويل
تهدف مرحلة التكرير أو ما يصطلح عليها "بعمليات التصفية" إلى تصنيع المواد البترولية بتحويلها من
شكلها الخام إلى أشكال من المنتجات السلعية البترولية ،والتي تشهد في الوقت الراهن تنوعا كبي ار بالنظر إلى
استعمال مشتقات المواد البترولية في عديد الصناعات والمنتجات.
أنظر المادة 0الفقرات 28 :و 20و 07و 00من قانون رقم ،70-70مرجع سابق. ()1
مرسوم تنفيذي رقم ،77-14مؤرخ في 17فيفري ،2114يحدد كيفيات ضبط مبدأ االستعمال الحر من الغير لمنشآت نقل ()2
المحروقات بواسطة األنابيب ،ج .ر .ج .ج .عدد ،11صادر في 26فيفري .2114
محمد التوهامي طواهر وأمل رحمان ،مرجع سابق ،ص.37. ()3
18
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ويقصد "بتحويل المحروقات" مختلف العمليات التي تهدف إلى تصنيع المنتجات البترولية وتحويلها إلى
منتجات سلعية بيتروكميائية متنوعة مثل األسمدة ،والمنظفات ،والمبيدات ،واألصبا ،،والمواد البالستيكية ،واألنسجة
الصناعية(.)1
ويبدو مما سبق أن عمليات التحويل هي عمليات موسعة مقارنة بعمليات التكرير إذ أن عمليات التكرير
توفر المواد األولية التي يعتمد عليها في عمليات التحويل ،غير أن المشرع الجزائري يفصل بين المفهومين حيث
اعتبر أن التكرير هو مجموع العمليات التي تهدف إلى فصل البترول أو المكثفات على شكل منتجات سائلة أو
غازية قابلة لالستعمال المباشر( ،)2في حين اعتبر أن المنتجات البترولية هي كل المواد الناتجة عن عمليات
التكرير ،وكذا المواد الناتجة عن عملية فصل غازات البترول المميع(.)3
أما عمليات التحويل فأعتبرها القانون رقم 17-15المتضمن قانون المحروقات المعدل والمتم ،على أنها
مختلف العمليات الرامية إلى فصل غازات البترول المميع وتمييع الغاز والبيتروكيماويات والغازوكيمياء( ،)4وتم
تعديل هذا المفهوم بموجب تعديل قانون المحروقات باألمر رقم 11-16وأصبح المقصود بالتحويل هو مختلف
العمليات التي تهدف إلى فصل غازات البترول المميع وتمييع الغاز وعمليات تحويل الغاز لمنتجات بترولية أو أي
منتجات غازية محولة إلى سوائل والبتروكيماويات والغازوكيمياء(.)5
.3عمليات التسويق والتوزيع
تهدف هذه العمليات إلى تسويق وتوزيع البترول سواء أكان بصورته الخامة أو بعد عمليات اإلنتاج ،حيث
تتم عمليات التوزيع عبر مراكز رئيسية أو فرعية مخصصة لذلك(.)6
ووفق المشرع الجزائري فإن نشاط التوزيع يقصد بها تلك العمليات الرامية إلى بيع مختلف المنتجات
البترولية سواء بالجملة أو بالتجزئة (.)7
وبين أن المقصود من المنتجات البترولية هي تلك المواد الناتجة عن عمليات التكرير وكذا مختلف المواد
المنتجة من عمليات فصل غازات البترول المميع(.)8
أنظر المادة 2من األمر رقم ،11-16مؤرخ في 29جويلية ،2116يعدل ويتمم القانون رقم 17-15المؤرخ في 28أفريل ()5
،2115والمتعلق بالمحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،48صادر في 31جويلية .2116
عائشة سلمى كحيلي ،مرجع سابق ،ص.002. ()6
19
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
()1
وبين المرسوم أما عمليات التسويق فأعتبرها مختلف عمليات شراء وبيع المحروقات والمنتجات البترولية
التنفيذي رقم ،)2(00-00المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و/أو توزيع المنتجات البترولية ،أن
المقصود بالموزع هو كل شخص طبيعي أو معنوي تتوفر لديه شبكة توزيع تحمل عالمته التجارية الخاصة والذي
يتمثل نشاطه األساسي في التسويق بالجملة أو بالتجزئة لمنتجات الوقود و/أو منتجات غاز البترول المميع.
.1عمليات التخزين
بين المشرع الجزائري أن المقصود من تخزين المحروقات هي تلك العملية الرامية إلى اختزان على مستوى
سطح األرض أو باطنها للمنتجات البترولية ،السيما المنتجات المكررة والبوتان وغازات البترول المميع ،التي تسمح
بتشكيل احتياطيات لضمان تموين السوق الوطنية لمدة محدودة(.)3
كما ميز المشرع الج ازئري بين مكان تخزين منتجات المحروقات ،واألماكن المتواجدة فيها طبيعيا قبل
االستخراج والتي عبر عنها هي األخرى بالمخزن.
ويظهر هذا المخزن وفق ثالثة صور حيث يعتبر مخزنا كل جزء من التكوين الجيويوجي المسامي والنفوذ الذي
يحتوي تراكما مختلفا من المحروقات ،ويتميز بنظام ضغط فريد ،بحيث أن إنتاج المحروقات من جزء من المخزن
يؤثر في ضغط المخزن كله(.)4
كما يعتبر مخزنا كل تكوين جيويوجي ذو نفوذية جد ضعيفة سواء أكان طينيا أو كاربوني يحتوى على
محروقات .ويعد مخزنا أيضا كل معابر باطنية عميقة للفحم غير مستغلة بطريقة غير كاملة تحتوي على غاز الفحم
الحجري أو ميثان الفحم الحجري(.)5
وبين المرسوم التنفيذي رقم ،00-00المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و/أو توزيع المنتجات
البترولية أن المقصود بمركز تعبئة البترول المميع ،كل منشأة مخصصة لتخزين وتعبئة القارورات بغازات البترول
المميعة حيث تحتوي هذه المنشأة على تحتوي على قدرات تخزين هذه الغازات ،وحظيرة قارورات غاز البترول
المميع ومساحة تخزين القارورات ووسائل للتموين والشح(.)6
مرسوم تنفيذي رقم ،00-00مؤرخ في 8فيفري ،3700يحدد شروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و/أو توزيع المنتجات ()2
أضيف الشكل الثاني والثالث من أشكال المخازن بتعديل المادة 0من قانون المحروقات بالقانون رقم 07-02المتضمن قانون ()5
21
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
المطلب الثاني
التلوث البيئي بنشاطات قطاع المحروقات
تشهد البيئة في الوقت الراهن اهتماما بالغا من طرف الدول وذلك بالنظر إلى تنامي الوعي بالمسائل البيئية،
ومن البديهي أن يوجه النقاش حول المسائل البيئية والبحث في كيفية وضع نصوص قانونية منظمة لحمايتها من
أجل إحاطتها بنظام قانوني يضمن عدم تدهور مكوناتها ونظمها اإليكولوجية(.)1
ولعل الوصول إلى إدراك المركز القانوني الذي حظيت به البيئة في الوقت الراهن في التشريع الجزائري فإن
األمر يقتضي البحث في مفهومها ،وبيان مختلف المفاهيم األخرى المرتبة بها ،كالتنمية المستدامة وأدوات التسيير
البيئي ،والحق في بيئة نظيفة (الفرع األول ).
وبالنظر لبروز ظاهرة التلوث التي باتت مشكلة تهدد النظم اإليكولوجية ،نتيجة لتنامي هذه الظاهرة مع
التطور الذي تشهده مختلف األنشطة الصناعية التي تشكل أكبر مصدر لها ،فإن األمر دفع إلى اهتمام الدراسات
والبحوث بالمشاكل التي تصيب البيئة نتيجة آثار التلوث المدمرة التي أخلت بالكثير من األنظمة البيئية السائدة
وشملت بذلك اإلنسان وممتلكاته ( ،)2وباعتبار أن قطاع المحروقات يعد أحد أبرز القطاعات الصناعية الملوثة ،فإن
الحديث عن النتائج التي يخلفها هذا القطاع تجاه البيئة يستدعي البحث في مضمون التلوث الناجم عن العمليات
المصاحبة للصناعة البترولية ومعرفة مدى تأثيرها على مكونات البيئة الهوائية والبيئة المائية ،والبيئة األرضية ،وكذا
مختلف الكائنات الحية السيما اإلنسان والحيوان والنبات (الفرع الثاني).
الفرع األول
مفهوم البيئة
قصد الوقوف على مفهوم البيئة ينبغي تبيان مختلف التعريفات المقدمة لها من الناحية اللغوية
واالصطالحية ،وتحديد مبادئها ومقتضيات حمايتها وأدوات التسيير البيئي المعتمدة من طرف المشرع الجزائري
(أوال) ،إضافة إلى بيان مضمون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة (ثانيا) ،ثم تحديد الطبيعة القانونية
لألمالك البيئية (ثالثا) ،والوصول أخي ار لكيفيات تكريس الحق في بيئة نظيفة (رابعا).
كمال معيفي ،آليات الضبط اإلداري لحماية البيئة في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون اإلداري، ()2
تخصص قانون إداري وادارة عامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة العقيد الحاج لخضر ،باتنة ،3700 ،ص.00.
21
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
كمال رزيق ،دور الدولة في حماية البيئة ،مجلة الباحث ،كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،3770 ،0 ()2
ص.00.
زينب كريم الداودي ،دور الضبط اإلداري في حماية البيئة ،مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية ،كلية القانون جامعة ()3
سابق ،ص.30.
خالد مصطفى فهمي ،الجوانب القانونية لحماية البيئة من التلوث ،في ضوء التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية :دراسة مقارنة، ()5
22
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
يعيش فيه اإلنسان بما يشمل من ماء وهواء وفضاء وتربة وكائنات حية ومنشات مقامة إلشباع حاجات اإلنسان
المختلفة(.)1
انطالقا من التعريفات السابقة فإن البيئة تقسم وفق صورتين رئيسيتين ،حيث تظهر في شكل بيئة طبيعية
وهي المظاهر التي ال دخل لإلنسان في وجودها ومن هذه المظاهر الصحراء والبحار والمناخ والتضاريس ،والماء
السطحي والجوفي والهواء والحياة النباتية والحيوانية ،وتتكون البيئة الطبيعية من مكونات حية وغير حية ،أما
الصورة الثانية فيظهر من خالل البيئة المشيدة والتي تتكون من البنية األساسية المادية التي شيدها اإلنسان من
طرق ومنشآت وبنايات ،والبيئة بشقيها تشكل تكامال تتفاعل فيه مختلف مكوناتها(.)2
وفيما يخص التعريف القانوني للبيئة في القانون الجزائري فإن المشرع الجزائري إعتمد من خالل القانون رقم
11-13المفهوم الواسع للبيئة والذي يعني شمولها لكل من الوسط الطبيعي الذي يحتوي بدوره على العناصر
الطبيعية من ماء وهوهاء وتربة وبحار وغيره ،إضافة إلى الوسط الصناعي المشيد كالمنشآت المصنفة واألثار
والمواقع التاريخية( ،)3إضافة إلى إعتماده على جملة من المبادئ وأدوات التسيير البيئي ،وتحدده لمقتضيات حماية
البيئة والتي تظهر كما يلي:
.4مبادئ حماية البيئة
المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة مجموعة من بينت المادة 3من القانون رقم 11-13
()4
المبادئ التي تم تبنيها من طرف المشرع الجزائري من أجل حماية البيئة وهي كما يلي:
أ.مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي
بينت المادة 3فقرة 2من القانون رقم ،11-13المتضمن قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة
أن مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي ينبغي بمقتضاه تجنب إلحاق أي أضرار بالتنوع البيولوجي من طرف
األنشطة ،وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع قد أورد مصطلح األنشطة على سبيل العموم ،ولم يحدد طبيعتها
سواء أكانت صناعية أو فالحيه أو غير ذلك.
قانون رقم ،07-72مؤرخ في 00جويلية ،3772يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،22 ()4
24
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
25
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وأكد المشرع الجزائري على ضرورة حماية األرض وباطن األرض والثروات التي تحتوي عليها بصفتها موارد
محدودة قد ال تقبل التجديد من كل أشكال التدهور أو التلوث(.)1
ويجب بذلك أن تخصص األرض لالستعمال المطابق لطابعها ،كما يجب أن يكون استعمالها وفقا ألغراض
تضمن استردادها وال تحول دون ذلك(.)2
وفي هذا السياق يجب أن يخضع استغالل موارد باطن األرض لمبدأ االستغالل العقالني ،حيث تتخذ بذلك
شروط وتدابير خاصة لحماية البيئة من التصحر واالنجراف ،وضياع األراضي القابلة للحرث ،والملوحة وتلوث
األرض ومواردها بالمواد الكيميائية ،أو أي مادة أخرى يمكن أن تحدث ضر ار باألرض على المدى القصير أو
الطويل(.)3
وأكدت المادة 02من القانون رقم 07-72على ضرورة تحديد التدابير الكفيلة بالحفاظ على األنظمة
اإليكولوجية والتنوع البيولوجي لألوساط الصحراوية ،بما ال يتعرض لهشاشتها ،وحساسية مكوناتها البيئية ،وكذا
المناطق المعنية بهذه الحماية.
وركز المشرع الجزائري على ال حماية من األضرار المتعلقة بالمواد الكيميائية التي قد تصيب اإلنسان وبيئتة
والتي يمكن أن تنجم عن المواد والمستحضرات والمواد الكيميائية في شكلها الطبيعي أو التي تنتجها الصناعة سواء
كانت صافية أو مدمجة في المستحضرات(.)4
وبصورة عاملة فقد تبنت المادة 00نظام الحوافز المالية والجمركية التي تستفيد منها المؤسسات الصناعية
التي تستورد التجهيزات التي تسمح في إطار أعمالها الصناعية أو منتجاتها بإزالة أو تخفيف ظاهرة االحتباس
الحراري والتقليص من التلوث في كل أشكاله .كما يستفيد كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بأنشطة ترقية البيئئة
من تخفيض في الربح الخاضع للضريبة(.)5
.3أداوت التسيير البيئي
تبنى المشرع الجزائري من أجل حماية البيئة جملة من أدوات التسيير البيئي والتي تظهر من خالل اعتماد
هيئة لإلعالم البيئي ،وتحديد المقاييس البيئية ،وتخطيط األنشطة البيئية التي تقوم بها الدولة ،إضافة إلى اعتماد
26
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
نظام لتقييم اآلثار البيئية لمشاريع التنمية ،وتحديد األنظمة القانونية الخاصة والهيئات الرقابة ،ودعم تدخل األفراد
والجمعيات في مجال حماية البيئة(.)1
وبالنظر إلى ذلك فقد تم تحديد األطر العامة التي تبنى عليها أداوت التسيير البيئي السابقة الذكر ،حيث تم
التأكيد فيما يتعلق باإلعالم البيئي على إنشاء نظام شامل يتضمن شبكات جمع المعلومات البيئية التابعة للهيئات أو
األشخاص الخاضعين للقانون العام أو القانون الخاص ،إضافة إلى تبني قواعد معطيات حول المعلومات البيئية
العامة والعلمية والتقنية واإلحصائية والمالية واالقتصادية المتضمنة للمعلومات الصحيحة ،وكذا كل عناصر
المعلومات حول مختلف الجوانب البيئة على الصعيد الوطني والدولي ،إضافة إلى تحديد كيفيات الحصول على
طلبات المعلومات البيئة من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي من الهيئات المعنية(.)2
وفيما يخص تحديد المقاييس البيئية ،فقد أسند المشرع للدولة مهمة ضمان حراسة مختلف مكونات البيئة
وبهذا الصدد ،فإنها تضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار وأهداف النوعية ،السيما فيما يتعلق بالهواء والماء
واألرض وباطن األرض ،وكذا اإلجراءات المعتمدة في حراسة األوساط المستقبلة والتدابير التي يجب اتخاذها في
حالة وضعية خاصة(.)3
وتسهر الدولة على حماية الطبيعة والمحافظة عليها من خالل ضمان المحافظة على السالالت الحيوانية
والنباتية والسهر على إبقائها في مواضعها واإلبقاء على التوازنات البيولوجية واألنظمة البيئة والمحافظة على الموارد
الطبيعية من كل أشكال وأسب اب التدهور التي تهددها بالزوال عبر اتخاذ التدابير الرامية إلى تنظيم وضمان
حمايتها( ،)4وفيما يتعلق بتخطيط األنشطة البيئية فقد أسند لو ازرة البيئة مهمة إعداد مخطط وطني للنشاط البيئي
والتنمية المستدامة ،حيث يحدد هذا المخطط مجمل األنشطة التي تعتزم الدولة القيام بها في مجال البيئة( ،)5وتحدد
مدة المخطط الوطني للنشاط البيئي والتنمية المستدامة بخمسة سنوات(.)6
واعتمد المشرع على نظام الدراسات البيئية من أجل تقييم اآلثار البيئية لمشاريع التنمية والتي تظهر في كل
من دراسات التأثير في البيئية و موجز التأثير في البيئة ودراسات الخطر(.)7
أنظر المادة 11من القانون رقم ،11-13مرجع سابق .كما أحالت ذات المادة إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تطبيقها والذي ()3
بينت المادة 00من القانون رقم ،07-72انه سيتم تحديد مضمون إجراءات وكيفيات المصادقة على هذه الدراسات عن طريق ()7
التنظيم والذي سيتم التعرض له بصورة دقيقة السيما المبحث األول من الفصل الثاني من هذه الدراسة.
27
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وتخضع بذلك مسبقا لدراسة التأثير أو موجز التأثير على البيئة مشاريع التنمية والهياكل والمنشآت الثابتة
والمصانع واألعمال الفنية األخرى وكل األعمال وبرامج البناء والتهيئة التي تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة فو ار
أو الحقا وكذا األوساط والفضاءات الطبيعية والتوازنات اإليكولوجية(.)1
وتظهر األنظمة القانونية الخاصة من خالل إخضاع المؤسسات المصنفة لحماية البيئة ،ألحكام قانون
حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،والتي تتمثل في كل من الورشات والمصانع والمشاغل ،ومقالع الحجارة
والمناجم ،وبصفة عامة كل المنشآت التي يستغلها أو يملكها كل شخص طبيعي ،أو معنوي عمومي أو خاص،
والتي يمكن أن تتسبب خالل ممارسة انشطتها في أخطار على الصحة العمومية والنظافة واألمن ،والفالحة
واألنظمة البيئية ،والموارد الطبيعية والمواقع ،والمعالم والمناطق السياحية ،أو قد تتسبب في المساس براحة
الجوار(.)2
وفيما يخص حماية األوساط المائية فقد اكد قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة القيام بجرد
درجة تلوث مجموع األوساط المائية سواء أكانت مياها جوفية أو سطحية ،وكذا مجاري المياه من بحيرات ،وبرك
ومياه ساحلية ،واعداد مستندات خاصة كل نوع من المياه بصورة منفؤدة بتحديد المعايير الفيزيائية والكيميائية
والبيولوجية والجرثومية التي تتكون منها ،مع وضع معايير للنوعية تضمن تحقيق تدابير الحماية التي يجب القيام
(3
بها لمكافحة التلوثات المثبتة فيها
ثانيا :مقتضيات حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة
اعتبا ار من القمة العالمية بجوهانزبور ،أصبح موضوع التنمية المستدامة يفرض نفسه في جميع األوساط
سواء كانت سياسية ،أو اقتصادية ،أو اجتماعية ،وبدأت المؤسسات االقتصادية تعرف إقباال كبي ار نحو إدماج التنمية
المستدامة ضمن اهتماماتها( ،)4ومن أجل الوصول إلى أهمية إدراج البعد البيئي في جميع األنشطة اإلنسانية فإن
األمر يقتضي التعرف على التنمية المستدامة وبيان أهدافها.
أنظر المادة 49فقرة 1و 2و 7من القانون رقم ،11-13مرجع سابق. ()3
عبد الرحمان العايب والشريف بقة "،التنمية المستدامة والتحديات الجديدة المطروحة أمام المؤسسات االقتصادية مع اإلشارة للوضع ()4
الراهن للجزائر" ،أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة ،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،أيام 0و 8أفريل ،3778رقم المداخلة ،00ص ،2.رابط تحميل المداخلة:
،http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/27.pdfتاريخ التصفح ،70.73.3700الساعة .37.22
28
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
عبد الرحمان العايب والشريف بقة ،المرجع السابق ،ص.2 . ()1
عمار عماري " ،إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها " ،أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة اإلستخدامية ()2
للموارد المتاحة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،أيام 0و 8أفريل ،3778رقم المداخلة ،72
التصفح تاريخ ،http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/07.pdf: المدخلة تحميل رابط ص،2.
،72.73.3700الساعة .30.22
عبد اللطيف عالل ،تأثر الحماية القانونية في الجزائر بالتنمية المستدامة ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في الحقوق ،فرع الدولة ()3
من أجل الحد من تأثير النظام الطاقوي على البيئة ،عبر اعتماد جملة من اإلجراءات والنشاطات ()4
المتجددة
قانون رقم ،70-00مؤرخ في 38جويلية ،0000يتعلق بالتحكم في الطاقة ،ج .ر .ج .ج.عدد ،00صادر في 3اوت .0000 ()3
يقصد بالطاقات المتجددة تلك الطاقات التي يتكرر وجودها في الطبيعة على نحو تلقائي ودوري ،فهي مستمدة من موارد طبيعية ()4
قابلة للتجديد أو التي يستبعد نفاذها ،كما تعرف على أنها الطاقات ذات المصدر الطبيعي والمتوفرة بسهولة والتي يمكن تحويلها إلى
طاقة ،حيث تتميز بأنها دائمة وصديقة للبيئة وهي بذلك بخالف الطاقات غير المتجددة القابلة للنضوب والمتواجدة في مخازن
جيولوجية كما أنها تختلف عنها بالنظر إلى مخلفاتها التي ال تشكل تهديدا للبيئة كما هو الحال عند احتراق البترول .أنظر فروحات
حدة " ،الطاقات المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر :دراسة لواقع مشروع نطبيق الطاقة الشمسية في الجنوب
الكبير بالجزائر" ،مجلة الباحث ،كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،2112 ،11ص.020.
31
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
()1
بغية االستعمال الرشيد للطاقة عبر استعمالها بالصورة الحسنة في مختلف مستويات اإلنتاج وتحويل التطبيقية
الطاقة واالستهالك النهائي لها في قطاعات الصناعة والنقل والخدمات وحتى االستهالك العائلي( ،)2وبذلك فإن
التخفيف من تأثي ارت النظام الطاقوي على البيئة يسمح بتقليل إنبعاثات الغازات المدفئة وغازات السيارات في المدن.
وبينت المادة 0من القانون رقم 70-00أن التحكم في الطاقة يعد نشاطا ذو منفعة عامة ،يتضمن ترقية
وتشجيع التطور التكنولوجي وتحسين الفعالية االقتصادية كما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
المتعلق بترقية الطاقات المتجددة في إطار التنمية المستدامة وبالنتيجة لذلك فقد أكد القانون رقم 70-72
()3
أن أهداف ترقية الطاقات المتجددة تتمثل في حماية البيئة بتشجيع اللجوء إلى مصادر الطاقة غير الملوثة
والمساهمة في مكافحة التغيرات المناخية بالحد من إف ارزات الغاز المتسبب في االحتباس الحراري والمساهمة في
التنمية المستدامة بالحفاظ على الطاقات التقليدية وحفظها(.)4
ثالثا :الطبيعة القانونية لألمالك البيئية
إن تحديد الطبيعة القانونية لألمالك البيئية يدفع إلى البحث في تصنيف هذه األمالك على اعتبار أنها
ملكية خاصة أم أنها من األمالك العامة.
نجد أن حق الملكية يسمح بالتمتع والتصرف في ()5
بالرجوع إلى المادة 002من القانون المدني الجزائري
األشياء شرط أال تستعمل استعماال تحضره القوانين واألنظمة ،واعتبر الدستور الجزائري لسنة 0000أن األمالك
الوطنية يحددها القانون ،وتتكون من األمالك العمومية والخاصة التي تملكها كل من الدولة ،والوالية ،والبلدية حيث
يتم تسيير األمالك الوطنية طبقا للقانون(.)6
قانون رقم ،70-72مؤرخ في 02أوت ،3772يتعلق بترقية الطاقات المتجددة في إطار التنمية المستدامة ،ج .ر .ج .ج .عدد ()3
أمر رقم ،08-00مؤرخ في 0سبتمبر ،0000يتضمن القانون المدني ،ج .ر .ج .ج .عدد ،78صادر في 31سبتمبر ،1975 ()5
المعدل والمتمم.
أنظر المادة 08من دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم -96 ()6
،438مؤرخ في 17ديسمبر ،1996يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء 28نوفمبر 1996في الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،76صادر في 8ديسمبر ،1996المعدل والمتمم بقانون رقم
،13-12مؤرخ في 11أبريل ،2112ج .ر .ج .ج .عدد ،25صادر 14أفريل ،2112ومعدل ومتمم بقانون رقم ،19-18مؤرخ
في 15نوفمبر ،2118ج .ر .ج .ج .عدد ،63صادر في 16نوفمبر .2118
31
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
كما بينت المادة 00من الدستور الجزائري لسنة 0000أن الملكية العامة هي ملك للمجموعة الوطنية
وتشمل باطن األرض ،والمناجم( ،)1والمقالع ،والموارد الطبيعية للطاقة ،والثروات المعدنية الطبيعية والحية ،وفي
مختلف مناطق األمالك الوطنية البحرية ،والمياه ،والغابات؛ كما تشمل النقل بالسكك الحديدية ،والنقل البحري
والجوي ،والبريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،وأمالكا أخرى محددة في القانون.
ويفهم من خالل هذه المادة أن األمالك والثروات الطبيعية وموارد الطاقة السيما منها المحروقات والتي
تشكل جزءا ال يتج أز من عناصر البيئة تعد من األمالك الوطنية العامة ،حيث دعمت ذلك المادة 00فقرة 8من
القانون رقم ،)2(27-07إذ اعتبرت أن األمالك الوطنية العمومية الطبيعية خصوصا تشتمل على الثروات والموارد
الطبيعية السطحية والجوفية المتمثلة في الموارد المائية بمختلف أنواعها ،والمحروقات السائلة منها والغازية والثروات
المعدني ة الطاقوية الواقعة في كامل المجاالت البرية والبحرية من التراب الوطني في سطحه وجوفه أو في الجرف
القاري والمناطق البحرية الخاضعة للسيادة الجزائرية أو لسلطتها القضائية.
وهي بالتالي تخضع للمبادئ التي تحكم المال العام ،حيث بينت المادة الرابعة من القانون رقم 27-07
المتضمن قانون األمالك الوطنية العمومية أنها غير قابلة للتصرف والحجز والتقادم.
من خالل ما سبق يتضح أن األموال والعناصر التي تكون البيئة تعد من العناصر المشتركة والتي تستدعي
استعمالها مع مراعاة عدم اإلضرار بها والمساس بحقوق الغير في االستعمال والتمتع بها ،على اعتبار أن هذا الحق
هو حق مشترك بين الجميع.
إن من خصائص األشياء المشتركة أنها ال يمكن أن يتم امتالكها من أي شخص ملكية خاصة أي أنها
غير قابلة للتملك من قبل األفراد ،وبهذا التصور يمكن مواجهة أي اعتداء عليها بكافة الوسائل خصوصا حال
التعسف في استعمال الحقوق المشتركة(.)3
أكدت المادة 3من القانون رقم ،70-02المؤرخ في 32فيفري ،3702المتضمن قانون المناجم ج .ر .ج .ج .عدد ،18صادر ()1
في 31مارس .2114تطبيقا ألحكام المادة 00من الدستور أنه تعد ملكية عمومية ،ملكا للمجموعة الوطنية ،المواد المعدنية
والمتحجرة المكتشفة أو غير المكتشفة المتواجدة في المجال البري الوطني السطحي والباطني ،أو في المجال البحري التابع للسيادة
الدولة الجزائرية و للقانون الجزائري كما هي محددة في التشريع الساري المفعول .وتجدر اإلشارة أن المادة األولى من قانون المناجم
الجديد بينت أن مجال تطبقه يتعلق بنشاطات المنشآت الجيولوجية ونشاطات البحث واستغالل المواد المعدنية أو المتحجرة المشار إليها
في المادة 3باستثناء المياه ومكامن المحروقات السائلة و الغازية وأنضدة الوقود البترولي والغازي والتي تخضع للحكام التشريعية
الخاصة بها.
قانون رقم 27-07المؤرخ في 70ديسمبر ،0007المتضمن قانون األمالك الوطنية ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 52صادر في 73 ()2
ديسمبر .0007
حميدة جميلة ،مرجع سابق ،ص.28. ()3
32
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
لقد ألزمت المادة 0من القانون رقم 27-07مستعملي األمالك الوطنية ،والمستفيدين منها وحائزيها بأية
صفة كانت أن يسيروا وفق القوانين ،والتنظيمات الجاري العمل بها كل األعمال المرتبط باألمالك الوطنية ،بما
تتضمنه من أمالك ووسائل إنتاج ،أو خدمة موضوعة تحت تصرفهم سواء اقتنوها بأنفسهم ،أو حققوها في إطار
مهامهم واألهداف المسطرة لهم.
كما بين قانون األمالك الوطنية أن مستعملي األمالك الوطنية يتحملون في إطار التشريع الجاري العمل به
مسؤولية األضرار المترتبة عن استعمال األمالك الوطنية والثروات ،واستغاللها وحراستها ،سواء أسندت إليهم في
شكل تنازل كامل أو من أجل االنتفاع بها أو كانت في حوزتهم(.)1
وكرست المادة 08من القانون رقم 27-07نظام المحافظة على األمالك الوطنية ،إلى جانب نظام
استعمال األمالك الوطنية ،والذي يعتبر عنص ار من عناصر نظام األمالك الوطنية حيث يستهدف ضمان المحافظة
على األمالك الوطنية العمومية بموجب تشريع مالئم مرفق بعقوبات جزائية.
كما بينت المادة 00من القانون رقم 27-07أن تطبيق المتابعات القضائية الناجمة عن مخالفات
النصوص القانونية الخاصة بحماية األمالك الوطنية ضد الشخص الذي ينسب إليه الفعل الذي يحدث المخالفة أو
الشخص الذي تنجز لحسابه األشغال وتتسبب في أضرار لألمالك الوطنية ،ويتحمل بذلك صاحب الشيء أو
حارسه مسؤوليته إذا نتج عنه ضرر.
كما بينت ذات المادة أن المتابعة القضائية تتم على أساس محاضر يعدها أشخاص لهم صفة ضابط
الشرطة القضائية أو موظفون وأعوان يخولهم القانون أو النصوص الخاصة بعض سلطات الشرطة القضائية فيما
يخص حماية األمالك الوطنية العمومية والمحافظة عليها.
رابعا :الحق في بيئة نظيفة
يمكن تعريف حق اإلنسان في بيئة نظيفة وسليمة من وجهتين فالوجهة األولى تتعلق بالنظر إلى صاحب
الحق وحاجته ،حيث يكون حق اإلنسان في بيئة سليمة إحدى الضرورات التي تمكنه من االستخدام األمثل لموارد
الطبيعة ،فسالمة البيئة تعود على اإلنسان بالنفع والخير ،وهو ما يتفق مع غاية الحق التي تتمثل في توفير حياة
الئقة لإلنسان وال يتحقق ذلك إال إذا وجدت البيئة السليمة لممارسة اإلنسان لحقوقه وحرياته.
وأما الصورة الثانية فهي تتعلق بالنظر إلى موضوع الحق حيث أن حق اإلنسان في بيئة سليمة يقتضي
توافرها بكافة عناصرها في إطار من التوازن البيئي ،وعليه فإن األمر يقتضي تكامال في الجانب الشخصي
والموضوعي بتوفير الوسط البيئي المناسب الذي يمكن اإلنسان من االستخدام األمثل لموارد الطبيعة ،فالحق في
33
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
البيئة يهتم بسالمة اإلنسان من التلوث وتوفير الوسط البيئي المناسب لعيش اإلنسان بما يسمح له بممارسة حياته
بصورة طبيعية(.)1
ولقد تبنى المشرع الجزائري المفهوم السابق للحق في بيئة نظيفة من خالل مضمون المادة 3من القانون
رقم 07-72حيث جعل من األهداف المرجوة من حماية البيئة تحقيق ترقية وتنمية وطنية مستدامة ،من خالل
تحسين ظروف وشروط المعيشة ،والعمل على ضمان إطار معيشي سليم( ،)2كما تبنى الوقاية من كل أشكال
التلوث ،واألضرار الملحقة بالبيئة ،وذلك بضمان مكوناتها ،واصالح األوساط المتضررة ،وترقية االستعمال العقالني
للموارد الطبيعية(.)3
إن اإلقرار بحق اإلنسان في بيئة نظيفة ال يتوقف عند مجرد االعتراف القانوني والتشريعي به ،بل يرتبط من
حيث التطبيق بجملة الوسائل واآلليات الكفيلة بتحقيقه ميدانيا ،والتي يعد الحق في المشاركة في المسائل البيئية
إحدى الصور الجوهرية لها ،كما تمتد عملية تطبيق الحق اإلنساني في بيئة صحية وسليمة حال إعمال الجهات
اإلدارية عامل التحري ،والتحقق من مدى سالمة ونجاعة الق اررات الصادرة عنها على المستوى التطبيقي ،والتأكد من
مراجة طبيعتها ومدى تأثيرها على األطراف المعنيين بها(.)4
لقد حدث تغيير كبير نتيجة قدوم التقنيات الجديدة المتعلقة بالحصول على المعلومات خاصة منها المرتبطة
بالمسائل البيئية ،وبالمقابل لذلك فقد أصبحت اإلدارة البيئية السليمة تقتضي التفاعل مع مجتمع
المعلومات" "société de l'informationوالذي أصبح بإمكانه تغيير الضروف المتعلقة بالنزاعات المتعلقة
باإلدارة البيئية عبر التدخل في وضع األليات والوسائل المتعلقة بحماية البيئة ،ولعل ذلك يرجع إلى تحول التفكير
وفق مفهوم السبعينيات الذي يقتضي الحصوص على معلومات أكثر وبجودة عالية ،باإلنتقال المفهوم الجديد
المتضمن تطبيق الحق في المعلومات المرتبطة بالبيئة ،والتي سمحت بحدوث تحسن تلقائي في إتخاذ الق اررات
المتعلقة بالبيئة ،وبذلك أحدث ثورة المعلومات تغيي ار في فهمنا للمسائل المرتبطة بالبيئة وكذا آليات حمايتها(.)5
وليد محمد الشناوي ،الحماية الدستورية للحقوق البيئية :دراسة مقارنة ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،المنصورة،3702 ، ()1
ص.00.
أنظر المادة 3فقرة 2من القانون رقم ،07-72مرجع سابق. ()2
أنظر المادة 3فقرة 2و 0و 0من القانون رقم ،07-72مرجع سابق. ()3
كريم بركات" ،مشاركة الفرد في مجال التسيير البيئي آلية إج ارئية إلعمال الحق في التمتع بمحيط بيئي صحي وسليم" ،المجلة ()4
للبحث القانوني ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،المجلد ،16العدد،2112 ،12 االكادمية
ص.149.
()5
JEAN Paril, Droit d’acces a l’information environnemental: Pierre d’assise du developpement durable, These presentee
a la faculte des etudes superieures et postdoctorales de l’universite laval dans le cadre du programme de doctorat en droit
pour l’obtention du grade de docteur en droit, Faculte de droit, universite laval , Quebec, 2012, P.138.
34
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الفرع الثاني
آثار الصناعة البترولية على البيئة
بات التلوث البيئي مسألة تؤرق بال المسؤولين والباحثين من أجل وضع الضوابط واألحكام والمعايير اآلمنة
للحد من مصادر التلوث ،وضبط األنشطة التي تخلف ملوثات تؤثر على البيئة (.)1
المقصود من التلوث ()2
ولقد بين المشرع الجزائري من خالل قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة
فهو كل تغيير مباشر أو غير مباشر للبيئة يتسبب فيه كل فعل يحدث أو قد يحدث وضعية مضرة بالصحة وسالمة
اإلنسان والحيوان والنبات والهواء والماء واألرض والممتلكات الجماعية والفردية ( .)3وبالنظر إلى النتائج التي تخلفها
مختلف األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات على البيئة بمختلف مكوناتها ،فإن األمر يقتضي تحديد مضمون
التلوث الناجم عنها ،وبيان كيف تأثر مختلف مكونات البيئة بالصناعة البترولية على لبيئة الهوائية (أوال) ،والبيئة
المائية (ثانيا) ،والبيئة األرضية (ثالثا).
أوال :تأثير الصناعة البترولية على البيئة الهوائية
من أجل الوصول إلى النتائج السلبية للنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات على البيئة الهوائية فإن األمر
يستدعي بيان المقصود بتلوث البيئة الهوائية ،ثم االنتقال إلى بيان كيفية تأثير نشاطات قطاع المحروقات على هذه
البيئة ،وذلك بعرض مختلف المشكالت البيئية التي تخلفها هذه النشاطات عليها .
.4المقصود بتلوث الهواء
يشكل تلوث البيئة الهوائية ظاهرة كبيرة تتزايد بصورة مستمرة نتيجة التطور الذي تشهده الصناعة ،بما تخلفه
من األبخرة والغازات واألدخنة الناتجة عن المصانع .ويعد الهواء أثمن عناصر البيئة ،فال يمكن االستغناء عنه
إطالقا ،ويتمثل في الغالف الجوي المحيط باألرض والذي يعرف بالغالف الغازي ،حيث يتكون من غازات أساسية
لديمومة حياة الكائنات الحية وكل تغير يط أر على مكوناته يؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على مختلف الكائنات
الحية(.)4
منصور مجاجي "،المدلول العلمي والمفهوم القانوني للتلوث البيئي" ،مجلة المفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد ()1
عبد الغني حسونة ،الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق ()4
،تخصص قانون األعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،3702 ،ص.00.
35
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ويعرف تلوث الهواء على أنه كل ما من شأنه إحداث تغير ضار في مكونات الهواء كما أو كيفا بما من
شأنه اإلضرار بالكائنات الحية أو غيرها من عناصر البيئة ،كما يعرف بأنه كل فعل يترتب عنه إدخال غازات أو
جزئيات صلبة أو سائلة أو ذات رائحة في الهواء المحيط ،بحيث أن هذه العناصر الجديدة تكون غير مريحة
للسكان أو مضرة بالصحة واألمن االجتماعي أو مضرة باإلنتاج الزراعي(.)1
لقد بينت المادة 4من القانون رقم 11-13المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة أن التلوث
الجوي هو كل إدخال ألية مادة في الهواء أو الجو بسبب إنبعاثات غازات أو أبخرة أو أدخنة أو جزيئات سائلة أو
صلبة ،من شأنها التسبب في أضرار وأخطار على اإلطار المعيشي(.)2
ويحدث التلوث الجوي في مفهوم قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة من خالل ما يدخل في
خطر على الصحة
ا الجو وفي الفضاءات المغلقة بصفة مباشرة ،أو غير مباشرة من مواد من طبيعتها أن تشكل
البشرية والتأثير على التغيرات المناخية أو إفقار طبقة األوزون ،واإلضرار بالموارد البيولوجية واألنظمة البيئية،
وتهديد األمن العمومي ،أو إزعاج السكان وافراز روائح كريهة شديدة ،أو اإلضرار باإلنتاج الزراعي والمنتجات
الزراعية الغذائية وتشويه البنايات والمساس بطابع المواقع واتالف الممتلكات المادية(.)3
وعليه يمكن القول بأن الهواء يعد ملوثا متى تم إحداث تغيير في نسب الغازات التي يتكون منها أو عند
إدخال بعض المواد الكيميائية بحيث أن زيادة تركيزها عن النسب القانونية يؤدي إلى تأثير ضار مباشر أو غير
مباشر على الكائنات الحية التي يشملها النظام البيئي(.)4
.2تلوث الهواء بالمحروقات
يشهد تلوث الهواء في الوقت الراهن تزايدا مستم ار نتيجة اإلنبعاثات التي تنتج عن المنشآت الصناعية التي
تنتج المواد الطاقوية ،عالوة على التلوث الناجم عن وسائل النقل العمومي والذي بات يهدد التجمعات السكانية
بصورة مباشرة (.)5
إن أكثر الملوثات الناتجة عن األنشطة الصناعية في قطاع المحروقات هي ملوثات تتواجد في الهواء نتيجة
األنشطة المعتمدة في استخراج الغاز الطبيعي ،والنفط ومشتقاته ،ومثال ذلك ما ينتج من تلوث للهواء بالجسيمات
التي تخلفها الصناعة مما يؤدي إلى اإلضرار بالبيئة الهوائية والتي تنعكس سلبا على مختلف الكائنات الحية فهي
تؤثر بصورة مباشرة على صحة اإلنسان ،وذلك نتيجة التأثير بسمية الجسيمات العالقة في الهواء ،وعدد وحجم
محمود عبد المولى ،البيئة والتلوث ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية،3770 ،ص.30. ()4
)(5
SIMON Charbonneau, Droit communautaire de l’environnement (Edition revue et augmentee), L’Harmattan, Paris,
2006, P.157.
36
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الجسيمات والتركيب الكيميائي لها ،كما أن األمر يتسبب في كثير من أمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الحجر
الرئوي ومرض االلتهاب األسبستوزي(.)1
إن استخراج المحروقات ونقلها وتحويلها يعد أحد األسباب الرئيسية في تلوث البيئة الهوائية نتيجة تفاقم
انبعاث غازات االحتباس الحراري من هذه األنشطة ،أو نتيجة الحوادث التي تط أر عليها ،حيث يرى المختصون أن
تقييم اآلثار البيئية لنظام الطاقة الناتجة عن المحروقات يتم وفقا لكامل دورة الوقود أي بدئا من استخراج المادة خاما
ونقلها وتجهيزها واستخدامها ،وصوال إلى انتهاء الدورة بالنفايات المتولدة عنها(.)2
إن إحدى أبرز النتائج الوخيمة التي تنجر عن النشاطات التابعة لقطاع المحروقات على البيئة الهوائية هي
إف ارزات أكسيد الكربون ،حيث أثبتت األبحاث العلمية أن سبب تآكل طبقة األوزون يعود إلى انبعاث الغازات الضارة
بهذه الطبقة الجوية ،حيث تشكل الشركات البترولية أكبر المنتجين للمواد المستنزفة لألوزون بنسبة 31بالمئة من
الغازات المفرزة والتي كانت إحدى ابرز نتائجها التغيرات المحدثة في المناخ(.)3
كما يعتبر الوقود األحفوري المتهم الرئيسي في االحتباس الحراري بما يطلقه من غازات ملوثة للغالف
الجوي ،حيث أثبتت الدراسات أن الفحم والمحروقات يأتيان في المقام األول إلنتاج الغازات الدفيئة ،إضافة إلى أن
األضرار البيئية الناجمة عن المحروقات تعد أبدية وال يمكن استدراك التلف منها ،لتأثير اإلنبعاثات الغازية الناجمة
عن استهالك الوقود في زيادة االحتباس الحراري ،حيث أدى األمر إلى التغيرات التي تحدث في المناخ في أيامنا
هذه(.)4
وتعاني الدول المنتجة للنفط من مشكالت بيئية عديدة ،حيث يتمثل أهمها في مجموعة الغازات الملوثة
للهواء التي تطلقها الصناعات النفطية ،و التي لها تأثير مباشر على البيئة وصحة اإلنسان ،ولهذا تتجه تلك الدول
نحو الحد من خطر تلك الغازات من خالل وضع التزامات على المنشآت المتعلقة بإنتاج الوقود قصد مراعاة
األضرار التي تمس بالبيئية عبر وضع أنظمة للتصفية على مستوى هذه المنشآت ،كما تشكل صناعة مشتقات
( )1داود سليمان الشراد ،غازات الدول النفطية :غازات تتصاعد في سمائنا ،موقع مجلة بيئتنا ،الربط
http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=1571&lang=ar&Item
،id=84تاريخ التصفح ،2114/14/16الساعة .21.41
سالفة طارق عبد الكريم الشعالن ،الحماية الدولة للبيئة من مظاهر االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو وفي اتفاقية تغير ()2
عيسى مقليد ،قطاع المحروقات الجزائري في ظل التحوالت االقتصادية مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،فرع اقتصاد التنمية ،كلية ()4
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،3778 ،ص.000.
37
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
المواد البترولية مصد ار مهما في اإلنبعاثات الغازية الملوثة للهواء ،وتعتبر كذلك محطات توليد الكهرباء التي تعتمد
على حرق الغاز لتدوير التوربينات من أجل إنتاج الكهرباء من أهم المصادر المنتجة لهذه الغازات(.)1
وتظهر جملة الملوثات الهوائية خالل نشاطات قطاع المحروقات عامة نتيجة احتراق الوقود أو الغاز
المستعمل لتشغيل المحركات كالحفارات والضواغط والمضخات ،إضافة إلى عمليات المعالجة الح اررية ،ومولدات
البخار المستعملة خالل عمليات االستخ ارج الصناعية .مما يسبب انبعاثا ألكسيد األزوت وأول أكسيد الكربون ،كما
تظهر كذلك نتيجة حرق الغازات المصاحبة التي يتم استخراجها من البترول الخام من خالل المشاعل التي تصاحب
عمليات انتاج المحروقات(.)2
لقد رافق التوسع في استهالك الوقود األحفوري ،زيادة تراكيز بعض الغازات المكونة للغالف الغازي لألرض،
مما أدى إلى ظهور مشاكل بيئية لم تكن معروفة في السابق ،حيث أن بعض تلك المشاكل أضحت ذات أبعاد
عالمية كتلوث الهواء ،واألمطار الحمضية ،وتبرز المشكلة البيئية األخطر في ظاهرة اإلحترار العالمي ،وما
يصاحبها من تغير في مناخ األرض وفي بيئتها ،فاألنظمة الطبيعية باتت في خطر نتيجة زيادة كثافة وقوة وتكرار
موجات الح اررة ،والجفاف ،والعواصف واألعاصير والكوارث المناخية األخرى فضال عن دمار المحاصيل
وندرة المياه العذبة ،كلها على األرجح نتيجة للزيادة غير المسبوقة في تركيزات غازات االحتباس الحراري في
الغالف الجوي ،وهو ما يهدد حياة عشرات الماليين من البشر بالمجاعات ،ومخاطر الفيضانات(.)3
فعلى الصعيد العالمي يؤدي تلوث الهواء إلى إفقار طبقة األوزون مما يسمح بتسرب أشعة الشمس إلى
األرض ،وهذا ما ينعكس على النظم االيكولوجية من خالل حدوث تغيرات مناخية ،وارتفاع درجة ح اررة األرض،
حيث يرى الخبراء أن ارتفاعها بثالثة درجات ونصف مئوية سيؤدي إلى كوارث كبيرة كالجفاف في بعض المناطق
وحدوث فيضانان في أخرى ،حيث أن هذه الظواهر تعد انعكاسا لظاهرة االحتباس الحراري(.)4
ثانيا :تأثير الصناعة البترولية على البيئة المائية
تعد البيئة المائية أكثر أجزاء البيئة وجودا على كوكب األرض ،عالوة على اختالف األشكال التي تظهر
عليها ،والتي تظهر في شكل بحار ومسطحات مائية ومياه جوفية ،ومن أجل إدراك اآلثار التي يخلفها قطاع
المحروقات على البيئة المائية فإن األمر يستدعي بيان المقصود بالتلوث الذي يط أر عليها ،ثم عرض مختلف
المشكالت البيئية التي تخلفها مختلف النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات نتيجة التلوث الناجم عنها.
داود سليمان الشراد ،غازات الدول النفطية :غازات تتصاعد في سمائنا ،المرجع السابق. ()1
داود سليمان الشراد ،غازات الوقود األحفوري (خطوات نحو كوارث بيئية ) ،المرجع السابق. ()3
جواد عبد الالوي ،الحماية الجنائية للهواء من التلوث :دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق ()4
محمد أحمد منشاوي ،الحماية الجنائية للبيئة البحرية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،3770 ،ص.22. ()5
سحر حافظ ،الحماية القانونية لبيئة المياه العذبة ،الدار العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،0000 ،ص.070. ()6
39
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ومنع قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة كل صب أو طرح للمياه المستعملة أو رمي النفايات أيا
كانت طبيعتها في المياه المخصصة إلعادة تزويد طبقات المياه الجوفية ،وفي اآلبار والحفر وسراديب جذب المياه
التي غير تخصصها(.)1
كما يجب أن تكون مفرزات منشآت التفريغ عند تفريغها مطابقة للشروط المحددة في التنظيم والمبينة لتنظيم
أو منع التدفقات والسيالن والطرح والترسيب المباشر أو غير المباشر للمياه والمواد ،وبصفة عامة كل فعل من شأنه
المساس بنوعية المياه السطحية أو الباطنية أو الساحلية ،وكذا الشروط التي من خاللها تتم مراقبة الخصوصيات
الفيزيائية والكميائية والبيولوجية والجرثومية لمياه التدفقات(.)2
.2تلوث المياه بالمحروقات
يعد التلويث الصناعي للمياه من أخطر أشكال التلوث وأكثرها جسامة ،نظ ار ألن الفضالت الصناعية والمياه
المستعملة في الصناعة تكون في العادة أقل استجابة للمعالجة التي تجري للمياه من أجل تصفيتها لما تحتويه من
مواد تقاوم التحلل كالفلزات ،والمركبات الكيميائية ،حيث أن جل المياه المستعملة في الصناعة يتم تصريفها في
البحار أو األنهار أو حقنها في باطن األرض(.)3
ويظهر التلوث الناجم عن العمليات المصاحبة للصناعة البترولية نتيجة إنتاج كميات من النفايات التي
تندرج في ثالثة فئات عامة وهي المياه المنتجة والتي تظهر نتيجة عمليات االستخراج ،ونفايات الحفر ،والنفايات
األخرى ،حيث أن كل فئة من هذه النفايات تحتوي مجموعة من المكونات الملوثة كالغازات ،والمواد المعدنية
والكيميائية وبعض المواد المشعة( ،)4كما أن اختالط النفط والزيوت الناجمة عنه بالمياه يؤدي إلى إضرار بالتوازن
البيئي وبالوسط الطبيعي والنظم البيئية المائية ،ومن ثمة فإنه ينتج عن ذلك تأثير على الكائنات الحية ،والتربة ،
وذلك تبعا لكمية النفايات المتواجدة في هذه المياه الملوثة(.)5
وتظهر الصناعة البترولية االستخراجية تأثي ار على المياه بصورة كبيرة ،سواء أكانت هذه المياه جوفية أو
سطحية ( انهار وبحار ومحيطات ) ،ولعل ذلك يعاز إلى الكميات الكبيرة من النفايات الناجمة عن ذلك كسوائل
الحفر والمياه المنتجة ،ومخلفات الحفر ،والتي تحتوي على مواد مشعة ومواد أخرى ملوثة مسببة بذلك تلويثا للمياه،
وينتج تلوث المياه الجوفية بسبب طرق الطرح الحديثة وهو الشأن الذي حدث نتيجة انهيار اآلبار في حوض بركاوي
بالجزائر ،فخالل عمليات اإلنتاج فإن أن أهم مصدر للتلوث هو المياه المنتجة التي يجب إزالتها قبل نقل النفط إلى
41
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
خطوط النقل بواسطة األنابيب ،ويتم بذلك عن طريق حقن هذه المياه داخل أبار للطرح أو يعاد استعماله لتنشيط
استخراج النفط ،كما أن عمليات الحفر قد تتسبب في بعض األحيان بانهيا ارت للطبقات األرضية مما يسبب تلوثا
للمياه الجوفية وهي الحالة التي تظهر خاصة خالل األعمال المرافقة الستخراج الغاز الصخري(.)1
كما تعد األنهار المتضرر األول من الصناعة البترولية ،نتيجة رمي النفايات الناجمة عن عمليات التكرير
فيها مما أدى إلى إحداث تغيرات بيئية خطيرة على مستواها ،كما أن حموضة األمطار نتيجة تغير المناخ أدت إلى
انخفاض في تراكيز الكربون العضوي المذاب في البحي ارت ،حيث هذا أن الكربون يمتص األشعة فوق البنفسجية
والتي زادت بدورها بسبب تكون ثقب األوزون ،ونتيجة لذلك فقد أسفرت هذه التغيرات إلى تغلغل األشعة فوق
البنفسجية بشكل أعمق داخل مياه البحيرات ،مما أدى إلى ارتفاع معدالت األمراض والهالك بين األحياء والنباتات
المائية .إن هذا التأثير من شأنه أن يتضاعف حال الجفاف حينما يرتفع تركيز مركبات الكبريت المخزونة في
رواسب البحيرات كرد فعل النخفاض نسب المياه ،فمن المعروف أن األسماك حساسة للحموضة ،فهي تسممها ،أو
تحدث أضرار بالغة للكائنات الحية التي تتغذى عليها األسماك ،ونتيجة لذلك فإن أسماك المياه العذبة في عدة دول
قد انقرضت أو انخفضت أعدادها(.)2
وفيما يخص المياه البحرية ،فإن اإلشكال يكون أكثر طرحا في المنشآت البحرية ،حيث نجد أن كل برميل
من الزيت الخام يصاحبه عدة براميل من المياه المنتجة التي يتعين فصلها عنه ،ويتم التخلص من هذه المياه
بإلقائها في ماء البحر ،كما يمكن أن تتلوث المياه البحرية حال االنفجاريات التي تحدث خالل عمليات التنقيب
()3
خالل عمليات االستخراج واالستخراج مسببة تدفق زيت البترول الخام في المياه ،ويتم التخلص من المياه المنتجة
في المناطق البحرية بإلقائها في البحر ،وفيما يخص المناطق البرية خاصة منها الصحراوية فيتم حقنها في حفر
مخصصة(.)4
كما يحدث التلوث النفطي نتيجة للحوادث والكوارث البحرية التي تحدث بواسطة السفن وناقالت البترول
والمنشئات البحرية ،باإلضافة إلى التفريغ العمدي للمواد النفطية في المياه( ،)5حيث يطفو النفط على سطح الماء
مشكال بذلك طبقة رقيقة عازلة بين الماء والهواء الجوي ،وهذه الطبقة تنتشر على نطاق مساحة كبير من الماء مما
يمنع التبادل الغازي بين الهواء والماء ،كما تمنع ذوبان األكسجين في مياه البحر نتيجة تشكل الطبقة العازلة حيث
راجع العنوان( :رابعا) المتعلقة بالتلوث المحروقات غير التقليدية وتأثير الغاز الصخري على البيئة. ()3
41
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
أن هذه الطبقة تحول دون مرور األشعة الشمسية أسفل سطح الماء ،مما يعيق العوالق البحرية عن القيام بعملية
التبادل الضوئي ،فيؤدي إلى هالكها وثأر العديد من األسماك والكائنات البحرية التي تقتات عليها(.)1
ومن تأثير البترول على البيئة البحرية أنه يحول دون إتمام تشبع الماء بأكسجين الهواء ،حيث يقوم البترول
بحرمان الكائنات المائية من األكسجين ،فيتأثر نموها ويقل تكاثرها .عالوة على ذلك فإن تلوث البيئة البحرية يؤدي
إلى هالك الطيور سواء عند تسممها بواسطة األسماك الملوثة أو وصول التلوث البترولي إلى أماكن عيشها.
كما تدخل عمليات تكرير البترول في تلوث المياه ،حيث تستهلك مصفاة التكرير كميات كبيرة من الماء ثم
تلقى هذه الكميات في البحار أو األنهار مع قدر من البترول ،حيث تقدر الكمية المتوسطة من البترول التي تلقى
في مياه البحر بخمسين ألف طن سنويا ،حيث تم تصنيف مياه البحر األبيض المتوسط كأكثر المياه خطورة في
الوقت الحالي بسبب ما أصابها من تلوث بالبترول(.)2
ولقد أصبحت في الوقت الراهن ظاهرة تلوث البحار بالنفط من المشكالت الهامة والخطيرة نتيجة التأثيرات
واالنعكاسات السلبية والخطيرة على البيئة ،حيث بينت الدراسات أن نسبة التلوث الناجم عن مخلفات ناقالت النفط
بفعل الحوادث أو عمليات التفريع التي تصل إلى 21بالمئة من مجموع المواد الملوثة للبحر األبيض المتوسط أي
ما يقارب ثمان مائة ألف طن من النفط سنويا(.)3
ثالثا :تأثير الصناعة البترولية على البيئة األرضية
تعد البيئة األرضية من أهم العناصر المكونة للبيئة بما تحتويه من ثروات طبيعية ،عالوة على أنها مكان
استقرار نشاط اإلنسان ،ولبيان اآلثار التي يخلفها قطاع المحروقات على البيئة األرضية يجب تحديد المقصود
بالتلوث الذي يط أر عليها ،ثم بيان أهم الملوثات التي تصيبها نتيجة النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات.
.4المقصود بتلوث البيئة األرضية
تعتبر التربة دعامة أساسية لمختلف أنشطة اإلنسان حيث تعرف على أنها تلك الطبقة السطحية من القشرة
األرضية سواء في الحالة الطبيعية أو عند تعديلها( ،)4وتعرف أيضا على أنها تلك الطبقة الهشة التي تغطي صخور
القشرة األرضية ،وتتكون من مزيج من المواد المعدنية والعضوية والماء ،وهي من أهم مصادر الثروة الطبيعية
المتجددة ،كما تعتبر إحدى أهم المقومات للعديد من الكائنات الحية(.)5
واعلي جمال ،الحماية القانونية للبيئة البحرية من أخطار التلوث (دراسة مقارنة) ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ()3
،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2111 ،ص.18.
)(4
SOPHIE Ranchy, Le statut juridique des zones industrielles littorales et la pollution des sols, These pour obtenir le
grade de docteur en droit public, Faculte des sciences juridiques, politiques et sociales, Universite lille 2, p.22.
عبد الغني حسونة ،مرجع سابق ،ص.00. ()5
42
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ويقصد بتلوث التربة إدخال أجسام غريبة عن التربة ينتج عنها تغير في الخواص الكيميائية ،أو الفيزيائية
أو البيولوجية ،مما يؤدي إلى التأثير في الكائنات الحية التي تستوطن التربة ،أو العمليات التي تكون التربة جزء
منها كالزراعة وغيرها(.)1
ويرى البعض أن تلوث البيئة األرضية يعني تلوث التربة بأن تضاف إلى مكوناتها مواد أو تركيبات غريبة
عنها ،أو أن تزيد نسبة األمالح فيها عن الحد المعتاد ،كما يقصد بتلوث التربة إدخال مواد غريبة فيها حيث تسبب
بذلك تغيي ار في خواصها الفيزيائية أو الكيمائية أو البيولوجية(.)2
إن تلوث التربة نتيجة تجمع النفايات والمخلفات سواء في الطبقة الحيوية أو السطحية من األرض يحدث
تغيير تدريجيا في التركيبة الكيميائية للتربة ،والتي تؤدي إلى تشويش واختالل وحدة هذا الوسط وبتنقل هذه المواد
ا
من التربة إلى الكائنات الحية يؤدي ذلك إلى نتائج وخيمة(.)3
.2تلوث التربة بالمحروقات
تظهر تأثيرات النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات على التربة ابتداء من انطالق عمليات الحفر وأعمال
تهيئة المنطقة المقام فيها مجمل األشغال ،ولعل أهم ما يتم إعداده في هذه المرحلة مجموعة من الحفر قصد طرح
النفايات فيها ،ويصاحب ذلك تأثير على التربة نتيجة انضغاطها وانخفاض خصوبتها ،السيما حال عمليات
االستخراج في المناطق الزراعية ،باإلضافة إلى أن عمليات التعقيم بواسطة مبيدات لمواقع الحفر واإلنتاج لمنع نمو
النباتات للحيلولة من أثار الحرائق يؤدي إلى تلوث التربة بهذه المبيدات التي تبقى لعدة سنوات( ،)4كما يمكن أن
تحدث االنكسارات في أنابيب النقل وهو ما يؤدي إلى تسرب المواد النفطية إلى التربة إذ تمتد إلى المياه الجوفية
فتلوثها ،إضافة إلى أن تغيير تركيب التربة يؤدي إلى التأثير على الكائنات الحية الدقيقة وخاصة جذور النباتات(.)5
رابعا :المحروقات غير التقليدية وتأثير الغاز الصخري على البيئة
بالنظر إلى تبنى المشرع الجزائري أشكاال جديدة من المحروقات تعرف بالمحروقات غير التقليدية ،وذلك
بموجب تعديل قانون المحروقات لسنة 2113بموجب القانون رقم ،70-02المؤرخ في 37فيقري ،3702ضمن
المادة 5الفقرة 31من قانون المحروقات ،والتي تم تعديلها بموجب قانون المالية لسنة ،2115الصادر بموجب
القانون رقم ،07-02المؤرخ في 27ديسمبر ،3702فإن األمر يقتضي تحديد مضمونها واإلشكاليات التي تنجر
عنها تجاه البيئة.
43
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
44
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
عملية تسمى عملية اإلمتزاز ،ويتميز غاز الفحم الحجري أو ميثان الفحم الحجري باستعمال طرق غير تقليدية
الستخراجه كتخفيض ظروف الضغط (.)1
إنطالقا مما سبق يتضح أن المشرع الجزائري قد تبنى أشكاال جديدة من المحروقات وهي المحروقات غير
التقليدية ،حيث أن هذا النوع من المحروقات يتميز بطريقة استخراج معينة ،عالوة على وجودها في مخازن
جيويوجية تقتضي إعمال تقنيات محددة كالتشقق الطبقي ،وعمليات التحفيز ،وتوفير شروط ضغط محددة ،إضافة
إلى وجودها ضمن تكوينات جيولوجية تصل إلى مستويات الصخرة األم.
.2المقصود بالغاز الصخري
يواجه قطاع الطاقة العالمية في الوقت الراهن صو ار مختلفة من االضطرابات سواء في األسعار أو ارتفاع
الطلب أو زيادة التكلفة ،مما أدى إلى تصاعد الضغوط على منتجي الطاقة ومستهلكيها على حد السواء ،وبات جليا
أن نظام الطاقة الحالي غير مستدام ،وفي خضم السعي نحو الحصول على كميات من الطاقة المستدامة المعتدلة
التكلفة تحولت األنظار نحو الطاقات الجديدة والواعدة حيث نجد أن الغاز الصخري أحدها ،والذي تصدر النقاش في
الوقت الراهن(.)2
ينتمي الغاز الصخري إلى فئة الغازات الطبيعية غير التقليدية والتي تعرف بأنها تأخذ شكال آخر أو تتواجد
في تكوين مميز يجعل عملية استخراجها مختلفة عن الموارد التقليدية وتضم الغازات الطبيعية غير التقليدية كذلك
ميثان الطبقة الفحمية ،وغاز الصخور الرملية المحكمة (أو الغاز المحكم) وهيدرات الميثان .ويعد الطفل الصفحي
وهو تكوين صخري رسوبي يحتوي على الطين والكوارتز ومعادن أخرى مكانا لتواجده حيث أن كثي ار من النفط
والغازالمتكونين في الطفل الصفحي ينتقل إلى الصخور ذات المسامية والنفاذية العاليتين على غ ارر الصخور
الرملية(.)3
ويطلق كذلك على الغاز الصخري تسمية الغاز الحجري (ويعرف باإلنجليزية بـ )shale gas :وهو غاز
طبيعي يتولد داخل الطبقات الصخرية للصخرة األم والتي تحتوي كذلك على النفط بفعل الح اررة والضغط حيث يبقى
أنظر المادة 0فقرة 28 ،20 ،20 ،20من القانون رقم ،70-70مرجع سابق. ()1
هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي ،تقرير بعنوان دراسة لموارد الطاقة :نظرة مركزة على الغاز الصخري ،مجلس الطاقة العالمي ()2
45
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
محبوسا داخل تجويفات تلك الصخور التي ال تسمح بنفاذه ،وأسوة بالغاز الطبيعي التقليدي يكون الغاز الصخري
جافا أو غني بالسوائل ومنها اإليثان (.)1
ويفترض تواجد الغاز الصخري دائما بالقرب من المكامن التقليدية ضمن طبقة صخور المنشأ أو ما يعرف
بالصخرة األم غير أنه تم العثور على الغاز في خليج المكسيك في صخور أحدث ،كما أن تواجده قد ال يقترن
بوجود نفط سائل ،كما يمكن العثور على أشباه صخور المنشأ في أماكن أخرى من العالم ،وعلى الرغم من إثبات
وجود ثروات في صخور الطفل الصفحي حول العالم منذ سنوات قريبة إال أنها لم تعتبر محتملة لإلنتاج بصفة
تجارية نظ ار لقصورنفاذيتها الطبيعية ،ولعل التحول الفكري والتكنولوجي الذي ط أر في الوقت الراهن فيما يخص
تقنيات االستخراج أعاد النظر حول إمكانية استغالل الغاز الصخري تجاريا (.)2
ونظ ار لكون الغاز الصخري ينشأ داخل الصخور ويبقى محبوسا داخل تجويفاتها فإنه يتم استخدام تقنية
معقدة الستخراجه حيث تتضمن المزاوجة بين الحفر أفقيا تحت األرض مسافة تصل إلى ثالثة كيلومترات من جل
الوصول إلى ويتم تكسير تلك الصخور هيدروليكيا بواسطة خليط سائل مكون من مزيج من الماء والرمل وبعض
المواد الكيميائية يتم ضخه بضغط عالي جدا لتحرير الغاز عبر تحطيم الصخور الحابسة له(.)3
ويتم استخراج الغاز الصخري عن طريق الجمع بين تقنيتي الحفر األفقي والتصديع المائي حيث يتم حفر
بئر إلى أقل بقليل من مستوى الترسبات المعروفة للغاز الصخري ،ثم يتم إمالته تدريجيا حتى تقتحم لقمة الحفر
طبقة الطفل الصفحي بشكل أفقي ،وعند انتهاء الحفر تكون الصخور المحيطة بالتجويف األفقي قد ثقبت في العديد
من المواضع ،وذلك من خالل التصديع االصطناعي المستحدث عن طريق ضخ المياه عالية الضغط المخلوطة
بإضافات خاصة مع الرمل والتي تعرف بالدعامة إلبقاء الصدوع مفتوحة(.)4
هيئة التحرير بمعهد الدراسات المصرفية ،نشرة توعوية يصدرها معهد الدراسات المصرفية ،السلسلة ،6العدد ،8مارس ،2114 ()1
هيئة التحرير بمعهد الدراسات المصرفية ،ص .2 .راجع أيضا في نفس الصفحة :يعود الفضل في إزدهار فكرة اعتماد الغاز ()3
الصخري في الواليات المتحدة األمريكية بحسب "الفاينانشال تايمز" إلى جورج ميتشل (والد الغاز الصخري) أين أحد المهاجرين
اليونانيين الذي أصر على البحث عن طريقة الستغالل الغاز الصخري ،حيث أستطاع مع فريقه تطوير تقنية التنقيب الهيدروليكي وهي
عملية ضخ المياه والرمال والكيماويات في آ بار جوفية عميقة على نحو يسمح بتدفق الغاز الطبيعي المحصور فيها وقد حقق ثروة تقدر
3.4مليار دوالر من بيع شركته "ميتشل اينارجي" عام 2112لشركة ديفون المتخصصة في االستكشاف ،واعتمدت بذلك عمليات
التفتيت الهيدروليكي كآلية لالستغالل التجاري للغاز الصخري بعد أكثر من عقدين من الجهود.
هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي ،مرجع سابق ،ص .11.ولمزيد من المعلومات حول عمليات االستكشاف والتصديع وتقنيات ()4
47
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وبتطبيق هذا المفهوم وفقا لما تم اعتماده من طرف المشرع الجزائري في المادة 5فقرة 31حيث اعتبر أن
المحروقات غير التقليدية هي المحروقات الموجودة والمنتجة من مخزن أو من تكوين جيولوجي يتسم على األقل
بإحدى المميزات أو يخضع ألحد الشروط معينة(.)1
حيث يتم استخراجها حال وجودها في مخازن متراصة محددة النفوذية مع استعمال آلية حفر في التكوين
المستهدف (المنتج) بطول يصل إلى 511متر ،والتي تستوجب استعمال برنامج مكثف للتحفيز بواسطة التشقق
الطبقي المتعدد حتى يضمن أعلى نسبة ممكنة السترجاع المحروقات(.)2
إضافة إلى وجودها ضمن مخازن متراصة ال يمكنها اإلنتاج إال من خالل آبار أفقية أو كثيرة الميولة ،مع
آلية حفر في التكوين المستهدف (المنتج) بطول يصل إلى 511متر والتي تستوجب استعمال برنامج مكثف
للتحفيز بواسطة التشقق الطبقي المتعدد حتى يضمن أعلى نسبة ممكنة السترجاع المحروقات(.)3
كما أنها توجد ضمن تكوينات جيولوجية ذات قابلية نفوذ جد ضعيفة ،تحتوي على مستويات الصخرة األم،
غنية بالمواد العضوية وتحتوي على محروقات والتي تنتج من خالل آبار أفقية أو كثيرة الميولة (أكبر من 71درجة
مقارنة بالخط العمودي)مكثفة التحفيز بواسطة التشقق الطبقي المتعدد يصل طول آلة الحفر في التكوين المعني (أو
المنتج) إلى 911متر(.)4
انطالق مما سبق يتضح أن المشرع الجزائري قد تبنى استخراج الغاز الصخري كشكل من أشكال
المحروقات غير التقليدية ضمن قانون المحروقات ،غير انه لم يتم االعتماد على مصطلح " الغاز الصخري " وانما
تم اإلشارة إلى طريقة استخراجه ،حيث بين أن تواجده يكون في مخازن تقتضي إعمال تقنيات محددة كالتشقق
الطبقي ،وعمليات التحفيز ،وتوفير شروط ضغط محددة ،ضمن تكوينات جيولوجية تصل إلى مستويات الصخرة
األم .والتي تتوافق مع الوصف العلمي المتعلق بتواجد وطريقة استخراج الغاز الصخري ال سيما وفق عمليات
التشقق الهيدروليكي السابق ذكرها.
خال صة لما سبق بيانه في هذا البحث يمكن القول أن مختلف العمليات التي تصاحب الصناعة البترولية
خاصة منها ما يكون خالل عمليات حفر اآلبار واستغالل البترول أو الغاز تشكل خط ار بمختلف مكونات البيئة.
إن أبرز ما ينجر عن هذه العمليات هي أخطار التسرب نتيجة عمليات الحقن وكذا اإلنبعاثات الغازية
بمختلف أنواعها ،إضافة إلى اإلنفجارات والحرائق التي تكون نتيجة لحوادث العمل ،فخالل عمليات البحث والتنقيب
عن المحروقات فإن تلوث البيئة المائية يظهر عند طرح نواتج التنقيب ووحل الحفر ،أما بالنسبة للهواء فما نجده هو
48
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
اإلنبعاثات الناجمة عن آالت ومعدات الحفر وحرق الغازات ،إضافة إلى احتواء نفايات التنقيب ووحل الحفر على
أمالح ومواد سامة كازرنيخ والباريوم وعناصر أخرى تؤدي إلى التأثير على مكونات التربة بما تؤدي إلى تلوثها.
وفيما يخص عمليات استغالل المحروقات فإن أهم الملوثات بالنسبة للبيئة المائية تظهر من خالل عمليات
تصريف المياه الملوثة بالنفط واألمالح عن طريق عمليات الحقن ،والتي تهدد بصورة مباشرة المياه الجوفية ،إضافة
إلى اإلنبعاثات الغازية الناجمة عن حرق الغازات المصاحبة لعمليات االستخراج والتي تلوث الهواء ،أما فيما يخص
التربة فإن المخلفات والنفايات الناجمة عن عمليات استغالل المحروقات يتم طمرها في التربة بما تؤدي إلى تلوثها،
أما تأثير عمليات نقل المحروقات على البيئة فيظهر حال حدوث التسربات نتيجة الكسور في األنابيب النفطية
والتي ترجع إلى تآكل األنابيب ،أو أعمال السرقة المتعلقة بالسوائل النفطية ،واألعمال التخريبية أو العسكرية وقت
الحرب ،فينتج عن ذلك عمليات تسرب للمواد النفطية ،أما النقل البحري فإن الحوادث العرضية أو الظروف
الطبيعية قد تؤدي إلى انسكاب حمولة الناقالت في البحر بما يؤثر على الحياة البحرية ،كما أن نتائج التلوث الناجم
عن المحروقات ال يقتصر على المحيط المرتبط بالمكامن واآلبار ،بل قد تمتد آثاره إلى المناطق المجاورة خاصة
عند التلوث البحري ،مما قد يشكل بذلك مشكلة على المستوى اإلقليمي للدول (.)1
إن مختلف العمليات المصاحبة للصناعة البترولية تشكل خط ار على مختلف مكونات البيئة من ماء وهواء
وتربة وكائنات حية ،وبالنظر العتماد الجزائر على النفط بصورة كبيرة بالنسبة القتصادها حيث يشكل %98من
صادراتها ،ومن ثم كان البد من إيجاد السبل الكفيلة بحماية البيئة خالل مراحل الصناعة النفطية من أجل تحقيق
التنمية المستدامة( ،)2وعليه فإن األمر يقتضي البحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن التكريس القانوني لهذه
الحماية وذلك عبر االتفاقيات الدولية التي انضمت إليها الجزائر وكذا النصوص التشريعية والتنظيمية الداخلية عن
كيفية مدى تبني قواعد قانونية تتعلق بحماية البيئة من التلوث الناجم عن نشاطات المحروقات بصورة دقيقة ،وهو ما
سنحاول استعراضه في المبحث الثاني.
داود سليمان الشراد ،غازات الوقود األحفوري (خطوات سريعة نحو كوارث بيئية) ،مرجع سابق. ()1
49
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
المبحث الثاني
التكريس القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات
تشغل المشاكل البيئية في الوقت الراهن اهتمام العالم خاصة عبر النصوص القانونية ،فقد أدى الخطر الذي
يتعرض له كوكبنا إلى تزايد الفهم الدقيق للعواقب بعيدة المدى الناجمة عن أنماط التلوث العابرة للحدود ،وذلك بسبب
التطور التكنولوجي الذي جعل من العالم أكثر ترابطا ،فأزال الحدود التي أصبحت بال معنى عندما يتعلق األمر
بالضرر الناجم عن األمطار الحمضية وتسرب النفط والتفجيرات الذرية التي ال تعرف النتائج المتربة عنها حدودا(.)1
وتشكل االتفاقيات الدولية بصورة عامة أداة قانونية تسمح بتوحيد اتجاهات الدول في العديد من المجاالت
السيما منها المتعلقة بالبيئة من أجل وضع إطار قانوني موحد لحماية البيئة ( ،)2حيث تعبر عن التجاوب بين الدول
بتوحيد اإلهتمام العالمي بقضايا البيئة( ،)3وفي هذا الصدد انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات الدولية
المتضمنة حماية البيئة بجميع أشكالها ،وبالبحث في هذه االتفاقيات يمكننا معرفة كيفية تكريس المشرع الجزائري
لحماية البيئة في قطاع المحروقات ،مما يستدعي العرض الدقيق لجل االتفاقيات الدولية المتضمنة لهذه الحماية
والمرتبطة بقطاع المحروقات (المطلب األول).
ولما كان القانون ظاهرة اجتماعية يتفاعل مع المجتمع ،كان لزاما على الدول سن القواعد القانونية الهادفة
إلى ضبط سلوك اإلنسان في تعامله مع البيئة سواء كان ذلك السلوك ايجابيا أو سلبيا ،عبر توضيح األدوات التي
تكفل إيجاد بيئة صحية وحياة أفضل للجميع(.)4
لقد وضع المشرع الجزائري العديد من النصوص القانونية منذ االستقالل قصد السعي إلى حماية البيئة
والبحث في هذه النصوص يبين لنا مدى تكريس المشرع الجزائري لموضوع حماية البيئة في قطاع المحروقات
(المطلب الثاني).
)(2
BALLANDRAS ROZET Christelle, Les techniques conventionnelles de lutte contre les pollutions et les nuisances et de
prevention des risques technologiques ,These en vue de l’obtention du grade de doctorat, specialite droit de
l’environnement, Faculte de droit, Universite jean moulin – lyon3,2005, P.64.
) (3مسعود عمرانة" ،أليات حماية البيئة في الجزائر" ،مجلة الفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،العدد
التاسع ،2111 ،ص.393.
( )4داود عبد الرزاق الباز ،األساس الدستوري لحماية البيئة من التلوث ،دراسة تحليلية في إطار المفهوم القانوني البيئة والتلوث ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،3770 ،ص.02.
51
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
المطلب األول
تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات في االتفاقيات الدولية
يتمثل القانون الدولي للبيئة في المعاهدات واالتفاقيات الدولية الخاصة بحماية البيئة ،ومن المعلوم أنه في
حال انضمام الدولة إلى االتفاقية الدولية فإن تلك االتفاقية تكتسب قوة القانون الوطني ،بل وأهم منه في بعض
اعتبر المعاهدات التي ()2
األحيان( ،)1حيث نجد أن المشرع الجزائري وفقا للمادة 132من الدستور الجزائري
يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور ،تسمو على القانون .
وبالنظر إلى النتائج المترتبة عن التلوث الذي يهدد البيئة واتخاذه بعدا عالميا كونه أصبح ظاهرة عابرة
للحدود ،ومن أجل مواجهة خطر التلوث ،ومكافحته ثقفنا االهتمام العالمي المكثف لحماية البيئة ،والذي تجسد عبر
()3
. المؤتمرات الدولية واإلقليمية المتعلقة بالبيئة ،إضافة إلى إبرام المعاهدات واالتفاقيات الدولية العديدة
لقد انضمت الجزائر إلى العديد من هذه االتفاقيات الدولية المتضمنة حماية البيئة بمختلف مكوناتها،
وبالنظر إلى الخطر الذي يهدد البيئة نتيجة النشاطات الصناعية في قطاع المحروقات فقد كان لها نصيب من
القواعد القانونية االتفاقية التي تهدف إلى حماية البيئة في هذا اإلطار؛ حيث يمكن تقسيمها إلى ثالثة أشكال وذلك
بالنظر إلى الهدف الذي ترمي االتفاقيات إلى حمايته ،حيث نجد االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من
التلوث (الفرع األول) ،واالتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة الهوائية وطبقة األوزون (الفرع الثاني) إضافة إلى
االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي (الفرع الثالث).
الفرع األول
االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث
انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث بشكل عام؛
وبالبحث في هذه االتفاقيات عن نصيب االهتمام بالتلوث الناجم المحروقات ،فإن األمر يتعلق باالتفاقية الدولية
حول مكافحة تلوث مياه البحر بالمحروقات (أوال) ،واتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي (ثانيا)،
واالتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي للتعويض عن األضرار المترتبة عن التلوث بسبب المحروقات
محـمدود جاسم نجم الراشدي ،ضمانات تنفيذ اتفاقيات حماية البيئة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2114 ،ص.14. ()1
51
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
(ثالثا) ،واالتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث
زيتي (رابعا) ،واالتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي (خامسا) ،واتفاقية حماية
أخير االتفاق شبه اإلقليمي بين الجزائر
البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها (سادسا) ،و ا
والمغرب وتونس المتضمن المخطط االستعجالي شبه اإلقليمي لالستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري في
منطقة جنوب غرب البحر األبيض المتوسط (سابعا).
أوال :االتفاقية الدولية حول مكافحة تلوث مياه البحر بالمحروقات
برزت أولى الخطوات الدولية من أجل حماية البيئة البحرية من التلوث عبر االتفاقية الدولية للوقاية من تلوث
البحار بزيت البترول ،والتي عقدت في لندن في 12ماي ،1954وتالها العديد من االتفاقيات الدولية والتي نظمت
قواعد قانونية عدة لمواجهة تلوث البحار ،ولقد أكدت على ذلك المادة 194من اتفاقية األمم المتحدة بشأن قانون
البحار لسنة ،1992وكذلك المادة 231من ذات االتفاقية والتي ألزمت الدول بضمان تعويض جميع األضرار
الناجمة عن تلوث البيئة البحرية وان تتعاون الدول في تطوير قواعد قانونية ذات الصلة(.)1
انضمت الجزائر بعد االستقالل إلى اتفاقية لندن المنعقدة في 21ماي 2591حول مكافحة تلوث مياه
البحر بالمحروقات( ،)2بتحفظ حول مضمون المادة 14من االتفاقية فيما يخص تسوية النزاعات المتعلقة
باالتفاقية( ،)3وكانت األهداف الرئيسة لالتفاقية تتمثل في حماية البحر والخط الساحلي من التلوث بنفط ،ومنع إلقاء
أو تصريف النفط سواء أكان نفطا خاما أو نفطا ثقيال أو أية زيوت تشحيم ،وتسري هذه القاعدة على السفن التي
تسجل في إقليم أي دولة تعد طرفا في االتفاقية(.)4
وفي سنة 2591عقد مؤتمر الحق حول منع تلوث البحر بالنفط من أجل تعديل اتفاقية لندن لعام 2591
وتضمنت التعديل مجموعة من المسائل الرئيسية تعلقت بتوسيع المناطق المحظور فيها تصريف النفط ،وحضر
تصريف المزيج الزيتي في أي مكان في البحر من قبل ناقالت النفط الجديدة ،كما تم تعديل االتفاقية سنة 2592
والذي يعتبر أخر تعديل لها ،حيث تضمن ترتيبات جديدة متعلقة بحجم الخزانات الموجودة في ناقالت النفط من
أجل التحديد الدقيق لكمية النفط المتسرب حال الجنوح أو التصادم ،وبذلك ألزم كل ربان سفينة أو ناقلة تطبق عليها
)(2
Décret n°. 63-344 , du 11 septembre 1963, Portant adhésion de la république algérienne démocratique et populaire a la
convention internationale pour la prévention de la pollution des eaux de la mer par les hydrocarbures , J.O.R.Ad.P. n°. 66 ,
du 14 septembre 1963.
)(3
Voir article 1er. du decret n°. 63-344 « La republique algerienne democratique et populaire ne se considere par comme
liee par l’article 40 de la dite convention et declare qu’un differend ne peut etre soumis a l’arbitrage qu’avec l’accord de
toutes les parties ».
محمود جاسم نجم الراشدي ،المرجع السابق ،ص.17. ()4
52
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
أحكام االتفاقية أن ميسك سجل للزيوتن حيث يسمح لكل دولة طرف باإلطالع على هذا السجل أثناء وجودها في
ميناء البلد المتعاقد في االتفاقية(.)1
ثانيا :اتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي
لقد تكللت جهود المنظمة البحرية الدولية بإبرام االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية القائمة عن
أضرار التلوث بالزيت في بروكسل سنة ،2595حيث حلت محل اتفاقية لندن ودخلت حيز التنفيذ في سنة
()3
على البروتوكول المتضمن تعديل االتفاقية الدولية بشأن المسؤولية ،)2(2594وصادقت الجزائر سنة 2559
المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام 2595المعد بلندن ،حيث جاء هذا البروتوكول ليؤكد أهمية المحافظة على
قدرة النظام الدولي للمسؤولية والتعويض بشأن التلوث الزيتي على االستمرار ،حيث تطبق هذه االتفاقية حال التلوث
الواقع في إقليم دولة متعاقدة بما في ذلك بحرها اإلقليمي والمنطقة االقتصادية الخالصة(.)4
وبينت المادة 21من البرتوكول المعدل أن الدولة الطرف في هذا البروتوكول والتي ليست طرفا في اتفاقية
المسؤولية لعام 2595أنها ملزمة بأحكام اتفاقية المسؤولية لعام 2595في صيغتها المنقحة بهذا البروتوكول فيما
يتعلق بالدول األطراف األخرى (.)5
ولقد عمد البروتوكول من خالل المادة األولى منه على تحديد أهم المصطلحات المعتمدة كالسفينة (،)6
والزيت ،كما اعتبر أن األضرار الناجمة عن التلوث تظهر في التلف أو الضرر الواقع خارج السفينة نتيجة تلويث
ناجم عن تسرب ،أو تصريف للزيت من السفينة مهما كان موقع التسرب أو التصريف بشرط أن التعويض عن
أضرار البيئة سيقتصر على تكاليف التدابير المعقولة المنفذة فعال أو المزمعة إلعادة الوضع على ما كان عليه (.)7
( )1يوسف محمد عطاري "،القانون الدولي وتلوث البيئة البحرية بالنفط " ،مجلة دراسات في الشريعة والقانون ،كلية الشريعة والقانون
بالجامعة األردنية ،األردن ،المجلد ،33العدد ،2116 ،11ص.73.
محمود جاسم نجم الراشدي ،المرجع السابق ،ص.18 . ()2
مرسوم رئاسي رقم ، 032-08مؤرخ في 08أفريل ،0008يتضمن المصادقة على بروتوكول عام 0003لتعديل االتفاقية الدولية ()3
بشأن المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،30صادر في 30أفريل .0008
انظر المادة 2من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08المرجع السابق. ()4
أنظر المادة 3فقرة 2من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08مرجع سابق .حيث اعتبرت السفينة على أنها كل مركب بحور أو ()6
مركبة بحرية من أي نوع كان تم بناؤها أو تكييفها لنقل الزيت السائب باعتباره بضاعة.
أنظر المادة 3فقرة 0و 0من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08مرجع سابق .حيث اعتبر أن الزيت على أنه كل زيت ()7
هيدروكربوني معدني مداوم مثل الزيت الخام وزيت الوقود وزيت الديزل الثقيل وزيت التزليق ،سواء كان محموال على متن السفينة
كبضاعة أو في مخازن.
53
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
كما بين البروتوكول أن مالك السفينة يكون مسؤوال عن أضرار التلوث الذي تتسبب فيه السفينة نتيجة
الحادث ،وال يجوز رفع دعوى التعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث ضد المالك إال وفقا لهذه االتفاقية مع
عدم جواز رفعها على األجراء أو وكالء المالك ،أو أعضاء الطاقم ما لم يكن الضرر ناجما عن فعل أو تقصير من
جانبهم ،وارتكب بقصد إحداث هذا الضرر أو نتيجة إهمال وعلى وعي باحتمال حدوث الضرر(.)1
ثالثا :االتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث بالمحروقات
تكمن أهمية صناديق التعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث من خالل تبني نظام التعويض عن
األضرار الناجمة عن التلوث ،حيث تسهل للمتضرر الحصول على التعويض الجابر ألضرار التلوث التي تلحق به
حال عدم إمكانية التعويض عن طريق األساليب األخرى كفكرة المسؤولية المدنية أو نظام التأمين الخاص(.)2
ونتيجة للدور المهم لهذه الصناديق خاصة في مجال التلوث الناجم عن المحروقات ،تم إبرام اتفاقية
بروكسل المنعقدة في 19ديسمبر ،1971قصد إحداث صندوق دولي للتعويض عن األضرار المترتبة عن التلوث
الناجم بسبب النفط أو التلوث الزيتي ،حيث انضمت إليها الجزائر سنة 1955بموجب األمر .)3(55 -74كما
على بروتوكول تعديل هذه االتفاقية ،والتي بموجبها تم إنشاء صندوق دولي ()4
صادقت الجزائر سنة 1992
للتعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث ،بغرض توفير وعاء مالي للتعويض عن أضرار التلوث ضمن المدى
الذي تكون فيه الحماية التي تقدمها اتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام ،)5(1992وجاء في
المادة 28فقرة 6من التعديل أن الدولة الطرف في هذا البروتوكول والتي ليست طرفا في اتفاقية الصندوق لعام
1971تكون ملزمة بأحكام هذه االتفاقية في صيغتها المعدلة بهذا البروتوكول.
وبينت المادة 19فقرة 2من البروتوكول أن األطراف تفسر اتفاقية الصندوق لعام 2592وهذا البروتوكول
على إنهما صك واحد ،ويتم تمويل الصندوق من مساهمات الدول األطرف سنويا( ،)6حيث يتم التعويض حال تسبب
حادث بأضرار تلوث واقعة ضمن نطاق االتفاقية فيدفع الصندوق تعويضا ألي شخص يعاني من أضرار التلوث
المادة 2فقرة 0و 3من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08مرجع سابق. ()1
بشأن إنشاء صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث الزيتي لعام ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،30صادر في 30أفريل .0008
المادة 2من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08المرجع السابق. ()5
أنظر المادة 38فقرة 0من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08مرجع سابق. ()6
54
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وذلك إذا عجز هذا الشخص عن الحصول على تعويض كامل وكاف عن األضرار بمقتضى شروط اتفاقية
المسؤولية لعام ،2595واتفاقية الصندوق لعام ،2592واتفاقية المسؤولية لعام .)1(2551
رابعا :االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار حال وقوع حادث تلوث زيتي
()2
إلى االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع انضمت الجزائر سنة 2111
حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث زيتي والمعدة في بروكسل في 29نوفمبر ،1969وبروتوكولها المبرم في
لندن في 2نوفمبر ،1973حيث جاءت هذه االتفاقية نتيجة وعي أطرافها بضرورة حماية مصالح الشعوب من
العواقب الوخيمة للتلوث الناجم عن الحوادث البحرية التي تعرض البحار والسواحل إلى خطر التلوث (.)3
وفسحت اإلتفاقية المجال أمام األطراف المتعاقدة للتدخل في أعالي البحار التخاذ ما تراه مناسبا وضروريا من
أجل منع أو تخفيف أو استئصال األخطار الجسيمة المحدقة بسواحلها ،أو بالمصالح ذات الصلة ،والناشئة عن
التلوث أو التهديد بالتلوث بالزيت ،وذلك في أعقاب حادثة بحرية أو أعامل تتعلق بها(.)4
وبينت المادة الثالثة من االتفاقية التدابير المتخذة حال ممارسة دولة ما حقها في اتخاذ إجراءات للتدخل عند
وقوع تلوث زيتي( ،)5حيث تقتضي بدأ الدولة الساحلية التشاور مع الدول األخرى المتأثرة بالحادثة البحرية السيما
دولة أو دول العلم ،ثم تقوم الدولة الساحلية بدون تأخير بتبليغ اإلجراءات المقترحة إلى أي شخص طبيعي أو
اعتباري تعرفهم الدولة أو أخطرت بهم أثناء المشاورات ،والذين تتواجد لهم مصالح ينتظر أن تتأثر اعتياديا بتلك
اإلجراءات ،ويمكن للدولة الساحلية التشاور مع خبراء مستقلين يختارون من قائمة تحتفظ بها المنظمة (.)6
كما سمحت االتفاقية نظ ار للظروف اإلستعجالية التي تتطلب إجراءات فورية اتخاذ الدولة الساحلية
اإلجراءات التي تفرضها الحالة العاجلة بدون إخطار أو استشارة مسبقين أو بدون متابعة ما بدأته من مشاورات.
حيث تبذل قبل اتخاذها ألية تدابير أو أثناء تنفيذها كل ما بوسعها لتفادي تعريض الحياة البشرية ألية خطر،
المادة 20مكرر فقرة (ب) من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08مرجع سابق. ()1
مرسوم رئاسي رقم ،320-00مؤرخ في 07جويلية ،3700يتضمن انضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى االتفاقية ()2
الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث زيتي ،المعتمدة ببروكسل في 30نوفمبر
سنة 0000وبروتوكولها المبرم بلندن في 3نوفمبر سنة ،0002ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 02أوت .3700
بينت المادة 3فقرة 2من المرسوم الرئاسي رقم ،320-00تعريف الحادثة البحرية والتي اعتبرتها اصطدام السفن أو جنوحها أو ()3
أي حادث من حوادث المالحة أو أي حدث على متن السفينة أو خارجها مما يسفر على خسارة مادية للسفينة أو لحمولتها أو عن
خطر وشيك بذلك .كما اعتبرت السفينة أنها أية سفينة بحورة مهما كان نوعها وأي مركب طائف باستثناء الهياكل أو النبائط التي
تعمل على استكشاف واستغالل موارد قيعان البحار والمحيطات وطبقاتها التحتية ،واعتبرت الزيت على انه النفط الخام وزيت الوقود
وزيت الديزل وزيت التشحيم.
أنظر ديباجة االتفاقية والمادة 0من المرسوم الرئاسي رقم ،320-00المرجع السابق. ()4
55
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ولتقديم أية مساعدة قد يحتاج إليها طاقم السفينة ،كما تبلغ اإلجراءات المتخذة للدول المعنية والى األشخاص
الطبيعيين أو االعتباريين المعنيين والمعروفين ( ،)1ولقد تبع المصادقة على االتفاقية بروتوكول متعلق بالتدخل في
()2
المبرم بلندن في 2نوفمبر 1973وقد تم تحديد أعالي البحار في حاالت التلوث بمواد غير الزيت لعام 1973
قائمة للمواد المعبر عنها بمصطلح "غير الزيت" ضمن الملحق المرتبط بهذا البروتوكول.
خامسا :االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي
انضمت الجزائر إلى االتفاقية الدولية المتعلقة باالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة
2554والمحررة بلندن يوم 04نوفمبر سنة 2554بموجب المرسوم الرئاسي ،)3( 019-41وابرمت االتفاقية نتيجة
إدراك األطراف لما تتعرض له البيئة البحرية من خطر شديد بسبب التلوث الزيتي نتيجة السفن والوحدات البحرية،
والموانئ ومرافق مناولة الزيت(.)4
كما أكدت أهمية االستعداد الفعال لمكافحة حوادث التلوث الزيتي والدور الهام الذي يضطلع به قطاع النفط
والنقل البحري في هذا الصدد(.)5
واعتمدت االتفاقية آليات الوقاية من التلوث الزيتي ،وبذلك فقد ألزمت كل طرف أن يطلب من السفن
الحاملة لعلمه أن تحمل على متنها خطط طوارئ للتلوث الزيتي( ،)6وألزمت الربابنة أو األشخاص المسؤولين عن
أنظر المادة 0فقرة ه ،وفقرة و من المرسوم الرئاسي رقم ،320-00مرجع سابق. ()1
لقد تم إدراج البروتوكول المتعلق بالتدخل في أعالي البحار في حاالت التلوث بمواد غير الزيت لعام ،0002المبرم بلندن في 3 ()2
في ميدان التلوث الزيتي لسنة ،0007المحررة بلندن يوم 27نوفمبر سنة ،0007ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 02أكتوبر
.3772
ورد في المادة 1من االتفاقية جملة من التعريفات لمجموع المصطلحات المعتمدة في االتفاقية وكان أولها مصطلح الزيت والذي ()4
عرفته بأنه النفط في كل أشكاله بما في ذلك الزيت الخام ،زيت الوقود ،والحمأة ،والحثالة الزيتية والمنتجات المكررة .كما اعتبرت
االتفاقية وفقا للمادة 1منها أن حادث التلوث الزيتي هو كل حادث وسلسلة من األحداث ذات المنشأ الواحد والذي يسفر أو قد يسفر
عن تصريف للزيت ويشكل خط ار على البيئة البحرية أو الشريط الساحلي ،أو المصالح ذات الصلة لدولة او أكثر ،ويتطلب عمال
طارئا أو استجابة فورية أخرى .واعتبرت االتفاقي ة السفينة على أنها مركب من أي نوع كان يعمل في البيئة البحرية ويشمل القوارب
الزالقة والمركبات ذات الوسائد الهوائية والغواصات والطافيات من أي طراز ،كما اصطلحت بالوحدات البحرية عن المنشآت البحرية
الثابتة أو العائمة التي تقوم بعمليات استكشاف للغاز أو النفط أو استغالله أو إنتاجه أو في تحميل أو تفريغ الزيت .وجعلت االتفاقية
من الموانئ البحرية ومرافق مناولة الزيت كل مرفق يشكل تهديدا بوقوع حادث تلوث زيتي وتشمل ضمن ما تشمل الموانئ البحرية
والفرض النفطية ،وخطوط األنابيب والمرافق األخرى لمناولة الزيت.
أنظر ديباجة االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة .0007 ()5
أنظر المادة 2فقرة 0من المرسوم الرئاسي رقم ،230-72المرجع السابق. ()6
56
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
السفن ،أو عن الوحدات البحرية (المنشآت النفطية) الخاضعة لواليتها رفع تقرير عن أي حادث أو تصريف للزيت
أو وجود الزيت على متن سفنهم أو وحداتهم البحرية يشتمل على تصريف فعلى أو محتمل للزيت (.)1
كما حثت االتفاقية كل طرف على ضرورة إنشاء نظام وطني للتصدي بصورة فورية وفعالة لحوادث التلوث
الزيتي ،حيث يجب أن يحتوي هذا النظام كحد أدنى على تعيين السلطة ،أو السلطات الوطنية المختصة المسؤولية
عن االستعداد والتصدي للتلوث الزيتي ،وبيان نقطة أو نقاط االتصال المسؤولة عن استقبال وبث التقارير عن
التلوث ،إضافة إ لى وضع خطة وطنية لالستعداد والتصدي تشمل العالقة التنظيمية لمختلف الهيئات المعنية سواء
العامة منها أو الخاصة ،مع مراعاة الخطوط التوجيهية الموضوعة من قبل المنظمة(.)2
ووفقا للمادة 9فقرة 1من االتفاقية ،فإنه على كل طرف أن يقوم ضمن طاقته بصورة فردية أو عبر التعاون
بإنشاء مستوى أدنى من المعدات مسبقة التخزين بما يتناسب مع المخاطر المماثلة ،وبرامج استخدامها ،ووضع
برنامج لتمارين التصدي للتلوث الزيتي وتدريب العاملين ،عبر تكريس خطط تفصيلية وطاقات انتشال للتصدي
لحوادث التلوث الزيتي مع قطاعات النفط والنقل البحري وسلطات الموانئ والهيئات المعنية األخرى.
كما حثت االتفاقية وفقا للمادة 9الدول األطراف على التعاون الدولي في التصدي للتلوث وذلك في حدود
طاقتاها ومدى توافر الموارد المعنية ،بتقديم الدعم الفني والمعدات للتصدي للتلوث الزيتي ،ودعم التعاون من أجل
البحوث والتطوير المتعلق بالنهوض باالبتكارات لالستعداد والتصدي للتلوث الزيتي ،كما شجعت التعاون التقني من
أجل تدريب العاملين واإلمداد بالمعدات والمرافق الضرورية للتصدي للتلوث الزيتي(.)3
سادسا :اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها
انضمت الجزائر إلى اتفاقية برشلونة المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث( ،)4والتي انعقدت
في 16فيفري ،1976حيث تم ابرام هذه اإلتفاقية نتيجة وعى األطراف المتعاقدة بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها
من تهديد للبيئة البحرية ولتوازن العالقة ()5
لتأمين مصلحة األجيال الحاضرة والمقبلة باعترافها بما يترتب عن التلوث
بينها وبين الكائنات الحية ولمواردها ولنواحي استخدامها المشروعة ،كما حددت االتفاقية مجال التطبيق من الناحية
أنظر المادة 2فقرة 0أ ،ب من مرسوم رئاسي رقم ،230-72مرجع السابق. ()1
أنظر المادة 0فقرة 0من المرسوم الرئاسي رقم ،230-72مرجع سابق. ()2
أنظر المادة 8والمادة 0من المرسوم الرئاسي رقم ،230-72مرجع سابق. ()3
مرسوم رقم ،02-87مؤرخ في 30جانفي ،0087يتضمن إنضمام الجزائر إلى إتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث ()4
المبرمة ببرشلونة في 00فبراير سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،0صادر في 30يناير .0087
بينت المادة 3من المرسوم رقم ،02-87أن التلوث هو كل عمل يقوم به اإلنسان سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة بإدخال اية ()5
صنوف من الطاقة إلى البيئة البحرية مما يسبب اثا ار مؤذية كإلحاق الضرر بالموارد الحية وأن تكون مصدر خطر على الصحة
البشرية.
57
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الجغرافية بمنطقة البحر األبيض المتوسط بخلجانه وبحاره مع اعتبار أن المياه الداخلية لألطراف المتعاقدة ال تشمل
منطقة البحر األبيض المتوسط(.)1
وتتعهد األطراف المعنية بموجب االتفاقية سواء منفردة أو مشتركة باتخاذ كافة التدابير المناسبة بغية وقاية
منطقة البحر األبيض المتوسط من التلوث والتخفيف من حدته ومكافحة وحماية البيئة في المنطقة وتحسينها ،كما
تتعهد األطراف باتخاذ اإلجراءات الضرورية لمعالجة حاالت التلوث الطارئة في المنطقة مهما كانت أسبابها والحد
من التلف الناجم عن ذلك أو إزالته ( ،)2وما يالحظ في هذا الصدد أن االتفاقية قد وسعت من مجال التعاون في
مكافحة أي نوع من أنواع التلوث المهدد لمنطقة البحر األبيض المتوسط وذلك في الحاالت الطارئة والتي يمكن أن
تنجر النشاطات المتعلقة بالمحروقات.
ولقد فتحت االتفاقية المجال أمام عقد بروتوكوالت إضافية من أجل توسيع مجاالت حماية البيئة البحرية في
منطقة البحر األبيض المتوسط( ،)3ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث لسنة
،1976قد تم تعديلها في 11جوان 1995ببرشلونة( ،)4حيث أن أول تعديل كان متعلق بعنوان االتفاقية والذي تم
إعادة صياغته إلى اتفاقية حماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط(.)5
كما مكن تعديل االتفاقية من تمديد مجال تطبيقها على المناطق الساحلية( ،)6ولعل أبرز ما جاء به التعديل
هو إق ارره لمقتضيات حماية البيئة من أجل تفعيل التنمية المستدامة ،وذلك بمنع التلوث في منطقة البحر المتوسط،
والتخفيف منه ومكافحته والقضاء عليه إلى أقصى حد ممكن من أجل حماية البيئة البحرية وصيانتها من أجل
المساهمة في التنمية المستدامة(.)7
كما حث التعديل على تطبيق جملة من المبادئ من أجل حماية البيئة ،ونجد في ذلك تطبيق مبدأ الحذر
والذي يستند على وجود تهديدات خطيرة أو ضرر دائم حيث أن االفتقار لدليل أو يقين علمي كامل ال يستخدم
كسبب لتأجيل ا تخاذ التدابير لوقف تدهور البيئة ،إضافة إلى وجوب تطبيق مبدأ الغرم الملوث الذي يستند على
تكاليف منع التلوث وتدابير مكافحته والتخفيف منه حيث يتحملها الملوث ،مع إيالء العناية للمصلحة العامة.
مرسوم رئاسي رقم ،020-72مؤرخ في 38أفريل ،3772يتضمن التصديق على تعديالت اتفاقية حماية البحر المتوسط من ()4
التلوث ،ببرشلونة يوم 07يونيو سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ، 38صادر في 70مايو .3772
راجع ديباجة تعديل اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث ،ببرشلونة يوم 07يونيو سنة ،0000الفقرة أ. ()5
58
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ودعم التعديل أيضا القيام بتقييم األثر البيئي لألنشطة المقترحة التي من المحتمل أن تسبب أثر ضار على
البيئة البحرية ،والتي تخضع لترخيص من السلطات الوطنية المختصة كوسيلة للحفاظ على البيئة البحرية حال
النشاطات والمنشآت التي تكون على مستوى البحر المتوسط .وحث الدول كذلك على التعاون فيما بينها حول
إجراءات تقييم األثر البيئي والمتعلق باألنشطة التي تقع تحت واليتها القضائية ،أو سيطرتها والتي قد تكون لها آثار
ضارة مهمة على البيئة(.)1
وأل زم التعديل اعتماد األطراف المتعاقدة لتشريعات وطنية تنفيذا لالتفاقية والبروتوكوالت المتعلقة بها( ،)2كما
أتاحت المادة 11إمكانية اإلعالم الجماهيري والمشاركة والتي تقتضي ضمان األطراف المتعاقدة قيام سلطاتها
بإتاحة الوصول على المعلومات المناسبة عن حالة البيئة من طرف الجمهور ،وعن األنشطة أو التدابير التي تؤثر
أو يحتمل أن تؤثر عليها بطريقة مباشرة وعن األنشطة المنفردة أو التدابير المتخذة طبقا لالتفاقية.
وفيما يخص المسؤولية عن األضرار الناجمة عن التلوث تتعهد األطراف بالتعاون من أجل اعتماد قواعد
واجراءات مناسبة لتحديد المسؤولية عن الضرر الناجم عن تلوث البيئة البحرية في منطقة البحر المتوسط (.)3
.4بروتوكول حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث بسبب رمي النفايات من السفن والطائ ارت
()4
الخاص بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث الناشئ عن رمي صادقت الجزائر على البروتوكول
النفايات من السفن والطائرات( ،)5الذي تم توقيعه في برشلونة يوم 16فبراير سنة ،1976حيث يعتبر كامتداد
لالتفاقية المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث ،وقد بين البروتوكول المقصود من النفايات أو المواد
األخرى جميع المواد مهما كان نوعها أو وصفها أو شكلها ،واعتبرت أن كل إغراق هو كل تخلص متعمد من
النفايات أو المواد األخرى في البحر من السفن أو الطائرات( ،)6وبالرجوع إلى المادة الرابعة من البروتوكول نجد أنها
حضرت إغراق النفايات والمواد األخرى المدرجة في الملحق األول من البروتوكول والذي نجد فيه من خالل الفقرة
مرسوم رقم ،73-80مؤرخ في 00جانفي ،0080يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بحماية البحر األبيض المتوسط ()4
من التلوث الناشئ عن رمي النفايات من السفن والطائرات ،والموقع في برشلونة يوم 00فبراير سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،2
صادر في 37جانفي .0080
بينت المادة 3فقرة 0من المرسوم رقم ،73-80أن المقصود بالسفن والطائرات هي كل المراكب التي تسير فوق الماء وتحته ()5
والطائرات مهما كان نوعها ،حيث يضم هذا التعبير المراكب التي تسير فوق الوسائد الهوائية والمراكب العائمة سواء كانت ذاتية الحركة
أو ال وكذلك األرصفة البحرية والمنشئات البحرية ومعداتها ،وما يالحظ بخصوص هذا الوصف اعتبار المنشئات البحرية بصورة عامة
محل مخاطبة من هذه االتفاقية والتي قد تظهر في شكل منشئات بحرية متعلقة بمختلف النشاطات المتعلقة بالمحروقات.
المادة 3فقرة 3من المرسوم رقم ،73-80مرجع سابق. ()6
59
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
السادسة حضر إغراق النفط والمواد الهيدروكربونية المشتقة من النفط ،وأي خليط يشتمل على أي منها مما يتم
حمله بهدف إغراقه في البحر.
.2البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث البحر األبيض المتوسط بالنفط
إضافة إلى البروتوكول السابق الذكر صادقت الجزائر على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث
البحر األبيض المتوسط بالنفط والمواد الضارة األخرى في الحاالت الطارئة ( ،)1والموقع في برشلونة يوم 16فبراير
سنة ،1976والذي يعتبر بدوره كا متداد لالتفاقية المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث ،حيث جاء
هذا البروتوكول نتيجة إدراك الدول األعضاء أن التلوث الخطير لمياه البحر األبيض المتوسط والناجم عن النفط
والمواد الضارة األخرى ،ينطوي على خطر بالنسبة للدول الساحلية ،والنظام اإليكولوجي البحري ،وبذلك يجب
مكافحة هذا التلوث عبر تعاون جميع الدول من أجل ذلك ( ،)2باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة ،السيما في حاالت
الخطر الشديد والوشيك الذي يهدد البيئة البحرية بساحلها أو بمصالحها ،حال وجود كميات من النفط أو المواد
الضارة األخرى الناجمة عن أسباب عرضية أو عن تراكم إف ارزات ضئيلة أخذت تلوث البحر أو تعرضه للتلوث (.)3
وعلى األطراف سواء منفردة أو عبر التعاون الثنائي أو المتعدد أن تقوم بإعداد وتطوير خطط متعلقة
بالطوارئ وبأساليب مكافحة التلوث الناجم عن النفط أو بغيره من المواد الضارة ،من خالل تسخير معدات وسفن
وطائرات وقوى عاملة مدربة من أجل مباشرة العمليات في الحاالت الطارئة .كما تتعهد األطراف بتبادل المعلومات
واألساليب الجديدة التي تؤدي إلى تفادي تلوث البحر بالنفط وبالمواد الضارة األخرى ،والتدابير الجديدة لمكافحة
التلوث بإحداث برامج البحوث المتصلة بذلك ،إضافة إلى التعهد بالتنسيق عبر وسائل االتصال الموجودة من أجل
نقل ونشر كل التقارير العاجلة المتعلقة بالحوادث المسببة للتلوث (.)4
ولقد بين البروتوكول الواجبات الملقاة على عاتق األطراف حال التعرض لحالة من حاالت التلوث بالنفط،
وذلك بضرورة إجراء التقديرات الالزمة لطبيعة ومدى اإلصابة ،إضافة إلى تحدد نوع النفط أو المواد الضارة األخرى
وكمياتها التقريبية ،واتجاه انجرافها وسرعتها ،واتخاذ التدابير العملية للحيلولة دون التلوث والحد منه( ،)5كما يتعهد
كل طرف بإصدار تعليمات على ربابنة السفن التي ترفع أعالمها ،والى قادة الطائرات المسجلة في أراضيها،
مرسوم رقم ،72-80مؤرخ في 00جانفي ،0080يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث البحر ()1
األبيض المتوسط بالنفط والمواد الضارة األخرى في الحاالت الطارئة ،والموقع في برشلونة يوم 00فبراير سنة ،0000ج .ر .ج .ج.
عدد ،2صادر في 37جانفي .0080
راجع ديباجة االتفاقية المصادقة على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث البحر األبيض المتوسط بالنفط والمواد ()2
الضارة األخرى في الحاالت الطارئة ،والموقع في برشلونة يوم 00فبراير سنة .0000
أنظر المادة 0من المرسوم رقم ،72-80المرجع السابق. ()3
أنظر المادة 2والمادة 0والمادة 0من المرسوم رقم ،72-80مرجع السابق. ()4
61
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
تطالبهم بإخطار أحد األطراف أو المراكز اإلقليمية المخصصة لذلك بأسرع الطرق من أجل التبليغ عن الحوادث
التي يحتمل أن تسبب في تلوث مياه البحر بالنفط أو بمواد ضارة أخرى ،إضافة إلى بيان إمكانية انسكاب للنفط أو
غيره من المواد الضارة األخرى والتي بدورها تهدد خط ار وشيكا للبيئة البحرية أو للساحل(.)1
.3بروتوكول التعاون لمنع التلوث من السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ
على البروتوكول المتعلق بالتعاون من أجل منع التلوث من السفن ومكافحة ()2
صادقت الجزائر سنة 2115
تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ المحرر في فاليتا (مالطا) يوم 25جانفي ،2112والذي جاء نتيجة لرغبة
األطراف المتعاقدة تنفيذ المادتين 6و 9من اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث المعتمدة في برشلونة سنة
1976والمعدلة سنة .1995
وقد أكد أطراف البروتوكول بأن التلوث الجسيم الفعلي أو المحتمل للبحر المتوسط يشكل خط ار على الدول
الساحلية وعلى البيئة البحرية ،حيث أن األمر يقتضي التعاون لمنع التلوث من السفن وللتصدي لحوادث التلوث
بغض النظر عن مصدرها ،كما أكد البروتوكول على وضع الدول األعضاء موضع التطبيق المبدأ التحوطي ومبدأ
الغرم على الملوث ،وطريقة تقدير األثر البيئي ،وباستخدام التقنيات المتاحة المثلى والممارسات البيئية الفضلى على
نحو ما تنص عليه المادة الرابعة من االتفاقية(.)3
ودعا البروتوكول األطراف إلى التعاون على االسترداد في حالة تصريف مواد خطرة وضارة في عبوات بما
في ذلك الصهاريج وحاويات الشحن والعربات الصهريجية بأنواعها حال سقوطها في البحر حيث تتعاون على
انتشال هذه العبوات واسترداد تلك المواد بما يكفل تفادي الخطر المحدق بالبيئة البحرية والساحلية والتخفيف منه(.)4
وتتعهد األطراف بموجب أحكام المادة 6بتزويد األطراف األخرى بالهيئة المختصة أو السلطات الوطنية
المسؤولة عن مكافحة تلوث البحر بالزيت والمواد الخطرة الضارة ،وكذا السلطات الوطنية المختصة المسؤولة عن
تلقي التقارير عن تلوث البحر بالزيت والمواد الضارة األخرى ،وكذا السلطات الوطنية المخولة بالعمل نيابة عن
الدولة فيما يتعلق بتدابير المساعدة والتعاون المتبادلين بين األطراف ،والمنظمة أو السلطات لوطنية المسؤولة عن
مرسوم رئاسي رقم ،00-70مؤرخ في 02فيفري ،3770يتضمن التصديق على البروتوكول المتعلق بالتعاون في منع التلوث من ()2
السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ ،المحرر في فاليتا (مالطة) يوم 30يناير سنة ،3773ج .ر .ج .ج .عدد
،03صادر في 02فبراير .3770
أنظر ديباجة البروتوكول المتعلق بالتعاون في منع التلوث من السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ ،فقرة 0و ()3
61
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
تنفيذ االتفاقية الدولية المعنية واللوائح المطبقة األخرى ذات الصلة ،كما تتعهد األطراف بتحديد ما وضعته من لوائح
إلى جانب تحديد الطرق الحديثة وما استحدث من تكنولوجيا في الرصد وتطوير البرامج لتفادي التلوث الزيتي(.)1
وبينت المادة 9من البروتوكول إجراءات اإلبال ،،عبر إلزام كل طرف بإصدار تعليمات إلى ربابنة السفينة
واألشخاص اآلخرين المسؤولين عن السفن التي ترفع علمه والى المالحيين المسؤولين على السفن و الطائرات بأن
يقوموا عبر أسرع القنوات وأوفاها في الظروف القائمة بإخطار أقرب دولة ساحلية حال الحوادث التي تسفر أو قد
تسفر عن تصريف الزيت ،وحال االنسكاب الملحوظ في البحر ،وألزم كل طرف يواجه حادث تلوث بأن يجري
التقديرات الضرورية لطبيعة الحادث ومقداره وأثاره المحتملة واتخاذ التدابير العملية لمنع آثار التلوث ،وهذا موازاة مع
إبال ،المنظمة البحرية الدولة أو المركز اإلقليمي المعد لذلك(.)2
وفيما يخص تدابير المنشئات البحرية والموانئ فعلى كل طرف اتخاذ الخطوات الضرورية الكفيلة بأن تتوافر
على متن السفن التي ترفع علمه خطط طوارئ التلوث ،كما يلزم ربابنة السفن بإتباع تلك الخطط حال وقوع التلوث
وتزويد السلطات المعنية بالمعلومات المفصلة عن السفينة وبضاعتها ،إضافة إلى إلزام المسؤولين عن الموانئ
البحرية ومرافق المناولة الخاضعة لواليته بتوفير خطط للتلوث أو ترتيبات مماثلة منسقة مع النظام المعتمد من
السلطة المختصة ،أما المنشآت البحرية فعلى كل طرف أن يلزم المشغلين المسؤولين عن المنشآت الحرية الخاضعة
لواليته بتوفير خطط طوارئ لمكافحة حوادث التلوث على أن تكون منسقة مع النظام الوطني المنشأ ووفقا
لإلجراءات الموضوعة من قبل السلطة الوطنية المختصة(.)3
كما بين البروتوكول من خالل أحكامه الختامية أثره على التشريعات الوطنية للدول األعضاء حيث فسح
المجال لحق األطراف في اعتماد إجراءات محلية اشد صرامة أو إجراءات أخرى بما يتماشى مع القوانين الدولية
بشأن المسائل التي يعالجها هذا البروتوكول(.)4
.1البروتوكول المتعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من مصادر برية
صادقت الجزائر سنة 1982على البروتوكول المتعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من
مصادر برية( ،)5وعبر البروتوكول عن رغبة األعضاء في تطبيق الفقرة الثانية من المادة الرابعة والمادتين الثامنة
أنظر المادة 0فقرة ه ،وفقرة و من مرسوم رئاسي رقم ،00-70مرجع سابق. ()1
مرسوم رئاسي رقم ،220-83مؤرخ في 00ديسمبر ،0083يتضمن إنضمام الجمهورية الج ازئرية الديمقراطية الشعبية إلى ()5
البروتوكول المعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من مصادر برية المبرم بأثينا في 00ماي سنة ،0087ج .ر .ج .ج.
عدد ، 00صادر في 00ديسمبر .0083
62
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
والخامسة عشر من اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث .كما ورد في ديباجة البروتوكول إيالء الدول األعضاء
االهتمام بمنطقة البحر األبيض المتوسط نتيجة التزايد السريع لألنشطة البشرية وخاصة في ميداني التصنيع
والعمران ،إضافة إلى االعتراف بالخطر المهدد للبيئة البحرية والصحة البشرية من التلوث.
وبينت أحكام المادة 4من البروتوكول مجال تطبيقه وهي التصريفات الملوثة الناجمة من مصادر برية تقع
في تراب األطراف وخاصة عن طريق التصريف في البحر باإللقاء من الساحل بصورة غير مباشرة عن طريق
األنهار أو المجاري المائية األخرى بما في ذلك المجاري المائية الباطنية ،كما ينطبق البروتوكول أيضا على
التصريفات الملوثة الصادرة عن منشآت إصطناعية ثابتة بالبحر تكون خاضعة لوالية احد األطراف والمستعملة
ألغراض أخرى غير استكشاف واستغالل الموارد المعدنية للجرف القاري أو قاع البحر وباطن األرض(.)1
وباستقراء مضمون المادة السابقة الذكر ،فإن مختلف المنشآت التابعة للصناعة البترولية والتي نجدها في
قطاع المحروقات تكون محل تطبيق هذا البروتوكول ،وذلك بالنظر إلى تأثير هذه الصناعة على المياه سواء
السطحية أو الباطنية نتيجة إلقاء الملوثات الناجمة عن الصناعة البترولية فيها ،إضافة إلى الوصف المتعلق
بالمنشآت الصناعية البحرية الثابتة والتي تدخل في نطاقها المنشآت البحرية المتعلقة بالصناعة البترولية.
وألزم البروتوكول الدول األطراف على القضاء على التلوث الناجم من مصادر برية والحاصل في منطقة
البروتوكول نتيجة المواد المرفقة في الملحق األول( ،)2وبالرجوع إلى الملحق األول نجد جملة من المواد والتي يظهر
من ضمنها زيوت التشحيم المستعملة ،والمواد االصطناعية الصامدة التي فد تطفو أو تغطس أو تبقى معلقة أو التي
قد تعرقل أي استعمال مشروع للبحر ،ولعل جملة األوصاف السابقة تنطبق على المواد البترولية بمختلف أنواعها.
كما ألزمت المادة 6من البرتوكول الدول األطرف بصرامة على ضرورة تخفيض التلوث من مصادر برية
بسبب المواد الواردة في الملحق الثاني من البروتوكول ،وبالرجوع إلى هذا الملحق نجد ضمن المواد الملوثة الواردة
فيه ،إدراج النفط الخام والزيوت الهيدروكربونية من مختلف المصادر ،حيث يخضع تصريف هذه المواد إلى
الترخيص من جانب السلطات الوطنية المختصة(.)3
وما يالحظ من خالل أحكام المواد 5و 6والملحقين التابعين لهما أن البروتوكول قد إلتزم األطراف بالقضاء
على التلوث الناتج من المواد الموجودة في الملحق األول ،أما أحكام المادة 6فقد ألزمت األطراف بصرامة بضرورة
التخفيض أو التقليل من المواد الملوثة المدرجة في الملحق الثاني والتي كان النفط من مكوناتها بصريح النص،
حيث يخضع تصريفها إلى الترخيص من السلطة المختصة.
63
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
مرسوم رئاسي رقم ،273-70مؤرخ في 73سبتمبر ،3770يتضمن التصديق على االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية ()1
الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة المغربية وحكومة الجمهورية التونسية المتضمن المخطط االستعجالي شبه اإلقليمي بين الجزائر
والمغرب وتونس لالستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري في منطقة جنوب غرب البحر األبيض المتوسط ،الموقع بالجزائر في 37
يونيو سنة ،3770ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 78أكتوبر .3770
أنظر ديباجة االتفاق ضمن المرسوم الرئاسي رقم ،273-70المرجع السابق. ()2
أنظر المادة 3و 2من المرسوم الرئاسي رقم ،273-70مرجع سابق. ()3
أنظر الملحق ضمن 0-0المقدمة فقرة 0من المرسوم الرئاسي رقم ،273-70مرجع سابق. ()4
64
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وبين االتفاق من خالل الملحق المتصل به أن الغرض من التعاون لمكافحة حوادث التلوث البحري هو
تفعيل تقديم المساعدة المتبادلة عبر المخطط اإلقليمي المعتمد ،كما ألزم األطراف بتحديد مستويين من المسؤولية
بشأن تنفيذ المخطط اإلقليمي وهما المستوى الحكومي والمستوى العملي(.)1
وعلى مستوى الجانب الحكومي فإن السلطة المختصة المعينة رسميا من طرف الحكومة الجزائرية هي
الو ازرة المكلفة بالبيئة ،وبالتخصيص رئيس اللجنة الوطنية تل البحر ،حيث تضمن مسؤولية هذه السلطة تنفيذ تشغيل
المخطط اإلقليمي ،واخطار السلطة العملية للتنفيذ ،وكذا اإلشراف على تنفيذ المخطط اإلقليمي ،ومراجعة وتعديل
المخطط اإلقليمي ،واإلشراف على إعداد وتنفيذ المخطط الوطني أو خطة الطوارئ الوطنية والتأكد من توافقها مع
المخطط اإلقليمي ،إضافة إلى الحرص على تبادل المعلومات والجوانب القانونية والتنظيمية والعملية(.)2
أما على المستوى العملي فقد حدد االتفاق مسؤولية تنفيذ الجوانب العملية للمخطط اإلقليمي والعمليات
المشتركة على عاتق الدول األطراف والتي تم تحديدها في مخطط الطوارئ اإلقليمي عبر رسم بياني لهيكل القيادة
وخطط اال تصال المبين بملحق اإلنفاق حيث تم بيان مراحل وكيفية العمل والتنسيق بينها بصورة دقيقة ومحددة
ضمن باقي األقسام الفرعية للملحق(.)3
الفرع الثاني
االتفاقيات المتعلقة بحماية طبقة األوزون
هناك العديد من االتفاقيات الدولية التي تهدف إلى منع تلوث البيئة الهوائية وتحميل الدول المسؤولية الدولية
عند عدم اتخاذها اإلجراءات القانونية والحيطة والحذر من تلوث البيئة ( ،)4وقد انضمت الجزائر إلى العديد من
االتفاقيات المتضمنة حماية البيئة الهوائية ،غير أنه توجد اتفاقيتين فقط لهما عالقة مباشرة بحماية البيئة الهوائية
نتيجة التلوث الناجم عن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات وهما اتفاقية فينا لحماية طبقة األوزون (أوال)،
وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة األوزون (ثانيا).
أنظر الملحق ضمن 2-0المقدمة فقرة 2 ،3 ،0من المرسوم الرئاسي رقم ،273-70حيث بين مجموعة من التعاريف ()1
واالختصارات ولعل أهمها هو تعريف الزيت على انه النفط في كل أشكاله بما في ذلك النفط الخام وزيت الوقود والرواسب الزيتية
والمنتجات المكررة ،واعتبر الحادث البحري هو كل تصادم للسفن أو جنوح أو أي حادث مالحي أو أي حادث أخر يقع على ظهر
السفينة أو خارجها ،ويعد حادث التلوث كل حدث أو سلسلة من األحداث ذات المنشأ الواحد والذي يسفر أو قد يسفر عن تصريف
الزيت ويشكل أو قد يشكل خط ار على البيئة البحرية ويتطلب عمال طارئا أو غيره من التدابير الفورية لمكافحته.
أنظر الملحق ضمن 0-3-3السياسة والمسؤوليات على المستوى الحكومي ،من المرسوم الرئاسي رقم ،273-70مرجع سابق. ()2
أنظر الملحق ضمن 3-3-3السياسة والمسؤوليات على المستوى العملي ،من المرسوم الرئاسي رقم ،273-70مرجع سابق. ()3
65
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
مرسوم رئاسي رقم ،202-03مؤرخ في 32سبتمبر ،0003يتضمن االنضمام إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون المبرمة في ()1
فيينا يوم 33مارس سنة ،0080ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30سبتمبر .0003
ملحق المرسوم الرئاسي رقم ،202-03المؤرخ في 32سبتمبر سنة ،0003المتضمن االنضمام إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة ()2
األوزون المبرمة في فيينا يوم 33مارس سنة ،0080المنشور في ج .ر .ج .ج .للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00
صادر في 30سبتمبر سنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد 00صادر في 30مارس .3777
المادة 3من ملحق المرسوم الرئاسي رقم ،202-03المرجع السابق. ()3
مرسوم رئاسي رقم ،200-03مؤرخ في 32سبتمبر ،0003يتضمن االنضمام إلى بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة ()4
لطبقة األوزون الذي أبرم في مونتريال في 00سبتمبر سنة 0080والى تعديالته (لندن 30و 30يونيو سنة ،)0007ج .ر .ج .ج.
عدد ،00صادر في 30سبتمبر .0003
مرسوم رئاسي رقم ،02-70مؤرخ في 00مارس ،3770يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة ()5
لطبقة األوزون المعتمدة ببيجين في 2ديسمبر سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30مارس .3770
66
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وتم نشر ملحق المرسوم 533-19المتضمن االنضمام إلى االتفاقية في ج .ر .ج .ج .سنة ،)1(2111
وبإعتبار أن أطراف البروتوكول يعدون أطرافا في اتفاقية فينا لحماية طبقة األوزون وبذلك فقد جددوا اعترافهم بأن
إنبعاثات المواد المستنزفة لألوزون على النطاق العالمي يؤدي إلى استنزاف كبير لطبقة األوزون أو إلى تعديلها
بشكل آخر ،األمر الذي يحتمل أن تنتج عنه آثار ضارة للصحة البشرية والبيئة ،وآثار مناخية محتملة نتيجة
إنبعاثات المواد المستنزفة لألوزون ،ونتيجة لذلك فإن األطراف تسعى إلى حماية طبقة األوزون عبر التدابير الوقائية
للحد على نحو عادل من الحجم الكلي إلنبعاثات المواد المستنزفة لألوزون على النطاق العالمي ،مع إزالتها كهدف
نهائي على أساس التطورات في المعرفة العلمية واألخذ في الحسبان االعتبارات الفنية وكذا االقتصادية(.)2
ووضعت االتفاقية من خالل ملحقها قائمة للمواد التي يتم تنظيم انبعاثاتها على الصعيد الدولي ،سواء
أ كانت هذه المواد بذاتها أو موجودة في مخلوط ضمن منتج مصنع ،كما دعت إلى تفعيل الترشيد الصناعي الذي
يقصد به نقل كل المستوى المحسوب لإلنتاج لواحد من األطراف أو جزء من هذا المستوى ،أو االستجابة للنقص
المتوقع في العروض كنتيجة لغلق المصنع( ،)3ويتم تحفيظ نسبة المواد المستهلكة والخاضعة للرقابة وفقا لجدول
أول جوان 2550إلى األول من جويلية ،2559يتم تحفيظ االستهالك زمني محدد ،فبالنسبة للفترة الممتدة من
إلى 94بالمئة سنويا من استهالك سنة ،2599ثم يتم تخفيض االستهالك إلى نسبة 94بالمئة في الفترة الممتدة
من 2جويلية 2559إلى غاية 04جويلية ( ،2555)4وبتعديل لندن المبرم بين 19و 15يونيو سنة ،2554تعهد
األطراف بتحفظ استهالك بعض المواد المدرجة في ملحق االتفاقية إلى نسبة الصفر إلى غاية سنة .1449
وبتعديل بروتوكول مونتريال سنة ،)5(2559أصبح إلزاما على كل طرف أن يحضر في غضون عام واحد
من تاريخ بدء نفاذ البروتوكول ،استيراد أو تصدير المواد الخاضعة للرقابة من أي دولة ليست طرفا في هذا
()7
،إلزام كل طرف اعتبا ار من أول جانفي 1441 البروتوكول ( ،)6كما أكد تعديل بروتوكول مونتريال سنة 2555
ملحق المرسوم الرئاسي رقم 200-03المؤرخ في 32سبتمبر سنة ،0003المتضمن االنضمام إلى بروتوكول مونتريال بشأن ()1
المواد المستنفذة لطبقة األوزون الذي أبرم في مونتريال يوم 00سبتمبر سنة 0080والى تعديالته (لندن 30و 30يونيو سنة ،0007
المنشور في ج .ر .ج .ج ،.عدد ،00صادر في 30سبتمبر سنة ،)0003ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30مارس .3777
أنظر ديباجة ملحق المرسوم الرئاسي رقم ،200-03مرجع سابق. ()2
المادة 0فقرة 2و 8من ملحق المرسوم الرئاسي رقم ،200-03مرجع سابق. ()3
المادة 3فقرة 2،2من ملحق المرسوم الرئاسي رقم ،200-03مرجع سابق. ()4
مرسوم رئاسي رقم ،02-70مؤرخ في 00مارس ،3770يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال الذي اعتمده االجتماع ()5
التاسع لألطراف بمونتريال من 00-00سبتمبر سنة ، 0000ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30مارس .3770
المادة 0من المرسوم الرئاسي رقم ،02-70المرجع السابق. ()6
مرسوم رئاسي رقم ،02-70مؤرخ في 00مارس ،3770يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة ()7
لطبقة األوزون ،المعتمدة ببيجين في 2ديسمبر سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30مارس .3770
67
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
منع تصدير المواد الخاضعة للرقابة المدرجة في المجموعة األولى من المرفق جيم من أية دولة ليست طرفا في
اعتبار من أول جانفي 1429وذلك بإستخدام
ا البروتوكول ،إضافة إلى االمتثال لتدابر الرقابة المنصوص عليها
متوسط المستويات المحسوبة إلنتاجه واستهالكه في سنة .)1(1429
الفرع الثالث
االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي
من أجل وضع حماية فعالة للبيئة الطبيعية عبر المعاهدات واالتفاقيات الدولية ،وافقت الجمعية العامة لألمم
المتحدة في 28أكتوبر ،1992على ما يعرف بالميثاق العالمي للطبيعة ،والذي يعتبر من أهم مصادر القانون
الدولي للبيئة ،والذي جاء ليؤكد ضرورة تفعيل القواعد األخالقية في التعامل مع البيئة ،حيث إعتبر أن كل صورة
من صور الحياة تعتبر قيمة بذاتها ،وتقتضي الحماية بغض النظر عن أهميتها بالنسبة لإلنسان ،وحتى يهتدي
اإلنسان بهذه القيمة البد له أن يضع في حسبانه جملة القواعد األخالقية في التعامل مع البيئة (.)2
وقد انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات المتضمنة حماية التنوع البيولوجي ،وجملة االتفاقيات التي تم
اإلشارة فيها بصريح النص إلى حماية البيئة من جراء التلوث الناجم عن النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات هي
االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية (أوال) ،إضافة إلى اتفاقية ريو دي جانيرو بشأن
التنوع البيولوجي (ثانيا) ،واتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ (ثالثا) ،واإلتحاد الدولي للحفاظ على
الطبيعة وثرواتها (رابعا) ،واتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة (خامسا).
أوال :االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية
تم إبرام االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية بمدينة الجزائر في 29سبتمبر سنة
2599بين 12دولة افريقية( ،)3حيث جاءت االتفاقية لتأكد وعي األطراف بأن األراضي والمياه والنباتات والموارد
الحيوانية تشكل رأس مال ذا أهمية حيوية بالنسبة لإلنسان ،وأن وضع هذه الموارد الطبيعية واإلنسانية بالقارة
اإلفريقية في خدمة التقدم العام لشعوب إفريقيا في جميع ميادين النشاط اإلنساني ،والذي يعد بدوره إحدى مبادئ
ميثاق منظمة الوحدة اإلفريقية.
أنظر المادة 0فقرة 8من المرسوم الرئاسي رقم ،02-70المرجع السابق. ()1
مرسوم رئاسي رقم ،227-83مؤرخ في 00ديسمبر ،0083يتضمن المصادقة على االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على ()3
الطبيعة والموارد الطبيعية الموقعة في 00سبتمبر سنة 0008بالجزائر ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 00ديسمبر .0083
68
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وبينت أحكام المادة األولى من االتفاقية أن الدول المتعاقدة قررت المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية،
وذلك بالتعهد بإتخاذ اإلجراءات الالزمة من أجل ضمان المحافظة واالستعمال والتنمية لألراضي والمياه والنباتات
والموارد الحيوانية ،معتمدة في ذلك على المبادئ العلمية مع األخذ بعين االعتبار المصالح العليا للسكان(.)1
ومنعت االتفاقية بصرامة كل تعدي يصيب المخالف الطبيعية سواء بالصيد البري أو البحري وكذا جميع أنواع
االستغالل الغابي أو الفالحي أو المعدني ،وكذا الحفر والتنقيب وتهيئة األرض والبناء عليها وجميع األعمال التي
ينتج عليها تغير لصورة الموقع والنباتات وتلوث المياه( ،)2وبمراجعة هذه المادة فإن األوساط الطبيعية التي تكون
عرضة لنشاطات البحث والتنقيب واستغالل للمحروقات وما يرافق ذلك من تهيئة وبناء تكون ممنوعة فيها من أجل
حماية البيئة بصورة عامة فيها.
وبينت المادة 1من االتفاقية ضرورة المحافظة على األراضي باتخاذ األطراف المتعاقدة إجراءات فعالة
لحماية األراضي من أنشطة التلوث ،إضافة إلى حماية المياه سواء المياه الجوفية ،أو السطحية من خالل الوقاية
التلوث ومراقبته ،خاصة إذا كانت هذه المياه تهم دولتين متعاقدين أو أكثر ،وكذا تفعيل حماية الوسط النباتي
والحيواني بالمحافظة على األصناف النباتية والموارد الحيوانية (.)3
ثانيا :اتفاقية ريو دي جانيرو بشأن التنوع البيولوجي
()4
على اتفاقية ريو دي جانيرو بشأن التنوع البيولوجي الموقع عليها في 49 صادقت الجزائر سنة 2559
يونيو ،2551وشملت أهداف االتفاقية ضرورة صيانة التنوع البيولوجي واستخدام عناصره على نحو قابل لالستمرار
والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن إستخدام الموارد ونقل التكنولوجيا.
وبينت أحكام المادة 21فقرة أ ضرورة تقييم األثر وتقليل اآلثار المناسبة إلى الحد األدنى من خالل إدخال
إجراءات مناسبة تقتضي تقييم اآلثار البيئية للمشاريع المقترحة المرجح أن تؤدي إلى أثار معاكسة كبيرة على التنوع
المجال للمشاركة الجماهيرية في هذه البيولوجي بغية تفادي أو تقليل هذه اآلثار إلى الحد األدنى ،وافساح
اإلجراءات عند االقتضاء ،كما دعت االتفاقية إلى تشجيع اإلبال ،وتبادل المعلومات والمشاورات على أساس
المعاملة بالمثل حول األنشطة التي تجري داخل إحدى الدول األعضاء ،والتي يرجح أن تؤثر تأثي ار معاكسا كبي ار
()2أنظر المادة 2من المرسوم الرئاسي ،227-83مرجع سابق .كما بينت المادة 0من االتفاقية تعريف مجموعة من المصطلحات
الواردة فيها ،حيث بينت أن الموارد الطبيعية يقصد منها الموارد المتجددة وهي األراضي والمياه والنباتات والحيوانات ،وبينت أن
المخالف الطبيعية هي كل مساحة محمية من أجل مواردها الطبيعية حيث يتم تحديد هذه المساحات من طرف الدولة.
راجع أيضا المواد 0و 0و 0من المرسوم الرئاسي ،227-83مرجع سابق. ()3
أمر رقم ،002-00مؤرخ في 0جوان ،0000يتضمن المصادقة على االتفاقية بشأن التنوع البيولوجي الموقع عليها في ريودي ()4
جانيرو في 0يونيو سنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد 0مؤرخة في 02جوان .0000
69
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
على التنوع البيولوجي في دولة أخرى ،إضافة إلى أخطار الدول األعضاء حال وجود خطر أو تلف وشيك أو جسيم
ينشأ داخل حدود الوالية القضائية للدولة التي يحتمل أن يتعرض التنوع البيولوجي فيها للخطر(.)1
وبينت الفقرة "هـ" من المادة 21ضرورة وضع ترتيبات وطنية من أجل االستجابة في حاالت الطوارئ المتعلقة
باألنشطة أو الحوادث سواء أكانت طبيعية أو غير ذلك التي تمثل خط ار شديدا أو وشيكا على التنوع البيولوجي
وتشجيع التعاون الدولي استكماال للجهود الوطنية بوضع خطط طوارئ مشتركة.
ثالثا :اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ
()2
على اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغيير المناخ والموافق عليها من صادقت الجزائر سنة 9115
طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة في 1ماي ،9119وجاءت االتفاقية نتيجة اعتراف األمم المتحدة بأن
التغير في مناخ األرض يمثل شاغال مشتركا للبشرية نتيجة تزايد تراكيز الغازات الدفيئة في الغالف الجوي من جراء
األنشطة الصناعية البشرية ،مما يسفر عنه استفحال ظاهرة الدفيئة الطبيعية والتي ترفع من درجة ح اررة سطح
األرض والغالف الجوي ،ويمكن أن تؤثر تأثي ار سلبيا على األنظمة االيكولوجية الطبيعية وعلى البشرية(.)3
ك ما تعترف الجمعية العامة لألمم المتحدة بأن الطابع العالمي لتغير المناخ يتطلب أقصى ما يمكن من
التعاون من جانب جميع البلدان ومشاركتها في استجابة دولية فعالة ومالئمة وفقا لمسؤولياتها المشتركة وان كانت
متباينة ووفقا لقدرات كل منها وظروفها االجتماعية واالقتصادية .كما تعترف بالحق السيادي للدول في استغالل
الموارد الخاصة بها بمقتضى سياستها البيئية واإلنمائية فعليها مسؤولية كفالة أال تسبب األنشطة التي تقع داخل
واليتها ،أو تحث سيطرتها ضر ار لبيئة دولة أو مناطق أخرى تقع خارج حدود واليتها الوطنية ،إذ أن األمر يستدعي
ضرورة أن تسن الدول األعضاء تشريعات بيئية فعالة وأن تعكس المعايير البيئية واألهداف اإلدارية وأولويات
اإلطار البيئي واإلنمائي الذي تنطبق عليه(.)4
في الغالف الجوي عند ()5
إن الهدف من هذه االتفاقية هو الوصول إلى تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة
مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب اإلنسان في النظام المناخي ،وينبغي بلو ،هذا المستوى في إطار فترة
مرسوم رئاسي رقم ،00-02مؤرخ في 07أفريل ،0002يتضمن المصادقة على اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ ()2
الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة في 0ماي ،0003ج .ر .ج .ج .عدد ،32صادر في 30أفريل
.0002
أنظر ديباجة االتفاقية فقرة 3،2من المرسوم الرئاسي رقم ،00-02المرجع السابق. ()3
أنظر ديباجة االتفاقية فقرة 0،8من المرسوم الرئاسي رقم ،00-02مرجع سابق. ()4
لقد بينت االتفاقية من خالل المادة األولى فقرة 2و 0مجموعة من المفاهيم المعتمدة فيها ،حيث اعتبرت المقصود من تغير المناخ ()5
كل تغيير فيه يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشري الذي يضفي إلى تغيير في تكوين الغالف الجوي العالمي والذي
يالحظ من خالل التقلب الطبيعي للمناخ على مدى فترات زمنية متماثلة ( .)5وان المقصود من اإلنبعاثات هي مجموع الغا ازت الدفيئة
71
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
زمنية تتيح للنظم اإليكولوجية أن تتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ ،وتضمن عدم تعرض إنتاج األغذية
للخطر ،وتسمح بالمضي قدما في التنمية االقتصادية على نحو مستدام(.)1
وتلتزم األطراف بمقتض ى أحكام المادة الرابعة من االتفاقية وضع قوائم وطنية لحصر اإلنبعاثات البشرية
المصدر من جميع غازات الدفيئة التي ال يحكمها بروتوكول مونتريال ،إضافة إلى وضع برامج وطنية للتخفيف من
تغير المناخ عن طريق معالجة اإلنبعاثات البشرية المصدر من غازات الدفيئة ،والعمل والتعاون على تطوير ونقل
التكنولوجيا ،والممارسات والعمليات التي تكبح ،أو تخفض أو تمنع اإلنبعاثات البشرية المصدر من غازات الدفيئة
في جميع القطاعات ذات الصلة بما في ذلك قطاع الطاقة والنقل والزراعة وادارة النفايات(.)2
ولدى تنفيذ االلتزامات الواردة في المادة الرابعة من االتفاقية فإن على األطراف أن يولوا االهتمام التام
التخاذ ما يلزم من إجراءات بموجب االتفاقية بما في ذلك اإلجراءات المتعلقة بالتمويل والتأمين ونقل التكنولوجيا
لتلبية االحتياجات واالهتمامات المحددة للبلدان النامية التي هي أطراف في االتفاقية للحد من اآلثار الضارة لتغير
المناخ السيما منها التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الدخل الناشئ من إنتاج وتجهيز وتصدير و/أو استهالك
أنواع من الوقود األحفوري والمنتجات الكثيفة الطاقة المرتبطة به(.)3
كما حثت االتفاقية األطراف على العمل على الصعيد الوطني واإلقليمي وفقا للقوانين واألنظمة الوطنية وفي
حدود قدراتهم على وضع وتنفيذ برامج للتعليم والتوعية العامة بشأن تغير المناخ وأثاره ،واتاحة إمكانية حصول
الجمهور على المعلومات المتعلقة بتغير المناخ وأثاره(.)4
()5
على بروتوكول كيوتو الملحق بإتفاقية األمم المتحدة إضافة إلى ذلك صادقت الجزائر سنة 9004
اإلطارية بشأن تغير المناخ المحررة بكيوتو في 99ديسمبر سنة .9111
ولقد ألزم البروتوكول كل طرف أداء التزاماته بتحديد وخفض االنبعاث كميا بموجب المادة 5بغية تعزيز
التنمية المستدامة وذلك عبر تنفيذ وصياغة المزيد من السياسات والتدابير وفقا لظروفه الوطنية والتي تهدف إلى
تعزيز كفاءة الطاقة في قطاعات االقتصاد الوطني ذات الصلة.
و/أو سالئفها في الغالف الجوي على امتداد رقعة محددة وفترة زمنية محددة ،ويقصد بالغازات الدفيئة تلك العناصر الغازية المكونة
للغالف الجوي الطبيعية والبشرية المصدر ،والتي تمتص األشعة دون الحمراء وتعيد بث هذه األشعة.
المادة 3من المرسوم الرئاسي رقم ،00-02مرجع سابق. ()1
مرسوم رئاسي رقم ،022-72يتضمن التصديق على بروتوكول حول اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ ،المحرر ()5
بكيوتو يوم 00ديسمبر سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد 30مؤرخة في 70مايو .3772
71
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
إضافة إلى حماية وتعزيز بواليع ومستودعات الغازات الدفيئة غير الخاضعة لبروتوكول مونتريال ،واجراء
البحوث بشأن األشكال الجديدة والمتجددة من الطاقة ،وتكنولوجيات تنحية غاز ثاني أكسيد الكربون والتكنولوجيات
المتقدمة والمبتكرة السليمة بيئيا وتشجيعها وتطويرها ،وزيادة استخدامها .واتخاذ تدابير للحد و/أو التخفيض من
إنبعاثات الغازات الدفيئة غير الخاضعة لبروتوكول مونتريال في قطاع النقل .والحد و/أو التخفيض من إنبعاثات
()1
غاز الميثان من خالل االسترجاع واالستخدام في إدارة النفايات وأيضا في إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة.
ولقد ورد في المرفق األول المتصل بالبروتوكول جملة الغازات الدفيئة والتي كان في مقدمتها غاز ثاني
أكسيد الكربون ،ثم غاز الميثان ،ثم غاز أكسيد النتروز ،كما حدد الملحق القطاعات أو المصادر والبواليع ونجد في
هذا السياق ضمن عنوان الطاقة :كل من احترق الوقود وصناعة الطاقة ،والنقل ،أما تحت عنوان انبعاثات الوقود،
نجد الوقود الصلب ثم النفط والغاز الطبيعي وضمن عنوان العمليات الصناعية ،نجد المنتجات الغازية ،والصناعة
الكيمائية(.)2
رابعا :اإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها
()3
على القوانين األساسية لإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها المنشأ صادقت الجزائر سنة 9002
بإجتماع فونتان بلو بفرنسا بتاريخ 3اكتوبر ،9141إضافة إلى التنظيم ذات الصلة ،كما تم تعديلهما على التوالي
في 99أكتوبر 9112و 91ماي ،9009وجاء ضمن المدخل العام للقوانين األساسية االعتراف بأن الحفاظ على
الطبيعة وثرواتها يتطلب حماية وتسيير العالم الحي أي الوسط الطبيعي لإلنسان والثروات المتجددة لألرض التي
تعتبر قاعدة لكل حضارة.
ولقد أنشأ اإلتحاد الدولي لحماية الطبيعة وثرواتها والمعروف باسم اإلتحاد العالمي للطبيعة بموجب المادة 20
من القانون المدني السويسري كجمعية دولية ألعضاء حكومية وغير حكومية ،وكنتيجة لذلك فهو يتمتع بالشخصية
القانونية ،وله أن يؤثر بأهدافه على مجتمعات العالم كله ،ويشجعهم ويساعدهم على المحافظة على سالمة وتنوع
الطبيعة ،ويسهر على أن استعمال الثروات الطبيعية ال بد من أن يكون بالتساوي والدوام االيكولوجي ،ونتيجة لذلك
فهو يعزز القدرات المؤسساتية ألعضائه للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية المسارات اإليكولوجية التي تصون
الحياة على المستوى العالمي والجهوي والوطني والمحلي ،إضافة إلى إعداد البيانات الخاصة بالمحافظة على
الطبيعة وذلك باالستفادة من كفاءات أعضائه ومكوناته عبر التأثير على الوسائل القانونية واإلدارية الوطنية والدولية
أنظر المرفق األول الملحق بالبروتوكول من اامرسوم الرئاسي رقم ،022-72مرجع السابق. ()2
مرسوم رئاسي رقم ،030-70يتضمن التصديق على القوانين األساسية لإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها وعلى التنظيم ()3
ذات الصلة ،ج .ر .ج .ج .عدد 08صادر في 33مارس .3770
72
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
حتى تستفيد المجتمعات من فوائد االستعمال الدائم للطبيعة وثرواتها ،بالتدخل لدى الحكومات والمنظمات الدولية
للتأثير على السياسة البيئية(.)1
خامسا :اتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة
صادقت الجزائر سنة ،)2(9002على اتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة ،المنعقدة بأستكهولم
في 99مايو سنة .9009حيث جاءت االتفاقية نتيجة إيمان األطراف بأن الملوثات العضوية الثابتة لها خاصيات
سمية ،تقاوم التحلل ونتيجة لتنقلها عن طريق الهواء والماء ،واألنواع المهاجرة عبر الحدود الدولية فإنها تتراكم
وتستقر بعيدا عن مكان إطالقها حيث تتجمع في النظم االيكولوجية األرضية والمائية ،ووضعت االتفاقية جملة من
األحكام الوا جب تطبيقها على األنشطة والمواد الكيمائية المسببة للملوثات العضوية وذلك في شكل تدابير لخفض
االطالقات المقصودة من اإلنتاج واالستخدام ،أو القضاء عليها لمجموع المواد واألنشطة الصناعية الواردة في
المرفق (أ) من االتفاقية ،إضافة إلى التدابير المتعلقة بخفض اإلطالق من المحزونات والفضالت ،أو القضاء عليها
فيما يخص المواد الواردة في المرفق (ب) ،وكذا تدابير خفض اإلطالق من اإلنتاج غير المقصود أو القضاء عليها
لمجموع المواد الواردة واألنشطة الصناعية التي تم ذكرها في المرفق (ج) من االتفاقية.
وبينت االتفاقية من خالل أحكام المادة 9التدابير المتخذة لخفض اإلطالق من اإلنتاج غير المقصود أو
القضاء عليه للمواد الكيميائية الواردة في المرفق (ج) ،حيث تم ذكر مادة سداسي كلور البنزين وثنائي
بيتروباراديوكسين المتعدد الكلور وثنائي بتروفيوران الكلور ،وهي مواد يتحصل عليها نتيجة الصناعة البترولية،
إضافة إلى ذلك نجد ضمن المرفق (ج) مجموعة من النشاطات الصناعية التي قد تنتج هذه المواد ومن بينها
احتراق الوقود األحفوري في غاليات المرافق والمنشآت الصناعية(.)3
ونتيجة لذلك فإنه على كل طرف أن يتخذ كحد أدنى مجموعة من التدابير من أجل خفض مجموع اإلطالق
الن اشئ عن مصادر صناعية للمواد السابقة الذكر بهدف مواصلة خفض اإلطالق حيثما كان ممكنا حتى القضاء
عليه بصورة نهائية ،إضافة إلى تقييم لمدى مالئمة قوانين وسياسات الطرف فيما يتعلق بإدارة اإلف ارزات ،واتخاذ
خطوات لتشجيع التعليم والتدريب فيما يتعلق بهذه اإلستراتيجيات والتوعية بشأنها ،من أجل تطوير استخدام المواد
والمنتجات البديلة أو المعدلة لمنع تكون واطالق المواد الكيميائية المدرجة في المرفق (ج) ،مع مراعاة ضرورة
تطبيق أفضل التقنيات المتاحة والممارسات البيئية(.)4
أنظر القسم األول والقسم الثاني من المرسوم الرئاسي رقم ،030-70مرجع سابق. ()1
مرسوم رئاسي رقم ،370-70يتضمن التصديق على اتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة ،المعتمدة بأستكهولم في 33 ()2
مايو سنة ،3770ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 02يونيو .3770
أنظر الملحق (ج) من المرسوم الرئاسي رقم ،370-70المرجع السابق. ()3
73
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
المطلب الثاني
تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات في النصوص الداخلية
لقد عمدت الجزائر بعد االستقالل إلى تشجيع االستثمارات الوطنية واألجنبية من أجل الرقي بالتنمية وذلك
إعتقادا منها أن هذه االستثمارات هي السبيل الوحيد لحل المشاكل والصعوبات في المجال االقتصادي ،ونتيجة لذلك
صدر القانون رقم ،)1( 277-63المنظم لالستثمارات األجنبية في الجزائر والذي حاول من خالله المشرع المضي
قدما في برامج التنمية ،حيث لم تول الجزائر في أولى قوانينها المنظمة لالستثمار أي اهتمام للبيئة فقامت بتنظيم
االستثمار دون إدراج البعد البيئي(.)2
()3
إن بداية اإلشارة إلى البعد البيئي في قوانين االستثمار ظهرت في المرسوم التشريعي رقم 12-93
المتعلق باالستثمارات ،حيث ألزمت المادة 4منه ضرورة الخضوع للتصريح باالستثمار لدى الوكالة الوطنية لترقية
ودعم االستثمار ،هذا التصريح الذي تضمن ضرورة توفير شروط المحافظة على البيئة وذلك تفاديا لالستثمارات
التي تؤثر سلبا على البيئة وتشجيع االستثمارات التي تستعمل تكنولوجيا عالية وغير ملوثة (.)4
ثم تراجعت الدولة الجزائرية عن موقفها تجاه تشجيع االستثمارات دون التقيد بالشروط المتعلقة بالبيئة وهذا
نتيجة اآلثار السلبية التي لحقت بالبيئة نتيجة االهتمام المتواصل بالتنمية االقتصادية ،حيث صدر بذلك األمر رقم
()5
المتعلق باالستثمار والذي أقر حماية البيئة ،حيث بينت المادة 2منه أن االستثمارات تنجز في حرية 72- 70
تامة مع مراعاة التشريع والتنظيمات المتعلقة بالنشاطات المقننة وحماية البيئة ،وتستفيد هذه االستثمارات بقوة القانون
من الحماية والضمانات المنصوص عليها في القوانين والتنظيمات المعمول بها .وباعتبار أن نشاطات قطاع
المحروقات تعد أهم النشاطات االستثمارية ،فإن مراجعة النصوص القانونية المنظمة لقطاع المحروقات يفسح
المجال لتحديد مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة في هذه النصوص (الفرع األول) ،باإلضافة إلى مراجعة
قانون رقم ،300-02مؤرخ في 32جويلية ، 0002يتضمن قانون االستثمارات ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 02صادر في 73أوت ()1
( ،0002ملغى).
()2عبد الغني بركان ،سياسة االستثمار في الجزائر وحماية البيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع القانون العام،
تخصص تحوالت الدولة ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،3707 ،ص.8 .
مرسوم تشريعي رقم ،03-02مؤرخ في 0أكتوبر ،0002يتعلق بترقية االستثمار ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 07 ()3
أكتوبر ( ،0002ملغى).
عبد الغني بركان ،المرجع السابق ،ص.20. ()4
أمر رقم ،72-70مؤرخ في 37أوت ،3770يتعلق بتطوير االستثمار ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 33أوت ،3770 ()5
معدل ومتمم.
74
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
مختلف النصوص القانونية المتعلقة بحماية البيئة والنصوص التنظيمية الخاصة بها في الجزائر من أجل معرفة
مدى إيالئها االهتمام بالبيئة في قطاع المحروقات (الفرع الثاني).
الفرع األول
قوانين المحروقات والنصوص التنظيمية الخاصة بها
تتطلب عملية حماية البيئة جهودا كبيرة على الصعيد الوطني عبر تكريس ضرورة احترام البيئة واالحتراز
واتخاذ التدابير للوقوف أمام المشاريع التي تساهم في إنتاج التلوث في النصوص القانونية الداخلية (.)1
إن البحث في تطور النظام القانوني الجزائري عن حماية البيئة في قطاع المحرقات يستدعي مراجعة
مختلف النصوص القانونية المنظمة لهذا القطاع عبر المراحل المختلفة التي مرت بها التشريعات المتعلقة
بالمحروقات ،بدء من اكتشاف النفط في الجزائر إبان الفترة االستعمارية ،مرو ار بالمرحلة االنتقالية من الثورة
التحريرية المجيدة إلى استقالل الجزائر من جهة ،وتأميم المحروقات في ظل السيادة الوطنية من جهة أخرى ،وأخي ار
الوصول إلى االستقرار بتشريع وطني جزائري ينظم النشاط في قطاع المحروقات.
لقد مر النظام القانوني المتعلق بنشاطات قطاع المحروقات بمرحلتين رئيسيتين ،مرحلة أولى لم تكرس فيها
أية حماية قانونية للبيئة في قوانين المحروقات ،والنصوص التنظمية المتعلقة بها (أوال) ،ومرحلة ثانية أعيد النظر
فيها حول ضرورة االهتمام بالبيئة في قانون المحروقات الساري المفعول ونصوصه التنظيمية (ثانيا).
أوال :مرحلة عدم التكريس القانوني لحماية البيئة في قوانين المحروقات ونصوصها التنظيمية
تحدد هذه المرحة انطالقا من بداية استغالل المحروقات في الجزائر إبان تواجد االستعمار الفرنسي في
الجزائر ،وتطبيقه لقانون بترول الصحراء ،مرو ار بمرحلة الثورة الجزائرية المجيدة وما أسفرت عليه اتفاقيات إيفيان،
السيما ما تبناه إعالن مبدأ التعاون االقتصادي والمالي من جهة ،ثم تأميم المحروقات بتاريخ 24فيفري 1791من
جهة أخرى ،وصوال إلى صدور أول نص قانوني في ظل السيادة الوطنية متعلق بأعمال التنقيب والبحث عن
المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب والصادر سنة .0080
.4قانون بترول الصحراء واتفاقيات إيفيان
نتيجة للمركز اإلستراتيجي الذي لعبه البترول خالل االستعمار الفرنسي ،أعدت الحكومة الفرنسية سياسة
استغالل لهذه الثروة الطبيعية من خالل تشجيع االستثمارات ،واستقطاب رؤوس األموال األجنبية من أجل تحقيق
اكبر قدر من المصلحة نظ ار الندالع الثورة التحريرية في الجزائر ،كما أعدت الحكومة الفرنسية أرضية قانونية من
75
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
أجل تسهيل منح رخص االستغالل واالمتيازات البترولية فوضع أول تشريع من طرف فرنسا منظم لذلك وهو األمر
رقم 1111-58الصادر في 22نوفمبر ،1958والمتعلق بالبحث عن البترول واستغالله ونقله بواسطة القنوات
وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات ،أو ما يعرف بقانون " بترول الصحراء" أو" قانون التعدين والنفط
بالصحراء " كما اعتمدت هذه التسمية أحكام اتفاقية إيفيان ،وتبنى األمر 1111-58المؤرخ في 22نوفمبر ،1958
في مضمونه تطبيق فرنسا الستراتيجيها الهادفة إلى استغالل ونهب النفط الجزائري بأقصى قدر ممكن عبر وضع
تسهيالت إضافية لتشجيع أصحاب رؤوس األموال واإلعفاءات الضريبية ،كما تضمن نصوصا تضمن السيادة
الكاملة على الصحراء ،حيث اعتبر المحكمة المختصة بالفصل حال وقوع نزاع هي أعلى جهة في المواد اإلدارية
في فرنسا وهي مجلس الدولة الفرنسية مما يضمن السيادة للقضاء الفرنسي للفصل في هذه المنازعات (.)1
ونتيجة لجملة التسهيالت المقدمة من طرف الحكومة الفرنسية تواصلت تدفقات الشركات للتسابق على
امتيازات صحراء الجزائر ،حيث بلغت عدد الطلبات 28طلب عام ،1958وعند االستقالل بقيت فرنسا تستغل
وتسيطر على ثلثي إنتاج البترول في الجزائر(.)2
()3
بين الجزائر وفرنسا ضمان مصالح فرنسا عبر حيث أرساء إضافة إلى ذلك فقد تضمنت اتفاقيات ايفيان
إعالن يتضمن مبدأ التعاون اإلقتصادى والمالي ،كما تضمنت اتفاقيات ايفيان إعالنا آخر لمبادئ التعاون من أجل
تعاهد كل من الجزائر وفرنسا بالتعاون من ()4
استثمار ثروات باطن األرض بالصحراء حيث ورد في مقدمة اإلعالن
أجل ضمان مواصلة الجهود الخاصة باستغالل ثروات باطن األرض بالصحراء ،والتصريح ببقاء تطبيق قانون
عبد الرحمان صدقي أبو طالب ،ترجمة التفاقيات ايفيان ملحقة بكتاب " ثورة الجزائر " للمؤلف األمريكي جوان حليبي ،موقع رئاسة ()3
تطبيق مبادئ تضمن من خاللها الجزائر مصالح فرنسا وحقوق األشخاص الطبيعية والمعنوية .ففيما يخص ضمانات الحقوق المكتسبة
والتعهدات السابقة من اإلعالن السابق الذكر فقد ألزمت اتفاقيات ايفيان الجزائر بكفالة سالمة الحقوق الخاصة بامتيازات التعدين أو
النقل التي منحت بواسطة الجمهورية الفرنسية للبحث ولالستغالل أو نقل الهدروكاربور سائال أو غازيا والمواد المعدنية األخرى وذلك
في الواليات الجزائرية الثالث عشرة الواقعة في الشمال ،كما يبقى نظام االمتيازات على ما كان عليه عند وقف إطالق النار ،وينطبق
ذلك على مجموع امتيازات التعدين أو النقل الصادرة عن فرنسا قبل تقرير المصير وبعد وقف إطالق النار .إضافة إلى ذلك فإن
الجزائر تضمن للشركات الفرنسية القائمة في أراضيها وللشركات التي يكون معظم رأس مالها في أيدي أشخاص فرنسيين معنويين أو
حقيقيين الممارسة الطبيعية لنشاطها وذلك بشروط من شأنها إبعاد أي تميز يضر بها وفقا ألحكام المادة 17من نفس الباب ،أنظر
عبد الرحمن صدقي أبو طالب ،المرجع السابق.
76
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
التعدين والنفط بالصحراء( ،)1كما بين االتفاق أن المقصود من قانون نفط الصحراء هو تلك النظم المختلفة التي
كانت مطبقة حتى تاريخ وقف إطالق النار الخاصة بالتنقيب واالستغالل ونقل الهيدروكاربون الناتج في والتي
الواحات وساو ار ،حتى نهاية خط األنابيب عند الساحل(.)2
وبمراجعة مختلف أحكام اتفاقيات ايفيان( ،)3نجد أن هذه االتفاقيات لم تول أي اهتمام للبيئة في قطاع
المحروقات ،وجل األحكام السابقة الذكر حملت في مضمونها تنظيم امتيازات متعلقة بكيفية المحافظة على استغالل
المحروقات في الجزائر من طرف فرنسا ،ولم تول أي اهتمام للبيئة في تلك الفترة .وكل ما اتسمت به هو حماية
عمد اإلعالن من خالل الباب األول بعنوان الهيدروكاربور السائل والغازي إلى ضمان الحقوق المكتسبة وامتداداتها ،حيث تكفل ()1
الجزائر سالمة الحقوق الخاصة بعقود التعدين والنقل التي منحت بواسطة الجمهورية الفرنسية ،طبقا لقانون نفط الصحراء ويتعلق األمر
بمجموع عقود التعدين والنقل التي منحتها فرنسا قبل تقرير المصير ،بواسطة امتيازات التعدين والنقل المتضمنة تراخيص التنقيب
والتراخيص المؤقتة لالستغالل ،وامتيازات االستغالل واالتفاقيات الخاصة بذلك والموافقة على المشروعات الخاصة بأعمال النقل
وتراخيصها ،أنظر عبد الرحمن صدقي أبو طالب ،مرجع سابق.
إضافة إلى ذلك فقد حدد قانون نفط الصحراء ،حقوق والتزامات حامل تراخيص التعدين والنقل وحقوق المستفيدين منها بمقتضى ()2
االتفاقيات والعقود الموافق عليها في الجمهورية الفرنسية ،حيث يمارس حملة تراخيص التعدين حقهم بالشروط االقتصادية العادية ،وذلك
فيما يتعلق بالنقل العادي أو بواسطة األنابيب والتوصيات الخاصة بإنتاج الهيدروكاربور السائل والغازي وتأمين نقله وضمان تصديره،
وتمتنع الجزائر عن القيام بأي خطوة من شأنها رفع التكاليف أو وضع عقبة أمام ممارسة الحقوق التي تم التحصل عليها ،أو المساس
بحقوق ومصالح المساهمين وحاملي الحصص أو الدائنين ألصحاب تراخيص التعدين والنقل أو تركاتهم أو المشروعات التي تعمل
لحسابهم ،وفيما يخص مختلف الضمانات المستقبلية من امتيازات التعدين والنقل الجديدة فإن الجزائر تمنح امتيا از في خالل ستة أعوام
من تاريخ تنفيذ هذه النظم األولوية للشركات الفرنسية بشأن تراخيص التنقيب واالستغالل في حالة تساوي العروض القديمة الخاصة
بالمناطق التي لم تخصص بعد لالستغالل أو أصبحت معدة لذلك ،أنظر إعالن مبادئ التعاون من أجل استثمار ،ثروات باطن األرض
بالصحراء ،الباب األول ،الهيدروكاربور السائل والغازي( ،ب) الضمانات المستقبلية من اتفاقيات ايفيان .أنظر إعالن مبادئ التعاون
من أجل استثمار ،ثروات باطن األرض بالصحراء ،الباب األول ،الهيدروكاربور السائل والغازي( ،أ) ضمان الحقوق المكتسبة
وامتداداتها من اتفاقيات ايفيان ،عبد الرحمن صدقي أبو طالب ،المرجع السابق.
أقر اإلعالن إنشاء هيئة فرنسية جزائرية تكلف باستثمار ثروات باطن األرض بالصحراء وتؤسس هذه الهيئة عند تنفيذ االتفاق، ()3
ويديرها مجلس مكون من عدد متساو من ممثلي الدولتين المؤسستين ،وأوكل لها مهمة استثمار ثروات باطن األرض ،كما تهتم بصفة
خاصة بتنمية األعمال الالزمة ألوجه نشاط التعدين ،وتضع الجزائر بعد أخذ رأي الهيئة السابقة الذكر النصوص القانونية ذات الصلة
أو الرسمية الخاصة بنظام التعدين أو النفط ،كما تبحث أيضا في تراخيص التعدين والحقوق المترتبة عليها حيث تقر الحكومة الجزائرية
االقتراحات التي تعرضها هذه الهيئة لتمنح تراخيص التعدين بموجب رأيها ،كما تكفل الهيئة الرقابة اإلدارية على الشركات سواء كانت
ذات ترخيص أو عقد امتياز ،وفيما يخص إجراءات التحكيم حال وجود نزاع فوفقا للباب الرابع من اإلتفاقية فإنه تخضع التنظيمات
المخالفة والدعاوى والمنازعات بين السلطة العامة وأصحاب الحقوق إلى هيئة تحكيم دولية حيث تفصل المحكمة في األمور المتنازع
عليها بأغلبية األصوات ويعتبر الحكم نافذا بدون الحاجة إلى إصدار أوامر بالتنفيذ في أراضي الطرفين كما يعتبر الحكم نافذا خارج
أراضي الطرفين خالل الثالثة أيام التي تلي النطق بالحكم كما يرفض رفع أي دعوى ثانية في نفس الموضوع ،أنظر إعالن مبادئ
التعاون من أجل استثمار ثروات باطن األرض بالصح ارء ،الباب الثالث ،والباب الرابع ،من اتفاقيات إيفيان ،عبد الرحمن صدقي أبو
طالب ،المرجع السابق.
77
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
المصالح المالية واالقتصادية الفرنسية ،وهيمنت الفرنسيين على الثروات الجزائرية ونهبها باسم القانون واالتفاقيات،
والتقليص من السيادة الوطنية على هذه الثروات وحرية اتخاذ القرار بخصوصها.
وقد تواصل العمل بقانون التعدين والنفط بالصحراء بعد استقالل الجزائر عام 1962حتى سنة 1971
حيث تم تعديله جزئيا بموجب األمر ،)1(24-71وجاء هذا التعديل حامال في مضمونه العام نظام الجباية المطبق
على الشركات البترولية من خالل تحديد قيمة اإلتاوة الواجب دفعها نتيجة عمليات استخراج الوقود السائل وكذا
الوقود الغازي من اآلبار( ،)2إضافة إلى تحديد قيمة الضريبة المباشرة المطبقة على مبلغ الربح المحقق من طرف
الشركات البترولية( ،)3كما حدد األمر 24-71من خالل المادة 7منه أن الخالفات المتعلقة بالضرائب تكون من
اختصاص المجلس األعلى الجزائري ابتدائيا ونهائيا ،غير أنه يمكن أن ترفع هذه الخالفات مسبقا أمام لجنة توفيق
ضمن الكيفيات واإلجراءات التي حددتها المادة ،7كما بينت المادة 8أن تطبيق هذا األمر يكون بأثر رجعي ابتداء
من أول جانفي ،1971وتجدر اإلشارة انه لم يتم التعرض إلى موضوع البيئة في قطاع المحروقات ضمن هذا
التعديل.
من خالل ما سبق يتضح أن التشريع المنظم لقطاع المحروقات لم يول أي اهتمام بالبيئة في الفترة الممتدة
من اكتشاف المحروقات في الجزائر مرو ار بالثورة التحريرية المجيدة إلى االستقالل ،حيث يتضح أن قانون " التعدين
والنفط بالصحراء" أو ما يعرف "بقانون بترول" الصحراء الذي اعتمد بموجب اتفاقيات ايفيان بعد االستقالل قد أولى
االهتمام بتحديد كيفية استغالل ثروات باطن األرض من المحروقات ،إضافة إلى تحديد الجهات المخولة بمنح
رخص التنقيب وكيفية االستفادة من امتيازات االستثمار في هذا القطاع.
.2تعديالت قانون بترول الصحراء وتأميم المحروقات في الجزائر
بعد استقالل الجزائر حدثت عدة تعديالت لألمر رقم 1111-58المؤرخ في 22نوفمبر 1958المتضمن
قانون نفط الصح ارء ،حيث جاء أول تعديل له سنة 1965بموجب األمر رقم ،)4(317-65المتضمن تعديل بعض
أحكام األمر ،1111-58وتعلق األمر بتعديل المواد 64و 65من األمر السابق حيث تضمنت هذه المواد بيانا
أمر رقم ،24-71مؤرخ في 12أفريل ،1971يتضمن تعديل األمر رقم 1111-58المؤرخ في 22نوفمبر ،1985والمتعلق ()1
بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجنائي الخاص بهذه النشاطات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،31صادر في
13أفريل ( ،1971ملغى).
المادة 1من األمر رقم ،24-71المرجع السابق. ()2
أمر رقم ،200-00مؤرخ في 27ديسمبر ،0000يتضمن تعديل بعض أحكام األمر ،000-08المؤرخ في 33نوفمبر ،0008 ()4
لمعدالت التوقعات المحتملة والمتعلقة بعمليات محاسبية ،إضافة إلى ذلك تضمن التعديل أحكام متعلقة بالضريبة
حيث لم يتم اإلشارة في هذا التعديل لموضوع البيئة اطالقا.
المؤرخ في 12أفريل 1958والمتعلق وعدل قانون نفط الصحراء كذلك بموجب األمر رقم 24-71
()1
بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات ،حيث تعلق األمر
بتعديل للمادة 63والمادة 64من األمر رقم 1111-58والتي تضمن أحكام متعلقة باألتوات المحصلة وكذا كيفيات
بيع المنتجات البترولية ،وكيفية تحصيل الضرائب ،وتضمن أيضا تعديال للمادة 71والمتعلقة بالخالفات بين أطراف
العقد التي يجب أن ترفع أمام لجنة توفيق من أجل المصالحة ،ولم يتضمن بذلك أي أحكام متعلقة بحماية البيئة في
قطاع المحروقات ،وتجدر اإلشارة أن المشرع تبنى تسمية جديدة للقانون المتعلق بنشاطات قطاع المحروقات حيث
جاء األمر 24-71متعلقا بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه
المتضمن قانون المالية لسنة 1972 النشاطات ،كما عدل قانون نفط الصحراء أيضا بموجب األمر رقم 86-71
()2
في المادة 118منه ،حيث عدلت المادة 63من األمر رقم ،1111-58وتضمن التعديل إلغاء للفقرة األخيرة من
هذه المادة والتي تتعلق باستخدام الوقود الذي تستخرجه الدولة ،وبذلك لم يتضمن أي إشارة لموضوع البيئة ،كما
عدل أيضا سنة 1974بموجب األمر رقم ،)3(82-74المتضمن تعديل األمر رقم 1111-58المتعلق بالبحث
عن الوقود السائل واستغالله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ،حيث عدلت المادة 63منه
()4
المتضمن والمتعلقة بدفع اإلتاوة على الوقود السائل ،وتم تعديله في نفس السنة بموجب األمر رقم 111-74
تعديل األمر 1111-58المتعلق بالبحث عن الوقود السائل واستغالله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه
النشاطات ،حيث عدلت المادة 65منه والتي تضمنت أحكاما متعلقة بالضريبة ومبالغ الربح الخاضعة للضريبة،
وبذلك لم تتضمن تعديالت سنة 1974أي إشارة إلى حماية البيئة ،وفي سنة 1975تم إصدار األمر رقم -75
()5
المتضمن تعديل األمر رقم 1111-58المتعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام 13
أمر رقم ،24-71مؤرخ في 12أفريل ،1958متعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص ()1
بهذه النشاطات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،31صادر في 13أفريل ( ،1971ملغى).
أمر رقم ،80-00مؤرخ في 20ديسمبر ،0000يتضمن قانون المالية لسنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد ،118صادر في 31 ()2
ديسمبر ( ،1971ملغى).
أمر ،83-02مؤرخ في 30أوت ،0002يتضمن تعديل األمر رقم 0000-08المتعلق بالبحث عن الوقود السائل واستغالله ()3
ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،07صادر في 27أوت ( ،0002ملغى).
أمر ،070-02مؤرخ في 00نوفمبر ،0002يتضمن تعديل األمر 0000-08المتعلق بالبحث عن الوقود السائل واستغالله ()4
ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 00نوفمبر ( ،0002ملغى).
أمر رقم ،02-00مؤرخ في 30فيفري ،0000يتضمن تعديل األمر رقم 0000-08المتعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله ()5
بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،08صادر في 08مارس ( ،0000ملغى).
79
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الجبائي الخاص بهذه النشاطات والذي تضمن هو األخر إحكاما متعلقة باإلتاوة والضريبة على النشاطات ،وعدل
ايضا باألمر رقم ،)1(02-00حيث شمل تتميما للمادة األولى من األمر رقم ،200-00والمتضمن تعديل بعض
أحكام األمر رقم 0000-08المؤرخ في 33نوفمبر سنة 0008المعدل والمتمم ،حيث إرتبط األمر بتعديل أحكام
متعلقة باألصول المالية الثابتة وبذلك لم تتضمن أحكام التعديلين السابقين أي إشارة لحماية البيئة.
وفيما يخص تأميم المحروقات في الجزائر فقد تم ذلك بموجب قرار سياسي من الرئيس الراحل هواري
بومدين بتاريخ 24فيفري ،1971حيث أصبح يوم 24فيفري من كل سنة يوما وطنيا لتخليد ذكرى تأميم
المحروقات في الجزائر ،وصدر ذلك بموجب األمر ،)2(8-71حيث بينت أحكام المادة األولى منه أن تم تأميم
جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق الفوائد التي تتألف منها مالية شركة استغالل الوقود لحاسي الرمل
التي توجد مركزها الرئيسي بباريس ،وبصفة أعم جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد التي
تحوزها جميع الشركات أو الشركات التابعة لها أو المؤسسات التي تحمل العنوان التجاري أو األحرف األولى أو
التسمية الكلية أو الج زئية لشركة الوقود لحاسي الرمل ،وكذا مجموع الفوائد المنجمية بما فيها تجهيزات االستغالل
القائمة في عين المكان واألنابيب المستعملة لنقل المنتجات التي تحوزها بصفة مباشرة أو غير مباشرة جميع
الشركات في االمتيازات المستفاد منها ،ويترتب على التأميم الحاصل حق في التعويض تتحمله الدولة( ،)3إضافة
تأميم جميع األموال والحصص واألسهم( ،)5كما تم التصريح بموجب األمر ()4
إلى ذلك تم بموجب األمر 11-71
أن الغاز المختلط بالوقود السائل المتخرج من جميع حقول الوقود السائل أو الغازي الكائنة بالجزائر ()6
رقم 9-71
أمر رقم ،02-00مؤرخ في 30فيفري ،0000يتضمن تتميم المادة األولى من المار رقم 200 00المؤرخ في 27ديسمبر ()1
،0000والمتضمن تعديل بعض أحكام األمر 0000-08المعدل ،ج .ر .ج .ج .عدد ،08صادر في 08مارس ( ،0000ملغى).
أمر رقم ،8-71مؤرخ في 24فيفري ،1991يضمن تأميم جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد العائدة ()2
للشركات أو الشركات التابعة لها أو المؤسسات التي تحمل العنوان التجاري أو األحرف األولى أو تسمية شركة استغالل الوقود لحاسي
الرمل (سهر) ومجموع الفوائد المنجمية التي تحوزها جميع الشركات في امتيازات شمال امناس وتين فويي الجنوبي والراد الشرقي والراد
الغربي والنزلة الئرقية وبريدس والطوال وغور الشوف وغور ادرار والفوائد المنجمية المتعلقة بالغاز المستخرج من حقوق قاسي الطويل
وغورد نوس والنزلة الشرقية وزر ازريتين وتقنتورين ،ج .ر .ج .ج .عدد ،17صادر في 25فيفري .1971
أنظر المادة 3من األمر ،8-00المرجع السابق. ()3
أمر رقم 07-00مؤرخ في 32فيفري ،0000يتضمن تأميم جميع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد العائدة لشركات ()4
سوبيق ،وسوترا ،وترابس وكذا جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد العائدة لشركة كريبس في شركة ترابسا في
األنبوبين المسميين النقطة الكيلومترية 00أين امناس البجر األبيض المتوسط إلى اوحانات وحاسي الرمل حوض الحم ارء ،ج .ر .ج.
ج .عدد ،00صادر في 30فيفري .0000
المادة 2من األمر رقم ،07-00المرجع السابق. ()5
أمر رقم ،0-00مؤرخ في 32فيفري ،0000يصرح بموجبه أن الغاز المختلط بالوقود السائل من جميع حقوق الوقود الكائنة ()6
بالجزائر هو ملك للدولة دون غيرها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30فيفري .0000
81
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وألزمت المادة 2من األمر السابق الذكر والتي ينتج منها الوقود السائل بصفة رئيسية هو ملك للدولة دون غيرها
()1
الشركات الحائزة للسندات المنجمية الستغالل الوقود السائل أو الغازي بالجزائر ،أن تسلم مجانا بطلب من الدولة
الغاز الناتج بمناسبة استخراج الوقود السائل.
()2
لجميع أنواع األموال والحصص واألسهم إضافة لما سبق فقد تم تأميم جزئي بموجب األمر 11-71
والحقوق والفوائد لمجموعة من الشركات تم تحديدها في المرسوم(.)3
وبين األمر من خالل أحكام المادة 3منه انه يترتب على التأميم الحاصل حق في التعويض تتحمله الدولة
()4
نقل وتعين كيفيات تحديده وتسديده عند االقتضاء بموجب مرسوم ،وتم بموجب المرسوم الرئاسي رقم 64-71
األموال والحصص المؤممة في األمر رقم 8-71واألمر رقم 9-71إلى الشركة الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه
ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك) الكائن مركزه الرئيسي بالجزائر العاصمة ،وألزمت المادة 2من المرسوم الشركة
الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك) أن تؤدي إلى الخزينة العمومية مبلغا معادل
ومقابل األموال المنقولة إليها.
وبالنتيجة لما سبق يتضح جليا أن قوانين تأميم المحروقات جاءت من أجل إضفاء السيادة الوطنية على
المحروقات في الجزائر ،حيث نلتمس من خالل تأميم المحروقات امتدادا للسيادة الوطنية الجزائرية بسيطرتها على
هذا القطاع الحيوي ،ويتضح جليا عدم إعطاء أي اهتمام بالبيئة في هذه المرحلة التي تعبر عن إرادة سياسيا
بامتياز.
أمر رقم ،11-71مؤرخ في 24فيفري ،1971يتضمن تأميما جزئيا لجميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد في ()2
الشركات :الشركة الفرنسية للبترول في الصحراء (كريبس) وشركة المساهمات البترولية (بتروبان) والشركة الوطنية لبترول اكيتان
والشركة الفرنسية للبحث عن البترول واستغالله في الجزائر (سوفريال) وشركة المساهمات وألبحاث واالستغالليات البترولية (كوباريكس)
ومؤسسة األبحاث واستغالل البترولية (امريكس) وشركة األبحاث واستغالل البترول (اورافريت) والشركة الفرنسية اإلفريقية لألبحاث
البترولية (فرانكاريب) ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30فيفري .0000
حددت المادة األولى فقرة 1قيمة التامين الجزئي بنسبة 51بالمئة من جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد ()3
والسيما 51بالمئة من الفوائد المنجمية التي تحوزها األشخاص الطبيعيين والمعنيون في االمتيا ازت الخاصة بالوقود والتي تتواجد في
الجزائر مالية الشركات السابقة الذكر عدا شركة البحث عن البترول واستغالله في الصحراء (كريبس) حيث قدرت نسبة التأميم بـ22 :
بالمئة والشركة الفرنسية للبحث عن البترول واستغالله في الجزائر (سفريبال) بنسبة 2بالمئة فقط وفقا للفقرة 3من المادة األولى.
مرسوم رئاسي رقم ،64-71مؤرخ في 24فيفري ،1971يتعلق بنقل األموال المؤممة بموجب األمرين 8-71ورقم ،9-71 ()4
المؤرخين في 24فيفري 1971إلى الشركة الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك) ،ج .ر .ج .ج.
عدد ،00صادر في 30فيفري .0000
81
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب ،حيث جاء هذا النص التشريعي ليبين اإلطار
القانوني ألعمال التنقيب والبحث عن المحروقات ،واستغاللها ،ونقلها ،وللمنشآت والتجهيزات التي تسمح بممارستها،
إضافة إلى تحديد حقوق وواجبات المؤسسات التي تمارس األعمال السالفة الذكر(.)2
وبينت المادة 8فقرة 6منه المقصود بالمحروقات والتي هي كل المحروقات السائلة والغازية والجامدة،
السيما الرمال والسجيل النفطي ،كما بينت المقصود بالمحروقات السائلة هي النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي.
وألزم قانون المحروقات لسنة 1986ضرورة الحصول على رخص منجميه من أجل الشروع في أعمال
التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها( ،)3كما بينت المادة 63منه بقاء البروتوكوالت أو االتفاقات أو عقود
االشتراك في مجال التنقيب والبحث المعمول بهما في تاريخ صدور هذا القانون سارية المفعول إلى غاية انقضاء
مدة هذه االتفاقيات أو العقود وملحقاتها ،ما لم يعبر احد الطرفين عن رغبته في عكس ذلك(.)4
إن البحث عن تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة في قطاع المحروقات في قانون 1986يستدعي
البحث في مضمون أحكام المواد القانونية التي جاء بها ،وكيفية معالجتها لموضوع البيئة ،ونجد في هذا اإلطار أن
هذا القانون قد قسم إلى سبعة أبواب حيث حدد الباب األول األحكام العامة المطبقة على نشاطات البحث والتنقيب
واستغالل ونقل وتوزيع المحروقات ،والتي جاء فيها تكريس احتكار الدولة ألعمال التنقيب والبحث عن المحروقات
واستغاللها ونقلها ،حيث يمكنها أن تسند ممارسة هذا االحتكار للمؤسسات الوطنية طبقا للتشريع المعمول به،
إضافة إلى بيان المقصود من المصطلحات المستعملة في المواد القانونية الالحقة(.)5
وبين الباب الثاني منه تكريس نظام الرخصة المقدمة للشروع في أعمال التنقيب والبحث عن المحروقات
واستغاللها حيث تسلم على سبيل الحصر لمؤسسة وطنية دون سواها ،إضافة إلى الحقوق المترتبة عنها( ،6وحدد
قانون رقم ،14-86مؤرخ في 19أوت ،1986يتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب ،ج .ر. ()1
82
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الباب الثالث منه النظام القانوني لعمليات نقل المحروقات باألنابيب حيث أعطى حقا حصريا للمؤسسات الوطنية
في ممارسة أعمال نقل المحروقات باألنابيب دون سواها(.)1
وبين الباب الرابع منه النظام القانوني لعمليات االشتراك مع األشخاص المعنوية األجنبية حيث منعت من
ممارسة أعمال التنقيب والبحث عن المحروقات السائلة واستغاللها إال باالشتراك مع مؤسسة وطنية حسب الشروط
واألشكال المنصوص عليها(.)2
وبين الباب الخامس الحقوق الملحقة بالتنقيب عن المحروقات والبحث عنها واستغاللها ونقلها باألنابيب
والتي قد تظهر في شكل حيازة لألراضي أو ارتفاقات لحق المرور وتخصيص لألراضي ونزع للملكية ألجل المنفعة
العمومية (.)3
أما الباب السادس منه فتناول النظام الجبائي والذي حدد مختلف اإلتاوات المطبقة على نشاطات البحث
والتنقيب واستغالل المحروقات ،إضافة إلى بيان اإلعفاءات الضريبية و الجمركية السيما على المعدات والوسائل
المعتمدة في مختلف العمليات المتعلقة بالمحروقات(.)4
وعالج الباب السابع أحكاما مختلفة حيث كانت متعلقة في عمومها بالمنازعات والمخالفات الناجمة عن عدم
تطبيق قانون المحروقات.
وقد عدل قانون المحروقات لسنة 1986بموجب القانون رقم ،)5(21-91حيث تضمن التعديل في عمومه
مجموعة من األحكام المتعلقة بتكريس السيادة الوطنية على قطاع المحروقات ،وعدلت بذلك المادة 2من القانون
،14-86حيث اعتبر المشرع الجزائري أن الموارد والثروات النفطية المكتشفة أو غير المكتشفة الواقعة على سطح
التراب الوطني وفي باطنه وفي المجاالت البحرية الخاضعة للسيادة الوطنية أو لسلطتها القضائية تعد ملكا للدولة،
كما عدلت المادة 17من القانون رقم ،14-86حيث منع المشرع الجزائري ممارسة أنشطة نقل المحروقات
باألنابيب من طرف مؤسسات أجنبية وأعطى حقا حصريا للمؤسسات الوطنية في ممارسة هذا النشاط ( ،)6إضافة
إلى تعديل بعض األحكام المتعلقة باالشتراك مع المستثمرين األجانب ،فال يمكن ألي شخص أجنبي ممارسة
نشاطات التنقيب والبحث عن المحروقات السائلة واستغاللها إال باالشتراك مع المؤسسة الوطنية المعنية وحسب
قانون رقم ،21-91مؤرخ في 4ديسمبر ،1991يعدل ويتمم القانون رقم 14-86المؤرخ في 9أوت ،1986المتعلق بأنشطة ()5
التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 63صادر في 7ديسمبر ( ،1991ملغى).
أنظر المادة 1والمادة 4من القانون ،21-91مرجع سابق. ()6
83
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الشروط ،واألشكال المنصوص علها قانونا ،كما ال يمكن أن تتجاوز الحصة التي يأخذها الشريك نسبة 49بالمئة
من اإلنتاج اإلجمالي للحقل( ،)1وبعض األحكام المتعلقة باإلتاوات والضرائب على اإلنتاج حيث سمح المشرع
الجزائري بمنح تخفيضات في نسب اإلتاوة والضريبة على النتائج ،وذلك بحسب أهمية الجهد المبذول في البحث أو
االستغالل أو نوع اإلنتاج والتقنيات المستعملة في االستخراج لتشجيع االستكشافات في المناطق التي تنطوي على
صعوبات غير عادية(.)2
وهكذا يتضح لنا جليا أن األحكام القانونية التي جاء بها قانون المحروقات لسنة 1986وتعديله لسنة
،1991عبر األبواب السبعة السالفة الذكر لم تكرس أية حماية للبيئة في قطاع المحروقات ،وجل األحكام التي
جاءت بها لم تشر إلى تطبيق النظم الخاصة بالبيئة أو اإلحالة إلى نصوص خاصة في هذا السياق ،رغم أن
لسنة المشرع الجزائري قد استند في جملة النصوص المعتمدة في مقدمة القانون إلى قانون البيئة رقم 13-83
()3
1986وكذا قانون المياه رقم 17-83لسنة .1983وعليه نستخلص أن المشرع الجزائري قد أغفل التطرق إلى
حماية البيئة في قطاع المحروقات في أول قانون جزائري ينظم قطاع المحروقات في ظل السيادة الوطنية.
.1النصوص التنظيمية للقانون المتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب
لم يصدر المشرع الجزائري العديد من النصوص التنظيمية المطبقة للقانون المتعلق بأعمال التنقيب والبحث
عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب لسنة ،0080ولعل األمر يرجع إلى عدم اإلحالة إلى التنظيم في كثير
من األمر كون أن أول قانون للمحروقات في الجزائر قد تضمن أحكاما مباشرة ولم يتم اإلحالة إلى التنظيم من أجل
توضيحها ،غير انه يوجد نص تنظيمي وحيد وهو المرسوم التنفيذي رقم ،)4(220-00المتضمن تنظيم تخزين
المواد البترولية وتوزيعها وتعبئة غازات البترول المميعة وتحويل الزفت( ،)5والذي الغي مؤخ ار سنة .3700
وبينت المادة 2منه أن نشاطات تخزين المواد البترولية وتوزيعها وتعبئة غازات البترول المميعة وتحويل
الزفت تخضع لدفاتر شروط تم إلحاق أشكالها بالمرسوم التنفيذين ،كما تخضع هذه النشاطات إلى ترخيص من
الوزير المكلف بالمحروقات ،حيث يجوز لكل األشخاص الطبيعيين أو المعنويين ممارسة واحدة أو أكثر من
النشاطات المذكورة شريطة أن تتوفر فيهم المقاييس والشروط المحددة في دفاتر الشروط(.)6
قانون رقم ،13-83مؤرخ في 5فيفري ،1983يتعلق بحماية البيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،6صادر في 8فيفري ( ،1983ملغى). ()3
( )4مرسوم تنفيذي رقم ،220 -00مؤرخ في 00نوفمبر ،0000يتضمن تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها ،ج .ر .ج .ج .عدد
،00صادر في 30نوفمبر ( ،0000ملغى).
( )5أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،220 -00المرجع السابق.
( )6أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،220 -00مرجع سابق.
84
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ويتم إرسال طلبات الحصول على رخص ممارسة نشاطات تخزين المواد البترولية وتوزيعها وتعبئة غازات
البترول المميع وتحويل الزفت إلى الوزير المكلف المحروقات الذي يبت في ذلك خالل ثالثة أشهر من تاريخ
استالم الطلب(.)1
وتجدر اإلشارة إلى أن الطلب السابق الذكر يتم إرفاقه بمجموعة من الوثائق تم تحديدها في المادة 0من
المرسوم التنفيذي 220-00المتضمن تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها ،حيث أنه بعد مراجعة هذه الوثائق
يظهر عدم اشتراط توفير أي شكل من الد ارسات البيئة والحديث متعلق بدراسة التأثير بالبيئة أو موجز التأثير في
البيئة أو دراسة الخطر ،غير أن هناك إشارة إلى تطبيق مقاييس حماية البيئة في إطار تعبئة غازات البترول
المميعة وتوزيعها ،حيث ألزمت المادة 33من الملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي 220-00أي متعامل في
السهر على التطبيق الصارم للمقاييس المعمول بها في قطاع المحروقات السيما منها ما يتعلق تهيئة مستودعات
تخزين غاز البترول المميع ،واستغاللها وكذا المقاييس المرتبطة بحماية البيئة .
ثانيا :مرحلة التكريس القانوني لحماية البيئة في قانون المحروقات ونصوصه التنظيمية
تبدأ هذه المرحلة بدء من إلغاء القانون رقم 14-86المتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات
واستغاللها ونقلها باألنابيب ،حيث صدر بذلك قانون المحروقات سنة 2115وهو القانون رقم 17-15المؤرخ في
28أفريل 2115المتعلق بالمحروقات المعدل والمتمم ،باإلضافة إلى مجموعة من النصوص التنظيمية المتعلقة به.
.4القانون المتعلق بالمحروقات الساري المفعول
جاء القانون رقم 17-15من أجل تحديد النظام القانوني لنشاطات البحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها
بواسطة األنابيب وتكريرها ،وتحويل وتسويق وتخزين وتوزيع المنتجات البترولية ،وكذا الهياكل والمنشآت التي تسمح
بممارسة هذه النشاطات ،إضافة إلى بيان اإلطار المؤسساتي الذي يسمح بممارسة النشاطات السابقة وحقوق
والتزامات األشخاص للممارسة نشاط أو العديد من األنشطة المذكورة أعاله( ،)2وتضمن القانون رقم 17-15المعدل
والمتمم عشرة أبواب( ،)3وبعد استقراء األحكام القانونية الواردة بها عن مدى معالجة المشرع الجزائري لموضوع حماية
تضمن الباب األول منه أحكاما عامة ومجموعة تعاريف لجمة من المصطلحات المعتمدة في القانون(المواد من 1إلى ،)18أما ()3
الباب الثاني منه فعالج األحكام المتعلق بالصناعة البترولية األفقية للتنقيب والبحث واستغالل المحروقات(المواد من 19إلى ،)58
وتضمن الباب الثالث منه األحكام المتعلقة بمنح عقود االمتياز المتعلقة باستخراج الغاز واستغالله وتوزيعه(المواد من 59إلى ،)67
وتضمن الباب الرابع منه جملة األحكام القانونية المتعلقة بالنقل بواسطة األنابيب(المواد من 68إلى ،)76أما الباب الخامس منه فبين
األحكام المتعلقة بتكرير المحروقات وتحويلها(م ،) 78وتناول الباب السادس منه األحكام القانونية المتعلق بعمليات تخزين المنتجات
البترولية ونقلها وتوزيعها(المادتان 78و ،)79أما الباب السابع منه فبين األحكام المتعلقة بتحويل الملكية عند نهاية العقد أو مدة
االمتياز(المواد من 81إلى ،) 82وعرض الباب الثامن منه النظام الجبائي المطبق على نشاطات البحث و/أو استغالل المحروقات
85
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
البيئة في قطاع المحروقات نجد جملة من المواد القانونية التي ألزمت ضرورة احترام قواعد حماية البيئة وفيما يلي
عرض لهذه المواد.
بينت المادة 2من القانون رقم 17-15المعدل والمتمم أن موارد المحروقات المكتشفة الموجودة على التراب
الوطني وفي باطنه وفي المجال البحري الذي هو ملك للجماعة الوطنية التي تجسدها الدولة ،يجب أن تستغل
باستعمال وسائل ناجعة وعقالنية من أجل ضمان الحفاظ األمثل عليها مع احترام قواعد حماية البيئة.
وشجعت المادة 0فقرة 3على استهالك المنتجات البترولية قليلة التلويث كالبنزين الخالي من الرصاص
والغاز الطبيعي المضغوط وغاز البترول المسال كوقود وتفضيلها على أنواع أخرى من الوقود.
وبوجب المادة 02فقرة 2فإن سلطة ضبط المحروقات تكلف بالسهر على احترام تطبيق التنظيم المتعلق
بمجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة والوقاية من المخاطر الكبرى وادراكها ،وبتعديل قانون المحروقات سنة
3702بالقانون رقم 70-02تم توسيع اختصاصات سلطة ضبط المحروقات بالسهر على تطبيق التنظيم المتعلق
بالبيئة والوقاية من المخاطر الكبرى ،خاصة بالسهر على حماية الطبقة المائية والطبقة التي تحتوي الماء بمناسبة
النشاطات المنظمة في قانون المحروقات ،وكذا التنظيم في مجال استعمال المواد الكيماوية في إطار ممارسة
النشاطات موضوع قانون المحروقات ،والتنظيم المتعلق بثاني أكسيد الكربون ( ،)co2إضافة إلى تطبيق العقوبات
والغرامات التي تسدد لصالح الخزينة العمومية في حالة مخالفة القوانين والتنظيمات السيما التنظيم في مجال
الصحة واألمن الصناعي والبيئة(.)1
كما ألزمت المادة 00منه ضرورة االحترام الصارم خالل جميع النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات
للتعليمات وااللتزامات المتعلقة بأمن العمال وصحتهم والنظافة والصحة العمومية والمواصفات األساسية للمحيط
البيئي البري أو البحري ،إضافة إلى احترام مضمون النصوص والتنظيمات المعمول بها في مجال حماية البيئة
واستعمال المواد الكيماوية ،والسيما في العمليات المتعلقة بالمحروقات غير التقليدية ،وتفاديا لكل المخاطر يمكن
لسلطة ضبط المحروقات اللجوء إلى مكاتب المراقبة والخبرة المختصة والمعتمدة في إطار تنفيذ مهما المراقبة
المنوطة بها(.)2
(المواد من 83إلى ،)99وتضمن الباب التاسع منه مختلف األحكام االنتقالية والمتعلقة بتنفيذ العقود التي تمت بموجب القانون -86
14المعدل والمتمم ،وكذا تنصيب الهياكل المستحدثة بموجب القانون الجديد(المواد من 111إلى ،)119وأخي ار تضمن الباب العاشر
منه جملة أحكام خاصة والمتعلقة بآجال منح مقررات الترخيص أو الموافقة وكذا عمليات المراقبة والتحقق من تطبيق أحكام قانون
المحروقات ،والغاء أحكام القانون ( 14-86المواد من 111إلى .)115
تم إضافة هذه الفقرة في المادة 13بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ،11-13مرجع سابق. ()1
تم إضافة هذه الفقرة في المادة 17بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ،11-13مرجع سابق. ()2
86
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وألزمت المادة 08منه كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على
موافقة سلطة ضبط المحروقات ،دراسة التأثير على البيئة ،ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير
الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في
مجال البيئة ،وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمتابعة هذه الدراسات وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة بالبيئة
والحصول على التأشيرة المناسبة للمتعاقدين والمتعاملين المعنيين( ،)1كما تكلف سلطة ضبط المحروقات بتنسيق
دراسات التأثير البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر مع القطاعات الو ازرية والوالئية المعنية التي يجب عليها
تقديم رأيها وفقا لآلجال المحددة في التنظيم المعمول به(.)2
وبينت المادة 08من قانون المحروقات وجوب أن تتضمن كل دراسة لألخطار وصفا للمخاطر الناتجة عن
النشاطات المحددة في قانون المحروقات مع إبراز إجراءات الوقاية والحماية المتخذة ،حيث تخضع هذه الدراسات
إلى موافقة سلطة ضبط المحروقات كما يتم تحيين دراسة األخطار كل خمسة سنوات على األقل ،وأحال قانون
المحروقات إلى التنظيم الذي سيحدد كيفيات ومحتوى دراسة األخطار في قطاع المحروقات(.)3
كما ألزمت الفقرة 00من المادة 08إلزامية قيام كل شخص يهدف إلى تنفيذ مشروع تخزين جيويوجي،
السيما لثاني أكسيد الكربون أن يعد دراسة جدوى ومخطط تسيير المخاطر واخضاعها لموافقة سلطة ضبط
المحروقات ،وأحال المشرع إلى التنظيم من أجل تحديد شروط وكيفيات تسليم رخصة التخزين الجيويوجي.
إضافة إلى ذلك فقد ألزمت المادة 20من قانون المحروقات كل متعاقد أن يستجيب بصورة خاصة
للمقاييس والمعايير التي ينص عليها التنظيم في مجال األمن الصناعي وحماية البيئة والمقاييس التقنية والعلمية.
كما يتعين عليه تزويد الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) بانتظام وبدون تأخير بكل المعطيات والنتائج
المتحصل عليها في إطار تنفيذ العقد وكذا التقارير التي تطلبها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ضمن
األشكال والوتائر التي تحددها اإلجراءات التي تبلغها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات.
أي حرق للغاز ،غير أنه يكمن للوكالة الوطنية لتثمين أما فيما يخص حرق الغاز فقد منعت المادة 03
()4
موارد المحروقات أن تمنح بصفة استثنائية ولمدة محددة رخصة حرق الغاز بطلب من المتعامل ،كما أحالت المادة
السابقة إلى التنظيم ليحدد شروط منح الرخصة االستثنائية والعتبة المقبولة ،كما ألزمت كل متعامل يقوم بطلب
الرخصة االستثنائية أن يسدد للخزينة العمومية رسما خاصا غير قابل للحسم قدره 8777دج .لكل ألف متر مكعب
تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ،11-13مرجع سابق. ()1
تم تعديل هذه المادة بموجب القانون رقم ،11-13مرجع سابق. ()4
87
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
من الغاز المحروق ،وعهد للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات حق الرقابة على كميات الغاز المحروقة والتأكد
من تسديد الرسم المتعلق بها من قبل المتعامل.
وبينت المادة 02من القانون رقم ،)1(11-13أنه يتعين تسديد رسم خاص غير قابل للحسم يدعى إتاوة
استعمال األمالك العمومية للمياه ،وذلك في حالة ما إذا كان مخطط التطوير المقترح من قبل المتعاقد والموافق
عليه من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ينص على استعمال المياه للعمليات البترولية ،ويتم استعمال
الماء باقتطاعه من األمالك العمومية للمياه بالنسبة لعمليات المحروقات غير التقليدية بموجب رخصة أو امتياز
صادر عن اإلدارة المكلفة بالموارد المائية ،وبالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ،ويجب استعمال
كميات المياه بصفة عقالنية ،السيما بإعادة استعمالها بعد معالجتها فيما يخص العمليات المتعلقة بالمحروقات غير
التقليدية ،كما أن كل استعمال أو تحويل أو تنازل عن قرض بخصوص حق انبعاث الغازات االحتباسية يستدعي
ضرورة الموافقة عليه بقرار مشترك بين الوزيرين المكلفين بالمحروقات والبيئة(.)2
وأحالت المادة 00من قانون المحروقات إلى التنظيم لكي يحدد المقاييس المتعلقة بنشاطات النقل بواسطة
األنابيب والتي ورد من بينها معايير األمن الصناعي والمقاييس المرتبطة بالتدابير حماية البيئة ،وتجد اإلشارة إلى
أن تعديل المادة 00من قانون المحروقات بموجب القانون رقم 70-02قد تضمن استبدال عبارة تدابير حماية
البيئة بعبارة التعليمات المتعلقة بحماية البيئة ،كما أن مراقبة التخلي واعادة الموقع إلى حالته األصلية تكون من
طرف كل من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات وسلطة ضبط قطاع المحروقات والو ازرة لمكلفة للبيئة لكل
مستفيد من عقد أو امتياز ضمن نشاطات قطاع المحروقات(.)3
ومنحت المادة 070مدة قصوى قدرها 0سنوات للمطابقة ،ابتداء من تاريخ نشر قانون المحروقات ،قصد
تكييف العمليات والمنشآت والمعدات المنجزة قبل سريان مفعول القانون 70-70مع النصوص التشريعية والتنظيمية
المحددة لمعايير المقاييس التقنية لألمن الصناعي ،والوقاية من المخاطر وتسييرها وحماية البيئة.
عدلت بموجب القانون ،11-13حيث كانت محررة قبل التعديل كما يلي (في حالة ما إذا كان مخطط التطوير المقترح من قبل ()1
المتعاقد والمعتمد من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ينص على استعمال المياه الصالحة للشرب أو المياه المخصصة للسقي
لضمان استرجاع مدعم ـ فإنه يتعين على المتعامل أن يسدد رسما خاصا حتى يكون مطابقا للتنظيم المعمول به ،يحدد هذا الرسم
الخاص بثمانين 81دج .لكل متر مكعب مستعمل ،ويدفع سنويا للخزينة العمومية ،تتكفل الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات
بمراقبة الكميات المستعملة وتتأكد من تسديد هذا الرسم من المتعامل ).
المادة 00من القانون رقم ،70-70مرجع سابق. ()2
88
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
تقنية وخبرات تسمح له بالتصرف كمتعامل ،كما تتوفر له القدرات المالية التي تقتضيها الواجبات التعاقدية المحتملة.
()3أنظر الفقرة أ 1-و 2و 3من الملحق (ب) ،من المرسوم التنفيذي رقم ،184-17مرجع سابق.
أنظر المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم ،080-70مؤرخ في 0جويلية ،3770يحدد شروط تسليم السندات المنجمية للنشاطات ()4
البحث و/أو استغالل المحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،27صادر في 00جويلية .3770
89
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ب .التنظيم المتعلق بمنح امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب وسحبه
بين المرسوم التنفيذي رقم ،)1( 223-70إجراءات منح إمتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب وكيفيات
سحبه ،حيث جاء تطبيقا للمواد رقم 02و 00فقرة 3من قانون المحروقات ،إذ يطبق هذا المرسوم على أنظمة نقل
المحروقات بواسطة األنابيب السيما منها مراكز التخزين أو التوزيع أو عن طريق وصل مرتبط بنقل المحروقات
قصد المعالجة الصناعية ،والتمييع والتصدير ،و/أو التزويد لشبكة قنوات التوزيع( ،)2ويقدم كل طلب قصد الحصول
على امتياز لنظام نقل المحروقات بواسطة األنابيب إلى سلطة ضبط المحروقات حيث تتضمن رسالة الطلب ملفا
تم تحديد محتواه في الملحق األول المتصل بالمرسوم السالف الذكر(.)3
وباالنتقال إلى الملحق األول فنجد أن ملف طلب امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب يتضمن جملة من
الوثائق حيث يجب تقديم دراسة األثر على البيئة ودراسة الخطر.
كما ألزم المرسوم التنفيذي رقم 00-00إجراءات م ارقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على نشاطات
نقل المحروقات بواسطة األنابيب ضرورة مراقبة الجوانب المرتبطة بالصحة واألمن الصناعي والبيئة بالنسبة لمنشآت
النقل باألنابيب( ، )4كما تم وضع إجراءات وشروط صارمة فيما يتعلق بعمليات تلحيم منشآت نقل المحروقات
بواسطة األنابيب من أجل ضمان عدم التآكل وصيانتها عن طريق وضع برامج لذلك(.)5
ج .التنظيم المتعلق بمنح رخص التنقيب عن المحروقات
()6
إجراءات وشروط منح رخصة التنقيب عن المحروقات والذي جاء بين المرسوم التنفيذي رقم 302-70
تطبيقا ألحكام المادة 37من قانون المحروقات ،وي تم تسليم رخصة التنقيب من طرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد
المحروقات بعد موافقة الوزير المكلف بالمحروقات لمدة قدرها سنتان( ،)7ويشترط وفقا للمادة 0من منه قصد
الحصول على رخصة التنقيب أ ن يثبت الشخص المتقدم بطلب رخصة التنقيب كفاءات تقنية ومالية أكيدة،
وضرورية للقيام بأشغال التنقيب على أكمل وجه ،إضافة إلى استيفاء الشروط المرتبطة باألشخاص والتي تم
مرسوم تنفيذي رقم ،223-70مؤرخ في 0نوفمبر ،3770يحدد إجراءات منح امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب وسحبه، ()1
راجع أيضا المواد 22 ،22 ، 08 ، 00من المرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق. ()5
مرسوم تنفيذي رقم ،302-70مؤرخ في 30سبتمبر ،3770يحدد إجراءات وشروط منح رخصة التنقيب عن المحروقات ،ج .ر. ()6
91
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
()1
المحدد إلجراءات إبرام عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل تحديدها في المرسوم التنفيذي 082-70
المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة والتي يتم توضيحها تبعا في الفصل الثاني من هذه الدراسة.
د.التنظيم المتعلق بتحديد شروط الموافقة على دراسة التأثير في البيئة للنشاطات قطاع المحروقات
حدد المرسوم التنفيذي رقم ،)2(203-78جملة الشروط واإلجراءات التي يجب توافرها من أجل الموافقة
على دراسات التأثير في البيئة لمختلف النشاطات التابعة لقطاع المحروقات في الجزائرن وبين المرسوم التنفيذي
203-78اإلجراءات القانونية المتعلقة بإيداع دراسة التأثير في البيئة وكيفيات قبولها ،إضافة إلى تحديد السلطة
المختصة بإستقبال هذه الدراسات وتحديد السلطة المختصة بالمصادقة عليها ،كما بين المرسوم التنفيذي جملة
الوثائق الواجب توافرها في الملف المودع والمتضمن دراسة التأثير على البيئة وتحديد كيفيات فحص هذه الدراسة
من السلطة المكلفة بذلك وتحديد الدوائر الو ازرية والوالئية التي يتم استشارتها من أجل الموافقة على دراسة التأثير
في البيئة والذي سيتم بيان أجراءاته في الفص الثاني من هذه الدراسة.
ه.التنظيم المتعلق برخص إنجاز منشآت نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها
()3
إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل حدد المرسوم التنفيذي رقم 02-02
المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها ،والذي جاء هذا التنظيم تطبيقا ألحكام المادة 08من قانون
المحروقات .واخضع المرسوم التنفيذي 02-02كل إنجاز للمنشآت السابقة الذكر إلى رخصة تسلم من طرف
سلطة ضبط المحروقات(.)4
ويلزم كل طالب للرخصة بتقديم ملف إداري وملف تقني تم تحديد مكونات كل ملف بملحقين متصلين
بالمرسوم التنفيذي رقم ،02-02وبالبحث في مكونات الملف التقني يتضح أن المشرع الجزائري ألزم كل طالب
للرخصة أن يتضمن ملفه التقني إضافة إلى الخرائط والرسومات البيانية دراسة التأثير في البيئة ومخطط التسيير
البيئي ودراسة األخطار الموافق عليها طبقا للتنظيم المعمول به(.)5
مرسوم تنفيذي رقم ، 184-17مؤرخ في 9جوان ،2117يحدد إجراءات إبرام عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل المحروقات ()1
بناء على مناقصة للمنافسة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،41صادر في 17جوان .2117
مرسوم تنفيذي رقم ،312-18مؤرخ في 5أكتوبر ،2118يحدد شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة ()2
لمجال المحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،58صادر في 8أكتوبر .2118
مرسوم تنفيذي رقم ،94-14مؤرخ في 4مارس 2114يحدد إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل ()3
المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 0مارس .3702
المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،94-14المرجع السابق. ()4
أنظر الملحق 2من المرسوم التنفيذي رقم ،94-14المتضمن مكونات الملف التقني ،لطلب رخصة االنجاز أو التحويل لمنشاة نقل ()5
وفيما يخص إجراء الحصول على رخصة استغالل منشآت نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب فقد
أخضعت كذلك لنظام رخصة االستغالل التي تخضع بدورها إلى التنظيم المعمول به على أساس رخصة الشروع في
اإلنتاج المسلمة من سلطة ضبط المحروقات .وكذا الشروط المتعلقة بمطابقة هذه المنشآت للتنظيم المطبق على
المؤسسات المصنفة ( ،)1والذي سيتم عرضه بشيء من التفصيل ضمن هذه الدراسة الحقا.
وبالرجوع إلى رخصة الشروع في اإلنتاج فقد أخضعها المشرع الجزائري إلى ضرورة مطابقة الملفات التقنية
المتعلقة ألجهزة الضغط واألجهزة الكهربائية للتنظيم المعمول به في ذلك من جهة ومطابقة ملف الصحة واألمن
الصناعي والبيئة ،وكذا التجارب الخاصة بأنظمة الوقاية والحماية والتدخل المتعلقة بالتحكم في األخطار التي تؤثر
في األشخاص والبيئة والمنشئات(.)2
د .التنظيم المتعلق برخص إنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها
من أجل إصدار المرسوم التنفيذي رقم 020-02المحدد انتظر المشرع الجزائري حتى سنة 3702
()3
إلجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها ،حيث جاء هذا
المرسوم تطبيقا ألحكام المادة 00فقرة 0من القانون رقم 70-70المتعلق بالمحروقات.
ففيما يخص اإلجراءات المطلوبة للحصول على هذه الرخص ،فقد أخضعت المادة 2من المرسوم التنفيذي
رقم 020-02كل إ نجاز لمنشاة تكرير المحروقات أو تحويلها إلى رخصة سلطة ضبط المحروقات ،والتي يتم
إرسال طلب الحصول على الرخصة إليها مصحوبا بملف مرفق تم تحديد مكوناته في الملحق األول المتصل
بالمرسوم ،حيث يتضمن هذا الملف معلومات عن صاحب الطلب وكذا البيانات المرتبطة بالنشاط المزمع القيام به
(نشاط التكرير أو تحويل المحروقات) ،على أن تعمد سلطة ضبط المحروقات على التحقق من مطابقة الملف،
حيث تقوم بإعالم صاحب الط لب بذلك وتطلب منه تقديم ملف تكميلي حال تحقق المطابقة حيث تم بيان مكونات
الملف التكميلي في الملحق الثاني المتصل بالمرسوم السابق الذكر(.)4
وتضمنت مكونات الملف التكميلي الذي يعد ملفا تقنيا حيث يعتبر ملفا مشتركا حال القيام بنشاط التكرير أو
نشاط تحويل المحروقات ،ضرورة بيان الكميات المصممة لتكاليف المنشأة والمنتجات الواجب إنتاجها وطبيعة
ووجهة المنتجات الثانوية ،وكذا طبيعة النفايات سواء أكانت صلبة أو سائلة أو غازية وكذا طرق معالجة النفايات،
إضافة إلى بيان مخطط وضع المعدات وتخطيطي سير السوائل المحبوسة وطرق اإلنتاج المعتمدة.
أنظر المواد 13 ،12 ، 11من المرسوم التنفيذي رقم ،94-14مرجع سابق. ()1
مرسوم تنفيذي رقم ،020-02مؤرخ في 37أفريل ،3702يحدد إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير ()3
المحروقات وتحويلها واستغاللها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،30صادر في 2ماي .3702
( )4أنظر المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم ،020-02المرجع السابق.
92
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ويجب ان يرفق الملف بنسخة من دراسة التأثير في البيئة وكذا نسخة من دراسة خطر المنشأة موافق
عليهما طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما ،وكذا الموافقة المسبقة إلنجاز مؤسسة مصنفة لحماية البيئة ،إضافة
إلى مطابقة مخططات اإلنجاز مع قواعد التهيئة واستغالل المنشآت على أساس أفضل تطبيق دولي(.)1
وتجدر اإلشارة في هذا المقام أن المشرع قد اعتمد ألول مرة توافقا مع ما تضمنته المادة 08من قانون
المحروقات فيما يخص اآلليات المعتمدة لحماية البيئة ،حيث لم يتم إعمال نفس النسق في الملفات المرفقة بطلبات
الحصول على الرخص األخرى للنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات بنفس الصورة.
وبعد تحقق سلطة ضبط المحروقات من تطابق الملف التكميلي ،تقوم بإعداد رخصة إنجاز المنشأة وتبلغها
إلى صاحب الطلب ( ،)2وبينت المادة 0من المرسوم التنفيذي 020-02أنه ال يمكن لصاحب الطلب الشروع في
إنجاز المنشأة دون أن يحصل مسبقا على الرخص التنظيمية األخرى كرخصة البناء ،كما أن كل عملية إمداد أو
تعديل على المنشأة تقتضي موافقة سلطة ضبط المحروقات ،وااللتزام بأحكام المواد من 2إلى 0من المرسوم
التنفيذي رقم .020-02
وفيما يخص إجراءات الحصول على رخصة استغالل منشآت تكرير المحروقات وتحويلها ،ووفقا للمادة 00
من المرسوم التنفيذي رقم ،020- 02فإن تسليم هذه الرخصة يتم وفقا للتنظيم المعمول به فيما يخص رخصة
الشروع في اإلنتاج وكذا مطابقة المنشآت للتنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة ،ويخضع كل شروع في اإلنتاج
لمنشات تكرير المحروقات أو تحويلها حال عملية االمتداد أو التعديل إلى رخصة تسلمها سلطة ضبط المحروقات.
كما أن رخصة الشروع في اإلنتاج يتم منحها بعد فحص سلطة ضبط المحروقات لمطابقة ملف الصحة
واألمن الصناعي والبيئة ،وكذا الملفات التقنية المتعلقة بأجهزة الضغط واألجهزة الكهربائية الخاضعة للتنظيم
المعمول به ،وكذا مطابقة التجارب الخاصة بأنظمة الوقاية والحماية والتدخل المتعلقة بالتحكم في اإلخطار التي
تؤثر في األشخاص والبيئة والمنشآت(.)3
وما يالحظ من خالل بيان اإلجراءات المتعلقة بالحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير
المحروقات وتحويلها واستغاللها أن المشرع الجزائري أبدى تماثال وتوازيا في األحكام التي تضمنها المرسوم التنفيذي
رقم 020-02مع مختلف النصوص التشريعية والتنظيمية األخرى بدء بقانون المحروقات ،ثم التنظيم المتعلق
بالمنشآت المصنفة وكذا دراسة التأثير في البيئة والتنظيم المتعلق بأنظمة الوقاية والحماية والتدخل المتعلقة بالتحكم
في األخطار التي تؤثر في األشخاص والبيئة والمنشآت ،وهو الشيء الذي لم يتم مراعاته بهذا النسق فيما يخص
الرخص المتعلقة بالنشاطات األخرى في قطاع المحروقات.
ه .التنظيم المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات التابعة لنشاطات المحروقات
()1
المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات قطاع أوجب المرسوم التنفيذي رقم 220-02
المحروقات أن تكون المنشآت والمعدات المنجزة قبل تاريخ سريان القانون رقم 70-70المتضمن قانون
المحروقات ،محل برنامج مطابقة المنشآت والمعدات مع النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحدد المقاييس
والمعايير التقنية لآلمن الصناعي والوقاية من المخاطر الكبرى وتسييرها وحماية البيئة(.)2
وبينت المادة 2من المرسوم السابق الذكر ضرورة قيام مستغلي المنشآت والمعدات الناشطين في قطاع
المحروقات بإعداد على عاتقهم برنامج للمطابقة يتم إعداده من طرف مكاتب دراسات متخصصة ،حيث يتضمن
البرنامج دراسات لألخطار الكمية والنوعية التي تسمج بتقييم المخاطر ومستويات جسامة الخطورة ،ويجب على كل
مستغل للمنشآت والمعدات الناشطين في قطاع المحروقات أن يرسلوا إلى سلطة ضبط المحروقات تقرير تشخيص
المطابقة مرفقا بمخطط تنفيذ برنامج المطابقة في أجل أقصاه 03شه ار من تاريخ نشر المرسوم التنفيذي السابق
الذكر ،كما يجب أن يتضمن برنامج المطابقة التنظيمية بعين االعتبار دراسات األخطار ودراسات التأثير في البيئة
ويجب أن يتكفل على الخصوص بالجوانب المتعلقة بسالمة المنشآت والمعدات والوقاية من المخاطر الكبرى
والمحافظة على صحة العامل وأمنهم والوقاية من المخاطر المرتبطة بالعناصر والمواد الكيمائية أو المستحضرات
الخطرة وكذا حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة(.)3
و.التنظيم المحدد لكيفيات تخزين المواد البترولية وتوزيعها
انتظر المشرع الجزائري مدة 07سنوات بعد اصداره لقانون المحروقات من أجل إصدار المرسوم التنفيذي
رقم ، 00-00المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاطات التخزين و/أو التوزيع للمنتجات البترولية ،حيث الغي بذلك
المرسوم التنفيذي 220-00المحدد لكيفيات تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها( ،)4وجاء هذا المرسوم التنفيذي
تطبيقا ألحكام المادة 08من القانون رقم 70-70المعدل والمتمم والمتضمن قانون المحروقات.
( )1مرسوم تنفيذي رقم ،220-02مؤرخ في 8ديسمبر ،3702يحدد شروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات ،ج .ر.
ج .ج .عدد ،02صادر في 32ديسمبر .3702
أنظر المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،220-02المرجع السابق. ()2
أنظر المادة 2والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،220-02مرجع سابق. ()3
( )4بينت المادة 03من المرسوم التنفيذي 00-00ضمن األحكام الختامية أنه تلغى أحكام المرسوم التنفيذي رقم ،220-00المؤرخ
في 00نوفمبر سنة 0000والمذكور أعاله ،باستثناء األحكام المتعلقة بنشاط تحويل وتوزيع الزفت.
94
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وعليه يمكن القول أن المشرع الجزائري أبقى على المرسوم التنفيذي رقم 220-00المحدد لكيفيات تنظيم
تخزين المواد البترولية وتوزيعها ساري المفعول خالل الفترة الممتدة من سنة 3770إلى غاية سنة 3700رغم
تعديل قانون المحروقات سنة .)1(3770
وبينت المادة األولى منه مجال تطبيق هذا المرسوم والمتعلق بالنشاطات المتعلقة بتخزين المواد البترولية
وتوزيعها وتعبئة غازات البترول المميعة وتحويل الزفت ،وتخضع النشاطات المذكورة آنفا لدفاتر شروط تم تحديد
مضمونها في الملحقين المرتبطين بالمرسوم حيث يحدد دفتر الشروط التزامات وحقوق المتعاملين الذين يمارسون
نشاط توزيع الوقود وواجباتهم وباالنتقال إلى المادة 08من الملحق األول بالمرسوم ،حيث ألزمت كل موزع للوقود
الصارم للمقاييس التقنية المعمول بها في قطاع المحروقات السيما ما يتعلق منها التطبيق السهر على
بالمواصفات التقنية للمحروقات وحماية البيئة.
ويتعين على الموزعين ،والقائمين بتعبئة غازات البترول المميعة ومحولي الزفت أن يثبتوا حصولهم قبل
تشغيلهم لمنشأتهم ثم دوريا على شهادة مطابقة المنشآت لقواعد اآلمن ،وحماية البيئة التي تسلمها لهم المصالح
المؤهلة(.)2
وبين المرسوم التنفيذي الجديد رقم 00-00المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاطات التخزين و/أو التوزيع
للمنتجات البترولية أن الحصول على الموافقة المسبقة لممارسة النشاطات السابقة الذكر تخضع الكتتاب وفق دفتر
شروط نموذجي تم تحديد محتواه في المحق الثالث المرتبط بالمرسوم.
حيث يستدعي األمر تقديم ملف وفقا للملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي ،وباالنتقال إلى الملحق
الثاني من المرسوم التنفيذي رقم 00-00يتضح أن ملف االعتماد يتضمن نسخ من الوثائق المتعلقة بالسجل
التجاري وعقد المكية أو االمتياز للقطع األرضية وكذا نسخة من الرخص المنصوص عليها في التشريع والتنظيم
المتعلق بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة ،ويجب على على كل موزع للمنتجات البترولية أن يتعهد بالسهر على
التطبيق الصارم ل لمقاييس المعمول بها في مجال المحروقات ال سيما المتعلقة بالمواصفات التقنية للمنتجات
( )1بينت المادة 002من القانون رقم 70-70ضمن الباب العاشر بعنوان أحكام خاصة انه تلغى كل األحكام المخالفة لهذا القانون،
السيما القانون رقم 02-80المؤرخ في 00أوت سنة 0080المعدل والمتمم والمذكور أعاله دون اإلخالل بأحكام المادة 070أعاله.
وباستقراء مضمون هذه المادة يتضح أن المشرع أشار إلى إلغاء القانون رقم 02-80دون األحكام التنظيمية التي وضعت تطبيقا له
حيث أن اسرداه للنص ال يحتوي عبارة والنصوص التنظيمية المطبقة له ،وهو الشيء الذي يثير االستفهام حول مدى مشروعية النص
التنظيمي بالنظر لكونه قد جاء لتطبيق القانون رقم 02-80الذي الغي وأصبح منعدما بموجب قانون المحروقات الجديد رقم 70-70
المعدل والمتمم.
أنظر المادة ،0من المرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق. ()2
95
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
البترولية وتهيئة مستودعات تخزين المنتجات البترولية واستغاللها والقواعد المطبقة فيما يخص األمن من أخطار
الحريق ومحيطات الحماية(.)1
الفرع الثاني
قوانين حماية البيئة والنصوص التنظيمية المتعلقة بها
قصد الوقوف على مدى تكريس المشرع لحماية البيئة في قطاع المحروقات ضمن النصوص القانونية
المنظمة لحماية البيئة في الجزائر ،فإن األمر يستدعي البحث في هذه النصوص عن كيفية معالجة المشرع
الجزائري لألضرار الملوثة للبيئة والتي تنتج عن النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات.
وبعد البحث في المنظومة القانونية الجزائرية منذ االستقالل عن القوانين المتعلقة بالبيئة ،فإننا نجد أن
المشرع الجزائري صا ،نصين قانونين متعلقين بها ،ووضع أول قانون متعلق بالبيئة سنة 1983وهو القانون رقم
13-83المتعلق بحماية البيئة (أوال) ،ثم تم إلغاء هذا القانون سنة 2113بموجب القانون رقم 11-13المتضمن
حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة (ثانيا) .عالوة على النصوص التنظيمية التي صدرت تطبيقا للنصين
السابق ذكرهما.
أوال :قانون حماية البيئة والتنظيمات المتعلقة به
من أجل تحديد مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة من األخطار الناجمة عن نشاطات قطاع
المحروقات في ظل أول قانون متعلق بالبيئة في الجزائر ،فإن األمر يستدعي مراجعة مختلف األحكام التي جاء بها
هذا القانون وتحديد فيما إذا كان المشرع قد وضع احكاما ألخطار التلوث الناجم عن قطاع المحروقات.
.4قانون حماية البيئة
صدر أول قانون لحماية البيئة في الجزائر بموجب القانون رقم ،13-83حيث كان يهدف إلى تنفيذ سياسة
وطنية لحماية البيئة ترمي إلى حماية الموارد الطبيعية واضفاء القيمة عليها ،واتقاء كل شكل من أشكال التلوث
والمضار ومكافحته من أجل تحسين إطار المعيشة ونوعيتها( ،)2كما أقر ضرورة إقامة التوازن بين متطلبات النمو
االقتصادي ومتطلبات حماية البيئة والمحافظة على أطار معيشة السكان(.)3
أنظر المادة ،07من الملحق الثالث المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق. ()1
96
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وتضمن الباب الثاني من قانون حماية البيئة حماية الطبيعة ،وذلك من خالل حماية الحيوان والنبات حيث
اعتبر اإلبقاء على الت وازنات البيولوجية والمحافظة على الموارد الطبيعية من جميع أسباب التدهور التي تهددها من
األعمال المتعلقة بالمصلحة الوطنية ،ويتعين على كل فرد السهر عل صيانة الثروة الطبيعية(.)1
كما تضمن الفصل األول من الباب الثالث منه حماية المحيط الجوي من كل تلوث ناجم عن إفراز الغازات
والدخان أو جسيمات صلبة أو سائلة أو أكالة أو سامة أو ذات الروائح في المحيط الجوي والتي من شانها ان تزعج
السكان وتعرض الضرر للصحة أو األمن العام أو تضر بالنبات والمنتجات الفالحية الغذائية (.)2
وألزمت المادة 33ضرورة بناء أو استغالل أو استعمال البنايات والمؤسسات الصناعية والتجارية والحرفية
على نحو غير مخالف للتدابير المتخذة تطبيقا لقانون البيئة قصد تفادي تلوث المحيط الجوي.
وعمد الفصل الثاني من الباب الثالث من قانون حماية البيئة إلى حماية المياه ومكافحة كل تلوث يهددها
قصد تلبية وتوفيق حاجيات التزود بالمياه الصالحة للشرب والمياه الموجهة للنشاطات الفالحية والصناعية ،إضافة
إلى الحفاظ على الحياة البيولوجية ،حيث تطبق أحكام قانون حماية البيئة على الصب والتصريف والقذف والترسيب
المباشر أو غير المباشر للمواد بمختلف أنواعها ،كما تطبق على كل فعل من شانه إحداث أو مضاعفة تدهور
المياه بتغيير مميزاتها الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية سواء تعلق األمر بمياه سطحية أو بمياه باطنية أو ساحلية (،)3
كما منع كل صب أو قذف للمياه المستعملة أو رمي النفايات في المياه المخصصة إلعادة تزويد جيوب المياه
الجوفية في اآلبار والحفر وسراديب جذب المياه التي غير تخصيصها(.)4
وفيما يخص حماية البحر فقد أفرد له فصال مستقال ،وهو الفصل الثالث من الباب الثالث من قانون حماية
البيئة لسنة ،1983حيث أشارت المادة 48إلى مراعاة أحكم المعاهدات واالتفاقيات الدولية التي أقرتها الجزائر
والمتعلقة بحماية البحر ،حيث يمنع أن تصب وتغمر ،وتحرق في البحر( ،)5مختلف المواد التي من شأنها اإلضرار
بالصحة العمومية وبالموارد البيولوجية ،أو إفساد ماء البحر من حيث استعماله.
ففي حالة وقوع عطب أو حادث ط أر في البحر اإلقليمي بكل سفينة أو طائرة ا والية أو قاعدة عائمة تنقل
أو ت حمل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات من شانها أن تشكل خط ار كبي ار وال مفر منه من طبيعته إلحاق الضرر
بالساحل وبالمنافع المرتبطة به يمكن أمر صاحب السفينة أو الطائرة أو الناقلة أو القاعدة العائمة باتخاذ كل
اإلجراءات الالزمة لوضع حد لهذا الخطر ،واذا ظل هذا اإليعاز بال جدوى أو لم يسفر عن النتائج المنتظرة في
األجل المحدد يمكن للدولة أن تأمر تلقائيا في حالة االستعجال بتنفيذ اإلجراءات الالزمة علة نفقة صاحب الناقلة أو
تحصل مبلغ التكلفة منه (.)1
كما يتعين على كل ربان للسفينة تحمل بضاعة محظورة أو سامة أو ملوثة عابرة بقرب المياه اإلقليمية أو
داخلها أن يعلن عن كل حادث مالحي يقع في مركبه ومن طبيعته أن يهدد بالتلويث أو بإفساد الوسط البحري
والمياه والسواحل الوطنية الجزائرية ،ويعاقب بغرامة مالية وبالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات أو بإحدى
العقوبتين فقط وفي حالة العود بضعف هاتين العقوبتين ،كل ربان خاضع ألحكام المعاهدة الدولية التقاء تلوث مياه
البحر بالمحروقات المبرمة بلندن في 12ماي 1954وتعديالتها ،يرتكب مخالفة ألحكام المادة 3من المعاهدة
المذكورة المتعلقة بمنع رمي المحروقات أو مزيج المحروقات في البحر( ،)2ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمسة
سنوات وبغرامة من مليون إلى 5مالين دج على المخالفة المنصوص عليها في المادة 54والتي يسفر عنها رمي
محروقات أو مزيج من المحروقات في المياه اإلقليمية وذلك بغض النظر عن المالحقات القضائية في حالة إلحاق
األضرار بأي شخص أو بالوسط البحري أو بالمنشآت(.)3
وما يالحظ على قانون حماية البيئة لسنة 1983أنه جاء مكرسا لحماية البيئة بمختلف مكوناتها عبر
حماية الحياة الحيوانية والنباتية ،إضافة إلى حماية التربة والمياه والهواء من مختلف أشكال التلوث ،وذلك بمعالجة
كل جزء على حدا ،السيما عبر وضعه لنظام تجريمي لألفعال التي تمس بسالمة البيئة ووضع األحكام العقابية
المتعلقة بها ،وبالرجوع إلى مختلف الفصول المكونة لقانون حماية البيئة سواء المتعلقة بحماية الحيوان والنبات أو
المتعلقة بالمحميات الطبيعية والحظائر الوطنية ،وكذا حماية المحيط الجوي أو حماية المياه السطحية والجوفية فإن
المشرع الجزائري لم يقم بتكريس صريح لحماية البيئة من التلوث الناتج عن المحروقات ،فجل األحكام المعتمدة في
حماية البيئة بمختلف مكوناتها جاءت على سبيل التعميم ،وذلك بمخاطبتها مختلف أشكال مصادر التلوث دون
التطرق بصورة صريحة إلى التلوث الناجم عن المنشآت الناشطة في قطاع المحروقات؛ غير أن المشرع الجزائري
من خالل الفصل الثالث وضمن الباب الثالث من قانون حماية البيئة لسنة 1983قام بتكريس حماية المياه البحرية
98
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
من التلوث بالمحروقات بصورة صريحة ومحددة بذاتها ،حيث أشارت المادة 48على مراعاة أحكام المعاهدات
واالتفاقيات الدولية التي أقرتها الجزائر والمتعلقة بحماية البحر من التلوث ،إضافة إلى وضع أحكام تجريمية وعقابية
لمختلف األعمال التي تنجر عنها نتائج تؤدي أو يمكن أن تؤدي إلى تلوث مياه البحر بالمحروقات.
.2التنظيمات المتعلقة بقانون حماية البيئة
صدرت العديد من النصوص التنظيمية المتعلقة بقانون حماية البيئة لسنة 1983والتي جاءت لتحدد
كيفيات تطبيق أحكام المواد القانونية التي جاء بها قانون حماية البيئة ،وفيما يلي أهم النصوص التي كانت لها
عالقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات:
أ .التنظيم المحدد إلجراءات قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن تلوث البحر
بين المرسوم رقم ،)1(228-88شروط قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن تلوث البحر
واإلجراءات المحددة لذلك ،حيث ألزمت المادة 3منه أن يتم إجراء كل عملية غمر من شأنها تلوث البحر وفقا
ألحكام القانون رقم ،72-82والبروتوكول المتعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث الناشئ عن عمليات
غمر النفايات من السفن والطائرات الموقع في ببرشلونا في 00فيفري ،0000والذي تم التعرض له في المطلب
األول من هذا المبحث من الدراسة.
وعمال بالمادة 28من القانون رقم ،72-82فإنه يمنع غمر النفايات على اختالف أشكالها إذا كانت
تشتمل على مادة أو عدة مواد ورد حصرها في الملحق األول ببروتوكول ببرشلونا ،وبالرجوع إلى المادة الرابعة من
البروتوكول نجد أنها حضرت إغراق النفايات والمواد األخرى المدرجة في الملحق األول من البروتوكول والذي نجد
فيه من خالل الفقرة السادسة حضر إغراق النفط والمواد الهيدروكربونية المشتقة من النفط ،وأي خليط يشتمل على
أي منها مما يتم حمله بهدف إغراقه في البحر.
ب .التنظيم المتعلق بدراسات التأثير في البيئة.
عالج المرسوم التنفيذي ،)2(08-07كيفيات القيام بدارسة التأثير على البيئة ،والذي جاء تطبيقا ألحكام
الباب الخامس من القانون رقم 72-82المتعلق بحماية البيئة ،وبينت المادة 3منه إلزامية خضوع جميع األشغال
وأعمال التهيئة أو المنشآت الكبرى التي يمكن أن تسبب أهميتها أث ار أو ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالبيئة ،والسيما
الصحة العمومية والفالحة والمساحات الطبيعية والحيوان والنبات إلى دراسة تثير في البيئة.
مرسوم رقم ،338-88مؤرخ في 70نوفمبر ،0088حدد شروط قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن تلوث ()1
البحر واجراءات ذلك وكيفياته ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 70نوفمبر .0088
مرسوم تنفيذي رقم ،08-07مؤرخ في 30فبراير ،0007يتعلق بدراسات التأثير في البيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد 07صادر في ()2
70مارس ( ،0007ملغى).
99
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
وبينت المادة 2منه أن مجموع أشغال وأعمال التهيئة والمنشآت الكبرى المحددة في الملحق المرفق
بالمرسوم ال تخضع لدراسة التأثير على البيئة حيث تخضع ألحكام تشريعية خاصة بها ،وبالرجوع إلى الملحق نجد
أن المشرع قد أعفا شبكات توزيع الغاز من دراسة التأثير على البيئة ،إال أنه بمفهوم المخالفة فإن باقي المنشآت
المتعلقة بنشاطات قطاع المحروقات تخضع إلجراء دراسة التأثير على البيئة.
ج .التنظيم المتعلق بصب الزيوت والشحوم الزيتية في الوسط الطبيعي
بين المرسوم التنفيذي رقم ،)1(000-02كيفيات منح الرخصة المتعلقة بتصريف النفايات الصناعية السائلة
تطبيقا ألحكام القانون رقم 72 -82المتعلق بحماية البيئة.
وبينت المادة 3منه أن المقصود بالتصريف هو كل عملية صب أو تدفق أو إيداع بصورة مباشرة أوغير
مباشرة لنفايات صناعية سائلة في الوسط الطبيعي.
وألزمت المادة 2من ذات المرسوم ضرورة توافر شرطين أساسيين من أجل الحصول على الرخصة ،حيث
يتمثل الشرط األول ضرورة توفر الشروط التقنية التي يتم تحديدها وفقا لقرار من الوزير المكلف بحماية البيئة،
إضافة إلى ضرورة عدم تجاوز القيم القصوى المحددة في الملحق المفرق بالمرسوم ،حيث أنه بالرجوع إلى الملحق
المحدد لقيم الحد األقصى لمعالم صرف نفايات الوحدات الصناعية نجد أن القيمة القصوى للنفايات في شكل
محروقات هي 37ميلغ لكل لتر.
د .التنظيم المتعلق بإفراز الدخان والغاز والروائح والجسيمات الصلبة في الجو.
بين المرسوم التنفيذي رقم ،)2(000-02االحكام المطبقة حال إفراز الدخان والغاز والغبار والروائح
والجسيمات الصلبة الذي يصدر عن التجهيزات الثابتة والذي من طبيعته أن يزعج السكان ويعرض الصحة أواألمن
العمومي للخطر ،ويضر بالنباتات واإلنتاج الفالحي ،والحفاظ على المعالم التاريخية والطبيعية تطبيقا ألحكام الباب
الثالث من الفصل األول من القانون رقم .72-82
وبينت المادة 3من المرسوم التنفيذي السابق أن التجهيزات الثابتة هي كل مستثمرة صناعية أو فالحية تقام
في مكان معين السيما المعامل والورشات والمقالع والمستودعات والمخازن ومؤسسات البيع أو التحويل والمصانع،
كما ألزمت المادة 2منه ضرورة أن تكون التجهيزات الثابتة مصمصة ومستغلة بكيفية تجعل إفرازها للغاز والدخان
والغبار والروائح والجسيمات الصلبة في الجو ال تتعدى في مصدرها مقاييس الكثافة كما هي محددة في التنظيم
المعمول به.
مرسوم تنفيذي رقم ،000-02مؤرخ في 07يوليو ،0002ينظم صب الزيوت والشحوم الزيتية في الوسط الطبيعي ،ج .ر .ج. ()1
( )1مرسوم تنفيذي رقم ،220-08مؤرخ في 72نوفمبر ،0008يضبط التنظيم الذي يطبق على المنشآت المصنفة ويحدد قائمتها،ج.
ر .ج .ج .عدد ، 83صادر في 72نوفمبر ( ،0008ملغى).
بالرجوع إلى الملحق المتعلق بقائمة المنشآت المصنفة لحماية البيئة وبعد عملية البحث عن األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات، ()2
فإن المشرع ألزم المنشآت القائمة بالنشاط رقم 022بعنوان الوقود عندما تكون المنتجات المستهلكة منفردة أو ممزوجة تتكون من
المازوت أو الغاز الطبيعي ،والنشاط رقم 000بعنوان الغاز والمتضمن خزانات الغاز المكثف المحتوية على غازات قابلة لاللتهاب
تخضع لرخص حسب الكمية ،النشاط رقم 002المتضمن غاز الوقود السائل (مخازن) ،والنشاط رقم 00غاز الوقود السائل تجهز
محطات تعبئة وتوزيع ،ضرورة الخضوع إلى نظام الرخصة بمختلف أشكالها وفقا لحجم النشاط وكمية المواد المستعملة.
مرسوم تنفيذي رقم ،300-02مؤرخ في 00سبتمبر ،0002يتضمن تنظيم مكافحة تلوث البحر واحداث مخططات إستعجالية ()3
ثانيا :قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة والتنظيمات المتعلقة به
للوقوف على مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة من األخطار الناجمة عن نشاطات قطاع
المحروقات في ظل ثاني قانون متعلق بالبيئة في الجزائر ،فإن األمر يستدعي مراجعة مختلف األحكام التي جاء
بها ،وتنظيماته المطبقة له ،بتحديد مدى تعرض المشرع الجزائري ألخطار التلوث الناجم عن قطاع المحروقات.
.4قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة
تم إلغاء القانون رقم 13-83بصدور القانون رقم 11-13المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية
المستدامة ،والذي حدد قواعد حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،وتكمن األهداف التي جاء بها في تحديد
المبادئ األساسية من أجل الترقية والتنمية الوطنية المستدامة ،بتحسين شروط المعيشة والعمل من أجل ضمان
إطار معيشي سليم بالوقاية من كل إشكال التلوث واألضرار الملحقة بالبيئة وذلك بضمان الحفاظ على مكوناتها
واصالح األوساط المتضررة ،وترقية االستعمال اإليكولوجي للموارد الطبيعية المتوفرة ،وكذا استعمال التكنولوجيات
األكثر نقاء ،وتدعيم اإلعالم والتحسيس بمشاركة الجماهير ومختلف المتدخلين في حماية البيئة(.)1
ومن أجل تحقيق األهداف السابقة الذكر ،وضع القانون رقم 11-13جملة من المبادئ العامة والتي تظهر
في كل من مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي ،ومبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية ،إضافة إلى مبدأ االستبدال
ومبدأ اإلدماج ومبدأ النشاط الوقائي ،وتصحيح األضرار البيئية باألولوية عند المصدر ،ومبدأ الملوث الدافع ،ومبدأ
اإلعالم والمشاركة(.)2
.2التنظيمات المتعلقة بقانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة
صدرت عدة نصوص التنظيمية محددة لكيفيات تطبيق األحكام التي جاء بها قانون حماية البيئة في إطار
التنمية المستدامة ،وفيما يلي نبين مجموعة النصوص التي لها عالقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات:
أ .التنظيم المحدد لقائمة النفايات بما في ذلك النفايات الخاصة الخطرة.
()3
قائمة النفايات بما في ذلك النفايات الخاصة الخطرة ،وبالرجوع إلى بين المرسوم التنفيذي رقم 072-70
المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ،فإن المادة 2منه قد بينت المقصود من النفايات ()4
القانون رقم 19-70
أنظر المادة 3من القانون رقم ،11-13مرجع سابق .راجع أيضا المطلب الثاني من المبحث األول في هذا الفصل من الدراسة. ()2
( )3مرسوم تنفيذي رقم ،072-70مؤرخ في 38فبراير ،3770يحدد قائمة النفايات بما في ذلك النفايات الخاصة الخطرة ،ج .ر .ج.
ج .عدد ،02صادر في 70مارس .3770
( )4قانون رقم ،00-70مؤرخ في 03ديسمبر ،3770يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في
00ديسمبر .3770
112
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
واعتبرتها أنها كل البقايا الناتجة عن عمليات اإلنتاج أو التحويل أو االستعمال ،وبصفة أعم كل مادة أو منتج ،وكل
منقول يقوم المالك أو الحائز بالتخلص منه ،أو قصد التخلص منه أو يلزم بالتخلص منه.
()1
الخاصة كل النفايات الناتجة عن النشاطات الصناعية والزراعية والعالجية والخدمات كما يقصد بالنفايات
وكل النشاطات األخرى والتي بفعل طبيعتها ومكونات المواد التي تحتويها ال يمكن تحويلها أو جمعها ونقلها
ومعالجتها ،أما النفايات الخاصة الخطرة فيقصد بها كل النفايات الخاصة التي بفعل مكوناتها وخاصية المواد السامة
التي تحتويها يحتمل أن تضر بالصحة العمومية و/أو البيئة.
ووفقا للمادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 072-70تم تصنيف قائمة النفايات بدء بإسناد رقم يحدد رمز
النفاية ،ثم بيان تعريف صنف النفاية فإذا كانت منزلية يرمز لها بـ( :م.م.ش ،).إذا كانت خاصة يرمز لها بـ( :خ).
أما إذا كانت خطرة فيرمز لها بـ( :خ.خ ،).وأخي ار تم تحديد خطورة النفاية المعنية حسب مقاييس تم تحديدها في
الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم .)2(114-16
بينت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،072-70أن مختلف فئات النفايات تم تنظيمها في قائمتين ،تضمنت القائمة األولى ()1
النفايات المنزلية وما شابهها والنفايات الهامدة ،والتي تم ذكرها في الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي ،أما القائمة الثانية فتضمنت
النفايات الخاصة والتي تم تحديدها في الملحق الثالث المتصل بالمرسوم التنفيذي .072-70
وبين الملحق األول من المرسوم التنفيذي 072-70مقاييس خطورة النفايات الخطرة ،حيث اعتبر أن كل نفاية خطرة على
البيئة هي كل مادة أو نفاية تسبب أو قد تسبب مخاطر مباشرة أو مؤجلة على جزء أو أكثر من مكونات البيئة وقادرة على تغيير
تركيبة الطبيعة أو الماء أو التربة أو الهواء أو المناخ أو الثروة النباتية أو الحيوانية أو الكائنات الحية .أما النفاية الملهبة فهي التي
تحتوي على مادة أو نفاية تسبب بفعل مالمستها لمواد أخرى السيما منها المواد القابلة لالشتعال تفاعال ناش ار للح اررة.
وتعتبر نفاية محدثة للسرطان كل مادة أو نفاية قد تؤدي بفعل االستنشاق أو البلع أو الدخول عبر الجلد إلى اإلصابة
بالسرطان أو إلى رفع نسبة حدوثه .وفيما يخص النفايات القابلة لالشتعال فهي كل نفاية أو مادة تكون نقطة الوضوء فيها منخفضة،
أما النفايات السامة فهي كل مادة أو نفاية يمكن بفعل االستنشاق أو البلع أوالدخول عبر الجلد بكميات ضئيلة أن تتسبب في الموت أو
مخاطر حادة أو مزمنة .والنفايات المبدلة فهي كل مادة أو نفاية يمكن بفعل االستنشاق أو البلع أو الدخول عبر الجلد أن تسبب
تشوهات خلقية وراثية أو مضاعفة ذلك.
بالرجوع إلى الملحق الثالث المتضمن قائمة النفايات الخاصة والنفايات الخطرة وبعد عملية البحث عن النفايات المتعلقة بقطاع ()2
المحروقات فقد تم تصنيفها كما يلي :الرمز ،1.4.1:تسمية النفاية :أوحال ونفايات التنقيب تحتوي على محروقات ،صنف النفاية:
خ.خ ،مقاييس الخطورة :قابلة لالشتعال وسامة ،الرمز ،5تسمية النفاية نفايات ناجمة عن تكرير البترول وتنقية الغاز ومعالجة الفحم
بواسطة الح اررة ،صنف النفاية خ ،.مقاييس الخطورة :خطرة على البيئة .الرمز ،4.1.5تسمية النفاية :محروقات منتشرة عن غير
قصد ،صنف النفاية :خ.خ ،.مقاييس الخطورة :سامة محدثة للسرطان وخطرة على البيئة .الرمز ،15.1.5 :تسمية النفاية :نفايات
تحتوي على الكبريت وناجمة عن إزالة الكبريت من البترول ،صنف النفاية :خ.خ ،مقاييس الخطورة :ملهبة .الرمز ،5 :تسمية النفاية:
نفايات ناجمة عن تنقية ونقل الغاز الطبيعي ،صنف النفاية :خ ،.مقاييس الخطورة :قابلة لالشتعال ومحدثة للسرطان ومبدلة .الرمز:
،5.2.19تسمية النفاية :محروقات ومركزات ناجمة عن الفصل ،صنف النفاية :خ.خ ،.مقاييس الخطورة :قابلة لالشتعال وخطرة على
البيئة.
113
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ب .التنظيم المتعلق بضبط انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزئيات السائلة أو الصلبة في الجو
عالج المرسوم التنفيذي ،)1(028-70تنظيم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في
الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها ،حيث بينت المادة 3منه المقصود بإنبعاث الغاز والدخان والبخار
والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو والتي يطلق عليها مصطلح اإلنبعاثات الجوية ،والتي يظهر كل انبعاث لهذه
المواد من مصادر ثابتة السيما المنشآت الصناعية.
وفيما يخص القيم القصوى لالنبعاثات الجوية فقد تم تحديدها في الملحقين المرتبطين بالمرسوم حيث بين
الملحق األول القيم القصوى لمعايير اإلنبعاثات الغازية ومن أمثلة ذلك غاز أكسيد الكبريت وأكسيد األزوت.
وبين الملحق الثاني القيم المسموحة لبعض القيم القصوى لمعايير اإلنبعاثات الجوية حسب أنواع المنشآت،
حيث بدأ المشرع الجزائري بالمنشآت البترولية المتضمنة تنقية وتحويل المواد المشتقة من البترول وبين الجدول
المرفق بذلك معايير القيم القصوى لكل من غازات أكاسيد الكبريت وأكسيد األزوت وأكسيد الكربون ،إضافة إلى
المركبات العضوية المتطايرة واألحماض السلفورية والجزئيات الناجمة عن ذلك(.)2
وأعطت المادة 3من المرسوم التنفيذي 138-16أجال قدره خمسة سنوات للمنشات الصناعية القديمة من
أجل التقيد بالقيم القصوى المحددة في الملحقين ،وفيما يخص المنشآت البترولية فإن األجل المحدد هو سبعة سنوات
طبقا ألحكام القانون رقم 17-15المعدل والمتمم المتضمن قانون المحروقات.
كما ألزمت المادة 4منه كل عملية إ نجاز أو تشييد أو استغالل للمنشات التي تنتج عنها انبعاثات جوية أن
تتم وفق طريقة تجنب أو تقي أو تقلل من إنبعاثاتها الجوية عند المصدر ،والتي يجب أن ال تتجاوز حدود
اإلنبعاثات المحددة في ملحقي المرسوم ،وبينت المادة 7منه ضرورة انجاز منشآت للمعالجة تستغل وتصان بطريقة
تقلص إلى أدنى حد مدة عدم استغاللها ،حيث ألزمت كذلك كل مستغل أن يتخذ التدابير الضرورية من أجل
التقليص من التلوث الصادر وذلك بتخفيض النشاطات المعنية أو توقيفها عند الحاجة.
ومن أجل المراقبة والحراسة الدورية لإلنبعاثات الجوية ،يجب على كل مستغل للمنشآت التي تصدر غازات
جوية أن يمسكوا سجال يدونون فيه تاريخ ونتائج التحاليل التي يقومون بها حسب الكيفيات المحددة بقرار من الوزير
المكلف بالبيئة وعند االقتضاء بقرار مشترك مع الوزير المكلف بالقطاع المعني( ،)3ويتم وفقا ألحكام المادة 13
مراقبة النتائج المسجلة من طرف المصالح المؤهلة في هذا المجال عن طريق الرقابة الدورية و/أو المفاجئة
لإلنبعاثات الجوية لضمان مطابقتها للقيم القصوى المحددة في ملحقي المرسوم.
( )1مرسوم تنفيذي رقم ،028-70مؤرخ في 00أبريل ،3770ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في
الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،32صادر في 00أبريل .3770
( )2راجع الملحقين المتصلين بالمرسوم التنفيذي رقم ،028-70المرجع السابق.
( )3أنظر المادة 00من المرسوم التنفيذي رقم ،028-70مرجع سابق.
114
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
( )1مرسوم تنفيذي رقم ،020-70مؤرخ في 00أبريل ،3770يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة ،ج .ر .ج .ج .عدد
،30صادر في 32أبريل .3770
( )2المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70المرجع السابق.
( )3المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق.
راجع الملحقين األول والثاني من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70المرجع السابق. ()4
115
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
السعدي بن خالد ،قانون المنشآت المصنفة لحماية البيئة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع القانون العام، ()1
تخصص القانون العام لألعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ،2112 ،ص.5.
مرسوم تنفيذي رقم ،198-16مؤرخ في 31ماي ،2116يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة ،ج .ر. ()2
راجع ضمن الفصل الثاني ،المبحث األول ،المطلب الثاني من هذه الدراسة. ()4
116
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
ه.التنظيم المتعلق بمجال تطبيق ومحتوى دراسة وموجز التأثير على البيئة
جاء المرسوم التنفيذي رقم ،)1(145-17من أجل تحديد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على
دراسة وموجز التأثير على البيئة تطبيقا ألحكام المواد 15و 16من القانون رقم 11-13المتضمن حماية البيئة في
إطار التنمية المستدامة.
وبينت المادة 3منه إلزامية خضوع المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل بالمرسوم إلى دراسة أوموجز
()2
المتضمن قائمة التأثير على البيئة ،وذلك إضافة على ما تم تحديده في المرسوم التنفيذي رقم 144-17
المؤسسات المصنفة لحماية البيئة من دراسة وموجز للتأثير للمؤسسات المعنية في الملحق المرتبط به.
وبالرجوع إلى الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ،145-17والمتضمن قائمة المشاريع التي تخضع
لدراسة التأثير في البيئة ،فإننا نجد من ضمن تلك النشاطات ،المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة
أو الغازية ،إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو المعادن من األرض أو
البحر( ،)3كما أنه بالرجوع إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي ،145-17والمتضمن قائمة المشاريع التي
تخضع لموجز التأثير نجد المشاريع المتعلقة بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة تقل عن سنتين(.)4
و.التنظيم المتعلق بإلزام ربابنة السفن باألخطار عن اي حادث في البحر
صدر المرسوم التنفيذي رقم ،)5(230-78المتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل على متنها بضائع
خطيرة سامة أو ملوثة باألخطار عن وقوع أي حادث في البحر ،حيث جاء هذا التنظيم تطبيقا ألحكام المادة 00
من القانون رقم ،07-72ففي حالة وقوع أي حدث في البحر يتضمن إجراء اإلخطار يجب على ربان السفينة
التبليغ عن طريق رسالة بكل حادث يقع على متن السفينة من شأنه أن يؤثر على السير العادي لها ،أو يشكل
خط ار على تلوث أو تسمم لمحيط البحر أو الساحل بأحد المواد الخطيرة السامة أو الملوثة(.)6
وبينت المادة 0من المرسوم التنفبذي رقم 230-78أن كل مخالفة لوجوب اإلخطار يعاقب عليها طبقا
ألحكام المادة 08من القانون رقم 07-72المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة.
مرسوم تنفيذي رقم ،145-17مؤرخ في 19ماي ،2117يحدد مجال تطبيق ومحتوى المصادقة على دراسات وموجز التأثير على ()1
أنظر الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ،145- 17المطة ،1مرجع سابق. ()4
( )5مرسوم تنفيذي رقم ،230-78مؤرخ في 30أكتوبر ،3778يتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل على متنها بضائع خطيرة سامة
أو ملوثة باإلخطار عن وقوع أي حادث في البحر ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 3نوفمبر .3778
أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،230-78المرجع السابق. ()6
117
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
بينت انه تنشأ مخططات للتدخل المستعجل فيما يخص حاالت التلوث في الساحل أو في المناطق الشاطئية أو في
حاالت تلوث أخرى في البحر تستدعي التدخل المستعجل ،وتوضع كيفيات تحديد مخططات التدخل المستعجل
ومحتواها وانطالقها وكذا التنسيق بين مختلف السلطات المتخلة في التنفيذ.
ويهدف المرسوم التنفيذي رقم 320-02إلى تنظيم مكافحة تلوث البحر الناجم عن حادث بحري أو بري أو
جوي يسبب أو قد يتسبب في تسرب كثيف في البحر من المحروقات ،أو أي منتجات أو مواد أخرى قد تشكل خط ار
جسيما و/أو وشيكا يلحق أض ار ار بالوسط البحري ،وبأعماق البحار ،وعلى السواحل وبالمصالح المرتبطة بها( ،)3كما
أسس المرسوم لتنظيم مكافحة تلوث البحر لجانا والئية وأخرى جهوية وأخرى وطنية تدعى لجان تل البحر حسب
الحقا بشيء من التفصيل(.)5 ()4
الصيغة ،والتي سيتم بيان دورها
على ضوء هذا الجزء من الدراسة يمكن القول أ نه بات من المسلم به اإلقرار بأن التلوث الناجم عن مختلف
النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات يشكل مشكلة تهدد مختلف مكونات البيئة سواء المائية ،أو الهوائية ،وكذا
األرضية.
وبالنظر إلى ذلك فإن تدخل النظم القانونية ضرورة ال مناص منها من أجل وضع الضوابط القانونية
لحماية مختلف مكونات البيئة من التلوث الناجم عن قطاع المحروقات ،وفي هذا السياق وبالنسبة لموقف المشرع
الجزائري تجاه هذه المشكلة ،فيمكن القول أن تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات عبر النصوص االتفاقية
مرسوم تنفيذي رقم 302-02مؤرخ في 33سبتمبر ،3702يتعلق بتنظيم مكافحة التلوثات البحرية واحداث مخططات استعجاليه ()1
راجع أيضا الفصل الثاني ،المبحث األول ،المطلب الثاني من هذه الدراسة. ()5
118
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
يظهر جليا عبر مختلف االتفاقيات التي إنضمت إليها الجزائر من أجل حماية البيئة بصورة عامة ،والتي تضمنت
أحكاما تتعلق بحمايتها من أخطار التلوث الناجم عن المحروقات.
أما بالنسبة لتفعيل االلتزامات الدولية وكذا التكريس القانوني لحماية البيئة عبر النصوص الداخلية فيمكن
القول أن هذا التكريس مر بمرحتين جوهرتين ،حيث لم يتم مراعاة البعد البيئي في قطاع المحروقات بدء من
استكشاف المحروقات في الجزائر ومرو ار باسترجاع السيادة الوطنية على هذا القطاع بصورة مباشرة ،وكذا صدور
أول قانون للمحروقات بموجب القانون رقم .)1(02-80
غير أن بوادر تكريس هذه الحماية ظهرت بصدور أول قانون لحماية البيئة في الجزائر بموجب القانون رقم
13-83المتعلق بحماية البيئة ،ثم القانون رقم 07-72المتضمن حماية البيئة في قطاع المحروقات ،وتجسدت
فعال بصدور القانون رقم 70-70المتعلق بالمحروقات المعدل والمتمم ،السيما عبر النصوص التنظيمية التي
جاءت لتطبيق مختلف األحكام التي جاء بها والتي تبنت إدماجا للبعد البيئي في مختلف األنشطة المرتبطة بقطاع
المحروقات.
ومن أجل الوصول إلى الفهم الدقيق لكيفية حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي البحث في
مضمون هذه الحامية عبر تحديد األدوات القانونية ،والوسائل المادية التي وضعها المشرع الجزائري لذلك عبر
عرضها بصورة دقيقة ،وبيان مضمون كل منها ،وتحديد اإلجراءات المرتبطة بها.
عالوة على ذلك يجب بيان مختلف الضمانات الرقابية التي أعتمدها المشرع الجزائري من أجل ضمان
التطبيق السليم للوسائل المعتمدة من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات ،وهو األمر الذي سيتم بيانه في الجزء
الثاني من هذه الدراسة.
قانون رقم ،14-86مؤرخ في 19أوت ،1986يتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب ،مرجع ()1
سابق.
119
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات
الفصل الثاني
آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الفصل الثاني
آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
111
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الفصل الثاني
آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
تشهد البيئة في الوقت الراهن اهتماما خاصا من المفكرين والدارسين في العديد من مجاالت المعرفة ،ويعود
السبب الرئيسي إلى االقتناع بأن الحديث عن البيئة هو حديث عن سالمة اإلنسان( ،)1ولقد كان للتشريعات القانونية
نصيب من األمر في ذلك ،حيث عمدت عبر نصوصها القانونية إلى وضع اآلليات التشريعية الكفيلة بحماية البيئة
بشكل عام ،إضافة إلى وضع أحكام خاصة من أجل حماية البيئة بشيء من الخصوصية بالنظر إلى توسع
انتهاكات اإلنسان للبيئة عبر مختلف األنشطة الصناعية التي يقوم بها.
إن الصناعة البترولية هي إحدى األنشطة الصناعية األكثر تأثي ار على البيئة ،وذلك بالنظر إلى التلوث
الناجم عنها بدء من االستكشاف واالستخراج ،وصوال إلى اإلنتاج والنقل والتوزيع.
وللبحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن مختلف اآلليات القانونية التي تم وضعها من طرف المشرع
الجزائري من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات ،يستدعي األمر تحديد الوسائل المادية أي الجهات المتخذة
للقرار المتعلق بحماية البيئة في قطاع المحروقات ،وكذا الجهات التشاركية المساهمة في هذه الحماية سواء على
المستوى المركزي أو الالمركزي ،إضافة إلى بيان مختلف الوسائل القانونية التي وضعها المشرع الجزائري من أجل
حماية البيئة في قطاع المحروقات بتحديد أشكالها ،وبيان مضمونها ،ومتابعة إجراءاتها (المبحث األول).
إن نجاعة مختلف الوسائل المادية والقانونية التي كرسها المشرع الجزائري في حماية البيئة في قطاع
المحروقات يستدعي متابعة مدى تفعيلها من أجل ضمان األهداف المرجوة منها ،حيث يقتضي األمر تفعيل مختلف
الضمانات الرقابية الموضوعة لذلك ،الشيء الذي يستدعي منا كشف النقاب عن هذه الضمانات عبر بيان أشكالها
ومتابعة إجراءاتها ،وتوضيح النتائج المترتبة عنها (المبحث الثاني).
داود عبد الرزاق الباز ،األساس الدستوري لحماية البيئة من التلوث :دراسة تحليلية في إطار المفهوم القانوني والتلوث ،دار الفكر ()1
المبحث األول
آليات حماية البيئة في قطاع المحروقات
عالج المشرع الجزائري موضوع حماية البيئة في قطاع المحروقات بدء من األحكام التي تضمنها قانون
المحروقات( ،)1ومرو ار بالعديد من النصوص التنظيمية التي جاءت لتحديد كيفيات تطبيقه ،عبر وضع جملة من
الوسائل المادية والقانونية التي سعى من خاللها إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات ،إضافة إلى بيان الهيئات
والسلطات المخولة قانونا بالسهر على تطبيق هذه اآلليات.
إن بيان الوسائل المادية التي وضعها المشرع الجزائري من أجل تفعيل آليات حماية البيئة في قطاع المحروقات
يقتضي تحديد مختلف الهيئات والسلطات التي خولها المشرع سلطة اتخاذ القرار أو منح التأشيرة التي تسمح بضمان
موافقة النشاط الصناعي في قطاع المحروقات لمقتضيات حماية البيئة ،وكذا الجهات التي تتمتع بصفة تشاركية
تسمح لها بالمساهمة في اتخاذ أي قرار مرتبط بحماية البيئة في قطاع المحروقات (المطلب األول).
إضافة إلى بيان مختلف الوسائل القانونية التي اعتمدها المشرع الجزائري من أجل مراجعة البعد البيئي في
األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية ،عبر تحديد إجراءاتها ،وبيان كيفيات الحصول على التأشيرة المرتبطة بها
(المطلب الثاني).
المطلب األول
الهيئات المكلفة بحماية البيئة في قطاع المحروقات
تنقسم الهيئات المتخذة والمساهمة في الق اررات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات إلى قسمين
رئيسيين ،هيآت على المستوى المركزي تتفرع بدورها إلى قسمين رئيسيين ،هيآت مركزية خولها المشرع الجزائري
سلطة إصدار الق اررات أو منح التأشيرات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات ،وهيآت مركزية منحها
المشرع دور المساهمة في اتخاذ هذه الق اررات عبر إبداء رأيها للمشاركة في إصدار هذه الق اررات ( الفرع األول )،
أما على المستوى الالمركزي فتنقسم بدورها إلى قسمين رئيسيين ،فمنها ما أسند له المشرع سلطة إصدار ق اررات
متعلقة بحماية البيئة ،أما الشق الثاني فإن دورها يظهر بصورة تشاوريه وتشاركيه ،عبر تفعيل دور الجمعيات
المتعلقة بحماية البيئة ،وكذا دور المواطن في حماية البيئة عبر عملية التحقيق العمومي (الفرع الثاني).
112
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الفرع األول
الهيئات المركزية
تظهر الهيئات المركزية في كل من الو ازرة المكلفة بالبيئة (أوال) ،وو ازرة الطاقة والمناجم (ثانيا) ،وكذا الدوائر
الو ازرية (ثالثا) ،وأخي ار دور وكالتي ضبط قطاع المحروقات (رابعا).
أوال :الوزارة المكلفة بالبيئة
يتوزع دور ال و ازرة المكلفة بالبيئة بين مختف مصالح اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة ،وكذا
الوزير المكلف بالبيئة ،واللجنة الو ازرية المشتركة المتعلقة بدراسات الخطر للمؤسسات المصنفة ،واللجنة الوطنية
لمكافحة تلوث البحر.
.4اإلدارة المركزية لوزارة التهيئة العمرانية والبيئة
تضم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة تحت سلطة الوزير على األمين العام ،ورئيس الديوان،
وكذا المفتشية العامة ،وجملة من الهياكل تظهر في شكل مديريات تترأسها ترتيبا المديرية العامة للبيئة والتنمية
المستدامة( ،)1ثم المديرية العامة لتهيئة وجاذبية اإلقليم ،ومديرية التخطيط واإلحصائيات ،ومديرية التنظيم والشؤون
القانونية ،ومديرية التعاون ،ومديرية االتصال واإلعالم اآللي ،ومديرية الموارد البشرية والتكوين ،ومديرية اإلدارة
والوسائل(.)2
وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات ،فإن مديرية تقييم الدراسات البيئة تلعب دو ار بار از في هذا
اإلطار حيث تساهم باالتصال مع القطاعات المعنية في إعداد النصوص القانونية المتعلقة بدراسات التقييم البيئية،
كما تسهر على مطابقة ومالئمة دراسات التأثير في البيئة ودراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية ،وتدرس
بينت المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،300-07المؤرخ في 30أكتوبر ،3707يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة ()1
العمرانية والبيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 38أكتوبر ،3707معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،222-03مؤرخ في
30ديسمبر ،3703ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30ديسمبر ،3703وبالمرسوم التنفيذي رقم ،200-02مؤرخ في 30
نوفمبر ،3702ج .ر .ج .ج .عدد ، 03صادر في 00ديسمبر .3702أنه أسند للمديرية العامة للبيئة والتنمية المستدامة جملة من
المهام في مقدمتها مهمة اقتراح عناصر السياسة الوطنية البيئية ،والمساهمة في إعداد النصوص القانونية المتعلقة بالبيئة والمبادرة
بإعداد كل الدراسات وأبحاث التشخيص ،والوقاية من التلوث واألضرار الناجمة عن الوسط الصناعي والحضري ،كما تضمن رصد
حالة البيئة ومراقبتها ،واصدار التأشيرات والرخص في مجال البيئة ،وتدرس بذلك وتحلل دراسات التأثير في البيئة والخطر والدراسات
التحليلية البيئية ،وتضم المديرية العامة للبيئة والتنمية المستدامة خمس مديريات وهي مديرية السياسة البيئية الحضرية ،ومديرية
السياسة البيئية الصناعية ،ومديرية المحافظة على التنوع البيولوجي والوسط والمجاالت المحمية والساحل والتغيرات المناخية ،ومديرية
تقييم الدراسات البيئة ،ومديرية التوعية والتربية البيئية والشراكة.
أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،300-07المرجع السابق. ()2
113
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وت حلل دراسات تأثير المشاريع على البيئة وتخضعها للموافقة ،وتدرس وتحلل دراسات الخطر والدراسات التحليلية
البيئية وتبدي رأيها فيها ،وتضم مديرية تقييم الدراسات البيئة مديريتين فرعيتين وهما المديرية الفرعية لتقييم دراسات
()1
والتي تم تكليفها بالمساهمة في إعداد النصوص القانونية المتعلقة بدراسات التأثير ،ودراسة مضمونها التأثير
وتحليلها وتقييمها ،ومدى مطابقتها للتنظيم ،وتقوم بذلك بإخضاعها للموافقة.
أما المديرية الثانية فهي المديرية الفرعية لتقييم دراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية ،والتي تم تكليفها
بالمساهمة في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بدراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية ،حيث
تدرس وتحلل مطابقة دراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية وتبدي رأيها فيهما( ،)2كما يظهر دور و ازرة البيئة
من خالل المادة 08من قانون المحروقات ،حيث أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بمتابعة دراسة التأثير على
البيئة المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة بالبيئة من أجل الحصول على
التأشيرة المناسبة( ،)3فبعد إيداع دراسة التأثير في البيئة من طرف صاحب المشروع إلى سلطة ضبط المحروقات،
تقوم بإيداع الطلب لدى الو ازرة المكلفة بالبيئة للحصول على التأشيرة المناسبة( ،)4وما يالحظ في هذا السياق أن
المشرع لم يحدد المكان الذي يتم فيه إيداع ومراجعة طلب التأشيرة ،إضافة إلى عدم بيان الجهة التي تمنح التأشيرة
المرتبطة بمطابقة دراسات التأثير في البيئة ،ويبدوا من خالل التنظيم الداخلي لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة أن
المديرية الفرعية لتقييم دراسات التأثير على البيئة هي التي تنظر في هذا الطلب.
وأخي ار تعمد و ازرة البيئة من خالل المادة 83من قانون المحروقات على مراقبة التخلي واعادة الموقع إلى
حالته األصلية حيث تتم هذه الرقا بة من طرف كل من وكالتي المحروقات والو ازرة لمكلفة للبيئة لكل مستفيد من عقد
أو امتياز ضمن نشاطات قطاع المحروقات ،وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع لم بين كذلك الجهة المكلفة بهذه
الرقابة على مستوى و ازرة البيئة.
بينت المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم 259-11أن المديريات الفرعية يتم تقسيمها إلى مكاتب هذه االخيرة التي تحدد بموجب ()1
قرار وزاري مشترك بين وزير التهيئة العمرانية والبيئة ووزير المالية ،والسلطة المكلفة بالوظيفة العمومية ،حيث صدر القرار الوزاري
المشترك المؤرخ في 38سبتمبر ،3700المحدد لتنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة في مكاتب ،في ج .ر .ج .ج.
عدد ،02صادر في 0أكتوبر .3703ووفقا للمادة 2من هذا القرار فإن المديرية الفرعية لتقييم دراسات التأثير تتكون من مكتبين هما
مكتب دراسة مطابقة دراسات التأثير ،ومكتب تحليل وتقييم دراسات التأثير ،وفيما يخص المديرية الفرعية لتقييم دراسات الخطر
والدراسات التحليلية فهي تتكون من مكتبين هما مكتب دراسات الخطر ومكتب الدراسات التحليلية البيئية ،وما يمكن التنويه إليه في هذا
المقام بأن المشرع الجزائري لم يشر إلى موجز التأثير في البيئة واقتصر على كل من دراسة الخطر ودراسة التأثير في البيئة وفقا
للتقسيم السالف الذكر.
أنظر المادة ،3رقم -2أ و ب من المرسوم التنفيذي رقم ،300-07المرجع السابق. ()2
تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ،70-02مرجع سابق. ()3
114
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
مرسوم تنفيذي رقم ،308-07مؤرخ في 30أكتوبر ،3707يحدد صالحيات وزير التهيئة العمرانية البيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ()1
،02صادر في 38أكتوبر ،3707معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،220-03مؤرخ في 30ديسمبر ،3703ج .ر .ج .ج.
عدد ،00صادر في 30ديسمبر ،3703وبالمرسوم التنفيذي رقم ،200-02مؤرخ في 30نوفمبر ،3702ج .ر .ج .ج .عدد 03
،صادر في 00ديسمبر .3702
أنظر المادة 0والمادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،308-07مرجع سابق. ()2
بينت كذلك المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 380-07أن الوزير المكلف بالبيئة يبادر بقواعد وتدابير حماية الموارد الطبيعية ()3
والبيولوجية والوراثية واألنظمة البيئية وتنميتها والحفاظ عليها ،ويتخذ التدابير المالئمة تجاه ذلك ،ويقترح األدوات الرامية إلى تشجيع كل
التدابير الكفيلة بحماية البيئة ،وردع الممارسات التي ال تضمن التنمية المستدامة ،ويتصور استراتيجيات ومخططات العمل المتعلقة
بالمسائل الشاملة للبيئة والسيما التغيرات المناخية ،وحماية التنوع البيئي ،وطبقة األوزون والتأثير على البيئة ،وينفذ ذلك عبر االتصال
مع القطاعات المعنية ،ويسهر على عمل أنظمة وشبكات الرصد والمراقبة ومخابر التحليل الخاصة بالبيئة وكل األعمال التي ترمي
تنمية االقتصاد البيئي وترقية النشاطات المرتبطة بحماية البيئة ،وفيما يخص اإلعالم والتربية البيئة فهو يبادر ببرامج وأعمال التوعية
عبر اإلتصال مع القطاعات والشركاء المعنيين ،ويشجع بذلك إنشاء جمعيات حماية البيئة ويدعم أعمالها.
أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،308-07مرجع سابق. ()4
115
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات ،فقد تم توزيع دور الوزير المكلف بالبيئة عبر العديد من
النصوص القانونية ،حيث يظهر كجهة مانحة للتأشيرة المناسبة أو الترخيص وكذا اعتماد مكاتب الدراسات.
وفيما يتعلق برخصة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة فقد ألزم المشرع الجزائري ضرورة خضوع المنشآت
المصنفة حسب أهميتها وحسب األخطار التي تنجر عن استغاللها لترخيص المنشأة المصنفة( ،)1وبمراجعة التقسيم
الذي بينته المادة 3من المرسوم التنفيذي ،008-70فإنه بالنسبة للمؤسسات من الفئة األولى فإن هذه الرخصة
تمنح بموجب قرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالبيئة والوزير المعني(.)2
كما تتم المصادقة على دراسة التأثير في البيئة المرتبطة بالمشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات
السائلة أو الغازية ،إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي من األرض أوالبحر،
وفقا للمرسوم التنفيذي ،020-70من طرف الوزير المكلف بالبيئة(.)3
ومن الجدير بالذكر أن المشرع الجزائري قد بين أن الموافقة على هذه الدراسات فيما يخص المشاريع
السابقة الذكر ،تتم بموجب قرار يتم استصداره من الوزير المكلف بالبيئة ،غير أنه فيما يخص دراسات التأثير في
البيئة المتعلقة بقطاع المحروقات عموما والتي تم تنظيمها وفقا للمرسوم التنفيذي 312-18فإن المشرع اعتمد
مصطلح "التأشيرة" من طرف الوزير المكلف بالبيئة.
كما يقوم الوزير المكلف بالبيئة باعتماد مكاتب الدراسات التي تقوم بإعداد دراسات أو موجز التأثير في
البيئة( ،)4والموافقة بقرار مشترك مع الوزير المكلف بالمحروقات عن أي استعمال أو تحويل أو تنازل عن قرض
بخصوص انبعاث الغازات االحتباسية(.)5
.3اللجنة الوزارية المشتركة المتعلقة بدراسات الخطر للمؤسسات المصنفة
تنشأ لدى الو ازرة المكلفة بالبيئة ،لجنة و ازرية مشتركة تتولى فحص دراسات الخطر الخاصة بالمؤسسات
المصنفة من الفئة األولى والمصادقة عليها ،وتتشكل هذه اللجنة من ممثلي الوزير المكلف بالحماية المدنية والوزير
المكلف بالبيئة( ،)6ويتم تعيين أعضائها بناء على اقتراح من السلطة التي ينتمون إليها لمدة ثالثة سنوات قابلة
بينت المادة 00من القانون رقم ،07-72أن الجهات المصدرة لهذا الترخيص تتوزع بحسب فئة المؤسسة المصنفة ،فقد تصدر ()1
هذه الرخصة من الوزير المكلف بالبيئة والوزير المعني ،أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي.
بينت المادة 37من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70أن المؤسسات المصنفة تنقسم إلى أربعة فئات حيث يتم تسليم رخصة ()2
أنظر المادة 2من القرار الوزاري المشترك ،المؤرخ في 02سبتمبر ،3702المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة ()6
للتجديد بموجب قرار من الوزير المكلف بالبيئة ،على أن يتم استخالفهم باألشكال نفسها ،ويمكن للجنة أن تستعين
بكل مؤسسة ،أو إدارة ،أو خبير ،يمكنهم المساعدة في أشغالها نظ ار لكفاءتهم( ،)1وتعد اللجنة نظامها الداخلي الذي
يحدد كيفيات سيرها حيث تتم الموافقة عليه بموجب قرار وزاري مشترك بين الوزير الكلف بالبيئة والوزير المكلف
بالداخلية ،على أن تضمن المصالح المكلفة بالبيئة أمانة اللجنة(.)2
ووفقا للمادة 00من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 02سبتمبر 3702المحدد لكيفيات فحص دراسات
الخطر والمصادقة فإن اللجنة الو ازرية تقوم بفحص دراسات الخطر طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ،008-70
كما تعد أمانة اللجنة مقرر الموافقة أوالرفض على دراسة الخطر الذي يرسل إلى الوزير المكلف بالداخلية والوزير
المكلف بالبيئة قصد توقيعه.
.4اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر
استحدثت اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر والتي أطلق عليها اسم "اللجنة الوطنية تل بحر" بموجب
المرسوم التنفيذي رقم ،264-14المتعلق بتنظيم مكافحة المتلوثات البحرية ،واحداث مخططات استعجالي لذلك،
ويترأس اللجنة الوزير المكلف بالبيئة أو ممثله وكذا ممثلين عن مجموعة من القطاعات الو ازرية ،ويعين أعضاء
اللجنة بموجب قرار من الوزير المكلف بالبيئة بناء على اقتراح من السلطات التي ينتمون إليها(.)3
وبينت المادة 13من المرسوم السالف الذكر أن اللجنة الوطنية تل بحر تكلف بتنسيق أعمال مختلف
الدوائر الو ازرية ،والهيئات في مجال تحضير مكافحة تلوث البحر ،والقيام بذلك على المستوى الوطني عبر إعداد
برنامج سنوي لمختلف النشاطات ،ومتابعة انجازها واعداد مخطط تل بحر وطني ،والسهر على تنفيذه ،كما تقوم
بتخطيطات وتدريبات افتراضية لتنفيذ مخطط تل بحر الوطني بالتشاور مع اللجان المعنية ومتابعة سير عمليات
مكافحة حوادث التلوث في البحر ابتداء من تفعيل مخطط تل بحر الوطني إلى غاية إختتامه(.)4
أنظر المادة 0و 0من القرار الوزاري المشترك ،المؤرخ في 02سبتمبر ،3702المرجع السابق. ()1
أنظر المادة 0و 8من القرار الوزاري المشترك ،المؤرخ في 02سبتمبر ،3702مرجع سابق. ()2
أنظر المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم ،302-02مرجع سابق .كما بينت ذات المادة أن ممثلي القطاعات الو ازرية يتشكلون ()3
من ثالث ممثلين عن وزير الدفاع الوطني ،وثالث ممثلين عن وزير الداخلية ،وممثل عن وزير الشؤون الخارجية ،وممثلين عن وزير
المالية" ،وثالث ممثلين عن الوزير المكلف بالطاقة ،وممثل عن الوزير المكلف بالموارد المائية ،وممثلين عن الوزير المكلف باألشغال
العمومية وممثل عن كل من وزير الثقافة والتضامن الوطني والصحة وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،والسياحة ،والصيد البحري
والوارد الصديدية.
بينت المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم ،302-02مرجع سابق .أن اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر تسهر على تقرير مدى ()4
مالئمة اللجوء إلى التعاون الدولي في إطار االتفاقيات الدولية والجهوية ،والعمل على تقييم األضرار الناجمة عن التلوث ،وتدرس كل
مسألة تتعلق بالتعويض المترتبة على تلوث البحر واتخاذ أي تدبير من شأنه تدعيم تل بحر السيما باقتناء الوسائل الضرورية للتدخل
وتكوين المستخدمين .وتقوم بتقديم تقرير سنوي للوزير األول حول وضعية تحضير مختلف مخططات تل بحر وحول أنشطة اللجان
117
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
كما تم إنشاء أمانة دائمة تل بحر لدى الوزير المكلف بالبيئة تكلف بإعداد اجتماعات اللجنة الوطنية تل
بحر ونشر كل المعلومات التي من شأنها تدعيم تنظيم تل بحر على مستوى لجان تل بحر ،والتنسيق بين مختلف
لجان تل بحر ووضع وتحيين المواصفات النوعية ،والكمية للوسائل الوطنية لمكافحة تلوث البحر ،وانشاء بنك
معلومات يرتبط بمجال نشاطها ،وتسير األمانة الدائمة تل بحر أمين الوطني تل بحر برتبة مدير مركزي يعين
بمرسوم بناء على اقتراح من الوزير المكلف بالبيئة ،على أن تحدد تشكيلتها بقرار من الوزير المكلف بالبيئة(.)1
ثانيا :وزارة الطاقة
تغي ار فيما يخص تضمن الطاقم الحكومي المعدل في سنة 3702وفقا للمرسوم الرئاسي رقم 002-02
()2
اإلدارة المركزية بالنسبة لو ازرتي الطاقة والمناجم ،وو ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار
حيث فصل المشرع بين الطاقة والمناجم بتبني و ازرة مستقلة للطاقة ،وتم إسناد المناجم للو ازرة المكلفة بالصناعة
حيث أصبحت بذالك و ازرة للصناعة والمناجم ،وتطبيقا لذلك فقد تم إصدار نصوص تنظيمية جديدة تتضمن التنظيم
الهيكلي لإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم والتي حددها المرسوم التنفيذي رقم ،)3(323-02والمرسوم
التنفيذي رقم ،)4(320-02المتضمن صالحيات وزير الصناعة والمناجم ،والمرسوم التنفيذي رقم ،)5(70-00
المتضمن ()6
المتضمن تنظيم المتفشية العامة في و ازرة الصناعة والمناجم وسيرها ،والمرسوم التنفيذي رقم 00-00
إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهامها وتنظيمها.
وفيما يخص اإلدارة المركزية الجديدة لو ازرة الطاقة فلقد بينت المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم -02
323أنه تلغى أحكام المرسوم التنفيذي رقم 00-00المؤرخ في 30جانفي ،3700والمعدل والمتمم المتضمن
تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار ،وكذا األحكام المخالفة
أنظر المادة 00و 37من المرسوم التنفيذي رقم ،302-02مرجع سابق. ()1
( )2مرسوم رئاسي رقم ،002-02مؤرخ في 37أفريل ،3702يتضمن تعيين أعضاء الحكومة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،30صادر في
0ماي .3702
مرسوم تنفيذي رقم ،323-02مؤرخ في 30أوت ،3702يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم ،ج .ر .ج .ج. ()3
الواردة في المرسوم التنفيذي رقم ،)1(300-70المؤرخ في 0سبتمبر ،3770المتضمن تنظيم و ازرة الطاقة
والمناجم ،وبالنسبة لمديرية الطاقة بالوالية فقد بين المرسوم التنفيذي رقم 00-00المتضمن إنشاء مديرية الوالية
للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها من خالل المادة 03منه أنه تلغى احكام المرسوم التنفيذي رقم ،00-00
المؤرخ في 30جانفي 3770المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية
اإلستثمار المعدل والمتمم ،وكذا األحكام المخالفة المتعلقة بالمناجم والمتضمنة في المرسوم التنفيذي رقم -70
()2
المؤرخ في 07سبتمبر ،3770المتضمن إنشاء مديريات والئية للطاقة والمناجم وتنظيمها وعملها وسيرها. 272
ساري ()3
غير أنه فيما يخص صالحيات الوزير المكلف بالطاقة فقد بقي المرسوم التنفيذي رقم 300-70
المفعول ،وذلك بالرغم من صدور عدة نصوص تنظيمية سنة 3700تتضمن تنظيم نشاطات قطاع المحروقات،
حيث تم اإلشارة في المرسوم التنفيذي رقم 00-00المحدد إلجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة
على نشاطات نقل المحروقات بواسطة األنابيب والذي صدر في شهر مارس ،3700ضمن تأصيله القانوني إلى
المرسوم التنفيذي رقم ،300-70المتضمن صالحيات وزير الطاقة والمناجم ،وبناء على ما سبق ونظ ار لعدم
صدور تنظيم جديد يلغي التنظيم الساري المفعول ،فإن هذه الدراسة ستستند إلى النص القانوني السارية المفعول.
وما يمكن التنويه إليه من خالل ماسبق هو عدم توافق الطريقة التي تم من خاللها إعتماد التعديل المتعلق
بكل من و ازرة الطاقة ،وو ازرة الصناعة والمناجم ،حيث يالحظ إفراد هذه االخيرة بنصوص خاصة مستقلة بمناسبة
التعديل الذي ط أر عليها ،غير أنه فيما يخص و ازرة الطاقة فقد تم اإلشارة إلى ذلك عبر النصوص المرتبطة بو ازرة
الصناعة والمناجم ،وهوما يثير بعض اللبس حال اإلطالع على هذه النصوص ،عالوة عدم تعديل أو إلغاء المرسوم
التنفيذي رقم ،300-70المتضمن صالحيات وزير الطاقة والمناجم.
وفيما يخص دوز و ازرة الطاقة في حماية البيئة في قطاع المحروقات فهو يتوزع بين مصالح اإلدارة
المركزية لو ازرة الطاقة ،وزير الطاقة ،وكذا اللجنة الو ازرية المتعلقة بدراسة الخطر لنشاطات المحروقات.
مرسوم تنفيذي رقم ،267-17مؤرخ في 9سبتمبر ،2117يتضمن تنظيم و ازرة الطاقة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،57صادر ()1
في 16سبتمبر ،2117معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،238-11مؤرخ في 11اكتوبر ،2111ج .ر .ج .ج .عدد 59صادر
في 13اكتوبر ،2111معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،323-02المؤرخ في 30أوت ،3702المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية
لو ازرة الصناعة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،03صادر في 02سبتمبر .3702
مرسوم تنفيذي رقم ،314-19مؤرخ في 11سبتمبر ،2119يتضمن إنشاء مديريات والئية للطاقة والمناجم وتنظيمها وعملها ()2
وسيرها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،54صادر في 16سبتمبر ،2119معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،15-15المؤرخ في 22جانفي
،2115المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 4صادر في 29جانفي .2115
مرسوم تنفيذي رقم ،266-17مؤرخ في 9سبتمبر ،2117يحدد صالحيات وزير الطاقة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،57 ()3
أنظر المادة 1من المرسوم التنفيذي رقم ،267-17المرجع السابق .حيث بين أن هذه المديريات هي المديرية العامة للمحروقات ()1
والمديرية العامة للطاقة والمديرية العامة لإلستراتيجية واالقتصاد والتنظيم والمديرية العامة ولإلدارة واإلعالم ومديرية حماية األمالك
الطاقوية ومديرية العالقات الخارجية.
وفقا للمادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،276-17مرجع سابق .فإن المديرية العامة للمحروقات تتضمن مديريتين وهما مديرية ()2
التطوير والمحافظة على الموارد التي تكلف بإعداد سياسة تطوير الميدان المنجمي والمحافظة عليه ،واعداد النصوص التنظيمية
المتعلقة به ،والسهر على تطوير نشاطات النقل ،والهندسة والخدمات البترولية وشبه البترولية ،وتضم ثالث مديريات فرعية بدء
بالمديرية الفرعية لتطوير الموارد ،والمديرية الفرعية للمحافظة على الموارد ،والمديرية الفرعية للنقل والخدمات البترولية .أما المديرية
الثانية فهي مديرية التحويل والتوزيع وتكلف بإعداد سياسة تطوير نشاطات الفرع والسهر على تنفيذها والمساهمة في إعداد التنظيم
المتعلق بالفرع والسهر على تطبيقه ،وانجاز جميع الدراسات المتعلقة بتطوير نشاطاته وتتكون من مديريتين فرعيتين وهما المديرية
الفرعية لتحويل المحروقات والمديرية الفرعية لتوزيع المنتجات البترولية.
بينت المادة 2فقرة 1و 2من المرسوم التنفيذي رقم ،266-17أن وزير الطاقة والمناجم يمارس صالحياته طبقا للقوانين ()3
والتنظيمات المعمول به باالتصال مع القطاعات األخرى في ميادين النشطة المتعلقة بالتنقيب عن المحروقات السائلة والغازية
121
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
في إعداد واقتراح والسهر على تنفيذ التدابير التشريعية والتنظيمية الساري العمل بها على مختلف النشاطات محل
اختصاصه ،كما يسهر على االستغالل الراشد والتثمين األقصى للموارد المنجمية والمحروقات كما يبادر بالدراسات
المتعلقة بتطوير الموارد الوطنية المنجمية والمحروقات والمحافظة عليها( ،)1وفيما يخص المجال االقتصادي
والقانوني فإن الوزير يضع منظومة إعالمية تتعلق بنشاطات القطاع ،ويشارك في العمل الحكومي في مجال
التخطيط والدراسات المستقبلية وفي الميدان التشريعي والتنظيمي ،كما يساهم في الدراسات المتعلقة بالتنمية
المستدامة ،ويضمن متابعة إجراءات التحكيم وتسوية النزاعات الخاصة بالمحروقات(.)2
وبينت المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم 300-70أن وزير الطاقة والمناجم يساهم في تحديد قواعد األمن
الصناعي ،والرقابة التقنية للمنشآت والتجهيزات والعتاد ،ويسهر على تطبيقها ،كما يتولى رقابة الهياكل المركزية
وغير المركزية الموجودة تحت سلطته ،ويسهر على حسن سير الوكاالت وسلطات الضبط التابعة لقطاعه( ،)3عالوة
على ذلك فإن دور وزير الطاقة والمناجم يظهر من خالل قانون المحروقات والنصوص التنظيمية الخاصة بها من
خالل إصدار ق اررات إدارية تتضمن الترخيص بممارسة النشاط موضوع القرار ،ومثال ذلك ما بينته المادة 02من
القانون رقم 70-70المتضمن قانون المحروقات حيث أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بدراسة طلبات منح
أوسحب امتيازات النقل بواسطة األنابيب وتقديم توصيات إلى الوزير المكلف بالمحروقات ،ودراسة طلبات ممارسة
نشاطات التكرير والتخزين والتوزيع للمنتجات البترولية وتقديم توصية للوزير المكلف بالمحروقات قصد منح رخصة
ممارسة هذه النشاطات ،ويوافق كذلك على عقود البحث و/أو االستغالل المقدمة لكل مناقصة بموجب مقرر ،حيث
يمكن ل لوزير بناء على تقرير مبرر وشامل أن يعمل استثناء بهذه األحكام ألسباب تتعلق بالصالح العام في إطار
سياسة المحروقات(.)4
وفقا للمادة 00من قانون المحروقات الجزائري فإن الوزير المكلف بالمحروقات يسهر على التثمين األمثل
للموارد الوطنية للمحروقات كما يكلف باقتراح السياسة التي تتبع في مجال المحروقات وتنفيذها بعد المصادقة
عليها ،ويتولى عرض طلبات الموافقة على عقود البحث و/أو استغالل المحروقات التي تتم الموافقة عليها بموجب
مرسوم يتخذ في مجلس الوزراء.
ومشتقاتها والبحث عنها وانتاجها ومعالجتها وتحويلها وخزنها ونقلها وتوزيعها ،إضافة إلى البحث الجيولوجي والمنجمي عن الموارد
المنجمية مهما يكن نوعها واستخراجها ومعالجتها وتثمينها.
أنظر المادة 4فقرة 2و 3من المرسوم التنفيذي رقم ،266-17المجرع السابق. ()1
أنظر المادة 23فقرة 0و 8من القانون رقم ،70-70مرجع سابق. ()4
121
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
مرسوم تنفيذي رقم ،70-00مؤرخ في 02جانفي ،3700يحدد كيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع ()1
المحروقات ومحتواها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،72صادر في 30جانفي .3700
أنظر المادة 33و 32من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()2
يجدر التنويه إلى أن وزير الداخلية يقوم بالتوقيع على دراسات الخطر المتعلقة بالمؤسسات المصنفة من الفئة األولى والتي تتطلب ()4
122
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
سلطة ضبط المحروقات مكلفة بتنسيق دراسات التأثير البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر مع القطاعات
الو ازرية والوالئية المعنية التي يجب عليها تقديم رأيها وفقا لآلجال المحددة في التنظيم( ،)1وعالوة على الدور
االستشاري والتنسيقي فإنه يتم إصدار ق اررات و ازرية مشتركة تحمل مضمون الترخيص والموافقة ،حيث بينت المادة
67من قانون المحروقات أن كل استعمال أو تحويل أو تنازل عن قرض بخصوص حق انبعاث الغازات االحتباسية
يستدعي الموافقة عليه بقرار مشترك بين الوزيرين المكلفين بالمحروقات والبيئة.
رابعا :وكالتي ضبط قطاع المحروقات
من أجل تحديد الدور الفاعل لهذه السلطة في مجال حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي
بيان طبيعتها القانونية وكذا بيان السلطات المخولة لها ،وتحديد دورها في حماية البيئة في قطاع المحروقات.
.1الطبيعة القانونية لوكالتي المحروقات
تعتبر سلطة ضبط قطاع المحروقات إحدى الصور الجديدة للضبط االقتصادي ،حيث أنها ال تشابه باقي
السلطات المنشأة من طرف المشرع الجزائري ،وبالنتيجة لذلك فهي ال تعد سلطة إدارية كباقي السلطات اإلدارية
المستقلة ،وانما هي سلطة تجارية مستقلة(.)2
إن السلطات التجارية المستقلة التي استحدثها المشرع الجزائري في قطاع المحروقات تشكل تكريسا
الزدواجية سلطات الضبط( ،)3فالنسبة لقطاع المحروقات بعد أن كان محتك ار من طرف سوناطراك بموجب تفويض
خاص من الدولة ،فإن قانون المحروقات رقم 70-70المعدل والمتمم بين توجه الدولة الجديد بتخليها عن هذا
االحتكار ،ليتم بذلك تحرير هذا القطاع ،بإنشاء وكالتي ضبط قطاع المحروقات ،حيث أسندت لها مهمة الضبط في
قطاع المحروقات(.)4
لقد تم إنشاء وكالتي ضبط قطاع المحروقات بموجب المادة 03من القانون رقم 70-70المعدل والمتمم،
حيث تعتبران وكالتان وطنيتان مستقلتان تتمتعان بالشخصية القانونية واالستقاللية المالية ،وتظهر الوكالتين في
شكل وكالة وطنية لمراقبة النشاطات وضبطها في مجال المحروقات أطلق عليها تسمية "سلطة ضبط المحروقات"،
أما الوكالة الثانية فهي الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات والتي أطلق عليها تسمية "النفط"( ،)5وال تخضع
وكالتي المحروقات للقواعد المطبقة على اإلدارة ،السيما فيما يتعلق بتنظيمها وسيرها والقانون األساسي للعمال
)(2
RACHID Zouaimia," Les agences de regulation dans le secteur des hydrocarbures ou les mutations institutionnelles en
matiere de regulation economique ", Revue idara, N°. 39 , 2010,P.99.
)(3
RACHID Zouaimia, Droit de la regulation economique, Berti edition, Alger, 2006 , P.25.
شمون علجية ،الضبط االقتصادي في قطاع المحروقات ،مذكرة لنيل درجة ماجستير في القانون ،فرع إدارة و مالية ،كلية الحقوق، ()4
123
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المشتغلين بهما ،حيث أنها تمسك محاسبة حسب الشكل التجاري ،كما تخضع في عالقتها مع الغير للقواعد
التجارية ،وبذلك فقد أعطى المشرع الجزائري صراحة الصفة التجارية للوكالتين ،كما استبعد تطبيق القانون اإلداري
عليها(.)1
بينت المادة 02من القانون رقم 70-70أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بالسهر على احترام تطبيق التنظيم التقني المتعلق ()2
بنشاطات المحروقات ،وكذا التنظيم المتعلق بتطبيق التعريفات ،والتنظيم في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة والوقاية من
المخاطر الكبرى وتسييرها ،وتطبيق التنظيم المتعلق بدفتر الشروط الخاص بإنجاز منشآت النقل بواسطة األنابيب والتخزين ،ومراقبة
مطابقة نوعية المنتجات البترولية ،كما كلفت بتطبيق العقوبات والغرامات التي تسدد للخزينة العمومية حال مخالفة القوانين والتنظيمات
المتعلقة بالتنظيم التقني المطبق على نشاطات المحروقات ،والتنظيم المطبق في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة ،إضافة إلى
ذلك فإنها مكلفة بدراسة طلبات منح أو سحب امتيازات النقل بواسطة األنابيب ،وطلبات ممارسة نشاطات التكرير والتخزين والتوزيع
للمنتجات البترولية وتقديم توصية للوزير المكلف بالمحروقات لمنح رخصة ممارسة هذه النشاطات ،كما تكلف بالمشاركة مع مصالح
و ازرة المحروقات في إعداد النصوص التنظيمية التي تحكم نشاطات المحروقات ،وبينت المادة 02من قانون المحروقات أن النفط
أوكل لها مهمة تقييم المجال المنجمي المتعلق بالمحروقات عبر إنجاز دراسات حول األحواض ،وترقية االستثمارات في مجال البحث
واستغالل المحروقات ،وتسيير بنوك المعلومات الخاصة بالبحث واستغالل المحروقات ،كما تقوم بتسليم رخص التنقيب وطرح
المناقصات وتقييم العروض الخاصة بنشاطات البحث و/أو االستغالل ،وابرام العقود المرتبطة بها ،ومتابعة ومراقبة مدى تنفيذها طبقا
ألحكام القانون بصفتها طرفا متعاقد ،وكلفت النفط بدراسة مخططات التنمية والموافقة عليها وتحيينها دوريا ،ومراقبة احترام المحافظة
المثلى على استغالل موارد المحروقات ،كما اسند لها مهمة تحديد اإلتاوة وجمعها ،واعادة دفعها للخزينة العمومية ،والتأكد من أن
المتعامل قد سدد الرسم على الدخل البترولي والرسم المساحي والرسوم المتعلقة بحرق الغاز واستعمال المياه ،كما تتعاون مع و ازرة
المحروقات في إعداد النصوص التنظيمية ،وتشجيع نشاطات البحث العلمي في مجال نشاطات قطاع المحروقات.
شمون علجية ،المرجع السابق ،ص.30. ()3
124
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
قانون المحروقات ،وكذا التنظيم المتعلق بثاني أكسيد الكربون ( ،)co2كما تسهر على تطبيق التنظيم المتعلق
باستعمال المواد الكيميائية في إطار مختلف النشاطات التي يحكمها قانون المحروقات ،ومراقبة مطابقة نوعية
المنتجات البترولية ،وتطبيق المقاييس والمعايير المعدة على أساس أفضل تطبيق دولي ،وتعمد سلطة ضبط
المحروقات على تطبق العقوبات والغرامات التي تسدد للخزينة العمومية في حالة مخالفة القوانين والتنظيمات
المتعلقة بالتنظيم المطبق في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة.
وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمتابعة دراسات التأثير على البيئة وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة
بالبيئة ،والحصول على التأشيرة المناسبة للمتعاقدين والمتعاملين المعنيين( ،)1كما تقوم بالتنسيق دراسات التأثير
البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر مع القطاعات الو ازرية والوالئية المعنية كما تخضع كل دراسة لألخطار
الناتجة عن النشاطات المحددة في قانون المحروقات ،إلى موافقة سلطة ضبط المحروقات(.)2
ب .الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات
يظهر دور النفط في حماية البيئة بالرقابة على المناقصات ،وتقييم العروض الخاصة بنشاطات البحث و/أو
()3
أن يحصل على شهادة االنتقاء األولي من طرف النفط االستغالل ،وابرام العقود ،حيث ألزم كل متعامل مستثمر
من أجل المشاركة في كل مناقصة للمنافسة( ،)4إضافة إلى ذلك فلها دور إحصائي عبر متابعة المعطيات المتعلقة
باستغالل موارد المحروقات ،ودور جبائي بتحديدها لإلتاوة الجبائية ،وبالرجوع إلى الملحق (ب) المتضمن الجوانب
التقنية فقد ألزم كل مرشح يسعى للحصول على شهادة االنتقاء األولي أن يقدم بيانا مفصال عن طاقته وتجربته
وقدراته في التكفل بالتحديات خاصة على الصعيد البيئي ،وكذا وصف طاقة وخبرته في الداخل في كل الميادين
الهامة والمتعلقة بتكنولوجيات ما فوق السطح والتطوير واإلنتاج وتسيير الوارد البشرية وتسيير النظافة واألمن
البيئي(.)5
وأسند اللنفط تسليم رخص التنقيب التي ال يتم منحها ما لم تتضمن بصورة آلية استفاء جميع الشروط
القانونية السيما منها المتعلقة بحماية البيئة ،حيث تسهر النفط على متابعة ومراقبة مدى تنفيذ عقود البحث و/أو
االستغالل بصفتها طرفا متعاقدا طبقا ألحكام القانون ،كما تأكد من أن المتعامل قد سدد الرسوم المتعلقة بحرق
الغاز واستعمال المياه(.)6
تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ،70-02مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 3فقرة 3 ،0من المرسوم التنفيذي رقم ،082-70مرجع السابق. ()3
أنظر الفقرة أ 0-و 3و 2من الملحق (ب) ،من التنفيذي رقم ،082-70مرجع سابق. ()5
125
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
إضافة إلى ذلك فقد ألزمت المادة 20من قانون المحروقات كل متعاقد أن يستجيب بصورة خاصة
للمقاييس والمعايير التي بنص عليها التنظيم في مجال األمن الصناعي ،وحماية البيئة والمقاييس التقنية والعلمية،
ويتعين عليه تزويد النفط بانتظام وبدون تأخير بكل المعطيات والنتائج المتحصل عليها في إطار تنفيذ العقد ،وكذا
التقارير التي تطلبها النفط ،كما تمنح للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بصفة استثنائية ولمدة محددة رخصة
حرق الغاز بطلب من المتعامل وفقا للمادة 03من قانون المحروقات( ،)1وعهد لها أيضا حق الرقابة على كميات
الغاز المحروقة(.)2
كما تراقب مع سلطة ضبط قطاع المحروقات والو ازرة المكلفة بالبيئة كل عملية تخلي واعادة الموقع إلى
حالته األصلية ،وأخي ار فإن النفط تقوم بدراسة مخططات التنمية والموافقة عليها وتحيينها دوريا ،ومراقبة مدى احترام
المحافظة المثلى على موارد استغالل المحروقات(.)3
الفرع الثاني
الهيئات المحلية
إلى جانب االختصاصات التي تقوم بها الهيئات المركزية السابقة الذكر من أجل حماية البيئة في قطاع
المحروقات فقد أعطى المشرع الجزائري لهيئات أخرى على المستوى المحلي دو ار في حماية البيئة في قطاع
المحروقات ،حيث تنقسم هذه الهيئات إلى شقين رئيسيين؛ فمنها ما يتمتع بسلطة إصدار ق اررات متعلقة بحماية البيئة
(أوال) ،أما الشق الثاني فإن دوره يظهر بصورة تشاوريه وتشاركيه (ثانيا).
أوال :الهيئات الوالئية
يشكل كل من الوالي ومديرية البيئة ومديرية الطاقة والمناجم بالوالية واللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات
المصنفة بالوالية الهيئات الالمركزية التي تتمتع بصالحيات فيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات.
.4الوالي
تساهم الوالية مع الدولة في إدارة وتهيئة اإلقليم والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وحماية البيئة(،)1
ويشكل المجلس الشعبي الوالئي من بين أعضائه لجانا دائمة للمسائل التابعة الختصاصاته السيما المتعلقة بالصحة
والنظافة وحماية البيئة( ،)2كما يتداول في مجال حماية البيئة(.)3
تم تعديل هذه المادة بموجب القانون رقم ،70-02مرجع سابق. ()1
126
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وفيما يخص الوالي الذي يعتبر الهيئة الثانية في الوالية( ،)4فإن قانون الوالية لم يتضمن أي صالحيات فيما
يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات بصورة مباشرة( ،)5إال أن اختصاصاته في هذا المجال تم توزعها عبر
العديد من النصوص القانونية األخرى( ،)6ويظهر هذا الدور خالل دراسة أو موجز التأثير ودراسة الخطر التي
يقدمها صاحب كل مشروع مرتبط بقطاع المحروقات ،وكذا حال طلب الحصول على رخصة المنشآت المصنفة كما
يلي:
أ.دور الوالي في دراسات التأثير في البيئة
فيما يخص دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات ووفقا ألحكام المادة 7من المرسوم التنفيذي رقم
145-17فإن صاحب المشروع ملزم بإيداع دراسة أو موجز التأثير على البيئة لدى الوالي المختص إقليميا في 11
نسخ فيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية ،إضافة إلى المشاريع المتعلقة
بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو المعادن من األرض أو البحر ،وبعد إيداع دراسة التأثير لدى الوالي
المختص إقليميا ،فإن فحص هذه الدراسات يكون من طرف المصالح المكلفة بالبيئة المختصة إقليميا بتكليف من
الوالي(.)7
ووفقا للمادة 15من المرسوم التنفيذي رقم ،312-18فإن الوالي أو الوالة المختصون إقليميا يقومون
بفحص دراسة التأثير في البيئة ،وبفتح تحقيق عمومي طبقا لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي رقم 145-17
المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة ،ويعلن الوالي أو الوالة
أنظر المادة 0من القانون رقم ،70-03مؤرخ في 30فيفري ،3703يتعلق بالوالية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،03صادر في 30 ()1
فيفري .3703
المادة 22من القانون رقم ،70-03المرجع السابق. ()2
فيما يخص دور البلدية في حماية البيئة فقد بينت المادة 070من القانون رقم ،00-07المؤرخ في 33جوان ،3700المتعلق ()5
بالبلدية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 2جويلية .3700أن إقامة أي مشروع استثمار و/أو تجهيز أو أي مشروع يندرج في
إطار البرامج القطاعية للتنمية ،يخضع إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي ،خاصة في مجال حماية األراضي الفالحية والتأثير
في البيئة ،وبينت المادة 002من قانون البلدية أن أي مشروع يحتمل األضرار بالبيئة والصحة العمومية على إقليم البليدة فإنه يقتضي
موافقة المجلس الشعبي البلدي ،باستثناء المشاريع ذات المنفعة الوطنية التي تخضع لألحكام المتعلقة بحماية البيئة ،كما يعتبر رئيس
المجلس الشعبي البلدي المعني أو ممثله عضوا في اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة وفقا للمادة 30من المرسوم التنفيذي رقم
.008-70
بينت المادة 2فقرة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،302-70المحدد إلجراءات وشروط منح رخص التنقيب عن المحروقات أن ()6
الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ملزمة بأن تعلم والة الواليات المعنية وأيضا مديريات المناجم والصناعة بكل رخصة تنقيب
تقوم بتسليمها مع بيان الحدود الجغرافية لمساحة التنقيب ،وكذا طبيعة األشغال المقرر إنجازها.
أنظر المادة 0والمادة 8من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()7
127
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المختصون إقليميا بموجب قرار فتح تحقيق عمومي بعد الفحص األولي لملف دراسة أو موجز التأثير في البيئة من
أجل دعوة الغير أو كل شخص طبيعي أو معنوي إلبداء آرائهم في المشروع المزمع انجازه ،وفي اآلثار المتوقعة
على البيئة( ،)1وبعد إرسال الوزير المكلف بالبيئة بقرار الموافقة أو رفض دراسة التأثير في البيئة إلى الوالي
المختص إقليميا يقوم الوالي بتبليغها لصاحب المشروع بقرار يتضمن الموافقة أو الرفض(.)2
ب.دور الوالي في موجز التأثير في البيئة
يمارس الوالي نفس الصالحيات المتعلقة بالتحقيق العمومي بالنسبة لموجز التأثير في البيئة ،غير أنه يقوم
بالموافقة على موجز التأثير ،أما في حالة الرفض فيجب أن يكون رفضه لموجز التأثير مبررا ،ويقوم الوالي
المختص إقليميا بإبال ،صاحب المشروع بقرار الموافقة على موجز التأثير أو رفضه(.)3
ج .دور الوالي في دراسات الخطر
المؤرخ في 02سبتمبر ()4
درسات الخطر فقد بينت المادة 15من القرار الوزاري المشترك
فيما يخص ا
،3702المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها ،أن الوالي المختص إقليميا يقوم بالموافقة أو
رفض دراسات الخطر فيما يخص المؤسسات المصنفة من الفئة الثانية التي تتطلب رخصة والئية.
كما يقوم بتبليغ مقرر الموافقة أو الرفض الذي يتم إرساله من طرف الوزير المكلف بالبيئة إلى صاحب
المشروع حال المؤسسات المصنفة من الفئة األولى والتي تتطلب رخصة و ازرية(.)5
د.دور الوالي في رخصة استغالل المؤسسات المصنفة
ألزم المشرع الجزائري ضرورة خضوع المنشآت المصنفة حسب أهميتها وحسب األخطار أو المضار التي
تنجر عن استغاللها لترخيص المؤسسات المصنفة ،حيث تصدر هذه الرخصة من الوزير المكلف بالبيئة والوزير
المعني ،أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي( ،)6وهو ما يتوافق مع التقسيم الذي بينته المادة 3من
المرسوم التنفيذي رقم 008-70المتضمن إجراءات منح رخصة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة ،حيث قسمت
المؤسسات المصنفة إلى أربعة فئات ،وهي المؤسسة المصنفة من الفئة األولى والتي تتضمن على األقل منشأة
خاضعة لرخصة و ازرية ،ومؤسسة مصنفة من الفئة الثانية وهي التي تخضع لرخصة من الوالي المختص ،ومؤسسة
أنظر المادة 00والمادة 00والمادة 08من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()2
المادة 08فقرة 3وفقرة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()3
قرار وزاري مشترك مؤرخ في 02سبتمبر ،3702يحدد كيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،72 ()4
128
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
مصنفة من الفئة الثالثة والتي تتضمن على األقل منشأة خاضعة لرخصة رئيس المجلس الشعبي المختص،
ومؤسسة مصنفة من الفئة الرابعة والتي تخضع لنظام التصريح لدى رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص ،حيث
يتم إرسال طلب رخصة المؤسسات المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا(.)1
ويخضع الطلب المودع للحصول على رخصة المنشآت المصنفة لدراسة أولية من طرف اللجنة الوالئية وفقا
للمادة 28من المرسوم التنفيذي ،198-16حيث تنشأ لجنة والئية لمراقبة المؤسسات المصنفة على مستوى كل
والية ،وتتشكل من الوالي رئيسا ،والتي سيتم بيانها تبعا(.)2
.2الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة
بعد إرسال طلب رخصة المؤسسات المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا ،يخضع الطلب المودع للحصول
()3
التي تم تحديد وصفها في المادة على الرخصة لدراسة أولية من طرف اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة
على مستوى كل ()4
28من المرسوم التنفيذي رقم ،198-16حيث تنشأ اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة
والية وتتكون من ممثلين للمصالح غير الممركزة لعدد من القطاعات الو ازرية تم تحديدهم في المادة 30من المرسوم
التنفيذي .)5(008-70
وما يالحظ ف ي هذا السياق التنوع الكبير ألعضاء اللجنة من مختلف المديريات الوالئية وغيرها ،غير أنه
يالحظ كذلك غياب تمثيل الجمعيات البيئية من أجل تكريس حق المواطن في بيئة نظيفة ،ويتم تعيين أعضاء اللجنة
بقرار من الوالي لمدة ثالثة سنوات قابلة للتجديد دون تحديد مدة التجديد ويتم استخالفهم باألشكال نفسها ،وأسندت
أمانة اللجنة لمصالح البيئة (مديرية البيئة) الموجودة على مستوى الوالية(.)6
أنظر المادة 0فقرة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()3
اعتمد المشرع تسمية اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة ،غير أن دور هذه اللجنة ال يقتصر على المراقبة فقط بل إن دورها ()4
يظهر ابتداء خالل دراسة ملف طلب رخصة استغالل المؤسسات المصنفة ،وعليه كان من األجدر اعتماد تسميتها كما يلي :اللجنة
الوالئية الستغالل ومراقبة المؤسسات المصنفة.
أنظر المادة 30من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق .وتتشكل الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة من الوالي ()5
رئيسا أو ممثله ،ومدير البيئة للوالية أو ممثله ،وقائد فرقة الدرك الوطني للوالية أو ممثله ،ومدير أمن الوالية أو ممثله ،ومدير الموارد
المائية أو ممثله ،ومدير التجارة أو ممثله ،ومدير التخطيط وتهيئة اإلقليم أو ممثله ،ومدير المصالح الفالحية للوالية أو ممثله ومدير
الصحة والسكان للوالية أو ممثله ،ومدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية للوالية أو ممثله ومدير العمل للوالية أو
ممثله ،ومدير الصيد البحري للوالية أو ممثله ،ومديري الثقافة والسياحة للوالية أو ممثليهما ،ومحافظ الغابات أو ممثله ،وممثل الوكالة
الوطنية لتطوير االستثمار ،وثالثة خبراء مختصين في المجال المعني بأشغال اللجنة ورئيس المجلس الشعبي البلدي المعني أو ممثله،
وما يالحظ في هذا السياق غياب ممثل عن جمعيات حماية البيئة ضمن تشكيلة اللجنة.
أنظر المادة 20و 23من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()6
129
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وتكلف اللجنة الوالئية للمراقبة المؤسسات المصنفة بالسهر على احترام التنظيم الذي يسير المؤسسات
المصنفة ،وفحص طلبات إنشاء المؤسسات المصنفة ،والسهر على مطابقة المؤسسات الجديدة لنص مقرر الموافقة
المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة(.)1
وتجتمع اللجنة باستدعاء من رئيسها كلما دعت الضرورة ،وتتخذ ق ارراتها باألغلبية البسيطة ألصوات
أعضائها وفي حالة التساوي يرجح صوت الرئيس ،ويتضمن محضر أشغال اللجنة رأي كل عضو فيها( ،)2كما
يمكن للجنة أن تستعين بكل شخص بحكم كفاءته من أجل اإلدالء برأيه من الناحية التقنية حول المسائل المحددة
في جدول أعمالها ،كما يمكنها أن تستدعي صاحب المشروع أو مكاتب الدراسات المعدين للدراسات المتعلقة
بالمشروع محل الطلب لتقديم معلومات تكميلية أو توضيحات ،وتقوم بمرقابة مدى مطابقة المؤسسات المصنفة
للتنظيم المطبق عليها ،وتعد بمناسبة ذلك برنامجا للرقابة في الوالية محل اختصاصها(.)3
ويمكن للجنة أن تكلف عضوا أو عدة أعضاء بمهمة المراقبة الخاصة ،وذلك بالنظر إلى الظروف التي
تدفع إلى ذلك ،كما تجري معاينات ميدانية لمراقبة المؤسسات المصنفة بطلب من رئيسها ،حيث تتوج زيارة اللجنة
للموقع عند إتمام انجاز المؤسسة المصنفة بمنح رخصة استغالل المؤسسة المصنفة ،إذ تهدف الزيارة إلى التأكد من
مطابقة الوثائق المدرجة في الطلب ومضمون الموافقة المسبقة (.)4
.3اللجنة الوالئية المكلفة بفحص دراسات الخطر
عالوة على ما سبق ذكره فيما يخص اللجنة الو ازرية المشتركة المتعلقة بفحص دراسات الخطر فإنه تنشأ
على مستوى كل والية ،لجنة تكلف بفحص دراسات الخطر الخاصة بالمؤسسات المصنفة من الفئة الثانية
والمصادقة عليها ،وتتشكل هذه اللجنة من ممثلي مديريتي الحماية المدنية والبيئة على مستوى الوالية ،ويعين
أعضاء اللجنة بناء على اقتراح من السلطة التي ينتمون إليها بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا لمدة ثالثة
سنوات يتم استخالفهم بنفس األشكال ،وتضمن المصالح المكلفة بالبيئة (مديرية البيئة) أمانة اللجنة حيث يتم اعتماد
نظامها الداخلي بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا( ،)5وما يالحظ فيما يخص تشكيلتها غياب ممثل عن
الجمعيات المتعلقة بحماية البيئة ،وتتولى أمانة اللجنة إعداد مقرر الموافقة أو الرفض المتعلق بدراسة الخطر بعد
أنظر المادة 22و 20من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()3
أنظر المادة 00و 37من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()4
أنظر المادة 2والمادة 0والمادة ،8من القرار الوزاري المشترك مؤرخ في 02سبتمبر ،3702مرجع سابق. ()5
131
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
اجتماعها من أجل فحصه وتقييد رأي كل عضو فيها في محضر مرتبط بذلك ،على أن يتولى التوقيع على المقرر
السابق الذكر الوالي المختص إقليميا(.)1
.1اللجنة الوالئية المكلفة بإعداد المخطط الخاص للتدخل
على مستوى كل والية لجنة مكلفة بإعداد ()2
أنشأت بموجب المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم71-15
المخططات الخاصة للتدخل ،حيث يرأس اللجنة الوالي المختص إلقليميا ،وتتشكل من مجموعة من األعضاء تم
تحديدهم في المادة 9من المرسوم التنفيذي رقم ،)3(17-15ويعين أعضاؤها لمدة 3سنوات قابلة للتجديد بموجب
قرار من الوالي المختص إقليميا ويتم استخالفهم بنفس األشكال ،حيث تجتمع اللجنة بناء على استدعاء من الوالي
أو كلما استدعت الضرورة ،ويمكن لها االستعانة بكل شخص يمكنه بحكم كفائته أن يساعدها في إشغالها ،كما
يتعين على مستغلي المنشآت أو الهياكل أن يحضروا أشغال اللجنة( ،)4حيث تتولى مديرية الحماية المدنية للوالية
أمانة اللجنة ،ويتم اعتماد المخطط الخاص للتدخل بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا(.)5
ويهدف المخطط الخاص للتدخل إلى تحديد تنظيم وتنسيق النجدة في حالة خطر خاص معرف وله
تأثيرات "خارج حدود المنشأة والهياكل" ،وذلك بغرض حماية األشخاص والممتلكات والبيئة ،حيث تخضع كل
المؤسسات المصنفة لحماية البيئة والتي تبرز " دراسة الخطر" أن آثار األخطار المعرفة يمكن أن تتجاوز حدود
المنشأة والتي يمكن أن تؤدي إلى إلحاق أضرار باألشخاص والممتلكات والبيئة إلعداد هذا المخطط( ،)6ويتم إعداد
هذه المخططات وفقا لمضمون دراسة الخطر التي سيتم دراستها بصورة أكثر اسهابا تبعا.
أنظر المادة 02و المادة 00من القرار الوزاري المشترك مؤرخ في 02سبتمبر ،3702مرجع سابق. ()1
مرسوم تنفيذي رقم 71-15مؤرخ في 11فيفري ، 2115يحدد شروط وكيفيات إعداد المخططات الخاصة للتدخل للمنشآت ()2
والهياكل واعتمادها ،ج .ر .ج .ج .عدد 9صادر في 18فيفري .2115
تتشكل اللجنة من قائد مجموعة الدرك الوطني للوالية أو ممثله ،ورئيس أمن بالوالية أو ممثله ،ومدير الحماية المدنية للوالية ()3
أوممثله ،ومدير الطاقة بالوالية أو ممثله ،ومدير الصناعة والمناجم ،للوالية أو ممثله ومدير الموارد المائية أو ممثله ،ومدير البيئة
للوالية أو ممثله ،ومدير الصحة والسكان للوالية أو ممثله ،ورئيس المجلس أو رؤساء المجالس الشعبية المعنية ،ورئيس الدائرة
أورؤساء الدوائر المعنية.
أنظر المواد ،03 ،00 ،07من المرسوم التنفيذي رقم ،71-15المرجع السابق. ()4
أنظر المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم ،71-15المرجع السابق .وراجع أيضا مضمون مخططات الوقاية في الفرع الثالث من ()5
131
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
مرسوم تنفيذي رقم ،220-70مؤرخ في 37أكتوبر ،3770يحدد كيفيات إعداد وتنفيذ المخططات الداخلية للتدخل من طرف ()1
المستغلين للمنشآت الصناعية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،70صادر في 30أكتوبر .3770
تتشكل اللجنة من المدير الوالئي المكلف بالصناعة أو ممثله رئيسا ،والمدير الوالئي للبيئة أو ممثله ،والمدير لوالئي للحماية المدنية ()2
أو ممثله ،والمدير الوالئي للقطاع المعني ،ورئيس المجلس الشعبي البلدي لمكان وجود المنشأة.
نصت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،202-72مؤرخ في 00ديسمبر ،3772المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم -00 ()3
07المؤرخ في 30جانفي ،0000والمتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،87صادر في 30ديسمبر
.3772على تغيير التسمية كما يلي (:تعوض تسمية مديرية البيئة للوالية تسمية مفتشيه البيئة للوالية في جميع أحكام المرسوم
التنفيذي رقم .)07-00
مرسوم تنفيذي رقم ،07-00مؤرخ في 30يناير ،0000يتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،0صادر ()4
في 38جانفي ،0000معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،202-72مؤرخ في 00ديسمبر ،3772ج .ر .ج .ج .عدد ،87
صادر في 30ديسمبر .3772
132
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
والتأشيرات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة ،كما تقترح كل التدابير الرامية إلى
تحسين التراتيب التشريعية والتنظيمية التي لها صلة بحماية البيئة ،كما تتخذ كل التدابير الرامية إلى الوقاية من كل
أشكال تدهور البيئة ومكافحتها السيما التلوث البيئي.
وتنظم مديريات البيئة في شكل مكاتب ومصالح يقدر عددها بين مصلحتين إلى سبع مصالح تحدد كيفيات
مشترك بين الوزير المكلف بحماية البيئة والوزير المكلف بالمالية والسلطة المكلفة ()1
تنظيمها عن طريق قرار وزاري
بالوظيفة العمومية( ،)2ويظهر دور مديرية البيئة في حماية البيئة في قطاع المحروقات عبر ضمها ألمانة اللجنة
الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة الموجودة على مستوى كل والية ،حيث تتشكل من الوالي رئيسا أوممثله ومدير
البيئة للوالية أو ممثله ،إضافة ممثلين عن قطاعات أخرى كما تم بيانه سابقا( ،)3حيث أسندت المادة 32من
المرسوم التنفيذي رقم 198-16أمانة اللجنة لمصالح البيئة الموجودة على مستوى الوالية.
كما تكلف مصالح البيئة على مستوى الوالية بفحص موجز التأثير في البيئة بعد إرساله من طرف الوالي
المختص إقليميا ،والمتضمن أراء المصالح التقنية ونتائج التحقيق العمومي مرفقا بمحضر المحافظ المحقق ،والمذكرة
الجوابية لصاحب المشروع ،حيث تتحقق من الوثائق المرفقة به مع ما تم تحديده في المادة 6المرسوم التنفيذي رقم
،145-17وفي هذا اإلطار ويمكنهم االتصال بالقطاعات الو ازرية المعنية واالستعانة بكل خبرة(.)4
.7مديرية الطاقة
تم إنشاء مديريات الطاقة على مستوى الوالية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 314-19المعدل والمتتم ،الذي
حدد تنظيمها وسيرها ،حيث أسند لها مهمة السهر على تنفيذ السياسة القطاعية للطاقة ،وممارسة مهام السلطة
بين القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 28ماي سنة ،2117المتضمن تنظيم مديريات البيئة للواليات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00 ()1
صادر في 00سبتمبر .3770أنها تنظم في شكل مصالح تختلف بالنظر إلى الوالية التي يقع فيها مقر المديرية ،وتنظم مديريات
البيئة بشكل عام ست مصالح تختلف حسب ثالث فئات من الواليات وهي :مصلحة المحافظة على التنوع البيولوجي واألنظمة البيئة
والتي تكلف بجرد وتثمين مختلف األنظمة البيئة والمواقع الطبيعية ،ومتابعة تنفيذ وسائل التدخل وتسيير الساحل وتضم مكتبين،
ومصلحة البيئة الحضرية التي تكلف بمتابعة وتقييم الدراسات ومراقبة منشآت المعالجة ،وازالة التلوث في المجال الحضري ،وترقية
نشاطات استرجاع النفايات وتثمينه وتضم مكتبين ،ومصلحة البيئة الصناعية التي تكلف بأخذ ومتابعة التدابير التي تهدف إلى الوقاية
من التلوث واألضرار الصناعية وتنفيذ األحكام التنظيمية المتعلقة بالمنشآت المصنفة ومراقبة منشآت المعالجة وازالة التلوث في المجال
الصناعي وترقية نشاطات استرجاع النفايات الخاصة وتضم مكتبين ،أما مصلحة التحسس واإلعالم والتربية البيئية فتكلف بتنفيذ
البرنامج المتعلق بالتحسس واالتصال واإلعالم والتربية البيئة وتتضمن مكتبين ،ومصلحة التنظيم والتراخيص وتكلف بدراسة ومتابعة
شؤون المنازعات التي يكون القطاع طرفا فيها ،وتنفيذ إجراءات دراسة وموجز التأثير في البيئة وتتضمن مكتبين ،ومصلحة اإلدارة
والوسائل وتكلف بتسيير المستخدمين والوسائل والمحاسبة والميزانية وتتضمن بدورها مكتبين.
أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،07-00المرجع السابق. ()2
أنظر المادة 00من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق . ()4
133
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
العمومية ،والخدمة العمومية عن طريق أعمال المراقبة التنظيمية ،والسهر على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين
بالنشاطات الطاقوية والمحروقات باالتصال مع األجهزة المعنية ،إضافة إلى ضمان متابعة إنجاز المشاريع الكبرى
()2
مكلفة في ميدان توزيع المنتجات البترولية بالسهر على بقطاع الطاقة( ،)1عالوة على ذلك فإن مديرية الطاقة
احترام التشريع والتنظيم في مجال تخزين المنتجات البترولية ،ونقلها وتوزيعها باالتصال مع الجهاز المعني ،وضمان
متابعة نشاطات تخزين المنتجات البترولية ،وتوزيعها ،ومتابعة انجاز الهياكل التابعة لها ،والسهر على التموين
المنتظم للوالية من المنتجات البترولية وعلى جودة الخدمة بالتشاور مع المؤسسات المعنية(.)3
وبينت المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم 314-19أن دور مديرية الطاقة في ميدان األمن والبيئة
الصناعية خصوصا يظهر من خالل السهر على تطبيق التشريع والتنظيم في مجال األمن الصناعي والوقاية من
األخطار الكبرى ،وكذا تنفيذ البرامج المتعلقة بها بالتشاور مع األجهزة المعنية ،والسهر على تطبيق المقاييس
والمعايير األمنية حسب مختلف أنواع المنشآت الطاقوية والمحروقات ،السيما المواقع والمنشآت المصنفة بالتشاور
مع األجهزة المعنية ،إضافة إلى السهر على المحافظة على البيئة من آثار المنشآت الطاقوية والمنجمية
والمحروقات بالتشاور مع األجهزة المعنية ،وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات المعنية حسب ما حدده التنظيم
المعمول به ،والسهر على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بتسيير المواد الحساسة.
وفيما يخص دور مديرية الطاقة في رخص ممارسة نشاطات قطاع المحروقات فإن لها اختصاص وحديد
يظهر من خالل أحكام المرسوم التنفيذي 57-15المحدد لكيفيات وشروط ممارسة نشاطات تخزين و/أو توزيع
المنتجات البترولية ،حيث يودع الملف المتضمن طلب الموافقة المسبقة وفقا لدفتر الشروط لدى المديرية الوالئية
للطاقة التابع لها موقع ممارسة النشاط ،على أن تقوم هذه األخيرة بإرسال الموافقة المسبقة إلى صاحب الطلب حال
أنظر المادة 2فقرة 8 ،3 ،2 ،1من المرسوم التنفيذي رقم ،314-19المرجع السابق. ()1
تظم مديرية الطاقة مصلحتين إلى ثالث مصالح ويمكن أن تظم كل مصلحة مكتبين إلى أربعة مكاتب حسب مهامها ،حيث أحال ()2
المشرع إلى التنظيم من أجل تطبيق ذلك ،حيث بين القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 6ديسمبر ،2111المتضمن تنظيم مدرية
الطاقة والمناجم للوالية في مصالح ومكاتب ،ج .ر .ج .ج .عدد ،34صادر في 3جوان ،2111في المادة 2منه أن مديرية الطاقة
والمناجم بالوالية تضم ثالث مصالح وهي مصلحة الطاقة ،ومصلحة المناجم وحماية الممتلكات ،ومصلحة اإلدارة والوسائل ،وتضم
مصلحة الطاقة ثالث مكاتب وهي مكتب الكهرباء والغاز والطاقات المتجددة والنووي ،ومكتب الغاز الطبيعي ،ومكتب الموارد البترولية
والغازية ،ويمكن اإلشارة إلى أنه لم يصدر قرار جديد يساير التعديل الذي ط أر على مديرية الطاقة والمناجم بتحويلها إلى مديرية للطاقة
فقد ،وبذلك فإن األحكام الواردة في هذا القرار والمخالفة للمرسوم التنفيذي رقم 314-19المعدل والمتمم تكون غير نافذة فيما يخص
المصالح والمكاتب المرتبطة بالمناجم على إعتبار أن احكام القرار تكون مخالفة لنص أعلى منه درجة وهو المرسوم التنفيذي رقم رقم
،15-15المؤرخ في 22جانفي ،2115المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها المعدل والمتتم للمرسوم
التنفيذي رقم .314-19
أنظر المادة 4من المرسوم التنفيذي رقم ،314-19مرجع سابق. ()3
134
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
امتثالها للشروط المحددة ،أما في حالة عدم استيفاء الملف للشروط المطلوبة فإنها تبلغ قرار الرفض المسبب إلى
صاحب الطلب(.)1
وفيما يخص الحصول على اعتماد ممارسة نشاطات تخزين و/أو توزيع المنتجات البترولية فإن تسليم
االعتماد يتم وفق إجراء إيداع صاحب الطلب الملف المحدد قانونا لدى المديرية الوالئية للطاقة التابع لها موقع
ممارسة النشاط ،على أن ترسل مديرية الطاقة بالوالية مقر النشاط قرار الموافقة بمنح االعتماد وذلك حال اعتبار
الملف مستجيبا للشروط القانونية التي تم تحديدها في المالحق المتصلة بالمرسوم التنفيذي رقم ،57-15أما في
حالة عدم استيفاء الشروط فإنها تبلغه بقرار الرفض المسبب(.)2
.8الشباك الوحيد على المستوى الوالئي المتعلق برخص البناء
عندما يكون تسليم رخصة البناء من اختصاص الوزير المكلف بالعمران ،يرسل رئيس المجلس الشعبي
البلدي ملف الطلب مرفقا برأي مصالح التعمير التابعة للبلدية إلى مصلحة الدولة المكلفة بالعمران ،إلبداء رأي
المطابقة ،حيث يتم تحضير الملف من طرف الشباك الوحيد للوالية ،الذي يرسل بدوره نسخة من الملف إلى
المصالح التي يتم استشارتها بمناسبة ذلك(.)3
وبينت المادة 59من المرسوم التنفيذي رقم 19-15أنه يفتح على مستوى مديرية التعمير بالوالية شباك
وحيد للوالية بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا ،يرأسه المدير المكلف بالعمران أو ممثله أو رئيس مصلحة
التعمير عند االقتضاء ويشمل ممثل عن الوالي ،وممثلين عن مجموعة من المديريات بالوالية ،والتي يظهر من
ضمنها ممثل عن مدير الطاقة أو ممثله ،وممثل عن مدير البيئة أو ممثله( ،)4ويمكن للشباك الوحيد االستعانة بأي
شخص أو سلطة أو هيئة قصد تنويره وافادته في أعماله ،ويزود الشباك الوحيد في إطار سيره بأمانة تقنية على
مستوى مديرية التعمير للوالية حيث تكلف باستقبال الطلبات وتحضير االجتماعات وتحديد جدول األعمال وتحضير
محاضر اجتماع الجلسات ،ويفصل الشباك الوحيد للوالية في الطالبات في أجل 15يوم من تاريخ إيداعها.
أنظر المادة 49فقرة 1و 2و 3من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مؤرخ في 25جانفي ،2115يتضمن تحضير عقود التعمير ()3
ممثله ،أو رئيس مصلحة التعمير عند االقتضاء ،و يشمل الشباك ممثل عن الوالي ورئيس المجلس الشعبي الوالئي أو ممثله ،وعضوين
من المجلس الشعبي الوالئي ينتخبهما نظراؤهما ،ورئيس المجلس الشعبي البلدي المعني ،ومدير أمالك الدولة أو ممثله ،ومدير
المحافظة العقارية أو ممثله ،ومدير المصالح الفالحية أو ممثله ،ومدير األشغال العمومية وممثله ،ومدير الحماية المدنية أو ممثله،
ومدير الطاقة أو ممثله ،ومدير الشركة الوطنية للكهرباء والغاز(سونالغاز)أو ممثلها ،ومدير البيئة أو ممثله ،ومدير السياحة أو ممثله
ومدير الصحة والسكان أو ممثله.
135
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
أنظر المادة 0و 0من المرسوم التنفيذي رقم ،302-02مرجع سابق .كما بينت ذات المادة أن اللجنة الوالئية تل بحر تتشكل من ()1
قائد المجموعة اإلقليمية لحرس الشواطئ ،وقائد المجموعة اإلقليمية للدرك الوطني ،ورئيس أمن الوالية ،ومدير الحماية المدنية للوالية،
وكال من المدراء الوالئيين المكلفين بالطاقة والنقل واألشغال العمومية والبيئة والصحة وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال والصيد البحري
والموارد الصيدية ،ورئيس المركز الفرعي لعمليات المراقبة واإلنقاذ في البحر ،والمديرين العامين للموانئ وممثال عن المحافظة الوطنية
للساحل ،وتتولى أمانة اللجنة الوالئية تل بحر مديرية البيئة للوالية المعنية.
أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،302-02مرجع سابق. ()2
وفقا للمادة 8من المرسوم التنفيذي رقم 302-02فإنه يرأس اللجنة الجهوية تل بحر قائد الواجهة البحرية المعنية ،وتتكون من ()3
ممثل لكل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل واألشغال العمومية والبيئة والصحة ،وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،والوزير
المكلف بالصيد البحري والموارد الصيدية ،ورئيس المركز الجهوي للمراقبة واإلنقاذ ،وممثال عن المديرية العامة لألمن الوطني على
المستوى الجهوي ،وقائد المجموعة للواجهة البحرية لحراسة الشواطئ المعنية وممثل القيادة الجهوية للدرك الوطني والحماية المدنية،
والمفتش الجهوي للبيئة المعني ،وممثل عن المحافظة الوطنية للساحل ،وتتمثل الواجهة الغربية كل من واليات تلمسان ،وعين
تيموشنت ،ووهران ،ومعسكر ،ومستغانم ،أما الواجهات الوسطى فتشمل كال من والية الشلف ،وتيبازة ،والجزائر ،وبومرداس ،وتيزي
وزو ،أما الواجهة الغربية فتشمل واليات بجاية ،وجيجيل ،وسكيكددة ،وعنابة والطارف.
أنظر المادة 8والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،302-02مرجع سابق. ()4
136
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
اللجنة الجهوية تقري ار تقييمي للتدريبات ،وكذا التدخالت حالة حدوث تلوث بحري عرضي ،وارساله إلى اللجنة
الوطنية تل بحر واألمانة العامة لها ،وأسند أيضا للجنة اقتراح كل التدابير التي من شأنها تدعيم تنظيم عملية إزالة
التلوث السيما إقتناء األجهزة الضرورية للتدخل وتكوين المستخدمين في هذا المجال( ،)1وبينت المادة 11من
المرسوم التنفيذي ،264-14أنه يتولى أمانة اللجنة الجهوية تل بحر قائد مجموعة الواجهة البحرية لحراسة
الشواطئ.
ثانيا :مشاركة المواطن في حماية البيئة
تضمن القانون رقم 11-13المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة تكريسا قانونيا للحق العام في
اإلعالم البيئي ،حيث خول لكل شخص طبيعي أو معنوي حق الحصول على المعلومات المتعلقة بالبيئة من
الهيئات المعنية بذلك ،ويتضمن ذلك جميع المعطيات المتوفرة في ما يتعلق حالة البيئة ،والتنظيمات والتدابير
واإلجراءات الموجهة لضمان حماية البيئة وتنظيمها ،إضافة إلى الحق الخاص في اإلعالم البيئي ،والذي يتم
بمقتضاه واجب تبليغ أي معلومة متعلقة بالعناصر البيئية تكون بحوزة كل شخص طبيعي ،أو معنوي خاص يمكنها
أن تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة العامة إلى السلطات المحلية و/أو السلطات المكلفة بالبيئة(.)2
ووفقا ألحكام المادة 9من القانون رقم 11-13فإن للمواطن الحق في الحصول على المعلومات المتعلقة
باألخطار التي يتعرضون لها في بعض مناطق اإلقليم ،وكذا تدابير الحماية التي تخصهم ،حيث يطبق هذا الحق
على األخطار التكنولوجية واألخطار الطبيعية المتوقعة.
وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات فقد تم تكريس هذه الحقوق عبر عملية التحقيق العمومي
والتي تم تبنيها في كل من المرسوم التنفيذي رقم 213-18المتضمن شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة
للنشاطات التابعة لمجال المحروقات ،وكذا المرسوم التنفيذي رقم 020-70المتضمن مجال تطبيق ومحتوى
وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير في البيئ
.4مضمون التحقيق العمومي
إ ن الوصول إلى نتيجة مفادها حق المواطن في بيئة نظيفة ال يتحقق إال بتطبيق قوانين حماية البيئة بصورة
دقيقة ،ألن الغرض من حماية البيئة هو في النهاية يعد من المصالح العامة ،إذ أنه ال يقترن بشخص بحد ذاته
ولكنه حق للجميع(.)3
)(3
ANTHONY Chamboredon, Du droit de l’environnement au droit a l’environnement (A la recherche d’un juste milieu,
l’harmattan), Paris, 2007 , P.36.
137
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وفي هذا الساق تبرز أهمية المعلومات البيئة من أجل جعل الجهات اإلدارية تتعرف على المعلومات
الضرورية في إطار إجراءات إصدار الق اررات المرتبطة بالبيئة للوصول إلى توازن بين السلطة والمسؤولية تجاه
المشاريع المؤثرة على البيئة ،وال يتأتى ذلك إال عند اعتماد المعلومات البيئة والتي يبرز الحد األدنى منها من خالل
ثالث مظاهر جوهرية تظهر عند تحقيق إمكانية جمع المعلومات المتعلقة بالبيئية واستعمالها والوصول إليها(،)1
وكنتيجة لذلك يعتبر التحقيق العمومي إحدى اآلليات الديمقراطية التي يتم بمقتضاها تكريس مبدأ اإلعالم( ،)2ويهدف
التحقيق العمومي بذلك إلى إخضاع العملية المتوقعة إلى امتحان عمومي من أجل تحقيق الديمقراطية اإلدارية(.)3
إن المراقبة الشعبية تظهر من خالل إدماج مشاركة المواطنين في دراسات التأثير في البيئة عبر تحسين
آليات اتخاذ القرار بالنسبة للسلطات اإلدارية من خالل األخذ بعين االعتبار مالحظات ونقد المواطنين للمشروع،
غير أنه توجد بعض النقائص التي تعتري موضوع مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار ،ولعل أهمها هو عدم تحديد
المقصود بالمواطنين الذين لهم الحق بذلك ،إذ أن بعض التشريعات كانت أكثر تشديدا بحيث أعطت الحق فقط لمن
لهم مصلحة قانونية يجب حمايتها ،غير أنه بالتدريج تم اعتماد مشاركة الجمهور في دراسات التأثير في البيئة
وتضمن ذلك فتح المجال لألشخاص الطبيعيين وكذا جمعيات حماية البيئة أو الجمعيات األخرى إضافة إلى
الجماعات المحلية والمؤسسات والتي قد ال يكون لهم أي أغراض شخصية دون حماية البيئة بصورة عامة(.)4
لقد بينت المادة 9فقرة 3من القانون رقم 11-13أن مبدأ اإلعالم والمشاركة وتدخل األشخاص والجمعيات
في مجال حماية البيئة ،هو إحدى المبادئ التي تضمنها قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،حيث يتم
بمقتضى هذا المبدأ لكل شخص الحق في أن يكون على علم بحالة البيئة والمشاركة في اإلجراءات المسبقة عند
اتخاذ الق اررات التي قد تضر بالبيئة.
إن مبدأ مشاركة المواطنين في اتخاذ الق اررات المرتبطة بالبيئة يقتضي السماح لكل مواطن بالوصول إلى
المعلومات المتعلقة بالبيئة السيما ما تعلق بالنشاطات والمواد التي تؤثر على البيئة(.)5
وبالرجوع إلى المادة 35من القانون رقم 11-13يمكن للجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في
مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي المساهمة والمساعدة في عمل الهيئات العمومية ،فيما يخص حماية
()1
MIRJANA Drenovak Ivanovi, "L'application des technologies de l'information et la protection de l'environnement",
Revue internationale des sciences administrative , VOL. 78, 2012 ,P.744.
سهام بن صافية ،الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،فرع قانون اإلدارة والمالية ،كلية ()2
البيئة وابداء الرأي والمشاركة في ذلك ،وفيما يخص التحقيق العمومي فقد ألزمت المادة 21من القانون رقم 11-13
القيام بتحقيق عمومي يسبق كل تسليم لرخصة المنشآت المصنفة وذلك باإلضافة إلى دراسة تأثير أو موجز تأثير
على البيئة ودراسة خطر ،كما ألزمت المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 198-16أن يسبق كل طلب رخصة
استغالل المؤسسة المصنفة وحسب الحالة وطبقا لقائمة المنشآت المصنفة دراسة أو موجز التأثير على البيئة أو
دراسة خطر ،تحقيق عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم.
وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات فقد ألزمت المادة 15من المرسوم التنفيذي رقم
،312-18قيام الوالي أو الوالة المختصون إقليميا بفحص دراسة التأثير في البيئة ،وبفتح تحقيق عمومي طبقا
لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي رقم ،145-17حيث يرفق التحقيق العمومي بعد انتهائه بالملف المتضمن
دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات إلى سلطة ضبط المحروقات والوزير المكلف بالبيئة.
.2إجراءات التحقيق العمومي
يمر التحقيق العمومي بمجموعة من اإلجراءات تم تحديدها في المرسوم التنفيذي 145-17كما يلي :
أ .فتح التحقيق العمومي
تنطلق إجراءات التحقيق العمومي بإعالن الوالي أو الوالة المختصون إقليميا بموجب قرار فتح تحقيق
عمومي بعد الفحص األولي لملف دراسة أو موجز التأثير في البيئة من أجل دعوة الغير أو كل شخص طبيعي أو
معنوي إلبداء آرائهم في المشروع المزمع انجازه وفي اآلثار المتوقعة على البيئة( ،)1ويجب أن يعلم الجمهور بقرار
فتح ال تحقيق العمومي عن طريق التعليق في مقر الوالية والبلديات المعنية وفي أماكن موقع المشروع ،وكذلك عن
طريق النشر في يوميتين وطنيتين ،حيث يتم تحديد موضوع التحقيق العمومي بالتفصيل ،وبيان مدته التي يجب أن
ال تتجاوز شه ار واحدا من تاريخ التعليق ،إضافة إلى بيان األوقات واألماكن التي يمكن للجمهور إبداء مالحظاته
فيها على سجل مرقم ومؤشر عليه يتم فتحه لهذا الغرض ،وترسل الطلبات من طرف الجمهور والرامية إلى فحص
دراسة أو موجز التأثير إلى الوالي المختص إقليميا ،حيث يقوم باستدعاء الشخص المعني من أجل اإلطالع على
دراسة أو موجز التأثير ،وتمنح بذلك مدة 15يوما إلبداء رأيه حول المشروع(.)2
ب .سير التحقيق العمومي
يعين الوالي في إطار التحقيق العمومي محافظا محققا ،تسند له مهمة السهر على تطبيق اإلجراءات
المتعلقة بنشر التحقيق العمومي ،كما يسهر على أن يتضمن إعالن قرار فتح التحقيق العمومي على بيان موضوع
أنظر المادة 07والمادة 00من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()2
139
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
التحقيق بالتفصيل ،ومدته والتأكد من تحديد األوقات واألماكن التي يمكن للجمهور أن يبدوا مالحظاتهم ضمن سجل
اآلراء المعد لذلك.
كما أسند للمحافظ المحقق مهمة التحقيق عبر جمع المعلومات التكميلية الرامية إلى توضيح العواقب
المحتملة للمشروع على البيئة ،على أن يحرر عند نهاية مهمته محض ار يحتوي على تفاصيل التحقيق الذي قام به
والمعلومات التكميلية التي تم جمعها حيث يتم إرساله إلى الوالي المختص إقليميا(.)1
ج .نهاية التحقيق العمومي
يحرر الوالي عند نهاية التحقيق العمومي نسخة من مختلف اآلراء المتحصل عليها ،وكذا استنتاجات
المحافظ المحقق التي توصل إليها ،حيث يدعو صاحب المشرع لتقديم مذكرة جوابية في أجال معقولة(.)2
وما يالحظ في هذا المقام عدم ذكر المشرع حدود هذه المدة المعقولة حيث كان من األجدر تحديدها من
أجل تقييد اإلجراءات ضمن نطاق زمني محدد ،ويتم إرسال التحقيق العمومي مع ملف دراسة أو موجز التأثير
المتضمن أراء المصالح التقنية ونتائج التحقيق العمومي مرفقا بمحضر المحافظ المحقق ،والمذكرة الجوابية لصاحب
المشروع عن اآلراء الصادرة إلى الوزير المكلف بالبيئة فيما يخص دراسة التأثير ،والمصالح المكلفة بالبيئة
المختصة إقليميا فيما يخص موجز التأثير في البيئة(.)3
وعليه نستنتج إنه بالرغم من التكريس القانوني للتحقيق العمومي كأداة تشاركية تسمح للجمهور بإبداء الرأي
في المسائل الماسة بالبيئة إال أنه يعتريه بعض النقص من حيث التنظيم ،وذلك لعدم توضيح اإلجراءات الجوهرية
التي يتض منها التحقيق العمومي كاآلجال التي يتضمنها ،وكذا كيفيات تعيين المحافظ المحقق حيث لم يتم بيان
صفته هل يعتبر موظفا عاما أو يمكن تعيينه من الغير(خبير) ،وعدم تحديد اختصاصاته ومدى فاعلية النتائج التي
يتوصل إليها ،إضافة إلى عدم إتسام التحقيق العمومي بالقوة الملزمة كونه يعتبر رأيا يمكن األخذ به أو رفضه،
وعدم إيالء أي إعتبار للجمعيات المتعلقة بحماية البيئة فيما يخص اجراءات الحقيق العمومي ،وعلية البد من تحديد
حيثيات التحقيق العمومي بصورة دقيقة ،وتفعيل دوره كوسيلة تشاركيه تسمح للجمهور بالتأثير في صنع القرار
المتعلق بالبيئة وذلك عبر نص قانوني تطبيقي متميز بذاته.
أنظر المادة 03والمادة 02والمادة 02من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 00والمادة 00من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()2
فوزي بن موهوب ،إجراء دراسة مدى التأثير كلية لحماية البيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع القانون العام، ()3
تخصص القانون العام اإلعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،3703 ،ص.070.
141
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المطلب الثاني
الوسائل القانونية لحماية البيئة في قطاع المحروقات
تعد الوسائل القانونية آلية تقنية تجمع بين الوقاية والرقابة حيث تهدف إلى ضبط األضرار التي تمس بالبيئة
قصد حماية مختلف عناصر البيئة من التدهور الناجم عن التلوث(.)1
ولقد تضمن القانون رقم 11-13المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،جملة من الوسائل
القانونية التي تبناها المشرع الجزائري قصد حماية البيئة بشكل عام ،حيث تعد هذه الوسائل تعبي ار على مختلف
المبادئ التي أسسها قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،كمبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية ،ومبدأ
النشاط الوقائي ،وتصحيح األضرار البيئية ،ومبدأ الملوث الدافع ،ومبدأ اإلعالم والمشاركة(.)2
وبالمقابل لذلك ومن أجل ترجمة المبادئ السابقة الذكر اعتمد المشرع الجزائري أدوات تسيير بيئي تتضمن
تحديد ا لمقاييس البيئية ،ووضع نظام لتقييم اآلثار البيئية لمشاريع التنمية ،عبر مخطط وطني لألنشطة البيئية التي
تقوم بها الدولة ،بتحديد األنظمة القانونية الخاصة والهيئات الرقابية ،إضافة إلى تكريس دور األفراد والجمعيات في
مجال حماية البيئة(.)3
بالبحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن كيفية إعمال المبادئ واألدوات السابقة الذكر في قطاع
المحروقات قصد حماية البيئة من التدهور الذي ينجر عن مختلف األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية ،يتضح
اعتماد المشرع الجزائري على وسائل قانونية تظهر في كل من الدراسات البيئية والتي تتضمن كال من دراسة التأثير
في البيئة ،وكذا موجز التأثير على البيئة ،و دراسة الخطر (الفرع األول).
إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق ثالثة أشكال وهي رخصة المؤسسات المصنفة،
ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات ،ورخصة البناء (الفرع الثاني).
كما تبنى المشرع الجزائري نظام الجباية البيئية من أجل الحد من آثار التلوث والتي يعبر عنها بالضرائب
الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية (الفرع الثالث).
141
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الفرع األول
الدراسات البيئية
تبنت قواعد قانون حماية البيئية في إطار التنمية المستدامة تعزي از للطابع الوقائي لحماية البيئة بتكريسها
آلليات تقنية تهدف إلى اتقاء وقوع أضرار التلوث أو التقليل منها ،حيث ترجمت هذه القواعد البيئية التقنية ضمن
دراسات فنية قبلية من أجل تعزيز الطابع الوقائي لها(.)1
لقد ألزمت المادة 08من القانون رقم 70-70المعدل والمتمم والمتعلق بالمحروقات كل شخص قبل القيام
بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على سلطة ضبط المحروقات ،دراسة التأثير على البيئة،
ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع
المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة(.)2
وبذلك تظهر هذه الدراسات وفق ثالثة أشكال دراسة التأثير في البيئة (أوال) ،وموجز التأثير في البيئة
(ثانيا) ،ودراسة الخطر(ثالثا).
أوال :دراسة التأثير في البيئة
من أجل الوقوف على مضمون دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات البد من تحديد المقصود
بدراسة التأثير في البيئة ،ثم بيان مضمونها وشروط الموافقة عليها بالنسبة لقطاع المحروقات ،وتحديد مجال تطبيق
إجراء القيام بدراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات.
. 4المقصود بدراسة التأثير على البيئة
تعد دراسة التأثير على البيئة أو ما يطلق عليها تقدير األثر البيئي للمشروعات من أهم الوسائل المتطورة
واإلستراتيجية والحديثة في حماية البيئة ،حيث يتم من خاللها تحقيق التوازن والتجانس بين مقتضيات التنمية وحماية
البيئة( ،)3إذ أن مراجعة البعد البيئي في كل الق اررات المرتبطة باالستثمار هو شرط جوهري من أجل تفعيل
مقتضيات التنمية المستدامة ،حيث تعد دراسات تقييم األثر على البيئة أداة مهمة من أجل الوصل إلى تنمية
مستدامة تتضمن حماية البيئة(.)4
)(4
ANDRE Pierre, DELISLE Claude E et REVERET Jean-Pierre, L’évaluation des impacts sur l’environnement :
processus, acteurs et pratique pour un developpement durable, 3ème édition, Presses internationales polytechnique, Canada,
2010, P.26.
142
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
إن لدراسة التأثير على البيئة تعريفات عدة ،حيث تعرف على أنها إخضاع المشاريع السيما منها الصناعية
إلجراء مسبق يحتوي تقييما ألثر هذه المشاريع على البيئة ،ذلك عبر وصف الحالة األصلية لموقع المشروع ،وبيان
تأثير المشروع على صحة اإلنسان وعلى التراث الثقافي ،كما تحتوي هذه الدراسة على وصف للتدابير التي تسمح
من التخفيف واإلزالة وحتى التعويض( ،)1ومن الفقه من يعتبر أنها دراسة تنبؤية للمشروعات أو نشاطات التنمية
على البيئة من الناحية االيجابية والسلبية ،حيث تتضمن بالضرورة تحديدا للبدائل المتاحة وتقييم تأثيرها على البيئة،
واقتراح وسائل للتخفيف من تلك اآلثار(.)2
كما تعرف دراسة التأثير في البيئة على" أنها وسيلة الهدف منها هو التعرف في الوقت المالئم على
تأثيرات عمليات االستثمار في البيئة بمفهومها الواسع ،والتأثيرات المقصودة في هذا الصدد هي التأثيرات المباشرة
وغير المباشرة على اإلنسان والبيئة وعلى عملية اتخاذ القرار" ( ،)3وهي بذلك تعد أداة أساسية لحماية البيئة ألانها
تحدد األضرار التي تلحق بالتوازنات اإليكولوجية نتيجة المشاريع وبرامج التنمية( ،)4وتعرف أيضا على أنها كل
دراسة تمكننا من تقدير النتائج اإليجابية والسلبية لمشاريع وبرامج التنمية على البيئة ،فيتم بذلك مراعاة هذه النتائج
من أجل تقييم تأثير المشروع على البيئة ،يتم القيام بها بصورة قبلية أو سابقة لتحديد تأثر البيئة بالنشاط
االقتصادي ،ويتم من خاللها إجبار المستثمر الطالب لترخيص اإلدارة المعنية بتقديم هذه الدراسة من أجل تقييم أثر
المشاريع على البيئة ،وابراز الحلول الممكنة للحد أو التقليل من المخاطر المحتملة( ،)5وتهدف دراسة التأثير في
البيئة وفقا للقانون الفرنسي وكذا األمريكي إلى التوفيق بين التنمية واالقتصادية والمحافظة على البيئة عبر عرض
تأثيرات النشاط على البيئة ،وبيان النتائج التي يجب تجنبها بتحديد أسبابها ووضع الحلول الممكنة للتقليل من آثار
التلوث ،فهي بذلك تعد أداة للرقابة قبل منح القرار المتضمن الترخيص بمزاولة النشاط(.)6
وبالنسبة للقانون الجزائري فقد بين القانون رقم ،11-13من خالل الفصل الرابع منه بعنوان (:نظام تقييم
اآلثار البيئة لمشاريع التنمية :دراسة التأثير ) ،ضرورة الخضوع المسبق حسب الحالة لدراسة أو لموجز التأثير على
البيئة ،لكل المشاريع التنموية والهياكل والمنشآت الثابتة والمصانع واألعمال الفنية األخرى ،وكل األعمال وبرامج
بن احمد عبد المنعم ،الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية ()1
الحقوق ،بن عكنون ،جامعة الجزائر يوسف بن خدة ،الجزائر ،3770 ،ص.02.
إسماعيل نجم الدين زنكنه ،مرجع سابق ،ص.280. ()2
تركية سايح " ،نظام دراسة التأثير ودوره في تكريس حماية فعالة للبيئة " ،مجلة الندوة للدراسات القانونية ،كلية الحقوق والعلوم ()3
)(6
MICHEL Despax, Droit de l’environnement, litec, Paris, 1980, P. 160.
143
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
البناء والتهيئة ،التي تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة فو ار أو الحقا على البيئة ،السيما على األنواع والموارد
واألوساط والفضاءات الطبيعية والتوازنات االيكولوجية ،وكذلك على إطار ونوعية المعيشة(.)1
وأحالت المادة 16من القانون رقم 11-13إلى التنظيم من أجل تحديد محتوى دراسة التأثير على البيئة
والذي يجب أن يتضمن على األقل عرضا عن النشاط المزمع القيام به ،ووصف للحالة األصلية للموقع وبيئته
اللذين قد يتأثران بالنشاط المزم ع القيام به ،إضافة إلى وصف التأثير المحتمل على البيئة وعلى صحة اإلنسان
بفعل النشاط المزمع القيام به ،والحلول البديلة المقترحة ،كما تتضمن دراسة التأثير على البيئة عرضا عن آثار
النشاط المزمع القيام به على التراث الثقافي ،وكذا تأثيراته على الظروف االجتماعية واالقتصادية ،وعرض للتدابير
التخفيفية التي تسمح بالحد أو بإزالة ،واذا أمكن التعويض لآلثار المفتكة بالصحة والبيئة ،ويتم انجاز موجز التأثير
على البيئة على نفقة صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات ،أو مكاتب خبرات ،أو مكاتب استشارات معتمدة
من الو ازرة المكلفة بالبيئة( ،)2وأحالت المادة 16من قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة إلى التنظيم من
أجل تحديد الشروط التي يتم بموجبها نشر دراسة التأثير ،وقائمة األشغال التي تخضع إلجراء دراسة التأثير على
البيئة بسبب أهمية تأثيرها على البيئة.
ويمكن تعريف دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات على أنها إخضاع المشاريع المرتبطة بقطاع
المحروقات لدراسة مسبقة تحتوي وصفا لهذه المشاريع بتحديد نوعها ،ومضمونها ،وبيان تأثير هذه المشروعات
المتوقع على البيئة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وذلك على المدى القصير والمتوسط والبعيد (الهواء ،والماء
والتربية ،والوسط البيولوجي ،والصحة) ،مع مراعاة الخصوصيات المرتبطة بمجال المحروقات ،كما تتضمن بيانا
ل لتدابر التي سيتم القيام بها من طرف صاحب المشروع للقضاء على األضرار المترتبة على انجاز مختلف مراحل
المشروع ،حيث تحتوي دراسة التأثير في البيئة إلزاميا على مخطط للتسيير البيئي المتضمن وصفا لتدابير الوقاية
وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بهذه النشاطات(.)3
.2مجال دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات
تطبيقا ألحكام المادة 08والمادة 002من القانون رقم 70-70المتعلق بالمحروقات فقد بين المرسوم
التنفيذي رقم 203-78شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات ،وبينت
المادة 3منه أن إيداع دراسة التأثير في البيئة يكون لدى سلطة ضبط المحروقات قبل قيام المتعاقد أوالمتعامل
المادة 33من القانون رقم ،07-72مرجع سابق .لم يتم التوصل خالل هذا البحث إلى نص قانوني يحدد الطبيعة القانونية لهذه ()2
المكاتب وكذا كيفيات إعتمادها ،ومضمون إختصاصها ،حيث كان من األجدر إدراج فقرة في هذه المادة تحيل إلى التنظيم من أجل
بيان ذلك.
راجع أيضا المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق. ()3
144
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المعني بأي نشاط مرتبط بالمحروقات ،انطالقا من هذه المادة فإن مجال تطبيق دراسة التأثير في البيئة في قطاع
المحروقات يكون محل جميع األنشطة المتعلقة بالمحروقات(.)1
أما بالنسبة لدراسة التأثير في البيئة على إعتبار أن المنشأة هي مؤسسة مصنفة وفقا للمرسوم التنفيذي رقم
145-17المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة ،حيث بينت
المادة 3منه إلزامية خضوع المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على
البيئة ،وذلك عالوة على ما حدده المرسوم التنفيذي رقم 144-17المتضمن قائمة المؤسسات المصنفة لحماية
البيئة من دراسة وموجز للتأثير للمؤسسات المعنية في الملحق المرتبط به ،وبالرجوع إلى الملحق األول من المرسوم
التنفيذي رقم ،145-17والمتضمن قائمة المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير في البيئة ،فإنه يظهر ضمن تلك
النشاطات ،المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية ،والمشاريع المتعلقة بالتنقيب أو
استخراج البترول والغاز الطبيعي من األرض أو البحر(.)2
انطالقا من النصوص السابقة فإن نطاق القيام بدراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات المطلوب
القيام بها حال رخص نشاطات قطاع المحروقات يكون في جميع األنشطة المتعلقة بالمحروقات أي عمليات البحث
واستغالل المحروقات ،وهو ما يعبر عنه بالصناعة البترولية األفقية ،وكذا عمليات النقل بواسطة األنابيب والتكرير
والتحويل والتسويق والتخزين وهو ما يعبر عنه بالصناعة البترولية التحتية ،حيث أن إجراءات هذه الدراسة تتم وفقا
ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ،312-18وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة المتعلقة برخصة المؤسسات المصنفة
لحماية وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ،145-17فإن المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير في البيئة تتمثل في المشاريع
المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية ،والمشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز
الطبيعي من األرض أو البحر(.)3
ويجدر التنويه إلى أن المشرع الجزائري قد أوجب إيداع دراسة التأثير في البيئة في الملف المتضمن تقرير
تشخيص المطابقة للمنشآت والمعدات المتعلقة بنشاطات المحروقات ،حيث بينت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم
أنظر المادة 0فقرة 0و 2من القانون رقم 70-70لقد قسم المشرع الجزائري قد قسم مختلف األنشطة المرتبطة بالمحروقات إلى ()1
وجهين متقابلين فعبر عن عمليات البحث واستغال ل المحروقات بالصناعة البترولية األفقية وجعل من عمليات النقل بواسطة األنابيب
والتكرير والتحويل والتسويق والتخزين والتوزيع الوجه الثاني لهذه العمليات وعبر عنها بالصناعة البترولية التحتية.
أنظر الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70المطة 30و ،32المرجع السابق .وفيما يخص المشاريع الواردة في ()2
الملحق المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم 020-70فقد تم بيانها سابقا في المبحث الثاني من الفصل األول ضمن التكريس القانوني
لحماية البيئة ضمن النصوص التنظيمية المتعلقة بحماية البيئة وفقا للقانون رقم .07-72
وما يمكن تسجيله في هذا السياق أن المشرع لم يبدي تماثال في األحكام الواردة بين المرسوم التنفيذي رقم ،203-78والمرسوم ()3
التنفيذي رقم ،020-70حيث أن المشاريع التي خاطبها المرسوم التنفيذي رقم 020-70ال تتضمن جميع األنشطة المتعلقة
بالمحروقات حيث لم يتم ذكر المشاريع المتعلقة بالتكرير و والتحويل والتسويق والتخزين.
145
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
220-02المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات إلزامية قيام مستغلي المنشآت والمعدات
الناشطين في قطاع المحروقات بإعداد برنامج للمطابقة يعد من طرف مكاتب دراسات متخصصة ،حيث يتضمن
برنامج المطابقة بعين االعتبار دراسات األخطار ودراسات التأثير في البيئة(.)1
.3مضمون دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات وشروط الموافقة عليه
حدد المرسوم التنفيذي رقم ،203-78المحدد لشروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات
التابعة لمجال المحروقات مختلف الشروط التي يجب توافرها من أجل الموافقة على دراسات التأثير في البيئة
لمختلف النشاطات التابعة لقطاع المحروقات ،كما بين جملة الوثائق الضرورية في ملف دراسة التأثير على البيئة،
إضافة إلى ما بينته أحكام المرسوم التنفيذي رقم .020-70
.4.3مضمون دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات
ألزم المرسوم التنفيذي رقم 312-18أن يتضمن محتوى دراسة التأثير أو موجز التأثير في البيئة على
الشروط الواردة في المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم 145-17المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة
على دراسة وموجز التأثير على البيئة( ،)2وبالرجوع إلى هذه الشروط فإنه يجب على صاحب المشروع أن يقدم
المعلومات المتعلقة به( ،)3إضافة إلى تقديم مكتب الدراسات( ،)4وتحليل البدائل المحتملة لمختلف خيارات المشروع
وهذا بشرح وتأسيس الخيارات المعتمدة على المستوى االقتصادي والتكنولوجي والبيئي( ،)5كما ألزمت الفقرة 5و6
من المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم 145-17ضرورة تحديد منطقة الدراسة والوصف الدقيق للحالة األصلية
للموقع وبيئته المتضمن تحديد موارد الطبيعة وتنوعها البيولوجي ،وكذا الفضاءات البرية والبحرية أو المائية المحتمل
تأثرها بالمشروع ،وكذا الوصف الدقيق لمختلف مراحل المشروع خاصة مرحلة البناء ،واالستغالل ،وما بعد
االستغالل ( تفكيك المنشآت واعادة الموقع إلى ما كان عليه سابقا ).
ويشترط كذلك تقدير أصناف وكميات الرواسب واالنبعاث واألضرار التي قد تتولد خالل مختلف مراحل
انجاز المشروع واستغالله ،السيما النفايات والح اررة والضجيج ،واإلشعاع واالهت اززات ،والروائح والدخان وغيرها
وتقديم تقييم التأثيرات المتوقعة المباشرة وغير المباشرة على المدى القصير ،والمتوسط والطويل للمشروع على البيئة
أنظر المادة 2والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،220-02مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 0فقرة 3من المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق .تتمثل هذه المعلومات في لقبه ،أومقر ()3
شركته وكذلك عند االقتضاء شركته وخبرته المحتملة في مجال المشروع المزمع انجازه ،إضافة إلى قدراته في المجاالت األخرى.
لم يحدد المشرع طبيعة مكتب الدراسات المحدد في هذا الشرط وانما جاء الوصف على سبيل اإلطالق ،مما يفسح المجال لضرورة ()4
146
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
(الهواء ،والماء ،والتربة والوسط البيولوجي ،والصحة) ،واآلثار المتراكمة التي يمكن أن تتولد خالل مختلف مراحل
المشروع( ،)1كما تتضمن دراسة التأثير على البيئة وجوبا وصفا للتدابر التي سيتم القيام بها من طرف صاحب
المشروع للقضاء على األضرار المترتبة على انجاز المشروع أو تقليصها و/أو تعويضها ،إضافة إلى مخطط تسيير
بيئي يتضمن برنامج متابعة تدابير التخفيف و/أو التعويض المنفذة من قبل صاحب المشروع ،وبيان اآلثار المالية
الممنوحة لتنفيذ التدابير الموصى بها ،ويشرط كذلك بيان كل عمل أخر أو معلومة أو وثيقة أو دراسة قدمتها مكاتب
الدراسات لتدعيم أو تأسيس محتوى دراسة التأثير على البيئة أو موجز التأثير على البيئة(.)2
وبالعودة إلى المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم 312-18المحدد لشروط الموافقة على دراسات التأثير في
البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات فعلى صاحب الطلب أن يودع دراسة التأثير في البيئة مرفقة بملف
يتضمن وصفا للمجال القانوني واإلداري المرتبط بالنشاط ( فئة المؤسسة المصنفة ،العقد ،االمتياز ) ،وتقديم مختلف
البدائل المحتملة للمشروع ،مع توضيح وتبرير الخيارات المعتمدة على المستوى االقتصادي والتكنولوجي والبيئي،
وكذا التكاليف االقتصادية ،واالجتماعية الناتجة عن عدم انجاز المشروع(.)3
إضافة إلى تقديم تقرير حول تأثير المشروع المتوقع على البيئة بصورة مباشرة أو غير مباشرة على المدى
القصير والمتوسط والبعيد (الهواء والماء والتربية والوسط البيولوجي والصحة) مع مراعاة الخصوصيات المرتبطة
بمجال المحروقات ،السيما أشغال البحث واالستخ ارج والمعالجة والتخزين والنقل بواسطة األنابيب وتكرير وتحويل
المحروقات ،إضافة إلى عمليات شحن وتفريغ المنتجات البترولية وعمليات الحفر وتعديل الهياكل الجيولوجية
والطبقات التي تحتوي على الماء التابعة لها والناتجة عن عمليات الحفر واالستكشاف(.)4
عالوة على ذلك يتضمن الملف وصفا للتدابير التي يزمع صاحب الطلب اتخاذها للقضاء على اآلثار التي
من شأنها أن تلحق ضر ار بمختلف مراحل المشروع أو تقليصها و/آو تعويضها ،والتي تهدف إلى القضاء على
التأثير في البيئة وتقليص هذا التأثير أو تعويضه السيما فيما يخص األوحال الناتجة عن الحفر وتخزين
المحروقات ،وعن منشآت إزالة الزيوت وتفريغ الصابورة ،والمياه الرسوبية المنزلية والصناعية السيما المياه الزيتية أو
مياه الصابورة ،وكذا حرق الغازات أو تسريبها في الهواء ،إضافة إلى الملوثات الجوية ،السيما المركبات العضوية
المتبخرة والنفايات الخاصة أو الخطرة(.)5
أنظر المادة 0فقرة 07 ،0 ،8من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 0فقرة 02، 02 ، 03 ،00من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق . ()2
أنظر المادة 0فقرة 2 ،3من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق. ()3
أنظر المادة 0فقرة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق. ()4
أنظر المادة 0فقرة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق. ()5
147
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع الجزائري قد أحاط بجل الملوثات التي تنتج عن النشاطات المتعلقة
بالمحروقات والتي تم ذكرها في المبحث األول من الفصل األول من هذه الدراسة ،باإلضافة إلى ذلك فإن الملف
يتضمن مخططا للتسيير البيئي يحتوي إجباريا وصفا لبرنامج متابعة تدابر الوقاية ،والتسيير المنفذة من قبل صاحب
الطلب ،وذلك قصد القضاء على التأثيرات البيئية الضارة وتخفيفها و/أو تعويضها حيث يتضمن هذا المخطط على
جملة من المخططات التفصيلية( ،)1كما أن المرسوم التنفيذي رقم 312-18قد أضاف جملة من الوثائق إلى الملف
المتضمن دراسة التأثير على البيئة بالنظر إلى طبيعة النشاط الذي يقوم به صاحب الطلب ،حيث ميز بين
النشاطات المتعلقة بالبحث والتنقيب في مجال المحروقات ،وكذا النشاطات المتعلقة باستغالل المحروقات كما يلي:
أ .نشاطات البحث والتنقيب في مجال المحروقات
بينت المادة 7من المرسوم التنفيذي رقم 312-18جملة الوثائق اإلضافية التي تحتويها دراسة التأثير في
البيئة في حالة عزم صاحب الطلب على القيام بنشاطات البحث والتنقيب ،فباإلضافة إلى ما تضمنته أحكام المادة
6من ذات المرسوم السابقة الذكر ،يجب أن يتضمن الملف جميع النشاطات المنجزة على مستوى مساحة البحث
و/أو التنقيب ،والتي تشمل أشغال الحفر وأشغال الحفر الطبقي ،وأشغال المسح الزلزالية ،وبناء قاعدات الحياة وبناء
طرقات الوصل فيما يخص نشاطات البحث ،كما يجب على صاحب الطلب تحيين دراسة التأثير في البيئة األولية
وعرضها مجددا للموافقة على سلطة ضبط المحروقات وفقا للشروط السابقة الذكر وذلك في حالة إدماج أي نشاط
إضافي لم يكن متوقعا في البداية ،مثل حفر أبار جديدة ،أو حمالت جديدة للمسح الزلزالي(.)2
ب .نشاطات استغالل المحروقات
فيما يخص نشاطات استغالل المحروقات فيجب أن تحتوي دراسة التأثير في البيئة على بيان لجميع
المنشآت والنشاطات المنجزة على مستوى مساحة االستغالل من آبار منتجة للمحروقات السائلة الغازية ،واآلبار
الحاقنة للغاز أو الماء أو غاز ثاني أكسيد الكربون وأي سائل أخر ،إضافة إلى شبكات التجميع والتوزيع التي تربط
اآلبار بمراكز معالجة المحروقات ،ومراكز معالجة وانتاج المحروقات ،ومنشآت ضغط الغاز أو ضخ المياه إلعادة
الحقن أو الغاز ،وأنابيب بعث المحروقات نحو شبكات نقل المحروقات والنهائيات ،إضافة إلى طرقات الوصل إلى
اآلبار ،ومراكز المعالجة واإلنتاج والى قاعدات الحياة ،ويجب على صاحب الطلب أن يقوم بتحيين دراسة التأثير
أنظر المادة 0فقرة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق .والتي تظهر كما يلي :مخطط الوقاية والتحكم في أنواع ()1
التلوث (االنسكاب والتسرب والتفريغ في الجو وغيرها) وذلك خالل مرحلة البناء ،ومرحلة االستغالل ومرحلة التخلي ،وكذا مخطط
التدخل في حالة التلوث ،ومخطط تسيير النفايات ،ومخطط تسيير المواقع واألراضي الملوثة ومخطط تسيير طرح السوائل والغازات،
إضافة إلى برنامج مراقبة ومتابعة التأثير البيئي ،ومخطط استعمال أفضل للموارد الطبيعية ،ومخطط تسيير المواد الكميائية ومخطط
اإلعالم والحسيس البيئي ،وبرنامج المراجعة البيئية ،برنامج التخلي عن المواقع واعادتها إلى حالتها األصلية.
أنظر المادة 0فقرة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق. ()2
148
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
في البيئة األولية ثم عرضها مجددا على سلطة ضبط المحروقات في حالة إدماج أي نشاط إضافي لم يكن متوقعا
في البداية كحفر آبار جديدة للبحث أو التطوير أو حمالت جديدة للمسح الزلزالي أو بناء منشئات جديدة(.)1
ج .إنجاز منشآت تكرير المحروقات وتخويلها واستغاللها
فيما يخص إنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها ،فقد أخضعت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم
020-02كل إنجاز لها أو تحويلها إلى رخصة سلطة ضبط المحروقات ،والتي يتم بعد التحقق من مطابقة ملف
الطلب للما تضمنه الملحقين األول والثاني المتصلين بالمرسوم التنفيذي رقم ،020-02حيث تضمنت مكونات
الملف التكميلي ضمن الملحق الثاني الذي عبر عنه بالملف التقني ،والذي يعتبر ملفا مشتركا حال القيام بنشاط
التكرير أو نشاط تحويل المحروقات ،ضرورة إرفاقه بنسخة من دراسة التأثير في البيئة موافق عليها طبقا للتشريع
والتنظيم المعمول به ،وفيما يخص إجراءات الحصول على رخصة استغالل منشآت تكرير المحروقات وتحويلها،
فإن تسليم الرخصة يتم وفقا للتنظيم المعمول به فيما يخص رخصة الشروع في اإلنتاج وكذا مطابقة المنشآت
للتنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة ،ويخضع كل شروع في اإلنتاج لمنشآت تكرير المحروقات أو تحويلها حال
عملية اإلمداد أو التعديل إلى رخصة جديدة تسلمها سلطة ضبط المحروقات(.)2
.2.3تأشيرة المصادقة على دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات
قصد الحصول على التأشيرة المتعلقة بالمصادقة على دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات،
يقتضي األمر على مودع الطلب المرور بجملة اإلجراءات المحددة في المرسوم التنفيذي رقم ،203-78المبين
لشروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات ،إضافة إلى ما بينه المرسوم
التنفيذي رقم 020-70من إجراءات فيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية،
والمشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي من األرض أو البحر.
أ.إيداع دراسة التأثير في البيئة
()3
إلى سلطة ضبط يتم إيداع دراسة التأثير في البيئة من طرف صاحب الطلب الذي يظهر بصفة متعاقد
المحروقات قبل القيام بأي نشاط مرتبط بالمحروقات ،ويتحصل صاحب الطلب على إشعار باالستالم يتم تسليمه
من طرفها ،وذلك حال استجابة الملف المقدم للشروط التي تم تحديدها في المواد 0،0،8من المرسوم التنفيذي رقم
203-78السابقة الذكر( ،)4وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم 020-70فقد بينت المادة 3منه إلزامية خضوع
بينت المادة 0فقرة 02من القانون رقم 70-70أن المقصود بالمتعاقد هو المؤسسة الوطنية سوناطراك شركة ذات اسهم أو كل ()3
149
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على البيئة إذ أن األمر يتعلق
بمشاريع بناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية ،إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول
والغاز الطبيعي أو المعادن من األرض أو البحر( ،)1حيث ألزم صاحب المشروع بإيداع دراسة أو موجز التأثير على
البيئة لدى الوالي المختص إقليميا في 11نسخ(.)2
ب.فحص دراسة التأثير في البيئة
بعد قبول الملف المتضمن دراسة التأثير في البيئة وذلك الستيفائه الشروط القانونية تقوم سلطة ضبط
المحروقات بفحص مدى مطابقة الدراسة مع التنظيم المعمول به وذلك في أجل ال يتعدى 27يوما من تاريخ
استالمها للملف(.)3
وفي حالة وجود تحفظات متعلقة بدارسة التأثير في البيئة تبلغ سلطة ضبط المحروقات صاحب الطلب
بذلك ،حيث يتعين عليه رفع التحفظات في أجل ال تتعدى مدته 27يوم ابتداء من تاريخ التبليغ ،إال في حالة تمديد
األجل من قبل سلطة ضبط المحروقات ،أما في حالة ما إذا كان رفع التحفظات يستدعي أجال إضافيا ،فعلى
صاحب الطلب أن يرسل قبل نهاية األجل المحدد طلب تمديد األجل إلى سلطة ضبط المحروقات مبر ار أسباب
طلبه ،ولسلطة ضبط المحروقات واسع النظر في ذلك إذ تبلغه بقرارها في أجل 0أيام الموالية(.)4
كما تعرض سلطة ضبط المحروقات دراسة التأثير في البيئة مرفقة بتقريرها على الدوائر الو ازرية والواليات
التي يقع فيها المشروع ،والتي تم دراستها في المبحث األول من هذا الفصل من هذه الدراسة على سبيل االستشارة،
ويمنح أجل 20يوم من تاريخ إخطارهم من أجل اإلدالء بآرائهم التي يتم إرسالها إلى سلطة ضبط المحروقات،
حيث أن مرور هذا األجل يعتبر موافقة ضمنية على دراسة التأثير في البيئة(.)5
وفي حالة تقديم مالحظات جوهرية من قبل الدوائر الو ازرية و/أو الوالة ،تبلغ سلطة ضبط المحروقات
صاحب الطلب في أجل 00يوما من تاريخ انقضاء األجل المحدد في المادة 00بالتحفظات الواجب رفعها ،ويتعين
على عليه رفع هذه التحفظات وارسال دراسة التأثير في البيئة المعدلة إلى سلطة ضبط المحروقات ،وذلك في أجل
ال يتعدى مدته 27يوما ابتداء من تاريخ التبليغ ،كما يتم إعادة إرسال دراسة التأثير المحينة إلى الدوائر الو ازرية
والوالة من أجل إبراز آرائهم خالل أجل 27يوما من تاريخ إخطارهم بالدراسة المحينة(.)6
أنظر الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70المطة 30و ،32المرجع السابق. ()1
أنظر المادة ،00فقرة 2 ،3 ،0من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق. ()4
151
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وفي هذا السياق وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ،020-70وفيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب
نقل المحروقات السائلة أو الغازية ،إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو
المعادن من األرض أو البحر ،فإنه بعد إيداع دراسة التأثير لدى الوالي المختص إقليميا كما سبق اإلشارة له ،فإن
فحص هذه الدراسات يكون من طرف المصالح المكلفة بالبيئة المختصة إقليميا وذلك بتكليف من الوالي ،حيث
يمكنها أ ن تطلب من صاحب المشروع كل معلومة أو دراسة تكميلية الزمة ،وتمنح بموجب ذلك مهلة شهر واحد
لتقديم المعلومات التكميلية المطلوبة(.)1
ج .قبول أو رفض دراسة التأثير في البيئة
عندما تكون دراسة التأثير في البيئة مطابقة ،أو في حالة رفع التحفظات في األجل المذكور في المادة 00
فقرة 3من المرسوم التنفيذي ،203-78وعدم وجود أي مالحظات من قبل الدوائر الو ازرية والوالة تعد سلطة ضبط
المحروقات تقري ار يتضمن رأيها حول دراسة التأثير في البيئة المطلع عليها( ،)2ويتم بعد ذلك إيداع الطلب من طرف
سلطة ضبط المحروقات لدى الو ازرة المكلفة بالبيئة للحصول على التأشيرة المناسبة ،وبعد الحصول على التأشيرة
المناسبة تقوم سلطة ضبط المحروقات بإبال ،صاحب الطلب بمقرر الموافقة ،وذلك في أجل ال تتعدى مدته 00
يوما من تاريخ الحصول على التأشيرة(.)3
غير انه بالرجوع إلى قانون المحروقات ومن خالل المادة 08منه والتي تم تعديلها بموجب القانون رقم
70-02نجد انه فيما يخص دراسات التأثير البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر فإن سلطة ضبط
المحروقات تكلف بالتنسيق فيما يخص هذه الد ارسات مع القطاعات الو ازرية والوالة المعنية التي يجب عليها تقديم
رأيها وفقا لألجل المحددة في التنظيم المعمول به ،وبعد انتهاء اآلجال التنظيمية بشهر واحد تعتبر هذه الدراسات
مقبولة ،وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمنح التأشيرة المناسبة للمتعاقدين المعنيين بعد دراسة مطابقة الدراسة
بالنسبة للتنظيم المعمول به ،وتبلغ الو ازرة المكلفة بالبيئة بذلك ،أما في حالة عدم مطابقة دراسة التأثير ،فإن سلطة
ضبط المحروقات تقوم بإخطار صاحب الطلب برفض دراسته وتبليغه بمقرر الرفض المبرر(.)4
كما تصبح دراسة التأثير في البيئة مرفوضة تلقائيا في حال عدم رفع التحفظات خالل اآلجال القانونية وكذا
حال عدم منح أي تمديد ،ويعتبر عدم الرد من قبل صاحب الطلب في اآلجال المحددة بمثابة تنازل عن طلبه(،)5
وألزمت المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم 203-78إلزامية تقديم دراسة جديدة للتأثير في البيئة من طرف صاحب
أنظر المادة ،00فقرة 0 ،2من المرسوم التنفيذي رقم ،203-78مرجع سابق. ()5
151
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الطلب إلى سلطة ضبط المحروقات عند كل تعديل لمحيط النشاطات المقامة فيه ولحجم المنشآت أو لقدرة المعالجة
و/أو اإلنتاج أو للطرق التكنولوجية المتوقعة ،وهو ما يتكامل مع أحكام المادة 0من المرسوم التنفيذي 020-70
والتي ألزمت كذلك القيام بدارسة تأثير جديدة حال كل تغيير في أبعاد المنشآت والقدرة المعالجة لها و/أو النتاج
والطرق والتكنولوجيا.
وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي ،020-70وفيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات
السائلة أو الغازية ،إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو المعادن من
األرض أو البحر ،فإن المصادقة على دراسة التأثير على البيئة المودعة لدى الوالي المختص إقليميا تكون عند
نهاية التحقيق العمومي الذي تم دراسته في المطلب األول من هذا المبحث ،حيث يتم إرسال ملف دراسة التأثير في
البيئة المتضمن أراء المصالح التقنية ،ونتائج التحقيق العمومي ومحضر المحافظ المحقق والمذكرة الجوابية لصاحب
المشروع عن اآلراء الصادرة إلى الوزير المكلف بالبيئة( ،)1على أن تتم الموافقة أو رفض دراسة التأثير في البيئة من
طرف الوزير المكلف بالبيئة ،حيث يرسل قرار الموافقة أو الرفض إلى الوالي المختص إقليميا لتبليغها بقرار منه
لصاحب المشروع يتضمن الموافقة أو الرفض(.)2
ثانيا :موجز التأثير على البيئة
يمثل موجز التأثير في البيئة الشكل الثاني من الدراسات البيئة ،وفيما يلي بيان للمقصود بموجز التأثير،
ومجال تطبيقه بالنسبة للنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات ،إضافة إلى تحديد إجراءات المصادقة عليه.
.4المقصود بموجز التأثير على البيئة
يرى األستاذ بيار ميشال ( )PRIEUR Michelأن موجز التأثير على البيئة هو ذلك التقرير الذي يتضمن
معلومات مقتضبة تتضمن مختلف اإلجراءات التي يجب أن يحترمها مشروع منا من أجل اعتباره مشروعا مراعيا
للبيئة حيث يصفه على انه نموذج مصغر لدراسات التأثير في البيئة(.)3
لقد بين القانون رقم ،11-13من خالل الفصل الرابع منه بعنوان ( :نظام تقييم اآلثار البيئة لمشاريع
التنمية :دراسة التأثير ) ،ضرورة الخضوع المسبق حسب الحالة لدراسة التأثير أو لموجز التأثير على البيئة ،لكل
المشاريع التنموية والهياكل والمنشآت الثابتة والمصانع واألعمال الفنية األخرى ،وكل األعمال وبرامج البناء والتهيئة،
التي تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة فو ار أو الحقا على البيئة ،السيما على األنواع والموارد واألوساط والفضاءات
الطبيعية والتوازنات االيكولوجية وكذلك على إطار ونوعية المعيشة( ،)4كما أحالت المادة إلى التنظيم من أجل تحديد
)(3
MICHEL Prieur, Droit de l’envirennement , 4eme Edition , Dalloz, Paris, 2001, P.73.
أنظر المادة 00من القانون رقم ،07-72مرجع سابق. ()4
152
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
كيفيات تطبيقها ،وبينت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 145-17أن الهدف من موجز التأثير على البيئة هو
تحديد مدى مالئمة إدخال المشروع في بيئته مع تحديد وتقييم اآلثار المباشرة و/أو غير المباشرة للمشروع والتحقق
من التكفل بالتعليمات المتعلقة بحماية البيئة في إطار المشروع المعني ،حيث يتم انجاز موجز التأثير على البيئة
على نفقة صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات أومكاتب خبرات ،أومكاتب استشارات معتمدة من الو ازرة
المكلفة بالبيئة(.)1
.2مجال تطبيق موجز التأثير في البيئة في قطاع المحروقات
بينت المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم 145-17إلزامية خضوع المشاريع المذكورة في الملحق المتصل
بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على البيئة ،وذلك عالوة على ما تم تحديده في المرسوم التنفيذي رقم -17
144المتضمن قائمة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة من دراسة وموجز للتأثير للمؤسسات المعنية في الملحق
المرتبط به ،وبالرجوع إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ،145-17والمتضمن قائمة المشاريع التي
تخضع لموجز التأثير نجد المشاريع المتعلقة "بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة تقل عن سنتين"(.)2
.3إجراءات المصادقة على موجز التأثير في البيئة
يمر موجز التأثير على البيئة بجملة من الخطوات قصد المصادقة عليه من قبل السلطة المختصة ،حيث
حدد المرسوم التنفيذي رقم 145-17هذه المراحل كما يلي:
أ .إيداع موجز التأثير على البيئة
تطبيقا ألحكام للمادة 7من المرسوم التنفيذي رقم 145-17المتضمن مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات
المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة ،يتم إيداع موجز التأثير على البيئة لدى الوالي المختص إقليميا في
عشر نسخ من طرف صاحب المشروع.
ب .فحص موجز التأثير على البيئة
تفحص المصالح التقنية المكلفة بالبيئة المختصة إقليميا بتكليف من الوالي المختص إقليميا موجز التأثير
على البيئة ،ويمكنها أن تطلب من صاحب المشروع كل معلومة أو دراسة تكميلية الزمة ،ويمنح صاحب المشروع
مهلة شهر واحد لتقييم المعلومات التكميلية المطلوبة( ،)3ويعلن الوالي بموجب قرار فتح تحقيق عمومي وفقا
لإلجراءات الواردة في المطلب األول من هذا المبحث من الدراسة.
أنظر الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70المطة ،0مرجع سابق. ()2
153
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وبعد نهاية التحقيق العمومي يرسل موجز التأثير المتضمن آراء المصالح التقنية ،ونتائج التحقيق العمومي
مرفقا بمحضر المحافظ المحقق والمذكرة الجوابية لصاحب المشروع عن اآلراء الصادرة إلى المصالح المكلفة بالبيئة
المختصة إقليميا ،حيث يمكنهم االتصال بالقطاعات الو ازرية المعنية واالستعانة بكل خبرة ،وال يمكن أن تتجاوز مدة
الفحص المتعلق بملف موجز التأثير مدة أربعة أشهر ابتداء من تاريخ إقفال التحقيق العمومي( ،)1وتجدر اإلشارة أن
فحص موجز التأثير في البيئة وفقا للقانون الفرنسي يتم وفق نفس اإلجراءات المعتمدة في فحص دراسات التأثر في
البيئة(.)2
ج.الموافقة أو رفض موجز التأثير على البيئة
يوافق الوالي المختص على موجز التأثير ،أما في حالة الرفض فيجب أن يكون رفضه مبررا ،ويقوم الوالي
المختص إقليميا بإبال ،صاحب المشروع بقرار الموافقة على موجز التأثير أو رفضه(.)3
ثالثا :دراسة الخطر
تمثل دراسة الخطر الشكل الثالث من الدراسات البيئة ،ومن أجل إد ارك مكانة هذه الدراسات فيما يخص
النشاطات قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي بيان المقصود منها وكذا محتواها واجراءات المصادقة عليها.
.4المقصود بدراسة الخطر
تعتبر د ارسة الخطر إجراء يتم بمقتضاه إحصاء وجرد األخطار والحوادث التي تنجر عن استغالل المنشأة
المصنفة ،كما يتضمن هذا اإلجراء بيانا للتدابير المعتمدة للوقوف في وجه الحوادث التي تنجم خالل نشاط المؤسسة
المصنفة( ،)4وبينت المادة 2فقرة 4من المرسوم التنفيذي رقم 198-16أن الخطر هو خاصية مالزمة لمادة
أوعامل أو مصدر طاقة أو وضعية يمكن أن تترتب عنها أضرار لألشخاص والممتلكات والبيئة ،واعتبرت أن
الخطر المحتمل هو عنصر يميز حدوث ضرر محتمل يرتبط بوضعية خطر وهو عادة ما يتم تحديده بناء على
عنصرين هما احتمال حدوث الضرر أي أنه إجراء وقائي ،وخطورة العواقب ،أي أنه إجراء الحق لحدوث الخطر.
إن كل عملية تسليم لرخصة متعلقة بالمؤسسات المصنفة يجب أن تسبقها دراسة التأثير أو موجز التأثير
على البيئة وتحقيق عمومي ودراسة تتعلق باإلخطار واالنعكاسات المحتملة للمشروع على الصحة العمومية والنظافة
واألمن والفالحة واألنظمة البيئية والموارد الطبيعية والمواقع والمعالم والمناطق السياحية ،أو قد تتسيب في المساس
براحة الجوار( ،)5وبالرجوع إلى المادة 5فقرة 3من المرسوم التنفيذي رقم 198-16نجد أن المشرع ألزم القيام
)(2
MICHEL Prieur, Op.Cit., p.74.
المادة 08فقرة 3و 0من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()3
)(4
NATHALIE Baillon Et Autres, Pratique du droit de l’environnement, Editions le moniteur, Paris, 2006, P.151.
أنظر المادة 30من القانون رقم ،07-72مرجع سابق. ()5
154
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
بدراسة خطر تسبق كل طلب للحصول على رخصة استغالل المؤسسة المصنفة ،وذلك بالنظر إلى صنف المؤسسة
المصنفة وقائمة المؤسسات المصنفة المحددة في المرسوم التنفيذي رقم .144-17
المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في ()1
كما ألزمت المادة 61من القانون رقم 21-14
إطار التنمية المستدامة أن تخضع كل منشأة صناعية لدراسة الخطورة قبل الشروع في استغاللها ،ويجب بذلك على
كل منشأة أن تضع مخطط للتدخل وفقا للمعلومات التي يقدمها مستغلوا المنشآت أو األشغال المنطوية على الخطر
المعني ،كما يجب إعداد "مخطط داخلي للمنشأة المعنية" يبين مجموع التدابيرالوقائية من األخطار والوسائل
المسخرة وكذا اإلجراءات الواجب تنفيذها عند وقوع ضرر ما(.)2
وتهدف دراسة الخطر إلى تحديد المخاطر المباشرة وغير المباشرة التي يمكن أن تعرض األشخاص
والممتلكات والبيئة للخطر من جراء نشاط المؤسسة سواء أكان السبب داخليا أو خارجيا ،وتسمح دراسة الخطر
كذلك بضبط التد ابير التقنية للتقليص من احتمال وقوع الحوادث وتخفيف آثارها ،وكذا تدابير التنظيم للوقاية من
الحوادث وبيان كيفيات تسييرها ،ويتم انجاز دراسة الخطر من طرف مكاتب دراسات ومكاتب خبرة أو مكاتب
استشارات مختصة في هذا المجال ومعتمدة من قبل الوزير المكلف بالبيئة بعد االطالع على رأي الوزراء المعنيين
عند االقتضاء ،و تنجز دراسة الخطر على نفقة صاحب المشروع(.)3
وفيما يخص قطاع المحروقات فقد ألزمت المادة 08من القانون رقم 70-70المعدل والمتمم والمتعلق
بالمحروقات كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على موافقة سلطة ضبط
المحروقات ،دراسة التأثير على البيئة ،ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير المخاطر
البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة ،حيث أن
تعديلها بموجب القانون رقم 11-13قد بين من خالل الفقرة 6إلزامية احتواء كل دراسة لألخطار يتم إعدادها
للنشاطات المحددة في قانون المحروقات وصفا للمخاطر الناتجة عن النشاطات وتبرير إجراءات الوقاية والحماية
المتخذة ،وتخضع دراسات األخطار لموافقة سلطة ضبط المحروقات ،حيث يجب تحيينها كل خمس سنوات على
األقل( ،)4وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع اعتمد مصطلح المخاطر (تسيير المخاطر) في بداية اسرداه لنص
المادة 18من قانون المحروقات وبالضبط في الفقرة األولى منها ،غير أنه استعمل مصطلح األخطار بعد ذلك في
كل من الفقرات 6،7،8،9وعليه نستشف أن المقصود بهذه الدراسات هي دراسة الخطر ،وهو ذات المصطلح الذي
قانون رقم ،21-14مؤرخ في 25ديسمبر ،2114يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية ()1
أنظر المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم ،008- 70مرجع السابق. ()3
155
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
تم اعتماده في المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم ،198-16وبالرجوع إلى الفقرة 9من المادة 18من القانون رقم
11-13نجد أنها أحالت للتنظيم من أجل تحديد محتوى وكيفيات الموافقة على دراسات اإلخطار الخاصة بقطاع
المحروقات ،والذي صدر بدوره مؤخ ار بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،70-00المحدد لكيفيات الموافقة على
دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها.
.2مجال تطبيق دراسة الخطر في قطاع المحروقات
ألزمت المادة 08من القانون رقم 70-70كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن
يعد ويعرض على موافقة سلطة ضبط المحروقات ،مخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير
المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات ،وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال
البيئة( ،)1ويجب أن تتضمن كل دراسة لألخطار وصفا للمخاطر الناتجة عن النشاطات المحددة في قانون
المحروقات مع إبراز إجراءات الوقاية والحماية المتخذة ،حيث تخضع هذه الدراسات إلى موافقة سلطة ضبط
المحروقات كما يتم تحيين دراسة األخطار كل خمسة سنوات على األقل(.)2
المؤرخة في فيفري 3770المتعلقة بالتحكم وتسيير المخاطر الصناعية ()3
كما بينت التعليمة الو ازرية ()R2
والطاقوية والوقاية منها ضمن الملحق المرتبط بها قائمة المنشآت التي يجب أن تعد دراسة المخاطر والتي يتواجد
من ضمنها المنشآت المتعلقة بتكرير البترول والصناعة الغاز الطبيعي و قنوات نقل المواد البترولية ومواد الطاقة،
وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم 008-70قصد الحصول على رخصة استغالل المؤسسة المصنفة وطبقا لقائمة
المنشآت المصنفة فيجب إعداد دراسة خطر تعد ويصادق عليها حسب الشروط المحددة في هذا المرسوم ،وتحقيق
عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم المعول به(.)4
كما ألزم المرسوم التنفيذي رقم 220-02المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات
أن تكون المنشآت والمعدات المنجزة قبل تاريخ سريان القانون رقم 70-70المتضمن قانون المحروقات ،محل
برنامج مطابقة المنشآت والمعدات مع النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحدد المقاييس والمعايير التقنية لألمن
الصناعي والوقاية من المخاطر الكبرى وتسييرها وحماية البيئة( ،)5وبينت المادة 2من المرسوم السابق الذكر
ضرورة قيام مستغلي المنشآت والمعدات الناشطين في قطاع المحروقات بإعداد على عاتقهم برنامج للمطابقة يتم
تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ،70-02مرجع سابق. ()1
)(3
Instruction ministerielle R2, du 01 février 2005 relative a la prévention,la maitrise et la gestion des risques industriels et
)énergétiques. ( تم التحصل عليها مباشرة من و ازرة البيئة
أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()4
156
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
إعداده من طرف مكاتب دراسات متخصصة ،حيث يتضمن البرنامج دراسات لألخطار الكمية والنوعية التي تسمح
بتقييم المخاطر ومستويات جسامة الخطورة ،على أن يتم إرسال تقرير تشخيص المطابقة إلى سلطة ضبط
المحروقات مرفقا بمخطط تنفيذ برنامج المطابقة ،ويجب أن يتضمن برنامج المطابقة التنظيمية بعين االعتبار
دراسات األخطار ودراسات التأثير في البيئة ،ويجب أن يتكفل على الخصوص بالجوانب المتعلقة بسالمة المنشآت
والمعدات والوقاية من المخاطر الكبرى ،والمحافظة على صحة العامل وأمنهم والوقاية من المخاطر المرتبطة
بالعناصر والمواد الكيميائية أو المستحضرات الخطرةن وكذا حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة(.)1
إضافة إلى ذلك فقد أخضعت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 020-02المحدد إلجراءات الحصول
على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتخويلها واستغاللها ،كل انجاز لمنشاة تكرير المحروقات
أو تحويلها إلى رخصة تسلم من طرف سلطة ضبط المحروقات ،والتي تتم بعد التحقق من مطابقة الملف المرتبط
بطلب هذه الرخصة حيث تضمن الملف التقني ضرورة إرفاقه بنسخة من دراسة خطر المنشأة موافق عليهما طبقا
للتشريع والتنظيم المعمول به.
.3مضمون دراسة الخطر
تتضمن دراسة الخطر مجموعة من العناصر حددها المرسوم التنفيذي رقم 198-16في المادة 14منه
حيث أن دراسة الخطر تتضمن عرضا عام للمشروع ،ووصف لالماكن المجاورة للمشروع ،والمحيط الذي قد يتضرر
في حالة وقوع حادث ،ويتم ذلك عبر بيان المعطيات الفيزيائية والتي تشمل معطيات جيولوجية ،وهيدرولوجية ،وكذا
المعطيات المناخية ،والشروط الطبيعية (الطوبوغرافيا ومدى التعرض للزلزال)( ،)2إضافة إلى المعطيات االقتصادية
واالجتماعية والثقافية ،ويقصد بذلك المعطيات المتعلقة بالسكان والسكن ،ونقاط الماء وااللتقاط ،وشغل األراضي،
والنشاطات االقتصادية ،وطرق المواصالت ،أو النقل أو المجاالت المحمية ،كما تتضمن دراسة الخطر على وصف
المشروع ومختلف منشأته ( الموقع والحجم والقدرة والمداخل واختيا ار المنهج وعمل المشروع والمنتجات والمواد
الالزمة لتنفيذه ،)...مع بيان استخدام الخرائط مثل خرائط المخطط اإلجمالي ،ومخطط الوضعية ،ومخطط الكتلة
ومخطط الحركة ،ويجب أن تحتوي دراسة الخطر عالوة على ذلك على تحديد جميع العوامل المتسببة في المخاطر
الناجمة عن استغالل كل منشأة ،ويجب أن ال يأخذ هذا التقييم في الحسبان العوامل الداخلية فقط بل حتى العوامل
الخارجية أيضا التي يمكن أن تتعرض لها المنطقة(.)3
أنظر المادة 2والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،220-02مرجع سابق. ()1
أنظر المادة ،02فقرة 2 ،2 ،3 ،0من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع السابق. ()2
أنظر المادة ،02فقرة 8 ،0 ،0 ،0من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع السابق. ()3
157
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
كما تحتوي دراسة الخطر على تحليل للمخاطر والعواقب على مستوى المؤسسة المصنفة وتحدد األحداث
الطارئة الممكن حدوثها بصفة مستوفية ،ومنحها ترقيما يعبر عن درجة خطورتها واحتمال وقوعها حتى يمكن
تصنيفها( ،)1وبينت المادة 14فقرة 11من المرسوم التنفيذي رقم 198-16ضرورة احتواء دراسة الخطر على
كيفيات تنظيم امن الموقع ،وبيان لمختلف كيفيات الوقاية من الحوادث الكبرى ونظام تسيير األمن ووسائل النجدة.
كما بينت التعليمة الو ازرية ( )R1المؤرخة في 22سبتمبر 2113المتعلقة بالتحكم في المخاطر الصناعية
المتضمنة مواد خطرة وتسييرها ،أن دراسة الخطر يجب أن تتم من طرف خبرات ماهرة بحيث تكون تكاليفها على
عاتق المستغل وتتضمن عرضا للمخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها المنشأة حال وقوع حادث ،كما تحدد اإلجراءات
ذات الطابع التقني الخاص بتخفيض وقوع الحوادث العظمى وأثارها ،وأكدت التعليمة الو ازرية على أنه حال احتواء
نفس المؤسسة على عدة منشآت فإنها تكون كل منها موضوع دراسة خطر فردية(.)2
وألزمت المادة 4من المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات الموافقة على دراسات األخطار
الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها ضرورة احتواء دراسة األخطار " زيادة على األحكام المعمول بها بالنسبة
للمؤسسات المصنفة لحماية البيئة " السابق ذكرها على ما يلي:
أ .تقييم علم الحوادث وتحليل حول تبادل الخبرة
ويتضمن هذا التقييم تقديما للنتائج المتوصل إليها بعد استشارة قواعد المعطيات الوطنية والدولية فيما يخص
جرد الحوادث التي وقعت من قبل بتحديد اآلثار المترتبة عنها ،وذلك بالنظر إلى وجود نفس المواد ،أو إتباع نفس
المناهج ،وكذا احتواء المنشأة على نفس المعدات ،حيث يستفاد من معالجة الدروس المستخلصة من هذه الحوادث
للوصول إلى تحديد التدابير الخاصة المتخذة من أجل تفادي هذه الحوادث(.)3
ب .كيفيات التنظيم والتدخل في حالة االستعجال
يتضمن هذا البند وصفا للوسائل المسخرة الداخلية و/أو الخارجية للحماية والتدخل ،وكذا وصف التنظيم
المتعلق باإلنذار والتدخل ،ووصف التدابير التي ترمي إلى الحد من المخاطر على األشخاص الموجودين في الموقع
بما فيها الطريقة المتبعة خالل انطالق اإلنذار(.)4
أنظر المادة ،02فقرة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،008- 70مرجع السابق. ()1
التعليمة الو ازرية ( ،)R1و ازرة تهيئة اإلقليم والبيئة ،المؤرخة في 22سبتمبر ،2113المتعلقة بالتحكم في المخاطر الصناعية ()2
المتضمنة مواد خطرة وتسييرها (.تم التحصل عليها مباشرة من و ازرة البيئة ).
أنظر المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00المرجع السابق. ()3
158
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
كما أوجبت المادة 4فقرة 4من المرسوم التنفيذي رقم 19-15أن تتضمن دراسة األخطار المتعلقة
بنشاطات قطاع المحروقات والتي لم تنظم بموجب التنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة إضافة إلى بيان لتقييم علم
الحوادث تحليال حول تبادل الخبرة و كيفيات التنظيم والتدخل في حالة االستعجال والتي سبق شرحها.
ج .تقديم عن بيئة المنشأة أو الهياكل
يتضمن التقديم عن بيئة المنشأة أو الهياكل وصفا لبيئة المنشأة أو الهياكل بتحديد موقعها الجغرافي
والمعطيات المناخية والجيولوجية والهيدروغرافية ،وعند االقتضاء تاريخها ،واحصاء المؤسسات المجاورة ،والمناطق
وتهيئة المواقع والمنشآت التي من شأنها أن تكون السبب األصلي أو تفاقم حدة الخطر ،أو اآلثار المترتبة على
وقوع حادث كبير واآلثار المتسللة ،ووصف المناطق التي يمكن أن يحدث فيها حادث كبير(.)1
د .وصف المنشأة والهياكل
يجب أن يحتوي وصف المنشأة أو الهياكل على وصف نشاطات وأطراف المنشأة أو الهياكل التي يمكن أن
تكون مصادر خطر لحوادث الكبرى ،والشروط التي يمكن أن يحدث من خاللها هذا الحادث الكبير ،وكذا وصف
المناهج والطرق العملية الخاصة بها ،كما يجب أن ترفق هذه األوصاف بالمخططات والوثائق الخرائطية ومخطط
الحركة للوسائل المنقولة ورسم تخطيطي للتدفق ومخطط األنابيب ورسم تخطيطي ألجهزة المراقبة ،كما يتضمن هذا
البند وصفا للمواد المستعملة ،وتصريحا بوجود المواد بالتحدد الكيمائي والتعيين في قائمة المنشآت المصنفة لحماية
البيئة طبقا للتنظيم المعمول به ،و"الكمية القصوى للمواد الخطرة الموجودة أو التي يمكن أن تتواجد فيها" ،إضافة
إلى عرض الخصوصيات الفيزيائية والكميائية والسامة والبيئية السامة واإلشارة إلى األخطار سواء العأجلة أو األجلة
على صحة اإلنسان والبيئة السيما الطبقة التي تحتوي على الماء(.)2
ه .تحديد األخطار وتقييم مخاطر الحادث
بينت المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم 19-15أن تعيين األخطار وتقييم مخاطر الحادث يحدد بموجب
قرار مشترك بين الوزير المكلف بالمحروقات ووزير الداخلية والزير المكلف بالبيئة والذي لم يصدر بعد.
و .وصف تدابير الوقاية والحماية
يتضمن وصف تدابير ال وقاية والحماية للحد من اآلثار المترتبة على حادث كبير بيانا للمعايير التقنية
والمعدات الموضوعة ،من أجل أمن وسالمة المنشآت والهياكل ،ووصف المعدات ترتيبات األمن الموضوعة في
أنظر المادة 2فقرة 0والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 2فقرة 0والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()2
159
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المنشأة للحد من اآلثار المترتبة على الحوادث الكبرى من أجل صحة وأمن األشخاص ،وحماية المنشآت والبيئة
ووصف التدابير التقنية ،وغير التقنية الضرورية للتقليل من اآلثار المترتبة على حادث كبير(.)1
ز .نظام تسيير األمن
يجب أن يحتوي نظام تسيير األمن المعد طبقا للملحق المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم 15-19بيانا للتنظيم
والتكوين ،وتحديد المخاطر وتقييمها ،ومراقبة العمليات ،واستغاللها وتسيير المناولة ،وتسيير التعديالت ،وتسيير
الحاالت االستعجالية ،ورقابة الفعالية ،والمراقبة واعادة الدراسة ،ويتم إعداد دراسة األخطار وفقا للبنود السابقة الذكر
من قبل مكاتب دراسات وخبراء معتمدين ومؤهلين يتم تحديدهم من قبل الوزير المكلف بالمحروقات والوزير المكلف
بالبيئة من جل انجاز دراسات اإلخطار في مجال المحروقات(.)2
.3كيفيات المصادقة على دراسة الخطر
بينت المادة 15من المرسوم التنفيذي ،198-16الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة
لحماية البيئة أن تحديد كيفيات المصادقة على دراسات الخطر يتم وفقا لقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف
بالداخلية والوزير المكلف بالبيئة ،ولقد انتظر المشرع الجزائري حتى سنة 2115من أجل نشر القرار الوزاري
المشترك المؤرخ في 14سبتمبر 2114المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها رغم إحالته إلى
ذلك منذ سنة ،2116بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،198-16وهو ما يثير االستفهام حول كيفيات المصادقة على
دراسات الخطر التي تم إعدادها في الفترة من سنة 2116إلى غاية .2115
إضافة إلى ذلك فإنه بمراجعة المادة 18من قانون المحروقات السيما الفقرة 9منها والتي أحالت إلى
التنظيم من أجل تحديد كيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها ،حيث انتظر
المشرع كذلك إلى غاية سنة 2115من أجل وضع المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات الموافقة على
دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها ،وباالنتقال إلى المادة 2من المرسوم التنفيذي رقـم 19-15
حيث بينت أنه " دون اإلخالل باألحكام التنظيمية المعمول بها والمتعلقة بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة" فإنه
تخضع ألحكام هذا المرسوم الهياكل والمنشآت التي تسمح بممارسة نشاطات البحث واستغالل المحروقات ونقلها
بواسطة األنابيب وتخزينها وتكريرها وتحويلها وتخزين المنتجات البترولية وتحويلها ،وبذلك فهي ملزمة بتوفير ما تم
تحديده وفقا لألحكام الواردة في التنظيم المعمول به بالنسبة للمؤسسات المصنفة لحماية البيئة التي تسمح بممارسة
النشاطات المذكورة في المادة 2السابقة الذكر(.)3
أنظر المادة 2فقرة 8والمادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()1
161
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
انطالقا مما سبق ذكره يتضح أن المشرع قد اعتبر أن المصادقة على دراسات الخطر المتعلقة بنشاطات
قطاع المحروقات تتم مرتين وذلك بالنظر إلى كون المنشأة هي مؤسسة مصنفة من جهة ،وكذا باعتبار أن هياكل
أو نشاط المنشأة يندرج ضمن نشاطات قطاع المحروقات ،وبذلك يتم إعداد دراسة الخطر وفقا لألحكام التنظيمية
المتعلقة بمؤسسات المصنفة ،وكذا دراسات خطر متعلقة بنشاطات قطاع المحروقات ،وبالنتيجة لذلك سيتم عرض
إجراءات المصادقة على دراسات الخطر وفق ما بينته النصوص القانونية السابقة الذكر كما يلي:
أ .اإلجراءات المتعلقة بدراسة الخطر باعتبار المنشأة مؤسسة مصنفة
بينت المادة 2من القرار الوزاري المؤرخ في 14سبتمبر 2114المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر
والمصادقة عليها أن دراسات الخطر تعد على حساب صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات معتمدة حسب
الكيفيات المحددة في المرسوم التنفيذي .)1(198-16
ويتم إيداع دراسة الخطر من طرف صاحب المشروع لدى الوالي المختص إقليميا في ثماني نسخ ،على أن
يرسلها الوالي في مدة خمسة أيام إلى كل من اللجنة الو ازرية المشتركة بالنسبة للمؤسسات المصنفة من الفئة األولى
والحديث في قطاع المحروقات متعلق بجميع األنشطة التي تتطلب رخصة و ازرية ،أو يتم إرسالها إلى اللجنة الوالئية
بالنسبة للمؤسسات من الفئة الثانية أي التي تتطلب رخصة من الوالي( ،)2وتفحص دراسات الخطر من طرف اللجان
طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم 198-16الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة
()3
أن تطلب من أصحاب المشاريع كل معلومة أو دراسة تكميلية الزمة في مدة ال تتجاوز خمسة حيث يمكن للجنة
وأربعون يوم ابتداء من تاريخ إخطارهم من طرف الوالي ،ويمنح صاحب المشروع مهلة خمسة عشرة يوم لتقديم كل
دراسة تكميلية مطلوبة منه( ،)4كما بينت المادة 00من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 14سبتمبر 2114أن
بينت المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 008-70الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة أن ()1
دراسات الخطر تنجز على نفقة صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات ،ومكاتب خبرة أو مكاتب استشارات مختصة في هذا
المجال ومعتمدة من قبل الوزير المكلف بالبيئة بعد اإلطالع على رأي الوزراء المعنيين عند االقتضاء.
أنظر المادة 0و 07من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 14سبتمبر 2114المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة ()2
حيث يجب أن يقيد في محضر أشغال اللجنة رأي كل عضو فيها وفي حالة ما إذا كانت دراسة الخطر مطابقة تعد أمانة اللجنة مقرر
الموافقة أما في حالة عدم المطابقة فيتم إعداد مقرر الرفض ،ويتم التوقيع على مقرر الموافقة أو رفضها بالنسبة للمؤسسات من الفئة
األولى من طرف الوزير المكلف بالداخ لية والوزير المكلف بالبيئة ،أما بالنسبة للمؤسسات من الفئة الثانية فيتم من طرف الوالي
المختص إقليميا.
أنظر المادة 00و 03من القرار الوزاري المشترك المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها ،مرجع سابق. ()4
161
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الوالي المختص إقليميها يقوم بتبليغ مقرر الموافقة أو الرفض المتعلق بالمؤسسة من الفئة األولى بعد إرساله من
طرف الوزير المكلف بالبيئة إلى صاحب المشروع المعني.
ب .اإلجراءات المتعلقة بدراسة الخطر بالنسبة لنشاطات قطاع المحروقات
تودع دراسة األخطار قبل كل نشاط من نشاطات المحروقات من قبل المتعاقد أو المتعامل المعني لدى
سلطة ضبط المحروقات ،وفور استالم دراسة األخطار وفي حالة استجابتها للشروط المحددة في المادة 4من
المرسوم التنفيذي رقم 19-15تسلم سلطة ضبط المحروقات إشعا ار باالستالم إلى صاحب الطلب(.)1
وعندما يكون ملف الدراسة مقبوال تقوم سلطة ضبط المحروقات بدراسة مدى مطابقته للتنظيم المعمول به
والمعرفة العملية والتقنية في هذا المجال في أجل ال يتعدى ثالثين يوما من تاريخ استالمه ،كما تقوم بتبليغ صاحب
الطلب بالتحفظات المحتملة الخاصة بدراسة األخطار ،ويتعين بذلك على صاحب الطلب القيام بمباشرة رفع
التحفظات في أجل ال يتجاوز خمسة عشرة يوم من تاريخ التبليغ ،وفي حالة عدم رفع التحفظات عند نهاية األجل
يرسل إعذار إلى صاحب الطلب حيث يعتبر عدم الرد عليه خالل فترة خمسة عشرة يوما بمثابة تخل عن طلبه(،)2
وفي حالة عدم مطابقة دراسة األخطار للتنظيم المعمول تعلم سلطة ضبط المحروقات صاحب الطلب برفض دراسته
مع تبليغه بمقرر الرفض المبرر ،أما في حالة مطابقة الدراسة فتقوم سلطة ضبط المحروقات بإعداد تقرير يتضمن
موافقتها على دراسة األخطار المدروسة( ،)3وباستقراء هذه األحكام يتضح أن سلطة ضبط المحرقات هي من تقرر
رفض الدراسة ،كما أنها تصدر ق ار ار متعلقا بذلك تبلغه إلى صاحب الطلب ،غير أنها حال الموافقة عليها تصدر
تقرير يتضمن موافقتها على دراسة األخطار المدروسة ،وتخضع دراسة األخطار وفقا للمادة 21من المرسوم
التنفيذي رقم 19-15مرف قة بالتقرير المذكور سابقا إلى رأي لجنة يرأسها األمين العام للو ازرة المكلفة بالمحروقات
لوزير الدفاع الوطني ووزير الداخلية والوزير المكلف بالبيئة وممثل عن سلطة ضبط وتتكون من مؤهلين
()4
أنظر المادة 02و 00من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 00و 08من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()2
أنظر المادة 00و 37من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()3
أورد المشرع مصطلح مؤهلين لوزير الدفاع الوطني في صلب المادة 30ويبدو أن المقصود هو ممثلين. ()4
162
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المحروقات بضمان رفع هذه التحفظات ،ويتعين على صاحب الطلب تحيين دراسته في أجل خمسة عشرة يوم من
تاريخ تبليغه من طرف سلطة ضبط المحروقات(.)1
وبعد استالم دراسة األخطار المعدلة تقوم سلطة ضبط المحروقات بالتحقق من رفع التحفظات التي أبديت
وتبلغ صاحب الطلب بقرارها في أجل ال يتجاوز خمسة عشرة يوم من تاريخ استالم دراسة األخطار المعدلة وعند
انقضاء هذا األجل تعتبر دراسة األخطار المعدلة بمثابة الموافق عليها(.)2
كما بينت المادة 26من المرسوم التنفيذي رقم 19-15أن كل تعديل لمساحة نشاطات المحروقات وحجم
المنشأة ،وقدرة المعالجة و/أو اإلنتاج أو المناهج التكنولوجية المتخذة يكون موضوع دراسة إخطار جديدة يخضعها
المستغل لموافقة سلطة ضبط المحروقات ،ويجب على المستغل أن يحين دراسة األخطار كل خمس سنوات على
األقل ،كما يجب أن يندرج تحيين الدراسة في حالة حدوث حادث كبير للمنشأة ،وبعد إجراء المراقبة الذي تقوم به
سلطة ضبط المحروقات يبين حاالت التقصير ،وعندما تبرر وقائع جديدة تتعلق باألمن بعين االعتبار ،تخضع
بذلك دراسة األخطار المحينة إلجراءات السابق ذكرها من أجل المصادقة عليها(.)3
.5المخططات الخاصة بالتدخل في المنشآت والهايكل المرتبطة بدراسة الخطر
بينت المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم 71-15المحدد لشروط وكيفيات إعداد المخططات الخاصة
للتدخل للمنشآت أو الهياكل واعتمادها ،أن الهدف من المخطط الخاص للتدخل هو تحديد تنظيم وتنسيق النجدة في
حالة خطر خاص معرف وله تأثيرات خارج حدود المنشأة والهياكل وذلك بغرض حماية األشخاص والممتلكات
والبيئة ،وتخضع كل المؤسسات المصنفة لحماية البيئة والتي تبرز" دراسة الخطر" أن آثار األخطار المعرفة يمكن
أن تتجاوز حدود المنشأة والتي يمكن أن تؤدي إلى إلحاق أضرار باألشخاص والممتلكات والبيئة إلعداد هذا
()4
حيث يتم المصادقة عليه وفقا لإلجراءات المحددة في المرسوم التنفيذي رقم .71-15 المخطط
ويتم إعداد المخطط على عاتق المستغل على أساس المعلومات الموجودة في " دراسات الخطر"
()5
حيث يشمل بطاقة وصفية للمنشأة أو الهياكل المعنية وتتضمن وثائق خرائطية والمخططات الداخلية للتدخل
وصورا ،ومخطط الوضعية لمختلف شبكات النقل التي تصل المنشأة والهياكل والتمثيل الخرائطي للمساحات
المتضررة جراء الظواهر الخطرة ،وتحدد اللجنة الوالئية المكلفة بإعداد المخططات الخاصة للتدخل حدود منطقة
أنظر المادة 33و 32من المرسوم التنفيذي رقم ،70-00مرجع سابق. ()1
حددت كيفي ات إعداد وتنفيذ المخططات الداخلية للتدخل من طرف المستغلين للمنشآت الصناعية بموجب المرسوم التنفيذي رقم ()5
،335-19مرجع سابق.
163
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
التطبيق ومحيط المخطط الخاص للتدخل ،والتدابير والوسائل اإلستعجالية األولى الواجبة على المستغل لحماية
السكان المجاورين قبل تدخل السلطات ومن أجل إعالمها ،كما تحدد قائمة المتدخلين ومهامهم وتدابير اإلعالم
والحماية لفائدة السكان المجاورين للمؤسسة المعنية ،ومخططات اإلخالء وأماكن التجمع ،وتدابير النجدة وأماكن
التدخل ،كما يتم على عاتق اللجنة والمستغل معا تحديد مخططات شبكات خدمات كل من الكهرباء والغاز والماء
والمنتجات الخطرة المتصلة بالمنشأة وكذا األحكام المتعلقة بإزالة تلوث المواقع واعادة تعديل األماكن بعد الحادث(.)1
وفيما يخص المخططات الداخلية والتي عالج تنظيمها المرسوم التنفيذي رقم 335-19فقد بينت المادة 2
منه أن المخطط الداخلي للتدخل هو أداة تسيير وتخطيط اإلسعافات والتدخل يهدف إلى حماية العمال والسكان
والممتلكات والبيئة ويحدد بعنوان المنشأة المعنية جميع تدابير الوقاية من األخطار والوسائل المسخرة لهذا الغرض
وكذا اإلجراءات الواجب اتخاذها عند وقوع الضرر ،حيث تلزم المؤسسات الصناعية التي يمكن أن تحدث أخطا ار
على العمال والممتلكات والسكان وكذا على البيئة في حال تعرضها لخطر الحريق أو االنفجار أو تسرب مواد سامة
بإعداد هذا المخطط.
كما حدد مضمون المخطط الداخلي في المادة 7من المرسوم التنفيذي رقم 335-19حيث يحتوي على
اسم وعنوان المؤسسة ،والتعريف بالنظام اإلنذار والشعار بالخطر المعتمد ،وبيان الوضعية الجغرافية والبيئية
للمؤسسة ،وتقييم األخطار وجرد وسائل التدخل والتنظيم المهام ،وكيفيات اإلعالم وكذا التداخل مع المخططات
األخرى ،ومختلف التمارين والتدريبات المسبقة ،ويرسل المخطط قصد المصادقة عليه إلى المدير الوالئي المكلف
بالصناعة في ستة نسخ ،حيث تتم دراسته والمصادقة عليه من طرف اللجنة الوالئية المكلفة بالدراسة والمصادقة
على المخططات الداخلية السابق ذكرها في المطلب الثاني من المبحث األول من هذه الدراسة.
164
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الفرع الثاني
نظام الرخصة
الترخيص هو قرار إداري صادر من اإلدارة المختصة يتضمن السماح ألحد األشخاص بمزاولة نشاط معين
إذ أن مزاولة النشاط ال يمكن أن تتم دون الحصول على اإلذن الوارد في الترخيص ،ويمنح الترخيص بتوافر
الشروط المحددة قانونا لمنحه( ،)1حيث يتضمن إذنا من اإلدارة المختصة بممارسة نشاط معين بعد تحقيق الشروط
القانونية لذلك ،ويأخذ الترخيص كأصل عام طابع الديمومة ما لم يتم النص على مجال تطبيقه زمنيا(.)2
ويعتبر الترخيص أحد األساليب الوقائية المانعة التي تعتمدها اإلدارة من أجل ضبط األنشطة التي تحدث
ضر ار في البيئة ،وذلك بغية الوقاية منه والحيلولة دون وقوعه( ،)3كما يعد الترخيص أحد األساليب المعتمدة من
طرف التشريعات بغية حماية البيئة ،ويعتبر هذا األسلوب بصورة دقيقة كإجراء قبلي من طرف اإلدارة قصد إخضاع
النشاطات الصناعية التي تتولد عنها آثار سلبية على البيئة إلى رقابة أولية عبر نظام الترخيص(.)4
وفي مجال حماية البيئة من التلوث تلعب هذه التقنية دو ار مهما ،فال يجوز مباشرة أي مشروع أو منشأة
يكون لها تأثير على البيئة قبل الحصول عليه وفق المعايير والنظم والضوابط الالزمة لتقييم األثر البيئي( ،)5وفيما
يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن المشرع الجزائري اعتمد على نظام الرخصة وفق ثالثة صور ،حيث
تظهر الصورة األولى عبر اعتماد رخصة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة (أوال) ،أما الصورة الثانية فتظهر عبر
مختلف الرخص المطلوبة لمزاولة إحدى األنشطة المتعلقة بقطاع المحروقات (ثانيا) ،وفيما يخص الصورة الثالثة
فتظهر من خالل رخصة البناء (ثالثا).
أوال :رخصة المؤسسات المصنفة
اعتمد المشرع الجزائري على نظام الرخصة كآلية قانونية من أجل حماية البيئة عبر قانون حماية البيئة في
إطار التنمية المستدامة ،وتم اإلحالة إلى التنظيم من أجل بيان األحكام المطبقة على المؤسسات المصنفة.
منصور مجاجي" ،الضبط اإلداري وحماية البيئة" ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي ()2
165
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
أمال مدين ،المنشآت المصنفة لحماية البيئة ،دراسة مقارنة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،تخصص قانون عام، ()1
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2113 ،ص.19.
)(2
SERGE ROCK Moukoko, Le plein contentieux special des installations classees, these en vue de l’obtention du grade
de doctorat, specialite droit des contentieux, Faculte de droit et economie et administration, universite paul verlaine-metz,
2009, P.18.
166
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الرخصة من الوزير المكلف بالبيئة والوزير المعني ،أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي( ،)1وقصد
الحصول على رخصة استغالل المؤسسة المصنفة وطبقا لقائمة المنشآت المصنفة يجب إعداد دراسة أو موجز
التأثير أو دراسة خطر على البيئة يعدان ويصادق عليهما حسب الشروط المحددة في التنظيم المعمول به ،إضافة
إلى تحقيق عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم المعول به(.)2
وبمراجعة الشروط الواردة في المادة 0من المرسوم التنفيذي 008-70وتطبيقها على النشاطات المتعلقة
بقطاع المحروقات ،من أجل الحصول على رخصة استغالل المنشأة المصنفة فإن المشرع الجزائري قد قام بتحديد
مضمون كل شرط في تنظيم محدد لذلك( ،)3ومن خالل قائمة المنشآت المصنفة المحددة في ملحق المرسوم
التنفيذي رقم ،)4(022-70يتضح أن المشرع الجزائري قد ألزم المنشآت التي تقوم بنشاط مرتبط بقطاع المحروقات
لقد تم تنظيم دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 203-78المحدد لشروط الموافقة على ()3
دراسات التأثير في البيئة في قطاع المحروقات ،وفيما يخص موجز التأثير فقد تم تنظيمه في المرسوم التنفيذي رقم 145-17المحدد
لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسات وموجز التأثير في البيئة ،أما دراسات الخطر فيتم إعدادها وفقا للمرسوم
التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ،وفيما يخص التحقيق العمومي في
قطاع المحروقات فقد تم تحديده في المرسوم التنفيذي رقم 203 -78السالف الذكر.
وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم 022-70المتضمن قائمة المؤسسات المصنفة ،ضمن الملحق المتصل به ،وبعد عملية البحث ()4
عن مختلف المنشآت المصنفة والتي تمارس نشاطا متعلقا باألنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات أو تستعمل مواد تعتمد على معالجة
المحروقات فإننا نجد األنشطة التالية :الرمز ،0020 :النشاط :السوائل القابلة لالشتعال (الصناعة ،منها معالجة البترول ومشتقاته،
إزالة الكبريت) ،طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة و ازرية ،مجال نشر التحقيق العمومي :يتم على مسافة 2كلم ،الدراسة الواجب
الخضوع لها :تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر.
الرمز ،0007النشاط :الغازات القابلة لالشتعال (صناعة) ،الكمية الممكن تواجدها في المنشأة :تفوق أو تساوي 377طن،
طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة و ازرية ،مجال نشر التحقيق العمومي :يتم على مسافة 2كلم ،الدراسة الواجب الخضوع لها :تخضع
إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر أما في حالة الكمية اقل من 377طن ،طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة والئية ،مجال
نشر التحقيق العمومي 2 :كلم ،الدراسة الواجب الخضوع لها :تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر.
الرمز ،0000النشاط خزان ومخازن الغاز المضغوط التي تحتوي على غازات قابلة لالشتعال ،الكمية الممكن تواجدها في
المنشأة :تفوق أو تساوي 377طن ،طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة و ازرية ،مجال نشر التحقيق العمومي :يتم على مسافة 2كلم،
الدراسة الواجب الخضوع لها :تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر ،أما في حالة الكمية تفوق أو تساوي 07طن واقل
من 377طن ،طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة والئية ،مجال نشر التحقيق العمومي :يتم على مسافة 3كلم ،الدراسة الواجب
الخضوع لها :تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر ،أما في حالة الكمية تفوق أو تساوي 0طن واقل من 07طن،
طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة رئيس المجلس الشعبي البلدي ،مجال نشر التحقيق العمومي :ال تخضع للنشر العمومي ،الدراسة
الواجب الخضوع لها :تخضع إلى موجز التأثير وتقرير عن المواد الخطرة.
167
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
أو تستعمل مواد متعلقة بالمحروقات ضرورة الحصول على رخصة استغالل للمنشآت المصنفة والتي تحتوي بدورها
على الشروط التي حددتها المادة 0من المرسوم التنفيذي 020-70والمادة 5من المرسوم التنفيذي رقم .198-16
.3إجراءات الحصول على رخصة المؤسسات المصنفة
تمنح رخصة المؤسسات المصنفة وفق إجراءات حددها المرسوم التنفيذي رقم 198-16كما يلي:
أ .إيداع طلب الحصول على رخصة المؤسسات المصنفة
طلب رخصة المؤسسات المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا ( ،)2مرفقا بجملة من الوثائق تم ()1
يتم إرسال
تحديدها في المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم ،198-16حيث يتضمن الملف رخصة استغالل المؤسسة
المصنفة جميع المعلومات المتعلقة بصاحب المشروع من اسمه ولقبه وعنوانه ،أو اسم الشركة والشكل القانوني
وعنوان مقر الشركة وكذا صفة موقع الطلب حال تقديمه من طرف شخص معنوي(.)3
الرمز ،0008النشاط تمييع أو تغوير المحروقات المعدنية الصلبة (منشأة) ،الكمية الممكن تواجدها في المنشأة :تفوق أو
تساوي 07طن ،طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة و ازرية ،مجال نشر التحقيق العمومي :يتم على مسافة 3كلم ،الدراسة الواجب
الخضوع لها :تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر.
الرمز ، 0020النشاط السوائل القابلة لالشتعال (الصناعة ،منها معالجة البترول ومشتقاته ،غزالة الكبريت) ،الكمية الممكن
تواجدها في المنشأة :دون تحديد الكمية ،طبيعة الرخصة :تخضع لرخصة و ازرية ،مجال نشر التحقيق العمومي :يتم على مسافة 2
كلم ،الدراسة الواجب الخضوع لها :تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر.
الرمز ،3000النشاط النفط (استغالل ونقل) ،الكمية الممكن تواجدها في المنشأة :دون تحديد الكمية ،طبيعة الرخصة :
تخضع لرخصة و ازرية ،مجال نشر التحقيق العمومي :يتم على مسافة 0كلم ،الدراسة الواجب الخضوع لها :تخضع إلى دراسة التأثير
على البيئة ودراسة الخطر .وتجدر اإلشارة أن قائمة المنشآت المصنفة لحامية البيئة الواردة في المرسوم التنفيذي رقم ،022-70قد تم
تحديد مختلف أشكال نشاطاتها عبر 80صفحة ضمن الجريدة المتضمنة المرسوم التنفيذي رقم .022-70
تضمنت المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم 008-70مصطلح إيداع طلب رخصة المؤسسة المصنفة ولم تحدد الجهة التي يتم ()1
إيداع الملف على مستواها ،أما فيما يخص المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم 008-70فتضمن مصطلح إرسال ملف رخصة
المؤسسة المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا.
أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()2
كما بينت المادة 8انه يتضمن الملف تحديدا لموقع المؤسسة المزمع إنشاؤها في خريطة يتراوح مقياسها بين 1/25.111 ()3
و ،1/51.111وكذا مخطط الوضعية بمياس 1/2.511لجوار المؤسسة إلى غاية مسافة تساوي على األقل 1/11من مساحة التعليق
المحددة في قائمة المنشآت المصنفة دون أن تقل عن مائة متر وذلك بتحديد جميع البنايات مع مخططاتها وطرق السكة الحديدية
والطرق العمومية ونقاط الماء وقنواته وسواقيه .إضافة إلى مخطط إجمالي مقياسه 1/211يتضمن تخصيص األراضي والبنايات
المجاورة وكذا رسم شبكات الطرق المختلفة الموجودة .كما يبين اإلجراءات التي تزمع المؤسسة المصنفة القيام بها إلى غاية خمسة
وثالثين متر على األقل من المؤسسة .إضافة إلى حجم النشاطات التي اقترح صاحب المشروع ممارستها وكذا فئة أو فئات قائمة
المنشآت المصنفة التي تصنف المؤسسة ،ومناهج التصنيع التي ينفذها والمواد التي يستعملها و المنتجات التي يصنعها.
168
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
()1
التي تم تحديد وصفها ويخضع الطلب المودع لدراسة أولية من طرف اللجنة الوالئية للمنشات المصنفة
في المادة 28من المرسوم التنفيذي ،198-16والتي تم دراستها في المطلب األول من هذا المبحث.
ب .تسليم الموافقة المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة
تنتهي مرحلة إيداع الطلب بالحصول على مقرر من طرف اللجنة يتضمن منح الموافقة المسبقة إلنشاء
المؤسسة المصنفة ،والذي يتم إصداره بعد دراسة ملف الطلب المودع( ،)2ووفقا للمادة 18من المرسوم التنفيذي رقم
198-16فإن هذا المقرر يعد إجراءا ضروريا لصاحب المشروع يسمح له بالبدأ في أشغال بناء مؤسسته.
ج .تسليم رخصة المؤسسة المصنفة وتعليقها وسحبها
تتوج زيارة اللجنة للموقع عند إتمام انجاز المؤسسة المصنفة بمنح رخصة استغالل المؤسسة المصنفة،
حيث تهدف الزيارة إلى التأكد من مطابقة الوثائق المدرجة في الطلب ولنص الموافقة المسبقة ،ويتم تسليم رخصة
استغالل المؤسسة المصنفة بالنظر إلى الصنف الذي تنتمي إليه ،حيث تتم بموجب قرار وزاري مشترك بين الوزير
المكلف بالبيئة والوزير المعني بالنسبة للمؤسسات من الفئة األولى ،وبموجب قرار من الوالي المختص إقليميا
بالنسبة للمؤسسات من الفئة الثانية( ،)3وفقا للمادة 22من المرسوم التنفيذي 198-16فإن قرار رخصة استغالل
المؤسسة المصنفة يتضمن أحكام تقنية تهدف إلى الوقاية من التلوث واألضرار واألخطار التي تطرحها المؤسسة
المصنفة في البيئة وتخفيفها و/أو إزالتها ،وتكلف اللجنة الوالئية بمراقبة مطابقة المؤسسات المصنفة للتنظيم المطبق
عليها وفق برنامج مراقبة(.)4
وينتج كل معاينة لوضعية غير مطابقة للتنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة في مجال حماية البيئة
ولإلحكام التقنية الواردة في قرار منح رخصة االستغالل تحرير محضر يبين األفعال المجرمة حسب طبيعة وأهمية
هذه األفعال ،حيث يمنح أجل من أجل تسوية وضعية المؤسسة وفي حالة عدم االستجابة تعلق رخصة استغالل
المؤسسة المصنفة ،وبمرور ستة أشهر في حالة عدم مطابقة المستغل لمؤسسته تسحب رخصة استغالل المؤسسة
المصنفة(.)5
أنظر المادة 0فقرة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 0فقرة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()2
أنظر المادة 00و المادة 37من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()3
169
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
أنظر الفقرة أ 0-و 3من الملحق (ب) من التنفيذي رقم ،082-70مرجع سابق. ()1
أنظر الفقرة أ 2-من الملحق (ب) من التنفيذي رقم ،082-70مرجع سابق. ()2
أنظر الملحق 3من المرسوم التنفيذي رقم ،02-02المتضمن مكونات الملف التقني ،لطلب رخصة االنجاز أو التحويل لمنشاة ()4
أنظر المواد 00و 03و 02من المرسوم التنفيذي رقم ،02-02مرجع سابق. ()6
171
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
أبدى المشرع الجزائري وفقا لهذه األحكام تمي از من حيث اإلحاطة بمختلف الرخص من رخصة المؤسسات المصنفة ،ورخصة البناء ()3
وكذا مختلف الدراسات البيئة من دراسة التأثير في البيئة ،ودراسة الخطرن كما أشار وبصورة متمزة ألول مرة للنفيات وطرق عالجتها
وهو األمر الذي لم يسق أن إعتمده فيما يخص الرخص األخرى لباقي نشطات قطاع المحروقات.
أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق. ()4
171
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الرخصة يستدعي تقديم ملف وفقا للملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي حيث يتضمن ملف االعتماد نسخ من
الرخص المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة ،وبينت المادة 07من
الملحق الثالث من ذات المرسوم انه على موزع المنتجات البترولية أن يتعهد بالتطبيق الصارم للمقاييس المعمول
بها في مجال المحروقات خاصة المواصفات التقنية للمنتجات وتهيئة مستودعات تخزين المنتجات البترولية
واستغاللها والقواعد المطبقة فيما يخص األمن من أخطار الحريق ومحيطات الحماية.
ثالثا :رخصة البناء
بإستقراء القوانين المنظمة للعمران يتضح أن المشرع الجزائري لم يعطي تعريفا لرخصة البناء تاركا للفقه هذا
الدور ،فتعرف على أنها ترخيص تمنحه اإلدارة يمنح بمقتضاه للشخص سواءا اكان طبيعيا أو معنويا الحق في
إقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم قبل البدئ في أعمال البناء مع مراعاة قواعد التهيئة والتعمير( ،)1كما تعرف على
أنها ذلك القرار اإلداري الصادر من سلطة مختصة قانونا تمنح بموجبه للشخص الحق في البناء بمعناه الواسع طبقا
لقانون التهيئة العمرانية والتعمير(.)2
.4رخصة البناء حال النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات
حدد القانون رقم 39-91المتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم ( ،)3مختلف القواعد العامة المتعلقة
بالتهيئة والتعمير السيما منها رخصة البناء وشهادة التعمير ورخصة التجزئة ،وبينت المادة 76مكرر 1منه أنه
يمنع الشروع في أشغال البناء أو انجازها بدون رخصة عالوة على ضرورة احترام المخططات البيانية التي سمحت
بالحصول على رخصة البناء( ،)4وعلى اعتبار أن مختلف المشاريع المتعلقة بالمحروقات تستدعي مباشرة أشغال
بناء تختلف حسب طبيعة النشاط فإن األمر يقتضي احترام هذه المشاريع لقواعد التهيئة والتعمير السيما منها ما
تعلق برخصة البناء ،حيث بينت المادة 52من القانون رقم 39-91أن رخصة البناء تشترط من أجل تشييد
البنايات الجديدة مهما كان استعمالها ولتمديد البنايات الموجودة ولتغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه أو
الواجهات وإلنجاز جدار صلب للتدعيم أو التسييج ،حيث تحضر رخصة البناء وتسلم في األشكال وبالشروط
واآلجال التي يحددها التنظيم ،وبين المرسوم التنفيذي رقم ،19-15المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها
عفاف حبة" ،دور رخصة البناء في حماية البيئة والعمران" ،مجلة الفكر ،جامعة محمد خيض ،بسكرة ،العدد السادس،2119 ، ()1
ص.207.
محمد الصغير بعلي "،تسليم رخصة البناء في القانون الجزائري" ،دراسات قانونية مجلة ،كلية الحقوق صفاقص ،تونس ،العدد،13 ()2
،2112ص.132.
قانون رقم 29-91مؤرخ في 1ديسمبر 1991يتعلق بالتهيئة والتعمير ،ج .ر .ج .ج .عدد ،52صادر في 2ديسمبر ،1991 ()3
المعدل والمتمم.
أضيفت هذه المادة بموجب القانون رقم 15-14مؤرخ في 14أوت ،2114يمعدل ويمتمم القانون رقم ، 29-91ج .ر .ج .ج. ()4
والذي الغيت بموجبه أحكام المرسوم التنفيذي رقم ،)1(176-91أنه يشترط كل تشييد لبناية جديدية أو كل تحويل
لبناية تتضمن أشغالها تغيير مشتمالت األرضية والمقاس والواجهة واإلستعمال والهيكل الحامل للبناية والشبكات
المشتركة العابرة للملكية ،حيازة رخصة بناء( ،)2كما بينت المادة 8من القانون رقم 39-91أنه يجب أن تصمم
المنشآت والبنايات ذات االستعمال المهني والصناعي بكيفية تمكن من تفادي رمي النفايات الملوثة وكل العناصر
الضارة خارج الحدود المنصوص عليها في التنظيم.
.2إجراءات الحصول على رخصة البناء
بعد إستيفاء سبق اإلشارة إلى أن الترخيص يعد إذنا تصدره اإلدارة المختصة لمارسة نشاط معين
وللحصول على رخصة البناء ألزم المشرع الجزائري ()3
ااإلجراءات القانونية ،وبذلك يعد أحد وسائل الضبط اإلداري
المرور بجملة من الخطوات كما يلي:
أ .إيداع طلب الحصول على رخصة البناء
يودع طلب رخصة البناء أو الهدم بمقر المجلس الشعبي البلدي المعني( ،)4غير أن المرسوم التنفيذي الجديد
رقم ،19-15بين من خالل المادة 45منه أنه يرسل طلب رخصة البناء والملفات المرفقة به إلى رئيس المجلس
الشعبي البلدي لمحل وجود قطعة األرض في ثالث نسخ بالنسبة لمشاريع السكنات الفردية ،وفي ثماني نسخ بالنسبة
لبقية المشاريع التي تحتاج إلى رأي مسبق للمصالح العمومية ،حيث يسجل تاريخ إيداع الطلب في وصل يسلمه
رئيس المجلس الشعبي البلدي في نفس اليوم بعد التحقق من الوثائق الضرورية التي ينبغي أن تكون مطابقة لتشكيل
الملفات على النحو المنصوص عليه ،ويتناول تحضير الطلب مدى مطابقة مشروع البناء لتوجهات مخطط شغل
األراضي ،وفي حالة انعدام ذلك التعليمات المنصوص عليها تطبيقا لألحكام المتعلقة بالقواعد العامة للتهيئة
والتعمير ،وبهذا الصدد ينبغي أن يراعى التحضير موقع البناية أو البنايات المبرمجة ونوعها ،ومحل إنشائها
وخدماتها وحجمها ومظهرها العام وتناسقها مع المكان اعتبار لتوجهات التعمير واالرتفاقات اإلدارية والتجهيزات
العمومية والخاصة الموجودة أو المبرمجة ،كما يجب أن يراعي التحضير مدى احترام األحكام التشريعية والتنظيمية
مرسوم تنفيذي رقم 176-91مؤرخ في 28ماي ،1991يحدد كيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة التقسيم ()1
ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك ،ج .ر .ج .ج .عدد ،26صادر في 1جوان ،1991المعدل
والمتمم(،ملغى).
أنظر المادة 41من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق. ()2
نورة موسى" ،المسؤولية الإلدارية والوسائل القانونية لحماية البيئة" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة ()3
173
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المعمول بها بها في ميدان األمن والنظافة ،والبناء والفن الجمالي ،وفي مجال حماية البيئة والمحافظة على
االقتصاد الفالحي(.)1
وألزمت المادة 55من القانون رقم 29-91أن توضع مشاريع البناء الخاضعة لرخص البناء من قبل
مهندس معماري معتمد ،ويجب أن يضع المهندس المعماري التصاميم والوثائق التي تعرف بموقع المشروع وتنظيمه
وحجمه ونوع الواجهات ،وكذا مواد البناء ،واأللوان المختارة التي تبرز الخصوصيات المحلية والحضارية للمجتمع
الجزائري ،وتحتوي الدراسات التقنية خصوصا على الهندسة المدنية للهياكل ،وكذا قطع األشغال الثانوية(.)2
وبينت المادة 44من المرسوم التنفيذي رقم 19-15أن الوثائق المتعلقة بالتصميم المعماري وبدراسات
الهندسة المدنية المرفقة بطلب رخصة البناء تعد باإلشتراك بين مهندس معماري ،ومهندس في الهندسة المدنية الذين
يمارسان مهنتيهما حسب اإلجراءات القانونية المعمول بها وتؤشر من طرفيهما طبقا ألحكام المادة 55من القانون
.29-91
ب .مضمون ملف طلب رخصة البناء
يجب على المالك وموكله والمستأجر لديه المرخص له قانونا أو الهيئة والمصلحة المخصصة لها قطعة
األرض والبناية أن يتقدم بطلب رخصة البناء ،وفق النموذج المحدد بالتوقيع عليه ،ويجب أن يقدم صاحب الطلب
لدعم طلبه نسخة من العقد اإلداري المتضمن تخصيص قطعة األرض ونسخة من القانون األساسي إذا كان المالك
وموكله شخصا معنويا(.)3
كما يرفق الطلب بملف إداري يحتوي على قرار السلطة المختصة الذي يرخص بإنشاء وتوسيع مؤسسات
صناعية وتجارية مصنفة في فئات المؤسسات الخطرة وغير الصحية والمزعجة ،وكذا شهادة قابلية االستغالل
المسلمة وفقا لألحكام القانونية( ،)4إضافة إلى ملف متعلق بالهندسة المعمارية والذي يحتوي جملة من المخططات
أنظر المادة 46من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق ،وتجدر اإلشارة أن مضمون هذه المادة يتوافق مع نص المادة 38 ()1
من المرسوم تنفيذي رقم 176-91الملغى ،حيث شمل التعديل عبارة الخدمات اإلدارية والتي أصبحت واالرتفاقات اإلدارية والتجهيزات
العمومية والخاصة الموجودة أو المبرمجة فقط .
عدلت هذه المادة بموجب القانون رقم 15-14المعدل والمتمم للقانون رقم .29-91 ()2
أنظر المادة 43فقرة 4و 5من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق .وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع أورد عبارة ()4
مؤسسات صناعية وتجارية مصنفة في فئات المؤسسات الخطرة وغير الصحية والمزعجة ،وهو ما ال يتوافق مع تصنيف المؤسسات
المصنفة لحماية البيئة الواردة في المرسوم التنفيذي 198-16الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة.
174
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ومعلومات متعلقة بالقطعة األرضية( ،)1وملف تقني يحتوي على معلومات تقنية متعلقة بمضمون النشاطات المرتبطة
بالبناية(.)2
وما يمكنه تسجيله في هذا السياق هو عدم ذكر المشرع الجزائري ألي نوع من الدراسات البيئة سواء موجز
أو دراسة التأثير في البيئة ،وكذا دراسة الخطر ،حيث يمكن التنويه إلى أن المشرع أشار ضمن النصوص القانونية
المرجعية إلى كل من القانون رقم ،11-13والمرسوم التنفيذي رقم 145-17المحدد لمجال تطبيق ومحتوى
وكيفيات المصادقة على دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة ،حيث أنه بالبحث ضمن أحكام التنظيم الجديد
المتعلق بعقود التعمير يتضح اعتماد دراسة التأثير في البيئة ضمن المادة 9من المرسوم التنفيذي رقم 19-15
والتي تضمنت أحكاما خاصة بالملف المرفق بطلب الحصول على رخصة التجزئة ،حيث أن هذه الرخصة تشترط
لكل عملية تقسيم ملكية عقارية واحدة أو عدة ملكيات مهما كان موقعها إلى قطعتين أو عدة قطع إذا كان يجب
أنظر المادة ،43ثانيا من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق .ويحتوي الملف على مخطط الموقع على سلم مناسب ()1
يسمح بتحديد موقع المشروع ،ومخطط الكتلة وفق سلم يتغير بحسب مساحة قطعة األرض ،وبيان حدود القطعة األرضية ومساحتها
وتوجهها ورسم االسيجة عند االقتضاء ،ومنحنيات المستوى أو مساحة التسطيح والمقاطع التخطيطية للقطعة األرضية ،ونوع طوابق
البنايات المجاورة وارتفاعها وعددها وكذا البنايات الموجودة والمبرمجة على القطعة الرضية وبيان شبكات التهيئة الموصلة بالقطع
األرضية ومواصفاتها الرئيسية ونقاط وصل شبكة الطرق والقنوات المبرمجة ،والتصاميم المختلفة وفق مستويات تختلف حسب مساحة
القطعة األرضية بالنسبة لباقي البنايات ببيان توزيعاتها الداخلية لمختلف مستويات البناية والمحالت التقنية والواجهات واالسيجة
والمقاطع الترشيدية والصور ثالثية األبعاد التي تسمح بتحديد موقع المشروع في محيطه القريب ،كما يتضمن هذا الملف كشف وصفي
وتقديري لألشغال وآجال اإلنجاز.
أنظر المادة 43ثالثا من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق .باستثناء المشاريع المرتبطة بالسكنات الفردية يجب إرفاق ()2
المذكرة بالرسوم البيانية الضرورية ،والبيانات المتعلقة بعدد العامل ،وطاقة استقبال كل محل ،وطريقة بناء األسقف ،ونوع المواد
المستعملة ،ووصف مختصر ألجهزة التموين بالكهرباء والغاز والتدفئة والتوصيل بالمياه الصالحة للشرب والتطهير والتهوئة ،وتصاميم
شبكات صرف المياه المستعملة ،ووصف مختصر لهيئات إنتاج المواد االولية والمنتجات المصنفة وتحويلها وتخزينها بالنسبة للبنايات
الصناعية ،والوسائل الخاصة بالدفاع والنجدة من الحرائق ،ونوع المواد السائلة والصلبة والغازية وكمياتها المضرة بالصحة العمومية
وبالزراعة والمحيط الموجودة في المياه المستعملة المصروفة وانبعاث الغازات وأجهزة المعالجة والتخزين ،ومستوى الضجيج المنبعث
بالنسبة للبنايات ذات االستعمال الصناعي والتجاري والمؤسسات المخصصة الستقبال الجمهور ،كما يتضمن الملف التقني تقري ار يعده
ويوقعه مهندس معماري معتمد في الهندسة المعمارية يوضح تحديد ووصف الهيكل الحامل للبناية ،وتوضيح أبعاد المنشآت والعناصر
التي تكون الهيكل وتصاميم الهياكل على نفس سلم تصاميم ملف الهندسة المعمارية ،وما يمكن تسجيله في هذه النقطة هو مضمون
التصاميم والمعلومات التي يقوم بها المهندس المعماري والتي تتضمن معلومات تقنية دقيقة متعلقة بالمواد الكيميائية ،وكذا الغازات
وأجهزة المعالجة المتعلقة بها ،والمنتجات المصنفة ونوع المواد السائلة والصلبة والغازية المضرة بالصحة العمومية وبالزراعة والمحيط،
والتي يبدو انهها تستدعي القيام بها من مكاتب دراسات مختصة مما تفتح االستفهام أمام اختصاص المهندس المعماري في هذا
السياق ،السيما حال الصناعة البترولية التي تتطلب منشآت خاصة عالوة على تنوع منتجاتها ،والتي عادة ما يتخصص في هذا مجال
البتروكمياء ضمن فروع علمية مستقلة على مستوى الجامعات.
175
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
استعمال إحدى القطع الناتجة عن هذا التقسيم لتشييد بناية( ،)1ولزم المشرع أن يضمن ملف رخصة التجزئة مذكرة
توضح التدابير المتعلقة بطرق المعالجة المخصصة التنقية للمياه الراسبة الصناعية من جميع المواد السائلة أو
الصلبة أو الغازية المضرة بالصحة العمومية ،والزراعة والبيئة ،والمعالجة المخصصة لتصريف الدخان وانتشار
الغازات من جميع المواد الضارة بالصحة العمومية ،وتحديد مستوى الضجيج وانبعاث الطفيليات الكهرومغناطيسية
بالنسبة لألراضي المجزأة المخصصة لالستعمال الصناعي ،ودراسة التأثير في البيئة عند االقتضاء ،وما يالحظ في
هذا السياق اعتماد مصلح عند "االقتضاء" حيث لم يتم تحديد الحاالت التي تشترط فيها هذه الدراسة بصورة
واضحة.
ج .تسليم رخصة البناء
يكون تسليم رخص البناء الخاصة بالمشاريع المرتبطة بالتجهيزات العمومية والخاصة ذات المنفعة الوطنية،
وكذا مشاريع األشغال والبنايات والمنشآت المنجزة لحساب الدولة األجنبية أو المنظمات الدولية ومؤسساتها
العمومية ،وأصحاب االمتياز ،وكذا المنشآت المنتجة والناقلة والموزعة والمخزنة للطاقة من اختصاص الوزير
المكلف بالعمران( ،)2وبينت المادة 49من المرسوم التنفيذي رقم 19-15أنه عندما يكون تسليم رخصة البناء من
اختصاص الوزير المكلف بالعمران ،يرسل رئيس المجلس الشعبي البلدي ملف الطلب مرفقا برأي مصالح التعمير
التابعة للبلدية في سبع نسخ إلى مصلحة الدولة المكلفة بالعمران ،قصد إبداء رأي المطابقة وذلك في أجل ثمانية
أيام الموالية لتاريخ إيداع الطلب ،حيث يتم تحضير الملف من طرف الشباك الوحيد للوالية ،والذي يرسل بدوره نسخة
من الملف إلى المصالح التي يتم استشارتها( )3بمناسبة ذلك(.)4
وتجمع المصلحة المختصة المكلفة بتحضير طلب رخصة البناء لكي تفصل باسم السلطة المختصة
الموافقات واآلراء تطبيقا لألحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها لدى األشخاص العموميين أو المصالح ،أو عند
االقتضاء لدى الجمعيات المعنية بالمشروع ،ويعد األشخاص العموميون والمصالح أو الجمعيات عند االقتضاء
الذين تمت استشارتهم ،ولم يصدروا ردا في أجل ثمانية أيام ابتداء من تاريخ استالم طلب الرأي ،كأنهم أصدروا رأيا
بالموافقة بعد تذكير مدته ثمان وأربعون ساعة بالنسبة للمشاريع الصناعية المستقبلة للجمهور والمشاريع التي تراعى
فيها ضوابط األمن في الدرجة االولى فيما يخص معالجة الملفات(.)5
أنظر المادة 49فقرة 6و 9و11و 12من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق. ()2
أنظر المادة 49فقرة 1و 2و 3من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق. ()3
تم دراسة تشكيلة هذا الشباك ودوره في المطلب األول من هذا المبحث من الدراسة. ()4
أنظر المادة 47فقرة 1و 2من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق .ويجدر التنويه أن المشرع استعمل كلمة الملفات في ()5
ويستشار بصفة خاصة كأشخاص عموميين كل من مصالح الدولة المكلفة بالعمران على مستوى الوالية
ومصالح الحماية المدنية لتشييد بنايات ذات طابع صناعي أو تجاري ،وبصفة عامة كل بناية تستعمل الستقبال
الجمهور وكذا بالنسبة لتشييد بنايات سكنية هامة التي يمكن أن تكون موضوع تبعات خاصة ،السيما فيما يتعلق
بمحاربة الحريق ،كما تستشار المصالح المختصة باألماكن واآلثار التاريخية والسياحية ،عندما تكون مشاريع
البنايات موجودة في مناطق أو مواقع مصنفة في إطار التشريع المعمول به ،ويستشار أيضا كل من مصلحة الدولة
المكلفة بالفالحة على مستوى الوالية ومصلحة الدولة المكلفة بالبيئة على مستوى الوالية(.)1
ويتم تبليغ صاحب الطلب بالقرار المتضمن رخصة البناء مرفقا بنسخة من الملف المتضمن التأشيرة على
التصاميم المعمارية من طرف المديرية العامة للتعمير والهندسة المعمارية على مستوى الو ازرة المكلفة بالعمران في
حالة تسليم الرخصة من طرف الوزير المكلف بالعمران ،وتوضع نسخة مؤشر عليها تحت تصرف الجمهور بمقر
المجلس الشعبي البلدي( ،)2ويرخص لكل شخص معني باإلطالع على الوثائق البيانية لملف الطلب وذلك إلى غاية
انقضاء أجل سنة وشهر(.)3
يتضح مما سبق فيما يخص استشارة الجمعيات أن المشرع قد اعتمد عبارة الجمعيات المعنية بالمشروع ،وما
يالحظ على هذه العبارة أنها اتسمت بصفة العمومية بحيث لم يتم تحديد أشكال الجمعيات وانما ربط شكل الجمعية
بطبيعة المشروع ،وهو ما يطرح تساؤال حول وجود جمعيات متعلقة بالنشاطات المتعلقة بالمحروقات ،كما أن المشرع
قد اعتمد كذلك استشارة المتعلقة بالبيئة كجهة مساهمة في اتخاذ قرار منح التأشيرة عبر آلية االستشارة وهو الشيء
الذي لم يعتمده من قبل في المرسوم التنفيذي رقم 167-91الملغى ،وبذلك فقد انتظر المشرع حتى سنة 2115من
اجل اقرار ذلك وهو ما فوت فرصة الرأي االستشاري لهذه المصلحة بالنسبة لمشاريع البناء المرتبطة بنشاطات
قطاع المحروقات منذ صدور قانون المحروقات سنة ،2115ورغم ذلك يمكن التنويه إلى أن المشرع لم يحدد
طبيعة االستشارة من حيث مدى إلزاميتها ،حيث لم يتضح أثرها على صدور قرار منح رخصة البناء.
أنظر المادة 47فقرة 3و 4و 5و 6و 7و 8من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق .وما يالحظ فيما يخص أحكام هذه ()1
المادة بمقارنتها بالمادة المادة 39من المرسوم التنفيذي رقم 176-91الملغى أنها تتوافق معها إلى حد بعيد حيث يظهر االختالف
فيما يخص اآلجال التي قلصت من أجل شهر واحد في المرسوم التنفيذي الملغى إلى ثماني أيام ،إضافة إلى اعتماد مصلحة الدولة
المكلفة بالبيئة على مستوى الوالية في المرسوم التنفيذي الجديد.
أنظر المادة 55فقرة 4و 5من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15مرجع سابق. ()2
177
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الفرع الثالث
مبدأ الملوث الدافع
تعد الجباية البيئة إحدى أهم الوسائل التي تعتمدها السلطة العامة من أجل الحد من آثار التلوث حيث يعبر
عنها بالضرائب الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية ،والتي تتمثل في واقع األمر في شكل اقتطاعات نقدية إجبارية
تدفع للخزينة العمومية أو صناديق وطنية محددة قانونا مخصصة لحماية البيئة(.)5
ويعتبر مبدأ الملوث الدافع من بين أهم المبادئ القانونية التي تحقق التنمية المستدامة بشكل جلي وفعال
وذلك بالنظر إلى ارتباطه بالجانب االقتصادي للنشاطات الملوثة ،حيث يحمل تكاليف مالية على عاتق القائمين
()6
عبر تفعيل آلية الجباية على بالنشاطات الملوثة من أجل إجبارهم على التصرف وفق مقتضيات التنمية المستدامة
النشاطات الملوثة للبيئة ،والتي تعتبر كأداة مكملة لباقي االدوات التي تهدف لحماية البيئة كإجراء دراسة التأثير في
178
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
البيئة وهي بذلك تعبير عن تطبيق مبدأ الملوث الدافع( ،)1ومن أجل الوقوف على كيفية اعتماد المشرع الجزائري
على هذا المبدأ من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي بيان المقصود من الملوث الدافع
(أوال) ،ثم بيان كيفية تطبيق المشرع الجزائري لهذا المبدأ السيما في قطاع المحروقات (ثانيا).
أوال :المقصود بمبدأ الملوث الدافع
شهد مبدأ الملوث الدافع بداية من سنة 1991تفعيال في العديد من االتفاقيات الدولية المتضمنة حماية
البيئة حيث عرف فيما بعد تطو ار في مضمونه ليصبح بذلك مبدأ دوليا امتد إلى النصوص الداخلية للدول من أجل
إلزام الملوثين على تحمل مبالغ اإلجراءات الرامية إلى الوقاية وتقليل تلوث البيئة( ،)2وعرف مبدأ الملوث الدافع ألول
مرة منذ سبعينيات القرن الماضي إثر توصية لمنظمة التعاون والتنمية االقتصادية سنة 1972بموجب االتفاق القائم
بين أعضاء هذه المنظمة من أجل وضع السياسة التنموية التي تعتمدها ،حيث تم تعريفه على أنه عملية تسمح
بجعل التكاليف الخاصة بالوقاية ومكافحة التلوث والتي تتحملها السلطة العامة في الدولة على عاتق الملوث التي
يلزم بدفعها(.)3
لقد اعتبرت األعمال التحضيرية لمنظمة التعاون واألمن األوروبية أن الملوث هو كل من يتسبب بصورة
مباشرة أو غير مباشرة في إحداث أضرار بالبيئة أو تحضير ظروف تؤدي إلى هذه اإلضرار( ،)4ووفقا لمبدأ الملوث
الدافع فإن الملوث للبيئة هو دافع للضريبة ،فمتى تم إلحاق أضرار بالبيئة ألزم األمر المساهمة في عملية اإلصالح
البيئي( ،)5وتؤسس بذلك مسؤولية قائمة على عاتق الملوث بدفع مبلغ مالي مسبقا حيث يتحمل من خالله تكلفة
مكافحة التلوث ،ويتم تحديد هذا المبلغ من طرف اإلدارة بإرادة منفردة منها في شكل رسم أو ضريبة ،قصد تمويل
عمليات التدابير اإلصالحية للبيئية الواجب اتخاذها من أجل حماية البيئة(.)6
إن مبدأ الملوث الدافع هو مبدأ اقتصادي يتم من خالله تحميل من قام بالتلويث مختلف النفقات المرتبطة
بالوقاية من التلوث والتي تتعلق بمباشرة نشاطه ،إضافة إلى تحمله الخسائر المحققة نتيجة التلوث الذي ينسب
إليه( ،)7ومن الفقهاء من يرى أن مبدأ الملوث الدافع ينطوي على مفهوم سياسي يتمثل في إرادة السلطات العامة في
()1
AHMED Reddaf, "L’approche fiscale des problemes de l’environnement ", Revue idara, n° 1, 2000, P.144.
(2
ANNE Monpion, Le principe pollueur payeur et l’activite agricole dans l’union europeenne, Thèse pour l’obtention du
grade de docteur en droit, faculte de droit et des sciences economiques ,Université de limoges, 2007, P.2.
عبد الغني حسونة ،مرجع سابق ،ص.30. ()3
)(7
ANDRE Pierre Et E.DELISLE Claude et JEAN-PIERRE Reveret, Lévatuation des impacts sur l’environnement ,
deuxieme edition ,Presses internationales polyechnique , Canada , 2003 , p. 11.
179
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
توفير االلتزامات المالية التي تكون على عاتق الخزينة العمومية من أجل الحد والمواجهة لمختلف أشكال التلوث،
حيث تحميلها بصورة مباشرة على عاتق المتسببين بالتلوث(.)1
ولقد اعتمد المشرع الجزائري في القانون رقم 11-13مبدأ الملوث الدافع حيث عكس من خالل ذلك
انتهاجه للنهج الضريبي من أجل استعمال عقالني للموارد الطبيعية ،واعتبر المشرع الجزائري بمقتضى مبدأ الملوث
الدافع تحمل كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة نفقات كل التدابير الوقائية من
أجل الحد من التلوث والتقليص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها األصلية(.)2
ثانيا :تطبيقات مبدأ الملوث الدافع في قطاع المحروقات
إن للرسوم اإليكولوجية وضيفتان ،فأما الوظيفة األولى فهي وقائية عبر تشجيع الملوثين لالمتثال ألحكام
الصب وتخفيض التلوث عبر تطبيق القيمة القاعدية للرسم ،أما الوظيفة الثانية فإنها ردعية تظهر من خالل تطبيق
المعامل المضاعف حال عدم التطبيق أو خرق الشروط المنصوص عليها قانونا مما يؤدي بالنتيجة إلى مضاعفة
قيمة الرسم ،وبذلك نكون أمام عدم امتثال وفشل للنظام التحفيزي(.)3
لقد تم تكريس الرسوم المتعلقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات عبر مجموعة من النصوص القانونية
ابتداء من قانون المحروقات الذي تضمن بصورة دقيقة بيان النظام الجبائي للنشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات،
إذ بينت المادة 96منه أن النظام الجبائي المطبق على النشاطات في قطاع المحروقات غير نشاطات البحث و/أو
استغالل المحروقات هو نظام القانون العام الساري المفعول.
وفيما يخص النظام الجبائي المطبق على نشاطات البحث و/أو استغالل المحروقات فيظهر من خالل
الرسم المساحي غير القابل للحسم ،والذي يدفع سنويا للخزينة العمومية ،وكذا إتاوة تدفع شهريا للوكالة الوطنية
للتثمين موارد المحروقات ،ورسم على الدخل البترولي والذي يدفع شهريا للخزينة العمومية( ،)4وضريبة تكميلية على
الناتج الخام والتي تدفع سنويا للخزينة العمومية ،وضريبة عقارية على األمالك األخرى ما عدا أمالك االستغالل
كما هو محدد في التشريع والتنظيم الخاصين بالجباية العامة المعمول بهما ،وأخي ار الحقوق والرسوم المنصوص
عليها في المادة 31والتي تضمنت تطبيق الرسم المساحي ،والمادة 52والتي تضمن الرسم على حرق الغاز
والمادة 53والتي تضمن الرسم على استعمال المياه(.)5
تم تحديد كيفيات حساب وتحصيل هذا الرسم في المادة 80من قانون المحروقات. ()4
181
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ويمكن من خالل ما تضمنته المادة 83من قانون المحروقات اعتبار أن النظام الجبائي المطبق على
نشاطات البحث و/أو استغالل المحروقات ينقسم إلى شقين رئيسسين ،رسوم واتاوات ذات طابع اقتصادي ورسوم
متعلقة بالبيئة ،وذلك تطبيقا لمبدأ الملوث الدافع والذي تضمنته المادة 52من قانون المحروقات التي أوجبت دفع
رسم متعلق بحرق الغاز ،وكذا المادة 53التي أوجبت دفع رسم متعلق باستعمال المياه والتي تمثل الشكلين الرئيسين
للرسوم البيئية.
وفيما يخص الجهة المكلفة بالرقابة على تفعيل الرسوم البيئة في قطاع المحروقات فإن الوكالة الوطنية
لتثمين موارد المحروقات تسهر على الحرص على أن المتعامل قد سدد الرسم على الدخل البترولي والرسم المساحي
المنصوص عليهما في الباب الثامن من قانون المحروقات ،وكذا الرسم المتعلق بحرق الغاز واستعمال المياه( ،)1أما
كميات المحروقات المستخرجة من كل مساحات االستغالل فهي تخضع إلتاوة المحروقات المنتجة والتي تم بيان
كيفية حسابها في كل من المواد 30و 82من قانون المحروقات حيث لم يتم وضع رسوما بيئية في هذا اإلطار.
وبالرجوع إلى المادة 00من قانون المحروقات وفيما يخص نشاطات النقل والتوزيع والتحويل فإن النظام
الجبائي المطبق عليها هو نظام القانون العام الساري المفعول غير أنه فيما يخص نشاط نقل المحروقات فإنها
تستفيد من إعفاءات جبائية( ،)2حيث لم يشر المشرع الجزائري كذلك فيما يخص هذه النشاطات ألي رسوم
ايكولوجية ،وبعد مراجعة المادة 82والمواد 30و 00و 00يمكن القول أن النظام الجبائي اإليكولوجي (الرسم على
حرق الغاز والرسم على استعمال المياه) المعتمد في قانون المحروقات ال يكون محل التطبيق إال على نشاطات
البحث و/أو استغالل المحروقات ،وفيما يخص باقي النشاطات كالنشاطات المتعلقة بالمواد المستخرجة والنشاطات
المتعلقة بالنقل والنشاطات المتعلقة بالتوزيع والتحويل والتخزين فهي تخضع لنظام القانون العام وغير معنية بالرسوم
المتعلقة بحرق الغاز ،واستعمال المياه المعتمدة في قانون المحروقات ،وعالوة على الرسوم االيكولوجية السابقة
الذكر والتي اعتمدها المشرع الجزائري في قانون المحروقات ،فإنه توجد رسوم ايكولوجية أخرى تم تأسيسها من خالل
قوانين المالية والتي تظهر في كل من الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطرة على البيئة ،والرسم التكميلي على
المياه الملوثة ،والرسم التكميلي على التلوث الجوي والتي يتم عرضها تبعا:
تم تحديد اإلعفاءات الجبائية في المادة 97من القانون رقم ،17-15مرجع سابق . ()2
181
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
صيغت هذه المادة قبل التعديل بموجب القانون رقم 07-70كما يلي " في حالة ما إذا كان مخطط التطوير المقترح من قبل ()2
المتعامل والمعتمد من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط ينص على استعمال المياه الصالحة للشرب أو المياه المخصصة
للسقي " ويالحظ اعتماد المشرع لمصطلح المياه على سبيل اإلطالق في تعديل قانون المحروقات بالقانون .07-70
182
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
للخزينة العمومية ،ويخضع هذا الرسم إلى التقييس حسب صيغة خاصة بالنشاط حيث تتكفل الوكالة الوطنية لتثمين
موارد المحروقات النفط بمراقبة الكميات المستعملة وتتأكد من تسديد هذا الرسم من المتعامل(.)1
.2الرسوم اإليكولوجية المعتمدة من خالل قوانين المالية
تظهر الرسوم اإليكولوجية المعتمدة من خالل قوانين المالية في كل من الرسم على النشاطات الملوثة أو
الخطرة على البيئة ،والرسم التكميلي على التلوث الجوي والرسم التكميلي على المياه الملوثة ،كما يلي:
أ.الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة
المتضمن قانون المالية لسنة ،1992حيث استحدث هذا الرسم ألول مرة بموجب القانون رقم 25-91
()2
أسست المادة 117منه رسما على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة وتم تعديل المادة 117بموجب القانون
المتضمن قانون المالية لسنة ()5
والقانون رقم 21-11 ()4
المتضمن قانون المالية لسنة 2111 ()3
رقم 11-99
،2112وأحال المشرع الجزائري إلى التنظيم من أجل تحديد طبيعة هذه النشاطات والذي صدر بدوره بموجب
()7
المتعلق بالرسم على األنشطة المرسوم التنفيذي ،)6(68-93الذي تم إلغاؤه بموجب المرسوم التنفيذي 336-19
الملوثة بالبيئة ،وحدد المرسوم التنفيذي رقم 336-19النشاطات الملوثة أو الخطيرة على للبيئة الخاضعة للرسم،
أنظر المادة 02فقرة 0و 3و 2و 2من القانون رقم ،70-70مرجع سابق .كما بينت الفقرة 0من ذات المادة أن اتفاقية مبرمة ()1
بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ،ووكالة الحوض الهيدروغرافي للصحراء أو أي هيئة يعينها الوزير المكلف بالموارد المائية
على الخصوص تحدد كيفيات التنسيق بين الوكالتين وتوضح كيفيات وشروط الدفع لوكالة الحوض الهيدروغرافي من طرف الوكالة
الوطنية لتثمين موارد المحروقات أتعاب تقديم الخدمات في مجال كميات المياه المستعملة ومراقبتها.
قانون رقم ،30-00مؤرخ في 08ديسمبر ،0000يتضمن قانون المالية لسنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 08 ()2
ديسمبر .0000
أنظر المادة 02من القانون رقم ، 00-00مؤرخ في 32ديسمبر ،0000يتضمن قانون المالية لسنة ،3777ج .ر .ج .ج. ()3
الخطيرة على البيئة وذلك حسب نظام الرخصة المعتمد بالنسبة للمنشآت المصنفة لحماية البيئة ،حيث حدد مبلغ 121.111.11د.ج
بالنسبة للمنشآت المصنفة التي تخضع إحدى نشاطاتها على األقل لرخصة و ازرية ،ومبلغ 91.111.11دج بالنسبة للمنشآت المصنفة
التي تخضع إحدى نشاطاتها على األقل لرخصة والئية ،ومبلغ 21.111.11دج بالنسبة للمنشآت المصنفة التي تخضع إحدى
نشاطاتها على األقل لرخصة من رئيس المجلس الشعبي البلدي ،ومبلغ 9.111.11دج بالنسبة للمنشآت المصنفة التي تخضع إحدى
نشاطاتها على األقل لتصريح لدى رئيس المجلس الشعبي البلدي.
أنظر المادة 373من القانون رقم ،30-70مؤرخ في 33ديسمبر ،3773يتضمن قانون الملية لسنة ،3773ج .ر .ج .ج. ()5
كما حدد المعامل المضاعف عليها على أن يتم تصنيف هذه النشاطات طبقا لتقسيم المنشآت المصنفة لحماية البيئة
حيث تم تحديدها في قائمة ملحقة بالمرسوم التنفيذي(.)1
وتطبيقا ألحكام المادة 212من القانون رقم 21-11فإن المعامل المضاعف المطبق على النشاطات
الملوثة أو الخطيرة على البيئة يتغير بحسب طبيعة وأهمية النشاط ،وكذا نوع وكمية النفايات المخلفة عن النشاط(،)2
وتتم عملية إحصاء المؤسسات المصنفة الخاضعة للرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة من طرف
مدير البيئة بالتشاور مع المدير التنفيذي المعني ،حيث يتم إرسال قائمة المؤسسات المعنية إلى قابض الضرائب
حسب الوالية مفروقة بالمعامل المضاعف المطبق حسب الكيفيات التي تم بيانها سابقا(.)3
ب.الرسم التكميلي على التلوث الجوي
استحدث الرسم التكميلي على التلوث الجوي بموجب أحكام المادة 215من القانون رقم 21-11المتضمن
قانون المالية لسنة ،2112ويتعلق األمر بالتلوث الجوي الناجم عن مصدر صناعي ،وتم تأسيس الرسم التكميلي
على التلوث الجوي ذي المصدر الصناعي على الكميات المنبعثة التي تتجاوز حدود القيم ،حيث تم تحديده بالرجوع
إلى المعدل األساسي السنوي الذي حدد بموجب أحكام المادة 54من القانون رقم 11-99المتضمن قانون المالية
تم تحديد كيفيات تطبيق الرسم المتعلق بالتلوث الجوي ()5
لسنة ،)4(2111وبصدور المرسوم التنفيذي رقم 299-17
ذي المصدر الصناعي حال طرح كميات منبعثة منه تتجاوز حدود القيم القصوى المحددة في المرسوم التنفيذي رقم
()6
المتضمن تنظيم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة والصلبة في الجو وكذا الشروط التي 138-16
أنظر المادة 0والمادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،220-70المرجع السابق. ()1
بينت المادة 4من المرسوم التنفيذي رقم 336-19أن توزيع المعامل المضاعف المطبق على طبيعة وأهمية النشاط يكون من 1 ()2
إلى 4نقاط حسب نوع نظام الرخصة ومثال ذلك حسب نوع الرخصة :رقم الخانة ،3000تحديد النشاط :النفط (استغالل ونقل) ،نوع
الرخصة :رخصة و ازرية ،المعامل المضاف ،2 :مثال آخر رقم الخانة ،0020تحديد النشاط :السوائل القابلة لالشتعال (الصنع ،منها
معالجة البترول ومشتقاته ،إزالة الكبريت ) ،نوع الرخصة :رخصة و ازرية ،المعامل المضاعف ،2 :وبينت المادة 0أن المعامل
المضاعف المطبق يوزع حسب نوع النفايات المخلفة عن النشاط من 1إلى 3نقاط حسب مقاييس الخطورة المحددة في المادة 5من
المرسوم التنفيذي رقم ،336-19أما كمية النفايات فيوزع المعامل المضاعف بين 2و 3نقاط وذلك حسب كمية النفايات الخاصة
الخطيرة المخلفة عن النشاط.
أنظر المادة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،220-70مرجع سابق. ()3
أنظر المادة 370من القانون رقم ،30-70مرجع سابق .وبينت ذات المادة أن قيم المعامل المضاعف المشمول تتراوح بين 1و5 ()4
حسب نسبة تجاوز حدود القيم ،ويحض هذا الرسم كما يلي 11 :بالمئة لفائدة البلديات 15 ،بالمئة لفائدة الخزينة العمومية 75 ،بالمئة
لفائدة الصندوق الوطني للبيئة وازالة التلوث.
مرسوم تنفيذي رقم ،300-70مؤرخ في 30سبتمبر ،3770يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على التلوث الجوي ذي المصدر ()5
الصناعي ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صاد رفي 0أكتوبر .3770
مرسوم تنفيذي رقم ،028-70مؤرخ في 00أفريل ،3770ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في ()6
الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،32صادر في 00أفريل .3770
184
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
تتم فيها مراقبتها( ،)1وتم تحديد القيم القصوى لالنبعاثات الجوية في الملحقين المتصلين بالمرسوم التنفيذي رقم -16
،138حيث ميز المشرع الجزائري بين المنشآت القديمة والتي تم منحها مدة خمس سنوات من أجل تطبيق القيم
القصوى المطبقة على المنشآت الجديدة وفيما يخص المنشآت البترولية فقد تم تحديد مدة سبع سنوات وذلك تطبيقا
لألحكام القانون رقم 17-15المتضمن قانون المحروقات(.)2
وباالنتقال إلى الملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم ،138-16تم تحديد القيم المسموحة لبعض
القيم القصوى لمعايير اإلنبعاثات الجوية حسب أنواع المنشآت ،إذ يوجد في طليعة األمر تنقية وتحويل المواد
المشتقة من البترول أين تم بيان القيم القصوى للمنشآت القديمة ،والمنشآت الحديثة فيما يخص طرح غازات أكسيد
الكبريت ،وأكسيد األزوت ،والمركبات العضوية المتطايرة ،واألحماض السلفورية ،ومختلف الجزيئات األخرى
المتطايرة والناتجة عن هذه األنشطة( ،)3ويتم تحديد الكميات المنبعثة بهدف تحديد المعامل المضاعف المطبق بعد
القيام بالتحاليل المتعلقة باإلنبعاثات الجوية ذات المصدر الصناعي والتي يقوم بها المرصد الوطني للبيئة والتنمية
المستدامة ،ويتم إرسال التقارير المتضمنة قيمة المعامل المضاعف المطبق على كل مؤسسة مصنفة من طرف
مصالح البيئة للوالية المعانية إلى قابض الضرائب للوالية المعنية(.)4
ج.الرسم التكميلي على المياه الملوثة
استحدث الرسم التكميلي على المياه الملوثة بموجب قانون المالية لسنة 2113من أجل إلزام المصانع على
( )6
ضرورة الرفع من مستوى االهتمام البيئي في ما تقوم به من أعمال( ،)5حيث أنشأت بموجب القانون رقم 11-12
المتضمن قانون المالية لسنة ،2113رسما تكميليا على المياه المستعملة ذات المصدر الصناعي المؤسسة وفقا
لحجم المياه المنتجة ،وعبء التلوث الناجم عن النشاط الذي يتجاوز حدود القيم المحددة في التنظيم ،ويتم تحديد
الرسم بالرجوع إلى المعدل األساسي السنوي الذي حددته أحكام المادة 54من القانون رقم 11-99المتضمن قانون
المالية لسنة ،2111ومعامل مضاعف مشمول بين 1و 5تبعا لمعدل تجاوز حدود القيم ،ويخصص حاصل هذا
الرسم لفائدة الصندوق الوطني للبيئة وازالة التلوث بنسبة 51بالمئة ولفائدة ميزانية الدولة بنسبة 21بالمئة ولفائدة
أنظر المادة 3و 2من المرسوم التنفيذي رقم ،028-70مرجع السابق. ()2
وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم 299-17حيث حددت المادة 3منه المعامل المضاعف المتعلق بالكميات المنبعثة والذي ()3
يتوزع من 1إلى ،5وعلى سبيل المثال حال تجاوز الكميات المنبعثة نسبة 41بالمئة إلى 61بالمئة من القيم القصوى فإن المعامل
المضاعف هو ،4وحال تجاوزها نسبة 81بالمئة إلى 111بالمئة فإن المعامل المضاعف هو.5
أنظر المادة 2و 2من المرسوم التنفيذي رقم ،300-70المرجع السابق. ()4
قانون رقم ،00-73مؤرخ في 32ديسمبر ،3773يتضمن قانون المالية لسنة ،3772ج .ر .ج .ج .عدد 80مؤرخ في 30 ()6
ديسمبر .3773
185
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
()2
كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على المياه البلديات بنسبة 31بالمئة( ،)1وحدد المرسوم التنفيذي رقم 311-17
المستعملة ذات المصدر الصناعي ،حيث يخص هذا الرسم كمية التلوث الصادرة التي تتجاوز حدود القيم القصوى
الذي يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة ،حيث ()3
المحددة في أحكام المرسوم التنفيذي رقم 141-16
يقصد بالمصبات الصناعية السائلة كل تدفق وسيالن وقذف وتجمع مباشر أو غير مباشر لسائل ينجم عن نشاط
صناعي( ،)4وبينت المادة 4من المرسوم التنفيذي رقم 311- 17كيفية توزيع المعامل المضاعف تبعا لنسبة كمية
التلوث التي تم تجاوزها ،حيث يتوزع المعامل المضاعف من 1إلى ،5ويتم تحديد كميات التلوث الصادر بهدف
تحديد المعامل المضاعف المطبق وفقا لنتائج التحاليل التي يقوم بها المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة على
مصبات المياه المستعملة ذات المصدر الصناعي ،على أن يتم إرسال هذه النتائج إلى مصالح البيئة للوالية المعنية
مبينة قيمة المعامل المضاعف المطبق على كل مؤسسة مصنفة ،والتي ترسلها بدورها إلى قابض الضرائب
المختص قصد األمر بتحصيلها(.)5
وفيما يخص المنشآت البترولية وباالنتقال إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم 311-17أين تم
تحديد القيم المسموحة لبعض القيم القصوى لمعايير المصبات الصناعية السائلة حسب أنواع المنشآت ،حيث أدرج
تحت عنوان صناعة الطاقة ،تصفية البترول جدول يتضمن القيم القصوى والقيم المسموحة للمنشئات القديمة لمعايير
المصبات الصناعية السائلة المتعلقة بنشاط صناعة الطاقة ،وفيما يخص المنشآت البترولية القديمة فقد حددت سبع
سنوات طبقا لألحكام التشريعية المعمول بها في قانون المحروقات قصد تطبيق القيم القصوى لطرح المصبات
الصناعية وفقا لما حدد في الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم .311-17
المتضمن قانون المالية لسنة 1992حساب ()6
كما أستحدث بموجب المادة 189من القانون رقم 25-91
للتخصيص الخاص تحت رقم 312-165بعنوان الصندوق الوطني للبيئة ،حيث يتم تقييد الموارد المالية المحصلة
عن الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة ،وكذا حاصل الغرامات التي تكون بصدد مخالفات التنظيم
المتعلق بالبيئة ،والتعويضات بصدد النفقات المعتمدة لمكافحة التلوث المفاجئ المنجر عن تدفق مواد كيميائية خطرة
مرسوم تنفيذي رقم ،277-70مؤرخ في 30سبتمبر ،3770يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على المياه المستعملة ذات ()2
المصدر الصناعي ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 0أكتوبر .3770
مرسوم تنفيذي رقم ،020-70مؤرخ في 00أفريل ،3770يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة ،ج .ر .ج .ج .عدد ()3
قانون رقم 30-00مؤرخ في 08ديسمبر ،0000يتضمن قانون المالية لسنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 08 ()6
ديسمبر .0000
186
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
في البحر ومجاالت الري والمياه الجوفية العمومية أو الجو ،أما من حيث االستعمال فيتم تمويل نشاطات مراقبة
التلوث ،وتمويل نشاطات حراسة البيئة وتمويل الدراسات واألبحاث المحققة في مجال البيئة من طرف مؤسسات
التعليم العالي والبحث العلمي أو من طرف مكاتب الدراسات الوطنية أو األجنبية.
كما يتم تمويل النفقات المتعلقة بالوسائل المستعملة للتدخل العاجل في حالة تلوث مفاجئ ،والنفقات الناتجة
عن عمليات اإلعالم والتوعية والتعميم المتعلقة بمسائل البيئة التي تقوم بها المؤسسات الوطنية للبيئة ،أو الجمعيات
ذات المنفعة العامة ،إضافة إلى إعانة الجمعيات ذات المنفعة العامة في مجال البيئة ،وأسند للوزير المكلف بالبيئة
صفة األمر بالصرف من أجل مباشرة العمليات السابقة والمتعلقة بالصندوق الوطني للبيئة ،وأحال المشرع الجزائري
إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تنظيم وسير الصندوق الوطني للبيئة والذي صدر بدوره بموجب المرسوم
التنفيذي رقم .)1(147-98
المبحث الثاني
ضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
قصد تحقيق األهداف المرجوة من اآلليات المعتمدة لحماية البيئة في قطاع المحروقات ،تم اعتماد أسلوب
الرقابة من أجل تفعيل هذه ا آلليات وذلك بغرض متابعة مدى التزام المتعاقد بالمعايير واألطر المعتمدة للحفاظ على
البيئة سواء خالل إنشاء المنشأة أو خالل عمليات االستغالل ووصوال إلى مرحلة التخلي واعادة األماكن إلى حاالتها
األصلية.
ومن أجل ذلك فقد اعتمد المشرع الجزائري مجموعة من اآلليات الرقابية والتي تعكس مختلف الضمانات
المتعلقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات ،والحديث بذلك متعلق بالرقابة التي تمارسها الهيئات اإلدارية أو ما
يطلق عليه بالحماية اإلدارية للبيئة بما تقدمه مختلف أجهزة الدولة كل في مجال اختصاصه من أجل الحرص على
سالمة البيئة السيما عبر اآلليات الرقابية التي وفرها المشرع لذلك(.)2
وكذا الرقابة التي خولها المشرع لسلطة ضبط قطاع المحروقات من أجل متابعة مختلف أنشطة قطاع
المحروقات (المطلب األول) ،إضافة إلى الضمانات الرقابية العامة والمتعلقة بحماية البيئة بصورة عامة واألمر
متعلق بالرقابة القضائية التي تتفرع إلى شقين رقابة القضاء العادي ورقابة القضاء اإلداري (المطلب الثاني).
مرسوم تنفيذي رقم ،020-08مؤرخ في 02ماي ،0008يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم 273-700الذي ()1
عنوانه الصندوق الوطني للبيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 00ماي .0008
أمال مدين ،مرجع سابق ،ص.64. ()2
187
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المطلب األول
الرقابة الخاصة بنشاطات قطاع المحروقات
تتفرع أشكال الرقابة المعتمدة من أجل ضمان حماية البيئة في قطاع المحروقات بصورة خاصة بالنظر إلى
هذا القطاع إلى شقين رئيسسين ،بدء من الرقابة اإلدارية والتي تظهر في مختلف الجهات اإلدارية التي تتمتع
بصالحيات مراقبة مدى تفعيل مقتضيات حماية البيئة من طرف المنشآت النفطية ومدى تطبيقها للمقاييس القانونية
(الفرع األول) ،ثم رقابة سلطة الضبط في قطاع المحروقات وذلك عبر اختصاصها الرقابي في مجال حماية البيئة
(الفرع الثاني).
الفرع األول
رقابة الجهات اإلدارية
تتوزع أشكال الرقابة اإلدارية المعتمدة لحماية البيئة في قطاع المحروقات عبر مجموعة من الهيئات اإلدارية
التي خولها المشرع الجزائري صالحيات فيما يخص متابعة مدى تطبيق النصوص القانونية المعتمدة لحماية البيئة
في قطاع المحروقات ،حيث تظهر هذه الجهات اإلدارية في كل من المصالح المكلفة بحماية البيئة (أوال) ،ولجنة
المؤسسات المصنفة (ثانيا) ،إضافة إلى رقابة مديرية الطاقة والمناجم (ثالثا) ،ورقابة المرصد الوطني للبيئة التمنمية
المستدامة (رابعا) ،ثم تحديد النتائج المترتبة عن الرقابة اإلدارية (خامسا).
أوال :رقابة المصالح المكلفة بالبيئة
تعد مديرية البيئة كما سبق بيانه مصلحة خارجية تابعة للو ازرة المكلفة بحماية البيئة( ،)1فعالوة على دورها
في تسليم الرخص ،والتأشيرات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة فهي تتصور
وتنفذ باالتصال مع األجهزة األخرى في الدولة والوالية والبلدية برنامج لحماية البيئة في كامل تراب الوالية ،كما
تقترح كل التدابير الرامية إلى تحسين التراتيب التشريعية والتنظيمية التي لها صلة بحماية البيئة ،وتتخذ في إطار
اختصاصاتها كل التدابير الرامية إلى الوقاية من كل أشكال تدهور البيئة ومكافحتها السيما التلوث البيئي(.)2
أنظر المادة 3فقرة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،07-00مرجع السابق. ()2
188
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
أنظر المادة 3فقرة 3،2،2،0من المرسوم التنفيذي رقم ،07-00مرجع السابق. ()1
أنظر المواد 00و 02من المرسوم التنفيذي رقم ،028-70مرجع سابق. ()2
أنظر المواد 0و 8من المرسوم التنفيذي رقم ،020-70مرجع سابق. ()3
بينت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،323-78المؤرخ في 33جويلية ، 3778المتضمن القانون األساسي الخاص ()4
بالموظفين المنتمين إلى األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،22صادر في 27جويلية
189
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ويقوم مفتشو البيئة وفقا المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم ،232-18التي جاءت تطبيقا ألحكام المادة
111من القانون 11-13بأداء اليمين القانونية أمام محكمة إقامتهم اإلدارية من أجل ممارسة اختصاصهم في
تحرير المحاضر ،وبينت المادة 33من المرسوم التنفيذي رقم ،323-18المتضمن القانون األساسي الخاص
بالموظفين المنتمين إلى األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم أن مفتشو البيئة مكلفون بالبحث
ومعاينة مخالفات التشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال حماية البيئة ،والسهر على تطبيق التشريع والتنظيم في
ميدان حماية البيئة والمحافظة على الحيوانات والنبات ،والمحافظة على الموارد الطبيعية ،وحماية الهواء والماء
والوسط البحري ضد كل أشكال التدهور ،إضافة إلى السهر على مطابقة شروط إنشاء المنشآت المصنفة لحماية
البيئة مع التشريع والتنظيم المعمول بهما ،والسهر على مطابقة ومعالجة وازالة النفايات.
وما يالحظ في هذا السياق أن المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم 323-78التحتوي ه ضمن
اختصاصات مفتشي البيئة على اختصاص تحرير المحاضر السابق ذكرها.
وفيما يخص المفتشين الرئيسيين للبيئة( ،)1فزيادة على المهام الموكلة لمفتشي البيئة فهم يكلفون باقتراح
برامج التفتيش بالتشاور مع مختلف المصالح التقنية المعنية ،ومراقبة تنفيذ األحكام التنظيمية في ميدان المراقبة
الذاتية والحراسة الذاتية ،واقتراح التعديالت ،والسحب المؤقت ،أو النهائي للرخص ،والتراخيص والتأشيرات
واإلعتمادات الممنوحة من طرف اإلدارة المكلفة بالبيئة في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما(.)2
ويمكن التنويه إلى أنه عند مقارنة االختصاصات والمهام الموكلة للمفتشين الرئيسيين للبيئة مع اختصاصات
ومهام مفتشي البيئة ،يتضح أن دور المفتشين الرئيسيين يظهر بشكل أكثر إسهاما وكفاءة ،عبر منحهم أبرز اآلليات
العقابية الناتجة عن الرقابة الرقابية ،كسحب الترخيص والتوقيف المؤقت أو النهائي ،والسؤال المطروح هل يعتبر
المفتشون الرئيسيون للبيئة غير معنيين بأحكام المادة 111من القانون رقم ،11-13وعليه فيجب تعديل هذه المادة
وكذا النص التطبيقي لها باستبدال مصطلح مفتشو البيئة ،بعبارة موظفو سلك مفتشي البيئة باعتبار أن سلك مفتشي
البيئة يشمل أربع رتب بما فيهم المفتشون الرئيسيون للبيئة كما تم بيانه.
عالوة على الدور الذي يقوم به مفتشو البيئة ،فقد بينت المادة 21من المرسوم التنفيذي رقم 232-18أن
لمهندسي البيئة دور رقابي قبلي ،وذلك عبر فحص وتقييم دراسات التأثير ودراسات الخطر والتدقيقات البيئة،
ودراسة طلبات الرخص والتراخيص واإلعتمادات المقررة في التشريع والتنظيم البيئي ،إضافة إلى الدور الرقابي
،3778أن األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم تنقسم إلى شعبتين وهما البيئة وتهيئة اإلقليم ،وبينت المادة 2من
ذات المرسوم أن شعبة البيئة تشتمل على األسالك اآلتية وهي :سلك المهندسين ،وسلك المفتشين ،وسلك التقنيين.
بينت المادة 23من المرسوم التنفيذي رقم ،323-78أن سلك مفتشي البيئة يضم أربع رتب وهي رتبة مفتش ،رتبة مفتش رئيسي، ()1
191
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الالحق والذي يظهر من خالل القيام بالتحاليل الفيزيائية والكيميائية في الموقع وفي المخبر للعينات التي تم أخذها
في إطار الحراسة والرصد في أوساط ومصادر التلوث.
ويساعد مهندسو البيئة خالل ممارسة نشاطهم تقنيون في البيئة حيث يكلفون بجمع المعلومات بغية إعداد
خريط ة مصادر التلوث ،والمشاركة في جمع المعلومات المتعلقة بحالة تلوث األوساط وحجم النفايات وكذا رصد
المعلومات المتعلقة بالمواد والمنتجات التي تشكل خط ار على الصحة والبيئة ،وذلك عبر أخذ عينات من المياه
والنفايات والوحل قصد التحليل( ،)1وعالوة على المهام المسندة لتقنيي البيئة فإن التقنيون السامون في البيئة وفقا
للمادة 46من المرسوم التنفيذي رقم ،232-18مكلفون بالمشاركة في إعداد تقارير تقييميه للتأثيرات على البيئة،
والمشاركة في تقويم دراسات الخطر ،والتدقيق البيئي والمشاركة في متابعة اإلجراءات المتعلقة بالمنشآت المصنفة،
وتجدر اإلشارة إلى أن المهام المسندة للموظفين المنتمين ألسالك البيئة تتوزع عبر المصالح الموجودة على مستوى
الذي يتضمن تنظيم مديريات البيئة ()2
مديرية البيئة وفقا للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 28ماي سنة 2117
على مستوى الوالية.
ثانيا :الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة
تكلف اللجنة الوالئية للمراقبة المؤسسات المصنفة بالسهر على احترام التنظيم الذي ينظم المؤسسات
المصنفة ،وفحص طلبات إنشاء المؤسسات المصنفة ،والسهر على مطابقة المؤسسات الجديدة لنص مقرر الموافقة
المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة(.)3
يظهر مضمون رقابة الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة وفق عدة صور حيث بينت المادة 35من
المرسوم التنفيذي رقم 198-16الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة أن اللجنة
الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة مكلفة بمراقبة مطابقة المؤسسات المصنفة للتنظيم الذي يطبق عليها وذلك دون
المساس بالمراقبات األخرى المنصوص عليها قانونا ،وتعد بمناسبة مهام الرقابة برنامجا لمراقبة المؤسسات المصنفة
الواقعة في إقليم الوالية المعنية.
قرار وزاري مشترك مؤرخ في 38ماي ،3770يضمن تنظيم مديريات البيئة للواليات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 00 ()2
سبتمبر .3770وتتمثل هذه المصالح في كل من مصلحة البيئة الحضرية والمكلفة بمتابعة وتقييم الدراسات ،ومراقبة منشآت المعالجة
وازالة التلوث في المجال الحضري وترقية نشاطات استرجاع النفايات وتثمينها ،ومصلحة البيئة الصناعية المكلفة بأخذ ومتابعة التدابير
التي تهدف إلى الوقاية من التلوث واألضرار الصناعية ،وتنفيذ األحكام التنظيمية المتعلقة بالمنشآت المصنفة ومراقبة منشآت المعالجة،
وازالة التلوث في المجال الصناعي وترقية نشاطات استرجاع النفايات الخاصة وكذا مصلحة التنظيم والتراخيص التي تكلف بدراسة
ومتابعة شؤون المنازعات التي يكون القطاع طرفا فيها وتنفيذ إجراءات دراسة وموجز التأثير في البيئة.
أنظر المادة 27من المرسوم التنفيذي رقم ،008-70مرجع سابق. ()3
191
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ويمكن للجنة أن تكلف عضوا من أعضائها بمهام المراقبة الخاصة إذا اقتضت الظروف ذلك ،ولها الحق
في أن تجري معاينات مراقبة للمؤسسات المصنفة بناء على طلب من رئيسها (الولي)(.)1
وفي حالة تضرر المؤسسة المصنفة أو المنشأة نتيجة حريق أو انفجار ،أو نتيجة لكل حادث أخر ناجم عن
االستغالل ،يتعين على المستغل أن يرسل تقري ار عن ذلك لرئيس اللجنة حيث يحدد هذا التقرير ظروف وأسباب
وقوع الحادث ،وبيانا ألثاره على األشخاص والممتلكات والبيئة والتدابير المتخذة ،أو المزمع اتخاذها من أجل تفادي
أي إحداث مماثلة ،وكذا تدابير التخفيف من آثار الحادث على المدى المتوسط أو الطويل(.)2
وفقا ألحكام المادة 42من المرسوم التنفيذي رقم 198-16فقد أسند للجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات
المصنفة مراقبة مخطط إزالة التلوث ،والذي يقتضي التأكد من أن الموقع أعيد إلى أصله ضمن الشروط التي
تضمن عدم تشكيل أي خطر أو ضرر على البيئة ،السيما عندما تتوقف المؤسسة المصنفة عن النشاط ،ولهذا
الغرض يتم إعالم الوالي المختص إقليميا عن طريق إرسال ملف يتضمن مخطط إزالة التلوث في الموقع حيث يحدد
فيه كيفية إفرا ،أو إزالة المواد الخطرة ،وكذا النفايات الموجودة في الموقع ،وازالة تلوث األرض والمياه الجوفية
المحتمل تلوثها ،إضافة إلى إجراءات حراسة الموقع حال الضرورة لذلك(.)3
ثالثا :رقابة مديرية الطاقة بالوالية
يمكن تقسيم أشكال الرقابة الممنوحة لمديرية الطاقة على مستوى الوالية وفق صورتين رئيسيتين حيث
تظهر ابتداء من خالل منحها اختصاصا عاما بالرقابة ،والحديث متعلق بالسهر على احترام التشريع والتنظيم
المعمول به في مجال تخزين المنتجات البترولية ونقلها وتوزيعها باإلتصال مع الجهاز المعني ،وضمان متابعة
نشاطات تخزين المنتجات البترولية ،وتوزيعها ومتابعة انجاز الهياكل التابعة لها ،كما تسهر مديرية الطاقة على
المحافظة على البيئة من آثار المنشآت الطاقوية والمنجمية والمحروقات بالتشاور مع األجهزة المعنية ،وبالتعاون مع
الهيئات والمؤسسات المعنية( ،)4وتسهر مديرية الطاقة على تطبيق التشريع والتنظيم في مجال األمن الصناعي
بالتشاور مع األجهزة المعنية(.)6 والوقاية من األخطار الكبرى وكذا تنفيذ البرامج المتعلقة بها
()5
وبين القانون رقم 21-14المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير المخاطر في إطار التنمية
المستدامة ،أن المخطط العام للوقاية من األخطار الصناعية والطاقوية يمثل مجموعة اإلجراءات المطبقة على
أنظر المادة 6فقرة ،1من المرسوم التنفيذي رقم ،314-19مرجع سابق. ()5
يقصد باألجهزة المعنية في هذه الحالة المندوبية الوطنية لألخطار الكبرى المؤسسة بموجب المادة 86من القانون .21-14 ()6
192
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المنشآت أو مجموع المنشآت الخاصة والسيما منها المناجم ومقالع الحجارة ومنشآت أو تجهيزات معالجة ونقل
الطاقة والسيما المحروقات.
كما أن المخطط العام للوقاية من األخطار الصناعية والطاقوية يحدد المنشآت والمؤسسات الصناعية
المعنية وكذا اإلجراءات المطبقة على المؤسسات والمنشآت الصناعية بحسب مكان وجودها في المنطقة الصناعية
وكذا ترتيبات المراقبة وتنفيذ أحكام المخطط العام للوقاية من األخطار الصناعية والطاقوية( ،)1وتسهر مديرية الطاقة
والمناجم على تطبيق المقاييس والمعايير األمنية حسب مختلف أنواع المنشآت الطاقوية والمنجمية والمحروقات
بالتشاور مع األجهزة المعنية( ،)3إضافة إلى السهر على تطبيق التشريع ()2
السيما المواقع والمنشآت المصنفة
والتنظيم المتعلقين بتسيير المواد الحساسة(.)4
وما يكمن مالحظته في هذا السياق أن المشرع منح لمديرية الطاقة والمناجم اختصاصا بالسهر على احترام
التشريع والتنظيم المعمول به في مجال تخزين المنتجات البترولية ونقلها وتوزيعها ،حيث تم إغفال باقي النشاطات
المرتبطة بقطاع المحروقات والتي تظهر في عمليات التنقيب واالستخراج وكذا االستغالل ،وهو األمر الذي لم يتم
تأكيده في المرسوم التنفيذي رقم 57-15المحدد إلجراءات وشروط ممارسة نشاطات تخزين و/أو توزيع المنتجات
البترولية الذي صدر مؤخرا ،حيث تم بيان الرقابة المسندة للمصالح المختصة لسلطة ضبط المحروقات إذ بينت
المادة 12من الملحق الثالث المتصل به أنه أسند لسلطة ضبط المحروقات القيام بعمليات المراقبة والمتابعة
والتجارب التنظيمية السيما تجارب أنظمة حماية األمن للمنشأة المعنية.
أما الشكل الثاني من الرقابة الممنوحة لمديرية الطاقة فيظهر من خالل منحها إختصاصا محددا والذي
بنته المادة 7من المرسوم التنفيذي رقم 314-19حيث تكلف في ميدان المراقبة التقنية التنظيمية بالسهر على
تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بقنوات المحروقات والقيام بالمراقبة التقنية التنظيمية الدورية المتعلقة بها وذلك
بالتعاون مع الجهاز المعني ،إضافة إلى الرقابة التقنية التنظيمية والدورية المتعلقة باألجهزة الخاصة بضغط الغاز
والبخار.
أنظر المادة 6فقرة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،314-19مرجع سابق. ()2
يقصد باألجهزة المعنية في هذه الحالة الهيئة الوطنية للتقييس والتي أطلق عليها اسم المعهد الجزائري للتقييس المؤسس بموجب ()3
المادة 4من القانون رقم ،14-14مؤرخ في 23جوان ،2114يتعلق بالتقييس ،ج.ر.ج ،عدد ،41صادر في 27جوان .2114
أنظر المادة 6فقرة 4من المرسوم التنفيذي رقم ،314-19مرجع سابق. ()4
193
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وتجدر اإلشارة أن الموظفين العموميين الممارسين ألعمال الرقابة على مستوى مديرية الطاقة والمناجم هم
أنهم مكلفون بإجراء عمليات ()1
تقنيو الطاقة والمناجم حيث بينت المادة 29من المرسوم التنفيذي رقم239-19
المراقبة المتعلقة بإنجاز أشغال ميدان تخصصهم ،كما يشاركهم التقنيون السامون في أعمال المراقبة التقنية
والتنظيمية وتنفيذ أشغال التنقيب والدراسات في ميدان نشاطهم حيث يسهرون على تطبيق التنظيم المرتبط بمجال
بمديرية عملهم( ،)2ويشرف على عمليات الرقابة والضبط والدراسات والبحث وتنسيقها المهندسون الرئيسيون
()3
الطاقة ،كما يسهر الموظفون برتبة مدقق في الطاقة بضمان احترام القواعد الفنية في مجال تهيئة واستغالل الهياكل
الطاقوية والمنجمية والمحروقات(.)4
رابعا :المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة
أنشأ المرصد الوطني للبيئة والتميمة المستدامة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،)5(115-12ويعتبر المرصد
وفقا للمادة األولى من المرسوم السابق الذكر مؤسسة وطنية عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ،يتمتع بالشخصية
المعنوية واالستقالل المالي ،ويخضع للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقته مع الدولة ويعد تاج ار في عالقاته مع
الغير ،ويوضع المرصد تحت وصاية الوزير المكلف بالبيئة ويحدد مقره بالجزائر العاصمة( ،)6ويكلف المرصد في
إطار مهامه بوضع شبكات الرصد ،وقياس التلوث ،وحراسة األوساط الطبيعية وتسيير ذلك ،وجمع المعطيات
والمعلومات المتصلة بالبيئة والتنمية المستدامة لدى المؤسسات الوطنية والهيئات المتخصصة ،ومعالجة المعطيات
والمعلومات البيئية قصد إعداد أدوات اإلعالم والمبادرة بالدراسات الرامية إلى تحسين المعرفة البيئية لألوساط
والضغوط الممارسة على تلك األوساط وانجاز هذه الدراسات أو المشاركة في إنجازها ،كما يعمل على جمع
المعلومات البيئة ونشرها(.)7
ومن أجل القيام بالمهام المسندة له السيما في مجال الرصد وقياس التلوث وحراسة األوساط فهو يعتمد على
مخابر جهوية ومحطات وشبكات حراسة( ،)8وفي مجال الرقابة فإن المرصد يكلف بالتنسيق مع المؤسسات الوطنية
مرسوم تنفيذي رقم ،239-19مؤرخ في 22جويلية ،2119يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك ()1
الخاصة باإلدارة المكلفة بالطاقة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،43صادر في 22جويلية .2119
أنظر المادة 31مرسوم تنفيذي رقم ،239-19المرجع السابق. ()2
مرسوم تنفيذي رقم ،115-12مؤرخ في 3أفريل ،2112يتضمن إنشاء المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ،ج .ر .ج .ج. ()5
194
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
والهيئات المعنية بجمع المعلومات البيئية على الصعيد العلمي والتقني واإلحصائي معالجتها واعدادها وتوزيعها(،)1
الذي يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار وأهداف نوعية ()2
وتطبيقا لذلك فقد بين المرسوم التنفيذي رقم 12-16
الهواء في حالة تلوث جوي أن مراقبة نوعية الهواء تسند إلى المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة( ،)3حيث
تخص مراقبة نوعية الهواء وفق مستويات ( القيم القصوى ،مستويات اإلعالم ،مستويات اإلنذار ) تم تحديدها ذات
المرسوم التنفيذي ويتعلق األمر بكل من ثاني أكسيد األزوت ،وثاني أكسيد الكبريت ،واألوزون والجزيئات الدقيقة
المعلقة(.)4
وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ،028-70المنظم النبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو
الصلبة في الجو والشروط التي تتم فيها مراقبتها والذي تم التعرض له ضمن مبدأ الملوث الدافع فإن المرصد
الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ،الكميات المنبعثة يقوم بالتحاليل المتعلقة باإلنبعاثات الجوية ذات المصدر
الصناعي بهدف تحديد المعامل المضاعف المطبق حيث يتم إرسال التقارير المتضمنة قيمة المعامل المضاعف
المطبق على كل مؤسسة مصنفة من طرف مصالح البيئة للوالية المعانية إلى قابض الضرائب للوالية المعنية(.)5
خامسا :النتائج المترتبة عن الرقابة اإلدارية
للعقوبة اإلدارية بصفة عامة صفة ردعية كأثر لمواجهة الوقوع الفعلي في المخالفة ،في حين تخلو إجراءات
الضبط اإلداري من الصفة العقابية حيث تتميز بصفة الوقائية ،ومن ثم فإن معيار التفرقة بينها يكمن في الغاية
المرجوة منهما ،إذ أن العقوبة اإلدارية تهدف إلى ردع المخالف وزجر ،غيره أن إجراءات الضبط اإلداري القصد
منها هو إتقاء إرتكاب المخالفة ووقوعها ،وتأسيسا على ذلك فإن سحب الترخيص ينتمي إلى إجراءات الضبط
اإلداري إذا كان للحفاظ على األمن العام في حين يعتبر جزاءا إداريا إذا اتخذته اإلدارة نتيجة إرتكاب المخالفة(،)6
وتتنوع العقوبات اإلدارية وفق شكلين فمنها ما انصب على الذمة المالية للمخالف حيث يعبر عنها على أنها
مرسوم تنفيذي رقم ،12-16مؤرخ في 7جانفي ،2116يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار ونوعية الهواء في حالى تلوث ()2
أنظر المادة 3والمادة 6فيما يخص القيم القصوى والمادة 8فيما يخص مستويات اإلعالم و مستويات اإلنذار من المرسوم ()4
محمد أمين مصطفى ،الحماية اإلجرائية للبيئة :المشكالت المرتبطة بالضبطية القضائية واإلثبات في نطاق التشريعات البيئية ،دار ()6
عقوبات مالية كالغرامة المالية ،أما الشكل الثاني فيظهر في شكل عقوبات عينية حيث تكون منصبة على محل
المخالفة اإلدارية ،ومثال ذلك الترخيص حيث أن مخالفة ضوابطه تؤدي إلى تعليقه أو سحبه أو إلغائه(.)1
إن نتائج الرقابة التي تمارسها مختلف الجهات اإلدارية السابقة الذكر من أجل حماية البيئة في قطاع
المحروقات تظهر من خالل تعليق الرخصة أو سحبها كما يلي:
.4تعليق الرخصة
إن نتائج الرقابة التي تقوم بها اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة تظهر ابتداء خالل مرحلة تسليم
رخصة المؤسسة المصنفة ،حيث أن تسليمها مرهون بزيارة اللجنة للموقع عند إتمام انجاز المؤسسة المصنفة ،وذلك
قصد التأكد من مطابقتها للوثائق المدرجة في ملف طلب الرخصة ولنص مقرر الموافقة المسبقة( ،)2وفي مرحلة
االستغالل تمتد الرقابة التي تقوم بها اللجنة ،حيث أنه وفقا ألحكام المادة 23من المرسوم التنفيذي رقم 198-16
فإنه في حالة معاينة أية وضعية غير مطابقة للتنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة في مجال حماية البيئة،
وكذا األحكام التقنية الخاصة المنصوص عليها في رخصة االستغالل الممنوحة حال كل مراقبة تقوم بها اللجنة،
تقوم اللجنة بتحرير محاضر تبين األفعال المجرمة وذلك بالنظر إلى طبيعة وأهمية هذه األفعال ،حيث يحدد فيها
أجل للمؤسسة المصنفة من أجل تسوية وضعيتها ،وعند نهاية األجل المحدد وفي حالة عدم التكفل بالوضعية الغير
مطابقة ،تعلق رخصة استغالل المؤسسة المصنفة.
.2سحب الرخصة
فيما يخص نتائج الرقابة التي تقوم بها اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة السابقة الذكر وعند نهاية
األجل المحدد وفي حالة عدم التكفل بالوضعية الغير مطابقة ،فبعد تعليق رخصة استغالل المؤسسة المصنفة،
وبمرور ستة أشهر بعد تبليغ تعليق النشاط ،وفي حالة عدم مطابقة المؤسسة من جديد تسحب رخصة استغالل
المؤسسة المصنفة ،حيث يخضع أي استغالل جديد للمؤسسة إلجراء جديد لمنح رخصة االستغالل ،وما يالحظ في
هذا السياق أن المشرع قد بين على سبيل التفصيل العقوبات اإلدارية التي تقوم بها لجنة المنشآت المصنفة على
مستوى الوالية من تعليق للرخصة وسحبها ،غير أ نه لم يحدد بصورة مماثلة العقوبات التي تقوم بها كل من مديرية
البيئة ،وكذا مديرية الطاقة والمناجم ،حيث حدد الصالحيات الرقابية لكل منها بصورة عامة ولم يبين شكل العقوبة
من سحب أو إلغاء أو تعليق ،أو غرامات مالية ،وعليه فإن االمر يقتضي تعديل النصوص القانونية المتعلقة
بالرقابة الممنوحة لهما من أجل تعزيز واضفاء صفة القوة الملزمة للرقابة التي اسندت لهما.
عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية العامة :الغ ارمة ،الوقف ،اإلزالة ،إلغاء التراخيص ،الغلق ()1
196
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
الفرع الثاني
رقابة وكالتي ضبط المحروقات
تتمتع وكالتي المحروقات باختصاصات رقابية مستمدة من طبيعة الصالحيات التي منحت لها بموجب
قانون المحروقات ،فبالنسبة للوكالة األولى وهي سلطة ضبط المحروقات والتي تم تكليفها على وجه الخصوص
بالسهر على احترام التنظيم التقني المطبق على النشاطات التي يحكمها قانون المحروقات ،إضافة إلى السهر على
تطبيق التنظيم في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة والوقاية من المخاطر الكبرى وادارتها( ،)1حيث أنه ال
يتأتى تطبيق ذلك دون إعمال رقابة فعالة تسمح بتطبيق مختلف النصوص القانونية المنظمة لذلك.
وفيما يخص الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) ،فتتمتع باختصاصات رقابية تسمح لها
بصفتها طرفا متعاقدا بمتابعة ومراقبة تنفيذ عقود البحث و/أو استغالل المحروقات ،كما تسهر على التأكد من أن
استغالل موارد المحروقات يتم ضمن احترام المحافظة المثلى عليها(.)2
ومن أجل بيان الدور الرقابي لوكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة فإن األمر يقتضي بيان مضمون
الرقابة التي تتمتع بها وتحديد إشكالها (أوال).
إضافة إلى متابعة ما يتم تحقيقه من هذه الرقابة من نتائج تسمح بالوصول إلى تقييم مدى نجاعتها ،وأثارها
على المخالفات التي تنتج عن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات (ثانيا).
أوال :صور رقابة وكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة
لم يتضمن قانون المحروقات بابا مستقال يتضمن أوجه الرقابة التي تتمتع بها وكالتي المحروقات ،غير أنه
تم توزيع االختصاصات الرقابية الممنوحة لوكالتي المحروقات ضمن العديد من المواد القانونية التي تضمنها،
إضافة إلى االختصاصات التي منحها للوكالتين بموجب النصوص التنظيمية التي صدرت تطبيقا لبعض أحكام
قانون المحروقات.
وبالبحث في هذه النصوص القانونية يمكن تقسيم أشكال الرقابة التي تتمتع بها وكالتي المحروقات وفق
صورتين أساسيتين ،رقابة وفقا لمضمون الوثائق والتقارير المرفوعة لهما ،ورقابة عبر معاينة المخالفات المرتكبة،
والتي تظهر عبر اختصاصات التحقيق الميداني ألماكن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات.
197
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
198
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ملفات الطلبات المقدمة من طرف المتعاملين حيث يجب أن تكون مطابقة للشروط المحددة في التشريع والتنظيم
المعمول بهما.
أما الصورة الثانية للرقابة التي تقوم بها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط فتظهر خالل رقابة
تنفيذ العقود ،وذلك عبر متابعة ومراقبة تنفيذ عقود البحث و/أو االستغالل المحروقات والتأكد من مطابقتها للقانون
وذلك بصفتها طرفا متعاقدا في هذه العقود(.)1
وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة وفقا ألحكام المادة 08من القانون رقم 70-70المعدل والمتمم
والمتعلق بالمحروقات والتي ألزمت كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على
موافقة سلطة ضبط المحروقات ،دراسة التأثير على البيئة ،ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا للتدابير
الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في
مجال البيئة ،حيث وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمتابعة هذه الدراسات وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة
بالبيئة من أجل الحصول على التأشيرة المناسبة للمتعاقدين والمتعاملين المعنيين.
وفيما يخص الرقابة التي تقوم بها سلطة ضبط المحروقات في هذا اإلطار فتظهر عبر مراقبة ومتابعة تنفيذ
مخطط التسيير البيئي الذي تتضمنه دراسة التأثير في البيئة الموافق عليها ،حيث يجب على المتعاقدين والمتعاملين
موافاة سلطة ضبط المحروقات وبدعوة منها بجميع المعلومات المطلوبة والمتعلقة بالبيئة(.)2
أما عمليات الرقابة المبنية على التقارير المرفوعة إلى وكالتي المحروقات فباإلضافة إلى ما ذكر آنفا فيما
يخص دراسة التأثير في البيئة ،فقد ألزمت المادة 33من قانون المحروقات كل متعاقد أو متعامل أن يضع تحت
تصرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط كل المعطيات والنتائج الناجمة عن أشغال التنقيب حسب
إجراءات تحدد عن طريق التنظيم(.)3
كما أنه ملزم بتزويد الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بإنتضام وبدون تأخير بكل المعطيات
()4
المحصل عليها في إطار تنفيذ العقد ،وكذا كل التقارير التي تطلبها الوكالة ضمن األشكال والوتائر التي والنتائج
تحددها اإلجراءات التي تنشرها الوكالة(.)1
بين المرسوم التنفيذي رقم ،200-70المؤرخ في 0أكتوبر ،3770المحدد إلجراءات وضع كل المعطيات والنتائج الناجمة عن ()3
أشغال التنقيب عن المحروقات تحت تصرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في
07أكتوبر .3770الذي جاء تطبيقا ألحكام المادة 33من قانون المحروقات ،معدل ومتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،00-02
ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 0مارس .3702
بينت المادة 08من القانون رقم ،03-70المؤرخ في 27ديسمبر ،3770المتضمن قانون المالية لسنة ،3778ج .ر .ج .ج. ()4
عدد ،83صادر في 20ديسمبر .3770أنه تخضع ملكية كل المعطيات المترتبة عن أشغال البحث والتنقيب المتعلقة بالمجال
199
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ويجب أن تقدم وترسل جميع المعطيات والنتائج وكذا التفاسير الخاصة بها إلى الوكالة الوطنية لتثمين موارد
المحروقات طبقا للمخطط المعتمد ،وحسب المدة الدورية التي تحددها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ،كما
يجب أن تسلم هذه المعطيات والنتائج وكذا التفاسير الخاصة بها الناجمة عن أشغال التنقيب عن المحروقات إلى
الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات في أجل أقصاه ثالثون يوما بعد إنتهاء مدة صالحية رخصة التنقيب عن
المحروقات(.)2
كما تلتزم الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط ،وصاحب رخصة التنقيب عن المحروقات بالحفاظ
على سرية هذه النتائج والتفاسير إزاء الغير خالل مدة سرية قدرها ثالث سنوات بالنسبة للمساحات المتواجدة في
المنطقتين الجبائيتين "أ" أو"ب" وسنتان بالنسبة للمساحات المتواجدة في المنطقتين الجبائييتين "ج" أو "د" ،وذلك
إبتداء من تاريخ تبليغها من قبل صاحب رخصة التنقيب عن المحروقات ،على أن تكون النفط بعد مرور المدد
السابقة حسب الحالة حرة في إستعمال هذه المعطيات والنتائج وكذا التفاسير الخاصة بها من أجل ترقية األمالك
المنجمية الوطنية المتعلقة بالمحروقات(.)3
وباالنتقال إلى المرسوم التنفيذي رقم 220-02المحدد لشروط مطابقة المنشآت ،والمعدات التابعة
لنشاطات المحروقات ،والذي بموجبه يجب على كل مستغل أن يرسل إلى سلطة ضبط المحروقات تقرير تشخيص
المطابقة مرفوقا بمخطط تنفيذ برنامج المطابقة( ،)4على أن تقوم سلطة ضبط المحروقات بتقييم مطابقة المنشآت
والمعدات على أساس تقرير التشخيص وبرنامج المطابقة مع جدول زمني وآجال لإلنجاز( ،)5حيث يلزم كل مستغل
بالشروع في تنفيذ برنامج المطابقة للمنشآت والمعدات فو ار بعد الموافقة علية ،وتقوم سلطة ضبط المحروقات
بعمليات مراقبة بعد ذلك ،حيث أنه حال إثبات وضعية تشكل خط ار جد عال ،أو في حالة ما أظهر التشخيص وأكد
وجود مخاطر غير مقبولة ،فإن سلطة ضبط المحروقات تقوم بإعذار المستغل للشروع فو ار في إتخاذ التدابير
األمنية بما في ذلك تخفيض معالم استغالل المنشآت وذلك من أجل حماية العمال والمنشآت والبيئة(.)6
المنجمي للمحروقات إلى األمالك العامة ،حيث يتم تسيير وحماية وحفظ هذه المعطيات من طرف السلطة المختصة المكلفة بتسيير
المرفق العام وهي الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ألنفط.
أنظر المادة 20من القانون رقم ،70-70مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 2و 2من المرسوم التنفيذي رقم ،200-70مرجع سابق. ()3
راجع المادة 0و 07من المرسوم التنفيذي رقم ،220-02مرجع سابق. ()6
211
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
تم إضافة هذه الفقرة في المادة 00بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ،70-02مرجع سابق. ()1
بينت المادة 00من المرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق .أن وضع أنابيب نقل المحروقات في أعماق تقل عن المحددة في ()4
التنظيم أو في الهواء الطلق يخضع إلى الموافقة المسبقة من سلطة ضبط المحروقات على أساس ملف تقني يحتوي تبرير االختيار
بهذا النوع من الوضع والتدابير اإلستعجالية التي تتضمن مستوى امن يعادل على األقل مستوى الوضع في العمق التنظيمي.
أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق. ()5
211
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
كما تتم مراقبة التخلي واعادة الموقع إلى حالته األصلية من قبل سلطة ضبط المحروقات بالتعاون مع
الو ازرة المكلفة بالبيئة( ،)1وفيما يخص حرق الغاز فال يتم حرقه دون الحصول على رخصة من الوكالة الوطنية
لتثمين موارد المحروقات ،حيث تتولى بذلك النفط مراقبة الكميات المحروقة ،والتأكد من أن المتعامل قد قام بتسديد
الرسم المرتبط بكميات الغاز الذي تم حرقه( ،)2كما تتم مراقبة كميات المياه المستعملة والتأكد من تسديد هذا الرسم
من المتعامل( ،)3وبينت المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 00-00المنظم لنشاطات التخزين و/أو التوزيع
للمنتجات البترولية أن المصالح المختصة لسلطة ضبط المحروقات تقوم بعمليات الرقابة والمتابعة والتجارب
المتعلقة بأنظمة حماية األمن للمنشآت المعنية ،حيث يقوم أعوان مؤهلون لسلطة ضبط المحروقات وحاملون ألمر
بمهمة يحدد طبيعة المراقبة الواجب إجراؤها بعمليات المراقبة الدورية للتحقق من مدى مطابقة مقاييس سير المنشآت
ومواصفات المنتجات البترولية(.)4
ثانيا :النتائج المترتبة عن رقابة وكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة
تظهر النتائج المترتبة عن الرقابة التي تقوم بها وكالتي المحروقات من خالل عدة صور كما يلي:
.1سحب شهادة االنتقاء األولي
يمكن للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات سحب شهادة االنتقاء األولي ،وذلك في حالة حدوث أي
تغيير في الظروف مهما كانت طبيعتها والتي يصبح بمقتضاها التأثير سلبا في قدرة الشخص المستفيد من االنتقاء
األولي في المستقبل فيما يخص قدراته التقنية أو المالية ،أو إذا لوحظ أن المترشح قد حصل على إنتقائه األولي
بواسطة معلومات خاطئة(.)5
.2التوصية بسحب رخص التنقيب عن المحروقات
تسمح رخصة التنقيب لصاحبها التنفيذ على نفقته وعلى مسؤوليته أشغال التنقيب عن المحروقات عبر
استعمال األساليب الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكميائية ،بما في ذلك أعمال الحفر في الطبقات األرضية(.)6
أنظر المادة 03فقرة 2من القانون رقم ،70-70مرجع سابق .وتجدر اإلشارة انه يتعين على المتعامل الذي يطلب االستفادة من ()2
هذا االستثناء أن يسدد للخزينة العمومية رسما خاصا غير قابل للحسم قدره 8.777دج لكل ألف متر مكعب دون اإلخالل بأحكام
المادة .070
أنظر المادة 02من القانون رقم ، 70-70مرجع سابق. ()3
أنظر المادة 00من الملحق الثالث بالمرسوم التنفيذي رقم ،00-00مرجع سابق. ()4
أنظر المادة 3فقرة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،302-70مرجع سابق ،كما بينت الفقرة 3من ذات المادة أن منح رخصة ()6
التنقيب ال تخول أي حق لصاحبها في إبرام عقد بحث واستغالل أو عقد استغالل ،أو في التصرف في المنتجات المستخرجة في حالة
اكتشاف محروقات بمناسبة أشغال التنقيب.
212
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وتسلم رخصة التنقيب من طرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بعد موافقة الوزير المكلف
بالمحروقات لمدة أقصاها سنتان(.)1
وينتج عن كل حالة تتضمن عدم وفاء الشخص الذي استفاد من رخصة التنقيب بالتزاماته المتعهد بها في
العقد أو في حالة عدم إمكانية بقائه مستجيبا للشروط وااللتزامات المطلوبة للحصول على رخصة التنقيب ،إعذراه
من طرف النفط بمدة قدرها ثالثون يوما من أجل الوفاء بالتزاماته ،وفي حالة إلزامه مرة أخرى تقرر الوكالة الوطنية
لتثمين موارد المحروقات سحب رخصة التنقيب منه بعد موافقة الوزير المكلف بالمحروقات ،وتبلغ النفط الشخص
المعني بقرار سحب رخصة التنقيب إذا لم تنفذ االلتزامات المنصوص عليها في اإلعذار بعد انقضاء األجل
المحدد(.)2
.3التوصية بسحب إمتياز النقل بواسطة األ نابيبب
باعتبار أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بدراسة طلبات منح إمتياز النقل بواسطة األنابيبب ،وتقديم
توصيات إلى الوزير المكلف بالمحروقات من أجل منح قرار االستفادة من االمتياز( ،)3فهي مكلفة أيضا بتقديم
توصية إلى الوزير المكلف بالمحروقات من أجل سحب إمتياز النقل بواسطة األنابيبب في حالة تقصير خطير فيما
يخص األحكام المنصوص عليها في عقد االمتياز ،وكذا الشروط المحددة في التنظيم(.)4
وهو األمر الذي تم تأكيده في المرسوم التنفيذي رقم 223-70المحدد إلجراءات منح امتياز النقل بواسطة
األنابيب وسحبه حيث أن عدم إيفاء صاحب االمتياز بالشروط القانونية والتنظيمية التي تم على أساسها منح
االمتياز فإنه يمكن لسلطة ضبط المحروقات تقديم توصية بسحب االمتياز إلى الوزير المكلف بالمحروقات كما
يمكن أن يكون السحب كذلك حال التقصير الجسيم لبنود دفتر الشروط المتفق عليه مع صاحب االمتياز(.)5
.4التوصية بتوقيف نشاط توزيع المنتجات البترولية
بينت المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم 00-00المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و/أو
توزيع المنتجات البترولية أنه عندما يصبح االعتماد الممنوح للقيام بالنشاطات السابقة الذكر ال يستوفي للشروط
القانونية التي منح بمناسبتها ،إضافة إلى سلبية نتائج الرقابة التي يقوم بها األعوان المختصون التابعون لسلطة
ضبط المحروقات فإنه يتم إرسال مقرر التوقيف بعنوان التدابير التحفظية في أجل 27يوما بعد توجيه إعذار بذلك،
على أن يقرر السحب النهائي لالعتماد النهائي من طرف الوزير المكلف بالمحروقات بعد إبداء سلطة ضبط
أنظر المادة 2فقرة 0من المرسوم التنفيذي رقم ،302-70مرجع سابق. ()1
أنظر المادة 8فقرة 0و 3و 2من المرسوم التنفيذي رقم ،302-70مرجع سابق. ()2
أنظر المادة 02فقرة 07و فقرة 02من القانون رقم ،70-70مرجع سابق. ()4
213
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المحروقات لرأيها وذلك في حالة عدم تدارك صاحب االعتماد اإلخالل المثبت الذي أدى إلى إصدار مقرر التوقيف
في أجل ال يتعدى 2أشهر ،وكذا عند إثبات إخالل جسيم السيما في مجال الصحة ،وأمن األشخاص ،والمنشآت
ونوعية المنتجات البترولية.
.5تحصيل الغرامات المالية
يتم تحصيل الغرامات المالية نتيجة كل رقابة متوجة بالتوصل إلى قيام إحدى المؤسسات المزاولة للنشاطات
المرتبطة بقطاع المحروقات لمخالفة للقوانين والتنظيمات المتعلقة بالتنظيم التقني المطبق على النشاطات التي
يحكمها قانون المحروقات ،والتنظيم المتعلق بحماية الصحة واألمن الصناعي والبيئة حيث يتم تطبيق العقوبات
والغرامات التي تسدد للخزينة العمومية المرتبطة بتلك المخالفات من طرف سلطة ضبط المحروقات(.)1
وأحال المشرع الجزائري إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تطبيق الغرامات والعقوبات المنصوص عليها
في هذه المادة عن طريق التنظيم الذي لم يصدر بعد.
انطالقا مما سبق وفيما يخص النتائج المترتبة عن الرقابة التي تقوم بها وكالتي المحروقات يتضح الدور
الهام لهاتين الوكالتين في مجال الرقابة على مختلف النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات ،غير أنه يالحظ عدم
إلمامها بجميع هذه النشطات حيث أنه بالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم 020-02المحدد إلجراءات الحصول
على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها ال نجد كيفيات سحب هذه الرخص.
كما نجد األمر نفسه فيما يخص المرسوم التنفيذي رقم 082-70المحدد لإلجراءات المتعلقة بإبرام عقود البحث
واالستغالل وعقود استغالل المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة حيث لم يتم بيان إجراءات وكيفيات ممارسة
الرقابة فيما يخص تنفيذ عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة.
المطلب الثاني
الرقابية القضائية
تعتبر الرقابة القضائية أكثر أنواع الرقابة في الدولة من حيث ضمان تطبيق القانون تطبيقا سليما()2؛ كما
تعد ضمانا فعليا لألفراد في مواجهة تجاوز اإلدارة لحدود الوظيفة الموكلة لها حال تعسفها أو حيادها عن مقتضيات
مبدأ المشروعية .إن الرقابة القضائية في مجال حماية البيئة بصورة عامة تعتبر ضمانة لتطبيق اآلليات التي
حسين فريحة ،شرح المنازعات اإلدارية :دراسة مقارنة ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،3700 ،ص.20 . ()2
214
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
اعتمدها المشرع من أجل حماية البيئة حيث تتوزع هذه الرقابة إلى نوعين يتمثل النوع األول في رقابة القضاء
اإلداري (الفرع األول) ،ويشمل النوع الثاني رقابة القضاء العادي (الفرع الثاني)
الفرع األول
رقابة القضاء اإلداري
من أجل تحديد دور القضاء اإلداري في حماية البيئة في قطاع المحروقات يجب أوال تحديد
اختصاص القضاء إلداري في مجال حماية البيئة (أوال) ،ثم بيان شروط رفع دعوى حماية البيئة أمام القضاء
اإلداري (ثانيا) ،وتحديدالطبيعة القانونية لألمالك البيئية (ثالثا) ،وأخي ار عرض لتطبيقات المنازعات اإلدارية
المتضمنة حماية البيئة في قطاع المحروقات(رابعا).
أوال :اختصاص القضاء اإلداري في حماية البيئة
ال يقتصر دور القضاء اإلداري في الجزائر في الدفاع عن الحقوق والحريات ،بل يمتد كذلك إلى حماية
البيئة ،والحديث في هذا الشأن مرتبط بالمنازعات المعروضة علية والتي يكون موضوعها حماية البيئة ،إذ أن إدراك
القاضي اإلداري للخطورة التي تواجه البيئة يدفعه إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات بهدف تحقيق حمايتها(.)1
كما أن من أهم الوسائل التي ييم إعمالها من أجل تطبيق حق المواطن في بيئة نظيفة تظهر من خالل
منازعات القضاء اإلداري ،هذا األخير الذي ينظر في الدعاوى المرفوعة أمامه من طرف أشخاص طبيعيين أو
معنويين أو منظمات حماية البيئة أو منظمات أخرى قصد حماية البيئة ،كون ذلك في النهاية يندرج ضمن األهداف
التي تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة(.)2
لقد بينت المادة 07من القانون رقم 07-72أن الدولة تضمن حراسة مختلف مكونات البيئة إذ يجب عليها
أن تضبط القيم القصوى ومستوى اإلنذار السيما فيما يتعلق بالهواء ،والماء ،واألرض وباطنها ،وكذا اإلجراءات
الكفيلة بحراسة هذه األوساط المستقبلية والتدابير التي يجب اتخاذها في حالة وضعية خاصة.
ومن أجل تحقيق الدولة اللتزاماتها السابقة الذكر فقد استوجب على اإلدارة المكلفة بحماية البيئة سواء منها
ما كان على الصعيد المركزي أو الالمركزي أن تتخذ اإلجراءات والوسائل الكفيلة بحماية البيئة والتي تميزت في
مجال الضبط اإلداري الخاص بما يصطلح عليه بالضبط البيئي.
عمار بوضياف ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،القسم األول :الجوانب التطبيقية للمنازعة اإلدارية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر، ()1
،3702ص .208
)(2
ANTHONY Chamboredon, Op.Cit., P.36.
215
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
إن تعدد الوسائل المعتمدة قانونا من طرف اإلدارة في إطار ممارستها لوظيفة الضبط البيئي وفق عدة صور
تظهر في شكل ق اررات إدارية تتضمن منح التراخيص أو المصادقة على الدراسات البيئية بمنح التأشيرة المناسبة،
عالوة على إنشاء ق اررات تنظيمية تتضمن كيفيات تطبيق نصوص قانونية أعلى منها درجة.
وبالنظر إلى أن قضايا البيئة قد تنشأ عنها منازعات أمام القضاء اإلداري فإن األمر يستدعي بيان اآلليات
التي تسمح بالرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في مجال حماية البيئة بصورة عامة وفي إطار حماية البيئة في
قطاع المحروقات بصورة دقيقة .
المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أن المحاكم ()1
بينت المادة 877من القانون رقم 70-78
اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية ،حيث تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف
في جميع القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية ،أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا
فيها ،كما تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى
فحص المشروعية للق اررات الصادرة عن الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية ،والبلدية
والمصالح اإلدارية األخرى للبلدية ،والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية وتختص كذلك بالنظر في دعاوى
فحص المشروعية والقضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة(.)2
وبينت المادة 872فقرة 0من القانون رقم 70-78أن الدعاوى الرامية إلى التعويض عن جناية أو جنحة
أو فعل تقصيري ترفع وجوبا أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع الفعل الضار.
ويختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة بالفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في
()3
الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية ،والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية
كما يختص بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة (.)4
كما يختص بالفصل في استئناف األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية وفي القضايا المخولة له
بموجب نصوص خاصة (.)5
قانون رقم ،70-78مؤرخ في 30فيفري ،3778يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ج.ر.ج.ج عدد ،30صادر في 32 ()1
أفريل .3778
المادة 870من القانون رقم ،70-78المرجع السابق. ()2
أنظر المادة 0من القانون العضوي رقم ،70-08مؤرخ في 27ماي ،0008يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله، ()3
ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 0جوان ،0080معدل ومتمم بالقانون العضوي رقم ،02-00مؤرخ في 30جويلية ،3700ج.
ر .ج .ج .عدد ،22صادر في 2أوت .3700
المادة 070من القانون رقم ،70-78المرجع السابق. ()4
216
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ويختص كذلك مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في الق اررات الصادرة في أخر درجة عن
()1
الجهات القضائية اإلدارية على ما خوله القانون بالطعن بالنقض بموجب نصوص خاصة.
عالوة على ذلك فإن تكريس الجهود الرامية إلى الموا ازة بين حماية المصلحة العامة التي تباشر باسمها
اإلدارة نشاطاتها وبين حماية مصلحة األفراد من تصرفات اإلدارة التي قد تضر بحقوقهم تظهر بصورة جلية من
خالل منح القاضي اإلستعجالي في المادة اإلدارية سلطات واسعة تسمح له بوقف تنفيذ القرار اإلداري كله أو وقف
بعض آثاره مؤقتا سواء تعلق ذلك بقرار يمس الحقوق أو بقرار يقضي برفض منح هذه الحقوق وذلك متى كانت
ظروف االستعجال تبرر ذلك السيما حال افتقاد القرار محل النزاع إلى المشروعية (.)2
ثانيا :شروط رفع الدعوى أمام القضاء اإلداري
تعتبر شروط قبول الدعوى تلك الشروط الواجب توافرها في رافع الدعوى حيث يرتبط بعضها بالمدعي من
صفة ومصلحة ،وتخص األخرى البيانات الواجب توافرها في العريضة مع مراعاة شروط االختصاص القضائي(،)3
كما أن استيفائها يسمح للقاضي باالنتقال للنظر في الموضوع ثم التأكد من صحة الطلبات وصوال إلى إصدر
الحكم.
لقد بينت المادة 02من القانون رقم 70-78أنه ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة وله
مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون حيث يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعي أو في المدعى عليه
وفيما يخص الشروط المتعلقة بعريضة افتتاح الدعوى فقد عالجتها المواد من 02إلى 00من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية.
وترفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من محام ،وتعفى الدولة واألشخاص المعنوي المذكورة
في المادة 877من القانون رقم 70-78من التمثيل الوجوبي بمحام في اإلدعاء أو الدفاع أو التدخل حيث توقع
العرائض ومذكرات الدفاع ومذكرات التدخل المقدمة باسم الدولة أو باسم األشخاص السابق ذكرهم من طرف الممثل
القانوني(.)4
عبد السالم ذيب ،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد :ترجمة للمحاكمة العادلة ،الطبعة الثالثة ،موفم للنشر ،الجزائر،3703 ، ()2
ص.200.
عطاء هللا بوحميدة ،الوجيز في القضاء اإلداري :تنظيم ،عمل واختصاص ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،3700 ، ()3
ص.007.
المادة 800من القانون رقم ،70-78مرجع سابق. ()4
217
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
غير أنه مع مراعاة النصوص الخاصة عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات
الصبغة اإلدارية طرفا في الدعوى بصفة مدعي أو مدعى عليه فإنها تمثل بواسطة الوزير المعني ،أوالوالي ،أورئيس
المجلس الشعبي البلدي والممثل القانوني بالنسبة للمؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية(.)1
وفيما يخص إعمال الشروط السابقة الذكر حال رفع دعوى أمام القضاء اإلداري متعلقة بإلغاء قرار إداري
يتضمن إضرار بالبيئة فقد أقرت المادة 20من القانون رقم 07-72المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية
المستدامة إمكانية رفع دعوى أمام الجهات القضائية المختصة من طرف الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس
أنشطتها في مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي ،عن كل مساس بالبيئة وذلك حتى في الحاالت التي ال
تعني األشخاص المنتسبين لها بإنتضام.
ويمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي
تلحق ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وتشكل هذه الوقائع مخالفة
لألحكام التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماد والهواء والجو واألرض وباطن
األرض والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث(.)2
ويمكن كل جمعية تشكلت بصفة قانونية تنوي بموجب قانونها األساسي أن تعمل من أجل تهيئة إطار
الحياة وحماية المحيط أن تطالب بالحقوق المعترف بها للطرف المدني فيما يتعلق بالمخالفات المنصوص عليها في
التنظيم والتشريع الساري المفعول في مجال التهيئة والتعمير(.)3
وعندما يتعرض أشخاص طبيعيون ألضرار فردية تسبب فيها فعل الشخص نفسه وتعود إلى مصدر مشترك
في الميادين المذكورة في المادة 20من القانون رقم ،07-72فإنه يمكن كل جمعية معتمدة بمقتضى المادة ،20
واذا ما فوضها على األقل شخصان ( )3طبيعيان معنيان أن ترفع باسمها دعوى التعويض أمام أية جهة قضائية،
ويجب أن يكون التفويض الذي يمنحه كل شخص معني كتابيا ،ويمكن للجمعية التي ترفع دعوى قضائية عمال
بالفقرتين السابقتين ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني أمام آية جهة قضائية جزائية(.)4
ثالثا :تطبيقات المنازعات اإلدارية المتضمنة حماية البيئة في قطاع المحروقات
إن اللجوء إلى القضاء اإلداري قصد إلغاء مختلف الق ار ارت اإلدارية المتعلقة بمختلف الرخص أو التأشيرات
المرتبطة بحما ية البيئة في قطاع المحروقات يستدعي إثبات احد عيوب المشروعية الخارجية أو الداخلية للقرار
محل الطعن القضائي وفيما يلي أمثلة في ذلك:
218
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
.1عدم المشروعية الخارجية للقرار اإلداري
إن مضمون المنازعة المرتبطة بالمشروعية الخارجية للقرار اإلداري ال ينصب على الذي تم إق ارره أو اتخاذه
في مضمون القرار اإلداري ،ولكن األمر متعلق بالطريقة التي استخدمتها اإلدارة في اتخاذ ذلك القرار من إجراءات
وشكليات مرتبطة بنشأة القرار اإلداري.
ويجب من أجل ذلك أن يحترم كل قرار إداري تحت طائلة وصفه بعيب الشكل واإلجراءات مختلف القواعد
الشكلية واإلجرائية المنصوص عليها قانونا من أجل إنشائه ،إذ تتمايز هذه اإلجراءات والشكليان بين ما كان منها
جوهريا والتي تتميز بحمايتها لحقوق الخاضعين لإلدارة حيث أن عدم احترامها يؤثر على محتوى القرار اإلداري إذ
أن القاضي اإلداري يميل إلى إبطال القرار المخالف لإلجراءات الجوهرية ،وعلى خالف ذلك فإن القواعد الشكلية قد
ال يكون لها تأثير قاطع على القرار اإلداري فقد ال يكون هناك أي إبطال له العتبار أن الشكلية أمر ثانوي(.)1
وتظهر تطبيقات عيوب الشكل واإلجراءات المتعلقة بالقرار اإلداري حال مخالفة ما ألزمه القانون من إتباع
لإلج راءات المتعلقة بقواعد اإلمضاء أو المصادقة أو منح التأشيرة المناسبة وكذا تسبيب الق اررات السيما عندما يأمر
المشرع بذلك صراحة ،عالوة على مختلف اإلجراءات الواجب إتباعها قبل صياغة القرار اإلداري كاستشارة بعض
الهيئات ،ومثال ذلك ما ألزمه المشرع الجزائري من إجراءات متعلقة بالتحقيق العمومي فقد ألزمت المادة 21من
قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة القيام بتحقيق عمومي يسبق كل تسليم لرخصة المنشآت المصنفة
وذلك باإلضافة إلى دراسة تأثير أو موجز تأثير على البيئة ودراسة خطر.
كما ألزمت المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 198-16المتضمن إجراءات منح رخصة المؤسسات
المصنفة لحماية البيئة أن يسبق كل طلب رخصة استغالل المؤسسة المصنفة حسب الحالة وطبقا لقائمة المنشآت
المصنفة دراسة أو موجز التأثير على البيئة أو دراسة خطر ،تحقيق عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم
المعمول به ،وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات فقد ألزمت المادة 15من المرسوم التنفيذي
رقم ،312-18قيام الوالي أو الوالة المختصون إقليميا بفحص دراسة التأثير في البيئة وبفتح تحقيق عمومي طبقا
لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي رقم 145-17المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على
دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة ،حيث يرفق التحقيق العمومي بعد انتهائه بالملف المتضمن دراسة التأثير
في البيئة في قطاع المحروقات إلى سلطة ضبط المحروقات والوزير المكلف بالبيئة.
انطالقا مما سبق يتضح أن عدم القيام بالتحقيق العمومي من أجل الحصول على الرخص السابقة الذكر
يعد عيبا إجرائيا جوهريا يستوجب إبطال القرار المتضمن منح الترخيص أو التأشيرة المرافقة .إذ أنه يمكن التحقق
لحسن بن شيخ اث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية (وسائل المشروعية) ،الطبعة الرابعة،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، ()1
من مدى إعمال اإلدارة لهذا الشرط الجوهري من خالل تطبيق أحكام المادة 7من القانون رقم 11-13المتعلق
بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة حيث تم تكريس الحق العام في اإلعالم البيئي ،حيث خول لكل شخص
طبيعي أو معنوي حق الحصول على المعلومات المتعلقة بالبيئة من الهيئات المعنية بذلك ،وتتضمن هذه المعلومات
جميع المعطيات المتوفرة في ما يتعلق بحالة البيئة والتنظيمات والتدابير واإلجراءات الموجهة لضمان حماية البيئة
وتنظيمها(.)1
عالوة ذلك فقد كرس قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة الحق الخاص في اإلعالم البيئي والذي
يتم بمقتضاه واجب تبليغ أي معلومة متعلقة بالعناصر البيئية تكون بحوزة كل شخص طبيعي أو معنوي خاص
يمكنها أن تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة العمومية إلى السلطات المحلية و/أو السلطات المكلفة
بالبيئة(.)2
ووفقا ألحكام المادة 9من القانون رقم 11-13فإن للمواطن الحق في الحصول على المعلومات المتعلقة
باألخطار التي يتعرضون لها في بعض مناطق اإلقليم وكذا تدابير الحماية التي تخصهم ،حيث يطبق هذا الحق
على األخطار التكنولوجية واألخطار الطبيعية المتوقعة.
وبالنتيجة لذلك وتطبيقا ألحكام المادة 35من القانون رقم 11-13يمكن اللجوء إلى القضاء اإلداري من
أجل إلغاء القرار اإلداري المشوب بعيب اإلجراء من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات.
وفي القانون الفرنسي فقد اجبر القانون رقم 629-76المؤرخ في 12أكتوبر 1976المتضمن قانون
بوشاردو ) (bouchardeauمختلف السلطات اإلدارية بضمان حق المواطنين بكل حرية في الوصول إلى
المعلومات المتعلقة بالبيئة ،كما تضمن القانون رقم 753-78المتعلق بتحسين العالقة بين اإلدارة والمواطنيني هذا
الحق من خالل تأكيده حق المواطن في الحصول على المعلومات التي يطلبها من اإلدارة(.)3
.2عدم المشروعية الداخلية للقرار اإلداري
ال تقتصر رقابة القاضي اإلداري على األعمال الصادرة عن السلطات اإلدارية من حيث المشروعية
الخارجية من إجراءات وشكليات بل تمد إلى ما تعلق منها بالمشروعية الداخلية والحديث في هذا الشأن متعلق
بعدم مشروعية محتوى القرار اإلداري حيث تظهر ذلك من خالل عيب مخالفة القانون أو خرق القانون وكذا عدم
مشروعية أسبابه حيث نكون أمام عيب السبب وأخي ار عيب مشروعية هدف القرار اإلداري والحديث متعلق بعيب
االنحراف بالسلطة(.)4
()3
PHILIPPE CH. -A- Guillot, Droit de l’environnement, Edition ellipses ,Paris ,1998, P.41.
211
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
إن البحث عن تطبيقات العيوب السابقة الذكر فيما يخص الق اررات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع
المحروقات يقتضي التعرض لكل عيب على حدا بإعطاء أمثلة في ذلك.
تعد المخالفة المباشرة لمحتوى النصوص القانونية الصورة األوفى لعيب مخالفة القانون ،فالقاضي اإلداري ال
يكتفي بفحص الشكل الخارجي للتصرف اإلداري بل يقوم بفحص أكثر اتساعا يتضمن مدى مسايرة القرار المتخذ
من اإلدارة لمضمون النصوص القانونية بمختلف أشكالها ،حيث أن اإلدارة عند قيامها بتصرف ما يجب أن تخضع
ال لتزام مزدوج يظهر إيجابا من خالل تطبيق القاعدة القانونية مع كل النتائج المترتبة على ذلك ويظهر سلبا من
خالل امتناعها عن كل فعل يمنعه القانون(.)1
وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن منح أي قرار إداري يكون مخالفا لمضمون النصوص
القانونية المنظمة لحماية البيئة بصورة عامة ،ولقطاع المحروقات بصورة خاصة يستدعى اإلبطال القضائي له
بإلغائه ،ومثال ذلك منح تأشيرة المصادقة على دراسة التأثير في البيئة أو رخصة المؤسسة المصنفة لنشاط مرتبط
المتعلق بقطاع المحروقات في منطقة تعد محمية طبيعية ،حيث منعت المادة 8من القانون رقم 73-00
()2
بالمجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة العديد من األنشطة في المحميات الطبيعية السيما منها كل استغالل
غابي أو منجمي وكل أنواع الحفر أو التنقيب أو االستطالع أو تسطيح األرض والبناء وكذا كل اإلشغال التي تغير
من شكل األرض أو الغطاء النباتي.
كما يمكن مواجهة الق اررات اإلدارية الصادرة عن اإلدارة بعيب االنحراف بالسلطة حيث أن السلطات
الممنوحة لإلدارة تقتضي تحقيق هدف معين وان استعمال السلطة اإلدارة قصد تحقيق هدف أجنبي يعد انحرافا
بالسلطة حيث ستند هذه الحالة على هدف القرار بالبحث في نوايا اإلدارة عند اتخاذها للقرار ،ويتعلق األمر بوجه
صعب اإلثبات حيث يستلزم التحليل الذي يقوم به القاضي دقة قصوى في تقنيات التحري القضائي إلدراك سوء
النية في اتخاذ القرار ومواجهته بعيب االنحراف بالسلطة (.)3
ومثال ذلك فيما يخص دراسة وموجز التأثير في البيئة فلقد بينت المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم -70
020المحدد لمجال تطبيق ومحتوى دراسة التأثير في البيئة أن الوزير المكلف بالبيئة يقوم بالموافقة على دراسة
التأثير ،كما يوافق الوالي المختص إقليميا على موجز التأثير ،ويتم تبرير كل حالة رفض لدراسة أو موجز التأثير
بموجب قرار معلل ح يث يتم إرسال قرار الموافقة أو الرفض المتعلق بدراسة أو موجز التأثير إلى الوالي المختص
إقليميا قصد تبليغها لصاحب المشروع.
قانون رقم ،73-00مؤرخ في 00فيفري ،3700يتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02 ()2
211
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
كما بينت المادة 00من المرسوم التنفيذي رقم 020-70المحدد لمجال تطبيق ومحتوى دراسة التأثير في
البيئة أن لصاحب المشروح الحق في تقديم طعن إداري للوزير المكلف بالبيئة مرفقا بمجموع التبريرات أو المعلومات
التكميلية التي تسمح بتوضيح و/أو تأسيس االختيارات التكنولوجية والبيئية لطلب دراسة أو موجز التأثير من أجل
دراسة جديدة ،حيث أن هذا الطعن اإلداري ال يمس بحق صاحب المشروع باللجوء إلى الطعن القضائي.
من خالل ما سبق يتضح أن مضمون المنازعة المرفوعة أمام القضاء هي منازعة إدارية إذ تنصب على
إلغاء القرار المتضمن عدم الموافقة على دراسة أو موجز التأثير في البيئة ،كما أن المبادرة باللجوء إلى الطعن
القضائي تكون من طرف صاحب المشروع ضد قرار الوزير المكلف بالبيئة حال دراسة التأثير ،وضد الوالي حال
موجز التأثير في البيئة.
غير أنه حال الحديث عن إمكانية الطعن القضائي ضد القرار اإلداري المتضمن منح الموافقة على دراسة
التأثير أو موجز التأثير في البيئة من طرف كل ذي مصلحة في ذلك فلقد اعترف المشرع الجزائري بهذا الحق إذ
يم كن الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي أن ترفع
دعوى أمام الجهات القضائية المختصة عن كل مساس بالبيئة ،حتى في الحاالت التي ال تعني األشخاص
المنتسبين إليها بإنتضام( ،)1ويبدو من خالل مراجعة مضمون المادة 20السابقة الذكر أن تكريس حق التقاضي
للجمعيات المتعلقة بالبيئة يكون مقترنا بحدوث مساس بالبيئة ،وهو األمر الذي يطرح تساؤال حول مكانة القرار
المتعلق بدراسة أو موجز التأثير في البيئة ،إذ أن هذا القرار يكون كإجراء سابق يسمح ببداية المشروع المرتبط به إذ
يتحصل عليه ق بل بداية أية أشغال قد تسبب أض ار ار بالبيئة ،ويبدوا بذلك أن منح القرار ال يقتضي المساس بالبيئة
دون مباشرة األعمال مضمون القرار التي قد تمس فعال بالبيئة.
ويظهر بذلك أن حق اللجوء إلى القضاء ال يتأسس دون تحقق عملية المساس بالبيئة ،وهو األمر الذي
يطرح وجوب إعادة النظر في مضمون المادة 20من القانون رقم 07-72وذلك بمنح الحق باللجوء إلى القضاء
حال المسال أو إمكانية المساس بالبيئة.
ويبدو أن األمر ال يجد صعوبة حال ثبوت واقعة المساس بالبيئة إذ انه يمكن اللجوء إلى القضاء اإلداري
قصد إلغاء القرار المتضمن منح الرخصة أو التأشيرة انطالقا من طلب تعيين خبير أو عدة خبراء قصد إثبات واقعة
التعدي على البيئة ،وعدم سالمة القرار اإلداري حيث أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري قد سمح
للقاضي اإلداري إعمال وسائل التحقيق من أجل الوصول إلى الحكم حيث تطبق األحكام المتعلقة بالخبرة
المنصوص عليها في المواد 030إلى 020من القانون رقم 70-78كذلك أمام المحاكم اإلدارية(.)2
212
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وبينت المادة 030من القانون رقم 70-78أن الهدف من الخبرة هو توضيح واقعة مادية تقنية أو علمية
محضة للقاضي ،كما بينت المادة 030من القانون رقم 70-78أنه يجوز للقاضي من تلقاء نفسه أو بطلب احد
الخصوم تعيين خبير أو عدة خبراء من نفس التخصص أو من تخصصات مختلفة.
ويمكن للقاضي أن يؤسس حكمه على نتائج الخبرة والقاضي غير ملزم برأي الخبير غير انه ينبغي عليه
تسبيب استبعاد نتائج الخبرة( ،)1عالوة على ذلك فإنه تطبق األحكام المتعلقة بالمعاينة واالنتقال إلى األماكن
المنصوص عليها في المواد من 020إلى 020من القانون رقم 70-78أمام المحاكم اإلدارية ()2حيث يجوز
للقاضي اإلداري من تلقاء نفسه أو بطلب من الخصوم القيام بإجراء معاينات أو تقييمات أو تقديرات أو إعادة تمثيل
الوقائع التي يراها ضرورية مع االنتقال إلى عين المكان إذا اقتضى األمر ذلك( ،)3كما سمحت المادة 002للقاضي
إذا تطلب موضوع االنتقال معارف تقنية أن يأمر في نفس الحكم بتعيين من يختاره من التقينيين لمساعدته.
الفرع الثاني
رقابة القضاء العادي
إن فعالية أي نظام قانوني تتوقف على تحديد الجزاء المرافق لكل سلوك أو تصرف من شأنه أن ينتج عنه
ضرر ،إذ تعتبر المسؤولية المدنية من أهم الجزاءات التي يرتبها القانون والتي بدورها تؤدي إلى تقرير جزاء دقيق
،وبالنظر إلى عدم نص المشرع الجزائري سواء في القانون المدني أو بموجب التشريع ()4
على المسؤول عن الضرر
المتعلق بالبيئة على نصوص خاصة تتعلق بالمسؤولية عن إضرار التلوث البيئي ،فإن األمر يقتضي العودة للقواعد
العامة إذ أنه بمجرد توافر أركان المسؤولية المدنية يكون للشخص المتضرر الحق في التعويض( ،)5وللوصول إلى
مضمون المسؤولية المدنية الناجمة عن التلوث فإن األمر يقتضي البحث في أساس هذه المسؤولية وبيان
خصائصها وأشكالها واألسس القانونية لرفع دعوى التعويض عنها (أوال).
عالوة على ذلك فإن رقابة القضاء العادي تظهر من خالل إعمال المسؤولية الجنائية والتي تقتضي مساءلة كل من
قام بجريمة في حق البيئة ،حيث يقتضي األمر بيان المقصود بالمسؤولية الجنائية عن التلوث البيئي ،وبيان
نور الدين يوسفي" ،التعويض عن الضرر البيئي" ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي ()5
مضمون الجريمة البيئة بتحديد أركانها وبيان العقوبات التي وضعها المشرع من أجل معاقبة المسؤولين عنها عبر
إسقاط ذلك على األشخاص الناشطين فغي قطاع المحروقات (ثانيا).
أوال :المسؤولية المدنية عن التلوث البيئي
من أجل تحديد مضمون المسؤولية المدنية عن التلوث البيئي فإن األمر يستدعي بيان أساس هذه المسؤولية
وبيان أشكالها من مسؤولية تقصيرية أو مسؤولية عقدية ،إضافة إلى تحديد مضمون دعوى التعويض عن األضرار
البيئة وسلطات القاضي في ذلك.
:1أساس المسؤولية المدنية عن التلوث البيئي
تقتضي المسؤولية المدنية التزاما يقع على عاتق كل من ارتكب خطأ أو عمال غير مشروع يؤدي به إلى
تعويض من أضره في نفسه وماله ،وعليه فإن الفعل الضار هو الذي ينشئ الرابطة القانونية بين المسؤول
والمضرور وبذلك يتم فرض االلتزام بتعويض ما سببه للغير من أض ارر(.)1
وفي نطاق المسؤولية البيئية التي تنشأ نتيجة األضرار التي تلحق بالبيئة فإن جل التشريعات البيئية تهدف
أساسا إلى منع وقوع الضرر البيئي ،وفي حالة وقوعه ترتب على ذلك جزاءات وعلى رأسها الجزاء المدني .ويظهر
أساس المسؤولية البيئة في الضرر البيئي الذي يلحق بالبيئة والذي يظهر كما يلي:
أ.المقصود بالضرر البيئي
إن الطبيعة الخاصة للضر البيئي تؤكد صعوبة وضع تعريف جامع له .إذ أن األصل في الضرر وفق
القواعد العامة انه ذلك الضرر الذي يصيب األشخاص في حياتهم أو أجسامهم أو أمواله ،فمن الفقه من اتجه إلى
اعتبار أن الضرر ال بيئي هو ذلك الضرر الذي يصيب الموارد البيئية بمختلف مجاالتها ،وتبعا لذلك تم التمييز بين
الضرر البيئي الذي يصيب البيئة في حد ذاتها ،وضرر الضرر البيئي وهو الذي يلحق باألشخاص جراء المساس
بالبيئة فيتعرض ألموالهم أو أجسامهم أو أمنهم أو صحتهم بالنظر إلى المحيط الذي أصابه الضرر(.)2
ومن الفقه من يعتبر أن الضرر البيئي هو كل ضرر يصيب الوسط البيئي بصفة مباشرة وهو بذلك ضرر
مباشر ومستقل ،إذ أن له أثا ار وانعكاسات على األمالك واألشخاص.
علي سعيدان ،الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه دولة في الحقوق ،قسم ()1
القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر يوسف بن خدة ،الجزائر ،3778 ،ص.270.
جميلة حميدة ،مرجع سابق ،ص .00.وبالرجوع إلى هذه القواعد البد أن يكون الضرر الذي يستدعي التعويض ضر ار مباش ار ()2
وشخصيا ومؤكدا حيث يكون الضرر شخصي حين ينال من المتضرر ذاتيا فيمس بذلك حقوقه الشخصية ،أو أن يتعرض لمركزه
المالي أما الضرر المباشر فهو الذي ينشأ مباشرة عن الفعل الضار ،وبذلك فإن وقوع الفعل يعد شرطا لحدوث الضرر ،وعليه فإنه
يكون بين الفعل ونتيجته رابطة مباشرة .أما الضرر غير المباشر فهو ضرر يصعب تحديده لتداخل األسباب مع الفعل األصلي مما
يفتح المجال إلى صعوبة تعويضه .ومن جهة أخرى البد أن يكون الضرر حاال أي بوقوع االعتداء على الشخص واحداث الضرر ،أما
الخاصية األخيرة فتقتضي أن يكون الضرر القابل للتعويض مؤكدا ومحققا .حميدة جميلة ،مرجع سابق ،ص.00.
214
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
215
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
جعلت من الصعب توافر خاصية الضرر المباشر فيه في بعض األحيان نتيجة تعدد مصادر التلوث واتساع نطاقه
والعوامل المساهمة في حدوثه.
وبالعودة إلى موقف المشرع الجزائري من األمر فإن األمر يجد انفراجا عند اإلطالع على المادة 20من
القانون رقم 07-72المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة حيث يعترف المشرع الجزائري بالضرر
المباشر والضرر غير المباشر وهو تعبير عن إدراكه للطبيعة الخاصة الضرر البيئي.
ج .أنه ضرر ذو طابع انتشاري
إن الحديث عن تحديد معالم وأبعاد الضرر الذي يصيب اإلنسان ممكن مبدئيا بالنظر إلى نتائج الضرر
على جسم اإلنسان أو أمالكه وحتى عواطفه ،مما يسمح بالوصول إلى تحديد نسبي لقيمة التعويض عن الضرر
الناجم ،غير أن الضرر البيئي يتسم في هذا الجانب باتساع نطاقه من حيث الزمان والمكان ،حيث يتعدى في
بعض األحيان الحدود اإلقليمية للدول ،وبذلك فإن اعتبار الضرر البيئي ذو طابع انتشاري يفسره تجاوز إرادة الدول
نظر
في حماية البيئة عبر تشريعاتها المحلية إلى إعمالها ألسلوب االتفاقيات اإلقليمية والدولية من أجل حماية البيئة ا
لتوحد المصير والمصلحة في ذلك ،وذلك لكون الضرر البيئي هو ضرر ممتد إلى أوسع الحدود نظ ار لعدم إمكانية
تحديد نطاقة المكاني بصورة دقيقة عالوة على سرعة انتشاره وهو ما يجعل من الصعب تقدير قيمة التعويض عنه
من طرف المحاكم المختصة(.)1
.3أشكال المسؤولية المدنية عن الضرر البيئي
تتفرع ال مسؤولية المدنية عن األضرار البيئية إلى شقين رئيسيين ،حيث تظهر أوال في شكل مسؤولية مدنية
تقصيرية والتي أقرتها المبادئ العامة سواء عن العمل غير المشروع ،أو عن حراسة األشياء ،أو ضمن مضار
الجوار ،إضافة إلى قواعد المسؤولية العقدية والتي تظهر حال وجود عالقة عقدية بين المسؤول عن الضرر
والمضرور كما أن الضرر يقع بمناسبة تنفيذ العقد(.)2
أ .المسؤولية المدنية التقصيرية عن الضرر البيئي
تتشكل المسؤولية المدنية التقصيرية عن األضرار البيئية نتيجة الضرر القائم عن تدهور البيئة أو النفايات
الناجمة عن األنشطة الصناعية حيث تمس مختلف مكونات البيئة من ماء وهواء وتربة وتتميز المسؤولية المدنية
التقصيرية بعدم قيام عالقة عقدية بين المسؤول عن التلوث والمتضرر منه(.)3
علي سعيدان ،الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص.270. ()2
علي سعيدان ،الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص.278. ()3
216
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وتتأسس المسؤولية التقصيرية عن الضرر الناجم عن التلوث وفق عدة أسس ،حيث يمكن أن تقوم على
أساس الخطأ الواجب اإلثبات وبالرجوع إلى المادة 032من القانون المدني الجزائري حيث بينت أن كل فعل أيا
كان يرتكبه الشخص بخطئه ويسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض.
وتطبيقا لذلك فإن قيام المسؤولية المدنية التقصيرية عن األضرار البيئية تقوم متى اثبت المضرور خطأ
محدث الضرر ،ولقد وضعت مختلف النصوص القانونية الجزائرية دعامة إلقامة هذا األساس حيث أنه بالعودة إلى
القانون رقم 07-72نجد أن المادة 20منه قد مكنت الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس نشاطها من أجل
حماية البيئة أن تمارس الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي تلحق ضر ار مباش ار أو غير
مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وذلك متى شكلت هذه الوقائع مخالفة لألحكام التشريعية
المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماء والهواء والجو واألرض وباطن األرض والفضاءات
الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث.
عالوة على ذلك وبالرجوع إلى االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية حول التعويض عن األضرار
الناجمة عن التلوث بالمحروقات والتي انضمت إليها الجزائر بموجب بروتوكول سنة 1998المعدل لهذه االتفاقية،
حيث اعتبرت أن أضرار التلوث هي التلف أو الضرر الواقع خارج السفينة نتيجة تلويث ناجم عن تسرب ،أو
تصريف للزيت من السفينة مهما كان موقع التسرب أو التصريف ،بشرط أن التعويض عن أضرار البيئة سيقتصر
على تكاليف التدابير المعقولة المنفذة فعال أو المزمعة إلعادة الوضع على ما كان عليه(.)1
كما بين البروتوكول أن مالك السفينة يكون مسؤوال عن أضرار التلوث الذي تتسبب فيه السفينة نتيجة
الحادث ( ،)2وال يجوز رفع دعوى التعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث ضد المالك إال وفقا لهذه االتفاقية مع
عدم جواز رفع هذه الدعوى على األجراء ،أو أعضاء الطاقم ،ما لم يكن الضرر ناجما عن فعل أو تقصير منهم
وأرتكب بقصد إحداث هذا الضرر ،أو نتيجة إهمال وعلى وعي باحتمال حدوث الضرر(.)3
وبالنتيجة لذلك فإن مخالفة االلتزامات التي أوجبتها النصوص القانونية السابقة الذكر يعد خطأ يستوجب قيام
المسئولية المدنية ،أما الوجه الثاني لتأسيس المسؤولية المدنية التقصيرية يظهر من خالل مسؤولية حراسة الشيء
والحديث في هذا الشأن متعلق باألضرار الناجمة عن النفايات التي قد تكون سامة في كثير من األمر ،حيث أن
هذه النفايات تستلزم عناية خاصة في حفظها ونقلها وكيفية التخلص منها أو رسكلتها(.)4
المادة 2فقرة 0و 3من المرسوم الرئاسي رقم ،032-08مرجع سابق. ()3
علي سعيدان ،الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري مرجع سابق ،ص.200. ()4
217
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
إن القانون الجزائري لم يعبر صراحة عن المسؤولية المدنية عن المخاطر البيئية ،غير انه أشار إليها من
خالل تناوله للمسؤولية بمفهومها التقليدي حيث تم تصنيفها ضمن المسؤولية عن األشياء بمختلف أنواعها(.)1
يمكن القول أن القانون الجزائري عالج هذه المسؤولية من خالل أحكام المادة 028من القانون المدني
الجزائري حيث اعتبرت أن كل من تولى حراسة شيء وكانت له قدرة االستعمال والتسيير ،يعتبر مسؤوال عن الضرر
الذي يحدثه ذلك الشيء ،وبذلك فقد تضمنت المسؤولية عن حراسة األشياء التي تحتاج إلى عناية خاصة.
ب .المسؤولية العقدية
يظهر أساس المسؤولية العقدية في حدوث الخطأ العقدي الذي يتحقق حال عدم التنفيذ أو التأخر فيه أو
التنفيذ المعيب لاللتزامات التي فرضها العقد .وتتعدد االحتماالت التي تظهر وفقها المسؤولية العقدية ،ومثال ذلك
حالة مالك احد المواقع الصناعية المتضمنة نفايات ثم يقوم بنقل ملكية هذا الموقع إلى شخص أخر ،ويجد هذا
األخير نفسه مجب ار على تنظيف الموقع بقرار من الجهات اإلدارية المختصة أو بعض المضرورين ويضطر بذلك
بالرجوع إلى المالك السابق كي يحمله كال أو جزءا من هذا العبء(.)2
وفيما يخص إعمال المسؤولية العقدية في قطاع المحروقات فقد بينت المادة 08من قانون المحروقات
الجزائري أن كل خالف بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) والمتعاقد ينجم عن تفسير/أو تنفيذ
العقد أو عن تطبيق قانون المحروقات و/أو النصوص التنظيمية المتخذة لتطبيقه يتم تسويته عن طريق إجراء تسوية
ودية وفق الشروط المتفق عليها في العقد ،وفي حالة إخفاق هذا اإلجراء يمكن عرض الخالف للتحكيم الدولي
حسب الشروط المتفق عليها في العقد ،ويخص اللجوء إلى التحكيم الدولي األشخاص المكونين للمتعاقد دون سواهم
وال يخص المؤسسة الوطنية سوناطراك ،وفي حالة ما إذا كان هذا الخالف قائما بين المؤسسة الوطنية سوناطراك
واألشخاص المكونين للمتعاقد فإنه يمكن عرض هذا الخالف على التحكيم الدولي حسب الشروط المنصوص عليها
في العقد ،ويطبق القانون الجزائري والسيما قانون المحروقات الجزائري والنصوص المتخذة لتطبيقه لتسوية
الخالفات(.)3
.4دعوى التعويض عن الضرر البيئي
باجتماع أركان المسؤولية المدنية يصبح للمضرور حق االدعاء في مواجهة المسؤول عن الضرر في
دعوى المطالبة بالتعويض ،وفي مجال األضرار البيئية فإن الضرر قد يلحق باألشخاص أو بأموالهم أو بالبيئة كما
زرباني محمد مصطفى ومصطفى عبد الغني "،المسؤولية عن الضرر البيئي بين االتفاقيات الدولية و أحكام القانون الداخلي"، ()1
مجلة التراث ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة .العدد ،2113 ،5ص.51 .
علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر ،ص.347. ()2
تم تعديل هذه المادة مرتين بموجب األمر رقم ،11-16والقانون 11-13المتضمنين تعديل القانون رقم 17-15المتعلق ()3
بالمحروقات.
218
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
()1
بتوافر شروط تم بيانه سابقا ،وبالنتيجة لذلك يمكن للمضرور اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بالتعويض
قبول الدعوى من صفة ومصلحة.
لقد بينت المادة 20من القانون رقم 07-72المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة إمكانية
رفع دعوى أمام الجهات القضائية المختصة من طرف الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال
حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي ،عن كل مساس بالبيئة وذلك حتى في الحاالت التي ال تعني األشخاص
المنتسبين لها بإنتضام.
ويمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي تلحق
ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وتشكل هذه الوقائع مخالفة لألحكام
التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماد والهواء والجو واألرض وباطن األرض
والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث(.)2
وذلك عندما يتعرض أشخاص طبيعيون ألضرار فردية تسبب فيها فعل الشخص نفسه وتعود إلى مصدر
مشترك في الميادين المذكورة في المادة 20من القانون رقم ،07-72فإنه يمكن كل جمعية معتمدة بمقتضى المادة
20من القانون رقم 07-72واذا ما فوضها على األقل شخصان ( )3طبيعيان معنيان أن ترفع باسمها دعوى
التعويض أمام أية جهة قضائية ،ويجب أن يكون التفويض الذي يمنحه كل شخص معني كتابيا ،ويمكن للجمعية
التي ترفع دعوى قضائية عمال بالفقرتين السابقتين ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني أمام آية جهة
قضائية جزائية(.)3
.5سلطات القاضي في تعويض الضرر البيئي
بالرجوع إلى المادة 023من القانون المدني الجزائري يتضح أن للقاضي السلطة التقديرية في تقدير طريقة
التعويض تبعا للظروف ،فيصح أن يكون التعويض مقسطا ،كما يصح أن يكونا إيرادا مرتبا ،كما يقدر التعويض
نقدا ،على انه يجوز للقاضي تبعا للظروف وبناءا على طلب المضرور أن يأمر بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه.
وأيا كان الحكم الذي يتبناه القاضي من أجل التعويض عن الضرر البيئي فإنه ال يخرج عن ثالثة صور ،أمر
بإيقاف الضرر البيئي ،وتعويض بإعادة الحال على ما كانت عليه ،أو تعويض بمقابل كما يلي:
يوسف معلم ،المسؤولية الدولية بدون ضرر :حالة الضرر البيئي ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،فرع ()1
القانون الدولي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،3770 ،ص.030.
أنظر المادة 20من القانون رقم ،07-72مرجع سابق. ()2
219
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
كما نص على آلية إعادة الحال على ما كانت علية نتيجة العقوبة الجزائية من خالل المادة 077من القانون رقم ،07-72حيث ()4
يعاقب بالحبس لمدة سنتين وبغرامة مالية قدرها خمسمائة ألف دينار كل من رمى أو افر ،أو ترك تسربا في المياه السطحية أو
الجوفية ،أو في مياه البحر الخاضعة للقضاء الجزائري بصفة مباشرة أو غير مباشرة لمادة أو مواد يتسبب مفعولها أو تفاعلها في
اإلضرار ولو مؤقتا بصحة اإلنسان أو النبات أو الحيوان أو يؤدي ذلك إلى تقليص استعمال مناطق السباحة ،وعندما تكون عمليات
الصب مسموحا بها بقرار ال تطبق األحكام السابقة إال إذا لم تحترم مقتضيات هذا القرار ،ويمكن للمحكمة كذلك أن تفرض على
المحكوم عليه إصالح الوسط المائي المتضرر من التلوث .كما بينت المادة 073من القانون رقم 07-72انه يعاقب بالحبس لمدة
سنة وبغرامة مالية قدرها خمس مائة ألف دينار جزائري كل من استغل منشاة دون الحصول على الترخيص المتعلق بالمؤسسات
المصنفة لحماية البيئة ،كما يجوز للمحكمة ان تقضي بمنع استعمال المنشأة إلى حين الحصول على الترخيص ضمن الشروط
المنصوص عليها قانونا ويمكنها أيضا األمر بالنفاذ المؤقت للحضر ،كما يجوز للمحكمة األمر بإعادة األماكن إلى حالتها األصلية.
221
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
نور الدين حمشة ،الحماية الجنائية للبيئة :دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والفانون الوضعي ،مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير ()2
في الشريعة والقانون ،كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية ،قسم الشريعة ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،3770 ،ص.020.
علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص.200. ()3
221
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص.380. ()1
عدنان الفيل علي ،القانون الجنائي المقارن ،دراسة مقارنة بين القوانين الجنائية العربية ،دار الجنادرية للنشر والتوزيع ،األردن، ()2
،3707ص.007.
نور الدين حمشة ،المرجع السابق ،ص.03. ()3
علي سعيدان حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص.330. ()4
فؤاد رزق ،األحكام الجزائية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،3772 ،ص.30. ()5
222
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
تحت طائلة العقاب ،وتتمثل النتيجة اإلجرامية في الفعل المادي فيما ينجر عنه من ضرر أو خطر حال أو آجل،
حيث أن عنصر النتيجة يمثل احد المسائل التي يصعب إثباتها في جرائم االعتداء على البيئة ،إذ أن تحقق النتيجة
قد ال يكون حاال في مكان حدوث الفعل فقد تتحقق في مكان آخر داخل الدولة أو خارجها ومثال ذلك تلوث مياه
البحار بالنفط وكذا تلوث الهواء نتيجة منشآت تكرير النفط ،كما أن السلوك اإلجرامي قد ال يؤدي في بعض األحيان
إلى نتيجة مادية معينة ولكنه يعرض احد عناصر البيئة للخطر ،وبذلك فإن جرائم البيئة تشترط أن يكون الضرر أو
الخطر ناتجا عن الفعل المادي المسبب للجريمة ومرتبطا به بعالقة سببية(.)1
إن جرائم تلويث البيئة تتمايز وفق شقين رئيسيين ،حيث تظهر في شكل جرائم ضرر حيث أن تحقق
الضرر يستدعي قيام المسؤولية عن هاته الجرائم ،كما تظهر في شكل جرائم خطر حيث يكتفي التعرض للخطر
لقيام المسؤولية عنها(.)2
ويشترط القانون في جرائم الضرر ضمن ركنها المادي حدوث ضرر ،بمعنى تحقق نتيجة ضارة ،كما
يتطلب القانون لقيام هذا النوع من الجرائم سلوكا إجراميا يتمثل في االعتداء على مصلحة محمية قانون ،سواء كانت
مادية أو معنوية أو مصلحة يحميها القانون.
ولكي تكتمل جريمة تلويث البيئة البد من توفر عالقة سببية بين السلوك اإلجرامي والنتيجة اإلجرامية ،غير
انه يجب التمييز بين جرائم التعريض للخطر حيث تقوم الجريمة بمجرد تحقق السلوك اإلجرامي المتمثل في
التعريض للخطر لحق محمي قانونا دون حدوث نتيجة ،وفيما يخص جرائم الضرر فإن الرابطة السببية تجد تطبيقا
لها حيث يتطلب المشرع تحقيق نتيجة ضارة للبيئة (.)3
ب .الركن المعنوي
ال يكفي لوجود الجريمة أن يقدم الفاعل على عمل أو االمتناع عن عنه بل البد من خطأ يمكن معه القول
بأن ذلك العمل أو االمتناع كان م قترنا بحالة نفسية أو فكرية تسعى إلحداثه ،إذ ال يتحقق الخطأ إال إذا أراد الفاعل
وقوع الفعل المجرم قانونا فهو إرادة الرتكاب الجريمة على ما وصفها القانون حيث تعتبر هذه النية عنص ار معنويا
للجريمة( ،)4وفي مجال اإلجرام البيئي يالحظ أن المشرع اشترط في بعض الجرائم توافر العمد في إتيان النشاط دون
تطلب نية خاصة ،ومثال ذلك إلقاء الجاني لمواد ملوثة في مجاري األنهار دون أن يتطلب ذلك توافر نية التلويث
علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ص.200. ()1
لقمان بامون ،المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي عن جريمة تلويث البيئة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق، ()2
تخصص قانون جنائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،3703 ،ص.23.
لقمان بامون ،المرجع السابق ،ص.59. ()3
223
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
لديه ،فجل جرائم البيئة ال يشترط فيها نية خالصة أو قصد خاص حيث أن مجرد القصد العام كفيل بإقرار نية
األضرار بالبيئة(.)1
فا لقصد العام يعني توجيه اإلرادة نحو ارتكاب الجريمة مع العلم بعناصرها القانونية ،بغض النظر عن الغاية
التي يهدف الجاني إلى تحقيقها ،وهو الصورة التي يتطلبها القانون في جرائم تلويث البيئة بحيث يكتفى بعلم الجاني
بتوفر أركان الجريمة واتجاه إرادته إلى ارتكاب الفعل وتحقق النتيجة دون الحاجة إل توافر غاية ما ،أما القصد
الجنائي الخاص فهو الذي يعتد به المشرع بغاية معينة يتطلبها الكتمال الركن المعنوي ،ومثال القصد الخاص في
جرائم تلويث البيئة ما جاء في المادة 80مكرر من قانون العقوبات الجزائري( ،)2حيث بينت أنه يعتبر فعال ارهابيا
أو تخريبيا كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الترابية ،والسالمة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي عن
طريق أي عمل غرضه بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو إنعدام األمن ،من خالل اإلعتداء المعنوي أو
الجسدي أو تعريض حياتهم وحريتمه أوأمنهم للخطر أو المس ببمتلكاتهم ،وكذالك عبر اإلعتداء على المحيط أو
أدخال مادة و تسريبها في الجو أو في باطن األرض أو إلقائها عليها أو في المياه بما فيها المياه اإلقليمية والتي من
شأنها جعل صحة اإلنسان و الحيوان و البيئة الطبيعية في خطر( ،)3حيث أن تحقق غاية أبعد من النتيجة
اإلجرامية فعالوة على اتجاه إرادة الجاني إلى المساس بأمن الدولة والوحدة الترابية ،فقد يؤدي ذلك إلى المساس
بالبيئة ومختلف مكاوناتها عبر اللقاء يها أو تخريب االوساط التي تتكون منها وعليه فإن الباعث يعد في هذه الحالة
قصدا خاصا لقيام هاته الجريمة(.)4
ج .الركن الشرعي
إن وجود أي جريمة يقتضي وجود نص قانوني يرتكز عليه وجودها إعماال لمبدأ ال جريمة وال عقاب بدون
نص ،إذ ال يحق للقاضي الجزائي أن يفرض عقوبة أو تدابير احت ارزية على فعل لم يكن القانون قد نص على
اعتباره من الجرائم ،كما ال يجوز فرض أي عقوبة لم يكن القانون قد نص عليها حين اقتراف الجرم وهو ما يطلق
عليه بقانونية العقوبة(.)5
لقد نص الدستور الجزائري لسنة 0000من خالل المادة 20منه انه ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر
قبل ارتكاب الفعل المجرم ،وهو ما أكدته المادة األولى من قانون العقوبات الجزائري ،كما اقر المشرع الجزائري من
علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص.200. ()1
أمر رقم ،000-00مؤرخ في 8جوان ،0000يتضمن قانون العقوبات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 00جوان ،0000 ()2
المعدل والمتمم.
أنظر المادة 80مكرر قرة 0وفقرة 0من األمر رقم ،000-00المرجع السابق. ()3
224
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
خالل قانون العقوبات المسؤولية الجنائية الشخص المعنوي حيث يتضح من خالل المادة 00من قانون العقوبات
الجزائري أن المشرع حدد المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية عن الجرائم المنصوص عليها سواء في قانون
العقوبات أو القوانين الخاصة ومنها قانون حماية البيئة وقانون تسيير النفايات ومراقبتها وازالتها وقانون المياه،
وغيرها ،وعليه البد من أن يكون النص الجنائي المجرم لالعتداء على البيئة واضحا ودقيق حتى يتسنى للقاضي
تحديد نوع الجريمة البيئية والعقوبة المقررة لها ،إذ يتضح أن النصوص الردعية متفرقة بين عديد النصوص القانونية
مما يصعب اإلحاطة بها والتي تمثل في جلها تطبيقا لمبدأ الحيطة والذي يقتضي توفير حماية جنائية للبيئة بصفة
مسبقة(.)1
.2العقوبات القضائية المقررة لحماية البيئة
تصنف الجرائم البيئة وفقا للقانون الجزائري إما أنها جنايات أو جنح أو مخالفات وذلك بالنظر إلى جسامة
الجزاء الجنائي الموقع عليها( ،)2غير انه يمكن تقسيم العقوبات المرتبطة بها وفقا لمكونات البيئة من جهة والحديث
يتعلق بالعقوبات المتعلقة بحماية الهواء والتربة والماء ،عالوة على العقوبات المرتبطة بطبيعة الجاني والذي يظهر
في قطاع المحروقات في شكل شخص معنوي عادة ما يكون مؤسسة مصنفة ،وكذا العقوبات المتعلقة بتسيير
النفايات الصناعية.
أ .العقوبات المتعلقة بحماية الهواء والجو
بينت المادة 82من قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة انه يعاقب بغرامة من خمسة أالف
دينار ( 0.777دج) إلى خمسة عشرة ألف دينار ( 00.777دج ) كل شخص تسبب في تلوث جوي وخالف أحكام
النصوص التنظيمية المتعلقة بالحاالت والشروط التي يمنع فيها او ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات
السائلة أو الصلبة في الجو ،وكذلك الشروط التي تتم فيها المراقبة ،وفي حالة العود يعاقب بالحبس من شهرين إلى
ستة أشهر وبغرامة من خمسين ألف( 07.777دج ) إلى مائة وخمسين ألف دينار ( 007.777دج) أو بإحدى
هاتين العقوبتين فقط(.)3
وفي حالة الحكم بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 82من القانون رقم 07-72يحدد القاضي األجل
الذي ينبغي فيه أن تنجز األشغال وأعمال التهيئة المنصوص عليها في التنظيم ،وزيادة على ذلك يمكن للقاضي
األمر بتنفيذ األشغال وأعامل التهيئة على نفقة المحكوم علي ،وعند االقتضاء يمكنه األمر بمنع استعمال المنشآت
أو أي عقار أو منقول آخر مصد ار للتلوث الجوي ،وذلك حتى إتمام انجاز األشغال والترميمات الالزمة( ،)4وبينت
على سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص.230. ()2
225
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
المادة 80انه في حالة عدم احترام األجل المنصوص عليه في المادة 80فإنه يجوز للمحكمة أن تأمر بغرامة من
خمسة أالف دينار ( 0.777دج ) إلى عشرة أالف دينار ( 07.777دج) وغرامة تهديديه ال يقل مبلغها عن ألف
دينار ( 0.777دج ) عن كل يوم تأخير.
ويمكن أيضا األمر بحضر استعمال المنشآت المتسببة في التلوث إلى حين انجاز األشغال وأعمال التهيئة
أو تنفيذ االلتزامات المنصوص عليها .كما جرمت المادة 80مكرر من قانون العقوبات كل إدخال لمواد سامة أو
تسريبها جوا أو في باطن األرض أو إلقائها في الماء مما يسبب خطورة على صحة اإلنسان وعاقبت على هذا
الفعل بعقوبة اإلعدام(.)1
ب .العقوبات المتعلقة بحماية الماء واألوساط المائية
يمكن لوكيل الجمهورية والقاضي الذي تحال عليه الدعوى األمر بإيقاف السفينة أو الطائرة أو اآللية أو
القاعدة العائمة التي استخدمت في ارتكاب إحدى المخالفات المتعلقة بكل عملية صب أو غمر أو ترميد داخل
المياه البحرية الخاضعة للقضاء الجزائري لمواد من شانها األضرار بالصحة العمومية واألنظمة البيئية البحرية وكذا
عرقلة األنشطة البحرية بما في ذلك المالحة والتربية المائية والصيد البحري ،وافساد نوعية المياه البحرية من حيث
استعمالها( ،)2ويج وز للجهة القضائية المختصة أن تأمر في كل وقت برفع اإليقاف إذا ما تم دفع كفالة تحدد
مبلغها وكيفيات تسديدها هذه الجهة القضائية( ،)3ويؤول االختصاص للمحكمة مكان وقوع المخالفة ويكون زيادة
على ذلك إما للمحكمة التي تم التسجيل في إقليمها إذا تعلق األمر بسفينة أو آلية أو قاعدة عائمة جزائرية واما
للمحكمة التي توجد المركبة في إقليمها إذا كانت هذه المركبة أجنبية او غير مسجلة ،واما لمحكمة المكان حيث يتم
الهبوط بعد التحليق الذي ارتكبت المخالفة أثناءه إذا تعلق األمر بطائرة(.)4
وفيما يخص ربابنة السفن ،فإنه يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من مائة ألف دينار
( 077.777دج ) إلى مليون دينار (0.777.777دج ) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل ربان سفينة جزائرية أو
قائد طائرة جزائرية أو كل شخص يشرف على عمليات الغمر أو الترميد في البحر على متن آليات جزائرية أو قواعد
عائمة ثابتة أو متحركة في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري حال ارتكاب واحدة من المخالفات السابقة الذكر،
وتضاعف العقوبة حالة العود(.)5
علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص.233. ()1
حددت هذه المخالفات المادة 03من القانون رقم ،07-72وبينت المادة 02أنه ال تطبق أحكام المادة 02حال القوة القاهرة ()2
الناجمة عن التقلبات الجوية أو عن عوامل أخرى ،عندما تتعرض للخطر حياة البشر أو امن السفينة أو الطائرة.
المادة 88من القانون رقم ،07-72مرجع سابق. ()3
226
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وفي حالة ارتكاب المخالفات بأمر من مالك أو مستغل السفينة أو الطائرة أو اآللية أو القاعدة العائمة،
يعاقب هذا المالك أو المستغل بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 07من القانون رقم 07-72السابقة الذكر
على أن يضاعف الحد األقصى لهذه العقوبات ،واذا لم يعط هذا المالك أو المستغل أم ار كتابيا لربان السفينة أو
الشخص المشرف على عمليات الغمر أو قائد الطائرة أو اآللية العائمة أو القاعدة العائمة لالمتثال ألحكام القانون
المتعلق بحماية البحر يتابع بصفته شريكا في ارتكاب المخالفات المنصوص عليها ،وعندما يكون المالك شخصا
معنويا تلقى المسؤولية على عاتق الشخص أو األشخاص الممثلين الشرعيين او المسيرين الفعليين الذين يتولون
اإلشراف واإلدارة أو كل شخص أخر مفوض من طرفهم( ،)1ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من
مليون دينار (0.777.777دج ) إلى عشرة ماليين دينار (07.777.777دج ) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل
ربان خاضع إلحكام المعاهدة الدولية للوقاية من ثلوث مياه البحر بالمحروقات والمبرمة في لندن في 03ماي سنة
0002وتعديالتها ،والذي ارتكب مخالفة لإلحكام المتعلقة بحضر صب المحروقات أو مزيجها في البحر،
وتضاعف العقوبة حالة العود ،ويعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من مائة ألف دينار إلى مليون
دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل ربان سفينة غير خاضعة إلحكام المعاهدة السابقة الذكر والذي يرتكب
إحدى المخالفات المنصوص عليها في المادة 02من القانون رقم ،07-72وتضاعف العقوبة حالة العود(.)2
ويعاقب بغرامة مالية من مائة ألف دينار إلى مليون دينار كل ربان تسبب بسوء تصرفه أو رعونته أو غفلته
أو إخالله بالقوانين واألنظمة في وقوع حادث مالحي أو لم يتحكم فيه أو لم يتفاداه ،ونجم عنه تدفق مواد ملوثة
للمياه الخاضعة للقضاء الجزائري ،كما تطبق نفس العقوبات على صاحب السفينة أو مستغلها أو كل شخص أخر
غير الربان ،تسبب في تدفق مواد في الظروف السابقة الذكر ،غير انه ال يعاقب على التدفق الذي بررته تدابير
اقتضتها ضرورة تفادي خطر جسيم وعأجل يهدد امن السفن أو حياة البشر أو البيئة(.)3
ويعاقب بغرامة من مائة ألف دينار إلى مليون دينار كل ربان سفينة تحمل بضائع خطيرة أو سامة أو ملوثة
تعبر بالقرب من المياه الخاضعة للقضاء الجزائري أو داخلها ،لم يقم باإلبال ،عن حادث مالحي يقع في مركبه
ومن شأنه أن يهدد بتلويث أو إفساد الوسط البحري والياه والسواحل الوطنية (.)4
وبغض النظر عن المتابعات القضائية في حالة إلحاق الضرر بشخص أو بالوسط البحري أو بالمنشآت،
يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرام من مليوني دينار إلى عشرة ماليين دينار كل مخالف لإلجراءات
السابقة الذكر ،ونجم عن ذلك صب محروقات أو مزيج من المحروقات في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري(.)1
أنظر المادة 02و المادة 02من القانون رقم ،07-72مرجع سابق. ()2
227
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
وفقا للمادة 077من القانون رقم 07-72يعاقب بالحبس لمدة سنتين وبغرامة مالية قدرها خمسمائة ألف
دينار كل من رمى أو افر ،أو ترك تسربا في المياه السطحية أو الجوفية ،أو في مياه البحر الخاضعة للقضاء
الجزائري بصفة مباشرة أو غير مباشرة لمادة أو مواد يتسبب مفعولها أو تفاعلها في اإلضرار ولو مؤقتا بصحة
اإلنسان أو النبات أو الحيوان أو يؤدي ذلك إلى تقليص استعمال مناطق السباحة ،وعندما تكون عمليات الصب
مسموحا بها بقرار ال تطبق األحكام السابقة إال إذا لم تحترم مقتضيات هذا القرار ،ويمكن للمحكمة كذلك أن تفرض
على المحكوم عليه إصالح الوسط المائي المتضرر من التلوث .
ج .العقوبات المتعلقة بالمؤسسات المصنفة
بينت المادة 073من القانون رقم 07-72انه يعاقب بالحبس لمدة سنة وبغرامة مالية قدرها خمس مائة
ألف دينار جزائري كل من استغل منشأة دون الحصول على الترخيص المتعلق بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة،
كما يجوز للمحكمة أن تقضي بمنع استعمال المنشأة إلى حين الحصول على الترخيص ضمن الشروط المنصوص
عليها قانونا ويمكنها أيضا األمر بالنفاذ المؤقت للحظر ،كما يجوز للمحكمة األمر بإعادة األماكن إلى حالتها
األصلية ،ووفقا للمادة 072منه فإنه يعاقب بالحبس لمدة سنتين وبغرامة قدرها مليون دينار جزائري كل من استغل
منشأة خالفا إلجراء قضى بتوقيف سيرها ،أو غلقها ،أو خضر لنشاطها.
كما بينت المادة 072منه أ نه يعاقب بالحبس لمدة ستة أشهر وبغرامة مالية قدرها خمسمائة ألف دينار
جزائري كل واصل استغالل منشأة مصنفة دون االمتثال لقرار اإلعذار باحترام المقتضيات التقنية المحددة قانونا،
وبينت المادة 03من القانون رقم ،37-72المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث انه يعاقب كل
مستغل لمنشأة صناعية لم يقم بإعداد مخطط داخلي للتدخل كما هو منصوص عليه في المادة 03من القانون رقم
37-72بشهرين إلى سنة وبغرامة من ثالثمائة ألف دينار إلى ستمائة ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط
وتضاعف العقوبة حال العود.
وتثبت المخالفات التي تقوم بها المؤسسات المصنفة بمحاضر يحررها ضباط الشرطة القضائية ،ومفتشو
البيئة ،حيث تحرر في نسختين يتم إرسال إحداهما إلى الوالي واألخرى إلى وكيل الجمهورية (.)2حيث يعاقب
بالحبس لمدة سنة وبغرامة قدرها مائة ألف دينار جزائري كل من عرقل األشخاص المكلفين بالحراسة والمراقبة أو
إجراء الخبرة للمنشآت المصنفة أثناء أداء مهامهم(.)3
228
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
أنظر المادة 2من القانون رقم ،00-70مؤرخ في 03ديسمبر ،3770يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ،ج .ر .ج .ج. ()1
وبصفة عامة كل مادة أو منتوج وكلب منقول يقوم المالك أو الحائز بالتخلص منه أو يلزم بالتخلص منه أو بإزالته .أما المقصود
بالنفايات الخاصة فهي كل النفايات الناتجة عن النشاطات الصناعية والز ارعية والعالجية والخدمات وكل النشاطات األخرى والتي بفعل
طبيعتها ومكونات المواد التي تحتويها ال يمكن جمعها ونقلها ومعالجتها بنفس الشروط مع النفايات المنزلية وما شابهها والنفايات
الهامدة .أما النفايات الخاصة الخطرة فهي كل النفايات الخاصة التي بفعل مكوناتها وخاصية المواد السامة التي تحتويها يختم الن
تضر بالصحة العمومية و/أو البيئة.
راجع الملحق الثالث من المرسوم التنفيذي رقم ،072-70رمز النفاية .2.0 ()4
229
الفصل الثاني :آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات
ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من سلم أو عمل على تسليم نفايات خاصة خطرة بغرض معالجتها
إلى شخص مستغل لمنشاة غير مرخص لها بمعالجة هذا الصنف من النفايات.
ويعاقب بالحبس من سنة إلى ثالثة سنوات وبغرامة مالية من ستمائة ألف دينار ( 077.777دج) إلى
تسعمائة ألف دينار ( 077.777دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من قام بإيداع النفايات الخاصة الخطرة أو
رمييها أو طمرها أو غمرها أو إهمالها في مواقع غير مخصصة لهذا الغرض وفي حالة العود تضاعف العقوبة
(.)1
ويعاقب بالحبس من خمسة سنوات إلى ثمان سنوات وبغرامة مالية من مليون دينار إلى خمسة ماليين
دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من استورد النفايات الخاصة الخطرة أو صدرها أو عمل على عبورها
مخالفا بذلك أحكام القانون رقم .)2(00-70
انطالقا مما سبق بيانه الجزء الثاني من هذه الدراسة يمكن القول أن المشرع الجزائري قد اعتمد على
مجموعة من الوسائل المادية والقانونية من أجل حماية البيئة من التلوث الناجم عن مختلف النشاطات المرتبطة
بقطاع المحروقات .وبذلك فقد اسند هذه المهمة لمجموعة من الهياكل المركزية والمحلية من أجل تجسيد الوسائل
القانونية المتمثلة كل من الدراسات البيئية والتي تظهر عبر دراسة التأثير في البيئة ،وكذا موجز التأثير على البيئة،
ودراسة الخطر ،إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق ثالثة أشكال وهي رخصة المؤسسات
المصنفة ،ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات ،ورخصة البناء ،كما تبنى المشرع الجزائري نظام الجباية
البيئية من أجل الحد من آثار التلوث والتي يعبر عنها بالضرائب الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية ،وبالمقابل لذلك
فقد أكد تفعيل اآلليات السابقة الذكر عبر تكريسه لجملة من الضمانات الرقابية من حماية البيئة من االخطار التي
تنجر عن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات.
231
خاتمـة
خاتـمة
231
خاتمـة
خاتـمة
بات من المستقر في األذهان في الوقت الراهن أن المسائل البيئية تشكل إحدى أبرز اهتمامات المفكرين
والباحثين والنظم القانونية نتيجة اآلثار الوخيمة التي يخلفها التلوث البيئي بمختلف صوره على األنظمة البيئية،
وذلك من أجل الحد من األخطار التي تهددها ،والبحث في السبل التي تحفظ سالمة البيئة ومكوناتها.
وعلى اعتبار أن جل ملوثات البيئية ناتجة عن األنشطة الصناعية التي يقوم بها اإلنسان والتي يشكل قطاع
المحروقات إحدى صورها وأهمها ،نظ ار لمركزه االقتصادي ،فصناعة الطاقة بصورة عامة تعد أكبر وأهم حلقات
االقتصاد العالمي ،عالوة على دور الصناعة البترولية اإلستراتيجي في توفير الطاقة الضرورية لممارسة األنشطة
الصناعية األخرى ،نتيجة زيادة الطلب العالمي على مختلف صور الطاقة والتي أكد قطاع المحروقات صدارته
كمصدر ال يمكن التخلي عليه ولو بعد حين من أجل سد االحتياج العالمي للطاقة.
عالوة على ذلك فإن األنشطة الصناعية المرتبطة بقطاع المحروقات تشكل تهديدا للبيئة نتيجة لما تخلفه
من مواد سامة وملوثة تهدد مختلف النظم االيكولوجية ،والتي باتت تهدد سالمة اإلنسان بالدرجة األولى.
ولقد سعت هذه الدراسة إلى الوقوف على النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون
الجزائري ،من خالل تحديد وبيان األطر القانونية المتعلقة باألنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات (نشاطات البحث
عن المحروقات واستغاللها ونقلها بواسطة األنابيب وتكريرها وتحويل وتسويق وتخزين وتوزيع المنتجات البترولية)،
وكذا الهياكل والمنشآت التي يسمح لها بممارسة هذه األنشطة.
وبينت الدراسة أن المقصود بمصطلح المحروقات وفقا للقانون الجزائري هو مختلف المحروقات السائلة
والغازية والصلبة السيما الرمال النضيدة والنضيد الزفتي ،حيث أن المحروقات السائلة هي النفط الخام وسوائل الغاز
الطبيعي وغاز البترول المميع .وأن الغاز الطبيعي ،أو الغاز بصورة عامة هو كل المحروقات الغازية المنتجة من
خالل اآلبار بما فيها الغاز الرطب والغاز الجاف اللذان يمكن أن يكونا مرفقين أو غير مرفقين بمحروقات سائلة
وغاز الفحم الحجري أو ميثان الفحم الحجري والغاز المترسب الذي يتحصل عليه بعد استخالص سوائل الغاز
الطبيعي ( ،)1كما حدد بصورة دقيقة مختلف الصور التي يظهر عليها الغاز.
ووضحت كيفية تبنى المشرع الجزائري من خالل تعديل قانون المحروقات بموجب القانون رقم 11-13
المحروقات غير التقليدية ،وهي محروقات تتميز بطريقة استخراج معينة ،عالوة على وجودها في مخازن تقتضي
إعمال تقنيات محددة كالتشقق الطبقي ،وعمليات التحفيز ،وتوفير شروط ضغط محددة ،إضافة إلى وجودها ضمن
تكوينات جيولوجية تصل إلى مستويات الصخرة األم .وبذلك فقد أكد إدراجه لما يصطلح عليه بالغاز الصخري
كشكل من أشكال المحروقات والتي تم وصفها على أنها غير تقليدية.
232
خاتمـة
وبالنظر إلى واقع التلوث الناجم عن قطاع المحروقات الذي بات يهدد مختلف مكونات البيئة سواء البيئة
األرضية أو الهوائية أو المائية فإن النظام القانوني الجزائري قد سعى من أجل وضع األطر القانونية الكفيلة بضبط
النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات من أجل حماية البيئة سواء على الصعيد الدولي أو الوطني.
وبذلك فقد انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات الدولية المتضمنة حماية البيئة بمختلف مكوناتها،
حيث إنضمت الجزائر إلى مجموعة من االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث و كذا البيئة الهوائية
وطبقة األوزون ،إضافة إلى االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي حيث أن حماية البيئة نتيجة النشاطات
الصناعية في قطاع المحروقات كان لها نصيب من القواعد القانونية االتفاقية؛ وتم بذلك وضع التزامات على عاتق
الدول من أجل ضبط التلوث الناجم عن المحروقات.
وفيما يخص القواعد القانونية الوطنية فقد سعى المشرع الجزائري منذ االستقالل إلى وضع نظام قانوني
يتضمن حماية البيئة بصورة عامة ،حيث شهدت هذه الحماية تطو ار بالنظر إلى مضمونها وكذا اآلليات المعتمدة
لحمايتها ،كما سعى المشرع الجزائري إلى تكريس حماية البيئة من التلوث الناجم عن المحروقات عبر إدراج البعد
البيئي في مختلف النصوص القانونية لقطاع المحروقات والتي شهدت بدورها تطو ار في هذا السياق.
وبذلك فقد تضمن القانون رقم 11-13المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة جملة من الوسائل
القانونية التي تبناها المشرع الجزائري قصد حماية البيئة بشكل عام ،حيث تعد هذه الوسائل تعبي ار على مختلف
المبادئ التي أسسها قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة كمبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية ،ومبدأ
النشاط الوقائي ،وتصحيح األضرار البيئية ،ومبدأ الملوث الدافع ،ومبدأ اإلعالم والمشاركة (.)1
وبالمقابل لذلك ومن أجل الترجمة الفعلية على الميدان والواقع العملي للمبادئ السابقة الذكر ،بينت الدراسة
أدوات التسيير البيئي المعتمدة من طرف المشرع المتضمنة تحديد المقاييس البيئية ،ووضع نظام لتقييم اآلثار
البيئية لمشاريع التنمية عبر الدراسات البيئية ،بتحديد الهيئات الرقابية ،و تكريس دوراألفراد والجمعيات في مجال
حماية البيئة.
وبالنظر إلى ذلك فإن إعمال المبادئ واألدوات السابقة الذكر في قطاع المحروقات قصد حماية البيئة من
التدهور الذي ينجر عن مختلف األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية يظهر من خالل اعتماد المشرع الجزائري
على وسائل قانونية تظهر في كل من الدراسات البيئية والتي تتضمن كال من دراسة التأثير في البيئة ،وكذا موجز
التأثير على البيئة ،ودراسة الخطر إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق ثالثة أشكال وهي
رخصة المؤسسات المصنفة ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات ،ورخصة البناء ،كما تبنى المشرع
233
خاتمـة
الجزائري نظام الجباية البيئية من أجل الحد من آثار التلوث والتي يعبر عنها بالضرائب الخضراء أو الضرائب
اإليكولوجية.
وقد توصلت من خالل دراستي إلى جملة من النتائج وهي كاآلتي:
.1شهد تكريس حماية البيئة من التلوث الناجم عن قطاع المحروقات تطو ار متمي از في الجرائر منذ بداية استغالل
المحروقات في الجزائر وذلك إبان اإلستدمار الفرنسي ،حيث لم يجد البعد البيئي أي اهتمام ومكان له ،والتي شملت
أيضا الفترة الممتدة من الثورة التحريرية المجيدة إلى الظفر بالسيادة الوطنية وصوال إلى صدور أول قانون
للمحروقات في ضل السيادة الوطنية سنة 2599بموجب القانون رقم 21-99المؤرخ في 5أوت ،2599المتعلق
بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب ،حيث لم يكرس هذا القانون أية حماية للبيئة
في قطاع المحروقات ،وجل األحكام التي جاء بها لم تشر إلى تطبيق النظم الخاصة بالبيئة أو اإلحالة إلى
نصوص خاصة في هذا السياق ،رغم استناد المشرع الجزائري على جملة من النصوص المعتمدة في مقدمة القانون
إلى قانون البيئة رقم 40-90لسنة 2599وكذا قانون المياه رقم 29-90لسنة ،2590وبذلك فقد أغفل المشرع
التطرق إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات في أول قانون جزائري ينظم قطاع المحروقات في ظل السيادة
الوطنية.
غير أنه بإلغاء القانون رقم 21-99بموجب قانون المحروقات رقم ،49-49المؤرخ في 38أفريل
،3770المعدل والمتمم ،والذي يعد حجر الزاوية في إدراج البعد البيئي ضمن النظام القانوني المتعلق بقطاع
المحروقات في الجزائر ،عالوة على ما تضمنته مجموعة من النصوص التنظيمية المتعلقة بتطبيقه من تفعيل لهذا
اإلدراج.
.1عمد المشرع الجزائري من خالل القواعد االتفاقية الدولية إلى وضع التزام على عاتق الجزائر من أجل حماية
البيئة من التلوث الناجم عن المحروقات ،وتم ترجمة هذه االلتزامات عبر النصوص الداخلية ،ومن أمثلة هذه
االتفاقيات االتفاقية الدولية المتعلقة باالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة 2554والمحررة
بلندن يوم 04نوفمبر سنة 2554المنظم إليها بموجب المرسوم الرئاسي ،019-41المؤرخ في 07أكتوبر 3772
والتي حثت كل طرف فيها على ضرورة إنشاء نظام وطني للتصدي بصورة فورية وفعالة لحوادث التلوث الزيتي،
حيث يحتوي هذا النظام كحد أدنى على تعيين السلطة أو السلطات الوطنية المختصة المسؤولية عن االستعداد
والتصدي للتلوث الزيتي ،وبيان نقطة أو نقاط االتصال المسؤولة عن استقبال وبث التقارير عن التلوث ،إضافة
على وضع خطة وطنية لالستعداد والتصدي تشمل العالقة التنظيمية لمختلف الهيئات المعنية سواء العامة منها أو
الخاصة مع مراعاة الخطوط التوجيهية الموضوعة من قبل المنظمة.
234
خاتمـة
وبالنتيجة لذلك فقد أكد المرسوم التنفيذي رقم ،264-14المؤرخ في 33سبتمبر ،3702المتعلق بتنظيم
مكافحة المتلوثات البحرية ،استحداث اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر والتي أطلق عليها اسم " اللجنة الوطنية
تل بحر" ،واحداث مخططات استعجاليه لذلك ،حيث تكلف هذه اللجنة بتنسيق أعمال مختلف الدوائر الو ازرية
والهيئات في مجال تحضير مكافحة تلوث البحر والقيام بذلك على المستوى الوطني عبر إعداد برنامج سنوي
لمختلف النشاطات ،ومتابعة انجازها واعداد مخطط تل بحر وطني والسهر على تنفيذه.
ومثال آخر يظهر من خالل اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها،
حيث انضمت الجزائر إلى اتفاقية برشلونة المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث بموجب المرسوم رقم
،02-87المؤرخ في 30جانفي ،0087والتي حثت أطرافها على وجوب تطبيق جملة من المبادئ من أجل حماية
البيئة ،والمتمثلة في مبدأ الحذر ،ومبدأ الغرم الملوث الذي يستند على تكاليف منع التلوث وتدابير مكافحته
والتخفيف منه يتحملها الملوث ،مع إبالء العناية للمصلحة العامة.
وكذا القيام بتقييم األثر البيئي لألنشطة المقترحة التي من المحتمل أن تسبب أث ار ضا ار على البيئة البحرية
والتي تخضع لترخيص من السلطات الوطنية المختصة كوسيلة للحفاظ على البيئة البحرية حال النشاطات والمنشآت
التي تكون على مستوى البحر المتوسط.
كما أتاحت إمكانية اإلعالم الجماهيري والمشاركة والتي تقتضي ضمان األطراف المتعاقدة قيام سلطاتها
بإتاحة الوصول على المعلومات المناسبة عن حالة البيئة من طرف الجمهور وألزمت االتفاقية اعتماد أطرافها
لتشريعات وطنية تنفيذا لالتفاقية والبروتوكوالت المتعلقة بها ،وفي هذا السياق فقد تم وضع نصوص داخلية من أجل
تأكيد االلتزامات الدولية الواردة في هذه االتفاقية والمتمثلة على الخصوص فيما يخص الدراسات البيئة في إصدار
المرسوم التنفيذي رقم ،312-18المؤرخ في 5أكتوبر ،2118يحدد شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة
للنشاطات التابعة لمجال المحروقات ،والمرسوم التنفيذي رقم ،70-00المؤرخ في 02جانفي ،3700المحدد
لكيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها .إضافة إلى تكريس مبد اإلعالم
والمشاركة من خالل المادة 20من القانون رقم .07-72
.3عالج المشرع الجزائري موضوع حماية البيئة في قطاع المحروقات بدء من األحكام التي تضمنها قانون رقم
70-70المتعلق بالمحروقات المعدل والمتمم ،ومرو ار بالعديد من النصوص التنظيمية التي جاءت لتحديد كيفيات
تطبيقه هذا القانون ،وما تضمنه من مبادئ منصوص عليها في قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة عبر
وضع جملة من الوسائل المادية والقانونية التي سعى من خاللها إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات ،إضافة إلى
بيان الهيئات والسلطات المخولة قانونا بالسهر على تطبيق هذه اآلليات.
235
خاتمـة
وبالنتيجة لذلك فإن الوسائل المادية التي وضعها المشرع الجزائري تظهر من خالل الدور الممنوح لمختلف الهيئات
والسلطات سواء المركزية أو المحلية التي خولها المشرع سلطة اتخاذ القرار أو منح التأشيرة أو المشاركة في ذلك،
حتى تسمح بضمان موافقة النشاط الصناعي في قطاع المحروقات لمقتضيات حماية البيئة.
إضافة إلى ذلك فإن الوسائل القانونية التي اعتمدها المشرع الجزائري من أجل مراجعة البعد البيئي في
األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية تظهر في كل من الدراسات البيئية والتي تتضمن كال من دراسة التأثير في
البيئة ،وكذا موجز التأثير على البيئة ،و دراسة الخطر ،إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق
ثالثة أشكال وهي رخصة المؤسسات المصنفة ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات ،ورخصة البناء ،كما
تبنى المشرع الجزائري نظام الجباية البيئية أو يعرف بالضرائب الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية من أجل الحد من
آثار التلوث.
انطالقا من النتائج السابقة الذكر وبالبحث في مضمونها بصفة دقيقة تم تسجيل بعض المالحظات
الجوهرية وهي كما يلي:
.4ألزمت المادة 08من القانون 70-70المعدل والمتمم والمتعلق بالمحروقات كل شخص قبل القيام بأي نشاط
عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على موافقة سلطة ضبط المحروقات ،دراسة التأثير على البيئة ،ومخطط
تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات
وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة.
وبذلك فإن جميع النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات تكون محل دراسة تأثير في البيئة ،وقد تم إصدار
النص القانوني المنظم لهذه الدراسات في سنة 3778بموجب المرسوم التنفيذي رقم 203-78المحدد لشروط
الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات ،حيث اكدت المادة االولى منه تطبيق
أحكام المادة 08من قانون المحروقات السيما في مجال تطبيق المرسوم التنفيذي ،غير أنه بالعودة إلى المرسوم
التنفيذي ،145-17المؤرخ في 19ماي ،2117المتضمن مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة
وموجز التأثير على البيئة فقد ألزمت المادة 3منه وجوب خضوع المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل
بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على البيئة ،وبالرجوع إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم 145-17
والمتضمن قائمة المشاريع التي تخضع لموجز التأثير نجد المشاريع المتعلقة بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة
تقل عن سنتين.
وبذلك يتضح وجود تعارض في النصين ( المرسوم التنفيذي 315-18والمرسوم التنفيذي )145-17حيث
ألزم قانون المحروقات الخضوع لدراسة التأثير لجميع األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات والتي من المفترض أن
المشاريع المتعلقة بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة تقل عن سنتين تعد جزء منها ،حيث أن هذه األخيرة
236
خاتمـة
تخضع بموجب المرسوم التنفيذي رقم 145-17إلى دراسة موجز التأثير في البيئة ،وبالتالي يجب تعديل المرسوم
التنفيذي 145-17بما يتجاوب مع ما تم تحديده في القانون 17-15المتعلق بالمحروقات.
.2لقد كرس المشرع الجزائري من خالل القانون رقم 11-13مبدأ اإلعالم والمشاركة( ،)1حيث يسمح لكل شخص
الحق في أن يكون على علم بحالة البيئة والمشاركة في اإلجراءات المسبقة عند اتخاذ الق اررات التي قد تضر بالبيئة،
وبالرجوع إلى المادة 35من القانون رقم 11-13يمكن للجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال
حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي المساهمة والمساعدة في عمل الهيئات العمومية فيما يخص حماية البيئة
وابداء الرأي والمشاركة في ذلك.
وقد تجسد تطبيق هذا المبدأ في قطاع المحروقات من خالل التحقيق العمومي حيث ألزمت المادة 21من
القانون رقم 11-13القيام بتحقيق عمومي يسبق كل تسليم لرخصة المنشآت المصنفة ،ودراسة تأثير أو موجز
تأثير على البيئة ،كما ألزمت المادة 5من المرسوم التنفيذي 198-16المؤرخ في 31ماي ،2116الذي يضبط
التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة أنه يسبق كل طلب رخصة استغالل المؤسسة المصنفة
وحسب الحالة وطبقا لقائمة المنشآت المصنفة دراسة أو موجز التأثير على البيئة أو دراسة خطر ،وتحقيق عمومي
حيث يقوم الوالي أو الوالة المختصون إقليميا ،بفتح تحقيق عمومي طبقا لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي
145-17المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة ،حيث
يرفق التحقيق العمومي بعد انتهائه بالملف المتضمن دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات إلى سلطة ضبط
المحروقات والوزير المكلف بالبيئة .
ويتضح مما سبق أن المشرع الجزائري قام بالتطبيق القانوني لحق اإلعالم والمشاركة في اتخاذ الق اررات
المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات عبر إق ارره لهذا المبدأ ،غير أن تقييم مدى فاعلية هذا المبدأ في حماية
البيئة في قطاع المحروقات يعتريه بعض النقص وذلك بالنظر إلى عدم اتسام التحقيق العمومي بالقوة الملزمة كونه
يعتبر رأيا يمكن األخذ به أو رفضه .كما أن نفس المالحظة توجه إلى دور الدوائر الو ازرية المشاركة في اتخاذ
الق اررات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات.
.3لقد كرس المشرع الجزائري في القانون رقم 11-13مبدأ الملوث الدافع عبر انتهاجه للنهج الضريبي من أجل
استعمال عقالني للموارد الطبيعية ،وبموجب هذا المبدأ يتحمل كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب في
إلحاق الضرر بالبيئة نفقات كل التدابير الوقائية من أجل الحد من التلوث والتقليص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى
حالتها األصلية.
وفيما يخص الرسوم المتعلقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات فقد تم النص عليها عبر مجموعة من
النصوص القانونية ابتداء من قانون المحروقات الذي تضمن بصورة دقيقة بيان النظام الجبائي للنشاطات المتعلقة
بقطاع المحروقات ،فمن خالل ما تضمنه المادة 83من قانون المحروقات يمكن أن نقسم النظام الجبائي المطبق
على نشاطات البحث و/أو استغالل المحروقات إلى شقين رئيسيين :رسوم واتاوات ذات طابع اقتصادي ،ورسوم
متعلقة بالبيئة ،وذلك تطبيقا لمبدأ الملوث الدافع حيث اوجبت المادة 52من قانون المحروقات دفع رسم متعلق
بحرق الغاز ،وكذا المادة 53من نفس القانون التي أوجبت دفع رسم متعلق باستعمال المياه والتي تمثل الشكلين
الرئيسين للرسوم البيئية.
وبعد مراجعة المادة 82والمواد 30و 00و 00يمكن القول أن النظام الجبائي اإليكولوجي (الرسم على
حرق الغاز والرسم على استعمال المياه) المعتمد في قانون المحروقات ال يكون محل التطبيق إال على نشاطات
البحث و/أو استغالل المحروقات .وفيما يخص باقي النشاطات ،كالنشاطات المتعلقة بالمواد المستخرجة،
والنشاطات المتعلقة بالنقل ،والنشاطات المتعلقة بالتوزيع والتحويل والتخزين ،فهي تخضع لنظام القانون العام وغير
معنية بالرسوم المتعلقة بحقوق الغاز واستعمال المياه المعتمدة في قانون المحروقات.
عالوة على الرسوم االيكولوجية السابقة الذكر المتعمدة في قانون المحروقات ،توجد رسوم ايكولوجية أخرى
تم تأسيسها من خالل قوانين المالية ،والمتمثلة في :الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطرة على البيئة ،الرسم
التكميلي على المياه الملوثة ،الرسم التكميلي على التلوث الجوي.
وما يمكن تسجيله من خالل ما سبق ذكره هو عدم وضع نظام جبائي بيئي موحد فيما يتعلق بمختلف
النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات ،عالوة على عدم صدور التنظيم الذي يحدد المبالغ وكيفيات التطبيق
الغرامات والعقوبات المنصوص عليها في المادة 13من قانون المحروقات.
.4أحال المشرع الجزائري عبر العديد من المواد القانونية ضمن قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة
وكذا قانون المحروقات إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تطبيق أحكام هذه المواد ،وقد صدرت مؤخ ار العديد من
هذه النصوص التنظيمية ،ومثال ذلك المرسوم التنفيذي رقم ،302-02المؤرخ في 33سبتمبر 3702الذي ينظم
مكافحة التلوثات البحرية واحداث مخططات استعجاليه لذلك ( تطبيقا ألحكام المادة 00من القانون رقم ،)07-72
وكذا المرسوم التنفيذي رقم ،020-02مؤرخ في 37افريل 3702المحدد إلجراءات الحصول على الرخص
المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها (تطبيقا إلحكام المادة 00فقرة 0من قانون
المحروقات) ،والمرسوم التنفيذي رقم ،02-02المؤرخ في 4مارس 2114المحدد إلجراءات الحصول على
الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها( تطبيقا ألحكام المادة 08من
238
خاتمـة
قانون المحروقات) .والمرسوم التنفيذي رقم ،220-02مؤرخ في 8ديسمبر 3702المحدد لشروط مطابقة المنشآت
والمعدات لنشاطات قطاع المحروقات.
وفي سنة 3700تم تعديل قانون المحروقات بموجب قانون المالية لسنة ، 3700وتعديل المرسوم التنفيذي
رقم 00-00المؤرخ في 8فيفري ،3700المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاطات التخزين و/أو التوزيع للمنتجات
البترولية (تطبيقا ألحكام المادة 08من قانون المحروقات) ،الغيا بذلك المرسوم التنفيذي رقم 220-00المحدد
لكيفيات تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها .
وما يالحظ مما سبق صدور العديد من النصوص التطبيقية بين سنتي 3702وسنة ،3700والتي جاءت
تطبيقا لبعض أحكام مواد قانون المحروقات الذي صدر سنة ،3770مما يبين طول المدة التي استغرقت من أجل
إصداره النص وص التنظيمية وهي حوالي عقد من الزمن ،وهو ما يفتح باب التساؤل واسعا حول الكيفية التي
بموجبها تم إبرام العقود ومنح التراخيص المرتبطة بها على الرغم من غياب النصوص التنظيمية والتطبيقية المنظمة
لطرق وكيفيات منح هذه التراخيص؟
وعليه وبناء على المالحظات السابقة فإن هذه الدراسة تقترح التوصيات التالية:
.4فيما يخص تطبيقات مبدأ اإلعالم والمشاركة ،فإن األمر يقتضي تحديد حيثيات التحقيق العمومي وتفعيل دوره
كوسيلة تشاركيه تسمح للجمهور بالتأثير في صنع القرار المتعلق بالبيئة ،وذلك عبر نص قانوني تطبيقي متميز
بذاته ،عالوة على إضفاء صفة اإللزام على النتائج التي يخرج بها وهو ما يسمح بضمان تطبيق هذا الحق بصورة
فعالة.
.2وضع نظام جبائي ايكولوجي مخصص للمختلف النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات ضمن قانون
المحروقات نفسه ،وذلك بالنظر إلى تأثير جميع األنشطة المرتبة بقطاع المحروقات على البيئة ،من أجل تطبيق
مبدأ الملوث الدافع بصورة دقيقة.
.3التنسيق بين النصوص القانونية السيما منها النصوص التنفيذية من أجل ضمان تكامل األحكام وعدم الوقوع في
التناقض بينها.
.1تفعيل دور الجهات الرقابية من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات عبر النص على ذلك في قانون
المحروقات واصدار نصوص تنفيذية تحدد مضمون هذه الرقابة بصورة دقيقة وتضمن تكامل الدور الرقابي لمختلف
الجهات المكلفة بذلك ،عالوة على تكريس حق المواطن في الرقابة الشعبية على النشاطات التي تشكل خط ار على
البيئة.
239
خاتمـة
()1
أو إمكانية المساس بالبيئة ،حيث أن هذا الحق ال .5تأسيس حق اللجوء إلى القضاء بصورة واسعة حال المساس
يتأسس دون تحقق عملية المساس بالبيئة ،وهو األمر الذي يطرح وجوب إعادة النظر في مضمون المادة 20من
القانون 07-72وذلك بمنح الحق باللجوء إلى القضاء حال المساس أو إمكانية المساس بالبيئة المثبتة بدراسات
علمية يقينية.
وفي األخير أرجوا أن أكون قد وفقت في إعداد هذه الدراسة والوقوف على مختلف اإلشكاالت القانونية المتعلقة
بحماية البيئية في قطاع المحروقات ،واضافة لبنة جديدة للبحث العلمي في الجزائر على أمل التوسع في
دراسات أكاديمية أكثر عمق فيما يخص حماية البيئة سواء فيما يتعلق بالمسائل الجوهؤية المرتبطة بقطاع
المحروقات ،وبصورة عامة فيما يتعلق بحماية البيئة في مختلف قطاعات الصناعة في الجزائر.
( )1أقرت المادة 20من القانون 07-72المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة إمكانية رفع دعوى أمام الجهات القضائية
المختصة من طرف الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي ،عن كل مساس
بالبيئة وذلك حتى في الحاالت التي ال تعني األشخاص المنتسبين لها بإنتضام .ويمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق
المعت رف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي تلحق ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع
عنها وتشكل هذه الوقائع مخالفة لألحكام التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماء والهواء والجو
واألرض وباطن األرض والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث.
241
قائمة المراجع
قائمة المراجع
241
قائمة المراجع
قائمة المراجع
أوال :باللغة العربية
.Iالكتب السماوية
.1القرآن الكريم
.IIالكتب
.1أحمد مدحت إسالم ،الطاقة وتلوث البيئة ،دار الفكر العربي ،القاهرة.0000 ،
.2الباز داود عبد الرزاق ،األساس الدستوري لحماية البيئة من التلوث ،دراسة تحليلية في إطار المفهوم القانوني البيئة والتلوث ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.3770 ،
.3بن شيخ اث ملويا لحسن ،دروس في المنازعات اإلدارية :وسائل المشروعية ،الطبعة الرابعة،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر.3770 ،
.4بوحميدة عطاء هللا ،الوجيز في القضاء اإلداري :تنظيم ،عمل واختصاص ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.3700 ،
.5بوضياف عمار ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،القسم االول :الجوانب التطبيقية للمنازعات اإلدارية ،جسور للنشر والتوزيع،
الجزائر.3702 ،
.6جاسم نجم الراشدي محمود ،ضمانات تنفيذ اتفاقيات حماية البيئة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2114 ،
.7حافظ سحر ،الحماية القانونية لبيئة المياه العذبة ،الدار العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة.0000 ،
.8جميلة حميدة ،النظام القانوني للضرر البيئي واليات تعويضه ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر.3700 ،
.9خالد مصطفى فهمي ،الجوانب القانونية لحماية البيئة من التلوث ،في ضوء التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية :دراسة مقارنة،
دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.3700 ،
.11خليفة عبد المنعم عبد العزيز ،ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية العامة :الغرامة ،الوقف ،اإلزالة ،إلغاء التراخيص ،الغلق
اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.3778 ،
.11ذيب عبد السالم ،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد :ترجمة للمحاكمة العادلة ،الطبعة الثالثة ،موفم للنشر ،الجزائر،
.3703
.12رزق فؤاد ،األحكام الجزائية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.3772 ،
.13سعيدان علي ،حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر.3778 ،
.14سه نكه رداود محمد ،الضبط الغداري لحماية البيئة :دراسة تحليلية مقارنة ،دار الكتب القانونية ،مصر .3703
.15طارق عبد الكريم الشعالن سالفة ،الحماية الدولة للبيئة من مظاهر االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو وفي اتفاقية تغير
المناخ ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.3707 ،
.16عباس علي عدنان ،نهاية عصر البترول ،دار عالم المعرفة ،الكويت.2114 ،
.17عدنان الفيل علي ،القانون الجنائي المقارن ،دراسة مقارنة بين القوانين الجنائية العربية ،دار الجنادرية للنشر والتوزيع ،األردن،
.3707
.18فريحة حسين ،شرح المنازعات اإلدارية :دراسة مقارنة ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر.3700 ،
.19محمد أبو العال يسرى ،نظرية البترول بين التشريع والتطبيق في ضوء الواقع والمستقبل المأمول :دراسة تاريخية اقتصادية
وسياسية مع اإلشارة للنماذج التشريعية البترولية العالمية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر2118 ،
.21محمد الشناوي وليد ،الحماية الدستورية للحقوق البيئية :دراسة مقارنة ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،المنصورة.3702 ،
.21محمود عبد المولى ،البيئة والتلوث ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.3770 ،
242
قائمة المراجع
.22مصطفى محمد أمين ،الحماية اإلجرائية للبيئة :المشكالت المرتبطة بالضبطية القضائية واإلثبات في نطاق التشريعات البيئية ،دار
الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.3770،
.23منشاوي محمد احمد ،الحماية الجنائية للبيئة البحرية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.3770 ،
.24نجم الدين زنكنه إسماعيل ،القانون اإلداري البيئي :دراسة تحليلية مقارنة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.3703 ،
243
قائمة المراجع
.7حمشة نور الدين ،الحماية الجنائية للبيئة :دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والفانون الوضعي ،مذكرة مقدمة لنيل درجة
الماجستير في الشريعة والقانون ،كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية ،قسم الشريعة ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة،
.3770
.8رحمان أمال ،تأثير المحروقات على البيئة خالل مرحة الحفر واإلستخراج ،مذكرة لنيل شهادة الماجسير في العلوم
االقتصادية ،تخصص اقتصاد وتسيير البيئة ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،قسم العلوم اإلقتصادية ،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة.3778 ،
.9زغبي نبيل ،اثر السياسات الطاقوية لإلتحاد األوربي على قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري ،مذكرة مقدمة كجزء من
متطلبات شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاد دولي ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة
فرحات عباس ،سطيف.2112 ،
.11سبع أمال ،عقد البحث والتنقيب في مجال المحروقات ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،فرع قانون األعمال ،كلية
الحقوق ،جامعة يوسف بن خدة ،الجزائر.3778 ،
.11سرايري بلقاسم ،دور ومكانة قطاع المحروقات الجزائري في ضوء الواقع االقتصادي الدولي الجديد وفي أفق االنضمام إلى
المنظمة العالمية للتجارة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،فرع اقتصاد دولي ،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير قسم العلوم االقتصادية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة.3778 ،
.12شمون علجية ،الضبط االقتصادي في قطاع المحروقات ،مذكرة لنيل درجة ماجستير في القانون ،فرع إدارة و مالية ،كلية
الحقوق ،جامعة أمحمد بوقرة ،بومرداس.3707 ،
.13عالل عبد اللطيف ،تأثر الحماية القانونية في الجزائر بالتنمية المستدامة ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في الحقوق ،فرع الدولة
والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،الجزائر.3700 ،0
.14كحيلي عائشة سلمى ،دراسة السلوك البيئي للمؤسسات االقتصادية العاملة في الجزائر :دراسة ميدانية لقطاع النفط بمنطقة
حاسي مسعود ،مذكرة إلستكمال متطلبات الحصول على شهادة الماجستير ،تخصص اقتصاد وتسيير البيئة ،كلية الحقوق
والعلوم االقتصادية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة.3778 ،
.15مدين أمال ،المنشآت المصنفة لحماية البيئة ،دراسة مقارنة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،تخصص قانون
عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة ابي بكر بلقايد ،تلمسان.2113 ،
.16معيفي كمال ،آليات الضبط اإلداري لحماية البيئة في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون
اإلداري ،تخصص قانون إداري وادارة عامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة العقيد الحاج لخضر ،باتنة.3700 ،
.17مقليد عيسى ،قطاع المحروقات الجزائري في ظل التحوالت االقتصادية مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،فرع اقتصاد التنمية،
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة.3778 ،
.IVالمقاالت
.1أوقوجيل نبيلة" ،حق الفرد في حماية البيئة لتحقيق السالمة والتنمية المستدامة" ،مجلة الفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد السادس ،2119 ،ص.ص .207-222
.2التوهامي طواهر محـمد ورحمان أمال " ،تأثير النفط على البيئة خالل مرحة النقل " ،مجلة الباحث ،جامعة قاصدي مرباح
ورقلة ،العدد ،3702 ،03ص.ص.30-00 .
.3بركات كريم " ،مشاركة الفرد في مجال التسيير البيئي آلية إجرائية إلعمال الحق في التمتع بمحيط بيئي صحي وسليم"،
المجلة االكادمية للبحث القانوني ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،المجلد ،16العدد ،12
،2112ص.ص.157-135.
244
قائمة المراجع
.4بعلي محمد الصغير "،تسليم رخصة البناء في القانون الجزائري" ،دراسات قانونية مجلة ،كلية الحقوق صفاقص ،تونس،
العدد ،2112 ،13ص.ص.155-131 .
.5بودريوة عبد الكريم "،اآلليات القانونية لحماية البيئة في قطاع الطاقة" ،المجلة االكادمية للبحث القانوني ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،المجلد ،70العدد ،3702 ،70ص.ص.30-0.
.6حبة عفاف" ،دور رخصة البناء في حماية البيئة والعمران" ،مجلة الفكر ،جامعة محمد خيض ،بسكرة ،العدد السادس،
،2119ص.ص.223-270.
.7رزيق كمال ،دور الدولة في حماية البيئة ،مجلة الباحث ،كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،0
،3770ص.ص.115-95 .
.8رهبان عبد الرؤوف " ،األهمية النسبية النوعية لموارد الطاقة :دراسة في جغرافية الطاقة " ،مجلة جامعة دمشق ،المجلد ،30
العدد األول والثاني ،3700 ،ص.ص.200-200.
.9زرباني محمد مصطفى ومصطفى عبد الغني "،المسؤولية عن الضرر البيئي بين االتفاقيات الدولية و أحكام القانون
الداخلي" ،مجلة التراث ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،العدد ،2113 ،5ص.ص.56-47 .
.07سايح تركية "،نظام دراسة التأثير ودوره في تكريس حماية فعالة للبيئة " ،مجلة الندوة للدراسات القانونية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،العدد ،3702 ،0ص.ص.027-032 .
.11فروحات حدة " ،الطاقات المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر :دراسة لواقع مشروع نطبيق الطاقة
الشمسية في الجنوب الكبير بالجزائر" ،مجلة الباحث ،كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،11
،2112ص.ص.000-020 .
.12كريم الداودي زينب ،دور الضبط اإلداري في حماية البيئة ،مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية ،كلية القانون جامعة
القادسية ،المجلد الثاني ،العدد الرابع ،3702 ،ص.ص.200-220 .
.13لكحل أحمد" ،مفهوم البيئة ومكانها في التشريعات الجزائرية" ،مجلة الفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسبة ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة ،العدد السابع ،3707 ،ص.ص.323-330.
.14مجاجي منصور" ،الضبط اإلداري وحماية البيئة" ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
قاصدي مرباح ورقلة ،العدد ،2119 ،2ص .ص.71-57 .
.15مجاجي منصور "،المدلول العلمي والمفهوم القانوني للتلوث البيئي" ،مجلة المفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
محمد خيضر بسكرة ،العدد الخامس ،2118 ،ص.ص.115-98 .
.16محمد عطاري يوسف "،القانون الدولي وتلوث البيئة البحرية بالنفط " ،مجلة دراسات في الشريعة والقانون ،كلية الشريعة
والقانون بالجامعة األردنية ،األردن ،المجلد ،33العدد ،2116 ،11ص.ص.86-71 .
.17مخلفي أمينة" ،النفط والطاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة" ،مجلة الباحث ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،0
،3700ص.ص.322-303 .
.08مسعود عمرانة" ،أليات حماية البيئة في الجزائر" ،مجلة الفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
العدد التاسع ،3700،ص.ص.202-280 .
.19موسى نورة" ،المسؤولية الإلدارية والوسائل القانونية لحماية البيئة" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد ،2114 ،34ص.ص .395-377
.21يوسفي نور الدين" ،التعويض عن الضرر البيئي" ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،3707 ،2ص .ص.200-300 .
245
قائمة المراجع
.Vالنصوص القانونية
أ .الدستور
.1دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،438-96مؤرخ في 17
ديسمبر ،1996يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء 28نوفمبر ،1996في الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،76صادر في 8ديسمبر ،1996المعدل والمتمم بقانون رقم
،13-12مؤرخ في 11أبريل ،2112ج .ر .ج .ج .عدد ،25صادر 14أفريل ،2112ومعدل ومتمم بقانون رقم -18
،19مؤرخ في 15نوفمبر ،2118ج .ر .ج .ج .عدد ،63صادر في 16نوفمبر .2118
ب .اإلتفاقيات الدولية
.1أمر رقم ،99-91مؤرخ في 20مايو ،2591يتضمن المصادقة على االتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي
للتعويض عن األضرار المترتبة عن التلوث بسبب المحروقات والمعدة ببروكسل في 29ديسمبر سنة ،2592ج .ر .ج.
ج .عدد ،19صادر في 41جوان .2591
.2مرسوم رقم ،02-87مؤرخ في 30جانفي ،0087يتضمن إنضمام الجزائر إلى إتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من
التلوث المبرمة ببرشلونة في 00فبراير سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،0صادر في 30يناير .0087
.3مرسوم رقم ،73-80مؤرخ في 00جانفي ،0080يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بحماية البحر األبيض
المتوسط من التلوث الناشىء عن رمي النفايات من السفن والطائرات ،والموقع في برشلونة يوم 00فبراير سنة ،0000ج.
ر .ج .ج .عدد ،2صادر في 37جانفي .0080
.4مرسوم رقم ،72-80مؤرخ في 00جانفي ،0080يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة
تلوث البحر األبيض المتوسط بالنفط والمواد الضارة األخرى في الحاالت الطارئة ،والموقع في برشلونة يوم 00فبراير سنة
،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،2صادر في 37جانفي .0080
.5مرسوم رئاسي رقم ،227-83مؤرخ في 00ديسمبر ،0083يتضمن المصادقة على االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة
على الطبيعة والموارد الطبيعية الموقعة في 00سبتمبر سنة 0008بمدينة الجزائر ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في
00ديسمبر .0083
.6مرسوم رئاسي رقم ،220-83مؤرخ في 00ديسمبر ،0083يتضمن انضمام الجمهورية الج ازئرية الديمقراطية الشعبية إلى
البروتوكول المعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من مصادر برية المبرم بأثينا في 00ماي سنة ،0087ج.
ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 00ديسمبر .0083
.7مرسوم رئاسي رقم ،202-03مؤرخ في 32سبتمبر ،0003يتضمن االنضمام إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون
المبرمة في فيينا يوم 33مارس سنة ،0080ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30سبتمبر .0003
.8مرسوم رئاسي رقم ،200-03مؤرخ في 32سبتمبر ،0003يتضمن االنضمام إلى بروتوكول مونتريال بشأن المواد
المستنفذة لطبقة األوزون الذي أبرم في مونتريال في 00سبتمبر سنة 0080والى تعديالته (لندن 30و 30يونيو سنة
،)0007ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30سبتمبر .0003
.9مرسوم رئاسي رقم ، 00-02مؤرخ في 07أفريل ،0002يتضمن المصادقة على اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشان
تغير المناخ الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة في 0ماي ،0003ج .ر .ج .ج .عدد ،32
صادر في 30أفريل .0002
.11أمر رقم ،002-00مؤرخ في 0جوان ، 0000يتضمن المصادقة على االتفاقية بشأن التنوع البيولوجي الموقع عليها في
ريودي جانيرو في 0يونيو سنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد 0مؤرخة في 02جوان .0000
246
قائمة المراجع
.11مرسوم رئاسي رقم ،032-08مؤرخ في 08أفريل ،0008يتضمن المصادقة على بروتوكول عام 0003لتعديل االتفاقية
الدولية بشأن المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،30صادر في 30أفريل
.0008
.12مرسوم رئاسي رقم ،032-08مؤرخ في 00أفريل ،0008يتضمن المصادقة على بروتوكول عام 0003لتعديل االتفاقية
الدولية بشأن إنشاء صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث الزيتي لعام ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ، 30صادر في
30أفريل .0008
.02مرسوم رئاسي رقم ،020-72مؤرخ في 38افريل ،3772يتضمن التصديق على تعديالت اتفاقية حماية البحر المتوسط
من التلوث ،ببرشلونة يوم 07يونيو سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ، 38صادر في 70مايو .3772
.14مرسوم رئاسي رقم ،022-72يتضمن التصديق على بروتوكول حول اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ،
المحرر بكيوتو يوم 00ديسمبر سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد 30مؤرخة في 70مايو .3772
.15مرسوم رئاسي رقم ،230-72مؤرخ في 07أكتوبر ،3772يتضمن التصديق على االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي
والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة ،0007المحررة بلندن يوم 27نوفمبر سنة ،0007ج .ر .ج .ج .عدد ،00
صادر في 02أكتوبر .3772
.16مرسوم رئاسي رقم ،00-70مؤرخ في 02فيفري ،3770يتضمن التصديق على البروتوكول المتعلق بالتعاون في منع
التلوث من السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ ،المحرر في فاليتا (مالطة) يوم 30يناير سنة،3773
ج .ر .ج .ج .عدد ،03صادر في 02فبراير .3770
.17مرسوم رئاسي رقم ،030-70يتضمن التصديق على القوانين األساسية لإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها وعلى
التنظيم ذات الصلة ،ج .ر .ج .ج .عدد 08صادر في 33مارس .3770
.08مرسوم رئاسي رقم ،273-70مؤرخ في 73سبتمبر ،3770يتضمن التصديق على االتفاق بين حكومة الجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة المغربية وحكومة الجمهورية التونسية المتضمن المخطط االستعجالي شبه
اإلقليمي بين الجزائر والمغرب وتونس لالستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري في منطقة جنوب غرب البحر األبيض
المتوسط ،الموقع بالجزائر في 37يونيو سنة ،3770ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 78أكتوبر .3770
.19مرسوم رئاسي رقم ،02-70مؤرخ في 00مارس ،3770يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال الذي اعتمده
االجتماع التاسع لألطراف بمونتريال من 00-00سبتمبر سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30مارس
.3770
.21مرسوم رئاسي رقم ،02-70مؤرخ في 00مارس ،3770يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال بشأن المواد
المستنفدة لطبقة األوزون المعتمدة ببيجين في 2ديسمبر سنة ،0000ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30مارس
.3770
.21مرسوم رئاسي رقم ،320-00مؤرخ في 07جويلية ،3700يتضمن إنضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى
االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث زيتي ،المعتمدة
ببروكسل في 30نوفمبر سنة 0000وبروتوكولها المبرم بلندن في 3نوفمبر سنة ،0002ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في
02أوت .3700
247
قائمة المراجع
ج.النصوص التشريعية
.1قانون رقم ،300-02مؤرخ في 32جويلية ،0002يتضمن قانون اإلستثمارات ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 02صادر في 73
اوت ( ،0002ملغى).
.3أمر رقم 200-00مؤرخ في 27ديسمبر ،0000يتضمن تعديل بعض أحكام األمر ،000-08المؤرخ في 33نوفمبر
،0008ج .ر .ج .ج .عدد ،070صادر في 27ديسمبر .0000
.3أمر رقم ،000-00مؤرخ في 8جوان ،0000يتضمن قانون العقوبات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 00جوان
،0000المعدل والمتمم.
.4أمر رقم ،9-92مؤرخ في 11فيفري ،2552يضمن تأميم جميع انواع األموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد العائدة
للشركات او الشركات التابعة لها او المؤسسات التي تحمل العنوان التجاري أو االحرف االولى او تسمية شركة استغالل
الوقود لحاسي الرمل (سهر) ومجموع الفوائد المنتجمية التي تحوزها جميع الشركات في امتيازات شمال امناس وتين فويي
الجنوبي والراد الشرقي والراد الغربي والنزلة الئرقية وبريدس والطوال وغور الشوف وغور أدرار والفوائد المنجمية المتعلقة
بالغاز المستخرج من حقوق قاسي الطويل وغورد نوس والنزلة الشرقية وزر ازريتين وتقنتورين ،ج .ر .ج .ج .عدد ،29
صادر في 19فيفري .2592
.0أمر رقم ،0-00مؤرخ في 32فيفري ،0000يصرح بموجبه ان الغاز المختلط بالوقود السائل من جميع حقوق الوقود
الكائنة بالجزائر هو ملك للدولة دون غيرها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30فيفري .0000
.6أمر رقم 07-00مؤرخ في 32فيفري ،0000يتضمن تأميم جميع االموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد العائدة
لشركات سوبيق ،وسوترا ،وترابس وكذا جميع انواع االموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد العائدة لشركة كريبس في
شركة ترابسا في االنبوبين المسمميين النقطة الكيلومترية 00اين امناس البجر االبيض المتوسط الى اوحانات وحاسي الرمل
حوض الحمراء ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30فيفري .0000
.7أمر رقم ،22-92مؤرخ في 11فيفري ،2592يتضمن تاميا جزئيا لجميع انواع االموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد
في الشركات :الشركة الفرنسية للبترول في الصحراء (كريبس) وشركة المساهمات البترولية (بتروبان ) والشركة الوطنية
لبترول اكيتان والشركة الفرنسية للبحث عن البترول واستغالله في الجزائر (سوفريال ) وشركة المساهمات والبحاث
واالستغالالت البترولية (كوباريكس) ومؤسسة االبحاث والستغالالت البترولية (امريكس) وشركة االبحاث واستغالل البترول
(اورافريت) والشركة الفرنسية االفريقية لالبحاث البترولية (فرانكاريب) ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30فيفري
.0000
.8أمر رقم ،11-92مؤرخ في 21افريل ،2592يتضمن تعديل األمر رقم 2222-99المؤرخ في 11نوفمبر ،2599
والمتعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجنائي الخاص بهذه النشاطات ،ج .ر .ج .ج .عدد
،04صادر في 20افريل ( ،2592ملغى).
.9مرسوم رئاسي رقم ،91-92مؤرخ في 11فيفري ،2592يتعلق بنقل األموال المؤممة بموجب األمرين 9-92ورقم ،5-92
المؤرخين في 11فيفري 2592إلى الشركة الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك) ،ج .ر.
ج .ج .عدد ،00صادر في 30فيفري .0000
.11أمر رقم ،80-00مؤرخ في 20ديسمبر 0000يتضمن قانون المالية لسنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد ،249صادر في
02ديسمبر .2592
.00أمر ،83-02مؤرخ في 30أوت ،0002يتضمن تعديل األمر رقم 0000-08المتعلق بالبحث عن الوقود السائل
واستغ الله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،07صادر في 27أوت ،0002
(ملغى).
248
قائمة المراجع
.12أمر ،070 -02مؤرخ في 00نوفمبر ،0002يتضمن تعديل األمر 0000-08المتعلق بالبحث عن الوقود السائل
واستغالله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 00نوفمبر ،0002
(ملغى).
.13أمر رقم ،02-00مؤرخ في 30فيفري ،0000يتضمن تعديل األمر رقم 0000-08المتعلق بالبحث عن الوقود
واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات المعدل والمتمم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،08صادر
في 08مارس ( ،0000ملغى).
.02أمر رقم ،02-00مؤرخ في 30فيفري ،0000يتضمن تتميم المادة األولى من األمر رقم 200-00المؤرخ في 27
ديسمبر ،0000والمتضمن تعديل بعض أحكام األمر 0000-08المعدل والمتمم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،08صادر في
08مارس ( ،0000ملغى).
.15أمر رقم ،08-00مؤرخ في 0سبتمبر ،0000يتضمن القانون المدني ،ج .ر .ج .ج .عدد ،99صادر في 04سبتمبر
،2599المعدل والمتمم.
.16قانون رقم ،40-90مؤرخ في 9فيفري ،2590يتعلق بحماية البيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،9صادر في 9فيفيري ،2590
(ملغى).
.17قانون رقم ،21-99مؤرخ في 25أوت ،2599يتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب،
ج .ر .ج .ج .عدد ،09صادر في 19اوت ( .2599ملغى)
.18مرسوم رقم ،338-88مؤرخ في 70نوفمبر ،0088حدد شروط قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن
تلوث البحر واجراءات ذلك وكيفياته ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 20صادر في 70نوفمبر .0088
.19قانون رقم 15-54مؤرخ في 2ديسمبر 2554يتعلق بالتهيئة والتعمير ،ج .ر .ج .ج .عدد ،91صادر في 1ديسمبر
،2554المعدل والمتمم.
.21قانون رقم 27-07المؤرخ في 70ديسمبر ،0007المتضمن قانون األمالك الوطنية ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 52صادر
في 73ديسمبر .0007
.21قانون رقم ،12-52مؤرخ في 1ديسمبر ،2552يعدل ويتمم القانون رقم 21-99المؤرخ في 5اوت ،2599المتعلق
بأنشطة التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باالنابيب ،ج .ر .ج .ج .عدد ،90صادر في 9ديسمبر
( ،2552ملغى).
.22قانون رقم ،30-00مؤرخ في 08ديسمبر ،0000يتضمن قانون المالية لسنة ،0003ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر
في 08ديسمبر .0000
.23مرسوم تشريعي رقم ،03-02مؤرخ في 0أكتوبر ،0002يتعلق بترقية اإلستثمار ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في
07أكتوبر ( ،0002ملغى).
.24القانون العضوي رقم ،70-08مؤرخ في 27ماي ،0008يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله ،ج .ر .ج.
ج .عدد ،20صادر في 0جوان ،0080معدل ومتمم بالقانون العضوي رقم ،02-00مؤرخ في 30جويلية ،3700ج.
ر .ج .ج .عدد ،22صادر في 2أوت .3700
.25قانون رقم ،70-00مؤرخ في 38جويلية ،0000يتعلق بالتحكم في الطاقة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 3اوت
.0000
.26قانون رقم ،00-00مؤرخ في 32ديسمبر ،0000يتضمن قانون المالية لسنة ،3777ج .ر .ج .ج .عدد ،03صادر
في 30ديسمبر .0000
249
قائمة المراجع
.27أمر رقم ،72-70مؤرخ في 37أوت ،3770يتعلق بتطوير االستثمار ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 33أوت
،3770معدل ومتمم
.28قانون رقم ،00-70مؤرخ في 03ديسمبر ،3770يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00
صادر في 00ديسمبر .3770
.29قانون رقم ،30-70مؤرخ في 33ديسمبر ، 3773يتضمن قانون الملية لسنة ،3773ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر
في 32ديسمبر .3770
.31قانون رقم ،73-73مؤرخ في 0فيفري ،3773يتعلق بحماية الساحل وتثمينه ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 07صادر في 03
فيفري .3773
.31قانون رقم ،00-73مؤرخ في 32ديسمبر ،3773يتضمن قانون المالية لسنة ،3772الجردية الرسمية عدد 80مؤرخ في
30ديسمبر .3773
.32قانون رقم ،07-72مؤرخ في 00جويلية ،3772يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج .ر .ج .ج .عدد
،22صادر في 37جويلية .3772
.33قانون رقم 49-41مؤرخ في 21أوت ،1441يمعدل ويمتمم القانون رقم 15-54المتعلق بالتهيئة والتعمير ،ج .ر .ج.
ج .عدد ،92صادر في 29أوت .1441
.34قانون رقم ،70-72مؤرخ في 02أوت ، 3772يتعلق بترقية الطاقات المتجددة في إطار التنمية المستدامة ،ج .ر .ج.
ج .عدد ،03صادر في 08أوت .3772
.35قانون رقم ،14-41مؤرخ في 19ديسمبر ،1441يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية
المستدامة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،91صادر في 15ديسمبر . 1441
.36قانون رقم ،70-70مؤرخ في 38أفريل ،3770يتعلق بالمحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،07صادر في 30جويلية،
،3770معدل و متمم باألمر رقم ،07-70مؤرخ في 30جويلية ،3770ج .ر .ج .ج .عدد ،28صادر في 27جويلية
،3770ومعدل ومتمم بقانون رقم ، 70-02مؤرخ في 37فيقري ،3702ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 32فيفري
،3702معدل ومتمم بقانون رقم ،07-02مؤرخ في 27ديسمبر ،3702يتضمن قانون المالية لسنة ،3700ج .ر .ج.
ج .عدد ،08صادر في 20ديسمبر .3702
.37مرسوم رئاسي رقم ،370-70يتضمن التصديق على اتفاقية استكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة ،المعتمدة باستكهولم
في 33مايو سنة ،3770ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 02يونيو .3770
.38قانون رقم ،03-70مؤرخ في 27ديسمبر ،3770المتضمن قانون المالية لسنة ،3778ج .ر .ج .ج .عدد ،83صادر
في 20ديسمبر .3770
.39قانون رقم ،70-78مؤرخ في 30فيفري ،3778يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ج.ر.ج.ج عدد ،30صادر
في 32افريل .3778
.41قانون رقم ،00-07المؤرخ في 33جوان ،3700المتعلق بالبلدية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 2جويلية .3700
.41قانون رقم ،73-00مؤرخ في 00فيفري ،3700يتعلق بالمجاالت المحمية في اطار التنمية المستدامة ،الجردية السمية
عدد ،02صادر في 38فيفري .3700
.42قانون رقم ،70-03مؤرخ في 30فيفري ،3703يتعلق بالوالية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،03صادر في 30فيفري .3703
.43قانون رقم ،70-02مؤرخ في 32فيفري ،3702يتضمن قانون المناجم ج .ر .ج .ج .عدد ،29صادر في 04مارس
.1421
251
قائمة المراجع
.22مرسوم رئاسي رقم ،002-02مؤرخ في 37أفريل ،3702يتضمن تعيين أعضاء الحكومة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،30
صادر في 0ماي .3702
ج.النصوص التنظيمية
.0مرسوم تنفيذي رقم ،08-07مؤرخ في 30فبراير ،0007يتعلق بدراسات التأثير في البيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد 07صادر
في 70مارس ( ،0007ملغى).
.3مرسوم تنفيذي رقم ،175-91مؤرخ في 28ماي 1991يحدد القواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء ،ج .ر .ج .ج .عدد
،26صادرفي 1جوان .1991
.3مرسوم تنفيذي رقم 176-91مؤرخ في 28ماي ،1991يحدد كيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة
التقسيم ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك ،ج .ر .ج .ج .عدد ،26صادر في 1جوان ،1991
المعدل والمتمم( ،ملغى).
.2مرسوم تنفيذي رقم ،08-02مؤرخ في 70مارس ،0002يتعلق بطرق تطبيق الرسم على األنشطة الملوثة او الخطرة على
البيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 2مارس ( ،0002ملغى).
.0مرسوم تنفيذي رقم ،000-02مؤرخ في 07يوليو ،0002ينظم صب الزيوت والشحوم الزيتية في الوسط الطبيعي ،ج .ر.
ج .ج .عدد ، 20صادر في 02يوليو .0002
.0مرسوم تنفيذي رقم ،000-02مؤرخ في 07يوليو ،0002ينظم افراز الدخان والغاز والروائح والجسيمات الصلبة في الجو،
الرسمية عدد ، 20صادر في 02يوليو ( ،0002ملغى).
.0مرسوم تنفيذي رقم ،300-02مؤرخ في 00سبتمبر ،0002يتضمن تنظيم مكافحة تلوث البحر واحداث مخططات
إستعجالية لذلك ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 00صادر في 30سبتمبر ( ،0002ملغى).
.8مرسوم تنفيذي رقم ،07-00مؤرخ في 30يناير ،0000يتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،0
صادر في 38جانفي ،0000معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،202-72مؤرخ في 00ديسمبر ،3772ج .ر .ج.
ج .عدد ،87صادر في 30ديسمبر .3772
.0مرسوم تنفيذي رقم ،220 -00مؤرخ في 00نوفبر ،0000يتضمن تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها ،ج .ر .ج .ج.
عدد ،00صادر في 30نوفبر (، 0000ملغى).
.07مرسوم تنفيذي رقم ،020-08مؤرخ في 02ماي ،0008يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم 273-700
الذي عنوانه الصندوق الوطني للبيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،20صادر في 00ماي .0008
.00مرسوم تنفيذي رقم ،220-08مؤرخ في 72نوفمبر ،0008يضبط التنظيم الذي يطبق على المنشآت المصنفة ويحدد
قائمتها،ج .ر .ج .ج .عدد ، 83صادر في 72نوفمبر ( ،0008ملغى).
.21مرسوم تنفيذي رقم ،229-41مؤرخ في 0أفريل ،1441يتضمن إنشاء المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ،ج .ر.
ج .ج .عدد ،11صادر في 0أفريل .1441
.02مرسوم تنفيذي رقم ،202-72مؤرخ في 00ديسمبر ،3772المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم 07-00المؤرخ في 30
جانفي ،0000والمتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،87صادر في 30ديسمبر .3772
.21مرسوم تنفيذي رقم ،41-49مؤرخ في 9جانفي ،1449يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار ونوعية الهواء في حالى
تلوث جوي ،ج .ر .ج .ج .عدد ،2صادر في 9جانفي .1449
.15مرسوم تنفيذي رقم ،072-70مؤرخ في 38فيفري ،3770يحدد قائمة النفايات الخاصة الخطرة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02
صادر في 0مارس .3770
251
قائمة المراجع
.00مرسوم تنفيذي رقم ،028-70مؤرخ في 00افريل ، 3770ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة او الصلبة
في الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،32صادرفي 00افريل .3770
.00مرسوم تنفيذي رقم ،020-70مؤرخ في 00افريل ،3770يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة ،ج .ر .ج.
ج .عدد ،30صادر في 32افريل .3770
.08مرسوم تنفيذي رقم ،198-16مؤرخ في 31ماي ،2116يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة،
ج .ر .ج .ج .عدد ،37صادر في 4جويلية .2116
.00مرسوم تنفيذي رقم ،145-17مؤرخ في 19ماي ،2117يحدد مجال تطبيق ومحتوى المصادقة على دراسات وموجز التأثير
على البيئة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،34صادر في 22ماي .2117
.37مرسوم تنفيذي رقم ، 184-17مؤرخ في 9جوان ،2117يحدد إجراءات إبرام عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل
المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة ،ج .ر .ج .ج .عدد ،41صادر في 17جوان .2117
.30مرسوم التنفيذي رقم ،080-70مؤرخ في 0جويلية ،3770يحدد شروط تسليم السندات المنجمية للنشاطات البحث و/أو
استغالل المحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،27صادر في 00جويلية .3770
.33مرسوم تنفيذي رقم ،266-17مؤرخ في 9سبتمبر ،2117يحدد صالحيات وزير الطاقة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،57
صادر في 16سبتمبر .2117
.32مرسوم تنفيذي رقم ،267-17مؤرخ في 9سبتمبر ،2117يتضمن تنظيم و ازرة الطاقة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،57
صادر في 16سبتمبر ،2117معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،238-11مؤرخ في 11اكتوبر ،2111ج .ر .ج .ج.
عدد 59صادر في 13اكتوبر ،2111معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،323-02المؤرخ في 30أوت ،3702
المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،03صادر في 02سبتمبر .3702
.32مرسوم تنفيذي رقم ،302-70مؤرخ في 30سبتمبر ،3770يحدد إجراءات وشروط منح رخصة التنقيب عن المحروقات،
ج .ر .ج .ج .عدد ،03صادر في 2أكتوبر .3770
.30مرسوم تنفيذي رقم ،300-70مؤرخ في 30سبتمبر ،3770يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على التلوث الجوي ذي
المصدر الصناعي ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادرفي 0أكتوبر.3770
.30مرسوم تنفيذي رقم ،277-70مؤرخ في 30سبتمبر ،3770يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على المياه المستعملة ذات
المصدر الصناعي ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 0أكتوبر .3770
.30مرسوم تنفيذي رقم ،200-70المؤرخ في 0أكتوبر ،3770المحدد إلجراءات وضع كل المعطيات والنتائج الناجمة عن
أشغال التنقيب عن المحروقات تحت تصرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) ،ج .ر .ج .ج .عدد ،02
صادر في 07أكتوبر ،3770معدل ومتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،00-02ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 0
مارس .3702
.38مرسوم تنفيذي رقم ،223-70مؤرخ في 0نوفمبر ،3770يحدد إجراءات منح امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب
وسحبه ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 02نوفمبر .3770
.30مرسوم تنفيذي رقم ،203-78مؤرخ في 0أكتوبر ،3778يحدد شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات
التابعة لمجال المحروقات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،08صادر في 8أكتوبر .3778
.27مرسوم تنفيذي رقم ،230-78مؤرخ في 30اكتوبر ،3778يتضمن الزام ربابنة السفن التي تحمل على متنها بضائع خطيرة
سامة او ملوثة باإلخطار عن وقوع اي حادث في البحر ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 3نوفمبر .3778
.20مرسوم تنفيذي رقم ،323-78المؤرخ في 33جويلية ،3778المتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين إلى
األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،22صادر في 27جويلية .3778
252
قائمة المراجع
.23مرسوم تنفيذي رقم ،314-19مؤرخ في 11سبتمبر ،2119يتضمن إنشاء مديريات والئية للطاقة والمناجم وتنظيمها وعملها
وسيرها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،54صادر في 16سبتمبر ،2119معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،15-15المؤرخ في
22جانفي ،2115المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،4صادر في
29جانفي .2115
.22مرسوم تنفيذي رقم ،220-70مؤرخ في 37اكتوبر ،3770يحدد كيفيات إعداد وتنفيذ المخططات الداخلية للتدخل من
طرف المستغلين للمنشآت الصناعية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،70صادر في 30اكتوبر .3770
.22مرسوم تنفيذي رقم ،220-70مؤرخ في 37أكتوبر ،3770يتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة،
ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 2نوفمبر .3770
.20مرسوم تنفيذي رقم ،239-19مؤرخ في 22جويلية ،2119يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك
الخاصة باإلدارة المكلفة بالطاقة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد ،43صادر في 22جويلية .2119
.20مرسوم تنفيذي رقم ،308-07مؤرخ في 30أكتوبر ،3707يحدد صالحيات وزير التهيئة العمرانية البيئة ،ج .ر .ج .ج.
عدد ،02صادر في 38أكتوبر ،3707معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،220-03مؤرخ في 30ديسمبر ،3703ج.
ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30ديسمبر ،3703وبالمرسوم التنفيذي رقم ،200-02مؤرخ في 30نوفمبر ،3702ج.
ر .ج .ج .عدد ، 03صادر في 00ديسمبر .3702
.20مرسوم تنفيذي رقم ،300-07المؤرخ في 30أكتوبر ،3707يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة،
ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 38أكتوبر ،3707معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،222-03مؤرخ في 30
ديسمبر ،3703ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في 30ديسمبر ،3703وبالمرسوم التنفيذي رقم ،200-02مؤرخ في
30نوفمبر ،3702ج .ر .ج .ج .عدد ، 03صادر في 00ديسمبر .3702
.28مرسوم تنفيذي رقم ،77-14مؤرخ في 17فيفري ،2114يحدد كيفيات ضبط مبدأ االستعمال الحر من الغير لمنشآت نقل
المحروقات بواسطة األنابيب ،ج .ر .ج .ج .عدد ،11صادر في 26فيفري .2114
.20مرسوم تنفيذي رقم ،94-14مؤرخ في 4مارس 2114يحدد إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل
المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها ،ج .ر .ج .ج .عدد ، 02صادر في 0مارس .3702
.27مرسوم تنفيذي رقم ،020-02مؤرخ في 37افريل ،3702يحدد اجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشأت
تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،30صادر في 2ماي .3702
.20مرسوم تنفيذي رقم ،320-02مؤرخ في 30أوت ،3702يتضمن صالحيات وزير الصناعة والمناجم ،ج .ر .ج .ج .عدد
،03صادر في 02سبتمبر .3702
.23مرسوم تنفيذي رقم ،323-02مؤرخ في 30أوت ،3702يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم ،ج .ر.
ج .ج .عدد ،03صادر في 02سبتمبر .3702
.22مرسوم تنفيذي رقم 302-02مؤرخ في 33سبتمبر ،3702يتعلق بتنظيم مكافحة التلوثات البحرية واحداث مخططات
استعجاليه لذلك ،ج .ر .ج .ج .عدد ،08صادر في 0أكتوبر .3702
.22مرسوم تنفيذي رقم ،220-02مؤرخ في 8ديسمبر ،3702يحدد شروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات،
ج .ر .ج .ج .عدد ،02صادر في 32ديسمبر .3702
.20مرسوم تنفيذي رقم ،421-14مؤرخ في 21ديسمبر ،2114يحدد كيفيات االستشارة المسبقة لإلدارات المكلفة بالسياحة
والثقافة في مجال منح رخصة البناء داخل مناطق التوسع والمواقع السياحي ،ج .ر .ج .ج .عدد ،83صادرفي 26ديسمبر
.2114
253
قائمة المراجع
.20مرسوم تنفيذي رقم ،70-00مؤرخ في 03جانفي ،3700يتضمن تنظيم المتفشية العامة في و ازرة الصناعة والمناجم وسيرها
،ج .ر .ج .ج .عدد 2مؤرخ في 30جانفي .3700
.20مرسوم تنفيذي رقم ،70-00مؤرخ في 02جانفي ،3700يحدد كيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع
المحروقات ومحتواها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،72صادر في 30جانفي .3700
.48مرسوم تنفيذي رقم ،00-00مؤرخ في 33جانفي ،3700يتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهامهما
وتنظيمها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،2صادر في 30جانفي .3700
.49مرسوم تنفيذي رقم ،19-15مؤرخ في 25جانفي ،2115يتضمن تحضير عقود التعمير وتسليمها ،ج .ر .ج .ج .عدد ،7
صادر في 12فيفري .2115
.07مرسوم تنفيذي رقم ،00-00مؤرخ في 8فيفري ،3700يحدد شروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و/أو توزيع المنتجات
البترولية ،ج .ر .ج .ج .عدد ،8صادر في 00فيفري .3700
.00مرسوم تنفيذي رقم 71-15مؤرخ في 11فيفري ،2115يحدد شروط وكيفيات إعداد المخططات الخاصة للتدخل للمنشآت و
الهياكل واعتمادها ،ج .ر .ج .ج .عدد 9صادر في 18فيفري .2115
.03مرسوم تنفيذي رقم ، 00-00مؤرخ في 33فيفري ،3703يحدد إجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على
نشاطات نقل المحروقات بواسطة األنابيب ،ج .ر .ج .ج .عدد ،12صادر في 8مارس .2115
د.القرارات الوزارية والتعليمات
.1التعليمة الو ازرية ( ،)R1و ازرة تهيئة اإلقليم والبيئة ،المؤرخة في 22سبتمبر ،2113المتعلقة بالتحكم في المخاطر الصناعية
المتضمنة مواد خطرة وتسييرها (.تم التحصل عليها مباشرة من و ازرة البيئة ).
.2قرار وزاري مشترك مؤرخ في 38ماي ،3770يضمن تنظيم مديريات البيئة للواليات ،ج .ر .ج .ج .عدد ،00صادر في
00سبتمبر .3770
.3قرار وزاري مشترك المؤرخ في 6ديسمبر ، 2111المتضمن تنظيم مدرية الطاقة والمناجم للوالية في مصالح ومكاتب ،ج .ر.
ج .ج .عدد ،34صادرفي 3جوان .2111
.4قرار وزاري المشترك ،مؤرخ في 02سبتمبر ،3702يحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها ،ج .ر .ج .ج.
عدد ،72صادر في 30جانفي .3700
.VIالمواقع اإللكتورنية
.2العايب عبد الرحمان وبقة الشريف "،التنمية المستدامة والتحديات الجديدة المطروحة أمام المؤسسات االقتصادية مع اإلشارة
للوضع الراهن للجزائر" ،أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة ،كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،أيام 0و 8أفريل ،3778رقم المداخلة ،00ص.ص-70
تاريخ التصفح ،38رابط تحميل المدخلة http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/27.pdf:
،70.73.3700الساعة 37.22
.1بودرامة مصطفى " ،التحديات التي تواجه مستقبل النفط في الجزائر " ،أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة
والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة ،أيام 0و 8أفريل ،3778كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس
http://www.univ-: المدخلة تحميل رابط ص.ص00-70. ،02 المداخلة رقم سطيف،
، ecosetif.com/seminars/ddurable/20.pdfتاريخ التصفح ،70.73.3700الساعة .30.72
.0داود سليمان الشراد ،غازات الوقود األحفوري (خطوات سريعة نحو كوارث بيئية) ،موقع مجلة بيئتنا ،الربط
http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=919&lang=a
،r&Itemid=84تاريخ التصفح ،1421/41/49الساعة .12
254
قائمة المراجع
.1داود سليمان الشراد ،غازات الدول النفطية :غازات تتصاعد في سمائنا ،موقع مجلة بيئتنا ،الربط
=http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=1571&lang
،ar&Itemid=84تاريخ التصفح ،1421/41/49الساعة .12.12
.0داود سليمان الشراد ،غازات الوقود األحفوري :خطوات نحو كوارث بيئية ،موقع مجلة بيئتنا ،الرابط
http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=919&lang=ar&It
،emid=84تاريخ التصفح ،3702/72/70الساعة .33.70
.9عبد الرحمن صدقي أبو طالب ،ترجمة إلتفاقيات ايفيان ملحقة بكتاب " ثورة الجزائر " للمؤلف األمريكي جوان حليبي ،موقع
الرابطhttp://www.el- (المورادية)، الشعبية الديمقراطية الجزائرية الجمهورية رئاسة
،mouradia.dz/arabe/algerie/histoire/accord%20evian.htmتاريخ التصفح ،1421/41/19الساعة
.11.41
.9عماري عمار " ،إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها " ،أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة
اإلستخدامية للموارد المتاحة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،أيام 0و 8أفريل ،3778
المداخلةhttp://www.univ-: تحميل ص.ص،02-70.رابط ،72 المداخلة رقم
،ecosetif.com/seminars/ddurable/07.pdfتاريخ التصفح ،72.73.3700الساعة .30.22
.9هيئة التحرير بمعهد الدراسات المصرفية ،نشرة توعوية يصدرها معهد الدراسات المصرفية ،السلسلة ،9العدد ،9مارس
التحميل رابط للتحميل نشرة الكويت دولة ،1421
،تاريخ التصفح 1429/41/10الساعة httpwww.kibs.edu.kwuploadEDAAT_03_Mar2014_877.pdf
.12.22
.5هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي ،تقرير بعنوان دراسة لموارد الطاقة :نظرة مركزة على الغاز الصخري ،مجلس الطاقة
العالمي ،1424المملكة المتحدة ،تقرير للتحميل ،رابط التحميلhttp://www.worldenergy.org/wp- :
،content/uploads/2011/12/Shale_Gas_Ar.pdfتاريخ التصفح ،1429/41/19الساعة .25.19
255
قائمة المراجع
6. GUILLOT Philippe ch.-a-, Droit de l’environnement ,Edition ellipses, Paris,
1998.
7. PIERRE André Et CLAUDE E.Delisle et REVERET Jean-Pierre , Lévatuation
des impacts sur l’environnement, 2eme Edition , Presses internationales
polyechnique , Canada , 2003.
8. PIERRE Andre, DELISLE Claude E et REVERET Jean-Pierre, L’évaluation des
impacts sur l’environnement : Processus, Acteurs et pratique pour un
développement durable, 3ème édition, Presses internationales polytechnique,
Canada, 2010.
9. PRIEUR Michel, Droit de l’envirennement , 4 eme Edition, Dalloz, Paris, 2001.
10.PRIEUR Michel, Droit de l’environnement precis, 2eme Edition, Dalloz, Paris,
1991.
11.PRIEUR Michel, Evaluation des impacts sur l’environnement pour un
developpement rural durable: Etude juridique, organisation des nations unies pour
l’alimentation et l’agriculture, Rome, 1994.
12.ZOUAIMIA Rachid, Droit de la regulation economique, Berti edition, Alger,
2006.
II.THESES
1. CHRISTELLE Ballandras Rozet, Les techniques conventionnelles de lutte contre
les pollutions et les nuisances et de prevention des risques technologiques ,Thèse
en vue de l’obtention du grade de doctorat, Spécialité droit de l’environnement,
faculte de droit, Université jean moulin – Lyon3, 2005.
2. MONPION Anne, Le principe pollueur payeur et l’activite agricole dans l’union
europeenne, Thèse pour l’obtention du grade de docteur en droit, Faculté de
droit et des sciences economiques ,Université de limoges ,2007.
3. MOUKOKO Serge Rock, Le plein contentieux special des installations classees,
these en vue de l’obtention du grade de doctorat, specialite droit des contentieux,
faculte de droit et economie et administration, Université Paul verlaine-metz,
2009.
256
قائمة المراجع
4. PARIL Jean, Droit d’acces a l’information environnemental: pierre d’assise du
developpement durable, these presentee a la faculte des etudes superieures et
postdoctorales de l’universite laval dans le cadre du programme de doctorat en
droit pour l’obtention du grade de docteur en droit, faculte de droit, universite
laval , Québec, 2012.
5. RANCHY Sophie , Le statut juridique des zones industrielles littorales et la
pollution des sols, these pour obtenir le grade de docteur en droit public, faculte
des sciences juridiques, Politiques et sociales, Université lille 2,2118.
II.ARTICLES
1. NABTI Ahlem, " Développement economique et interet environnemental
l’engagement social et environnemental de la sonatrach ", Revue recherches
economiques et manageriale, No. 14, 2013, P.P.29-37.
2. BENACEUR Youcef, " La legislation environnementale en algerie " , RASJEP,
VOL. 33, N°. 3, 1995, P.P. 479-489.
3. DRENOVAK IVANOVI Mirjana, "L'application des technologies de
l'information et la protection de l'environnement", Revue internationale des
sciences administrative , VOL. 78, 2012 , P.P. 743-760.
4. REDDAF Ahmed, "L’approche fiscale des problemes de l’environnement",
Revue idara, N°. 1, 2000, P.P. 143-155.
5. ZOUAIMIA Rachid, " Les agences de regulation dans le secteur des
hydrocarbures ou les mutations institutionnelles en matiere de regulation
economique ", Revue idara, N°. 39, 2010, P.P. 71-99.
VI. TEXTES JURIDIQUES
1. Décret N°. 63-344 , du 11 septembre 1963, porant adhesion de la republique
algerienne democratique et populaire a la convention intrnationale poure la
prevention de la pollution des eux de la mere par les hydrocarbures , J.O.R.A.D.P.
N0 .66 , du 14 Septembre 1963.
V.INSTRUCTION MINISTERIELLE:
1. Instruction ministerielle R2 ,du 01 février 2005, Relative a la prevention ,La
maitride et la gestion des risques industriels et energetiques.
257
قائمة المراجع
فهرس الموضوعات
258
فهرس الموضوعات
فهرس الموضوعات
مقدمـة 2 ..............................................................................................................................................
الفصل األول :اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات 9 .............................................................................
المبحث األول :نطاق حماية البيئة في قطاع المحروقات 9 ................................................................................
المطلب األول :مفهوم الصناعة البترولية 9 ...................................................................................................
الفرع األول :تعريف المحروقات 9 ..............................................................................................................
أوال :المقصود بالمحروقات 5 ....................................................................................................................
ثانيا :أهمية المحروقات 21 ......................................................................................................................
ثالثا :صناعة المحروقات في الجزائر 20 .....................................................................................................
الفرع الثاني :أشكال النشاطات في قطاع المحروقات 29 ...................................................................................
أوال :الصناعة البترولية األفقية 29 .............................................................................................................
ثانيا :الصناعة البترولية التحتية 29 ............................................................................................................
المطلب الثاني :التلوث البيئي بنشاطات قطاع المحروقات 12 ............................................................................
الفرع األول :مفهوم البيئة 12 ....................................................................................................................
أوال :تعريف البيئة وبيان مبادئها وأدوات تسييرها 11 ........................................................................................
ثانيا :مقتضيات حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة 19 ...............................................................................
ثالثا :الطبيعة القانونية لألمالك البيئية 02 .....................................................................................................
رابعا :الحق في بيئة نظيفة 00 ..................................................................................................................
الفرع الثاني :آثار الصناعة البترولية على البيئة 09 .......................................................................................
أوال :تأثير الصناعة البترولية على البيئة الهوائية 09 .......................................................................................
ثانيا :تأثير الصناعة البترولية على البيئة المائية 09 .......................................................................................
ثالثا :تأثير الصناعة البترولية على البيئة األرضية 11 .....................................................................................
رابعا :المحروقات غير التقليدية وتأثير الغاز الصخري على البيئة 10 .................................................................
المبحث الثاني :التكريس القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات 94 .............................................................
المطلب األول :تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات في االتفاقيات الدولية 92 ................................................
الفرع األول :االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث 92 .................................................................
أوال :االتفاقية الدولية حول مكافحة تلوث مياه البحر بالمحروقات 91 ....................................................................
ثانيا :اتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي 90 .............................................................................
ثالثا :االتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث بالمحروقات 91 ..............................
رابعا :االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار حال وقوع حادث تلوث زيتي99 ..........................................
خامسا :االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي 99 ...................................................
سادسا :اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها 99 .............................................
سابعا :االتفاق اإلقليمي من أجل االستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري 91 .....................................................
259
فهرس الموضوعات
261
ﻣﻠﺨﺺ
ﻣن، وﺗﺑﯾن ﻔ ﺔ ﺗﻛرس ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎ ﺔ، ﺗﻬﺗم ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺎﻟ ﺣث ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر
وﻣﺎ ﺗم إﺻدارﻩ ﻣن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧ ﺔ وﺗﻧظ ﻣ ﺔ داﺧﻠ ﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎ ﺔ؛،ﺧﻼل اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺎت اﻟدوﻟ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ
ﺣﯾث ﺗﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﺎد ﺔ )اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣر ز ﺔ واﻟﻣﺣﻠ ﺔ( اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار أو ﻣﻧﺢ اﻟﺗﺄﺷﯾرات اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ
وﺗﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺷﺎر ﺔ واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻣرﺗ طﺔ،ﺿﻣﺎن ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻧﺷﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻟﻣﻘﺗﺿ ﺎت ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ
.ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﻣﺎ ﺔ
وﺗوﺿﺢ أدوات،ﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﻠﺣد ﻣن اﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋ ﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻠوث ﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣرﺗ طﺔ ﻘطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت
دراﺳﺔ اﻟﺧطر( وآﻟ ﺔ، ﻣوﺟز اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ، وﻧظﺎم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺑﯾﺋ ﺔ )دراﺳﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ،اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﯾﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺎﯾ س اﻟﺑﯾﺋ ﺔ
ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠ10-03 اﻟﺗﻲ أﺳﺳﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ﺗﺟﺳﯾدا وﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻠﻣ ﺎد، واﻟﺿراﺋب اﻹ وﻟوﺟ ﺔ، اﻟﺗرﺧ ص ﺎﻟﻧﺷﺎ
وﻣﺑدأ اﻹﻋﻼم، وﻣﺑدأ اﻟﻣﻠوث اﻟداﻓﻊ،اﻟوﻗﺎﺋﻲ وﻣﺑدأ اﻟﻧﺷﺎ،اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻻﺳ ﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺑدأ ﻋدم ﺗدﻫور اﻟﻣوارد اﻟطﺑ ﻌ ﺔ
.واﻟﻣﺷﺎر ﺔ
وذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد أﺷ ﺎﻟﻬﺎ واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ،وﺗﺗﻌرض ذﻟك ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟرﻗﺎﺑ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﺟﻞ ﺗﻔﻌﯾﻞ ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻵﻟ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟذ ر
.ﻋﻧﻬﺎ
Résumé
Cette étude porte sur La recherche dans le système juridique pour la protection de l'environnement dans le secteur
des hydrocarbures, conformément à la loi algérienne; Elle démontre la concrétisation de cette protection a travers
l'adhésion de l'Algérie aux conventions internationales sur la protection de l'environnement ; Et à travers des textes
juridiques et réglementaires Interne , Elle déterminée aussi les divers moyens matérielles (Organismes des autorités
centrales et locales) aptes a prendre les décisions, ou a délivré les visas, qui permettent d'assurer la compatibilité de
l'activité industrielle dans le secteur des hydrocarbures avec les exigences de protection de l'environnement, et désigne
les participants à la prise de décision associé à cette protection.
Elle de déterminer également les différents moyens juridiques pour la lute contre la pollution causée par les activités
liés au secteur des hydrocarbures, De plus elle décrit les outils de gestion de l'environnement et les normes
environnementales, et le système d'études environnementales par (L'étude de l'impact sur l'environnement, notice de
l'impact sur l'environnement, Étude du risque) ; Et L'autorisation d'exercer l'activité ; Et les éco-taxes, Pour appliquer
Les principes établis par la loi n° 03-10 relative à la protection de l'environnement dans le cadre de développement
durable sur le terrain, notamment le Principe de non-dégradation des ressources naturelles, Et le principe de l'activité
préventive, et le principe du pollueur-payeur, aussi que le principe d’information et de participation.
elle exposée ainsi les garanties réglementaires afin d'activer les divers mécanismes précédemment mentionnés, en
identifiant ces formes et les conséquences d'entre eux
Summary
This study is focused on the area of the Research in the legal system to protect the environment in the hydrocarbon
sector, in accordance with the Algerian legislation . It show how the embodiment of this protection by the accession of
Algeria to international conventions on environmental protection; And through legal and regulatory intern texts; it also
determines the various physical means (central and local government organizations) competent to take decision or the
granting of visas that ensure the compatibility of the industrial activity in the hydrocarbon sector with environmental
protection requirements, and indicate the participants in the decision-making associated with this protection.
It determines the different legal means adopted to reduce environmental damage of pollution associated with
hydrocarbon activities sector; And describes the environmental management tools to determine the environmental
standards, and the system of environmental studies (The study of the environmental impact, notice the impact on the
environment, Risk Study); And the mechanism of the authorisation of practicing activity, and eco-taxes ; to application
of the principles established by the Law No.03-10 on the protection of the environment in the context of sustainable
development ; Especially the principle of non-degradation of natural resources, the principle of preventive activity, the
polluter pays principle, and the principle of information and participation.
And so it exposes regulatory guarantees in order to activate various mechanisms mentioned earlier, by identifying
the forms and consequences.