Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 267

‫اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬

‫وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻣﲑة‪ -‬ﲜﺎﻳﺔ‬
‫ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق و اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ‬


‫ﻣـﻌﻤﺮي ﻣـﺤﻤﺪ‬
‫ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫ﻓﺮع‪ :‬اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫ﲣﺼﺺ‪ :‬اﳍﻴﺌﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﳊﻮﻛﻤﺔ‬
‫ﺑﻌﻨﻮان‬

‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع‬


‫اﻟﻣﺣروﻗﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‬
‫ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘـﺎﻧﻮن‬
‫رﻳﺦ اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪2015/07/01:‬‬
‫ﳉﻨﺔ اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬
‫د‪ .‬ﺑﻮدرﻳﻮﻩ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ‪ ،‬أﺳﺘﺎذ ﳏﺎﺿﺮ ﻗﺴﻢ أ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻣﲑة‪ ،‬ﲜﺎﻳﺔ‪ .................. ،‬رﺋﻴﺴﺎً‪،‬‬

‫د‪ .‬دﲪﺎﱐ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم‪ ،‬أﺳﺘﺎذ ﳏﺎﺿﺮ ﻗﺴﻢ أ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻣﲑة‪ ،‬ﲜﺎﻳﺔ‪ . ..........،‬ﻣﺸﺮﻓﺎً وﻣﻘﺮراً‪،‬‬

‫د‪ .‬أﻳﺖ ﻣﻨﺼﻮر ﻛﻤﺎل‪ ،‬أﺳﺘﺎذ ﳏﺎﺿﺮ ﻗﺴﻢ أ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻣﲑة‪ ،‬ﲜﺎﻳﺔ‪ ................... .،‬ﳑﺘﺤﻨﺎ‪ً.‬‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪.2015 -2014‬‬


‫سادُ ِفي ْالبَ ِر َو ْالبَ ْح ِر ِب َما َك َ‬
‫سبَ ْت أ َ ْيدِي النَّ ِ‬
‫اس‬ ‫‪َ ‬ظ َه َر ْالفَ َ‬
‫ْض الَّذِي ع َِملُوا لَعَلَّ ُه ْم يَ ْر ِجع َ‬
‫ُون ‪‬‬ ‫ِليُذِيقَهُم بَع َ‬

‫سورة الروم اآلية ‪14‬‬


‫اإلهداء‬
‫‪‬‬
‫الحمد لله‪‬الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى‪ ،‬والصالة والسالم على نبي الهدى‬
‫وآله وصحبه والتابعين‪‬بإحسان‪.‬‬
‫إذا كان الشكر والثناء هو عرفان بالجميل وتقدير للذين كانوا لنا نعم العون‬
‫فإن خير فاتحة للشكر تكون لرب العباد‬
‫فالحمد لله وحده‬
‫الذي وفقنا في إنجاز هذا العمل‪ ،‬نشكره وحده على نعمه الوافرة‪.‬‬
‫ثم كل الشكر إلى من بعث في قوة اإلرادة وأسس في دعائم االجتهاد‪ ،‬إلى أمي‬
‫إلى المجاهد الذي رباني وعلمني أن الدنيا كفاح وصبر‪ ،‬إلى أبي "رحمه الله "‪.‬‬
‫كما ال يفوتني أن أهدي هذا العمل إلى جميع إخوتي‪ ،‬وجميع األصدقاء األعزاء‪ ،‬وزمالئي‪.‬‬
‫وإلى كل قارئ لهذه المذكرة ومن ساهم في إنجازها من قريب أو بعيد‬
‫‪‬‬

‫معمري محمد‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫شكر وعرفان ‪‬‬

‫أرفع أخلص عبارات الشكر والعرفان واالمتنان إلى أستاذي المشرف‬


‫الدكتور دحماني عبد السالم‬
‫الّذي قبل اإلشراف على المذكرة‪ ،‬وتعهّدها بالتصويب‪ ،‬في جميع مراحل إنجازها‪ ،‬وزوّدني‬
‫بمالحظاته القيمة وتوجيهاته التي على ضوئها سرت حتّى اكتمل هذا العمل‪،‬‬
‫كما ال يفوتني تقديم جميل الشكر إلى كل أساتذتي في السنة األولى ماجستير بجامعة‬
‫عبد الرحمان ميرة ببجاية‪ ،‬وإلى عمال المكتبات الجامعية بجامعة بجاية‪ ،‬وأم البواقي‬
‫وخنشلة‪ ،‬و إلى موظفي وزارة البيئة والتهيئة العمرانية‪ ،‬ومديرية البيئة لوالية ام‬
‫البواقي‪ ،‬والمؤسسة الوطنية ألعمال التنقيب ‪ E.N.A.F.O.R‬بحاسي مسعود‬
‫فلهم مني كلّ الشكر‪.‬‬

‫معمري محمد‬
‫قائمة ألهم المختصرات‬

‫أوال ‪ُّ :‬‬


‫باللغة العربية‬
‫‪ ‬ج ‪ .‬ر ‪ .‬ج ‪ .‬ج‪ : .‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪ ‬ص‪ : .‬صفحة‬
‫‪ ‬ص‪.‬ص‪ : .‬من الصفحة إلى الصفحة‬
‫‪ ‬خ‪ : .‬خطرة‬
‫‪ ‬خ‪.‬خ‪ : .‬خاصة خطرة‬

‫ثانيا ‪ُّ :‬‬


‫باللغة الفرنسية ‪:‬‬ ‫ً‬

‫‪ J.O.R.A.D.P. :‬‬ ‫‪Journal‬‬ ‫‪Officiel‬‬ ‫‪De‬‬ ‫‪Le‬‬ ‫‪République‬‬ ‫‪Algérienne‬‬


‫‪Démocratique Et Populaire‬‬
‫‪ N°. : Numéro‬‬
‫‪ OP.CIT. : Reference précédemment cité.‬‬
‫‪ P. : Page‬‬
‫‪ 2eme. : Deuxieme‬‬
‫‪ VOL. : Volume‬‬
‫قائمة ألهم المختصرات‬

‫مقدمـة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمـة‬

‫مقدمـة‬
‫تشهد البيئة في الوقت الراهن العديد من التهديدات جراء اعتداءات اإلنسان وتصرفاته المباشرة وغير‬
‫المباشرة والمتزايدة باضطراد‪ ،‬السيما عبر أنشطته الصناعية المختلفة‪ ،‬وباتت البيئة بذلك تعاني كثي ار من التلوث‬
‫الصناعي الذي امتد أثره إلى حياة مختلف الكائنات الحية‪ ،‬األمر الذي دفع بمختلف التشريعات القانونية إلى وضع‬
‫قواعد قانونية تنظم عالقة اإلنسان مع بيئته‪ ،‬وتضبط وتقيد سلوكه تجاهها‪ ،‬وتبين الوسائل واآلليات القانونية التي‬
‫تكفل حماية البيئة ومكافحة التلوث أو الحد منه‪.‬‬
‫لقد تزايد االهتمام بالبيئة في الوقت الراهن بالنظر إلى تأثرها بالنتائج الوخيمة للتلوث‪ ،‬التي باتت تهدد حياة‬
‫اإلنسان وجميع الكائنات الحية الموجودة على المعمورة‪ ،‬مما فسح المجال إلى إعادة النظر في محتوى جميع‬
‫األنشطة الصناعية ومدى توافقها مع مقتضيات التنمية المستدامة التي تضع نصب أعينها البعد البيئي خالل‬
‫أي نشاط صناعي‪.‬‬
‫وبالنظر إلى سعي مختلف الدول من خالل برامجها اإلنمائية إلى دفع عجلة التنمية الشاملة خاصة ضمن‬
‫المجال االقتصادي‪ ،‬حيث تم استخدام موارد الطاقة التقليدي ( البترول والغاز الطبيعي) بشكل مكثف نتيجة التطور‬
‫الكبير لالحتياجات من الطاقة‪ ،‬وهو ما أدى إلى اإلنذار بنفاذ هذه الموارد والحاق ضرر بالبيئة‬
‫قد ال يمكن تداركه(‪.)1‬‬
‫وقد واكب ازدياد النشاط الصناعي في الجزائر واتساع المنشآت الصناعية‪ ،‬وتنوع منتجاتها‪ ،‬اهتمام المشرع‬
‫عن طريق وضع ترسانة من القوانين والتنظيمات حتى تكون مختلف النشاطات الصناعية‪ ،‬خاصة نشاطات قطاع‬
‫المحروقات متواكبة مع مقتضيات حماية البيئة‪ ،‬وتحقق صناعة في إطار ما يصطلح عليه بالتنمية المستدامة‪.‬‬
‫وبذلك فإن األمر يفسح المجال إلى البحث عن الوسائل القانونية التي تسمح باستغالل هذه الثروة الطبيعية‬
‫دون أن يؤثر ذلك سلبا على المحيط البيئي الذي يعيش فيه اإلنسان والكائنات الحية بصفة عامة‪ ،‬فنشاطات البحث‬
‫عن المحروقات واستغاللها ونقلها بواسطة األنابيب وتكريرها وعمليات التحويل والتسويق والتخزين وتوزيع المتوجات‬
‫البترولية‪ ،‬وكذا األشغال واإلنجازات وأعمال التهيئة للمنشآت والهياكل المتعلقة بهذه النشاطات‪ ،‬قد تلحق ضرار‬
‫مباش ار أو غير مباشر بالبيئة‪ ،‬خاصة حال التأثير السلبي والخطير على الصحة العمومية والفالحة والمساحات‬
‫الطبيعية والحيوان والنبات واإلنسان والمناطق األثرية‪.‬‬

‫عبد الكريم بودريوة‪" ،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في قطاع الطاقة"‪ ،‬المجلة األكادمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫(‪)1‬‬

‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،70‬العدد ‪ ،3702 ،70‬ص‪.0.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـة‬

‫لقد أصبحت الدولة الجزائرية أمام رهان حتمي يقرض عليها أن تراجع البعد البيئي في مختلف األنشطة‬
‫المرتبطة بقطاع المحروقات وذلك بالنظر إلى اعتمادها على قطاع المحروقات كعصب القتصادها من جهة‪ ،‬وما‬
‫تقتضيه متطلبات حماية البيئة من جهة أخرى في ظل األخطار التي تتجرعن هذا القطاع تجاه البيئة‪ ،‬وذلك عبر‬
‫منظومتها القانونية المنظمة لهذا القطاع‪.‬‬
‫وبذلك فإن موضوع هذه الدراسة متعلق بالبيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬بالبحث في النظام القانوني الذي يحكم‬
‫ويحمي البيئة من مختلفة األنشطة البترولية في الجزائر؛ بدء من المنشآت الصناعية البترولية‪ ،‬مرو ار بمختلف‬
‫مراحل اإلنتاج والتسويق‪ ،‬وانتهاء بتصريف النفايات الصناعية الناتجة عن المحروقات‪ ،‬وأن يكون موسوما بـ‪:‬‬
‫"النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون الجزائري"‬
‫وتبرز أهمية موضوع البحث من خالل بيان كيفية تأثر البيئة بمختلف األنشطة المرتبطة بقطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬والبحث في المنظومة التشريعية الجزائرية عن مدى تكريس المشرع لحماية البيئة في هذا القطاع‪ ،‬وذلك‬
‫عبر االتفاقيات الدولية التي انضمت وصادقت عليها الجزائر و عبر النصوص الداخلية التشريعية التي أصدرت في‬
‫هذا الشأن‪ ،‬إضافة إلى معرفة مختلف الوسائل المادية والقانونية التي أقرها المشرع الجزائري لحماية البيئة من‬
‫نشاطات المحروقات‪ ،‬عن طريق تحيديد مختلف الجهات المخول لها قانونا التدخل في هذه الحماية‪ ،‬وكذا الوسائل‬
‫واإلجراءات المعتمدة من أجل ضمان تجسيد وتطبيق هذا الحماية القانونية على أرض الواقع‪.‬‬
‫وترجع أسباب اختيار هذا الموضوع إلى االهتمام بالضبط اإلداري خاصة في المجال البيئي بالبحث عن‬
‫كيفية تنظيم المشرع الجزائري لموضوع حماية البيئة في هذا القطاع‪ ،‬فبعد بحث تم اجراؤه في مرحلة الدراسة في‬
‫السنة أولى ماجستير حول خصوصية سلطات الضبط في قطاع المحروقات‪ ،‬ضمن مقتضيات برنامج التكوين في‬
‫السنة النظرية‪ ،‬حيث تم التتطرق فيه إلى السلطات المخولة لوكالتي ضبط قطاع المحروقات والسلطات الممنوحة لها‬
‫من طرف المشرع‪ ،‬حيث تم تسجيل كيفية تعامل المشرع الجزائري مع موضوع البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬عبر‬
‫السلطات التي خولها لوكالتي الضبط في قطاع المحروقات في إطار حماية البيئة‪ ،‬وبالنظر كذلك إلى التعديل الذي‬
‫ط أر على قانون المحروقات في سنة ‪ ،)1( 2113‬وهو ما يدفع للبحث في النظام القانوني الذي أرساه المشرع لحماية‬
‫البيئية في قطاع المحروقات‪ ،‬إضافة إلى شح وقلة الدراسات القانونية في حماية البيئية في قطاع المحروقات‪،‬‬
‫وتعرض معظم الدراسات القانونية البيئية لموضوع حماية البيئة بصورة عرضية وبصورة عامة‪ ،‬ولم يتم التطرق‬
‫بصفة خاصة ودقيقة للوسائل القانونية التي أرساها وكرسها المشرع لحماية البيئة في مجال المحروقات في حد‬

‫(‪ )1‬قانون رقم ‪ ،70-02‬مؤرخ في ‪ 37‬فيقري ‪ ،3702‬يعدل ويتم القانون رقم ‪ 70-70‬المتعلق بالمحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،00‬‬
‫صادر في ‪ 32‬فيفري ‪.3702‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمـة‬

‫ذاتها‪ ،‬األمر الذي يستدعي البحث في هذا الموضوع‪ ،‬ومحاولة الوقوف على الحماية القانونية للبيئة في قطاع‬
‫المحروقات في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫وعلى ضوء ذلك وبالنظر لسعي مختلف التشريعات القانونية إلى تحديد الوسائل القانونية الكفيلة بحماية‬
‫البيئة من مختلف األضرار التي تهددها‪ ،‬ووضع القواعد القانونية التي تهدف لتنظيم النشاط الصناعي بصورة عامة‪،‬‬
‫ونشاط قطاع المحروقات بصفة خاصة‪ ،‬قصد ضمان عدم الوقوع في كوارث ايكولوجية يصعب تداركها‪ ،‬فإن‬
‫اإلشكالية التي يطرحها الموضوع تتمحور حول بيان كيفية تنظيم المشرع الجزائري لحماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات؟‬
‫بناء على ذلك فإن أهداف هذا البحث تتمثل في بيان تأثير النشاطات المرتبطة بالمحروقات على البيئة‪،‬‬
‫والبحث في النظام القانوني الجزائري عن موضوع الحماية التي أضفاها المشرع للبيئة في هذا القطاع‪ ،‬وذلك عبر‬
‫دراسة مختلف االتفاقيات الدولية التي انضمت إليها الجزائر وكذا النصوص القوانين الداخلية المتعلقة بحماية البيئية‬
‫والمحروقات‪ ،‬ومختلف الهيئات والسلطات المكلفة بالضبط في مجال البيئة وحمايتها‪ ،‬وبيان دورها في قطاع‬
‫المحرقات على الخصوص‪ ،‬وتحديد الصالحيات والوسائل المخولة لها قانونا‪ ،‬والضمانات الرقابية التي تضمن‬
‫وتجسيد هذه الحماية فعليا على ارض الواقع‪.‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية السابقة تم اإلعتماد على المنهج الوصفي والمنهج اإلستقرائي في الدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬وذلك باإلعتماد على المصادر والمراجع العامة والمتخصصة في مجال البيئة والمحروقات التي تم‬
‫الحصول عليها‪ ،‬وبالتركيز بصورة خاصة على مختلف النصوص التشريعية والتنظيمية الحديثة منها والقديمة التي‬
‫ووضعها المشرع الجزائري في هذا المجال‪.‬‬
‫وتكمن أهم الصعوبات التي واجهت إعداد هذا البحث في قلة المراجع القانونية المتخصصة بحماية البيئة‬
‫في قطاع المحروقات‪ ،‬عالوة على التعديالت التي طرأت على النصوص القانونية المعتمدة في الموضوع‪ ،‬وكذا‬
‫صدور العديد منها خالل مرحلة إعداد هذا البحث مما دفع في كل مرة إلى تحيينه واضافة كل ما استجد منها حيث‬
‫تم إصدار أكثر من خمسة نصوص قانونية لها عالقة مباشرة بالبحث‪ ،‬كان من أبرزها تعديل قانون المحروقات‬
‫بموجب القانون رقم ‪ ،07-02‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،3702‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3700‬وكذا المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬المؤرخ في ‪ 8‬فيفري ‪ ،3700‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و‪/‬أو توزيع‬
‫المنتجات البترولية‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ،3700‬المحدد لكيفيات الموافقة على‬
‫دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها‪.‬‬
‫ولإلجابة على إشكالية الموضوع تم بيان اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات (الفصل األول)‪،‬‬
‫وتحديد مختلف اآلليات والضمانات الموضوعة لحماية البيئة في قطاع المحروقات (الفصل الثاني)‬
‫‪4‬‬
‫مقدمـة‬

‫الفصل األول‬
‫اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفصل األول‬
‫اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫يعتبر قطاع المحروقات أهم القطاعات االقتصادية في الجزائر وذلك بالنظر إلى كونه العمود الفقري‬
‫لالقتصاد الوطني منذ أكثر من خمسة عقود من االستقالل(‪.)1‬‬
‫وقد فسح انفتاح الدولة الجزائرية على االستثمار بشقيه الوطني واألجنبي المجال نحو تحقيق العديد من‬
‫االستثمارات في مجال البحث والتنقيب من جهة‪ ،‬وكذا استغالل المحروقات من جهة أخرى رغم تراجع الدولة عن‬
‫دورها كمحتكر لقطاع المحروقات في الجزائر(‪.)2‬‬
‫وبالموا ازة مع ذ لك تزايد االهتمام بالبيئة في الوقت الراهن بالنظر إلى تأثرها بالنتائج الوخيمة للتلوث‪ ،‬التي‬
‫باتت تهدد حياة اإلنسان وجميع الكائنات الحية الموجودة على المعمورة‪ ،‬مما فسح المجال إلى إعادة النظر في‬
‫محتوى جميع األنشطة االقتصادية‪ ،‬ومدى توافقها مع مقتضيات التنمية المستدامة التي تضع نصب أعينها البعد‬
‫البيئي خالل أي نشاط اقتصادي‪.‬‬
‫تأصيال على ما سبق‪ ،‬فإن الدولة الجزائرية باتت أمام ضرورة إعادة النظر في اعتمادها على قطاع‬
‫المحروقات كأساس القتصادها‪ ،‬وذلك امام ما ستدعيه مقتضيات حماية البيئة‪ ،‬حيث سيتدعي األمر بذلك مراجعة‬
‫البعد البيئي في مختلف األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات في ظل األخطار التي تنجر عن هذا القطاع تجاه‬
‫البيئة وذلك ضمن منظومتها القانونية المتعلقة بهذا القطاع‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار فإن تحديد األضرار التي يتسبب فيها قطاع المحروقات على البيئة‪ ،‬يستدعي التعرض إلى‬
‫بيان كيفية تأثير مختلف العمليات المرتبطة بنشاطات المحروقات في البيئة‪ ،‬والتي تتنوع من بحث وتنقيب واستغالل‬
‫للمحروقات‪ ،‬إضافة إلى مختلف العمليات المتعلقة بالنقل والتوزيع والتخزين والتسويق‪ ،‬وفي المقابل ومن أجل‬
‫الوصول إلى إدراك تأثير المحروقات على البيئة فإن األمر يستدعي ضرورة تحديد نطاق حماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات (المبحث األول)‪.‬‬

‫بلقاسم سرايري‪ ،‬دور ومكانة قطاع المحروقات الجزائري في ضوء الواقع االقتصادي الدولي الجديد وفي أفق االنضمام إلى المنظمة‬ ‫(‪)1‬‬

‫العالمية للتجارة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع اقتصاد دولي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير قسم‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،3778 ،‬ص‪.03.‬‬
‫أمال سبع‪ ،‬عقد البحث والتنقيب في مجال المحروقات‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية‬ ‫(‪)2‬‬

‫الحقوق‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،3778 ،‬ص‪.07.‬‬


‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫إضافة إلى البحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة في‬
‫قطاع المحروقات‪ ،‬بعرض مختلف االتفاقيات الدولية التي انظمت إليها الجزائر التي ترمي إلى حماية البيئة من‬
‫التلوث الناجم عن المحروقات‪ ،‬والبحث في تطور النصوص القانونية الجزائرية المتعلقة بالمحروقات من جهة‪،‬‬
‫والمتعلقة بحماية البيئة من جهة أخرى عن هذه الحماية‪ ،‬للوصول إلى تقييم مدى تكريس حماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات في التشريع الجزائري (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫نطاق حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫مع تزايد عدد ال سكان والتقدم الصناعي والتكنولوجي في الوقت الراهن ازدادت أهمية المحروقات أمام الطلب‬
‫الكثيف عليها كمصدر مهم من مصادر الطاقة‪ ،‬وبالنظر إلى اتساع النشاطات المرتبطة بالحصول على المحروقات‬
‫سواء السائلة أو الغازية‪ ،‬فإن األمر يفتح المجال إلى البحث في مضمون هذه النشاطات وتبويبها وتصنيفها من أجل‬
‫الوصول إلى تحديد دقيق لنطاق الدراسة و فهم مختلف المصطلحات المرتبطة بنشاطات المحروقات (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬ونتيجة لتطور الطرق العلمية والتقنية تمكن اإلنسان من إستخراج المعادن ومصادر الطاقة من باطن‬
‫األرض‪ ،‬حيث اسفرت هذه اإلنشطة إلى إختالل في التوازن البيئي نتيجة ما خلفته من تدهور ومشاكل بيئية(‪.)1‬‬
‫وعليه فإن عرض مختلف األخطار البيئية التي تنجر عن قطاع المحروقات بما يحتويه من نشاطات البحث‬
‫والتنقيب وكذا استغالل المحروقات‪ ،‬يفتح المجال إلى بيان كيفية تأثير الصناعة البترولية على البيئة من خالل‬
‫التلوث الناجم عن العمليات المصاحبة لها‪ ،‬بما تخلفه من نفايات تحتوي مكونات ملوثة كالغازات والمواد المعدنية‬
‫والكيمائية‪ ،‬وبعض المواد المشعة التي تحدث تأثي ار على الهواء‪ ،‬والماء‪ ،‬والتربة‪ ،‬ومختلف الكائنات الحية (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫مفهوم الصناعة البترولية‬

‫تعتبر الطاقة بأنواعها المختلفة عنص ار مهما للصناعة واالقتصاد‪ ،‬حيث اختلفت مصادر الطاقة التي‬
‫اعتمدتها المجتمعات اإلنسانية عبر التاريخ‪ ،‬حيث اعتمدت مجتمعات الثورة الصناعية على الوقود األحفوري (فحم‬
‫مصدر للطاقة‪ ،‬والمجتمعات المتقدمة اعادت النظر بمصادر الطاقة التي تعتمد عليها‬
‫ا‬ ‫ونفط وغاز) وخام اليورانيوم‬

‫أحمد لكحل‪" ،‬مفهوم البيئة ومكانها في التشريعات الجزائرية"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسبة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫بسكرة‪ ،‬العدد السابع‪ ،3707 ،‬ص‪.338.‬‬


‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫والقائمة على استغالل الوقود األحفوري‪ ،‬حيث بدأت تبحث عن بدائل جديدة تعتمد على موارد متجددة لتحل تدريجيا‬
‫محل أنواع الوقود المركزة‪ ،‬مثل الطاقة الشمسية وطاقة المد واألمواج‪ ،‬وطاقة الح اررة األرضية‪ ،‬وغيرها(‪.)1‬‬
‫ومن أجل الوصول إلى إدراك مفهوم الصناعة البترولية فإن األمر يقتضي أوال بيان تعريف المحروقات‬
‫(الفرع األول)‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإنه بالنظر أن المحروقات تعد من أهم مصادر الطاقة التي لم تستطع البشرية بالرغم من‬
‫التطور العلمي والتكنولوجي التخلي عنه بصفة كلية‪ ،‬ومن أجل الحصول على المحروقات بشكلها النهائي الموجه‬
‫لالستعمال كمصدر للطاقة يقتضي األمر المرور بجملة من المراحل بداية بالتنقيب‪ ،‬والبحث‪ ،‬ومرو ار إلى‬
‫االستخراج‪ ،‬أواإلنتاج‪ ،‬ثم مرحلة النقل فالتكرير وأخي ار عملية التخزين ثم التسويق‪ ،‬مع مراعاة إمكانية وجود مرحلة‬
‫(‪)2‬‬
‫(الفرع الثاني )‪.‬‬ ‫مكملة تستدعي اإلدماج أو الفصل عن المراحل السابقة‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف المحروقات‬

‫إن الدور اإلستراتيجي للمواد المنتجة من الصناعة البترولية جعل جميع دول العالم تعتمد على استغالل‬
‫الطاقة األحفورية بشكل متزايد في اقتصادياتها‪ ،‬إذ يشكل النفط المصدر الرئيسي للطاقة‪ ،‬كما أن مصادر الطاقة‬
‫البديلة لم تستطع منافسة المنتجات البترولية التي تتميز بانخفاض تكاليف إنتاجها(‪.)3‬‬
‫إن الوصول إلى تحديد تعريف للصناعة البترولية يستدعي بيان المقصود بالصناعة البترولية وذلك من‬
‫الناحية العلمية والقانونية (أوال)‪ ،‬ثم تحديد بدايات نشأة الصناعة البترولية في العالم والسيما في الجزائر وبيان‬
‫األهمية اإلستراتيجية لهذه الصناعة في اقتصاديات الدول (ثانيا)‪.‬‬

‫(‪ )1‬داود سليمان الشراد‪ ،‬غازات الوقود األحفوري (خطوات سريعة نحو كوارث بيئية)‪ ،‬موقع مجلة بيئتنا‪ ،‬الربط‬
‫‪http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=919&lang=ar&Itemi‬‬
‫‪ ،d=84‬تاريخ التصفح ‪ ،2114/14/16‬الساعة ‪.21.31‬‬
‫رحمان أمال‪ ،‬تأثير المحروقات على البيئة خالل مرحة الحفر واإلستخراج‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجسير في العلوم االقتصادي‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تخصص اقتصاد وتسيير البيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،3778 ،‬‬
‫ص‪.0.‬‬
‫يسرى محمد أبو العال‪ ،‬نظرية البترول بين التشريع والتطبيق في ضوء الواقع والمستقبل المأمول‪ :‬دراسة تاريخية اقتصادية وسياسية‬ ‫(‪)3‬‬

‫مع اإلشارة للنماذج التشريعية البترولية العالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2118 ،‬ص‪.75.‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫أوال ‪ :‬المقصود بالمحروقات‬


‫من خالل قانون المحروقات(‪)1‬حدد المشرع الجزائري النظام القانوني لمختلف األنشطة المرتبطة بالمحروقات‬
‫والتي تم ذكرها في المادة األولى منه‪ ،‬حيث تم حصرها في نشاطات البحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها‬
‫بواسطة األنابيب‪ ،‬وتكريرها‪ ،‬وتحويل وتسويق وتخزين وتوزيع المنتجات البترولية‪ ،‬إضافة إلى وضع النظام القانوني‬
‫للهياكل‪ ،‬والمنشئات التي يسمح لها بممارسة هذه األنشطة وكذا حقوق التزامات األشخاص من أجل ممارسة‬
‫النشاطات السابقة الذكر‪.‬‬
‫كما أعطى المشرع الجزائري مدلوال لمصطلح المحروقات وعبر عنها بمختلف المحروقات السائلة والغازية‬
‫والصلبة السيما الرمال النضيدة والنضيد الزفتي(‪ ،)2‬وبين أن المحروقات السائلة هي النفط الخام وسوائل الغاز‬
‫الطبيعي وغاز البترول المميع(‪.)3‬‬
‫ويطلق على النفط مصطلح " البترول " أو " زيت الصخر" حيث أن كلمة بترول ذات أصل يوناني وهي‬
‫مركبة من شقين األول "‪ " Petro‬وتعني الصخر‪ ،‬أما الشق الثاني فهو "‪ " Oleum‬وتعني الزيت‪ ،‬فهي بذلك‬
‫تعبر عن تكوين البترول بين الصخور(‪ ،)4‬ويتواجد البترول في الطبيعة وفق عدة حاالت‪ ،‬حيث يظهر في الحالة‬
‫الصلبة أو شبه الصلبة كعروق اإلسفلت وهي حالة نادرة وقد يوجد في حالة سائلة كالبترول الخام‪ ،‬أو قد يتواجد في‬
‫حالة غازية كغازات البترول(‪.)5‬‬
‫والبترول سائل اسود كثيف سريع االلتهاب يتكون من خليط من الهيدروكاربونات التي تصل نسبها في‬
‫بعض أنواعه على نحو ‪ 98‬بالمئة‪ ،‬كما تحتوي بعض أنواعه على مركبات عضوية تحتوي على النتروجين والكبريت‬
‫والفسفور‪ ،‬ويوجد البترول عادة في مكامن خاصة بين طبقات الصخور الرسوبية حيث يصحب وجوده في كثير من‬

‫قانون رقم ‪ ،70-70‬مؤرخ في ‪ 38‬أفريل ‪ ،3770‬يتعلق بالمحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،07‬صادر في ‪ 30‬جويلية‪،3770 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫معدل و متمم باألمر رقم ‪ ،07-70‬مؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ،3770‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،28‬صادر في ‪ 27‬جويلية ‪ ،3770‬ومعدل‬
‫ومتمم بقانون رقم ‪ ،70-02‬مؤرخ في ‪ 37‬فيقري ‪ ،3702‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 32‬فيفري ‪ ،3702‬معدل ومتمم بقانون‬
‫رقم ‪ ،07-02‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،3702‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3700‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،08‬صادر في ‪ 20‬ديسمبر‬
‫‪.3702‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 30‬من قانون رقم ‪ ،70-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 27‬من قانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫محمد التوهامي طواهر وأمال رحمان‪" ،‬تأثير النفط على البيئة خالل مرحة النقل"‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫العدد ‪ ،3702 ،03‬ص‪.00.‬‬


‫عائشة سلمى كحيلي‪ ،‬دراسة السلوك البيئي للمؤسسات االقتصادية العاملة في الجزائر‪ :‬دراسة ميدانية لقطاع النفط بمنطقة حاسي‬ ‫(‪)5‬‬

‫مسعود‪ ،‬مذكرة الستكمال متطلبات الحصول على شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد وتسيير البيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،3778 ،‬ص‪.000.‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫األحيان وجود بعض الغازات الهيدروكاربونية مثل الميثان والبروبان‪ ،‬والبيوتان‪ ،‬والتي تظهر كطبقة عليا فوق سطح‬
‫الزيت في المكمن(‪.)1‬‬
‫كما يعرف البترول على أنه خليط معقد ومنوع من هيدروكربونات في حالة غازية وسائلة وصلبة‪ ،‬حيث أن‬
‫هذا الخليط ال ينشأ إال بفعل درجات ح اررة معية(‪ ،)2‬ويعرف النفط كذلك على أنه مزيج من الهيدروكربونات يتكون‬
‫أساسا من الكربون والهيدروجين‪ ،‬إضافة إلى جملة من الشوائب العضوية وغير عضوية األخرى‪ ،‬كما يحتوي بصورة‬
‫ضئيلة على بعض المركبات المعقدة كالنتروجين والكبريت واألكسجين(‪.)3‬‬
‫وللنفط تصنيف ات عديدة تمكن المتعاملين من تحديد توعيته ومن ضمن هذه التصنيفات وأشهرها تصنيفه‬
‫حسب كثافته وتصنيفه حسب نسبة الكبريت الموجودة فيه‪ ،‬فالنسبة للكثافة يقسم النفط الخام إلى نفط ثقيل ونفط‬
‫متوسط ونفط خفيف‪ ،‬حيث تمثل نسبة الهيدروكربونات الثقيلة فيه المعيار في التصنيف‪ ،‬ويعد النفط الخفيف أكثر‬
‫األنواع طلبا في السوق بسبب إمكانية الحصول منه على كميات من المشتقات البترولية‪ ،‬وأما التصنيف بالنظر إلى‬
‫نسبة الكبريت فيظهر البترول الحلو والذي تكون فيه نسبة الكبريت منخفضة وأما البترول الحامض يحتوي نسبة‬
‫كبيرة من الكبريت(‪.)4‬‬
‫وبالنظر إلى التصنيفات السابقة وغيرها اتفق مقاولوا النفط على اختيار أنواع محددة يتم من خاللها زيادة أو‬
‫معيار للجودة حيث تم على المستوى العالمي اختيار خام برنت في المملكة المتحدة‬
‫ا‬ ‫خفض قيمتة كسلعة‪ ،‬وبذلك تعد‬
‫ليكون مرجعا عالميا‪ ،‬حيث يتعمد كمعيار لتسعير ثلثي اإلنتاج العالمي خاصة لمنطقتي أوربا وافريقيا‪ ،‬ويتكون "‬
‫برنت " من مزيج ‪ 15‬حقال مختلفا في منطقتي " برنت " كما يعد من أنواع النفط الخفيفة بسبب احتوائه على نسبة‬
‫منخفضة من الكبريت(‪.)5‬‬
‫وبالنسبة للغاز الذي يعد الشكل الثاني للمحروقات فإن تواجده يكون في باطن األرض بصورة منفردة أو‬
‫مصحوبة بالنفط‪ ،‬ويتكون من خليط من مركبات غازية يشكل أهمها غاز الميثان واإليثان والبروبان والبيوتان‪ ،‬كما‬
‫يعتبر كمصدر مهم في الصناعات ذات االستخدام الكثيف للطاقة مثل صناعة األسمنت وانتاج الكهرباء وصناعة‬

‫(‪)1‬إسالم احمد مدحت‪ ،‬الطاقة وتلوث البيئة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،0000 ،‬ص‪.00.‬‬
‫عدنان عباس علي‪ ،‬نهاية عصر البترول‪ ،‬دار عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،2114 ،‬ص‪.24.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫محمد التوهاتمي طواهر وأمال رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫نبيل زغبي‪ ،‬أثر السياسات الطاقوية لإلتحاد األوربي على قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من‬ ‫(‪)4‬‬

‫متطلبات شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2112 ،‬ص‪.18.‬‬
‫نبيل زغبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الحديد والصلب‪ ،‬ويتواجد الغاز الطبيعي في البلدان العربية بشكل رئيسي وأهمها الجزائر وقطر والسعودية واإلمارات‬
‫العربية المتحدة(‪.)1‬‬
‫لقد اعتبر المشرع الجزائري أن الغاز الطبيعي هو كل المحروقات الغازية المنتجة من خالل اآلبار بما فيها‬
‫الغاز الرطب والغاز الجاف اللذان يمكن أن يكونا مرفقين أو غير مرفقين بمحروقات سائلة وغاز الفحم الحجري أو‬
‫ميثان الفحم الحجري والغاز المترسب الذي يتحصل عليه بعد استخالص سوائل الغاز الطبيعي(‪.)2‬‬
‫واعتبر كذلك أن الغازات المصاحبة هي كل المحروقات الغازية التي تصاحب بشكل من األشكال مخزونا‬
‫تحت األرض يحتوي على محروقات سائلة(‪.)3‬‬
‫كما بين المشرع الجزائري ان الغاز يظهر وفق صورتين إما رطب أو جاف‪ ،‬ويقصد بالغاز الرطب تلك‬
‫المحروقات الغازية التي تحتوي كمية كافية من العناصر التي تتحول إلى سائل عند توفير الضغط والح اررة العاديين‬
‫وتبرر إنجاز منشأة السترجاع هذه السوائل(‪ ،)4‬وأما الغاز الجاف فيقصد به تلك المحروقات الغازية التي تحتوي‬
‫أساسا على غاز الميثان وغاز اإليثان والمواد الهامدة(‪.)5‬‬
‫واعتبر كذلك أن غاز البترول المميع يقصد به تلك المحروقات المركبة أساسا من مزيج من غاز البوتان‬
‫وغاز البروبان غير السائل في الظروف العادية(‪.)6‬‬
‫وبين المشرع الجزائري أن المحروقات غير التقليدية هي المحروقات الموجودة والمنتجة من مخزن أو من‬
‫تكوين جيولوجي يتسم على األقل بإحدى المميزات‪ ،‬أو يخضع ألحد الشروط المحددة في المادة ‪ 5‬من قانون‬
‫المحروقات(‪.)7‬‬

‫نبيل زغبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ ،32‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬والتي تم تعديلها بموجب القانون رقم ‪ ،07-02‬حيث حررت هذه الفقرة قبل‬ ‫(‪)2‬‬

‫التعديل كما يلي وهو كل المحروقات الغازية المنتجة من خالل آبار بما فيها الغاز الرطب‪ ،‬والغاز الجاف اللذان يمكن أن يكونا مرفقين‬
‫وغير مرفقين بمحروقات سائلة‪ ،‬والغاز المترسب الذي يحصل عليه بعد استخالص سوائل الغاز الطبيعي‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق ‪ .‬يجدر التنويه إلى أن هذه الفقرة أضيفت بموجب تعديل قانون‬ ‫(‪)7‬‬

‫المحروقات بموجب قانون رقم ‪ ،70-02‬مؤرخ في ‪ 37‬فيقري ‪ ،3702‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 32‬فيفري ‪ ،3702‬كما‬
‫عدلت بموجب القانون رقم ‪ ،07-02‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،3702‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ .3700‬حيث حددت كذلك‬
‫مجموعة من المواصفات التقنية الخاصة باستخراج هذه المحروقات‪ ،‬والتي تعاز إلى استخراج ما يعرف بالغاز الصخري والذي سيتم‬
‫التطرق إليه الحقا في الفرع الثاني من المطب الثاني من هذا المبحث‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويقصد بالصناعة البترولية مجموع النشاطات والعمليات الصناعية المتعلقة باستغالل الثروة البترولية‪ ،‬سواء‬
‫بإيجادها خاما‪ ،‬أو تحويل ذلك الخام إلى منتجات قابلة لالستعمال أو للتداول كسلعة(‪.)1‬‬
‫كما تعرف الصناعة البترولية أو النفطية على أنها مجموعة النشاطات أو العمليات اإلنتاجية ذات الطابع‬
‫الفني والتكنولوجي والتنظيمي اإلداري المتعلق باستغالل المواد النفطية ومواردها(‪.)2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أهمية المحروقات‬
‫كان الفحم فيما مضى من أهم مصادر الطاقة‪ ،‬غير أن مكانته في الوقت الراهن تراجعت أمام انتشار‬
‫استخدام مشتقات البترول ومقطراته المختلفة‪ ،‬فقد أضحى البترول أهم مقوم للحضارة الحديثة حتى أطلق عليه اسم‬
‫الذهب األسود(‪.)3‬‬
‫إن الضرورة الحتمية للمحروقات ليست حديثة النشأة‪ ،‬فقد اعتمد اإلنسان على هذا المصدر الطاقوي ابتداء‬
‫من القرن الثامن عشر‪ ،‬حيث تم استخراج البترول من باطن األرض ألول مرة بصورة تجارية في بولندا سنة ‪،1858‬‬
‫ثم الواليات المتحدة األمريكية سنة ‪ ،1859‬ثم بدأ باالنتشار عبر العديد من المناطق عبر العالم(‪.)4‬‬
‫ومنذ بداية القرن العشرين أخذت مكانة الفحم تتراجع مقارنة مع غيره من مصادر الطاقة حيث ظهر‬
‫منافسان قويان للفحم هما النفط والغاز‪ ،‬حيث أخذت مكانة الفحم تتراجع أمامهما وكانت بذلك العالقة عكسية‬
‫لصالح النفط والغاز الطبيعي‪ ،‬حيث انخفضت نسبة إسهام الفحم إلى نسبة ‪ 33.7‬بالمئة في بداية الستينيات وفي‬
‫نفس الوقت ارتفعت نسبة استعمال النفط والغاز معا إلى نسبة ‪ 58‬بالمئة‪ ،‬حيث أصبح للطاقة هيكل متكامل يشكل‬
‫النفط عموده الفقري(‪.)5‬‬
‫ولحد اآلن ال يزال البترول والغاز الطبيعي يحتفظان بمركز اقتصادي ينافس كافة مصادر الطاقة في العالم‪،‬‬
‫وذلك بالنظر إلى صعوبة االنتقال من االقتصاد المرتكز على الصناعة البترولية كمصدر رئيسي لتوفير الطاقة‪ ،‬إلى‬
‫مرحلة االقتصاد الذي يرتكز على الطاقة المستمدة من مصادر بديلة للنفط والغاز كالفحم والطاقة النووية والطاقة‬
‫الشمسية‪ ،‬إذ أن عملية التحول إلى االعتماد على مصادر الطاقة األخرى يستدعي تغيي ار شامال في الهيكل‬
‫االقتصادي للدول(‪.)6‬‬

‫أمال رحمان‪ ،‬المرجع الساق‪ ،‬ص‪.0.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫محـمد التوهاتمي طواهر وأمال رحمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫إسالم احمد مدحت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أمال رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫عبد الرؤوف رهبان‪ " ،‬األهمية النسبية النوعية لموارد الطاقة ‪ :‬دراسة في جغرافية الطاقة "‪ ،‬مجلة جامعة دمشق ‪ ،‬المجلد ‪ ،30‬العدد‬ ‫(‪)5‬‬

‫األول والثاني‪ ،3700 ،‬ص‪.283.‬‬


‫يسرى محمد أبو العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويستمر النفط كونه الوقود األهم في العالم‪ ،‬حيث يساهم بتسعة وثالثين في المائة من إمدادات الطاقة‬
‫العالمية وسيقي الوقود األول للمستقبل القريب نتيجة الطلب الكثيف عليه السيما من طرف قطاع النقل(‪.)1‬‬
‫إن النفط بقي يشكل المصدر األول للطاقة‪ ،‬وسيبقى متمتعا بهذه األفضلية طيلة نصف القرن الواحد‬
‫والعشرين حسب رأي المختصين وهذا راجع لقصور الطاقات البديلة عن حلولها محل النفط والتي عادة ما تشكل‬
‫التكاليف المالية الباهظة هاجسا أمام استغاللها‪ ،‬إضافة إلى صعوبة اإلحاطة باألخطار التكنولوجية والنتائج المترتبة‬
‫عن وقوع حوادث مرتبطة بها والحديث متعلق باستخدام الطاقة النووية(‪.)2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬صناعة المحروقات في الجزائر‬
‫تعد الجزائر من البلدان الرائدة في مجال المحروقات‪ ،‬لما تملكه من مؤهالت من حيث إحتياط الغاز‬
‫والبترول‪ ،‬حيث نجد أن اقتصادها يقوم أساسا على عملية تصدير هذه المادة الطاقوية(‪.)3‬‬
‫بدأت أولى محاوالت البحث والتنقيب عن المحروقات في الجزائر إبان االستعمار الفرنسي عام ‪،1913‬‬
‫وكان أول إقليم أجريت فيه عمليات البحث هو اإلقليم الغربي من منطقة غيليزان‪ ،‬وظلت الشركات تتابع أبحاثها‬
‫أثناء الحرب العالمية األولى بقسنطينة والعلمة‪ ،‬وعين فكرون وسيدي عيش‪ ،‬لكن محاوالت البحث لم تسفر عن أي‬
‫اكتشاف(‪.)4‬‬
‫وتم حفر بعض اآلبار القليلة العمق في شمال البالد بعد مالحظة مؤشرات نفطية كانت بادية على سطح‬
‫األرض ومثال ذلك بئر " تليوانيت " الموجودة غرب غيليزان التي تم اكتشافها سنة ‪ ، 1915‬و" واد قطرين " جنوب‬
‫سور الغزالن‪ ،‬غير أن هذه االكتشافات كانت عرضية وغير تجارية (‪.)5‬‬
‫وفي عام ‪ 1946‬اكتشفت شركة فرنسية تدعى (الصور) أول حقل بترولي في وادي قطرني بعين صالح‪ ،‬ثم‬
‫اكتشف حقل برقة بنفس المنطقة عام ‪ ،1952‬وحينها بدأ االستغالل البترولي وازدادت اندفاعات الشركات األجنبية‬
‫سعيا وراء الحصول على امتيازات البحث والتنقيب عن النفط المسلمة آنذاك من طرف الحكومة الفرنسية ومن بين‬
‫الشركات المستفيدة نجد الشركة الوطنية للبحث واستغالل بترول الجزائر (السينريال) وشركة أبحاث واستغالل بترول‬

‫مصطفى بودرامة‪ " ،‬التحديات التي تواجه مستقبل النفط في الجزائر "‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة‬ ‫(‪)1‬‬

‫والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬أيام ‪ 0‬و‪ 8‬أفريل ‪ ،3778‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪،‬‬
‫رقم المداخلة ‪،02‬ص‪ ،3.‬رابط تحميل المدخلة ‪ ، http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/20.pdf:‬تاريخ‬
‫التصفح ‪ ،70.73.3700‬الساعة ‪.30.72‬‬
‫أمينة مخلفي‪ " ،‬النفط والطاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة "‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪،70‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ،3700‬ص‪.327.‬‬
‫نبيل زغبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫يسرى محمد أبو العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.437.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫نبيل زغبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الصحراء (الكرايبس) وهما شركتان فرنسيتان منحت لهما ‪ 24‬رخصة‪ ،‬إضافة إلى شركات أمريكية وبريطانية‬
‫وايطالية(‪.)1‬‬
‫وتواصلت االكتشافات فيما بعد بداية من الخمسينيات حيث عمدت اإلدارة الفرنسية على منح رخص‬
‫الستغالل في أكتوبر ‪ 1953‬للشركة الفرنسية للتنقيب واالستغالل بالصحراء (‪ ،)c.r.e.p.s‬وتم اكتشاف أول بئر‬
‫بترولية هامة في الجزائر عام ‪ 1953‬وهي حقل " إيالج " الواقع في أميناس‪ ،‬وفي نفس السنة تم اكتشاف حقل‬
‫حاسي الرمل(‪،)2‬وتم العثور على حقل " ايجلس " وحاسي مسعود عام ‪ 1954‬حيث صنف حقل حاسي مسعود من‬
‫اكبر سبعة حقول في العالم في ذلك الوقت‪ ،‬ثم تم اكشاف حقل " تقنتورين "‪ ،‬و" زارزتين " عام ‪ ،1956‬وبدأ بذلك‬
‫اإلنتاج البترولي يتزايد منذ ذلك الوقت(‪.)3‬‬
‫ويرى البعض أن سنة ‪ 1956‬تعد بداية تأريخ عهد البترول في الجزائر‪ ،‬وقد تمت أول عملية شحن للبترول‬
‫في ‪ 31‬نوفمبر‪ 1959‬بميناء بجاية باتجاه مرسيليا بفرنسا وذلك على متن ناقلة البترول" ريقل " ‪ ،‬وبالنظر إلى اتساع‬
‫منطقة الصحراء في الجزائر حيث تشكل اكثر من ‪ % 81‬من مساحة القطر الجزائري فقد توالت عمليات البحث‬
‫والتنقيب عن المحروقات حيث تم اكتشاف حقل " اوهانت " بالجنوب الشرقي للجزائر عام ‪ 1961‬وحقل " قاسي‬
‫طويل " على بعد ‪ 151‬كلم من مدينة حاسي مسعود‪ ،‬وحقل" تين فون تابنكورت " على بعد ‪ 311‬كلم من منطقة‬
‫عين أميناس‪ ،‬وحقل " السطح " في والية إليزي عام ‪ ،1961‬كما تم اكتشاف حقل رورد النوس شرق مدينة ورقلة في‬
‫‪.)4(1962‬‬
‫وبعد استقالل الجزائر تواصلت عمليات استغالل المحروقات حيث جعل المشرع الجزائري من مواد وموارد‬
‫المحروقات المكتشفة‪ ،‬أو غير المكتشفة الموجودة على التراب الوطني‪ ،‬وفي باطنه وفي المجال البحري جزء من‬
‫السيادة الوطنية‪ ،‬والتي هي ملك للجماعة الوطنية التي تجسدها الدولة(‪ ،)5‬حيث أسند للمؤسسة الوطنية سونالغاز‬
‫مهمة التكفل بالنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات حيث حققت هذه األخيرة المرتبة الثانية عشر عالميا من‬
‫ضمن أكبر المؤسسات الناشطة في قطاع المحروقات‪ ،‬كما أنها تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث نشطات‬
‫استخراج الغاز الطبيعي عالميا(‪.)6‬‬

‫يسرى محمد أبو العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.438.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫نبيل زغبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫يسرى محمد أبو العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.438.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫نبيل زغبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫(‪)6‬‬
‫‪AHLEM Nabti, "Developpement economique et interet environnemental l’engagement social et environnemental de la‬‬
‫‪sonatrach", Revue recherches economiques et manageriale, No. 14, P.29.‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفرع الثاني‬
‫أشكال النشاطات في قطاع المحروقات‬

‫من خالل المادة الخامسة من قانون المحروقات بين المشرع الجزائري مختلف المفاهيم والمصطلحات التقنية‬
‫المتعلقة بالنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات‪ ،‬سواء كانت هذه النشاطات ضمن المجال البحري أو اإلقليم البري‬
‫للدولة الجزائرية‪ ،‬كما قسم مختلف األنشطة المرتبطة بالمحروقات إلى وجهين رئيسيين فعبر عن عمليات البحث‬
‫واستغالل المحروقات بالصناعة البترولية األفقية (أوال)‪.‬‬
‫وجعل من عمليات النقل بواسطة األنابيب والتكرير والتحويل والتسويق والتخزين والتوزيع الوجه الثاني لهذه‬
‫العمليات وعبر عنها بالصناعة البترولية التحتية (ثانيا)‪ ،‬وهو التقسيم الذي سنعتمده في هذه الدراسة‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الصناعة البترولية األفقية‬
‫يقصد بالصناعة البترولية األفقية مختلف العمليات المرتبطة بالبحث واستغالل المحروقات(‪ ،)1‬كما يطلق‬
‫عليها نشاطات المنبع والتي تضم بدورها عمليات البحث واستكشاف الحقول النفطية إضافة إلى التجارب‬
‫واالختبارات المحددة لكمياتها(‪ ،)2‬ولقد حدد المشرع الجزائري المقصود بكل عملية من هذه الصناعة كما يلي‪:‬‬
‫‪ .4‬عمليات البحث والتنقيب عن المحروقات‬
‫تتضمن مرحلة البحث والتنقيب عن المحروقات مختلف الدراسات التحليلية واألعمال التطبيقية وكذا الجوانب‬
‫الفنية واالقتصادية والتكنولوجية التي تهدف إلى تحديد أماكن البترول‪ ،‬سواء من ناحية مكوناته الكيميائية أو‬
‫أنواعه وكذا موقعه الجيولوجي والجغرافي(‪.)3‬‬
‫لقد بين المشرع الجزائري من خالل قانون المحروقات‪ ،‬أن المقصود بعمليات البحث عن المحروقات هي‬
‫مجموع نشاطات التنقيب عن المحروقات وكذا أعمال الحفر الرامية إلى استكشاف حقول المحروقات(‪.)4‬‬
‫كما عبر عن التنقيب بأنه مختلف األشغال التي تسمح بكشف مؤشرات على وجود المحروقات السيما عن‬
‫طريق استعمال طرق جيولوجية وجيوفيزيائية بما فيها أشغال الحفر الطبقي(‪.)5‬‬

‫المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬من قانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫محـمد التوهاتمي طواهر وأمل رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬عائشة سلمى كحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.003.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫والمالحظ من المفهومين السابقين أن المشرع الجزائري قد اعتبر أن عمليات البحث هي عمليات أشمل من‬
‫عمليات التنقيب الحتواء البحث على عمليات التنقيب كمرحلة أولية للكشف عن وجود المحروقات عبر عمليات‬
‫الحفر الرامية إلى اكتشاف حقول المحروقات‪.‬‬
‫‪ .2‬عمليات استغالل المحروقات‬
‫تتضمن مرحلة استغالل المحروقات العمليات الرامية إلى استخراج البترول الخام من باطن األرض ورفعه‬
‫إلى السطح من أجل تصنيعه‪ ،‬حيث تقتضي هذه العمليات استكمال األشغال المرتبطة بالحفر وانشاء مختلف‬
‫المعدات الميكانيكية واألبنية(‪.)1‬‬
‫واعتبر المشرع الجزائري أن عمليات استغالل المحروقات يشكل الشق الثاني من الصناعة البترولية‬
‫السطحية‪ ،‬والتي تتمثل في مختلف األشغال التي تسمح باستخالص المحروقات ومعالجتها وذلك من أجل جعلها‬
‫مطابقة لخصوصيات النقل بواسطة األنابيب‪ ،‬وتسويقها وهو ما تم بيانه وفقا للمادة رقم ‪ 5‬فقرة ‪ 19‬من قانون‬
‫المحروقات(‪.)2‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 5‬فقرة ‪ 14‬من قانون المحروقات‪ ،‬فإن العمليات المرتبطة بالصناعة البترولية األفقية تتم وفق‬
‫عقود تجمع بين نشاطي البحث واالستغالل أو عن طريق عقود مستقلة حسب كل نشاط على حدى‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الصناعة البترولية التحتية‬
‫تعد ال صناعة البترولية التحتية الشكل الثاني للصناعات المتعلقة بالمحروقات‪ ،‬كما يصطلح عليها بنشاطات‬
‫المصب‪ ،‬وتضم كال من النقل والتكرير وبيع المنتجات النفطية(‪.)3‬‬
‫ولقد جمع المشرع الجزائري مختلف العمليات الرامية إلى نقل المحروقات بواسطة األنابيب والتكرير‪،‬‬
‫والتحويل‪ ،‬والتسويق‪ ،‬والتخزين والتوزيع تحت عنوان الصناعات البترولية التحتية (‪ ،)4‬كما حدد المقصود بكل عملية‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ .4‬نقل المحروقات بواسطة األنابيب‬
‫بعد القيام بعمليات البحث وانتاج المحروقات تأتي مرحلة النقل‪ ،‬والتي كانت في السابق تتم بواسطة براميل‬
‫وصهاريج‪ ،‬وهو تفسير الوحدة المعتمدة في قياس النفط الخام والمقدر بـ ‪ 159 :‬لتر‪.‬‬

‫(‪)1‬عائشة سلمى كحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.002.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫محمد التوهاتمي طواهر وأمل رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وبالنظر إلى التطور الذي شهده نظام النقل ظهرت خطوط النقل بواسطة األنابيب كوسيلة حديثة للنقل عبر‬
‫محطات للضخ أو الدفع الموزعة على طول األنابيب حيث تظهر أنابيب نقل المحروقات في شكلين فمنها ما يكون‬
‫عن طريق البر ومنها يكون عبر البحر(‪.)1‬‬
‫ويتم نقل النفط بطرق عدة سواء عن طريق ناقالت النفط وهي عبارة عن أوعية لشحن النفط بمواصفات‬
‫خاصة في بنائها تتناسب مع طبيعة هذه المواد‪ ،‬إضافة إلى خطوط األنابيب التي تمتد سواء في البر أو البحار‬
‫والمحيطات حيث تخصص لضخ النفط أو الغاز فيها ونقله إلى أماكن أخرى(‪.)2‬‬
‫لقد عبر المشرع الجزائري عن عملية النقل بواسطة األنابيب بنظام النقل بواسطة األنابيب وبين أن هذا‬
‫النظام قد يظهر في شكل أنبوب أو عدة أنابيب تنقل نفس السائل بما فيها المنشآت المدمجة(‪.)3‬‬
‫كما تتضمن عملية النقل بواسطة األنابيب نقل المحروقات السائلة والغازية والمنتجات البترولية والتخزين‬
‫المرتبط بها باستثناء شبكات التجميع والتوزيع على مستوى الحقول‪ ،‬وشبكات الغاز التي يتم من خاللها تموين‬
‫السوق الوطنية دون سواها(‪.)4‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن تقاطع مجموعة من الشبكات يشكل شبكة للتجميع والتوزيع وكذا قنوات التفريغ‪ ،‬حيث‬
‫يقصد بالتجميع مختلف شبكات األنابيب المطمورة أو البارزة ذات أقطار مختلفة تسمح بربط إما رؤوس اآلبار‬
‫المنتجة بمركز معالجة المحروقات الغازية أو بمركز الفصل أو الربط بمركز المعالجة بمنشآت إعادة الحقن وكذا‬
‫مراكز الفصل بالمراكز األساسية للتجميع (‪.)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫المحدد إلجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على‬ ‫وبين المرسوم التنفيذي رقم ‪76-15‬‬
‫نشاطات نقل المحروقات بواسطة األنابيب أن منشآت نقل المحروقات بواسطة األنابيب تضم كال من األنابيب‬
‫والمنشآت المدمجة الخاصة بها‪ ،‬وكذا منشآت التخزين المرتبطة بنقل المحروقات بواسطة األنابيب وتضم كذلك‬
‫محطات الضغط والضخ والتمدد األولي ومراكز القطع والتقسيم ومعدات التعداد الملحقة بهذه األنابيب (‪.)7‬‬

‫محمد التوهاتمي طواهر وأمل رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عباس إبراهيم دشتي‪ ،‬الجوانب القانونية لتلوث البيئة البحرية بالنفط‪ ،‬مذكرة الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في‬ ‫(‪)2‬‬

‫القانون‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،3707 ،‬ص‪.07.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ ،00‬من قانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 5‬فقرة ‪ ،61‬من قانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 5‬فقرة ‪ ،9‬من قانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مؤرخ في ‪ 33‬فيفري ‪ ،3703‬يحدد إجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على نشاطات‬ ‫(‪)6‬‬

‫نق المحروقات بواسطة األنابيب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،12‬صادر في ‪ 8‬مارس ‪.2115‬‬
‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 3‬و ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع الجزائري قد اعتمد على أسلوب نقل المحروقات بواسطة األنابيب ولم‬
‫ينص على األساليب األخرى لنقل المحروقات كالنقل بواسطة الناقالت البحرية وكذا السكك الحديدية أو عن طريق‬
‫الشاحنات حال المسافات القصيرة‪.‬‬
‫أما التوزيع فهو مجموعة شبكات من األنابيب المطمورة أو البارزة ذات أقطار مختلفة تسمح بربط مراكز‬
‫المعالجة بأنظمة النقل بواسطة األنابيب‪ ،‬أو مراكز التجميع األساسية بأنظمة النقل بواسطة األنابيب‪ ،‬أو مراكز‬
‫المعالجة أو الفصل والتي تقع في مساحة االستغالل بمركز الحقن الذي يقع في مساحة أخرى لالستغالل أو مراكز‬
‫التخزين ضمن حقل له أنظمة النقل بواسطة األنابيب(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المحدد لكيفيات ضبط مبدأ االستعمال الحر من الغير لمنشآت نقل‬ ‫وبين المرسوم التنفيذي رقم ‪77-14‬‬
‫المحروقات بواسطة األنابيب من خالل ما حددته المادة األولى فقرة ‪ 5‬أن نقل المحروقات بواسطة األنابيب يتم عن‬
‫طريق عقد النقل‪ ،‬والذي يقصد به مجموع خدمات نقل المحروقات بواسطة األنابيب المبرم ما بين صاحب االمتياز‬
‫والمستعمل‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن عملية نقل النفط الجزائري بدأت اعتبا ار من بداية عمليات اإلنتاج عام ‪ 1958‬حيث‬
‫كانت عبر أنبوب نقل يدعى (‪ )oki‬يمتد من حاسي مسعود إلى تقرت‪ ،‬ويقدر طوله ب‪ 211‬كلم‪ ،‬كما تمت عملية‬
‫النقل بواسطة صهاريج إلى مدينة سكيكدة‪ .‬وتم بعد ذلك إنشاء أنبوب آخر من حاسي مسعود إلى بجاية يدعى‬
‫(‪ )obi‬بطول ‪ 662‬كلم‪ ،‬وقد عملت شركة سوناطراك على إنشاء شبكة كاملة للنقل تضم ‪ 31‬أنبوبا يصل طولها إلى‬
‫‪ 16211‬كلم(‪.)3‬‬
‫كما أن الجزائر قامت بتوقيع اتفاقية شراكة سنة ‪ 2116‬بين الشركة الوطنية سوناطراك والشركة اليابانية‬
‫كاوازاكي إلنشاء ناقلة للنفط الخام‪ ،‬ويتكون األسطول الجزائري حاليا من ناقلتين‪ ،‬على أن يتم تدعيمه بأربع ناقالت‬
‫أخرى مستقبال(‪.)4‬‬
‫‪ .2‬عمليات التكرير والتحويل‬
‫تهدف مرحلة التكرير أو ما يصطلح عليها "بعمليات التصفية" إلى تصنيع المواد البترولية بتحويلها من‬
‫شكلها الخام إلى أشكال من المنتجات السلعية البترولية‪ ،‬والتي تشهد في الوقت الراهن تنوعا كبي ار بالنظر إلى‬
‫استعمال مشتقات المواد البترولية في عديد الصناعات والمنتجات‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬الفقرات‪ 28 :‬و ‪ 20‬و‪ 07‬و‪ 00‬من قانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،77-14‬مؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪ ،2114‬يحدد كيفيات ضبط مبدأ االستعمال الحر من الغير لمنشآت نقل‬ ‫(‪)2‬‬

‫المحروقات بواسطة األنابيب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،11‬صادر في ‪ 26‬فيفري ‪.2114‬‬
‫محمد التوهامي طواهر وأمل رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫محمد التوهامي طواهر وأمل رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويقصد "بتحويل المحروقات" مختلف العمليات التي تهدف إلى تصنيع المنتجات البترولية وتحويلها إلى‬
‫منتجات سلعية بيتروكميائية متنوعة مثل األسمدة‪ ،‬والمنظفات‪ ،‬والمبيدات‪ ،‬واألصبا‪ ،،‬والمواد البالستيكية‪ ،‬واألنسجة‬
‫الصناعية(‪.)1‬‬
‫ويبدو مما سبق أن عمليات التحويل هي عمليات موسعة مقارنة بعمليات التكرير إذ أن عمليات التكرير‬
‫توفر المواد األولية التي يعتمد عليها في عمليات التحويل‪ ،‬غير أن المشرع الجزائري يفصل بين المفهومين حيث‬
‫اعتبر أن التكرير هو مجموع العمليات التي تهدف إلى فصل البترول أو المكثفات على شكل منتجات سائلة أو‬
‫غازية قابلة لالستعمال المباشر(‪ ،)2‬في حين اعتبر أن المنتجات البترولية هي كل المواد الناتجة عن عمليات‬
‫التكرير‪ ،‬وكذا المواد الناتجة عن عملية فصل غازات البترول المميع(‪.)3‬‬
‫أما عمليات التحويل فأعتبرها القانون رقم ‪ 17-15‬المتضمن قانون المحروقات المعدل والمتم‪ ،‬على أنها‬
‫مختلف العمليات الرامية إلى فصل غازات البترول المميع وتمييع الغاز والبيتروكيماويات والغازوكيمياء(‪ ،)4‬وتم‬
‫تعديل هذا المفهوم بموجب تعديل قانون المحروقات باألمر رقم ‪ 11-16‬وأصبح المقصود بالتحويل هو مختلف‬
‫العمليات التي تهدف إلى فصل غازات البترول المميع وتمييع الغاز وعمليات تحويل الغاز لمنتجات بترولية أو أي‬
‫منتجات غازية محولة إلى سوائل والبتروكيماويات والغازوكيمياء(‪.)5‬‬
‫‪ .3‬عمليات التسويق والتوزيع‬
‫تهدف هذه العمليات إلى تسويق وتوزيع البترول سواء أكان بصورته الخامة أو بعد عمليات اإلنتاج‪ ،‬حيث‬
‫تتم عمليات التوزيع عبر مراكز رئيسية أو فرعية مخصصة لذلك(‪.)6‬‬
‫ووفق المشرع الجزائري فإن نشاط التوزيع يقصد بها تلك العمليات الرامية إلى بيع مختلف المنتجات‬
‫البترولية سواء بالجملة أو بالتجزئة (‪.)7‬‬
‫وبين أن المقصود من المنتجات البترولية هي تلك المواد الناتجة عن عمليات التكرير وكذا مختلف المواد‬
‫المنتجة من عمليات فصل غازات البترول المميع(‪.)8‬‬

‫عائشة سلمى كحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.002.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ ،11-16‬مؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪ ،2116‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 17-15‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪ ،2115‬والمتعلق بالمحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،48‬صادر في ‪ 31‬جويلية ‪.2116‬‬
‫عائشة سلمى كحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.002.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ ،00‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ ،20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬
‫(‪)1‬‬
‫وبين المرسوم‬ ‫أما عمليات التسويق فأعتبرها مختلف عمليات شراء وبيع المحروقات والمنتجات البترولية‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،)2(00-00‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و‪/‬أو توزيع المنتجات البترولية‪ ،‬أن‬
‫المقصود بالموزع هو كل شخص طبيعي أو معنوي تتوفر لديه شبكة توزيع تحمل عالمته التجارية الخاصة والذي‬
‫يتمثل نشاطه األساسي في التسويق بالجملة أو بالتجزئة لمنتجات الوقود و‪/‬أو منتجات غاز البترول المميع‪.‬‬
‫‪ .1‬عمليات التخزين‬
‫بين المشرع الجزائري أن المقصود من تخزين المحروقات هي تلك العملية الرامية إلى اختزان على مستوى‬
‫سطح األرض أو باطنها للمنتجات البترولية‪ ،‬السيما المنتجات المكررة والبوتان وغازات البترول المميع‪ ،‬التي تسمح‬
‫بتشكيل احتياطيات لضمان تموين السوق الوطنية لمدة محدودة(‪.)3‬‬
‫كما ميز المشرع الج ازئري بين مكان تخزين منتجات المحروقات‪ ،‬واألماكن المتواجدة فيها طبيعيا قبل‬
‫االستخراج والتي عبر عنها هي األخرى بالمخزن‪.‬‬
‫ويظهر هذا المخزن وفق ثالثة صور حيث يعتبر مخزنا كل جزء من التكوين الجيويوجي المسامي والنفوذ الذي‬
‫يحتوي تراكما مختلفا من المحروقات‪ ،‬ويتميز بنظام ضغط فريد‪ ،‬بحيث أن إنتاج المحروقات من جزء من المخزن‬
‫يؤثر في ضغط المخزن كله(‪.)4‬‬
‫كما يعتبر مخزنا كل تكوين جيويوجي ذو نفوذية جد ضعيفة سواء أكان طينيا أو كاربوني يحتوى على‬
‫محروقات‪ .‬ويعد مخزنا أيضا كل معابر باطنية عميقة للفحم غير مستغلة بطريقة غير كاملة تحتوي على غاز الفحم‬
‫الحجري أو ميثان الفحم الحجري(‪.)5‬‬
‫وبين المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و‪/‬أو توزيع المنتجات‬
‫البترولية أن المقصود بمركز تعبئة البترول المميع‪ ،‬كل منشأة مخصصة لتخزين وتعبئة القارورات بغازات البترول‬
‫المميعة حيث تحتوي هذه المنشأة على تحتوي على قدرات تخزين هذه الغازات‪ ،‬وحظيرة قارورات غاز البترول‬
‫المميع ومساحة تخزين القارورات ووسائل للتموين والشح(‪.)6‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ ،07‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مؤرخ في ‪ 8‬فيفري ‪ ،3700‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و‪/‬أو توزيع المنتجات‬ ‫(‪)2‬‬

‫البترولية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،8‬صادر في ‪ 00‬فيفري ‪.3700‬‬


‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ ،02‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ ،02‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أضيف الشكل الثاني والثالث من أشكال المخازن بتعديل المادة ‪ 0‬من قانون المحروقات بالقانون رقم ‪ 07-02‬المتضمن قانون‬ ‫(‪)5‬‬

‫المالية لسنة ‪.3700‬‬


‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫المطلب الثاني‬
‫التلوث البيئي بنشاطات قطاع المحروقات‬

‫تشهد البيئة في الوقت الراهن اهتماما بالغا من طرف الدول وذلك بالنظر إلى تنامي الوعي بالمسائل البيئية‪،‬‬
‫ومن البديهي أن يوجه النقاش حول المسائل البيئية والبحث في كيفية وضع نصوص قانونية منظمة لحمايتها من‬
‫أجل إحاطتها بنظام قانوني يضمن عدم تدهور مكوناتها ونظمها اإليكولوجية(‪.)1‬‬
‫ولعل الوصول إلى إدراك المركز القانوني الذي حظيت به البيئة في الوقت الراهن في التشريع الجزائري فإن‬
‫األمر يقتضي البحث في مفهومها‪ ،‬وبيان مختلف المفاهيم األخرى المرتبة بها‪ ،‬كالتنمية المستدامة وأدوات التسيير‬
‫البيئي‪ ،‬والحق في بيئة نظيفة (الفرع األول )‪.‬‬
‫وبالنظر لبروز ظاهرة التلوث التي باتت مشكلة تهدد النظم اإليكولوجية‪ ،‬نتيجة لتنامي هذه الظاهرة مع‬
‫التطور الذي تشهده مختلف األنشطة الصناعية التي تشكل أكبر مصدر لها‪ ،‬فإن األمر دفع إلى اهتمام الدراسات‬
‫والبحوث بالمشاكل التي تصيب البيئة نتيجة آثار التلوث المدمرة التي أخلت بالكثير من األنظمة البيئية السائدة‬
‫وشملت بذلك اإلنسان وممتلكاته (‪ ،)2‬وباعتبار أن قطاع المحروقات يعد أحد أبرز القطاعات الصناعية الملوثة‪ ،‬فإن‬
‫الحديث عن النتائج التي يخلفها هذا القطاع تجاه البيئة يستدعي البحث في مضمون التلوث الناجم عن العمليات‬
‫المصاحبة للصناعة البترولية ومعرفة مدى تأثيرها على مكونات البيئة الهوائية والبيئة المائية‪ ،‬والبيئة األرضية‪ ،‬وكذا‬
‫مختلف الكائنات الحية السيما اإلنسان والحيوان والنبات (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫مفهوم البيئة‬

‫قصد الوقوف على مفهوم البيئة ينبغي تبيان مختلف التعريفات المقدمة لها من الناحية اللغوية‬
‫واالصطالحية‪ ،‬وتحديد مبادئها ومقتضيات حمايتها وأدوات التسيير البيئي المعتمدة من طرف المشرع الجزائري‬
‫(أوال)‪ ،‬إضافة إلى بيان مضمون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة (ثانيا)‪ ،‬ثم تحديد الطبيعة القانونية‬
‫لألمالك البيئية (ثالثا)‪ ،‬والوصول أخي ار لكيفيات تكريس الحق في بيئة نظيفة (رابعا)‪.‬‬

‫بلقاسم سراري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫كمال معيفي‪ ،‬آليات الضبط اإلداري لحماية البيئة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون اإلداري‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تخصص قانون إداري وادارة عامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،3700 ،‬ص‪.00.‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫أوال ‪ :‬تعريف البيئة وبيان مبادئها وأدوات تسييرها‬


‫عرف ابن منضور في معجمه لسان العرب البيئة من الفعل تبوأ أي نزل وأقام فيقال تبوأ فالن بيتا أي نزل‬
‫وأقام‪ ،‬ويقال تبوأ فالن بيتا أي اتخذه منزال‪ ،‬كما عرفها الفيروز ابادي أبادي بقوله باء إليه أي رجع أو انقطع وبوأه‬
‫منزال أي انزله فيه‪ ،‬ومنه يتضح أن البيئة هي النزول والحلول في المكان(‪.)1‬‬
‫فالبيئة في اللغة العربية كلمة مشتقة من الفعل الرباعي بوأ‪ ،‬ومنها قوله تعالى في سورة األعراف اآلية ‪74‬‬
‫سهُو ِل َها قُص ً‬
‫ُورا‬ ‫ض تَت َّ ِخذُونَ ِمن ُ‬ ‫بسم هللا الرحمان الرحيم ‪َ ‬و ْ‬
‫اذ ُك ُروا ِإ ْذ َجعَلَ ُك ْم ُخلَفَا َء ِمن بَ ْع ِد عَا ٍد َوبَوَّ أ َ ُك ْم فِي ْاْلَرْ ِ‬
‫س ِدينَ ‪ ،‬فيقال في اللغة العربية تبوأت منزال بمعنى‬
‫ض ُم ْف ِ‬
‫اَّللِ َو ََل ت َ ْعثَوْ ا ِفي ْاْلَرْ ِ‬ ‫َوت َ ْن ِحتُونَ ْال ِج َبا َل بُيُوتًا فَ ْ‬
‫اذ ُك ُروا َآَل َء َّ‬
‫هيئة‪ ،‬ومكنت له فيه (‪ ،)2‬وعليه فإن مصطلح البيئة الحديث ال يخرج عن المفاهيم اللغوية السابقة‪ ،‬فهو يعني‬
‫المحيط وما فيه‪ ،‬فبيئة اإلنسان هي المكان الذي يوجد فيه‪ ،‬إضافة إلى ما في ذلك المكان من عوامل وعناصر تؤثر‬
‫في تكوينه وفي أسلوب الحياة المتبع(‪.)3‬‬
‫ويعد أول من استخدم المعنى االصطالحي للبيئة هو العالم األلماني أرنست هايكل في سنة ‪ 1866‬حيث‬
‫توصل إلى المعنى باستخدام مصطلح "‪ ،"ecology‬وهو عبارة عن دمج بين كلمتين يونانيتين األول"‪،"oikos‬‬
‫التي تعني المسكن‪ ،‬والثانية "‪ ،" logos‬ومعناها العلم‪ ،‬وعرفه بأنه العلم الذي يهتم ويدرس عالقة الكائنات الحية‬
‫بالوسط التي تعيش فيه(‪.)4‬‬
‫وتعرف البيئة اصطالحا على أنها الوسط الذي يعيش فيه اإلنسان مع غيره من المخلوقات‪ ،‬حيث تتوافر‬
‫لهم وسائل الحياة وأسباب البقاء(‪ ،)5‬كما تعرف على أنها مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها‬
‫الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها(‪ .)6‬وتعتبر كذلك بحسب مكوناتها المحيط المادي الذي‬

‫كمال معيفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫كمال رزيق‪ ،‬دور الدولة في حماية البيئة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪،3770 ،0‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص‪.00.‬‬
‫زينب كريم الداودي‪ ،‬دور الضبط اإلداري في حماية البيئة‪ ،‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية القانون جامعة‬ ‫(‪)3‬‬

‫القادسية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد الرابع‪ ،3702 ،‬ص‪.220.‬‬


‫إسماعيل نجم الدين زنكنه‪ ،‬القانون اإلداري البيئي‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،،3703 ،‬مرجع‬ ‫(‪)4‬‬

‫سابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬
‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الجوانب القانونية لحماية البيئة من التلوث‪ ،‬في ضوء التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية ‪ :‬دراسة مقارنة‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3700 ،‬ص‪.02.‬‬


‫إسماعيل نجم الدين زنكنه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫يعيش فيه اإلنسان بما يشمل من ماء وهواء وفضاء وتربة وكائنات حية ومنشات مقامة إلشباع حاجات اإلنسان‬
‫المختلفة(‪.)1‬‬
‫انطالقا من التعريفات السابقة فإن البيئة تقسم وفق صورتين رئيسيتين‪ ،‬حيث تظهر في شكل بيئة طبيعية‬
‫وهي المظاهر التي ال دخل لإلنسان في وجودها ومن هذه المظاهر الصحراء والبحار والمناخ والتضاريس‪ ،‬والماء‬
‫السطحي والجوفي والهواء والحياة النباتية والحيوانية‪ ،‬وتتكون البيئة الطبيعية من مكونات حية وغير حية‪ ،‬أما‬
‫الصورة الثانية فيظهر من خالل البيئة المشيدة والتي تتكون من البنية األساسية المادية التي شيدها اإلنسان من‬
‫طرق ومنشآت وبنايات‪ ،‬والبيئة بشقيها تشكل تكامال تتفاعل فيه مختلف مكوناتها(‪.)2‬‬
‫وفيما يخص التعريف القانوني للبيئة في القانون الجزائري فإن المشرع الجزائري إعتمد من خالل القانون رقم‬
‫‪ 11-13‬المفهوم الواسع للبيئة والذي يعني شمولها لكل من الوسط الطبيعي الذي يحتوي بدوره على العناصر‬
‫الطبيعية من ماء وهوهاء وتربة وبحار وغيره‪ ،‬إضافة إلى الوسط الصناعي المشيد كالمنشآت المصنفة واألثار‬
‫والمواقع التاريخية(‪ ،)3‬إضافة إلى إعتماده على جملة من المبادئ وأدوات التسيير البيئي‪ ،‬وتحدده لمقتضيات حماية‬
‫البيئة والتي تظهر كما يلي‪:‬‬
‫‪ .4‬مبادئ حماية البيئة‬
‫المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة مجموعة من‬ ‫بينت المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪11-13‬‬
‫(‪)4‬‬

‫المبادئ التي تم تبنيها من طرف المشرع الجزائري من أجل حماية البيئة وهي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪.‬مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‬
‫بينت المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬المتضمن قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‬
‫أن مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي ينبغي بمقتضاه تجنب إلحاق أي أضرار بالتنوع البيولوجي من طرف‬
‫األنشطة‪ ،‬وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع قد أورد مصطلح األنشطة على سبيل العموم‪ ،‬ولم يحدد طبيعتها‬
‫سواء أكانت صناعية أو فالحيه أو غير ذلك‪.‬‬

‫كمال رزيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.96.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫كمال معيفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أحمد لكحل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.330.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫قانون رقم ‪ ،07-72‬مؤرخ في ‪00‬جويلية ‪ ،3772‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،22‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫صادر في ‪ 37‬جويلية ‪.3772‬‬


‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ب‪.‬مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية‬


‫يقتضي مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية تجنب إلحاق األضرار بالموارد الطبيعية كالماء‪ ،‬والهواء‪ ،‬واألرض‬
‫وباطن األرض وا لتي تعتبر في كل الحاالت جزء ال يتج أز من مسار التنمية ويجب أال تأخذ بصفة منعزلة في‬
‫تحقيق التنمية المستدامة(‪.)1‬‬
‫ج‪.‬مبدأ االستبدال‬
‫يتضمن هذا المبدأ استبدال كل عمل مضر بالبيئة بعمل آخر أقل خط ار عليها‪ ،‬ويختار النشاط األقل خط ار‬
‫حتى ولو كانت تكلفته مرتفعة مادامت مناسبة للقيم البيئية موضوع الحماية(‪.)2‬‬
‫د‪ .‬مبدأ اإلدماج‬
‫يقتضي مبدأ اإلدماج دمج مختلف الترتيبات المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة خالل إعداد‬
‫المخططات والبرامج القطاعية وتطبيقاتها‪ ،‬وبذلك يتم مراعاة البعد البيئي في جميع القطاعات خالل مزاولة االنشطة‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬ولقد تم تكريس هذا المبدأ بموجب الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪.11-13‬‬
‫ه‪ .‬مبدأ النشاط الوقائي وتصحيح األضرار البيئية‬
‫يظهر تطبيق مبدأ النشاط الوقائي وتصحيح األضرار البيئية باألولوية عند المصدر من خالل تطبيق‬
‫استعمال أحسن التقنيات المتوفرة وبتكلفة اقتصادية مقبولة‪ ،‬عند مباشرة األنشطة الصناعية‪ ،‬ويلتزم بمقتضاه كل‬
‫شخص يمكن أن يلحق نشاطه ضر ار كبي ار بالبيئة مراعاة مصالح الغير قبل التصرف في مباشرة نشاطه(‪.)3‬‬
‫و‪ .‬مبدأ الحيطة‬
‫بينت الفقرة ‪ 7‬من المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11-13‬أن مبدأ الحيطة يقتضى أال يكون عدم توفر التقنيات‬
‫نظ ار للمعارف العلمية والتقنية الحالية سببا في تأخير اتخاذ التدابير الفعلية والمتناسبة للوقاية من خطر األضرار‬
‫الجسيمة المضرة بالبيئة‪ ،‬ويكون ذلك بتكلفة اقتصادية مقبولة‪.‬‬
‫ز‪ .‬مبدأ الملوث الدافع‬
‫بتحمل بموجب مبدأ الملوث الدافع كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة‬
‫نفقات كل التدابير الرامية للوقاية من التلوث والتخلص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها األصلية(‪.)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ح‪ .‬مبدأ اإلعالم والمشاركة‬


‫وفقا للفقرة ‪ 9‬من المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11-13‬فإن إعمال مبدأ اإلعالم والمشاركة يسمح لكل شخص‬
‫الحق في أن يكون على علم بحالة البيئة ووضعيتها‪ ،‬والمشاركة في اإلجراءات المسبقة عند اتخاذ الق اررات التي قد‬
‫تضر بالبيئة‪.‬‬
‫‪ .2‬مقتضيات حماية البيئة‬
‫كرست المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة الحماية‬
‫لمختلف مكونات البيئة‪ ،‬وبذلك اكدت أن مقتضيات حماية البيئة تستدعي حماية التنوع البيولوجي‪ ،‬وحماية الهواء‬
‫والجو والماء‪ ،‬واألوساط المائية‪ ،‬واألرض وباطن األرض‪ ،‬واألوساط الصحراوية‪ ،‬عالوة على حماية اإلطار‬
‫المعيشي‪ ،‬وتحقيقا لذلك فقد تم منع إبادة مختلف الفصائل الحيوانية والنباتية أو تخريب األوساط الخاصة التي تعيش‬
‫فيها هذه الفصائل سواء بتعكيره أو تدهوره(‪.)1‬‬
‫كما تم إخضاع كل عمليات البناء واستغالل‪ ،‬واستعمال البنايات‪ ،‬والمؤسسات الصناعية‪ ،‬والتجارية‬
‫والحرفية والزراعية‪ ،‬وكذا المركبات والمنقوالت األخرى إلى مقتضيات حماية البيئة‪ ،‬من أجل تفادي إحداث التلوث‬
‫الجوي والحد منه وذلك بإعتبارها من اهم مصادر تلوث البيئة الهوائية(‪ ،)2‬ويتعين على المتسببين في اإلنبعاثات‬
‫الجوية الملوثة التي تشكل تهديدا لألشخاص والبيئة اتخاذ التدابير الضرورية إلزالتها أو تقليصها‪ ،‬ويجب بذلك على‬
‫الوحدات الصناعية اتخاذ التدابير الالزمة للتقليص أو الكف عن استعمال المواد المتسببة في إفقار طبقة‬
‫األوزون(‪.)3‬‬
‫وبينت المادة ‪ 47‬من القانون رقم ‪ 11-13‬أنه سيتم تحديد الحاالت والشروط التي يمنع فيها أو ينظم‬
‫انبعاث الغاز‪ ،‬والدخان والبخار‪ ،‬والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو‪ ،‬وكذلك الشروط التي تتم فيها مراقبته‪،‬‬
‫والحاالت والشروط التي يجب فيها على السلطات المختصة اتخاذ كل اإلجراءات النافذة على وجه االستعجال للحد‬
‫من االضطرابات قبل تدخل أي حكم قضائي عبر نص تنظيمي محدد لذلك‪.‬‬
‫وفيما يخص مقتضيات حماية المياه واألوساط المائية فتظهر من خالل تلبية متطلبات التزود بالمياه‬
‫واستعمالها بما ال يؤثر على الصحة العمومية والبيئة وضمان توازن األنظمة البيئية المائية‪ ،‬واألوساط المستقبلة‬
‫وخاصة الحيوانات المائية‪ ،‬إضافة إلى الحفاظ على المياه ومجاريها بصورة عامة(‪.)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 41‬فقرة ‪ 4 ،3 ،2‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وأكد المشرع الجزائري على ضرورة حماية األرض وباطن األرض والثروات التي تحتوي عليها بصفتها موارد‬
‫محدودة قد ال تقبل التجديد من كل أشكال التدهور أو التلوث(‪.)1‬‬
‫ويجب بذلك أن تخصص األرض لالستعمال المطابق لطابعها‪ ،‬كما يجب أن يكون استعمالها وفقا ألغراض‬
‫تضمن استردادها وال تحول دون ذلك(‪.)2‬‬
‫وفي هذا السياق يجب أن يخضع استغالل موارد باطن األرض لمبدأ االستغالل العقالني‪ ،‬حيث تتخذ بذلك‬
‫شروط وتدابير خاصة لحماية البيئة من التصحر واالنجراف‪ ،‬وضياع األراضي القابلة للحرث‪ ،‬والملوحة وتلوث‬
‫األرض ومواردها بالمواد الكيميائية‪ ،‬أو أي مادة أخرى يمكن أن تحدث ضر ار باألرض على المدى القصير أو‬
‫الطويل(‪.)3‬‬
‫وأكدت المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 07-72‬على ضرورة تحديد التدابير الكفيلة بالحفاظ على األنظمة‬
‫اإليكولوجية والتنوع البيولوجي لألوساط الصحراوية‪ ،‬بما ال يتعرض لهشاشتها‪ ،‬وحساسية مكوناتها البيئية‪ ،‬وكذا‬
‫المناطق المعنية بهذه الحماية‪.‬‬
‫وركز المشرع الجزائري على ال حماية من األضرار المتعلقة بالمواد الكيميائية التي قد تصيب اإلنسان وبيئتة‬
‫والتي يمكن أن تنجم عن المواد والمستحضرات والمواد الكيميائية في شكلها الطبيعي أو التي تنتجها الصناعة سواء‬
‫كانت صافية أو مدمجة في المستحضرات(‪.)4‬‬
‫وبصورة عاملة فقد تبنت المادة ‪ 00‬نظام الحوافز المالية والجمركية التي تستفيد منها المؤسسات الصناعية‬
‫التي تستورد التجهيزات التي تسمح في إطار أعمالها الصناعية أو منتجاتها بإزالة أو تخفيف ظاهرة االحتباس‬
‫الحراري والتقليص من التلوث في كل أشكاله‪ .‬كما يستفيد كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بأنشطة ترقية البيئئة‬
‫من تخفيض في الربح الخاضع للضريبة(‪.)5‬‬
‫‪ .3‬أداوت التسيير البيئي‬
‫تبنى المشرع الجزائري من أجل حماية البيئة جملة من أدوات التسيير البيئي والتي تظهر من خالل اعتماد‬
‫هيئة لإلعالم البيئي‪ ،‬وتحديد المقاييس البيئية‪ ،‬وتخطيط األنشطة البيئية التي تقوم بها الدولة‪ ،‬إضافة إلى اعتماد‬

‫أنظر المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 61‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 61‬والمادة ‪ ،62‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 69‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 78‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫نظام لتقييم اآلثار البيئية لمشاريع التنمية‪ ،‬وتحديد األنظمة القانونية الخاصة والهيئات الرقابة‪ ،‬ودعم تدخل األفراد‬
‫والجمعيات في مجال حماية البيئة(‪.)1‬‬
‫وبالنظر إلى ذلك فقد تم تحديد األطر العامة التي تبنى عليها أداوت التسيير البيئي السابقة الذكر‪ ،‬حيث تم‬
‫التأكيد فيما يتعلق باإلعالم البيئي على إنشاء نظام شامل يتضمن شبكات جمع المعلومات البيئية التابعة للهيئات أو‬
‫األشخاص الخاضعين للقانون العام أو القانون الخاص‪ ،‬إضافة إلى تبني قواعد معطيات حول المعلومات البيئية‬
‫العامة والعلمية والتقنية واإلحصائية والمالية واالقتصادية المتضمنة للمعلومات الصحيحة‪ ،‬وكذا كل عناصر‬
‫المعلومات حول مختلف الجوانب البيئة على الصعيد الوطني والدولي‪ ،‬إضافة إلى تحديد كيفيات الحصول على‬
‫طلبات المعلومات البيئة من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي من الهيئات المعنية(‪.)2‬‬
‫وفيما يخص تحديد المقاييس البيئية‪ ،‬فقد أسند المشرع للدولة مهمة ضمان حراسة مختلف مكونات البيئة‬
‫وبهذا الصدد‪ ،‬فإنها تضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار وأهداف النوعية‪ ،‬السيما فيما يتعلق بالهواء والماء‬
‫واألرض وباطن األرض‪ ،‬وكذا اإلجراءات المعتمدة في حراسة األوساط المستقبلة والتدابير التي يجب اتخاذها في‬
‫حالة وضعية خاصة(‪.)3‬‬
‫وتسهر الدولة على حماية الطبيعة والمحافظة عليها من خالل ضمان المحافظة على السالالت الحيوانية‬
‫والنباتية والسهر على إبقائها في مواضعها واإلبقاء على التوازنات البيولوجية واألنظمة البيئة والمحافظة على الموارد‬
‫الطبيعية من كل أشكال وأسب اب التدهور التي تهددها بالزوال عبر اتخاذ التدابير الرامية إلى تنظيم وضمان‬
‫حمايتها(‪ ،)4‬وفيما يتعلق بتخطيط األنشطة البيئية فقد أسند لو ازرة البيئة مهمة إعداد مخطط وطني للنشاط البيئي‬
‫والتنمية المستدامة‪ ،‬حيث يحدد هذا المخطط مجمل األنشطة التي تعتزم الدولة القيام بها في مجال البيئة(‪ ،)5‬وتحدد‬
‫مدة المخطط الوطني للنشاط البيئي والتنمية المستدامة بخمسة سنوات(‪.)6‬‬
‫واعتمد المشرع على نظام الدراسات البيئية من أجل تقييم اآلثار البيئية لمشاريع التنمية والتي تظهر في كل‬
‫من دراسات التأثير في البيئية و موجز التأثير في البيئة ودراسات الخطر(‪.)7‬‬

‫أنظر المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪ .‬كما أحالت ذات المادة إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تطبيقها والذي‬ ‫(‪)3‬‬

‫سيتم التعرض له في المبحث الثاني من هذا الفصل من الدراسة‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫بينت المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬انه سيتم تحديد مضمون إجراءات وكيفيات المصادقة على هذه الدراسات عن طريق‬ ‫(‪)7‬‬

‫التنظيم والذي سيتم التعرض له بصورة دقيقة السيما المبحث األول من الفصل الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وتخضع بذلك مسبقا لدراسة التأثير أو موجز التأثير على البيئة مشاريع التنمية والهياكل والمنشآت الثابتة‬
‫والمصانع واألعمال الفنية األخرى وكل األعمال وبرامج البناء والتهيئة التي تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة فو ار‬
‫أو الحقا وكذا األوساط والفضاءات الطبيعية والتوازنات اإليكولوجية(‪.)1‬‬
‫وتظهر األنظمة القانونية الخاصة من خالل إخضاع المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬ألحكام قانون‬
‫حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬والتي تتمثل في كل من الورشات والمصانع والمشاغل‪ ،‬ومقالع الحجارة‬
‫والمناجم‪ ،‬وبصفة عامة كل المنشآت التي يستغلها أو يملكها كل شخص طبيعي‪ ،‬أو معنوي عمومي أو خاص‪،‬‬
‫والتي يمكن أن تتسبب خالل ممارسة انشطتها في أخطار على الصحة العمومية والنظافة واألمن‪ ،‬والفالحة‬
‫واألنظمة البيئية‪ ،‬والموارد الطبيعية والمواقع‪ ،‬والمعالم والمناطق السياحية‪ ،‬أو قد تتسبب في المساس براحة‬
‫الجوار(‪.)2‬‬
‫وفيما يخص حماية األوساط المائية فقد اكد قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة القيام بجرد‬
‫درجة تلوث مجموع األوساط المائية سواء أكانت مياها جوفية أو سطحية‪ ،‬وكذا مجاري المياه من بحيرات‪ ،‬وبرك‬
‫ومياه ساحلية‪ ،‬واعداد مستندات خاصة كل نوع من المياه بصورة منفؤدة بتحديد المعايير الفيزيائية والكيميائية‬
‫والبيولوجية والجرثومية التي تتكون منها‪ ،‬مع وضع معايير للنوعية تضمن تحقيق تدابير الحماية التي يجب القيام‬
‫(‪3‬‬
‫بها لمكافحة التلوثات المثبتة فيها‬
‫ثانيا‪ :‬مقتضيات حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‬
‫اعتبا ار من القمة العالمية بجوهانزبور‪ ،‬أصبح موضوع التنمية المستدامة يفرض نفسه في جميع األوساط‬
‫سواء كانت سياسية‪ ،‬أو اقتصادية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬وبدأت المؤسسات االقتصادية تعرف إقباال كبي ار نحو إدماج التنمية‬
‫المستدامة ضمن اهتماماتها(‪ ،)4‬ومن أجل الوصول إلى أهمية إدراج البعد البيئي في جميع األنشطة اإلنسانية فإن‬
‫األمر يقتضي التعرف على التنمية المستدامة وبيان أهدافها‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 49‬فقرة ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 7‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫عبد الرحمان العايب والشريف بقة‪ "،‬التنمية المستدامة والتحديات الجديدة المطروحة أمام المؤسسات االقتصادية مع اإلشارة للوضع‬ ‫(‪)4‬‬

‫الراهن للجزائر"‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬أيام ‪ 0‬و‪ 8‬أفريل ‪ ،3778‬رقم المداخلة ‪ ،00‬ص‪ ،2.‬رابط تحميل المداخلة‪:‬‬
‫‪ ،http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/27.pdf‬تاريخ التصفح ‪ ،70.73.3700‬الساعة ‪.37.22‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.1‬المقصود بالتنمية المستدامة‬


‫اعتمدت التنمية المستدامة ضمن المفاهيم الرئيسية لقمة األرض التي انعقدت سنة ‪ 0003‬في ريو‬
‫ديجانيرو‪ ،‬والتي تم من خاللها تحديد المعايير االقتصادية واالجتماعية والبيئية من أجل تحقيق التنمية المستدامة‪،‬‬
‫كما أن قمة األرض لسنة ‪ 3773‬بجوهانزبور‪ ،‬بجنوب إفريقيا عقدت تحت شعار القمة العالمية للتنمية المستدامة‪،‬‬
‫وبالنظر إلى اعتبار أن االهتمام بالنمو يؤدي حتما إلى اإلضرار بالبيئة‪ ،‬وأن تطبيق السياسات البيئية يقلص من‬
‫مستويات النمو االقتصادي‪ ،‬فإن األمر يقتضي التوفيق بين المفهومين بما أدى إلى بروز فكرة التنمية المستدامة(‪.)1‬‬
‫ويعد أول من استخدم مصطلح التنمية المستدامة بشكل رسمي هي رئيسة وزراء النرويج " قروهارليم‬
‫برونتالند " في تقرير لها بعنوان "مستقبلنا المشترك للتعبير" حول السعي لتحقيق العدالة والمساواة بين األجيال‬
‫الحاضرة والمستقبلية‪ ،‬حيث عرفت التنمية المستدامة على أنها " التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون اإلخالل‬
‫بقدرة األجيال القادمة على تلبية احتياجاتها"‪ ،‬كما يعرفها "ادوارد باربيار" على أنها " النشاط الذي يؤدي إلى االرتقاء‬
‫بالرفاهية االجتماعية أكبر قدر مع الحرص على الموارد الطبيعية المتاحة‪ ،‬وبأقل قدر ممكن من األضرار واإلساءة‬
‫للبيئة"(‪.)2‬‬
‫ويعبر مفهوم التنمية المستدامة عن الجمع بين النمو االقتصادي المستمر وحماية البيئة‪ ،‬كما ينفي عدم‬
‫قابلية الجمع بينهما ضمن مفهوم واحد‪ ،‬حيث يقتضي األمر بذلك تحقيق النمو االقتصادي واالجتماعي دون إهمال‬
‫العامل البيئي من أجل ضمان تحقيق رخاء المجتمع(‪ ، )3‬وبذلك يمكن القول أن التنمية المستدامة هي توفيق بين‬
‫النمو اإلقتصادي وبين ضرورة حماية البيئة والمحافظة عليها(‪.)4‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬فإن مفهوم التنمية المستدامة يقتضي التوفيق بين تنمية‬
‫اجتماعية واقتصادية قابلة لالستمرار مع حماية للبيئة‪ ،‬وبذلك يتم إدراج البعد البيئي في إطار تنمية تتضمن تلبية‬
‫حاجيات األجيال الحاضرة واألجيال المستقبلية‪.‬‬

‫عبد الرحمان العايب والشريف بقة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.2 .‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عمار عماري‪ " ،‬إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها "‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة اإلستخدامية‬ ‫(‪)2‬‬

‫للموارد المتاحة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬أيام ‪ 0‬و‪ 8‬أفريل ‪ ،3778‬رقم المداخلة ‪،72‬‬
‫التصفح‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/07.pdf:‬‬ ‫المدخلة‬ ‫تحميل‬ ‫رابط‬ ‫ص‪،2.‬‬
‫‪ ،72.73.3700‬الساعة ‪.30.22‬‬
‫عبد اللطيف عالل‪ ،‬تأثر الحماية القانونية في الجزائر بالتنمية المستدامة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع الدولة‬ ‫(‪)3‬‬

‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪ ،3700 ،0‬ص‪.02.‬‬


‫نبيلة أوقوجيل‪" ،‬حق الفرد في حماية البيئة لتحقيق السالمة والتنمية المستدامة"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫(‪)4‬‬

‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد السادس‪ ،2119 ،‬ص‪.202.‬‬


‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.2‬أهداف التنمية المستدامة‬


‫تتمحور التنمية المستدامة حول نقطتين رئيسيتين‪ ،‬تظهر عبر إدارة الموارد الطبيعية وصيانتها وتوجيه‬
‫التغيرات التكنولوجية والمؤسساتية بطريقة تضمن تلبية االحتياجات البشرية لألجيال الحالية المقبلة بصورة مستمرة‬
‫عبر المحافظة على األراضي والمياه‪ ،‬والموارد الوراثية الحيوانية‪ ،‬والنباتية لكي ال تحدث تدهو ار في البيئة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى استخدام الموارد وصيانتها‪ ،‬والمحافظة على العمليات اإليكولوجية التي تعتمد عليها الحياة(‪.)1‬‬
‫وبينت المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 07-72‬أن األهداف المرجوة من حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‬
‫تظهر من خالل تحديد المبادئ األساسية لقانون حماية البيئة‪ ،‬وتبني قواعد تسيير بيئي‪ ،‬قصد ترقية التنمية الوطنية‬
‫المستدامة من خالل تحسين شروط المعيشة والعمل على ضمان إطار معيشي سليم‪ ،‬إضافة إلى الوقاية من كل‬
‫أشكال التلوث واألضرار الملحقة بالبيئة‪ ،‬وذلك بضمان الحفاظ على مكوناتها عبر إصالح األوساط المتضررة‬
‫وترقية االستعمال اإليكولوجي والعقالني للموارد الطبيعية المتوفرة وكذا استعمال التكنولوجيات األكثر نقاء‪ ،‬كما‬
‫اعتبر المشرع الجزائري أن مشاركة الجمهور‪ ،‬ومختلف المتدخلين في تدابير حماية البيئة عبر تدعيم اإلعالم‬
‫والحسيس‪ ،‬تعد أحد ركائز حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪.3‬إدراج البعد البيئي في قطاعات الطاقة من أجل التنمية المستدامة‬
‫من مقتضيات حماية البيئة في ظل التمنية المستدامة في قطاع الطاقة عموما وقطاع المحروقات بصورة‬
‫خاصة ضرورة إيجاد بدائل لمصادر الطاقة الطبيعية القابلة لالستنزاف كالبترول والغاز والفحم نتيجة آثارهم المدمرة‬
‫على البيئة‪ ،‬وكذا االستعمال المفرط لهذه الموارد فبرزت بذلك مصادر الطاقة الحديثة من أجل االستجابة لالعتبارات‬
‫البيئة (‪.)2‬‬
‫ترشيد استخدام الطاقات‬ ‫ومن أجل ذلك فقد كرس المشرع الجزائري من خالل القانون رقم ‪70-00‬‬
‫(‪)3‬‬

‫من أجل الحد من تأثير النظام الطاقوي على البيئة‪ ،‬عبر اعتماد جملة من اإلجراءات والنشاطات‬ ‫(‪)4‬‬
‫المتجددة‬

‫عمار عماري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عبد الكريم بودريوة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.07.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫قانون رقم ‪ ،70-00‬مؤرخ في ‪ 38‬جويلية ‪ ،0000‬يتعلق بالتحكم في الطاقة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 3‬اوت ‪.0000‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫يقصد بالطاقات المتجددة تلك الطاقات التي يتكرر وجودها في الطبيعة على نحو تلقائي ودوري‪ ،‬فهي مستمدة من موارد طبيعية‬ ‫(‪)4‬‬

‫قابلة للتجديد أو التي يستبعد نفاذها‪ ،‬كما تعرف على أنها الطاقات ذات المصدر الطبيعي والمتوفرة بسهولة والتي يمكن تحويلها إلى‬
‫طاقة‪ ،‬حيث تتميز بأنها دائمة وصديقة للبيئة وهي بذلك بخالف الطاقات غير المتجددة القابلة للنضوب والمتواجدة في مخازن‬
‫جيولوجية كما أنها تختلف عنها بالنظر إلى مخلفاتها التي ال تشكل تهديدا للبيئة كما هو الحال عند احتراق البترول‪ .‬أنظر فروحات‬
‫حدة‪ " ،‬الطاقات المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر ‪ :‬دراسة لواقع مشروع نطبيق الطاقة الشمسية في الجنوب‬
‫الكبير بالجزائر"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2112 ،11‬ص‪.020.‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬
‫(‪)1‬‬
‫بغية االستعمال الرشيد للطاقة عبر استعمالها بالصورة الحسنة في مختلف مستويات اإلنتاج وتحويل‬ ‫التطبيقية‬
‫الطاقة واالستهالك النهائي لها في قطاعات الصناعة والنقل والخدمات وحتى االستهالك العائلي(‪ ،)2‬وبذلك فإن‬
‫التخفيف من تأثي ارت النظام الطاقوي على البيئة يسمح بتقليل إنبعاثات الغازات المدفئة وغازات السيارات في المدن‪.‬‬
‫وبينت المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 70-00‬أن التحكم في الطاقة يعد نشاطا ذو منفعة عامة‪ ،‬يتضمن ترقية‬
‫وتشجيع التطور التكنولوجي وتحسين الفعالية االقتصادية كما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫المتعلق بترقية الطاقات المتجددة في إطار التنمية المستدامة‬ ‫وبالنتيجة لذلك فقد أكد القانون رقم ‪70-72‬‬
‫(‪)3‬‬

‫أن أهداف ترقية الطاقات المتجددة تتمثل في حماية البيئة بتشجيع اللجوء إلى مصادر الطاقة غير الملوثة‬
‫والمساهمة في مكافحة التغيرات المناخية بالحد من إف ارزات الغاز المتسبب في االحتباس الحراري والمساهمة في‬
‫التنمية المستدامة بالحفاظ على الطاقات التقليدية وحفظها(‪.)4‬‬
‫ثالثا‪ :‬الطبيعة القانونية لألمالك البيئية‬
‫إن تحديد الطبيعة القانونية لألمالك البيئية يدفع إلى البحث في تصنيف هذه األمالك على اعتبار أنها‬
‫ملكية خاصة أم أنها من األمالك العامة‪.‬‬
‫نجد أن حق الملكية يسمح بالتمتع والتصرف في‬ ‫(‪)5‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 002‬من القانون المدني الجزائري‬
‫األشياء شرط أال تستعمل استعماال تحضره القوانين واألنظمة‪ ،‬واعتبر الدستور الجزائري لسنة ‪ 0000‬أن األمالك‬
‫الوطنية يحددها القانون‪ ،‬وتتكون من األمالك العمومية والخاصة التي تملكها كل من الدولة‪ ،‬والوالية‪ ،‬والبلدية حيث‬
‫يتم تسيير األمالك الوطنية طبقا للقانون(‪.)6‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،70-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫قانون رقم ‪ ،70-72‬مؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ،3772‬يتعلق بترقية الطاقات المتجددة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ ،03‬صادر في ‪ 08‬أوت ‪.3772‬‬


‫أنظر المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،70 -72‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أمر رقم ‪ ،08-00‬مؤرخ في ‪ 0‬سبتمبر ‪ ،0000‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،78‬صادر في ‪ 31‬سبتمبر ‪،1975‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 08‬من دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪-96‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪ ،438‬مؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪ ،1996‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬في الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،76‬صادر في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬المعدل والمتمم بقانون رقم‬
‫‪ ،13-12‬مؤرخ في ‪ 11‬أبريل ‪ ،2112‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،25‬صادر ‪ 14‬أفريل ‪ ،2112‬ومعدل ومتمم بقانون رقم ‪ ،19-18‬مؤرخ‬
‫في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2118‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،63‬صادر في ‪ 16‬نوفمبر ‪.2118‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما بينت المادة ‪ 00‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ 0000‬أن الملكية العامة هي ملك للمجموعة الوطنية‬
‫وتشمل باطن األرض‪ ،‬والمناجم(‪ ،)1‬والمقالع‪ ،‬والموارد الطبيعية للطاقة‪ ،‬والثروات المعدنية الطبيعية والحية‪ ،‬وفي‬
‫مختلف مناطق األمالك الوطنية البحرية‪ ،‬والمياه‪ ،‬والغابات؛ كما تشمل النقل بالسكك الحديدية‪ ،‬والنقل البحري‬
‫والجوي‪ ،‬والبريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬وأمالكا أخرى محددة في القانون‪.‬‬
‫ويفهم من خالل هذه المادة أن األمالك والثروات الطبيعية وموارد الطاقة السيما منها المحروقات والتي‬
‫تشكل جزءا ال يتج أز من عناصر البيئة تعد من األمالك الوطنية العامة‪ ،‬حيث دعمت ذلك المادة ‪ 00‬فقرة ‪ 8‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،)2(27-07‬إذ اعتبرت أن األمالك الوطنية العمومية الطبيعية خصوصا تشتمل على الثروات والموارد‬
‫الطبيعية السطحية والجوفية المتمثلة في الموارد المائية بمختلف أنواعها‪ ،‬والمحروقات السائلة منها والغازية والثروات‬
‫المعدني ة الطاقوية الواقعة في كامل المجاالت البرية والبحرية من التراب الوطني في سطحه وجوفه أو في الجرف‬
‫القاري والمناطق البحرية الخاضعة للسيادة الجزائرية أو لسلطتها القضائية‪.‬‬
‫وهي بالتالي تخضع للمبادئ التي تحكم المال العام‪ ،‬حيث بينت المادة الرابعة من القانون رقم ‪27-07‬‬
‫المتضمن قانون األمالك الوطنية العمومية أنها غير قابلة للتصرف والحجز والتقادم‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يتضح أن األموال والعناصر التي تكون البيئة تعد من العناصر المشتركة والتي تستدعي‬
‫استعمالها مع مراعاة عدم اإلضرار بها والمساس بحقوق الغير في االستعمال والتمتع بها‪ ،‬على اعتبار أن هذا الحق‬
‫هو حق مشترك بين الجميع‪.‬‬
‫إن من خصائص األشياء المشتركة أنها ال يمكن أن يتم امتالكها من أي شخص ملكية خاصة أي أنها‬
‫غير قابلة للتملك من قبل األفراد‪ ،‬وبهذا التصور يمكن مواجهة أي اعتداء عليها بكافة الوسائل خصوصا حال‬
‫التعسف في استعمال الحقوق المشتركة(‪.)3‬‬

‫أكدت المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،70-02‬المؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ،3702‬المتضمن قانون المناجم ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،18‬صادر‬ ‫(‪)1‬‬

‫في ‪ 31‬مارس ‪ .2114‬تطبيقا ألحكام المادة ‪ 00‬من الدستور أنه تعد ملكية عمومية‪ ،‬ملكا للمجموعة الوطنية‪ ،‬المواد المعدنية‬
‫والمتحجرة المكتشفة أو غير المكتشفة المتواجدة في المجال البري الوطني السطحي والباطني‪ ،‬أو في المجال البحري التابع للسيادة‬
‫الدولة الجزائرية و للقانون الجزائري كما هي محددة في التشريع الساري المفعول‪ .‬وتجدر اإلشارة أن المادة األولى من قانون المناجم‬
‫الجديد بينت أن مجال تطبقه يتعلق بنشاطات المنشآت الجيولوجية ونشاطات البحث واستغالل المواد المعدنية أو المتحجرة المشار إليها‬
‫في المادة ‪ 3‬باستثناء المياه ومكامن المحروقات السائلة و الغازية وأنضدة الوقود البترولي والغازي والتي تخضع للحكام التشريعية‬
‫الخاصة بها‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 27-07‬المؤرخ في ‪ 70‬ديسمبر ‪ ،0007‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 52‬صادر في ‪73‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ديسمبر ‪.0007‬‬
‫حميدة جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫لقد ألزمت المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 27-07‬مستعملي األمالك الوطنية‪ ،‬والمستفيدين منها وحائزيها بأية‬
‫صفة كانت أن يسيروا وفق القوانين‪ ،‬والتنظيمات الجاري العمل بها كل األعمال المرتبط باألمالك الوطنية‪ ،‬بما‬
‫تتضمنه من أمالك ووسائل إنتاج‪ ،‬أو خدمة موضوعة تحت تصرفهم سواء اقتنوها بأنفسهم‪ ،‬أو حققوها في إطار‬
‫مهامهم واألهداف المسطرة لهم‪.‬‬
‫كما بين قانون األمالك الوطنية أن مستعملي األمالك الوطنية يتحملون في إطار التشريع الجاري العمل به‬
‫مسؤولية األضرار المترتبة عن استعمال األمالك الوطنية والثروات‪ ،‬واستغاللها وحراستها‪ ،‬سواء أسندت إليهم في‬
‫شكل تنازل كامل أو من أجل االنتفاع بها أو كانت في حوزتهم(‪.)1‬‬
‫وكرست المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 27-07‬نظام المحافظة على األمالك الوطنية‪ ،‬إلى جانب نظام‬
‫استعمال األمالك الوطنية‪ ،‬والذي يعتبر عنص ار من عناصر نظام األمالك الوطنية حيث يستهدف ضمان المحافظة‬
‫على األمالك الوطنية العمومية بموجب تشريع مالئم مرفق بعقوبات جزائية‪.‬‬
‫كما بينت المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 27-07‬أن تطبيق المتابعات القضائية الناجمة عن مخالفات‬
‫النصوص القانونية الخاصة بحماية األمالك الوطنية ضد الشخص الذي ينسب إليه الفعل الذي يحدث المخالفة أو‬
‫الشخص الذي تنجز لحسابه األشغال وتتسبب في أضرار لألمالك الوطنية‪ ،‬ويتحمل بذلك صاحب الشيء أو‬
‫حارسه مسؤوليته إذا نتج عنه ضرر‪.‬‬
‫كما بينت ذات المادة أن المتابعة القضائية تتم على أساس محاضر يعدها أشخاص لهم صفة ضابط‬
‫الشرطة القضائية أو موظفون وأعوان يخولهم القانون أو النصوص الخاصة بعض سلطات الشرطة القضائية فيما‬
‫يخص حماية األمالك الوطنية العمومية والمحافظة عليها‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الحق في بيئة نظيفة‬
‫يمكن تعريف حق اإلنسان في بيئة نظيفة وسليمة من وجهتين فالوجهة األولى تتعلق بالنظر إلى صاحب‬
‫الحق وحاجته‪ ،‬حيث يكون حق اإلنسان في بيئة سليمة إحدى الضرورات التي تمكنه من االستخدام األمثل لموارد‬
‫الطبيعة ‪ ،‬فسالمة البيئة تعود على اإلنسان بالنفع والخير‪ ،‬وهو ما يتفق مع غاية الحق التي تتمثل في توفير حياة‬
‫الئقة لإلنسان وال يتحقق ذلك إال إذا وجدت البيئة السليمة لممارسة اإلنسان لحقوقه وحرياته‪.‬‬
‫وأما الصورة الثانية فهي تتعلق بالنظر إلى موضوع الحق حيث أن حق اإلنسان في بيئة سليمة يقتضي‬
‫توافرها بكافة عناصرها في إطار من التوازن البيئي‪ ،‬وعليه فإن األمر يقتضي تكامال في الجانب الشخصي‬
‫والموضوعي بتوفير الوسط البيئي المناسب الذي يمكن اإلنسان من االستخدام األمثل لموارد الطبيعة‪ ،‬فالحق في‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من القانون ‪ ،27-07‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫البيئة يهتم بسالمة اإلنسان من التلوث وتوفير الوسط البيئي المناسب لعيش اإلنسان بما يسمح له بممارسة حياته‬
‫بصورة طبيعية(‪.)1‬‬
‫ولقد تبنى المشرع الجزائري المفهوم السابق للحق في بيئة نظيفة من خالل مضمون المادة ‪ 3‬من القانون‬
‫رقم ‪ 07-72‬حيث جعل من األهداف المرجوة من حماية البيئة تحقيق ترقية وتنمية وطنية مستدامة‪ ،‬من خالل‬
‫تحسين ظروف وشروط المعيشة‪ ،‬والعمل على ضمان إطار معيشي سليم(‪ ،)2‬كما تبنى الوقاية من كل أشكال‬
‫التلوث‪ ،‬واألضرار الملحقة بالبيئة‪ ،‬وذلك بضمان مكوناتها‪ ،‬واصالح األوساط المتضررة‪ ،‬وترقية االستعمال العقالني‬
‫للموارد الطبيعية(‪.)3‬‬
‫إن اإلقرار بحق اإلنسان في بيئة نظيفة ال يتوقف عند مجرد االعتراف القانوني والتشريعي به‪ ،‬بل يرتبط من‬
‫حيث التطبيق بجملة الوسائل واآلليات الكفيلة بتحقيقه ميدانيا‪ ،‬والتي يعد الحق في المشاركة في المسائل البيئية‬
‫إحدى الصور الجوهرية لها‪ ،‬كما تمتد عملية تطبيق الحق اإلنساني في بيئة صحية وسليمة حال إعمال الجهات‬
‫اإلدارية عامل التحري‪ ،‬والتحقق من مدى سالمة ونجاعة الق اررات الصادرة عنها على المستوى التطبيقي‪ ،‬والتأكد من‬
‫مراجة طبيعتها ومدى تأثيرها على األطراف المعنيين بها(‪.)4‬‬
‫لقد حدث تغيير كبير نتيجة قدوم التقنيات الجديدة المتعلقة بالحصول على المعلومات خاصة منها المرتبطة‬
‫بالمسائل البيئية‪ ،‬وبالمقابل لذلك فقد أصبحت اإلدارة البيئية السليمة تقتضي التفاعل مع مجتمع‬
‫المعلومات"‪ "société de l'information‬والذي أصبح بإمكانه تغيير الضروف المتعلقة بالنزاعات المتعلقة‬
‫باإلدارة البيئية عبر التدخل في وضع األليات والوسائل المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬ولعل ذلك يرجع إلى تحول التفكير‬
‫وفق مفهوم السبعينيات الذي يقتضي الحصوص على معلومات أكثر وبجودة عالية‪ ،‬باإلنتقال المفهوم الجديد‬
‫المتضمن تطبيق الحق في المعلومات المرتبطة بالبيئة‪ ،‬والتي سمحت بحدوث تحسن تلقائي في إتخاذ الق اررات‬
‫المتعلقة بالبيئة‪ ،‬وبذلك أحدث ثورة المعلومات تغيي ار في فهمنا للمسائل المرتبطة بالبيئة وكذا آليات حمايتها(‪.)5‬‬

‫وليد محمد الشناوي‪ ،‬الحماية الدستورية للحقوق البيئية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪،3702 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪.00.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬و‪ 0‬و‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫كريم بركات‪" ،‬مشاركة الفرد في مجال التسيير البيئي آلية إج ارئية إلعمال الحق في التمتع بمحيط بيئي صحي وسليم"‪ ،‬المجلة‬ ‫(‪)4‬‬

‫للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد‪،2112 ،12‬‬ ‫االكادمية‬
‫ص‪.149.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪JEAN Paril, Droit d’acces a l’information environnemental: Pierre d’assise du developpement durable, These presentee‬‬
‫‪a la faculte des etudes superieures et postdoctorales de l’universite laval dans le cadre du programme de doctorat en droit‬‬
‫‪pour l’obtention du grade de docteur en droit, Faculte de droit, universite laval , Quebec, 2012, P.138.‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفرع الثاني‬
‫آثار الصناعة البترولية على البيئة‬

‫بات التلوث البيئي مسألة تؤرق بال المسؤولين والباحثين من أجل وضع الضوابط واألحكام والمعايير اآلمنة‬
‫للحد من مصادر التلوث‪ ،‬وضبط األنشطة التي تخلف ملوثات تؤثر على البيئة (‪.)1‬‬
‫المقصود من التلوث‬ ‫(‪)2‬‬
‫ولقد بين المشرع الجزائري من خالل قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‬
‫فهو كل تغيير مباشر أو غير مباشر للبيئة يتسبب فيه كل فعل يحدث أو قد يحدث وضعية مضرة بالصحة وسالمة‬
‫اإلنسان والحيوان والنبات والهواء والماء واألرض والممتلكات الجماعية والفردية (‪ .)3‬وبالنظر إلى النتائج التي تخلفها‬
‫مختلف األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات على البيئة بمختلف مكوناتها‪ ،‬فإن األمر يقتضي تحديد مضمون‬
‫التلوث الناجم عنها‪ ،‬وبيان كيف تأثر مختلف مكونات البيئة بالصناعة البترولية على لبيئة الهوائية (أوال)‪ ،‬والبيئة‬
‫المائية (ثانيا)‪ ،‬والبيئة األرضية (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تأثير الصناعة البترولية على البيئة الهوائية‬
‫من أجل الوصول إلى النتائج السلبية للنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات على البيئة الهوائية فإن األمر‬
‫يستدعي بيان المقصود بتلوث البيئة الهوائية‪ ،‬ثم االنتقال إلى بيان كيفية تأثير نشاطات قطاع المحروقات على هذه‬
‫البيئة‪ ،‬وذلك بعرض مختلف المشكالت البيئية التي تخلفها هذه النشاطات عليها ‪.‬‬
‫‪ .4‬المقصود بتلوث الهواء‬
‫يشكل تلوث البيئة الهوائية ظاهرة كبيرة تتزايد بصورة مستمرة نتيجة التطور الذي تشهده الصناعة‪ ،‬بما تخلفه‬
‫من األبخرة والغازات واألدخنة الناتجة عن المصانع‪ .‬ويعد الهواء أثمن عناصر البيئة‪ ،‬فال يمكن االستغناء عنه‬
‫إطالقا‪ ،‬ويتمثل في الغالف الجوي المحيط باألرض والذي يعرف بالغالف الغازي‪ ،‬حيث يتكون من غازات أساسية‬
‫لديمومة حياة الكائنات الحية وكل تغير يط أر على مكوناته يؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على مختلف الكائنات‬
‫الحية(‪.)4‬‬

‫منصور مجاجي‪ "،‬المدلول العلمي والمفهوم القانوني للتلوث البيئي"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫(‪)1‬‬

‫خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2118 ،‬ص‪.111.‬‬


‫قانون رقم ‪ ،07-72‬مؤرخ في ‪00‬جويلية ‪ ،3772‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫عبد الغني حسونة‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،3702 ،‬ص‪.00.‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويعرف تلوث الهواء على أنه كل ما من شأنه إحداث تغير ضار في مكونات الهواء كما أو كيفا بما من‬
‫شأنه اإلضرار بالكائنات الحية أو غيرها من عناصر البيئة‪ ،‬كما يعرف بأنه كل فعل يترتب عنه إدخال غازات أو‬
‫جزئيات صلبة أو سائلة أو ذات رائحة في الهواء المحيط‪ ،‬بحيث أن هذه العناصر الجديدة تكون غير مريحة‬
‫للسكان أو مضرة بالصحة واألمن االجتماعي أو مضرة باإلنتاج الزراعي(‪.)1‬‬
‫لقد بينت المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 11-13‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة أن التلوث‬
‫الجوي هو كل إدخال ألية مادة في الهواء أو الجو بسبب إنبعاثات غازات أو أبخرة أو أدخنة أو جزيئات سائلة أو‬
‫صلبة‪ ،‬من شأنها التسبب في أضرار وأخطار على اإلطار المعيشي(‪.)2‬‬
‫ويحدث التلوث الجوي في مفهوم قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة من خالل ما يدخل في‬
‫خطر على الصحة‬
‫ا‬ ‫الجو وفي الفضاءات المغلقة بصفة مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة من مواد من طبيعتها أن تشكل‬
‫البشرية والتأثير على التغيرات المناخية أو إفقار طبقة األوزون‪ ،‬واإلضرار بالموارد البيولوجية واألنظمة البيئية‪،‬‬
‫وتهديد األمن العمومي‪ ،‬أو إزعاج السكان وافراز روائح كريهة شديدة‪ ،‬أو اإلضرار باإلنتاج الزراعي والمنتجات‬
‫الزراعية الغذائية وتشويه البنايات والمساس بطابع المواقع واتالف الممتلكات المادية(‪.)3‬‬
‫وعليه يمكن القول بأن الهواء يعد ملوثا متى تم إحداث تغيير في نسب الغازات التي يتكون منها أو عند‬
‫إدخال بعض المواد الكيميائية بحيث أن زيادة تركيزها عن النسب القانونية يؤدي إلى تأثير ضار مباشر أو غير‬
‫مباشر على الكائنات الحية التي يشملها النظام البيئي(‪.)4‬‬
‫‪ .2‬تلوث الهواء بالمحروقات‬
‫يشهد تلوث الهواء في الوقت الراهن تزايدا مستم ار نتيجة اإلنبعاثات التي تنتج عن المنشآت الصناعية التي‬
‫تنتج المواد الطاقوية‪ ،‬عالوة على التلوث الناجم عن وسائل النقل العمومي والذي بات يهدد التجمعات السكانية‬
‫بصورة مباشرة (‪.)5‬‬
‫إن أكثر الملوثات الناتجة عن األنشطة الصناعية في قطاع المحروقات هي ملوثات تتواجد في الهواء نتيجة‬
‫األنشطة المعتمدة في استخراج الغاز الطبيعي‪ ،‬والنفط ومشتقاته‪ ،‬ومثال ذلك ما ينتج من تلوث للهواء بالجسيمات‬
‫التي تخلفها الصناعة مما يؤدي إلى اإلضرار بالبيئة الهوائية والتي تنعكس سلبا على مختلف الكائنات الحية فهي‬
‫تؤثر بصورة مباشرة على صحة اإلنسان‪ ،‬وذلك نتيجة التأثير بسمية الجسيمات العالقة في الهواء‪ ،‬وعدد وحجم‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00 .‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫محمود عبد المولى‪ ،‬البيئة والتلوث‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،3770 ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫)‪(5‬‬
‫‪SIMON Charbonneau, Droit communautaire de l’environnement (Edition revue et augmentee), L’Harmattan, Paris,‬‬
‫‪2006, P.157.‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الجسيمات والتركيب الكيميائي لها‪ ،‬كما أن األمر يتسبب في كثير من أمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الحجر‬
‫الرئوي ومرض االلتهاب األسبستوزي(‪.)1‬‬
‫إن استخراج المحروقات ونقلها وتحويلها يعد أحد األسباب الرئيسية في تلوث البيئة الهوائية نتيجة تفاقم‬
‫انبعاث غازات االحتباس الحراري من هذه األنشطة‪ ،‬أو نتيجة الحوادث التي تط أر عليها‪ ،‬حيث يرى المختصون أن‬
‫تقييم اآلثار البيئية لنظام الطاقة الناتجة عن المحروقات يتم وفقا لكامل دورة الوقود أي بدئا من استخراج المادة خاما‬
‫ونقلها وتجهيزها واستخدامها‪ ،‬وصوال إلى انتهاء الدورة بالنفايات المتولدة عنها(‪.)2‬‬
‫إن إحدى أبرز النتائج الوخيمة التي تنجر عن النشاطات التابعة لقطاع المحروقات على البيئة الهوائية هي‬
‫إف ارزات أكسيد الكربون‪ ،‬حيث أثبتت األبحاث العلمية أن سبب تآكل طبقة األوزون يعود إلى انبعاث الغازات الضارة‬
‫بهذه الطبقة الجوية‪ ،‬حيث تشكل الشركات البترولية أكبر المنتجين للمواد المستنزفة لألوزون بنسبة ‪ 31‬بالمئة من‬
‫الغازات المفرزة والتي كانت إحدى ابرز نتائجها التغيرات المحدثة في المناخ(‪.)3‬‬
‫كما يعتبر الوقود األحفوري المتهم الرئيسي في االحتباس الحراري بما يطلقه من غازات ملوثة للغالف‬
‫الجوي‪ ،‬حيث أثبتت الدراسات أن الفحم والمحروقات يأتيان في المقام األول إلنتاج الغازات الدفيئة‪ ،‬إضافة إلى أن‬
‫األضرار البيئية الناجمة عن المحروقات تعد أبدية وال يمكن استدراك التلف منها‪ ،‬لتأثير اإلنبعاثات الغازية الناجمة‬
‫عن استهالك الوقود في زيادة االحتباس الحراري‪ ،‬حيث أدى األمر إلى التغيرات التي تحدث في المناخ في أيامنا‬
‫هذه(‪.)4‬‬
‫وتعاني الدول المنتجة للنفط من مشكالت بيئية عديدة‪ ،‬حيث يتمثل أهمها في مجموعة الغازات الملوثة‬
‫للهواء التي تطلقها الصناعات النفطية‪ ،‬و التي لها تأثير مباشر على البيئة وصحة اإلنسان‪ ،‬ولهذا تتجه تلك الدول‬
‫نحو الحد من خطر تلك الغازات من خالل وضع التزامات على المنشآت المتعلقة بإنتاج الوقود قصد مراعاة‬
‫األضرار التي تمس بالبيئية عبر وضع أنظمة للتصفية على مستوى هذه المنشآت‪ ،‬كما تشكل صناعة مشتقات‬

‫(‪ )1‬داود سليمان الشراد‪ ،‬غازات الدول النفطية ‪:‬غازات تتصاعد في سمائنا‪ ،‬موقع مجلة بيئتنا‪ ،‬الربط‬
‫‪http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=1571&lang=ar&Item‬‬
‫‪ ،id=84‬تاريخ التصفح ‪ ،2114/14/16‬الساعة ‪.21.41‬‬
‫سالفة طارق عبد الكريم الشعالن‪ ،‬الحماية الدولة للبيئة من مظاهر االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو وفي اتفاقية تغير‬ ‫(‪)2‬‬

‫المناخ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،3707 ،‬ص‪.22.‬‬


‫حميدة جميلة‪ ،‬النظام القانوني للضرر البيئي واليات تعويضه‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،3700 ،‬ص‪.22.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫عيسى مقليد‪ ،‬قطاع المحروقات الجزائري في ظل التحوالت االقتصادية مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع اقتصاد التنمية‪ ،‬كلية‬ ‫(‪)4‬‬

‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،3778 ،‬ص‪.000.‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫المواد البترولية مصد ار مهما في اإلنبعاثات الغازية الملوثة للهواء‪ ،‬وتعتبر كذلك محطات توليد الكهرباء التي تعتمد‬
‫على حرق الغاز لتدوير التوربينات من أجل إنتاج الكهرباء من أهم المصادر المنتجة لهذه الغازات(‪.)1‬‬
‫وتظهر جملة الملوثات الهوائية خالل نشاطات قطاع المحروقات عامة نتيجة احتراق الوقود أو الغاز‬
‫المستعمل لتشغيل المحركات كالحفارات والضواغط والمضخات‪ ،‬إضافة إلى عمليات المعالجة الح اررية‪ ،‬ومولدات‬
‫البخار المستعملة خالل عمليات االستخ ارج الصناعية‪ .‬مما يسبب انبعاثا ألكسيد األزوت وأول أكسيد الكربون‪ ،‬كما‬
‫تظهر كذلك نتيجة حرق الغازات المصاحبة التي يتم استخراجها من البترول الخام من خالل المشاعل التي تصاحب‬
‫عمليات انتاج المحروقات(‪.)2‬‬
‫لقد رافق التوسع في استهالك الوقود األحفوري‪ ،‬زيادة تراكيز بعض الغازات المكونة للغالف الغازي لألرض‪،‬‬
‫مما أدى إلى ظهور مشاكل بيئية لم تكن معروفة في السابق‪ ،‬حيث أن بعض تلك المشاكل أضحت ذات أبعاد‬
‫عالمية كتلوث الهواء‪ ،‬واألمطار الحمضية‪ ،‬وتبرز المشكلة البيئية األخطر في ظاهرة اإلحترار العالمي‪ ،‬وما‬
‫يصاحبها من تغير في مناخ األرض وفي بيئتها‪ ،‬فاألنظمة الطبيعية باتت في خطر نتيجة زيادة كثافة وقوة وتكرار‬
‫موجات الح اررة‪ ،‬والجفاف‪ ،‬والعواصف واألعاصير والكوارث المناخية األخرى فضال عن دمار المحاصيل‬
‫وندرة المياه العذبة‪ ،‬كلها على األرجح نتيجة للزيادة غير المسبوقة في تركيزات غازات االحتباس الحراري في‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬وهو ما يهدد حياة عشرات الماليين من البشر بالمجاعات‪ ،‬ومخاطر الفيضانات(‪.)3‬‬
‫فعلى الصعيد العالمي يؤدي تلوث الهواء إلى إفقار طبقة األوزون مما يسمح بتسرب أشعة الشمس إلى‬
‫األرض‪ ،‬وهذا ما ينعكس على النظم االيكولوجية من خالل حدوث تغيرات مناخية‪ ،‬وارتفاع درجة ح اررة األرض‪،‬‬
‫حيث يرى الخبراء أن ارتفاعها بثالثة درجات ونصف مئوية سيؤدي إلى كوارث كبيرة كالجفاف في بعض المناطق‬
‫وحدوث فيضانان في أخرى‪ ،‬حيث أن هذه الظواهر تعد انعكاسا لظاهرة االحتباس الحراري(‪.)4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تأثير الصناعة البترولية على البيئة المائية‬
‫تعد البيئة المائية أكثر أجزاء البيئة وجودا على كوكب األرض‪ ،‬عالوة على اختالف األشكال التي تظهر‬
‫عليها‪ ،‬والتي تظهر في شكل بحار ومسطحات مائية ومياه جوفية‪ ،‬ومن أجل إدراك اآلثار التي يخلفها قطاع‬
‫المحروقات على البيئة المائية فإن األمر يستدعي بيان المقصود بالتلوث الذي يط أر عليها‪ ،‬ثم عرض مختلف‬
‫المشكالت البيئية التي تخلفها مختلف النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات نتيجة التلوث الناجم عنها‪.‬‬

‫داود سليمان الشراد‪ ،‬غازات الدول النفطية ‪ :‬غازات تتصاعد في سمائنا‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أمال رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫داود سليمان الشراد‪ ،‬غازات الوقود األحفوري (خطوات نحو كوارث بيئية )‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫جواد عبد الالوي‪ ،‬الحماية الجنائية للهواء من التلوث‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫(‪)4‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2114 ،‬ص‪.20.‬‬


‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .4‬المقصود بتلوث الماء‬


‫يعتبر الماء مركب كيميائي يتميز بخواص حيوية تجعله من مقومات الحياة على األرض‪ ،‬وللماء في‬
‫الطبيعة دورة ثابتة‪ ،‬كما يغطي ما نسبته واحدا وسبعين بالمئة من مساحة األرض(‪ ،)1‬وتعد البيئة المائية ذلك الوسط‬
‫الطبيعي لألحياء المائية والثروات الطبيعية األخرى‪ ،‬حيث يؤدي تلوث المياه إلى إضافة نوع أو عدة أنواع من‬
‫الملوثات بنسبة تؤثر على صالحية الماء‪ ،‬وتجعله غير مناسب لالستعمال الموارد منه(‪.)2‬‬
‫ويقص د بتلوث المياه إحداث إتالف أو إفساد في نوعية المياه مما يؤدي إلى تدهور نظامها اإليكولوجي‬
‫بصورة أو بأخرى لدرجة تؤدي إلى خلق نتائج مؤذية من استخدام المياه(‪ ،)3‬كما يعرفه البعض على أنه كل تغيير‬
‫في الصفات الطبيعية للماء‪ ،‬مما يجعله يؤثر على االستعماالت المفروضة للمياه‪ ،‬وذلك عن طريق إضافة عناصر‬
‫أو مواد غريبة تسبب تلوث الماء(‪ ،)4‬وعرفه البعض اآلخر على أنه إدخال ألي مواد أو طاقة من طرف اإلنسان في‬
‫تلك البيئة بطريق مباشر أو غير مباشر‪ ،‬حيث ينتج عنه آثار ضارة باألحياء المائية‪ ،‬أو يهدد صحة اإلنسان‪ ،‬أو‬
‫يعيق األنشطة البحرية بما في ذلك صيد األسماك‪ ،‬وافساد صالحية الماء لالستعمال‪ ،‬أو خفض مزاياه(‪ ،)5‬وعليه‬
‫يمكن القول أن المقصود بتلوث الماء هو كل تغيير في خواصه أو في مصادره الطبيعية بحيث يصبح غير صالح‬
‫للكائنات الحية التي تعتمد عليه في استمرار بقائها(‪.)6‬‬
‫كما أن تلوث المياه ينتج عنه آثار ضارة باألحياء المائية‪ ،‬كما يعيق األنشطة البحرية‪ ،‬ويؤدي بذلك إلى‬
‫إفساد صالحية الماء لالستعمال أو خفض مزاياه(‪.)7‬‬
‫لقد بينت المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 11-13‬المقصود من تلوث المياه واعتبرته كل إدخال ألي مادة‬
‫في الوسط المائي من شأنها أن تغير الخصائص الفيزيائية والكيمائية و‪/‬أو البيولوجية للماء‪ ،‬وتتسبب في مخاطر‬
‫على صحة اإلنسان وتضر بالحيوانات والنباتات البرية والمائية وتمس بجمال المواقع أو تعرقل أي استعمال طبيعي‬
‫أخر للمياه‪.‬‬

‫عبد الغني حسونة‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.16.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫منصور مجاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫إسماعيل نجم الدين زنكنه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫محمد أحمد منشاوي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،3770 ،‬ص‪.22.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫سحر حافظ‪ ،‬الحماية القانونية لبيئة المياه العذبة‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،0000 ،‬ص‪.070.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ومنع قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة كل صب أو طرح للمياه المستعملة أو رمي النفايات أيا‬
‫كانت طبيعتها في المياه المخصصة إلعادة تزويد طبقات المياه الجوفية‪ ،‬وفي اآلبار والحفر وسراديب جذب المياه‬
‫التي غير تخصصها(‪.)1‬‬
‫كما يجب أن تكون مفرزات منشآت التفريغ عند تفريغها مطابقة للشروط المحددة في التنظيم والمبينة لتنظيم‬
‫أو منع التدفقات والسيالن والطرح والترسيب المباشر أو غير المباشر للمياه والمواد‪ ،‬وبصفة عامة كل فعل من شأنه‬
‫المساس بنوعية المياه السطحية أو الباطنية أو الساحلية‪ ،‬وكذا الشروط التي من خاللها تتم مراقبة الخصوصيات‬
‫الفيزيائية والكميائية والبيولوجية والجرثومية لمياه التدفقات(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬تلوث المياه بالمحروقات‬
‫يعد التلويث الصناعي للمياه من أخطر أشكال التلوث وأكثرها جسامة‪ ،‬نظ ار ألن الفضالت الصناعية والمياه‬
‫المستعملة في الصناعة تكون في العادة أقل استجابة للمعالجة التي تجري للمياه من أجل تصفيتها لما تحتويه من‬
‫مواد تقاوم التحلل كالفلزات‪ ،‬والمركبات الكيميائية‪ ،‬حيث أن جل المياه المستعملة في الصناعة يتم تصريفها في‬
‫البحار أو األنهار أو حقنها في باطن األرض(‪.)3‬‬
‫ويظهر التلوث الناجم عن العمليات المصاحبة للصناعة البترولية نتيجة إنتاج كميات من النفايات التي‬
‫تندرج في ثالثة فئات عامة وهي المياه المنتجة والتي تظهر نتيجة عمليات االستخراج‪ ،‬ونفايات الحفر‪ ،‬والنفايات‬
‫األخرى‪ ،‬حيث أن كل فئة من هذه النفايات تحتوي مجموعة من المكونات الملوثة كالغازات‪ ،‬والمواد المعدنية‬
‫والكيميائية وبعض المواد المشعة(‪ ،)4‬كما أن اختالط النفط والزيوت الناجمة عنه بالمياه يؤدي إلى إضرار بالتوازن‬
‫البيئي وبالوسط الطبيعي والنظم البيئية المائية‪ ،‬ومن ثمة فإنه ينتج عن ذلك تأثير على الكائنات الحية‪ ،‬والتربة ‪،‬‬
‫وذلك تبعا لكمية النفايات المتواجدة في هذه المياه الملوثة(‪.)5‬‬
‫وتظهر الصناعة البترولية االستخراجية تأثي ار على المياه بصورة كبيرة‪ ،‬سواء أكانت هذه المياه جوفية أو‬
‫سطحية ( انهار وبحار ومحيطات )‪ ،‬ولعل ذلك يعاز إلى الكميات الكبيرة من النفايات الناجمة عن ذلك كسوائل‬
‫الحفر والمياه المنتجة‪ ،‬ومخلفات الحفر‪ ،‬والتي تحتوي على مواد مشعة ومواد أخرى ملوثة مسببة بذلك تلويثا للمياه‪،‬‬
‫وينتج تلوث المياه الجوفية بسبب طرق الطرح الحديثة وهو الشأن الذي حدث نتيجة انهيار اآلبار في حوض بركاوي‬
‫بالجزائر‪ ،‬فخالل عمليات اإلنتاج فإن أن أهم مصدر للتلوث هو المياه المنتجة التي يجب إزالتها قبل نقل النفط إلى‬

‫أنظر المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫سحر حافظ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.020.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أمال رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫خطوط النقل بواسطة األنابيب‪ ،‬ويتم بذلك عن طريق حقن هذه المياه داخل أبار للطرح أو يعاد استعماله لتنشيط‬
‫استخراج النفط‪ ،‬كما أن عمليات الحفر قد تتسبب في بعض األحيان بانهيا ارت للطبقات األرضية مما يسبب تلوثا‬
‫للمياه الجوفية وهي الحالة التي تظهر خاصة خالل األعمال المرافقة الستخراج الغاز الصخري(‪.)1‬‬
‫كما تعد األنهار المتضرر األول من الصناعة البترولية‪ ،‬نتيجة رمي النفايات الناجمة عن عمليات التكرير‬
‫فيها مما أدى إلى إحداث تغيرات بيئية خطيرة على مستواها‪ ،‬كما أن حموضة األمطار نتيجة تغير المناخ أدت إلى‬
‫انخفاض في تراكيز الكربون العضوي المذاب في البحي ارت‪ ،‬حيث هذا أن الكربون يمتص األشعة فوق البنفسجية‬
‫والتي زادت بدورها بسبب تكون ثقب األوزون‪ ،‬ونتيجة لذلك فقد أسفرت هذه التغيرات إلى تغلغل األشعة فوق‬
‫البنفسجية بشكل أعمق داخل مياه البحيرات‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع معدالت األمراض والهالك بين األحياء والنباتات‬
‫المائية‪ .‬إن هذا التأثير من شأنه أن يتضاعف حال الجفاف حينما يرتفع تركيز مركبات الكبريت المخزونة في‬
‫رواسب البحيرات كرد فعل النخفاض نسب المياه‪ ،‬فمن المعروف أن األسماك حساسة للحموضة‪ ،‬فهي تسممها‪ ،‬أو‬
‫تحدث أضرار بالغة للكائنات الحية التي تتغذى عليها األسماك‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن أسماك المياه العذبة في عدة دول‬
‫قد انقرضت أو انخفضت أعدادها(‪.)2‬‬

‫وفيما يخص المياه البحرية‪ ،‬فإن اإلشكال يكون أكثر طرحا في المنشآت البحرية‪ ،‬حيث نجد أن كل برميل‬
‫من الزيت الخام يصاحبه عدة براميل من المياه المنتجة التي يتعين فصلها عنه‪ ،‬ويتم التخلص من هذه المياه‬
‫بإلقائها في ماء البحر‪ ،‬كما يمكن أن تتلوث المياه البحرية حال االنفجاريات التي تحدث خالل عمليات التنقيب‬
‫(‪)3‬‬
‫خالل عمليات االستخراج‬ ‫واالستخراج مسببة تدفق زيت البترول الخام في المياه‪ ،‬ويتم التخلص من المياه المنتجة‬
‫في المناطق البحرية بإلقائها في البحر‪ ،‬وفيما يخص المناطق البرية خاصة منها الصحراوية فيتم حقنها في حفر‬
‫مخصصة(‪.)4‬‬
‫كما يحدث التلوث النفطي نتيجة للحوادث والكوارث البحرية التي تحدث بواسطة السفن وناقالت البترول‬
‫والمنشئات البحرية‪ ،‬باإلضافة إلى التفريغ العمدي للمواد النفطية في المياه(‪ ،)5‬حيث يطفو النفط على سطح الماء‬
‫مشكال بذلك طبقة رقيقة عازلة بين الماء والهواء الجوي‪ ،‬وهذه الطبقة تنتشر على نطاق مساحة كبير من الماء مما‬
‫يمنع التبادل الغازي بين الهواء والماء‪ ،‬كما تمنع ذوبان األكسجين في مياه البحر نتيجة تشكل الطبقة العازلة حيث‬

‫أمال رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫داود سليمان الشراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫راجع العنوان‪( :‬رابعا) المتعلقة بالتلوث المحروقات غير التقليدية وتأثير الغاز الصخري على البيئة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أمال رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫أن هذه الطبقة تحول دون مرور األشعة الشمسية أسفل سطح الماء‪ ،‬مما يعيق العوالق البحرية عن القيام بعملية‬
‫التبادل الضوئي‪ ،‬فيؤدي إلى هالكها وثأر العديد من األسماك والكائنات البحرية التي تقتات عليها(‪.)1‬‬
‫ومن تأثير البترول على البيئة البحرية أنه يحول دون إتمام تشبع الماء بأكسجين الهواء‪ ،‬حيث يقوم البترول‬
‫بحرمان الكائنات المائية من األكسجين‪ ،‬فيتأثر نموها ويقل تكاثرها‪ .‬عالوة على ذلك فإن تلوث البيئة البحرية يؤدي‬
‫إلى هالك الطيور سواء عند تسممها بواسطة األسماك الملوثة أو وصول التلوث البترولي إلى أماكن عيشها‪.‬‬
‫كما تدخل عمليات تكرير البترول في تلوث المياه‪ ،‬حيث تستهلك مصفاة التكرير كميات كبيرة من الماء ثم‬
‫تلقى هذه الكميات في البحار أو األنهار مع قدر من البترول‪ ،‬حيث تقدر الكمية المتوسطة من البترول التي تلقى‬
‫في مياه البحر بخمسين ألف طن سنويا‪ ،‬حيث تم تصنيف مياه البحر األبيض المتوسط كأكثر المياه خطورة في‬
‫الوقت الحالي بسبب ما أصابها من تلوث بالبترول(‪.)2‬‬
‫ولقد أصبحت في الوقت الراهن ظاهرة تلوث البحار بالنفط من المشكالت الهامة والخطيرة نتيجة التأثيرات‬
‫واالنعكاسات السلبية والخطيرة على البيئة‪ ،‬حيث بينت الدراسات أن نسبة التلوث الناجم عن مخلفات ناقالت النفط‬
‫بفعل الحوادث أو عمليات التفريع التي تصل إلى ‪ 21‬بالمئة من مجموع المواد الملوثة للبحر األبيض المتوسط أي‬
‫ما يقارب ثمان مائة ألف طن من النفط سنويا(‪.)3‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تأثير الصناعة البترولية على البيئة األرضية‬
‫تعد البيئة األرضية من أهم العناصر المكونة للبيئة بما تحتويه من ثروات طبيعية‪ ،‬عالوة على أنها مكان‬
‫استقرار نشاط اإلنسان‪ ،‬ولبيان اآلثار التي يخلفها قطاع المحروقات على البيئة األرضية يجب تحديد المقصود‬
‫بالتلوث الذي يط أر عليها‪ ،‬ثم بيان أهم الملوثات التي تصيبها نتيجة النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ .4‬المقصود بتلوث البيئة األرضية‬
‫تعتبر التربة دعامة أساسية لمختلف أنشطة اإلنسان حيث تعرف على أنها تلك الطبقة السطحية من القشرة‬
‫األرضية سواء في الحالة الطبيعية أو عند تعديلها(‪ ،)4‬وتعرف أيضا على أنها تلك الطبقة الهشة التي تغطي صخور‬
‫القشرة األرضية‪ ،‬وتتكون من مزيج من المواد المعدنية والعضوية والماء‪ ،‬وهي من أهم مصادر الثروة الطبيعية‬
‫المتجددة‪ ،‬كما تعتبر إحدى أهم المقومات للعديد من الكائنات الحية(‪.)5‬‬

‫عباس إبراهيم دشتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫محمود عبد المولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫واعلي جمال‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة البحرية من أخطار التلوث (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2111 ،‬ص‪.18.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪SOPHIE Ranchy, Le statut juridique des zones industrielles littorales et la pollution des sols, These pour obtenir le‬‬
‫‪grade de docteur en droit public, Faculte des sciences juridiques, politiques et sociales, Universite lille 2, p.22.‬‬
‫عبد الغني حسونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويقصد بتلوث التربة إدخال أجسام غريبة عن التربة ينتج عنها تغير في الخواص الكيميائية‪ ،‬أو الفيزيائية‬
‫أو البيولوجية‪ ،‬مما يؤدي إلى التأثير في الكائنات الحية التي تستوطن التربة‪ ،‬أو العمليات التي تكون التربة جزء‬
‫منها كالزراعة وغيرها(‪.)1‬‬
‫ويرى البعض أن تلوث البيئة األرضية يعني تلوث التربة بأن تضاف إلى مكوناتها مواد أو تركيبات غريبة‬
‫عنها‪ ،‬أو أن تزيد نسبة األمالح فيها عن الحد المعتاد‪ ،‬كما يقصد بتلوث التربة إدخال مواد غريبة فيها حيث تسبب‬
‫بذلك تغيي ار في خواصها الفيزيائية أو الكيمائية أو البيولوجية(‪.)2‬‬
‫إن تلوث التربة نتيجة تجمع النفايات والمخلفات سواء في الطبقة الحيوية أو السطحية من األرض يحدث‬
‫تغيير تدريجيا في التركيبة الكيميائية للتربة‪ ،‬والتي تؤدي إلى تشويش واختالل وحدة هذا الوسط وبتنقل هذه المواد‬
‫ا‬
‫من التربة إلى الكائنات الحية يؤدي ذلك إلى نتائج وخيمة(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬تلوث التربة بالمحروقات‬
‫تظهر تأثيرات النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات على التربة ابتداء من انطالق عمليات الحفر وأعمال‬
‫تهيئة المنطقة المقام فيها مجمل األشغال‪ ،‬ولعل أهم ما يتم إعداده في هذه المرحلة مجموعة من الحفر قصد طرح‬
‫النفايات فيها‪ ،‬ويصاحب ذلك تأثير على التربة نتيجة انضغاطها وانخفاض خصوبتها‪ ،‬السيما حال عمليات‬
‫االستخراج في المناطق الزراعية‪ ،‬باإلضافة إلى أن عمليات التعقيم بواسطة مبيدات لمواقع الحفر واإلنتاج لمنع نمو‬
‫النباتات للحيلولة من أثار الحرائق يؤدي إلى تلوث التربة بهذه المبيدات التي تبقى لعدة سنوات(‪ ،)4‬كما يمكن أن‬
‫تحدث االنكسارات في أنابيب النقل وهو ما يؤدي إلى تسرب المواد النفطية إلى التربة إذ تمتد إلى المياه الجوفية‬
‫فتلوثها‪ ،‬إضافة إلى أن تغيير تركيب التربة يؤدي إلى التأثير على الكائنات الحية الدقيقة وخاصة جذور النباتات(‪.)5‬‬
‫رابعا ‪ :‬المحروقات غير التقليدية وتأثير الغاز الصخري على البيئة‬
‫بالنظر إلى تبنى المشرع الجزائري أشكاال جديدة من المحروقات تعرف بالمحروقات غير التقليدية‪ ،‬وذلك‬
‫بموجب تعديل قانون المحروقات لسنة ‪ 2113‬بموجب القانون رقم ‪ ،70-02‬المؤرخ في ‪ 37‬فيقري ‪ ،3702‬ضمن‬
‫المادة ‪ 5‬الفقرة ‪ 31‬من قانون المحروقات‪ ،‬والتي تم تعديلها بموجب قانون المالية لسنة ‪ ،2115‬الصادر بموجب‬
‫القانون رقم ‪ ،07-02‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،3702‬فإن األمر يقتضي تحديد مضمونها واإلشكاليات التي تنجر‬
‫عنها تجاه البيئة‪.‬‬

‫منصور مجاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.007.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫إسماعيل نجم الدين زنكنه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أمال رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫محمد التوهامي طواهر وأمل رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.4‬المحروقات غير التقليدية‬


‫سبقت اإلشارة فيما سبق إلى أن المشرع الجزائري اعتبر أن المحروقات غير التقليدية هي المحروقات‬
‫الموجودة والمنتجة من مخزن أو من تكوين جيولوجي يتسم على األقل بإحدى المميزات‪ ،‬أو يخضع ألحد الشروط‬
‫المحددة في المادة ‪ 5‬من قانون المحروقات(‪.)1‬‬
‫وتعتبر محروقات غير تقليدية كل المحروقات التي يتم استخراجها وفقا لشروط تم تحديها في المادة ‪ 5‬من‬
‫قانون المحروقات والتي تظهر حال وجودها في مخازن متراصة تكون نفوذيتها عند سيالن المحروقات اقل أو‬
‫تساوي ‪ 1.1‬ميلي دارسي وتنتج من خالل أبار أفقية أو كثيرة الميولة (أكبر من ‪ 71‬درجة مقارنة بالخط العمودي)‬
‫مع آلية حفر في التكوين المستهدف (المنتج) بطول يصل إلى ‪ 511‬متر‪ ،‬والتي تستوجب استعمال برنامج مكثف‬
‫للتحفيز بواسطة التشقق الطبقي المتعدد حتى يضمن أعلى نسبة ممكنة السترجاع المحروقات(‪.)2‬‬
‫إضافة إلى وجود هذه المحروقات ضمن مخازن متراصة ال يمكنها اإلنتاج إال من خالل آبار أفقية أو كثيرة‬
‫الميولة (أكبر من ‪ 71‬درجة مقارنة بالخط العمودي)‪ ،‬مع آلية حفر في التكوين المستهدف (المنتج) بطول يصل إلى‬
‫‪ 511‬متر والتي تستوجب استعمال برنامج مكثف للتحفيز بواسطة التشقق الطبقي المتعدد حتى يضمن أعلى نسبة‬
‫ممكنة السترجاع المحروقات(‪.)3‬‬
‫كما أن وجود هذه المحروقات ضمن تكوينات جيولوجية ذات قابلية نفوذ جد ضعيفة (حوالي مائة نانو‬
‫دراسي) تحتوي على مستويات الصخرة األم‪ ،‬غنية بالمواد العضوية‪ ،‬وتحتوي على محروقات تنتج من خالل آبار‬
‫أفقية أو كثيرة الميولة (أكبر من ‪ 71‬درجة مقارنة بالخط العمودي) مكثفة التحفيز بواسطة التشقق الطبقي المتعدد‬
‫يصل طول آلة الحفر في التكوين المعني (أو المنتج) إلى ‪ 911‬متر(‪.)4‬‬
‫كما تعتبر محروقات غير التقليدية حال وجودها في تكوينات جيولوجية تحتوي على محروقات تفوق‬
‫لزوجتها ‪ 1111‬سانتيبواز‪ ،‬أو كثافة اقل من ‪ 15‬درجة بي أي (المعهد األمريكي للبترول‪ ،)A.P.I-‬ومخازن يكون‬
‫ضلعها وحرراتها عاليتين وتتمثل في توفر شروط ضغط عمقي يساوي أو يفوق ‪ 651‬بار وح اررة تفوق ‪ 151‬درجة‪،‬‬
‫إضافة إلى معابر عميقة للفحم غير مستغلة‪ ،‬أو مستغلة بطريقة غير كاملة تحتوي على غاز الفحم الحجري أو‬
‫ميثان الفحم الحجري‪ ،‬ويتم إمتزاز غاز الفحم الحجري أو ميثان الفحم الحجري في داخل القالب الصلب للفحم عبر‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫عملية تسمى عملية اإلمتزاز‪ ،‬ويتميز غاز الفحم الحجري أو ميثان الفحم الحجري باستعمال طرق غير تقليدية‬
‫الستخراجه كتخفيض ظروف الضغط (‪.)1‬‬
‫إنطالقا مما سبق يتضح أن المشرع الجزائري قد تبنى أشكاال جديدة من المحروقات وهي المحروقات غير‬
‫التقليدية‪ ،‬حيث أن هذا النوع من المحروقات يتميز بطريقة استخراج معينة‪ ،‬عالوة على وجودها في مخازن‬
‫جيويوجية تقتضي إعمال تقنيات محددة كالتشقق الطبقي‪ ،‬وعمليات التحفيز‪ ،‬وتوفير شروط ضغط محددة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى وجودها ضمن تكوينات جيولوجية تصل إلى مستويات الصخرة األم‪.‬‬
‫‪.2‬المقصود بالغاز الصخري‬
‫يواجه قطاع الطاقة العالمية في الوقت الراهن صو ار مختلفة من االضطرابات سواء في األسعار أو ارتفاع‬
‫الطلب أو زيادة التكلفة‪ ،‬مما أدى إلى تصاعد الضغوط على منتجي الطاقة ومستهلكيها على حد السواء‪ ،‬وبات جليا‬
‫أن نظام الطاقة الحالي غير مستدام‪ ،‬وفي خضم السعي نحو الحصول على كميات من الطاقة المستدامة المعتدلة‬
‫التكلفة تحولت األنظار نحو الطاقات الجديدة والواعدة حيث نجد أن الغاز الصخري أحدها‪ ،‬والذي تصدر النقاش في‬
‫الوقت الراهن(‪.)2‬‬
‫ينتمي الغاز الصخري إلى فئة الغازات الطبيعية غير التقليدية والتي تعرف بأنها تأخذ شكال آخر أو تتواجد‬
‫في تكوين مميز يجعل عملية استخراجها مختلفة عن الموارد التقليدية وتضم الغازات الطبيعية غير التقليدية كذلك‬
‫ميثان الطبقة الفحمية‪ ،‬وغاز الصخور الرملية المحكمة (أو الغاز المحكم) وهيدرات الميثان‪ .‬ويعد الطفل الصفحي‬
‫وهو تكوين صخري رسوبي يحتوي على الطين والكوارتز ومعادن أخرى مكانا لتواجده حيث أن كثي ار من النفط‬
‫والغازالمتكونين في الطفل الصفحي ينتقل إلى الصخور ذات المسامية والنفاذية العاليتين على غ ارر الصخور‬
‫الرملية(‪.)3‬‬
‫ويطلق كذلك على الغاز الصخري تسمية الغاز الحجري (ويعرف باإلنجليزية بـ‪ )shale gas :‬وهو غاز‬
‫طبيعي يتولد داخل الطبقات الصخرية للصخرة األم والتي تحتوي كذلك على النفط بفعل الح اررة والضغط حيث يبقى‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 28 ،20 ،20 ،20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي‪ ،‬تقرير بعنوان دراسة لموارد الطاقة ‪ :‬نظرة مركزة على الغاز الصخري ‪ ،‬مجلس الطاقة العالمي‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.worldenergy.org/wp-‬‬ ‫التحميل‪:‬‬ ‫رابط‬ ‫للتحميل‪،‬‬ ‫تقرير‬ ‫المتحدة‪،‬‬ ‫المملكة‬ ‫‪،2111‬‬


‫‪ ، content/uploads/2011/12/Shale_Gas_Ar.pdf‬تاريخ التصفح ‪ ،2115/12/25‬الساعة ‪ ،19.28‬ص‪.3.‬‬
‫هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.7.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫محبوسا داخل تجويفات تلك الصخور التي ال تسمح بنفاذه‪ ،‬وأسوة بالغاز الطبيعي التقليدي يكون الغاز الصخري‬
‫جافا أو غني بالسوائل ومنها اإليثان (‪.)1‬‬
‫ويفترض تواجد الغاز الصخري دائما بالقرب من المكامن التقليدية ضمن طبقة صخور المنشأ أو ما يعرف‬
‫بالصخرة األم غير أنه تم العثور على الغاز في خليج المكسيك في صخور أحدث‪ ،‬كما أن تواجده قد ال يقترن‬
‫بوجود نفط سائل‪ ،‬كما يمكن العثور على أشباه صخور المنشأ في أماكن أخرى من العالم‪ ،‬وعلى الرغم من إثبات‬
‫وجود ثروات في صخور الطفل الصفحي حول العالم منذ سنوات قريبة إال أنها لم تعتبر محتملة لإلنتاج بصفة‬
‫تجارية نظ ار لقصورنفاذيتها الطبيعية‪ ،‬ولعل التحول الفكري والتكنولوجي الذي ط أر في الوقت الراهن فيما يخص‬
‫تقنيات االستخراج أعاد النظر حول إمكانية استغالل الغاز الصخري تجاريا (‪.)2‬‬
‫ونظ ار لكون الغاز الصخري ينشأ داخل الصخور ويبقى محبوسا داخل تجويفاتها فإنه يتم استخدام تقنية‬
‫معقدة الستخراجه حيث تتضمن المزاوجة بين الحفر أفقيا تحت األرض مسافة تصل إلى ثالثة كيلومترات من جل‬
‫الوصول إلى ويتم تكسير تلك الصخور هيدروليكيا بواسطة خليط سائل مكون من مزيج من الماء والرمل وبعض‬
‫المواد الكيميائية يتم ضخه بضغط عالي جدا لتحرير الغاز عبر تحطيم الصخور الحابسة له(‪.)3‬‬
‫ويتم استخراج الغاز الصخري عن طريق الجمع بين تقنيتي الحفر األفقي والتصديع المائي حيث يتم حفر‬
‫بئر إلى أقل بقليل من مستوى الترسبات المعروفة للغاز الصخري‪ ،‬ثم يتم إمالته تدريجيا حتى تقتحم لقمة الحفر‬
‫طبقة الطفل الصفحي بشكل أفقي‪ ،‬وعند انتهاء الحفر تكون الصخور المحيطة بالتجويف األفقي قد ثقبت في العديد‬
‫من المواضع‪ ،‬وذلك من خالل التصديع االصطناعي المستحدث عن طريق ضخ المياه عالية الضغط المخلوطة‬
‫بإضافات خاصة مع الرمل والتي تعرف بالدعامة إلبقاء الصدوع مفتوحة(‪.)4‬‬

‫هيئة التحرير بمعهد الدراسات المصرفية‪ ،‬نشرة توعوية يصدرها معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬السلسلة ‪ ،6‬العدد ‪ ،8‬مارس ‪،2114‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،‬تاريخ‬ ‫دولة الكويت نشرة للتحميل رابط التحميل ‪httpwww.kibs.edu.kwuploadEDAAT_03_Mar2014_877.pdf‬‬


‫التصفح ‪ 2115/12/23‬الساعة ‪ ،21.11‬ص‪.2 .‬‬
‫هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫هيئة التحرير بمعهد الدراسات المصرفية‪ ،‬ص‪ .2 .‬راجع أيضا في نفس الصفحة ‪ :‬يعود الفضل في إزدهار فكرة اعتماد الغاز‬ ‫(‪)3‬‬

‫الصخري في الواليات المتحدة األمريكية بحسب "الفاينانشال تايمز" إلى جورج ميتشل (والد الغاز الصخري) أين أحد المهاجرين‬
‫اليونانيين الذي أصر على البحث عن طريقة الستغالل الغاز الصخري‪ ،‬حيث أستطاع مع فريقه تطوير تقنية التنقيب الهيدروليكي وهي‬
‫عملية ضخ المياه والرمال والكيماويات في آ بار جوفية عميقة على نحو يسمح بتدفق الغاز الطبيعي المحصور فيها وقد حقق ثروة تقدر‬
‫‪ 3.4‬مليار دوالر من بيع شركته "ميتشل اينارجي" عام ‪ 2112‬لشركة ديفون المتخصصة في االستكشاف‪ ،‬واعتمدت بذلك عمليات‬
‫التفتيت الهيدروليكي كآلية لالستغالل التجاري للغاز الصخري بعد أكثر من عقدين من الجهود‪.‬‬
‫هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .11.‬ولمزيد من المعلومات حول عمليات االستكشاف والتصديع وتقنيات‬ ‫(‪)4‬‬

‫الحفر راجع الصفحة ‪ 12‬و الصفحة ‪ 13‬من التقرير‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.3‬المسائل البيئية المرتبطة بالغاز الصخري‬


‫إن المسائل البيئية التي تعتري الغاز الصخري هي في أغلب األمر مشتركة بين جميع أنشطة اإلنتاج‬
‫النفطي واألمر يجد تحديات أكثر حال وجود اآلبار في مناطق زراعية(‪.)1‬‬
‫وتبرز المسائل البيئة حال استعمال المواد الكيميائية خالل عمليات التصديع والتي يمكن أن تشمل مواد‬
‫هالمية إلحداث اللزوجة إضافة إلى مركبات أخرى ترفع منها كالبورون والزركونيوم‪ ،‬كما أن متطلبات الحفر‬
‫تستعمل كميات كبيرة من المياه إذ تستخدم اآلبار النموذجية ما بين ‪ 5‬و ‪ 3‬ماليين قالون للبئر الواحدة‪ ،‬وتستعمل‬
‫المياه العذبة كأساس خالل التصنيع‪ ،‬والمياه التي يتم إخراجها إلى األعلى بعد مرحلة التصديع تعرف بالمياه الراجعة‬
‫أو المرجعة‪ ،‬حيث أن عمليات استخراج الغاز الصخري متفردة في هذا المجال وذلك ألنه ال يعود سوى ربع أو ثلث‬
‫حجم المياه أما الباقي فيمكث في التكوين الصخري‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك تكون المياه الراجعة أجاجا في الغالب وهذا‬
‫بسبب أن المسام الصخرية تكون عادة عالية الملوحة‪ ،‬ولذلك من حيث المبدأ ال يمكن إعادة استعمال المياه مرة‬
‫أخرى‪ ،‬كما يصعب تدويرها(‪.)2‬‬
‫ويوازي بعض العلماء آثار الغاز الصخري وعيوبه بعيوب الطاقة النووية‪ ،‬حيث تتمثل أهمها في إمكانية‬
‫تأثيره الضار على البيئة السيما حال استعمال تقنية التفتيت الهيدروليكي والتي تتسبب في إنتاج مخلفات ملوثة‬
‫ومشعة تتسبب بدورها بتلوث المياه الجوفية وتستهلك كميات كبيرة من المياه‪ ،‬وقد تسبب زالزل باإلضافة إلى تسرب‬
‫غاز الميثان الذي يعتبر أكثر ضر ار من ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬عالوة على استعماله كميات كبيرة من الماء ممزوجة‬
‫بالمواد الكيميائية مما قد يخل بالتوازن البيئي في بعض مناطق الحفر(‪.)3‬‬
‫‪.4‬موقف المشرع الجزائري من الغاز الصخري‬
‫انطالقا من المفاهيم المرتبطة بالغاز الصخري والتي اعتبرته غا از ال يختلف عن الغاز الطبيعي من حيث‬
‫التكوين‪ ،‬عالوة على وجوده بصورة جافة أو سائلة‪ ،‬وكذا اعتماد تسمية الغاز الصخري نسبة إلى مكان تواجده والذي‬
‫يكون محبوسا ضمن طبقة صخور المنشأ أو الصخرة األم‪ ،‬إضافة على تميزه في الطريقة المتعمدة في استخراجه‬
‫والتي تتضمن عمليات التكسير الهيدروليكي‪.‬‬

‫هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫هيئة التحرير بمعهد الدراسات المصرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وبتطبيق هذا المفهوم وفقا لما تم اعتماده من طرف المشرع الجزائري في المادة ‪ 5‬فقرة ‪ 31‬حيث اعتبر أن‬
‫المحروقات غير التقليدية هي المحروقات الموجودة والمنتجة من مخزن أو من تكوين جيولوجي يتسم على األقل‬
‫بإحدى المميزات أو يخضع ألحد الشروط معينة(‪.)1‬‬
‫حيث يتم استخراجها حال وجودها في مخازن متراصة محددة النفوذية مع استعمال آلية حفر في التكوين‬
‫المستهدف (المنتج) بطول يصل إلى ‪ 511‬متر‪ ،‬والتي تستوجب استعمال برنامج مكثف للتحفيز بواسطة التشقق‬
‫الطبقي المتعدد حتى يضمن أعلى نسبة ممكنة السترجاع المحروقات(‪.)2‬‬
‫إضافة إلى وجودها ضمن مخازن متراصة ال يمكنها اإلنتاج إال من خالل آبار أفقية أو كثيرة الميولة‪ ،‬مع‬
‫آلية حفر في التكوين المستهدف (المنتج) بطول يصل إلى ‪ 511‬متر والتي تستوجب استعمال برنامج مكثف‬
‫للتحفيز بواسطة التشقق الطبقي المتعدد حتى يضمن أعلى نسبة ممكنة السترجاع المحروقات(‪.)3‬‬
‫كما أنها توجد ضمن تكوينات جيولوجية ذات قابلية نفوذ جد ضعيفة‪ ،‬تحتوي على مستويات الصخرة األم‪،‬‬
‫غنية بالمواد العضوية وتحتوي على محروقات والتي تنتج من خالل آبار أفقية أو كثيرة الميولة (أكبر من ‪ 71‬درجة‬
‫مقارنة بالخط العمودي)مكثفة التحفيز بواسطة التشقق الطبقي المتعدد يصل طول آلة الحفر في التكوين المعني (أو‬
‫المنتج) إلى ‪ 911‬متر(‪.)4‬‬
‫انطالق مما سبق يتضح أن المشرع الجزائري قد تبنى استخراج الغاز الصخري كشكل من أشكال‬
‫المحروقات غير التقليدية ضمن قانون المحروقات‪ ،‬غير انه لم يتم االعتماد على مصطلح " الغاز الصخري " وانما‬
‫تم اإلشارة إلى طريقة استخراجه‪ ،‬حيث بين أن تواجده يكون في مخازن تقتضي إعمال تقنيات محددة كالتشقق‬
‫الطبقي‪ ،‬وعمليات التحفيز‪ ،‬وتوفير شروط ضغط محددة‪ ،‬ضمن تكوينات جيولوجية تصل إلى مستويات الصخرة‬
‫األم‪ .‬والتي تتوافق مع الوصف العلمي المتعلق بتواجد وطريقة استخراج الغاز الصخري ال سيما وفق عمليات‬
‫التشقق الهيدروليكي السابق ذكرها‪.‬‬
‫خال صة لما سبق بيانه في هذا البحث يمكن القول أن مختلف العمليات التي تصاحب الصناعة البترولية‬
‫خاصة منها ما يكون خالل عمليات حفر اآلبار واستغالل البترول أو الغاز تشكل خط ار بمختلف مكونات البيئة‪.‬‬
‫إن أبرز ما ينجر عن هذه العمليات هي أخطار التسرب نتيجة عمليات الحقن وكذا اإلنبعاثات الغازية‬
‫بمختلف أنواعها‪ ،‬إضافة إلى اإلنفجارات والحرائق التي تكون نتيجة لحوادث العمل‪ ،‬فخالل عمليات البحث والتنقيب‬
‫عن المحروقات فإن تلوث البيئة المائية يظهر عند طرح نواتج التنقيب ووحل الحفر‪ ،‬أما بالنسبة للهواء فما نجده هو‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫اإلنبعاثات الناجمة عن آالت ومعدات الحفر وحرق الغازات‪ ،‬إضافة إلى احتواء نفايات التنقيب ووحل الحفر على‬
‫أمالح ومواد سامة كازرنيخ والباريوم وعناصر أخرى تؤدي إلى التأثير على مكونات التربة بما تؤدي إلى تلوثها‪.‬‬
‫وفيما يخص عمليات استغالل المحروقات فإن أهم الملوثات بالنسبة للبيئة المائية تظهر من خالل عمليات‬
‫تصريف المياه الملوثة بالنفط واألمالح عن طريق عمليات الحقن‪ ،‬والتي تهدد بصورة مباشرة المياه الجوفية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى اإلنبعاثات الغازية الناجمة عن حرق الغازات المصاحبة لعمليات االستخراج والتي تلوث الهواء‪ ،‬أما فيما يخص‬
‫التربة فإن المخلفات والنفايات الناجمة عن عمليات استغالل المحروقات يتم طمرها في التربة بما تؤدي إلى تلوثها‪،‬‬
‫أما تأثير عمليات نقل المحروقات على البيئة فيظهر حال حدوث التسربات نتيجة الكسور في األنابيب النفطية‬
‫والتي ترجع إلى تآكل األنابيب‪ ،‬أو أعمال السرقة المتعلقة بالسوائل النفطية‪ ،‬واألعمال التخريبية أو العسكرية وقت‬
‫الحرب‪ ،‬فينتج عن ذلك عمليات تسرب للمواد النفطية‪ ،‬أما النقل البحري فإن الحوادث العرضية أو الظروف‬
‫الطبيعية قد تؤدي إلى انسكاب حمولة الناقالت في البحر بما يؤثر على الحياة البحرية‪ ،‬كما أن نتائج التلوث الناجم‬
‫عن المحروقات ال يقتصر على المحيط المرتبط بالمكامن واآلبار‪ ،‬بل قد تمتد آثاره إلى المناطق المجاورة خاصة‬
‫عند التلوث البحري‪ ،‬مما قد يشكل بذلك مشكلة على المستوى اإلقليمي للدول (‪.)1‬‬
‫إن مختلف العمليات المصاحبة للصناعة البترولية تشكل خط ار على مختلف مكونات البيئة من ماء وهواء‬
‫وتربة وكائنات حية‪ ،‬وبالنظر العتماد الجزائر على النفط بصورة كبيرة بالنسبة القتصادها حيث يشكل ‪ %98‬من‬
‫صادراتها‪ ،‬ومن ثم كان البد من إيجاد السبل الكفيلة بحماية البيئة خالل مراحل الصناعة النفطية من أجل تحقيق‬
‫التنمية المستدامة(‪ ،)2‬وعليه فإن األمر يقتضي البحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن التكريس القانوني لهذه‬
‫الحماية وذلك عبر االتفاقيات الدولية التي انضمت إليها الجزائر وكذا النصوص التشريعية والتنظيمية الداخلية عن‬
‫كيفية مدى تبني قواعد قانونية تتعلق بحماية البيئة من التلوث الناجم عن نشاطات المحروقات بصورة دقيقة‪ ،‬وهو ما‬
‫سنحاول استعراضه في المبحث الثاني‪.‬‬

‫داود سليمان الشراد‪ ،‬غازات الوقود األحفوري (خطوات سريعة نحو كوارث بيئية)‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫محمد التوهامي طواهر وأمل رحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫المبحث الثاني‬
‫التكريس القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫تشغل المشاكل البيئية في الوقت الراهن اهتمام العالم خاصة عبر النصوص القانونية‪ ،‬فقد أدى الخطر الذي‬
‫يتعرض له كوكبنا إلى تزايد الفهم الدقيق للعواقب بعيدة المدى الناجمة عن أنماط التلوث العابرة للحدود‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫التطور التكنولوجي الذي جعل من العالم أكثر ترابطا‪ ،‬فأزال الحدود التي أصبحت بال معنى عندما يتعلق األمر‬
‫بالضرر الناجم عن األمطار الحمضية وتسرب النفط والتفجيرات الذرية التي ال تعرف النتائج المتربة عنها حدودا(‪.)1‬‬
‫وتشكل االتفاقيات الدولية بصورة عامة أداة قانونية تسمح بتوحيد اتجاهات الدول في العديد من المجاالت‬
‫السيما منها المتعلقة بالبيئة من أجل وضع إطار قانوني موحد لحماية البيئة (‪ ،)2‬حيث تعبر عن التجاوب بين الدول‬
‫بتوحيد اإلهتمام العالمي بقضايا البيئة(‪ ،)3‬وفي هذا الصدد انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات الدولية‬
‫المتضمنة حماية البيئة بجميع أشكالها‪ ،‬وبالبحث في هذه االتفاقيات يمكننا معرفة كيفية تكريس المشرع الجزائري‬
‫لحماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬مما يستدعي العرض الدقيق لجل االتفاقيات الدولية المتضمنة لهذه الحماية‬
‫والمرتبطة بقطاع المحروقات (المطلب األول)‪.‬‬
‫ولما كان القانون ظاهرة اجتماعية يتفاعل مع المجتمع‪ ،‬كان لزاما على الدول سن القواعد القانونية الهادفة‬
‫إلى ضبط سلوك اإلنسان في تعامله مع البيئة سواء كان ذلك السلوك ايجابيا أو سلبيا‪ ،‬عبر توضيح األدوات التي‬
‫تكفل إيجاد بيئة صحية وحياة أفضل للجميع(‪.)4‬‬
‫لقد وضع المشرع الجزائري العديد من النصوص القانونية منذ االستقالل قصد السعي إلى حماية البيئة‬
‫والبحث في هذه النصوص يبين لنا مدى تكريس المشرع الجزائري لموضوع حماية البيئة في قطاع المحروقات‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫سالفة طارق عبد الكريم الشعالن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪08.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪BALLANDRAS ROZET Christelle, Les techniques conventionnelles de lutte contre les pollutions et les nuisances et de‬‬
‫‪prevention des risques technologiques ,These en vue de l’obtention du grade de doctorat, specialite droit de‬‬
‫‪l’environnement, Faculte de droit, Universite jean moulin – lyon3,2005, P.64.‬‬
‫)‪ (3‬مسعود عمرانة‪" ،‬أليات حماية البيئة في الجزائر"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد‬
‫التاسع‪ ،2111 ،‬ص‪.393.‬‬
‫(‪ )4‬داود عبد الرزاق الباز‪ ،‬األساس الدستوري لحماية البيئة من التلوث‪ ،‬دراسة تحليلية في إطار المفهوم القانوني البيئة والتلوث‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3770 ،‬ص‪.02.‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫المطلب األول‬
‫تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات في االتفاقيات الدولية‬

‫يتمثل القانون الدولي للبيئة في المعاهدات واالتفاقيات الدولية الخاصة بحماية البيئة‪ ،‬ومن المعلوم أنه في‬
‫حال انضمام الدولة إلى االتفاقية الدولية فإن تلك االتفاقية تكتسب قوة القانون الوطني‪ ،‬بل وأهم منه في بعض‬
‫اعتبر المعاهدات التي‬ ‫(‪)2‬‬
‫األحيان(‪ ،)1‬حيث نجد أن المشرع الجزائري وفقا للمادة ‪ 132‬من الدستور الجزائري‬
‫يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور‪ ،‬تسمو على القانون ‪.‬‬
‫وبالنظر إلى النتائج المترتبة عن التلوث الذي يهدد البيئة واتخاذه بعدا عالميا كونه أصبح ظاهرة عابرة‬
‫للحدود‪ ،‬ومن أجل مواجهة خطر التلوث‪ ،‬ومكافحته ثقفنا االهتمام العالمي المكثف لحماية البيئة‪ ،‬والذي تجسد عبر‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫المؤتمرات الدولية واإلقليمية المتعلقة بالبيئة‪ ،‬إضافة إلى إبرام المعاهدات واالتفاقيات الدولية العديدة‬
‫لقد انضمت الجزائر إلى العديد من هذه االتفاقيات الدولية المتضمنة حماية البيئة بمختلف مكوناتها‪،‬‬
‫وبالنظر إلى الخطر الذي يهدد البيئة نتيجة النشاطات الصناعية في قطاع المحروقات فقد كان لها نصيب من‬
‫القواعد القانونية االتفاقية التي تهدف إلى حماية البيئة في هذا اإلطار؛ حيث يمكن تقسيمها إلى ثالثة أشكال وذلك‬
‫بالنظر إلى الهدف الذي ترمي االتفاقيات إلى حمايته‪ ،‬حيث نجد االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من‬
‫التلوث (الفرع األول)‪ ،‬واالتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة الهوائية وطبقة األوزون (الفرع الثاني) إضافة إلى‬
‫االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث‬

‫انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث بشكل عام؛‬
‫وبالبحث في هذه االتفاقيات عن نصيب االهتمام بالتلوث الناجم المحروقات‪ ،‬فإن األمر يتعلق باالتفاقية الدولية‬
‫حول مكافحة تلوث مياه البحر بالمحروقات (أوال)‪ ،‬واتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي (ثانيا)‪،‬‬
‫واالتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي للتعويض عن األضرار المترتبة عن التلوث بسبب المحروقات‬

‫محـمدود جاسم نجم الراشدي‪ ،‬ضمانات تنفيذ اتفاقيات حماية البيئة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2114 ،‬ص‪.14.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫انظر المادة ‪ 2‬من دستور سنة ‪ ،1996‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫داود عبد الرزاق الباز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫(ثالثا)‪ ،‬واالتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث‬
‫زيتي (رابعا)‪ ،‬واالتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي (خامسا)‪ ،‬واتفاقية حماية‬
‫أخير االتفاق شبه اإلقليمي بين الجزائر‬
‫البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها (سادسا)‪ ،‬و ا‬
‫والمغرب وتونس المتضمن المخطط االستعجالي شبه اإلقليمي لالستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري في‬
‫منطقة جنوب غرب البحر األبيض المتوسط (سابعا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االتفاقية الدولية حول مكافحة تلوث مياه البحر بالمحروقات‬
‫برزت أولى الخطوات الدولية من أجل حماية البيئة البحرية من التلوث عبر االتفاقية الدولية للوقاية من تلوث‬
‫البحار بزيت البترول‪ ،‬والتي عقدت في لندن في ‪ 12‬ماي ‪ ،1954‬وتالها العديد من االتفاقيات الدولية والتي نظمت‬
‫قواعد قانونية عدة لمواجهة تلوث البحار‪ ،‬ولقد أكدت على ذلك المادة ‪ 194‬من اتفاقية األمم المتحدة بشأن قانون‬
‫البحار لسنة ‪ ،1992‬وكذلك المادة ‪ 231‬من ذات االتفاقية والتي ألزمت الدول بضمان تعويض جميع األضرار‬
‫الناجمة عن تلوث البيئة البحرية وان تتعاون الدول في تطوير قواعد قانونية ذات الصلة(‪.)1‬‬
‫انضمت الجزائر بعد االستقالل إلى اتفاقية لندن المنعقدة في ‪ 21‬ماي ‪ 2591‬حول مكافحة تلوث مياه‬
‫البحر بالمحروقات(‪ ،)2‬بتحفظ حول مضمون المادة ‪ 14‬من االتفاقية فيما يخص تسوية النزاعات المتعلقة‬
‫باالتفاقية(‪ ،)3‬وكانت األهداف الرئيسة لالتفاقية تتمثل في حماية البحر والخط الساحلي من التلوث بنفط‪ ،‬ومنع إلقاء‬
‫أو تصريف النفط سواء أكان نفطا خاما أو نفطا ثقيال أو أية زيوت تشحيم‪ ،‬وتسري هذه القاعدة على السفن التي‬
‫تسجل في إقليم أي دولة تعد طرفا في االتفاقية(‪.)4‬‬
‫وفي سنة ‪ 2591‬عقد مؤتمر الحق حول منع تلوث البحر بالنفط من أجل تعديل اتفاقية لندن لعام ‪2591‬‬
‫وتضمنت التعديل مجموعة من المسائل الرئيسية تعلقت بتوسيع المناطق المحظور فيها تصريف النفط‪ ،‬وحضر‬
‫تصريف المزيج الزيتي في أي مكان في البحر من قبل ناقالت النفط الجديدة‪ ،‬كما تم تعديل االتفاقية سنة ‪2592‬‬
‫والذي يعتبر أخر تعديل لها‪ ،‬حيث تضمن ترتيبات جديدة متعلقة بحجم الخزانات الموجودة في ناقالت النفط من‬
‫أجل التحديد الدقيق لكمية النفط المتسرب حال الجنوح أو التصادم‪ ،‬وبذلك ألزم كل ربان سفينة أو ناقلة تطبق عليها‬

‫راجع ديباجة اإلتفاقية‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪Décret n°. 63-344 , du 11 septembre 1963, Portant adhésion de la république algérienne démocratique et populaire a la‬‬
‫‪convention internationale pour la prévention de la pollution des eaux de la mer par les hydrocarbures , J.O.R.Ad.P. n°. 66 ,‬‬
‫‪du 14 septembre 1963.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Voir article 1er. du decret n°. 63-344 « La republique algerienne democratique et populaire ne se considere par comme‬‬
‫‪liee par l’article 40 de la dite convention et declare qu’un differend ne peut etre soumis a l’arbitrage qu’avec l’accord de‬‬
‫‪toutes les parties ».‬‬
‫محمود جاسم نجم الراشدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫أحكام االتفاقية أن ميسك سجل للزيوتن حيث يسمح لكل دولة طرف باإلطالع على هذا السجل أثناء وجودها في‬
‫ميناء البلد المتعاقد في االتفاقية(‪.)1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي‬
‫لقد تكللت جهود المنظمة البحرية الدولية بإبرام االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية القائمة عن‬
‫أضرار التلوث بالزيت في بروكسل سنة ‪ ،2595‬حيث حلت محل اتفاقية لندن ودخلت حيز التنفيذ في سنة‬
‫(‪)3‬‬
‫على البروتوكول المتضمن تعديل االتفاقية الدولية بشأن المسؤولية‬ ‫‪ ،)2(2594‬وصادقت الجزائر سنة ‪2559‬‬
‫المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام ‪ 2595‬المعد بلندن‪ ،‬حيث جاء هذا البروتوكول ليؤكد أهمية المحافظة على‬
‫قدرة النظام الدولي للمسؤولية والتعويض بشأن التلوث الزيتي على االستمرار‪ ،‬حيث تطبق هذه االتفاقية حال التلوث‬
‫الواقع في إقليم دولة متعاقدة بما في ذلك بحرها اإلقليمي والمنطقة االقتصادية الخالصة(‪.)4‬‬
‫وبينت المادة ‪ 21‬من البرتوكول المعدل أن الدولة الطرف في هذا البروتوكول والتي ليست طرفا في اتفاقية‬
‫المسؤولية لعام ‪ 2595‬أنها ملزمة بأحكام اتفاقية المسؤولية لعام ‪ 2595‬في صيغتها المنقحة بهذا البروتوكول فيما‬
‫يتعلق بالدول األطراف األخرى (‪.)5‬‬
‫ولقد عمد البروتوكول من خالل المادة األولى منه على تحديد أهم المصطلحات المعتمدة كالسفينة (‪،)6‬‬
‫والزيت‪ ،‬كما اعتبر أن األضرار الناجمة عن التلوث تظهر في التلف أو الضرر الواقع خارج السفينة نتيجة تلويث‬
‫ناجم عن تسرب‪ ،‬أو تصريف للزيت من السفينة مهما كان موقع التسرب أو التصريف بشرط أن التعويض عن‬
‫أضرار البيئة سيقتصر على تكاليف التدابير المعقولة المنفذة فعال أو المزمعة إلعادة الوضع على ما كان عليه (‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬يوسف محمد عطاري‪ "،‬القانون الدولي وتلوث البيئة البحرية بالنفط "‪ ،‬مجلة دراسات في الشريعة والقانون‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‬
‫بالجامعة األردنية‪ ،‬األردن‪ ،‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪ ،2116 ،11‬ص‪.73.‬‬
‫محمود جاسم نجم الراشدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18 .‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 032-08‬مؤرخ في ‪ 08‬أفريل ‪ ،0008‬يتضمن المصادقة على بروتوكول عام ‪ 0003‬لتعديل االتفاقية الدولية‬ ‫(‪)3‬‬

‫بشأن المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادر في ‪ 30‬أفريل ‪.0008‬‬
‫انظر المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫المادة ‪ 03‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪ .‬حيث اعتبرت السفينة على أنها كل مركب بحور أو‬ ‫(‪)6‬‬

‫مركبة بحرية من أي نوع كان تم بناؤها أو تكييفها لنقل الزيت السائب باعتباره بضاعة‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 0‬و‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪ .‬حيث اعتبر أن الزيت على أنه كل زيت‬ ‫(‪)7‬‬

‫هيدروكربوني معدني مداوم مثل الزيت الخام وزيت الوقود وزيت الديزل الثقيل وزيت التزليق‪ ،‬سواء كان محموال على متن السفينة‬
‫كبضاعة أو في مخازن‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما بين البروتوكول أن مالك السفينة يكون مسؤوال عن أضرار التلوث الذي تتسبب فيه السفينة نتيجة‬
‫الحادث‪ ،‬وال يجوز رفع دعوى التعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث ضد المالك إال وفقا لهذه االتفاقية مع‬
‫عدم جواز رفعها على األجراء أو وكالء المالك‪ ،‬أو أعضاء الطاقم ما لم يكن الضرر ناجما عن فعل أو تقصير من‬
‫جانبهم‪ ،‬وارتكب بقصد إحداث هذا الضرر أو نتيجة إهمال وعلى وعي باحتمال حدوث الضرر(‪.)1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث بالمحروقات‬
‫تكمن أهمية صناديق التعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث من خالل تبني نظام التعويض عن‬
‫األضرار الناجمة عن التلوث‪ ،‬حيث تسهل للمتضرر الحصول على التعويض الجابر ألضرار التلوث التي تلحق به‬
‫حال عدم إمكانية التعويض عن طريق األساليب األخرى كفكرة المسؤولية المدنية أو نظام التأمين الخاص(‪.)2‬‬
‫ونتيجة للدور المهم لهذه الصناديق خاصة في مجال التلوث الناجم عن المحروقات‪ ،‬تم إبرام اتفاقية‬
‫بروكسل المنعقدة في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،1971‬قصد إحداث صندوق دولي للتعويض عن األضرار المترتبة عن التلوث‬
‫الناجم بسبب النفط أو التلوث الزيتي‪ ،‬حيث انضمت إليها الجزائر سنة ‪ 1955‬بموجب األمر ‪ .)3(55 -74‬كما‬
‫على بروتوكول تعديل هذه االتفاقية‪ ،‬والتي بموجبها تم إنشاء صندوق دولي‬ ‫(‪)4‬‬
‫صادقت الجزائر سنة ‪1992‬‬
‫للتعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث‪ ،‬بغرض توفير وعاء مالي للتعويض عن أضرار التلوث ضمن المدى‬
‫الذي تكون فيه الحماية التي تقدمها اتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام ‪ ،)5(1992‬وجاء في‬
‫المادة ‪ 28‬فقرة ‪ 6‬من التعديل أن الدولة الطرف في هذا البروتوكول والتي ليست طرفا في اتفاقية الصندوق لعام‬
‫‪ 1971‬تكون ملزمة بأحكام هذه االتفاقية في صيغتها المعدلة بهذا البروتوكول‪.‬‬
‫وبينت المادة ‪ 19‬فقرة ‪ 2‬من البروتوكول أن األطراف تفسر اتفاقية الصندوق لعام ‪ 2592‬وهذا البروتوكول‬
‫على إنهما صك واحد‪ ،‬ويتم تمويل الصندوق من مساهمات الدول األطرف سنويا(‪ ،)6‬حيث يتم التعويض حال تسبب‬
‫حادث بأضرار تلوث واقعة ضمن نطاق االتفاقية فيدفع الصندوق تعويضا ألي شخص يعاني من أضرار التلوث‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة ‪0‬و‪ 3‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬عبد الغني حسونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.002.‬‬


‫(‪ )3‬أمر رقم ‪ ،55-74‬مؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪ ،1974‬يتضمن المصادقة على االتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي للتعويض‬
‫عن األضرار المترتبة عن التلوث بسبب المحروقات والمعدة ببروكسل في ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ ،1971‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،45‬صادر‬
‫في ‪ 14‬جوان ‪.1974‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،032-08‬مؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ ،0008‬يتضمن المصادقة على بروتوكول عام ‪ 0003‬لتعديل االتفاقية الدولية‬ ‫(‪)4‬‬

‫بشأن إنشاء صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث الزيتي لعام ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادر في ‪ 30‬أفريل ‪.0008‬‬
‫المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 38‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وذلك إذا عجز هذا الشخص عن الحصول على تعويض كامل وكاف عن األضرار بمقتضى شروط اتفاقية‬
‫المسؤولية لعام ‪ ،2595‬واتفاقية الصندوق لعام ‪ ،2592‬واتفاقية المسؤولية لعام ‪.)1(2551‬‬
‫رابعا ‪ :‬االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار حال وقوع حادث تلوث زيتي‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع‬ ‫انضمت الجزائر سنة ‪2111‬‬
‫حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث زيتي والمعدة في بروكسل في ‪ 29‬نوفمبر ‪ ،1969‬وبروتوكولها المبرم في‬
‫لندن في ‪ 2‬نوفمبر ‪ ،1973‬حيث جاءت هذه االتفاقية نتيجة وعي أطرافها بضرورة حماية مصالح الشعوب من‬
‫العواقب الوخيمة للتلوث الناجم عن الحوادث البحرية التي تعرض البحار والسواحل إلى خطر التلوث (‪.)3‬‬
‫وفسحت اإلتفاقية المجال أمام األطراف المتعاقدة للتدخل في أعالي البحار التخاذ ما تراه مناسبا وضروريا من‬
‫أجل منع أو تخفيف أو استئصال األخطار الجسيمة المحدقة بسواحلها‪ ،‬أو بالمصالح ذات الصلة‪ ،‬والناشئة عن‬
‫التلوث أو التهديد بالتلوث بالزيت‪ ،‬وذلك في أعقاب حادثة بحرية أو أعامل تتعلق بها(‪.)4‬‬
‫وبينت المادة الثالثة من االتفاقية التدابير المتخذة حال ممارسة دولة ما حقها في اتخاذ إجراءات للتدخل عند‬
‫وقوع تلوث زيتي(‪ ،)5‬حيث تقتضي بدأ الدولة الساحلية التشاور مع الدول األخرى المتأثرة بالحادثة البحرية السيما‬
‫دولة أو دول العلم‪ ،‬ثم تقوم الدولة الساحلية بدون تأخير بتبليغ اإلجراءات المقترحة إلى أي شخص طبيعي أو‬
‫اعتباري تعرفهم الدولة أو أخطرت بهم أثناء المشاورات‪ ،‬والذين تتواجد لهم مصالح ينتظر أن تتأثر اعتياديا بتلك‬
‫اإلجراءات‪ ،‬ويمكن للدولة الساحلية التشاور مع خبراء مستقلين يختارون من قائمة تحتفظ بها المنظمة (‪.)6‬‬
‫كما سمحت االتفاقية نظ ار للظروف اإلستعجالية التي تتطلب إجراءات فورية اتخاذ الدولة الساحلية‬
‫اإلجراءات التي تفرضها الحالة العاجلة بدون إخطار أو استشارة مسبقين أو بدون متابعة ما بدأته من مشاورات‪.‬‬
‫حيث تبذل قبل اتخاذها ألية تدابير أو أثناء تنفيذها كل ما بوسعها لتفادي تعريض الحياة البشرية ألية خطر‪،‬‬

‫المادة ‪ 20‬مكرر فقرة (ب) من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،320-00‬مؤرخ في ‪ 07‬جويلية ‪ ،3700‬يتضمن انضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى االتفاقية‬ ‫(‪)2‬‬

‫الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث زيتي‪ ،‬المعتمدة ببروكسل في‪ 30‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ 0000‬وبروتوكولها المبرم بلندن في‪ 3‬نوفمبر سنة ‪،0002‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،20‬صادر في ‪ 02‬أوت ‪.3700‬‬
‫بينت المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-00‬تعريف الحادثة البحرية والتي اعتبرتها اصطدام السفن أو جنوحها أو‬ ‫(‪)3‬‬

‫أي حادث من حوادث المالحة أو أي حدث على متن السفينة أو خارجها مما يسفر على خسارة مادية للسفينة أو لحمولتها أو عن‬
‫خطر وشيك بذلك ‪ .‬كما اعتبرت السفينة أنها أية سفينة بحورة مهما كان نوعها وأي مركب طائف باستثناء الهياكل أو النبائط التي‬
‫تعمل على استكشاف واستغالل موارد قيعان البحار والمحيطات وطبقاتها التحتية‪ ،‬واعتبرت الزيت على انه النفط الخام وزيت الوقود‬
‫وزيت الديزل وزيت التشحيم‪.‬‬
‫أنظر ديباجة االتفاقية والمادة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة أ من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ولتقديم أية مساعدة قد يحتاج إليها طاقم السفينة‪ ،‬كما تبلغ اإلجراءات المتخذة للدول المعنية والى األشخاص‬
‫الطبيعيين أو االعتباريين المعنيين والمعروفين (‪ ،)1‬ولقد تبع المصادقة على االتفاقية بروتوكول متعلق بالتدخل في‬
‫(‪)2‬‬
‫المبرم بلندن في ‪ 2‬نوفمبر ‪ 1973‬وقد تم تحديد‬ ‫أعالي البحار في حاالت التلوث بمواد غير الزيت لعام ‪1973‬‬
‫قائمة للمواد المعبر عنها بمصطلح "غير الزيت" ضمن الملحق المرتبط بهذا البروتوكول‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي‬
‫انضمت الجزائر إلى االتفاقية الدولية المتعلقة باالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة‬
‫‪ 2554‬والمحررة بلندن يوم ‪ 04‬نوفمبر سنة ‪ 2554‬بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،)3( 019-41‬وابرمت االتفاقية نتيجة‬
‫إدراك األطراف لما تتعرض له البيئة البحرية من خطر شديد بسبب التلوث الزيتي نتيجة السفن والوحدات البحرية‪،‬‬
‫والموانئ ومرافق مناولة الزيت(‪.)4‬‬
‫كما أكدت أهمية االستعداد الفعال لمكافحة حوادث التلوث الزيتي والدور الهام الذي يضطلع به قطاع النفط‬
‫والنقل البحري في هذا الصدد(‪.)5‬‬
‫واعتمدت االتفاقية آليات الوقاية من التلوث الزيتي‪ ،‬وبذلك فقد ألزمت كل طرف أن يطلب من السفن‬
‫الحاملة لعلمه أن تحمل على متنها خطط طوارئ للتلوث الزيتي(‪ ،)6‬وألزمت الربابنة أو األشخاص المسؤولين عن‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ه‪ ،‬وفقرة و من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫لقد تم إدراج البروتوكول المتعلق بالتدخل في أعالي البحار في حاالت التلوث بمواد غير الزيت لعام ‪ ،0002‬المبرم بلندن في ‪3‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫نوفمبر ‪ 0002‬في المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،230-72‬مؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،3772‬يتضمن التصديق على االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون‬ ‫(‪)3‬‬

‫في ميدان التلوث الزيتي لسنة ‪ ،0007‬المحررة بلندن يوم ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،0007‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 02‬أكتوبر‬
‫‪.3772‬‬
‫ورد في المادة ‪ 1‬من االتفاقية جملة من التعريفات لمجموع المصطلحات المعتمدة في االتفاقية وكان أولها مصطلح الزيت والذي‬ ‫(‪)4‬‬

‫عرفته بأنه النفط في كل أشكاله بما في ذلك الزيت الخام‪ ،‬زيت الوقود‪ ،‬والحمأة‪ ،‬والحثالة الزيتية والمنتجات المكررة‪ .‬كما اعتبرت‬
‫االتفاقية وفقا للمادة ‪ 1‬منها أن حادث التلوث الزيتي هو كل حادث وسلسلة من األحداث ذات المنشأ الواحد والذي يسفر أو قد يسفر‬
‫عن تصريف للزيت ويشكل خط ار على البيئة البحرية أو الشريط الساحلي‪ ،‬أو المصالح ذات الصلة لدولة او أكثر ‪ ،‬ويتطلب عمال‬
‫طارئا أو استجابة فورية أخرى‪ .‬واعتبرت االتفاقي ة السفينة على أنها مركب من أي نوع كان يعمل في البيئة البحرية ويشمل القوارب‬
‫الزالقة والمركبات ذات الوسائد الهوائية والغواصات والطافيات من أي طراز‪ ،‬كما اصطلحت بالوحدات البحرية عن المنشآت البحرية‬
‫الثابتة أو العائمة التي تقوم بعمليات استكشاف للغاز أو النفط أو استغالله أو إنتاجه أو في تحميل أو تفريغ الزيت‪ .‬وجعلت االتفاقية‬
‫من الموانئ البحرية ومرافق مناولة الزيت كل مرفق يشكل تهديدا بوقوع حادث تلوث زيتي وتشمل ضمن ما تشمل الموانئ البحرية‬
‫والفرض النفطية‪ ،‬وخطوط األنابيب والمرافق األخرى لمناولة الزيت‪.‬‬
‫أنظر ديباجة االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة ‪.0007‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،230-72‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫السفن‪ ،‬أو عن الوحدات البحرية (المنشآت النفطية) الخاضعة لواليتها رفع تقرير عن أي حادث أو تصريف للزيت‬
‫أو وجود الزيت على متن سفنهم أو وحداتهم البحرية يشتمل على تصريف فعلى أو محتمل للزيت (‪.)1‬‬
‫كما حثت االتفاقية كل طرف على ضرورة إنشاء نظام وطني للتصدي بصورة فورية وفعالة لحوادث التلوث‬
‫الزيتي‪ ،‬حيث يجب أن يحتوي هذا النظام كحد أدنى على تعيين السلطة‪ ،‬أو السلطات الوطنية المختصة المسؤولية‬
‫عن االستعداد والتصدي للتلوث الزيتي‪ ،‬وبيان نقطة أو نقاط االتصال المسؤولة عن استقبال وبث التقارير عن‬
‫التلوث‪ ،‬إضافة إ لى وضع خطة وطنية لالستعداد والتصدي تشمل العالقة التنظيمية لمختلف الهيئات المعنية سواء‬
‫العامة منها أو الخاصة‪ ،‬مع مراعاة الخطوط التوجيهية الموضوعة من قبل المنظمة(‪.)2‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 9‬فقرة ‪ 1‬من االتفاقية‪ ،‬فإنه على كل طرف أن يقوم ضمن طاقته بصورة فردية أو عبر التعاون‬
‫بإنشاء مستوى أدنى من المعدات مسبقة التخزين بما يتناسب مع المخاطر المماثلة‪ ،‬وبرامج استخدامها‪ ،‬ووضع‬
‫برنامج لتمارين التصدي للتلوث الزيتي وتدريب العاملين‪ ،‬عبر تكريس خطط تفصيلية وطاقات انتشال للتصدي‬
‫لحوادث التلوث الزيتي مع قطاعات النفط والنقل البحري وسلطات الموانئ والهيئات المعنية األخرى‪.‬‬
‫كما حثت االتفاقية وفقا للمادة ‪ 9‬الدول األطراف على التعاون الدولي في التصدي للتلوث وذلك في حدود‬
‫طاقتاها ومدى توافر الموارد المعنية‪ ،‬بتقديم الدعم الفني والمعدات للتصدي للتلوث الزيتي‪ ،‬ودعم التعاون من أجل‬
‫البحوث والتطوير المتعلق بالنهوض باالبتكارات لالستعداد والتصدي للتلوث الزيتي‪ ،‬كما شجعت التعاون التقني من‬
‫أجل تدريب العاملين واإلمداد بالمعدات والمرافق الضرورية للتصدي للتلوث الزيتي(‪.)3‬‬
‫سادسا ‪ :‬اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها‬
‫انضمت الجزائر إلى اتفاقية برشلونة المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث(‪ ،)4‬والتي انعقدت‬
‫في ‪ 16‬فيفري ‪ ،1976‬حيث تم ابرام هذه اإلتفاقية نتيجة وعى األطراف المتعاقدة بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها‬
‫من تهديد للبيئة البحرية ولتوازن العالقة‬ ‫(‪)5‬‬
‫لتأمين مصلحة األجيال الحاضرة والمقبلة باعترافها بما يترتب عن التلوث‬
‫بينها وبين الكائنات الحية ولمواردها ولنواحي استخدامها المشروعة‪ ،‬كما حددت االتفاقية مجال التطبيق من الناحية‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة‪ 0‬أ ‪ ،‬ب من مرسوم رئاسي رقم ‪ ،230-72‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،230-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 8‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،230-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫مرسوم رقم ‪ ،02-87‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،0087‬يتضمن إنضمام الجزائر إلى إتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث‬ ‫(‪)4‬‬

‫المبرمة ببرشلونة في ‪ 00‬فبراير سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،0‬صادر في ‪ 30‬يناير ‪.0087‬‬
‫بينت المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ ،02-87‬أن التلوث هو كل عمل يقوم به اإلنسان سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة بإدخال اية‬ ‫(‪)5‬‬

‫صنوف من الطاقة إلى البيئة البحرية مما يسبب اثا ار مؤذية كإلحاق الضرر بالموارد الحية وأن تكون مصدر خطر على الصحة‬
‫البشرية‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الجغرافية بمنطقة البحر األبيض المتوسط بخلجانه وبحاره مع اعتبار أن المياه الداخلية لألطراف المتعاقدة ال تشمل‬
‫منطقة البحر األبيض المتوسط(‪.)1‬‬
‫وتتعهد األطراف المعنية بموجب االتفاقية سواء منفردة أو مشتركة باتخاذ كافة التدابير المناسبة بغية وقاية‬
‫منطقة البحر األبيض المتوسط من التلوث والتخفيف من حدته ومكافحة وحماية البيئة في المنطقة وتحسينها‪ ،‬كما‬
‫تتعهد األطراف باتخاذ اإلجراءات الضرورية لمعالجة حاالت التلوث الطارئة في المنطقة مهما كانت أسبابها والحد‬
‫من التلف الناجم عن ذلك أو إزالته (‪ ،)2‬وما يالحظ في هذا الصدد أن االتفاقية قد وسعت من مجال التعاون في‬
‫مكافحة أي نوع من أنواع التلوث المهدد لمنطقة البحر األبيض المتوسط وذلك في الحاالت الطارئة والتي يمكن أن‬
‫تنجر النشاطات المتعلقة بالمحروقات‪.‬‬
‫ولقد فتحت االتفاقية المجال أمام عقد بروتوكوالت إضافية من أجل توسيع مجاالت حماية البيئة البحرية في‬
‫منطقة البحر األبيض المتوسط(‪ ،)3‬ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث لسنة‬
‫‪ ،1976‬قد تم تعديلها في ‪ 11‬جوان ‪ 1995‬ببرشلونة(‪ ،)4‬حيث أن أول تعديل كان متعلق بعنوان االتفاقية والذي تم‬
‫إعادة صياغته إلى اتفاقية حماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط(‪.)5‬‬
‫كما مكن تعديل االتفاقية من تمديد مجال تطبيقها على المناطق الساحلية(‪ ،)6‬ولعل أبرز ما جاء به التعديل‬
‫هو إق ارره لمقتضيات حماية البيئة من أجل تفعيل التنمية المستدامة‪ ،‬وذلك بمنع التلوث في منطقة البحر المتوسط‪،‬‬
‫والتخفيف منه ومكافحته والقضاء عليه إلى أقصى حد ممكن من أجل حماية البيئة البحرية وصيانتها من أجل‬
‫المساهمة في التنمية المستدامة(‪.)7‬‬
‫كما حث التعديل على تطبيق جملة من المبادئ من أجل حماية البيئة‪ ،‬ونجد في ذلك تطبيق مبدأ الحذر‬
‫والذي يستند على وجود تهديدات خطيرة أو ضرر دائم حيث أن االفتقار لدليل أو يقين علمي كامل ال يستخدم‬
‫كسبب لتأجيل ا تخاذ التدابير لوقف تدهور البيئة‪ ،‬إضافة إلى وجوب تطبيق مبدأ الغرم الملوث الذي يستند على‬
‫تكاليف منع التلوث وتدابير مكافحته والتخفيف منه حيث يتحملها الملوث‪ ،‬مع إيالء العناية للمصلحة العامة‪.‬‬

‫المادة ‪ 0‬فقرة‪ 0‬و‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ ،02-87‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم رقم ‪ ،02-87‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 07‬من المرسوم رقم ‪ ،02-87‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،020-72‬مؤرخ في ‪ 38‬أفريل ‪ ،3772‬يتضمن التصديق على تعديالت اتفاقية حماية البحر المتوسط من‬ ‫(‪)4‬‬

‫التلوث‪ ،‬ببرشلونة يوم ‪ 07‬يونيو سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 38‬صادر في ‪ 70‬مايو ‪.3772‬‬
‫راجع ديباجة تعديل اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث‪ ،‬ببرشلونة يوم ‪ 07‬يونيو سنة ‪ ،0000‬الفقرة أ‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫المادة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،020-72‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،020-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ودعم التعديل أيضا القيام بتقييم األثر البيئي لألنشطة المقترحة التي من المحتمل أن تسبب أثر ضار على‬
‫البيئة البحرية‪ ،‬والتي تخضع لترخيص من السلطات الوطنية المختصة كوسيلة للحفاظ على البيئة البحرية حال‬
‫النشاطات والمنشآت التي تكون على مستوى البحر المتوسط‪ .‬وحث الدول كذلك على التعاون فيما بينها حول‬
‫إجراءات تقييم األثر البيئي والمتعلق باألنشطة التي تقع تحت واليتها القضائية‪ ،‬أو سيطرتها والتي قد تكون لها آثار‬
‫ضارة مهمة على البيئة(‪.)1‬‬
‫وأل زم التعديل اعتماد األطراف المتعاقدة لتشريعات وطنية تنفيذا لالتفاقية والبروتوكوالت المتعلقة بها(‪ ،)2‬كما‬
‫أتاحت المادة ‪ 11‬إمكانية اإلعالم الجماهيري والمشاركة والتي تقتضي ضمان األطراف المتعاقدة قيام سلطاتها‬
‫بإتاحة الوصول على المعلومات المناسبة عن حالة البيئة من طرف الجمهور‪ ،‬وعن األنشطة أو التدابير التي تؤثر‬
‫أو يحتمل أن تؤثر عليها بطريقة مباشرة وعن األنشطة المنفردة أو التدابير المتخذة طبقا لالتفاقية‪.‬‬
‫وفيما يخص المسؤولية عن األضرار الناجمة عن التلوث تتعهد األطراف بالتعاون من أجل اعتماد قواعد‬
‫واجراءات مناسبة لتحديد المسؤولية عن الضرر الناجم عن تلوث البيئة البحرية في منطقة البحر المتوسط (‪.)3‬‬
‫‪ .4‬بروتوكول حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث بسبب رمي النفايات من السفن والطائ ارت‬
‫(‪)4‬‬
‫الخاص بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث الناشئ عن رمي‬ ‫صادقت الجزائر على البروتوكول‬
‫النفايات من السفن والطائرات(‪ ،)5‬الذي تم توقيعه في برشلونة يوم ‪ 16‬فبراير سنة ‪ ،1976‬حيث يعتبر كامتداد‬
‫لالتفاقية المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث‪ ،‬وقد بين البروتوكول المقصود من النفايات أو المواد‬
‫األخرى جميع المواد مهما كان نوعها أو وصفها أو شكلها‪ ،‬واعتبرت أن كل إغراق هو كل تخلص متعمد من‬
‫النفايات أو المواد األخرى في البحر من السفن أو الطائرات(‪ ،)6‬وبالرجوع إلى المادة الرابعة من البروتوكول نجد أنها‬
‫حضرت إغراق النفايات والمواد األخرى المدرجة في الملحق األول من البروتوكول والذي نجد فيه من خالل الفقرة‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،020-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 00‬فقر ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،020-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 03‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،020-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫مرسوم رقم ‪ ،73-80‬مؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ ،0080‬يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بحماية البحر األبيض المتوسط‬ ‫(‪)4‬‬

‫من التلوث الناشئ عن رمي النفايات من السفن والطائرات‪ ،‬والموقع في برشلونة يوم ‪ 00‬فبراير سنة ‪،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،2‬‬
‫صادر في ‪ 37‬جانفي ‪.0080‬‬
‫بينت المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم رقم ‪ ،73-80‬أن المقصود بالسفن والطائرات هي كل المراكب التي تسير فوق الماء وتحته‬ ‫(‪)5‬‬

‫والطائرات مهما كان نوعها‪ ،‬حيث يضم هذا التعبير المراكب التي تسير فوق الوسائد الهوائية والمراكب العائمة سواء كانت ذاتية الحركة‬
‫أو ال وكذلك األرصفة البحرية والمنشئات البحرية ومعداتها‪ ،‬وما يالحظ بخصوص هذا الوصف اعتبار المنشئات البحرية بصورة عامة‬
‫محل مخاطبة من هذه االتفاقية والتي قد تظهر في شكل منشئات بحرية متعلقة بمختلف النشاطات المتعلقة بالمحروقات‪.‬‬
‫المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ ،73-80‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫السادسة حضر إغراق النفط والمواد الهيدروكربونية المشتقة من النفط‪ ،‬وأي خليط يشتمل على أي منها مما يتم‬
‫حمله بهدف إغراقه في البحر‪.‬‬
‫‪ .2‬البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث البحر األبيض المتوسط بالنفط‬
‫إضافة إلى البروتوكول السابق الذكر صادقت الجزائر على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث‬
‫البحر األبيض المتوسط بالنفط والمواد الضارة األخرى في الحاالت الطارئة (‪ ،)1‬والموقع في برشلونة يوم ‪ 16‬فبراير‬
‫سنة ‪ ،1976‬والذي يعتبر بدوره كا متداد لالتفاقية المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث‪ ،‬حيث جاء‬
‫هذا البروتوكول نتيجة إدراك الدول األعضاء أن التلوث الخطير لمياه البحر األبيض المتوسط والناجم عن النفط‬
‫والمواد الضارة األخرى‪ ،‬ينطوي على خطر بالنسبة للدول الساحلية‪ ،‬والنظام اإليكولوجي البحري‪ ،‬وبذلك يجب‬
‫مكافحة هذا التلوث عبر تعاون جميع الدول من أجل ذلك (‪ ،)2‬باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة‪ ،‬السيما في حاالت‬
‫الخطر الشديد والوشيك الذي يهدد البيئة البحرية بساحلها أو بمصالحها‪ ،‬حال وجود كميات من النفط أو المواد‬
‫الضارة األخرى الناجمة عن أسباب عرضية أو عن تراكم إف ارزات ضئيلة أخذت تلوث البحر أو تعرضه للتلوث (‪.)3‬‬
‫وعلى األطراف سواء منفردة أو عبر التعاون الثنائي أو المتعدد أن تقوم بإعداد وتطوير خطط متعلقة‬
‫بالطوارئ وبأساليب مكافحة التلوث الناجم عن النفط أو بغيره من المواد الضارة‪ ،‬من خالل تسخير معدات وسفن‬
‫وطائرات وقوى عاملة مدربة من أجل مباشرة العمليات في الحاالت الطارئة‪ .‬كما تتعهد األطراف بتبادل المعلومات‬
‫واألساليب الجديدة التي تؤدي إلى تفادي تلوث البحر بالنفط وبالمواد الضارة األخرى‪ ،‬والتدابير الجديدة لمكافحة‬
‫التلوث بإحداث برامج البحوث المتصلة بذلك‪ ،‬إضافة إلى التعهد بالتنسيق عبر وسائل االتصال الموجودة من أجل‬
‫نقل ونشر كل التقارير العاجلة المتعلقة بالحوادث المسببة للتلوث (‪.)4‬‬
‫ولقد بين البروتوكول الواجبات الملقاة على عاتق األطراف حال التعرض لحالة من حاالت التلوث بالنفط‪،‬‬
‫وذلك بضرورة إجراء التقديرات الالزمة لطبيعة ومدى اإلصابة‪ ،‬إضافة إلى تحدد نوع النفط أو المواد الضارة األخرى‬
‫وكمياتها التقريبية‪ ،‬واتجاه انجرافها وسرعتها‪ ،‬واتخاذ التدابير العملية للحيلولة دون التلوث والحد منه(‪ ،)5‬كما يتعهد‬
‫كل طرف بإصدار تعليمات على ربابنة السفن التي ترفع أعالمها‪ ،‬والى قادة الطائرات المسجلة في أراضيها‪،‬‬

‫مرسوم رقم ‪ ،72-80‬مؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ ،0080‬يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث البحر‬ ‫(‪)1‬‬

‫األبيض المتوسط بالنفط والمواد الضارة األخرى في الحاالت الطارئة‪ ،‬والموقع في برشلونة يوم ‪ 00‬فبراير سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،2‬صادر في ‪ 37‬جانفي ‪.0080‬‬
‫راجع ديباجة االتفاقية المصادقة على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة تلوث البحر األبيض المتوسط بالنفط والمواد‬ ‫(‪)2‬‬

‫الضارة األخرى في الحاالت الطارئة‪ ،‬والموقع في برشلونة يوم ‪ 00‬فبراير سنة ‪.0000‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم رقم ‪ ،72-80‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 0‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم رقم ‪ ،72-80‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة أ و ب من المرسوم رقم ‪ ،72-80‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫تطالبهم بإخطار أحد األطراف أو المراكز اإلقليمية المخصصة لذلك بأسرع الطرق من أجل التبليغ عن الحوادث‬
‫التي يحتمل أن تسبب في تلوث مياه البحر بالنفط أو بمواد ضارة أخرى‪ ،‬إضافة إلى بيان إمكانية انسكاب للنفط أو‬
‫غيره من المواد الضارة األخرى والتي بدورها تهدد خط ار وشيكا للبيئة البحرية أو للساحل(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬بروتوكول التعاون لمنع التلوث من السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ‬
‫على البروتوكول المتعلق بالتعاون من أجل منع التلوث من السفن ومكافحة‬ ‫(‪)2‬‬
‫صادقت الجزائر سنة ‪2115‬‬
‫تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ المحرر في فاليتا (مالطا) يوم ‪ 25‬جانفي ‪ ،2112‬والذي جاء نتيجة لرغبة‬
‫األطراف المتعاقدة تنفيذ المادتين ‪ 6‬و‪ 9‬من اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث المعتمدة في برشلونة سنة‬
‫‪1976‬والمعدلة سنة ‪.1995‬‬
‫وقد أكد أطراف البروتوكول بأن التلوث الجسيم الفعلي أو المحتمل للبحر المتوسط يشكل خط ار على الدول‬
‫الساحلية وعلى البيئة البحرية‪ ،‬حيث أن األمر يقتضي التعاون لمنع التلوث من السفن وللتصدي لحوادث التلوث‬
‫بغض النظر عن مصدرها‪ ،‬كما أكد البروتوكول على وضع الدول األعضاء موضع التطبيق المبدأ التحوطي ومبدأ‬
‫الغرم على الملوث‪ ،‬وطريقة تقدير األثر البيئي‪ ،‬وباستخدام التقنيات المتاحة المثلى والممارسات البيئية الفضلى على‬
‫نحو ما تنص عليه المادة الرابعة من االتفاقية(‪.)3‬‬
‫ودعا البروتوكول األطراف إلى التعاون على االسترداد في حالة تصريف مواد خطرة وضارة في عبوات بما‬
‫في ذلك الصهاريج وحاويات الشحن والعربات الصهريجية بأنواعها حال سقوطها في البحر حيث تتعاون على‬
‫انتشال هذه العبوات واسترداد تلك المواد بما يكفل تفادي الخطر المحدق بالبيئة البحرية والساحلية والتخفيف منه(‪.)4‬‬
‫وتتعهد األطراف بموجب أحكام المادة ‪ 6‬بتزويد األطراف األخرى بالهيئة المختصة أو السلطات الوطنية‬
‫المسؤولة عن مكافحة تلوث البحر بالزيت والمواد الخطرة الضارة‪ ،‬وكذا السلطات الوطنية المختصة المسؤولة عن‬
‫تلقي التقارير عن تلوث البحر بالزيت والمواد الضارة األخرى‪ ،‬وكذا السلطات الوطنية المخولة بالعمل نيابة عن‬
‫الدولة فيما يتعلق بتدابير المساعدة والتعاون المتبادلين بين األطراف‪ ،‬والمنظمة أو السلطات لوطنية المسؤولة عن‬

‫أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم رقم ‪ ،72-80‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،00-70‬مؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على البروتوكول المتعلق بالتعاون في منع التلوث من‬ ‫(‪)2‬‬

‫السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ‪ ،‬المحرر في فاليتا (مالطة) يوم ‪ 30‬يناير سنة‪ ،3773‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،03‬صادر في ‪ 02‬فبراير ‪.3770‬‬
‫أنظر ديباجة البروتوكول المتعلق بالتعاون في منع التلوث من السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ‪ ،‬فقرة ‪ 0‬و‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ 3‬و ‪ 07‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-70‬المرجع السابق‪.‬‬


‫المادة ‪ 0‬من مرسوم رئاسي رقم ‪ ،00-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫تنفيذ االتفاقية الدولية المعنية واللوائح المطبقة األخرى ذات الصلة‪ ،‬كما تتعهد األطراف بتحديد ما وضعته من لوائح‬
‫إلى جانب تحديد الطرق الحديثة وما استحدث من تكنولوجيا في الرصد وتطوير البرامج لتفادي التلوث الزيتي(‪.)1‬‬
‫وبينت المادة ‪ 9‬من البروتوكول إجراءات اإلبال‪ ،،‬عبر إلزام كل طرف بإصدار تعليمات إلى ربابنة السفينة‬
‫واألشخاص اآلخرين المسؤولين عن السفن التي ترفع علمه والى المالحيين المسؤولين على السفن و الطائرات بأن‬
‫يقوموا عبر أسرع القنوات وأوفاها في الظروف القائمة بإخطار أقرب دولة ساحلية حال الحوادث التي تسفر أو قد‬
‫تسفر عن تصريف الزيت‪ ،‬وحال االنسكاب الملحوظ في البحر‪ ،‬وألزم كل طرف يواجه حادث تلوث بأن يجري‬
‫التقديرات الضرورية لطبيعة الحادث ومقداره وأثاره المحتملة واتخاذ التدابير العملية لمنع آثار التلوث‪ ،‬وهذا موازاة مع‬
‫إبال‪ ،‬المنظمة البحرية الدولة أو المركز اإلقليمي المعد لذلك(‪.)2‬‬
‫وفيما يخص تدابير المنشئات البحرية والموانئ فعلى كل طرف اتخاذ الخطوات الضرورية الكفيلة بأن تتوافر‬
‫على متن السفن التي ترفع علمه خطط طوارئ التلوث‪ ،‬كما يلزم ربابنة السفن بإتباع تلك الخطط حال وقوع التلوث‬
‫وتزويد السلطات المعنية بالمعلومات المفصلة عن السفينة وبضاعتها‪ ،‬إضافة إلى إلزام المسؤولين عن الموانئ‬
‫البحرية ومرافق المناولة الخاضعة لواليته بتوفير خطط للتلوث أو ترتيبات مماثلة منسقة مع النظام المعتمد من‬
‫السلطة المختصة‪ ،‬أما المنشآت البحرية فعلى كل طرف أن يلزم المشغلين المسؤولين عن المنشآت الحرية الخاضعة‬
‫لواليته بتوفير خطط طوارئ لمكافحة حوادث التلوث على أن تكون منسقة مع النظام الوطني المنشأ ووفقا‬
‫لإلجراءات الموضوعة من قبل السلطة الوطنية المختصة(‪.)3‬‬
‫كما بين البروتوكول من خالل أحكامه الختامية أثره على التشريعات الوطنية للدول األعضاء حيث فسح‬
‫المجال لحق األطراف في اعتماد إجراءات محلية اشد صرامة أو إجراءات أخرى بما يتماشى مع القوانين الدولية‬
‫بشأن المسائل التي يعالجها هذا البروتوكول(‪.)4‬‬
‫‪ .1‬البروتوكول المتعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من مصادر برية‬
‫صادقت الجزائر سنة ‪ 1982‬على البروتوكول المتعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من‬
‫مصادر برية(‪ ،)5‬وعبر البروتوكول عن رغبة األعضاء في تطبيق الفقرة الثانية من المادة الرابعة والمادتين الثامنة‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ه ‪ ،‬وفقرة و من مرسوم رئاسي رقم ‪ ،00-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬أنظر المادة ‪ 07‬من مرسوم رئاسي رقم ‪ ،00-70‬مرجع سابق‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 00‬فقرة ‪ 0،2،2،3،0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 37‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،220-83‬مؤرخ في‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0083‬يتضمن إنضمام الجمهورية الج ازئرية الديمقراطية الشعبية إلى‬ ‫(‪)5‬‬

‫البروتوكول المعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من مصادر برية المبرم بأثينا في ‪ 00‬ماي سنة ‪ ،0087‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد‪ ، 00‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.0083‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫والخامسة عشر من اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث‪ .‬كما ورد في ديباجة البروتوكول إيالء الدول األعضاء‬
‫االهتمام بمنطقة البحر األبيض المتوسط نتيجة التزايد السريع لألنشطة البشرية وخاصة في ميداني التصنيع‬
‫والعمران‪ ،‬إضافة إلى االعتراف بالخطر المهدد للبيئة البحرية والصحة البشرية من التلوث‪.‬‬
‫وبينت أحكام المادة ‪ 4‬من البروتوكول مجال تطبيقه وهي التصريفات الملوثة الناجمة من مصادر برية تقع‬
‫في تراب األطراف وخاصة عن طريق التصريف في البحر باإللقاء من الساحل بصورة غير مباشرة عن طريق‬
‫األنهار أو المجاري المائية األخرى بما في ذلك المجاري المائية الباطنية‪ ،‬كما ينطبق البروتوكول أيضا على‬
‫التصريفات الملوثة الصادرة عن منشآت إصطناعية ثابتة بالبحر تكون خاضعة لوالية احد األطراف والمستعملة‬
‫ألغراض أخرى غير استكشاف واستغالل الموارد المعدنية للجرف القاري أو قاع البحر وباطن األرض(‪.)1‬‬
‫وباستقراء مضمون المادة السابقة الذكر‪ ،‬فإن مختلف المنشآت التابعة للصناعة البترولية والتي نجدها في‬
‫قطاع المحروقات تكون محل تطبيق هذا البروتوكول‪ ،‬وذلك بالنظر إلى تأثير هذه الصناعة على المياه سواء‬
‫السطحية أو الباطنية نتيجة إلقاء الملوثات الناجمة عن الصناعة البترولية فيها‪ ،‬إضافة إلى الوصف المتعلق‬
‫بالمنشآت الصناعية البحرية الثابتة والتي تدخل في نطاقها المنشآت البحرية المتعلقة بالصناعة البترولية‪.‬‬
‫وألزم البروتوكول الدول األطراف على القضاء على التلوث الناجم من مصادر برية والحاصل في منطقة‬
‫البروتوكول نتيجة المواد المرفقة في الملحق األول(‪ ،)2‬وبالرجوع إلى الملحق األول نجد جملة من المواد والتي يظهر‬
‫من ضمنها زيوت التشحيم المستعملة‪ ،‬والمواد االصطناعية الصامدة التي فد تطفو أو تغطس أو تبقى معلقة أو التي‬
‫قد تعرقل أي استعمال مشروع للبحر‪ ،‬ولعل جملة األوصاف السابقة تنطبق على المواد البترولية بمختلف أنواعها‪.‬‬
‫كما ألزمت المادة ‪ 6‬من البرتوكول الدول األطرف بصرامة على ضرورة تخفيض التلوث من مصادر برية‬
‫بسبب المواد الواردة في الملحق الثاني من البروتوكول‪ ،‬وبالرجوع إلى هذا الملحق نجد ضمن المواد الملوثة الواردة‬
‫فيه‪ ،‬إدراج النفط الخام والزيوت الهيدروكربونية من مختلف المصادر‪ ،‬حيث يخضع تصريف هذه المواد إلى‬
‫الترخيص من جانب السلطات الوطنية المختصة(‪.)3‬‬
‫وما يالحظ من خالل أحكام المواد ‪ 5‬و‪ 6‬والملحقين التابعين لهما أن البروتوكول قد إلتزم األطراف بالقضاء‬
‫على التلوث الناتج من المواد الموجودة في الملحق األول‪ ،‬أما أحكام المادة ‪ 6‬فقد ألزمت األطراف بصرامة بضرورة‬
‫التخفيض أو التقليل من المواد الملوثة المدرجة في الملحق الثاني والتي كان النفط من مكوناتها بصريح النص‪،‬‬
‫حيث يخضع تصريفها إلى الترخيص من السلطة المختصة‪.‬‬

‫المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،220-83‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،220-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،220-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫سابعا ‪ :‬االتفاق اإلقليمي من أجل االستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري‬


‫صادقت الجزائر على االتفاق اإلقليمي بين الجزائر والمغرب وتونس المتضمن المخطط االستعجالي شبه‬
‫حيث تم‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإلقليمي لالستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري في منطقة جنوب غرب البحر األبيض المتوسط‬
‫التوقيع على هذا االتفاق اإلقليمي في الجزائر في ‪ 21‬جوان ‪ .2115‬وجاء االتفاق نتيجة العتراف األطراف أن‬
‫جنوب غرب البحر األبيض المتوسط يعتبر طريقا هاما لنقل الزيوت مما يهدد بوجود خطر تلوث دائم يفرض على‬
‫الدول الساحلية بذل الجهود المستمرة من أجل التنظيم‪ ،‬واالستعداد لمكافحة حوادث التلوث البحري الجسيمة‪ ،‬وذلك‬
‫على المستوى الوطني واإلقليمي وشبه اإلقليمي على حد السواء‪.‬‬
‫كما بين المتفقون أهمية االتفاقيات شبه اإلقليمية لما تنطوي عليه من أحكام عملية واجراءات إدارية وشروط‬
‫مادية من أجل التعاون في حاالت الطوارئ لالستجابة الفورية‪ ،‬والفعالة على المستوى شبه اإلقليمي في حاالت‬
‫التلوث‪ ،‬واكدوا أن تنمية القدرات الوطنية لالستجابة لحوادث التلوث في إطار عمل المخططات اإلستعجالية الوطنية‬
‫بما في ذلك المعدات المقاومة واألفراد المؤلهين‪ ،‬شرط أساسي بدونه يصبح التعاون الشبه اإلقليمي دون جدوى‪ .‬ولقد‬
‫ألزمت االتفاقية اعتماد األطراف على المخطط اإلستعجالي الشبه اإلقليمي لالستعداد ومكافحة التلوث البحري‪ ،‬وهذا‬
‫المخطط هو عبارة عن وثيقة ذات طابع تقني لتنظيم التصدي السريع والفعال لحوادث التلوث البحري من‬
‫المحروقات في منطقة جنوب غرب البحر المتوسط الذي يؤثر أو من المحتمل أن يؤثر في المياه تحت السيادة أو‬
‫الخاضعة للقضاء الوطني ألي طرف يقع داخل هذه المنطقة(‪ ،)2‬ولقد أكد األطراف ضرورة تبادل الجهود من أجل‬
‫المساعدة والتعاون في حاالت الطوارئ المترتبة على حوادث التلوث البحري‪ ،‬كما حدد المخطط الذي تم وضعه‬
‫والمرفق باالتفاق مختلف السلطات المكلفة بالتنفيذ والمتابعة(‪ ،)3‬حيث أكد على ضرورة وجود ترتيبات بخصوص‬
‫االستعداد ومكافحة التلوث بحيث تؤمن التدخل السريع والفعال‪ ،‬ويشمل ذلك وجود تنظيم إداري مالئم يحدد بوضوح‬
‫مسؤوليات مختلف السلطات من حيث اتخاذ التدابير والتنسيق فيما بينها‪ ،‬إضافة إلى توفير معدات تمكن الطرف‬
‫المهدد بأن يبادر بمكافحة التلوث‪ ،‬دون أن يضطر النتظار وصول المساعدة المحتملة من طرف آخر(‪.)4‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،273-70‬مؤرخ في ‪ 73‬سبتمبر ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية‬ ‫(‪)1‬‬

‫الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة المغربية وحكومة الجمهورية التونسية المتضمن المخطط االستعجالي شبه اإلقليمي بين الجزائر‬
‫والمغرب وتونس لالستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري في منطقة جنوب غرب البحر األبيض المتوسط‪ ،‬الموقع بالجزائر في ‪37‬‬
‫يونيو سنة ‪ ،3770‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 78‬أكتوبر ‪.3770‬‬
‫أنظر ديباجة االتفاق ضمن المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،273-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬و‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،273-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر الملحق ضمن ‪ 0-0‬المقدمة فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،273-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وبين االتفاق من خالل الملحق المتصل به أن الغرض من التعاون لمكافحة حوادث التلوث البحري هو‬
‫تفعيل تقديم المساعدة المتبادلة عبر المخطط اإلقليمي المعتمد‪ ،‬كما ألزم األطراف بتحديد مستويين من المسؤولية‬
‫بشأن تنفيذ المخطط اإلقليمي وهما المستوى الحكومي والمستوى العملي(‪.)1‬‬
‫وعلى مستوى الجانب الحكومي فإن السلطة المختصة المعينة رسميا من طرف الحكومة الجزائرية هي‬
‫الو ازرة المكلفة بالبيئة‪ ،‬وبالتخصيص رئيس اللجنة الوطنية تل البحر‪ ،‬حيث تضمن مسؤولية هذه السلطة تنفيذ تشغيل‬
‫المخطط اإلقليمي‪ ،‬واخطار السلطة العملية للتنفيذ‪ ،‬وكذا اإلشراف على تنفيذ المخطط اإلقليمي‪ ،‬ومراجعة وتعديل‬
‫المخطط اإلقليمي‪ ،‬واإلشراف على إعداد وتنفيذ المخطط الوطني أو خطة الطوارئ الوطنية والتأكد من توافقها مع‬
‫المخطط اإلقليمي‪ ،‬إضافة إلى الحرص على تبادل المعلومات والجوانب القانونية والتنظيمية والعملية(‪.)2‬‬
‫أما على المستوى العملي فقد حدد االتفاق مسؤولية تنفيذ الجوانب العملية للمخطط اإلقليمي والعمليات‬
‫المشتركة على عاتق الدول األطراف والتي تم تحديدها في مخطط الطوارئ اإلقليمي عبر رسم بياني لهيكل القيادة‬
‫وخطط اال تصال المبين بملحق اإلنفاق حيث تم بيان مراحل وكيفية العمل والتنسيق بينها بصورة دقيقة ومحددة‬
‫ضمن باقي األقسام الفرعية للملحق(‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫االتفاقيات المتعلقة بحماية طبقة األوزون‬

‫هناك العديد من االتفاقيات الدولية التي تهدف إلى منع تلوث البيئة الهوائية وتحميل الدول المسؤولية الدولية‬
‫عند عدم اتخاذها اإلجراءات القانونية والحيطة والحذر من تلوث البيئة (‪ ،)4‬وقد انضمت الجزائر إلى العديد من‬
‫االتفاقيات المتضمنة حماية البيئة الهوائية‪ ،‬غير أنه توجد اتفاقيتين فقط لهما عالقة مباشرة بحماية البيئة الهوائية‬
‫نتيجة التلوث الناجم عن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات وهما اتفاقية فينا لحماية طبقة األوزون (أوال)‪،‬‬
‫وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة األوزون (ثانيا)‪.‬‬

‫أنظر الملحق ضمن ‪ 2-0‬المقدمة فقرة ‪ 2 ،3 ،0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،273-70‬حيث بين مجموعة من التعاريف‬ ‫(‪)1‬‬

‫واالختصارات ولعل أهمها هو تعريف الزيت على انه النفط في كل أشكاله بما في ذلك النفط الخام وزيت الوقود والرواسب الزيتية‬
‫والمنتجات المكررة‪ ،‬واعتبر الحادث البحري هو كل تصادم للسفن أو جنوح أو أي حادث مالحي أو أي حادث أخر يقع على ظهر‬
‫السفينة أو خارجها‪ ،‬ويعد حادث التلوث كل حدث أو سلسلة من األحداث ذات المنشأ الواحد والذي يسفر أو قد يسفر عن تصريف‬
‫الزيت ويشكل أو قد يشكل خط ار على البيئة البحرية ويتطلب عمال طارئا أو غيره من التدابير الفورية لمكافحته‪.‬‬
‫أنظر الملحق ضمن‪ 0-3-3‬السياسة والمسؤوليات على المستوى الحكومي‪ ،‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،273-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر الملحق ضمن ‪ 3-3-3‬السياسة والمسؤوليات على المستوى العملي‪ ،‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،273-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫محمود جاسم نجم الراشدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37 .‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫أوال ‪ :‬اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون‬


‫انضمت الجزائر إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون المبرمة في فيينا يوم ‪ 22‬مارس سنة ‪ ،)1(1985‬غير‬
‫(‪)2‬‬
‫أنه تم نشر الملحق المتضمن االتفاقية سنة ‪ 2111‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫وأكد األطراف من خالل االتفاقية إدراكهم للتأثير المحتمل على الصحة البشرية وعلى البيئة جراء حدوث تعديل في‬
‫طبقة األوزون‪ ،‬إضافة إلى تأكيدها على ضرورة العمل والتعاون الدولي من أجل وضع تدابير لحماية طبقة األزون‬
‫جراء األنشطة البشرية الصناعية المؤثرة على البيئة‪ ،‬حيث عقدت العزم على حماية الصحة البشرية والبيئة من‬
‫اآلثار الضارة الناجمة عن حدوث تعديالت في طبقة األوزون‪.‬‬
‫وتحقيقا للغايات السابقة أكد األطراف وجوب التعاون عن طريق الرصد المنظم‪ ،‬والبحث العلمي وتبادل‬
‫المعلومات من أجل تقييم آثار األنشطة البشرية على طبقة األوزون‪ ،‬وآثار تعديل طبقة األوزون على الصحة‬
‫البشرية وعلى البيئة‪ ،‬إضافة إلى اتخاذ التدابير التشريعية واإلدارية المناسبة‪ ،‬والتعاون من أجل تنسيق السياسات‬
‫المناسبة لمراقبة‪ ،‬أو تحديد أو خفض‪ ،‬أو منع األنشطة البشرية التي يتضح‪ ،‬أو من المرجح أن تكون لها آثار ضارة‬
‫على طبقة األوزون(‪ ،)3‬كما تعهدوا بموجب المادة ‪ 3‬والمادة ‪ 4‬بإعتماد برامج للبحوث‪ ،‬والرصد المنتظم والتعاون‬
‫العلمي والتكنولوجي‪ ،‬وتبادل المعلومات ونقل التكنولوجيا والمعرفة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة األوزون‬
‫إلى بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة األوزون المبرم في‬ ‫(‪)4‬‬
‫انضمت الجزائر سنة ‪2551‬‬
‫مونتريال في ‪ 29‬سبتمبر سنة ‪ ،2599‬والى تعديالته المتوالية وهي تعديل لندن ‪ 19‬و‪ 15‬يونيو سنة ‪ 2554‬وتعديل‬
‫(‪)5‬‬
‫في ‪ 0‬ديسمبر سنة ‪.9111‬‬ ‫بيجين‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،202-03‬مؤرخ في ‪ 32‬سبتمبر ‪ ،0003‬يتضمن االنضمام إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون المبرمة في‬ ‫(‪)1‬‬

‫فيينا يوم ‪ 33‬مارس سنة ‪ ،0080‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪.0003‬‬
‫ملحق المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،202-03‬المؤرخ في ‪ 32‬سبتمبر سنة ‪ ،0003‬المتضمن االنضمام إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة‬ ‫(‪)2‬‬

‫األوزون المبرمة في فيينا يوم ‪ 33‬مارس سنة ‪ ،0080‬المنشور في ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪،00‬‬
‫صادر في ‪ 30‬سبتمبر سنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 00‬صادر في ‪ 30‬مارس ‪.3777‬‬
‫المادة ‪ 3‬من ملحق المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،202-03‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،200-03‬مؤرخ في ‪ 32‬سبتمبر ‪ ،0003‬يتضمن االنضمام إلى بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة‬ ‫(‪)4‬‬

‫لطبقة األوزون الذي أبرم في مونتريال في ‪ 00‬سبتمبر سنة ‪ 0080‬والى تعديالته (لندن ‪ 30‬و‪ 30‬يونيو سنة ‪ ،)0007‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪.0003‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،02-70‬مؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة‬ ‫(‪)5‬‬

‫لطبقة األوزون المعتمدة ببيجين في ‪ 2‬ديسمبر سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬مارس ‪.3770‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وتم نشر ملحق المرسوم ‪ 533-19‬المتضمن االنضمام إلى االتفاقية في ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬سنة ‪،)1(2111‬‬
‫وبإعتبار أن أطراف البروتوكول يعدون أطرافا في اتفاقية فينا لحماية طبقة األوزون وبذلك فقد جددوا اعترافهم بأن‬
‫إنبعاثات المواد المستنزفة لألوزون على النطاق العالمي يؤدي إلى استنزاف كبير لطبقة األوزون أو إلى تعديلها‬
‫بشكل آخر‪ ،‬األمر الذي يحتمل أن تنتج عنه آثار ضارة للصحة البشرية والبيئة‪ ،‬وآثار مناخية محتملة نتيجة‬
‫إنبعاثات المواد المستنزفة لألوزون‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن األطراف تسعى إلى حماية طبقة األوزون عبر التدابير الوقائية‬
‫للحد على نحو عادل من الحجم الكلي إلنبعاثات المواد المستنزفة لألوزون على النطاق العالمي‪ ،‬مع إزالتها كهدف‬
‫نهائي على أساس التطورات في المعرفة العلمية واألخذ في الحسبان االعتبارات الفنية وكذا االقتصادية(‪.)2‬‬
‫ووضعت االتفاقية من خالل ملحقها قائمة للمواد التي يتم تنظيم انبعاثاتها على الصعيد الدولي‪ ،‬سواء‬
‫أ كانت هذه المواد بذاتها أو موجودة في مخلوط ضمن منتج مصنع‪ ،‬كما دعت إلى تفعيل الترشيد الصناعي الذي‬
‫يقصد به نقل كل المستوى المحسوب لإلنتاج لواحد من األطراف أو جزء من هذا المستوى‪ ،‬أو االستجابة للنقص‬
‫المتوقع في العروض كنتيجة لغلق المصنع(‪ ،)3‬ويتم تحفيظ نسبة المواد المستهلكة والخاضعة للرقابة وفقا لجدول‬
‫أول جوان ‪ 2550‬إلى األول من جويلية ‪ ،2559‬يتم تحفيظ االستهالك‬ ‫زمني محدد‪ ،‬فبالنسبة للفترة الممتدة من‬
‫إلى ‪ 94‬بالمئة سنويا من استهالك سنة ‪ ،2599‬ثم يتم تخفيض االستهالك إلى نسبة ‪ 94‬بالمئة في الفترة الممتدة‬
‫من ‪ 2‬جويلية ‪ 2559‬إلى غاية ‪ 04‬جويلية (‪ ،2555)4‬وبتعديل لندن المبرم بين ‪ 19‬و‪ 15‬يونيو سنة ‪ ،2554‬تعهد‬
‫األطراف بتحفظ استهالك بعض المواد المدرجة في ملحق االتفاقية إلى نسبة الصفر إلى غاية سنة ‪.1449‬‬
‫وبتعديل بروتوكول مونتريال سنة ‪ ،)5(2559‬أصبح إلزاما على كل طرف أن يحضر في غضون عام واحد‬
‫من تاريخ بدء نفاذ البروتوكول‪ ،‬استيراد أو تصدير المواد الخاضعة للرقابة من أي دولة ليست طرفا في هذا‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ ،‬إلزام كل طرف اعتبا ار من أول جانفي ‪1441‬‬ ‫البروتوكول (‪ ،)6‬كما أكد تعديل بروتوكول مونتريال سنة ‪2555‬‬

‫ملحق المرسوم الرئاسي رقم ‪ 200-03‬المؤرخ في ‪ 32‬سبتمبر سنة ‪ ،0003‬المتضمن االنضمام إلى بروتوكول مونتريال بشأن‬ ‫(‪)1‬‬

‫المواد المستنفذة لطبقة األوزون الذي أبرم في مونتريال يوم ‪ 00‬سبتمبر سنة ‪ 0080‬والى تعديالته (لندن ‪ 30‬و‪ 30‬يونيو سنة ‪،0007‬‬
‫المنشور في ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬سبتمبر سنة ‪ ،)0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬مارس ‪.3777‬‬
‫أنظر ديباجة ملحق المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،200-03‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2‬و‪ 8‬من ملحق المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،200-03‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2،2‬من ملحق المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،200-03‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،02-70‬مؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال الذي اعتمده االجتماع‬ ‫(‪)5‬‬

‫التاسع لألطراف بمونتريال من ‪ 00-00‬سبتمبر سنة ‪ ، 0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬مارس ‪.3770‬‬
‫المادة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،02-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،02-70‬مؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة‬ ‫(‪)7‬‬

‫لطبقة األوزون‪ ،‬المعتمدة ببيجين في ‪ 2‬ديسمبر سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬مارس ‪.3770‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫منع تصدير المواد الخاضعة للرقابة المدرجة في المجموعة األولى من المرفق جيم من أية دولة ليست طرفا في‬
‫اعتبار من أول جانفي ‪ 1429‬وذلك بإستخدام‬
‫ا‬ ‫البروتوكول‪ ،‬إضافة إلى االمتثال لتدابر الرقابة المنصوص عليها‬
‫متوسط المستويات المحسوبة إلنتاجه واستهالكه في سنة ‪.)1(1429‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي‬

‫من أجل وضع حماية فعالة للبيئة الطبيعية عبر المعاهدات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وافقت الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة في ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،1992‬على ما يعرف بالميثاق العالمي للطبيعة‪ ،‬والذي يعتبر من أهم مصادر القانون‬
‫الدولي للبيئة‪ ،‬والذي جاء ليؤكد ضرورة تفعيل القواعد األخالقية في التعامل مع البيئة‪ ،‬حيث إعتبر أن كل صورة‬
‫من صور الحياة تعتبر قيمة بذاتها‪ ،‬وتقتضي الحماية بغض النظر عن أهميتها بالنسبة لإلنسان‪ ،‬وحتى يهتدي‬
‫اإلنسان بهذه القيمة البد له أن يضع في حسبانه جملة القواعد األخالقية في التعامل مع البيئة (‪.)2‬‬
‫وقد انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات المتضمنة حماية التنوع البيولوجي‪ ،‬وجملة االتفاقيات التي تم‬
‫اإلشارة فيها بصريح النص إلى حماية البيئة من جراء التلوث الناجم عن النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات هي‬
‫االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية (أوال)‪ ،‬إضافة إلى اتفاقية ريو دي جانيرو بشأن‬
‫التنوع البيولوجي (ثانيا)‪ ،‬واتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ (ثالثا)‪ ،‬واإلتحاد الدولي للحفاظ على‬
‫الطبيعة وثرواتها (رابعا)‪ ،‬واتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة (خامسا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية‬
‫تم إبرام االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية بمدينة الجزائر في ‪ 29‬سبتمبر سنة‬
‫‪ 2599‬بين ‪ 12‬دولة افريقية(‪ ،)3‬حيث جاءت االتفاقية لتأكد وعي األطراف بأن األراضي والمياه والنباتات والموارد‬
‫الحيوانية تشكل رأس مال ذا أهمية حيوية بالنسبة لإلنسان‪ ،‬وأن وضع هذه الموارد الطبيعية واإلنسانية بالقارة‬
‫اإلفريقية في خدمة التقدم العام لشعوب إفريقيا في جميع ميادين النشاط اإلنساني‪ ،‬والذي يعد بدوره إحدى مبادئ‬
‫ميثاق منظمة الوحدة اإلفريقية‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،02-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.251.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،227-83‬مؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0083‬يتضمن المصادقة على االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على‬ ‫(‪)3‬‬

‫الطبيعة والموارد الطبيعية الموقعة في ‪ 00‬سبتمبر سنة ‪ 0008‬بالجزائر‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.0083‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وبينت أحكام المادة األولى من االتفاقية أن الدول المتعاقدة قررت المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية‪،‬‬
‫وذلك بالتعهد بإتخاذ اإلجراءات الالزمة من أجل ضمان المحافظة واالستعمال والتنمية لألراضي والمياه والنباتات‬
‫والموارد الحيوانية‪ ،‬معتمدة في ذلك على المبادئ العلمية مع األخذ بعين االعتبار المصالح العليا للسكان(‪.)1‬‬
‫ومنعت االتفاقية بصرامة كل تعدي يصيب المخالف الطبيعية سواء بالصيد البري أو البحري وكذا جميع أنواع‬
‫االستغالل الغابي أو الفالحي أو المعدني‪ ،‬وكذا الحفر والتنقيب وتهيئة األرض والبناء عليها وجميع األعمال التي‬
‫ينتج عليها تغير لصورة الموقع والنباتات وتلوث المياه(‪ ،)2‬وبمراجعة هذه المادة فإن األوساط الطبيعية التي تكون‬
‫عرضة لنشاطات البحث والتنقيب واستغالل للمحروقات وما يرافق ذلك من تهيئة وبناء تكون ممنوعة فيها من أجل‬
‫حماية البيئة بصورة عامة فيها‪.‬‬
‫وبينت المادة ‪ 1‬من االتفاقية ضرورة المحافظة على األراضي باتخاذ األطراف المتعاقدة إجراءات فعالة‬
‫لحماية األراضي من أنشطة التلوث‪ ،‬إضافة إلى حماية المياه سواء المياه الجوفية‪ ،‬أو السطحية من خالل الوقاية‬
‫التلوث ومراقبته‪ ،‬خاصة إذا كانت هذه المياه تهم دولتين متعاقدين أو أكثر‪ ،‬وكذا تفعيل حماية الوسط النباتي‬
‫والحيواني بالمحافظة على األصناف النباتية والموارد الحيوانية (‪.)3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتفاقية ريو دي جانيرو بشأن التنوع البيولوجي‬
‫(‪)4‬‬
‫على اتفاقية ريو دي جانيرو بشأن التنوع البيولوجي الموقع عليها في ‪49‬‬ ‫صادقت الجزائر سنة ‪2559‬‬
‫يونيو‪ ،2551‬وشملت أهداف االتفاقية ضرورة صيانة التنوع البيولوجي واستخدام عناصره على نحو قابل لالستمرار‬
‫والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن إستخدام الموارد ونقل التكنولوجيا‪.‬‬
‫وبينت أحكام المادة ‪ 21‬فقرة أ ضرورة تقييم األثر وتقليل اآلثار المناسبة إلى الحد األدنى من خالل إدخال‬
‫إجراءات مناسبة تقتضي تقييم اآلثار البيئية للمشاريع المقترحة المرجح أن تؤدي إلى أثار معاكسة كبيرة على التنوع‬
‫المجال للمشاركة الجماهيرية في هذه‬ ‫البيولوجي بغية تفادي أو تقليل هذه اآلثار إلى الحد األدنى‪ ،‬وافساح‬
‫اإلجراءات عند االقتضاء‪ ،‬كما دعت االتفاقية إلى تشجيع اإلبال‪ ،‬وتبادل المعلومات والمشاورات على أساس‬
‫المعاملة بالمثل حول األنشطة التي تجري داخل إحدى الدول األعضاء‪ ،‬والتي يرجح أن تؤثر تأثي ار معاكسا كبي ار‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،227-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،227-83‬مرجع سابق‪ .‬كما بينت المادة ‪ 0‬من االتفاقية تعريف مجموعة من المصطلحات‬
‫الواردة فيها‪ ،‬حيث بينت أن الموارد الطبيعية يقصد منها الموارد المتجددة وهي األراضي والمياه والنباتات والحيوانات‪ ،‬وبينت أن‬
‫المخالف الطبيعية هي كل مساحة محمية من أجل مواردها الطبيعية حيث يتم تحديد هذه المساحات من طرف الدولة‪.‬‬
‫راجع أيضا المواد ‪ 0‬و ‪ 0‬و‪ 0‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،227-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أمر رقم ‪ ،002-00‬مؤرخ في ‪ 0‬جوان ‪ ،0000‬يتضمن المصادقة على االتفاقية بشأن التنوع البيولوجي الموقع عليها في ريودي‬ ‫(‪)4‬‬

‫جانيرو في ‪ 0‬يونيو سنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 0‬مؤرخة في ‪ 02‬جوان ‪.0000‬‬
‫‪69‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫على التنوع البيولوجي في دولة أخرى‪ ،‬إضافة إلى أخطار الدول األعضاء حال وجود خطر أو تلف وشيك أو جسيم‬
‫ينشأ داخل حدود الوالية القضائية للدولة التي يحتمل أن يتعرض التنوع البيولوجي فيها للخطر(‪.)1‬‬
‫وبينت الفقرة "هـ" من المادة ‪ 21‬ضرورة وضع ترتيبات وطنية من أجل االستجابة في حاالت الطوارئ المتعلقة‬
‫باألنشطة أو الحوادث سواء أكانت طبيعية أو غير ذلك التي تمثل خط ار شديدا أو وشيكا على التنوع البيولوجي‬
‫وتشجيع التعاون الدولي استكماال للجهود الوطنية بوضع خطط طوارئ مشتركة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ‬
‫(‪)2‬‬
‫على اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغيير المناخ والموافق عليها من‬ ‫صادقت الجزائر سنة ‪9115‬‬
‫طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة في ‪ 1‬ماي ‪ ،9119‬وجاءت االتفاقية نتيجة اعتراف األمم المتحدة بأن‬
‫التغير في مناخ األرض يمثل شاغال مشتركا للبشرية نتيجة تزايد تراكيز الغازات الدفيئة في الغالف الجوي من جراء‬
‫األنشطة الصناعية البشرية‪ ،‬مما يسفر عنه استفحال ظاهرة الدفيئة الطبيعية والتي ترفع من درجة ح اررة سطح‬
‫األرض والغالف الجوي‪ ،‬ويمكن أن تؤثر تأثي ار سلبيا على األنظمة االيكولوجية الطبيعية وعلى البشرية(‪.)3‬‬
‫ك ما تعترف الجمعية العامة لألمم المتحدة بأن الطابع العالمي لتغير المناخ يتطلب أقصى ما يمكن من‬
‫التعاون من جانب جميع البلدان ومشاركتها في استجابة دولية فعالة ومالئمة وفقا لمسؤولياتها المشتركة وان كانت‬
‫متباينة ووفقا لقدرات كل منها وظروفها االجتماعية واالقتصادية‪ .‬كما تعترف بالحق السيادي للدول في استغالل‬
‫الموارد الخاصة بها بمقتضى سياستها البيئية واإلنمائية فعليها مسؤولية كفالة أال تسبب األنشطة التي تقع داخل‬
‫واليتها‪ ،‬أو تحث سيطرتها ضر ار لبيئة دولة أو مناطق أخرى تقع خارج حدود واليتها الوطنية‪ ،‬إذ أن األمر يستدعي‬
‫ضرورة أن تسن الدول األعضاء تشريعات بيئية فعالة وأن تعكس المعايير البيئية واألهداف اإلدارية وأولويات‬
‫اإلطار البيئي واإلنمائي الذي تنطبق عليه(‪.)4‬‬
‫في الغالف الجوي عند‬ ‫(‪)5‬‬
‫إن الهدف من هذه االتفاقية هو الوصول إلى تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة‬
‫مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب اإلنسان في النظام المناخي‪ ،‬وينبغي بلو‪ ،‬هذا المستوى في إطار فترة‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة وج ود من األمر رقم ‪ ،002-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،00-02‬مؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ ،0002‬يتضمن المصادقة على اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة في ‪ 0‬ماي ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،32‬صادر في ‪ 30‬أفريل‬
‫‪.0002‬‬
‫أنظر ديباجة االتفاقية فقرة ‪ 3،2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-02‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر ديباجة االتفاقية فقرة ‪ 0،8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫لقد بينت االتفاقية من خالل المادة األولى فقرة ‪ 2‬و‪ 0‬مجموعة من المفاهيم المعتمدة فيها‪ ،‬حيث اعتبرت المقصود من تغير المناخ‬ ‫(‪)5‬‬

‫كل تغيير فيه يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشري الذي يضفي إلى تغيير في تكوين الغالف الجوي العالمي والذي‬
‫يالحظ من خالل التقلب الطبيعي للمناخ على مدى فترات زمنية متماثلة (‪ .)5‬وان المقصود من اإلنبعاثات هي مجموع الغا ازت الدفيئة‬
‫‪71‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫زمنية تتيح للنظم اإليكولوجية أن تتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ‪ ،‬وتضمن عدم تعرض إنتاج األغذية‬
‫للخطر‪ ،‬وتسمح بالمضي قدما في التنمية االقتصادية على نحو مستدام(‪.)1‬‬
‫وتلتزم األطراف بمقتض ى أحكام المادة الرابعة من االتفاقية وضع قوائم وطنية لحصر اإلنبعاثات البشرية‬
‫المصدر من جميع غازات الدفيئة التي ال يحكمها بروتوكول مونتريال‪ ،‬إضافة إلى وضع برامج وطنية للتخفيف من‬
‫تغير المناخ عن طريق معالجة اإلنبعاثات البشرية المصدر من غازات الدفيئة‪ ،‬والعمل والتعاون على تطوير ونقل‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬والممارسات والعمليات التي تكبح‪ ،‬أو تخفض أو تمنع اإلنبعاثات البشرية المصدر من غازات الدفيئة‬
‫في جميع القطاعات ذات الصلة بما في ذلك قطاع الطاقة والنقل والزراعة وادارة النفايات(‪.)2‬‬
‫ولدى تنفيذ االلتزامات الواردة في المادة الرابعة من االتفاقية فإن على األطراف أن يولوا االهتمام التام‬
‫التخاذ ما يلزم من إجراءات بموجب االتفاقية بما في ذلك اإلجراءات المتعلقة بالتمويل والتأمين ونقل التكنولوجيا‬
‫لتلبية االحتياجات واالهتمامات المحددة للبلدان النامية التي هي أطراف في االتفاقية للحد من اآلثار الضارة لتغير‬
‫المناخ السيما منها التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الدخل الناشئ من إنتاج وتجهيز وتصدير و‪/‬أو استهالك‬
‫أنواع من الوقود األحفوري والمنتجات الكثيفة الطاقة المرتبطة به(‪.)3‬‬
‫كما حثت االتفاقية األطراف على العمل على الصعيد الوطني واإلقليمي وفقا للقوانين واألنظمة الوطنية وفي‬
‫حدود قدراتهم على وضع وتنفيذ برامج للتعليم والتوعية العامة بشأن تغير المناخ وأثاره‪ ،‬واتاحة إمكانية حصول‬
‫الجمهور على المعلومات المتعلقة بتغير المناخ وأثاره(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫على بروتوكول كيوتو الملحق بإتفاقية األمم المتحدة‬ ‫إضافة إلى ذلك صادقت الجزائر سنة ‪9004‬‬
‫اإلطارية بشأن تغير المناخ المحررة بكيوتو في ‪ 99‬ديسمبر سنة ‪.9111‬‬
‫ولقد ألزم البروتوكول كل طرف أداء التزاماته بتحديد وخفض االنبعاث كميا بموجب المادة ‪ 5‬بغية تعزيز‬
‫التنمية المستدامة وذلك عبر تنفيذ وصياغة المزيد من السياسات والتدابير وفقا لظروفه الوطنية والتي تهدف إلى‬
‫تعزيز كفاءة الطاقة في قطاعات االقتصاد الوطني ذات الصلة‪.‬‬

‫و‪/‬أو سالئفها في الغالف الجوي على امتداد رقعة محددة وفترة زمنية محددة‪ ،‬ويقصد بالغازات الدفيئة تلك العناصر الغازية المكونة‬
‫للغالف الجوي الطبيعية والبشرية المصدر‪ ،‬والتي تمتص األشعة دون الحمراء وتعيد بث هذه األشعة‪.‬‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة‪-0‬ج من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة ‪-8‬ح من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،00-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،022-72‬يتضمن التصديق على بروتوكول حول اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ‪ ،‬المحرر‬ ‫(‪)5‬‬

‫بكيوتو يوم ‪ 00‬ديسمبر سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 30‬مؤرخة في ‪ 70‬مايو ‪.3772‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫إضافة إلى حماية وتعزيز بواليع ومستودعات الغازات الدفيئة غير الخاضعة لبروتوكول مونتريال‪ ،‬واجراء‬
‫البحوث بشأن األشكال الجديدة والمتجددة من الطاقة‪ ،‬وتكنولوجيات تنحية غاز ثاني أكسيد الكربون والتكنولوجيات‬
‫المتقدمة والمبتكرة السليمة بيئيا وتشجيعها وتطويرها‪ ،‬وزيادة استخدامها‪ .‬واتخاذ تدابير للحد و‪/‬أو التخفيض من‬
‫إنبعاثات الغازات الدفيئة غير الخاضعة لبروتوكول مونتريال في قطاع النقل‪ .‬والحد و‪/‬أو التخفيض من إنبعاثات‬
‫(‪)1‬‬
‫غاز الميثان من خالل االسترجاع واالستخدام في إدارة النفايات وأيضا في إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة‪.‬‬
‫ولقد ورد في المرفق األول المتصل بالبروتوكول جملة الغازات الدفيئة والتي كان في مقدمتها غاز ثاني‬
‫أكسيد الكربون‪ ،‬ثم غاز الميثان‪ ،‬ثم غاز أكسيد النتروز‪ ،‬كما حدد الملحق القطاعات أو المصادر والبواليع ونجد في‬
‫هذا السياق ضمن عنوان الطاقة ‪ :‬كل من احترق الوقود وصناعة الطاقة‪ ،‬والنقل‪ ،‬أما تحت عنوان انبعاثات الوقود‪،‬‬
‫نجد الوقود الصلب ثم النفط والغاز الطبيعي وضمن عنوان العمليات الصناعية‪ ،‬نجد المنتجات الغازية‪ ،‬والصناعة‬
‫الكيمائية(‪.)2‬‬
‫رابعا ‪ :‬اإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها‬
‫(‪)3‬‬
‫على القوانين األساسية لإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها المنشأ‬ ‫صادقت الجزائر سنة ‪9002‬‬
‫بإجتماع فونتان بلو بفرنسا بتاريخ ‪ 3‬اكتوبر ‪ ،9141‬إضافة إلى التنظيم ذات الصلة‪ ،‬كما تم تعديلهما على التوالي‬
‫في ‪ 99‬أكتوبر‪ 9112‬و‪ 91‬ماي ‪ ،9009‬وجاء ضمن المدخل العام للقوانين األساسية االعتراف بأن الحفاظ على‬
‫الطبيعة وثرواتها يتطلب حماية وتسيير العالم الحي أي الوسط الطبيعي لإلنسان والثروات المتجددة لألرض التي‬
‫تعتبر قاعدة لكل حضارة‪.‬‬
‫ولقد أنشأ اإلتحاد الدولي لحماية الطبيعة وثرواتها والمعروف باسم اإلتحاد العالمي للطبيعة بموجب المادة ‪20‬‬
‫من القانون المدني السويسري كجمعية دولية ألعضاء حكومية وغير حكومية‪ ،‬وكنتيجة لذلك فهو يتمتع بالشخصية‬
‫القانونية‪ ،‬وله أن يؤثر بأهدافه على مجتمعات العالم كله‪ ،‬ويشجعهم ويساعدهم على المحافظة على سالمة وتنوع‬
‫الطبيعة‪ ،‬ويسهر على أن استعمال الثروات الطبيعية ال بد من أن يكون بالتساوي والدوام االيكولوجي‪ ،‬ونتيجة لذلك‬
‫فهو يعزز القدرات المؤسساتية ألعضائه للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية المسارات اإليكولوجية التي تصون‬
‫الحياة على المستوى العالمي والجهوي والوطني والمحلي‪ ،‬إضافة إلى إعداد البيانات الخاصة بالمحافظة على‬
‫الطبيعة وذلك باالستفادة من كفاءات أعضائه ومكوناته عبر التأثير على الوسائل القانونية واإلدارية الوطنية والدولية‬

‫المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 022-72‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المرفق األول الملحق بالبروتوكول من اامرسوم الرئاسي رقم ‪ ،022-72‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،030-70‬يتضمن التصديق على القوانين األساسية لإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها وعلى التنظيم‬ ‫(‪)3‬‬

‫ذات الصلة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 08‬صادر في ‪ 33‬مارس ‪.3770‬‬
‫‪72‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫حتى تستفيد المجتمعات من فوائد االستعمال الدائم للطبيعة وثرواتها‪ ،‬بالتدخل لدى الحكومات والمنظمات الدولية‬
‫للتأثير على السياسة البيئية(‪.)1‬‬
‫خامسا ‪ :‬اتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة‬
‫صادقت الجزائر سنة ‪ ،)2(9002‬على اتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة‪ ،‬المنعقدة بأستكهولم‬
‫في ‪ 99‬مايو سنة ‪ .9009‬حيث جاءت االتفاقية نتيجة إيمان األطراف بأن الملوثات العضوية الثابتة لها خاصيات‬
‫سمية‪ ،‬تقاوم التحلل ونتيجة لتنقلها عن طريق الهواء والماء‪ ،‬واألنواع المهاجرة عبر الحدود الدولية فإنها تتراكم‬
‫وتستقر بعيدا عن مكان إطالقها حيث تتجمع في النظم االيكولوجية األرضية والمائية‪ ،‬ووضعت االتفاقية جملة من‬
‫األحكام الوا جب تطبيقها على األنشطة والمواد الكيمائية المسببة للملوثات العضوية وذلك في شكل تدابير لخفض‬
‫االطالقات المقصودة من اإلنتاج واالستخدام‪ ،‬أو القضاء عليها لمجموع المواد واألنشطة الصناعية الواردة في‬
‫المرفق (أ) من االتفاقية‪ ،‬إضافة إلى التدابير المتعلقة بخفض اإلطالق من المحزونات والفضالت‪ ،‬أو القضاء عليها‬
‫فيما يخص المواد الواردة في المرفق (ب)‪ ،‬وكذا تدابير خفض اإلطالق من اإلنتاج غير المقصود أو القضاء عليها‬
‫لمجموع المواد الواردة واألنشطة الصناعية التي تم ذكرها في المرفق (ج) من االتفاقية‪.‬‬
‫وبينت االتفاقية من خالل أحكام المادة ‪ 9‬التدابير المتخذة لخفض اإلطالق من اإلنتاج غير المقصود أو‬
‫القضاء عليه للمواد الكيميائية الواردة في المرفق (ج)‪ ،‬حيث تم ذكر مادة سداسي كلور البنزين وثنائي‬
‫بيتروباراديوكسين المتعدد الكلور وثنائي بتروفيوران الكلور‪ ،‬وهي مواد يتحصل عليها نتيجة الصناعة البترولية‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك نجد ضمن المرفق (ج) مجموعة من النشاطات الصناعية التي قد تنتج هذه المواد ومن بينها‬
‫احتراق الوقود األحفوري في غاليات المرافق والمنشآت الصناعية(‪.)3‬‬
‫ونتيجة لذلك فإنه على كل طرف أن يتخذ كحد أدنى مجموعة من التدابير من أجل خفض مجموع اإلطالق‬
‫الن اشئ عن مصادر صناعية للمواد السابقة الذكر بهدف مواصلة خفض اإلطالق حيثما كان ممكنا حتى القضاء‬
‫عليه بصورة نهائية‪ ،‬إضافة إلى تقييم لمدى مالئمة قوانين وسياسات الطرف فيما يتعلق بإدارة اإلف ارزات‪ ،‬واتخاذ‬
‫خطوات لتشجيع التعليم والتدريب فيما يتعلق بهذه اإلستراتيجيات والتوعية بشأنها‪ ،‬من أجل تطوير استخدام المواد‬
‫والمنتجات البديلة أو المعدلة لمنع تكون واطالق المواد الكيميائية المدرجة في المرفق (ج)‪ ،‬مع مراعاة ضرورة‬
‫تطبيق أفضل التقنيات المتاحة والممارسات البيئية(‪.)4‬‬

‫أنظر القسم األول والقسم الثاني من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،030-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،370-70‬يتضمن التصديق على اتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة‪ ،‬المعتمدة بأستكهولم في ‪33‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مايو سنة ‪ ،3770‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 02‬يونيو ‪.3770‬‬
‫أنظر الملحق (ج) من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،370-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،370-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫المطلب الثاني‬
‫تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات في النصوص الداخلية‬

‫لقد عمدت الجزائر بعد االستقالل إلى تشجيع االستثمارات الوطنية واألجنبية من أجل الرقي بالتنمية وذلك‬
‫إعتقادا منها أن هذه االستثمارات هي السبيل الوحيد لحل المشاكل والصعوبات في المجال االقتصادي‪ ،‬ونتيجة لذلك‬
‫صدر القانون رقم ‪ ،)1( 277-63‬المنظم لالستثمارات األجنبية في الجزائر والذي حاول من خالله المشرع المضي‬
‫قدما في برامج التنمية‪ ،‬حيث لم تول الجزائر في أولى قوانينها المنظمة لالستثمار أي اهتمام للبيئة فقامت بتنظيم‬
‫االستثمار دون إدراج البعد البيئي(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إن بداية اإلشارة إلى البعد البيئي في قوانين االستثمار ظهرت في المرسوم التشريعي رقم ‪12-93‬‬
‫المتعلق باالستثمارات‪ ،‬حيث ألزمت المادة ‪ 4‬منه ضرورة الخضوع للتصريح باالستثمار لدى الوكالة الوطنية لترقية‬
‫ودعم االستثمار‪ ،‬هذا التصريح الذي تضمن ضرورة توفير شروط المحافظة على البيئة وذلك تفاديا لالستثمارات‬
‫التي تؤثر سلبا على البيئة وتشجيع االستثمارات التي تستعمل تكنولوجيا عالية وغير ملوثة (‪.)4‬‬
‫ثم تراجعت الدولة الجزائرية عن موقفها تجاه تشجيع االستثمارات دون التقيد بالشروط المتعلقة بالبيئة وهذا‬
‫نتيجة اآلثار السلبية التي لحقت بالبيئة نتيجة االهتمام المتواصل بالتنمية االقتصادية‪ ،‬حيث صدر بذلك األمر رقم‬
‫(‪)5‬‬
‫المتعلق باالستثمار والذي أقر حماية البيئة‪ ،‬حيث بينت المادة ‪ 2‬منه أن االستثمارات تنجز في حرية‬ ‫‪72- 70‬‬
‫تامة مع مراعاة التشريع والتنظيمات المتعلقة بالنشاطات المقننة وحماية البيئة‪ ،‬وتستفيد هذه االستثمارات بقوة القانون‬
‫من الحماية والضمانات المنصوص عليها في القوانين والتنظيمات المعمول بها‪ .‬وباعتبار أن نشاطات قطاع‬
‫المحروقات تعد أهم النشاطات االستثمارية‪ ،‬فإن مراجعة النصوص القانونية المنظمة لقطاع المحروقات يفسح‬
‫المجال لتحديد مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة في هذه النصوص (الفرع األول)‪ ،‬باإلضافة إلى مراجعة‬

‫قانون رقم ‪ ،300-02‬مؤرخ في ‪ 32‬جويلية ‪ ، 0002‬يتضمن قانون االستثمارات ‪،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 02‬صادر في ‪ 73‬أوت‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫(‪)2‬عبد الغني بركان‪ ،‬سياسة االستثمار في الجزائر وحماية البيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪،‬‬
‫تخصص تحوالت الدولة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،3707 ،‬ص‪.8 .‬‬
‫مرسوم تشريعي رقم ‪ ،03-02‬مؤرخ في ‪ 0‬أكتوبر‪ ،0002‬يتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪07‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أكتوبر ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫عبد الغني بركان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أمر رقم ‪ ،72-70‬مؤرخ في ‪37‬أوت‪ ،3770‬يتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 33‬أوت ‪،3770‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫مختلف النصوص القانونية المتعلقة بحماية البيئة والنصوص التنظيمية الخاصة بها في الجزائر من أجل معرفة‬
‫مدى إيالئها االهتمام بالبيئة في قطاع المحروقات (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫قوانين المحروقات والنصوص التنظيمية الخاصة بها‬

‫تتطلب عملية حماية البيئة جهودا كبيرة على الصعيد الوطني عبر تكريس ضرورة احترام البيئة واالحتراز‬
‫واتخاذ التدابير للوقوف أمام المشاريع التي تساهم في إنتاج التلوث في النصوص القانونية الداخلية (‪.)1‬‬
‫إن البحث في تطور النظام القانوني الجزائري عن حماية البيئة في قطاع المحرقات يستدعي مراجعة‬
‫مختلف النصوص القانونية المنظمة لهذا القطاع عبر المراحل المختلفة التي مرت بها التشريعات المتعلقة‬
‫بالمحروقات‪ ،‬بدء من اكتشاف النفط في الجزائر إبان الفترة االستعمارية‪ ،‬مرو ار بالمرحلة االنتقالية من الثورة‬
‫التحريرية المجيدة إلى استقالل الجزائر من جهة‪ ،‬وتأميم المحروقات في ظل السيادة الوطنية من جهة أخرى‪ ،‬وأخي ار‬
‫الوصول إلى االستقرار بتشريع وطني جزائري ينظم النشاط في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫لقد مر النظام القانوني المتعلق بنشاطات قطاع المحروقات بمرحلتين رئيسيتين‪ ،‬مرحلة أولى لم تكرس فيها‬
‫أية حماية قانونية للبيئة في قوانين المحروقات‪ ،‬والنصوص التنظمية المتعلقة بها (أوال)‪ ،‬ومرحلة ثانية أعيد النظر‬
‫فيها حول ضرورة االهتمام بالبيئة في قانون المحروقات الساري المفعول ونصوصه التنظيمية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مرحلة عدم التكريس القانوني لحماية البيئة في قوانين المحروقات ونصوصها التنظيمية‬
‫تحدد هذه المرحة انطالقا من بداية استغالل المحروقات في الجزائر إبان تواجد االستعمار الفرنسي في‬
‫الجزائر‪ ،‬وتطبيقه لقانون بترول الصحراء‪ ،‬مرو ار بمرحلة الثورة الجزائرية المجيدة وما أسفرت عليه اتفاقيات إيفيان‪،‬‬
‫السيما ما تبناه إعالن مبدأ التعاون االقتصادي والمالي من جهة‪ ،‬ثم تأميم المحروقات بتاريخ ‪ 24‬فيفري ‪ 1791‬من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وصوال إلى صدور أول نص قانوني في ظل السيادة الوطنية متعلق بأعمال التنقيب والبحث عن‬
‫المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب والصادر سنة ‪.0080‬‬
‫‪.4‬قانون بترول الصحراء واتفاقيات إيفيان‬
‫نتيجة للمركز اإلستراتيجي الذي لعبه البترول خالل االستعمار الفرنسي‪ ،‬أعدت الحكومة الفرنسية سياسة‬
‫استغالل لهذه الثروة الطبيعية من خالل تشجيع االستثمارات‪ ،‬واستقطاب رؤوس األموال األجنبية من أجل تحقيق‬
‫اكبر قدر من المصلحة نظ ار الندالع الثورة التحريرية في الجزائر‪ ،‬كما أعدت الحكومة الفرنسية أرضية قانونية من‬

‫كمال رزيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫أجل تسهيل منح رخص االستغالل واالمتيازات البترولية فوضع أول تشريع من طرف فرنسا منظم لذلك وهو األمر‬
‫رقم ‪ 1111-58‬الصادر في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1958‬والمتعلق بالبحث عن البترول واستغالله ونقله بواسطة القنوات‬
‫وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات‪ ،‬أو ما يعرف بقانون " بترول الصحراء" أو" قانون التعدين والنفط‬
‫بالصحراء " كما اعتمدت هذه التسمية أحكام اتفاقية إيفيان‪ ،‬وتبنى األمر ‪ 1111-58‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪،1958‬‬
‫في مضمونه تطبيق فرنسا الستراتيجيها الهادفة إلى استغالل ونهب النفط الجزائري بأقصى قدر ممكن عبر وضع‬
‫تسهيالت إضافية لتشجيع أصحاب رؤوس األموال واإلعفاءات الضريبية‪ ،‬كما تضمن نصوصا تضمن السيادة‬
‫الكاملة على الصحراء‪ ،‬حيث اعتبر المحكمة المختصة بالفصل حال وقوع نزاع هي أعلى جهة في المواد اإلدارية‬
‫في فرنسا وهي مجلس الدولة الفرنسية مما يضمن السيادة للقضاء الفرنسي للفصل في هذه المنازعات (‪.)1‬‬
‫ونتيجة لجملة التسهيالت المقدمة من طرف الحكومة الفرنسية تواصلت تدفقات الشركات للتسابق على‬
‫امتيازات صحراء الجزائر‪ ،‬حيث بلغت عدد الطلبات ‪ 28‬طلب عام ‪ ،1958‬وعند االستقالل بقيت فرنسا تستغل‬
‫وتسيطر على ثلثي إنتاج البترول في الجزائر(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بين الجزائر وفرنسا ضمان مصالح فرنسا عبر حيث أرساء‬ ‫إضافة إلى ذلك فقد تضمنت اتفاقيات ايفيان‬
‫إعالن يتضمن مبدأ التعاون اإلقتصادى والمالي‪ ،‬كما تضمنت اتفاقيات ايفيان إعالنا آخر لمبادئ التعاون من أجل‬
‫تعاهد كل من الجزائر وفرنسا بالتعاون من‬ ‫(‪)4‬‬
‫استثمار ثروات باطن األرض بالصحراء حيث ورد في مقدمة اإلعالن‬
‫أجل ضمان مواصلة الجهود الخاصة باستغالل ثروات باطن األرض بالصحراء‪ ،‬والتصريح ببقاء تطبيق قانون‬

‫يسرى محمد أبو العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫يسرى محمد أبو العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عبد الرحمان صدقي أبو طالب‪ ،‬ترجمة التفاقيات ايفيان ملحقة بكتاب " ثورة الجزائر " للمؤلف األمريكي جوان حليبي‪ ،‬موقع رئاسة‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪http://www.el-‬‬ ‫الرابط‪:‬‬ ‫(المورادية)‪،‬‬ ‫الشعبية‬ ‫الديمقراطية‬ ‫الجزائرية‬ ‫الجمهورية‬


‫‪ ،mouradia.dz/arabe/algerie/histoire/accord%20evian.htm‬تاريخ التصفح ‪ ،2114/12/26‬الساعة ‪.22.14‬‬
‫تضمنت مقدمة اإلعالن إلزامية قيام التعاون بين فرنسا والجزائر في المجال اإلقتصادى والمالي على أساس من التعاقد يتضمن‬ ‫(‪)4‬‬

‫تطبيق مبادئ تضمن من خاللها الجزائر مصالح فرنسا وحقوق األشخاص الطبيعية والمعنوية‪ .‬ففيما يخص ضمانات الحقوق المكتسبة‬
‫والتعهدات السابقة من اإلعالن السابق الذكر فقد ألزمت اتفاقيات ايفيان الجزائر بكفالة سالمة الحقوق الخاصة بامتيازات التعدين أو‬
‫النقل التي منحت بواسطة الجمهورية الفرنسية للبحث ولالستغالل أو نقل الهدروكاربور سائال أو غازيا والمواد المعدنية األخرى وذلك‬
‫في الواليات الجزائرية الثالث عشرة الواقعة في الشمال‪ ،‬كما يبقى نظام االمتيازات على ما كان عليه عند وقف إطالق النار‪ ،‬وينطبق‬
‫ذلك على مجموع امتيازات التعدين أو النقل الصادرة عن فرنسا قبل تقرير المصير وبعد وقف إطالق النار‪ .‬إضافة إلى ذلك فإن‬
‫الجزائر تضمن للشركات الفرنسية القائمة في أراضيها وللشركات التي يكون معظم رأس مالها في أيدي أشخاص فرنسيين معنويين أو‬
‫حقيقيين الممارسة الطبيعية لنشاطها وذلك بشروط من شأنها إبعاد أي تميز يضر بها وفقا ألحكام المادة ‪ 17‬من نفس الباب‪ ،‬أنظر‬
‫عبد الرحمن صدقي أبو طالب‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫التعدين والنفط بالصحراء(‪ ،)1‬كما بين االتفاق أن المقصود من قانون نفط الصحراء هو تلك النظم المختلفة التي‬
‫كانت مطبقة حتى تاريخ وقف إطالق النار الخاصة بالتنقيب واالستغالل ونقل الهيدروكاربون الناتج في والتي‬
‫الواحات وساو ار‪ ،‬حتى نهاية خط األنابيب عند الساحل(‪.)2‬‬
‫وبمراجعة مختلف أحكام اتفاقيات ايفيان(‪ ،)3‬نجد أن هذه االتفاقيات لم تول أي اهتمام للبيئة في قطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬وجل األحكام السابقة الذكر حملت في مضمونها تنظيم امتيازات متعلقة بكيفية المحافظة على استغالل‬
‫المحروقات في الجزائر من طرف فرنسا‪ ،‬ولم تول أي اهتمام للبيئة في تلك الفترة‪ .‬وكل ما اتسمت به هو حماية‬

‫عمد اإلعالن من خالل الباب األول بعنوان الهيدروكاربور السائل والغازي إلى ضمان الحقوق المكتسبة وامتداداتها‪ ،‬حيث تكفل‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجزائر سالمة الحقوق الخاصة بعقود التعدين والنقل التي منحت بواسطة الجمهورية الفرنسية‪ ،‬طبقا لقانون نفط الصحراء ويتعلق األمر‬
‫بمجموع عقود التعدين والنقل التي منحتها فرنسا قبل تقرير المصير‪ ،‬بواسطة امتيازات التعدين والنقل المتضمنة تراخيص التنقيب‬
‫والتراخيص المؤقتة لالستغالل‪ ،‬وامتيازات االستغالل واالتفاقيات الخاصة بذلك والموافقة على المشروعات الخاصة بأعمال النقل‬
‫وتراخيصها‪ ،‬أنظر عبد الرحمن صدقي أبو طالب‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فقد حدد قانون نفط الصحراء‪ ،‬حقوق والتزامات حامل تراخيص التعدين والنقل وحقوق المستفيدين منها بمقتضى‬ ‫(‪)2‬‬

‫االتفاقيات والعقود الموافق عليها في الجمهورية الفرنسية‪ ،‬حيث يمارس حملة تراخيص التعدين حقهم بالشروط االقتصادية العادية‪ ،‬وذلك‬
‫فيما يتعلق بالنقل العادي أو بواسطة األنابيب والتوصيات الخاصة بإنتاج الهيدروكاربور السائل والغازي وتأمين نقله وضمان تصديره‪،‬‬
‫وتمتنع الجزائر عن القيام بأي خطوة من شأنها رفع التكاليف أو وضع عقبة أمام ممارسة الحقوق التي تم التحصل عليها‪ ،‬أو المساس‬
‫بحقوق ومصالح المساهمين وحاملي الحصص أو الدائنين ألصحاب تراخيص التعدين والنقل أو تركاتهم أو المشروعات التي تعمل‬
‫لحسابهم‪ ،‬وفيما يخص مختلف الضمانات المستقبلية من امتيازات التعدين والنقل الجديدة فإن الجزائر تمنح امتيا از في خالل ستة أعوام‬
‫من تاريخ تنفيذ هذه النظم األولوية للشركات الفرنسية بشأن تراخيص التنقيب واالستغالل في حالة تساوي العروض القديمة الخاصة‬
‫بالمناطق التي لم تخصص بعد لالستغالل أو أصبحت معدة لذلك‪ ،‬أنظر إعالن مبادئ التعاون من أجل استثمار‪ ،‬ثروات باطن األرض‬
‫بالصحراء‪ ،‬الباب األول‪ ،‬الهيدروكاربور السائل والغازي‪( ،‬ب) الضمانات المستقبلية من اتفاقيات ايفيان‪ .‬أنظر إعالن مبادئ التعاون‬
‫من أجل استثمار ‪،‬ثروات باطن األرض بالصحراء‪ ،‬الباب األول‪ ،‬الهيدروكاربور السائل والغازي‪( ،‬أ) ضمان الحقوق المكتسبة‬
‫وامتداداتها من اتفاقيات ايفيان‪ ،‬عبد الرحمن صدقي أبو طالب‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫أقر اإلعالن إنشاء هيئة فرنسية جزائرية تكلف باستثمار ثروات باطن األرض بالصحراء وتؤسس هذه الهيئة عند تنفيذ االتفاق‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ويديرها مجلس مكون من عدد متساو من ممثلي الدولتين المؤسستين‪ ،‬وأوكل لها مهمة استثمار ثروات باطن األرض‪ ،‬كما تهتم بصفة‬
‫خاصة بتنمية األعمال الالزمة ألوجه نشاط التعدين‪ ،‬وتضع الجزائر بعد أخذ رأي الهيئة السابقة الذكر النصوص القانونية ذات الصلة‬
‫أو الرسمية الخاصة بنظام التعدين أو النفط‪ ،‬كما تبحث أيضا في تراخيص التعدين والحقوق المترتبة عليها حيث تقر الحكومة الجزائرية‬
‫االقتراحات التي تعرضها هذه الهيئة لتمنح تراخيص التعدين بموجب رأيها‪ ،‬كما تكفل الهيئة الرقابة اإلدارية على الشركات سواء كانت‬
‫ذات ترخيص أو عقد امتياز‪ ،‬وفيما يخص إجراءات التحكيم حال وجود نزاع فوفقا للباب الرابع من اإلتفاقية فإنه تخضع التنظيمات‬
‫المخالفة والدعاوى والمنازعات بين السلطة العامة وأصحاب الحقوق إلى هيئة تحكيم دولية حيث تفصل المحكمة في األمور المتنازع‬
‫عليها بأغلبية األصوات ويعتبر الحكم نافذا بدون الحاجة إلى إصدار أوامر بالتنفيذ في أراضي الطرفين كما يعتبر الحكم نافذا خارج‬
‫أراضي الطرفين خالل الثالثة أيام التي تلي النطق بالحكم كما يرفض رفع أي دعوى ثانية في نفس الموضوع‪ ،‬أنظر إعالن مبادئ‬
‫التعاون من أجل استثمار ثروات باطن األرض بالصح ارء‪ ،‬الباب الثالث‪ ،‬والباب الرابع‪ ،‬من اتفاقيات إيفيان‪ ،‬عبد الرحمن صدقي أبو‬
‫طالب‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫المصالح المالية واالقتصادية الفرنسية‪ ،‬وهيمنت الفرنسيين على الثروات الجزائرية ونهبها باسم القانون واالتفاقيات‪،‬‬
‫والتقليص من السيادة الوطنية على هذه الثروات وحرية اتخاذ القرار بخصوصها‪.‬‬
‫وقد تواصل العمل بقانون التعدين والنفط بالصحراء بعد استقالل الجزائر عام ‪ 1962‬حتى سنة ‪1971‬‬
‫حيث تم تعديله جزئيا بموجب األمر‪ ،)1(24-71‬وجاء هذا التعديل حامال في مضمونه العام نظام الجباية المطبق‬
‫على الشركات البترولية من خالل تحديد قيمة اإلتاوة الواجب دفعها نتيجة عمليات استخراج الوقود السائل وكذا‬
‫الوقود الغازي من اآلبار(‪ ،)2‬إضافة إلى تحديد قيمة الضريبة المباشرة المطبقة على مبلغ الربح المحقق من طرف‬
‫الشركات البترولية(‪ ،)3‬كما حدد األمر ‪ 24-71‬من خالل المادة ‪ 7‬منه أن الخالفات المتعلقة بالضرائب تكون من‬
‫اختصاص المجلس األعلى الجزائري ابتدائيا ونهائيا‪ ،‬غير أنه يمكن أن ترفع هذه الخالفات مسبقا أمام لجنة توفيق‬
‫ضمن الكيفيات واإلجراءات التي حددتها المادة ‪ ،7‬كما بينت المادة ‪ 8‬أن تطبيق هذا األمر يكون بأثر رجعي ابتداء‬
‫من أول جانفي ‪ ،1971‬وتجدر اإلشارة انه لم يتم التعرض إلى موضوع البيئة في قطاع المحروقات ضمن هذا‬
‫التعديل‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يتضح أن التشريع المنظم لقطاع المحروقات لم يول أي اهتمام بالبيئة في الفترة الممتدة‬
‫من اكتشاف المحروقات في الجزائر مرو ار بالثورة التحريرية المجيدة إلى االستقالل‪ ،‬حيث يتضح أن قانون " التعدين‬
‫والنفط بالصحراء" أو ما يعرف "بقانون بترول" الصحراء الذي اعتمد بموجب اتفاقيات ايفيان بعد االستقالل قد أولى‬
‫االهتمام بتحديد كيفية استغالل ثروات باطن األرض من المحروقات‪ ،‬إضافة إلى تحديد الجهات المخولة بمنح‬
‫رخص التنقيب وكيفية االستفادة من امتيازات االستثمار في هذا القطاع‪.‬‬
‫‪.2‬تعديالت قانون بترول الصحراء وتأميم المحروقات في الجزائر‬
‫بعد استقالل الجزائر حدثت عدة تعديالت لألمر رقم ‪ 1111-58‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر‪ 1958‬المتضمن‬
‫قانون نفط الصح ارء‪ ،‬حيث جاء أول تعديل له سنة ‪ 1965‬بموجب األمر رقم ‪ ،)4(317-65‬المتضمن تعديل بعض‬
‫أحكام األمر ‪ ،1111-58‬وتعلق األمر بتعديل المواد ‪ 64‬و‪ 65‬من األمر السابق حيث تضمنت هذه المواد بيانا‬

‫أمر رقم ‪ ،24-71‬مؤرخ في ‪ 12‬أفريل ‪ ،1971‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 1111-58‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1985‬والمتعلق‬ ‫(‪)1‬‬

‫بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجنائي الخاص بهذه النشاطات ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،31‬صادر في‬
‫‪ 13‬أفريل ‪( ،1971‬ملغى)‪.‬‬
‫المادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ ،24-71‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫راجع المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ ،24-71‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أمر رقم ‪ ،200-00‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن تعديل بعض أحكام األمر ‪ ،000-08‬المؤرخ في ‪ 33‬نوفمبر ‪،0008‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،070‬صادر في ‪ 27‬ديسمبر ‪( ،0000‬ملغى)‪.‬‬


‫‪78‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫لمعدالت التوقعات المحتملة والمتعلقة بعمليات محاسبية‪ ،‬إضافة إلى ذلك تضمن التعديل أحكام متعلقة بالضريبة‬
‫حيث لم يتم اإلشارة في هذا التعديل لموضوع البيئة اطالقا‪.‬‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬أفريل ‪ 1958‬والمتعلق‬ ‫وعدل قانون نفط الصحراء كذلك بموجب األمر رقم ‪24-71‬‬
‫(‪)1‬‬

‫بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات‪ ،‬حيث تعلق األمر‬
‫بتعديل للمادة ‪ 63‬والمادة ‪ 64‬من األمر رقم ‪ 1111-58‬والتي تضمن أحكام متعلقة باألتوات المحصلة وكذا كيفيات‬
‫بيع المنتجات البترولية‪ ،‬وكيفية تحصيل الضرائب‪ ،‬وتضمن أيضا تعديال للمادة ‪ 71‬والمتعلقة بالخالفات بين أطراف‬
‫العقد التي يجب أن ترفع أمام لجنة توفيق من أجل المصالحة‪ ،‬ولم يتضمن بذلك أي أحكام متعلقة بحماية البيئة في‬
‫قطاع المحروقات‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن المشرع تبنى تسمية جديدة للقانون المتعلق بنشاطات قطاع المحروقات حيث‬
‫جاء األمر ‪ 24-71‬متعلقا بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪1972‬‬ ‫النشاطات‪ ،‬كما عدل قانون نفط الصحراء أيضا بموجب األمر رقم ‪86-71‬‬
‫(‪)2‬‬

‫في المادة ‪ 118‬منه‪ ،‬حيث عدلت المادة ‪ 63‬من األمر رقم ‪ ،1111-58‬وتضمن التعديل إلغاء للفقرة األخيرة من‬
‫هذه المادة والتي تتعلق باستخدام الوقود الذي تستخرجه الدولة‪ ،‬وبذلك لم يتضمن أي إشارة لموضوع البيئة‪ ،‬كما‬
‫عدل أيضا سنة ‪ 1974‬بموجب األمر رقم ‪ ،)3(82-74‬المتضمن تعديل األمر رقم ‪ 1111-58‬المتعلق بالبحث‬
‫عن الوقود السائل واستغالله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات‪ ،‬حيث عدلت المادة ‪ 63‬منه‬
‫(‪)4‬‬
‫المتضمن‬ ‫والمتعلقة بدفع اإلتاوة على الوقود السائل‪ ،‬وتم تعديله في نفس السنة بموجب األمر رقم ‪111-74‬‬
‫تعديل األمر ‪ 1111-58‬المتعلق بالبحث عن الوقود السائل واستغالله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه‬
‫النشاطات‪ ،‬حيث عدلت المادة ‪ 65‬منه والتي تضمنت أحكاما متعلقة بالضريبة ومبالغ الربح الخاضعة للضريبة‪،‬‬
‫وبذلك لم تتضمن تعديالت سنة ‪ 1974‬أي إشارة إلى حماية البيئة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1975‬تم إصدار األمر رقم ‪-75‬‬
‫(‪)5‬‬
‫المتضمن تعديل األمر رقم ‪ 1111-58‬المتعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام‬ ‫‪13‬‬

‫أمر رقم ‪ ،24-71‬مؤرخ في ‪ 12‬أفريل ‪ ،1958‬متعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص‬ ‫(‪)1‬‬

‫بهذه النشاطات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،31‬صادر في ‪ 13‬أفريل ‪( ،1971‬ملغى)‪.‬‬
‫أمر رقم ‪ ،80-00‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،118‬صادر في ‪31‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ديسمبر ‪( ،1971‬ملغى)‪.‬‬
‫أمر ‪ ،83-02‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،0002‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 0000-08‬المتعلق بالبحث عن الوقود السائل واستغالله‬ ‫(‪)3‬‬

‫ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،07‬صادر في ‪ 27‬أوت ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫أمر ‪ ،070-02‬مؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر ‪ ،0002‬يتضمن تعديل األمر ‪ 0000-08‬المتعلق بالبحث عن الوقود السائل واستغالله‬ ‫(‪)4‬‬

‫ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 00‬نوفمبر ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫أمر رقم ‪ ،02-00‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،0000‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 0000-08‬المتعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله‬ ‫(‪)5‬‬

‫بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،08‬صادر في ‪ 08‬مارس ‪( ،0000‬ملغى)‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الجبائي الخاص بهذه النشاطات والذي تضمن هو األخر إحكاما متعلقة باإلتاوة والضريبة على النشاطات‪ ،‬وعدل‬
‫ايضا باألمر رقم ‪ ،)1(02-00‬حيث شمل تتميما للمادة األولى من األمر رقم ‪ ،200-00‬والمتضمن تعديل بعض‬
‫أحكام األمر رقم ‪ 0000-08‬المؤرخ في ‪ 33‬نوفمبر سنة ‪ 0008‬المعدل والمتمم‪ ،‬حيث إرتبط األمر بتعديل أحكام‬
‫متعلقة باألصول المالية الثابتة وبذلك لم تتضمن أحكام التعديلين السابقين أي إشارة لحماية البيئة‪.‬‬
‫وفيما يخص تأميم المحروقات في الجزائر فقد تم ذلك بموجب قرار سياسي من الرئيس الراحل هواري‬
‫بومدين بتاريخ ‪ 24‬فيفري ‪ ،1971‬حيث أصبح يوم ‪ 24‬فيفري من كل سنة يوما وطنيا لتخليد ذكرى تأميم‬
‫المحروقات في الجزائر‪ ،‬وصدر ذلك بموجب األمر ‪ ،)2(8-71‬حيث بينت أحكام المادة األولى منه أن تم تأميم‬
‫جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق الفوائد التي تتألف منها مالية شركة استغالل الوقود لحاسي الرمل‬
‫التي توجد مركزها الرئيسي بباريس‪ ،‬وبصفة أعم جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد التي‬
‫تحوزها جميع الشركات أو الشركات التابعة لها أو المؤسسات التي تحمل العنوان التجاري أو األحرف األولى أو‬
‫التسمية الكلية أو الج زئية لشركة الوقود لحاسي الرمل‪ ،‬وكذا مجموع الفوائد المنجمية بما فيها تجهيزات االستغالل‬
‫القائمة في عين المكان واألنابيب المستعملة لنقل المنتجات التي تحوزها بصفة مباشرة أو غير مباشرة جميع‬
‫الشركات في االمتيازات المستفاد منها‪ ،‬ويترتب على التأميم الحاصل حق في التعويض تتحمله الدولة(‪ ،)3‬إضافة‬
‫تأميم جميع األموال والحصص واألسهم(‪ ،)5‬كما تم التصريح بموجب األمر‬ ‫(‪)4‬‬
‫إلى ذلك تم بموجب األمر ‪11-71‬‬
‫أن الغاز المختلط بالوقود السائل المتخرج من جميع حقول الوقود السائل أو الغازي الكائنة بالجزائر‬ ‫(‪)6‬‬
‫رقم ‪9-71‬‬

‫أمر رقم ‪ ،02-00‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،0000‬يتضمن تتميم المادة األولى من المار رقم ‪ 200 00‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،0000‬والمتضمن تعديل بعض أحكام األمر ‪ 0000-08‬المعدل‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،08‬صادر في ‪ 08‬مارس ‪( ،0000‬ملغى)‪.‬‬
‫أمر رقم ‪ ،8-71‬مؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ ،1991‬يضمن تأميم جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد العائدة‬ ‫(‪)2‬‬

‫للشركات أو الشركات التابعة لها أو المؤسسات التي تحمل العنوان التجاري أو األحرف األولى أو تسمية شركة استغالل الوقود لحاسي‬
‫الرمل (سهر) ومجموع الفوائد المنجمية التي تحوزها جميع الشركات في امتيازات شمال امناس وتين فويي الجنوبي والراد الشرقي والراد‬
‫الغربي والنزلة الئرقية وبريدس والطوال وغور الشوف وغور ادرار والفوائد المنجمية المتعلقة بالغاز المستخرج من حقوق قاسي الطويل‬
‫وغورد نوس والنزلة الشرقية وزر ازريتين وتقنتورين‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،17‬صادر في ‪ 25‬فيفري ‪.1971‬‬
‫أنظر المادة ‪ 3‬من األمر ‪ ،8-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أمر رقم ‪ 07-00‬مؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ،0000‬يتضمن تأميم جميع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد العائدة لشركات‬ ‫(‪)4‬‬

‫سوبيق‪ ،‬وسوترا‪ ،‬وترابس وكذا جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد العائدة لشركة كريبس في شركة ترابسا في‬
‫األنبوبين المسميين النقطة الكيلومترية ‪ 00‬أين امناس البجر األبيض المتوسط إلى اوحانات وحاسي الرمل حوض الحم ارء‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.0000‬‬
‫المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ ،07-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أمر رقم ‪ ،0-00‬مؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ،0000‬يصرح بموجبه أن الغاز المختلط بالوقود السائل من جميع حقوق الوقود الكائنة‬ ‫(‪)6‬‬

‫بالجزائر هو ملك للدولة دون غيرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.0000‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وألزمت المادة ‪ 2‬من األمر السابق الذكر‬ ‫والتي ينتج منها الوقود السائل بصفة رئيسية هو ملك للدولة دون غيرها‬
‫(‪)1‬‬

‫الشركات الحائزة للسندات المنجمية الستغالل الوقود السائل أو الغازي بالجزائر‪ ،‬أن تسلم مجانا بطلب من الدولة‬
‫الغاز الناتج بمناسبة استخراج الوقود السائل‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لجميع أنواع األموال والحصص واألسهم‬ ‫إضافة لما سبق فقد تم تأميم جزئي بموجب األمر ‪11-71‬‬
‫والحقوق والفوائد لمجموعة من الشركات تم تحديدها في المرسوم(‪.)3‬‬
‫وبين األمر من خالل أحكام المادة ‪ 3‬منه انه يترتب على التأميم الحاصل حق في التعويض تتحمله الدولة‬
‫(‪)4‬‬
‫نقل‬ ‫وتعين كيفيات تحديده وتسديده عند االقتضاء بموجب مرسوم‪ ،‬وتم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪64-71‬‬
‫األموال والحصص المؤممة في األمر رقم ‪ 8-71‬واألمر رقم ‪ 9-71‬إلى الشركة الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه‬
‫ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك) الكائن مركزه الرئيسي بالجزائر العاصمة‪ ،‬وألزمت المادة ‪ 2‬من المرسوم الشركة‬
‫الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك) أن تؤدي إلى الخزينة العمومية مبلغا معادل‬
‫ومقابل األموال المنقولة إليها‪.‬‬
‫وبالنتيجة لما سبق يتضح جليا أن قوانين تأميم المحروقات جاءت من أجل إضفاء السيادة الوطنية على‬
‫المحروقات في الجزائر‪ ،‬حيث نلتمس من خالل تأميم المحروقات امتدادا للسيادة الوطنية الجزائرية بسيطرتها على‬
‫هذا القطاع الحيوي‪ ،‬ويتضح جليا عدم إعطاء أي اهتمام بالبيئة في هذه المرحلة التي تعبر عن إرادة سياسيا‬
‫بامتياز‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من األمر ‪ ،0-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أمر رقم ‪ ،11-71‬مؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ ،1971‬يتضمن تأميما جزئيا لجميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد في‬ ‫(‪)2‬‬

‫الشركات‪ :‬الشركة الفرنسية للبترول في الصحراء (كريبس) وشركة المساهمات البترولية (بتروبان) والشركة الوطنية لبترول اكيتان‬
‫والشركة الفرنسية للبحث عن البترول واستغالله في الجزائر (سوفريال) وشركة المساهمات وألبحاث واالستغالليات البترولية (كوباريكس)‬
‫ومؤسسة األبحاث واستغالل البترولية (امريكس) وشركة األبحاث واستغالل البترول (اورافريت) والشركة الفرنسية اإلفريقية لألبحاث‬
‫البترولية (فرانكاريب) ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.0000‬‬
‫حددت المادة األولى فقرة ‪ 1‬قيمة التامين الجزئي بنسبة ‪ 51‬بالمئة من جميع أنواع األموال والحصص واألسهم والحقوق والفوائد‬ ‫(‪)3‬‬

‫والسيما ‪ 51‬بالمئة من الفوائد المنجمية التي تحوزها األشخاص الطبيعيين والمعنيون في االمتيا ازت الخاصة بالوقود والتي تتواجد في‬
‫الجزائر مالية الشركات السابقة الذكر عدا شركة البحث عن البترول واستغالله في الصحراء (كريبس) حيث قدرت نسبة التأميم بـ‪22 :‬‬
‫بالمئة والشركة الفرنسية للبحث عن البترول واستغالله في الجزائر (سفريبال) بنسبة ‪ 2‬بالمئة فقط وفقا للفقرة ‪ 3‬من المادة األولى‪.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،64-71‬مؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ ،1971‬يتعلق بنقل األموال المؤممة بموجب األمرين ‪ 8-71‬ورقم ‪،9-71‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫المؤرخين في ‪ 24‬فيفري ‪ 1971‬إلى الشركة الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك)‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.0000‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.3‬القانون المتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‬


‫المتعلق‬ ‫صدر أول قانون للمحروقات في ظل السيادة الوطنية سنة ‪ 1986‬بموجب القانون رقم ‪14-86‬‬
‫(‪)1‬‬

‫بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬حيث جاء هذا النص التشريعي ليبين اإلطار‬
‫القانوني ألعمال التنقيب والبحث عن المحروقات‪ ،‬واستغاللها‪ ،‬ونقلها‪ ،‬وللمنشآت والتجهيزات التي تسمح بممارستها‪،‬‬
‫إضافة إلى تحديد حقوق وواجبات المؤسسات التي تمارس األعمال السالفة الذكر(‪.)2‬‬
‫وبينت المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 6‬منه المقصود بالمحروقات والتي هي كل المحروقات السائلة والغازية والجامدة‪،‬‬
‫السيما الرمال والسجيل النفطي‪ ،‬كما بينت المقصود بالمحروقات السائلة هي النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي‪.‬‬
‫وألزم قانون المحروقات لسنة ‪ 1986‬ضرورة الحصول على رخص منجميه من أجل الشروع في أعمال‬
‫التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها(‪ ،)3‬كما بينت المادة ‪ 63‬منه بقاء البروتوكوالت أو االتفاقات أو عقود‬
‫االشتراك في مجال التنقيب والبحث المعمول بهما في تاريخ صدور هذا القانون سارية المفعول إلى غاية انقضاء‬
‫مدة هذه االتفاقيات أو العقود وملحقاتها‪ ،‬ما لم يعبر احد الطرفين عن رغبته في عكس ذلك(‪.)4‬‬
‫إن البحث عن تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة في قطاع المحروقات في قانون ‪ 1986‬يستدعي‬
‫البحث في مضمون أحكام المواد القانونية التي جاء بها‪ ،‬وكيفية معالجتها لموضوع البيئة‪ ،‬ونجد في هذا اإلطار أن‬
‫هذا القانون قد قسم إلى سبعة أبواب حيث حدد الباب األول األحكام العامة المطبقة على نشاطات البحث والتنقيب‬
‫واستغالل ونقل وتوزيع المحروقات‪ ،‬والتي جاء فيها تكريس احتكار الدولة ألعمال التنقيب والبحث عن المحروقات‬
‫واستغاللها ونقلها‪ ،‬حيث يمكنها أن تسند ممارسة هذا االحتكار للمؤسسات الوطنية طبقا للتشريع المعمول به‪،‬‬
‫إضافة إلى بيان المقصود من المصطلحات المستعملة في المواد القانونية الالحقة(‪.)5‬‬
‫وبين الباب الثاني منه تكريس نظام الرخصة المقدمة للشروع في أعمال التنقيب والبحث عن المحروقات‬
‫واستغاللها حيث تسلم على سبيل الحصر لمؤسسة وطنية دون سواها‪ ،‬إضافة إلى الحقوق المترتبة عنها(‪ ،6‬وحدد‬

‫قانون رقم ‪ ،14-86‬مؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬يتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،35‬صادر في ‪ 27‬أوت ‪( ، 1986‬ملغى)‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المواد من ‪ 61‬إلى ‪ 68‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المواد من ‪ 1‬إلى ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المواد من ‪ 9‬إلى ‪ 16‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الباب الثالث منه النظام القانوني لعمليات نقل المحروقات باألنابيب حيث أعطى حقا حصريا للمؤسسات الوطنية‬
‫في ممارسة أعمال نقل المحروقات باألنابيب دون سواها(‪.)1‬‬
‫وبين الباب الرابع منه النظام القانوني لعمليات االشتراك مع األشخاص المعنوية األجنبية حيث منعت من‬
‫ممارسة أعمال التنقيب والبحث عن المحروقات السائلة واستغاللها إال باالشتراك مع مؤسسة وطنية حسب الشروط‬
‫واألشكال المنصوص عليها(‪.)2‬‬
‫وبين الباب الخامس الحقوق الملحقة بالتنقيب عن المحروقات والبحث عنها واستغاللها ونقلها باألنابيب‬
‫والتي قد تظهر في شكل حيازة لألراضي أو ارتفاقات لحق المرور وتخصيص لألراضي ونزع للملكية ألجل المنفعة‬
‫العمومية (‪.)3‬‬
‫أما الباب السادس منه فتناول النظام الجبائي والذي حدد مختلف اإلتاوات المطبقة على نشاطات البحث‬
‫والتنقيب واستغالل المحروقات‪ ،‬إضافة إلى بيان اإلعفاءات الضريبية و الجمركية السيما على المعدات والوسائل‬
‫المعتمدة في مختلف العمليات المتعلقة بالمحروقات(‪.)4‬‬
‫وعالج الباب السابع أحكاما مختلفة حيث كانت متعلقة في عمومها بالمنازعات والمخالفات الناجمة عن عدم‬
‫تطبيق قانون المحروقات‪.‬‬
‫وقد عدل قانون المحروقات لسنة ‪ 1986‬بموجب القانون رقم ‪ ،)5(21-91‬حيث تضمن التعديل في عمومه‬
‫مجموعة من األحكام المتعلقة بتكريس السيادة الوطنية على قطاع المحروقات‪ ،‬وعدلت بذلك المادة ‪ 2‬من القانون‬
‫‪ ،14-86‬حيث اعتبر المشرع الجزائري أن الموارد والثروات النفطية المكتشفة أو غير المكتشفة الواقعة على سطح‬
‫التراب الوطني وفي باطنه وفي المجاالت البحرية الخاضعة للسيادة الوطنية أو لسلطتها القضائية تعد ملكا للدولة‪،‬‬
‫كما عدلت المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬حيث منع المشرع الجزائري ممارسة أنشطة نقل المحروقات‬
‫باألنابيب من طرف مؤسسات أجنبية وأعطى حقا حصريا للمؤسسات الوطنية في ممارسة هذا النشاط (‪ ،)6‬إضافة‬
‫إلى تعديل بعض األحكام المتعلقة باالشتراك مع المستثمرين األجانب‪ ،‬فال يمكن ألي شخص أجنبي ممارسة‬
‫نشاطات التنقيب والبحث عن المحروقات السائلة واستغاللها إال باالشتراك مع المؤسسة الوطنية المعنية وحسب‬

‫أنظر المواد من ‪ 17‬إلى ‪ 19‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المواد ‪ 21‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق ‪.29.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المواد من ‪ 31‬إلى ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المواد من ‪ 34‬إلى ‪ 61‬من القانون رقم ‪ ،14-86‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫قانون رقم ‪ ،21-91‬مؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،1991‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 14-86‬المؤرخ في ‪ 9‬أوت ‪ ،1986‬المتعلق بأنشطة‬ ‫(‪)5‬‬

‫التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ، 63‬صادر في ‪ 7‬ديسمبر ‪( ،1991‬ملغى)‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 1‬والمادة ‪ 4‬من القانون ‪ ،21-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الشروط‪ ،‬واألشكال المنصوص علها قانونا‪ ،‬كما ال يمكن أن تتجاوز الحصة التي يأخذها الشريك نسبة ‪ 49‬بالمئة‬
‫من اإلنتاج اإلجمالي للحقل(‪ ،)1‬وبعض األحكام المتعلقة باإلتاوات والضرائب على اإلنتاج حيث سمح المشرع‬
‫الجزائري بمنح تخفيضات في نسب اإلتاوة والضريبة على النتائج‪ ،‬وذلك بحسب أهمية الجهد المبذول في البحث أو‬
‫االستغالل أو نوع اإلنتاج والتقنيات المستعملة في االستخراج لتشجيع االستكشافات في المناطق التي تنطوي على‬
‫صعوبات غير عادية(‪.)2‬‬
‫وهكذا يتضح لنا جليا أن األحكام القانونية التي جاء بها قانون المحروقات لسنة ‪ 1986‬وتعديله لسنة‬
‫‪ ،1991‬عبر األبواب السبعة السالفة الذكر لم تكرس أية حماية للبيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬وجل األحكام التي‬
‫جاءت بها لم تشر إلى تطبيق النظم الخاصة بالبيئة أو اإلحالة إلى نصوص خاصة في هذا السياق‪ ،‬رغم أن‬
‫لسنة‬ ‫المشرع الجزائري قد استند في جملة النصوص المعتمدة في مقدمة القانون إلى قانون البيئة رقم ‪13-83‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ 1986‬وكذا قانون المياه رقم ‪ 17-83‬لسنة ‪ .1983‬وعليه نستخلص أن المشرع الجزائري قد أغفل التطرق إلى‬
‫حماية البيئة في قطاع المحروقات في أول قانون جزائري ينظم قطاع المحروقات في ظل السيادة الوطنية‪.‬‬
‫‪.1‬النصوص التنظيمية للقانون المتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‬
‫لم يصدر المشرع الجزائري العديد من النصوص التنظيمية المطبقة للقانون المتعلق بأعمال التنقيب والبحث‬
‫عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب لسنة ‪ ،0080‬ولعل األمر يرجع إلى عدم اإلحالة إلى التنظيم في كثير‬
‫من األمر كون أن أول قانون للمحروقات في الجزائر قد تضمن أحكاما مباشرة ولم يتم اإلحالة إلى التنظيم من أجل‬
‫توضيحها‪ ،‬غير انه يوجد نص تنظيمي وحيد وهو المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)4(220-00‬المتضمن تنظيم تخزين‬
‫المواد البترولية وتوزيعها وتعبئة غازات البترول المميعة وتحويل الزفت(‪ ،)5‬والذي الغي مؤخ ار سنة ‪.3700‬‬
‫وبينت المادة ‪ 2‬منه أن نشاطات تخزين المواد البترولية وتوزيعها وتعبئة غازات البترول المميعة وتحويل‬
‫الزفت تخضع لدفاتر شروط تم إلحاق أشكالها بالمرسوم التنفيذين‪ ،‬كما تخضع هذه النشاطات إلى ترخيص من‬
‫الوزير المكلف بالمحروقات‪ ،‬حيث يجوز لكل األشخاص الطبيعيين أو المعنويين ممارسة واحدة أو أكثر من‬
‫النشاطات المذكورة شريطة أن تتوفر فيهم المقاييس والشروط المحددة في دفاتر الشروط(‪.)6‬‬

‫راجع أيضا المواد من ‪ 5‬إلى ‪ 9‬من القانون ‪ ،21-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،21-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫قانون رقم ‪ ،13-83‬مؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،1983‬يتعلق بحماية البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،6‬صادر في ‪ 8‬فيفري ‪( ،1983‬ملغى)‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220 -00‬مؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر ‪ ،0000‬يتضمن تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬نوفمبر ‪( ،0000‬ملغى)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220 -00‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )6‬أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220 -00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويتم إرسال طلبات الحصول على رخص ممارسة نشاطات تخزين المواد البترولية وتوزيعها وتعبئة غازات‬
‫البترول المميع وتحويل الزفت إلى الوزير المكلف المحروقات الذي يبت في ذلك خالل ثالثة أشهر من تاريخ‬
‫استالم الطلب(‪.)1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الطلب السابق الذكر يتم إرفاقه بمجموعة من الوثائق تم تحديدها في المادة ‪ 0‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 220-00‬المتضمن تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها‪ ،‬حيث أنه بعد مراجعة هذه الوثائق‬
‫يظهر عدم اشتراط توفير أي شكل من الد ارسات البيئة والحديث متعلق بدراسة التأثير بالبيئة أو موجز التأثير في‬
‫البيئة أو دراسة الخطر‪ ،‬غير أن هناك إشارة إلى تطبيق مقاييس حماية البيئة في إطار تعبئة غازات البترول‬
‫المميعة وتوزيعها‪ ،‬حيث ألزمت المادة ‪ 33‬من الملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي ‪ 220-00‬أي متعامل في‬
‫السهر على التطبيق الصارم للمقاييس المعمول بها في قطاع المحروقات السيما منها ما يتعلق تهيئة مستودعات‬
‫تخزين غاز البترول المميع‪ ،‬واستغاللها وكذا المقاييس المرتبطة بحماية البيئة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مرحلة التكريس القانوني لحماية البيئة في قانون المحروقات ونصوصه التنظيمية‬
‫تبدأ هذه المرحلة بدء من إلغاء القانون رقم ‪ 14-86‬المتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات‬
‫واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬حيث صدر بذلك قانون المحروقات سنة ‪ 2115‬وهو القانون رقم ‪ 17-15‬المؤرخ في‬
‫‪ 28‬أفريل ‪ 2115‬المتعلق بالمحروقات المعدل والمتمم‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من النصوص التنظيمية المتعلقة به‪.‬‬
‫‪ .4‬القانون المتعلق بالمحروقات الساري المفعول‬
‫جاء القانون رقم ‪ 17-15‬من أجل تحديد النظام القانوني لنشاطات البحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها‬
‫بواسطة األنابيب وتكريرها‪ ،‬وتحويل وتسويق وتخزين وتوزيع المنتجات البترولية‪ ،‬وكذا الهياكل والمنشآت التي تسمح‬
‫بممارسة هذه النشاطات‪ ،‬إضافة إلى بيان اإلطار المؤسساتي الذي يسمح بممارسة النشاطات السابقة وحقوق‬
‫والتزامات األشخاص للممارسة نشاط أو العديد من األنشطة المذكورة أعاله(‪ ،)2‬وتضمن القانون رقم ‪ 17-15‬المعدل‬
‫والمتمم عشرة أبواب(‪ ،)3‬وبعد استقراء األحكام القانونية الواردة بها عن مدى معالجة المشرع الجزائري لموضوع حماية‬

‫(‪ )1‬أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ، 70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تضمن الباب األول منه أحكاما عامة ومجموعة تعاريف لجمة من المصطلحات المعتمدة في القانون(المواد من ‪ 1‬إلى ‪ ،)18‬أما‬ ‫(‪)3‬‬

‫الباب الثاني منه فعالج األحكام المتعلق بالصناعة البترولية األفقية للتنقيب والبحث واستغالل المحروقات(المواد من ‪ 19‬إلى ‪،)58‬‬
‫وتضمن الباب الثالث منه األحكام المتعلقة بمنح عقود االمتياز المتعلقة باستخراج الغاز واستغالله وتوزيعه(المواد من ‪ 59‬إلى ‪،)67‬‬
‫وتضمن الباب الرابع منه جملة األحكام القانونية المتعلقة بالنقل بواسطة األنابيب(المواد من ‪ 68‬إلى ‪ ،)76‬أما الباب الخامس منه فبين‬
‫األحكام المتعلقة بتكرير المحروقات وتحويلها(م‪ ،) 78‬وتناول الباب السادس منه األحكام القانونية المتعلق بعمليات تخزين المنتجات‬
‫البترولية ونقلها وتوزيعها(المادتان‪ 78‬و‪ ،)79‬أما الباب السابع منه فبين األحكام المتعلقة بتحويل الملكية عند نهاية العقد أو مدة‬
‫االمتياز(المواد من ‪ 81‬إلى ‪ ،) 82‬وعرض الباب الثامن منه النظام الجبائي المطبق على نشاطات البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات‬
‫‪85‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫البيئة في قطاع المحروقات نجد جملة من المواد القانونية التي ألزمت ضرورة احترام قواعد حماية البيئة وفيما يلي‬
‫عرض لهذه المواد‪.‬‬
‫بينت المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 17-15‬المعدل والمتمم أن موارد المحروقات المكتشفة الموجودة على التراب‬
‫الوطني وفي باطنه وفي المجال البحري الذي هو ملك للجماعة الوطنية التي تجسدها الدولة‪ ،‬يجب أن تستغل‬
‫باستعمال وسائل ناجعة وعقالنية من أجل ضمان الحفاظ األمثل عليها مع احترام قواعد حماية البيئة‪.‬‬
‫وشجعت المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 3‬على استهالك المنتجات البترولية قليلة التلويث كالبنزين الخالي من الرصاص‬
‫والغاز الطبيعي المضغوط وغاز البترول المسال كوقود وتفضيلها على أنواع أخرى من الوقود‪.‬‬
‫وبوجب المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 2‬فإن سلطة ضبط المحروقات تكلف بالسهر على احترام تطبيق التنظيم المتعلق‬
‫بمجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة والوقاية من المخاطر الكبرى وادراكها‪ ،‬وبتعديل قانون المحروقات سنة‬
‫‪ 3702‬بالقانون رقم ‪ 70-02‬تم توسيع اختصاصات سلطة ضبط المحروقات بالسهر على تطبيق التنظيم المتعلق‬
‫بالبيئة والوقاية من المخاطر الكبرى‪ ،‬خاصة بالسهر على حماية الطبقة المائية والطبقة التي تحتوي الماء بمناسبة‬
‫النشاطات المنظمة في قانون المحروقات‪ ،‬وكذا التنظيم في مجال استعمال المواد الكيماوية في إطار ممارسة‬
‫النشاطات موضوع قانون المحروقات‪ ،‬والتنظيم المتعلق بثاني أكسيد الكربون (‪ ،)co2‬إضافة إلى تطبيق العقوبات‬
‫والغرامات التي تسدد لصالح الخزينة العمومية في حالة مخالفة القوانين والتنظيمات السيما التنظيم في مجال‬
‫الصحة واألمن الصناعي والبيئة(‪.)1‬‬
‫كما ألزمت المادة ‪ 00‬منه ضرورة االحترام الصارم خالل جميع النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات‬
‫للتعليمات وااللتزامات المتعلقة بأمن العمال وصحتهم والنظافة والصحة العمومية والمواصفات األساسية للمحيط‬
‫البيئي البري أو البحري‪ ،‬إضافة إلى احترام مضمون النصوص والتنظيمات المعمول بها في مجال حماية البيئة‬
‫واستعمال المواد الكيماوية‪ ،‬والسيما في العمليات المتعلقة بالمحروقات غير التقليدية‪ ،‬وتفاديا لكل المخاطر يمكن‬
‫لسلطة ضبط المحروقات اللجوء إلى مكاتب المراقبة والخبرة المختصة والمعتمدة في إطار تنفيذ مهما المراقبة‬
‫المنوطة بها(‪.)2‬‬

‫(المواد من ‪ 83‬إلى ‪ ،)99‬وتضمن الباب التاسع منه مختلف األحكام االنتقالية والمتعلقة بتنفيذ العقود التي تمت بموجب القانون ‪-86‬‬
‫‪ 14‬المعدل والمتمم‪ ،‬وكذا تنصيب الهياكل المستحدثة بموجب القانون الجديد(المواد من ‪ 111‬إلى ‪ ،)119‬وأخي ار تضمن الباب العاشر‬
‫منه جملة أحكام خاصة والمتعلقة بآجال منح مقررات الترخيص أو الموافقة وكذا عمليات المراقبة والتحقق من تطبيق أحكام قانون‬
‫المحروقات‪ ،‬والغاء أحكام القانون ‪( 14-86‬المواد من ‪ 111‬إلى ‪.)115‬‬
‫تم إضافة هذه الفقرة في المادة ‪ 13‬بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫تم إضافة هذه الفقرة في المادة ‪ 17‬بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وألزمت المادة ‪ 08‬منه كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على‬
‫موافقة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬دراسة التأثير على البيئة‪ ،‬ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير‬
‫الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في‬
‫مجال البيئة‪ ،‬وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمتابعة هذه الدراسات وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة بالبيئة‬
‫والحصول على التأشيرة المناسبة للمتعاقدين والمتعاملين المعنيين(‪ ،)1‬كما تكلف سلطة ضبط المحروقات بتنسيق‬
‫دراسات التأثير البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر مع القطاعات الو ازرية والوالئية المعنية التي يجب عليها‬
‫تقديم رأيها وفقا لآلجال المحددة في التنظيم المعمول به(‪.)2‬‬
‫وبينت المادة ‪ 08‬من قانون المحروقات وجوب أن تتضمن كل دراسة لألخطار وصفا للمخاطر الناتجة عن‬
‫النشاطات المحددة في قانون المحروقات مع إبراز إجراءات الوقاية والحماية المتخذة‪ ،‬حيث تخضع هذه الدراسات‬
‫إلى موافقة سلطة ضبط المحروقات كما يتم تحيين دراسة األخطار كل خمسة سنوات على األقل‪ ،‬وأحال قانون‬
‫المحروقات إلى التنظيم الذي سيحدد كيفيات ومحتوى دراسة األخطار في قطاع المحروقات(‪.)3‬‬
‫كما ألزمت الفقرة ‪ 00‬من المادة ‪ 08‬إلزامية قيام كل شخص يهدف إلى تنفيذ مشروع تخزين جيويوجي‪،‬‬
‫السيما لثاني أكسيد الكربون أن يعد دراسة جدوى ومخطط تسيير المخاطر واخضاعها لموافقة سلطة ضبط‬
‫المحروقات‪ ،‬وأحال المشرع إلى التنظيم من أجل تحديد شروط وكيفيات تسليم رخصة التخزين الجيويوجي‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فقد ألزمت المادة ‪ 20‬من قانون المحروقات كل متعاقد أن يستجيب بصورة خاصة‬
‫للمقاييس والمعايير التي ينص عليها التنظيم في مجال األمن الصناعي وحماية البيئة والمقاييس التقنية والعلمية‪.‬‬
‫كما يتعين عليه تزويد الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) بانتظام وبدون تأخير بكل المعطيات والنتائج‬
‫المتحصل عليها في إطار تنفيذ العقد وكذا التقارير التي تطلبها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ضمن‬
‫األشكال والوتائر التي تحددها اإلجراءات التي تبلغها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات‪.‬‬
‫أي حرق للغاز‪ ،‬غير أنه يكمن للوكالة الوطنية لتثمين‬ ‫أما فيما يخص حرق الغاز فقد منعت المادة ‪03‬‬
‫(‪)4‬‬

‫موارد المحروقات أن تمنح بصفة استثنائية ولمدة محددة رخصة حرق الغاز بطلب من المتعامل‪ ،‬كما أحالت المادة‬
‫السابقة إلى التنظيم ليحدد شروط منح الرخصة االستثنائية والعتبة المقبولة‪ ،‬كما ألزمت كل متعامل يقوم بطلب‬
‫الرخصة االستثنائية أن يسدد للخزينة العمومية رسما خاصا غير قابل للحسم قدره ‪ 8777‬دج‪ .‬لكل ألف متر مكعب‬

‫تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 18‬فقرة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 18‬الفقرات ‪ 9 ،8 ،7 ،6 ،‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫تم تعديل هذه المادة بموجب القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫من الغاز المحروق‪ ،‬وعهد للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات حق الرقابة على كميات الغاز المحروقة والتأكد‬
‫من تسديد الرسم المتعلق بها من قبل المتعامل‪.‬‬
‫وبينت المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،)1(11-13‬أنه يتعين تسديد رسم خاص غير قابل للحسم يدعى إتاوة‬
‫استعمال األمالك العمومية للمياه‪ ،‬وذلك في حالة ما إذا كان مخطط التطوير المقترح من قبل المتعاقد والموافق‬
‫عليه من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ينص على استعمال المياه للعمليات البترولية‪ ،‬ويتم استعمال‬
‫الماء باقتطاعه من األمالك العمومية للمياه بالنسبة لعمليات المحروقات غير التقليدية بموجب رخصة أو امتياز‬
‫صادر عن اإلدارة المكلفة بالموارد المائية‪ ،‬وبالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات‪ ،‬ويجب استعمال‬
‫كميات المياه بصفة عقالنية‪ ،‬السيما بإعادة استعمالها بعد معالجتها فيما يخص العمليات المتعلقة بالمحروقات غير‬
‫التقليدية‪ ،‬كما أن كل استعمال أو تحويل أو تنازل عن قرض بخصوص حق انبعاث الغازات االحتباسية يستدعي‬
‫ضرورة الموافقة عليه بقرار مشترك بين الوزيرين المكلفين بالمحروقات والبيئة(‪.)2‬‬
‫وأحالت المادة ‪ 00‬من قانون المحروقات إلى التنظيم لكي يحدد المقاييس المتعلقة بنشاطات النقل بواسطة‬
‫األنابيب والتي ورد من بينها معايير األمن الصناعي والمقاييس المرتبطة بالتدابير حماية البيئة‪ ،‬وتجد اإلشارة إلى‬
‫أن تعديل المادة ‪ 00‬من قانون المحروقات بموجب القانون رقم ‪ 70-02‬قد تضمن استبدال عبارة تدابير حماية‬
‫البيئة بعبارة التعليمات المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬كما أن مراقبة التخلي واعادة الموقع إلى حالته األصلية تكون من‬
‫طرف كل من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات وسلطة ضبط قطاع المحروقات والو ازرة لمكلفة للبيئة لكل‬
‫مستفيد من عقد أو امتياز ضمن نشاطات قطاع المحروقات(‪.)3‬‬
‫ومنحت المادة ‪ 070‬مدة قصوى قدرها ‪ 0‬سنوات للمطابقة‪ ،‬ابتداء من تاريخ نشر قانون المحروقات‪ ،‬قصد‬
‫تكييف العمليات والمنشآت والمعدات المنجزة قبل سريان مفعول القانون ‪ 70-70‬مع النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫المحددة لمعايير المقاييس التقنية لألمن الصناعي‪ ،‬والوقاية من المخاطر وتسييرها وحماية البيئة‪.‬‬

‫عدلت بموجب القانون ‪ ،11-13‬حيث كانت محررة قبل التعديل كما يلي (في حالة ما إذا كان مخطط التطوير المقترح من قبل‬ ‫(‪)1‬‬

‫المتعاقد والمعتمد من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ينص على استعمال المياه الصالحة للشرب أو المياه المخصصة للسقي‬
‫لضمان استرجاع مدعم ـ فإنه يتعين على المتعامل أن يسدد رسما خاصا حتى يكون مطابقا للتنظيم المعمول به‪ ،‬يحدد هذا الرسم‬
‫الخاص بثمانين ‪ 81‬دج‪ .‬لكل متر مكعب مستعمل‪ ،‬ويدفع سنويا للخزينة العمومية‪ ،‬تتكفل الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات‬
‫بمراقبة الكميات المستعملة وتتأكد من تسديد هذا الرسم من المتعامل )‪.‬‬
‫المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 83‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.2‬النصوص التنظيمية لقانون المحروقات الساري المفعول‬


‫صدرت العديد من النصوص التنظيمية المتعلقة بتطبيق أحكام قانون المحروقات رقم ‪ 70-70‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬وذلك بالنظر إلى إحالة المشرع الجزائري إلى التنظيم(‪)1‬في كثير من أحكام قانون المحروقات الجزائري من‬
‫أجل تحديد اإلجراءات والكيفيات التي يتم من خاللها تطبيق أحكام هذا القانون‪ ،‬وبالبحث في جملة هذه النصوص‬
‫التنظيمية تظهر اإلشارة إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات من جهة‪ ،‬إضافة إلى التأكيد على ضرورة مراعاة‬
‫التنظيم المتعلق بحماية البيئة في نصوص أخرى كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬التنظيم المتعلق بعقود البحث واالستغالل وعقود استغالل المحروقات بناءا على مناقصة للمنافسة‬
‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ 082-70‬جملة اإلجراءات المتعلقة بإبرام عقود البحث واالستغالل وعقود‬
‫استغالل المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة‪ ،‬حيث ألزم كل متعامل مستثمر(‪ ،)2‬وفقا للمادة ‪ 0‬منه أن يحصل‬
‫على شهادة االنتقاء األولي من طرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) من أجل المشاركة في‬
‫مناقصة للمنافسة في إطار عقود البحث واستغالل المحروقات أو عقد استغالل المحروقات‪.‬‬
‫ويجب تقديم الطلب من أجل االنتقاء األولي لدى الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات حيث يتضمن‬
‫جميع المعلومات الضرورية المتعلقة بالجوانب القانونية والتقنية والمالية والتي تم تحديدها في الملحقات أ‪،‬ب‪،‬ج‬
‫المرتبط بالمرسوم التنفيذي رقم ‪.082-70‬‬
‫وبالرجوع إلى الملحق (ب) والمتضمن الجوانب التقنية فقد ألزم كل مترشح يسعى للحصول على االنتقاء‬
‫األولي سواء أكان متعامل‪ ،‬أو متعامل مستثمر أن يقدم بيانا مفصال عن طاقته وتجربته كمتعامل يتضمن باإلضافة‬
‫إلى قائمة لمختلف المشاريع التي قام بها في قطاع المحروقات قدراته في التكفل بالتحديات الخصوصية على‬
‫الصعيد البيئي‪ ،‬إضافة إلى وصف طاقة وخبرة المترشح في الداخل في كل الميادين الهامة والمتعلقة بتكنولوجيات‬
‫ما فوق السطح والتطوير واإلنتاج وتسيير الوارد البشرية وتسيير النظافة واألمن البيئي(‪ ،)3‬وتجدر اإلشارة إلى أن‬
‫الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات هي الجهة التي يتم التعاقد معها حيث تستفيد من سند منجمي يخولها دون‬
‫سواها إلبرام عقد البحث واالستغالل أو عقد االستغالل مع كل شخص مؤهل يكون مرشحا للممارسة هذه‬
‫النشاطات(‪ ،)4‬وهو ما أكدته المادة ‪ 32‬من قانون المحروقات الجزائري‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر المادة ‪ 113‬من القانون رقم ‪ ،17-15‬مرجع سابق‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2 ،1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،184-17‬المرجع السابق‪ .‬وبعد متعامل مستثمر كل شخص يمتلك مؤهالت‬ ‫(‪)2‬‬

‫تقنية وخبرات تسمح له بالتصرف كمتعامل‪ ،‬كما تتوفر له القدرات المالية التي تقتضيها الواجبات التعاقدية المحتملة‪.‬‬
‫(‪)3‬أنظر الفقرة أ‪ 1-‬و‪ 2‬و‪ 3‬من الملحق (ب)‪ ،‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،184-17‬مرجع سابق‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،080-70‬مؤرخ في ‪ 0‬جويلية ‪ ،3770‬يحدد شروط تسليم السندات المنجمية للنشاطات‬ ‫(‪)4‬‬

‫البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،27‬صادر في ‪ 00‬جويلية ‪.3770‬‬
‫‪89‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ب‪ .‬التنظيم المتعلق بمنح امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب وسحبه‬
‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)1( 223-70‬إجراءات منح إمتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب وكيفيات‬
‫سحبه‪ ،‬حيث جاء تطبيقا للمواد رقم ‪ 02‬و‪ 00‬فقرة ‪ 3‬من قانون المحروقات‪ ،‬إذ يطبق هذا المرسوم على أنظمة نقل‬
‫المحروقات بواسطة األنابيب السيما منها مراكز التخزين أو التوزيع أو عن طريق وصل مرتبط بنقل المحروقات‬
‫قصد المعالجة الصناعية‪ ،‬والتمييع والتصدير‪ ،‬و‪/‬أو التزويد لشبكة قنوات التوزيع(‪ ،)2‬ويقدم كل طلب قصد الحصول‬
‫على امتياز لنظام نقل المحروقات بواسطة األنابيب إلى سلطة ضبط المحروقات حيث تتضمن رسالة الطلب ملفا‬
‫تم تحديد محتواه في الملحق األول المتصل بالمرسوم السالف الذكر(‪.)3‬‬
‫وباالنتقال إلى الملحق األول فنجد أن ملف طلب امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب يتضمن جملة من‬
‫الوثائق حيث يجب تقديم دراسة األثر على البيئة ودراسة الخطر‪.‬‬
‫كما ألزم المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬إجراءات م ارقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على نشاطات‬
‫نقل المحروقات بواسطة األنابيب ضرورة مراقبة الجوانب المرتبطة بالصحة واألمن الصناعي والبيئة بالنسبة لمنشآت‬
‫النقل باألنابيب(‪ ، )4‬كما تم وضع إجراءات وشروط صارمة فيما يتعلق بعمليات تلحيم منشآت نقل المحروقات‬
‫بواسطة األنابيب من أجل ضمان عدم التآكل وصيانتها عن طريق وضع برامج لذلك(‪.)5‬‬
‫ج‪ .‬التنظيم المتعلق بمنح رخص التنقيب عن المحروقات‬
‫(‪)6‬‬
‫إجراءات وشروط منح رخصة التنقيب عن المحروقات والذي جاء‬ ‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪302-70‬‬
‫تطبيقا ألحكام المادة ‪ 37‬من قانون المحروقات‪ ،‬وي تم تسليم رخصة التنقيب من طرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد‬
‫المحروقات بعد موافقة الوزير المكلف بالمحروقات لمدة قدرها سنتان(‪ ،)7‬ويشترط وفقا للمادة ‪ 0‬من منه قصد‬
‫الحصول على رخصة التنقيب أ ن يثبت الشخص المتقدم بطلب رخصة التنقيب كفاءات تقنية ومالية أكيدة‪،‬‬
‫وضرورية للقيام بأشغال التنقيب على أكمل وجه‪ ،‬إضافة إلى استيفاء الشروط المرتبطة باألشخاص والتي تم‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،223-70‬مؤرخ في ‪ 0‬نوفمبر ‪ ،3770‬يحدد إجراءات منح امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب وسحبه‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 02‬نوفمبر ‪.3770‬‬


‫أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،223-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،223-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫راجع أيضا المواد ‪ 22 ،22 ، 08 ، 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،302-70‬مؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،3770‬يحدد إجراءات وشروط منح رخصة التنقيب عن المحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 2‬أكتوبر ‪.3770‬‬


‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬
‫(‪)1‬‬
‫المحدد إلجراءات إبرام عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل‬ ‫تحديدها في المرسوم التنفيذي ‪082-70‬‬
‫المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة والتي يتم توضيحها تبعا في الفصل الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬
‫د‪.‬التنظيم المتعلق بتحديد شروط الموافقة على دراسة التأثير في البيئة للنشاطات قطاع المحروقات‬
‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)2(203-78‬جملة الشروط واإلجراءات التي يجب توافرها من أجل الموافقة‬
‫على دراسات التأثير في البيئة لمختلف النشاطات التابعة لقطاع المحروقات في الجزائرن وبين المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 203-78‬اإلجراءات القانونية المتعلقة بإيداع دراسة التأثير في البيئة وكيفيات قبولها‪ ،‬إضافة إلى تحديد السلطة‬
‫المختصة بإستقبال هذه الدراسات وتحديد السلطة المختصة بالمصادقة عليها‪ ،‬كما بين المرسوم التنفيذي جملة‬
‫الوثائق الواجب توافرها في الملف المودع والمتضمن دراسة التأثير على البيئة وتحديد كيفيات فحص هذه الدراسة‬
‫من السلطة المكلفة بذلك وتحديد الدوائر الو ازرية والوالئية التي يتم استشارتها من أجل الموافقة على دراسة التأثير‬
‫في البيئة والذي سيتم بيان أجراءاته في الفص الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬
‫ه‪.‬التنظيم المتعلق برخص إنجاز منشآت نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها‬
‫(‪)3‬‬
‫إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل‬ ‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪02-02‬‬
‫المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها‪ ،‬والذي جاء هذا التنظيم تطبيقا ألحكام المادة ‪ 08‬من قانون‬
‫المحروقات‪ .‬واخضع المرسوم التنفيذي ‪ 02-02‬كل إنجاز للمنشآت السابقة الذكر إلى رخصة تسلم من طرف‬
‫سلطة ضبط المحروقات(‪.)4‬‬
‫ويلزم كل طالب للرخصة بتقديم ملف إداري وملف تقني تم تحديد مكونات كل ملف بملحقين متصلين‬
‫بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-02‬وبالبحث في مكونات الملف التقني يتضح أن المشرع الجزائري ألزم كل طالب‬
‫للرخصة أن يتضمن ملفه التقني إضافة إلى الخرائط والرسومات البيانية دراسة التأثير في البيئة ومخطط التسيير‬
‫البيئي ودراسة األخطار الموافق عليها طبقا للتنظيم المعمول به(‪.)5‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 184-17‬مؤرخ في ‪ 9‬جوان ‪ ،2117‬يحدد إجراءات إبرام عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل المحروقات‬ ‫(‪)1‬‬

‫بناء على مناقصة للمنافسة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،41‬صادر في ‪ 17‬جوان ‪.2117‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،312-18‬مؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،2118‬يحدد شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة‬ ‫(‪)2‬‬

‫لمجال المحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،58‬صادر في ‪ 8‬أكتوبر ‪.2118‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،94-14‬مؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 2114‬يحدد إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل‬ ‫(‪)3‬‬

‫المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 0‬مارس ‪.3702‬‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،94-14‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر الملحق ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،94-14‬المتضمن مكونات الملف التقني‪ ،‬لطلب رخصة االنجاز أو التحويل لمنشاة نقل‬ ‫(‪)5‬‬

‫المنتجات البترولية بواسطة األنابيب‪.‬‬


‫‪91‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وفيما يخص إجراء الحصول على رخصة استغالل منشآت نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب فقد‬
‫أخضعت كذلك لنظام رخصة االستغالل التي تخضع بدورها إلى التنظيم المعمول به على أساس رخصة الشروع في‬
‫اإلنتاج المسلمة من سلطة ضبط المحروقات‪ .‬وكذا الشروط المتعلقة بمطابقة هذه المنشآت للتنظيم المطبق على‬
‫المؤسسات المصنفة (‪ ،)1‬والذي سيتم عرضه بشيء من التفصيل ضمن هذه الدراسة الحقا‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى رخصة الشروع في اإلنتاج فقد أخضعها المشرع الجزائري إلى ضرورة مطابقة الملفات التقنية‬
‫المتعلقة ألجهزة الضغط واألجهزة الكهربائية للتنظيم المعمول به في ذلك من جهة ومطابقة ملف الصحة واألمن‬
‫الصناعي والبيئة‪ ،‬وكذا التجارب الخاصة بأنظمة الوقاية والحماية والتدخل المتعلقة بالتحكم في األخطار التي تؤثر‬
‫في األشخاص والبيئة والمنشئات(‪.)2‬‬
‫د‪ .‬التنظيم المتعلق برخص إنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها‬
‫من أجل إصدار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-02‬المحدد‬ ‫انتظر المشرع الجزائري حتى سنة ‪3702‬‬
‫(‪)3‬‬

‫إلجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها‪ ،‬حيث جاء هذا‬
‫المرسوم تطبيقا ألحكام المادة ‪ 00‬فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 70-70‬المتعلق بالمحروقات‪.‬‬
‫ففيما يخص اإلجراءات المطلوبة للحصول على هذه الرخص‪ ،‬فقد أخضعت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 020-02‬كل إ نجاز لمنشاة تكرير المحروقات أو تحويلها إلى رخصة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬والتي يتم‬
‫إرسال طلب الحصول على الرخصة إليها مصحوبا بملف مرفق تم تحديد مكوناته في الملحق األول المتصل‬
‫بالمرسوم‪ ،‬حيث يتضمن هذا الملف معلومات عن صاحب الطلب وكذا البيانات المرتبطة بالنشاط المزمع القيام به‬
‫(نشاط التكرير أو تحويل المحروقات)‪ ،‬على أن تعمد سلطة ضبط المحروقات على التحقق من مطابقة الملف‪،‬‬
‫حيث تقوم بإعالم صاحب الط لب بذلك وتطلب منه تقديم ملف تكميلي حال تحقق المطابقة حيث تم بيان مكونات‬
‫الملف التكميلي في الملحق الثاني المتصل بالمرسوم السابق الذكر(‪.)4‬‬
‫وتضمنت مكونات الملف التكميلي الذي يعد ملفا تقنيا حيث يعتبر ملفا مشتركا حال القيام بنشاط التكرير أو‬
‫نشاط تحويل المحروقات‪ ،‬ضرورة بيان الكميات المصممة لتكاليف المنشأة والمنتجات الواجب إنتاجها وطبيعة‬
‫ووجهة المنتجات الثانوية‪ ،‬وكذا طبيعة النفايات سواء أكانت صلبة أو سائلة أو غازية وكذا طرق معالجة النفايات‪،‬‬
‫إضافة إلى بيان مخطط وضع المعدات وتخطيطي سير السوائل المحبوسة وطرق اإلنتاج المعتمدة‪.‬‬

‫أنظر المواد ‪ 13 ،12 ، 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،94-14‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،94-14‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،020-02‬مؤرخ في ‪ 37‬أفريل ‪ ،3702‬يحدد إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير‬ ‫(‪)3‬‬

‫المحروقات وتحويلها واستغاللها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادر في ‪ 2‬ماي ‪.3702‬‬
‫(‪ )4‬أنظر المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويجب ان يرفق الملف بنسخة من دراسة التأثير في البيئة وكذا نسخة من دراسة خطر المنشأة موافق‬
‫عليهما طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬وكذا الموافقة المسبقة إلنجاز مؤسسة مصنفة لحماية البيئة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى مطابقة مخططات اإلنجاز مع قواعد التهيئة واستغالل المنشآت على أساس أفضل تطبيق دولي(‪.)1‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا المقام أن المشرع قد اعتمد ألول مرة توافقا مع ما تضمنته المادة ‪ 08‬من قانون‬
‫المحروقات فيما يخص اآلليات المعتمدة لحماية البيئة‪ ،‬حيث لم يتم إعمال نفس النسق في الملفات المرفقة بطلبات‬
‫الحصول على الرخص األخرى للنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات بنفس الصورة‪.‬‬
‫وبعد تحقق سلطة ضبط المحروقات من تطابق الملف التكميلي‪ ،‬تقوم بإعداد رخصة إنجاز المنشأة وتبلغها‬
‫إلى صاحب الطلب (‪ ،)2‬وبينت المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي ‪ 020-02‬أنه ال يمكن لصاحب الطلب الشروع في‬
‫إنجاز المنشأة دون أن يحصل مسبقا على الرخص التنظيمية األخرى كرخصة البناء‪ ،‬كما أن كل عملية إمداد أو‬
‫تعديل على المنشأة تقتضي موافقة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬وااللتزام بأحكام المواد من ‪ 2‬إلى ‪ 0‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪.020-02‬‬
‫وفيما يخص إجراءات الحصول على رخصة استغالل منشآت تكرير المحروقات وتحويلها‪ ،‬ووفقا للمادة ‪00‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020- 02‬فإن تسليم هذه الرخصة يتم وفقا للتنظيم المعمول به فيما يخص رخصة‬
‫الشروع في اإلنتاج وكذا مطابقة المنشآت للتنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة‪ ،‬ويخضع كل شروع في اإلنتاج‬
‫لمنشات تكرير المحروقات أو تحويلها حال عملية االمتداد أو التعديل إلى رخصة تسلمها سلطة ضبط المحروقات‪.‬‬
‫كما أن رخصة الشروع في اإلنتاج يتم منحها بعد فحص سلطة ضبط المحروقات لمطابقة ملف الصحة‬
‫واألمن الصناعي والبيئة‪ ،‬وكذا الملفات التقنية المتعلقة بأجهزة الضغط واألجهزة الكهربائية الخاضعة للتنظيم‬
‫المعمول به‪ ،‬وكذا مطابقة التجارب الخاصة بأنظمة الوقاية والحماية والتدخل المتعلقة بالتحكم في اإلخطار التي‬
‫تؤثر في األشخاص والبيئة والمنشآت(‪.)3‬‬
‫وما يالحظ من خالل بيان اإلجراءات المتعلقة بالحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير‬
‫المحروقات وتحويلها واستغاللها أن المشرع الجزائري أبدى تماثال وتوازيا في األحكام التي تضمنها المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 020-02‬مع مختلف النصوص التشريعية والتنظيمية األخرى بدء بقانون المحروقات‪ ،‬ثم التنظيم المتعلق‬
‫بالمنشآت المصنفة وكذا دراسة التأثير في البيئة والتنظيم المتعلق بأنظمة الوقاية والحماية والتدخل المتعلقة بالتحكم‬

‫(‪ )1‬أنظر الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬المرجع السابق‬


‫(‪ )2‬أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر المواد ‪ 17‬و‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫في األخطار التي تؤثر في األشخاص والبيئة والمنشآت‪ ،‬وهو الشيء الذي لم يتم مراعاته بهذا النسق فيما يخص‬
‫الرخص المتعلقة بالنشاطات األخرى في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫ه‪ .‬التنظيم المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات التابعة لنشاطات المحروقات‬
‫(‪)1‬‬
‫المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات قطاع‬ ‫أوجب المرسوم التنفيذي رقم ‪220-02‬‬
‫المحروقات أن تكون المنشآت والمعدات المنجزة قبل تاريخ سريان القانون رقم ‪ 70-70‬المتضمن قانون‬
‫المحروقات‪ ،‬محل برنامج مطابقة المنشآت والمعدات مع النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحدد المقاييس‬
‫والمعايير التقنية لآلمن الصناعي والوقاية من المخاطر الكبرى وتسييرها وحماية البيئة(‪.)2‬‬
‫وبينت المادة ‪ 2‬من المرسوم السابق الذكر ضرورة قيام مستغلي المنشآت والمعدات الناشطين في قطاع‬
‫المحروقات بإعداد على عاتقهم برنامج للمطابقة يتم إعداده من طرف مكاتب دراسات متخصصة‪ ،‬حيث يتضمن‬
‫البرنامج دراسات لألخطار الكمية والنوعية التي تسمج بتقييم المخاطر ومستويات جسامة الخطورة‪ ،‬ويجب على كل‬
‫مستغل للمنشآت والمعدات الناشطين في قطاع المحروقات أن يرسلوا إلى سلطة ضبط المحروقات تقرير تشخيص‬
‫المطابقة مرفقا بمخطط تنفيذ برنامج المطابقة في أجل أقصاه ‪ 03‬شه ار من تاريخ نشر المرسوم التنفيذي السابق‬
‫الذكر‪ ،‬كما يجب أن يتضمن برنامج المطابقة التنظيمية بعين االعتبار دراسات األخطار ودراسات التأثير في البيئة‬
‫ويجب أن يتكفل على الخصوص بالجوانب المتعلقة بسالمة المنشآت والمعدات والوقاية من المخاطر الكبرى‬
‫والمحافظة على صحة العامل وأمنهم والوقاية من المخاطر المرتبطة بالعناصر والمواد الكيمائية أو المستحضرات‬
‫الخطرة وكذا حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة(‪.)3‬‬
‫و‪.‬التنظيم المحدد لكيفيات تخزين المواد البترولية وتوزيعها‬
‫انتظر المشرع الجزائري مدة ‪ 07‬سنوات بعد اصداره لقانون المحروقات من أجل إصدار المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ، 00-00‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاطات التخزين و‪/‬أو التوزيع للمنتجات البترولية‪ ،‬حيث الغي بذلك‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 220-00‬المحدد لكيفيات تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها(‪ ،)4‬وجاء هذا المرسوم التنفيذي‬
‫تطبيقا ألحكام المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم والمتضمن قانون المحروقات‪.‬‬

‫(‪ )1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،3702‬يحدد شروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬
‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 32‬ديسمبر ‪.3702‬‬
‫أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬بينت المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 00-00‬ضمن األحكام الختامية أنه تلغى أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-00‬المؤرخ‬
‫في ‪ 00‬نوفمبر سنة ‪ 0000‬والمذكور أعاله‪ ،‬باستثناء األحكام المتعلقة بنشاط تحويل وتوزيع الزفت‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وعليه يمكن القول أن المشرع الجزائري أبقى على المرسوم التنفيذي رقم ‪ 220-00‬المحدد لكيفيات تنظيم‬
‫تخزين المواد البترولية وتوزيعها ساري المفعول خالل الفترة الممتدة من سنة ‪ 3770‬إلى غاية سنة ‪ 3700‬رغم‬
‫تعديل قانون المحروقات سنة ‪.)1(3770‬‬
‫وبينت المادة األولى منه مجال تطبيق هذا المرسوم والمتعلق بالنشاطات المتعلقة بتخزين المواد البترولية‬
‫وتوزيعها وتعبئة غازات البترول المميعة وتحويل الزفت‪ ،‬وتخضع النشاطات المذكورة آنفا لدفاتر شروط تم تحديد‬
‫مضمونها في الملحقين المرتبطين بالمرسوم حيث يحدد دفتر الشروط التزامات وحقوق المتعاملين الذين يمارسون‬
‫نشاط توزيع الوقود وواجباتهم وباالنتقال إلى المادة ‪ 08‬من الملحق األول بالمرسوم‪ ،‬حيث ألزمت كل موزع للوقود‬
‫الصارم للمقاييس التقنية المعمول بها في قطاع المحروقات السيما ما يتعلق منها‬ ‫التطبيق‬ ‫السهر على‬
‫بالمواصفات التقنية للمحروقات وحماية البيئة‪.‬‬
‫ويتعين على الموزعين‪ ،‬والقائمين بتعبئة غازات البترول المميعة ومحولي الزفت أن يثبتوا حصولهم قبل‬
‫تشغيلهم لمنشأتهم ثم دوريا على شهادة مطابقة المنشآت لقواعد اآلمن‪ ،‬وحماية البيئة التي تسلمها لهم المصالح‬
‫المؤهلة(‪.)2‬‬
‫وبين المرسوم التنفيذي الجديد رقم ‪ 00-00‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاطات التخزين و‪/‬أو التوزيع‬
‫للمنتجات البترولية أن الحصول على الموافقة المسبقة لممارسة النشاطات السابقة الذكر تخضع الكتتاب وفق دفتر‬
‫شروط نموذجي تم تحديد محتواه في المحق الثالث المرتبط بالمرسوم‪.‬‬
‫حيث يستدعي األمر تقديم ملف وفقا للملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي‪ ،‬وباالنتقال إلى الملحق‬
‫الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬يتضح أن ملف االعتماد يتضمن نسخ من الوثائق المتعلقة بالسجل‬
‫التجاري وعقد المكية أو االمتياز للقطع األرضية وكذا نسخة من الرخص المنصوص عليها في التشريع والتنظيم‬
‫المتعلق بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬ويجب على على كل موزع للمنتجات البترولية أن يتعهد بالسهر على‬
‫التطبيق الصارم ل لمقاييس المعمول بها في مجال المحروقات ال سيما المتعلقة بالمواصفات التقنية للمنتجات‬

‫(‪ )1‬بينت المادة ‪ 002‬من القانون رقم ‪ 70-70‬ضمن الباب العاشر بعنوان أحكام خاصة انه تلغى كل األحكام المخالفة لهذا القانون‪،‬‬
‫السيما القانون رقم ‪ 02-80‬المؤرخ في ‪ 00‬أوت سنة ‪ 0080‬المعدل والمتمم والمذكور أعاله دون اإلخالل بأحكام المادة ‪ 070‬أعاله‪.‬‬
‫وباستقراء مضمون هذه المادة يتضح أن المشرع أشار إلى إلغاء القانون رقم ‪ 02-80‬دون األحكام التنظيمية التي وضعت تطبيقا له‬
‫حيث أن اسرداه للنص ال يحتوي عبارة والنصوص التنظيمية المطبقة له‪ ،‬وهو الشيء الذي يثير االستفهام حول مدى مشروعية النص‬
‫التنظيمي بالنظر لكونه قد جاء لتطبيق القانون رقم ‪ 02-80‬الذي الغي وأصبح منعدما بموجب قانون المحروقات الجديد رقم ‪70-70‬‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ ،0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫البترولية وتهيئة مستودعات تخزين المنتجات البترولية واستغاللها والقواعد المطبقة فيما يخص األمن من أخطار‬
‫الحريق ومحيطات الحماية(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫قوانين حماية البيئة والنصوص التنظيمية المتعلقة بها‬

‫قصد الوقوف على مدى تكريس المشرع لحماية البيئة في قطاع المحروقات ضمن النصوص القانونية‬
‫المنظمة لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬فإن األمر يستدعي البحث في هذه النصوص عن كيفية معالجة المشرع‬
‫الجزائري لألضرار الملوثة للبيئة والتي تنتج عن النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات‪.‬‬
‫وبعد البحث في المنظومة القانونية الجزائرية منذ االستقالل عن القوانين المتعلقة بالبيئة‪ ،‬فإننا نجد أن‬
‫المشرع الجزائري صا‪ ،‬نصين قانونين متعلقين بها‪ ،‬ووضع أول قانون متعلق بالبيئة سنة ‪ 1983‬وهو القانون رقم‬
‫‪ 13-83‬المتعلق بحماية البيئة (أوال)‪ ،‬ثم تم إلغاء هذا القانون سنة ‪ 2113‬بموجب القانون رقم ‪ 11-13‬المتضمن‬
‫حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة (ثانيا)‪ .‬عالوة على النصوص التنظيمية التي صدرت تطبيقا للنصين‬
‫السابق ذكرهما‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قانون حماية البيئة والتنظيمات المتعلقة به‬
‫من أجل تحديد مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة من األخطار الناجمة عن نشاطات قطاع‬
‫المحروقات في ظل أول قانون متعلق بالبيئة في الجزائر‪ ،‬فإن األمر يستدعي مراجعة مختلف األحكام التي جاء بها‬
‫هذا القانون وتحديد فيما إذا كان المشرع قد وضع احكاما ألخطار التلوث الناجم عن قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ .4‬قانون حماية البيئة‬
‫صدر أول قانون لحماية البيئة في الجزائر بموجب القانون رقم ‪ ،13-83‬حيث كان يهدف إلى تنفيذ سياسة‬
‫وطنية لحماية البيئة ترمي إلى حماية الموارد الطبيعية واضفاء القيمة عليها‪ ،‬واتقاء كل شكل من أشكال التلوث‬
‫والمضار ومكافحته من أجل تحسين إطار المعيشة ونوعيتها(‪ ،)2‬كما أقر ضرورة إقامة التوازن بين متطلبات النمو‬
‫االقتصادي ومتطلبات حماية البيئة والمحافظة على أطار معيشة السكان(‪.)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ ،07‬من الملحق الثالث المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وتضمن الباب الثاني من قانون حماية البيئة حماية الطبيعة‪ ،‬وذلك من خالل حماية الحيوان والنبات حيث‬
‫اعتبر اإلبقاء على الت وازنات البيولوجية والمحافظة على الموارد الطبيعية من جميع أسباب التدهور التي تهددها من‬
‫األعمال المتعلقة بالمصلحة الوطنية‪ ،‬ويتعين على كل فرد السهر عل صيانة الثروة الطبيعية(‪.)1‬‬
‫كما تضمن الفصل األول من الباب الثالث منه حماية المحيط الجوي من كل تلوث ناجم عن إفراز الغازات‬
‫والدخان أو جسيمات صلبة أو سائلة أو أكالة أو سامة أو ذات الروائح في المحيط الجوي والتي من شانها ان تزعج‬
‫السكان وتعرض الضرر للصحة أو األمن العام أو تضر بالنبات والمنتجات الفالحية الغذائية (‪.)2‬‬
‫وألزمت المادة ‪ 33‬ضرورة بناء أو استغالل أو استعمال البنايات والمؤسسات الصناعية والتجارية والحرفية‬
‫على نحو غير مخالف للتدابير المتخذة تطبيقا لقانون البيئة قصد تفادي تلوث المحيط الجوي‪.‬‬
‫وعمد الفصل الثاني من الباب الثالث من قانون حماية البيئة إلى حماية المياه ومكافحة كل تلوث يهددها‬
‫قصد تلبية وتوفيق حاجيات التزود بالمياه الصالحة للشرب والمياه الموجهة للنشاطات الفالحية والصناعية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى الحفاظ على الحياة البيولوجية‪ ،‬حيث تطبق أحكام قانون حماية البيئة على الصب والتصريف والقذف والترسيب‬
‫المباشر أو غير المباشر للمواد بمختلف أنواعها‪ ،‬كما تطبق على كل فعل من شانه إحداث أو مضاعفة تدهور‬
‫المياه بتغيير مميزاتها الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية سواء تعلق األمر بمياه سطحية أو بمياه باطنية أو ساحلية (‪،)3‬‬
‫كما منع كل صب أو قذف للمياه المستعملة أو رمي النفايات في المياه المخصصة إلعادة تزويد جيوب المياه‬
‫الجوفية في اآلبار والحفر وسراديب جذب المياه التي غير تخصيصها(‪.)4‬‬
‫وفيما يخص حماية البحر فقد أفرد له فصال مستقال‪ ،‬وهو الفصل الثالث من الباب الثالث من قانون حماية‬
‫البيئة لسنة ‪ ،1983‬حيث أشارت المادة ‪ 48‬إلى مراعاة أحكم المعاهدات واالتفاقيات الدولية التي أقرتها الجزائر‬
‫والمتعلقة بحماية البحر‪ ،‬حيث يمنع أن تصب وتغمر‪ ،‬وتحرق في البحر(‪ ،)5‬مختلف المواد التي من شأنها اإلضرار‬
‫بالصحة العمومية وبالموارد البيولوجية‪ ،‬أو إفساد ماء البحر من حيث استعماله‪.‬‬

‫المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 36‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬المادة ‪ 47‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ )5‬بينت المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬أنه فيما يخص النفايات الناتجة عن األنشطة الصناعية فيجب على كل شخص طبيعي‬
‫أو اعتباري ينتج نفايات أو يملكها في ظروف من شأنها أن تكون لها عواقب مضرة بالتربة أو بالنباتات أو بالحيوانات أو تتسبب في‬
‫تدهور األماكن السياحية أو المناظر أو في تلوث الهواء أو المياه أو إحداث صخب أو روائح وبصفة أعم قد تضر بصحة اإلنسان‬
‫والبيئة أن يضمن أو يعمل على ضمان إزالتها وفي ظروف كفيلة باجتناب العواقب المذكورة‪ ،‬حيث تتمثل عملية إزالة النفايات على‬
‫الخصوص في عمليات الجمع والنقل والتخزين والفرز والمعالجة الضرورية اللتقاط الطاقة أو العناصر والمواد التي يمكن استعمالها من‬
‫جديد وكذا في إيداع أو رمي جميع المنتجات األخرى في الوسط المذكور سابقا‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ففي حالة وقوع عطب أو حادث ط أر في البحر اإلقليمي بكل سفينة أو طائرة ا والية أو قاعدة عائمة تنقل‬
‫أو ت حمل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات من شانها أن تشكل خط ار كبي ار وال مفر منه من طبيعته إلحاق الضرر‬
‫بالساحل وبالمنافع المرتبطة به يمكن أمر صاحب السفينة أو الطائرة أو الناقلة أو القاعدة العائمة باتخاذ كل‬
‫اإلجراءات الالزمة لوضع حد لهذا الخطر‪ ،‬واذا ظل هذا اإليعاز بال جدوى أو لم يسفر عن النتائج المنتظرة في‬
‫األجل المحدد يمكن للدولة أن تأمر تلقائيا في حالة االستعجال بتنفيذ اإلجراءات الالزمة علة نفقة صاحب الناقلة أو‬
‫تحصل مبلغ التكلفة منه (‪.)1‬‬
‫كما يتعين على كل ربان للسفينة تحمل بضاعة محظورة أو سامة أو ملوثة عابرة بقرب المياه اإلقليمية أو‬
‫داخلها أن يعلن عن كل حادث مالحي يقع في مركبه ومن طبيعته أن يهدد بالتلويث أو بإفساد الوسط البحري‬
‫والمياه والسواحل الوطنية الجزائرية‪ ،‬ويعاقب بغرامة مالية وبالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات أو بإحدى‬
‫العقوبتين فقط وفي حالة العود بضعف هاتين العقوبتين‪ ،‬كل ربان خاضع ألحكام المعاهدة الدولية التقاء تلوث مياه‬
‫البحر بالمحروقات المبرمة بلندن في ‪ 12‬ماي ‪ 1954‬وتعديالتها‪ ،‬يرتكب مخالفة ألحكام المادة ‪ 3‬من المعاهدة‬
‫المذكورة المتعلقة بمنع رمي المحروقات أو مزيج المحروقات في البحر(‪ ،)2‬ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمسة‬
‫سنوات وبغرامة من مليون إلى ‪ 5‬مالين دج على المخالفة المنصوص عليها في المادة ‪ 54‬والتي يسفر عنها رمي‬
‫محروقات أو مزيج من المحروقات في المياه اإلقليمية وذلك بغض النظر عن المالحقات القضائية في حالة إلحاق‬
‫األضرار بأي شخص أو بالوسط البحري أو بالمنشآت(‪.)3‬‬
‫وما يالحظ على قانون حماية البيئة لسنة ‪ 1983‬أنه جاء مكرسا لحماية البيئة بمختلف مكوناتها عبر‬
‫حماية الحياة الحيوانية والنباتية‪ ،‬إضافة إلى حماية التربة والمياه والهواء من مختلف أشكال التلوث‪ ،‬وذلك بمعالجة‬
‫كل جزء على حدا‪ ،‬السيما عبر وضعه لنظام تجريمي لألفعال التي تمس بسالمة البيئة ووضع األحكام العقابية‬
‫المتعلقة بها‪ ،‬وبالرجوع إلى مختلف الفصول المكونة لقانون حماية البيئة سواء المتعلقة بحماية الحيوان والنبات أو‬
‫المتعلقة بالمحميات الطبيعية والحظائر الوطنية‪ ،‬وكذا حماية المحيط الجوي أو حماية المياه السطحية والجوفية فإن‬
‫المشرع الجزائري لم يقم بتكريس صريح لحماية البيئة من التلوث الناتج عن المحروقات‪ ،‬فجل األحكام المعتمدة في‬
‫حماية البيئة بمختلف مكوناتها جاءت على سبيل التعميم‪ ،‬وذلك بمخاطبتها مختلف أشكال مصادر التلوث دون‬
‫التطرق بصورة صريحة إلى التلوث الناجم عن المنشآت الناشطة في قطاع المحروقات؛ غير أن المشرع الجزائري‬
‫من خالل الفصل الثالث وضمن الباب الثالث من قانون حماية البيئة لسنة ‪ 1983‬قام بتكريس حماية المياه البحرية‬

‫المادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 69‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬


‫المادة ‪ 73‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫من التلوث بالمحروقات بصورة صريحة ومحددة بذاتها‪ ،‬حيث أشارت المادة ‪ 48‬على مراعاة أحكام المعاهدات‬
‫واالتفاقيات الدولية التي أقرتها الجزائر والمتعلقة بحماية البحر من التلوث‪ ،‬إضافة إلى وضع أحكام تجريمية وعقابية‬
‫لمختلف األعمال التي تنجر عنها نتائج تؤدي أو يمكن أن تؤدي إلى تلوث مياه البحر بالمحروقات‪.‬‬
‫‪.2‬التنظيمات المتعلقة بقانون حماية البيئة‬
‫صدرت العديد من النصوص التنظيمية المتعلقة بقانون حماية البيئة لسنة ‪ 1983‬والتي جاءت لتحدد‬
‫كيفيات تطبيق أحكام المواد القانونية التي جاء بها قانون حماية البيئة‪ ،‬وفيما يلي أهم النصوص التي كانت لها‬
‫عالقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات‪:‬‬
‫أ‪ .‬التنظيم المحدد إلجراءات قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن تلوث البحر‬
‫بين المرسوم رقم ‪ ،)1(228-88‬شروط قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن تلوث البحر‬
‫واإلجراءات المحددة لذلك‪ ،‬حيث ألزمت المادة ‪ 3‬منه أن يتم إجراء كل عملية غمر من شأنها تلوث البحر وفقا‬
‫ألحكام القانون رقم ‪ ،72-82‬والبروتوكول المتعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث الناشئ عن عمليات‬
‫غمر النفايات من السفن والطائرات الموقع في ببرشلونا في ‪ 00‬فيفري ‪ ،0000‬والذي تم التعرض له في المطلب‬
‫األول من هذا المبحث من الدراسة‪.‬‬
‫وعمال بالمادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ ،72-82‬فإنه يمنع غمر النفايات على اختالف أشكالها إذا كانت‬
‫تشتمل على مادة أو عدة مواد ورد حصرها في الملحق األول ببروتوكول ببرشلونا‪ ،‬وبالرجوع إلى المادة الرابعة من‬
‫البروتوكول نجد أنها حضرت إغراق النفايات والمواد األخرى المدرجة في الملحق األول من البروتوكول والذي نجد‬
‫فيه من خالل الفقرة السادسة حضر إغراق النفط والمواد الهيدروكربونية المشتقة من النفط‪ ،‬وأي خليط يشتمل على‬
‫أي منها مما يتم حمله بهدف إغراقه في البحر‪.‬‬
‫ب‪ .‬التنظيم المتعلق بدراسات التأثير في البيئة‪.‬‬
‫عالج المرسوم التنفيذي ‪ ،)2(08-07‬كيفيات القيام بدارسة التأثير على البيئة‪ ،‬والذي جاء تطبيقا ألحكام‬
‫الباب الخامس من القانون رقم ‪ 72-82‬المتعلق بحماية البيئة‪ ،‬وبينت المادة ‪ 3‬منه إلزامية خضوع جميع األشغال‬
‫وأعمال التهيئة أو المنشآت الكبرى التي يمكن أن تسبب أهميتها أث ار أو ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالبيئة‪ ،‬والسيما‬
‫الصحة العمومية والفالحة والمساحات الطبيعية والحيوان والنبات إلى دراسة تثير في البيئة‪.‬‬

‫مرسوم رقم ‪ ،338-88‬مؤرخ في ‪ 70‬نوفمبر ‪ ،0088‬حدد شروط قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن تلوث‬ ‫(‪)1‬‬

‫البحر واجراءات ذلك وكيفياته‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 70‬نوفمبر ‪.0088‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،08-07‬مؤرخ في ‪ 30‬فبراير ‪ ،0007‬يتعلق بدراسات التأثير في البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 07‬صادر في‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ 70‬مارس ‪( ،0007‬ملغى)‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫وبينت المادة ‪ 2‬منه أن مجموع أشغال وأعمال التهيئة والمنشآت الكبرى المحددة في الملحق المرفق‬
‫بالمرسوم ال تخضع لدراسة التأثير على البيئة حيث تخضع ألحكام تشريعية خاصة بها‪ ،‬وبالرجوع إلى الملحق نجد‬
‫أن المشرع قد أعفا شبكات توزيع الغاز من دراسة التأثير على البيئة‪ ،‬إال أنه بمفهوم المخالفة فإن باقي المنشآت‬
‫المتعلقة بنشاطات قطاع المحروقات تخضع إلجراء دراسة التأثير على البيئة‪.‬‬
‫ج‪ .‬التنظيم المتعلق بصب الزيوت والشحوم الزيتية في الوسط الطبيعي‬
‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)1(000-02‬كيفيات منح الرخصة المتعلقة بتصريف النفايات الصناعية السائلة‬
‫تطبيقا ألحكام القانون رقم ‪ 72 -82‬المتعلق بحماية البيئة‪.‬‬
‫وبينت المادة ‪ 3‬منه أن المقصود بالتصريف هو كل عملية صب أو تدفق أو إيداع بصورة مباشرة أوغير‬
‫مباشرة لنفايات صناعية سائلة في الوسط الطبيعي‪.‬‬
‫وألزمت المادة ‪ 2‬من ذات المرسوم ضرورة توافر شرطين أساسيين من أجل الحصول على الرخصة ‪ ،‬حيث‬
‫يتمثل الشرط األول ضرورة توفر الشروط التقنية التي يتم تحديدها وفقا لقرار من الوزير المكلف بحماية البيئة‪،‬‬
‫إضافة إلى ضرورة عدم تجاوز القيم القصوى المحددة في الملحق المفرق بالمرسوم ‪ ،‬حيث أنه بالرجوع إلى الملحق‬
‫المحدد لقيم الحد األقصى لمعالم صرف نفايات الوحدات الصناعية نجد أن القيمة القصوى للنفايات في شكل‬
‫محروقات هي ‪ 37‬ميلغ لكل لتر‪.‬‬
‫د‪ .‬التنظيم المتعلق بإفراز الدخان والغاز والروائح والجسيمات الصلبة في الجو‪.‬‬
‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)2(000-02‬االحكام المطبقة حال إفراز الدخان والغاز والغبار والروائح‬
‫والجسيمات الصلبة الذي يصدر عن التجهيزات الثابتة والذي من طبيعته أن يزعج السكان ويعرض الصحة أواألمن‬
‫العمومي للخطر‪ ،‬ويضر بالنباتات واإلنتاج الفالحي‪ ،‬والحفاظ على المعالم التاريخية والطبيعية تطبيقا ألحكام الباب‬
‫الثالث من الفصل األول من القانون رقم ‪.72-82‬‬
‫وبينت المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي السابق أن التجهيزات الثابتة هي كل مستثمرة صناعية أو فالحية تقام‬
‫في مكان معين السيما المعامل والورشات والمقالع والمستودعات والمخازن ومؤسسات البيع أو التحويل والمصانع‪،‬‬
‫كما ألزمت المادة ‪ 2‬منه ضرورة أن تكون التجهيزات الثابتة مصمصة ومستغلة بكيفية تجعل إفرازها للغاز والدخان‬
‫والغبار والروائح والجسيمات الصلبة في الجو ال تتعدى في مصدرها مقاييس الكثافة كما هي محددة في التنظيم‬
‫المعمول به‪.‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،000-02‬مؤرخ في ‪ 07‬يوليو ‪ ،0002‬ينظم صب الزيوت والشحوم الزيتية في الوسط الطبيعي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ج‪ .‬عدد ‪ ، 20‬صادر في ‪ 02‬يوليو ‪.0002‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،000-02‬مؤرخ في ‪ 07‬يوليو ‪ ،0002‬ينظم إفراز الدخان والغاز والروائح والجسيمات الصلبة في الجو‪ ،‬ج‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 20‬صادر في ‪ 02‬يوليو ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬


‫‪111‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ه‪ .‬التنظيم المطبق على المنشآت المصنفة‬


‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)1(220-08‬التنظيم المطبق على المنشآت المصنفة لحماية البيئة والذي جاء‬
‫تطبيقا ألحكام المواد ‪ 00‬إلى ‪ 08‬من القانون رقم ‪.72-82‬‬
‫وبينت المادة ‪ 3‬منه أن كل منشأة موجودة ضمن قائمة المنشآت المصنفة الواردة في الملحق (‪)2‬المرتبط‬
‫بالمرسوم يجب أن تخضع قبل بداية عملها وحسب تصنيفها إما إلى ترخيص أو تصريح يتم تسلمه إما من الوزير‬
‫المكلف بالبيئة أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وذلك بعد تحقيق علني يتعلق بالتأثيرات المحتملة للمنشأة‬
‫على مالئمة الجوار والصحة والنظافة واألمن و الفالحة وحماية الطبيعة والبيئة والمحافظة على اآلثار والمعالم‬
‫السياحية‪.‬‬
‫و‪.‬التنظيم المتعلق بمكافحة تلوث البحر واحداث مخططات لذلك‪.‬‬
‫التنظيم المتعلق بمكافحة تلوث البحر الناجم عن حادث بحري أو‬ ‫(‪)3‬‬
‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪300-02‬‬
‫بري لو جوي يتسبب أو قد يتسبب في إفرا‪ ،‬كثيف في البحر من المحروقات أو المنتجات أو المواد األخرى التي قد‬
‫تكون خط ار جسيما أو تلحق أض ار ار بالوسط البحري‪ ،‬أو بأعماقه‪ ،‬أو سواحله‪ ،‬وبالمصالح المرتبطة بذلك واحداث‬
‫مخططات إستعجالية لذلك(‪ ،)4‬وتم بموجب المادة ‪ 3‬منه إحداث مخططات استعجاليه وطنية أو جهورية أو والئية‬
‫من أجل مكافحة تلوث البحر تدعى مخططات تل البحر حسب الصيغة‪ ،‬حيث تستهدف هذه المخططات تنفيذ‬
‫منظومة صارمة في مجال الوقاية من أي أشكال التلوث البحري وكشفه‪ ،‬وحراسته ومتابعته‪ ،‬وتحديد تنظيم ميداني‬
‫فعال يستند إلى التنسيق بين السلطات المدنية والعسكرية والهيئات الوطنية المعنية التي يمكنها أن تشارك في‬
‫مكافحة تلوث البحر‪ ،‬والقيام باسم الدولة بتكوين إطار تشاوري من أجل متابعة ومراقبة وتحديد المسؤوليات في‬
‫مكافحة تلوث البحر‪.‬‬

‫(‪ )1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-08‬مؤرخ في ‪ 72‬نوفمبر ‪،0008‬يضبط التنظيم الذي يطبق على المنشآت المصنفة ويحدد قائمتها‪،‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 83‬صادر في ‪ 72‬نوفمبر ‪( ،0008‬ملغى)‪.‬‬
‫بالرجوع إلى الملحق المتعلق بقائمة المنشآت المصنفة لحماية البيئة وبعد عملية البحث عن األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫فإن المشرع ألزم المنشآت القائمة بالنشاط رقم ‪ 022‬بعنوان الوقود عندما تكون المنتجات المستهلكة منفردة أو ممزوجة تتكون من‬
‫المازوت أو الغاز الطبيعي‪ ،‬والنشاط رقم ‪ 000‬بعنوان الغاز والمتضمن خزانات الغاز المكثف المحتوية على غازات قابلة لاللتهاب‬
‫تخضع لرخص حسب الكمية‪ ،‬النشاط رقم ‪ 002‬المتضمن غاز الوقود السائل (مخازن)‪ ،‬والنشاط رقم ‪00‬غاز الوقود السائل تجهز‬
‫محطات تعبئة وتوزيع‪ ،‬ضرورة الخضوع إلى نظام الرخصة بمختلف أشكالها وفقا لحجم النشاط وكمية المواد المستعملة‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،300-02‬مؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،0002‬يتضمن تنظيم مكافحة تلوث البحر واحداث مخططات إستعجالية‬ ‫(‪)3‬‬

‫لذلك‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 00‬صادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬


‫(‪ )4‬أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-02‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ثانيا ‪ :‬قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة والتنظيمات المتعلقة به‬
‫للوقوف على مدى تكريس المشرع الجزائري لحماية البيئة من األخطار الناجمة عن نشاطات قطاع‬
‫المحروقات في ظل ثاني قانون متعلق بالبيئة في الجزائر‪ ،‬فإن األمر يستدعي مراجعة مختلف األحكام التي جاء‬
‫بها‪ ،‬وتنظيماته المطبقة له‪ ،‬بتحديد مدى تعرض المشرع الجزائري ألخطار التلوث الناجم عن قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ .4‬قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‬
‫تم إلغاء القانون رقم ‪ 13-83‬بصدور القانون رقم ‪ 11-13‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬والذي حدد قواعد حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬وتكمن األهداف التي جاء بها في تحديد‬
‫المبادئ األساسية من أجل الترقية والتنمية الوطنية المستدامة‪ ،‬بتحسين شروط المعيشة والعمل من أجل ضمان‬
‫إطار معيشي سليم بالوقاية من كل إشكال التلوث واألضرار الملحقة بالبيئة وذلك بضمان الحفاظ على مكوناتها‬
‫واصالح األوساط المتضررة‪ ،‬وترقية االستعمال اإليكولوجي للموارد الطبيعية المتوفرة‪ ،‬وكذا استعمال التكنولوجيات‬
‫األكثر نقاء‪ ،‬وتدعيم اإلعالم والتحسيس بمشاركة الجماهير ومختلف المتدخلين في حماية البيئة(‪.)1‬‬
‫ومن أجل تحقيق األهداف السابقة الذكر‪ ،‬وضع القانون رقم ‪ 11-13‬جملة من المبادئ العامة والتي تظهر‬
‫في كل من مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‪ ،‬ومبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية‪ ،‬إضافة إلى مبدأ االستبدال‬
‫ومبدأ اإلدماج ومبدأ النشاط الوقائي‪ ،‬وتصحيح األضرار البيئية باألولوية عند المصدر‪ ،‬ومبدأ الملوث الدافع‪ ،‬ومبدأ‬
‫اإلعالم والمشاركة(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬التنظيمات المتعلقة بقانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‬
‫صدرت عدة نصوص التنظيمية محددة لكيفيات تطبيق األحكام التي جاء بها قانون حماية البيئة في إطار‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬وفيما يلي نبين مجموعة النصوص التي لها عالقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات‪:‬‬
‫أ‪ .‬التنظيم المحدد لقائمة النفايات بما في ذلك النفايات الخاصة الخطرة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قائمة النفايات بما في ذلك النفايات الخاصة الخطرة‪ ،‬وبالرجوع إلى‬ ‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪072-70‬‬
‫المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها‪ ،‬فإن المادة ‪ 2‬منه قد بينت المقصود من النفايات‬ ‫(‪)4‬‬
‫القانون رقم ‪19-70‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪ .‬راجع أيضا المطلب الثاني من المبحث األول في هذا الفصل من الدراسة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،072-70‬مؤرخ في ‪ 38‬فبراير ‪ ،3770‬يحدد قائمة النفايات بما في ذلك النفايات الخاصة الخطرة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 70‬مارس ‪.3770‬‬
‫(‪ )4‬قانون رقم ‪ ،00-70‬مؤرخ في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،3770‬يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في‬
‫‪ 00‬ديسمبر ‪.3770‬‬
‫‪112‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫واعتبرتها أنها كل البقايا الناتجة عن عمليات اإلنتاج أو التحويل أو االستعمال‪ ،‬وبصفة أعم كل مادة أو منتج‪ ،‬وكل‬
‫منقول يقوم المالك أو الحائز بالتخلص منه‪ ،‬أو قصد التخلص منه أو يلزم بالتخلص منه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الخاصة كل النفايات الناتجة عن النشاطات الصناعية والزراعية والعالجية والخدمات‬ ‫كما يقصد بالنفايات‬
‫وكل النشاطات األخرى والتي بفعل طبيعتها ومكونات المواد التي تحتويها ال يمكن تحويلها أو جمعها ونقلها‬
‫ومعالجتها‪ ،‬أما النفايات الخاصة الخطرة فيقصد بها كل النفايات الخاصة التي بفعل مكوناتها وخاصية المواد السامة‬
‫التي تحتويها يحتمل أن تضر بالصحة العمومية و‪/‬أو البيئة‪.‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 072-70‬تم تصنيف قائمة النفايات بدء بإسناد رقم يحدد رمز‬
‫النفاية‪ ،‬ثم بيان تعريف صنف النفاية فإذا كانت منزلية يرمز لها بـ‪( :‬م‪.‬م‪.‬ش‪ ،).‬إذا كانت خاصة يرمز لها بـ‪( :‬خ‪).‬‬
‫أما إذا كانت خطرة فيرمز لها بـ‪( :‬خ‪.‬خ‪ ،).‬وأخي ار تم تحديد خطورة النفاية المعنية حسب مقاييس تم تحديدها في‬
‫الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ‪.)2(114-16‬‬

‫بينت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،072-70‬أن مختلف فئات النفايات تم تنظيمها في قائمتين‪ ،‬تضمنت القائمة األولى‬ ‫(‪)1‬‬

‫النفايات المنزلية وما شابهها والنفايات الهامدة‪ ،‬والتي تم ذكرها في الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي‪ ،‬أما القائمة الثانية فتضمنت‬
‫النفايات الخاصة والتي تم تحديدها في الملحق الثالث المتصل بالمرسوم التنفيذي ‪.072-70‬‬
‫وبين الملحق األول من المرسوم التنفيذي ‪ 072-70‬مقاييس خطورة النفايات الخطرة‪ ،‬حيث اعتبر أن كل نفاية خطرة على‬
‫البيئة هي كل مادة أو نفاية تسبب أو قد تسبب مخاطر مباشرة أو مؤجلة على جزء أو أكثر من مكونات البيئة وقادرة على تغيير‬
‫تركيبة الطبيعة أو الماء أو التربة أو الهواء أو المناخ أو الثروة النباتية أو الحيوانية أو الكائنات الحية‪ .‬أما النفاية الملهبة فهي التي‬
‫تحتوي على مادة أو نفاية تسبب بفعل مالمستها لمواد أخرى السيما منها المواد القابلة لالشتعال تفاعال ناش ار للح اررة‪.‬‬
‫وتعتبر نفاية محدثة للسرطان كل مادة أو نفاية قد تؤدي بفعل االستنشاق أو البلع أو الدخول عبر الجلد إلى اإلصابة‬
‫بالسرطان أو إلى رفع نسبة حدوثه‪ .‬وفيما يخص النفايات القابلة لالشتعال فهي كل نفاية أو مادة تكون نقطة الوضوء فيها منخفضة‪،‬‬
‫أما النفايات السامة فهي كل مادة أو نفاية يمكن بفعل االستنشاق أو البلع أوالدخول عبر الجلد بكميات ضئيلة أن تتسبب في الموت أو‬
‫مخاطر حادة أو مزمنة‪ .‬والنفايات المبدلة فهي كل مادة أو نفاية يمكن بفعل االستنشاق أو البلع أو الدخول عبر الجلد أن تسبب‬
‫تشوهات خلقية وراثية أو مضاعفة ذلك‪.‬‬
‫بالرجوع إلى الملحق الثالث المتضمن قائمة النفايات الخاصة والنفايات الخطرة وبعد عملية البحث عن النفايات المتعلقة بقطاع‬ ‫(‪)2‬‬

‫المحروقات فقد تم تصنيفها كما يلي‪ :‬الرمز‪ ،1.4.1:‬تسمية النفاية‪ :‬أوحال ونفايات التنقيب تحتوي على محروقات‪ ،‬صنف النفاية‪:‬‬
‫خ‪.‬خ‪ ،‬مقاييس الخطورة‪ :‬قابلة لالشتعال وسامة‪ ،‬الرمز ‪ ،5‬تسمية النفاية نفايات ناجمة عن تكرير البترول وتنقية الغاز ومعالجة الفحم‬
‫بواسطة الح اررة‪ ،‬صنف النفاية خ‪ ،.‬مقاييس الخطورة‪ :‬خطرة على البيئة‪ .‬الرمز ‪ ،4.1.5‬تسمية النفاية‪ :‬محروقات منتشرة عن غير‬
‫قصد‪ ،‬صنف النفاية‪ :‬خ‪.‬خ‪ ،.‬مقاييس الخطورة‪ :‬سامة محدثة للسرطان وخطرة على البيئة‪ .‬الرمز‪ ،15.1.5 :‬تسمية النفاية‪ :‬نفايات‬
‫تحتوي على الكبريت وناجمة عن إزالة الكبريت من البترول‪ ،‬صنف النفاية‪ :‬خ‪.‬خ‪ ،‬مقاييس الخطورة‪ :‬ملهبة‪ .‬الرمز‪ ،5 :‬تسمية النفاية‪:‬‬
‫نفايات ناجمة عن تنقية ونقل الغاز الطبيعي‪ ،‬صنف النفاية‪ :‬خ‪ ،.‬مقاييس الخطورة‪ :‬قابلة لالشتعال ومحدثة للسرطان ومبدلة‪ .‬الرمز‪:‬‬
‫‪ ،5.2.19‬تسمية النفاية‪ :‬محروقات ومركزات ناجمة عن الفصل‪ ،‬صنف النفاية‪ :‬خ‪.‬خ‪ ،.‬مقاييس الخطورة‪ :‬قابلة لالشتعال وخطرة على‬
‫البيئة‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ب‪ .‬التنظيم المتعلق بضبط انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزئيات السائلة أو الصلبة في الجو‬
‫عالج المرسوم التنفيذي ‪ ،)1(028-70‬تنظيم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في‬
‫الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها‪ ،‬حيث بينت المادة ‪ 3‬منه المقصود بإنبعاث الغاز والدخان والبخار‬
‫والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو والتي يطلق عليها مصطلح اإلنبعاثات الجوية‪ ،‬والتي يظهر كل انبعاث لهذه‬
‫المواد من مصادر ثابتة السيما المنشآت الصناعية‪.‬‬
‫وفيما يخص القيم القصوى لالنبعاثات الجوية فقد تم تحديدها في الملحقين المرتبطين بالمرسوم حيث بين‬
‫الملحق األول القيم القصوى لمعايير اإلنبعاثات الغازية ومن أمثلة ذلك غاز أكسيد الكبريت وأكسيد األزوت‪.‬‬
‫وبين الملحق الثاني القيم المسموحة لبعض القيم القصوى لمعايير اإلنبعاثات الجوية حسب أنواع المنشآت‪،‬‬
‫حيث بدأ المشرع الجزائري بالمنشآت البترولية المتضمنة تنقية وتحويل المواد المشتقة من البترول وبين الجدول‬
‫المرفق بذلك معايير القيم القصوى لكل من غازات أكاسيد الكبريت وأكسيد األزوت وأكسيد الكربون‪ ،‬إضافة إلى‬
‫المركبات العضوية المتطايرة واألحماض السلفورية والجزئيات الناجمة عن ذلك(‪.)2‬‬
‫وأعطت المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 138-16‬أجال قدره خمسة سنوات للمنشات الصناعية القديمة من‬
‫أجل التقيد بالقيم القصوى المحددة في الملحقين‪ ،‬وفيما يخص المنشآت البترولية فإن األجل المحدد هو سبعة سنوات‬
‫طبقا ألحكام القانون رقم ‪ 17-15‬المعدل والمتمم المتضمن قانون المحروقات‪.‬‬
‫كما ألزمت المادة ‪ 4‬منه كل عملية إ نجاز أو تشييد أو استغالل للمنشات التي تنتج عنها انبعاثات جوية أن‬
‫تتم وفق طريقة تجنب أو تقي أو تقلل من إنبعاثاتها الجوية عند المصدر‪ ،‬والتي يجب أن ال تتجاوز حدود‬
‫اإلنبعاثات المحددة في ملحقي المرسوم‪ ،‬وبينت المادة ‪ 7‬منه ضرورة انجاز منشآت للمعالجة تستغل وتصان بطريقة‬
‫تقلص إلى أدنى حد مدة عدم استغاللها‪ ،‬حيث ألزمت كذلك كل مستغل أن يتخذ التدابير الضرورية من أجل‬
‫التقليص من التلوث الصادر وذلك بتخفيض النشاطات المعنية أو توقيفها عند الحاجة‪.‬‬
‫ومن أجل المراقبة والحراسة الدورية لإلنبعاثات الجوية‪ ،‬يجب على كل مستغل للمنشآت التي تصدر غازات‬
‫جوية أن يمسكوا سجال يدونون فيه تاريخ ونتائج التحاليل التي يقومون بها حسب الكيفيات المحددة بقرار من الوزير‬
‫المكلف بالبيئة وعند االقتضاء بقرار مشترك مع الوزير المكلف بالقطاع المعني(‪ ،)3‬ويتم وفقا ألحكام المادة ‪13‬‬
‫مراقبة النتائج المسجلة من طرف المصالح المؤهلة في هذا المجال عن طريق الرقابة الدورية و‪/‬أو المفاجئة‬
‫لإلنبعاثات الجوية لضمان مطابقتها للقيم القصوى المحددة في ملحقي المرسوم‪.‬‬

‫(‪ )1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،028-70‬مؤرخ في ‪ 00‬أبريل ‪ ،3770‬ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في‬
‫الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،32‬صادر في ‪ 00‬أبريل ‪.3770‬‬
‫(‪ )2‬راجع الملحقين المتصلين بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،028-70‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،028-70‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ج‪ .‬التنظيم المتعلق بضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‬


‫القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‪ ،‬والذي جاء تطبيقا‬ ‫(‪)1‬‬
‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪020-70‬‬
‫ألحكام المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪.07-72‬‬
‫وتم تحديد القيم القصوى لطرح المصبات الصناعية السائلة في للملحقين المتصلين بالمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،020-70‬غير أنه وفي انتظار تسوية وضعية المنشآت الصناعية القديمة منح لها أجل خمسة سنوات من أجل‬
‫األخذ بعين االعتبار القيم القصوى للمصبات الصناعية‪ ،‬وفيما يخص المنشآت البترولية فقد حدد أجل سبعة سنوات‬
‫طبقا ألحكام القانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم والمتضمن قانون المحروقات(‪.)2‬‬
‫وألزمت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬كل المنشآت التي تنتج مصبات صناعية سائلة حال‬
‫إ نجازها أو تشييدها أو استغاللها أن تتم هذه العمليات بطريقة ال تتجاوز فيها مصباتها الصناعية السائلة عند‬
‫خروجها من المنشأة القيم القصوى المحددة في ملحقي المرسوم‪ ،‬كما يجب أن تزود بجهاز معالجة مالئم يسمح‬
‫بالحد من التلوث المطروح‪ ،‬وفيما يخص عمليات المراقبة والحراسة فإن مستغلي المنشآت الصناعية مجبرين على‬
‫مسك سجل يدونون فيه تاريخ ونتائج التحاليل التي يقومون بها حسب الكيفيات المحددة بقرار من الوزير المكلف‬
‫بالبيئة وعند االقتضاء الوزير المكلف بالقطاع المعني(‪.)3‬‬
‫وبينت المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي ‪ 020-70‬إمكانية الرقابة الدورية و‪/‬أو الدورية المفاجئة للخصائص‬
‫الكيمائية والبيولوجية للمصبات الصناعية السائلة لضمان مطابقتها للقيم القصوى المحددة في ملحقي المرسوم من‬
‫طرف المصالح المؤهلة لذلك‪ ،‬وبالرجوع إلى الملحقين المتصلين بالمرسوم التنفيذي ‪ ،020-70‬نجد أن الملحق‬
‫األول قد بين القيم القصوى لمعايير المصبات الصناعية السائلة والذي احتوى على مجموعة من المواد الكيمائية‬
‫حيث وردت المحروقات من ضمن ذلك‪.‬‬
‫أما الملحق الثاني فقد تضمن القيم المسموحة لبعض القيم القصوى لمعايير المصبات الصناعية السائلة‬
‫حسب أنواع المنشآت‪ ،‬وتم تحديد القيم القصوى تحت عنوان صناعة الطاقة‪ ،‬والتي تتكون من شقين تضمن الشق‬
‫االول تصفية البترول‪ ،‬وعمليات أخرى تحت تسمية كوكيفاكسيون ويتعلق األمر بمختلف المواد التي يتم صبها‬
‫ومثال ذلك األزوت والرصاص والفينول والكروم‪ ،‬إضافة إلى المحروقات االروماتكية والفسفور(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مؤرخ في ‪ 00‬أبريل ‪ ،3770‬يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،30‬صادر في ‪ 32‬أبريل ‪.3770‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬
‫راجع الملحقين األول والثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫د‪ .‬التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‬


‫يهدف تنظيم المنشآت المصنفة إلى الوقاية من األخطار التي يمكن أن تحدثها مختلف المنشآت على‬
‫البيئة‪ ،‬وعليه فإننا ال نكون أمام حالة منع من النشاط نظ ار لكونه نشاطا مشروعا‪ ،‬ولكن السبب يعود إلى تفحص‬
‫فيما إذا كان هذا النشاط من شانه أن يستجيب لمقتضيات حماية البيئة(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة والذي‬ ‫ولقد بين المرسوم التنفيذي رقم ‪008-70‬‬
‫جاء بدوره تطبيقا ألحكام المواد ‪ 00‬و‪ 32‬و‪ 32‬من القانون رقم ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬كما بين األطر التنظيمية لمختلف الرخص المعتمدة إلستغالل المؤسسات المصنفة‪ ،‬وكذا التصريح‬
‫باستغاللها وكيفيات تسليمها وتعليقها وسحبها‪ ،‬إضافة إلى تحديد شروط وكيفيات مراقبتها‪.‬‬
‫لقد ألزم المشرع قصد الحصول على رخصة استغالل المؤسسة المصنفة وطبقا لقائمة المنشآت المصنفة‬
‫ضرورة إعداد دراسة أوموجز التأثير على البيئة‪ ،‬اللذان يعدان ويصادق عليهما حسب الشروط المحددة في التنظيم‬
‫المعمول به‪ ،‬إضافة إلى دراسة خطر تعد ويصادق عليها حسب الشروط المحددة في هذا المرسوم‪ ،‬وتحقيق عمومي‬
‫يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم المعول به(‪.)3‬‬
‫وبمراجعة الشروط المحددة سابقا وتطبيقها على النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات من أجل الحصول‬
‫على رخصة استغالل المنشأة المصنفة فإن المشرع الجزائري قد قام بتحديد مضمون كل شرط في تنظيم محدد‬
‫لذلك‪ ،‬حيث أنه تم تنظيم دراسة التأثير على البيئة وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬أما دراسات الخطر فيتم‬
‫إعـدادها وفقا للمرسوم التنفيذي ‪ 008-70‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬المحدد لكيفيات الموافقة على دراسات‬
‫األخطار الخاصة بقطاع المحروقات‪ ،‬وفيما يخص التحقيق العمومي في قطاع المحروقات فقد تم تحديده في‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-78‬السابق الذكر‪ ،‬والتي يتم دراستها بصورة أكثر تفصيال ضمن الفصل الثاني من هذه‬
‫الدراسة(‪.)4‬‬

‫السعدي بن خالد‪ ،‬قانون المنشآت المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫تخصص القانون العام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪ ،2112 ،‬ص‪.5.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،198-16‬مؤرخ في ‪ 31‬ماي ‪ ،2116‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،37‬صادر في ‪ 4‬جويلية ‪.2116‬‬


‫أنظر المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،198-16‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫راجع ضمن الفصل الثاني‪ ،‬المبحث األول‪ ،‬المطلب الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ه‪.‬التنظيم المتعلق بمجال تطبيق ومحتوى دراسة وموجز التأثير على البيئة‬
‫جاء المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)1(145-17‬من أجل تحديد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على‬
‫دراسة وموجز التأثير على البيئة تطبيقا ألحكام المواد ‪ 15‬و‪ 16‬من القانون رقم ‪ 11-13‬المتضمن حماية البيئة في‬
‫إطار التنمية المستدامة‪.‬‬
‫وبينت المادة ‪ 3‬منه إلزامية خضوع المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل بالمرسوم إلى دراسة أوموجز‬
‫(‪)2‬‬
‫المتضمن قائمة‬ ‫التأثير على البيئة‪ ،‬وذلك إضافة على ما تم تحديده في المرسوم التنفيذي رقم ‪144-17‬‬
‫المؤسسات المصنفة لحماية البيئة من دراسة وموجز للتأثير للمؤسسات المعنية في الملحق المرتبط به‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145-17‬والمتضمن قائمة المشاريع التي تخضع‬
‫لدراسة التأثير في البيئة‪ ،‬فإننا نجد من ضمن تلك النشاطات‪ ،‬المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة‬
‫أو الغازية‪ ،‬إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو المعادن من األرض أو‬
‫البحر(‪ ،)3‬كما أنه بالرجوع إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي ‪ ،145-17‬والمتضمن قائمة المشاريع التي‬
‫تخضع لموجز التأثير نجد المشاريع المتعلقة بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة تقل عن سنتين(‪.)4‬‬
‫و‪.‬التنظيم المتعلق بإلزام ربابنة السفن باألخطار عن اي حادث في البحر‬
‫صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)5(230-78‬المتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل على متنها بضائع‬
‫خطيرة سامة أو ملوثة باألخطار عن وقوع أي حادث في البحر‪ ،‬حيث جاء هذا التنظيم تطبيقا ألحكام المادة ‪00‬‬
‫من القانون رقم ‪ ،07-72‬ففي حالة وقوع أي حدث في البحر يتضمن إجراء اإلخطار يجب على ربان السفينة‬
‫التبليغ عن طريق رسالة بكل حادث يقع على متن السفينة من شأنه أن يؤثر على السير العادي لها‪ ،‬أو يشكل‬
‫خط ار على تلوث أو تسمم لمحيط البحر أو الساحل بأحد المواد الخطيرة السامة أو الملوثة(‪.)6‬‬
‫وبينت المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفبذي رقم ‪ 230-78‬أن كل مخالفة لوجوب اإلخطار يعاقب عليها طبقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،145-17‬مؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ ،2117‬يحدد مجال تطبيق ومحتوى المصادقة على دراسات وموجز التأثير على‬ ‫(‪)1‬‬

‫البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،34‬صادر في ‪ 22‬ماي ‪.2117‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،144-17‬مؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ ،2117‬يحدد قائمة المنشآت المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،34‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫صادر في ‪ 22‬ماي ‪.2117‬‬


‫أنظر الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145-17‬المطة ‪ 21‬و ‪ ،23‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145- 17‬المطة ‪ ،1‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪ )5‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،230-78‬مؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،3778‬يتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل على متنها بضائع خطيرة سامة‬
‫أو ملوثة باإلخطار عن وقوع أي حادث في البحر‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 3‬نوفمبر ‪.3778‬‬
‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،230-78‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫ز‪.‬التنظيم المتعلق بمكافحة التلوثات البحرية واعداد مخططات استعجاليه لذلك‬


‫(‪)1‬‬
‫تنظيم مكافحة التلوثات البحرية واحداث مخططات استعجاليه لذلك‬ ‫عالج المرسوم التنفيذي رقم ‪320-02‬‬
‫حيث جاء هذا المرسوم تطبيقا ألحكام المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬والتي ألزمت كل صاحب لسفينة أو‬
‫طائرة أو آلية‪ ،‬أو قاعدة عائمة تعرضت لحالة عطب أو حادث في المياه اإلقليمية الخاضعة للقضاء الجزائري‪،‬‬
‫وكانت تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة‪ ،‬أو محروقات من شأنها أن تشكل خط ار كبي ار ال يمكن دفعه أن يتخذ‬
‫اإلجراءات والتدابير الالزمة لوضع حد لهذه األخطار‪.‬‬
‫المتعلق بحماية الساحل وتثمينه والتي‬ ‫كما جاء هذا المرسوم تطبيقا للمادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪73-73‬‬
‫(‪)2‬‬

‫بينت انه تنشأ مخططات للتدخل المستعجل فيما يخص حاالت التلوث في الساحل أو في المناطق الشاطئية أو في‬
‫حاالت تلوث أخرى في البحر تستدعي التدخل المستعجل‪ ،‬وتوضع كيفيات تحديد مخططات التدخل المستعجل‬
‫ومحتواها وانطالقها وكذا التنسيق بين مختلف السلطات المتخلة في التنفيذ‪.‬‬
‫ويهدف المرسوم التنفيذي رقم ‪ 320-02‬إلى تنظيم مكافحة تلوث البحر الناجم عن حادث بحري أو بري أو‬
‫جوي يسبب أو قد يتسبب في تسرب كثيف في البحر من المحروقات‪ ،‬أو أي منتجات أو مواد أخرى قد تشكل خط ار‬
‫جسيما و‪/‬أو وشيكا يلحق أض ار ار بالوسط البحري‪ ،‬وبأعماق البحار‪ ،‬وعلى السواحل وبالمصالح المرتبطة بها(‪ ،)3‬كما‬
‫أسس المرسوم لتنظيم مكافحة تلوث البحر لجانا والئية وأخرى جهوية وأخرى وطنية تدعى لجان تل البحر حسب‬
‫الحقا بشيء من التفصيل(‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الصيغة‪ ،‬والتي سيتم بيان دورها‬
‫على ضوء هذا الجزء من الدراسة يمكن القول أ نه بات من المسلم به اإلقرار بأن التلوث الناجم عن مختلف‬
‫النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات يشكل مشكلة تهدد مختلف مكونات البيئة سواء المائية‪ ،‬أو الهوائية‪ ،‬وكذا‬
‫األرضية‪.‬‬
‫وبالنظر إلى ذلك فإن تدخل النظم القانونية ضرورة ال مناص منها من أجل وضع الضوابط القانونية‬
‫لحماية مختلف مكونات البيئة من التلوث الناجم عن قطاع المحروقات‪ ،‬وفي هذا السياق وبالنسبة لموقف المشرع‬
‫الجزائري تجاه هذه المشكلة‪ ،‬فيمكن القول أن تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات عبر النصوص االتفاقية‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 302-02‬مؤرخ في ‪ 33‬سبتمبر ‪ ،3702‬يتعلق بتنظيم مكافحة التلوثات البحرية واحداث مخططات استعجاليه‬ ‫(‪)1‬‬

‫لذلك ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،08‬صادر في ‪ 0‬أكتوبر ‪.3702‬‬


‫(‪ )2‬قانون رقم ‪ ،73-73‬مؤرخ في ‪ 0‬فيفري ‪ ،3773‬يتعلق بحماية الساحل وتثمينه‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،07‬صادر في ‪ 03‬فيفري‬
‫‪.3773‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫راجع أيضا الفصل الثاني‪ ،‬المبحث األول‪ ،‬المطلب الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫يظهر جليا عبر مختلف االتفاقيات التي إنضمت إليها الجزائر من أجل حماية البيئة بصورة عامة‪ ،‬والتي تضمنت‬
‫أحكاما تتعلق بحمايتها من أخطار التلوث الناجم عن المحروقات‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتفعيل االلتزامات الدولية وكذا التكريس القانوني لحماية البيئة عبر النصوص الداخلية فيمكن‬
‫القول أن هذا التكريس مر بمرحتين جوهرتين‪ ،‬حيث لم يتم مراعاة البعد البيئي في قطاع المحروقات بدء من‬
‫استكشاف المحروقات في الجزائر ومرو ار باسترجاع السيادة الوطنية على هذا القطاع بصورة مباشرة‪ ،‬وكذا صدور‬
‫أول قانون للمحروقات بموجب القانون رقم ‪.)1(02-80‬‬
‫غير أن بوادر تكريس هذه الحماية ظهرت بصدور أول قانون لحماية البيئة في الجزائر بموجب القانون رقم‬
‫‪ 13-83‬المتعلق بحماية البيئة‪ ،‬ثم القانون رقم ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬وتجسدت‬
‫فعال بصدور القانون رقم ‪ 70-70‬المتعلق بالمحروقات المعدل والمتمم‪ ،‬السيما عبر النصوص التنظيمية التي‬
‫جاءت لتطبيق مختلف األحكام التي جاء بها والتي تبنت إدماجا للبعد البيئي في مختلف األنشطة المرتبطة بقطاع‬
‫المحروقات‪.‬‬
‫ومن أجل الوصول إلى الفهم الدقيق لكيفية حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي البحث في‬
‫مضمون هذه الحامية عبر تحديد األدوات القانونية‪ ،‬والوسائل المادية التي وضعها المشرع الجزائري لذلك عبر‬
‫عرضها بصورة دقيقة‪ ،‬وبيان مضمون كل منها‪ ،‬وتحديد اإلجراءات المرتبطة بها‪.‬‬
‫عالوة على ذلك يجب بيان مختلف الضمانات الرقابية التي أعتمدها المشرع الجزائري من أجل ضمان‬
‫التطبيق السليم للوسائل المعتمدة من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬وهو األمر الذي سيتم بيانه في الجزء‬
‫الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ ،14-86‬مؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬يتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬مرجع‬ ‫(‪)1‬‬

‫سابق‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفصل الثاني‬
‫آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفصل الثاني‬
‫آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفصل الثاني‬
‫آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫تشهد البيئة في الوقت الراهن اهتماما خاصا من المفكرين والدارسين في العديد من مجاالت المعرفة‪ ،‬ويعود‬
‫السبب الرئيسي إلى االقتناع بأن الحديث عن البيئة هو حديث عن سالمة اإلنسان(‪ ،)1‬ولقد كان للتشريعات القانونية‬
‫نصيب من األمر في ذلك‪ ،‬حيث عمدت عبر نصوصها القانونية إلى وضع اآلليات التشريعية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫بشكل عام‪ ،‬إضافة إلى وضع أحكام خاصة من أجل حماية البيئة بشيء من الخصوصية بالنظر إلى توسع‬
‫انتهاكات اإلنسان للبيئة عبر مختلف األنشطة الصناعية التي يقوم بها‪.‬‬
‫إن الصناعة البترولية هي إحدى األنشطة الصناعية األكثر تأثي ار على البيئة‪ ،‬وذلك بالنظر إلى التلوث‬
‫الناجم عنها بدء من االستكشاف واالستخراج‪ ،‬وصوال إلى اإلنتاج والنقل والتوزيع‪.‬‬
‫وللبحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن مختلف اآلليات القانونية التي تم وضعها من طرف المشرع‬
‫الجزائري من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬يستدعي األمر تحديد الوسائل المادية أي الجهات المتخذة‬
‫للقرار المتعلق بحماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬وكذا الجهات التشاركية المساهمة في هذه الحماية سواء على‬
‫المستوى المركزي أو الالمركزي‪ ،‬إضافة إلى بيان مختلف الوسائل القانونية التي وضعها المشرع الجزائري من أجل‬
‫حماية البيئة في قطاع المحروقات بتحديد أشكالها‪ ،‬وبيان مضمونها‪ ،‬ومتابعة إجراءاتها (المبحث األول)‪.‬‬
‫إن نجاعة مختلف الوسائل المادية والقانونية التي كرسها المشرع الجزائري في حماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات يستدعي متابعة مدى تفعيلها من أجل ضمان األهداف المرجوة منها‪ ،‬حيث يقتضي األمر تفعيل مختلف‬
‫الضمانات الرقابية الموضوعة لذلك‪ ،‬الشيء الذي يستدعي منا كشف النقاب عن هذه الضمانات عبر بيان أشكالها‬
‫ومتابعة إجراءاتها‪ ،‬وتوضيح النتائج المترتبة عنها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫داود عبد الرزاق الباز‪ ،‬األساس الدستوري لحماية البيئة من التلوث‪ :‬دراسة تحليلية في إطار المفهوم القانوني والتلوث‪ ،‬دار الفكر‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3770 ،‬ص‪.0.‬‬


‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المبحث األول‬
‫آليات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫عالج المشرع الجزائري موضوع حماية البيئة في قطاع المحروقات بدء من األحكام التي تضمنها قانون‬
‫المحروقات(‪ ،)1‬ومرو ار بالعديد من النصوص التنظيمية التي جاءت لتحديد كيفيات تطبيقه‪ ،‬عبر وضع جملة من‬
‫الوسائل المادية والقانونية التي سعى من خاللها إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬إضافة إلى بيان الهيئات‬
‫والسلطات المخولة قانونا بالسهر على تطبيق هذه اآلليات‪.‬‬
‫إن بيان الوسائل المادية التي وضعها المشرع الجزائري من أجل تفعيل آليات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬
‫يقتضي تحديد مختلف الهيئات والسلطات التي خولها المشرع سلطة اتخاذ القرار أو منح التأشيرة التي تسمح بضمان‬
‫موافقة النشاط الصناعي في قطاع المحروقات لمقتضيات حماية البيئة‪ ،‬وكذا الجهات التي تتمتع بصفة تشاركية‬
‫تسمح لها بالمساهمة في اتخاذ أي قرار مرتبط بحماية البيئة في قطاع المحروقات (المطلب األول)‪.‬‬
‫إضافة إلى بيان مختلف الوسائل القانونية التي اعتمدها المشرع الجزائري من أجل مراجعة البعد البيئي في‬
‫األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية‪ ،‬عبر تحديد إجراءاتها‪ ،‬وبيان كيفيات الحصول على التأشيرة المرتبطة بها‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الهيئات المكلفة بحماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫تنقسم الهيئات المتخذة والمساهمة في الق اررات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات إلى قسمين‬
‫رئيسيين‪ ،‬هيآت على المستوى المركزي تتفرع بدورها إلى قسمين رئيسيين‪ ،‬هيآت مركزية خولها المشرع الجزائري‬
‫سلطة إصدار الق اررات أو منح التأشيرات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬وهيآت مركزية منحها‬
‫المشرع دور المساهمة في اتخاذ هذه الق اررات عبر إبداء رأيها للمشاركة في إصدار هذه الق اررات ( الفرع األول )‪،‬‬
‫أما على المستوى الالمركزي فتنقسم بدورها إلى قسمين رئيسيين‪ ،‬فمنها ما أسند له المشرع سلطة إصدار ق اررات‬
‫متعلقة بحماية البيئة‪ ،‬أما الشق الثاني فإن دورها يظهر بصورة تشاوريه وتشاركيه‪ ،‬عبر تفعيل دور الجمعيات‬
‫المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬وكذا دور المواطن في حماية البيئة عبر عملية التحقيق العمومي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ ،70-70‬المتضمن قانون المحروقات‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفرع األول‬
‫الهيئات المركزية‬

‫تظهر الهيئات المركزية في كل من الو ازرة المكلفة بالبيئة (أوال)‪ ،‬وو ازرة الطاقة والمناجم (ثانيا)‪ ،‬وكذا الدوائر‬
‫الو ازرية (ثالثا)‪ ،‬وأخي ار دور وكالتي ضبط قطاع المحروقات (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوزارة المكلفة بالبيئة‬
‫يتوزع دور ال و ازرة المكلفة بالبيئة بين مختف مصالح اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة‪ ،‬وكذا‬
‫الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬واللجنة الو ازرية المشتركة المتعلقة بدراسات الخطر للمؤسسات المصنفة‪ ،‬واللجنة الوطنية‬
‫لمكافحة تلوث البحر‪.‬‬
‫‪.4‬اإلدارة المركزية لوزارة التهيئة العمرانية والبيئة‬
‫تضم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة تحت سلطة الوزير على األمين العام‪ ،‬ورئيس الديوان‪،‬‬
‫وكذا المفتشية العامة‪ ،‬وجملة من الهياكل تظهر في شكل مديريات تترأسها ترتيبا المديرية العامة للبيئة والتنمية‬
‫المستدامة(‪ ،)1‬ثم المديرية العامة لتهيئة وجاذبية اإلقليم‪ ،‬ومديرية التخطيط واإلحصائيات‪ ،‬ومديرية التنظيم والشؤون‬
‫القانونية‪ ،‬ومديرية التعاون‪ ،‬ومديرية االتصال واإلعالم اآللي‪ ،‬ومديرية الموارد البشرية والتكوين‪ ،‬ومديرية اإلدارة‬
‫والوسائل(‪.)2‬‬
‫وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬فإن مديرية تقييم الدراسات البيئة تلعب دو ار بار از في هذا‬
‫اإلطار حيث تساهم باالتصال مع القطاعات المعنية في إعداد النصوص القانونية المتعلقة بدراسات التقييم البيئية‪،‬‬
‫كما تسهر على مطابقة ومالئمة دراسات التأثير في البيئة ودراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية‪ ،‬وتدرس‬

‫بينت المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-07‬المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،3707‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة‬ ‫(‪)1‬‬

‫العمرانية والبيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،02‬صادر في ‪ 38‬أكتوبر ‪ ،3707‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،222-03‬مؤرخ في‬
‫‪ 30‬ديسمبر ‪ ،3703‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،3703‬وبالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،200-02‬مؤرخ في ‪30‬‬
‫نوفمبر ‪ ،3702‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 03‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪ .3702‬أنه أسند للمديرية العامة للبيئة والتنمية المستدامة جملة من‬
‫المهام في مقدمتها مهمة اقتراح عناصر السياسة الوطنية البيئية‪ ،‬والمساهمة في إعداد النصوص القانونية المتعلقة بالبيئة والمبادرة‬
‫بإعداد كل الدراسات وأبحاث التشخيص‪ ،‬والوقاية من التلوث واألضرار الناجمة عن الوسط الصناعي والحضري‪ ،‬كما تضمن رصد‬
‫حالة البيئة ومراقبتها‪ ،‬واصدار التأشيرات والرخص في مجال البيئة‪ ،‬وتدرس بذلك وتحلل دراسات التأثير في البيئة والخطر والدراسات‬
‫التحليلية البيئية‪ ،‬وتضم المديرية العامة للبيئة والتنمية المستدامة خمس مديريات وهي مديرية السياسة البيئية الحضرية‪ ،‬ومديرية‬
‫السياسة البيئية الصناعية‪ ،‬ومديرية المحافظة على التنوع البيولوجي والوسط والمجاالت المحمية والساحل والتغيرات المناخية‪ ،‬ومديرية‬
‫تقييم الدراسات البيئة‪ ،‬ومديرية التوعية والتربية البيئية والشراكة‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-07‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وت حلل دراسات تأثير المشاريع على البيئة وتخضعها للموافقة‪ ،‬وتدرس وتحلل دراسات الخطر والدراسات التحليلية‬
‫البيئية وتبدي رأيها فيها‪ ،‬وتضم مديرية تقييم الدراسات البيئة مديريتين فرعيتين وهما المديرية الفرعية لتقييم دراسات‬
‫(‪)1‬‬
‫والتي تم تكليفها بالمساهمة في إعداد النصوص القانونية المتعلقة بدراسات التأثير‪ ،‬ودراسة مضمونها‬ ‫التأثير‬
‫وتحليلها وتقييمها‪ ،‬ومدى مطابقتها للتنظيم‪ ،‬وتقوم بذلك بإخضاعها للموافقة‪.‬‬
‫أما المديرية الثانية فهي المديرية الفرعية لتقييم دراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية‪ ،‬والتي تم تكليفها‬
‫بالمساهمة في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بدراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية‪ ،‬حيث‬
‫تدرس وتحلل مطابقة دراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية وتبدي رأيها فيهما(‪ ،)2‬كما يظهر دور و ازرة البيئة‬
‫من خالل المادة ‪ 08‬من قانون المحروقات‪ ،‬حيث أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بمتابعة دراسة التأثير على‬
‫البيئة المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة بالبيئة من أجل الحصول على‬
‫التأشيرة المناسبة(‪ ،)3‬فبعد إيداع دراسة التأثير في البيئة من طرف صاحب المشروع إلى سلطة ضبط المحروقات‪،‬‬
‫تقوم بإيداع الطلب لدى الو ازرة المكلفة بالبيئة للحصول على التأشيرة المناسبة(‪ ،)4‬وما يالحظ في هذا السياق أن‬
‫المشرع لم يحدد المكان الذي يتم فيه إيداع ومراجعة طلب التأشيرة‪ ،‬إضافة إلى عدم بيان الجهة التي تمنح التأشيرة‬
‫المرتبطة بمطابقة دراسات التأثير في البيئة‪ ،‬ويبدوا من خالل التنظيم الداخلي لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة أن‬
‫المديرية الفرعية لتقييم دراسات التأثير على البيئة هي التي تنظر في هذا الطلب‪.‬‬
‫وأخي ار تعمد و ازرة البيئة من خالل المادة ‪ 83‬من قانون المحروقات على مراقبة التخلي واعادة الموقع إلى‬
‫حالته األصلية حيث تتم هذه الرقا بة من طرف كل من وكالتي المحروقات والو ازرة لمكلفة للبيئة لكل مستفيد من عقد‬
‫أو امتياز ضمن نشاطات قطاع المحروقات‪ ،‬وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع لم بين كذلك الجهة المكلفة بهذه‬
‫الرقابة على مستوى و ازرة البيئة‪.‬‬

‫بينت المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 259-11‬أن المديريات الفرعية يتم تقسيمها إلى مكاتب هذه االخيرة التي تحدد بموجب‬ ‫(‪)1‬‬

‫قرار وزاري مشترك بين وزير التهيئة العمرانية والبيئة ووزير المالية‪ ،‬والسلطة المكلفة بالوظيفة العمومية‪ ،‬حيث صدر القرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 38‬سبتمبر ‪ ،3700‬المحدد لتنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة في مكاتب‪ ،‬في ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 0‬أكتوبر ‪ .3703‬ووفقا للمادة ‪ 2‬من هذا القرار فإن المديرية الفرعية لتقييم دراسات التأثير تتكون من مكتبين هما‬
‫مكتب دراسة مطابقة دراسات التأثير‪ ،‬ومكتب تحليل وتقييم دراسات التأثير‪ ،‬وفيما يخص المديرية الفرعية لتقييم دراسات الخطر‬
‫والدراسات التحليلية فهي تتكون من مكتبين هما مكتب دراسات الخطر ومكتب الدراسات التحليلية البيئية‪ ،‬وما يمكن التنويه إليه في هذا‬
‫المقام بأن المشرع الجزائري لم يشر إلى موجز التأثير في البيئة واقتصر على كل من دراسة الخطر ودراسة التأثير في البيئة وفقا‬
‫للتقسيم السالف الذكر‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ ،3‬رقم ‪ -2‬أ و ب من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-07‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .2‬الوزير المكلف بالبيئة‬


‫قبل الحديث عن االختصاصات الممنوحة للوزير المكلف بالبيئة فيما يخص حماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬فإنه من الجدير بالذكر بيان االختصاصات الممنوحة له بصورة عامة‪ ،‬والتي تم بيانها في المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،)1(308-07‬المحدد لصالحيات وزير التهيئة العمرانية البيئة‪ ،‬وذلك من أجل مقاربتها مع ما منحه له‬
‫المشرع الجزائري من دور فيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫يتولى ال وزير المكلف بالتهيئة العمرانية والبيئة متابعة تطبيق عناصر السياسة الوطنية في ميادين تهيئة‬
‫اإلقليم والبيئة‪ ،‬وبهذا الصدد يتولى متابعة تطبيقها ومراقبتها وفقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها‪ ،‬ويمارس الوزير‬
‫صالحياته باإليصال مع القطاعات والهيئات المعنية انطالقا من منظور التنمية المستدامة في ميادين تهيئة اإلقليم‬
‫والبيئة‪ ،‬كما يقوم بإعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالبيئة وتهيئة اإلقليم واقتراحها(‪.)2‬‬
‫وبينت المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 258-11‬أن وزير التهيئة العمرانية والبيئة مكلف فيما يخص‬
‫ميدان البيئة برصد حالة البيئة ومراقبتها‪ ،‬حيث يبادر بالقواعد والتدابير الخاصة بالحماية والوقاية من كل أشكال‬
‫التلوث وتدهور البيئة واألضرار بالصحة العمومية وبإطار المعيشة‪ ،‬ويتخذ التدابير المالئمة تجاه ذلك(‪ ،)3‬كما‬
‫منحت المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ 258-11‬للوزير المكلف بالبيئة سلطة السهر على احترام مطابقة المواصفات‬
‫التقنية مع التشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬وتطبيق األنظمة والمواصفات التقنية المرتبطة بالبيئة‪ ،‬أما على الصعيد‬
‫الدولي فإن الوزير يشارك مع السلطات المختصة المعنية ويساعدها في كل المفاوضات الدولية المرتبطة بالنشاطات‬
‫التابعة إلختصاصه ويسهر على تطبيق االتفاقيات الدولية ودعم التعاون الدولي وتجسيد االلتزامات التي تكون على‬
‫عاتق الجزائر كدولة طرف(‪.)4‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،308-07‬مؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،3707‬يحدد صالحيات وزير التهيئة العمرانية البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،02‬صادر في ‪ 38‬أكتوبر ‪ ،3707‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-03‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،3703‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،3703‬وبالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،200-02‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،3702‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪03‬‬
‫‪ ،‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.3702‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬والمادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،308-07‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫بينت كذلك المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 380-07‬أن الوزير المكلف بالبيئة يبادر بقواعد وتدابير حماية الموارد الطبيعية‬ ‫(‪)3‬‬

‫والبيولوجية والوراثية واألنظمة البيئية وتنميتها والحفاظ عليها‪ ،‬ويتخذ التدابير المالئمة تجاه ذلك‪ ،‬ويقترح األدوات الرامية إلى تشجيع كل‬
‫التدابير الكفيلة بحماية البيئة‪ ،‬وردع الممارسات التي ال تضمن التنمية المستدامة‪ ،‬ويتصور استراتيجيات ومخططات العمل المتعلقة‬
‫بالمسائل الشاملة للبيئة والسيما التغيرات المناخية‪ ،‬وحماية التنوع البيئي‪ ،‬وطبقة األوزون والتأثير على البيئة‪ ،‬وينفذ ذلك عبر االتصال‬
‫مع القطاعات المعنية‪ ،‬ويسهر على عمل أنظمة وشبكات الرصد والمراقبة ومخابر التحليل الخاصة بالبيئة وكل األعمال التي ترمي‬
‫تنمية االقتصاد البيئي وترقية النشاطات المرتبطة بحماية البيئة‪ ،‬وفيما يخص اإلعالم والتربية البيئة فهو يبادر ببرامج وأعمال التوعية‬
‫عبر اإلتصال مع القطاعات والشركاء المعنيين‪ ،‬ويشجع بذلك إنشاء جمعيات حماية البيئة ويدعم أعمالها‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،308-07‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬فقد تم توزيع دور الوزير المكلف بالبيئة عبر العديد من‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬حيث يظهر كجهة مانحة للتأشيرة المناسبة أو الترخيص وكذا اعتماد مكاتب الدراسات‪.‬‬
‫وفيما يتعلق برخصة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة فقد ألزم المشرع الجزائري ضرورة خضوع المنشآت‬
‫المصنفة حسب أهميتها وحسب األخطار التي تنجر عن استغاللها لترخيص المنشأة المصنفة(‪ ،)1‬وبمراجعة التقسيم‬
‫الذي بينته المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،008-70‬فإنه بالنسبة للمؤسسات من الفئة األولى فإن هذه الرخصة‬
‫تمنح بموجب قرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالبيئة والوزير المعني(‪.)2‬‬
‫كما تتم المصادقة على دراسة التأثير في البيئة المرتبطة بالمشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات‬
‫السائلة أو الغازية‪ ،‬إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي من األرض أوالبحر‪،‬‬
‫وفقا للمرسوم التنفيذي ‪ ،020-70‬من طرف الوزير المكلف بالبيئة(‪.)3‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن المشرع الجزائري قد بين أن الموافقة على هذه الدراسات فيما يخص المشاريع‬
‫السابقة الذكر‪ ،‬تتم بموجب قرار يتم استصداره من الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬غير أنه فيما يخص دراسات التأثير في‬
‫البيئة المتعلقة بقطاع المحروقات عموما والتي تم تنظيمها وفقا للمرسوم التنفيذي ‪ 312-18‬فإن المشرع اعتمد‬
‫مصطلح "التأشيرة" من طرف الوزير المكلف بالبيئة‪.‬‬
‫كما يقوم الوزير المكلف بالبيئة باعتماد مكاتب الدراسات التي تقوم بإعداد دراسات أو موجز التأثير في‬
‫البيئة(‪ ،)4‬والموافقة بقرار مشترك مع الوزير المكلف بالمحروقات عن أي استعمال أو تحويل أو تنازل عن قرض‬
‫بخصوص انبعاث الغازات االحتباسية(‪.)5‬‬
‫‪.3‬اللجنة الوزارية المشتركة المتعلقة بدراسات الخطر للمؤسسات المصنفة‬
‫تنشأ لدى الو ازرة المكلفة بالبيئة‪ ،‬لجنة و ازرية مشتركة تتولى فحص دراسات الخطر الخاصة بالمؤسسات‬
‫المصنفة من الفئة األولى والمصادقة عليها‪ ،‬وتتشكل هذه اللجنة من ممثلي الوزير المكلف بالحماية المدنية والوزير‬
‫المكلف بالبيئة(‪ ،)6‬ويتم تعيين أعضائها بناء على اقتراح من السلطة التي ينتمون إليها لمدة ثالثة سنوات قابلة‬

‫بينت المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬أن الجهات المصدرة لهذا الترخيص تتوزع بحسب فئة المؤسسة المصنفة‪ ،‬فقد تصدر‬ ‫(‪)1‬‬

‫هذه الرخصة من الوزير المكلف بالبيئة والوزير المعني‪ ،‬أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫بينت المادة ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬أن المؤسسات المصنفة تنقسم إلى أربعة فئات حيث يتم تسليم رخصة‬ ‫(‪)2‬‬

‫استغالل المؤسسة المصنفة بالنظر إلى الصنف الذي تنتمي إليه‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪ ،17-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،14-17‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة‬ ‫(‪)6‬‬

‫عليها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،72‬صادر في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬


‫‪116‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫للتجديد بموجب قرار من الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬على أن يتم استخالفهم باألشكال نفسها‪ ،‬ويمكن للجنة أن تستعين‬
‫بكل مؤسسة‪ ،‬أو إدارة‪ ،‬أو خبير‪ ،‬يمكنهم المساعدة في أشغالها نظ ار لكفاءتهم(‪ ،)1‬وتعد اللجنة نظامها الداخلي الذي‬
‫يحدد كيفيات سيرها حيث تتم الموافقة عليه بموجب قرار وزاري مشترك بين الوزير الكلف بالبيئة والوزير المكلف‬
‫بالداخلية‪ ،‬على أن تضمن المصالح المكلفة بالبيئة أمانة اللجنة(‪.)2‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 00‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ 3702‬المحدد لكيفيات فحص دراسات‬
‫الخطر والمصادقة فإن اللجنة الو ازرية تقوم بفحص دراسات الخطر طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪،008-70‬‬
‫كما تعد أمانة اللجنة مقرر الموافقة أوالرفض على دراسة الخطر الذي يرسل إلى الوزير المكلف بالداخلية والوزير‬
‫المكلف بالبيئة قصد توقيعه‪.‬‬
‫‪ .4‬اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر‬
‫استحدثت اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر والتي أطلق عليها اسم "اللجنة الوطنية تل بحر" بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،264-14‬المتعلق بتنظيم مكافحة المتلوثات البحرية‪ ،‬واحداث مخططات استعجالي لذلك‪،‬‬
‫ويترأس اللجنة الوزير المكلف بالبيئة أو ممثله وكذا ممثلين عن مجموعة من القطاعات الو ازرية‪ ،‬ويعين أعضاء‬
‫اللجنة بموجب قرار من الوزير المكلف بالبيئة بناء على اقتراح من السلطات التي ينتمون إليها(‪.)3‬‬
‫وبينت المادة ‪ 13‬من المرسوم السالف الذكر أن اللجنة الوطنية تل بحر تكلف بتنسيق أعمال مختلف‬
‫الدوائر الو ازرية‪ ،‬والهيئات في مجال تحضير مكافحة تلوث البحر‪ ،‬والقيام بذلك على المستوى الوطني عبر إعداد‬
‫برنامج سنوي لمختلف النشاطات‪ ،‬ومتابعة انجازها واعداد مخطط تل بحر وطني‪ ،‬والسهر على تنفيذه‪ ،‬كما تقوم‬
‫بتخطيطات وتدريبات افتراضية لتنفيذ مخطط تل بحر الوطني بالتشاور مع اللجان المعنية ومتابعة سير عمليات‬
‫مكافحة حوادث التلوث في البحر ابتداء من تفعيل مخطط تل بحر الوطني إلى غاية إختتامه(‪.)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬و ‪ 0‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬و ‪ 8‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪ .‬كما بينت ذات المادة أن ممثلي القطاعات الو ازرية يتشكلون‬ ‫(‪)3‬‬

‫من ثالث ممثلين عن وزير الدفاع الوطني‪ ،‬وثالث ممثلين عن وزير الداخلية‪ ،‬وممثل عن وزير الشؤون الخارجية‪ ،‬وممثلين عن وزير‬
‫المالية"‪ ،‬وثالث ممثلين عن الوزير المكلف بالطاقة‪ ،‬وممثل عن الوزير المكلف بالموارد المائية‪ ،‬وممثلين عن الوزير المكلف باألشغال‬
‫العمومية وممثل عن كل من وزير الثقافة والتضامن الوطني والصحة وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والصيد البحري‬
‫والوارد الصديدية‪.‬‬
‫بينت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪ .‬أن اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر تسهر على تقرير مدى‬ ‫(‪)4‬‬

‫مالئمة اللجوء إلى التعاون الدولي في إطار االتفاقيات الدولية والجهوية‪ ،‬والعمل على تقييم األضرار الناجمة عن التلوث‪ ،‬وتدرس كل‬
‫مسألة تتعلق بالتعويض المترتبة على تلوث البحر واتخاذ أي تدبير من شأنه تدعيم تل بحر السيما باقتناء الوسائل الضرورية للتدخل‬
‫وتكوين المستخدمين‪ .‬وتقوم بتقديم تقرير سنوي للوزير األول حول وضعية تحضير مختلف مخططات تل بحر وحول أنشطة اللجان‬
‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما تم إنشاء أمانة دائمة تل بحر لدى الوزير المكلف بالبيئة تكلف بإعداد اجتماعات اللجنة الوطنية تل‬
‫بحر ونشر كل المعلومات التي من شأنها تدعيم تنظيم تل بحر على مستوى لجان تل بحر‪ ،‬والتنسيق بين مختلف‬
‫لجان تل بحر ووضع وتحيين المواصفات النوعية‪ ،‬والكمية للوسائل الوطنية لمكافحة تلوث البحر‪ ،‬وانشاء بنك‬
‫معلومات يرتبط بمجال نشاطها‪ ،‬وتسير األمانة الدائمة تل بحر أمين الوطني تل بحر برتبة مدير مركزي يعين‬
‫بمرسوم بناء على اقتراح من الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬على أن تحدد تشكيلتها بقرار من الوزير المكلف بالبيئة(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬وزارة الطاقة‬
‫تغي ار فيما يخص‬ ‫تضمن الطاقم الحكومي المعدل في سنة ‪ 3702‬وفقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪002-02‬‬
‫(‪)2‬‬

‫اإلدارة المركزية بالنسبة لو ازرتي الطاقة والمناجم‪ ،‬وو ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار‬
‫حيث فصل المشرع بين الطاقة والمناجم بتبني و ازرة مستقلة للطاقة‪ ،‬وتم إسناد المناجم للو ازرة المكلفة بالصناعة‬
‫حيث أصبحت بذالك و ازرة للصناعة والمناجم‪ ،‬وتطبيقا لذلك فقد تم إصدار نصوص تنظيمية جديدة تتضمن التنظيم‬
‫الهيكلي لإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم والتي حددها المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)3(323-02‬والمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،)4(320-02‬المتضمن صالحيات وزير الصناعة والمناجم‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪،)5(70-00‬‬
‫المتضمن‬ ‫(‪)6‬‬
‫المتضمن تنظيم المتفشية العامة في و ازرة الصناعة والمناجم وسيرها‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪00-00‬‬
‫إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهامها وتنظيمها‪.‬‬
‫وفيما يخص اإلدارة المركزية الجديدة لو ازرة الطاقة فلقد بينت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-02‬‬
‫‪ 323‬أنه تلغى أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،3700‬والمعدل والمتمم المتضمن‬
‫تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار‪ ،‬وكذا األحكام المخالفة‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬و‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،002-02‬مؤرخ في ‪ 37‬أفريل ‪ ،3702‬يتضمن تعيين أعضاء الحكومة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادر في‬
‫‪ 0‬ماي ‪.3702‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،323-02‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،3702‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 02‬سبتمبر ‪.3702‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،320-02‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،3702‬يتضمن صالحيات وزير الصناعة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،03‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫صادر في ‪ 02‬سبتمبر ‪.3702‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪ ،3700‬يتضمن تنظيم المتفشية العامة في و ازرة الصناعة والمناجم وسيرها‪ ،‬ج‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ 2‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مؤرخ في ‪ 33‬جانفي ‪ ،3700‬يتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهامهما وتنظيمها‪ ،‬ج‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،2‬صادر في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬


‫‪118‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الواردة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)1(300-70‬المؤرخ في ‪ 0‬سبتمبر ‪ ،3770‬المتضمن تنظيم و ازرة الطاقة‬
‫والمناجم‪ ،‬وبالنسبة لمديرية الطاقة بالوالية فقد بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬المتضمن إنشاء مديرية الوالية‬
‫للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها من خالل المادة ‪ 03‬منه أنه تلغى احكام المرسوم التنفيذي رقم ‪،00-00‬‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 3770‬المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية‬
‫اإلستثمار المعدل والمتمم‪ ،‬وكذا األحكام المخالفة المتعلقة بالمناجم والمتضمنة في المرسوم التنفيذي رقم ‪-70‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ ،3770‬المتضمن إنشاء مديريات والئية للطاقة والمناجم وتنظيمها وعملها وسيرها‪.‬‬ ‫‪272‬‬
‫ساري‬ ‫(‪)3‬‬
‫غير أنه فيما يخص صالحيات الوزير المكلف بالطاقة فقد بقي المرسوم التنفيذي رقم ‪300-70‬‬
‫المفعول‪ ،‬وذلك بالرغم من صدور عدة نصوص تنظيمية سنة ‪ 3700‬تتضمن تنظيم نشاطات قطاع المحروقات‪،‬‬
‫حيث تم اإلشارة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬المحدد إلجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة‬
‫على نشاطات نقل المحروقات بواسطة األنابيب والذي صدر في شهر مارس ‪ ،3700‬ضمن تأصيله القانوني إلى‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-70‬المتضمن صالحيات وزير الطاقة والمناجم‪ ،‬وبناء على ما سبق ونظ ار لعدم‬
‫صدور تنظيم جديد يلغي التنظيم الساري المفعول‪ ،‬فإن هذه الدراسة ستستند إلى النص القانوني السارية المفعول‪.‬‬
‫وما يمكن التنويه إليه من خالل ماسبق هو عدم توافق الطريقة التي تم من خاللها إعتماد التعديل المتعلق‬
‫بكل من و ازرة الطاقة‪ ،‬وو ازرة الصناعة والمناجم‪ ،‬حيث يالحظ إفراد هذه االخيرة بنصوص خاصة مستقلة بمناسبة‬
‫التعديل الذي ط أر عليها‪ ،‬غير أنه فيما يخص و ازرة الطاقة فقد تم اإلشارة إلى ذلك عبر النصوص المرتبطة بو ازرة‬
‫الصناعة والمناجم‪ ،‬وهوما يثير بعض اللبس حال اإلطالع على هذه النصوص‪ ،‬عالوة عدم تعديل أو إلغاء المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،300-70‬المتضمن صالحيات وزير الطاقة والمناجم‪.‬‬
‫وفيما يخص دوز و ازرة الطاقة في حماية البيئة في قطاع المحروقات فهو يتوزع بين مصالح اإلدارة‬
‫المركزية لو ازرة الطاقة‪ ،‬وزير الطاقة‪ ،‬وكذا اللجنة الو ازرية المتعلقة بدراسة الخطر لنشاطات المحروقات‪.‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،267-17‬مؤرخ في ‪ 9‬سبتمبر ‪ ،2117‬يتضمن تنظيم و ازرة الطاقة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،57‬صادر‬ ‫(‪)1‬‬

‫في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2117‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،238-11‬مؤرخ في ‪ 11‬اكتوبر ‪ ،2111‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 59‬صادر‬
‫في ‪ 13‬اكتوبر ‪ ،2111‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323-02‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،3702‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية‬
‫لو ازرة الصناعة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 02‬سبتمبر ‪.3702‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،314-19‬مؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2119‬يتضمن إنشاء مديريات والئية للطاقة والمناجم وتنظيمها وعملها‬ ‫(‪)2‬‬

‫وسيرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،54‬صادر في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2119‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،15-15‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي‬
‫‪ ،2115‬المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 4‬صادر في ‪ 29‬جانفي ‪.2115‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،266-17‬مؤرخ في ‪ 9‬سبتمبر ‪ ،2117‬يحدد صالحيات وزير الطاقة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،57‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫صادر في ‪ 16‬سبتمبر ‪.2117‬‬


‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.1‬اإلدارة المركزية لوزارة الطاقة‬


‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ 300-70‬المعدل والمتمم تنظيم و ازرة الطاقة‪ ،‬حيث تشتمل تحت سلطة وزير‬
‫الطاقة عالوة على األمين العام‪ ،‬ورئيس الديوان‪ ،‬ومفتشيه عامة‪ ،‬على سبع هياكل في شكل مديريات عامة على‬
‫رأسها المديرية العامة للمحروقات(‪ ،)1‬حيث تكلف بالمساهمة في إعداد سياسات تطوير الميدان المنجمي للمحروقات‬
‫والمحافظة على الموارد‪ ،‬وكذا إعداد سياسة تطوير نشاطات المحروقات والسهر على تنفيذها(‪ ،)2‬ويتضح بعد‬
‫مراجعة مهام المديريات الموجودة على مستوى و ازرة الطاقة أنها تتوزع إلى شقين رئيسين‪ ،‬حيث تظهر في شكل‬
‫مهام ذات بعد استراتيجي من خالل تطوير القطاع‪ ،‬والسهر على االستعمال األمثل لموارد المحروقات‪ ،‬أما الدور‬
‫الثاني فهو تنظيمي من خالل إعداد النصوص القانونية المنظمة لمختلف أنشطة المحروقات‪.‬‬
‫وما يالحظ في هذا السياق أن األحكام التي جاء بها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 300-70‬لم تتضمن أي إشارة‬
‫إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات كما لم تحدد أي مهام رقابية للمديريات السابقة الذكر فيما يخص الرقابة‬
‫على حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬غير أن األمر اقتصر على منح صالحيات إعداد النصوص المتعلقة‬
‫بنشاطات قطاع المحروقات والتي قد تجد البيئة مكانا لها في ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬وزير الطاقة والمناجم‬
‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 300-70‬صالحيات وزير الطاقة والمناجم حيث بينت المادة األولى منه أن‬
‫وزي ر الطاقة والمناجم مكلف في إطار السياسة العامة للحكومة بإعداد السياسات واستراتيجيات البحث عن موارد‬
‫المحروقات‪ ،‬والثروات المنجمية والطاقوية والصناعات المرتبطة بها‪ ،‬وانتاج تلك الموارد وتثمينها ويضمن تنفيذها‬
‫طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها(‪ ،)3‬كما بينت المادة ‪ 2‬منه أن المهام األساسية لوزير الطاقة والمناجم تتمثل‬

‫أنظر المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،267-17‬المرجع السابق‪ .‬حيث بين أن هذه المديريات هي المديرية العامة للمحروقات‬ ‫(‪)1‬‬

‫والمديرية العامة للطاقة والمديرية العامة لإلستراتيجية واالقتصاد والتنظيم والمديرية العامة ولإلدارة واإلعالم ومديرية حماية األمالك‬
‫الطاقوية ومديرية العالقات الخارجية‪.‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،276-17‬مرجع سابق‪ .‬فإن المديرية العامة للمحروقات تتضمن مديريتين وهما مديرية‬ ‫(‪)2‬‬

‫التطوير والمحافظة على الموارد التي تكلف بإعداد سياسة تطوير الميدان المنجمي والمحافظة عليه‪ ،‬واعداد النصوص التنظيمية‬
‫المتعلقة به‪ ،‬والسهر على تطوير نشاطات النقل‪ ،‬والهندسة والخدمات البترولية وشبه البترولية‪ ،‬وتضم ثالث مديريات فرعية بدء‬
‫بالمديرية الفرعية لتطوير الموارد‪ ،‬والمديرية الفرعية للمحافظة على الموارد‪ ،‬والمديرية الفرعية للنقل والخدمات البترولية‪ .‬أما المديرية‬
‫الثانية فهي مديرية التحويل والتوزيع وتكلف بإعداد سياسة تطوير نشاطات الفرع والسهر على تنفيذها والمساهمة في إعداد التنظيم‬
‫المتعلق بالفرع والسهر على تطبيقه‪ ،‬وانجاز جميع الدراسات المتعلقة بتطوير نشاطاته وتتكون من مديريتين فرعيتين وهما المديرية‬
‫الفرعية لتحويل المحروقات والمديرية الفرعية لتوزيع المنتجات البترولية‪.‬‬
‫بينت المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 1‬و‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،266-17‬أن وزير الطاقة والمناجم يمارس صالحياته طبقا للقوانين‬ ‫(‪)3‬‬

‫والتنظيمات المعمول به باالتصال مع القطاعات األخرى في ميادين النشطة المتعلقة بالتنقيب عن المحروقات السائلة والغازية‬
‫‪121‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫في إعداد واقتراح والسهر على تنفيذ التدابير التشريعية والتنظيمية الساري العمل بها على مختلف النشاطات محل‬
‫اختصاصه‪ ،‬كما يسهر على االستغالل الراشد والتثمين األقصى للموارد المنجمية والمحروقات كما يبادر بالدراسات‬
‫المتعلقة بتطوير الموارد الوطنية المنجمية والمحروقات والمحافظة عليها(‪ ،)1‬وفيما يخص المجال االقتصادي‬
‫والقانوني فإن الوزير يضع منظومة إعالمية تتعلق بنشاطات القطاع‪ ،‬ويشارك في العمل الحكومي في مجال‬
‫التخطيط والدراسات المستقبلية وفي الميدان التشريعي والتنظيمي‪ ،‬كما يساهم في الدراسات المتعلقة بالتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬ويضمن متابعة إجراءات التحكيم وتسوية النزاعات الخاصة بالمحروقات(‪.)2‬‬
‫وبينت المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 300-70‬أن وزير الطاقة والمناجم يساهم في تحديد قواعد األمن‬
‫الصناعي‪ ،‬والرقابة التقنية للمنشآت والتجهيزات والعتاد‪ ،‬ويسهر على تطبيقها‪ ،‬كما يتولى رقابة الهياكل المركزية‬
‫وغير المركزية الموجودة تحت سلطته‪ ،‬ويسهر على حسن سير الوكاالت وسلطات الضبط التابعة لقطاعه(‪ ،)3‬عالوة‬
‫على ذلك فإن دور وزير الطاقة والمناجم يظهر من خالل قانون المحروقات والنصوص التنظيمية الخاصة بها من‬
‫خالل إصدار ق اررات إدارية تتضمن الترخيص بممارسة النشاط موضوع القرار‪ ،‬ومثال ذلك ما بينته المادة ‪ 02‬من‬
‫القانون رقم ‪ 70-70‬المتضمن قانون المحروقات حيث أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بدراسة طلبات منح‬
‫أوسحب امتيازات النقل بواسطة األنابيب وتقديم توصيات إلى الوزير المكلف بالمحروقات‪ ،‬ودراسة طلبات ممارسة‬
‫نشاطات التكرير والتخزين والتوزيع للمنتجات البترولية وتقديم توصية للوزير المكلف بالمحروقات قصد منح رخصة‬
‫ممارسة هذه النشاطات‪ ،‬ويوافق كذلك على عقود البحث و‪/‬أو االستغالل المقدمة لكل مناقصة بموجب مقرر‪ ،‬حيث‬
‫يمكن ل لوزير بناء على تقرير مبرر وشامل أن يعمل استثناء بهذه األحكام ألسباب تتعلق بالصالح العام في إطار‬
‫سياسة المحروقات(‪.)4‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 00‬من قانون المحروقات الجزائري فإن الوزير المكلف بالمحروقات يسهر على التثمين األمثل‬
‫للموارد الوطنية للمحروقات كما يكلف باقتراح السياسة التي تتبع في مجال المحروقات وتنفيذها بعد المصادقة‬
‫عليها‪ ،‬ويتولى عرض طلبات الموافقة على عقود البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات التي تتم الموافقة عليها بموجب‬
‫مرسوم يتخذ في مجلس الوزراء‪.‬‬

‫ومشتقاتها والبحث عنها وانتاجها ومعالجتها وتحويلها وخزنها ونقلها وتوزيعها‪ ،‬إضافة إلى البحث الجيولوجي والمنجمي عن الموارد‬
‫المنجمية مهما يكن نوعها واستخراجها ومعالجتها وتثمينها‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 2‬و‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،266-17‬المجرع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،266-17‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،266-17‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 23‬فقرة ‪ 0‬و‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.3‬اللجنة الوزارية المتعلقة بدراسة الخطر لنشاطات المحروقات‬


‫تخضع دراسات األخطار المتعلقة بنشاطات قطاع المحروقات وفقا للمادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي رقـم‬
‫إلى رأي لجنة يرأسها األمين العام للو ازرة المكلفة بالمحروقات‪ ،‬وتتكون من ممثلين لوزير الدفاع الوطني‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪19-15‬‬
‫ووزير الداخلية والوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬وممثل عن سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬حيث تتخذ الق اررات داخل هذه اللجنة‬
‫باألغلبية‪ ،‬ويتعين على أعضائها إبداء رأي قطاعاتهم حول الملفات المقدمة(‪ ،)2‬وتجدر اإلشارة أن المشرع لم يبن‬
‫كيفيات تعيين اللجنة‪ ،‬وكذا نظامها الداخلي على غرار اللجان السابقة األخرى حيث تم إسراد دور اللجنة ضمن‬
‫األحكام التنظيمية التي جاء بها المرسوم التنفيذي رقم ‪.)3(19-15‬‬
‫ثالثا‪ :‬الدوائر الوزارية‬
‫اعتمد المشرع الجزائري مصطلح الدوائر الو ازرية للداللة على مختلف القطاعات الو ازرية التي أسند لها دور‬
‫استشاري عبر اإلدالء بآرائها فيما يخص دراسة التأثير في البيئة بالنسبة لمشاريع قطاع المحروقات‪ ،‬حيث بينت‬
‫المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،312-18‬أن سلطة ضبط المحروقات تقوم بعرض دراسة التأثير في البيئة‬
‫(‪)4‬‬
‫المودعة من صاحب المشروع مرفقة بتقريرها على كل من وزير الدفاع الوطني والوزراء المكلفين بالداخلية‬
‫والموارد المائية والغابات والفالحة والمناجم والبيئة والبناء واألشغال العمومية والثقافة والسياحة والمالية والنقل‬
‫وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال لإلبداء الرأي فيها‪ ،‬ويتعين على الدوائر الو ازرية إرسال آرائهم إلى سلطة ضبط‬
‫المحروقات(‪ ،)5‬وفي حالة عدم وجود أي مالحظة من قبل الدوائر الو ازرية المذكورين سابقا‪ ،‬تودع سلطة ضبط‬
‫المحروقات دراسة التأثير في البيئة وفقا لإلجراءات القانونية لدى الو ازرة المكلفة بالبيئة قصد الحصول على التأشيرة‬
‫المناسبة(‪ ،)6‬وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع الجزائري استعمل عبارة إبداء الرأي في نهاية المادة ‪ 14‬من‬
‫الرسوم التنفيذي رقم‪ ،312-18‬بينما وظف عبارة عدم وجود أية مالحظة في بداية المادة ‪.19‬‬
‫كما بين من خالل المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،145-17‬إمكانية استعانة المصالح المكلفة بالبيئة‬
‫على مستوى الوالية حال فحصها لموجز التأثير في البيئة بمختلف القطاعات الو ازرية المعنية من أجل االستعانة‬
‫برأيهم فيما يخص موجز التأثير في البيئة الذي يقومون بفحصه‪ ،‬وبينت المادة ‪ 08‬فقرة ‪ 2‬من قانون المحروقات أن‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ،3700‬يحدد كيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع‬ ‫(‪)1‬‬

‫المحروقات ومحتواها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،72‬صادر في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬
‫أنظر المادة ‪ 33‬و ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫راجع أيضا الفصل الثاني‪ ،‬المبحث االول‪ ،‬المطلب الثاني‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫يجدر التنويه إلى أن وزير الداخلية يقوم بالتوقيع على دراسات الخطر المتعلقة بالمؤسسات المصنفة من الفئة األولى والتي تتطلب‬ ‫(‪)4‬‬

‫رخصة و ازرية والتي يتم توضيحها تبعا‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫سلطة ضبط المحروقات مكلفة بتنسيق دراسات التأثير البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر مع القطاعات‬
‫الو ازرية والوالئية المعنية التي يجب عليها تقديم رأيها وفقا لآلجال المحددة في التنظيم(‪ ،)1‬وعالوة على الدور‬
‫االستشاري والتنسيقي فإنه يتم إصدار ق اررات و ازرية مشتركة تحمل مضمون الترخيص والموافقة‪ ،‬حيث بينت المادة‬
‫‪ 67‬من قانون المحروقات أن كل استعمال أو تحويل أو تنازل عن قرض بخصوص حق انبعاث الغازات االحتباسية‬
‫يستدعي الموافقة عليه بقرار مشترك بين الوزيرين المكلفين بالمحروقات والبيئة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬وكالتي ضبط قطاع المحروقات‬
‫من أجل تحديد الدور الفاعل لهذه السلطة في مجال حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي‬
‫بيان طبيعتها القانونية وكذا بيان السلطات المخولة لها‪ ،‬وتحديد دورها في حماية البيئة في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ .1‬الطبيعة القانونية لوكالتي المحروقات‬
‫تعتبر سلطة ضبط قطاع المحروقات إحدى الصور الجديدة للضبط االقتصادي‪ ،‬حيث أنها ال تشابه باقي‬
‫السلطات المنشأة من طرف المشرع الجزائري‪ ،‬وبالنتيجة لذلك فهي ال تعد سلطة إدارية كباقي السلطات اإلدارية‬
‫المستقلة‪ ،‬وانما هي سلطة تجارية مستقلة(‪.)2‬‬
‫إن السلطات التجارية المستقلة التي استحدثها المشرع الجزائري في قطاع المحروقات تشكل تكريسا‬
‫الزدواجية سلطات الضبط(‪ ،)3‬فالنسبة لقطاع المحروقات بعد أن كان محتك ار من طرف سوناطراك بموجب تفويض‬
‫خاص من الدولة‪ ،‬فإن قانون المحروقات رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم بين توجه الدولة الجديد بتخليها عن هذا‬
‫االحتكار‪ ،‬ليتم بذلك تحرير هذا القطاع‪ ،‬بإنشاء وكالتي ضبط قطاع المحروقات‪ ،‬حيث أسندت لها مهمة الضبط في‬
‫قطاع المحروقات(‪.)4‬‬
‫لقد تم إنشاء وكالتي ضبط قطاع المحروقات بموجب المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫حيث تعتبران وكالتان وطنيتان مستقلتان تتمتعان بالشخصية القانونية واالستقاللية المالية‪ ،‬وتظهر الوكالتين في‬
‫شكل وكالة وطنية لمراقبة النشاطات وضبطها في مجال المحروقات أطلق عليها تسمية "سلطة ضبط المحروقات"‪،‬‬
‫أما الوكالة الثانية فهي الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات والتي أطلق عليها تسمية "النفط"(‪ ،)5‬وال تخضع‬
‫وكالتي المحروقات للقواعد المطبقة على اإلدارة‪ ،‬السيما فيما يتعلق بتنظيمها وسيرها والقانون األساسي للعمال‬

‫المادة ‪ 08‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪RACHID Zouaimia," Les agences de regulation dans le secteur des hydrocarbures ou les mutations institutionnelles en‬‬
‫‪matiere de regulation economique ", Revue idara, N°. 39 , 2010,P.99.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪RACHID Zouaimia, Droit de la regulation economique, Berti edition, Alger, 2006 , P.25.‬‬
‫شمون علجية‪ ،‬الضبط االقتصادي في قطاع المحروقات‪ ،‬مذكرة لنيل درجة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع إدارة و مالية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،3707 ،‬ص‪.20.‬‬


‫المادة ‪ 03‬فقرة ‪ 3‬و‪ 2‬من القانون ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المشتغلين بهما‪ ،‬حيث أنها تمسك محاسبة حسب الشكل التجاري‪ ،‬كما تخضع في عالقتها مع الغير للقواعد‬
‫التجارية‪ ،‬وبذلك فقد أعطى المشرع الجزائري صراحة الصفة التجارية للوكالتين‪ ،‬كما استبعد تطبيق القانون اإلداري‬

‫عليها(‪.)1‬‬

‫‪ .2‬السلطات المخولة لوكالتي المحروقات في حماية البيئة‬


‫خول المشرع لوكالتي المحروقات سلطة اتخاذ ق اررات فردية تتجسد في التوصية بمنح العديد من التراخيص‬
‫المطلوبة لممارسة األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات‪ ،‬كما تساهم في إعداد التنظيم عبر تقديم مقترحات‬
‫مدى احترام تطبيق قانون المحروقات ونصوصه‬ ‫(‪)2‬‬
‫النصوص القانونية المنظمة لقطاع المحروقات‪ ،‬كما تراقب‬
‫التنظيمية (‪ ،)3‬وفيم ا يلي عرض لمختلف السلطات التي تتمتع بهما هاتين الوكالتين بصورة خاصة فيما يتعلق‬
‫بحماية البيئة في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫أ‪ .‬سلطة ضبط المحروقات‬
‫فيما يخص الوكالة الوطنية لمراقبة النشاطات وضبطها (سلطة ضبط المحروقات) فإن دورها ينشق إلى‬
‫قسمين رئيسيين دور رقابي ودور عقابي‪ ،‬حيث أنه بالعودة إلى المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 70-70‬فإنها مكلفة‬
‫بالسهر على احترام تطبيق التنظيم المطبق في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة والوقاية من المخاطر الكبرى‬
‫وتسييرها‪ ،‬والسيما السهر على حماية الطبقة المائية والطبقة التي تحتوي على الماء بمناسبة النشاطات موضوع‬

‫أنظر المادة ‪ 03‬الفقرة ‪ 0‬و‪ 8‬من القانون ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫بينت المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 70-70‬أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بالسهر على احترام تطبيق التنظيم التقني المتعلق‬ ‫(‪)2‬‬

‫بنشاطات المحروقات‪ ،‬وكذا التنظيم المتعلق بتطبيق التعريفات‪ ،‬والتنظيم في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة والوقاية من‬
‫المخاطر الكبرى وتسييرها‪ ،‬وتطبيق التنظيم المتعلق بدفتر الشروط الخاص بإنجاز منشآت النقل بواسطة األنابيب والتخزين‪ ،‬ومراقبة‬
‫مطابقة نوعية المنتجات البترولية‪ ،‬كما كلفت بتطبيق العقوبات والغرامات التي تسدد للخزينة العمومية حال مخالفة القوانين والتنظيمات‬
‫المتعلقة بالتنظيم التقني المطبق على نشاطات المحروقات‪ ،‬والتنظيم المطبق في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ذلك فإنها مكلفة بدراسة طلبات منح أو سحب امتيازات النقل بواسطة األنابيب‪ ،‬وطلبات ممارسة نشاطات التكرير والتخزين والتوزيع‬
‫للمنتجات البترولية وتقديم توصية للوزير المكلف بالمحروقات لمنح رخصة ممارسة هذه النشاطات‪ ،‬كما تكلف بالمشاركة مع مصالح‬
‫و ازرة المحروقات في إعداد النصوص التنظيمية التي تحكم نشاطات المحروقات‪ ،‬وبينت المادة ‪ 02‬من قانون المحروقات أن النفط‬
‫أوكل لها مهمة تقييم المجال المنجمي المتعلق بالمحروقات عبر إنجاز دراسات حول األحواض‪ ،‬وترقية االستثمارات في مجال البحث‬
‫واستغالل المحروقات‪ ،‬وتسيير بنوك المعلومات الخاصة بالبحث واستغالل المحروقات‪ ،‬كما تقوم بتسليم رخص التنقيب وطرح‬
‫المناقصات وتقييم العروض الخاصة بنشاطات البحث و‪/‬أو االستغالل‪ ،‬وابرام العقود المرتبطة بها‪ ،‬ومتابعة ومراقبة مدى تنفيذها طبقا‬
‫ألحكام القانون بصفتها طرفا متعاقد‪ ،‬وكلفت النفط بدراسة مخططات التنمية والموافقة عليها وتحيينها دوريا‪ ،‬ومراقبة احترام المحافظة‬
‫المثلى على استغالل موارد المحروقات‪ ،‬كما اسند لها مهمة تحديد اإلتاوة وجمعها‪ ،‬واعادة دفعها للخزينة العمومية‪ ،‬والتأكد من أن‬
‫المتعامل قد سدد الرسم على الدخل البترولي والرسم المساحي والرسوم المتعلقة بحرق الغاز واستعمال المياه‪ ،‬كما تتعاون مع و ازرة‬
‫المحروقات في إعداد النصوص التنظيمية‪ ،‬وتشجيع نشاطات البحث العلمي في مجال نشاطات قطاع المحروقات‪.‬‬
‫شمون علجية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫قانون المحروقات‪ ،‬وكذا التنظيم المتعلق بثاني أكسيد الكربون (‪ ،)co2‬كما تسهر على تطبيق التنظيم المتعلق‬
‫باستعمال المواد الكيميائية في إطار مختلف النشاطات التي يحكمها قانون المحروقات‪ ،‬ومراقبة مطابقة نوعية‬
‫المنتجات البترولية‪ ،‬وتطبيق المقاييس والمعايير المعدة على أساس أفضل تطبيق دولي‪ ،‬وتعمد سلطة ضبط‬
‫المحروقات على تطبق العقوبات والغرامات التي تسدد للخزينة العمومية في حالة مخالفة القوانين والتنظيمات‬
‫المتعلقة بالتنظيم المطبق في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة‪.‬‬
‫وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمتابعة دراسات التأثير على البيئة وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة‬
‫بالبيئة‪ ،‬والحصول على التأشيرة المناسبة للمتعاقدين والمتعاملين المعنيين(‪ ،)1‬كما تقوم بالتنسيق دراسات التأثير‬
‫البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر مع القطاعات الو ازرية والوالئية المعنية كما تخضع كل دراسة لألخطار‬
‫الناتجة عن النشاطات المحددة في قانون المحروقات‪ ،‬إلى موافقة سلطة ضبط المحروقات(‪.)2‬‬
‫ب‪ .‬الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات‬
‫يظهر دور النفط في حماية البيئة بالرقابة على المناقصات‪ ،‬وتقييم العروض الخاصة بنشاطات البحث و‪/‬أو‬
‫(‪)3‬‬
‫أن يحصل على شهادة االنتقاء األولي من طرف النفط‬ ‫االستغالل‪ ،‬وابرام العقود‪ ،‬حيث ألزم كل متعامل مستثمر‬
‫من أجل المشاركة في كل مناقصة للمنافسة(‪ ،)4‬إضافة إلى ذلك فلها دور إحصائي عبر متابعة المعطيات المتعلقة‬
‫باستغالل موارد المحروقات‪ ،‬ودور جبائي بتحديدها لإلتاوة الجبائية‪ ،‬وبالرجوع إلى الملحق (ب) المتضمن الجوانب‬
‫التقنية فقد ألزم كل مرشح يسعى للحصول على شهادة االنتقاء األولي أن يقدم بيانا مفصال عن طاقته وتجربته‬
‫وقدراته في التكفل بالتحديات خاصة على الصعيد البيئي‪ ،‬وكذا وصف طاقة وخبرته في الداخل في كل الميادين‬
‫الهامة والمتعلقة بتكنولوجيات ما فوق السطح والتطوير واإلنتاج وتسيير الوارد البشرية وتسيير النظافة واألمن‬
‫البيئي(‪.)5‬‬
‫وأسند اللنفط تسليم رخص التنقيب التي ال يتم منحها ما لم تتضمن بصورة آلية استفاء جميع الشروط‬
‫القانونية السيما منها المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬حيث تسهر النفط على متابعة ومراقبة مدى تنفيذ عقود البحث و‪/‬أو‬
‫االستغالل بصفتها طرفا متعاقدا طبقا ألحكام القانون‪ ،‬كما تأكد من أن المتعامل قد سدد الرسوم المتعلقة بحرق‬
‫الغاز واستعمال المياه(‪.)6‬‬

‫تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 08‬الفقرات ‪ 0 ،8 ،0 ،0 ،2‬من القانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 3 ،0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر الفقرة أ‪ 0-‬و‪ 3‬و ‪ 2‬من الملحق (ب)‪ ،‬من التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 8 ،0 ،0 ،0‬من القانون رقم ‪ ، 70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫إضافة إلى ذلك فقد ألزمت المادة ‪ 20‬من قانون المحروقات كل متعاقد أن يستجيب بصورة خاصة‬
‫للمقاييس والمعايير التي بنص عليها التنظيم في مجال األمن الصناعي‪ ،‬وحماية البيئة والمقاييس التقنية والعلمية‪،‬‬
‫ويتعين عليه تزويد النفط بانتظام وبدون تأخير بكل المعطيات والنتائج المتحصل عليها في إطار تنفيذ العقد‪ ،‬وكذا‬
‫التقارير التي تطلبها النفط‪ ،‬كما تمنح للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بصفة استثنائية ولمدة محددة رخصة‬
‫حرق الغاز بطلب من المتعامل وفقا للمادة ‪ 03‬من قانون المحروقات(‪ ،)1‬وعهد لها أيضا حق الرقابة على كميات‬
‫الغاز المحروقة(‪.)2‬‬
‫كما تراقب مع سلطة ضبط قطاع المحروقات والو ازرة المكلفة بالبيئة كل عملية تخلي واعادة الموقع إلى‬
‫حالته األصلية‪ ،‬وأخي ار فإن النفط تقوم بدراسة مخططات التنمية والموافقة عليها وتحيينها دوريا‪ ،‬ومراقبة مدى احترام‬
‫المحافظة المثلى على موارد استغالل المحروقات(‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫الهيئات المحلية‬

‫إلى جانب االختصاصات التي تقوم بها الهيئات المركزية السابقة الذكر من أجل حماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات فقد أعطى المشرع الجزائري لهيئات أخرى على المستوى المحلي دو ار في حماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬حيث تنقسم هذه الهيئات إلى شقين رئيسيين؛ فمنها ما يتمتع بسلطة إصدار ق اررات متعلقة بحماية البيئة‬
‫(أوال)‪ ،‬أما الشق الثاني فإن دوره يظهر بصورة تشاوريه وتشاركيه (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الهيئات الوالئية‬
‫يشكل كل من الوالي ومديرية البيئة ومديرية الطاقة والمناجم بالوالية واللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات‬
‫المصنفة بالوالية الهيئات الالمركزية التي تتمتع بصالحيات فيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪.4‬الوالي‬
‫تساهم الوالية مع الدولة في إدارة وتهيئة اإلقليم والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وحماية البيئة(‪،)1‬‬
‫ويشكل المجلس الشعبي الوالئي من بين أعضائه لجانا دائمة للمسائل التابعة الختصاصاته السيما المتعلقة بالصحة‬
‫والنظافة وحماية البيئة(‪ ،)2‬كما يتداول في مجال حماية البيئة(‪.)3‬‬

‫تم تعديل هذه المادة بموجب القانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 83‬من القانون ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وفيما يخص الوالي الذي يعتبر الهيئة الثانية في الوالية(‪ ،)4‬فإن قانون الوالية لم يتضمن أي صالحيات فيما‬
‫يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات بصورة مباشرة(‪ ،)5‬إال أن اختصاصاته في هذا المجال تم توزعها عبر‬
‫العديد من النصوص القانونية األخرى(‪ ،)6‬ويظهر هذا الدور خالل دراسة أو موجز التأثير ودراسة الخطر التي‬
‫يقدمها صاحب كل مشروع مرتبط بقطاع المحروقات‪ ،‬وكذا حال طلب الحصول على رخصة المنشآت المصنفة كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‪.‬دور الوالي في دراسات التأثير في البيئة‬
‫فيما يخص دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات ووفقا ألحكام المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 145-17‬فإن صاحب المشروع ملزم بإيداع دراسة أو موجز التأثير على البيئة لدى الوالي المختص إقليميا في ‪11‬‬
‫نسخ فيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية‪ ،‬إضافة إلى المشاريع المتعلقة‬
‫بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو المعادن من األرض أو البحر‪ ،‬وبعد إيداع دراسة التأثير لدى الوالي‬
‫المختص إقليميا‪ ،‬فإن فحص هذه الدراسات يكون من طرف المصالح المكلفة بالبيئة المختصة إقليميا بتكليف من‬
‫الوالي(‪.)7‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،312-18‬فإن الوالي أو الوالة المختصون إقليميا يقومون‬
‫بفحص دراسة التأثير في البيئة‪ ،‬وبفتح تحقيق عمومي طبقا لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي رقم ‪145-17‬‬
‫المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬ويعلن الوالي أو الوالة‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،70-03‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،3703‬يتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪30‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫فيفري ‪.3703‬‬
‫المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،70-03‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،70-03‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،70-03‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫فيما يخص دور البلدية في حماية البيئة فقد بينت المادة ‪ 070‬من القانون رقم ‪ ،00-07‬المؤرخ في ‪ 33‬جوان ‪ ،3700‬المتعلق‬ ‫(‪)5‬‬

‫بالبلدية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 2‬جويلية ‪ .3700‬أن إقامة أي مشروع استثمار و‪/‬أو تجهيز أو أي مشروع يندرج في‬
‫إطار البرامج القطاعية للتنمية‪ ،‬يخضع إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬خاصة في مجال حماية األراضي الفالحية والتأثير‬
‫في البيئة‪ ،‬وبينت المادة ‪ 002‬من قانون البلدية أن أي مشروع يحتمل األضرار بالبيئة والصحة العمومية على إقليم البليدة فإنه يقتضي‬
‫موافقة المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬باستثناء المشاريع ذات المنفعة الوطنية التي تخضع لألحكام المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬كما يعتبر رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي المعني أو ممثله عضوا في اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة وفقا للمادة ‪ 30‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪.008-70‬‬
‫بينت المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-70‬المحدد إلجراءات وشروط منح رخص التنقيب عن المحروقات أن‬ ‫(‪)6‬‬

‫الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ملزمة بأن تعلم والة الواليات المعنية وأيضا مديريات المناجم والصناعة بكل رخصة تنقيب‬
‫تقوم بتسليمها مع بيان الحدود الجغرافية لمساحة التنقيب‪ ،‬وكذا طبيعة األشغال المقرر إنجازها‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬والمادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المختصون إقليميا بموجب قرار فتح تحقيق عمومي بعد الفحص األولي لملف دراسة أو موجز التأثير في البيئة من‬
‫أجل دعوة الغير أو كل شخص طبيعي أو معنوي إلبداء آرائهم في المشروع المزمع انجازه‪ ،‬وفي اآلثار المتوقعة‬
‫على البيئة(‪ ،)1‬وبعد إرسال الوزير المكلف بالبيئة بقرار الموافقة أو رفض دراسة التأثير في البيئة إلى الوالي‬
‫المختص إقليميا يقوم الوالي بتبليغها لصاحب المشروع بقرار يتضمن الموافقة أو الرفض(‪.)2‬‬
‫ب‪.‬دور الوالي في موجز التأثير في البيئة‬
‫يمارس الوالي نفس الصالحيات المتعلقة بالتحقيق العمومي بالنسبة لموجز التأثير في البيئة‪ ،‬غير أنه يقوم‬
‫بالموافقة على موجز التأثير‪ ،‬أما في حالة الرفض فيجب أن يكون رفضه لموجز التأثير مبررا‪ ،‬ويقوم الوالي‬
‫المختص إقليميا بإبال‪ ،‬صاحب المشروع بقرار الموافقة على موجز التأثير أو رفضه(‪.)3‬‬
‫ج‪ .‬دور الوالي في دراسات الخطر‬
‫المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر‬ ‫(‪)4‬‬
‫درسات الخطر فقد بينت المادة ‪ 15‬من القرار الوزاري المشترك‬
‫فيما يخص ا‬
‫‪ ،3702‬المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها‪ ،‬أن الوالي المختص إقليميا يقوم بالموافقة أو‬
‫رفض دراسات الخطر فيما يخص المؤسسات المصنفة من الفئة الثانية التي تتطلب رخصة والئية‪.‬‬
‫كما يقوم بتبليغ مقرر الموافقة أو الرفض الذي يتم إرساله من طرف الوزير المكلف بالبيئة إلى صاحب‬
‫المشروع حال المؤسسات المصنفة من الفئة األولى والتي تتطلب رخصة و ازرية(‪.)5‬‬
‫د‪.‬دور الوالي في رخصة استغالل المؤسسات المصنفة‬
‫ألزم المشرع الجزائري ضرورة خضوع المنشآت المصنفة حسب أهميتها وحسب األخطار أو المضار التي‬
‫تنجر عن استغاللها لترخيص المؤسسات المصنفة‪ ،‬حيث تصدر هذه الرخصة من الوزير المكلف بالبيئة والوزير‬
‫المعني‪ ،‬أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي(‪ ،)6‬وهو ما يتوافق مع التقسيم الذي بينته المادة ‪ 3‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 008-70‬المتضمن إجراءات منح رخصة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬حيث قسمت‬
‫المؤسسات المصنفة إلى أربعة فئات‪ ،‬وهي المؤسسة المصنفة من الفئة األولى والتي تتضمن على األقل منشأة‬
‫خاضعة لرخصة و ازرية‪ ،‬ومؤسسة مصنفة من الفئة الثانية وهي التي تخضع لرخصة من الوالي المختص‪ ،‬ومؤسسة‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬والمادة ‪ 00‬والمادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 08‬فقرة ‪ 3‬وفقرة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬يحدد كيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،72‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫صادر في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬


‫أنظر المادة ‪ 00‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة‬ ‫(‪)5‬‬

‫عليها‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫مصنفة من الفئة الثالثة والتي تتضمن على األقل منشأة خاضعة لرخصة رئيس المجلس الشعبي المختص‪،‬‬
‫ومؤسسة مصنفة من الفئة الرابعة والتي تخضع لنظام التصريح لدى رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص‪ ،‬حيث‬
‫يتم إرسال طلب رخصة المؤسسات المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا(‪.)1‬‬
‫ويخضع الطلب المودع للحصول على رخصة المنشآت المصنفة لدراسة أولية من طرف اللجنة الوالئية وفقا‬
‫للمادة ‪ 28‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،198-16‬حيث تنشأ لجنة والئية لمراقبة المؤسسات المصنفة على مستوى كل‬
‫والية‪ ،‬وتتشكل من الوالي رئيسا‪ ،‬والتي سيتم بيانها تبعا(‪.)2‬‬
‫‪.2‬الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة‬
‫بعد إرسال طلب رخصة المؤسسات المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا‪ ،‬يخضع الطلب المودع للحصول‬
‫(‪)3‬‬
‫التي تم تحديد وصفها في المادة‬ ‫على الرخصة لدراسة أولية من طرف اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة‬
‫على مستوى كل‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ 28‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،198-16‬حيث تنشأ اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة‬
‫والية وتتكون من ممثلين للمصالح غير الممركزة لعدد من القطاعات الو ازرية تم تحديدهم في المادة ‪ 30‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪.)5(008-70‬‬
‫وما يالحظ ف ي هذا السياق التنوع الكبير ألعضاء اللجنة من مختلف المديريات الوالئية وغيرها‪ ،‬غير أنه‬
‫يالحظ كذلك غياب تمثيل الجمعيات البيئية من أجل تكريس حق المواطن في بيئة نظيفة‪ ،‬ويتم تعيين أعضاء اللجنة‬
‫بقرار من الوالي لمدة ثالثة سنوات قابلة للتجديد دون تحديد مدة التجديد ويتم استخالفهم باألشكال نفسها‪ ،‬وأسندت‬
‫أمانة اللجنة لمصالح البيئة (مديرية البيئة) الموجودة على مستوى الوالية(‪.)6‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫اعتمد المشرع تسمية اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة‪ ،‬غير أن دور هذه اللجنة ال يقتصر على المراقبة فقط بل إن دورها‬ ‫(‪)4‬‬

‫يظهر ابتداء خالل دراسة ملف طلب رخصة استغالل المؤسسات المصنفة‪ ،‬وعليه كان من األجدر اعتماد تسميتها كما يلي‪ :‬اللجنة‬
‫الوالئية الستغالل ومراقبة المؤسسات المصنفة‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 30‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪ .‬وتتشكل الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة من الوالي‬ ‫(‪)5‬‬

‫رئيسا أو ممثله‪ ،‬ومدير البيئة للوالية أو ممثله‪ ،‬وقائد فرقة الدرك الوطني للوالية أو ممثله‪ ،‬ومدير أمن الوالية أو ممثله‪ ،‬ومدير الموارد‬
‫المائية أو ممثله‪ ،‬ومدير التجارة أو ممثله‪ ،‬ومدير التخطيط وتهيئة اإلقليم أو ممثله‪ ،‬ومدير المصالح الفالحية للوالية أو ممثله ومدير‬
‫الصحة والسكان للوالية أو ممثله‪ ،‬ومدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية للوالية أو ممثله ومدير العمل للوالية أو‬
‫ممثله‪ ،‬ومدير الصيد البحري للوالية أو ممثله‪ ،‬ومديري الثقافة والسياحة للوالية أو ممثليهما‪ ،‬ومحافظ الغابات أو ممثله‪ ،‬وممثل الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وثالثة خبراء مختصين في المجال المعني بأشغال اللجنة ورئيس المجلس الشعبي البلدي المعني أو ممثله‪،‬‬
‫وما يالحظ في هذا السياق غياب ممثل عن جمعيات حماية البيئة ضمن تشكيلة اللجنة‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 20‬و ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وتكلف اللجنة الوالئية للمراقبة المؤسسات المصنفة بالسهر على احترام التنظيم الذي يسير المؤسسات‬
‫المصنفة‪ ،‬وفحص طلبات إنشاء المؤسسات المصنفة‪ ،‬والسهر على مطابقة المؤسسات الجديدة لنص مقرر الموافقة‬
‫المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة(‪.)1‬‬
‫وتجتمع اللجنة باستدعاء من رئيسها كلما دعت الضرورة‪ ،‬وتتخذ ق ارراتها باألغلبية البسيطة ألصوات‬
‫أعضائها وفي حالة التساوي يرجح صوت الرئيس‪ ،‬ويتضمن محضر أشغال اللجنة رأي كل عضو فيها(‪ ،)2‬كما‬
‫يمكن للجنة أن تستعين بكل شخص بحكم كفاءته من أجل اإلدالء برأيه من الناحية التقنية حول المسائل المحددة‬
‫في جدول أعمالها‪ ،‬كما يمكنها أن تستدعي صاحب المشروع أو مكاتب الدراسات المعدين للدراسات المتعلقة‬
‫بالمشروع محل الطلب لتقديم معلومات تكميلية أو توضيحات‪ ،‬وتقوم بمرقابة مدى مطابقة المؤسسات المصنفة‬
‫للتنظيم المطبق عليها‪ ،‬وتعد بمناسبة ذلك برنامجا للرقابة في الوالية محل اختصاصها(‪.)3‬‬
‫ويمكن للجنة أن تكلف عضوا أو عدة أعضاء بمهمة المراقبة الخاصة‪ ،‬وذلك بالنظر إلى الظروف التي‬
‫تدفع إلى ذلك‪ ،‬كما تجري معاينات ميدانية لمراقبة المؤسسات المصنفة بطلب من رئيسها‪ ،‬حيث تتوج زيارة اللجنة‬
‫للموقع عند إتمام انجاز المؤسسة المصنفة بمنح رخصة استغالل المؤسسة المصنفة‪ ،‬إذ تهدف الزيارة إلى التأكد من‬
‫مطابقة الوثائق المدرجة في الطلب ومضمون الموافقة المسبقة (‪.)4‬‬
‫‪.3‬اللجنة الوالئية المكلفة بفحص دراسات الخطر‬
‫عالوة على ما سبق ذكره فيما يخص اللجنة الو ازرية المشتركة المتعلقة بفحص دراسات الخطر فإنه تنشأ‬
‫على مستوى كل والية‪ ،‬لجنة تكلف بفحص دراسات الخطر الخاصة بالمؤسسات المصنفة من الفئة الثانية‬
‫والمصادقة عليها‪ ،‬وتتشكل هذه اللجنة من ممثلي مديريتي الحماية المدنية والبيئة على مستوى الوالية‪ ،‬ويعين‬
‫أعضاء اللجنة بناء على اقتراح من السلطة التي ينتمون إليها بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا لمدة ثالثة‬
‫سنوات يتم استخالفهم بنفس األشكال‪ ،‬وتضمن المصالح المكلفة بالبيئة (مديرية البيئة) أمانة اللجنة حيث يتم اعتماد‬
‫نظامها الداخلي بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا(‪ ،)5‬وما يالحظ فيما يخص تشكيلتها غياب ممثل عن‬
‫الجمعيات المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬وتتولى أمانة اللجنة إعداد مقرر الموافقة أو الرفض المتعلق بدراسة الخطر بعد‬

‫أنظر المادة ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 22‬و‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬و ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 0‬والمادة ‪ ،8‬من القرار الوزاري المشترك مؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫اجتماعها من أجل فحصه وتقييد رأي كل عضو فيها في محضر مرتبط بذلك‪ ،‬على أن يتولى التوقيع على المقرر‬
‫السابق الذكر الوالي المختص إقليميا(‪.)1‬‬
‫‪ .1‬اللجنة الوالئية المكلفة بإعداد المخطط الخاص للتدخل‬
‫على مستوى كل والية لجنة مكلفة بإعداد‬ ‫(‪)2‬‬
‫أنشأت بموجب المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم‪71-15‬‬
‫المخططات الخاصة للتدخل‪ ،‬حيث يرأس اللجنة الوالي المختص إلقليميا‪ ،‬وتتشكل من مجموعة من األعضاء تم‬
‫تحديدهم في المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)3(17-15‬ويعين أعضاؤها لمدة ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد بموجب‬
‫قرار من الوالي المختص إقليميا ويتم استخالفهم بنفس األشكال‪ ،‬حيث تجتمع اللجنة بناء على استدعاء من الوالي‬
‫أو كلما استدعت الضرورة‪ ،‬ويمكن لها االستعانة بكل شخص يمكنه بحكم كفائته أن يساعدها في إشغالها‪ ،‬كما‬
‫يتعين على مستغلي المنشآت أو الهياكل أن يحضروا أشغال اللجنة(‪ ،)4‬حيث تتولى مديرية الحماية المدنية للوالية‬
‫أمانة اللجنة‪ ،‬ويتم اعتماد المخطط الخاص للتدخل بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا(‪.)5‬‬
‫ويهدف المخطط الخاص للتدخل إلى تحديد تنظيم وتنسيق النجدة في حالة خطر خاص معرف وله‬
‫تأثيرات "خارج حدود المنشأة والهياكل"‪ ،‬وذلك بغرض حماية األشخاص والممتلكات والبيئة‪ ،‬حيث تخضع كل‬
‫المؤسسات المصنفة لحماية البيئة والتي تبرز " دراسة الخطر" أن آثار األخطار المعرفة يمكن أن تتجاوز حدود‬
‫المنشأة والتي يمكن أن تؤدي إلى إلحاق أضرار باألشخاص والممتلكات والبيئة إلعداد هذا المخطط(‪ ،)6‬ويتم إعداد‬
‫هذه المخططات وفقا لمضمون دراسة الخطر التي سيتم دراستها بصورة أكثر اسهابا تبعا‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬و المادة ‪ 00‬من القرار الوزاري المشترك مؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 71-15‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ، 2115‬يحدد شروط وكيفيات إعداد المخططات الخاصة للتدخل للمنشآت‬ ‫(‪)2‬‬

‫والهياكل واعتمادها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 9‬صادر في ‪ 18‬فيفري ‪.2115‬‬
‫تتشكل اللجنة من قائد مجموعة الدرك الوطني للوالية أو ممثله‪ ،‬ورئيس أمن بالوالية أو ممثله‪ ،‬ومدير الحماية المدنية للوالية‬ ‫(‪)3‬‬

‫أوممثله‪ ،‬ومدير الطاقة بالوالية أو ممثله‪ ،‬ومدير الصناعة والمناجم‪ ،‬للوالية أو ممثله ومدير الموارد المائية أو ممثله‪ ،‬ومدير البيئة‬
‫للوالية أو ممثله‪ ،‬ومدير الصحة والسكان للوالية أو ممثله‪ ،‬ورئيس المجلس أو رؤساء المجالس الشعبية المعنية‪ ،‬ورئيس الدائرة‬
‫أورؤساء الدوائر المعنية‪.‬‬
‫أنظر المواد ‪ ،03 ،00 ،07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،71-15‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،71-15‬المرجع السابق‪ .‬وراجع أيضا مضمون مخططات الوقاية في الفرع الثالث من‬ ‫(‪)5‬‬

‫المطلب الثاني من هذه الدراسة ضمن دراسة الخطر‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،71-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .5‬اللجنة الوالئية المكلفة بالمصادقة على المخططات الداخلية للتدخل‬


‫تحت سلطة الوالي على مستوى كل والية لجنة تكلف‬ ‫(‪)1‬‬
‫أنشأت بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪355-19‬‬
‫بالدراسة والمصادقة على المخططات الداخلية للتدخل‪ ،‬حيث تتكون من ممثلين تم تحديدهم في المادة ‪ 11‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)2(355-19‬ويمكن للجنة أن تطلب من كل شخص مؤهل إفادتها أ‬
‫بري تقني حول مسائل‬
‫محددة وتتولى مصالح المديرية الوالئية للصناعة أمانة اللجنة‪ ،‬حيث تحدد اللجنة سيرها بموجب نظامها الداخلي‪.‬‬
‫وبينت المادة ‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 335-19‬أن المخطط الداخلي للتدخل هو أداة تسيير وتخطيط‬
‫اإلسعافات والتدخل‪ ،‬يهدف إلى حماية العمال والسكان والممتلكات والبيئة‪ ،‬ويحدد بعنوان المنشأة المعنية جميع‬
‫تدابير الوقاية من األخطار‪ ،‬والوسائل المسخرة لهذا الغرض‪ ،‬وكذا اإلجراءات الواجب اتخاذها عند وقوع الضرر‪،‬‬
‫حيث تلزم المؤسسات الصناعية التي يمكن أن تحدث أخطا ار على العمال والممتلكات والسكان‪ ،‬وكذا على البيئة في‬
‫حال تعرضها لخطر الحريق أو االنفجار أو تسرب مواد سامة بإعداد هذا المخطط‪ ،‬ويتم إعداد هذه المخطط وفقا‬
‫لمضمون دراسة الخطر التي سيتم دراستها بصورة دقيقة تبعا‪.‬‬
‫‪.6‬مديرية البيئة في الوالية‬
‫متفشيات البيئة على مستوى الوالية وحول تسميتها إلى مديريات للبيئة‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫تخلى المشرع الجزائري عن تسمية‬
‫(‪)4‬‬
‫المتضمن إحداث‬ ‫غير أنه أبقى على نفس األحكام القانونية التنظيمية المبينة في المرسوم التنفيذي رقم ‪61-96‬‬
‫مفتشيه البيئة في الوالية‪ ،‬ووفقا للمادة االولى منه فإن مديرية البيئة تعتبر مصلحة خارجية تابعة للو ازرة المكلفة‬
‫بحماية البيئة‪ ،‬وأسند لها بموجب المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،61-96‬مهمة مراقبة تطبيق القوانين‬
‫والتنظيمات المتعلقة بحماية البيئة أو التي تتصل بها‪ ،‬وبهذه الصفة فهي تتصور وتنفذ باالتصال مع األجهزة‬
‫األخرى في الدولة والوالية والبلدية برنامجا لحماية البيئة في كامل تراب الوالية‪ ،‬وهي مكلفة بتسليم الرخص واألذن‪،‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-70‬مؤرخ في ‪ 37‬أكتوبر ‪ ،3770‬يحدد كيفيات إعداد وتنفيذ المخططات الداخلية للتدخل من طرف‬ ‫(‪)1‬‬

‫المستغلين للمنشآت الصناعية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،70‬صادر في ‪ 30‬أكتوبر ‪.3770‬‬
‫تتشكل اللجنة من المدير الوالئي المكلف بالصناعة أو ممثله رئيسا‪ ،‬والمدير الوالئي للبيئة أو ممثله‪ ،‬والمدير لوالئي للحماية المدنية‬ ‫(‪)2‬‬

‫أو ممثله‪ ،‬والمدير الوالئي للقطاع المعني‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي البلدي لمكان وجود المنشأة‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،202-72‬مؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،3772‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪-00‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ 07‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،0000‬والمتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،87‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ .3772‬على تغيير التسمية كما يلي‪ (:‬تعوض تسمية مديرية البيئة للوالية تسمية مفتشيه البيئة للوالية في جميع أحكام المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪.)07-00‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،07-00‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ ،0000‬يتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،0‬صادر‬ ‫(‪)4‬‬

‫في ‪ 38‬جانفي ‪ ،0000‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،202-72‬مؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،3772‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،87‬‬
‫صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪.3772‬‬
‫‪132‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫والتأشيرات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة‪ ،‬كما تقترح كل التدابير الرامية إلى‬
‫تحسين التراتيب التشريعية والتنظيمية التي لها صلة بحماية البيئة‪ ،‬كما تتخذ كل التدابير الرامية إلى الوقاية من كل‬
‫أشكال تدهور البيئة ومكافحتها السيما التلوث البيئي‪.‬‬
‫وتنظم مديريات البيئة في شكل مكاتب ومصالح يقدر عددها بين مصلحتين إلى سبع مصالح تحدد كيفيات‬
‫مشترك بين الوزير المكلف بحماية البيئة والوزير المكلف بالمالية والسلطة المكلفة‬ ‫(‪)1‬‬
‫تنظيمها عن طريق قرار وزاري‬
‫بالوظيفة العمومية(‪ ،)2‬ويظهر دور مديرية البيئة في حماية البيئة في قطاع المحروقات عبر ضمها ألمانة اللجنة‬
‫الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة الموجودة على مستوى كل والية‪ ،‬حيث تتشكل من الوالي رئيسا أوممثله ومدير‬
‫البيئة للوالية أو ممثله‪ ،‬إضافة ممثلين عن قطاعات أخرى كما تم بيانه سابقا(‪ ،)3‬حيث أسندت المادة ‪ 32‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬أمانة اللجنة لمصالح البيئة الموجودة على مستوى الوالية‪.‬‬
‫كما تكلف مصالح البيئة على مستوى الوالية بفحص موجز التأثير في البيئة بعد إرساله من طرف الوالي‬
‫المختص إقليميا‪ ،‬والمتضمن أراء المصالح التقنية ونتائج التحقيق العمومي مرفقا بمحضر المحافظ المحقق‪ ،‬والمذكرة‬
‫الجوابية لصاحب المشروع‪ ،‬حيث تتحقق من الوثائق المرفقة به مع ما تم تحديده في المادة ‪ 6‬المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،145-17‬وفي هذا اإلطار ويمكنهم االتصال بالقطاعات الو ازرية المعنية واالستعانة بكل خبرة(‪.)4‬‬
‫‪ .7‬مديرية الطاقة‬
‫تم إنشاء مديريات الطاقة على مستوى الوالية بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 314-19‬المعدل والمتتم‪ ،‬الذي‬
‫حدد تنظيمها وسيرها‪ ،‬حيث أسند لها مهمة السهر على تنفيذ السياسة القطاعية للطاقة‪ ،‬وممارسة مهام السلطة‬

‫بين القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 28‬ماي سنة ‪ ،2117‬المتضمن تنظيم مديريات البيئة للواليات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،00‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫صادر في ‪ 00‬سبتمبر ‪ .3770‬أنها تنظم في شكل مصالح تختلف بالنظر إلى الوالية التي يقع فيها مقر المديرية‪ ،‬وتنظم مديريات‬
‫البيئة بشكل عام ست مصالح تختلف حسب ثالث فئات من الواليات وهي‪ :‬مصلحة المحافظة على التنوع البيولوجي واألنظمة البيئة‬
‫والتي تكلف بجرد وتثمين مختلف األنظمة البيئة والمواقع الطبيعية‪ ،‬ومتابعة تنفيذ وسائل التدخل وتسيير الساحل وتضم مكتبين‪،‬‬
‫ومصلحة البيئة الحضرية التي تكلف بمتابعة وتقييم الدراسات ومراقبة منشآت المعالجة‪ ،‬وازالة التلوث في المجال الحضري‪ ،‬وترقية‬
‫نشاطات استرجاع النفايات وتثمينه وتضم مكتبين‪ ،‬ومصلحة البيئة الصناعية التي تكلف بأخذ ومتابعة التدابير التي تهدف إلى الوقاية‬
‫من التلوث واألضرار الصناعية وتنفيذ األحكام التنظيمية المتعلقة بالمنشآت المصنفة ومراقبة منشآت المعالجة وازالة التلوث في المجال‬
‫الصناعي وترقية نشاطات استرجاع النفايات الخاصة وتضم مكتبين‪ ،‬أما مصلحة التحسس واإلعالم والتربية البيئية فتكلف بتنفيذ‬
‫البرنامج المتعلق بالتحسس واالتصال واإلعالم والتربية البيئة وتتضمن مكتبين‪ ،‬ومصلحة التنظيم والتراخيص وتكلف بدراسة ومتابعة‬
‫شؤون المنازعات التي يكون القطاع طرفا فيها‪ ،‬وتنفيذ إجراءات دراسة وموجز التأثير في البيئة وتتضمن مكتبين‪ ،‬ومصلحة اإلدارة‬
‫والوسائل وتكلف بتسيير المستخدمين والوسائل والمحاسبة والميزانية وتتضمن بدورها مكتبين‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،07-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 30‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫العمومية‪ ،‬والخدمة العمومية عن طريق أعمال المراقبة التنظيمية‪ ،‬والسهر على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين‬
‫بالنشاطات الطاقوية والمحروقات باالتصال مع األجهزة المعنية‪ ،‬إضافة إلى ضمان متابعة إنجاز المشاريع الكبرى‬
‫(‪)2‬‬
‫مكلفة في ميدان توزيع المنتجات البترولية بالسهر على‬ ‫بقطاع الطاقة(‪ ،)1‬عالوة على ذلك فإن مديرية الطاقة‬
‫احترام التشريع والتنظيم في مجال تخزين المنتجات البترولية‪ ،‬ونقلها وتوزيعها باالتصال مع الجهاز المعني‪ ،‬وضمان‬
‫متابعة نشاطات تخزين المنتجات البترولية‪ ،‬وتوزيعها‪ ،‬ومتابعة انجاز الهياكل التابعة لها‪ ،‬والسهر على التموين‬
‫المنتظم للوالية من المنتجات البترولية وعلى جودة الخدمة بالتشاور مع المؤسسات المعنية(‪.)3‬‬
‫وبينت المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 314-19‬أن دور مديرية الطاقة في ميدان األمن والبيئة‬
‫الصناعية خصوصا يظهر من خالل السهر على تطبيق التشريع والتنظيم في مجال األمن الصناعي والوقاية من‬
‫األخطار الكبرى‪ ،‬وكذا تنفيذ البرامج المتعلقة بها بالتشاور مع األجهزة المعنية‪ ،‬والسهر على تطبيق المقاييس‬
‫والمعايير األمنية حسب مختلف أنواع المنشآت الطاقوية والمحروقات‪ ،‬السيما المواقع والمنشآت المصنفة بالتشاور‬
‫مع األجهزة المعنية‪ ،‬إضافة إلى السهر على المحافظة على البيئة من آثار المنشآت الطاقوية والمنجمية‬
‫والمحروقات بالتشاور مع األجهزة المعنية‪ ،‬وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات المعنية حسب ما حدده التنظيم‬
‫المعمول به‪ ،‬والسهر على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بتسيير المواد الحساسة‪.‬‬
‫وفيما يخص دور مديرية الطاقة في رخص ممارسة نشاطات قطاع المحروقات فإن لها اختصاص وحديد‬
‫يظهر من خالل أحكام المرسوم التنفيذي‪ 57-15‬المحدد لكيفيات وشروط ممارسة نشاطات تخزين و‪/‬أو توزيع‬
‫المنتجات البترولية‪ ،‬حيث يودع الملف المتضمن طلب الموافقة المسبقة وفقا لدفتر الشروط لدى المديرية الوالئية‬
‫للطاقة التابع لها موقع ممارسة النشاط‪ ،‬على أن تقوم هذه األخيرة بإرسال الموافقة المسبقة إلى صاحب الطلب حال‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 8 ،3 ،2 ،1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،314-19‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫تظم مديرية الطاقة مصلحتين إلى ثالث مصالح ويمكن أن تظم كل مصلحة مكتبين إلى أربعة مكاتب حسب مهامها‪ ،‬حيث أحال‬ ‫(‪)2‬‬

‫المشرع إلى التنظيم من أجل تطبيق ذلك‪ ،‬حيث بين القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 6‬ديسمبر ‪ ،2111‬المتضمن تنظيم مدرية‬
‫الطاقة والمناجم للوالية في مصالح ومكاتب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،34‬صادر في ‪ 3‬جوان ‪ ،2111‬في المادة ‪ 2‬منه أن مديرية الطاقة‬
‫والمناجم بالوالية تضم ثالث مصالح وهي مصلحة الطاقة‪ ،‬ومصلحة المناجم وحماية الممتلكات‪ ،‬ومصلحة اإلدارة والوسائل‪ ،‬وتضم‬
‫مصلحة الطاقة ثالث مكاتب وهي مكتب الكهرباء والغاز والطاقات المتجددة والنووي‪ ،‬ومكتب الغاز الطبيعي‪ ،‬ومكتب الموارد البترولية‬
‫والغازية‪ ،‬ويمكن اإلشارة إلى أنه لم يصدر قرار جديد يساير التعديل الذي ط أر على مديرية الطاقة والمناجم بتحويلها إلى مديرية للطاقة‬
‫فقد‪ ،‬وبذلك فإن األحكام الواردة في هذا القرار والمخالفة للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 314-19‬المعدل والمتمم تكون غير نافذة فيما يخص‬
‫المصالح والمكاتب المرتبطة بالمناجم على إعتبار أن احكام القرار تكون مخالفة لنص أعلى منه درجة وهو المرسوم التنفيذي رقم رقم‬
‫‪ ،15-15‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ ،2115‬المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها المعدل والمتتم للمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪.314-19‬‬
‫أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،314-19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫امتثالها للشروط المحددة‪ ،‬أما في حالة عدم استيفاء الملف للشروط المطلوبة فإنها تبلغ قرار الرفض المسبب إلى‬
‫صاحب الطلب(‪.)1‬‬
‫وفيما يخص الحصول على اعتماد ممارسة نشاطات تخزين و‪/‬أو توزيع المنتجات البترولية فإن تسليم‬
‫االعتماد يتم وفق إجراء إيداع صاحب الطلب الملف المحدد قانونا لدى المديرية الوالئية للطاقة التابع لها موقع‬
‫ممارسة النشاط‪ ،‬على أن ترسل مديرية الطاقة بالوالية مقر النشاط قرار الموافقة بمنح االعتماد وذلك حال اعتبار‬
‫الملف مستجيبا للشروط القانونية التي تم تحديدها في المالحق المتصلة بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،57-15‬أما في‬
‫حالة عدم استيفاء الشروط فإنها تبلغه بقرار الرفض المسبب(‪.)2‬‬
‫‪ .8‬الشباك الوحيد على المستوى الوالئي المتعلق برخص البناء‬
‫عندما يكون تسليم رخصة البناء من اختصاص الوزير المكلف بالعمران‪ ،‬يرسل رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي ملف الطلب مرفقا برأي مصالح التعمير التابعة للبلدية إلى مصلحة الدولة المكلفة بالعمران‪ ،‬إلبداء رأي‬
‫المطابقة‪ ،‬حيث يتم تحضير الملف من طرف الشباك الوحيد للوالية‪ ،‬الذي يرسل بدوره نسخة من الملف إلى‬
‫المصالح التي يتم استشارتها بمناسبة ذلك(‪.)3‬‬
‫وبينت المادة ‪ 59‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬أنه يفتح على مستوى مديرية التعمير بالوالية شباك‬
‫وحيد للوالية بموجب قرار من الوالي المختص إقليميا‪ ،‬يرأسه المدير المكلف بالعمران أو ممثله أو رئيس مصلحة‬
‫التعمير عند االقتضاء ويشمل ممثل عن الوالي‪ ،‬وممثلين عن مجموعة من المديريات بالوالية‪ ،‬والتي يظهر من‬
‫ضمنها ممثل عن مدير الطاقة أو ممثله‪ ،‬وممثل عن مدير البيئة أو ممثله(‪ ،)4‬ويمكن للشباك الوحيد االستعانة بأي‬
‫شخص أو سلطة أو هيئة قصد تنويره وافادته في أعماله‪ ،‬ويزود الشباك الوحيد في إطار سيره بأمانة تقنية على‬
‫مستوى مديرية التعمير للوالية حيث تكلف باستقبال الطلبات وتحضير االجتماعات وتحديد جدول األعمال وتحضير‬
‫محاضر اجتماع الجلسات‪ ،‬ويفصل الشباك الوحيد للوالية في الطالبات في أجل ‪ 15‬يوم من تاريخ إيداعها‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 49‬فقرة ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،2115‬يتضمن تحضير عقود التعمير‬ ‫(‪)3‬‬

‫وتسليمها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،7‬صادر في ‪ 12‬فيفري ‪.2115‬‬


‫وفقا للمادة ‪ 59‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪ .‬فإن تشكيلة هذا الشباك تتكون من المدير المكلف بالعمران أو‬ ‫(‪)4‬‬

‫ممثله‪ ،‬أو رئيس مصلحة التعمير عند االقتضاء‪ ،‬و يشمل الشباك ممثل عن الوالي ورئيس المجلس الشعبي الوالئي أو ممثله‪ ،‬وعضوين‬
‫من المجلس الشعبي الوالئي ينتخبهما نظراؤهما‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي البلدي المعني‪ ،‬ومدير أمالك الدولة أو ممثله‪ ،‬ومدير‬
‫المحافظة العقارية أو ممثله‪ ،‬ومدير المصالح الفالحية أو ممثله‪ ،‬ومدير األشغال العمومية وممثله‪ ،‬ومدير الحماية المدنية أو ممثله‪،‬‬
‫ومدير الطاقة أو ممثله‪ ،‬ومدير الشركة الوطنية للكهرباء والغاز(سونالغاز)أو ممثلها‪ ،‬ومدير البيئة أو ممثله‪ ،‬ومدير السياحة أو ممثله‬
‫ومدير الصحة والسكان أو ممثله‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .9‬لجان مكافحة تلوث البحر الوالئية والجهوية‬


‫أنشأت بموجب المادة ‪ 72‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬المتعلق بتنظيم مكافحة التلوث البحري‬
‫واحداث مخططات استعجاليه لذلك‪ ،‬لجان والئية وجهوية تدعى" لجان تل بحر" من أجل تنظيم مكافحة تلوث‬
‫البحر‪ ،‬وتم استحداث في كل والية ذات واجهة بحرية " لجنة والئية تل بحر" يعينها ويرأسها الوالي المختص إقليميا‬
‫(‪ ،)1‬وتكلف اللجنة الوالئية تل بحر بإعداد وتنفيذ مخطط تل بحر الوالئي‪ ،‬وتحديد التدابير الواجب اتخاذها للوقاية‬
‫من التسربات عند توقع حادث خطير‪ ،‬والقيام بتخطيط وتقدير تدريبات و‪/‬أو تمرينات افتراضية للمخطط الوالئي‪،‬‬
‫بالتنسيق مع اللجنة الجهوية المعنية واألمانة الدائمة تل بحر‪ ،‬كما تسهر على متابعة سير عمليات المكافحة ابتداء‬
‫من تفعيل المخطط وحتى نهايته‪ ،‬وتسهر على إمداد المناطق المنكوبة بالوسائل البشرية والمادية‪ ،‬وتعد بذلك تقري ار‬
‫تقييمي للتدريبات والتدخالت في حالة تلوث بحري عرضي وارساله إلى اللجنة الجهوية تل بحر وكذا األمانة الدائمة‬
‫تل بحر(‪.)2‬‬
‫كما تنشأ ثالث لجان جهوية تل بحر تتوافق مع الواجهات البحرية الثالث الوسطى والشرقية والغربية(‪،)3‬‬
‫ويتم تعيين أعضائهم بموجب قرار من الوزير المكلف بالبيئة بعد اقتراح من السلطات التي ينتمون إليه‪،‬ا حيث ترسل‬
‫نسخة من القرار إلى األمانة العامة الدائمة تل بحر(‪.)4‬‬
‫وأسند للجنة الجهوية تل بحر مهمة إعداد المخطط الجهوي تل بحر‪ ،‬والسهر على تنفيذه وتحديد التدابير‬
‫التي يمكن اتخاذها للوقاية من التسربات عند توقع حدوث أي خطر‪ ،‬كما تسهر على القيام بتخطيط تدريبات و‪/‬أو‬
‫تمرينات افتراضية لمخطط تل بحر الجهوي بالتنسيق مع اللجنة الوطنية تل بحر واألمانة الدائمة تل بحر‪ ،‬كما تعد‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬و‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪ .‬كما بينت ذات المادة أن اللجنة الوالئية تل بحر تتشكل من‬ ‫(‪)1‬‬

‫قائد المجموعة اإلقليمية لحرس الشواطئ‪ ،‬وقائد المجموعة اإلقليمية للدرك الوطني‪ ،‬ورئيس أمن الوالية‪ ،‬ومدير الحماية المدنية للوالية‪،‬‬
‫وكال من المدراء الوالئيين المكلفين بالطاقة والنقل واألشغال العمومية والبيئة والصحة وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال والصيد البحري‬
‫والموارد الصيدية‪ ،‬ورئيس المركز الفرعي لعمليات المراقبة واإلنقاذ في البحر‪ ،‬والمديرين العامين للموانئ وممثال عن المحافظة الوطنية‬
‫للساحل‪ ،‬وتتولى أمانة اللجنة الوالئية تل بحر مديرية البيئة للوالية المعنية‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وفقا للمادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 302-02‬فإنه يرأس اللجنة الجهوية تل بحر قائد الواجهة البحرية المعنية‪ ،‬وتتكون من‬ ‫(‪)3‬‬

‫ممثل لكل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل واألشغال العمومية والبيئة والصحة‪ ،‬وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬والوزير‬
‫المكلف بالصيد البحري والموارد الصيدية‪ ،‬ورئيس المركز الجهوي للمراقبة واإلنقاذ‪ ،‬وممثال عن المديرية العامة لألمن الوطني على‬
‫المستوى الجهوي‪ ،‬وقائد المجموعة للواجهة البحرية لحراسة الشواطئ المعنية وممثل القيادة الجهوية للدرك الوطني والحماية المدنية‪،‬‬
‫والمفتش الجهوي للبيئة المعني‪ ،‬وممثل عن المحافظة الوطنية للساحل‪ ،‬وتتمثل الواجهة الغربية كل من واليات تلمسان‪ ،‬وعين‬
‫تيموشنت‪ ،‬ووهران‪ ،‬ومعسكر‪ ،‬ومستغانم‪ ،‬أما الواجهات الوسطى فتشمل كال من والية الشلف‪ ،‬وتيبازة‪ ،‬والجزائر‪ ،‬وبومرداس‪ ،‬وتيزي‬
‫وزو‪ ،‬أما الواجهة الغربية فتشمل واليات بجاية‪ ،‬وجيجيل‪ ،‬وسكيكددة‪ ،‬وعنابة والطارف‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 8‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫اللجنة الجهوية تقري ار تقييمي للتدريبات‪ ،‬وكذا التدخالت حالة حدوث تلوث بحري عرضي‪ ،‬وارساله إلى اللجنة‬
‫الوطنية تل بحر واألمانة العامة لها‪ ،‬وأسند أيضا للجنة اقتراح كل التدابير التي من شأنها تدعيم تنظيم عملية إزالة‬
‫التلوث السيما إقتناء األجهزة الضرورية للتدخل وتكوين المستخدمين في هذا المجال(‪ ،)1‬وبينت المادة ‪ 11‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،264-14‬أنه يتولى أمانة اللجنة الجهوية تل بحر قائد مجموعة الواجهة البحرية لحراسة‬
‫الشواطئ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مشاركة المواطن في حماية البيئة‬
‫تضمن القانون رقم ‪ 11-13‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة تكريسا قانونيا للحق العام في‬
‫اإلعالم البيئي‪ ،‬حيث خول لكل شخص طبيعي أو معنوي حق الحصول على المعلومات المتعلقة بالبيئة من‬
‫الهيئات المعنية بذلك‪ ،‬ويتضمن ذلك جميع المعطيات المتوفرة في ما يتعلق حالة البيئة‪ ،‬والتنظيمات والتدابير‬
‫واإلجراءات الموجهة لضمان حماية البيئة وتنظيمها‪ ،‬إضافة إلى الحق الخاص في اإلعالم البيئي‪ ،‬والذي يتم‬
‫بمقتضاه واجب تبليغ أي معلومة متعلقة بالعناصر البيئية تكون بحوزة كل شخص طبيعي‪ ،‬أو معنوي خاص يمكنها‬
‫أن تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة العامة إلى السلطات المحلية و‪/‬أو السلطات المكلفة بالبيئة(‪.)2‬‬
‫ووفقا ألحكام المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 11-13‬فإن للمواطن الحق في الحصول على المعلومات المتعلقة‬
‫باألخطار التي يتعرضون لها في بعض مناطق اإلقليم‪ ،‬وكذا تدابير الحماية التي تخصهم‪ ،‬حيث يطبق هذا الحق‬
‫على األخطار التكنولوجية واألخطار الطبيعية المتوقعة‪.‬‬
‫وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات فقد تم تكريس هذه الحقوق عبر عملية التحقيق العمومي‬
‫والتي تم تبنيها في كل من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 213-18‬المتضمن شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة‬
‫للنشاطات التابعة لمجال المحروقات‪ ،‬وكذا المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-70‬المتضمن مجال تطبيق ومحتوى‬
‫وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير في البيئ‬
‫‪.4‬مضمون التحقيق العمومي‬
‫إ ن الوصول إلى نتيجة مفادها حق المواطن في بيئة نظيفة ال يتحقق إال بتطبيق قوانين حماية البيئة بصورة‬
‫دقيقة‪ ،‬ألن الغرض من حماية البيئة هو في النهاية يعد من المصالح العامة‪ ،‬إذ أنه ال يقترن بشخص بحد ذاته‬
‫ولكنه حق للجميع(‪.)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬والمادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪ANTHONY Chamboredon, Du droit de l’environnement au droit a l’environnement (A la recherche d’un juste milieu,‬‬
‫‪l’harmattan), Paris, 2007 , P.36.‬‬
‫‪137‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وفي هذا الساق تبرز أهمية المعلومات البيئة من أجل جعل الجهات اإلدارية تتعرف على المعلومات‬
‫الضرورية في إطار إجراءات إصدار الق اررات المرتبطة بالبيئة للوصول إلى توازن بين السلطة والمسؤولية تجاه‬
‫المشاريع المؤثرة على البيئة‪ ،‬وال يتأتى ذلك إال عند اعتماد المعلومات البيئة والتي يبرز الحد األدنى منها من خالل‬
‫ثالث مظاهر جوهرية تظهر عند تحقيق إمكانية جمع المعلومات المتعلقة بالبيئية واستعمالها والوصول إليها(‪،)1‬‬
‫وكنتيجة لذلك يعتبر التحقيق العمومي إحدى اآلليات الديمقراطية التي يتم بمقتضاها تكريس مبدأ اإلعالم(‪ ،)2‬ويهدف‬
‫التحقيق العمومي بذلك إلى إخضاع العملية المتوقعة إلى امتحان عمومي من أجل تحقيق الديمقراطية اإلدارية(‪.)3‬‬
‫إن المراقبة الشعبية تظهر من خالل إدماج مشاركة المواطنين في دراسات التأثير في البيئة عبر تحسين‬
‫آليات اتخاذ القرار بالنسبة للسلطات اإلدارية من خالل األخذ بعين االعتبار مالحظات ونقد المواطنين للمشروع‪،‬‬
‫غير أنه توجد بعض النقائص التي تعتري موضوع مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار‪ ،‬ولعل أهمها هو عدم تحديد‬
‫المقصود بالمواطنين الذين لهم الحق بذلك‪ ،‬إذ أن بعض التشريعات كانت أكثر تشديدا بحيث أعطت الحق فقط لمن‬
‫لهم مصلحة قانونية يجب حمايتها‪ ،‬غير أنه بالتدريج تم اعتماد مشاركة الجمهور في دراسات التأثير في البيئة‬
‫وتضمن ذلك فتح المجال لألشخاص الطبيعيين وكذا جمعيات حماية البيئة أو الجمعيات األخرى إضافة إلى‬
‫الجماعات المحلية والمؤسسات والتي قد ال يكون لهم أي أغراض شخصية دون حماية البيئة بصورة عامة(‪.)4‬‬
‫لقد بينت المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11-13‬أن مبدأ اإلعالم والمشاركة وتدخل األشخاص والجمعيات‬
‫في مجال حماية البيئة‪ ،‬هو إحدى المبادئ التي تضمنها قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬حيث يتم‬
‫بمقتضى هذا المبدأ لكل شخص الحق في أن يكون على علم بحالة البيئة والمشاركة في اإلجراءات المسبقة عند‬
‫اتخاذ الق اررات التي قد تضر بالبيئة‪.‬‬
‫إن مبدأ مشاركة المواطنين في اتخاذ الق اررات المرتبطة بالبيئة يقتضي السماح لكل مواطن بالوصول إلى‬
‫المعلومات المتعلقة بالبيئة السيما ما تعلق بالنشاطات والمواد التي تؤثر على البيئة(‪.)5‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ 11-13‬يمكن للجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في‬
‫مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي المساهمة والمساعدة في عمل الهيئات العمومية‪ ،‬فيما يخص حماية‬

‫(‪)1‬‬
‫‪MIRJANA Drenovak Ivanovi, "L'application des technologies de l'information et la protection de l'environnement",‬‬
‫‪Revue internationale des sciences administrative , VOL. 78, 2012 ,P.744.‬‬
‫سهام بن صافية‪ ،‬الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع قانون اإلدارة والمالية‪ ،‬كلية‬ ‫(‪)2‬‬

‫الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.3700 ،‬‬


‫يحيى وناس‪ ،‬األليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابي‬ ‫(‪)3‬‬

‫بكر بلقايد تلمسان‪ ،3770 ،‬ص‪.002.‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪MICHEL Prieur, Evaluation des impacts sur l’environnement pour un developpement rural durable: etude juridique,‬‬
‫‪organisation des nations unies pour l’alimentation et l’agriculture, Rome, 1994, P.16.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪JACQUELINE MORAND Deviller, Droit de l'environnement, Editions estm, Paris, 1996, P.19.‬‬
‫‪138‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫البيئة وابداء الرأي والمشاركة في ذلك‪ ،‬وفيما يخص التحقيق العمومي فقد ألزمت المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪11-13‬‬
‫القيام بتحقيق عمومي يسبق كل تسليم لرخصة المنشآت المصنفة وذلك باإلضافة إلى دراسة تأثير أو موجز تأثير‬
‫على البيئة ودراسة خطر‪ ،‬كما ألزمت المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬أن يسبق كل طلب رخصة‬
‫استغالل المؤسسة المصنفة وحسب الحالة وطبقا لقائمة المنشآت المصنفة دراسة أو موجز التأثير على البيئة أو‬
‫دراسة خطر‪ ،‬تحقيق عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم‪.‬‬
‫وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات فقد ألزمت المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،312-18‬قيام الوالي أو الوالة المختصون إقليميا بفحص دراسة التأثير في البيئة‪ ،‬وبفتح تحقيق عمومي طبقا‬
‫لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145-17‬حيث يرفق التحقيق العمومي بعد انتهائه بالملف المتضمن‬
‫دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات إلى سلطة ضبط المحروقات والوزير المكلف بالبيئة‪.‬‬
‫‪ .2‬إجراءات التحقيق العمومي‬
‫يمر التحقيق العمومي بمجموعة من اإلجراءات تم تحديدها في المرسوم التنفيذي ‪ 145-17‬كما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬فتح التحقيق العمومي‬
‫تنطلق إجراءات التحقيق العمومي بإعالن الوالي أو الوالة المختصون إقليميا بموجب قرار فتح تحقيق‬
‫عمومي بعد الفحص األولي لملف دراسة أو موجز التأثير في البيئة من أجل دعوة الغير أو كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي إلبداء آرائهم في المشروع المزمع انجازه وفي اآلثار المتوقعة على البيئة(‪ ،)1‬ويجب أن يعلم الجمهور بقرار‬
‫فتح ال تحقيق العمومي عن طريق التعليق في مقر الوالية والبلديات المعنية وفي أماكن موقع المشروع‪ ،‬وكذلك عن‬
‫طريق النشر في يوميتين وطنيتين‪ ،‬حيث يتم تحديد موضوع التحقيق العمومي بالتفصيل‪ ،‬وبيان مدته التي يجب أن‬
‫ال تتجاوز شه ار واحدا من تاريخ التعليق‪ ،‬إضافة إلى بيان األوقات واألماكن التي يمكن للجمهور إبداء مالحظاته‬
‫فيها على سجل مرقم ومؤشر عليه يتم فتحه لهذا الغرض‪ ،‬وترسل الطلبات من طرف الجمهور والرامية إلى فحص‬
‫دراسة أو موجز التأثير إلى الوالي المختص إقليميا‪ ،‬حيث يقوم باستدعاء الشخص المعني من أجل اإلطالع على‬
‫دراسة أو موجز التأثير‪ ،‬وتمنح بذلك مدة ‪ 15‬يوما إلبداء رأيه حول المشروع(‪.)2‬‬
‫ب‪ .‬سير التحقيق العمومي‬
‫يعين الوالي في إطار التحقيق العمومي محافظا محققا‪ ،‬تسند له مهمة السهر على تطبيق اإلجراءات‬
‫المتعلقة بنشر التحقيق العمومي‪ ،‬كما يسهر على أن يتضمن إعالن قرار فتح التحقيق العمومي على بيان موضوع‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 07‬والمادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫التحقيق بالتفصيل‪ ،‬ومدته والتأكد من تحديد األوقات واألماكن التي يمكن للجمهور أن يبدوا مالحظاتهم ضمن سجل‬
‫اآلراء المعد لذلك‪.‬‬
‫كما أسند للمحافظ المحقق مهمة التحقيق عبر جمع المعلومات التكميلية الرامية إلى توضيح العواقب‬
‫المحتملة للمشروع على البيئة‪ ،‬على أن يحرر عند نهاية مهمته محض ار يحتوي على تفاصيل التحقيق الذي قام به‬
‫والمعلومات التكميلية التي تم جمعها حيث يتم إرساله إلى الوالي المختص إقليميا(‪.)1‬‬
‫ج‪ .‬نهاية التحقيق العمومي‬
‫يحرر الوالي عند نهاية التحقيق العمومي نسخة من مختلف اآلراء المتحصل عليها‪ ،‬وكذا استنتاجات‬
‫المحافظ المحقق التي توصل إليها‪ ،‬حيث يدعو صاحب المشرع لتقديم مذكرة جوابية في أجال معقولة(‪.)2‬‬
‫وما يالحظ في هذا المقام عدم ذكر المشرع حدود هذه المدة المعقولة حيث كان من األجدر تحديدها من‬
‫أجل تقييد اإلجراءات ضمن نطاق زمني محدد‪ ،‬ويتم إرسال التحقيق العمومي مع ملف دراسة أو موجز التأثير‬
‫المتضمن أراء المصالح التقنية ونتائج التحقيق العمومي مرفقا بمحضر المحافظ المحقق‪ ،‬والمذكرة الجوابية لصاحب‬
‫المشروع عن اآلراء الصادرة إلى الوزير المكلف بالبيئة فيما يخص دراسة التأثير‪ ،‬والمصالح المكلفة بالبيئة‬
‫المختصة إقليميا فيما يخص موجز التأثير في البيئة(‪.)3‬‬
‫وعليه نستنتج إنه بالرغم من التكريس القانوني للتحقيق العمومي كأداة تشاركية تسمح للجمهور بإبداء الرأي‬
‫في المسائل الماسة بالبيئة إال أنه يعتريه بعض النقص من حيث التنظيم‪ ،‬وذلك لعدم توضيح اإلجراءات الجوهرية‬
‫التي يتض منها التحقيق العمومي كاآلجال التي يتضمنها‪ ،‬وكذا كيفيات تعيين المحافظ المحقق حيث لم يتم بيان‬
‫صفته هل يعتبر موظفا عاما أو يمكن تعيينه من الغير(خبير)‪ ،‬وعدم تحديد اختصاصاته ومدى فاعلية النتائج التي‬
‫يتوصل إليها‪ ،‬إضافة إلى عدم إتسام التحقيق العمومي بالقوة الملزمة كونه يعتبر رأيا يمكن األخذ به أو رفضه‪،‬‬
‫وعدم إيالء أي إعتبار للجمعيات المتعلقة بحماية البيئة فيما يخص اجراءات الحقيق العمومي‪ ،‬وعلية البد من تحديد‬
‫حيثيات التحقيق العمومي بصورة دقيقة‪ ،‬وتفعيل دوره كوسيلة تشاركيه تسمح للجمهور بالتأثير في صنع القرار‬
‫المتعلق بالبيئة وذلك عبر نص قانوني تطبيقي متميز بذاته‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 03‬والمادة ‪ 02‬والمادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬والمادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫فوزي بن موهوب‪ ،‬إجراء دراسة مدى التأثير كلية لحماية البيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫تخصص القانون العام اإلعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،3703 ،‬ص‪.070.‬‬
‫‪141‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المطلب الثاني‬
‫الوسائل القانونية لحماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫تعد الوسائل القانونية آلية تقنية تجمع بين الوقاية والرقابة حيث تهدف إلى ضبط األضرار التي تمس بالبيئة‬
‫قصد حماية مختلف عناصر البيئة من التدهور الناجم عن التلوث(‪.)1‬‬
‫ولقد تضمن القانون رقم ‪ 11-13‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬جملة من الوسائل‬
‫القانونية التي تبناها المشرع الجزائري قصد حماية البيئة بشكل عام‪ ،‬حيث تعد هذه الوسائل تعبي ار على مختلف‬
‫المبادئ التي أسسها قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬كمبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية‪ ،‬ومبدأ‬
‫النشاط الوقائي‪ ،‬وتصحيح األضرار البيئية‪ ،‬ومبدأ الملوث الدافع‪ ،‬ومبدأ اإلعالم والمشاركة(‪.)2‬‬
‫وبالمقابل لذلك ومن أجل ترجمة المبادئ السابقة الذكر اعتمد المشرع الجزائري أدوات تسيير بيئي تتضمن‬
‫تحديد ا لمقاييس البيئية‪ ،‬ووضع نظام لتقييم اآلثار البيئية لمشاريع التنمية‪ ،‬عبر مخطط وطني لألنشطة البيئية التي‬
‫تقوم بها الدولة‪ ،‬بتحديد األنظمة القانونية الخاصة والهيئات الرقابية‪ ،‬إضافة إلى تكريس دور األفراد والجمعيات في‬
‫مجال حماية البيئة(‪.)3‬‬
‫بالبحث في المنظومة القانونية الجزائرية عن كيفية إعمال المبادئ واألدوات السابقة الذكر في قطاع‬
‫المحروقات قصد حماية البيئة من التدهور الذي ينجر عن مختلف األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية‪ ،‬يتضح‬
‫اعتماد المشرع الجزائري على وسائل قانونية تظهر في كل من الدراسات البيئية والتي تتضمن كال من دراسة التأثير‬

‫في البيئة‪ ،‬وكذا موجز التأثير على البيئة‪ ،‬و دراسة الخطر (الفرع األول)‪.‬‬
‫إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق ثالثة أشكال وهي رخصة المؤسسات المصنفة‪،‬‬
‫ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات‪ ،‬ورخصة البناء (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫كما تبنى المشرع الجزائري نظام الجباية البيئية من أجل الحد من آثار التلوث والتي يعبر عنها بالضرائب‬
‫الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫سهام بن صافية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.020‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفرع األول‬
‫الدراسات البيئية‬

‫تبنت قواعد قانون حماية البيئية في إطار التنمية المستدامة تعزي از للطابع الوقائي لحماية البيئة بتكريسها‬
‫آلليات تقنية تهدف إلى اتقاء وقوع أضرار التلوث أو التقليل منها‪ ،‬حيث ترجمت هذه القواعد البيئية التقنية ضمن‬
‫دراسات فنية قبلية من أجل تعزيز الطابع الوقائي لها(‪.)1‬‬
‫لقد ألزمت المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم والمتعلق بالمحروقات كل شخص قبل القيام‬
‫بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬دراسة التأثير على البيئة‪،‬‬
‫ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع‬
‫المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة(‪.)2‬‬
‫وبذلك تظهر هذه الدراسات وفق ثالثة أشكال دراسة التأثير في البيئة (أوال)‪ ،‬وموجز التأثير في البيئة‬
‫(ثانيا)‪ ،‬ودراسة الخطر(ثالثا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬دراسة التأثير في البيئة‬
‫من أجل الوقوف على مضمون دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات البد من تحديد المقصود‬
‫بدراسة التأثير في البيئة‪ ،‬ثم بيان مضمونها وشروط الموافقة عليها بالنسبة لقطاع المحروقات‪ ،‬وتحديد مجال تطبيق‬
‫إجراء القيام بدراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ . 4‬المقصود بدراسة التأثير على البيئة‬
‫تعد دراسة التأثير على البيئة أو ما يطلق عليها تقدير األثر البيئي للمشروعات من أهم الوسائل المتطورة‬
‫واإلستراتيجية والحديثة في حماية البيئة‪ ،‬حيث يتم من خاللها تحقيق التوازن والتجانس بين مقتضيات التنمية وحماية‬
‫البيئة(‪ ،)3‬إذ أن مراجعة البعد البيئي في كل الق اررات المرتبطة باالستثمار هو شرط جوهري من أجل تفعيل‬
‫مقتضيات التنمية المستدامة‪ ،‬حيث تعد دراسات تقييم األثر على البيئة أداة مهمة من أجل الوصل إلى تنمية‬
‫مستدامة تتضمن حماية البيئة(‪.)4‬‬

‫يحي وناس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.003.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 08‬فقرة ‪ ،2‬من القانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫اسماعيل نجم الدين زنكنه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.282 .‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪ANDRE Pierre, DELISLE Claude E et REVERET Jean-Pierre, L’évaluation des impacts sur l’environnement :‬‬
‫‪processus, acteurs et pratique pour un developpement durable, 3ème édition, Presses internationales polytechnique, Canada,‬‬
‫‪2010, P.26.‬‬
‫‪142‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫إن لدراسة التأثير على البيئة تعريفات عدة‪ ،‬حيث تعرف على أنها إخضاع المشاريع السيما منها الصناعية‬
‫إلجراء مسبق يحتوي تقييما ألثر هذه المشاريع على البيئة‪ ،‬ذلك عبر وصف الحالة األصلية لموقع المشروع‪ ،‬وبيان‬
‫تأثير المشروع على صحة اإلنسان وعلى التراث الثقافي‪ ،‬كما تحتوي هذه الدراسة على وصف للتدابير التي تسمح‬
‫من التخفيف واإلزالة وحتى التعويض(‪ ،)1‬ومن الفقه من يعتبر أنها دراسة تنبؤية للمشروعات أو نشاطات التنمية‬
‫على البيئة من الناحية االيجابية والسلبية‪ ،‬حيث تتضمن بالضرورة تحديدا للبدائل المتاحة وتقييم تأثيرها على البيئة‪،‬‬
‫واقتراح وسائل للتخفيف من تلك اآلثار(‪.)2‬‬
‫كما تعرف دراسة التأثير في البيئة على" أنها وسيلة الهدف منها هو التعرف في الوقت المالئم على‬
‫تأثيرات عمليات االستثمار في البيئة بمفهومها الواسع‪ ،‬والتأثيرات المقصودة في هذا الصدد هي التأثيرات المباشرة‬
‫وغير المباشرة على اإلنسان والبيئة وعلى عملية اتخاذ القرار" (‪ ،)3‬وهي بذلك تعد أداة أساسية لحماية البيئة ألانها‬
‫تحدد األضرار التي تلحق بالتوازنات اإليكولوجية نتيجة المشاريع وبرامج التنمية(‪ ،)4‬وتعرف أيضا على أنها كل‬
‫دراسة تمكننا من تقدير النتائج اإليجابية والسلبية لمشاريع وبرامج التنمية على البيئة‪ ،‬فيتم بذلك مراعاة هذه النتائج‬
‫من أجل تقييم تأثير المشروع على البيئة‪ ،‬يتم القيام بها بصورة قبلية أو سابقة لتحديد تأثر البيئة بالنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬ويتم من خاللها إجبار المستثمر الطالب لترخيص اإلدارة المعنية بتقديم هذه الدراسة من أجل تقييم أثر‬
‫المشاريع على البيئة‪ ،‬وابراز الحلول الممكنة للحد أو التقليل من المخاطر المحتملة(‪ ،)5‬وتهدف دراسة التأثير في‬
‫البيئة وفقا للقانون الفرنسي وكذا األمريكي إلى التوفيق بين التنمية واالقتصادية والمحافظة على البيئة عبر عرض‬
‫تأثيرات النشاط على البيئة‪ ،‬وبيان النتائج التي يجب تجنبها بتحديد أسبابها ووضع الحلول الممكنة للتقليل من آثار‬
‫التلوث‪ ،‬فهي بذلك تعد أداة للرقابة قبل منح القرار المتضمن الترخيص بمزاولة النشاط(‪.)6‬‬
‫وبالنسبة للقانون الجزائري فقد بين القانون رقم ‪ ،11-13‬من خالل الفصل الرابع منه بعنوان‪ (:‬نظام تقييم‬
‫اآلثار البيئة لمشاريع التنمية‪ :‬دراسة التأثير )‪ ،‬ضرورة الخضوع المسبق حسب الحالة لدراسة أو لموجز التأثير على‬
‫البيئة‪ ،‬لكل المشاريع التنموية والهياكل والمنشآت الثابتة والمصانع واألعمال الفنية األخرى‪ ،‬وكل األعمال وبرامج‬

‫بن احمد عبد المنعم‪ ،‬الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬ ‫(‪)1‬‬

‫الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،3770 ،‬ص‪.02.‬‬
‫إسماعيل نجم الدين زنكنه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.280.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تركية سايح‪ " ،‬نظام دراسة التأثير ودوره في تكريس حماية فعالة للبيئة "‪ ،‬مجلة الندوة للدراسات القانونية ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫(‪)3‬‬

‫السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ،3702 ،0‬ص‪.030.‬‬


‫(‪)4‬‬
‫‪YOUCEF Benaceur, " La legislation environnementale en algerie ", RASJEP, Vol. 33, N° 3, 1995, P.P.477.‬‬
‫بن موهوب فوزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫)‪(6‬‬
‫‪MICHEL Despax, Droit de l’environnement, litec, Paris, 1980, P. 160.‬‬
‫‪143‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫البناء والتهيئة‪ ،‬التي تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة فو ار أو الحقا على البيئة‪ ،‬السيما على األنواع والموارد‬
‫واألوساط والفضاءات الطبيعية والتوازنات االيكولوجية‪ ،‬وكذلك على إطار ونوعية المعيشة(‪.)1‬‬
‫وأحالت المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 11-13‬إلى التنظيم من أجل تحديد محتوى دراسة التأثير على البيئة‬
‫والذي يجب أن يتضمن على األقل عرضا عن النشاط المزمع القيام به‪ ،‬ووصف للحالة األصلية للموقع وبيئته‬
‫اللذين قد يتأثران بالنشاط المزم ع القيام به‪ ،‬إضافة إلى وصف التأثير المحتمل على البيئة وعلى صحة اإلنسان‬
‫بفعل النشاط المزمع القيام به‪ ،‬والحلول البديلة المقترحة‪ ،‬كما تتضمن دراسة التأثير على البيئة عرضا عن آثار‬
‫النشاط المزمع القيام به على التراث الثقافي‪ ،‬وكذا تأثيراته على الظروف االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وعرض للتدابير‬
‫التخفيفية التي تسمح بالحد أو بإزالة‪ ،‬واذا أمكن التعويض لآلثار المفتكة بالصحة والبيئة‪ ،‬ويتم انجاز موجز التأثير‬
‫على البيئة على نفقة صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات‪ ،‬أو مكاتب خبرات‪ ،‬أو مكاتب استشارات معتمدة‬
‫من الو ازرة المكلفة بالبيئة(‪ ،)2‬وأحالت المادة ‪ 16‬من قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة إلى التنظيم من‬
‫أجل تحديد الشروط التي يتم بموجبها نشر دراسة التأثير‪ ،‬وقائمة األشغال التي تخضع إلجراء دراسة التأثير على‬
‫البيئة بسبب أهمية تأثيرها على البيئة‪.‬‬
‫ويمكن تعريف دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات على أنها إخضاع المشاريع المرتبطة بقطاع‬
‫المحروقات لدراسة مسبقة تحتوي وصفا لهذه المشاريع بتحديد نوعها‪ ،‬ومضمونها‪ ،‬وبيان تأثير هذه المشروعات‬
‫المتوقع على البيئة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وذلك على المدى القصير والمتوسط والبعيد (الهواء‪ ،‬والماء‬
‫والتربية‪ ،‬والوسط البيولوجي‪ ،‬والصحة)‪ ،‬مع مراعاة الخصوصيات المرتبطة بمجال المحروقات‪ ،‬كما تتضمن بيانا‬
‫ل لتدابر التي سيتم القيام بها من طرف صاحب المشروع للقضاء على األضرار المترتبة على انجاز مختلف مراحل‬
‫المشروع‪ ،‬حيث تحتوي دراسة التأثير في البيئة إلزاميا على مخطط للتسيير البيئي المتضمن وصفا لتدابير الوقاية‬
‫وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بهذه النشاطات(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬مجال دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات‬
‫تطبيقا ألحكام المادة ‪ 08‬والمادة ‪ 002‬من القانون رقم ‪ 70-70‬المتعلق بالمحروقات فقد بين المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 203-78‬شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات‪ ،‬وبينت‬
‫المادة ‪ 3‬منه أن إيداع دراسة التأثير في البيئة يكون لدى سلطة ضبط المحروقات قبل قيام المتعاقد أوالمتعامل‬

‫المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪ .‬لم يتم التوصل خالل هذا البحث إلى نص قانوني يحدد الطبيعة القانونية لهذه‬ ‫(‪)2‬‬

‫المكاتب وكذا كيفيات إعتمادها‪ ،‬ومضمون إختصاصها‪ ،‬حيث كان من األجدر إدراج فقرة في هذه المادة تحيل إلى التنظيم من أجل‬
‫بيان ذلك‪.‬‬
‫راجع أيضا المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المعني بأي نشاط مرتبط بالمحروقات‪ ،‬انطالقا من هذه المادة فإن مجال تطبيق دراسة التأثير في البيئة في قطاع‬
‫المحروقات يكون محل جميع األنشطة المتعلقة بالمحروقات(‪.)1‬‬
‫أما بالنسبة لدراسة التأثير في البيئة على إعتبار أن المنشأة هي مؤسسة مصنفة وفقا للمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 145-17‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬حيث بينت‬
‫المادة ‪ 3‬منه إلزامية خضوع المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على‬
‫البيئة‪ ،‬وذلك عالوة على ما حدده المرسوم التنفيذي رقم ‪ 144-17‬المتضمن قائمة المؤسسات المصنفة لحماية‬
‫البيئة من دراسة وموجز للتأثير للمؤسسات المعنية في الملحق المرتبط به‪ ،‬وبالرجوع إلى الملحق األول من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،145-17‬والمتضمن قائمة المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير في البيئة‪ ،‬فإنه يظهر ضمن تلك‬
‫النشاطات‪ ،‬المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية‪ ،‬والمشاريع المتعلقة بالتنقيب أو‬
‫استخراج البترول والغاز الطبيعي من األرض أو البحر(‪.)2‬‬
‫انطالقا من النصوص السابقة فإن نطاق القيام بدراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات المطلوب‬
‫القيام بها حال رخص نشاطات قطاع المحروقات يكون في جميع األنشطة المتعلقة بالمحروقات أي عمليات البحث‬
‫واستغالل المحروقات‪ ،‬وهو ما يعبر عنه بالصناعة البترولية األفقية‪ ،‬وكذا عمليات النقل بواسطة األنابيب والتكرير‬
‫والتحويل والتسويق والتخزين وهو ما يعبر عنه بالصناعة البترولية التحتية‪ ،‬حيث أن إجراءات هذه الدراسة تتم وفقا‬
‫ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،312-18‬وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة المتعلقة برخصة المؤسسات المصنفة‬
‫لحماية وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145-17‬فإن المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير في البيئة تتمثل في المشاريع‬
‫المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية‪ ،‬والمشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز‬
‫الطبيعي من األرض أو البحر(‪.)3‬‬
‫ويجدر التنويه إلى أن المشرع الجزائري قد أوجب إيداع دراسة التأثير في البيئة في الملف المتضمن تقرير‬
‫تشخيص المطابقة للمنشآت والمعدات المتعلقة بنشاطات المحروقات‪ ،‬حيث بينت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬و‪ 2‬من القانون رقم ‪ 70-70‬لقد قسم المشرع الجزائري قد قسم مختلف األنشطة المرتبطة بالمحروقات إلى‬ ‫(‪)1‬‬

‫وجهين متقابلين فعبر عن عمليات البحث واستغال ل المحروقات بالصناعة البترولية األفقية وجعل من عمليات النقل بواسطة األنابيب‬
‫والتكرير والتحويل والتسويق والتخزين والتوزيع الوجه الثاني لهذه العمليات وعبر عنها بالصناعة البترولية التحتية‪.‬‬
‫أنظر الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬المطة ‪ 30‬و ‪ ،32‬المرجع السابق‪ .‬وفيما يخص المشاريع الواردة في‬ ‫(‪)2‬‬

‫الملحق المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-70‬فقد تم بيانها سابقا في المبحث الثاني من الفصل األول ضمن التكريس القانوني‬
‫لحماية البيئة ضمن النصوص التنظيمية المتعلقة بحماية البيئة وفقا للقانون رقم ‪.07-72‬‬
‫وما يمكن تسجيله في هذا السياق أن المشرع لم يبدي تماثال في األحكام الواردة بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬والمرسوم‬ ‫(‪)3‬‬

‫التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬حيث أن المشاريع التي خاطبها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-70‬ال تتضمن جميع األنشطة المتعلقة‬
‫بالمحروقات حيث لم يتم ذكر المشاريع المتعلقة بالتكرير و والتحويل والتسويق والتخزين‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ 220-02‬المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات إلزامية قيام مستغلي المنشآت والمعدات‬
‫الناشطين في قطاع المحروقات بإعداد برنامج للمطابقة يعد من طرف مكاتب دراسات متخصصة‪ ،‬حيث يتضمن‬
‫برنامج المطابقة بعين االعتبار دراسات األخطار ودراسات التأثير في البيئة(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬مضمون دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات وشروط الموافقة عليه‬
‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬المحدد لشروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات‬
‫التابعة لمجال المحروقات مختلف الشروط التي يجب توافرها من أجل الموافقة على دراسات التأثير في البيئة‬
‫لمختلف النشاطات التابعة لقطاع المحروقات‪ ،‬كما بين جملة الوثائق الضرورية في ملف دراسة التأثير على البيئة‪،‬‬
‫إضافة إلى ما بينته أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪.020-70‬‬
‫‪.4.3‬مضمون دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات‬
‫ألزم المرسوم التنفيذي رقم ‪ 312-18‬أن يتضمن محتوى دراسة التأثير أو موجز التأثير في البيئة على‬
‫الشروط الواردة في المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة‬
‫على دراسة وموجز التأثير على البيئة(‪ ،)2‬وبالرجوع إلى هذه الشروط فإنه يجب على صاحب المشروع أن يقدم‬
‫المعلومات المتعلقة به(‪ ،)3‬إضافة إلى تقديم مكتب الدراسات(‪ ،)4‬وتحليل البدائل المحتملة لمختلف خيارات المشروع‬
‫وهذا بشرح وتأسيس الخيارات المعتمدة على المستوى االقتصادي والتكنولوجي والبيئي(‪ ،)5‬كما ألزمت الفقرة ‪ 5‬و‪6‬‬
‫من المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬ضرورة تحديد منطقة الدراسة والوصف الدقيق للحالة األصلية‬
‫للموقع وبيئته المتضمن تحديد موارد الطبيعة وتنوعها البيولوجي‪ ،‬وكذا الفضاءات البرية والبحرية أو المائية المحتمل‬
‫تأثرها بالمشروع‪ ،‬وكذا الوصف الدقيق لمختلف مراحل المشروع خاصة مرحلة البناء‪ ،‬واالستغالل‪ ،‬وما بعد‬
‫االستغالل ( تفكيك المنشآت واعادة الموقع إلى ما كان عليه سابقا )‪.‬‬
‫ويشترط كذلك تقدير أصناف وكميات الرواسب واالنبعاث واألضرار التي قد تتولد خالل مختلف مراحل‬
‫انجاز المشروع واستغالله‪ ،‬السيما النفايات والح اررة والضجيج‪ ،‬واإلشعاع واالهت اززات‪ ،‬والروائح والدخان وغيرها‬
‫وتقديم تقييم التأثيرات المتوقعة المباشرة وغير المباشرة على المدى القصير‪ ،‬والمتوسط والطويل للمشروع على البيئة‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظرالمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203- 78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪ .‬تتمثل هذه المعلومات في لقبه‪ ،‬أومقر‬ ‫(‪)3‬‬

‫شركته وكذلك عند االقتضاء شركته وخبرته المحتملة في مجال المشروع المزمع انجازه‪ ،‬إضافة إلى قدراته في المجاالت األخرى‪.‬‬
‫لم يحدد المشرع طبيعة مكتب الدراسات المحدد في هذا الشرط وانما جاء الوصف على سبيل اإلطالق‪ ،‬مما يفسح المجال لضرورة‬ ‫(‪)4‬‬

‫تقديم المعلومات المتعلقة بجميع مكاتب الدراسات المعتمدة في المشروع‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2 ،2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫(الهواء‪ ،‬والماء‪ ،‬والتربة والوسط البيولوجي‪ ،‬والصحة)‪ ،‬واآلثار المتراكمة التي يمكن أن تتولد خالل مختلف مراحل‬
‫المشروع(‪ ،)1‬كما تتضمن دراسة التأثير على البيئة وجوبا وصفا للتدابر التي سيتم القيام بها من طرف صاحب‬
‫المشروع للقضاء على األضرار المترتبة على انجاز المشروع أو تقليصها و‪/‬أو تعويضها‪ ،‬إضافة إلى مخطط تسيير‬
‫بيئي يتضمن برنامج متابعة تدابير التخفيف و‪/‬أو التعويض المنفذة من قبل صاحب المشروع‪ ،‬وبيان اآلثار المالية‬
‫الممنوحة لتنفيذ التدابير الموصى بها‪ ،‬ويشرط كذلك بيان كل عمل أخر أو معلومة أو وثيقة أو دراسة قدمتها مكاتب‬
‫الدراسات لتدعيم أو تأسيس محتوى دراسة التأثير على البيئة أو موجز التأثير على البيئة(‪.)2‬‬
‫وبالعودة إلى المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 312-18‬المحدد لشروط الموافقة على دراسات التأثير في‬
‫البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات فعلى صاحب الطلب أن يودع دراسة التأثير في البيئة مرفقة بملف‬
‫يتضمن وصفا للمجال القانوني واإلداري المرتبط بالنشاط ( فئة المؤسسة المصنفة‪ ،‬العقد‪ ،‬االمتياز )‪ ،‬وتقديم مختلف‬
‫البدائل المحتملة للمشروع‪ ،‬مع توضيح وتبرير الخيارات المعتمدة على المستوى االقتصادي والتكنولوجي والبيئي‪،‬‬
‫وكذا التكاليف االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية الناتجة عن عدم انجاز المشروع(‪.)3‬‬
‫إضافة إلى تقديم تقرير حول تأثير المشروع المتوقع على البيئة بصورة مباشرة أو غير مباشرة على المدى‬
‫القصير والمتوسط والبعيد (الهواء والماء والتربية والوسط البيولوجي والصحة) مع مراعاة الخصوصيات المرتبطة‬
‫بمجال المحروقات‪ ،‬السيما أشغال البحث واالستخ ارج والمعالجة والتخزين والنقل بواسطة األنابيب وتكرير وتحويل‬
‫المحروقات‪ ،‬إضافة إلى عمليات شحن وتفريغ المنتجات البترولية وعمليات الحفر وتعديل الهياكل الجيولوجية‬
‫والطبقات التي تحتوي على الماء التابعة لها والناتجة عن عمليات الحفر واالستكشاف(‪.)4‬‬
‫عالوة على ذلك يتضمن الملف وصفا للتدابير التي يزمع صاحب الطلب اتخاذها للقضاء على اآلثار التي‬
‫من شأنها أن تلحق ضر ار بمختلف مراحل المشروع أو تقليصها و‪/‬آو تعويضها‪ ،‬والتي تهدف إلى القضاء على‬
‫التأثير في البيئة وتقليص هذا التأثير أو تعويضه السيما فيما يخص األوحال الناتجة عن الحفر وتخزين‬
‫المحروقات‪ ،‬وعن منشآت إزالة الزيوت وتفريغ الصابورة‪ ،‬والمياه الرسوبية المنزلية والصناعية السيما المياه الزيتية أو‬
‫مياه الصابورة‪ ،‬وكذا حرق الغازات أو تسريبها في الهواء‪ ،‬إضافة إلى الملوثات الجوية‪ ،‬السيما المركبات العضوية‬
‫المتبخرة والنفايات الخاصة أو الخطرة(‪.)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 07 ،0 ،8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 02، 02 ، 03 ،00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2 ،3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع الجزائري قد أحاط بجل الملوثات التي تنتج عن النشاطات المتعلقة‬
‫بالمحروقات والتي تم ذكرها في المبحث األول من الفصل األول من هذه الدراسة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن الملف‬
‫يتضمن مخططا للتسيير البيئي يحتوي إجباريا وصفا لبرنامج متابعة تدابر الوقاية‪ ،‬والتسيير المنفذة من قبل صاحب‬
‫الطلب‪ ،‬وذلك قصد القضاء على التأثيرات البيئية الضارة وتخفيفها و‪/‬أو تعويضها حيث يتضمن هذا المخطط على‬
‫جملة من المخططات التفصيلية(‪ ،)1‬كما أن المرسوم التنفيذي رقم ‪ 312-18‬قد أضاف جملة من الوثائق إلى الملف‬
‫المتضمن دراسة التأثير على البيئة بالنظر إلى طبيعة النشاط الذي يقوم به صاحب الطلب‪ ،‬حيث ميز بين‬
‫النشاطات المتعلقة بالبحث والتنقيب في مجال المحروقات‪ ،‬وكذا النشاطات المتعلقة باستغالل المحروقات كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬نشاطات البحث والتنقيب في مجال المحروقات‬
‫بينت المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 312-18‬جملة الوثائق اإلضافية التي تحتويها دراسة التأثير في‬
‫البيئة في حالة عزم صاحب الطلب على القيام بنشاطات البحث والتنقيب‪ ،‬فباإلضافة إلى ما تضمنته أحكام المادة‬
‫‪ 6‬من ذات المرسوم السابقة الذكر‪ ،‬يجب أن يتضمن الملف جميع النشاطات المنجزة على مستوى مساحة البحث‬
‫و‪/‬أو التنقيب‪ ،‬والتي تشمل أشغال الحفر وأشغال الحفر الطبقي‪ ،‬وأشغال المسح الزلزالية‪ ،‬وبناء قاعدات الحياة وبناء‬
‫طرقات الوصل فيما يخص نشاطات البحث‪ ،‬كما يجب على صاحب الطلب تحيين دراسة التأثير في البيئة األولية‬
‫وعرضها مجددا للموافقة على سلطة ضبط المحروقات وفقا للشروط السابقة الذكر وذلك في حالة إدماج أي نشاط‬
‫إضافي لم يكن متوقعا في البداية‪ ،‬مثل حفر أبار جديدة‪ ،‬أو حمالت جديدة للمسح الزلزالي(‪.)2‬‬
‫ب‪ .‬نشاطات استغالل المحروقات‬
‫فيما يخص نشاطات استغالل المحروقات فيجب أن تحتوي دراسة التأثير في البيئة على بيان لجميع‬
‫المنشآت والنشاطات المنجزة على مستوى مساحة االستغالل من آبار منتجة للمحروقات السائلة الغازية‪ ،‬واآلبار‬
‫الحاقنة للغاز أو الماء أو غاز ثاني أكسيد الكربون وأي سائل أخر‪ ،‬إضافة إلى شبكات التجميع والتوزيع التي تربط‬
‫اآلبار بمراكز معالجة المحروقات‪ ،‬ومراكز معالجة وانتاج المحروقات‪ ،‬ومنشآت ضغط الغاز أو ضخ المياه إلعادة‬
‫الحقن أو الغاز‪ ،‬وأنابيب بعث المحروقات نحو شبكات نقل المحروقات والنهائيات‪ ،‬إضافة إلى طرقات الوصل إلى‬
‫اآلبار‪ ،‬ومراكز المعالجة واإلنتاج والى قاعدات الحياة‪ ،‬ويجب على صاحب الطلب أن يقوم بتحيين دراسة التأثير‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪ .‬والتي تظهر كما يلي‪ :‬مخطط الوقاية والتحكم في أنواع‬ ‫(‪)1‬‬

‫التلوث (االنسكاب والتسرب والتفريغ في الجو وغيرها) وذلك خالل مرحلة البناء‪ ،‬ومرحلة االستغالل ومرحلة التخلي‪ ،‬وكذا مخطط‬
‫التدخل في حالة التلوث‪ ،‬ومخطط تسيير النفايات‪ ،‬ومخطط تسيير المواقع واألراضي الملوثة ومخطط تسيير طرح السوائل والغازات‪،‬‬
‫إضافة إلى برنامج مراقبة ومتابعة التأثير البيئي‪ ،‬ومخطط استعمال أفضل للموارد الطبيعية‪ ،‬ومخطط تسيير المواد الكميائية ومخطط‬
‫اإلعالم والحسيس البيئي‪ ،‬وبرنامج المراجعة البيئية‪ ،‬برنامج التخلي عن المواقع واعادتها إلى حالتها األصلية‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫في البيئة األولية ثم عرضها مجددا على سلطة ضبط المحروقات في حالة إدماج أي نشاط إضافي لم يكن متوقعا‬
‫في البداية كحفر آبار جديدة للبحث أو التطوير أو حمالت جديدة للمسح الزلزالي أو بناء منشئات جديدة(‪.)1‬‬
‫ج‪ .‬إنجاز منشآت تكرير المحروقات وتخويلها واستغاللها‬
‫فيما يخص إنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها‪ ،‬فقد أخضعت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 020-02‬كل إنجاز لها أو تحويلها إلى رخصة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬والتي يتم بعد التحقق من مطابقة ملف‬
‫الطلب للما تضمنه الملحقين األول والثاني المتصلين بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬حيث تضمنت مكونات‬
‫الملف التكميلي ضمن الملحق الثاني الذي عبر عنه بالملف التقني‪ ،‬والذي يعتبر ملفا مشتركا حال القيام بنشاط‬
‫التكرير أو نشاط تحويل المحروقات‪ ،‬ضرورة إرفاقه بنسخة من دراسة التأثير في البيئة موافق عليها طبقا للتشريع‬
‫والتنظيم المعمول به‪ ،‬وفيما يخص إجراءات الحصول على رخصة استغالل منشآت تكرير المحروقات وتحويلها‪،‬‬
‫فإن تسليم الرخصة يتم وفقا للتنظيم المعمول به فيما يخص رخصة الشروع في اإلنتاج وكذا مطابقة المنشآت‬
‫للتنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة‪ ،‬ويخضع كل شروع في اإلنتاج لمنشآت تكرير المحروقات أو تحويلها حال‬
‫عملية اإلمداد أو التعديل إلى رخصة جديدة تسلمها سلطة ضبط المحروقات(‪.)2‬‬
‫‪ .2.3‬تأشيرة المصادقة على دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات‬
‫قصد الحصول على التأشيرة المتعلقة بالمصادقة على دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات‪،‬‬
‫يقتضي األمر على مودع الطلب المرور بجملة اإلجراءات المحددة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬المبين‬
‫لشروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات‪ ،‬إضافة إلى ما بينه المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 020-70‬من إجراءات فيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية‪،‬‬
‫والمشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي من األرض أو البحر‪.‬‬
‫أ‪.‬إيداع دراسة التأثير في البيئة‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى سلطة ضبط‬ ‫يتم إيداع دراسة التأثير في البيئة من طرف صاحب الطلب الذي يظهر بصفة متعاقد‬
‫المحروقات قبل القيام بأي نشاط مرتبط بالمحروقات‪ ،‬ويتحصل صاحب الطلب على إشعار باالستالم يتم تسليمه‬
‫من طرفها‪ ،‬وذلك حال استجابة الملف المقدم للشروط التي تم تحديدها في المواد ‪ 0،0،8‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 203-78‬السابقة الذكر(‪ ،)4‬وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-70‬فقد بينت المادة ‪ 3‬منه إلزامية خضوع‬

‫المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫بينت المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 70-70‬أن المقصود بالمتعاقد هو المؤسسة الوطنية سوناطراك شركة ذات اسهم أو كل‬ ‫(‪)3‬‬

‫شخص يوقع على عقد البحث واالستغالل أو عقد استغالل المحروقات‪.‬‬


‫المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على البيئة إذ أن األمر يتعلق‬
‫بمشاريع بناء أنابيب نقل المحروقات السائلة أو الغازية‪ ،‬إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول‬
‫والغاز الطبيعي أو المعادن من األرض أو البحر(‪ ،)1‬حيث ألزم صاحب المشروع بإيداع دراسة أو موجز التأثير على‬
‫البيئة لدى الوالي المختص إقليميا في ‪ 11‬نسخ(‪.)2‬‬
‫ب‪.‬فحص دراسة التأثير في البيئة‬
‫بعد قبول الملف المتضمن دراسة التأثير في البيئة وذلك الستيفائه الشروط القانونية تقوم سلطة ضبط‬
‫المحروقات بفحص مدى مطابقة الدراسة مع التنظيم المعمول به وذلك في أجل ال يتعدى ‪ 27‬يوما من تاريخ‬
‫استالمها للملف(‪.)3‬‬
‫وفي حالة وجود تحفظات متعلقة بدارسة التأثير في البيئة تبلغ سلطة ضبط المحروقات صاحب الطلب‬
‫بذلك‪ ،‬حيث يتعين عليه رفع التحفظات في أجل ال تتعدى مدته ‪ 27‬يوم ابتداء من تاريخ التبليغ‪ ،‬إال في حالة تمديد‬
‫األجل من قبل سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان رفع التحفظات يستدعي أجال إضافيا‪ ،‬فعلى‬
‫صاحب الطلب أن يرسل قبل نهاية األجل المحدد طلب تمديد األجل إلى سلطة ضبط المحروقات مبر ار أسباب‬
‫طلبه‪ ،‬ولسلطة ضبط المحروقات واسع النظر في ذلك إذ تبلغه بقرارها في أجل ‪ 0‬أيام الموالية(‪.)4‬‬
‫كما تعرض سلطة ضبط المحروقات دراسة التأثير في البيئة مرفقة بتقريرها على الدوائر الو ازرية والواليات‬
‫التي يقع فيها المشروع‪ ،‬والتي تم دراستها في المبحث األول من هذا الفصل من هذه الدراسة على سبيل االستشارة‪،‬‬
‫ويمنح أجل ‪ 20‬يوم من تاريخ إخطارهم من أجل اإلدالء بآرائهم التي يتم إرسالها إلى سلطة ضبط المحروقات‪،‬‬
‫حيث أن مرور هذا األجل يعتبر موافقة ضمنية على دراسة التأثير في البيئة(‪.)5‬‬
‫وفي حالة تقديم مالحظات جوهرية من قبل الدوائر الو ازرية و‪/‬أو الوالة‪ ،‬تبلغ سلطة ضبط المحروقات‬
‫صاحب الطلب في أجل ‪ 00‬يوما من تاريخ انقضاء األجل المحدد في المادة ‪ 00‬بالتحفظات الواجب رفعها‪ ،‬ويتعين‬
‫على عليه رفع هذه التحفظات وارسال دراسة التأثير في البيئة المعدلة إلى سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬وذلك في أجل‬
‫ال يتعدى مدته ‪ 27‬يوما ابتداء من تاريخ التبليغ‪ ،‬كما يتم إعادة إرسال دراسة التأثير المحينة إلى الدوائر الو ازرية‬
‫والوالة من أجل إبراز آرائهم خالل أجل ‪ 27‬يوما من تاريخ إخطارهم بالدراسة المحينة(‪.)6‬‬

‫أنظر الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬المطة ‪ 30‬و ‪ ،32‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ ،00‬فقرة ‪ 2 ،3 ،0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫المادة ‪ 00‬والمادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وفي هذا السياق وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬وفيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب‬
‫نقل المحروقات السائلة أو الغازية‪ ،‬إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو‬
‫المعادن من األرض أو البحر‪ ،‬فإنه بعد إيداع دراسة التأثير لدى الوالي المختص إقليميا كما سبق اإلشارة له‪ ،‬فإن‬
‫فحص هذه الدراسات يكون من طرف المصالح المكلفة بالبيئة المختصة إقليميا وذلك بتكليف من الوالي‪ ،‬حيث‬
‫يمكنها أ ن تطلب من صاحب المشروع كل معلومة أو دراسة تكميلية الزمة‪ ،‬وتمنح بموجب ذلك مهلة شهر واحد‬
‫لتقديم المعلومات التكميلية المطلوبة(‪.)1‬‬
‫ج‪ .‬قبول أو رفض دراسة التأثير في البيئة‬
‫عندما تكون دراسة التأثير في البيئة مطابقة‪ ،‬أو في حالة رفع التحفظات في األجل المذكور في المادة ‪00‬‬
‫فقرة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،203-78‬وعدم وجود أي مالحظات من قبل الدوائر الو ازرية والوالة تعد سلطة ضبط‬
‫المحروقات تقري ار يتضمن رأيها حول دراسة التأثير في البيئة المطلع عليها(‪ ،)2‬ويتم بعد ذلك إيداع الطلب من طرف‬
‫سلطة ضبط المحروقات لدى الو ازرة المكلفة بالبيئة للحصول على التأشيرة المناسبة‪ ،‬وبعد الحصول على التأشيرة‬
‫المناسبة تقوم سلطة ضبط المحروقات بإبال‪ ،‬صاحب الطلب بمقرر الموافقة‪ ،‬وذلك في أجل ال تتعدى مدته ‪00‬‬
‫يوما من تاريخ الحصول على التأشيرة(‪.)3‬‬
‫غير انه بالرجوع إلى قانون المحروقات ومن خالل المادة ‪ 08‬منه والتي تم تعديلها بموجب القانون رقم‬
‫‪ 70-02‬نجد انه فيما يخص دراسات التأثير البيئي المتعلقة بالنشاطات الزلزالية والحفر فإن سلطة ضبط‬
‫المحروقات تكلف بالتنسيق فيما يخص هذه الد ارسات مع القطاعات الو ازرية والوالة المعنية التي يجب عليها تقديم‬
‫رأيها وفقا لألجل المحددة في التنظيم المعمول به‪ ،‬وبعد انتهاء اآلجال التنظيمية بشهر واحد تعتبر هذه الدراسات‬
‫مقبولة‪ ،‬وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمنح التأشيرة المناسبة للمتعاقدين المعنيين بعد دراسة مطابقة الدراسة‬
‫بالنسبة للتنظيم المعمول به‪ ،‬وتبلغ الو ازرة المكلفة بالبيئة بذلك‪ ،‬أما في حالة عدم مطابقة دراسة التأثير‪ ،‬فإن سلطة‬
‫ضبط المحروقات تقوم بإخطار صاحب الطلب برفض دراسته وتبليغه بمقرر الرفض المبرر(‪.)4‬‬
‫كما تصبح دراسة التأثير في البيئة مرفوضة تلقائيا في حال عدم رفع التحفظات خالل اآلجال القانونية وكذا‬
‫حال عدم منح أي تمديد‪ ،‬ويعتبر عدم الرد من قبل صاحب الطلب في اآلجال المحددة بمثابة تنازل عن طلبه(‪،)5‬‬
‫وألزمت المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-78‬إلزامية تقديم دراسة جديدة للتأثير في البيئة من طرف صاحب‬

‫أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ ،00‬فقرة ‪ 0 ،2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الطلب إلى سلطة ضبط المحروقات عند كل تعديل لمحيط النشاطات المقامة فيه ولحجم المنشآت أو لقدرة المعالجة‬
‫و‪/‬أو اإلنتاج أو للطرق التكنولوجية المتوقعة‪ ،‬وهو ما يتكامل مع أحكام المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي ‪020-70‬‬
‫والتي ألزمت كذلك القيام بدارسة تأثير جديدة حال كل تغيير في أبعاد المنشآت والقدرة المعالجة لها و‪/‬أو النتاج‬
‫والطرق والتكنولوجيا‪.‬‬
‫وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي ‪ ،020-70‬وفيما يخص المشاريع المتعلقة ببناء أنابيب نقل المحروقات‬
‫السائلة أو الغازية‪ ،‬إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالتنقيب أو استخراج البترول والغاز الطبيعي أو المعادن من‬
‫األرض أو البحر‪ ،‬فإن المصادقة على دراسة التأثير على البيئة المودعة لدى الوالي المختص إقليميا تكون عند‬
‫نهاية التحقيق العمومي الذي تم دراسته في المطلب األول من هذا المبحث‪ ،‬حيث يتم إرسال ملف دراسة التأثير في‬
‫البيئة المتضمن أراء المصالح التقنية‪ ،‬ونتائج التحقيق العمومي ومحضر المحافظ المحقق والمذكرة الجوابية لصاحب‬
‫المشروع عن اآلراء الصادرة إلى الوزير المكلف بالبيئة(‪ ،)1‬على أن تتم الموافقة أو رفض دراسة التأثير في البيئة من‬
‫طرف الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬حيث يرسل قرار الموافقة أو الرفض إلى الوالي المختص إقليميا لتبليغها بقرار منه‬
‫لصاحب المشروع يتضمن الموافقة أو الرفض(‪.)2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬موجز التأثير على البيئة‬
‫يمثل موجز التأثير في البيئة الشكل الثاني من الدراسات البيئة‪ ،‬وفيما يلي بيان للمقصود بموجز التأثير‪،‬‬
‫ومجال تطبيقه بالنسبة للنشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات‪ ،‬إضافة إلى تحديد إجراءات المصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ .4‬المقصود بموجز التأثير على البيئة‬
‫يرى األستاذ بيار ميشال (‪ )PRIEUR Michel‬أن موجز التأثير على البيئة هو ذلك التقرير الذي يتضمن‬
‫معلومات مقتضبة تتضمن مختلف اإلجراءات التي يجب أن يحترمها مشروع منا من أجل اعتباره مشروعا مراعيا‬
‫للبيئة حيث يصفه على انه نموذج مصغر لدراسات التأثير في البيئة(‪.)3‬‬
‫لقد بين القانون رقم ‪ ،11-13‬من خالل الفصل الرابع منه بعنوان‪ ( :‬نظام تقييم اآلثار البيئة لمشاريع‬
‫التنمية ‪ :‬دراسة التأثير )‪ ،‬ضرورة الخضوع المسبق حسب الحالة لدراسة التأثير أو لموجز التأثير على البيئة‪ ،‬لكل‬
‫المشاريع التنموية والهياكل والمنشآت الثابتة والمصانع واألعمال الفنية األخرى‪ ،‬وكل األعمال وبرامج البناء والتهيئة‪،‬‬
‫التي تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة فو ار أو الحقا على البيئة‪ ،‬السيما على األنواع والموارد واألوساط والفضاءات‬
‫الطبيعية والتوازنات االيكولوجية وكذلك على إطار ونوعية المعيشة(‪ ،)4‬كما أحالت المادة إلى التنظيم من أجل تحديد‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪MICHEL Prieur, Droit de l’envirennement , 4eme Edition , Dalloz, Paris, 2001, P.73.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫كيفيات تطبيقها‪ ،‬وبينت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬أن الهدف من موجز التأثير على البيئة هو‬
‫تحديد مدى مالئمة إدخال المشروع في بيئته مع تحديد وتقييم اآلثار المباشرة و‪/‬أو غير المباشرة للمشروع والتحقق‬
‫من التكفل بالتعليمات المتعلقة بحماية البيئة في إطار المشروع المعني‪ ،‬حيث يتم انجاز موجز التأثير على البيئة‬
‫على نفقة صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات أومكاتب خبرات‪ ،‬أومكاتب استشارات معتمدة من الو ازرة‬
‫المكلفة بالبيئة(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬مجال تطبيق موجز التأثير في البيئة في قطاع المحروقات‬
‫بينت المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬إلزامية خضوع المشاريع المذكورة في الملحق المتصل‬
‫بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على البيئة‪ ،‬وذلك عالوة على ما تم تحديده في المرسوم التنفيذي رقم ‪-17‬‬
‫‪ 144‬المتضمن قائمة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة من دراسة وموجز للتأثير للمؤسسات المعنية في الملحق‬
‫المرتبط به‪ ،‬وبالرجوع إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145-17‬والمتضمن قائمة المشاريع التي‬
‫تخضع لموجز التأثير نجد المشاريع المتعلقة "بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة تقل عن سنتين"(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬إجراءات المصادقة على موجز التأثير في البيئة‬
‫يمر موجز التأثير على البيئة بجملة من الخطوات قصد المصادقة عليه من قبل السلطة المختصة‪ ،‬حيث‬
‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬هذه المراحل كما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ .‬إيداع موجز التأثير على البيئة‬
‫تطبيقا ألحكام للمادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬المتضمن مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات‬
‫المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬يتم إيداع موجز التأثير على البيئة لدى الوالي المختص إقليميا في‬
‫عشر نسخ من طرف صاحب المشروع‪.‬‬
‫ب‪ .‬فحص موجز التأثير على البيئة‬
‫تفحص المصالح التقنية المكلفة بالبيئة المختصة إقليميا بتكليف من الوالي المختص إقليميا موجز التأثير‬
‫على البيئة‪ ،‬ويمكنها أن تطلب من صاحب المشروع كل معلومة أو دراسة تكميلية الزمة‪ ،‬ويمنح صاحب المشروع‬
‫مهلة شهر واحد لتقييم المعلومات التكميلية المطلوبة(‪ ،)3‬ويعلن الوالي بموجب قرار فتح تحقيق عمومي وفقا‬
‫لإلجراءات الواردة في المطلب األول من هذا المبحث من الدراسة‪.‬‬

‫المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬المطة ‪ ،0‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وبعد نهاية التحقيق العمومي يرسل موجز التأثير المتضمن آراء المصالح التقنية‪ ،‬ونتائج التحقيق العمومي‬
‫مرفقا بمحضر المحافظ المحقق والمذكرة الجوابية لصاحب المشروع عن اآلراء الصادرة إلى المصالح المكلفة بالبيئة‬
‫المختصة إقليميا‪ ،‬حيث يمكنهم االتصال بالقطاعات الو ازرية المعنية واالستعانة بكل خبرة‪ ،‬وال يمكن أن تتجاوز مدة‬
‫الفحص المتعلق بملف موجز التأثير مدة أربعة أشهر ابتداء من تاريخ إقفال التحقيق العمومي(‪ ،)1‬وتجدر اإلشارة أن‬
‫فحص موجز التأثير في البيئة وفقا للقانون الفرنسي يتم وفق نفس اإلجراءات المعتمدة في فحص دراسات التأثر في‬
‫البيئة(‪.)2‬‬
‫ج‪.‬الموافقة أو رفض موجز التأثير على البيئة‬
‫يوافق الوالي المختص على موجز التأثير‪ ،‬أما في حالة الرفض فيجب أن يكون رفضه مبررا‪ ،‬ويقوم الوالي‬
‫المختص إقليميا بإبال‪ ،‬صاحب المشروع بقرار الموافقة على موجز التأثير أو رفضه(‪.)3‬‬
‫ثالثا ‪ :‬دراسة الخطر‬
‫تمثل دراسة الخطر الشكل الثالث من الدراسات البيئة‪ ،‬ومن أجل إد ارك مكانة هذه الدراسات فيما يخص‬
‫النشاطات قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي بيان المقصود منها وكذا محتواها واجراءات المصادقة عليها‪.‬‬
‫‪ .4‬المقصود بدراسة الخطر‬
‫تعتبر د ارسة الخطر إجراء يتم بمقتضاه إحصاء وجرد األخطار والحوادث التي تنجر عن استغالل المنشأة‬
‫المصنفة‪ ،‬كما يتضمن هذا اإلجراء بيانا للتدابير المعتمدة للوقوف في وجه الحوادث التي تنجم خالل نشاط المؤسسة‬
‫المصنفة(‪ ،)4‬وبينت المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬أن الخطر هو خاصية مالزمة لمادة‬
‫أوعامل أو مصدر طاقة أو وضعية يمكن أن تترتب عنها أضرار لألشخاص والممتلكات والبيئة‪ ،‬واعتبرت أن‬
‫الخطر المحتمل هو عنصر يميز حدوث ضرر محتمل يرتبط بوضعية خطر وهو عادة ما يتم تحديده بناء على‬
‫عنصرين هما احتمال حدوث الضرر أي أنه إجراء وقائي‪ ،‬وخطورة العواقب‪ ،‬أي أنه إجراء الحق لحدوث الخطر‪.‬‬
‫إن كل عملية تسليم لرخصة متعلقة بالمؤسسات المصنفة يجب أن تسبقها دراسة التأثير أو موجز التأثير‬
‫على البيئة وتحقيق عمومي ودراسة تتعلق باإلخطار واالنعكاسات المحتملة للمشروع على الصحة العمومية والنظافة‬
‫واألمن والفالحة واألنظمة البيئية والموارد الطبيعية والمواقع والمعالم والمناطق السياحية‪ ،‬أو قد تتسيب في المساس‬
‫براحة الجوار(‪ ،)5‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 5‬فقرة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬نجد أن المشرع ألزم القيام‬

‫المادة ‪ 00‬والمادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪MICHEL Prieur, Op.Cit., p.74.‬‬
‫المادة ‪ 08‬فقرة ‪ 3‬و‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪NATHALIE Baillon Et Autres, Pratique du droit de l’environnement, Editions le moniteur, Paris, 2006, P.151.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫بدراسة خطر تسبق كل طلب للحصول على رخصة استغالل المؤسسة المصنفة‪ ،‬وذلك بالنظر إلى صنف المؤسسة‬
‫المصنفة وقائمة المؤسسات المصنفة المحددة في المرسوم التنفيذي رقم ‪.144-17‬‬
‫المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في‬ ‫(‪)1‬‬
‫كما ألزمت المادة ‪ 61‬من القانون رقم ‪21-14‬‬
‫إطار التنمية المستدامة أن تخضع كل منشأة صناعية لدراسة الخطورة قبل الشروع في استغاللها‪ ،‬ويجب بذلك على‬
‫كل منشأة أن تضع مخطط للتدخل وفقا للمعلومات التي يقدمها مستغلوا المنشآت أو األشغال المنطوية على الخطر‬
‫المعني‪ ،‬كما يجب إعداد "مخطط داخلي للمنشأة المعنية" يبين مجموع التدابيرالوقائية من األخطار والوسائل‬
‫المسخرة وكذا اإلجراءات الواجب تنفيذها عند وقوع ضرر ما(‪.)2‬‬
‫وتهدف دراسة الخطر إلى تحديد المخاطر المباشرة وغير المباشرة التي يمكن أن تعرض األشخاص‬
‫والممتلكات والبيئة للخطر من جراء نشاط المؤسسة سواء أكان السبب داخليا أو خارجيا‪ ،‬وتسمح دراسة الخطر‬
‫كذلك بضبط التد ابير التقنية للتقليص من احتمال وقوع الحوادث وتخفيف آثارها‪ ،‬وكذا تدابير التنظيم للوقاية من‬
‫الحوادث وبيان كيفيات تسييرها‪ ،‬ويتم انجاز دراسة الخطر من طرف مكاتب دراسات ومكاتب خبرة أو مكاتب‬
‫استشارات مختصة في هذا المجال ومعتمدة من قبل الوزير المكلف بالبيئة بعد االطالع على رأي الوزراء المعنيين‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬و تنجز دراسة الخطر على نفقة صاحب المشروع(‪.)3‬‬
‫وفيما يخص قطاع المحروقات فقد ألزمت المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم والمتعلق‬
‫بالمحروقات كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على موافقة سلطة ضبط‬
‫المحروقات‪ ،‬دراسة التأثير على البيئة‪ ،‬ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير المخاطر‬
‫البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة‪ ،‬حيث أن‬
‫تعديلها بموجب القانون رقم ‪ 11-13‬قد بين من خالل الفقرة ‪ 6‬إلزامية احتواء كل دراسة لألخطار يتم إعدادها‬
‫للنشاطات المحددة في قانون المحروقات وصفا للمخاطر الناتجة عن النشاطات وتبرير إجراءات الوقاية والحماية‬
‫المتخذة‪ ،‬وتخضع دراسات األخطار لموافقة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬حيث يجب تحيينها كل خمس سنوات على‬
‫األقل(‪ ،)4‬وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع اعتمد مصطلح المخاطر (تسيير المخاطر) في بداية اسرداه لنص‬
‫المادة ‪ 18‬من قانون المحروقات وبالضبط في الفقرة األولى منها‪ ،‬غير أنه استعمل مصطلح األخطار بعد ذلك في‬
‫كل من الفقرات ‪ 6،7،8،9‬وعليه نستشف أن المقصود بهذه الدراسات هي دراسة الخطر‪ ،‬وهو ذات المصطلح الذي‬

‫قانون رقم ‪ ،21-14‬مؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2114‬يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية‬ ‫(‪)1‬‬

‫المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،84‬صادر في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2114‬‬


‫أنظر المواد ‪ ،62 ،61 ،61‬من القانون رقم ‪ ،21-14‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008- 70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 08‬فقرة ‪ 8 ،0‬من القانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫تم اعتماده في المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،198-16‬وبالرجوع إلى الفقرة ‪ 9‬من المادة ‪ 18‬من القانون رقم‬
‫‪ 11-13‬نجد أنها أحالت للتنظيم من أجل تحديد محتوى وكيفيات الموافقة على دراسات اإلخطار الخاصة بقطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬والذي صدر بدوره مؤخ ار بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬المحدد لكيفيات الموافقة على‬
‫دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها‪.‬‬
‫‪ .2‬مجال تطبيق دراسة الخطر في قطاع المحروقات‬
‫ألزمت المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 70-70‬كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن‬
‫يعد ويعرض على موافقة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬مخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير‬
‫المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات‪ ،‬وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال‬
‫البيئة(‪ ،)1‬ويجب أن تتضمن كل دراسة لألخطار وصفا للمخاطر الناتجة عن النشاطات المحددة في قانون‬
‫المحروقات مع إبراز إجراءات الوقاية والحماية المتخذة‪ ،‬حيث تخضع هذه الدراسات إلى موافقة سلطة ضبط‬
‫المحروقات كما يتم تحيين دراسة األخطار كل خمسة سنوات على األقل(‪.)2‬‬
‫المؤرخة في فيفري ‪ 3770‬المتعلقة بالتحكم وتسيير المخاطر الصناعية‬ ‫(‪)3‬‬
‫كما بينت التعليمة الو ازرية (‪)R2‬‬
‫والطاقوية والوقاية منها ضمن الملحق المرتبط بها قائمة المنشآت التي يجب أن تعد دراسة المخاطر والتي يتواجد‬
‫من ضمنها المنشآت المتعلقة بتكرير البترول والصناعة الغاز الطبيعي و قنوات نقل المواد البترولية ومواد الطاقة‪،‬‬
‫وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 008-70‬قصد الحصول على رخصة استغالل المؤسسة المصنفة وطبقا لقائمة‬
‫المنشآت المصنفة فيجب إعداد دراسة خطر تعد ويصادق عليها حسب الشروط المحددة في هذا المرسوم‪ ،‬وتحقيق‬
‫عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم المعول به(‪.)4‬‬
‫كما ألزم المرسوم التنفيذي رقم ‪ 220-02‬المحدد لشروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات‬
‫أن تكون المنشآت والمعدات المنجزة قبل تاريخ سريان القانون رقم ‪ 70-70‬المتضمن قانون المحروقات‪ ،‬محل‬
‫برنامج مطابقة المنشآت والمعدات مع النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحدد المقاييس والمعايير التقنية لألمن‬
‫الصناعي والوقاية من المخاطر الكبرى وتسييرها وحماية البيئة(‪ ،)5‬وبينت المادة ‪ 2‬من المرسوم السابق الذكر‬
‫ضرورة قيام مستغلي المنشآت والمعدات الناشطين في قطاع المحروقات بإعداد على عاتقهم برنامج للمطابقة يتم‬

‫تم تعديل هذه الفقرة بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ‪،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 08‬الفقرات ‪ ،0 ،8 ،0 ،0 ،‬من القانون رقم ‪،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪Instruction ministerielle R2, du 01 février 2005 relative a la prévention,la maitrise et la gestion des risques industriels et‬‬
‫)‪énergétiques.‬‬ ‫( تم التحصل عليها مباشرة من و ازرة البيئة‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫إعداده من طرف مكاتب دراسات متخصصة‪ ،‬حيث يتضمن البرنامج دراسات لألخطار الكمية والنوعية التي تسمح‬
‫بتقييم المخاطر ومستويات جسامة الخطورة‪ ،‬على أن يتم إرسال تقرير تشخيص المطابقة إلى سلطة ضبط‬
‫المحروقات مرفقا بمخطط تنفيذ برنامج المطابقة‪ ،‬ويجب أن يتضمن برنامج المطابقة التنظيمية بعين االعتبار‬
‫دراسات األخطار ودراسات التأثير في البيئة‪ ،‬ويجب أن يتكفل على الخصوص بالجوانب المتعلقة بسالمة المنشآت‬
‫والمعدات والوقاية من المخاطر الكبرى‪ ،‬والمحافظة على صحة العامل وأمنهم والوقاية من المخاطر المرتبطة‬
‫بالعناصر والمواد الكيميائية أو المستحضرات الخطرةن وكذا حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة(‪.)1‬‬
‫إضافة إلى ذلك فقد أخضعت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-02‬المحدد إلجراءات الحصول‬
‫على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتخويلها واستغاللها‪ ،‬كل انجاز لمنشاة تكرير المحروقات‬
‫أو تحويلها إلى رخصة تسلم من طرف سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬والتي تتم بعد التحقق من مطابقة الملف المرتبط‬
‫بطلب هذه الرخصة حيث تضمن الملف التقني ضرورة إرفاقه بنسخة من دراسة خطر المنشأة موافق عليهما طبقا‬
‫للتشريع والتنظيم المعمول به‪.‬‬
‫‪ .3‬مضمون دراسة الخطر‬
‫تتضمن دراسة الخطر مجموعة من العناصر حددها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬في المادة ‪ 14‬منه‬
‫حيث أن دراسة الخطر تتضمن عرضا عام للمشروع‪ ،‬ووصف لالماكن المجاورة للمشروع‪ ،‬والمحيط الذي قد يتضرر‬
‫في حالة وقوع حادث‪ ،‬ويتم ذلك عبر بيان المعطيات الفيزيائية والتي تشمل معطيات جيولوجية‪ ،‬وهيدرولوجية‪ ،‬وكذا‬
‫المعطيات المناخية‪ ،‬والشروط الطبيعية (الطوبوغرافيا ومدى التعرض للزلزال)(‪ ،)2‬إضافة إلى المعطيات االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ويقصد بذلك المعطيات المتعلقة بالسكان والسكن‪ ،‬ونقاط الماء وااللتقاط‪ ،‬وشغل األراضي‪،‬‬
‫والنشاطات االقتصادية‪ ،‬وطرق المواصالت‪ ،‬أو النقل أو المجاالت المحمية‪ ،‬كما تتضمن دراسة الخطر على وصف‬
‫المشروع ومختلف منشأته ( الموقع والحجم والقدرة والمداخل واختيا ار المنهج وعمل المشروع والمنتجات والمواد‬
‫الالزمة لتنفيذه ‪ ،)...‬مع بيان استخدام الخرائط مثل خرائط المخطط اإلجمالي‪ ،‬ومخطط الوضعية‪ ،‬ومخطط الكتلة‬
‫ومخطط الحركة‪ ،‬ويجب أن تحتوي دراسة الخطر عالوة على ذلك على تحديد جميع العوامل المتسببة في المخاطر‬
‫الناجمة عن استغالل كل منشأة‪ ،‬ويجب أن ال يأخذ هذا التقييم في الحسبان العوامل الداخلية فقط بل حتى العوامل‬
‫الخارجية أيضا التي يمكن أن تتعرض لها المنطقة(‪.)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ ،02‬فقرة ‪ 2 ،2 ،3 ،0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ ،02‬فقرة ‪ 8 ،0 ،0 ،0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما تحتوي دراسة الخطر على تحليل للمخاطر والعواقب على مستوى المؤسسة المصنفة وتحدد األحداث‬
‫الطارئة الممكن حدوثها بصفة مستوفية‪ ،‬ومنحها ترقيما يعبر عن درجة خطورتها واحتمال وقوعها حتى يمكن‬
‫تصنيفها(‪ ،)1‬وبينت المادة ‪ 14‬فقرة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬ضرورة احتواء دراسة الخطر على‬
‫كيفيات تنظيم امن الموقع‪ ،‬وبيان لمختلف كيفيات الوقاية من الحوادث الكبرى ونظام تسيير األمن ووسائل النجدة‪.‬‬
‫كما بينت التعليمة الو ازرية (‪ )R1‬المؤرخة في ‪ 22‬سبتمبر‪ 2113‬المتعلقة بالتحكم في المخاطر الصناعية‬
‫المتضمنة مواد خطرة وتسييرها‪ ،‬أن دراسة الخطر يجب أن تتم من طرف خبرات ماهرة بحيث تكون تكاليفها على‬
‫عاتق المستغل وتتضمن عرضا للمخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها المنشأة حال وقوع حادث‪ ،‬كما تحدد اإلجراءات‬
‫ذات الطابع التقني الخاص بتخفيض وقوع الحوادث العظمى وأثارها‪ ،‬وأكدت التعليمة الو ازرية على أنه حال احتواء‬
‫نفس المؤسسة على عدة منشآت فإنها تكون كل منها موضوع دراسة خطر فردية(‪.)2‬‬
‫وألزمت المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬المحدد لكيفيات الموافقة على دراسات األخطار‬
‫الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها ضرورة احتواء دراسة األخطار " زيادة على األحكام المعمول بها بالنسبة‬
‫للمؤسسات المصنفة لحماية البيئة " السابق ذكرها على ما يلي‪:‬‬
‫أ ‪.‬تقييم علم الحوادث وتحليل حول تبادل الخبرة‬
‫ويتضمن هذا التقييم تقديما للنتائج المتوصل إليها بعد استشارة قواعد المعطيات الوطنية والدولية فيما يخص‬
‫جرد الحوادث التي وقعت من قبل بتحديد اآلثار المترتبة عنها‪ ،‬وذلك بالنظر إلى وجود نفس المواد‪ ،‬أو إتباع نفس‬
‫المناهج‪ ،‬وكذا احتواء المنشأة على نفس المعدات‪ ،‬حيث يستفاد من معالجة الدروس المستخلصة من هذه الحوادث‬
‫للوصول إلى تحديد التدابير الخاصة المتخذة من أجل تفادي هذه الحوادث(‪.)3‬‬
‫ب‪ .‬كيفيات التنظيم والتدخل في حالة االستعجال‬
‫يتضمن هذا البند وصفا للوسائل المسخرة الداخلية و‪/‬أو الخارجية للحماية والتدخل‪ ،‬وكذا وصف التنظيم‬
‫المتعلق باإلنذار والتدخل‪ ،‬ووصف التدابير التي ترمي إلى الحد من المخاطر على األشخاص الموجودين في الموقع‬
‫بما فيها الطريقة المتبعة خالل انطالق اإلنذار(‪.)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ ،02‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008- 70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫التعليمة الو ازرية (‪ ،)R1‬و ازرة تهيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬المؤرخة في ‪ 22‬سبتمبر ‪ ،2113‬المتعلقة بالتحكم في المخاطر الصناعية‬ ‫(‪)2‬‬

‫المتضمنة مواد خطرة وتسييرها‪ (.‬تم التحصل عليها مباشرة من و ازرة البيئة )‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما أوجبت المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬أن تتضمن دراسة األخطار المتعلقة‬
‫بنشاطات قطاع المحروقات والتي لم تنظم بموجب التنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة إضافة إلى بيان لتقييم علم‬
‫الحوادث تحليال حول تبادل الخبرة و كيفيات التنظيم والتدخل في حالة االستعجال والتي سبق شرحها‪.‬‬
‫ج‪ .‬تقديم عن بيئة المنشأة أو الهياكل‬
‫يتضمن التقديم عن بيئة المنشأة أو الهياكل وصفا لبيئة المنشأة أو الهياكل بتحديد موقعها الجغرافي‬
‫والمعطيات المناخية والجيولوجية والهيدروغرافية‪ ،‬وعند االقتضاء تاريخها‪ ،‬واحصاء المؤسسات المجاورة‪ ،‬والمناطق‬
‫وتهيئة المواقع والمنشآت التي من شأنها أن تكون السبب األصلي أو تفاقم حدة الخطر‪ ،‬أو اآلثار المترتبة على‬
‫وقوع حادث كبير واآلثار المتسللة‪ ،‬ووصف المناطق التي يمكن أن يحدث فيها حادث كبير(‪.)1‬‬
‫د‪ .‬وصف المنشأة والهياكل‬
‫يجب أن يحتوي وصف المنشأة أو الهياكل على وصف نشاطات وأطراف المنشأة أو الهياكل التي يمكن أن‬
‫تكون مصادر خطر لحوادث الكبرى‪ ،‬والشروط التي يمكن أن يحدث من خاللها هذا الحادث الكبير‪ ،‬وكذا وصف‬
‫المناهج والطرق العملية الخاصة بها‪ ،‬كما يجب أن ترفق هذه األوصاف بالمخططات والوثائق الخرائطية ومخطط‬
‫الحركة للوسائل المنقولة ورسم تخطيطي للتدفق ومخطط األنابيب ورسم تخطيطي ألجهزة المراقبة‪ ،‬كما يتضمن هذا‬
‫البند وصفا للمواد المستعملة‪ ،‬وتصريحا بوجود المواد بالتحدد الكيمائي والتعيين في قائمة المنشآت المصنفة لحماية‬
‫البيئة طبقا للتنظيم المعمول به‪ ،‬و"الكمية القصوى للمواد الخطرة الموجودة أو التي يمكن أن تتواجد فيها"‪ ،‬إضافة‬
‫إلى عرض الخصوصيات الفيزيائية والكميائية والسامة والبيئية السامة واإلشارة إلى األخطار سواء العأجلة أو األجلة‬
‫على صحة اإلنسان والبيئة السيما الطبقة التي تحتوي على الماء(‪.)2‬‬
‫ه‪ .‬تحديد األخطار وتقييم مخاطر الحادث‬
‫بينت المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬أن تعيين األخطار وتقييم مخاطر الحادث يحدد بموجب‬
‫قرار مشترك بين الوزير المكلف بالمحروقات ووزير الداخلية والزير المكلف بالبيئة والذي لم يصدر بعد‪.‬‬
‫و‪ .‬وصف تدابير الوقاية والحماية‬
‫يتضمن وصف تدابير ال وقاية والحماية للحد من اآلثار المترتبة على حادث كبير بيانا للمعايير التقنية‬
‫والمعدات الموضوعة‪ ،‬من أجل أمن وسالمة المنشآت والهياكل‪ ،‬ووصف المعدات ترتيبات األمن الموضوعة في‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المنشأة للحد من اآلثار المترتبة على الحوادث الكبرى من أجل صحة وأمن األشخاص‪ ،‬وحماية المنشآت والبيئة‬
‫ووصف التدابير التقنية‪ ،‬وغير التقنية الضرورية للتقليل من اآلثار المترتبة على حادث كبير(‪.)1‬‬
‫ز‪ .‬نظام تسيير األمن‬
‫يجب أن يحتوي نظام تسيير األمن المعد طبقا للملحق المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 15-19‬بيانا للتنظيم‬
‫والتكوين‪ ،‬وتحديد المخاطر وتقييمها‪ ،‬ومراقبة العمليات‪ ،‬واستغاللها وتسيير المناولة‪ ،‬وتسيير التعديالت‪ ،‬وتسيير‬
‫الحاالت االستعجالية‪ ،‬ورقابة الفعالية‪ ،‬والمراقبة واعادة الدراسة‪ ،‬ويتم إعداد دراسة األخطار وفقا للبنود السابقة الذكر‬
‫من قبل مكاتب دراسات وخبراء معتمدين ومؤهلين يتم تحديدهم من قبل الوزير المكلف بالمحروقات والوزير المكلف‬
‫بالبيئة من جل انجاز دراسات اإلخطار في مجال المحروقات(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬كيفيات المصادقة على دراسة الخطر‬
‫بينت المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،198-16‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة‬
‫لحماية البيئة أن تحديد كيفيات المصادقة على دراسات الخطر يتم وفقا لقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف‬
‫بالداخلية والوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬ولقد انتظر المشرع الجزائري حتى سنة ‪ 2115‬من أجل نشر القرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2114‬المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها رغم إحالته إلى‬
‫ذلك منذ سنة ‪ ،2116‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،198-16‬وهو ما يثير االستفهام حول كيفيات المصادقة على‬
‫دراسات الخطر التي تم إعدادها في الفترة من سنة ‪ 2116‬إلى غاية ‪.2115‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإنه بمراجعة المادة ‪ 18‬من قانون المحروقات السيما الفقرة ‪ 9‬منها والتي أحالت إلى‬
‫التنظيم من أجل تحديد كيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها‪ ،‬حيث انتظر‬
‫المشرع كذلك إلى غاية سنة ‪ 2115‬من أجل وضع المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬المحدد لكيفيات الموافقة على‬
‫دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها‪ ،‬وباالنتقال إلى المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقـم ‪19-15‬‬
‫حيث بينت أنه " دون اإلخالل باألحكام التنظيمية المعمول بها والمتعلقة بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة" فإنه‬
‫تخضع ألحكام هذا المرسوم الهياكل والمنشآت التي تسمح بممارسة نشاطات البحث واستغالل المحروقات ونقلها‬
‫بواسطة األنابيب وتخزينها وتكريرها وتحويلها وتخزين المنتجات البترولية وتحويلها‪ ،‬وبذلك فهي ملزمة بتوفير ما تم‬
‫تحديده وفقا لألحكام الواردة في التنظيم المعمول به بالنسبة للمؤسسات المصنفة لحماية البيئة التي تسمح بممارسة‬
‫النشاطات المذكورة في المادة ‪ 2‬السابقة الذكر(‪.)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 8‬والمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫انطالقا مما سبق ذكره يتضح أن المشرع قد اعتبر أن المصادقة على دراسات الخطر المتعلقة بنشاطات‬
‫قطاع المحروقات تتم مرتين وذلك بالنظر إلى كون المنشأة هي مؤسسة مصنفة من جهة‪ ،‬وكذا باعتبار أن هياكل‬
‫أو نشاط المنشأة يندرج ضمن نشاطات قطاع المحروقات‪ ،‬وبذلك يتم إعداد دراسة الخطر وفقا لألحكام التنظيمية‬
‫المتعلقة بمؤسسات المصنفة‪ ،‬وكذا دراسات خطر متعلقة بنشاطات قطاع المحروقات‪ ،‬وبالنتيجة لذلك سيتم عرض‬
‫إجراءات المصادقة على دراسات الخطر وفق ما بينته النصوص القانونية السابقة الذكر كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلجراءات المتعلقة بدراسة الخطر باعتبار المنشأة مؤسسة مصنفة‬
‫بينت المادة ‪ 2‬من القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2114‬المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر‬
‫والمصادقة عليها أن دراسات الخطر تعد على حساب صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات معتمدة حسب‬
‫الكيفيات المحددة في المرسوم التنفيذي ‪.)1(198-16‬‬
‫ويتم إيداع دراسة الخطر من طرف صاحب المشروع لدى الوالي المختص إقليميا في ثماني نسخ‪ ،‬على أن‬
‫يرسلها الوالي في مدة خمسة أيام إلى كل من اللجنة الو ازرية المشتركة بالنسبة للمؤسسات المصنفة من الفئة األولى‬
‫والحديث في قطاع المحروقات متعلق بجميع األنشطة التي تتطلب رخصة و ازرية‪ ،‬أو يتم إرسالها إلى اللجنة الوالئية‬
‫بالنسبة للمؤسسات من الفئة الثانية أي التي تتطلب رخصة من الوالي(‪ ،)2‬وتفحص دراسات الخطر من طرف اللجان‬
‫طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‬
‫(‪)3‬‬
‫أن تطلب من أصحاب المشاريع كل معلومة أو دراسة تكميلية الزمة في مدة ال تتجاوز خمسة‬ ‫حيث يمكن للجنة‬
‫وأربعون يوم ابتداء من تاريخ إخطارهم من طرف الوالي‪ ،‬ويمنح صاحب المشروع مهلة خمسة عشرة يوم لتقديم كل‬
‫دراسة تكميلية مطلوبة منه(‪ ،)4‬كما بينت المادة ‪ 00‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2114‬أن‬

‫بينت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 008-70‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة أن‬ ‫(‪)1‬‬

‫دراسات الخطر تنجز على نفقة صاحب المشروع من طرف مكاتب دراسات‪ ،‬ومكاتب خبرة أو مكاتب استشارات مختصة في هذا‬
‫المجال ومعتمدة من قبل الوزير المكلف بالبيئة بعد اإلطالع على رأي الوزراء المعنيين عند االقتضاء‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬و‪ 07‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2114‬المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة‬ ‫(‪)2‬‬

‫عليها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫بينت المادة ‪ 02‬و‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬أنه تتم الموافقة على دراسة الخطر بعد اجتماع اللجنة من أجل فحصها‬ ‫(‪)3‬‬

‫حيث يجب أن يقيد في محضر أشغال اللجنة رأي كل عضو فيها وفي حالة ما إذا كانت دراسة الخطر مطابقة تعد أمانة اللجنة مقرر‬
‫الموافقة أما في حالة عدم المطابقة فيتم إعداد مقرر الرفض‪ ،‬ويتم التوقيع على مقرر الموافقة أو رفضها بالنسبة للمؤسسات من الفئة‬
‫األولى من طرف الوزير المكلف بالداخ لية والوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬أما بالنسبة للمؤسسات من الفئة الثانية فيتم من طرف الوالي‬
‫المختص إقليميا‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 00‬و ‪ 03‬من القرار الوزاري المشترك المحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الوالي المختص إقليميها يقوم بتبليغ مقرر الموافقة أو الرفض المتعلق بالمؤسسة من الفئة األولى بعد إرساله من‬
‫طرف الوزير المكلف بالبيئة إلى صاحب المشروع المعني‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإلجراءات المتعلقة بدراسة الخطر بالنسبة لنشاطات قطاع المحروقات‬
‫تودع دراسة األخطار قبل كل نشاط من نشاطات المحروقات من قبل المتعاقد أو المتعامل المعني لدى‬
‫سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬وفور استالم دراسة األخطار وفي حالة استجابتها للشروط المحددة في المادة ‪ 4‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬تسلم سلطة ضبط المحروقات إشعا ار باالستالم إلى صاحب الطلب(‪.)1‬‬
‫وعندما يكون ملف الدراسة مقبوال تقوم سلطة ضبط المحروقات بدراسة مدى مطابقته للتنظيم المعمول به‬
‫والمعرفة العملية والتقنية في هذا المجال في أجل ال يتعدى ثالثين يوما من تاريخ استالمه‪ ،‬كما تقوم بتبليغ صاحب‬
‫الطلب بالتحفظات المحتملة الخاصة بدراسة األخطار‪ ،‬ويتعين بذلك على صاحب الطلب القيام بمباشرة رفع‬
‫التحفظات في أجل ال يتجاوز خمسة عشرة يوم من تاريخ التبليغ‪ ،‬وفي حالة عدم رفع التحفظات عند نهاية األجل‬
‫يرسل إعذار إلى صاحب الطلب حيث يعتبر عدم الرد عليه خالل فترة خمسة عشرة يوما بمثابة تخل عن طلبه(‪،)2‬‬
‫وفي حالة عدم مطابقة دراسة األخطار للتنظيم المعمول تعلم سلطة ضبط المحروقات صاحب الطلب برفض دراسته‬
‫مع تبليغه بمقرر الرفض المبرر‪ ،‬أما في حالة مطابقة الدراسة فتقوم سلطة ضبط المحروقات بإعداد تقرير يتضمن‬
‫موافقتها على دراسة األخطار المدروسة(‪ ،)3‬وباستقراء هذه األحكام يتضح أن سلطة ضبط المحرقات هي من تقرر‬
‫رفض الدراسة‪ ،‬كما أنها تصدر ق ار ار متعلقا بذلك تبلغه إلى صاحب الطلب‪ ،‬غير أنها حال الموافقة عليها تصدر‬
‫تقرير يتضمن موافقتها على دراسة األخطار المدروسة‪ ،‬وتخضع دراسة األخطار وفقا للمادة ‪ 21‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 19-15‬مرف قة بالتقرير المذكور سابقا إلى رأي لجنة يرأسها األمين العام للو ازرة المكلفة بالمحروقات‬
‫لوزير الدفاع الوطني ووزير الداخلية والوزير المكلف بالبيئة وممثل عن سلطة ضبط‬ ‫وتتكون من مؤهلين‬
‫(‪)4‬‬

‫المحروقات إذ تتخذ الق اررات داخلها باألغلبية‪.‬‬


‫ويتعين على أعضاء اللجنة إبداء رأي قطاعاتهم حول الملفات المقدمة في أجل ال يتجاوز ثالثين يوم من‬
‫تاريخ تسليمها للجنة حيث أن انقضاء األجل وعدم وجود أي تحفظات يعد الدراسة بمثابة الموافق عليها‪ ،‬وفي حالة‬
‫ما إذا قررت اللجنة المذكورة إبداء تحفظات حول الملفات المقدمة تبلغ سلطة ضبط المحروقات هذه التحفظات‬
‫لصاحب الطلب في أجل ال يتجاوز ثالثة أيام عمل ابتداء من تاريخ قرار اللجنة‪ ،‬حيث تكلف سلطة ضبط‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬و ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬و ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬و ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أورد المشرع مصطلح مؤهلين لوزير الدفاع الوطني في صلب المادة ‪ 30‬ويبدو أن المقصود هو ممثلين‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المحروقات بضمان رفع هذه التحفظات‪ ،‬ويتعين على صاحب الطلب تحيين دراسته في أجل خمسة عشرة يوم من‬
‫تاريخ تبليغه من طرف سلطة ضبط المحروقات(‪.)1‬‬
‫وبعد استالم دراسة األخطار المعدلة تقوم سلطة ضبط المحروقات بالتحقق من رفع التحفظات التي أبديت‬
‫وتبلغ صاحب الطلب بقرارها في أجل ال يتجاوز خمسة عشرة يوم من تاريخ استالم دراسة األخطار المعدلة وعند‬
‫انقضاء هذا األجل تعتبر دراسة األخطار المعدلة بمثابة الموافق عليها(‪.)2‬‬
‫كما بينت المادة ‪ 26‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬أن كل تعديل لمساحة نشاطات المحروقات وحجم‬
‫المنشأة‪ ،‬وقدرة المعالجة و‪/‬أو اإلنتاج أو المناهج التكنولوجية المتخذة يكون موضوع دراسة إخطار جديدة يخضعها‬
‫المستغل لموافقة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬ويجب على المستغل أن يحين دراسة األخطار كل خمس سنوات على‬
‫األقل‪ ،‬كما يجب أن يندرج تحيين الدراسة في حالة حدوث حادث كبير للمنشأة‪ ،‬وبعد إجراء المراقبة الذي تقوم به‬
‫سلطة ضبط المحروقات يبين حاالت التقصير‪ ،‬وعندما تبرر وقائع جديدة تتعلق باألمن بعين االعتبار‪ ،‬تخضع‬
‫بذلك دراسة األخطار المحينة إلجراءات السابق ذكرها من أجل المصادقة عليها(‪.)3‬‬
‫‪ .5‬المخططات الخاصة بالتدخل في المنشآت والهايكل المرتبطة بدراسة الخطر‬
‫بينت المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 71-15‬المحدد لشروط وكيفيات إعداد المخططات الخاصة‬
‫للتدخل للمنشآت أو الهياكل واعتمادها‪ ،‬أن الهدف من المخطط الخاص للتدخل هو تحديد تنظيم وتنسيق النجدة في‬
‫حالة خطر خاص معرف وله تأثيرات خارج حدود المنشأة والهياكل وذلك بغرض حماية األشخاص والممتلكات‬
‫والبيئة‪ ،‬وتخضع كل المؤسسات المصنفة لحماية البيئة والتي تبرز" دراسة الخطر" أن آثار األخطار المعرفة يمكن‬
‫أن تتجاوز حدود المنشأة والتي يمكن أن تؤدي إلى إلحاق أضرار باألشخاص والممتلكات والبيئة إلعداد هذا‬
‫(‪)4‬‬
‫حيث يتم المصادقة عليه وفقا لإلجراءات المحددة في المرسوم التنفيذي رقم ‪.71-15‬‬ ‫المخطط‬
‫ويتم إعداد المخطط على عاتق المستغل على أساس المعلومات الموجودة في " دراسات الخطر"‬
‫(‪)5‬‬
‫حيث يشمل بطاقة وصفية للمنشأة أو الهياكل المعنية وتتضمن وثائق خرائطية‬ ‫والمخططات الداخلية للتدخل‬
‫وصورا‪ ،‬ومخطط الوضعية لمختلف شبكات النقل التي تصل المنشأة والهياكل والتمثيل الخرائطي للمساحات‬
‫المتضررة جراء الظواهر الخطرة‪ ،‬وتحدد اللجنة الوالئية المكلفة بإعداد المخططات الخاصة للتدخل حدود منطقة‬

‫أنظر المادة ‪ 33‬و ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 30‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،71-15‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫حددت كيفي ات إعداد وتنفيذ المخططات الداخلية للتدخل من طرف المستغلين للمنشآت الصناعية بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪ ،335-19‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫التطبيق ومحيط المخطط الخاص للتدخل‪ ،‬والتدابير والوسائل اإلستعجالية األولى الواجبة على المستغل لحماية‬
‫السكان المجاورين قبل تدخل السلطات ومن أجل إعالمها‪ ،‬كما تحدد قائمة المتدخلين ومهامهم وتدابير اإلعالم‬
‫والحماية لفائدة السكان المجاورين للمؤسسة المعنية‪ ،‬ومخططات اإلخالء وأماكن التجمع‪ ،‬وتدابير النجدة وأماكن‬
‫التدخل‪ ،‬كما يتم على عاتق اللجنة والمستغل معا تحديد مخططات شبكات خدمات كل من الكهرباء والغاز والماء‬
‫والمنتجات الخطرة المتصلة بالمنشأة وكذا األحكام المتعلقة بإزالة تلوث المواقع واعادة تعديل األماكن بعد الحادث(‪.)1‬‬
‫وفيما يخص المخططات الداخلية والتي عالج تنظيمها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 335-19‬فقد بينت المادة ‪2‬‬
‫منه أن المخطط الداخلي للتدخل هو أداة تسيير وتخطيط اإلسعافات والتدخل يهدف إلى حماية العمال والسكان‬
‫والممتلكات والبيئة ويحدد بعنوان المنشأة المعنية جميع تدابير الوقاية من األخطار والوسائل المسخرة لهذا الغرض‬
‫وكذا اإلجراءات الواجب اتخاذها عند وقوع الضرر‪ ،‬حيث تلزم المؤسسات الصناعية التي يمكن أن تحدث أخطا ار‬
‫على العمال والممتلكات والسكان وكذا على البيئة في حال تعرضها لخطر الحريق أو االنفجار أو تسرب مواد سامة‬
‫بإعداد هذا المخطط‪.‬‬
‫كما حدد مضمون المخطط الداخلي في المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 335-19‬حيث يحتوي على‬
‫اسم وعنوان المؤسسة‪ ،‬والتعريف بالنظام اإلنذار والشعار بالخطر المعتمد‪ ،‬وبيان الوضعية الجغرافية والبيئية‬
‫للمؤسسة‪ ،‬وتقييم األخطار وجرد وسائل التدخل والتنظيم المهام‪ ،‬وكيفيات اإلعالم وكذا التداخل مع المخططات‬
‫األخرى‪ ،‬ومختلف التمارين والتدريبات المسبقة‪ ،‬ويرسل المخطط قصد المصادقة عليه إلى المدير الوالئي المكلف‬
‫بالصناعة في ستة نسخ‪ ،‬حيث تتم دراسته والمصادقة عليه من طرف اللجنة الوالئية المكلفة بالدراسة والمصادقة‬
‫على المخططات الداخلية السابق ذكرها في المطلب الثاني من المبحث األول من هذه الدراسة‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،71-15‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفرع الثاني‬
‫نظام الرخصة‬

‫الترخيص هو قرار إداري صادر من اإلدارة المختصة يتضمن السماح ألحد األشخاص بمزاولة نشاط معين‬
‫إذ أن مزاولة النشاط ال يمكن أن تتم دون الحصول على اإلذن الوارد في الترخيص‪ ،‬ويمنح الترخيص بتوافر‬
‫الشروط المحددة قانونا لمنحه(‪ ،)1‬حيث يتضمن إذنا من اإلدارة المختصة بممارسة نشاط معين بعد تحقيق الشروط‬
‫القانونية لذلك‪ ،‬ويأخذ الترخيص كأصل عام طابع الديمومة ما لم يتم النص على مجال تطبيقه زمنيا(‪.)2‬‬
‫ويعتبر الترخيص أحد األساليب الوقائية المانعة التي تعتمدها اإلدارة من أجل ضبط األنشطة التي تحدث‬
‫ضر ار في البيئة‪ ،‬وذلك بغية الوقاية منه والحيلولة دون وقوعه(‪ ،)3‬كما يعد الترخيص أحد األساليب المعتمدة من‬
‫طرف التشريعات بغية حماية البيئة‪ ،‬ويعتبر هذا األسلوب بصورة دقيقة كإجراء قبلي من طرف اإلدارة قصد إخضاع‬
‫النشاطات الصناعية التي تتولد عنها آثار سلبية على البيئة إلى رقابة أولية عبر نظام الترخيص(‪.)4‬‬
‫وفي مجال حماية البيئة من التلوث تلعب هذه التقنية دو ار مهما‪ ،‬فال يجوز مباشرة أي مشروع أو منشأة‬
‫يكون لها تأثير على البيئة قبل الحصول عليه وفق المعايير والنظم والضوابط الالزمة لتقييم األثر البيئي(‪ ،)5‬وفيما‬
‫يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن المشرع الجزائري اعتمد على نظام الرخصة وفق ثالثة صور‪ ،‬حيث‬
‫تظهر الصورة األولى عبر اعتماد رخصة المؤسسات المصنفة لحماية البيئة (أوال)‪ ،‬أما الصورة الثانية فتظهر عبر‬
‫مختلف الرخص المطلوبة لمزاولة إحدى األنشطة المتعلقة بقطاع المحروقات (ثانيا)‪ ،‬وفيما يخص الصورة الثالثة‬
‫فتظهر من خالل رخصة البناء (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رخصة المؤسسات المصنفة‬
‫اعتمد المشرع الجزائري على نظام الرخصة كآلية قانونية من أجل حماية البيئة عبر قانون حماية البيئة في‬
‫إطار التنمية المستدامة‪ ،‬وتم اإلحالة إلى التنظيم من أجل بيان األحكام المطبقة على المؤسسات المصنفة‪.‬‬

‫إسماعيل نجم الدين زنكه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫منصور مجاجي‪" ،‬الضبط اإلداري وحماية البيئة"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي‬ ‫(‪)2‬‬

‫مرباح ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2119 ،2‬ص‪-‬ص ‪ ،71-57‬ص‪.64.‬‬


‫محمد سه نكه رداود‪ ،‬الضبط اإلداري لحماية البيئة‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،3703‬ص‪.370.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫السعدي بن خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫إسماعيل نجم الدين زنكه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.223.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ :4‬المقصود برخصة المؤسسات المصنفة‬


‫المنشآت المصنفة لحماية البيئة هي كل منشأة مذكورة في قائمة المنشآت المصنفة والتي يسبب إنشاؤها أو‬
‫استغاللها خط ار وتأثي ار على البيئة‪ ،‬بما يفرض إخضاعها لقيود تشريعية وتنظيمية بهدف الحد من أخطارها(‪.)1‬‬
‫لقد عالج المرسوم التنفيذي رقم ‪ 008-70‬التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬وتضمن‬
‫بذلك األطر التنظيمية لمختلف الرخص المعتمدة الستغالل المؤسسات المصنفة وكذا التصريح باستغاللها وكيفيات‬
‫تسليمها وتعليقها وسحبها‪ ،‬إضافة إلى تحديد شروط وكيفيات مراقبتها‪ ،‬وبينت المادة ‪ 3‬منه المقصود من المنشآت‬
‫المصنفة‪ ،‬واعتبرتها كل وحدة تقنية ثابتة يمارس فيها نشاط أو عدة أنشطة من النشاطات المذكورة في قائمة‬
‫المنشآت المص نفة المحددة عن وفقا للتنظيم الذي صدر بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪ ،022-70‬كما اعتبرت أن‬
‫المؤسسة المصنفة هي مجموع منطقة اإلقامة والتي تتضمن منشأة واحدة أو عدة منشآت مصنفة تخضع لمسؤولية‬
‫شخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬
‫وتجد اإلشارة أن المشرع الفرنسي اعتبر أن المنشآت المصنفة هي كل المصانع أو الورشات أو المخازن أو‬
‫أماكن البناء أو المنشآت العاملة المملوكة من أشخاص طبيعية أو معنوية خاصة أو عامة والتي يمكن أن تشكل‬
‫خط ار على الصحة أو األمن أو االستقرار العام أو تشكل خط ار على الفالحة أو حماية الطبيعة أو البيئة أو المناظر‬
‫أو الحفاظ على مواقع وعناصر التراث األثري(‪.)2‬‬
‫وتضمنت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 008-70‬بيان الهدف من اعتماد رخصة استغالل‬
‫المؤسسات المصنفة‪ ،‬حيث اعتبرتها وثيقة إدارية تؤكد أن المنشأة المصنفة المعنية توافق األحكام والشروط المرتبطة‬
‫بحماية وصحة وأمن البيئة‪ ،‬كما " اعتبرت أنها وثيقة إلزامية ال تحد وال تحل محل أي رخصة قطاعية تم النص‬
‫عليها في التشريع المعمول به "‪ ،‬وباالعتماد على التعريف العام للرخصة‪ ،‬وأحكام المادة ‪ 4‬السابقة الذكر فإن‬
‫رخصة المؤسسات المصنفة هي عبارة عن إذن من الجهة اإلدارية المختصة تسمح بموجبه لصاحب المنشأة من‬
‫مباشرة نشاطه‪ ،‬حيث يحمل هذا اإلذن في طياته إق ار ار من اإلدارة بأن المنشأة المصنفة المعنية توافق األحكام‬
‫والشروط المرتبطة بحماية وصحة وأمن البيئة‪.‬‬
‫‪ .2‬خصائص رخصة المؤسسات المصنفة في قطاع المحروقات‬
‫ألزم المشرع الجزائري ضرورة خضوع المنشآت المصنفة حسب أهميتها‪ ،‬وحسب األخطار‪ ،‬أو المضار التي‬
‫تنجر عنها لترخيص المنشأة المصنفة‪ ،‬حيث تتباين الجهة المصدرة لهذا الترخيص بحسب وصفها‪ ،‬فقد تصدر هذه‬

‫أمال مدين‪ ،‬المنشآت المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون عام‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2113 ،‬ص‪.19.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪SERGE ROCK Moukoko, Le plein contentieux special des installations classees, these en vue de l’obtention du grade‬‬
‫‪de doctorat, specialite droit des contentieux, Faculte de droit et economie et administration, universite paul verlaine-metz,‬‬
‫‪2009, P.18.‬‬
‫‪166‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الرخصة من الوزير المكلف بالبيئة والوزير المعني‪ ،‬أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي(‪ ،)1‬وقصد‬
‫الحصول على رخصة استغالل المؤسسة المصنفة وطبقا لقائمة المنشآت المصنفة يجب إعداد دراسة أو موجز‬
‫التأثير أو دراسة خطر على البيئة يعدان ويصادق عليهما حسب الشروط المحددة في التنظيم المعمول به‪ ،‬إضافة‬
‫إلى تحقيق عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم المعول به(‪.)2‬‬
‫وبمراجعة الشروط الواردة في المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي ‪ 008-70‬وتطبيقها على النشاطات المتعلقة‬
‫بقطاع المحروقات‪ ،‬من أجل الحصول على رخصة استغالل المنشأة المصنفة فإن المشرع الجزائري قد قام بتحديد‬
‫مضمون كل شرط في تنظيم محدد لذلك(‪ ،)3‬ومن خالل قائمة المنشآت المصنفة المحددة في ملحق المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،)4(022-70‬يتضح أن المشرع الجزائري قد ألزم المنشآت التي تقوم بنشاط مرتبط بقطاع المحروقات‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫لقد تم تنظيم دراسة التأثير على البيئة في قطاع المحروقات وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-78‬المحدد لشروط الموافقة على‬ ‫(‪)3‬‬

‫دراسات التأثير في البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬وفيما يخص موجز التأثير فقد تم تنظيمه في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬المحدد‬
‫لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسات وموجز التأثير في البيئة‪ ،‬أما دراسات الخطر فيتم إعدادها وفقا للمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 19-15‬المحدد لكيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات‪ ،‬وفيما يخص التحقيق العمومي في‬
‫قطاع المحروقات فقد تم تحديده في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203 -78‬السالف الذكر‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 022-70‬المتضمن قائمة المؤسسات المصنفة‪ ،‬ضمن الملحق المتصل به‪ ،‬وبعد عملية البحث‬ ‫(‪)4‬‬

‫عن مختلف المنشآت المصنفة والتي تمارس نشاطا متعلقا باألنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات أو تستعمل مواد تعتمد على معالجة‬
‫المحروقات فإننا نجد األنشطة التالية‪ :‬الرمز‪ ،0020 :‬النشاط‪ :‬السوائل القابلة لالشتعال (الصناعة‪ ،‬منها معالجة البترول ومشتقاته‪،‬‬
‫إزالة الكبريت)‪ ،‬طبيعة الرخصة‪ :‬تخضع لرخصة و ازرية‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي‪ :‬يتم على مسافة ‪ 2‬كلم‪ ،‬الدراسة الواجب‬
‫الخضوع لها ‪ :‬تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر‪.‬‬
‫الرمز ‪ ،0007‬النشاط‪ :‬الغازات القابلة لالشتعال (صناعة)‪ ،‬الكمية الممكن تواجدها في المنشأة‪ :‬تفوق أو تساوي ‪ 377‬طن‪،‬‬
‫طبيعة الرخصة‪ :‬تخضع لرخصة و ازرية‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي‪ :‬يتم على مسافة ‪ 2‬كلم‪ ،‬الدراسة الواجب الخضوع لها‪ :‬تخضع‬
‫إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر أما في حالة الكمية اقل من ‪ 377‬طن‪ ،‬طبيعة الرخصة‪ :‬تخضع لرخصة والئية‪ ،‬مجال‬
‫نشر التحقيق العمومي‪ 2 :‬كلم‪ ،‬الدراسة الواجب الخضوع لها‪ :‬تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر‪.‬‬
‫الرمز ‪ ،0000‬النشاط خزان ومخازن الغاز المضغوط التي تحتوي على غازات قابلة لالشتعال‪ ،‬الكمية الممكن تواجدها في‬
‫المنشأة ‪ :‬تفوق أو تساوي ‪ 377‬طن‪ ،‬طبيعة الرخصة‪ :‬تخضع لرخصة و ازرية‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي‪ :‬يتم على مسافة ‪ 2‬كلم‪،‬‬
‫الدراسة الواجب الخضوع لها‪ :‬تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر‪ ،‬أما في حالة الكمية تفوق أو تساوي ‪ 07‬طن واقل‬
‫من ‪ 377‬طن‪ ،‬طبيعة الرخصة‪ :‬تخضع لرخصة والئية‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي‪ :‬يتم على مسافة ‪ 3‬كلم‪ ،‬الدراسة الواجب‬
‫الخضوع لها‪ :‬تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر‪ ،‬أما في حالة الكمية تفوق أو تساوي ‪ 0‬طن واقل من ‪ 07‬طن‪،‬‬
‫طبيعة الرخصة‪ :‬تخضع لرخصة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي‪ :‬ال تخضع للنشر العمومي‪ ،‬الدراسة‬
‫الواجب الخضوع لها‪ :‬تخضع إلى موجز التأثير وتقرير عن المواد الخطرة‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫أو تستعمل مواد متعلقة بالمحروقات ضرورة الحصول على رخصة استغالل للمنشآت المصنفة والتي تحتوي بدورها‬
‫على الشروط التي حددتها المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي ‪ 020-70‬والمادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.198-16‬‬
‫‪.3‬إجراءات الحصول على رخصة المؤسسات المصنفة‬
‫تمنح رخصة المؤسسات المصنفة وفق إجراءات حددها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬إيداع طلب الحصول على رخصة المؤسسات المصنفة‬
‫طلب رخصة المؤسسات المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا (‪ ،)2‬مرفقا بجملة من الوثائق تم‬ ‫(‪)1‬‬
‫يتم إرسال‬
‫تحديدها في المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،198-16‬حيث يتضمن الملف رخصة استغالل المؤسسة‬
‫المصنفة جميع المعلومات المتعلقة بصاحب المشروع من اسمه ولقبه وعنوانه‪ ،‬أو اسم الشركة والشكل القانوني‬
‫وعنوان مقر الشركة وكذا صفة موقع الطلب حال تقديمه من طرف شخص معنوي(‪.)3‬‬

‫الرمز ‪ ،0008‬النشاط تمييع أو تغوير المحروقات المعدنية الصلبة (منشأة)‪ ،‬الكمية الممكن تواجدها في المنشأة ‪ :‬تفوق أو‬
‫تساوي ‪ 07‬طن‪ ،‬طبيعة الرخصة ‪ :‬تخضع لرخصة و ازرية‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي ‪ :‬يتم على مسافة ‪ 3‬كلم‪ ،‬الدراسة الواجب‬
‫الخضوع لها ‪ :‬تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر‪.‬‬
‫الرمز ‪ ، 0020‬النشاط السوائل القابلة لالشتعال (الصناعة‪ ،‬منها معالجة البترول ومشتقاته‪ ،‬غزالة الكبريت)‪ ،‬الكمية الممكن‬
‫تواجدها في المنشأة‪ :‬دون تحديد الكمية‪ ،‬طبيعة الرخصة ‪ :‬تخضع لرخصة و ازرية‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي‪ :‬يتم على مسافة ‪2‬‬
‫كلم‪ ،‬الدراسة الواجب الخضوع لها ‪ :‬تخضع إلى دراسة التأثير على البيئة ودراسة الخطر‪.‬‬
‫الرمز ‪ ،3000‬النشاط النفط (استغالل ونقل)‪ ،‬الكمية الممكن تواجدها في المنشأة ‪ :‬دون تحديد الكمية‪ ،‬طبيعة الرخصة ‪:‬‬
‫تخضع لرخصة و ازرية‪ ،‬مجال نشر التحقيق العمومي‪ :‬يتم على مسافة ‪ 0‬كلم‪ ،‬الدراسة الواجب الخضوع لها ‪ :‬تخضع إلى دراسة التأثير‬
‫على البيئة ودراسة الخطر‪ .‬وتجدر اإلشارة أن قائمة المنشآت المصنفة لحامية البيئة الواردة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،022-70‬قد تم‬
‫تحديد مختلف أشكال نشاطاتها عبر ‪ 80‬صفحة ضمن الجريدة المتضمنة المرسوم التنفيذي رقم ‪.022-70‬‬
‫تضمنت المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 008-70‬مصطلح إيداع طلب رخصة المؤسسة المصنفة ولم تحدد الجهة التي يتم‬ ‫(‪)1‬‬

‫إيداع الملف على مستواها‪ ،‬أما فيما يخص المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 008-70‬فتضمن مصطلح إرسال ملف رخصة‬
‫المؤسسة المصنفة إلى الوالي المختص إقليميا‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫كما بينت المادة ‪ 8‬انه يتضمن الملف تحديدا لموقع المؤسسة المزمع إنشاؤها في خريطة يتراوح مقياسها بين ‪1/25.111‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫و‪ ،1/51.111‬وكذا مخطط الوضعية بمياس ‪ 1/2.511‬لجوار المؤسسة إلى غاية مسافة تساوي على األقل ‪ 1/11‬من مساحة التعليق‬
‫المحددة في قائمة المنشآت المصنفة دون أن تقل عن مائة متر وذلك بتحديد جميع البنايات مع مخططاتها وطرق السكة الحديدية‬
‫والطرق العمومية ونقاط الماء وقنواته وسواقيه‪ .‬إضافة إلى مخطط إجمالي مقياسه ‪ 1/211‬يتضمن تخصيص األراضي والبنايات‬
‫المجاورة وكذا رسم شبكات الطرق المختلفة الموجودة ‪ .‬كما يبين اإلجراءات التي تزمع المؤسسة المصنفة القيام بها إلى غاية خمسة‬
‫وثالثين متر على األقل من المؤسسة‪ .‬إضافة إلى حجم النشاطات التي اقترح صاحب المشروع ممارستها وكذا فئة أو فئات قائمة‬
‫المنشآت المصنفة التي تصنف المؤسسة‪ ،‬ومناهج التصنيع التي ينفذها والمواد التي يستعملها و المنتجات التي يصنعها‪.‬‬
‫‪168‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تم تحديد وصفها‬ ‫ويخضع الطلب المودع لدراسة أولية من طرف اللجنة الوالئية للمنشات المصنفة‬
‫في المادة ‪ 28‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،198-16‬والتي تم دراستها في المطلب األول من هذا المبحث‪.‬‬
‫ب‪ .‬تسليم الموافقة المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة‬
‫تنتهي مرحلة إيداع الطلب بالحصول على مقرر من طرف اللجنة يتضمن منح الموافقة المسبقة إلنشاء‬
‫المؤسسة المصنفة‪ ،‬والذي يتم إصداره بعد دراسة ملف الطلب المودع(‪ ،)2‬ووفقا للمادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 198-16‬فإن هذا المقرر يعد إجراءا ضروريا لصاحب المشروع يسمح له بالبدأ في أشغال بناء مؤسسته‪.‬‬
‫ج‪ .‬تسليم رخصة المؤسسة المصنفة وتعليقها وسحبها‬
‫تتوج زيارة اللجنة للموقع عند إتمام انجاز المؤسسة المصنفة بمنح رخصة استغالل المؤسسة المصنفة‪،‬‬
‫حيث تهدف الزيارة إلى التأكد من مطابقة الوثائق المدرجة في الطلب ولنص الموافقة المسبقة‪ ،‬ويتم تسليم رخصة‬
‫استغالل المؤسسة المصنفة بالنظر إلى الصنف الذي تنتمي إليه‪ ،‬حيث تتم بموجب قرار وزاري مشترك بين الوزير‬
‫المكلف بالبيئة والوزير المعني بالنسبة للمؤسسات من الفئة األولى‪ ،‬وبموجب قرار من الوالي المختص إقليميا‬
‫بالنسبة للمؤسسات من الفئة الثانية(‪ ،)3‬وفقا للمادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي ‪ 198-16‬فإن قرار رخصة استغالل‬
‫المؤسسة المصنفة يتضمن أحكام تقنية تهدف إلى الوقاية من التلوث واألضرار واألخطار التي تطرحها المؤسسة‬
‫المصنفة في البيئة وتخفيفها و‪/‬أو إزالتها‪ ،‬وتكلف اللجنة الوالئية بمراقبة مطابقة المؤسسات المصنفة للتنظيم المطبق‬
‫عليها وفق برنامج مراقبة(‪.)4‬‬
‫وينتج كل معاينة لوضعية غير مطابقة للتنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة في مجال حماية البيئة‬
‫ولإلحكام التقنية الواردة في قرار منح رخصة االستغالل تحرير محضر يبين األفعال المجرمة حسب طبيعة وأهمية‬
‫هذه األفعال‪ ،‬حيث يمنح أجل من أجل تسوية وضعية المؤسسة وفي حالة عدم االستجابة تعلق رخصة استغالل‬
‫المؤسسة المصنفة‪ ،‬وبمرور ستة أشهر في حالة عدم مطابقة المستغل لمؤسسته تسحب رخصة استغالل المؤسسة‬
‫المصنفة(‪.)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬و المادة ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ثانيا ‪ :‬رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات‬


‫حدد المشرع الجزائري عبر مجموعة النصوص التنظيمية المتعلقة بمنح مختلف الرخص المرتبطة بنشاطات‬
‫قطاع المحروقات ضرورة توافر مجموعة الشروط التقنية قصد الحصول على الرخصة أو االمتياز لممارسة هذه‬
‫النشاطات‪ ،‬حيث أنه بمراجعة مضمون المؤهالت التقنية الخاصة لكل نشاط على حدا يتضح إدراج ضرورة توفر‬
‫مؤهالت تقنية مرتبطة بحماية البيئة كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬رخص التنقيب وعقود البحث واستغالل المحروقات‬
‫وفقا للمادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 302-70‬فإنه للحصول على رخصة التنقيب يجب أن يثبت مقدم‬
‫الطلب كفاءات تقنية ومالية أكيدة وضرورية للقيام بأشغال التنقيب على أكمل وجه‪ ،‬وبين الملحق (ب) من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 082-70‬الجوانب التقنية المشروطة لذلك‪ ،‬حيث ألزم كل مرشح يسعى للحصول على االنتقاء األولي‬
‫أن يقدم بيانا مفصال عن طاقته وتجربته‪ ،‬كما يحدد قدراته في التكفل بالتحديات الخصوصية على الصعيد‬
‫البيئي(‪ ،)1‬وصفا لطاقته وخبرته في تسيير النظافة واألمن البيئي(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬رخص إنجاز منشآت نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها‪.‬‬
‫أخضع المرسوم التنفيذي رقم ‪ 02-02‬كل انجاز لمنشآت نقل المنتجات البترولية إلى رخصة تسلم من‬
‫طرف سلطة ضبط المحروقات(‪ ،)3‬وألزم كل طالب لها بتقديم ملف إداري‪ ،‬وملف تقني تم تحديد مكونات كل منهما‬
‫بملحقين متصلين بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-02‬ويجب أن يتضمن الملف كل من دراسة التأثير في البيئة‬
‫ومخطط التسيير البيئي ودراسة األخطار الموافق عليها طبقا للتنظيم المعمول به(‪ ،)4‬وفيما يخص إجراء الحصول‬
‫على رخصة استغالل منشئات نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب فقد أخضعت لنظام رخصة االستغالل التي‬
‫تخضع بدورها إلى التنظيم المعمول به على أساس رخصة الشروع في اإلنتاج المسلمة من سلطة ضبط المحروقات‬
‫التي تستوجب ضرورة المطابقة لملف الصحة واألمن الصناعي والبيئة‪ ،‬وكذا التجارب الخاصة بأنظمة الوقاية‬
‫والحماية والتدخل المتعلقة بالتحكم في األخطار التي تؤثر في األشخاص والبيئة والمنشئات(‪ ،)5‬وكذا الشروط‬
‫المتعلقة بمطابقة هذه المنشآت للتنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة(‪.)6‬‬

‫أنظر الفقرة أ‪ 0-‬و‪ 3‬من الملحق (ب) من التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر الفقرة أ‪ 2-‬من الملحق (ب) من التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-02‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر الملحق ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-02‬المتضمن مكونات الملف التقني‪ ،‬لطلب رخصة االنجاز أو التحويل لمنشاة‬ ‫(‪)4‬‬

‫نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب‪.‬‬


‫المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المواد ‪ 00‬و‪ 03‬و‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .3‬منح امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب وسحبه‬


‫بينت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،223-70‬المحدد إلجراءات منح امتياز نقل المحروقات بواسطة‬
‫األنابيب وسحبه أن منح امتياز النقل يتم بقرار من الوزير المكلف بالمحروقات‪ ،‬حيث يرفق الطلب وفقا للملحق‬
‫األول المتصل بالمرسوم بدراسة تأثير في البيئة‪ ،‬إضافة إلى دراسة خطر‪ ،‬وتقوم سلطة ضبط المحروقات بدراسة‬
‫أولية للطلب‪ ،‬حيث أن اكتمال الملف يسمح لسلطة ضبط المحروقات بتقديم دفتر الشروط الذي يحدد حقوق‬
‫والتزامات المستفيد من االمتياز(‪ ،)1‬كما ألزمت المادة ‪ 00‬منه أن يتضمن دفتر الشروط مجموعة من البنود والتي‬
‫من ضمنها األثر على البيئة المتوقع من النشاط موضوع االمتياز‪.‬‬
‫‪ .4‬رخص إنجاز منشآت تكرير المحروقات وتخويلها واستغاللها‬
‫وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-02‬فقد ألزمت المادة ‪ 2‬منه إثر كل انجاز لمنشأة تكرير المحروقات أو‬
‫تحويلها تقديم طلب لسلطة ضبط المحروقات‪ ،‬مفروقا بملف تم تحديد مكوناته في الملحق األول المتصل بالمرسوم‪،‬‬
‫وبعد تحقق سلطة ضبط المحروقات من مطابق هذا الملف‪ ،‬تطلب منه تقديم ملف تكميلي تم تحديد مكوناته في‬
‫الملحق الثاني المتصل بالمرسوم(‪ ،)2‬وتضمنت مكونات الملف التكميلي (ملف تقني) والذي يعتبر ملفا مشتركا بين‬
‫نشاط التكرير أو نشاط تحويل المحروقات‪ ،‬إلزامية بيان طبيعة النفايات سواء أكانت صلبة أو سائلة أو غازية وكذا‬
‫طرق معالجتها‪ ،‬إضافة إلى بيان مخطط وضع المعدات وتخطيط سير السوائل المحبوسة‪ ،‬كما تضمن الملف‬
‫ضرورة إرفاقه بنسخة من دراسة التأثير في البيئة ونسخة من دراسة خطر المنشأة موافق عليهما طبقا للتشريع‬
‫والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬وكذا الموافقة المسبقة إلنجاز مؤسسة مصنفة لحماية البيئة‪ ،‬إضافة إلى ذلك فقد بينت المادة‬
‫‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-02‬أنه ال يمكن لصاحب الطلب الشروع في انجاز المنشأة دون أن يحصل‬
‫مسبقا على الرخص التنظيمية األخرى ومثال ذلك رخصة البناء(‪.)3‬‬
‫‪ .5‬رخصة ممارسة نشاط توزيع الوقود وتخزينه‬
‫بينت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬أن ممارسة نشاطات تخزين و‪/‬أو توزيع المواد البترولية‬
‫تخضع للموافقة المسبقة التي يصدرها الوزير المكلف بالمحروقات‪ ،‬ويشترط لذلك الحصول على اعتماد نهائي‬
‫يصدره الوزير المكلف بالمحروقات بعد إبداء رأي سلطة ضبط المحروقات(‪ ،)4‬وبينت المادة ‪ 0‬منه أن الحصول‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،223-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أبدى المشرع الجزائري وفقا لهذه األحكام تمي از من حيث اإلحاطة بمختلف الرخص من رخصة المؤسسات المصنفة‪ ،‬ورخصة البناء‬ ‫(‪)3‬‬

‫وكذا مختلف الدراسات البيئة من دراسة التأثير في البيئة‪ ،‬ودراسة الخطرن كما أشار وبصورة متمزة ألول مرة للنفيات وطرق عالجتها‬
‫وهو األمر الذي لم يسق أن إعتمده فيما يخص الرخص األخرى لباقي نشطات قطاع المحروقات‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الرخصة يستدعي تقديم ملف وفقا للملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي حيث يتضمن ملف االعتماد نسخ من‬
‫الرخص المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المتعلق بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬وبينت المادة ‪ 07‬من‬
‫الملحق الثالث من ذات المرسوم انه على موزع المنتجات البترولية أن يتعهد بالتطبيق الصارم للمقاييس المعمول‬
‫بها في مجال المحروقات خاصة المواصفات التقنية للمنتجات وتهيئة مستودعات تخزين المنتجات البترولية‬
‫واستغاللها والقواعد المطبقة فيما يخص األمن من أخطار الحريق ومحيطات الحماية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬رخصة البناء‬
‫بإستقراء القوانين المنظمة للعمران يتضح أن المشرع الجزائري لم يعطي تعريفا لرخصة البناء تاركا للفقه هذا‬
‫الدور‪ ،‬فتعرف على أنها ترخيص تمنحه اإلدارة يمنح بمقتضاه للشخص سواءا اكان طبيعيا أو معنويا الحق في‬
‫إقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم قبل البدئ في أعمال البناء مع مراعاة قواعد التهيئة والتعمير(‪ ،)1‬كما تعرف على‬
‫أنها ذلك القرار اإلداري الصادر من سلطة مختصة قانونا تمنح بموجبه للشخص الحق في البناء بمعناه الواسع طبقا‬
‫لقانون التهيئة العمرانية والتعمير(‪.)2‬‬
‫‪ .4‬رخصة البناء حال النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات‬
‫حدد القانون رقم ‪ 39-91‬المتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم (‪ ،)3‬مختلف القواعد العامة المتعلقة‬
‫بالتهيئة والتعمير السيما منها رخصة البناء وشهادة التعمير ورخصة التجزئة‪ ،‬وبينت المادة ‪ 76‬مكرر‪ 1‬منه أنه‬
‫يمنع الشروع في أشغال البناء أو انجازها بدون رخصة عالوة على ضرورة احترام المخططات البيانية التي سمحت‬
‫بالحصول على رخصة البناء(‪ ،)4‬وعلى اعتبار أن مختلف المشاريع المتعلقة بالمحروقات تستدعي مباشرة أشغال‬
‫بناء تختلف حسب طبيعة النشاط فإن األمر يقتضي احترام هذه المشاريع لقواعد التهيئة والتعمير السيما منها ما‬
‫تعلق برخصة البناء‪ ،‬حيث بينت المادة ‪ 52‬من القانون رقم ‪ 39-91‬أن رخصة البناء تشترط من أجل تشييد‬
‫البنايات الجديدة مهما كان استعمالها ولتمديد البنايات الموجودة ولتغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه أو‬
‫الواجهات وإلنجاز جدار صلب للتدعيم أو التسييج‪ ،‬حيث تحضر رخصة البناء وتسلم في األشكال وبالشروط‬
‫واآلجال التي يحددها التنظيم‪ ،‬وبين المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها‬

‫عفاف حبة‪" ،‬دور رخصة البناء في حماية البيئة والعمران"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬جامعة محمد خيض‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد السادس‪،2119 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪.207.‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ "،‬تسليم رخصة البناء في القانون الجزائري"‪ ،‬دراسات قانونية مجلة ‪ ،‬كلية الحقوق صفاقص‪ ،‬تونس‪ ،‬العدد‪،13‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ،2112‬ص‪.132.‬‬
‫قانون رقم ‪ 29-91‬مؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1991‬يتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،52‬صادر في ‪ 2‬ديسمبر ‪،1991‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫أضيفت هذه المادة بموجب القانون رقم ‪ 15-14‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2114‬يمعدل ويمتمم القانون رقم ‪ ، 29-91‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫عدد ‪ ،51‬صادر في ‪ 15‬أوت ‪.2114‬‬


‫‪172‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫والذي الغيت بموجبه أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)1(176-91‬أنه يشترط كل تشييد لبناية جديدية أو كل تحويل‬
‫لبناية تتضمن أشغالها تغيير مشتمالت األرضية والمقاس والواجهة واإلستعمال والهيكل الحامل للبناية والشبكات‬
‫المشتركة العابرة للملكية ‪ ،‬حيازة رخصة بناء(‪ ،)2‬كما بينت المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 39-91‬أنه يجب أن تصمم‬
‫المنشآت والبنايات ذات االستعمال المهني والصناعي بكيفية تمكن من تفادي رمي النفايات الملوثة وكل العناصر‬
‫الضارة خارج الحدود المنصوص عليها في التنظيم‪.‬‬
‫‪ .2‬إجراءات الحصول على رخصة البناء‬
‫بعد إستيفاء‬ ‫سبق اإلشارة إلى أن الترخيص يعد إذنا تصدره اإلدارة المختصة لمارسة نشاط معين‬
‫وللحصول على رخصة البناء ألزم المشرع الجزائري‬ ‫(‪)3‬‬
‫ااإلجراءات القانونية‪ ،‬وبذلك يعد أحد وسائل الضبط اإلداري‬
‫المرور بجملة من الخطوات كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬إيداع طلب الحصول على رخصة البناء‬
‫يودع طلب رخصة البناء أو الهدم بمقر المجلس الشعبي البلدي المعني(‪ ،)4‬غير أن المرسوم التنفيذي الجديد‬
‫رقم ‪ ،19-15‬بين من خالل المادة ‪ 45‬منه أنه يرسل طلب رخصة البناء والملفات المرفقة به إلى رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي لمحل وجود قطعة األرض في ثالث نسخ بالنسبة لمشاريع السكنات الفردية‪ ،‬وفي ثماني نسخ بالنسبة‬
‫لبقية المشاريع التي تحتاج إلى رأي مسبق للمصالح العمومية‪ ،‬حيث يسجل تاريخ إيداع الطلب في وصل يسلمه‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي في نفس اليوم بعد التحقق من الوثائق الضرورية التي ينبغي أن تكون مطابقة لتشكيل‬
‫الملفات على النحو المنصوص عليه‪ ،‬ويتناول تحضير الطلب مدى مطابقة مشروع البناء لتوجهات مخطط شغل‬
‫األراضي‪ ،‬وفي حالة انعدام ذلك التعليمات المنصوص عليها تطبيقا لألحكام المتعلقة بالقواعد العامة للتهيئة‬
‫والتعمير‪ ،‬وبهذا الصدد ينبغي أن يراعى التحضير موقع البناية أو البنايات المبرمجة ونوعها‪ ،‬ومحل إنشائها‬
‫وخدماتها وحجمها ومظهرها العام وتناسقها مع المكان اعتبار لتوجهات التعمير واالرتفاقات اإلدارية والتجهيزات‬
‫العمومية والخاصة الموجودة أو المبرمجة‪ ،‬كما يجب أن يراعي التحضير مدى احترام األحكام التشريعية والتنظيمية‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 176-91‬مؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ ،1991‬يحدد كيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة التقسيم‬ ‫(‪)1‬‬

‫ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،26‬صادر في ‪ 1‬جوان ‪ ،1991‬المعدل‬
‫والمتمم‪(،‬ملغى)‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 41‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫نورة موسى‪" ،‬المسؤولية الإلدارية والوسائل القانونية لحماية البيئة"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫(‪)3‬‬

‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،34،2114‬ص‪.382.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 61‬من القانون رقم ‪ ،29-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المعمول بها بها في ميدان األمن والنظافة‪ ،‬والبناء والفن الجمالي‪ ،‬وفي مجال حماية البيئة والمحافظة على‬
‫االقتصاد الفالحي(‪.)1‬‬
‫وألزمت المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 29-91‬أن توضع مشاريع البناء الخاضعة لرخص البناء من قبل‬
‫مهندس معماري معتمد‪ ،‬ويجب أن يضع المهندس المعماري التصاميم والوثائق التي تعرف بموقع المشروع وتنظيمه‬
‫وحجمه ونوع الواجهات‪ ،‬وكذا مواد البناء‪ ،‬واأللوان المختارة التي تبرز الخصوصيات المحلية والحضارية للمجتمع‬
‫الجزائري‪ ،‬وتحتوي الدراسات التقنية خصوصا على الهندسة المدنية للهياكل‪ ،‬وكذا قطع األشغال الثانوية(‪.)2‬‬
‫وبينت المادة ‪ 44‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬أن الوثائق المتعلقة بالتصميم المعماري وبدراسات‬
‫الهندسة المدنية المرفقة بطلب رخصة البناء تعد باإلشتراك بين مهندس معماري‪ ،‬ومهندس في الهندسة المدنية الذين‬
‫يمارسان مهنتيهما حسب اإلجراءات القانونية المعمول بها وتؤشر من طرفيهما طبقا ألحكام المادة ‪ 55‬من القانون‬
‫‪.29-91‬‬
‫ب‪ .‬مضمون ملف طلب رخصة البناء‬
‫يجب على المالك وموكله والمستأجر لديه المرخص له قانونا أو الهيئة والمصلحة المخصصة لها قطعة‬
‫األرض والبناية أن يتقدم بطلب رخصة البناء‪ ،‬وفق النموذج المحدد بالتوقيع عليه‪ ،‬ويجب أن يقدم صاحب الطلب‬
‫لدعم طلبه نسخة من العقد اإلداري المتضمن تخصيص قطعة األرض ونسخة من القانون األساسي إذا كان المالك‬
‫وموكله شخصا معنويا(‪.)3‬‬
‫كما يرفق الطلب بملف إداري يحتوي على قرار السلطة المختصة الذي يرخص بإنشاء وتوسيع مؤسسات‬
‫صناعية وتجارية مصنفة في فئات المؤسسات الخطرة وغير الصحية والمزعجة‪ ،‬وكذا شهادة قابلية االستغالل‬
‫المسلمة وفقا لألحكام القانونية(‪ ،)4‬إضافة إلى ملف متعلق بالهندسة المعمارية والذي يحتوي جملة من المخططات‬

‫أنظر المادة ‪ 46‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن مضمون هذه المادة يتوافق مع نص المادة ‪38‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫من المرسوم تنفيذي رقم ‪ 176-91‬الملغى‪ ،‬حيث شمل التعديل عبارة الخدمات اإلدارية والتي أصبحت واالرتفاقات اإلدارية والتجهيزات‬
‫العمومية والخاصة الموجودة أو المبرمجة فقط ‪.‬‬
‫عدلت هذه المادة بموجب القانون رقم ‪ 15-14‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪.29-91‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 42‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 43‬فقرة ‪ 4‬و‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪ .‬وما يالحظ في هذا السياق أن المشرع أورد عبارة‬ ‫(‪)4‬‬

‫مؤسسات صناعية وتجارية مصنفة في فئات المؤسسات الخطرة وغير الصحية والمزعجة‪ ،‬وهو ما ال يتوافق مع تصنيف المؤسسات‬
‫المصنفة لحماية البيئة الواردة في المرسوم التنفيذي ‪ 198-16‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ومعلومات متعلقة بالقطعة األرضية(‪ ،)1‬وملف تقني يحتوي على معلومات تقنية متعلقة بمضمون النشاطات المرتبطة‬
‫بالبناية(‪.)2‬‬
‫وما يمكنه تسجيله في هذا السياق هو عدم ذكر المشرع الجزائري ألي نوع من الدراسات البيئة سواء موجز‬
‫أو دراسة التأثير في البيئة‪ ،‬وكذا دراسة الخطر‪ ،‬حيث يمكن التنويه إلى أن المشرع أشار ضمن النصوص القانونية‬
‫المرجعية إلى كل من القانون رقم ‪ ،11-13‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى‬
‫وكيفيات المصادقة على دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬حيث أنه بالبحث ضمن أحكام التنظيم الجديد‬
‫المتعلق بعقود التعمير يتضح اعتماد دراسة التأثير في البيئة ضمن المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪19-15‬‬
‫والتي تضمنت أحكاما خاصة بالملف المرفق بطلب الحصول على رخصة التجزئة‪ ،‬حيث أن هذه الرخصة تشترط‬
‫لكل عملية تقسيم ملكية عقارية واحدة أو عدة ملكيات مهما كان موقعها إلى قطعتين أو عدة قطع إذا كان يجب‬

‫أنظر المادة ‪ ،43‬ثانيا من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪ .‬ويحتوي الملف على مخطط الموقع على سلم مناسب‬ ‫(‪)1‬‬

‫يسمح بتحديد موقع المشروع‪ ،‬ومخطط الكتلة وفق سلم يتغير بحسب مساحة قطعة األرض‪ ،‬وبيان حدود القطعة األرضية ومساحتها‬
‫وتوجهها ورسم االسيجة عند االقتضاء‪ ،‬ومنحنيات المستوى أو مساحة التسطيح والمقاطع التخطيطية للقطعة األرضية‪ ،‬ونوع طوابق‬
‫البنايات المجاورة وارتفاعها وعددها وكذا البنايات الموجودة والمبرمجة على القطعة الرضية وبيان شبكات التهيئة الموصلة بالقطع‬
‫األرضية ومواصفاتها الرئيسية ونقاط وصل شبكة الطرق والقنوات المبرمجة‪ ،‬والتصاميم المختلفة وفق مستويات تختلف حسب مساحة‬
‫القطعة األرضية بالنسبة لباقي البنايات ببيان توزيعاتها الداخلية لمختلف مستويات البناية والمحالت التقنية والواجهات واالسيجة‬
‫والمقاطع الترشيدية والصور ثالثية األبعاد التي تسمح بتحديد موقع المشروع في محيطه القريب‪ ،‬كما يتضمن هذا الملف كشف وصفي‬
‫وتقديري لألشغال وآجال اإلنجاز‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 43‬ثالثا من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪ .‬باستثناء المشاريع المرتبطة بالسكنات الفردية يجب إرفاق‬ ‫(‪)2‬‬

‫المذكرة بالرسوم البيانية الضرورية‪ ،‬والبيانات المتعلقة بعدد العامل‪ ،‬وطاقة استقبال كل محل‪ ،‬وطريقة بناء األسقف‪ ،‬ونوع المواد‬
‫المستعملة‪ ،‬ووصف مختصر ألجهزة التموين بالكهرباء والغاز والتدفئة والتوصيل بالمياه الصالحة للشرب والتطهير والتهوئة‪ ،‬وتصاميم‬
‫شبكات صرف المياه المستعملة‪ ،‬ووصف مختصر لهيئات إنتاج المواد االولية والمنتجات المصنفة وتحويلها وتخزينها بالنسبة للبنايات‬
‫الصناعية ‪ ،‬والوسائل الخاصة بالدفاع والنجدة من الحرائق‪ ،‬ونوع المواد السائلة والصلبة والغازية وكمياتها المضرة بالصحة العمومية‬
‫وبالزراعة والمحيط الموجودة في المياه المستعملة المصروفة وانبعاث الغازات وأجهزة المعالجة والتخزين‪ ،‬ومستوى الضجيج المنبعث‬
‫بالنسبة للبنايات ذات االستعمال الصناعي والتجاري والمؤسسات المخصصة الستقبال الجمهور‪ ،‬كما يتضمن الملف التقني تقري ار يعده‬
‫ويوقعه مهندس معماري معتمد في الهندسة المعمارية يوضح تحديد ووصف الهيكل الحامل للبناية‪ ،‬وتوضيح أبعاد المنشآت والعناصر‬
‫التي تكون الهيكل وتصاميم الهياكل على نفس سلم تصاميم ملف الهندسة المعمارية‪ ،‬وما يمكن تسجيله في هذه النقطة هو مضمون‬
‫التصاميم والمعلومات التي يقوم بها المهندس المعماري والتي تتضمن معلومات تقنية دقيقة متعلقة بالمواد الكيميائية‪ ،‬وكذا الغازات‬
‫وأجهزة المعالجة المتعلقة بها‪ ،‬والمنتجات المصنفة ونوع المواد السائلة والصلبة والغازية المضرة بالصحة العمومية وبالزراعة والمحيط‪،‬‬
‫والتي يبدو انهها تستدعي القيام بها من مكاتب دراسات مختصة مما تفتح االستفهام أمام اختصاص المهندس المعماري في هذا‬
‫السياق‪ ،‬السيما حال الصناعة البترولية التي تتطلب منشآت خاصة عالوة على تنوع منتجاتها‪ ،‬والتي عادة ما يتخصص في هذا مجال‬
‫البتروكمياء ضمن فروع علمية مستقلة على مستوى الجامعات‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫استعمال إحدى القطع الناتجة عن هذا التقسيم لتشييد بناية(‪ ،)1‬ولزم المشرع أن يضمن ملف رخصة التجزئة مذكرة‬
‫توضح التدابير المتعلقة بطرق المعالجة المخصصة التنقية للمياه الراسبة الصناعية من جميع المواد السائلة أو‬
‫الصلبة أو الغازية المضرة بالصحة العمومية‪ ،‬والزراعة والبيئة‪ ،‬والمعالجة المخصصة لتصريف الدخان وانتشار‬
‫الغازات من جميع المواد الضارة بالصحة العمومية‪ ،‬وتحديد مستوى الضجيج وانبعاث الطفيليات الكهرومغناطيسية‬
‫بالنسبة لألراضي المجزأة المخصصة لالستعمال الصناعي‪ ،‬ودراسة التأثير في البيئة عند االقتضاء‪ ،‬وما يالحظ في‬
‫هذا السياق اعتماد مصلح عند "االقتضاء" حيث لم يتم تحديد الحاالت التي تشترط فيها هذه الدراسة بصورة‬
‫واضحة‪.‬‬
‫ج‪ .‬تسليم رخصة البناء‬
‫يكون تسليم رخص البناء الخاصة بالمشاريع المرتبطة بالتجهيزات العمومية والخاصة ذات المنفعة الوطنية‪،‬‬
‫وكذا مشاريع األشغال والبنايات والمنشآت المنجزة لحساب الدولة األجنبية أو المنظمات الدولية ومؤسساتها‬
‫العمومية‪ ،‬وأصحاب االمتياز‪ ،‬وكذا المنشآت المنتجة والناقلة والموزعة والمخزنة للطاقة من اختصاص الوزير‬
‫المكلف بالعمران(‪ ،)2‬وبينت المادة ‪ 49‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬أنه عندما يكون تسليم رخصة البناء من‬
‫اختصاص الوزير المكلف بالعمران‪ ،‬يرسل رئيس المجلس الشعبي البلدي ملف الطلب مرفقا برأي مصالح التعمير‬
‫التابعة للبلدية في سبع نسخ إلى مصلحة الدولة المكلفة بالعمران‪ ،‬قصد إبداء رأي المطابقة وذلك في أجل ثمانية‬
‫أيام الموالية لتاريخ إيداع الطلب‪ ،‬حيث يتم تحضير الملف من طرف الشباك الوحيد للوالية‪ ،‬والذي يرسل بدوره نسخة‬
‫من الملف إلى المصالح التي يتم استشارتها(‪ )3‬بمناسبة ذلك(‪.)4‬‬
‫وتجمع المصلحة المختصة المكلفة بتحضير طلب رخصة البناء لكي تفصل باسم السلطة المختصة‬
‫الموافقات واآلراء تطبيقا لألحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها لدى األشخاص العموميين أو المصالح‪ ،‬أو عند‬
‫االقتضاء لدى الجمعيات المعنية بالمشروع‪ ،‬ويعد األشخاص العموميون والمصالح أو الجمعيات عند االقتضاء‬
‫الذين تمت استشارتهم‪ ،‬ولم يصدروا ردا في أجل ثمانية أيام ابتداء من تاريخ استالم طلب الرأي‪ ،‬كأنهم أصدروا رأيا‬
‫بالموافقة بعد تذكير مدته ثمان وأربعون ساعة بالنسبة للمشاريع الصناعية المستقبلة للجمهور والمشاريع التي تراعى‬
‫فيها ضوابط األمن في الدرجة االولى فيما يخص معالجة الملفات(‪.)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 49‬فقرة ‪ 6‬و‪ 9‬و‪11‬و ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 49‬فقرة ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫تم دراسة تشكيلة هذا الشباك ودوره في المطلب األول من هذا المبحث من الدراسة‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 47‬فقرة ‪ 1‬و‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪ .‬ويجدر التنويه أن المشرع استعمل كلمة الملفات في‬ ‫(‪)5‬‬

‫أخر الفقرة الثانية من هذه المادة ويبدو أن األصح هو كلمة النفايات‪.‬‬


‫‪176‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويستشار بصفة خاصة كأشخاص عموميين كل من مصالح الدولة المكلفة بالعمران على مستوى الوالية‬
‫ومصالح الحماية المدنية لتشييد بنايات ذات طابع صناعي أو تجاري‪ ،‬وبصفة عامة كل بناية تستعمل الستقبال‬
‫الجمهور وكذا بالنسبة لتشييد بنايات سكنية هامة التي يمكن أن تكون موضوع تبعات خاصة‪ ،‬السيما فيما يتعلق‬
‫بمحاربة الحريق‪ ،‬كما تستشار المصالح المختصة باألماكن واآلثار التاريخية والسياحية‪ ،‬عندما تكون مشاريع‬
‫البنايات موجودة في مناطق أو مواقع مصنفة في إطار التشريع المعمول به‪ ،‬ويستشار أيضا كل من مصلحة الدولة‬
‫المكلفة بالفالحة على مستوى الوالية ومصلحة الدولة المكلفة بالبيئة على مستوى الوالية(‪.)1‬‬
‫ويتم تبليغ صاحب الطلب بالقرار المتضمن رخصة البناء مرفقا بنسخة من الملف المتضمن التأشيرة على‬
‫التصاميم المعمارية من طرف المديرية العامة للتعمير والهندسة المعمارية على مستوى الو ازرة المكلفة بالعمران في‬
‫حالة تسليم الرخصة من طرف الوزير المكلف بالعمران‪ ،‬وتوضع نسخة مؤشر عليها تحت تصرف الجمهور بمقر‬
‫المجلس الشعبي البلدي(‪ ،)2‬ويرخص لكل شخص معني باإلطالع على الوثائق البيانية لملف الطلب وذلك إلى غاية‬
‫انقضاء أجل سنة وشهر(‪.)3‬‬
‫يتضح مما سبق فيما يخص استشارة الجمعيات أن المشرع قد اعتمد عبارة الجمعيات المعنية بالمشروع‪ ،‬وما‬
‫يالحظ على هذه العبارة أنها اتسمت بصفة العمومية بحيث لم يتم تحديد أشكال الجمعيات وانما ربط شكل الجمعية‬
‫بطبيعة المشروع‪ ،‬وهو ما يطرح تساؤال حول وجود جمعيات متعلقة بالنشاطات المتعلقة بالمحروقات‪ ،‬كما أن المشرع‬
‫قد اعتمد كذلك استشارة المتعلقة بالبيئة كجهة مساهمة في اتخاذ قرار منح التأشيرة عبر آلية االستشارة وهو الشيء‬
‫الذي لم يعتمده من قبل في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 167-91‬الملغى‪ ،‬وبذلك فقد انتظر المشرع حتى سنة ‪ 2115‬من‬
‫اجل اقرار ذلك وهو ما فوت فرصة الرأي االستشاري لهذه المصلحة بالنسبة لمشاريع البناء المرتبطة بنشاطات‬
‫قطاع المحروقات منذ صدور قانون المحروقات سنة ‪ ،2115‬ورغم ذلك يمكن التنويه إلى أن المشرع لم يحدد‬
‫طبيعة االستشارة من حيث مدى إلزاميتها‪ ،‬حيث لم يتضح أثرها على صدور قرار منح رخصة البناء‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 47‬فقرة ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪ .‬وما يالحظ فيما يخص أحكام هذه‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة بمقارنتها بالمادة المادة ‪ 39‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 176-91‬الملغى أنها تتوافق معها إلى حد بعيد حيث يظهر االختالف‬
‫فيما يخص اآلجال التي قلصت من أجل شهر واحد في المرسوم التنفيذي الملغى إلى ثماني أيام‪ ،‬إضافة إلى اعتماد مصلحة الدولة‬
‫المكلفة بالبيئة على مستوى الوالية في المرسوم التنفيذي الجديد‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 55‬فقرة ‪ 4‬و‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 56‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ه‪.‬انتهاء أشغال البناء‬


‫يجب على المالك أو صاحب المشروع أن يشعر المجلس الشعبي البلدي بانتهاء البناء لتسليم له شهادة‬
‫المطابقة(‪ ،)1‬حيث يتم عند انتهاء أشغال البنايات إثبات مطابقة األشغال مع رخصة البناء بشهادة مطابقة تسلم‬
‫حسب الحالة من رئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي(‪ ،)2‬وأكدت المادة ‪ 64‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪19-15‬‬
‫أن تسليم رخصة المطابقة يكون من اختصاص المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا بالنسبة لرخص البناء‬
‫المسلمة من طرفه أو من الوالي أو من طرف الوزير المكلف بالعمران‪ ،‬وتقوم شهادة المطابقة مقام رخصة السكن أو‬
‫ترخيص باستقبال الجمهور أو المستخدمين إذا كان البناء مخصصا لوظائف اجتماعية وتربوية أو للخدمات و‬
‫الصناعة أو التجارة‪ ،‬مع مراعاة األحكام التشريعية والتنظيمية في ميدان استغالل المؤسسات الخطرة و غير المالئمة‬
‫أو غير الصحية(‪.)3‬‬
‫وفي حالة إنجاز أشغال بناء تنتهك بصفة خطيرة األحكام القانونية والتنظيمية السارية المفعول في مجال‬
‫التهيئة والتعمير يمكن للسلطة اإلدارية أن ترفع دعوى أمام القضاء المختص من أجل األمر بوقف األشغال طبقا‬
‫إلجراءات القضاء االستعجالي(‪.)4‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫مبدأ الملوث الدافع‬

‫تعد الجباية البيئة إحدى أهم الوسائل التي تعتمدها السلطة العامة من أجل الحد من آثار التلوث حيث يعبر‬
‫عنها بالضرائب الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية‪ ،‬والتي تتمثل في واقع األمر في شكل اقتطاعات نقدية إجبارية‬
‫تدفع للخزينة العمومية أو صناديق وطنية محددة قانونا مخصصة لحماية البيئة(‪.)5‬‬
‫ويعتبر مبدأ الملوث الدافع من بين أهم المبادئ القانونية التي تحقق التنمية المستدامة بشكل جلي وفعال‬
‫وذلك بالنظر إلى ارتباطه بالجانب االقتصادي للنشاطات الملوثة‪ ،‬حيث يحمل تكاليف مالية على عاتق القائمين‬
‫(‪)6‬‬
‫عبر تفعيل آلية الجباية على‬ ‫بالنشاطات الملوثة من أجل إجبارهم على التصرف وفق مقتضيات التنمية المستدامة‬
‫النشاطات الملوثة للبيئة‪ ،‬والتي تعتبر كأداة مكملة لباقي االدوات التي تهدف لحماية البيئة كإجراء دراسة التأثير في‬

‫أنظر المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ ،29-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 75‬من القانون رقم ‪ ،29-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 65‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ ،29-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫عبد المنعم بن احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.070.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫عبد الغني حسونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫البيئة وهي بذلك تعبير عن تطبيق مبدأ الملوث الدافع(‪ ،)1‬ومن أجل الوقوف على كيفية اعتماد المشرع الجزائري‬
‫على هذا المبدأ من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن األمر يقتضي بيان المقصود من الملوث الدافع‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم بيان كيفية تطبيق المشرع الجزائري لهذا المبدأ السيما في قطاع المحروقات (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المقصود بمبدأ الملوث الدافع‬
‫شهد مبدأ الملوث الدافع بداية من سنة ‪ 1991‬تفعيال في العديد من االتفاقيات الدولية المتضمنة حماية‬
‫البيئة حيث عرف فيما بعد تطو ار في مضمونه ليصبح بذلك مبدأ دوليا امتد إلى النصوص الداخلية للدول من أجل‬
‫إلزام الملوثين على تحمل مبالغ اإلجراءات الرامية إلى الوقاية وتقليل تلوث البيئة(‪ ،)2‬وعرف مبدأ الملوث الدافع ألول‬
‫مرة منذ سبعينيات القرن الماضي إثر توصية لمنظمة التعاون والتنمية االقتصادية سنة ‪ 1972‬بموجب االتفاق القائم‬
‫بين أعضاء هذه المنظمة من أجل وضع السياسة التنموية التي تعتمدها‪ ،‬حيث تم تعريفه على أنه عملية تسمح‬
‫بجعل التكاليف الخاصة بالوقاية ومكافحة التلوث والتي تتحملها السلطة العامة في الدولة على عاتق الملوث التي‬
‫يلزم بدفعها(‪.)3‬‬
‫لقد اعتبرت األعمال التحضيرية لمنظمة التعاون واألمن األوروبية أن الملوث هو كل من يتسبب بصورة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة في إحداث أضرار بالبيئة أو تحضير ظروف تؤدي إلى هذه اإلضرار(‪ ،)4‬ووفقا لمبدأ الملوث‬
‫الدافع فإن الملوث للبيئة هو دافع للضريبة‪ ،‬فمتى تم إلحاق أضرار بالبيئة ألزم األمر المساهمة في عملية اإلصالح‬
‫البيئي(‪ ،)5‬وتؤسس بذلك مسؤولية قائمة على عاتق الملوث بدفع مبلغ مالي مسبقا حيث يتحمل من خالله تكلفة‬
‫مكافحة التلوث‪ ،‬ويتم تحديد هذا المبلغ من طرف اإلدارة بإرادة منفردة منها في شكل رسم أو ضريبة‪ ،‬قصد تمويل‬
‫عمليات التدابير اإلصالحية للبيئية الواجب اتخاذها من أجل حماية البيئة(‪.)6‬‬
‫إن مبدأ الملوث الدافع هو مبدأ اقتصادي يتم من خالله تحميل من قام بالتلويث مختلف النفقات المرتبطة‬
‫بالوقاية من التلوث والتي تتعلق بمباشرة نشاطه‪ ،‬إضافة إلى تحمله الخسائر المحققة نتيجة التلوث الذي ينسب‬
‫إليه(‪ ،)7‬ومن الفقهاء من يرى أن مبدأ الملوث الدافع ينطوي على مفهوم سياسي يتمثل في إرادة السلطات العامة في‬

‫(‪)1‬‬
‫‪AHMED Reddaf, "L’approche fiscale des problemes de l’environnement ", Revue idara, n° 1, 2000, P.144.‬‬
‫‪(2‬‬
‫‪ANNE Monpion, Le principe pollueur payeur et l’activite agricole dans l’union europeenne, Thèse pour l’obtention du‬‬
‫‪grade de docteur en droit, faculte de droit et des sciences economiques ,Université de limoges, 2007, P.2.‬‬
‫عبد الغني حسونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫سهام بن صياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.030.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫عبد المنعم بن احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.078.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫سهام بن صياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.027.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫)‪(7‬‬
‫‪ANDRE Pierre Et E.DELISLE Claude et JEAN-PIERRE Reveret, Lévatuation des impacts sur l’environnement ,‬‬
‫‪deuxieme edition ,Presses internationales polyechnique , Canada , 2003 , p. 11.‬‬
‫‪179‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫توفير االلتزامات المالية التي تكون على عاتق الخزينة العمومية من أجل الحد والمواجهة لمختلف أشكال التلوث‪،‬‬
‫حيث تحميلها بصورة مباشرة على عاتق المتسببين بالتلوث(‪.)1‬‬
‫ولقد اعتمد المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 11-13‬مبدأ الملوث الدافع حيث عكس من خالل ذلك‬
‫انتهاجه للنهج الضريبي من أجل استعمال عقالني للموارد الطبيعية‪ ،‬واعتبر المشرع الجزائري بمقتضى مبدأ الملوث‬
‫الدافع تحمل كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة نفقات كل التدابير الوقائية من‬
‫أجل الحد من التلوث والتقليص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها األصلية(‪.)2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تطبيقات مبدأ الملوث الدافع في قطاع المحروقات‬
‫إن للرسوم اإليكولوجية وضيفتان‪ ،‬فأما الوظيفة األولى فهي وقائية عبر تشجيع الملوثين لالمتثال ألحكام‬
‫الصب وتخفيض التلوث عبر تطبيق القيمة القاعدية للرسم‪ ،‬أما الوظيفة الثانية فإنها ردعية تظهر من خالل تطبيق‬
‫المعامل المضاعف حال عدم التطبيق أو خرق الشروط المنصوص عليها قانونا مما يؤدي بالنتيجة إلى مضاعفة‬
‫قيمة الرسم‪ ،‬وبذلك نكون أمام عدم امتثال وفشل للنظام التحفيزي(‪.)3‬‬
‫لقد تم تكريس الرسوم المتعلقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات عبر مجموعة من النصوص القانونية‬
‫ابتداء من قانون المحروقات الذي تضمن بصورة دقيقة بيان النظام الجبائي للنشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات‪،‬‬
‫إذ بينت المادة ‪ 96‬منه أن النظام الجبائي المطبق على النشاطات في قطاع المحروقات غير نشاطات البحث و‪/‬أو‬
‫استغالل المحروقات هو نظام القانون العام الساري المفعول‪.‬‬
‫وفيما يخص النظام الجبائي المطبق على نشاطات البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات فيظهر من خالل‬
‫الرسم المساحي غير القابل للحسم‪ ،‬والذي يدفع سنويا للخزينة العمومية‪ ،‬وكذا إتاوة تدفع شهريا للوكالة الوطنية‬
‫للتثمين موارد المحروقات‪ ،‬ورسم على الدخل البترولي والذي يدفع شهريا للخزينة العمومية(‪ ،)4‬وضريبة تكميلية على‬
‫الناتج الخام والتي تدفع سنويا للخزينة العمومية‪ ،‬وضريبة عقارية على األمالك األخرى ما عدا أمالك االستغالل‬
‫كما هو محدد في التشريع والتنظيم الخاصين بالجباية العامة المعمول بهما‪ ،‬وأخي ار الحقوق والرسوم المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 31‬والتي تضمنت تطبيق الرسم المساحي‪ ،‬والمادة ‪ 52‬والتي تضمن الرسم على حرق الغاز‬
‫والمادة ‪ 53‬والتي تضمن الرسم على استعمال المياه(‪.)5‬‬

‫يحي وناس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫يحيى وناس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫تم تحديد كيفيات حساب وتحصيل هذا الرسم في المادة ‪ 80‬من قانون المحروقات‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويمكن من خالل ما تضمنته المادة ‪ 83‬من قانون المحروقات اعتبار أن النظام الجبائي المطبق على‬
‫نشاطات البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات ينقسم إلى شقين رئيسسين‪ ،‬رسوم واتاوات ذات طابع اقتصادي ورسوم‬
‫متعلقة بالبيئة‪ ،‬وذلك تطبيقا لمبدأ الملوث الدافع والذي تضمنته المادة ‪ 52‬من قانون المحروقات التي أوجبت دفع‬
‫رسم متعلق بحرق الغاز‪ ،‬وكذا المادة ‪ 53‬التي أوجبت دفع رسم متعلق باستعمال المياه والتي تمثل الشكلين الرئيسين‬
‫للرسوم البيئية‪.‬‬
‫وفيما يخص الجهة المكلفة بالرقابة على تفعيل الرسوم البيئة في قطاع المحروقات فإن الوكالة الوطنية‬
‫لتثمين موارد المحروقات تسهر على الحرص على أن المتعامل قد سدد الرسم على الدخل البترولي والرسم المساحي‬
‫المنصوص عليهما في الباب الثامن من قانون المحروقات‪ ،‬وكذا الرسم المتعلق بحرق الغاز واستعمال المياه(‪ ،)1‬أما‬
‫كميات المحروقات المستخرجة من كل مساحات االستغالل فهي تخضع إلتاوة المحروقات المنتجة والتي تم بيان‬
‫كيفية حسابها في كل من المواد ‪ 30‬و‪ 82‬من قانون المحروقات حيث لم يتم وضع رسوما بيئية في هذا اإلطار‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 00‬من قانون المحروقات وفيما يخص نشاطات النقل والتوزيع والتحويل فإن النظام‬
‫الجبائي المطبق عليها هو نظام القانون العام الساري المفعول غير أنه فيما يخص نشاط نقل المحروقات فإنها‬
‫تستفيد من إعفاءات جبائية(‪ ،)2‬حيث لم يشر المشرع الجزائري كذلك فيما يخص هذه النشاطات ألي رسوم‬
‫ايكولوجية‪ ،‬وبعد مراجعة المادة ‪ 82‬والمواد ‪ 30‬و ‪ 00‬و‪ 00‬يمكن القول أن النظام الجبائي اإليكولوجي (الرسم على‬
‫حرق الغاز والرسم على استعمال المياه) المعتمد في قانون المحروقات ال يكون محل التطبيق إال على نشاطات‬
‫البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات‪ ،‬وفيما يخص باقي النشاطات كالنشاطات المتعلقة بالمواد المستخرجة والنشاطات‬
‫المتعلقة بالنقل والنشاطات المتعلقة بالتوزيع والتحويل والتخزين فهي تخضع لنظام القانون العام وغير معنية بالرسوم‬
‫المتعلقة بحرق الغاز‪ ،‬واستعمال المياه المعتمدة في قانون المحروقات‪ ،‬وعالوة على الرسوم االيكولوجية السابقة‬
‫الذكر والتي اعتمدها المشرع الجزائري في قانون المحروقات‪ ،‬فإنه توجد رسوم ايكولوجية أخرى تم تأسيسها من خالل‬
‫قوانين المالية والتي تظهر في كل من الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطرة على البيئة‪ ،‬والرسم التكميلي على‬
‫المياه الملوثة‪ ،‬والرسم التكميلي على التلوث الجوي والتي يتم عرضها تبعا‪:‬‬

‫أنظر المادة ‪02‬فقرة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫تم تحديد اإلعفاءات الجبائية في المادة ‪ 97‬من القانون رقم ‪ ،17-15‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .4‬الرسوم المحددة في قانون المحروقات‬


‫تبنى المشرع الجزائري من خالل قانون المحروقات رقم ‪ 17-15‬المعدل والمتمم شكلين رئيسسن من الرسوم‬
‫اإليكولوجية والتي تعبر عن تطبيق مبدأ الملوث الدافع في قطاع المحروقات‪ ،‬حيث تظهر هذه الرسوم في كل من‬
‫الرسم على حرق الغاز وكذا الرسم على استعمال الماء كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الرسم على حرق الغاز‬
‫وفقا للمادة ‪ 03‬من قانون المحروقات فقد منع حرق الغاز‪ ،‬غير أنه يمكن للوكالة الوطنية لتثمين موارد‬
‫المحروقات أن تمنح بصفة استثنائية ولمدة محدودة ال تتجاوز ‪ 07‬يوما رخصة حرق الغاز بطلب من المتعامل‪،‬‬
‫ويتعين على المتعامل الذي يطلب االستفادة من هذا االستثناء أن يسدد للخزينة العمومية رسما خاصا غير قابل‬
‫للحسم قدره ‪ 8.777‬دج لكل ألف متر مكعب‪ ،‬وينبغي الحصول على الموافقة بقرار مشترك بين الوزيرين المكلفين‬
‫بالمحروقات والبيئة قبل كل استعمال أو تحويل أو تنازل عن قرض بخصوص حق انبعاث الغازات االحتباسية‪،‬‬
‫وينجم عن هذه الموافقة دفع رسم خاص يسدده المتعاقد للخزينة العمومية يتناسب مع القرض الذي قد يتحصل عليه‬
‫في السوق الدولية‪ ،‬كما تحدد كيفيات واجراءات حساب هذا الرسم عن طريق التنظيم والذي لم يصدر بعد(‪.)1‬‬
‫ومن خالل ما تضمنته المادة ‪ 03‬والمادة ‪ 00‬من قانون المحروقات نستشف أن المشرع الجزائري قد ألزم‬
‫الحصول على رخصة من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات من أجل حرق الغاز‪ ،‬ودفع إتاوة في هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬وما يالحظ مما سبق أنه لم يبين شكل النشاطات المتعلقة بقطاع المحروقات التي يتم حرق الغاز فيها‬
‫حيث تم ذكر ذلك على سبيل العموم‪.‬‬
‫ب‪ .‬الرسم على استعمال المياه‬
‫في حالة ما إذا كان مخطط التطوير المقترح من قبل المتعامل والمعتمد من الوكالة الوطنية لتثمين موارد‬
‫(‪)2‬‬
‫فإنه لضمان استرجاع مدعم يتعين على المعامل أن يسدد رسما‬ ‫المحروقات النفط ينص على استعمال المياه‬
‫خاصا يدعى إتاوة استعمال األمالك العمومية القتطاع الماء بمقابل‪ ،‬حيث يحدد هذا الرسم الخاص الذي يدفع طبقا‬
‫لإلحكام المقررة عن طريق التنظيم بمبلغ بثمانين دينار جزائري (‪ 87‬د‪.‬ج) لكل متر مكعب مستعمل ويدفع سنويا‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‬ ‫(‪)1‬‬

‫صيغت هذه المادة قبل التعديل بموجب القانون رقم ‪ 07-70‬كما يلي " في حالة ما إذا كان مخطط التطوير المقترح من قبل‬ ‫(‪)2‬‬

‫المتعامل والمعتمد من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط ينص على استعمال المياه الصالحة للشرب أو المياه المخصصة‬
‫للسقي " ويالحظ اعتماد المشرع لمصطلح المياه على سبيل اإلطالق في تعديل قانون المحروقات بالقانون ‪.07-70‬‬
‫‪182‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫للخزينة العمومية‪ ،‬ويخضع هذا الرسم إلى التقييس حسب صيغة خاصة بالنشاط حيث تتكفل الوكالة الوطنية لتثمين‬
‫موارد المحروقات النفط بمراقبة الكميات المستعملة وتتأكد من تسديد هذا الرسم من المتعامل(‪.)1‬‬
‫‪.2‬الرسوم اإليكولوجية المعتمدة من خالل قوانين المالية‬
‫تظهر الرسوم اإليكولوجية المعتمدة من خالل قوانين المالية في كل من الرسم على النشاطات الملوثة أو‬
‫الخطرة على البيئة‪ ،‬والرسم التكميلي على التلوث الجوي والرسم التكميلي على المياه الملوثة‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫أ‪.‬الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1992‬حيث‬ ‫استحدث هذا الرسم ألول مرة بموجب القانون رقم ‪25-91‬‬
‫(‪)2‬‬

‫أسست المادة ‪ 117‬منه رسما على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة وتم تعديل المادة ‪ 117‬بموجب القانون‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة‬ ‫(‪)5‬‬
‫والقانون رقم ‪21-11‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪2111‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رقم ‪11-99‬‬
‫‪ ،2112‬وأحال المشرع الجزائري إلى التنظيم من أجل تحديد طبيعة هذه النشاطات والذي صدر بدوره بموجب‬
‫(‪)7‬‬
‫المتعلق بالرسم على األنشطة‬ ‫المرسوم التنفيذي ‪ ،)6(68-93‬الذي تم إلغاؤه بموجب المرسوم التنفيذي ‪336-19‬‬
‫الملوثة بالبيئة‪ ،‬وحدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 336-19‬النشاطات الملوثة أو الخطيرة على للبيئة الخاضعة للرسم‪،‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 0‬و‪ 3‬و‪ 2‬و‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪ .‬كما بينت الفقرة ‪ 0‬من ذات المادة أن اتفاقية مبرمة‬ ‫(‪)1‬‬

‫بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات‪ ،‬ووكالة الحوض الهيدروغرافي للصحراء أو أي هيئة يعينها الوزير المكلف بالموارد المائية‬
‫على الخصوص تحدد كيفيات التنسيق بين الوكالتين وتوضح كيفيات وشروط الدفع لوكالة الحوض الهيدروغرافي من طرف الوكالة‬
‫الوطنية لتثمين موارد المحروقات أتعاب تقديم الخدمات في مجال كميات المياه المستعملة ومراقبتها‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ ،30-00‬مؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪08‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ديسمبر ‪.0000‬‬
‫أنظر المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ، 00-00‬مؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3777‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪.0000‬‬


‫وبينت المادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 11-99‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2111‬قيم المبالغ السنوية للرسم على النشاطات الملوثة أو‬ ‫(‪)4‬‬

‫الخطيرة على البيئة وذلك حسب نظام الرخصة المعتمد بالنسبة للمنشآت المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬حيث حدد مبلغ ‪121.111.11‬د‪.‬ج‬
‫بالنسبة للمنشآت المصنفة التي تخضع إحدى نشاطاتها على األقل لرخصة و ازرية‪ ،‬ومبلغ ‪ 91.111.11‬دج بالنسبة للمنشآت المصنفة‬
‫التي تخضع إحدى نشاطاتها على األقل لرخصة والئية‪ ،‬ومبلغ ‪ 21.111.11‬دج بالنسبة للمنشآت المصنفة التي تخضع إحدى‬
‫نشاطاتها على األقل لرخصة من رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬ومبلغ ‪ 9.111.11‬دج بالنسبة للمنشآت المصنفة التي تخضع إحدى‬
‫نشاطاتها على األقل لتصريح لدى رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 373‬من القانون رقم ‪ ،30-70‬مؤرخ في ‪ 33‬ديسمبر ‪ ،3773‬يتضمن قانون الملية لسنة ‪ ،3773‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 32‬ديسمبر ‪.3770‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،08-02‬مؤرخ في ‪ 70‬مارس ‪ ،0002‬يتعلق بطرق تطبيق الرسم على األنشطة الملوثة أو الخطرة على البيئة‪،‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 2‬مارس ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-70‬مؤرخ في ‪ 37‬أكتوبر ‪ ،3770‬يتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 2‬نوفمبر ‪.3770‬‬


‫‪183‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما حدد المعامل المضاعف عليها على أن يتم تصنيف هذه النشاطات طبقا لتقسيم المنشآت المصنفة لحماية البيئة‬
‫حيث تم تحديدها في قائمة ملحقة بالمرسوم التنفيذي(‪.)1‬‬
‫وتطبيقا ألحكام المادة ‪ 212‬من القانون رقم ‪ 21-11‬فإن المعامل المضاعف المطبق على النشاطات‬
‫الملوثة أو الخطيرة على البيئة يتغير بحسب طبيعة وأهمية النشاط‪ ،‬وكذا نوع وكمية النفايات المخلفة عن النشاط(‪،)2‬‬
‫وتتم عملية إحصاء المؤسسات المصنفة الخاضعة للرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة من طرف‬
‫مدير البيئة بالتشاور مع المدير التنفيذي المعني‪ ،‬حيث يتم إرسال قائمة المؤسسات المعنية إلى قابض الضرائب‬
‫حسب الوالية مفروقة بالمعامل المضاعف المطبق حسب الكيفيات التي تم بيانها سابقا(‪.)3‬‬
‫ب‪.‬الرسم التكميلي على التلوث الجوي‬
‫استحدث الرسم التكميلي على التلوث الجوي بموجب أحكام المادة ‪ 215‬من القانون رقم ‪ 21-11‬المتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2112‬ويتعلق األمر بالتلوث الجوي الناجم عن مصدر صناعي‪ ،‬وتم تأسيس الرسم التكميلي‬
‫على التلوث الجوي ذي المصدر الصناعي على الكميات المنبعثة التي تتجاوز حدود القيم‪ ،‬حيث تم تحديده بالرجوع‬
‫إلى المعدل األساسي السنوي الذي حدد بموجب أحكام المادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 11-99‬المتضمن قانون المالية‬
‫تم تحديد كيفيات تطبيق الرسم المتعلق بالتلوث الجوي‬ ‫(‪)5‬‬
‫لسنة ‪ ،)4(2111‬وبصدور المرسوم التنفيذي رقم ‪299-17‬‬
‫ذي المصدر الصناعي حال طرح كميات منبعثة منه تتجاوز حدود القيم القصوى المحددة في المرسوم التنفيذي رقم‬
‫(‪)6‬‬
‫المتضمن تنظيم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة والصلبة في الجو وكذا الشروط التي‬ ‫‪138-16‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬والمادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫بينت المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 336-19‬أن توزيع المعامل المضاعف المطبق على طبيعة وأهمية النشاط يكون من ‪1‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫إلى ‪ 4‬نقاط حسب نوع نظام الرخصة ومثال ذلك حسب نوع الرخصة‪ :‬رقم الخانة ‪ ،3000‬تحديد النشاط‪ :‬النفط (استغالل ونقل)‪ ،‬نوع‬
‫الرخصة‪ :‬رخصة و ازرية‪ ،‬المعامل المضاف‪ ،2 :‬مثال آخر رقم الخانة ‪ ،0020‬تحديد النشاط‪ :‬السوائل القابلة لالشتعال (الصنع‪ ،‬منها‬
‫معالجة البترول ومشتقاته‪ ،‬إزالة الكبريت )‪ ،‬نوع الرخصة‪ :‬رخصة و ازرية‪ ،‬المعامل المضاعف‪ ،2 :‬وبينت المادة ‪ 0‬أن المعامل‬
‫المضاعف المطبق يوزع حسب نوع النفايات المخلفة عن النشاط من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬نقاط حسب مقاييس الخطورة المحددة في المادة ‪ 5‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،336-19‬أما كمية النفايات فيوزع المعامل المضاعف بين ‪ 2‬و‪ 3‬نقاط وذلك حسب كمية النفايات الخاصة‬
‫الخطيرة المخلفة عن النشاط‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 370‬من القانون رقم ‪ ،30-70‬مرجع سابق‪ .‬وبينت ذات المادة أن قيم المعامل المضاعف المشمول تتراوح بين ‪ 1‬و‪5‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫حسب نسبة تجاوز حدود القيم‪ ،‬ويحض هذا الرسم كما يلي‪ 11 :‬بالمئة لفائدة البلديات‪ 15 ،‬بالمئة لفائدة الخزينة العمومية‪ 75 ،‬بالمئة‬
‫لفائدة الصندوق الوطني للبيئة وازالة التلوث‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،300-70‬مؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،3770‬يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على التلوث الجوي ذي المصدر‬ ‫(‪)5‬‬

‫الصناعي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صاد رفي ‪ 0‬أكتوبر ‪.3770‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،028-70‬مؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ ،3770‬ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في‬ ‫(‪)6‬‬

‫الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،32‬صادر في ‪ 00‬أفريل ‪.3770‬‬
‫‪184‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫تتم فيها مراقبتها(‪ ،)1‬وتم تحديد القيم القصوى لالنبعاثات الجوية في الملحقين المتصلين بالمرسوم التنفيذي رقم ‪-16‬‬
‫‪ ،138‬حيث ميز المشرع الجزائري بين المنشآت القديمة والتي تم منحها مدة خمس سنوات من أجل تطبيق القيم‬
‫القصوى المطبقة على المنشآت الجديدة وفيما يخص المنشآت البترولية فقد تم تحديد مدة سبع سنوات وذلك تطبيقا‬
‫لألحكام القانون رقم ‪ 17-15‬المتضمن قانون المحروقات(‪.)2‬‬
‫وباالنتقال إلى الملحق الثاني المتصل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،138-16‬تم تحديد القيم المسموحة لبعض‬
‫القيم القصوى لمعايير اإلنبعاثات الجوية حسب أنواع المنشآت‪ ،‬إذ يوجد في طليعة األمر تنقية وتحويل المواد‬
‫المشتقة من البترول أين تم بيان القيم القصوى للمنشآت القديمة‪ ،‬والمنشآت الحديثة فيما يخص طرح غازات أكسيد‬
‫الكبريت‪ ،‬وأكسيد األزوت‪ ،‬والمركبات العضوية المتطايرة‪ ،‬واألحماض السلفورية‪ ،‬ومختلف الجزيئات األخرى‬
‫المتطايرة والناتجة عن هذه األنشطة(‪ ،)3‬ويتم تحديد الكميات المنبعثة بهدف تحديد المعامل المضاعف المطبق بعد‬
‫القيام بالتحاليل المتعلقة باإلنبعاثات الجوية ذات المصدر الصناعي والتي يقوم بها المرصد الوطني للبيئة والتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬ويتم إرسال التقارير المتضمنة قيمة المعامل المضاعف المطبق على كل مؤسسة مصنفة من طرف‬
‫مصالح البيئة للوالية المعانية إلى قابض الضرائب للوالية المعنية(‪.)4‬‬
‫ج‪.‬الرسم التكميلي على المياه الملوثة‬
‫استحدث الرسم التكميلي على المياه الملوثة بموجب قانون المالية لسنة ‪ 2113‬من أجل إلزام المصانع على‬
‫( ‪)6‬‬
‫ضرورة الرفع من مستوى االهتمام البيئي في ما تقوم به من أعمال(‪ ،)5‬حيث أنشأت بموجب القانون رقم ‪11-12‬‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2113‬رسما تكميليا على المياه المستعملة ذات المصدر الصناعي المؤسسة وفقا‬
‫لحجم المياه المنتجة‪ ،‬وعبء التلوث الناجم عن النشاط الذي يتجاوز حدود القيم المحددة في التنظيم‪ ،‬ويتم تحديد‬
‫الرسم بالرجوع إلى المعدل األساسي السنوي الذي حددته أحكام المادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 11-99‬المتضمن قانون‬
‫المالية لسنة ‪ ،2111‬ومعامل مضاعف مشمول بين‪ 1‬و‪ 5‬تبعا لمعدل تجاوز حدود القيم‪ ،‬ويخصص حاصل هذا‬
‫الرسم لفائدة الصندوق الوطني للبيئة وازالة التلوث بنسبة ‪ 51‬بالمئة ولفائدة ميزانية الدولة بنسبة ‪ 21‬بالمئة ولفائدة‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬و‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،028-70‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 299-17‬حيث حددت المادة ‪ 3‬منه المعامل المضاعف المتعلق بالكميات المنبعثة والذي‬ ‫(‪)3‬‬

‫يتوزع من ‪ 1‬إلى ‪ ،5‬وعلى سبيل المثال حال تجاوز الكميات المنبعثة نسبة ‪ 41‬بالمئة إلى ‪ 61‬بالمئة من القيم القصوى فإن المعامل‬
‫المضاعف هو ‪ ،4‬وحال تجاوزها نسبة ‪ 81‬بالمئة إلى ‪ 111‬بالمئة فإن المعامل المضاعف هو‪.5‬‬
‫أنظر المادة ‪ 2‬و‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫عبد المنعم بن احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.070 .‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫قانون رقم ‪ ،00-73‬مؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ،3773‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3772‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 80‬مؤرخ في ‪30‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ديسمبر ‪.3773‬‬
‫‪185‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬
‫(‪)2‬‬
‫كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على المياه‬ ‫البلديات بنسبة ‪ 31‬بالمئة(‪ ،)1‬وحدد المرسوم التنفيذي رقم ‪311-17‬‬
‫المستعملة ذات المصدر الصناعي‪ ،‬حيث يخص هذا الرسم كمية التلوث الصادرة التي تتجاوز حدود القيم القصوى‬
‫الذي يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‪ ،‬حيث‬ ‫(‪)3‬‬
‫المحددة في أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪141-16‬‬
‫يقصد بالمصبات الصناعية السائلة كل تدفق وسيالن وقذف وتجمع مباشر أو غير مباشر لسائل ينجم عن نشاط‬
‫صناعي(‪ ،)4‬وبينت المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 311- 17‬كيفية توزيع المعامل المضاعف تبعا لنسبة كمية‬
‫التلوث التي تم تجاوزها‪ ،‬حيث يتوزع المعامل المضاعف من ‪ 1‬إلى ‪ ،5‬ويتم تحديد كميات التلوث الصادر بهدف‬
‫تحديد المعامل المضاعف المطبق وفقا لنتائج التحاليل التي يقوم بها المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة على‬
‫مصبات المياه المستعملة ذات المصدر الصناعي‪ ،‬على أن يتم إرسال هذه النتائج إلى مصالح البيئة للوالية المعنية‬
‫مبينة قيمة المعامل المضاعف المطبق على كل مؤسسة مصنفة‪ ،‬والتي ترسلها بدورها إلى قابض الضرائب‬
‫المختص قصد األمر بتحصيلها(‪.)5‬‬
‫وفيما يخص المنشآت البترولية وباالنتقال إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 311-17‬أين تم‬
‫تحديد القيم المسموحة لبعض القيم القصوى لمعايير المصبات الصناعية السائلة حسب أنواع المنشآت‪ ،‬حيث أدرج‬
‫تحت عنوان صناعة الطاقة‪ ،‬تصفية البترول جدول يتضمن القيم القصوى والقيم المسموحة للمنشئات القديمة لمعايير‬
‫المصبات الصناعية السائلة المتعلقة بنشاط صناعة الطاقة‪ ،‬وفيما يخص المنشآت البترولية القديمة فقد حددت سبع‬
‫سنوات طبقا لألحكام التشريعية المعمول بها في قانون المحروقات قصد تطبيق القيم القصوى لطرح المصبات‬
‫الصناعية وفقا لما حدد في الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪.311-17‬‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 1992‬حساب‬ ‫(‪)6‬‬
‫كما أستحدث بموجب المادة ‪ 189‬من القانون رقم ‪25-91‬‬
‫للتخصيص الخاص تحت رقم ‪ 312-165‬بعنوان الصندوق الوطني للبيئة‪ ،‬حيث يتم تقييد الموارد المالية المحصلة‬
‫عن الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة‪ ،‬وكذا حاصل الغرامات التي تكون بصدد مخالفات التنظيم‬
‫المتعلق بالبيئة‪ ،‬والتعويضات بصدد النفقات المعتمدة لمكافحة التلوث المفاجئ المنجر عن تدفق مواد كيميائية خطرة‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،00-73‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،277-70‬مؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،3770‬يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على المياه المستعملة ذات‬ ‫(‪)2‬‬

‫المصدر الصناعي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 0‬أكتوبر ‪.3770‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ ،3770‬يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ ،30‬صادر في ‪ 32‬أفريل ‪.3770‬‬


‫المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،277-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫قانون رقم ‪ 30-00‬مؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪08‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ديسمبر ‪.0000‬‬
‫‪186‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫في البحر ومجاالت الري والمياه الجوفية العمومية أو الجو‪ ،‬أما من حيث االستعمال فيتم تمويل نشاطات مراقبة‬
‫التلوث‪ ،‬وتمويل نشاطات حراسة البيئة وتمويل الدراسات واألبحاث المحققة في مجال البيئة من طرف مؤسسات‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي أو من طرف مكاتب الدراسات الوطنية أو األجنبية‪.‬‬
‫كما يتم تمويل النفقات المتعلقة بالوسائل المستعملة للتدخل العاجل في حالة تلوث مفاجئ‪ ،‬والنفقات الناتجة‬
‫عن عمليات اإلعالم والتوعية والتعميم المتعلقة بمسائل البيئة التي تقوم بها المؤسسات الوطنية للبيئة‪ ،‬أو الجمعيات‬
‫ذات المنفعة العامة‪ ،‬إضافة إلى إعانة الجمعيات ذات المنفعة العامة في مجال البيئة‪ ،‬وأسند للوزير المكلف بالبيئة‬
‫صفة األمر بالصرف من أجل مباشرة العمليات السابقة والمتعلقة بالصندوق الوطني للبيئة‪ ،‬وأحال المشرع الجزائري‬
‫إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تنظيم وسير الصندوق الوطني للبيئة والذي صدر بدوره بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪.)1(147-98‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫ضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫قصد تحقيق األهداف المرجوة من اآلليات المعتمدة لحماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬تم اعتماد أسلوب‬
‫الرقابة من أجل تفعيل هذه ا آلليات وذلك بغرض متابعة مدى التزام المتعاقد بالمعايير واألطر المعتمدة للحفاظ على‬
‫البيئة سواء خالل إنشاء المنشأة أو خالل عمليات االستغالل ووصوال إلى مرحلة التخلي واعادة األماكن إلى حاالتها‬
‫األصلية‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك فقد اعتمد المشرع الجزائري مجموعة من اآلليات الرقابية والتي تعكس مختلف الضمانات‬
‫المتعلقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬والحديث بذلك متعلق بالرقابة التي تمارسها الهيئات اإلدارية أو ما‬
‫يطلق عليه بالحماية اإلدارية للبيئة بما تقدمه مختلف أجهزة الدولة كل في مجال اختصاصه من أجل الحرص على‬
‫سالمة البيئة السيما عبر اآلليات الرقابية التي وفرها المشرع لذلك(‪.)2‬‬
‫وكذا الرقابة التي خولها المشرع لسلطة ضبط قطاع المحروقات من أجل متابعة مختلف أنشطة قطاع‬
‫المحروقات (المطلب األول)‪ ،‬إضافة إلى الضمانات الرقابية العامة والمتعلقة بحماية البيئة بصورة عامة واألمر‬
‫متعلق بالرقابة القضائية التي تتفرع إلى شقين رقابة القضاء العادي ورقابة القضاء اإلداري (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،020-08‬مؤرخ في ‪ 02‬ماي ‪ ،0008‬يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم ‪ 273-700‬الذي‬ ‫(‪)1‬‬

‫عنوانه الصندوق الوطني للبيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 00‬ماي ‪.0008‬‬
‫أمال مدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المطلب األول‬
‫الرقابة الخاصة بنشاطات قطاع المحروقات‬

‫تتفرع أشكال الرقابة المعتمدة من أجل ضمان حماية البيئة في قطاع المحروقات بصورة خاصة بالنظر إلى‬
‫هذا القطاع إلى شقين رئيسسين‪ ،‬بدء من الرقابة اإلدارية والتي تظهر في مختلف الجهات اإلدارية التي تتمتع‬
‫بصالحيات مراقبة مدى تفعيل مقتضيات حماية البيئة من طرف المنشآت النفطية ومدى تطبيقها للمقاييس القانونية‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬ثم رقابة سلطة الضبط في قطاع المحروقات وذلك عبر اختصاصها الرقابي في مجال حماية البيئة‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫رقابة الجهات اإلدارية‬

‫تتوزع أشكال الرقابة اإلدارية المعتمدة لحماية البيئة في قطاع المحروقات عبر مجموعة من الهيئات اإلدارية‬
‫التي خولها المشرع الجزائري صالحيات فيما يخص متابعة مدى تطبيق النصوص القانونية المعتمدة لحماية البيئة‬
‫في قطاع المحروقات‪ ،‬حيث تظهر هذه الجهات اإلدارية في كل من المصالح المكلفة بحماية البيئة (أوال)‪ ،‬ولجنة‬
‫المؤسسات المصنفة (ثانيا)‪ ،‬إضافة إلى رقابة مديرية الطاقة والمناجم (ثالثا)‪ ،‬ورقابة المرصد الوطني للبيئة التمنمية‬
‫المستدامة (رابعا)‪ ،‬ثم تحديد النتائج المترتبة عن الرقابة اإلدارية (خامسا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة المصالح المكلفة بالبيئة‬
‫تعد مديرية البيئة كما سبق بيانه مصلحة خارجية تابعة للو ازرة المكلفة بحماية البيئة(‪ ،)1‬فعالوة على دورها‬
‫في تسليم الرخص‪ ،‬والتأشيرات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة فهي تتصور‬
‫وتنفذ باالتصال مع األجهزة األخرى في الدولة والوالية والبلدية برنامج لحماية البيئة في كامل تراب الوالية‪ ،‬كما‬
‫تقترح كل التدابير الرامية إلى تحسين التراتيب التشريعية والتنظيمية التي لها صلة بحماية البيئة‪ ،‬وتتخذ في إطار‬
‫اختصاصاتها كل التدابير الرامية إلى الوقاية من كل أشكال تدهور البيئة ومكافحتها السيما التلوث البيئي(‪.)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،07-00‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،07-00‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.4‬مضمون الرقابة المسندة لمديرية البيئة‬


‫لقد أسند لمديرية البيئة على مستوى الوالية مهمة مراقبة تطبيق القوانين والتنظيمات المتعلقة بحماية البيئة أو‬
‫التي تتصل بها فهي تعتبر الجهاز الرئيسي التابع للدولة في هذا اإلطار(‪.)1‬‬
‫وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة‬
‫التأثير وموجز التأثير في البيئة‪ ،‬ووفقا للمادة ‪ 21‬منه فإن المصالح المكلفة بالبيئة المختصة إقليميا والتي تظهر في‬
‫مديرية البيئة في الوالية مكلفة بمراقبة ومتابعة المشاريع التي كانت محل دراسة أو موجز التأثير‪.‬‬
‫وفيما يخص مراقبة انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو وبالعودة إلى‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 028-70‬الذي ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو‬
‫وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها‪ ،‬فإن مصالح مديرية البيئة تعمد على الرقابة الدورية و‪/‬أو الفجائية للمنشآت‬
‫التي تصدر إنبعاثات جوية‪ ،‬حيث تلزم هذه المنشآت بمسك سجل يدونون فيه تاريخ ونتائج التحاليل التي يقومون‬
‫بها‪ ،‬على أن تعمد مصالح مديرية البيئة من خالل هذه الرقابة على ضمان مطابقة النتائج المتحصل عليها للقيم‬
‫القصوى المحددة في المرسوم التنفيذي ‪ ،)2(028-70‬وبالنسبة لمراقبة القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‬
‫وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 141-16‬المتضمن تنظيم القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‪ ،‬فإن‬
‫مصالح البيئة تقوم باإلطالع على السجل المتضمن تاريخ ونتائج التحليل التي يقوم بها مستغلي المنشآت التي‬
‫تصدر مصبات صناعية سائلة‪ ،‬وذلك بعد المراقبة الدورية و‪/‬أو المفاجئة التي تقوم بها مصالح مديرية البيئة‬
‫(‪)3‬‬
‫لضمان مطابقتها للقيم‬ ‫والمتعلقة بمراجعة الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للمصبات الصناعية السائلة‬
‫القصوى المحددة في ملحقي المرسوم التنفيذي رقم ‪.141-16‬‬
‫‪.2‬الموظفون المكلفون بممارسة مهام الرقابة ضمن مديرية البيئة‬
‫باالنتقال إلى القانون رقم ‪ 11-13‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة وفيما يخص العقوبات‬
‫المتعلقة بالمؤسسات المصنفة‪ ،‬و طبقا ألحكام المادة ‪ 111‬منه فإن إثبات المخالفات التي تقوم بها المؤسسات‬
‫(‪)4‬‬
‫في نسختين‪ ،‬ترسل إحداهما إلى الوالي‬ ‫المصنفة يتم عبر محاضر يحررها ضباط الشرطة القضائية ومفتشو البيئة‬
‫واألخرى إلى وكيل الجمهورية‪ ،‬ويؤدي مفتشو البيئة يمينا بمناسبة ممارسة اختصاصهم في تحرير المحاضر‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 3،2،2،0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،07-00‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المواد ‪ 00‬و ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،028-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المواد ‪ 0‬و‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫بينت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323-78‬المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3778‬المتضمن القانون األساسي الخاص‬ ‫(‪)4‬‬

‫بالموظفين المنتمين إلى األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 27‬جويلية‬
‫‪189‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويقوم مفتشو البيئة وفقا المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،232-18‬التي جاءت تطبيقا ألحكام المادة‬
‫‪ 111‬من القانون ‪ 11-13‬بأداء اليمين القانونية أمام محكمة إقامتهم اإلدارية من أجل ممارسة اختصاصهم في‬
‫تحرير المحاضر‪ ،‬وبينت المادة ‪ 33‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323-18‬المتضمن القانون األساسي الخاص‬
‫بالموظفين المنتمين إلى األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم أن مفتشو البيئة مكلفون بالبحث‬
‫ومعاينة مخالفات التشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال حماية البيئة‪ ،‬والسهر على تطبيق التشريع والتنظيم في‬
‫ميدان حماية البيئة والمحافظة على الحيوانات والنبات‪ ،‬والمحافظة على الموارد الطبيعية‪ ،‬وحماية الهواء والماء‬
‫والوسط البحري ضد كل أشكال التدهور‪ ،‬إضافة إلى السهر على مطابقة شروط إنشاء المنشآت المصنفة لحماية‬
‫البيئة مع التشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬والسهر على مطابقة ومعالجة وازالة النفايات‪.‬‬
‫وما يالحظ في هذا السياق أن المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 323-78‬التحتوي ه ضمن‬
‫اختصاصات مفتشي البيئة على اختصاص تحرير المحاضر السابق ذكرها‪.‬‬
‫وفيما يخص المفتشين الرئيسيين للبيئة(‪ ،)1‬فزيادة على المهام الموكلة لمفتشي البيئة فهم يكلفون باقتراح‬
‫برامج التفتيش بالتشاور مع مختلف المصالح التقنية المعنية‪ ،‬ومراقبة تنفيذ األحكام التنظيمية في ميدان المراقبة‬
‫الذاتية والحراسة الذاتية‪ ،‬واقتراح التعديالت‪ ،‬والسحب المؤقت‪ ،‬أو النهائي للرخص‪ ،‬والتراخيص والتأشيرات‬
‫واإلعتمادات الممنوحة من طرف اإلدارة المكلفة بالبيئة في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما(‪.)2‬‬
‫ويمكن التنويه إلى أنه عند مقارنة االختصاصات والمهام الموكلة للمفتشين الرئيسيين للبيئة مع اختصاصات‬
‫ومهام مفتشي البيئة‪ ،‬يتضح أن دور المفتشين الرئيسيين يظهر بشكل أكثر إسهاما وكفاءة‪ ،‬عبر منحهم أبرز اآلليات‬
‫العقابية الناتجة عن الرقابة الرقابية‪ ،‬كسحب الترخيص والتوقيف المؤقت أو النهائي‪ ،‬والسؤال المطروح هل يعتبر‬
‫المفتشون الرئيسيون للبيئة غير معنيين بأحكام المادة ‪ 111‬من القانون رقم‪ ،11-13‬وعليه فيجب تعديل هذه المادة‬
‫وكذا النص التطبيقي لها باستبدال مصطلح مفتشو البيئة‪ ،‬بعبارة موظفو سلك مفتشي البيئة باعتبار أن سلك مفتشي‬
‫البيئة يشمل أربع رتب بما فيهم المفتشون الرئيسيون للبيئة كما تم بيانه‪.‬‬
‫عالوة على الدور الذي يقوم به مفتشو البيئة‪ ،‬فقد بينت المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 232-18‬أن‬
‫لمهندسي البيئة دور رقابي قبلي‪ ،‬وذلك عبر فحص وتقييم دراسات التأثير ودراسات الخطر والتدقيقات البيئة‪،‬‬
‫ودراسة طلبات الرخص والتراخيص واإلعتمادات المقررة في التشريع والتنظيم البيئي‪ ،‬إضافة إلى الدور الرقابي‬

‫‪ ،3778‬أن األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم تنقسم إلى شعبتين وهما البيئة وتهيئة اإلقليم‪ ،‬وبينت المادة ‪ 2‬من‬
‫ذات المرسوم أن شعبة البيئة تشتمل على األسالك اآلتية وهي‪ :‬سلك المهندسين‪ ،‬وسلك المفتشين‪ ،‬وسلك التقنيين‪.‬‬
‫بينت المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323-78‬أن سلك مفتشي البيئة يضم أربع رتب وهي رتبة مفتش‪ ،‬رتبة مفتش رئيسي‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫رتبة مفتش قسم‪ ،‬رتبة مفتش قسم رئيسي‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الالحق والذي يظهر من خالل القيام بالتحاليل الفيزيائية والكيميائية في الموقع وفي المخبر للعينات التي تم أخذها‬
‫في إطار الحراسة والرصد في أوساط ومصادر التلوث‪.‬‬
‫ويساعد مهندسو البيئة خالل ممارسة نشاطهم تقنيون في البيئة حيث يكلفون بجمع المعلومات بغية إعداد‬
‫خريط ة مصادر التلوث‪ ،‬والمشاركة في جمع المعلومات المتعلقة بحالة تلوث األوساط وحجم النفايات وكذا رصد‬
‫المعلومات المتعلقة بالمواد والمنتجات التي تشكل خط ار على الصحة والبيئة‪ ،‬وذلك عبر أخذ عينات من المياه‬
‫والنفايات والوحل قصد التحليل(‪ ،)1‬وعالوة على المهام المسندة لتقنيي البيئة فإن التقنيون السامون في البيئة وفقا‬
‫للمادة ‪ 46‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،232-18‬مكلفون بالمشاركة في إعداد تقارير تقييميه للتأثيرات على البيئة‪،‬‬
‫والمشاركة في تقويم دراسات الخطر‪ ،‬والتدقيق البيئي والمشاركة في متابعة اإلجراءات المتعلقة بالمنشآت المصنفة‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المهام المسندة للموظفين المنتمين ألسالك البيئة تتوزع عبر المصالح الموجودة على مستوى‬
‫الذي يتضمن تنظيم مديريات البيئة‬ ‫(‪)2‬‬
‫مديرية البيئة وفقا للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 28‬ماي سنة ‪2117‬‬
‫على مستوى الوالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة‬
‫تكلف اللجنة الوالئية للمراقبة المؤسسات المصنفة بالسهر على احترام التنظيم الذي ينظم المؤسسات‬
‫المصنفة‪ ،‬وفحص طلبات إنشاء المؤسسات المصنفة‪ ،‬والسهر على مطابقة المؤسسات الجديدة لنص مقرر الموافقة‬
‫المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة(‪.)3‬‬
‫يظهر مضمون رقابة الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة وفق عدة صور حيث بينت المادة ‪ 35‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة أن اللجنة‬
‫الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة مكلفة بمراقبة مطابقة المؤسسات المصنفة للتنظيم الذي يطبق عليها وذلك دون‬
‫المساس بالمراقبات األخرى المنصوص عليها قانونا‪ ،‬وتعد بمناسبة مهام الرقابة برنامجا لمراقبة المؤسسات المصنفة‬
‫الواقعة في إقليم الوالية المعنية‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 38‬ماي ‪ ،3770‬يضمن تنظيم مديريات البيئة للواليات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪00‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫سبتمبر ‪ .3770‬وتتمثل هذه المصالح في كل من مصلحة البيئة الحضرية والمكلفة بمتابعة وتقييم الدراسات‪ ،‬ومراقبة منشآت المعالجة‬
‫وازالة التلوث في المجال الحضري وترقية نشاطات استرجاع النفايات وتثمينها‪ ،‬ومصلحة البيئة الصناعية المكلفة بأخذ ومتابعة التدابير‬
‫التي تهدف إلى الوقاية من التلوث واألضرار الصناعية‪ ،‬وتنفيذ األحكام التنظيمية المتعلقة بالمنشآت المصنفة ومراقبة منشآت المعالجة‪،‬‬
‫وازالة التلوث في المجال الصناعي وترقية نشاطات استرجاع النفايات الخاصة وكذا مصلحة التنظيم والتراخيص التي تكلف بدراسة‬
‫ومتابعة شؤون المنازعات التي يكون القطاع طرفا فيها وتنفيذ إجراءات دراسة وموجز التأثير في البيئة‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويمكن للجنة أن تكلف عضوا من أعضائها بمهام المراقبة الخاصة إذا اقتضت الظروف ذلك‪ ،‬ولها الحق‬
‫في أن تجري معاينات مراقبة للمؤسسات المصنفة بناء على طلب من رئيسها (الولي)(‪.)1‬‬
‫وفي حالة تضرر المؤسسة المصنفة أو المنشأة نتيجة حريق أو انفجار‪ ،‬أو نتيجة لكل حادث أخر ناجم عن‬
‫االستغالل‪ ،‬يتعين على المستغل أن يرسل تقري ار عن ذلك لرئيس اللجنة حيث يحدد هذا التقرير ظروف وأسباب‬
‫وقوع الحادث‪ ،‬وبيانا ألثاره على األشخاص والممتلكات والبيئة والتدابير المتخذة‪ ،‬أو المزمع اتخاذها من أجل تفادي‬
‫أي إحداث مماثلة‪ ،‬وكذا تدابير التخفيف من آثار الحادث على المدى المتوسط أو الطويل(‪.)2‬‬
‫وفقا ألحكام المادة ‪ 42‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬فقد أسند للجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات‬
‫المصنفة مراقبة مخطط إزالة التلوث‪ ،‬والذي يقتضي التأكد من أن الموقع أعيد إلى أصله ضمن الشروط التي‬
‫تضمن عدم تشكيل أي خطر أو ضرر على البيئة‪ ،‬السيما عندما تتوقف المؤسسة المصنفة عن النشاط‪ ،‬ولهذا‬
‫الغرض يتم إعالم الوالي المختص إقليميا عن طريق إرسال ملف يتضمن مخطط إزالة التلوث في الموقع حيث يحدد‬
‫فيه كيفية إفرا‪ ،‬أو إزالة المواد الخطرة‪ ،‬وكذا النفايات الموجودة في الموقع‪ ،‬وازالة تلوث األرض والمياه الجوفية‬
‫المحتمل تلوثها‪ ،‬إضافة إلى إجراءات حراسة الموقع حال الضرورة لذلك(‪.)3‬‬
‫ثالثا ‪ :‬رقابة مديرية الطاقة بالوالية‬
‫يمكن تقسيم أشكال الرقابة الممنوحة لمديرية الطاقة على مستوى الوالية وفق صورتين رئيسيتين حيث‬
‫تظهر ابتداء من خالل منحها اختصاصا عاما بالرقابة‪ ،‬والحديث متعلق بالسهر على احترام التشريع والتنظيم‬
‫المعمول به في مجال تخزين المنتجات البترولية ونقلها وتوزيعها باإلتصال مع الجهاز المعني‪ ،‬وضمان متابعة‬
‫نشاطات تخزين المنتجات البترولية‪ ،‬وتوزيعها ومتابعة انجاز الهياكل التابعة لها‪ ،‬كما تسهر مديرية الطاقة على‬
‫المحافظة على البيئة من آثار المنشآت الطاقوية والمنجمية والمحروقات بالتشاور مع األجهزة المعنية‪ ،‬وبالتعاون مع‬
‫الهيئات والمؤسسات المعنية(‪ ،)4‬وتسهر مديرية الطاقة على تطبيق التشريع والتنظيم في مجال األمن الصناعي‬
‫بالتشاور مع األجهزة المعنية(‪.)6‬‬ ‫والوقاية من األخطار الكبرى وكذا تنفيذ البرامج المتعلقة بها‬
‫(‪)5‬‬

‫وبين القانون رقم ‪ 21-14‬المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير المخاطر في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬أن المخطط العام للوقاية من األخطار الصناعية والطاقوية يمثل مجموعة اإلجراءات المطبقة على‬

‫أنظر المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،314-19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 6‬فقرة ‪ ،1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،314-19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫يقصد باألجهزة المعنية في هذه الحالة المندوبية الوطنية لألخطار الكبرى المؤسسة بموجب المادة ‪ 86‬من القانون ‪.21-14‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المنشآت أو مجموع المنشآت الخاصة والسيما منها المناجم ومقالع الحجارة ومنشآت أو تجهيزات معالجة ونقل‬
‫الطاقة والسيما المحروقات‪.‬‬
‫كما أن المخطط العام للوقاية من األخطار الصناعية والطاقوية يحدد المنشآت والمؤسسات الصناعية‬
‫المعنية وكذا اإلجراءات المطبقة على المؤسسات والمنشآت الصناعية بحسب مكان وجودها في المنطقة الصناعية‬
‫وكذا ترتيبات المراقبة وتنفيذ أحكام المخطط العام للوقاية من األخطار الصناعية والطاقوية(‪ ،)1‬وتسهر مديرية الطاقة‬
‫والمناجم على تطبيق المقاييس والمعايير األمنية حسب مختلف أنواع المنشآت الطاقوية والمنجمية والمحروقات‬
‫بالتشاور مع األجهزة المعنية(‪ ،)3‬إضافة إلى السهر على تطبيق التشريع‬ ‫(‪)2‬‬
‫السيما المواقع والمنشآت المصنفة‬
‫والتنظيم المتعلقين بتسيير المواد الحساسة(‪.)4‬‬
‫وما يكمن مالحظته في هذا السياق أن المشرع منح لمديرية الطاقة والمناجم اختصاصا بالسهر على احترام‬
‫التشريع والتنظيم المعمول به في مجال تخزين المنتجات البترولية ونقلها وتوزيعها‪ ،‬حيث تم إغفال باقي النشاطات‬
‫المرتبطة بقطاع المحروقات والتي تظهر في عمليات التنقيب واالستخراج وكذا االستغالل‪ ،‬وهو األمر الذي لم يتم‬
‫تأكيده في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 57-15‬المحدد إلجراءات وشروط ممارسة نشاطات تخزين و‪/‬أو توزيع المنتجات‬
‫البترولية الذي صدر مؤخرا‪ ،‬حيث تم بيان الرقابة المسندة للمصالح المختصة لسلطة ضبط المحروقات إذ بينت‬
‫المادة ‪ 12‬من الملحق الثالث المتصل به أنه أسند لسلطة ضبط المحروقات القيام بعمليات المراقبة والمتابعة‬
‫والتجارب التنظيمية السيما تجارب أنظمة حماية األمن للمنشأة المعنية‪.‬‬
‫أما الشكل الثاني من الرقابة الممنوحة لمديرية الطاقة فيظهر من خالل منحها إختصاصا محددا والذي‬
‫بنته المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 314-19‬حيث تكلف في ميدان المراقبة التقنية التنظيمية بالسهر على‬
‫تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بقنوات المحروقات والقيام بالمراقبة التقنية التنظيمية الدورية المتعلقة بها وذلك‬
‫بالتعاون مع الجهاز المعني‪ ،‬إضافة إلى الرقابة التقنية التنظيمية والدورية المتعلقة باألجهزة الخاصة بضغط الغاز‬
‫والبخار‪.‬‬

‫المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ،21-14‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،314-19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫يقصد باألجهزة المعنية في هذه الحالة الهيئة الوطنية للتقييس والتي أطلق عليها اسم المعهد الجزائري للتقييس المؤسس بموجب‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،14-14‬مؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ ،2114‬يتعلق بالتقييس‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،41‬صادر في ‪ 27‬جوان ‪.2114‬‬
‫أنظر المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،314-19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وتجدر اإلشارة أن الموظفين العموميين الممارسين ألعمال الرقابة على مستوى مديرية الطاقة والمناجم هم‬
‫أنهم مكلفون بإجراء عمليات‬ ‫(‪)1‬‬
‫تقنيو الطاقة والمناجم حيث بينت المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي رقم‪239-19‬‬
‫المراقبة المتعلقة بإنجاز أشغال ميدان تخصصهم‪ ،‬كما يشاركهم التقنيون السامون في أعمال المراقبة التقنية‬
‫والتنظيمية وتنفيذ أشغال التنقيب والدراسات في ميدان نشاطهم حيث يسهرون على تطبيق التنظيم المرتبط بمجال‬
‫بمديرية‬ ‫عملهم(‪ ،)2‬ويشرف على عمليات الرقابة والضبط والدراسات والبحث وتنسيقها المهندسون الرئيسيون‬
‫(‪)3‬‬

‫الطاقة‪ ،‬كما يسهر الموظفون برتبة مدقق في الطاقة بضمان احترام القواعد الفنية في مجال تهيئة واستغالل الهياكل‬
‫الطاقوية والمنجمية والمحروقات(‪.)4‬‬
‫رابعا ‪ :‬المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‬
‫أنشأ المرصد الوطني للبيئة والتميمة المستدامة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)5(115-12‬ويعتبر المرصد‬
‫وفقا للمادة األولى من المرسوم السابق الذكر مؤسسة وطنية عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬يتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويخضع للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقته مع الدولة ويعد تاج ار في عالقاته مع‬
‫الغير‪ ،‬ويوضع المرصد تحت وصاية الوزير المكلف بالبيئة ويحدد مقره بالجزائر العاصمة(‪ ،)6‬ويكلف المرصد في‬
‫إطار مهامه بوضع شبكات الرصد‪ ،‬وقياس التلوث‪ ،‬وحراسة األوساط الطبيعية وتسيير ذلك‪ ،‬وجمع المعطيات‬
‫والمعلومات المتصلة بالبيئة والتنمية المستدامة لدى المؤسسات الوطنية والهيئات المتخصصة‪ ،‬ومعالجة المعطيات‬
‫والمعلومات البيئية قصد إعداد أدوات اإلعالم والمبادرة بالدراسات الرامية إلى تحسين المعرفة البيئية لألوساط‬
‫والضغوط الممارسة على تلك األوساط وانجاز هذه الدراسات أو المشاركة في إنجازها‪ ،‬كما يعمل على جمع‬
‫المعلومات البيئة ونشرها(‪.)7‬‬
‫ومن أجل القيام بالمهام المسندة له السيما في مجال الرصد وقياس التلوث وحراسة األوساط فهو يعتمد على‬
‫مخابر جهوية ومحطات وشبكات حراسة(‪ ،)8‬وفي مجال الرقابة فإن المرصد يكلف بالتنسيق مع المؤسسات الوطنية‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،239-19‬مؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2119‬يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك‬ ‫(‪)1‬‬

‫الخاصة باإلدارة المكلفة بالطاقة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،43‬صادر في ‪ 22‬جويلية ‪.2119‬‬
‫أنظر المادة ‪ 31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،239-19‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 18‬فقرة ‪ 4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،239-19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 39‬فقرة ‪ 4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،239-19‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،115-12‬مؤرخ في ‪ 3‬أفريل ‪ ،2112‬يتضمن إنشاء المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 3‬أفريل ‪.2112‬‬


‫أنظر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 3‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،115-12‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫أنظر المادة ‪ 5‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،115-12‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫أنظر المادة ‪ 5‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،115-12‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫والهيئات المعنية بجمع المعلومات البيئية على الصعيد العلمي والتقني واإلحصائي معالجتها واعدادها وتوزيعها(‪،)1‬‬
‫الذي يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار وأهداف نوعية‬ ‫(‪)2‬‬
‫وتطبيقا لذلك فقد بين المرسوم التنفيذي رقم ‪12-16‬‬
‫الهواء في حالة تلوث جوي أن مراقبة نوعية الهواء تسند إلى المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة(‪ ،)3‬حيث‬
‫تخص مراقبة نوعية الهواء وفق مستويات ( القيم القصوى‪ ،‬مستويات اإلعالم‪ ،‬مستويات اإلنذار ) تم تحديدها ذات‬
‫المرسوم التنفيذي ويتعلق األمر بكل من ثاني أكسيد األزوت‪ ،‬وثاني أكسيد الكبريت‪ ،‬واألوزون والجزيئات الدقيقة‬
‫المعلقة(‪.)4‬‬
‫وبالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،028-70‬المنظم النبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة أو‬
‫الصلبة في الجو والشروط التي تتم فيها مراقبتها والذي تم التعرض له ضمن مبدأ الملوث الدافع فإن المرصد‬
‫الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬الكميات المنبعثة يقوم بالتحاليل المتعلقة باإلنبعاثات الجوية ذات المصدر‬
‫الصناعي بهدف تحديد المعامل المضاعف المطبق حيث يتم إرسال التقارير المتضمنة قيمة المعامل المضاعف‬
‫المطبق على كل مؤسسة مصنفة من طرف مصالح البيئة للوالية المعانية إلى قابض الضرائب للوالية المعنية(‪.)5‬‬
‫خامسا ‪ :‬النتائج المترتبة عن الرقابة اإلدارية‬
‫للعقوبة اإلدارية بصفة عامة صفة ردعية كأثر لمواجهة الوقوع الفعلي في المخالفة‪ ،‬في حين تخلو إجراءات‬
‫الضبط اإلداري من الصفة العقابية حيث تتميز بصفة الوقائية‪ ،‬ومن ثم فإن معيار التفرقة بينها يكمن في الغاية‬
‫المرجوة منهما‪ ،‬إذ أن العقوبة اإلدارية تهدف إلى ردع المخالف وزجر‪ ،‬غيره أن إجراءات الضبط اإلداري القصد‬
‫منها هو إتقاء إرتكاب المخالفة ووقوعها‪ ،‬وتأسيسا على ذلك فإن سحب الترخيص ينتمي إلى إجراءات الضبط‬
‫اإلداري إذا كان للحفاظ على األمن العام في حين يعتبر جزاءا إداريا إذا اتخذته اإلدارة نتيجة إرتكاب المخالفة(‪،)6‬‬
‫وتتنوع العقوبات اإلدارية وفق شكلين فمنها ما انصب على الذمة المالية للمخالف حيث يعبر عنها على أنها‬

‫أنظر المادة ‪ 4‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،115-12‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،12-16‬مؤرخ في‪ 7‬جانفي ‪ ،2116‬يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار ونوعية الهواء في حالى تلوث‬ ‫(‪)2‬‬

‫جوي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،1‬صادر في ‪ 8‬جانفي ‪.2116‬‬


‫أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 12-16‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬والمادة ‪ 6‬فيما يخص القيم القصوى والمادة ‪ 8‬فيما يخص مستويات اإلعالم و مستويات اإلنذار من المرسوم‬ ‫(‪)4‬‬

‫التنفيذي رقم ‪ ،12-16‬مرجع سابق‪.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 2‬و‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،300-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫محمد أمين مصطفى‪ ،‬الحماية اإلجرائية للبيئة‪ :‬المشكالت المرتبطة بالضبطية القضائية واإلثبات في نطاق التشريعات البيئية ‪ ،‬دار‬ ‫(‪)6‬‬

‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3770 ،‬ص‪.00.‬‬


‫‪195‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫عقوبات مالية كالغرامة المالية‪ ،‬أما الشكل الثاني فيظهر في شكل عقوبات عينية حيث تكون منصبة على محل‬
‫المخالفة اإلدارية‪ ،‬ومثال ذلك الترخيص حيث أن مخالفة ضوابطه تؤدي إلى تعليقه أو سحبه أو إلغائه(‪.)1‬‬
‫إن نتائج الرقابة التي تمارسها مختلف الجهات اإلدارية السابقة الذكر من أجل حماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات تظهر من خالل تعليق الرخصة أو سحبها كما يلي‪:‬‬
‫‪.4‬تعليق الرخصة‬
‫إن نتائج الرقابة التي تقوم بها اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة تظهر ابتداء خالل مرحلة تسليم‬
‫رخصة المؤسسة المصنفة‪ ،‬حيث أن تسليمها مرهون بزيارة اللجنة للموقع عند إتمام انجاز المؤسسة المصنفة‪ ،‬وذلك‬
‫قصد التأكد من مطابقتها للوثائق المدرجة في ملف طلب الرخصة ولنص مقرر الموافقة المسبقة(‪ ،)2‬وفي مرحلة‬
‫االستغالل تمتد الرقابة التي تقوم بها اللجنة‪ ،‬حيث أنه وفقا ألحكام المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪198-16‬‬
‫فإنه في حالة معاينة أية وضعية غير مطابقة للتنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة في مجال حماية البيئة‪،‬‬
‫وكذا األحكام التقنية الخاصة المنصوص عليها في رخصة االستغالل الممنوحة حال كل مراقبة تقوم بها اللجنة‪،‬‬
‫تقوم اللجنة بتحرير محاضر تبين األفعال المجرمة وذلك بالنظر إلى طبيعة وأهمية هذه األفعال‪ ،‬حيث يحدد فيها‬
‫أجل للمؤسسة المصنفة من أجل تسوية وضعيتها‪ ،‬وعند نهاية األجل المحدد وفي حالة عدم التكفل بالوضعية الغير‬
‫مطابقة‪ ،‬تعلق رخصة استغالل المؤسسة المصنفة‪.‬‬
‫‪.2‬سحب الرخصة‬
‫فيما يخص نتائج الرقابة التي تقوم بها اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة السابقة الذكر وعند نهاية‬
‫األجل المحدد وفي حالة عدم التكفل بالوضعية الغير مطابقة‪ ،‬فبعد تعليق رخصة استغالل المؤسسة المصنفة‪،‬‬
‫وبمرور ستة أشهر بعد تبليغ تعليق النشاط‪ ،‬وفي حالة عدم مطابقة المؤسسة من جديد تسحب رخصة استغالل‬
‫المؤسسة المصنفة‪ ،‬حيث يخضع أي استغالل جديد للمؤسسة إلجراء جديد لمنح رخصة االستغالل‪ ،‬وما يالحظ في‬
‫هذا السياق أن المشرع قد بين على سبيل التفصيل العقوبات اإلدارية التي تقوم بها لجنة المنشآت المصنفة على‬
‫مستوى الوالية من تعليق للرخصة وسحبها‪ ،‬غير أ نه لم يحدد بصورة مماثلة العقوبات التي تقوم بها كل من مديرية‬
‫البيئة‪ ،‬وكذا مديرية الطاقة والمناجم‪ ،‬حيث حدد الصالحيات الرقابية لكل منها بصورة عامة ولم يبين شكل العقوبة‬
‫من سحب أو إلغاء أو تعليق‪ ،‬أو غرامات مالية‪ ،‬وعليه فإن االمر يقتضي تعديل النصوص القانونية المتعلقة‬
‫بالرقابة الممنوحة لهما من أجل تعزيز واضفاء صفة القوة الملزمة للرقابة التي اسندت لهما‪.‬‬

‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية العامة‪ :‬الغ ارمة‪ ،‬الوقف‪ ،‬اإلزالة‪ ،‬إلغاء التراخيص‪ ،‬الغلق‬ ‫(‪)1‬‬

‫اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3778 ،‬ص‪.02.‬‬


‫أنظر المادة ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،008-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫الفرع الثاني‬
‫رقابة وكالتي ضبط المحروقات‬

‫تتمتع وكالتي المحروقات باختصاصات رقابية مستمدة من طبيعة الصالحيات التي منحت لها بموجب‬
‫قانون المحروقات‪ ،‬فبالنسبة للوكالة األولى وهي سلطة ضبط المحروقات والتي تم تكليفها على وجه الخصوص‬
‫بالسهر على احترام التنظيم التقني المطبق على النشاطات التي يحكمها قانون المحروقات‪ ،‬إضافة إلى السهر على‬
‫تطبيق التنظيم في مجال الصحة واألمن الصناعي والبيئة والوقاية من المخاطر الكبرى وادارتها(‪ ،)1‬حيث أنه ال‬
‫يتأتى تطبيق ذلك دون إعمال رقابة فعالة تسمح بتطبيق مختلف النصوص القانونية المنظمة لذلك‪.‬‬
‫وفيما يخص الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط)‪ ،‬فتتمتع باختصاصات رقابية تسمح لها‬
‫بصفتها طرفا متعاقدا بمتابعة ومراقبة تنفيذ عقود البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات‪ ،‬كما تسهر على التأكد من أن‬
‫استغالل موارد المحروقات يتم ضمن احترام المحافظة المثلى عليها(‪.)2‬‬
‫ومن أجل بيان الدور الرقابي لوكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة فإن األمر يقتضي بيان مضمون‬
‫الرقابة التي تتمتع بها وتحديد إشكالها (أوال)‪.‬‬
‫إضافة إلى متابعة ما يتم تحقيقه من هذه الرقابة من نتائج تسمح بالوصول إلى تقييم مدى نجاعتها‪ ،‬وأثارها‬
‫على المخالفات التي تنتج عن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬صور رقابة وكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة‬
‫لم يتضمن قانون المحروقات بابا مستقال يتضمن أوجه الرقابة التي تتمتع بها وكالتي المحروقات‪ ،‬غير أنه‬
‫تم توزيع االختصاصات الرقابية الممنوحة لوكالتي المحروقات ضمن العديد من المواد القانونية التي تضمنها‪،‬‬
‫إضافة إلى االختصاصات التي منحها للوكالتين بموجب النصوص التنظيمية التي صدرت تطبيقا لبعض أحكام‬
‫قانون المحروقات‪.‬‬
‫وبالبحث في هذه النصوص القانونية يمكن تقسيم أشكال الرقابة التي تتمتع بها وكالتي المحروقات وفق‬
‫صورتين أساسيتين‪ ،‬رقابة وفقا لمضمون الوثائق والتقارير المرفوعة لهما‪ ،‬ورقابة عبر معاينة المخالفات المرتكبة‪،‬‬
‫والتي تظهر عبر اختصاصات التحقيق الميداني ألماكن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ . 1‬رقابة وكالتي المحروقات وفقا للوثائق والتقارير‬


‫تظهر عمليات الرقابة التي تمارسها وكالتي المحروقات ابتداء بصورة سابقة عبر مراقبة مضمون الوثائق‬
‫والملفات المتعلقة بمختلف الرخص المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات‪ ،‬حيث أسند للوكالة الوطنية لتثمين موارد‬
‫المحروقات النفط مهمة تسليم رخص التنقيب والقيام بطرح المناقصات وتقييم العروض المتعلقة بنشاطات البحث‬
‫و‪/‬أو االستغالل(‪ ،)1‬ومنح مساحات البحث ومساحات االستغالل‪ ،‬إضافة إلى وابرام عقود البحث و‪/‬أو االستغالل(‪.)2‬‬
‫ومثال ذلك فيما يخص دراسة طلبات الحصول على شهادة االنتقاء األولي قصد المشاركة في المناقصات‬
‫المتعلقة بإبرام عقود نشاطات البحث واستغالل المحروقات أو عقد استغالل المحروقات فيجب على كل شخص‬
‫يرغب في ذلك أن يقدم طلبا من أجل االنتقاء األولي لدى النفط(‪ ،)3‬ويجب أن يتضمن المعلومات المحددة في‬
‫الملحقات المرتبطة بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 082-70‬المحدد لجملة اإلجراءات المتعلقة بإبرام عقود البحث‬
‫واالستغالل وعقود استغالل المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة‪.‬‬
‫وتدرس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات الطلبات على الفور وتعلم المترشح في غضون ‪ 00‬يوما‬
‫من استالمها إذا اعتبر الطلب ناقصا أو يتطلب معلومات إضافية‪ ،‬ويمكن أن تنظم مقابلة مع المترشح إذا اعتبر‬
‫ذلك ضروريا(‪ ،)4‬وفي حالة استيفاء الشروط تبلغ النفط المترشح بالرد في ما يخص طلب االنتقاء األولي في غضون‬
‫‪ 27‬يوما من استالمها إياه‪ ،‬أما إذا كان الطلب غير كامل‪ ،‬أو يتطلب توضيحات فإن النفط تبلغ المترشح بذلك في‬
‫غضون ‪ 37‬يوما التي تلي إستالم المعلومات إضافية أو التوضيحية بالرد الخاص بطلب االنتقاء األولي(‪.)5‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 082-70‬قد منحت للوكالة الوطنية لتثمين موارد‬
‫المحروقات اختصاص منح شهادة االنتقاء الوالي قصد المشاركة في المناقصات السابقة الذكر‪.‬‬
‫مثال أخر فيما يخص طلبات منح امتياز النقل بواسطة األنابيب حيث تقوم النفط بدراسة هذه الطلبات‬
‫وتقديم توصيات إلى الوزير المكلف بالمحروقات من أجل منح الرخصة المطلوبة لذلك(‪.)6‬‬
‫وتظهر عملية الرقابة التي تقوم بها وكالتي ضبط المحروقات في هذا اإلطار من خالل عدم إمكانية‬
‫متابعة اإلجراءات المتعلقة بالحصول على الرخص أو التأشيرات ما لم تتأكد وكالتي ضبط المحروقات من مطابقة‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00 ،07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ملفات الطلبات المقدمة من طرف المتعاملين حيث يجب أن تكون مطابقة للشروط المحددة في التشريع والتنظيم‬
‫المعمول بهما‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية للرقابة التي تقوم بها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط فتظهر خالل رقابة‬
‫تنفيذ العقود‪ ،‬وذلك عبر متابعة ومراقبة تنفيذ عقود البحث و‪/‬أو االستغالل المحروقات والتأكد من مطابقتها للقانون‬
‫وذلك بصفتها طرفا متعاقدا في هذه العقود(‪.)1‬‬
‫وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة وفقا ألحكام المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 70-70‬المعدل والمتمم‬
‫والمتعلق بالمحروقات والتي ألزمت كل شخص قبل القيام بأي نشاط عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على‬
‫موافقة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬دراسة التأثير على البيئة‪ ،‬ومخطط تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا للتدابير‬
‫الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في‬
‫مجال البيئة‪ ،‬حيث وتكلف سلطة ضبط المحروقات بمتابعة هذه الدراسات وتنسيقها باالتصال مع الو ازرة المكلفة‬
‫بالبيئة من أجل الحصول على التأشيرة المناسبة للمتعاقدين والمتعاملين المعنيين‪.‬‬
‫وفيما يخص الرقابة التي تقوم بها سلطة ضبط المحروقات في هذا اإلطار فتظهر عبر مراقبة ومتابعة تنفيذ‬
‫مخطط التسيير البيئي الذي تتضمنه دراسة التأثير في البيئة الموافق عليها‪ ،‬حيث يجب على المتعاقدين والمتعاملين‬
‫موافاة سلطة ضبط المحروقات وبدعوة منها بجميع المعلومات المطلوبة والمتعلقة بالبيئة(‪.)2‬‬
‫أما عمليات الرقابة المبنية على التقارير المرفوعة إلى وكالتي المحروقات فباإلضافة إلى ما ذكر آنفا فيما‬
‫يخص دراسة التأثير في البيئة‪ ،‬فقد ألزمت المادة ‪ 33‬من قانون المحروقات كل متعاقد أو متعامل أن يضع تحت‬
‫تصرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط كل المعطيات والنتائج الناجمة عن أشغال التنقيب حسب‬
‫إجراءات تحدد عن طريق التنظيم(‪.)3‬‬
‫كما أنه ملزم بتزويد الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بإنتضام وبدون تأخير بكل المعطيات‬
‫(‪)4‬‬
‫المحصل عليها في إطار تنفيذ العقد‪ ،‬وكذا كل التقارير التي تطلبها الوكالة ضمن األشكال والوتائر التي‬ ‫والنتائج‬
‫تحددها اإلجراءات التي تنشرها الوكالة(‪.)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،200-70‬المؤرخ في ‪ 0‬أكتوبر ‪ ،3770‬المحدد إلجراءات وضع كل المعطيات والنتائج الناجمة عن‬ ‫(‪)3‬‬

‫أشغال التنقيب عن المحروقات تحت تصرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط)‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في‬
‫‪ 07‬أكتوبر ‪ .3770‬الذي جاء تطبيقا ألحكام المادة ‪ 33‬من قانون المحروقات‪ ،‬معدل ومتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪،00-02‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 0‬مارس ‪.3702‬‬
‫بينت المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ ،03-70‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،3770‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3778‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫عدد ‪ ،83‬صادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ .3770‬أنه تخضع ملكية كل المعطيات المترتبة عن أشغال البحث والتنقيب المتعلقة بالمجال‬
‫‪199‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويجب أن تقدم وترسل جميع المعطيات والنتائج وكذا التفاسير الخاصة بها إلى الوكالة الوطنية لتثمين موارد‬
‫المحروقات طبقا للمخطط المعتمد‪ ،‬وحسب المدة الدورية التي تحددها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات‪ ،‬كما‬
‫يجب أن تسلم هذه المعطيات والنتائج وكذا التفاسير الخاصة بها الناجمة عن أشغال التنقيب عن المحروقات إلى‬
‫الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات في أجل أقصاه ثالثون يوما بعد إنتهاء مدة صالحية رخصة التنقيب عن‬
‫المحروقات(‪.)2‬‬
‫كما تلتزم الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات النفط‪ ،‬وصاحب رخصة التنقيب عن المحروقات بالحفاظ‬
‫على سرية هذه النتائج والتفاسير إزاء الغير خالل مدة سرية قدرها ثالث سنوات بالنسبة للمساحات المتواجدة في‬
‫المنطقتين الجبائيتين "أ" أو"ب" وسنتان بالنسبة للمساحات المتواجدة في المنطقتين الجبائييتين "ج" أو "د"‪ ،‬وذلك‬
‫إبتداء من تاريخ تبليغها من قبل صاحب رخصة التنقيب عن المحروقات‪ ،‬على أن تكون النفط بعد مرور المدد‬
‫السابقة حسب الحالة حرة في إستعمال هذه المعطيات والنتائج وكذا التفاسير الخاصة بها من أجل ترقية األمالك‬
‫المنجمية الوطنية المتعلقة بالمحروقات(‪.)3‬‬
‫وباالنتقال إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 220-02‬المحدد لشروط مطابقة المنشآت‪ ،‬والمعدات التابعة‬
‫لنشاطات المحروقات‪ ،‬والذي بموجبه يجب على كل مستغل أن يرسل إلى سلطة ضبط المحروقات تقرير تشخيص‬
‫المطابقة مرفوقا بمخطط تنفيذ برنامج المطابقة(‪ ،)4‬على أن تقوم سلطة ضبط المحروقات بتقييم مطابقة المنشآت‬
‫والمعدات على أساس تقرير التشخيص وبرنامج المطابقة مع جدول زمني وآجال لإلنجاز(‪ ،)5‬حيث يلزم كل مستغل‬
‫بالشروع في تنفيذ برنامج المطابقة للمنشآت والمعدات فو ار بعد الموافقة علية‪ ،‬وتقوم سلطة ضبط المحروقات‬
‫بعمليات مراقبة بعد ذلك‪ ،‬حيث أنه حال إثبات وضعية تشكل خط ار جد عال‪ ،‬أو في حالة ما أظهر التشخيص وأكد‬
‫وجود مخاطر غير مقبولة‪ ،‬فإن سلطة ضبط المحروقات تقوم بإعذار المستغل للشروع فو ار في إتخاذ التدابير‬
‫األمنية بما في ذلك تخفيض معالم استغالل المنشآت وذلك من أجل حماية العمال والمنشآت والبيئة(‪.)6‬‬

‫المنجمي للمحروقات إلى األمالك العامة‪ ،‬حيث يتم تسيير وحماية وحفظ هذه المعطيات من طرف السلطة المختصة المكلفة بتسيير‬
‫المرفق العام وهي الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ألنفط‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،200-70‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬و‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،200-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫راجع المادة ‪ 0‬و ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .2‬رقابة وكالتي المحروقات وفقا للمعاينة الميدانية‬


‫بينت المادة ‪ 00‬من قانون المحروقات ضرورة االحترام الصارم خالل جميع النشاطات المرتبطة بقطاع‬
‫المحروقات للتعليمات وااللتزامات المتعلقة بأمن العمال وصحتهم والنظافة والصحة العمومية والمواصفات األساسية‬
‫للمحيط البيئي البري أو البحري‪ ،‬إضافة إلى احترام مضمون النصوص والتنظيمات المعمول بها في مجال حماية‬
‫البيئة واستعمال المواد الكيميائية‪ ،‬والسيما في العمليات المتعلقة بالمحروقات غير التقليدية‪ ،‬وتفاديا لكل المخاطر‬
‫يمكن لسلطة ضبط المحروقات اللجوء إلى مكاتب المراقبة والخبرة المختصة والمعتمدة في إطار تنفيذ مهمة المراقبة‬
‫المكلفة بها(‪ ،)1‬ويمكن للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات وسلطة ضبط المحروقات في كل المهام الموكلة‬
‫إليهما والتي تتطلب إجراء مراقبة تطبيق ومطابقة مع القواعد المنصوص عليها اللجوء إلى مكاتب خبرة محترفة‬
‫وطنية أو دولية ذات سمعة مؤكدة(‪.)2‬‬
‫وتظهر عمليات المراقبة التي تقوم بها وكالتي المحروقات عبر المعاينة الميدانية للنشاطات المرتبطة بقطاع‬
‫المحروقات فيما يخص عمليات االستغالل عبر مراقبة وضعية التخلي واعادة الموقع إلى حالته األصلية‪ ،‬حيث تتم‬
‫من طرف كل من الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بالتعاون مع سلطة ضبط المحروقات والو ازرة المكلفة‬
‫بالبيئة(‪ ،)3‬ومثال ذلك فيما يخص عمليات التنقيب حيث بينت المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪302-70‬‬
‫المتضمن إجراءات وشروط منح رخصة التنقيب عن المحروقات عن المحروقات إذ أن الوكالة الوطنية لتثمين موارد‬
‫المحروقات تقوم بتوقيع محضر المعاينة الحضوري عند إنتهاء مدة التنقيب والمقدرة بسنتين مع صاحب الرخصة‬
‫والذي يتضمن تثبيت إعادة األماكن إلى حالتها األصلية حيث يعد هذا المحضر بالنسبة لصاحب الرخصة بمثابة‬
‫إبراء أداء اللتزاماته‪ ،‬وفيما يخص عمليات النقل بواسطة األنابيب والمنشآت المرتبطة بها فتتم مراقبة إنجاز منشآت‬
‫نقل المحروقات بواسطة األنابيب ومتابعتها(‪ ،)4‬وفقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬ويتعلق األمر بمراقبة‬
‫الجوانب المرتبطة بالصحة واألمن الصناعي والبيئة ومراقبة األنابيب واللواحق المصنوعة وعمليات التلحيم المرتبطة‬
‫بإنشاء منشآت النقل والقيام باختبارات قصد التحقق قبل الشروع في اإلنتاج(‪.)5‬‬

‫تم إضافة هذه الفقرة في المادة ‪ 00‬بموجب تعديل قانون المحروقات بالقانون رقم ‪ ،70-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 000‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 83‬فقر ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫بينت المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪ .‬أن وضع أنابيب نقل المحروقات في أعماق تقل عن المحددة في‬ ‫(‪)4‬‬

‫التنظيم أو في الهواء الطلق يخضع إلى الموافقة المسبقة من سلطة ضبط المحروقات على أساس ملف تقني يحتوي تبرير االختيار‬
‫بهذا النوع من الوضع والتدابير اإلستعجالية التي تتضمن مستوى امن يعادل على األقل مستوى الوضع في العمق التنظيمي‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما تتم مراقبة التخلي واعادة الموقع إلى حالته األصلية من قبل سلطة ضبط المحروقات بالتعاون مع‬
‫الو ازرة المكلفة بالبيئة(‪ ،)1‬وفيما يخص حرق الغاز فال يتم حرقه دون الحصول على رخصة من الوكالة الوطنية‬
‫لتثمين موارد المحروقات‪ ،‬حيث تتولى بذلك النفط مراقبة الكميات المحروقة‪ ،‬والتأكد من أن المتعامل قد قام بتسديد‬
‫الرسم المرتبط بكميات الغاز الذي تم حرقه(‪ ،)2‬كما تتم مراقبة كميات المياه المستعملة والتأكد من تسديد هذا الرسم‬
‫من المتعامل(‪ ،)3‬وبينت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬المنظم لنشاطات التخزين و‪/‬أو التوزيع‬
‫للمنتجات البترولية أن المصالح المختصة لسلطة ضبط المحروقات تقوم بعمليات الرقابة والمتابعة والتجارب‬
‫المتعلقة بأنظمة حماية األمن للمنشآت المعنية‪ ،‬حيث يقوم أعوان مؤهلون لسلطة ضبط المحروقات وحاملون ألمر‬
‫بمهمة يحدد طبيعة المراقبة الواجب إجراؤها بعمليات المراقبة الدورية للتحقق من مدى مطابقة مقاييس سير المنشآت‬
‫ومواصفات المنتجات البترولية(‪.)4‬‬
‫ثانيا‪ :‬النتائج المترتبة عن رقابة وكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة‬
‫تظهر النتائج المترتبة عن الرقابة التي تقوم بها وكالتي المحروقات من خالل عدة صور كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬سحب شهادة االنتقاء األولي‬
‫يمكن للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات سحب شهادة االنتقاء األولي‪ ،‬وذلك في حالة حدوث أي‬
‫تغيير في الظروف مهما كانت طبيعتها والتي يصبح بمقتضاها التأثير سلبا في قدرة الشخص المستفيد من االنتقاء‬
‫األولي في المستقبل فيما يخص قدراته التقنية أو المالية‪ ،‬أو إذا لوحظ أن المترشح قد حصل على إنتقائه األولي‬
‫بواسطة معلومات خاطئة(‪.)5‬‬
‫‪ .2‬التوصية بسحب رخص التنقيب عن المحروقات‬
‫تسمح رخصة التنقيب لصاحبها التنفيذ على نفقته وعلى مسؤوليته أشغال التنقيب عن المحروقات عبر‬
‫استعمال األساليب الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكميائية‪ ،‬بما في ذلك أعمال الحفر في الطبقات األرضية(‪.)6‬‬

‫أنظر المادة ‪ 83‬فقر ‪ 08‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 03‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪ .‬وتجدر اإلشارة انه يتعين على المتعامل الذي يطلب االستفادة من‬ ‫(‪)2‬‬

‫هذا االستثناء أن يسدد للخزينة العمومية رسما خاصا غير قابل للحسم قدره ‪ 8.777‬دج لكل ألف متر مكعب دون اإلخالل بأحكام‬
‫المادة ‪.070‬‬
‫أنظر المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ، 70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من الملحق الثالث بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،082-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-70‬مرجع سابق‪ ،‬كما بينت الفقرة ‪ 3‬من ذات المادة أن منح رخصة‬ ‫(‪)6‬‬

‫التنقيب ال تخول أي حق لصاحبها في إبرام عقد بحث واستغالل أو عقد استغالل‪ ،‬أو في التصرف في المنتجات المستخرجة في حالة‬
‫اكتشاف محروقات بمناسبة أشغال التنقيب‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وتسلم رخصة التنقيب من طرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بعد موافقة الوزير المكلف‬
‫بالمحروقات لمدة أقصاها سنتان(‪.)1‬‬
‫وينتج عن كل حالة تتضمن عدم وفاء الشخص الذي استفاد من رخصة التنقيب بالتزاماته المتعهد بها في‬
‫العقد أو في حالة عدم إمكانية بقائه مستجيبا للشروط وااللتزامات المطلوبة للحصول على رخصة التنقيب‪ ،‬إعذراه‬
‫من طرف النفط بمدة قدرها ثالثون يوما من أجل الوفاء بالتزاماته‪ ،‬وفي حالة إلزامه مرة أخرى تقرر الوكالة الوطنية‬
‫لتثمين موارد المحروقات سحب رخصة التنقيب منه بعد موافقة الوزير المكلف بالمحروقات‪ ،‬وتبلغ النفط الشخص‬
‫المعني بقرار سحب رخصة التنقيب إذا لم تنفذ االلتزامات المنصوص عليها في اإلعذار بعد انقضاء األجل‬
‫المحدد(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬التوصية بسحب إمتياز النقل بواسطة األ نابيبب‬
‫باعتبار أن سلطة ضبط المحروقات مكلفة بدراسة طلبات منح إمتياز النقل بواسطة األنابيبب‪ ،‬وتقديم‬
‫توصيات إلى الوزير المكلف بالمحروقات من أجل منح قرار االستفادة من االمتياز(‪ ،)3‬فهي مكلفة أيضا بتقديم‬
‫توصية إلى الوزير المكلف بالمحروقات من أجل سحب إمتياز النقل بواسطة األنابيبب في حالة تقصير خطير فيما‬
‫يخص األحكام المنصوص عليها في عقد االمتياز‪ ،‬وكذا الشروط المحددة في التنظيم(‪.)4‬‬
‫وهو األمر الذي تم تأكيده في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 223-70‬المحدد إلجراءات منح امتياز النقل بواسطة‬
‫األنابيب وسحبه حيث أن عدم إيفاء صاحب االمتياز بالشروط القانونية والتنظيمية التي تم على أساسها منح‬
‫االمتياز فإنه يمكن لسلطة ضبط المحروقات تقديم توصية بسحب االمتياز إلى الوزير المكلف بالمحروقات كما‬
‫يمكن أن يكون السحب كذلك حال التقصير الجسيم لبنود دفتر الشروط المتفق عليه مع صاحب االمتياز(‪.)5‬‬
‫‪ .4‬التوصية بتوقيف نشاط توزيع المنتجات البترولية‬
‫بينت المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-00‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و‪/‬أو‬

‫توزيع المنتجات البترولية أنه عندما يصبح االعتماد الممنوح للقيام بالنشاطات السابقة الذكر ال يستوفي للشروط‬
‫القانونية التي منح بمناسبتها‪ ،‬إضافة إلى سلبية نتائج الرقابة التي يقوم بها األعوان المختصون التابعون لسلطة‬
‫ضبط المحروقات فإنه يتم إرسال مقرر التوقيف بعنوان التدابير التحفظية في أجل ‪ 27‬يوما بعد توجيه إعذار بذلك‪،‬‬
‫على أن يقرر السحب النهائي لالعتماد النهائي من طرف الوزير المكلف بالمحروقات بعد إبداء سلطة ضبط‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 0‬و‪ 3‬و‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 07‬و فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،223-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المحروقات لرأيها وذلك في حالة عدم تدارك صاحب االعتماد اإلخالل المثبت الذي أدى إلى إصدار مقرر التوقيف‬
‫في أجل ال يتعدى ‪ 2‬أشهر‪ ،‬وكذا عند إثبات إخالل جسيم السيما في مجال الصحة‪ ،‬وأمن األشخاص‪ ،‬والمنشآت‬
‫ونوعية المنتجات البترولية‪.‬‬
‫‪ .5‬تحصيل الغرامات المالية‬
‫يتم تحصيل الغرامات المالية نتيجة كل رقابة متوجة بالتوصل إلى قيام إحدى المؤسسات المزاولة للنشاطات‬
‫المرتبطة بقطاع المحروقات لمخالفة للقوانين والتنظيمات المتعلقة بالتنظيم التقني المطبق على النشاطات التي‬
‫يحكمها قانون المحروقات‪ ،‬والتنظيم المتعلق بحماية الصحة واألمن الصناعي والبيئة حيث يتم تطبيق العقوبات‬
‫والغرامات التي تسدد للخزينة العمومية المرتبطة بتلك المخالفات من طرف سلطة ضبط المحروقات(‪.)1‬‬
‫وأحال المشرع الجزائري إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تطبيق الغرامات والعقوبات المنصوص عليها‬
‫في هذه المادة عن طريق التنظيم الذي لم يصدر بعد‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق وفيما يخص النتائج المترتبة عن الرقابة التي تقوم بها وكالتي المحروقات يتضح الدور‬
‫الهام لهاتين الوكالتين في مجال الرقابة على مختلف النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات‪ ،‬غير أنه يالحظ عدم‬
‫إلمامها بجميع هذه النشطات حيث أنه بالعودة إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-02‬المحدد إلجراءات الحصول‬
‫على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها ال نجد كيفيات سحب هذه الرخص‪.‬‬
‫كما نجد األمر نفسه فيما يخص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 082-70‬المحدد لإلجراءات المتعلقة بإبرام عقود البحث‬
‫واالستغالل وعقود استغالل المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة حيث لم يتم بيان إجراءات وكيفيات ممارسة‬
‫الرقابة فيما يخص تنفيذ عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الرقابية القضائية‬

‫تعتبر الرقابة القضائية أكثر أنواع الرقابة في الدولة من حيث ضمان تطبيق القانون تطبيقا سليما(‪)2‬؛ كما‬
‫تعد ضمانا فعليا لألفراد في مواجهة تجاوز اإلدارة لحدود الوظيفة الموكلة لها حال تعسفها أو حيادها عن مقتضيات‬
‫مبدأ المشروعية‪ .‬إن الرقابة القضائية في مجال حماية البيئة بصورة عامة تعتبر ضمانة لتطبيق اآلليات التي‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 0 ،0 ،0‬من القانون رقم ‪ ،70-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حسين فريحة‪ ،‬شرح المنازعات اإلدارية ‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،3700 ،‬ص‪.20 .‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫اعتمدها المشرع من أجل حماية البيئة حيث تتوزع هذه الرقابة إلى نوعين يتمثل النوع األول في رقابة القضاء‬
‫اإلداري (الفرع األول)‪ ،‬ويشمل النوع الثاني رقابة القضاء العادي (الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول‬
‫رقابة القضاء اإلداري‬

‫من أجل تحديد دور القضاء اإلداري في حماية البيئة في قطاع المحروقات يجب أوال تحديد‬
‫اختصاص القضاء إلداري في مجال حماية البيئة (أوال)‪ ،‬ثم بيان شروط رفع دعوى حماية البيئة أمام القضاء‬
‫اإلداري (ثانيا)‪ ،‬وتحديدالطبيعة القانونية لألمالك البيئية (ثالثا)‪ ،‬وأخي ار عرض لتطبيقات المنازعات اإلدارية‬
‫المتضمنة حماية البيئة في قطاع المحروقات(رابعا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري في حماية البيئة‬
‫ال يقتصر دور القضاء اإلداري في الجزائر في الدفاع عن الحقوق والحريات‪ ،‬بل يمتد كذلك إلى حماية‬
‫البيئة‪ ،‬والحديث في هذا الشأن مرتبط بالمنازعات المعروضة علية والتي يكون موضوعها حماية البيئة‪ ،‬إذ أن إدراك‬
‫القاضي اإلداري للخطورة التي تواجه البيئة يدفعه إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات بهدف تحقيق حمايتها(‪.)1‬‬
‫كما أن من أهم الوسائل التي ييم إعمالها من أجل تطبيق حق المواطن في بيئة نظيفة تظهر من خالل‬
‫منازعات القضاء اإلداري‪ ،‬هذا األخير الذي ينظر في الدعاوى المرفوعة أمامه من طرف أشخاص طبيعيين أو‬
‫معنويين أو منظمات حماية البيئة أو منظمات أخرى قصد حماية البيئة‪ ،‬كون ذلك في النهاية يندرج ضمن األهداف‬
‫التي تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة(‪.)2‬‬
‫لقد بينت المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ 07-72‬أن الدولة تضمن حراسة مختلف مكونات البيئة إذ يجب عليها‬
‫أن تضبط القيم القصوى ومستوى اإلنذار السيما فيما يتعلق بالهواء‪ ،‬والماء‪ ،‬واألرض وباطنها‪ ،‬وكذا اإلجراءات‬
‫الكفيلة بحراسة هذه األوساط المستقبلية والتدابير التي يجب اتخاذها في حالة وضعية خاصة‪.‬‬
‫ومن أجل تحقيق الدولة اللتزاماتها السابقة الذكر فقد استوجب على اإلدارة المكلفة بحماية البيئة سواء منها‬
‫ما كان على الصعيد المركزي أو الالمركزي أن تتخذ اإلجراءات والوسائل الكفيلة بحماية البيئة والتي تميزت في‬
‫مجال الضبط اإلداري الخاص بما يصطلح عليه بالضبط البيئي‪.‬‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسم األول‪ :‬الجوانب التطبيقية للمنازعة اإلدارية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،3702‬ص ‪.208‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ANTHONY Chamboredon, Op.Cit., P.36.‬‬
‫‪215‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫إن تعدد الوسائل المعتمدة قانونا من طرف اإلدارة في إطار ممارستها لوظيفة الضبط البيئي وفق عدة صور‬
‫تظهر في شكل ق اررات إدارية تتضمن منح التراخيص أو المصادقة على الدراسات البيئية بمنح التأشيرة المناسبة‪،‬‬
‫عالوة على إنشاء ق اررات تنظيمية تتضمن كيفيات تطبيق نصوص قانونية أعلى منها درجة‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أن قضايا البيئة قد تنشأ عنها منازعات أمام القضاء اإلداري فإن األمر يستدعي بيان اآلليات‬
‫التي تسمح بالرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في مجال حماية البيئة بصورة عامة وفي إطار حماية البيئة في‬
‫قطاع المحروقات بصورة دقيقة ‪.‬‬
‫المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أن المحاكم‬ ‫(‪)1‬‬
‫بينت المادة ‪ 877‬من القانون رقم ‪70-78‬‬
‫اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية‪ ،‬حيث تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف‬
‫في جميع القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية‪ ،‬أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا‬
‫فيها‪ ،‬كما تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى‬
‫فحص المشروعية للق اررات الصادرة عن الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية‪ ،‬والبلدية‬
‫والمصالح اإلدارية األخرى للبلدية‪ ،‬والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية وتختص كذلك بالنظر في دعاوى‬
‫فحص المشروعية والقضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة(‪.)2‬‬
‫وبينت المادة ‪ 872‬فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 70-78‬أن الدعاوى الرامية إلى التعويض عن جناية أو جنحة‬
‫أو فعل تقصيري ترفع وجوبا أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع الفعل الضار‪.‬‬
‫ويختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة بالفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في‬
‫(‪)3‬‬
‫الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية‪ ،‬والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية‬
‫كما يختص بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة (‪.)4‬‬
‫كما يختص بالفصل في استئناف األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية وفي القضايا المخولة له‬
‫بموجب نصوص خاصة (‪.)5‬‬

‫قانون رقم ‪ ،70-78‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،3778‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،30‬صادر في ‪32‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أفريل ‪.3778‬‬
‫المادة ‪ 870‬من القانون رقم ‪ ،70-78‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من القانون العضوي رقم ‪ ،70-08‬مؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪ ،0008‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪0‬جوان ‪ ،0080‬معدل ومتمم بالقانون العضوي رقم ‪ ،02-00‬مؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ،3700‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 2‬أوت ‪.3700‬‬
‫المادة ‪ 070‬من القانون رقم ‪ ،70-78‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫المادة ‪ 073‬من القانون رقم ‪ ،70-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ويختص كذلك مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في الق اررات الصادرة في أخر درجة عن‬
‫(‪)1‬‬
‫الجهات القضائية اإلدارية على ما خوله القانون بالطعن بالنقض بموجب نصوص خاصة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك فإن تكريس الجهود الرامية إلى الموا ازة بين حماية المصلحة العامة التي تباشر باسمها‬
‫اإلدارة نشاطاتها وبين حماية مصلحة األفراد من تصرفات اإلدارة التي قد تضر بحقوقهم تظهر بصورة جلية من‬
‫خالل منح القاضي اإلستعجالي في المادة اإلدارية سلطات واسعة تسمح له بوقف تنفيذ القرار اإلداري كله أو وقف‬
‫بعض آثاره مؤقتا سواء تعلق ذلك بقرار يمس الحقوق أو بقرار يقضي برفض منح هذه الحقوق وذلك متى كانت‬
‫ظروف االستعجال تبرر ذلك السيما حال افتقاد القرار محل النزاع إلى المشروعية (‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط رفع الدعوى أمام القضاء اإلداري‬
‫تعتبر شروط قبول الدعوى تلك الشروط الواجب توافرها في رافع الدعوى حيث يرتبط بعضها بالمدعي من‬
‫صفة ومصلحة‪ ،‬وتخص األخرى البيانات الواجب توافرها في العريضة مع مراعاة شروط االختصاص القضائي(‪،)3‬‬
‫كما أن استيفائها يسمح للقاضي باالنتقال للنظر في الموضوع ثم التأكد من صحة الطلبات وصوال إلى إصدر‬
‫الحكم‪.‬‬
‫لقد بينت المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 70-78‬أنه ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة وله‬
‫مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون حيث يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعي أو في المدعى عليه‬
‫وفيما يخص الشروط المتعلقة بعريضة افتتاح الدعوى فقد عالجتها المواد من ‪ 02‬إلى ‪ 00‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫وترفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من محام‪ ،‬وتعفى الدولة واألشخاص المعنوي المذكورة‬
‫في المادة ‪ 877‬من القانون رقم ‪ 70-78‬من التمثيل الوجوبي بمحام في اإلدعاء أو الدفاع أو التدخل حيث توقع‬
‫العرائض ومذكرات الدفاع ومذكرات التدخل المقدمة باسم الدولة أو باسم األشخاص السابق ذكرهم من طرف الممثل‬
‫القانوني(‪.)4‬‬

‫المادة ‪ 072‬من القانون رقم ‪ ،70-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عبد السالم ذيب‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ :‬ترجمة للمحاكمة العادلة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪،3703 ،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص‪.200.‬‬
‫عطاء هللا بوحميدة‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ :‬تنظيم‪ ،‬عمل واختصاص‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،3700 ،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ص‪.007.‬‬
‫المادة ‪ 800‬من القانون رقم ‪ ،70-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫غير أنه مع مراعاة النصوص الخاصة عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات‬
‫الصبغة اإلدارية طرفا في الدعوى بصفة مدعي أو مدعى عليه فإنها تمثل بواسطة الوزير المعني‪ ،‬أوالوالي‪ ،‬أورئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي والممثل القانوني بالنسبة للمؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية(‪.)1‬‬
‫وفيما يخص إعمال الشروط السابقة الذكر حال رفع دعوى أمام القضاء اإلداري متعلقة بإلغاء قرار إداري‬
‫يتضمن إضرار بالبيئة فقد أقرت المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة إمكانية رفع دعوى أمام الجهات القضائية المختصة من طرف الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس‬
‫أنشطتها في مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي‪ ،‬عن كل مساس بالبيئة وذلك حتى في الحاالت التي ال‬
‫تعني األشخاص المنتسبين لها بإنتضام‪.‬‬
‫ويمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي‬
‫تلحق ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وتشكل هذه الوقائع مخالفة‬
‫لألحكام التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماد والهواء والجو واألرض وباطن‬
‫األرض والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث(‪.)2‬‬
‫ويمكن كل جمعية تشكلت بصفة قانونية تنوي بموجب قانونها األساسي أن تعمل من أجل تهيئة إطار‬
‫الحياة وحماية المحيط أن تطالب بالحقوق المعترف بها للطرف المدني فيما يتعلق بالمخالفات المنصوص عليها في‬
‫التنظيم والتشريع الساري المفعول في مجال التهيئة والتعمير(‪.)3‬‬
‫وعندما يتعرض أشخاص طبيعيون ألضرار فردية تسبب فيها فعل الشخص نفسه وتعود إلى مصدر مشترك‬
‫في الميادين المذكورة في المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬فإنه يمكن كل جمعية معتمدة بمقتضى المادة ‪،20‬‬
‫واذا ما فوضها على األقل شخصان (‪ )3‬طبيعيان معنيان أن ترفع باسمها دعوى التعويض أمام أية جهة قضائية‪،‬‬
‫ويجب أن يكون التفويض الذي يمنحه كل شخص معني كتابيا‪ ،‬ويمكن للجمعية التي ترفع دعوى قضائية عمال‬
‫بالفقرتين السابقتين ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني أمام آية جهة قضائية جزائية(‪.)4‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيقات المنازعات اإلدارية المتضمنة حماية البيئة في قطاع المحروقات‬
‫إن اللجوء إلى القضاء اإلداري قصد إلغاء مختلف الق ار ارت اإلدارية المتعلقة بمختلف الرخص أو التأشيرات‬
‫المرتبطة بحما ية البيئة في قطاع المحروقات يستدعي إثبات احد عيوب المشروعية الخارجية أو الداخلية للقرار‬
‫محل الطعن القضائي وفيما يلي أمثلة في ذلك‪:‬‬

‫المادة ‪ 838‬من القانون رقم ‪ ،70-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 74‬من القانون رقم ‪ ،29-91‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬
‫‪.1‬عدم المشروعية الخارجية للقرار اإلداري‬

‫إن مضمون المنازعة المرتبطة بالمشروعية الخارجية للقرار اإلداري ال ينصب على الذي تم إق ارره أو اتخاذه‬
‫في مضمون القرار اإلداري‪ ،‬ولكن األمر متعلق بالطريقة التي استخدمتها اإلدارة في اتخاذ ذلك القرار من إجراءات‬
‫وشكليات مرتبطة بنشأة القرار اإلداري‪.‬‬
‫ويجب من أجل ذلك أن يحترم كل قرار إداري تحت طائلة وصفه بعيب الشكل واإلجراءات مختلف القواعد‬
‫الشكلية واإلجرائية المنصوص عليها قانونا من أجل إنشائه‪ ،‬إذ تتمايز هذه اإلجراءات والشكليان بين ما كان منها‬
‫جوهريا والتي تتميز بحمايتها لحقوق الخاضعين لإلدارة حيث أن عدم احترامها يؤثر على محتوى القرار اإلداري إذ‬
‫أن القاضي اإلداري يميل إلى إبطال القرار المخالف لإلجراءات الجوهرية‪ ،‬وعلى خالف ذلك فإن القواعد الشكلية قد‬
‫ال يكون لها تأثير قاطع على القرار اإلداري فقد ال يكون هناك أي إبطال له العتبار أن الشكلية أمر ثانوي(‪.)1‬‬
‫وتظهر تطبيقات عيوب الشكل واإلجراءات المتعلقة بالقرار اإلداري حال مخالفة ما ألزمه القانون من إتباع‬
‫لإلج راءات المتعلقة بقواعد اإلمضاء أو المصادقة أو منح التأشيرة المناسبة وكذا تسبيب الق اررات السيما عندما يأمر‬
‫المشرع بذلك صراحة‪ ،‬عالوة على مختلف اإلجراءات الواجب إتباعها قبل صياغة القرار اإلداري كاستشارة بعض‬
‫الهيئات‪ ،‬ومثال ذلك ما ألزمه المشرع الجزائري من إجراءات متعلقة بالتحقيق العمومي فقد ألزمت المادة ‪ 21‬من‬
‫قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة القيام بتحقيق عمومي يسبق كل تسليم لرخصة المنشآت المصنفة‬
‫وذلك باإلضافة إلى دراسة تأثير أو موجز تأثير على البيئة ودراسة خطر‪.‬‬
‫كما ألزمت المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 198-16‬المتضمن إجراءات منح رخصة المؤسسات‬
‫المصنفة لحماية البيئة أن يسبق كل طلب رخصة استغالل المؤسسة المصنفة حسب الحالة وطبقا لقائمة المنشآت‬
‫المصنفة دراسة أو موجز التأثير على البيئة أو دراسة خطر‪ ،‬تحقيق عمومي يتم طبقا للكيفيات المحددة في التنظيم‬
‫المعمول به‪ ،‬وفيما يخص دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات فقد ألزمت المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،312-18‬قيام الوالي أو الوالة المختصون إقليميا بفحص دراسة التأثير في البيئة وبفتح تحقيق عمومي طبقا‬
‫لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على‬
‫دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬حيث يرفق التحقيق العمومي بعد انتهائه بالملف المتضمن دراسة التأثير‬
‫في البيئة في قطاع المحروقات إلى سلطة ضبط المحروقات والوزير المكلف بالبيئة‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق يتضح أن عدم القيام بالتحقيق العمومي من أجل الحصول على الرخص السابقة الذكر‬
‫يعد عيبا إجرائيا جوهريا يستوجب إبطال القرار المتضمن منح الترخيص أو التأشيرة المرافقة‪ .‬إذ أنه يمكن التحقق‬

‫لحسن بن شيخ اث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية (وسائل المشروعية)‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجزائر‪ ،3770 ،‬ص‪.030.‬‬


‫‪219‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫من مدى إعمال اإلدارة لهذا الشرط الجوهري من خالل تطبيق أحكام المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 11-13‬المتعلق‬
‫بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة حيث تم تكريس الحق العام في اإلعالم البيئي‪ ،‬حيث خول لكل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي حق الحصول على المعلومات المتعلقة بالبيئة من الهيئات المعنية بذلك‪ ،‬وتتضمن هذه المعلومات‬
‫جميع المعطيات المتوفرة في ما يتعلق بحالة البيئة والتنظيمات والتدابير واإلجراءات الموجهة لضمان حماية البيئة‬
‫وتنظيمها(‪.)1‬‬
‫عالوة ذلك فقد كرس قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة الحق الخاص في اإلعالم البيئي والذي‬
‫يتم بمقتضاه واجب تبليغ أي معلومة متعلقة بالعناصر البيئية تكون بحوزة كل شخص طبيعي أو معنوي خاص‬
‫يمكنها أن تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة العمومية إلى السلطات المحلية و‪/‬أو السلطات المكلفة‬
‫بالبيئة(‪.)2‬‬
‫ووفقا ألحكام المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 11-13‬فإن للمواطن الحق في الحصول على المعلومات المتعلقة‬
‫باألخطار التي يتعرضون لها في بعض مناطق اإلقليم وكذا تدابير الحماية التي تخصهم‪ ،‬حيث يطبق هذا الحق‬
‫على األخطار التكنولوجية واألخطار الطبيعية المتوقعة‪.‬‬
‫وبالنتيجة لذلك وتطبيقا ألحكام المادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ 11-13‬يمكن اللجوء إلى القضاء اإلداري من‬
‫أجل إلغاء القرار اإلداري المشوب بعيب اإلجراء من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫وفي القانون الفرنسي فقد اجبر القانون رقم ‪ 629-76‬المؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1976‬المتضمن قانون‬
‫بوشاردو )‪ (bouchardeau‬مختلف السلطات اإلدارية بضمان حق المواطنين بكل حرية في الوصول إلى‬
‫المعلومات المتعلقة بالبيئة‪ ،‬كما تضمن القانون رقم ‪ 753-78‬المتعلق بتحسين العالقة بين اإلدارة والمواطنيني هذا‬
‫الحق من خالل تأكيده حق المواطن في الحصول على المعلومات التي يطلبها من اإلدارة(‪.)3‬‬
‫‪.2‬عدم المشروعية الداخلية للقرار اإلداري‬
‫ال تقتصر رقابة القاضي اإلداري على األعمال الصادرة عن السلطات اإلدارية من حيث المشروعية‬
‫الخارجية من إجراءات وشكليات بل تمد إلى ما تعلق منها بالمشروعية الداخلية والحديث في هذا الشأن متعلق‬
‫بعدم مشروعية محتوى القرار اإلداري حيث تظهر ذلك من خالل عيب مخالفة القانون أو خرق القانون وكذا عدم‬
‫مشروعية أسبابه حيث نكون أمام عيب السبب وأخي ار عيب مشروعية هدف القرار اإلداري والحديث متعلق بعيب‬
‫االنحراف بالسلطة(‪.)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪PHILIPPE CH. -A- Guillot, Droit de l’environnement, Edition ellipses ,Paris ,1998, P.41.‬‬

‫لحسن بن شيخ اث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.300.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫إن البحث عن تطبيقات العيوب السابقة الذكر فيما يخص الق اررات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع‬
‫المحروقات يقتضي التعرض لكل عيب على حدا بإعطاء أمثلة في ذلك‪.‬‬
‫تعد المخالفة المباشرة لمحتوى النصوص القانونية الصورة األوفى لعيب مخالفة القانون‪ ،‬فالقاضي اإلداري ال‬
‫يكتفي بفحص الشكل الخارجي للتصرف اإلداري بل يقوم بفحص أكثر اتساعا يتضمن مدى مسايرة القرار المتخذ‬
‫من اإلدارة لمضمون النصوص القانونية بمختلف أشكالها‪ ،‬حيث أن اإلدارة عند قيامها بتصرف ما يجب أن تخضع‬
‫ال لتزام مزدوج يظهر إيجابا من خالل تطبيق القاعدة القانونية مع كل النتائج المترتبة على ذلك ويظهر سلبا من‬
‫خالل امتناعها عن كل فعل يمنعه القانون(‪.)1‬‬
‫وفيما يخص حماية البيئة في قطاع المحروقات فإن منح أي قرار إداري يكون مخالفا لمضمون النصوص‬
‫القانونية المنظمة لحماية البيئة بصورة عامة‪ ،‬ولقطاع المحروقات بصورة خاصة يستدعى اإلبطال القضائي له‬
‫بإلغائه‪ ،‬ومثال ذلك منح تأشيرة المصادقة على دراسة التأثير في البيئة أو رخصة المؤسسة المصنفة لنشاط مرتبط‬
‫المتعلق‬ ‫بقطاع المحروقات في منطقة تعد محمية طبيعية‪ ،‬حيث منعت المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪73-00‬‬
‫(‪)2‬‬

‫بالمجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة العديد من األنشطة في المحميات الطبيعية السيما منها كل استغالل‬
‫غابي أو منجمي وكل أنواع الحفر أو التنقيب أو االستطالع أو تسطيح األرض والبناء وكذا كل اإلشغال التي تغير‬
‫من شكل األرض أو الغطاء النباتي‪.‬‬
‫كما يمكن مواجهة الق اررات اإلدارية الصادرة عن اإلدارة بعيب االنحراف بالسلطة حيث أن السلطات‬
‫الممنوحة لإلدارة تقتضي تحقيق هدف معين وان استعمال السلطة اإلدارة قصد تحقيق هدف أجنبي يعد انحرافا‬
‫بالسلطة حيث ستند هذه الحالة على هدف القرار بالبحث في نوايا اإلدارة عند اتخاذها للقرار‪ ،‬ويتعلق األمر بوجه‬
‫صعب اإلثبات حيث يستلزم التحليل الذي يقوم به القاضي دقة قصوى في تقنيات التحري القضائي إلدراك سوء‬
‫النية في اتخاذ القرار ومواجهته بعيب االنحراف بالسلطة (‪.)3‬‬
‫ومثال ذلك فيما يخص دراسة وموجز التأثير في البيئة فلقد بينت المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-70‬‬
‫‪ 020‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى دراسة التأثير في البيئة أن الوزير المكلف بالبيئة يقوم بالموافقة على دراسة‬
‫التأثير‪ ،‬كما يوافق الوالي المختص إقليميا على موجز التأثير‪ ،‬ويتم تبرير كل حالة رفض لدراسة أو موجز التأثير‬
‫بموجب قرار معلل ح يث يتم إرسال قرار الموافقة أو الرفض المتعلق بدراسة أو موجز التأثير إلى الوالي المختص‬
‫إقليميا قصد تبليغها لصاحب المشروع‪.‬‬

‫لحسن بن شيخ اث ملويا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.300.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫قانون رقم ‪ ،73-00‬مؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،3700‬يتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،02‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫صادر في ‪ 38‬فيفري ‪.3700‬‬


‫لحسن بن شيخ اث ملويا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.300.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫كما بينت المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-70‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى دراسة التأثير في‬
‫البيئة أن لصاحب المشروح الحق في تقديم طعن إداري للوزير المكلف بالبيئة مرفقا بمجموع التبريرات أو المعلومات‬
‫التكميلية التي تسمح بتوضيح و‪/‬أو تأسيس االختيارات التكنولوجية والبيئية لطلب دراسة أو موجز التأثير من أجل‬
‫دراسة جديدة‪ ،‬حيث أن هذا الطعن اإلداري ال يمس بحق صاحب المشروع باللجوء إلى الطعن القضائي‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يتضح أن مضمون المنازعة المرفوعة أمام القضاء هي منازعة إدارية إذ تنصب على‬
‫إلغاء القرار المتضمن عدم الموافقة على دراسة أو موجز التأثير في البيئة‪ ،‬كما أن المبادرة باللجوء إلى الطعن‬
‫القضائي تكون من طرف صاحب المشروع ضد قرار الوزير المكلف بالبيئة حال دراسة التأثير‪ ،‬وضد الوالي حال‬
‫موجز التأثير في البيئة‪.‬‬
‫غير أنه حال الحديث عن إمكانية الطعن القضائي ضد القرار اإلداري المتضمن منح الموافقة على دراسة‬
‫التأثير أو موجز التأثير في البيئة من طرف كل ذي مصلحة في ذلك فلقد اعترف المشرع الجزائري بهذا الحق إذ‬
‫يم كن الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي أن ترفع‬
‫دعوى أمام الجهات القضائية المختصة عن كل مساس بالبيئة‪ ،‬حتى في الحاالت التي ال تعني األشخاص‬
‫المنتسبين إليها بإنتضام(‪ ،)1‬ويبدو من خالل مراجعة مضمون المادة ‪ 20‬السابقة الذكر أن تكريس حق التقاضي‬
‫للجمعيات المتعلقة بالبيئة يكون مقترنا بحدوث مساس بالبيئة‪ ،‬وهو األمر الذي يطرح تساؤال حول مكانة القرار‬
‫المتعلق بدراسة أو موجز التأثير في البيئة‪ ،‬إذ أن هذا القرار يكون كإجراء سابق يسمح ببداية المشروع المرتبط به إذ‬
‫يتحصل عليه ق بل بداية أية أشغال قد تسبب أض ار ار بالبيئة‪ ،‬ويبدوا بذلك أن منح القرار ال يقتضي المساس بالبيئة‬
‫دون مباشرة األعمال مضمون القرار التي قد تمس فعال بالبيئة‪.‬‬
‫ويظهر بذلك أن حق اللجوء إلى القضاء ال يتأسس دون تحقق عملية المساس بالبيئة‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يطرح وجوب إعادة النظر في مضمون المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 07-72‬وذلك بمنح الحق باللجوء إلى القضاء‬
‫حال المسال أو إمكانية المساس بالبيئة‪.‬‬
‫ويبدو أن األمر ال يجد صعوبة حال ثبوت واقعة المساس بالبيئة إذ انه يمكن اللجوء إلى القضاء اإلداري‬
‫قصد إلغاء القرار المتضمن منح الرخصة أو التأشيرة انطالقا من طلب تعيين خبير أو عدة خبراء قصد إثبات واقعة‬
‫التعدي على البيئة‪ ،‬وعدم سالمة القرار اإلداري حيث أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري قد سمح‬
‫للقاضي اإلداري إعمال وسائل التحقيق من أجل الوصول إلى الحكم حيث تطبق األحكام المتعلقة بالخبرة‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 030‬إلى ‪ 020‬من القانون رقم ‪ 70-78‬كذلك أمام المحاكم اإلدارية(‪.)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 36‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 808‬من القانون رقم ‪ ،70-78‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وبينت المادة ‪ 030‬من القانون رقم ‪ 70-78‬أن الهدف من الخبرة هو توضيح واقعة مادية تقنية أو علمية‬
‫محضة للقاضي‪ ،‬كما بينت المادة ‪ 030‬من القانون رقم ‪ 70-78‬أنه يجوز للقاضي من تلقاء نفسه أو بطلب احد‬
‫الخصوم تعيين خبير أو عدة خبراء من نفس التخصص أو من تخصصات مختلفة‪.‬‬
‫ويمكن للقاضي أن يؤسس حكمه على نتائج الخبرة والقاضي غير ملزم برأي الخبير غير انه ينبغي عليه‬
‫تسبيب استبعاد نتائج الخبرة(‪ ،)1‬عالوة على ذلك فإنه تطبق األحكام المتعلقة بالمعاينة واالنتقال إلى األماكن‬
‫المنصوص عليها في المواد من ‪ 020‬إلى ‪ 020‬من القانون رقم ‪ 70-78‬أمام المحاكم اإلدارية (‪)2‬حيث يجوز‬
‫للقاضي اإلداري من تلقاء نفسه أو بطلب من الخصوم القيام بإجراء معاينات أو تقييمات أو تقديرات أو إعادة تمثيل‬
‫الوقائع التي يراها ضرورية مع االنتقال إلى عين المكان إذا اقتضى األمر ذلك(‪ ،)3‬كما سمحت المادة ‪ 002‬للقاضي‬
‫إذا تطلب موضوع االنتقال معارف تقنية أن يأمر في نفس الحكم بتعيين من يختاره من التقينيين لمساعدته‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫رقابة القضاء العادي‬

‫إن فعالية أي نظام قانوني تتوقف على تحديد الجزاء المرافق لكل سلوك أو تصرف من شأنه أن ينتج عنه‬
‫ضرر‪ ،‬إذ تعتبر المسؤولية المدنية من أهم الجزاءات التي يرتبها القانون والتي بدورها تؤدي إلى تقرير جزاء دقيق‬
‫‪ ،‬وبالنظر إلى عدم نص المشرع الجزائري سواء في القانون المدني أو بموجب التشريع‬ ‫(‪)4‬‬
‫على المسؤول عن الضرر‬
‫المتعلق بالبيئة على نصوص خاصة تتعلق بالمسؤولية عن إضرار التلوث البيئي‪ ،‬فإن األمر يقتضي العودة للقواعد‬
‫العامة إذ أنه بمجرد توافر أركان المسؤولية المدنية يكون للشخص المتضرر الحق في التعويض(‪ ،)5‬وللوصول إلى‬
‫مضمون المسؤولية المدنية الناجمة عن التلوث فإن األمر يقتضي البحث في أساس هذه المسؤولية وبيان‬
‫خصائصها وأشكالها واألسس القانونية لرفع دعوى التعويض عنها (أوال)‪.‬‬
‫عالوة على ذلك فإن رقابة القضاء العادي تظهر من خالل إعمال المسؤولية الجنائية والتي تقتضي مساءلة كل من‬
‫قام بجريمة في حق البيئة‪ ،‬حيث يقتضي األمر بيان المقصود بالمسؤولية الجنائية عن التلوث البيئي‪ ،‬وبيان‬

‫أنظر المادة ‪ 022‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 800‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪020‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫جميلة حميدة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.070 .‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫نور الدين يوسفي‪" ،‬التعويض عن الضرر البيئي"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي‬ ‫(‪)5‬‬

‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪ ،3707‬ص‪.300.‬‬


‫‪213‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫مضمون الجريمة البيئة بتحديد أركانها وبيان العقوبات التي وضعها المشرع من أجل معاقبة المسؤولين عنها عبر‬
‫إسقاط ذلك على األشخاص الناشطين فغي قطاع المحروقات (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية عن التلوث البيئي‬
‫من أجل تحديد مضمون المسؤولية المدنية عن التلوث البيئي فإن األمر يستدعي بيان أساس هذه المسؤولية‬
‫وبيان أشكالها من مسؤولية تقصيرية أو مسؤولية عقدية‪ ،‬إضافة إلى تحديد مضمون دعوى التعويض عن األضرار‬
‫البيئة وسلطات القاضي في ذلك‪.‬‬
‫‪ :1‬أساس المسؤولية المدنية عن التلوث البيئي‬
‫تقتضي المسؤولية المدنية التزاما يقع على عاتق كل من ارتكب خطأ أو عمال غير مشروع يؤدي به إلى‬
‫تعويض من أضره في نفسه وماله‪ ،‬وعليه فإن الفعل الضار هو الذي ينشئ الرابطة القانونية بين المسؤول‬
‫والمضرور وبذلك يتم فرض االلتزام بتعويض ما سببه للغير من أض ارر(‪.)1‬‬
‫وفي نطاق المسؤولية البيئية التي تنشأ نتيجة األضرار التي تلحق بالبيئة فإن جل التشريعات البيئية تهدف‬
‫أساسا إلى منع وقوع الضرر البيئي‪ ،‬وفي حالة وقوعه ترتب على ذلك جزاءات وعلى رأسها الجزاء المدني‪ .‬ويظهر‬
‫أساس المسؤولية البيئة في الضرر البيئي الذي يلحق بالبيئة والذي يظهر كما يلي‪:‬‬
‫أ‪.‬المقصود بالضرر البيئي‬
‫إن الطبيعة الخاصة للضر البيئي تؤكد صعوبة وضع تعريف جامع له‪ .‬إذ أن األصل في الضرر وفق‬
‫القواعد العامة انه ذلك الضرر الذي يصيب األشخاص في حياتهم أو أجسامهم أو أمواله‪ ،‬فمن الفقه من اتجه إلى‬
‫اعتبار أن الضرر ال بيئي هو ذلك الضرر الذي يصيب الموارد البيئية بمختلف مجاالتها‪ ،‬وتبعا لذلك تم التمييز بين‬
‫الضرر البيئي الذي يصيب البيئة في حد ذاتها‪ ،‬وضرر الضرر البيئي وهو الذي يلحق باألشخاص جراء المساس‬
‫بالبيئة فيتعرض ألموالهم أو أجسامهم أو أمنهم أو صحتهم بالنظر إلى المحيط الذي أصابه الضرر(‪.)2‬‬
‫ومن الفقه من يعتبر أن الضرر البيئي هو كل ضرر يصيب الوسط البيئي بصفة مباشرة وهو بذلك ضرر‬
‫مباشر ومستقل‪ ،‬إذ أن له أثا ار وانعكاسات على األمالك واألشخاص‪.‬‬

‫علي سعيدان‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة في الحقوق‪ ،‬قسم‬ ‫(‪)1‬‬

‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،3778 ،‬ص‪.270.‬‬
‫جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .00.‬وبالرجوع إلى هذه القواعد البد أن يكون الضرر الذي يستدعي التعويض ضر ار مباش ار‬ ‫(‪)2‬‬

‫وشخصيا ومؤكدا حيث يكون الضرر شخصي حين ينال من المتضرر ذاتيا فيمس بذلك حقوقه الشخصية‪ ،‬أو أن يتعرض لمركزه‬
‫المالي أما الضرر المباشر فهو الذي ينشأ مباشرة عن الفعل الضار‪ ،‬وبذلك فإن وقوع الفعل يعد شرطا لحدوث الضرر‪ ،‬وعليه فإنه‬
‫يكون بين الفعل ونتيجته رابطة مباشرة‪ .‬أما الضرر غير المباشر فهو ضرر يصعب تحديده لتداخل األسباب مع الفعل األصلي مما‬
‫يفتح المجال إلى صعوبة تعويضه‪ .‬ومن جهة أخرى البد أن يكون الضرر حاال أي بوقوع االعتداء على الشخص واحداث الضرر‪ ،‬أما‬
‫الخاصية األخيرة فتقتضي أن يكون الضرر القابل للتعويض مؤكدا ومحققا‪ .‬حميدة جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00.‬‬
‫‪214‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪.2‬خصائص الضرر البيئي‬


‫إن الضرر البيئي كما سبق بيانه يعد ضر ار متمي از بذاته وله خصوصياته‪ ،‬فهو ضرر متميز عن الضرر‬
‫المتعارف عليه تقليديا في القواعد العامة للمسؤولية المدنية وبالنتيجة لذلك فإنه يتسم بخصائص متميزة وذلك‬
‫للظروف التي تحيط به سواء من حيث المصدر أو األشخاص المسؤولين عن وقوعه‪ ،‬فهو ضرر غير شخصي‬
‫وغير مباشر وواسع االنتشار كما انه ضرر مزمن‪.‬‬
‫أ‪ .‬أنه ضرر عيني بالدرجة األولى‬
‫إن الخاصية األولى للضرر البيئي تقتضي أنه ضرر غير شخصي حيث تظهر من خالل كونه ضر ار‬
‫عينيا بالدرجة األولى‪ ،‬إذ انه يصيب بصورة مباشرة مكونات البيئة‪ ،‬فالبيئة هي الضحية بهذا الصدد‪ ،‬ولعل هذا‬
‫التفسير يستبعد اعتبار الضرر البيئي ضر ار شخص يا من الوهلة األولى وعليه فإن التعويض في هذه الحالة يؤول‬
‫إلى البيئة ولعل الواقع يستبعد اعتبار البيئة شخصا قانونيا مما يؤول إلى اعتماد االتجاه الذي يميز بين الضرر‬
‫البيئي وضرر الضرر البيئي‪ ،‬إذ أن هذا الخير يصيب األشخاص عبر المساس بأموالهم(‪.)1‬‬
‫لقد حسم القانون رقم ‪ 07-72‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة األمر‪ ،‬حيث اعتبر أن حق‬
‫التقاضي لجمعيات حماية البيئة مكفول قانونا ويمكن لهذه الجمعيات التوجه إلى القضاء من أجل المطالبة‬
‫بالتعويض حال وجود ضرر أصاب الوسط البيئي‪ ،‬حيث لم يتم اشتراط توفر الضرر الشخصي في ذلك‪.‬‬
‫ويمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي تلحق‬
‫ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وتشكل هذه الوقائع مخالفة لألحكام‬
‫التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماد والهواء والجو واألرض وباطن األرض‬
‫والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث(‪.)2‬‬
‫ب‪ .‬أنه ضرر غير مباشر‬
‫يكون الضرر مباش ار حال نشأته نتيجة للفعل الضار‪ ،‬حيث يكون وقوع الفعل شرطا لحدوث الضرر بينما‬
‫يكون الضرر غير مباشر عند عدم اتصال الضرر بصفة مباشرة بالفعل نتيجة تداخل عوامل أخرى بين الفعل‬
‫والنتيجة(‪ ،)3‬ومن المستقر أن التعويض عن الضرر ال يتحقق إال إذا كان الضرر مباش ار وهو الموقف الذي تبناه‬
‫المشرع الجزائري في المادة ‪ 083‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬غير أن الضرر البيئي بخصوصياته المتميزة التي‬

‫جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫جعلت من الصعب توافر خاصية الضرر المباشر فيه في بعض األحيان نتيجة تعدد مصادر التلوث واتساع نطاقه‬
‫والعوامل المساهمة في حدوثه‪.‬‬
‫وبالعودة إلى موقف المشرع الجزائري من األمر فإن األمر يجد انفراجا عند اإلطالع على المادة ‪ 20‬من‬
‫القانون رقم ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة حيث يعترف المشرع الجزائري بالضرر‬
‫المباشر والضرر غير المباشر وهو تعبير عن إدراكه للطبيعة الخاصة الضرر البيئي‪.‬‬
‫ج‪ .‬أنه ضرر ذو طابع انتشاري‬

‫إن الحديث عن تحديد معالم وأبعاد الضرر الذي يصيب اإلنسان ممكن مبدئيا بالنظر إلى نتائج الضرر‬
‫على جسم اإلنسان أو أمالكه وحتى عواطفه‪ ،‬مما يسمح بالوصول إلى تحديد نسبي لقيمة التعويض عن الضرر‬
‫الناجم‪ ،‬غير أن الضرر البيئي يتسم في هذا الجانب باتساع نطاقه من حيث الزمان والمكان‪ ،‬حيث يتعدى في‬
‫بعض األحيان الحدود اإلقليمية للدول‪ ،‬وبذلك فإن اعتبار الضرر البيئي ذو طابع انتشاري يفسره تجاوز إرادة الدول‬
‫نظر‬
‫في حماية البيئة عبر تشريعاتها المحلية إلى إعمالها ألسلوب االتفاقيات اإلقليمية والدولية من أجل حماية البيئة ا‬
‫لتوحد المصير والمصلحة في ذلك‪ ،‬وذلك لكون الضرر البيئي هو ضرر ممتد إلى أوسع الحدود نظ ار لعدم إمكانية‬
‫تحديد نطاقة المكاني بصورة دقيقة عالوة على سرعة انتشاره وهو ما يجعل من الصعب تقدير قيمة التعويض عنه‬
‫من طرف المحاكم المختصة(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬أشكال المسؤولية المدنية عن الضرر البيئي‬
‫تتفرع ال مسؤولية المدنية عن األضرار البيئية إلى شقين رئيسيين‪ ،‬حيث تظهر أوال في شكل مسؤولية مدنية‬
‫تقصيرية والتي أقرتها المبادئ العامة سواء عن العمل غير المشروع‪ ،‬أو عن حراسة األشياء‪ ،‬أو ضمن مضار‬
‫الجوار‪ ،‬إضافة إلى قواعد المسؤولية العقدية والتي تظهر حال وجود عالقة عقدية بين المسؤول عن الضرر‬
‫والمضرور كما أن الضرر يقع بمناسبة تنفيذ العقد(‪.)2‬‬
‫أ‪ .‬المسؤولية المدنية التقصيرية عن الضرر البيئي‬
‫تتشكل المسؤولية المدنية التقصيرية عن األضرار البيئية نتيجة الضرر القائم عن تدهور البيئة أو النفايات‬
‫الناجمة عن األنشطة الصناعية حيث تمس مختلف مكونات البيئة من ماء وهواء وتربة وتتميز المسؤولية المدنية‬
‫التقصيرية بعدم قيام عالقة عقدية بين المسؤول عن التلوث والمتضرر منه(‪.)3‬‬

‫جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫علي سعيدان‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.270.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫علي سعيدان‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.278.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وتتأسس المسؤولية التقصيرية عن الضرر الناجم عن التلوث وفق عدة أسس‪ ،‬حيث يمكن أن تقوم على‬
‫أساس الخطأ الواجب اإلثبات وبالرجوع إلى المادة ‪ 032‬من القانون المدني الجزائري حيث بينت أن كل فعل أيا‬
‫كان يرتكبه الشخص بخطئه ويسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض‪.‬‬
‫وتطبيقا لذلك فإن قيام المسؤولية المدنية التقصيرية عن األضرار البيئية تقوم متى اثبت المضرور خطأ‬
‫محدث الضرر‪ ،‬ولقد وضعت مختلف النصوص القانونية الجزائرية دعامة إلقامة هذا األساس حيث أنه بالعودة إلى‬
‫القانون رقم ‪ 07-72‬نجد أن المادة ‪ 20‬منه قد مكنت الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس نشاطها من أجل‬
‫حماية البيئة أن تمارس الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي تلحق ضر ار مباش ار أو غير‬
‫مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وذلك متى شكلت هذه الوقائع مخالفة لألحكام التشريعية‬
‫المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماء والهواء والجو واألرض وباطن األرض والفضاءات‬
‫الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث‪.‬‬
‫عالوة على ذلك وبالرجوع إلى االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية حول التعويض عن األضرار‬
‫الناجمة عن التلوث بالمحروقات والتي انضمت إليها الجزائر بموجب بروتوكول سنة ‪ 1998‬المعدل لهذه االتفاقية‪،‬‬
‫حيث اعتبرت أن أضرار التلوث هي التلف أو الضرر الواقع خارج السفينة نتيجة تلويث ناجم عن تسرب‪ ،‬أو‬
‫تصريف للزيت من السفينة مهما كان موقع التسرب أو التصريف‪ ،‬بشرط أن التعويض عن أضرار البيئة سيقتصر‬
‫على تكاليف التدابير المعقولة المنفذة فعال أو المزمعة إلعادة الوضع على ما كان عليه(‪.)1‬‬
‫كما بين البروتوكول أن مالك السفينة يكون مسؤوال عن أضرار التلوث الذي تتسبب فيه السفينة نتيجة‬
‫الحادث (‪ ،)2‬وال يجوز رفع دعوى التعويض عن األضرار الناجمة عن التلوث ضد المالك إال وفقا لهذه االتفاقية مع‬
‫عدم جواز رفع هذه الدعوى على األجراء‪ ،‬أو أعضاء الطاقم‪ ،‬ما لم يكن الضرر ناجما عن فعل أو تقصير منهم‬
‫وأرتكب بقصد إحداث هذا الضرر‪ ،‬أو نتيجة إهمال وعلى وعي باحتمال حدوث الضرر(‪.)3‬‬
‫وبالنتيجة لذلك فإن مخالفة االلتزامات التي أوجبتها النصوص القانونية السابقة الذكر يعد خطأ يستوجب قيام‬
‫المسئولية المدنية‪ ،‬أما الوجه الثاني لتأسيس المسؤولية المدنية التقصيرية يظهر من خالل مسؤولية حراسة الشيء‬
‫والحديث في هذا الشأن متعلق باألضرار الناجمة عن النفايات التي قد تكون سامة في كثير من األمر‪ ،‬حيث أن‬
‫هذه النفايات تستلزم عناية خاصة في حفظها ونقلها وكيفية التخلص منها أو رسكلتها(‪.)4‬‬

‫المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 0‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة ‪0‬و‪ 3‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،032-08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫علي سعيدان‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري مرجع سابق‪ ،‬ص‪.200.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫إن القانون الجزائري لم يعبر صراحة عن المسؤولية المدنية عن المخاطر البيئية‪ ،‬غير انه أشار إليها من‬
‫خالل تناوله للمسؤولية بمفهومها التقليدي حيث تم تصنيفها ضمن المسؤولية عن األشياء بمختلف أنواعها(‪.)1‬‬
‫يمكن القول أن القانون الجزائري عالج هذه المسؤولية من خالل أحكام المادة ‪ 028‬من القانون المدني‬
‫الجزائري حيث اعتبرت أن كل من تولى حراسة شيء وكانت له قدرة االستعمال والتسيير‪ ،‬يعتبر مسؤوال عن الضرر‬
‫الذي يحدثه ذلك الشيء‪ ،‬وبذلك فقد تضمنت المسؤولية عن حراسة األشياء التي تحتاج إلى عناية خاصة‪.‬‬
‫ب‪ .‬المسؤولية العقدية‬
‫يظهر أساس المسؤولية العقدية في حدوث الخطأ العقدي الذي يتحقق حال عدم التنفيذ أو التأخر فيه أو‬
‫التنفيذ المعيب لاللتزامات التي فرضها العقد‪ .‬وتتعدد االحتماالت التي تظهر وفقها المسؤولية العقدية‪ ،‬ومثال ذلك‬
‫حالة مالك احد المواقع الصناعية المتضمنة نفايات ثم يقوم بنقل ملكية هذا الموقع إلى شخص أخر‪ ،‬ويجد هذا‬
‫األخير نفسه مجب ار على تنظيف الموقع بقرار من الجهات اإلدارية المختصة أو بعض المضرورين ويضطر بذلك‬
‫بالرجوع إلى المالك السابق كي يحمله كال أو جزءا من هذا العبء(‪.)2‬‬
‫وفيما يخص إعمال المسؤولية العقدية في قطاع المحروقات فقد بينت المادة ‪ 08‬من قانون المحروقات‬
‫الجزائري أن كل خالف بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) والمتعاقد ينجم عن تفسير‪/‬أو تنفيذ‬
‫العقد أو عن تطبيق قانون المحروقات و‪/‬أو النصوص التنظيمية المتخذة لتطبيقه يتم تسويته عن طريق إجراء تسوية‬
‫ودية وفق الشروط المتفق عليها في العقد‪ ،‬وفي حالة إخفاق هذا اإلجراء يمكن عرض الخالف للتحكيم الدولي‬
‫حسب الشروط المتفق عليها في العقد‪ ،‬ويخص اللجوء إلى التحكيم الدولي األشخاص المكونين للمتعاقد دون سواهم‬
‫وال يخص المؤسسة الوطنية سوناطراك‪ ،‬وفي حالة ما إذا كان هذا الخالف قائما بين المؤسسة الوطنية سوناطراك‬
‫واألشخاص المكونين للمتعاقد فإنه يمكن عرض هذا الخالف على التحكيم الدولي حسب الشروط المنصوص عليها‬
‫في العقد‪ ،‬ويطبق القانون الجزائري والسيما قانون المحروقات الجزائري والنصوص المتخذة لتطبيقه لتسوية‬
‫الخالفات(‪.)3‬‬
‫‪ .4‬دعوى التعويض عن الضرر البيئي‬
‫باجتماع أركان المسؤولية المدنية يصبح للمضرور حق االدعاء في مواجهة المسؤول عن الضرر في‬
‫دعوى المطالبة بالتعويض‪ ،‬وفي مجال األضرار البيئية فإن الضرر قد يلحق باألشخاص أو بأموالهم أو بالبيئة كما‬

‫زرباني محمد مصطفى ومصطفى عبد الغني‪ "،‬المسؤولية عن الضرر البيئي بين االتفاقيات الدولية و أحكام القانون الداخلي"‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مجلة التراث ‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ .‬العدد ‪ ،2113 ،5‬ص‪.51 .‬‬
‫علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.347.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تم تعديل هذه المادة مرتين بموجب األمر رقم ‪ ،11-16‬والقانون ‪ 11-13‬المتضمنين تعديل القانون رقم ‪ 17-15‬المتعلق‬ ‫(‪)3‬‬

‫بالمحروقات‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬
‫(‪)1‬‬
‫بتوافر شروط‬ ‫تم بيانه سابقا‪ ،‬وبالنتيجة لذلك يمكن للمضرور اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بالتعويض‬
‫قبول الدعوى من صفة ومصلحة‪.‬‬
‫لقد بينت المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة إمكانية‬
‫رفع دعوى أمام الجهات القضائية المختصة من طرف الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال‬
‫حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي‪ ،‬عن كل مساس بالبيئة وذلك حتى في الحاالت التي ال تعني األشخاص‬
‫المنتسبين لها بإنتضام‪.‬‬
‫ويمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي تلحق‬
‫ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وتشكل هذه الوقائع مخالفة لألحكام‬
‫التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماد والهواء والجو واألرض وباطن األرض‬
‫والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث(‪.)2‬‬
‫وذلك عندما يتعرض أشخاص طبيعيون ألضرار فردية تسبب فيها فعل الشخص نفسه وتعود إلى مصدر‬
‫مشترك في الميادين المذكورة في المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬فإنه يمكن كل جمعية معتمدة بمقتضى المادة‬
‫‪ 20‬من القانون رقم ‪ 07-72‬واذا ما فوضها على األقل شخصان (‪ )3‬طبيعيان معنيان أن ترفع باسمها دعوى‬
‫التعويض أمام أية جهة قضائية‪ ،‬ويجب أن يكون التفويض الذي يمنحه كل شخص معني كتابيا‪ ،‬ويمكن للجمعية‬
‫التي ترفع دعوى قضائية عمال بالفقرتين السابقتين ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني أمام آية جهة‬
‫قضائية جزائية(‪.)3‬‬
‫‪ .5‬سلطات القاضي في تعويض الضرر البيئي‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 023‬من القانون المدني الجزائري يتضح أن للقاضي السلطة التقديرية في تقدير طريقة‬
‫التعويض تبعا للظروف‪ ،‬فيصح أن يكون التعويض مقسطا‪ ،‬كما يصح أن يكونا إيرادا مرتبا‪ ،‬كما يقدر التعويض‬
‫نقدا‪ ،‬على انه يجوز للقاضي تبعا للظروف وبناءا على طلب المضرور أن يأمر بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه‪.‬‬
‫وأيا كان الحكم الذي يتبناه القاضي من أجل التعويض عن الضرر البيئي فإنه ال يخرج عن ثالثة صور‪ ،‬أمر‬
‫بإيقاف الضرر البيئي‪ ،‬وتعويض بإعادة الحال على ما كانت عليه‪ ،‬أو تعويض بمقابل كما يلي‪:‬‬

‫يوسف معلم‪ ،‬المسؤولية الدولية بدون ضرر‪ :‬حالة الضرر البيئي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬فرع‬ ‫(‪)1‬‬

‫القانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،3770 ،‬ص‪.030.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫أ‪ .‬إيقاف الضرر البيئي‬


‫يجب التمييز أوال بين وقف وقوع الضرر كجزاء مدني‪ ،‬وايقاف النشاط كجزاء إداري حيث يتفقان في كون‬
‫كل منهما يشكل عقوبة‪ ،‬أما االختالف فيظهر من خالل طبيعة كل واحد منهما‪ ،‬إذ أن الوقف كعقوبة إدارية ينصب‬
‫على نشاط المؤسسة الصناعية كونه إحدى تدابير اإلدارة من أجل ردع كل خطر يسببه نشاط المؤسسة الصناعية‬
‫نتيجة مخالفة المقاييس المحددة قانونا‪ ،‬في حين أن وقف وقوع الضرر البيئي فهو جزاء مدني يتحقق تبعا للتحريك‬
‫دعوى التعويض عن األضرار التي تنجم عن التلوث البيئي(‪.)1‬‬
‫كما يجب التمييز بين الوسائل التي تهدف إلى إزالة الضرر وتلك الوسائل التي تهدف إلزالة مصدر الضرر‪.‬‬
‫إن وقف النشاط المسبب للضرر يعتبر آلية وقائية بالنسبة للمستقبل بالنسبة لمصالح المضرور وليس محوا للضرر‬
‫الحادث بسبب هذا النشاط (‪.)2‬‬
‫ب‪ .‬التعويض بإعادة الحال على ما كانت عليه‬
‫تبنى المشرع الجزائري من خالل المادة ‪ 023‬من القانون المدني إمكانية التعويض نقدا‪ ،‬إال انه إذا طلب‬
‫المضرور التعويض العيني‪ ،‬وكان ذلك ممكننا فإنه يجوز للقاضي أن يحكم به‪ ،‬فالتعويض العيني هو األصل‪،‬‬
‫ويتجسد من خالل إعادة الحال على ما كانت عليه‪ ،‬كما ال يتحدد إال بطلب من المتضرر متى كان ذلك متيسرا‪.‬‬
‫ويقصد بإعادة الحال على ما كانت عليه في مجال البيئة إصالح وترميم الوسط البيئي الذي أصابه التلوث‬
‫أو إعادة إنشاء شروط معيشة مناسبة لالماكن التي يهددها الخطر(‪.)3‬‬
‫ولقد تبنى المشرع الجزائري من خالل المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 00-70‬المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها‬
‫وازالتها مبدأ إعادة الحال على ما كنت عليه حيث ألزم كل مستغل لمنشأة معالجة النفايات في خالة انتهاء استغاللها‬
‫أو غلقها بإعادة تأهيل الموقع إلى حالته األصلية أو إلى الحالة التي تحددها السلطة المختصة(‪.)4‬‬

‫جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.270.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫يوسف معلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫نور الدين يوسفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.270.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫كما نص على آلية إعادة الحال على ما كانت علية نتيجة العقوبة الجزائية من خالل المادة ‪ 077‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬حيث‬ ‫(‪)4‬‬

‫يعاقب بالحبس لمدة سنتين وبغرامة مالية قدرها خمسمائة ألف دينار كل من رمى أو افر‪ ،‬أو ترك تسربا في المياه السطحية أو‬
‫الجوفية‪ ،‬أو في مياه البحر الخاضعة للقضاء الجزائري بصفة مباشرة أو غير مباشرة لمادة أو مواد يتسبب مفعولها أو تفاعلها في‬
‫اإلضرار ولو مؤقتا بصحة اإلنسان أو النبات أو الحيوان أو يؤدي ذلك إلى تقليص استعمال مناطق السباحة‪ ،‬وعندما تكون عمليات‬
‫الصب مسموحا بها بقرار ال تطبق األحكام السابقة إال إذا لم تحترم مقتضيات هذا القرار‪ ،‬ويمكن للمحكمة كذلك أن تفرض على‬
‫المحكوم عليه إصالح الوسط المائي المتضرر من التلوث ‪ .‬كما بينت المادة ‪ 073‬من القانون رقم ‪ 07-72‬انه يعاقب بالحبس لمدة‬
‫سنة وبغرامة مالية قدرها خمس مائة ألف دينار جزائري كل من استغل منشاة دون الحصول على الترخيص المتعلق بالمؤسسات‬
‫المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬كما يجوز للمحكمة ان تقضي بمنع استعمال المنشأة إلى حين الحصول على الترخيص ضمن الشروط‬
‫المنصوص عليها قانونا ويمكنها أيضا األمر بالنفاذ المؤقت للحضر‪ ،‬كما يجوز للمحكمة األمر بإعادة األماكن إلى حالتها األصلية‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ج‪ .‬التعويض بمقابل كوسيلة لإلصالح‬


‫إن األصل في التعويض وفق قواعد القانون المدني هو التعويض النقدي‪ ،‬ونظ ار إلى الطبيعة المتميزة‬
‫للضرر البيئي الذي يجعل من الصعب إعمال آلية إعادة الحال على ما كانت عليه فال سبيل أمام القاضي إال‬
‫االتجاه إلى أعمال التعويض النقدي‪ ،‬وبذلك فإن التعويض المالي عن األضرار البيئة يتضمن جميع األضرار التي‬
‫حصلت للموارد الطبيعية كما يتضمن المبالغ المالية الالزمة إلصالح ما أصاب البيئة من ضرر وتدمير واتالف‬
‫وخسارة بسبب عدم االستعمال العقالني لها(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية عن التلوث البيئي‬
‫يمثل قيام المسؤولية الجنائية عن جرائم تلويث البيئة الشق الثاني من رقابة القضاء العادي‪ ،‬حيث يضع كل‬
‫متسبب لتلويث البيئة أمام مساءلة جنائية نتيجة لمخالفته النصوص القانونية المتضمنة حماية البيئة‪.‬‬
‫‪ .1‬المقصود بالمسؤولية الجنائية عن التلوث البيئي‬
‫يقصد بالمسؤولية الجنائية أهلية فاعل الجريمة بتحمل العقوبة المقررة لها قانون‪ ،‬فهي التزام يقع على عاتق‬
‫مرتكب جريمة تلويث البيئة يتحمل بموجبه العقوبة المقررة قانونا(‪.)2‬‬
‫وبإسقاط هذا المفهوم على جرائم التلوث البيئي فإن األمر يقتضي خضوع مرتكب جريمة تلويث البيئة لألثر‬
‫المنصوص عليه قانونا كج ازء مقرر الرتكابها‪ .‬ولعل تحديد الفاعل ومسؤوليته الجنائية عن جريمة تلويث البيئة‬
‫يواجه صعوبات جمة‪ ،‬خاصة بالنظر إلى كون المسؤول عن جرائم البيئة يظهر في كثير من األمر في شكل‬
‫شخص معنوي تتعدد أنشطته الصناعية‪ ،‬عالوة على تعدد الفاعلين في جريمة تلويث البيئة‪ ،‬حيث تختلف طبيعة‬
‫مساهمتهم في تلوث البيئة مما يجعل من الصعب تحديد الجزاء المقابل لنسبة مساهمتهم في جريمة التلوث‪.‬‬
‫إن األصل في الجريمة أن ال يتحمل عقوبتها إال من أدين كمسؤول عنها إعماال لمبدأ شخصية العقوبة‪ ،‬إذ‬
‫ال تفرض علية العقوبة إال باعتباره فاعال لها أو شريكا فيها‪ .‬فالمشرع يجرم النشاط سواء ترتب عليه نتائج معينة من‬
‫عدمه مما يسهل كثي ار إثبات المسؤولية الجنائية بل األكثر من ذلك فإن القانون في بعض الجرائم لم ينص على‬
‫عقوبة معينة للجريمة إذا كانت عمديه وأخرى إذا كانت غير عمديه ولكنه يسوي بينهما في الجزاء مادام قد ثبت‬
‫للقاضي إسناد النشاط للجاني(‪.)3‬‬

‫جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202 .‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫نور الدين حمشة‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة‪ :‬دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والفانون الوضعي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير‬ ‫(‪)2‬‬

‫في الشريعة والقانون‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية ‪ ،‬قسم الشريعة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،3770 ،‬ص‪.020.‬‬
‫علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.200.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪221‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫‪ .2‬المقصود بالجريمة البيئية‬


‫لم يعرف المشرع الجزائري الجريمة البيئة تاركا للفقه دو ار في ذلك‪ ،‬حيث من من يرى أن الجريمة البيئة هي‬
‫" كل سلوك ايجابي أو سلبي عمدي أو غير عمدي يصدر عن شص طبيعي أو معنوي يضر أو يحاول األضرار‬
‫بأحد عناصر البيئة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة "(‪.)1‬‬
‫وتظهر الجرائم البيئية وفق صورتين‪ ،‬جرائم عادية تقع داخل إقليم الدولة والتي يقوم بها احد األشخاص‬
‫الطبيعية أو المعنوية ومثال ذلك تعدي أحد المؤسسات المصنفة على البيئة عبر خرق األحكام القانونية المتضمنة‬
‫كيفيات التخلص من النفايات‪ ،‬كما تظهر في شكل جرائم دولية والحديث في هذا الشأن متعلق بمسؤولية الدولة عن‬
‫جرائم تلوث البيئة حال امتداد التلوث إلى دولة أخرى عادة ما تكون مجاورة لها‪ ،‬ومثال ذلك تسرب النفط في البحار‬
‫والذي يمتد أثره إلى عديد الدول بالنظر لسرعة انتشاره وصعوبة التحكم فيه‪ ،‬فجرائم البيئة قد ال تضر شخصا محددا‬
‫بذاته بل من الممكن أن يتضرر منها مجموعة من األشخاص أو يضار منها المجتمع بأسره‪ ،‬كما تتسم جرائم البيئة‬
‫بأنها ال تتوقف عند زمان محدد أو مكان معين فقد تستمر وقتا طويال‪ ،‬كما يمكن أن تتجاوز الحدود اإلقليمية‬
‫للدول(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬أركان الجريمة البيئية‬
‫إن توافر األركان القانونية المؤدية لقيام المسؤولية الجنائية وكذا انتفاء األسباب التي تحول دون قيامها يلزم‬
‫بالضرورة تثبيت مسؤولية مرتكب الجريمة بتحمل العقوبة كنتيجة مترتبة عن فعله‪.‬‬
‫أ‪ .‬الركن المادي‬
‫يعتبر الركن المادي في الجريمة بصورة عامة كل سلوك إنساني يترتب عليه نتيجة يعاقب عليها القانون‬
‫الجنائي(‪ ،)3‬ولكل جريمة ركن مادي ال قوام لها بدونه (‪ ،)4‬ويعد العنصر المادي للجريمة الفعل الخارجي الذي تظهر‬
‫به فهو عنصر البد منه ألن القانون الجزائي ال يهتم بما يضمره اإلنسان بل يهتم بما يظهر منه فهو ال يعاقب على‬
‫الفكر الجرمي بل يعاقب على إظهار الجرم بالعمل(‪.)5‬‬
‫ويظهر السلوك المادي في الجريمة البيئية في قيام احد األشخاص الطبيعية أو المعنوية بنشاط يعتبر في‬
‫نظر القانون سلوكا مجرما حيث يؤدي هذا النشاط المادي إلى نتيجة مادية معينة تقتضي وضع المسؤول عنها‬

‫علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.380.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عدنان الفيل علي‪ ،‬القانون الجنائي المقارن‪ ،‬دراسة مقارنة بين القوانين الجنائية العربية‪ ،‬دار الجنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ،3707‬ص‪.007.‬‬
‫نور الدين حمشة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.03.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫علي سعيدان حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.330.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫فؤاد رزق‪ ،‬األحكام الجزائية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،3772 ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫تحت طائلة العقاب‪ ،‬وتتمثل النتيجة اإلجرامية في الفعل المادي فيما ينجر عنه من ضرر أو خطر حال أو آجل‪،‬‬
‫حيث أن عنصر النتيجة يمثل احد المسائل التي يصعب إثباتها في جرائم االعتداء على البيئة‪ ،‬إذ أن تحقق النتيجة‬
‫قد ال يكون حاال في مكان حدوث الفعل فقد تتحقق في مكان آخر داخل الدولة أو خارجها ومثال ذلك تلوث مياه‬
‫البحار بالنفط وكذا تلوث الهواء نتيجة منشآت تكرير النفط‪ ،‬كما أن السلوك اإلجرامي قد ال يؤدي في بعض األحيان‬
‫إلى نتيجة مادية معينة ولكنه يعرض احد عناصر البيئة للخطر‪ ،‬وبذلك فإن جرائم البيئة تشترط أن يكون الضرر أو‬
‫الخطر ناتجا عن الفعل المادي المسبب للجريمة ومرتبطا به بعالقة سببية(‪.)1‬‬
‫إن جرائم تلويث البيئة تتمايز وفق شقين رئيسيين‪ ،‬حيث تظهر في شكل جرائم ضرر حيث أن تحقق‬
‫الضرر يستدعي قيام المسؤولية عن هاته الجرائم‪ ،‬كما تظهر في شكل جرائم خطر حيث يكتفي التعرض للخطر‬
‫لقيام المسؤولية عنها(‪.)2‬‬
‫ويشترط القانون في جرائم الضرر ضمن ركنها المادي حدوث ضرر‪ ،‬بمعنى تحقق نتيجة ضارة‪ ،‬كما‬
‫يتطلب القانون لقيام هذا النوع من الجرائم سلوكا إجراميا يتمثل في االعتداء على مصلحة محمية قانون‪ ،‬سواء كانت‬
‫مادية أو معنوية أو مصلحة يحميها القانون‪.‬‬
‫ولكي تكتمل جريمة تلويث البيئة البد من توفر عالقة سببية بين السلوك اإلجرامي والنتيجة اإلجرامية‪ ،‬غير‬
‫انه يجب التمييز بين جرائم التعريض للخطر حيث تقوم الجريمة بمجرد تحقق السلوك اإلجرامي المتمثل في‬
‫التعريض للخطر لحق محمي قانونا دون حدوث نتيجة‪ ،‬وفيما يخص جرائم الضرر فإن الرابطة السببية تجد تطبيقا‬
‫لها حيث يتطلب المشرع تحقيق نتيجة ضارة للبيئة (‪.)3‬‬
‫ب‪ .‬الركن المعنوي‬
‫ال يكفي لوجود الجريمة أن يقدم الفاعل على عمل أو االمتناع عن عنه بل البد من خطأ يمكن معه القول‬
‫بأن ذلك العمل أو االمتناع كان م قترنا بحالة نفسية أو فكرية تسعى إلحداثه‪ ،‬إذ ال يتحقق الخطأ إال إذا أراد الفاعل‬
‫وقوع الفعل المجرم قانونا فهو إرادة الرتكاب الجريمة على ما وصفها القانون حيث تعتبر هذه النية عنص ار معنويا‬
‫للجريمة(‪ ،)4‬وفي مجال اإلجرام البيئي يالحظ أن المشرع اشترط في بعض الجرائم توافر العمد في إتيان النشاط دون‬
‫تطلب نية خاصة‪ ،‬ومثال ذلك إلقاء الجاني لمواد ملوثة في مجاري األنهار دون أن يتطلب ذلك توافر نية التلويث‬

‫علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق ص‪.200.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫لقمان بامون‪ ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي عن جريمة تلويث البيئة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،3703 ،‬ص‪.23.‬‬
‫لقمان بامون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫فؤاد رزق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪223‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫لديه‪ ،‬فجل جرائم البيئة ال يشترط فيها نية خالصة أو قصد خاص حيث أن مجرد القصد العام كفيل بإقرار نية‬
‫األضرار بالبيئة(‪.)1‬‬
‫فا لقصد العام يعني توجيه اإلرادة نحو ارتكاب الجريمة مع العلم بعناصرها القانونية‪ ،‬بغض النظر عن الغاية‬
‫التي يهدف الجاني إلى تحقيقها‪ ،‬وهو الصورة التي يتطلبها القانون في جرائم تلويث البيئة بحيث يكتفى بعلم الجاني‬
‫بتوفر أركان الجريمة واتجاه إرادته إلى ارتكاب الفعل وتحقق النتيجة دون الحاجة إل توافر غاية ما‪ ،‬أما القصد‬
‫الجنائي الخاص فهو الذي يعتد به المشرع بغاية معينة يتطلبها الكتمال الركن المعنوي‪ ،‬ومثال القصد الخاص في‬
‫جرائم تلويث البيئة ما جاء في المادة ‪ 80‬مكرر من قانون العقوبات الجزائري(‪ ،)2‬حيث بينت أنه يعتبر فعال ارهابيا‬
‫أو تخريبيا كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الترابية‪ ،‬والسالمة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي عن‬
‫طريق أي عمل غرضه بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو إنعدام األمن‪ ،‬من خالل اإلعتداء المعنوي أو‬
‫الجسدي أو تعريض حياتهم وحريتمه أوأمنهم للخطر أو المس ببمتلكاتهم‪ ،‬وكذالك عبر اإلعتداء على المحيط أو‬
‫أدخال مادة و تسريبها في الجو أو في باطن األرض أو إلقائها عليها أو في المياه بما فيها المياه اإلقليمية والتي من‬
‫شأنها جعل صحة اإلنسان و الحيوان و البيئة الطبيعية في خطر(‪ ،)3‬حيث أن تحقق غاية أبعد من النتيجة‬
‫اإلجرامية فعالوة على اتجاه إرادة الجاني إلى المساس بأمن الدولة والوحدة الترابية‪ ،‬فقد يؤدي ذلك إلى المساس‬
‫بالبيئة ومختلف مكاوناتها عبر اللقاء يها أو تخريب االوساط التي تتكون منها وعليه فإن الباعث يعد في هذه الحالة‬
‫قصدا خاصا لقيام هاته الجريمة(‪.)4‬‬
‫ج‪ .‬الركن الشرعي‬
‫إن وجود أي جريمة يقتضي وجود نص قانوني يرتكز عليه وجودها إعماال لمبدأ ال جريمة وال عقاب بدون‬
‫نص‪ ،‬إذ ال يحق للقاضي الجزائي أن يفرض عقوبة أو تدابير احت ارزية على فعل لم يكن القانون قد نص على‬
‫اعتباره من الجرائم‪ ،‬كما ال يجوز فرض أي عقوبة لم يكن القانون قد نص عليها حين اقتراف الجرم وهو ما يطلق‬
‫عليه بقانونية العقوبة(‪.)5‬‬
‫لقد نص الدستور الجزائري لسنة ‪ 0000‬من خالل المادة ‪ 20‬منه انه ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر‬
‫قبل ارتكاب الفعل المجرم‪ ،‬وهو ما أكدته المادة األولى من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬كما اقر المشرع الجزائري من‬

‫علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.200.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أمر رقم ‪ ،000-00‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،0000‬يتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،20‬صادر في ‪ 00‬جوان ‪،0000‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 80‬مكرر قرة ‪ 0‬وفقرة ‪ 0‬من األمر رقم ‪ ،000-00‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫لقمان بامون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫فؤاد رزق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.0.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪224‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫خالل قانون العقوبات المسؤولية الجنائية الشخص المعنوي حيث يتضح من خالل المادة ‪ 00‬من قانون العقوبات‬
‫الجزائري أن المشرع حدد المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية عن الجرائم المنصوص عليها سواء في قانون‬
‫العقوبات أو القوانين الخاصة ومنها قانون حماية البيئة وقانون تسيير النفايات ومراقبتها وازالتها وقانون المياه‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬وعليه البد من أن يكون النص الجنائي المجرم لالعتداء على البيئة واضحا ودقيق حتى يتسنى للقاضي‬
‫تحديد نوع الجريمة البيئية والعقوبة المقررة لها‪ ،‬إذ يتضح أن النصوص الردعية متفرقة بين عديد النصوص القانونية‬
‫مما يصعب اإلحاطة بها والتي تمثل في جلها تطبيقا لمبدأ الحيطة والذي يقتضي توفير حماية جنائية للبيئة بصفة‬
‫مسبقة(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬العقوبات القضائية المقررة لحماية البيئة‬
‫تصنف الجرائم البيئة وفقا للقانون الجزائري إما أنها جنايات أو جنح أو مخالفات وذلك بالنظر إلى جسامة‬
‫الجزاء الجنائي الموقع عليها(‪ ،)2‬غير انه يمكن تقسيم العقوبات المرتبطة بها وفقا لمكونات البيئة من جهة والحديث‬
‫يتعلق بالعقوبات المتعلقة بحماية الهواء والتربة والماء‪ ،‬عالوة على العقوبات المرتبطة بطبيعة الجاني والذي يظهر‬
‫في قطاع المحروقات في شكل شخص معنوي عادة ما يكون مؤسسة مصنفة‪ ،‬وكذا العقوبات المتعلقة بتسيير‬
‫النفايات الصناعية‪.‬‬
‫أ‪ .‬العقوبات المتعلقة بحماية الهواء والجو‬
‫بينت المادة ‪ 82‬من قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة انه يعاقب بغرامة من خمسة أالف‬
‫دينار (‪ 0.777‬دج) إلى خمسة عشرة ألف دينار (‪ 00.777‬دج ) كل شخص تسبب في تلوث جوي وخالف أحكام‬
‫النصوص التنظيمية المتعلقة بالحاالت والشروط التي يمنع فيها او ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات‬
‫السائلة أو الصلبة في الجو‪ ،‬وكذلك الشروط التي تتم فيها المراقبة‪ ،‬وفي حالة العود يعاقب بالحبس من شهرين إلى‬
‫ستة أشهر وبغرامة من خمسين ألف(‪ 07.777‬دج ) إلى مائة وخمسين ألف دينار (‪ 007.777‬دج) أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين فقط(‪.)3‬‬
‫وفي حالة الحكم بالعقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ 07-72‬يحدد القاضي األجل‬
‫الذي ينبغي فيه أن تنجز األشغال وأعمال التهيئة المنصوص عليها في التنظيم‪ ،‬وزيادة على ذلك يمكن للقاضي‬
‫األمر بتنفيذ األشغال وأعامل التهيئة على نفقة المحكوم علي‪ ،‬وعند االقتضاء يمكنه األمر بمنع استعمال المنشآت‬
‫أو أي عقار أو منقول آخر مصد ار للتلوث الجوي‪ ،‬وذلك حتى إتمام انجاز األشغال والترميمات الالزمة(‪ ،)4‬وبينت‬

‫لقمان بامون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.070.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫على سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.230.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظرالمادة ‪ 80‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪225‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫المادة ‪ 80‬انه في حالة عدم احترام األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 80‬فإنه يجوز للمحكمة أن تأمر بغرامة من‬
‫خمسة أالف دينار (‪ 0.777‬دج ) إلى عشرة أالف دينار (‪ 07.777‬دج) وغرامة تهديديه ال يقل مبلغها عن ألف‬
‫دينار (‪ 0.777‬دج ) عن كل يوم تأخير‪.‬‬
‫ويمكن أيضا األمر بحضر استعمال المنشآت المتسببة في التلوث إلى حين انجاز األشغال وأعمال التهيئة‬
‫أو تنفيذ االلتزامات المنصوص عليها‪ .‬كما جرمت المادة ‪ 80‬مكرر من قانون العقوبات كل إدخال لمواد سامة أو‬
‫تسريبها جوا أو في باطن األرض أو إلقائها في الماء مما يسبب خطورة على صحة اإلنسان وعاقبت على هذا‬
‫الفعل بعقوبة اإلعدام(‪.)1‬‬
‫ب‪ .‬العقوبات المتعلقة بحماية الماء واألوساط المائية‬
‫يمكن لوكيل الجمهورية والقاضي الذي تحال عليه الدعوى األمر بإيقاف السفينة أو الطائرة أو اآللية أو‬
‫القاعدة العائمة التي استخدمت في ارتكاب إحدى المخالفات المتعلقة بكل عملية صب أو غمر أو ترميد داخل‬
‫المياه البحرية الخاضعة للقضاء الجزائري لمواد من شانها األضرار بالصحة العمومية واألنظمة البيئية البحرية وكذا‬
‫عرقلة األنشطة البحرية بما في ذلك المالحة والتربية المائية والصيد البحري‪ ،‬وافساد نوعية المياه البحرية من حيث‬
‫استعمالها(‪ ،)2‬ويج وز للجهة القضائية المختصة أن تأمر في كل وقت برفع اإليقاف إذا ما تم دفع كفالة تحدد‬
‫مبلغها وكيفيات تسديدها هذه الجهة القضائية(‪ ،)3‬ويؤول االختصاص للمحكمة مكان وقوع المخالفة ويكون زيادة‬
‫على ذلك إما للمحكمة التي تم التسجيل في إقليمها إذا تعلق األمر بسفينة أو آلية أو قاعدة عائمة جزائرية واما‬
‫للمحكمة التي توجد المركبة في إقليمها إذا كانت هذه المركبة أجنبية او غير مسجلة‪ ،‬واما لمحكمة المكان حيث يتم‬
‫الهبوط بعد التحليق الذي ارتكبت المخالفة أثناءه إذا تعلق األمر بطائرة(‪.)4‬‬
‫وفيما يخص ربابنة السفن‪ ،‬فإنه يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من مائة ألف دينار‬
‫(‪ 077.777‬دج ) إلى مليون دينار (‪0.777.777‬دج ) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل ربان سفينة جزائرية أو‬
‫قائد طائرة جزائرية أو كل شخص يشرف على عمليات الغمر أو الترميد في البحر على متن آليات جزائرية أو قواعد‬
‫عائمة ثابتة أو متحركة في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري حال ارتكاب واحدة من المخالفات السابقة الذكر‪،‬‬
‫وتضاعف العقوبة حالة العود(‪.)5‬‬

‫علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.233.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حددت هذه المخالفات المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬وبينت المادة ‪ 02‬أنه ال تطبق أحكام المادة ‪ 02‬حال القوة القاهرة‬ ‫(‪)2‬‬

‫الناجمة عن التقلبات الجوية أو عن عوامل أخرى‪ ،‬عندما تتعرض للخطر حياة البشر أو امن السفينة أو الطائرة‪.‬‬
‫المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 80‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أنظر المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪226‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وفي حالة ارتكاب المخالفات بأمر من مالك أو مستغل السفينة أو الطائرة أو اآللية أو القاعدة العائمة‪،‬‬
‫يعاقب هذا المالك أو المستغل بالعقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ 07-72‬السابقة الذكر‬
‫على أن يضاعف الحد األقصى لهذه العقوبات‪ ،‬واذا لم يعط هذا المالك أو المستغل أم ار كتابيا لربان السفينة أو‬
‫الشخص المشرف على عمليات الغمر أو قائد الطائرة أو اآللية العائمة أو القاعدة العائمة لالمتثال ألحكام القانون‬
‫المتعلق بحماية البحر يتابع بصفته شريكا في ارتكاب المخالفات المنصوص عليها‪ ،‬وعندما يكون المالك شخصا‬
‫معنويا تلقى المسؤولية على عاتق الشخص أو األشخاص الممثلين الشرعيين او المسيرين الفعليين الذين يتولون‬
‫اإلشراف واإلدارة أو كل شخص أخر مفوض من طرفهم(‪ ،)1‬ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من‬
‫مليون دينار (‪0.777.777‬دج ) إلى عشرة ماليين دينار (‪07.777.777‬دج ) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل‬
‫ربان خاضع إلحكام المعاهدة الدولية للوقاية من ثلوث مياه البحر بالمحروقات والمبرمة في لندن في ‪ 03‬ماي سنة‬
‫‪ 0002‬وتعديالتها‪ ،‬والذي ارتكب مخالفة لإلحكام المتعلقة بحضر صب المحروقات أو مزيجها في البحر‪،‬‬
‫وتضاعف العقوبة حالة العود‪ ،‬ويعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من مائة ألف دينار إلى مليون‬
‫دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل ربان سفينة غير خاضعة إلحكام المعاهدة السابقة الذكر والذي يرتكب‬
‫إحدى المخالفات المنصوص عليها في المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬وتضاعف العقوبة حالة العود(‪.)2‬‬
‫ويعاقب بغرامة مالية من مائة ألف دينار إلى مليون دينار كل ربان تسبب بسوء تصرفه أو رعونته أو غفلته‬
‫أو إخالله بالقوانين واألنظمة في وقوع حادث مالحي أو لم يتحكم فيه أو لم يتفاداه ‪ ،‬ونجم عنه تدفق مواد ملوثة‬
‫للمياه الخاضعة للقضاء الجزائري‪ ،‬كما تطبق نفس العقوبات على صاحب السفينة أو مستغلها أو كل شخص أخر‬
‫غير الربان ‪ ،‬تسبب في تدفق مواد في الظروف السابقة الذكر‪ ،‬غير انه ال يعاقب على التدفق الذي بررته تدابير‬
‫اقتضتها ضرورة تفادي خطر جسيم وعأجل يهدد امن السفن أو حياة البشر أو البيئة(‪.)3‬‬
‫ويعاقب بغرامة من مائة ألف دينار إلى مليون دينار كل ربان سفينة تحمل بضائع خطيرة أو سامة أو ملوثة‬
‫تعبر بالقرب من المياه الخاضعة للقضاء الجزائري أو داخلها‪ ،‬لم يقم باإلبال‪ ،‬عن حادث مالحي يقع في مركبه‬
‫ومن شأنه أن يهدد بتلويث أو إفساد الوسط البحري والياه والسواحل الوطنية (‪.)4‬‬
‫وبغض النظر عن المتابعات القضائية في حالة إلحاق الضرر بشخص أو بالوسط البحري أو بالمنشآت‪،‬‬
‫يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرام من مليوني دينار إلى عشرة ماليين دينار كل مخالف لإلجراءات‬
‫السابقة الذكر‪ ،‬ونجم عن ذلك صب محروقات أو مزيج من المحروقات في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري(‪.)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 02‬و المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫وفقا للمادة ‪ 077‬من القانون رقم ‪ 07-72‬يعاقب بالحبس لمدة سنتين وبغرامة مالية قدرها خمسمائة ألف‬
‫دينار كل من رمى أو افر‪ ،‬أو ترك تسربا في المياه السطحية أو الجوفية‪ ،‬أو في مياه البحر الخاضعة للقضاء‬
‫الجزائري بصفة مباشرة أو غير مباشرة لمادة أو مواد يتسبب مفعولها أو تفاعلها في اإلضرار ولو مؤقتا بصحة‬
‫اإلنسان أو النبات أو الحيوان أو يؤدي ذلك إلى تقليص استعمال مناطق السباحة‪ ،‬وعندما تكون عمليات الصب‬
‫مسموحا بها بقرار ال تطبق األحكام السابقة إال إذا لم تحترم مقتضيات هذا القرار‪ ،‬ويمكن للمحكمة كذلك أن تفرض‬
‫على المحكوم عليه إصالح الوسط المائي المتضرر من التلوث ‪.‬‬
‫ج‪ .‬العقوبات المتعلقة بالمؤسسات المصنفة‬
‫بينت المادة ‪ 073‬من القانون رقم ‪ 07-72‬انه يعاقب بالحبس لمدة سنة وبغرامة مالية قدرها خمس مائة‬
‫ألف دينار جزائري كل من استغل منشأة دون الحصول على الترخيص المتعلق بالمؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪،‬‬
‫كما يجوز للمحكمة أن تقضي بمنع استعمال المنشأة إلى حين الحصول على الترخيص ضمن الشروط المنصوص‬
‫عليها قانونا ويمكنها أيضا األمر بالنفاذ المؤقت للحظر‪ ،‬كما يجوز للمحكمة األمر بإعادة األماكن إلى حالتها‬
‫األصلية‪ ،‬ووفقا للمادة ‪ 072‬منه فإنه يعاقب بالحبس لمدة سنتين وبغرامة قدرها مليون دينار جزائري كل من استغل‬
‫منشأة خالفا إلجراء قضى بتوقيف سيرها‪ ،‬أو غلقها‪ ،‬أو خضر لنشاطها‪.‬‬
‫كما بينت المادة ‪ 072‬منه أ نه يعاقب بالحبس لمدة ستة أشهر وبغرامة مالية قدرها خمسمائة ألف دينار‬
‫جزائري كل واصل استغالل منشأة مصنفة دون االمتثال لقرار اإلعذار باحترام المقتضيات التقنية المحددة قانونا‪،‬‬
‫وبينت المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،37-72‬المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث انه يعاقب كل‬
‫مستغل لمنشأة صناعية لم يقم بإعداد مخطط داخلي للتدخل كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 03‬من القانون رقم‬
‫‪ 37-72‬بشهرين إلى سنة وبغرامة من ثالثمائة ألف دينار إلى ستمائة ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‬
‫وتضاعف العقوبة حال العود‪.‬‬
‫وتثبت المخالفات التي تقوم بها المؤسسات المصنفة بمحاضر يحررها ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ومفتشو‬
‫البيئة‪ ،‬حيث تحرر في نسختين يتم إرسال إحداهما إلى الوالي واألخرى إلى وكيل الجمهورية (‪.)2‬حيث يعاقب‬
‫بالحبس لمدة سنة وبغرامة قدرها مائة ألف دينار جزائري كل من عرقل األشخاص المكلفين بالحراسة والمراقبة أو‬
‫إجراء الخبرة للمنشآت المصنفة أثناء أداء مهامهم(‪.)3‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 070‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 070‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪228‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫د‪ .‬العقوبات المتعلقة بتسيير النفايات الصناعية‬


‫بين المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-70‬كيفيات تسيير النفايات وازالتها ومراقبتها حيث ارتكز في ذلك على مبدأ‬
‫الوقاية والتقليص من إنتاج وضرر النفايات من المصدر وتنظيم وفرز النفايات وجمعها ونقلها ومعالجتها‪ ،‬عالوة‬
‫( ‪)2‬‬
‫على تثمينها بإعادة استعمالها عبر المعالجة البيئية العقالنية للنفايات(‪ ،)1‬وبين المرسوم التنفيذي رقم ‪072-70‬‬
‫قائمة النفايات بما في ذلك النفايات الخاصة الخطرة (‪ ،)3‬حيث تم بيان طبيعة النفايات الصناعية وكذا األثر الناجم‬
‫عنها وبالعودة إلى الملحق رقم ‪ 72‬المتصل المرسوم التنفيذ السابق الذكر حيث تضمن رمز النفاية ‪ 2.0‬بعنوان‬
‫أوحال التنقيب ونفايات تنقيب أخرى والتي اعتبرت أوحال ونفايات التنقيب األخرى التي تحتوي على محروقات من‬
‫النفايات الخاصة الخطرة والتي تتسم بقابلية لالشتعال سامة‪ ،‬كما اعتبرت أن أوحال ونفايات التنقيب األخرى التي‬
‫تحتوي على مواد خطرة من النفايات الخاصة الخطرة التي تشكل خط ار على البيئة (‪.)4‬‬
‫وباالنتقال إلى رمز النفاية ‪ 0‬بعنوان النفايات الناجمة عن تكرير البترول وتنقية الغاز الطبيعي ومعالجة‬
‫الفحم بواسطة الح اررة حيث تم اعتبار أن النفايات الناجمة عن تكرير البترول هي من النفايات الخاصة الخطرة‬
‫والتي تتصف بأنها نفايات مهيجة وخطرة على البيئة عالوة على إنها سهلة القابلية لالشتعال وسامة وأكالة ‪ ،‬كما‬
‫اعتبر المحروقات المنتشرة عن غير قصد من النفايات الخاصة الخطرة وتم وصفها بأنها سامة ومحدثة للسرطان‬
‫وخطرة على البيئة‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق يتضح أن شكل النفايات المتعلقة بنشاطات قطاع المحروقات السيما منها المتعلقة‬
‫بعمليات التنقيب والتكرير هي نفايات خاصة خطرة‪.‬‬
‫وبالعودة إلى القانون رقم ‪ 00-70‬المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ضمن الباب السابع منه بعنوان‬
‫األحكام الجزائية فإنه يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة مالية من أربعمائة ألف دينار إلى ثمانمائة‬

‫أنظر المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،00-70‬مؤرخ في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،3770‬يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.3770‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،072-70‬مؤرخ في ‪ 38‬فيفري ‪ ،3770‬يحدد قائمة النفايات الخاصة الخطرة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر‬ ‫(‪)2‬‬

‫في ‪ 0‬مارس ‪.3770‬‬


‫واعتبرت المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 00-70‬أن النفايات هي كل البقايا الناتجة عن عمليات اإلنتاج أو التحويل أو االستعمال‬ ‫(‪)3‬‬

‫وبصفة عامة كل مادة أو منتوج وكلب منقول يقوم المالك أو الحائز بالتخلص منه أو يلزم بالتخلص منه أو بإزالته‪ .‬أما المقصود‬
‫بالنفايات الخاصة فهي كل النفايات الناتجة عن النشاطات الصناعية والز ارعية والعالجية والخدمات وكل النشاطات األخرى والتي بفعل‬
‫طبيعتها ومكونات المواد التي تحتويها ال يمكن جمعها ونقلها ومعالجتها بنفس الشروط مع النفايات المنزلية وما شابهها والنفايات‬
‫الهامدة ‪.‬أما النفايات الخاصة الخطرة فهي كل النفايات الخاصة التي بفعل مكوناتها وخاصية المواد السامة التي تحتويها يختم الن‬
‫تضر بالصحة العمومية و‪/‬أو البيئة‪.‬‬
‫راجع الملحق الثالث من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،072-70‬رمز النفاية ‪.2.0‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪229‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات‬

‫ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من سلم أو عمل على تسليم نفايات خاصة خطرة بغرض معالجتها‬
‫إلى شخص مستغل لمنشاة غير مرخص لها بمعالجة هذا الصنف من النفايات‪.‬‬
‫ويعاقب بالحبس من سنة إلى ثالثة سنوات وبغرامة مالية من ستمائة ألف دينار (‪ 077.777‬دج) إلى‬
‫تسعمائة ألف دينار (‪ 077.777‬دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من قام بإيداع النفايات الخاصة الخطرة أو‬
‫رمييها أو طمرها أو غمرها أو إهمالها في مواقع غير مخصصة لهذا الغرض وفي حالة العود تضاعف العقوبة‬
‫(‪.)1‬‬
‫ويعاقب بالحبس من خمسة سنوات إلى ثمان سنوات وبغرامة مالية من مليون دينار إلى خمسة ماليين‬
‫دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من استورد النفايات الخاصة الخطرة أو صدرها أو عمل على عبورها‬
‫مخالفا بذلك أحكام القانون رقم ‪.)2(00-70‬‬
‫انطالقا مما سبق بيانه الجزء الثاني من هذه الدراسة يمكن القول أن المشرع الجزائري قد اعتمد على‬
‫مجموعة من الوسائل المادية والقانونية من أجل حماية البيئة من التلوث الناجم عن مختلف النشاطات المرتبطة‬
‫بقطاع المحروقات‪ .‬وبذلك فقد اسند هذه المهمة لمجموعة من الهياكل المركزية والمحلية من أجل تجسيد الوسائل‬
‫القانونية المتمثلة كل من الدراسات البيئية والتي تظهر عبر دراسة التأثير في البيئة‪ ،‬وكذا موجز التأثير على البيئة‪،‬‬
‫ودراسة الخطر‪ ،‬إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق ثالثة أشكال وهي رخصة المؤسسات‬
‫المصنفة‪ ،‬ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات‪ ،‬ورخصة البناء‪ ،‬كما تبنى المشرع الجزائري نظام الجباية‬
‫البيئية من أجل الحد من آثار التلوث والتي يعبر عنها بالضرائب الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية‪ ،‬وبالمقابل لذلك‬
‫فقد أكد تفعيل اآلليات السابقة الذكر عبر تكريسه لجملة من الضمانات الرقابية من حماية البيئة من االخطار التي‬
‫تنجر عن النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 64‬من القانون رقم ‪ ،00-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪ ،00-70‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪231‬‬
‫خاتمـة‬

‫خاتـمة‬

‫‪231‬‬
‫خاتمـة‬

‫خاتـمة‬
‫بات من المستقر في األذهان في الوقت الراهن أن المسائل البيئية تشكل إحدى أبرز اهتمامات المفكرين‬
‫والباحثين والنظم القانونية نتيجة اآلثار الوخيمة التي يخلفها التلوث البيئي بمختلف صوره على األنظمة البيئية‪،‬‬
‫وذلك من أجل الحد من األخطار التي تهددها‪ ،‬والبحث في السبل التي تحفظ سالمة البيئة ومكوناتها‪.‬‬
‫وعلى اعتبار أن جل ملوثات البيئية ناتجة عن األنشطة الصناعية التي يقوم بها اإلنسان والتي يشكل قطاع‬
‫المحروقات إحدى صورها وأهمها‪ ،‬نظ ار لمركزه االقتصادي‪ ،‬فصناعة الطاقة بصورة عامة تعد أكبر وأهم حلقات‬
‫االقتصاد العالمي‪ ،‬عالوة على دور الصناعة البترولية اإلستراتيجي في توفير الطاقة الضرورية لممارسة األنشطة‬
‫الصناعية األخرى‪ ،‬نتيجة زيادة الطلب العالمي على مختلف صور الطاقة والتي أكد قطاع المحروقات صدارته‬
‫كمصدر ال يمكن التخلي عليه ولو بعد حين من أجل سد االحتياج العالمي للطاقة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك فإن األنشطة الصناعية المرتبطة بقطاع المحروقات تشكل تهديدا للبيئة نتيجة لما تخلفه‬
‫من مواد سامة وملوثة تهدد مختلف النظم االيكولوجية‪ ،‬والتي باتت تهدد سالمة اإلنسان بالدرجة األولى‪.‬‬
‫ولقد سعت هذه الدراسة إلى الوقوف على النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون‬
‫الجزائري‪ ،‬من خالل تحديد وبيان األطر القانونية المتعلقة باألنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات (نشاطات البحث‬
‫عن المحروقات واستغاللها ونقلها بواسطة األنابيب وتكريرها وتحويل وتسويق وتخزين وتوزيع المنتجات البترولية)‪،‬‬
‫وكذا الهياكل والمنشآت التي يسمح لها بممارسة هذه األنشطة‪.‬‬
‫وبينت الدراسة أن المقصود بمصطلح المحروقات وفقا للقانون الجزائري هو مختلف المحروقات السائلة‬
‫والغازية والصلبة السيما الرمال النضيدة والنضيد الزفتي‪ ،‬حيث أن المحروقات السائلة هي النفط الخام وسوائل الغاز‬
‫الطبيعي وغاز البترول المميع ‪ .‬وأن الغاز الطبيعي‪ ،‬أو الغاز بصورة عامة هو كل المحروقات الغازية المنتجة من‬
‫خالل اآلبار بما فيها الغاز الرطب والغاز الجاف اللذان يمكن أن يكونا مرفقين أو غير مرفقين بمحروقات سائلة‬
‫وغاز الفحم الحجري أو ميثان الفحم الحجري والغاز المترسب الذي يتحصل عليه بعد استخالص سوائل الغاز‬
‫الطبيعي (‪ ،)1‬كما حدد بصورة دقيقة مختلف الصور التي يظهر عليها الغاز‪.‬‬
‫ووضحت كيفية تبنى المشرع الجزائري من خالل تعديل قانون المحروقات بموجب القانون رقم ‪11-13‬‬
‫المحروقات غير التقليدية‪ ،‬وهي محروقات تتميز بطريقة استخراج معينة‪ ،‬عالوة على وجودها في مخازن تقتضي‬
‫إعمال تقنيات محددة كالتشقق الطبقي‪ ،‬وعمليات التحفيز‪ ،‬وتوفير شروط ضغط محددة‪ ،‬إضافة إلى وجودها ضمن‬
‫تكوينات جيولوجية تصل إلى مستويات الصخرة األم‪ .‬وبذلك فقد أكد إدراجه لما يصطلح عليه بالغاز الصخري‬
‫كشكل من أشكال المحروقات والتي تم وصفها على أنها غير تقليدية‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،07-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪232‬‬
‫خاتمـة‬

‫وبالنظر إلى واقع التلوث الناجم عن قطاع المحروقات الذي بات يهدد مختلف مكونات البيئة سواء البيئة‬
‫األرضية أو الهوائية أو المائية فإن النظام القانوني الجزائري قد سعى من أجل وضع األطر القانونية الكفيلة بضبط‬
‫النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات من أجل حماية البيئة سواء على الصعيد الدولي أو الوطني‪.‬‬
‫وبذلك فقد انضمت الجزائر إلى العديد من االتفاقيات الدولية المتضمنة حماية البيئة بمختلف مكوناتها‪،‬‬
‫حيث إنضمت الجزائر إلى مجموعة من االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث و كذا البيئة الهوائية‬
‫وطبقة األوزون‪ ،‬إضافة إلى االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي حيث أن حماية البيئة نتيجة النشاطات‬
‫الصناعية في قطاع المحروقات كان لها نصيب من القواعد القانونية االتفاقية؛ وتم بذلك وضع التزامات على عاتق‬
‫الدول من أجل ضبط التلوث الناجم عن المحروقات‪.‬‬
‫وفيما يخص القواعد القانونية الوطنية فقد سعى المشرع الجزائري منذ االستقالل إلى وضع نظام قانوني‬
‫يتضمن حماية البيئة بصورة عامة‪ ،‬حيث شهدت هذه الحماية تطو ار بالنظر إلى مضمونها وكذا اآلليات المعتمدة‬
‫لحمايتها‪ ،‬كما سعى المشرع الجزائري إلى تكريس حماية البيئة من التلوث الناجم عن المحروقات عبر إدراج البعد‬
‫البيئي في مختلف النصوص القانونية لقطاع المحروقات والتي شهدت بدورها تطو ار في هذا السياق‪.‬‬
‫وبذلك فقد تضمن القانون رقم ‪ 11-13‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة جملة من الوسائل‬
‫القانونية التي تبناها المشرع الجزائري قصد حماية البيئة بشكل عام‪ ،‬حيث تعد هذه الوسائل تعبي ار على مختلف‬
‫المبادئ التي أسسها قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة كمبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية‪ ،‬ومبدأ‬
‫النشاط الوقائي‪ ،‬وتصحيح األضرار البيئية‪ ،‬ومبدأ الملوث الدافع‪ ،‬ومبدأ اإلعالم والمشاركة (‪.)1‬‬
‫وبالمقابل لذلك ومن أجل الترجمة الفعلية على الميدان والواقع العملي للمبادئ السابقة الذكر‪ ،‬بينت الدراسة‬
‫أدوات التسيير البيئي المعتمدة من طرف المشرع المتضمنة تحديد المقاييس البيئية‪ ،‬ووضع نظام لتقييم اآلثار‬
‫البيئية لمشاريع التنمية عبر الدراسات البيئية‪ ،‬بتحديد الهيئات الرقابية‪ ،‬و تكريس دوراألفراد والجمعيات في مجال‬
‫حماية البيئة‪.‬‬
‫وبالنظر إلى ذلك فإن إعمال المبادئ واألدوات السابقة الذكر في قطاع المحروقات قصد حماية البيئة من‬
‫التدهور الذي ينجر عن مختلف األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية يظهر من خالل اعتماد المشرع الجزائري‬
‫على وسائل قانونية تظهر في كل من الدراسات البيئية والتي تتضمن كال من دراسة التأثير في البيئة‪ ،‬وكذا موجز‬
‫التأثير على البيئة‪ ،‬ودراسة الخطر إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق ثالثة أشكال وهي‬
‫رخصة المؤسسات المصنفة ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات‪ ،‬ورخصة البناء‪ ،‬كما تبنى المشرع‬

‫أنظر المادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪ ،07-72‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪233‬‬
‫خاتمـة‬

‫الجزائري نظام الجباية البيئية من أجل الحد من آثار التلوث والتي يعبر عنها بالضرائب الخضراء أو الضرائب‬
‫اإليكولوجية‪.‬‬
‫وقد توصلت من خالل دراستي إلى جملة من النتائج وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬شهد تكريس حماية البيئة من التلوث الناجم عن قطاع المحروقات تطو ار متمي از في الجرائر منذ بداية استغالل‬
‫المحروقات في الجزائر وذلك إبان اإلستدمار الفرنسي‪ ،‬حيث لم يجد البعد البيئي أي اهتمام ومكان له‪ ،‬والتي شملت‬
‫أيضا الفترة الممتدة من الثورة التحريرية المجيدة إلى الظفر بالسيادة الوطنية وصوال إلى صدور أول قانون‬
‫للمحروقات في ضل السيادة الوطنية سنة ‪ 2599‬بموجب القانون رقم ‪ 21-99‬المؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ ،2599‬المتعلق‬
‫بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬حيث لم يكرس هذا القانون أية حماية للبيئة‬
‫في قطاع المحروقات‪ ،‬وجل األحكام التي جاء بها لم تشر إلى تطبيق النظم الخاصة بالبيئة أو اإلحالة إلى‬
‫نصوص خاصة في هذا السياق‪ ،‬رغم استناد المشرع الجزائري على جملة من النصوص المعتمدة في مقدمة القانون‬
‫إلى قانون البيئة رقم ‪ 40-90‬لسنة ‪ 2599‬وكذا قانون المياه رقم ‪ 29-90‬لسنة ‪ ،2590‬وبذلك فقد أغفل المشرع‬
‫التطرق إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات في أول قانون جزائري ينظم قطاع المحروقات في ظل السيادة‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫غير أنه بإلغاء القانون رقم ‪ 21-99‬بموجب قانون المحروقات رقم ‪ ،49-49‬المؤرخ في ‪ 38‬أفريل‬
‫‪ ،3770‬المعدل والمتمم‪ ،‬والذي يعد حجر الزاوية في إدراج البعد البيئي ضمن النظام القانوني المتعلق بقطاع‬
‫المحروقات في الجزائر‪ ،‬عالوة على ما تضمنته مجموعة من النصوص التنظيمية المتعلقة بتطبيقه من تفعيل لهذا‬
‫اإلدراج‪.‬‬
‫‪.1‬عمد المشرع الجزائري من خالل القواعد االتفاقية الدولية إلى وضع التزام على عاتق الجزائر من أجل حماية‬
‫البيئة من التلوث الناجم عن المحروقات‪ ،‬وتم ترجمة هذه االلتزامات عبر النصوص الداخلية‪ ،‬ومن أمثلة هذه‬
‫االتفاقيات االتفاقية الدولية المتعلقة باالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة ‪ 2554‬والمحررة‬
‫بلندن يوم ‪ 04‬نوفمبر سنة ‪ 2554‬المنظم إليها بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،019-41‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪3772‬‬
‫والتي حثت كل طرف فيها على ضرورة إنشاء نظام وطني للتصدي بصورة فورية وفعالة لحوادث التلوث الزيتي‪،‬‬
‫حيث يحتوي هذا النظام كحد أدنى على تعيين السلطة أو السلطات الوطنية المختصة المسؤولية عن االستعداد‬
‫والتصدي للتلوث الزيتي‪ ،‬وبيان نقطة أو نقاط االتصال المسؤولة عن استقبال وبث التقارير عن التلوث‪ ،‬إضافة‬
‫على وضع خطة وطنية لالستعداد والتصدي تشمل العالقة التنظيمية لمختلف الهيئات المعنية سواء العامة منها أو‬
‫الخاصة مع مراعاة الخطوط التوجيهية الموضوعة من قبل المنظمة‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫خاتمـة‬

‫وبالنتيجة لذلك فقد أكد المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،264-14‬المؤرخ في ‪ 33‬سبتمبر ‪ ،3702‬المتعلق بتنظيم‬
‫مكافحة المتلوثات البحرية‪ ،‬استحداث اللجنة الوطنية لمكافحة تلوث البحر والتي أطلق عليها اسم " اللجنة الوطنية‬
‫تل بحر"‪ ،‬واحداث مخططات استعجاليه لذلك‪ ،‬حيث تكلف هذه اللجنة بتنسيق أعمال مختلف الدوائر الو ازرية‬
‫والهيئات في مجال تحضير مكافحة تلوث البحر والقيام بذلك على المستوى الوطني عبر إعداد برنامج سنوي‬
‫لمختلف النشاطات‪ ،‬ومتابعة انجازها واعداد مخطط تل بحر وطني والسهر على تنفيذه‪.‬‬
‫ومثال آخر يظهر من خالل اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها‪،‬‬
‫حيث انضمت الجزائر إلى اتفاقية برشلونة المتعلقة بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث بموجب المرسوم رقم‬
‫‪ ،02-87‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،0087‬والتي حثت أطرافها على وجوب تطبيق جملة من المبادئ من أجل حماية‬
‫البيئة‪ ،‬والمتمثلة في مبدأ الحذر‪ ،‬ومبدأ الغرم الملوث الذي يستند على تكاليف منع التلوث وتدابير مكافحته‬
‫والتخفيف منه يتحملها الملوث‪ ،‬مع إبالء العناية للمصلحة العامة‪.‬‬
‫وكذا القيام بتقييم األثر البيئي لألنشطة المقترحة التي من المحتمل أن تسبب أث ار ضا ار على البيئة البحرية‬
‫والتي تخضع لترخيص من السلطات الوطنية المختصة كوسيلة للحفاظ على البيئة البحرية حال النشاطات والمنشآت‬
‫التي تكون على مستوى البحر المتوسط‪.‬‬
‫كما أتاحت إمكانية اإلعالم الجماهيري والمشاركة والتي تقتضي ضمان األطراف المتعاقدة قيام سلطاتها‬
‫بإتاحة الوصول على المعلومات المناسبة عن حالة البيئة من طرف الجمهور وألزمت االتفاقية اعتماد أطرافها‬
‫لتشريعات وطنية تنفيذا لالتفاقية والبروتوكوالت المتعلقة بها‪ ،‬وفي هذا السياق فقد تم وضع نصوص داخلية من أجل‬
‫تأكيد االلتزامات الدولية الواردة في هذه االتفاقية والمتمثلة على الخصوص فيما يخص الدراسات البيئة في إصدار‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،312-18‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،2118‬يحدد شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة‬
‫للنشاطات التابعة لمجال المحروقات‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-00‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ،3700‬المحدد‬
‫لكيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع المحروقات ومحتواها‪ .‬إضافة إلى تكريس مبد اإلعالم‬
‫والمشاركة من خالل المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪.07-72‬‬
‫‪ .3‬عالج المشرع الجزائري موضوع حماية البيئة في قطاع المحروقات بدء من األحكام التي تضمنها قانون رقم‬
‫‪ 70-70‬المتعلق بالمحروقات المعدل والمتمم‪ ،‬ومرو ار بالعديد من النصوص التنظيمية التي جاءت لتحديد كيفيات‬
‫تطبيقه هذا القانون‪ ،‬وما تضمنه من مبادئ منصوص عليها في قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة عبر‬
‫وضع جملة من الوسائل المادية والقانونية التي سعى من خاللها إلى حماية البيئة في قطاع المحروقات‪ ،‬إضافة إلى‬
‫بيان الهيئات والسلطات المخولة قانونا بالسهر على تطبيق هذه اآلليات‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫خاتمـة‬

‫وبالنتيجة لذلك فإن الوسائل المادية التي وضعها المشرع الجزائري تظهر من خالل الدور الممنوح لمختلف الهيئات‬
‫والسلطات سواء المركزية أو المحلية التي خولها المشرع سلطة اتخاذ القرار أو منح التأشيرة أو المشاركة في ذلك‪،‬‬
‫حتى تسمح بضمان موافقة النشاط الصناعي في قطاع المحروقات لمقتضيات حماية البيئة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن الوسائل القانونية التي اعتمدها المشرع الجزائري من أجل مراجعة البعد البيئي في‬
‫األنشطة المرتبطة بالصناعة البترولية تظهر في كل من الدراسات البيئية والتي تتضمن كال من دراسة التأثير في‬
‫البيئة‪ ،‬وكذا موجز التأثير على البيئة‪ ،‬و دراسة الخطر‪ ،‬إضافة إلى إعماله لنظام الرخصة والذي يظهر بدوره وفق‬
‫ثالثة أشكال وهي رخصة المؤسسات المصنفة ومختلف رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات‪ ،‬ورخصة البناء‪ ،‬كما‬
‫تبنى المشرع الجزائري نظام الجباية البيئية أو يعرف بالضرائب الخضراء أو الضرائب اإليكولوجية من أجل الحد من‬
‫آثار التلوث‪.‬‬
‫انطالقا من النتائج السابقة الذكر وبالبحث في مضمونها بصفة دقيقة تم تسجيل بعض المالحظات‬
‫الجوهرية وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ .4‬ألزمت المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 70-70‬المعدل والمتمم والمتعلق بالمحروقات كل شخص قبل القيام بأي نشاط‬
‫عالجه قانون المحروقات أن يعد ويعرض على موافقة سلطة ضبط المحروقات‪ ،‬دراسة التأثير على البيئة‪ ،‬ومخطط‬
‫تسيير بيئي يتضمن إجباريا وصفا لتدابير الوقاية وتسيير المخاطر البيئية المرتبطة بنشاطات قطاع المحروقات‬
‫وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في مجال البيئة‪.‬‬
‫وبذلك فإن جميع النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات تكون محل دراسة تأثير في البيئة‪ ،‬وقد تم إصدار‬
‫النص القانوني المنظم لهذه الدراسات في سنة ‪ 3778‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-78‬المحدد لشروط‬
‫الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات التابعة لمجال المحروقات‪ ،‬حيث اكدت المادة االولى منه تطبيق‬
‫أحكام المادة ‪ 08‬من قانون المحروقات السيما في مجال تطبيق المرسوم التنفيذي ‪ ،‬غير أنه بالعودة إلى المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ ،145-17‬المؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ ،2117‬المتضمن مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة‬
‫وموجز التأثير على البيئة فقد ألزمت المادة ‪ 3‬منه وجوب خضوع المشاريع الوارد ذكرها في الملحق المتصل‬
‫بالمرسوم إلى دراسة أو موجز التأثير على البيئة‪ ،‬وبالرجوع إلى الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي رقم ‪145-17‬‬
‫والمتضمن قائمة المشاريع التي تخضع لموجز التأثير نجد المشاريع المتعلقة بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة‬
‫تقل عن سنتين‪.‬‬
‫وبذلك يتضح وجود تعارض في النصين ( المرسوم التنفيذي ‪ 315-18‬والمرسوم التنفيذي ‪ )145-17‬حيث‬
‫ألزم قانون المحروقات الخضوع لدراسة التأثير لجميع األنشطة المرتبطة بقطاع المحروقات والتي من المفترض أن‬
‫المشاريع المتعلقة بالتنقيب عن حقول البترول والغاز لمدة تقل عن سنتين تعد جزء منها‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة‬

‫‪236‬‬
‫خاتمـة‬

‫تخضع بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-17‬إلى دراسة موجز التأثير في البيئة‪ ،‬وبالتالي يجب تعديل المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 145-17‬بما يتجاوب مع ما تم تحديده في القانون ‪ 17-15‬المتعلق بالمحروقات‪.‬‬
‫‪ .2‬لقد كرس المشرع الجزائري من خالل القانون رقم ‪ 11-13‬مبدأ اإلعالم والمشاركة(‪ ،)1‬حيث يسمح لكل شخص‬
‫الحق في أن يكون على علم بحالة البيئة والمشاركة في اإلجراءات المسبقة عند اتخاذ الق اررات التي قد تضر بالبيئة‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ 11-13‬يمكن للجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال‬
‫حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي المساهمة والمساعدة في عمل الهيئات العمومية فيما يخص حماية البيئة‬
‫وابداء الرأي والمشاركة في ذلك‪.‬‬
‫وقد تجسد تطبيق هذا المبدأ في قطاع المحروقات من خالل التحقيق العمومي حيث ألزمت المادة ‪ 21‬من‬
‫القانون رقم ‪ 11-13‬القيام بتحقيق عمومي يسبق كل تسليم لرخصة المنشآت المصنفة‪ ،‬ودراسة تأثير أو موجز‬
‫تأثير على البيئة‪ ،‬كما ألزمت المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ 198-16‬المؤرخ في ‪ 31‬ماي ‪ ،2116‬الذي يضبط‬
‫التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة أنه يسبق كل طلب رخصة استغالل المؤسسة المصنفة‬
‫وحسب الحالة وطبقا لقائمة المنشآت المصنفة دراسة أو موجز التأثير على البيئة أو دراسة خطر‪ ،‬وتحقيق عمومي‬
‫حيث يقوم الوالي أو الوالة المختصون إقليميا‪ ،‬بفتح تحقيق عمومي طبقا لإلجراءات المبينة في المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 145-17‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬حيث‬
‫يرفق التحقيق العمومي بعد انتهائه بالملف المتضمن دراسة التأثير في البيئة في قطاع المحروقات إلى سلطة ضبط‬
‫المحروقات والوزير المكلف بالبيئة ‪.‬‬
‫ويتضح مما سبق أن المشرع الجزائري قام بالتطبيق القانوني لحق اإلعالم والمشاركة في اتخاذ الق اررات‬
‫المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات عبر إق ارره لهذا المبدأ‪ ،‬غير أن تقييم مدى فاعلية هذا المبدأ في حماية‬
‫البيئة في قطاع المحروقات يعتريه بعض النقص وذلك بالنظر إلى عدم اتسام التحقيق العمومي بالقوة الملزمة كونه‬
‫يعتبر رأيا يمكن األخذ به أو رفضه‪ .‬كما أن نفس المالحظة توجه إلى دور الدوائر الو ازرية المشاركة في اتخاذ‬
‫الق اررات المرتبطة بحماية البيئة في قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ .3‬لقد كرس المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 11-13‬مبدأ الملوث الدافع عبر انتهاجه للنهج الضريبي من أجل‬
‫استعمال عقالني للموارد الطبيعية‪ ،‬وبموجب هذا المبدأ يتحمل كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب في‬
‫إلحاق الضرر بالبيئة نفقات كل التدابير الوقائية من أجل الحد من التلوث والتقليص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى‬
‫حالتها األصلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،11-13‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪237‬‬
‫خاتمـة‬

‫وفيما يخص الرسوم المتعلقة بحماية البيئة في قطاع المحروقات فقد تم النص عليها عبر مجموعة من‬
‫النصوص القانونية ابتداء من قانون المحروقات الذي تضمن بصورة دقيقة بيان النظام الجبائي للنشاطات المتعلقة‬
‫بقطاع المحروقات‪ ،‬فمن خالل ما تضمنه المادة ‪ 83‬من قانون المحروقات يمكن أن نقسم النظام الجبائي المطبق‬
‫على نشاطات البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات إلى شقين رئيسيين‪ :‬رسوم واتاوات ذات طابع اقتصادي‪ ،‬ورسوم‬
‫متعلقة بالبيئة‪ ،‬وذلك تطبيقا لمبدأ الملوث الدافع حيث اوجبت المادة ‪ 52‬من قانون المحروقات دفع رسم متعلق‬
‫بحرق الغاز‪ ،‬وكذا المادة ‪ 53‬من نفس القانون التي أوجبت دفع رسم متعلق باستعمال المياه والتي تمثل الشكلين‬
‫الرئيسين للرسوم البيئية‪.‬‬
‫وبعد مراجعة المادة ‪ 82‬والمواد ‪ 30‬و ‪ 00‬و‪ 00‬يمكن القول أن النظام الجبائي اإليكولوجي (الرسم على‬
‫حرق الغاز والرسم على استعمال المياه) المعتمد في قانون المحروقات ال يكون محل التطبيق إال على نشاطات‬
‫البحث و‪/‬أو استغالل المحروقات‪ .‬وفيما يخص باقي النشاطات‪ ،‬كالنشاطات المتعلقة بالمواد المستخرجة‪،‬‬
‫والنشاطات المتعلقة بالنقل‪ ،‬والنشاطات المتعلقة بالتوزيع والتحويل والتخزين‪ ،‬فهي تخضع لنظام القانون العام وغير‬
‫معنية بالرسوم المتعلقة بحقوق الغاز واستعمال المياه المعتمدة في قانون المحروقات‪.‬‬
‫عالوة على الرسوم االيكولوجية السابقة الذكر المتعمدة في قانون المحروقات‪ ،‬توجد رسوم ايكولوجية أخرى‬
‫تم تأسيسها من خالل قوانين المالية‪ ،‬والمتمثلة في‪ :‬الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطرة على البيئة‪ ،‬الرسم‬
‫التكميلي على المياه الملوثة‪ ،‬الرسم التكميلي على التلوث الجوي‪.‬‬
‫وما يمكن تسجيله من خالل ما سبق ذكره هو عدم وضع نظام جبائي بيئي موحد فيما يتعلق بمختلف‬
‫النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات‪ ،‬عالوة على عدم صدور التنظيم الذي يحدد المبالغ وكيفيات التطبيق‬
‫الغرامات والعقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 13‬من قانون المحروقات‪.‬‬
‫‪ .4‬أحال المشرع الجزائري عبر العديد من المواد القانونية ضمن قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‬
‫وكذا قانون المحروقات إلى التنظيم من أجل تحديد كيفيات تطبيق أحكام هذه المواد‪ ،‬وقد صدرت مؤخ ار العديد من‬
‫هذه النصوص التنظيمية‪ ،‬ومثال ذلك المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،302-02‬المؤرخ في ‪ 33‬سبتمبر ‪ 3702‬الذي ينظم‬
‫مكافحة التلوثات البحرية واحداث مخططات استعجاليه لذلك ( تطبيقا ألحكام المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪،)07-72‬‬
‫وكذا المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-02‬مؤرخ في ‪ 37‬افريل ‪3702‬المحدد إلجراءات الحصول على الرخص‬
‫المطلوبة إلنجاز منشآت تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها (تطبيقا إلحكام المادة ‪ 00‬فقرة ‪ 0‬من قانون‬
‫المحروقات)‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-02‬المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 2114‬المحدد إلجراءات الحصول على‬
‫الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها( تطبيقا ألحكام المادة ‪ 08‬من‬

‫‪238‬‬
‫خاتمـة‬

‫قانون المحروقات)‪ .‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 3702‬المحدد لشروط مطابقة المنشآت‬
‫والمعدات لنشاطات قطاع المحروقات‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 3700‬تم تعديل قانون المحروقات بموجب قانون المالية لسنة ‪ ، 3700‬وتعديل المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 8‬فيفري ‪ ،3700‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة نشاطات التخزين و‪/‬أو التوزيع للمنتجات‬
‫البترولية (تطبيقا ألحكام المادة ‪ 08‬من قانون المحروقات)‪ ،‬الغيا بذلك المرسوم التنفيذي رقم ‪ 220-00‬المحدد‬
‫لكيفيات تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها ‪.‬‬
‫وما يالحظ مما سبق صدور العديد من النصوص التطبيقية بين سنتي ‪ 3702‬وسنة ‪ ،3700‬والتي جاءت‬
‫تطبيقا لبعض أحكام مواد قانون المحروقات الذي صدر سنة ‪ ،3770‬مما يبين طول المدة التي استغرقت من أجل‬
‫إصداره النص وص التنظيمية وهي حوالي عقد من الزمن‪ ،‬وهو ما يفتح باب التساؤل واسعا حول الكيفية التي‬
‫بموجبها تم إبرام العقود ومنح التراخيص المرتبطة بها على الرغم من غياب النصوص التنظيمية والتطبيقية المنظمة‬
‫لطرق وكيفيات منح هذه التراخيص؟‬
‫وعليه وبناء على المالحظات السابقة فإن هذه الدراسة تقترح التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ .4‬فيما يخص تطبيقات مبدأ اإلعالم والمشاركة‪ ،‬فإن األمر يقتضي تحديد حيثيات التحقيق العمومي وتفعيل دوره‬
‫كوسيلة تشاركيه تسمح للجمهور بالتأثير في صنع القرار المتعلق بالبيئة‪ ،‬وذلك عبر نص قانوني تطبيقي متميز‬
‫بذاته‪ ،‬عالوة على إضفاء صفة اإللزام على النتائج التي يخرج بها وهو ما يسمح بضمان تطبيق هذا الحق بصورة‬
‫فعالة‪.‬‬
‫‪ .2‬وضع نظام جبائي ايكولوجي مخصص للمختلف النشاطات المرتبطة بقطاع المحروقات ضمن قانون‬
‫المحروقات نفسه‪ ،‬وذلك بالنظر إلى تأثير جميع األنشطة المرتبة بقطاع المحروقات على البيئة‪ ،‬من أجل تطبيق‬
‫مبدأ الملوث الدافع بصورة دقيقة‪.‬‬
‫‪.3‬التنسيق بين النصوص القانونية السيما منها النصوص التنفيذية من أجل ضمان تكامل األحكام وعدم الوقوع في‬
‫التناقض بينها‪.‬‬
‫‪ .1‬تفعيل دور الجهات الرقابية من أجل حماية البيئة في قطاع المحروقات عبر النص على ذلك في قانون‬
‫المحروقات واصدار نصوص تنفيذية تحدد مضمون هذه الرقابة بصورة دقيقة وتضمن تكامل الدور الرقابي لمختلف‬
‫الجهات المكلفة بذلك‪ ،‬عالوة على تكريس حق المواطن في الرقابة الشعبية على النشاطات التي تشكل خط ار على‬
‫البيئة‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫خاتمـة‬
‫(‪)1‬‬
‫أو إمكانية المساس بالبيئة‪ ،‬حيث أن هذا الحق ال‬ ‫‪ .5‬تأسيس حق اللجوء إلى القضاء بصورة واسعة حال المساس‬
‫يتأسس دون تحقق عملية المساس بالبيئة‪ ،‬وهو األمر الذي يطرح وجوب إعادة النظر في مضمون المادة ‪ 20‬من‬
‫القانون ‪ 07-72‬وذلك بمنح الحق باللجوء إلى القضاء حال المساس أو إمكانية المساس بالبيئة المثبتة بدراسات‬
‫علمية يقينية‪.‬‬
‫وفي األخير أرجوا أن أكون قد وفقت في إعداد هذه الدراسة والوقوف على مختلف اإلشكاالت القانونية المتعلقة‬
‫بحماية البيئية في قطاع المحروقات‪ ،‬واضافة لبنة جديدة للبحث العلمي في الجزائر على أمل التوسع في‬
‫دراسات أكاديمية أكثر عمق فيما يخص حماية البيئة سواء فيما يتعلق بالمسائل الجوهؤية المرتبطة بقطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬وبصورة عامة فيما يتعلق بحماية البيئة في مختلف قطاعات الصناعة في الجزائر‪.‬‬

‫(‪ )1‬أقرت المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 07-72‬المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة إمكانية رفع دعوى أمام الجهات القضائية‬
‫المختصة من طرف الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي‪ ،‬عن كل مساس‬
‫بالبيئة وذلك حتى في الحاالت التي ال تعني األشخاص المنتسبين لها بإنتضام‪ .‬ويمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق‬
‫المعت رف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي تلحق ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع‬
‫عنها وتشكل هذه الوقائع مخالفة لألحكام التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماء والهواء والجو‬
‫واألرض وباطن األرض والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪241‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬
‫أوال ‪ :‬باللغة العربية‬
‫‪ .I‬الكتب السماوية‬
‫‪ .1‬القرآن الكريم‬
‫‪ .II‬الكتب‬
‫‪ .1‬أحمد مدحت إسالم‪ ،‬الطاقة وتلوث البيئة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.0000 ،‬‬
‫‪ .2‬الباز داود عبد الرزاق‪ ،‬األساس الدستوري لحماية البيئة من التلوث‪ ،‬دراسة تحليلية في إطار المفهوم القانوني البيئة والتلوث‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.3770 ،‬‬
‫‪ .3‬بن شيخ اث ملويا لحسن‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ :‬وسائل المشروعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.3770 ،‬‬
‫‪ .4‬بوحميدة عطاء هللا‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ :‬تنظيم‪ ،‬عمل واختصاص‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.3700 ،‬‬
‫‪ .5‬بوضياف عمار‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسم االول‪ :‬الجوانب التطبيقية للمنازعات اإلدارية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.3702 ،‬‬
‫‪ .6‬جاسم نجم الراشدي محمود‪ ،‬ضمانات تنفيذ اتفاقيات حماية البيئة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2114 ،‬‬
‫‪ .7‬حافظ سحر‪ ،‬الحماية القانونية لبيئة المياه العذبة‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.0000 ،‬‬
‫‪ .8‬جميلة حميدة‪ ،‬النظام القانوني للضرر البيئي واليات تعويضه‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.3700 ،‬‬
‫‪ .9‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الجوانب القانونية لحماية البيئة من التلوث‪ ،‬في ضوء التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية‪ :‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.3700 ،‬‬
‫‪ .11‬خليفة عبد المنعم عبد العزيز‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية العامة‪ :‬الغرامة‪ ،‬الوقف‪ ،‬اإلزالة‪ ،‬إلغاء التراخيص‪ ،‬الغلق‬
‫اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.3778 ،‬‬
‫‪ .11‬ذيب عبد السالم‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ :‬ترجمة للمحاكمة العادلة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.3703‬‬
‫‪ .12‬رزق فؤاد‪ ،‬األحكام الجزائية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.3772 ،‬‬
‫‪ .13‬سعيدان علي‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد اإلشعاعية والكيميائية في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.3778 ،‬‬
‫‪ .14‬سه نكه رداود محمد‪ ،‬الضبط الغداري لحماية البيئة‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر ‪.3703‬‬
‫‪ .15‬طارق عبد الكريم الشعالن سالفة‪ ،‬الحماية الدولة للبيئة من مظاهر االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو وفي اتفاقية تغير‬
‫المناخ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.3707 ،‬‬
‫‪ .16‬عباس علي عدنان‪ ،‬نهاية عصر البترول‪ ،‬دار عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪.2114 ،‬‬
‫‪ .17‬عدنان الفيل علي‪ ،‬القانون الجنائي المقارن‪ ،‬دراسة مقارنة بين القوانين الجنائية العربية‪ ،‬دار الجنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.3707‬‬
‫‪ .18‬فريحة حسين‪ ،‬شرح المنازعات اإلدارية ‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.3700 ،‬‬
‫‪ .19‬محمد أبو العال يسرى‪ ،‬نظرية البترول بين التشريع والتطبيق في ضوء الواقع والمستقبل المأمول‪ :‬دراسة تاريخية اقتصادية‬
‫وسياسية مع اإلشارة للنماذج التشريعية البترولية العالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪2118 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد الشناوي وليد‪ ،‬الحماية الدستورية للحقوق البيئية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪.3702 ،‬‬
‫‪ .21‬محمود عبد المولى‪ ،‬البيئة والتلوث‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.3770 ،‬‬

‫‪242‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .22‬مصطفى محمد أمين‪ ،‬الحماية اإلجرائية للبيئة‪ :‬المشكالت المرتبطة بالضبطية القضائية واإلثبات في نطاق التشريعات البيئية‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.3770،‬‬
‫‪ .23‬منشاوي محمد احمد‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.3770 ،‬‬
‫‪ .24‬نجم الدين زنكنه إسماعيل‪ ،‬القانون اإلداري البيئي‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.3703 ،‬‬

‫‪ .III‬الرسائل والمذكرات الجامعية‬


‫أ‪ .‬الرسائل الجامعية‬
‫‪ .1‬بن احمد عبد المنعم‪ ،‬الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.3770 ،‬‬
‫‪ .2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪،‬‬
‫تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محـمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.3702 ،‬‬
‫‪ .3‬سعيدان علي‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالمواد الخطرة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة في الحقوق‪ ،‬قسم‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.3778 ،‬‬
‫‪ .4‬عبد الالوي جواد‪ ،‬الحماية الجنائية للهواء من التلوث‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2114 ،‬‬
‫‪ .5‬معلم يوسف‪ ،‬المسؤولية الدولية بدون ضرر‪ :‬حالة الضرر البيئي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬فرع‬
‫القانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.3770 ،‬‬
‫‪ .6‬واعلي جمال‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة البحرية من أخطار التلوث‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2111 ،‬‬
‫‪ .7‬يحيى وناس‪ ،‬األليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة ابي بكر بلقايد تلمسان‪.3770 ،‬‬

‫ب‪ .‬المذكرات الجامعية‬


‫‪ .1‬إبراهيم دشتي عباس‪ ،‬الجوانب القانونية لتلوث البيئة البحرية بالنفط‪ ،‬مذكرة الستكمال متطلبات الحصول على درجة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪.3707 ،‬‬
‫‪ .2‬بامون لقمان‪ ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي عن جريمة تلويث البيئة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.3703 ،‬‬
‫‪ .3‬بركان عبد الغني‪ ،‬سياسة االستثمار في الجزائر وحماية البيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪،‬‬
‫تخصص تحوالت الدولة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.3707 ،‬‬
‫‪ .4‬بن خالد السعدي‪ ،‬قانون المنشآت المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪،‬‬
‫تخصص القانون العام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪.2112 ،‬‬
‫‪ .5‬بن صافية سهام‪ ،‬الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع قانون اإلدارة والمالية‪،‬‬
‫كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.3700،‬‬
‫‪ .6‬بن موهوب فوزي‪ ،‬إجراء دراسة مدى التأثير كلية لحماية البيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪،‬‬
‫تخصص القانون العام اإلعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪.3703 ،‬‬

‫‪243‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .7‬حمشة نور الدين ‪،‬الحماية الجنائية للبيئة‪ :‬دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والفانون الوضعي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة‬
‫الماجستير في الشريعة والقانون‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسم الشريعة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.3770‬‬
‫‪ .8‬رحمان أمال‪ ،‬تأثير المحروقات على البيئة خالل مرحة الحفر واإلستخراج‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجسير في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد وتسيير البيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪.3778 ،‬‬
‫‪ .9‬زغبي نبيل‪ ،‬اثر السياسات الطاقوية لإلتحاد األوربي على قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من‬
‫متطلبات شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪.2112 ،‬‬
‫‪ .11‬سبع أمال‪ ،‬عقد البحث والتنقيب في مجال المحروقات‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.3778 ،‬‬
‫‪ .11‬سرايري بلقاسم‪ ،‬دور ومكانة قطاع المحروقات الجزائري في ضوء الواقع االقتصادي الدولي الجديد وفي أفق االنضمام إلى‬
‫المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع اقتصاد دولي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.3778 ،‬‬
‫‪ .12‬شمون علجية‪ ،‬الضبط االقتصادي في قطاع المحروقات‪ ،‬مذكرة لنيل درجة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع إدارة و مالية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.3707 ،‬‬
‫‪ .13‬عالل عبد اللطيف‪ ،‬تأثر الحماية القانونية في الجزائر بالتنمية المستدامة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪.3700 ،0‬‬
‫‪ .14‬كحيلي عائشة سلمى‪ ،‬دراسة السلوك البيئي للمؤسسات االقتصادية العاملة في الجزائر‪ :‬دراسة ميدانية لقطاع النفط بمنطقة‬
‫حاسي مسعود‪ ،‬مذكرة إلستكمال متطلبات الحصول على شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد وتسيير البيئة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.3778 ،‬‬
‫‪ .15‬مدين أمال‪ ،‬المنشآت المصنفة لحماية البيئة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون‬
‫عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2113 ،‬‬
‫‪ .16‬معيفي كمال‪ ،‬آليات الضبط اإلداري لحماية البيئة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون‬
‫اإلداري‪ ،‬تخصص قانون إداري وادارة عامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.3700 ،‬‬
‫‪ .17‬مقليد عيسى‪ ،‬قطاع المحروقات الجزائري في ظل التحوالت االقتصادية مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع اقتصاد التنمية‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.3778 ،‬‬

‫‪ .IV‬المقاالت‬
‫‪ .1‬أوقوجيل نبيلة‪" ،‬حق الفرد في حماية البيئة لتحقيق السالمة والتنمية المستدامة"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد السادس‪ ،2119 ،‬ص‪.‬ص ‪.207-222‬‬
‫‪ .2‬التوهامي طواهر محـمد ورحمان أمال‪ " ،‬تأثير النفط على البيئة خالل مرحة النقل " ‪ ،‬مجلة الباحث ‪،‬جامعة قاصدي مرباح‬
‫ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،3702 ،03‬ص‪.‬ص‪.30-00 .‬‬
‫‪ .3‬بركات كريم‪ " ،‬مشاركة الفرد في مجال التسيير البيئي آلية إجرائية إلعمال الحق في التمتع بمحيط بيئي صحي وسليم"‪،‬‬
‫المجلة االكادمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد ‪،12‬‬
‫‪ ،2112‬ص‪.‬ص‪.157-135.‬‬

‫‪244‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .4‬بعلي محمد الصغير‪ "،‬تسليم رخصة البناء في القانون الجزائري"‪ ،‬دراسات قانونية مجلة ‪ ،‬كلية الحقوق صفاقص‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫العدد‪ ،2112 ،13‬ص‪.‬ص‪.155-131 .‬‬
‫‪ .5‬بودريوة عبد الكريم‪ "،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في قطاع الطاقة"‪ ،‬المجلة االكادمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،70‬العدد ‪ ،3702 ،70‬ص‪.‬ص‪.30-0.‬‬
‫‪ .6‬حبة عفاف‪" ،‬دور رخصة البناء في حماية البيئة والعمران"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬جامعة محمد خيض‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد السادس‪،‬‬
‫‪ ،2119‬ص‪.‬ص‪.223-270.‬‬
‫‪ .7‬رزيق كمال‪ ،‬دور الدولة في حماية البيئة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪،0‬‬
‫‪ ،3770‬ص‪.‬ص‪.115-95 .‬‬
‫‪ .8‬رهبان عبد الرؤوف‪ " ،‬األهمية النسبية النوعية لموارد الطاقة‪ :‬دراسة في جغرافية الطاقة "‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬المجلد ‪،30‬‬
‫العدد األول والثاني‪ ،3700 ،‬ص‪.‬ص‪.200-200.‬‬
‫‪ .9‬زرباني محمد مصطفى ومصطفى عبد الغني‪ "،‬المسؤولية عن الضرر البيئي بين االتفاقيات الدولية و أحكام القانون‬
‫الداخلي"‪ ،‬مجلة التراث‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬العدد ‪ ،2113 ،5‬ص‪.‬ص‪.56-47 .‬‬
‫‪ .07‬سايح تركية‪ "،‬نظام دراسة التأثير ودوره في تكريس حماية فعالة للبيئة "‪ ،‬مجلة الندوة للدراسات القانونية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ،3702 ،0‬ص‪.‬ص‪.027-032 .‬‬
‫‪ .11‬فروحات حدة‪ " ،‬الطاقات المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر‪ :‬دراسة لواقع مشروع نطبيق الطاقة‬
‫الشمسية في الجنوب الكبير بالجزائر"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪،11‬‬
‫‪ ،2112‬ص‪.‬ص‪.000-020 .‬‬
‫‪ .12‬كريم الداودي زينب‪ ،‬دور الضبط اإلداري في حماية البيئة‪ ،‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية القانون جامعة‬
‫القادسية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد الرابع‪ ،3702 ،‬ص‪.‬ص‪.200-220 .‬‬
‫‪ .13‬لكحل أحمد‪" ،‬مفهوم البيئة ومكانها في التشريعات الجزائرية"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسبة‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد السابع‪ ،3707 ،‬ص‪.‬ص‪.323-330.‬‬
‫‪ .14‬مجاجي منصور‪" ،‬الضبط اإلداري وحماية البيئة"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2119 ،2‬ص‪ .‬ص‪.71-57 .‬‬
‫‪ .15‬مجاجي منصور‪ "،‬المدلول العلمي والمفهوم القانوني للتلوث البيئي"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2118 ،‬ص‪.‬ص‪.115-98 .‬‬
‫‪ .16‬محمد عطاري يوسف‪ "،‬القانون الدولي وتلوث البيئة البحرية بالنفط "‪ ،‬مجلة دراسات في الشريعة والقانون‪ ،‬كلية الشريعة‬
‫والقانون بالجامعة األردنية‪ ،‬األردن‪ ،‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪ ،2116 ،11‬ص‪.‬ص‪.86-71 .‬‬
‫‪ .17‬مخلفي أمينة‪" ،‬النفط والطاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪،0‬‬
‫‪ ،3700‬ص‪.‬ص‪.322-303 .‬‬
‫‪ .08‬مسعود عمرانة‪" ،‬أليات حماية البيئة في الجزائر"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫العدد التاسع‪ ،3700،‬ص‪.‬ص‪.202-280 .‬‬
‫‪ .19‬موسى نورة‪" ،‬المسؤولية الإلدارية والوسائل القانونية لحماية البيئة"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،2114 ،34‬ص‪.‬ص ‪.395-377‬‬
‫‪ .21‬يوسفي نور الدين‪" ،‬التعويض عن الضرر البيئي"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،3707 ،2‬ص‪ .‬ص‪.200-300 .‬‬

‫‪245‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪.V‬النصوص القانونية‬
‫أ ‪.‬الدستور‬
‫‪ .1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،438-96‬مؤرخ في ‪17‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1996‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬في الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،76‬صادر في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬المعدل والمتمم بقانون رقم‬
‫‪ ،13-12‬مؤرخ في ‪ 11‬أبريل ‪ ،2112‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،25‬صادر ‪ 14‬أفريل ‪ ،2112‬ومعدل ومتمم بقانون رقم ‪-18‬‬
‫‪ ،19‬مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2118‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،63‬صادر في ‪ 16‬نوفمبر ‪.2118‬‬
‫ب‪ .‬اإلتفاقيات الدولية‬
‫‪ .1‬أمر رقم ‪ ،99-91‬مؤرخ في ‪ 20‬مايو ‪ ،2591‬يتضمن المصادقة على االتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي‬
‫للتعويض عن األضرار المترتبة عن التلوث بسبب المحروقات والمعدة ببروكسل في ‪ 29‬ديسمبر سنة ‪ ،2592‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،19‬صادر في ‪ 41‬جوان ‪.2591‬‬
‫‪ .2‬مرسوم رقم ‪ ،02-87‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،0087‬يتضمن إنضمام الجزائر إلى إتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من‬
‫التلوث المبرمة ببرشلونة في ‪ 00‬فبراير سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،0‬صادر في ‪ 30‬يناير ‪.0087‬‬
‫‪ .3‬مرسوم رقم ‪ ،73-80‬مؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ ،0080‬يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بحماية البحر األبيض‬
‫المتوسط من التلوث الناشىء عن رمي النفايات من السفن والطائرات‪ ،‬والموقع في برشلونة يوم ‪ 00‬فبراير سنة ‪،0000‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،2‬صادر في ‪ 37‬جانفي ‪.0080‬‬
‫‪ .4‬مرسوم رقم ‪ ،72-80‬مؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ ،0080‬يتضمن المصادقة على البروتوكول الخاص بالتعاون على مكافحة‬
‫تلوث البحر األبيض المتوسط بالنفط والمواد الضارة األخرى في الحاالت الطارئة‪ ،‬والموقع في برشلونة يوم ‪ 00‬فبراير سنة‬
‫‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،2‬صادر في ‪ 37‬جانفي ‪.0080‬‬
‫‪ .5‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،227-83‬مؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0083‬يتضمن المصادقة على االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة‬
‫على الطبيعة والموارد الطبيعية الموقعة في ‪ 00‬سبتمبر سنة ‪ 0008‬بمدينة الجزائر‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في‬
‫‪ 00‬ديسمبر ‪.0083‬‬
‫‪ .6‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،220-83‬مؤرخ في‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0083‬يتضمن انضمام الجمهورية الج ازئرية الديمقراطية الشعبية إلى‬
‫البروتوكول المعلق بحماية البحر األبيض المتوسط من التلوث من مصادر برية المبرم بأثينا في ‪ 00‬ماي سنة ‪ ،0087‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،00‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.0083‬‬
‫‪ .7‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،202-03‬مؤرخ في ‪ 32‬سبتمبر ‪ ،0003‬يتضمن االنضمام إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون‬
‫المبرمة في فيينا يوم ‪ 33‬مارس سنة ‪ ،0080‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪.0003‬‬
‫‪ .8‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،200-03‬مؤرخ في ‪ 32‬سبتمبر ‪ ،0003‬يتضمن االنضمام إلى بروتوكول مونتريال بشأن المواد‬
‫المستنفذة لطبقة األوزون الذي أبرم في مونتريال في ‪ 00‬سبتمبر سنة ‪ 0080‬والى تعديالته (لندن ‪ 30‬و‪ 30‬يونيو سنة‬
‫‪ ،)0007‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪.0003‬‬
‫‪ .9‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 00-02‬مؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ ،0002‬يتضمن المصادقة على اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشان‬
‫تغير المناخ الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة في ‪ 0‬ماي ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،32‬‬
‫صادر في ‪ 30‬أفريل ‪.0002‬‬
‫‪ .11‬أمر رقم ‪ ،002-00‬مؤرخ في ‪ 0‬جوان ‪ ، 0000‬يتضمن المصادقة على االتفاقية بشأن التنوع البيولوجي الموقع عليها في‬
‫ريودي جانيرو في ‪ 0‬يونيو سنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 0‬مؤرخة في ‪ 02‬جوان ‪.0000‬‬

‫‪246‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .11‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،032-08‬مؤرخ في ‪ 08‬أفريل ‪ ،0008‬يتضمن المصادقة على بروتوكول عام ‪ 0003‬لتعديل االتفاقية‬
‫الدولية بشأن المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي لعام ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادر في ‪ 30‬أفريل‬
‫‪.0008‬‬
‫‪ .12‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،032-08‬مؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ ،0008‬يتضمن المصادقة على بروتوكول عام ‪ 0003‬لتعديل االتفاقية‬
‫الدولية بشأن إنشاء صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث الزيتي لعام ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 30‬صادر في‬
‫‪ 30‬أفريل ‪.0008‬‬
‫‪ .02‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،020-72‬مؤرخ في ‪ 38‬افريل ‪ ،3772‬يتضمن التصديق على تعديالت اتفاقية حماية البحر المتوسط‬
‫من التلوث‪ ،‬ببرشلونة يوم ‪ 07‬يونيو سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 38‬صادر في ‪ 70‬مايو ‪.3772‬‬
‫‪ .14‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،022-72‬يتضمن التصديق على بروتوكول حول اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ‪،‬‬
‫المحرر بكيوتو يوم ‪ 00‬ديسمبر سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 30‬مؤرخة في ‪ 70‬مايو ‪.3772‬‬
‫‪ .15‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،230-72‬مؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،3772‬يتضمن التصديق على االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي‬
‫والتعاون في ميدان التلوث الزيتي لسنة ‪ ،0007‬المحررة بلندن يوم ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،0007‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،00‬‬
‫صادر في ‪ 02‬أكتوبر ‪.3772‬‬
‫‪ .16‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،00-70‬مؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على البروتوكول المتعلق بالتعاون في منع‬
‫التلوث من السفن ومكافحة تلوث البحر المتوسط في حاالت الطوارئ‪ ،‬المحرر في فاليتا (مالطة) يوم ‪ 30‬يناير سنة‪،3773‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 02‬فبراير ‪.3770‬‬
‫‪ .17‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،030-70‬يتضمن التصديق على القوانين األساسية لإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها وعلى‬
‫التنظيم ذات الصلة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 08‬صادر في ‪ 33‬مارس ‪.3770‬‬
‫‪ .08‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،273-70‬مؤرخ في ‪ 73‬سبتمبر ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على االتفاق بين حكومة الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة المغربية وحكومة الجمهورية التونسية المتضمن المخطط االستعجالي شبه‬
‫اإلقليمي بين الجزائر والمغرب وتونس لالستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري في منطقة جنوب غرب البحر األبيض‬
‫المتوسط‪ ،‬الموقع بالجزائر في ‪ 37‬يونيو سنة ‪ ،3770‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 78‬أكتوبر ‪.3770‬‬
‫‪ .19‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،02-70‬مؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال الذي اعتمده‬
‫االجتماع التاسع لألطراف بمونتريال من ‪ 00-00‬سبتمبر سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬مارس‬
‫‪.3770‬‬
‫‪ .21‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،02-70‬مؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،3770‬يتضمن التصديق على تعديل بروتوكول مونتريال بشأن المواد‬
‫المستنفدة لطبقة األوزون المعتمدة ببيجين في ‪ 2‬ديسمبر سنة ‪ ،0000‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬مارس‬
‫‪.3770‬‬
‫‪ .21‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،320-00‬مؤرخ في ‪ 07‬جويلية ‪ ،3700‬يتضمن إنضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى‬
‫االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار في حالة وقوع حادث مسبب أو بإمكانه تسبيب تلوث زيتي‪ ،‬المعتمدة‬
‫ببروكسل في‪ 30‬نوفمبر سنة ‪ 0000‬وبروتوكولها المبرم بلندن في‪ 3‬نوفمبر سنة ‪،0002‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،20‬صادر في‬
‫‪ 02‬أوت ‪.3700‬‬

‫‪247‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫ج‪.‬النصوص التشريعية‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ ،300-02‬مؤرخ في ‪ 32‬جويلية ‪ ،0002‬يتضمن قانون اإلستثمارات ‪،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 02‬صادر في ‪73‬‬
‫اوت ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .3‬أمر رقم ‪ 200-00‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن تعديل بعض أحكام األمر ‪ ،000-08‬المؤرخ في ‪ 33‬نوفمبر‬
‫‪ ،0008‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،070‬صادر في ‪ 27‬ديسمبر ‪.0000‬‬
‫‪ .3‬أمر رقم ‪ ،000-00‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،0000‬يتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،20‬صادر في ‪ 00‬جوان‬
‫‪ ،0000‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ .4‬أمر رقم ‪ ،9-92‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2552‬يضمن تأميم جميع انواع األموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد العائدة‬
‫للشركات او الشركات التابعة لها او المؤسسات التي تحمل العنوان التجاري أو االحرف االولى او تسمية شركة استغالل‬
‫الوقود لحاسي الرمل (سهر) ومجموع الفوائد المنتجمية التي تحوزها جميع الشركات في امتيازات شمال امناس وتين فويي‬
‫الجنوبي والراد الشرقي والراد الغربي والنزلة الئرقية وبريدس والطوال وغور الشوف وغور أدرار والفوائد المنجمية المتعلقة‬
‫بالغاز المستخرج من حقوق قاسي الطويل وغورد نوس والنزلة الشرقية وزر ازريتين وتقنتورين‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،29‬‬
‫صادر في ‪ 19‬فيفري ‪.2592‬‬
‫‪ .0‬أمر رقم ‪ ،0-00‬مؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ،0000‬يصرح بموجبه ان الغاز المختلط بالوقود السائل من جميع حقوق الوقود‬
‫الكائنة بالجزائر هو ملك للدولة دون غيرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.0000‬‬
‫‪ .6‬أمر رقم ‪ 07-00‬مؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ،0000‬يتضمن تأميم جميع االموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد العائدة‬
‫لشركات سوبيق‪ ،‬وسوترا‪ ،‬وترابس وكذا جميع انواع االموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد العائدة لشركة كريبس في‬
‫شركة ترابسا في االنبوبين المسمميين النقطة الكيلومترية ‪ 00‬اين امناس البجر االبيض المتوسط الى اوحانات وحاسي الرمل‬
‫حوض الحمراء‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.0000‬‬
‫‪ .7‬أمر رقم ‪ ،22-92‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2592‬يتضمن تاميا جزئيا لجميع انواع االموال والحصص واالسهم والحقوق والفوائد‬
‫في الشركات ‪ :‬الشركة الفرنسية للبترول في الصحراء (كريبس) وشركة المساهمات البترولية (بتروبان ) والشركة الوطنية‬
‫لبترول اكيتان والشركة الفرنسية للبحث عن البترول واستغالله في الجزائر (سوفريال ) وشركة المساهمات والبحاث‬
‫واالستغالالت البترولية (كوباريكس) ومؤسسة االبحاث والستغالالت البترولية (امريكس) وشركة االبحاث واستغالل البترول‬
‫(اورافريت) والشركة الفرنسية االفريقية لالبحاث البترولية (فرانكاريب)‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري‬
‫‪.0000‬‬
‫‪ .8‬أمر رقم ‪ ،11-92‬مؤرخ في ‪ 21‬افريل ‪ ،2592‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 2222-99‬المؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪،2599‬‬
‫والمتعلق بالبحث عن الوقود واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجنائي الخاص بهذه النشاطات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،04‬صادر في ‪ 20‬افريل ‪( ،2592‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .9‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،91-92‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2592‬يتعلق بنقل األموال المؤممة بموجب األمرين ‪ 9-92‬ورقم ‪،5-92‬‬
‫المؤرخين في ‪ 11‬فيفري ‪ 2592‬إلى الشركة الوطنية للبحث عن الوقود وانتاجه ونقله وتحويله وتسويقه (سوناطراك)‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬
‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.0000‬‬
‫‪ .11‬أمر رقم ‪ ،80-00‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 0000‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،249‬صادر في‬
‫‪ 02‬ديسمبر ‪.2592‬‬
‫‪ .00‬أمر ‪ ،83-02‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،0002‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 0000-08‬المتعلق بالبحث عن الوقود السائل‬
‫واستغ الله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،07‬صادر في ‪ 27‬أوت ‪،0002‬‬
‫(ملغى)‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .12‬أمر ‪ ،070 -02‬مؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر ‪ ،0002‬يتضمن تعديل األمر ‪ 0000-08‬المتعلق بالبحث عن الوقود السائل‬
‫واستغالله ونقله بواسطة األنابيب وبالنظام الجبائي لهذه النشاطات ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 00‬نوفمبر ‪،0002‬‬
‫(ملغى)‪.‬‬
‫‪ .13‬أمر رقم ‪ ،02-00‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،0000‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 0000-08‬المتعلق بالبحث عن الوقود‬
‫واستغالله ونقله بواسطة القنوات وبالنظام الجبائي الخاص بهذه النشاطات المعدل والمتمم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،08‬صادر‬
‫في ‪ 08‬مارس ‪( ،0000‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .02‬أمر رقم ‪ ،02-00‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،0000‬يتضمن تتميم المادة األولى من األمر رقم ‪ 200-00‬المؤرخ في ‪27‬‬
‫ديسمبر ‪ ،0000‬والمتضمن تعديل بعض أحكام األمر ‪ 0000-08‬المعدل والمتمم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،08‬صادر في‬
‫‪ 08‬مارس ‪( ،0000‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .15‬أمر رقم ‪ ،08-00‬مؤرخ في ‪ 0‬سبتمبر ‪ ،0000‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،99‬صادر في ‪ 04‬سبتمبر‬
‫‪ ،2599‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ .16‬قانون رقم ‪ ،40-90‬مؤرخ في ‪ 9‬فيفري ‪ ،2590‬يتعلق بحماية البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،9‬صادر في ‪ 9‬فيفيري ‪،2590‬‬
‫(ملغى)‪.‬‬
‫‪ .17‬قانون رقم ‪ ،21-99‬مؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ ،2599‬يتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،09‬صادر في ‪ 19‬اوت ‪( .2599‬ملغى)‬
‫‪ .18‬مرسوم رقم ‪ ،338-88‬مؤرخ في ‪ 70‬نوفمبر ‪ ،0088‬حدد شروط قيام السفن والطائرات بغمر النفايات التي من شأنها أن‬
‫تلوث البحر واجراءات ذلك وكيفياته‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 20‬صادر في ‪ 70‬نوفمبر ‪.0088‬‬
‫‪ .19‬قانون رقم ‪ 15-54‬مؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر ‪ 2554‬يتعلق بالتهيئة والتعمير ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،91‬صادر في ‪ 1‬ديسمبر‬
‫‪ ،2554‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ .21‬قانون رقم ‪ 27-07‬المؤرخ في ‪ 70‬ديسمبر ‪ ،0007‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ، 52‬صادر‬
‫في ‪ 73‬ديسمبر ‪.0007‬‬
‫‪ .21‬قانون رقم ‪ ،12-52‬مؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،2552‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 21-99‬المؤرخ في ‪ 5‬اوت ‪ ،2599‬المتعلق‬
‫بأنشطة التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باالنابيب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،90‬صادر في ‪ 9‬ديسمبر‬
‫‪( ،2552‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .22‬قانون رقم ‪ ،30-00‬مؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،0003‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر‬
‫في ‪ 08‬ديسمبر ‪.0000‬‬
‫‪ .23‬مرسوم تشريعي رقم ‪ ،03-02‬مؤرخ في ‪ 0‬أكتوبر‪ ،0002‬يتعلق بترقية اإلستثمار ‪،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في‬
‫‪ 07‬أكتوبر ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .24‬القانون العضوي رقم ‪ ،70-08‬مؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪ ،0008‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪0‬جوان ‪ ،0080‬معدل ومتمم بالقانون العضوي رقم ‪ ،02-00‬مؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ،3700‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 2‬أوت ‪.3700‬‬
‫‪ .25‬قانون رقم ‪ ،70-00‬مؤرخ في ‪ 38‬جويلية ‪ ،0000‬يتعلق بالتحكم في الطاقة ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 3‬اوت‬
‫‪.0000‬‬
‫‪ .26‬قانون رقم ‪ ،00-00‬مؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ،0000‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3777‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر‬
‫في ‪ 30‬ديسمبر ‪.0000‬‬

‫‪249‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .27‬أمر رقم ‪ ،72-70‬مؤرخ في ‪37‬أوت‪ ،3770‬يتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 33‬أوت‬
‫‪ ،3770‬معدل ومتمم‬
‫‪ .28‬قانون رقم ‪ ،00-70‬مؤرخ في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،3770‬يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،00‬‬
‫صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.3770‬‬
‫‪ .29‬قانون رقم ‪ ،30-70‬مؤرخ في ‪ 33‬ديسمبر ‪ ، 3773‬يتضمن قانون الملية لسنة ‪ ،3773‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر‬
‫في ‪ 32‬ديسمبر ‪.3770‬‬
‫‪ .31‬قانون رقم ‪ ،73-73‬مؤرخ في ‪ 0‬فيفري ‪ ،3773‬يتعلق بحماية الساحل وتثمينه‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 07‬صادر في ‪03‬‬
‫فيفري ‪.3773‬‬
‫‪ .31‬قانون رقم ‪ ،00-73‬مؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ،3773‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3772‬الجردية الرسمية عدد ‪ 80‬مؤرخ في‬
‫‪ 30‬ديسمبر ‪.3773‬‬
‫‪ .32‬قانون رقم ‪ ،07-72‬مؤرخ في ‪00‬جويلية ‪ ،3772‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،22‬صادر في ‪ 37‬جويلية ‪.3772‬‬
‫‪ .33‬قانون رقم ‪ 49-41‬مؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ ،1441‬يمعدل ويمتمم القانون رقم ‪ 15-54‬المتعلق بالتهيئة والتعمير ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،92‬صادر في ‪ 29‬أوت ‪.1441‬‬
‫‪ .34‬قانون رقم ‪ ،70-72‬مؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ، 3772‬يتعلق بترقية الطاقات المتجددة في إطار التنمية المستدامة ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 08‬أوت ‪.3772‬‬
‫‪ .35‬قانون رقم ‪ ،14-41‬مؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،1441‬يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،91‬صادر في ‪ 15‬ديسمبر ‪. 1441‬‬
‫‪ .36‬قانون رقم ‪ ،70-70‬مؤرخ في ‪ 38‬أفريل ‪ ،3770‬يتعلق بالمحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،07‬صادر في ‪ 30‬جويلية‪،‬‬
‫‪ ،3770‬معدل و متمم باألمر رقم ‪ ،07-70‬مؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ،3770‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،28‬صادر في ‪ 27‬جويلية‬
‫‪ ،3770‬ومعدل ومتمم بقانون رقم ‪ ، 70-02‬مؤرخ في ‪ 37‬فيقري ‪ ،3702‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 32‬فيفري‬
‫‪ ،3702‬معدل ومتمم بقانون رقم ‪ ،07-02‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،3702‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3700‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد‪ ،08‬صادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪.3702‬‬
‫‪ .37‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،370-70‬يتضمن التصديق على اتفاقية استكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة‪ ،‬المعتمدة باستكهولم‬
‫في ‪ 33‬مايو سنة ‪ ،3770‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 02‬يونيو ‪.3770‬‬
‫‪ .38‬قانون رقم ‪ ،03-70‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،3770‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،3778‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،83‬صادر‬
‫في ‪ 20‬ديسمبر ‪.3770‬‬
‫‪ .39‬قانون رقم ‪ ،70-78‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،3778‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،30‬صادر‬
‫في ‪ 32‬افريل ‪.3778‬‬
‫‪ .41‬قانون رقم ‪ ،00-07‬المؤرخ في ‪ 33‬جوان ‪ ،3700‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 2‬جويلية ‪.3700‬‬
‫‪ .41‬قانون رقم ‪ ،73-00‬مؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،3700‬يتعلق بالمجاالت المحمية في اطار التنمية المستدامة‪ ،‬الجردية السمية‬
‫عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 38‬فيفري ‪.3700‬‬
‫‪ .42‬قانون رقم ‪ ،70-03‬مؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،3703‬يتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 30‬فيفري ‪.3703‬‬
‫‪ .43‬قانون رقم ‪ ،70-02‬مؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ،3702‬يتضمن قانون المناجم ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،29‬صادر في ‪ 04‬مارس‬
‫‪.1421‬‬

‫‪251‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .22‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،002-02‬مؤرخ في ‪ 37‬أفريل ‪ ،3702‬يتضمن تعيين أعضاء الحكومة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،30‬‬
‫صادر في ‪ 0‬ماي ‪.3702‬‬
‫ج‪.‬النصوص التنظيمية‬
‫‪ .0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،08-07‬مؤرخ في ‪ 30‬فبراير ‪ ،0007‬يتعلق بدراسات التأثير في البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 07‬صادر‬
‫في ‪ 70‬مارس ‪( ،0007‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،175-91‬مؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ 1991‬يحدد القواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،26‬صادرفي ‪ 1‬جوان ‪.1991‬‬
‫‪ .3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 176-91‬مؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ ،1991‬يحدد كيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة‬
‫التقسيم ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،26‬صادر في ‪ 1‬جوان ‪،1991‬‬
‫المعدل والمتمم‪( ،‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،08-02‬مؤرخ في ‪ 70‬مارس ‪ ،0002‬يتعلق بطرق تطبيق الرسم على األنشطة الملوثة او الخطرة على‬
‫البيئة ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 2‬مارس ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،000-02‬مؤرخ في ‪ 07‬يوليو ‪ ،0002‬ينظم صب الزيوت والشحوم الزيتية في الوسط الطبيعي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬
‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 20‬صادر في ‪ 02‬يوليو ‪.0002‬‬
‫‪ .0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،000-02‬مؤرخ في ‪ 07‬يوليو ‪ ،0002‬ينظم افراز الدخان والغاز والروائح والجسيمات الصلبة في الجو‪،‬‬
‫الرسمية عدد ‪ ، 20‬صادر في ‪ 02‬يوليو ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،300-02‬مؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،0002‬يتضمن تنظيم مكافحة تلوث البحر واحداث مخططات‬
‫إستعجالية لذلك‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 00‬صادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪( ،0002‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .8‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،07-00‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ ،0000‬يتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،0‬‬
‫صادر في ‪ 38‬جانفي ‪ ،0000‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،202-72‬مؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،3772‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،87‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪.3772‬‬
‫‪ .0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220 -00‬مؤرخ في ‪ 00‬نوفبر ‪ ،0000‬يتضمن تنظيم تخزين المواد البترولية وتوزيعها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬نوفبر ‪(، 0000‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .07‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،020-08‬مؤرخ في ‪ 02‬ماي ‪ ،0008‬يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم ‪273-700‬‬
‫الذي عنوانه الصندوق الوطني للبيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادر في ‪ 00‬ماي ‪.0008‬‬
‫‪ .00‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-08‬مؤرخ في ‪ 72‬نوفمبر ‪،0008‬يضبط التنظيم الذي يطبق على المنشآت المصنفة ويحدد‬
‫قائمتها‪،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 83‬صادر في ‪ 72‬نوفمبر ‪( ،0008‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .21‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،229-41‬مؤرخ في ‪ 0‬أفريل ‪ ،1441‬يتضمن إنشاء المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬
‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،11‬صادر في ‪ 0‬أفريل ‪.1441‬‬
‫‪ .02‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،202-72‬مؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،3772‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-00‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫جانفي ‪ ،0000‬والمتضمن إحداث مفتشيه للبيئة في الوالية ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،87‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪.3772‬‬
‫‪ .21‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،41-49‬مؤرخ في‪ 9‬جانفي ‪ ،1449‬يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار ونوعية الهواء في حالى‬
‫تلوث جوي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،2‬صادر في ‪ 9‬جانفي ‪.1449‬‬
‫‪ .15‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،072-70‬مؤرخ في ‪ 38‬فيفري ‪ ،3770‬يحدد قائمة النفايات الخاصة الخطرة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،02‬‬
‫صادر في ‪ 0‬مارس ‪.3770‬‬

‫‪251‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .00‬مرسوم تنفيذي رقم ‪،028-70‬مؤرخ في ‪ 00‬افريل ‪ ، 3770‬ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة او الصلبة‬
‫في الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،32‬صادرفي ‪ 00‬افريل ‪.3770‬‬
‫‪ .00‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،020-70‬مؤرخ في ‪ 00‬افريل ‪ ،3770‬يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادر في ‪ 32‬افريل ‪.3770‬‬
‫‪ .08‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،198-16‬مؤرخ في ‪ 31‬ماي ‪ ،2116‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،37‬صادر في ‪ 4‬جويلية ‪.2116‬‬
‫‪ .00‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،145-17‬مؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ ،2117‬يحدد مجال تطبيق ومحتوى المصادقة على دراسات وموجز التأثير‬
‫على البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،34‬صادر في ‪ 22‬ماي ‪.2117‬‬
‫‪ .37‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 184-17‬مؤرخ في ‪ 9‬جوان ‪ ،2117‬يحدد إجراءات إبرام عقود البحث واالستغالل وعقود استغالل‬
‫المحروقات بناء على مناقصة للمنافسة ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،41‬صادر في ‪ 17‬جوان ‪.2117‬‬
‫‪ .30‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ ،080-70‬مؤرخ في ‪ 0‬جويلية ‪ ،3770‬يحدد شروط تسليم السندات المنجمية للنشاطات البحث و‪/‬أو‬
‫استغالل المحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،27‬صادر في ‪ 00‬جويلية ‪.3770‬‬
‫‪ .33‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،266-17‬مؤرخ في ‪ 9‬سبتمبر ‪ ،2117‬يحدد صالحيات وزير الطاقة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،57‬‬
‫صادر في ‪ 16‬سبتمبر ‪.2117‬‬
‫‪ .32‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،267-17‬مؤرخ في ‪ 9‬سبتمبر ‪ ،2117‬يتضمن تنظيم و ازرة الطاقة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،57‬‬
‫صادر في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2117‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،238-11‬مؤرخ في ‪ 11‬اكتوبر ‪ ،2111‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ 59‬صادر في ‪ 13‬اكتوبر ‪ ،2111‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323-02‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪،3702‬‬
‫المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 02‬سبتمبر ‪.3702‬‬
‫‪ .32‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،302-70‬مؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،3770‬يحدد إجراءات وشروط منح رخصة التنقيب عن المحروقات‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 2‬أكتوبر ‪.3770‬‬
‫‪ .30‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،300-70‬مؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،3770‬يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على التلوث الجوي ذي‬
‫المصدر الصناعي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادرفي ‪ 0‬أكتوبر‪.3770‬‬
‫‪ .30‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،277-70‬مؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،3770‬يحدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على المياه المستعملة ذات‬
‫المصدر الصناعي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 0‬أكتوبر ‪.3770‬‬
‫‪ .30‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،200-70‬المؤرخ في ‪ 0‬أكتوبر ‪ ،3770‬المحدد إلجراءات وضع كل المعطيات والنتائج الناجمة عن‬
‫أشغال التنقيب عن المحروقات تحت تصرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط)‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،02‬‬
‫صادر في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،3770‬معدل ومتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00-02‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪0‬‬
‫مارس ‪.3702‬‬
‫‪ .38‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،223-70‬مؤرخ في ‪ 0‬نوفمبر ‪ ،3770‬يحدد إجراءات منح امتياز نقل المحروقات بواسطة األنابيب‬
‫وسحبه‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 02‬نوفمبر ‪.3770‬‬
‫‪ .30‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،203-78‬مؤرخ في ‪ 0‬أكتوبر ‪ ،3778‬يحدد شروط الموافقة على دراسات التأثير في البيئة للنشاطات‬
‫التابعة لمجال المحروقات ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،08‬صادر في ‪ 8‬أكتوبر ‪.3778‬‬
‫‪ .27‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،230-78‬مؤرخ في ‪ 30‬اكتوبر ‪ ،3778‬يتضمن الزام ربابنة السفن التي تحمل على متنها بضائع خطيرة‬
‫سامة او ملوثة باإلخطار عن وقوع اي حادث في البحر‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 3‬نوفمبر ‪.3778‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،323-78‬المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ،3778‬المتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين إلى‬
‫األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة وتهيئة اإلقليم ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 27‬جويلية ‪.3778‬‬

‫‪252‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .23‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،314-19‬مؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2119‬يتضمن إنشاء مديريات والئية للطاقة والمناجم وتنظيمها وعملها‬
‫وسيرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،54‬صادر في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2119‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،15-15‬المؤرخ في‬
‫‪ 22‬جانفي ‪ ،2115‬المتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهماها وتنظيمها ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،4‬صادر في‬
‫‪ 29‬جانفي ‪.2115‬‬
‫‪ .22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-70‬مؤرخ في ‪ 37‬اكتوبر ‪ ،3770‬يحدد كيفيات إعداد وتنفيذ المخططات الداخلية للتدخل من‬
‫طرف المستغلين للمنشآت الصناعية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،70‬صادر في ‪ 30‬اكتوبر ‪.3770‬‬
‫‪ .22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-70‬مؤرخ في ‪ 37‬أكتوبر ‪ ،3770‬يتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 2‬نوفمبر ‪.3770‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،239-19‬مؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2119‬يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك‬
‫الخاصة باإلدارة المكلفة بالطاقة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،43‬صادر في ‪ 22‬جويلية ‪.2119‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،308-07‬مؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،3707‬يحدد صالحيات وزير التهيئة العمرانية البيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 38‬أكتوبر ‪ ،3707‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،220-03‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،3703‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،3703‬وبالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،200-02‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،3702‬ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 03‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.3702‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،300-07‬المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،3707‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،02‬صادر في ‪ 38‬أكتوبر ‪ ،3707‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،222-03‬مؤرخ في ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪ ،3703‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،3703‬وبالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،200-02‬مؤرخ في‬
‫‪ 30‬نوفمبر ‪ ،3702‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 03‬صادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪.3702‬‬
‫‪ .28‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،77-14‬مؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪ ،2114‬يحدد كيفيات ضبط مبدأ االستعمال الحر من الغير لمنشآت نقل‬
‫المحروقات بواسطة األنابيب ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،11‬صادر في ‪ 26‬فيفري ‪.2114‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،94-14‬مؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 2114‬يحدد إجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشآت نقل‬
‫المنتجات البترولية بواسطة األنابيب واستغاللها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ، 02‬صادر في ‪ 0‬مارس ‪.3702‬‬
‫‪ .27‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،020-02‬مؤرخ في ‪ 37‬افريل ‪ ،3702‬يحدد اجراءات الحصول على الرخص المطلوبة إلنجاز منشأت‬
‫تكرير المحروقات وتحويلها واستغاللها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادر في ‪ 2‬ماي ‪.3702‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،320-02‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،3702‬يتضمن صالحيات وزير الصناعة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،03‬صادر في ‪ 02‬سبتمبر ‪.3702‬‬
‫‪ .23‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،323-02‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،3702‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة والمناجم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬
‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،03‬صادر في ‪ 02‬سبتمبر ‪.3702‬‬
‫‪ .22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 302-02‬مؤرخ في ‪ 33‬سبتمبر ‪ ،3702‬يتعلق بتنظيم مكافحة التلوثات البحرية واحداث مخططات‬
‫استعجاليه لذلك‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،08‬صادر في ‪ 0‬أكتوبر ‪.3702‬‬
‫‪ .22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،220-02‬مؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،3702‬يحدد شروط مطابقة المنشآت والمعدات لنشاطات المحروقات‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،02‬صادر في ‪ 32‬ديسمبر ‪.3702‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،421-14‬مؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،2114‬يحدد كيفيات االستشارة المسبقة لإلدارات المكلفة بالسياحة‬
‫والثقافة في مجال منح رخصة البناء داخل مناطق التوسع والمواقع السياحي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،83‬صادرفي ‪ 26‬ديسمبر‬
‫‪.2114‬‬

‫‪253‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪ ،3700‬يتضمن تنظيم المتفشية العامة في و ازرة الصناعة والمناجم وسيرها‬
‫‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ 2‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬
‫‪ .20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،70-00‬مؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ،3700‬يحدد كيفيات الموافقة على دراسات األخطار الخاصة بقطاع‬
‫المحروقات ومحتواها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،72‬صادر في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬
‫‪ .48‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مؤرخ في ‪ 33‬جانفي ‪ ،3700‬يتضمن إنشاء مديرية الوالية للصناعة والمناجم ومهامهما‬
‫وتنظيمها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد‪ ،2‬صادر في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬
‫‪ .49‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،19-15‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،2115‬يتضمن تحضير عقود التعمير وتسليمها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪،7‬‬
‫صادر في ‪ 12‬فيفري ‪.2115‬‬
‫‪ .07‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،00-00‬مؤرخ في ‪ 8‬فيفري ‪ ،3700‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة نشاط تخزين و‪/‬أو توزيع المنتجات‬
‫البترولية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،8‬صادر في ‪ 00‬فيفري ‪.3700‬‬
‫‪ .00‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 71-15‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2115‬يحدد شروط وكيفيات إعداد المخططات الخاصة للتدخل للمنشآت و‬
‫الهياكل واعتمادها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ 9‬صادر في ‪ 18‬فيفري ‪.2115‬‬
‫‪ .03‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 00-00‬مؤرخ في ‪ 33‬فيفري ‪ ،3703‬يحدد إجراءات مراقبة ومتابعة اإلنجاز والعمليات المطبقة على‬
‫نشاطات نقل المحروقات بواسطة األنابيب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،12‬صادر في ‪ 8‬مارس ‪.2115‬‬
‫د‪.‬القرارات الوزارية والتعليمات‬
‫‪ .1‬التعليمة الو ازرية (‪ ،)R1‬و ازرة تهيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬المؤرخة في ‪ 22‬سبتمبر ‪ ،2113‬المتعلقة بالتحكم في المخاطر الصناعية‬
‫المتضمنة مواد خطرة وتسييرها‪ (.‬تم التحصل عليها مباشرة من و ازرة البيئة )‪.‬‬
‫‪ .2‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 38‬ماي ‪ ،3770‬يضمن تنظيم مديريات البيئة للواليات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،00‬صادر في‬
‫‪ 00‬سبتمبر ‪.3770‬‬
‫‪ .3‬قرار وزاري مشترك المؤرخ في ‪ 6‬ديسمبر ‪ ، 2111‬المتضمن تنظيم مدرية الطاقة والمناجم للوالية في مصالح ومكاتب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬‬
‫ج‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪ ،34‬صادرفي ‪ 3‬جوان ‪.2111‬‬
‫‪ .4‬قرار وزاري المشترك‪ ،‬مؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،3702‬يحدد لكيفيات فحص دراسات الخطر والمصادقة عليها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬
‫عدد ‪ ،72‬صادر في ‪ 30‬جانفي ‪.3700‬‬
‫‪.VI‬المواقع اإللكتورنية‬
‫‪ .2‬العايب عبد الرحمان وبقة الشريف‪ "،‬التنمية المستدامة والتحديات الجديدة المطروحة أمام المؤسسات االقتصادية مع اإلشارة‬
‫للوضع الراهن للجزائر"‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬أيام ‪ 0‬و‪ 8‬أفريل ‪ ،3778‬رقم المداخلة ‪،00‬ص‪.‬ص‪-70‬‬
‫تاريخ التصفح‬ ‫‪،38‬رابط تحميل المدخلة ‪http://www.univ-ecosetif.com/seminars/ddurable/27.pdf:‬‬
‫‪ ،70.73.3700‬الساعة ‪37.22‬‬
‫‪ .1‬بودرامة مصطفى‪ " ،‬التحديات التي تواجه مستقبل النفط في الجزائر "‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة‬
‫والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬أيام ‪ 0‬و‪ 8‬أفريل ‪ ،3778‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‬
‫‪http://www.univ-:‬‬ ‫المدخلة‬ ‫تحميل‬ ‫رابط‬ ‫ص‪.‬ص‪00-70.‬‬ ‫‪،02‬‬ ‫المداخلة‬ ‫رقم‬ ‫سطيف‪،‬‬
‫‪ ، ecosetif.com/seminars/ddurable/20.pdf‬تاريخ التصفح ‪ ،70.73.3700‬الساعة ‪.30.72‬‬
‫‪ .0‬داود سليمان الشراد ‪،‬غازات الوقود األحفوري (خطوات سريعة نحو كوارث بيئية)‪ ،‬موقع مجلة بيئتنا‪ ،‬الربط‬
‫‪http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=919&lang=a‬‬
‫‪ ،r&Itemid=84‬تاريخ التصفح ‪ ،1421/41/49‬الساعة ‪.12‬‬

‫‪254‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬داود سليمان الشراد‪ ،‬غازات الدول النفطية‪ :‬غازات تتصاعد في سمائنا‪ ،‬موقع مجلة بيئتنا‪ ،‬الربط‬
‫=‪http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=1571&lang‬‬
‫‪ ،ar&Itemid=84‬تاريخ التصفح ‪ ،1421/41/49‬الساعة ‪.12.12‬‬
‫‪ .0‬داود سليمان الشراد‪ ،‬غازات الوقود األحفوري‪ :‬خطوات نحو كوارث بيئية‪ ،‬موقع مجلة بيئتنا‪ ،‬الرابط‬
‫‪http://www.beatona.net/CMS/index.php?option=com_content&view=article&id=919&lang=ar&It‬‬
‫‪ ،emid=84‬تاريخ التصفح ‪ ،3702/72/70‬الساعة ‪.33.70‬‬
‫‪ .9‬عبد الرحمن صدقي أبو طالب‪ ،‬ترجمة إلتفاقيات ايفيان ملحقة بكتاب " ثورة الجزائر " للمؤلف األمريكي جوان حليبي ‪ ،‬موقع‬
‫الرابط‪http://www.el-‬‬ ‫(المورادية)‪،‬‬ ‫الشعبية‬ ‫الديمقراطية‬ ‫الجزائرية‬ ‫الجمهورية‬ ‫رئاسة‬
‫‪ ،mouradia.dz/arabe/algerie/histoire/accord%20evian.htm‬تاريخ التصفح ‪ ،1421/41/19‬الساعة‬
‫‪.11.41‬‬
‫‪ .9‬عماري عمار‪ " ،‬إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها "‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان التنمية المستدامة والكفاءة‬
‫اإلستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬أيام ‪ 0‬و‪ 8‬أفريل ‪،3778‬‬
‫المداخلة‪http://www.univ-:‬‬ ‫تحميل‬ ‫ص‪.‬ص‪،02-70.‬رابط‬ ‫‪،72‬‬ ‫المداخلة‬ ‫رقم‬
‫‪ ،ecosetif.com/seminars/ddurable/07.pdf‬تاريخ التصفح ‪ ،72.73.3700‬الساعة ‪.30.22‬‬
‫‪ .9‬هيئة التحرير بمعهد الدراسات المصرفية‪ ،‬نشرة توعوية يصدرها معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬السلسلة ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬مارس‬
‫التحميل‬ ‫رابط‬ ‫للتحميل‬ ‫نشرة‬ ‫الكويت‬ ‫دولة‬ ‫‪،1421‬‬
‫‪ ،‬تاريخ التصفح ‪ 1429/41/10‬الساعة‬ ‫‪httpwww.kibs.edu.kwuploadEDAAT_03_Mar2014_877.pdf‬‬
‫‪.12.22‬‬
‫‪ .5‬هيئة التحرير لمجلس الطاقة العالمي‪ ،‬تقرير بعنوان دراسة لموارد الطاقة ‪ :‬نظرة مركزة على الغاز الصخري‪ ،‬مجلس الطاقة‬
‫العالمي ‪ ،1424‬المملكة المتحدة‪ ،‬تقرير للتحميل‪ ،‬رابط التحميل‪http://www.worldenergy.org/wp- :‬‬
‫‪ ،content/uploads/2011/12/Shale_Gas_Ar.pdf‬تاريخ التصفح ‪ ،1429/41/19‬الساعة ‪.25.19‬‬

‫ثانيا‪ .‬باللغة الفرنسية‬


‫‪I. OUVRAGES‬‬
‫‪1. BAILLON Nathalie et autres, Pratique du droit de l’environnement, Editions le‬‬
‫‪moniteur, Paris, 2006.‬‬
‫‪2. CHAMBOREDON Anthony, Du droit de l’environnement au droit a‬‬
‫‪l’environnement (à la recherche d’un juste milieu, L’Harmattan), Paris, 9001.‬‬
‫‪3. CHARBONNEAU Simon, Droit communautaire de l’environnement (édition‬‬
‫‪revue et augmentée), L’Harmattan, Paris, 9006.‬‬
‫‪4. DESPAX Michel, Droit de l’environnement, Litec, Paris, 9110.‬‬
‫‪5. DEVILLER Jacqueline Morand-, Droit de l'environnement, Editions ESTM,‬‬
‫‪Paris, 1996.‬‬

‫‪255‬‬
‫قائمة المراجع‬
6. GUILLOT Philippe ch.-a-, Droit de l’environnement ,Edition ellipses, Paris,
1998.
7. PIERRE André Et CLAUDE E.Delisle et REVERET Jean-Pierre , Lévatuation
des impacts sur l’environnement, 2eme Edition , Presses internationales
polyechnique , Canada , 2003.
8. PIERRE Andre, DELISLE Claude E et REVERET Jean-Pierre, L’évaluation des
impacts sur l’environnement : Processus, Acteurs et pratique pour un
développement durable, 3ème édition, Presses internationales polytechnique,
Canada, 2010.
9. PRIEUR Michel, Droit de l’envirennement , 4 eme Edition, Dalloz, Paris, 2001.
10.PRIEUR Michel, Droit de l’environnement precis, 2eme Edition, Dalloz, Paris,
1991.
11.PRIEUR Michel, Evaluation des impacts sur l’environnement pour un
developpement rural durable: Etude juridique, organisation des nations unies pour
l’alimentation et l’agriculture, Rome, 1994.
12.ZOUAIMIA Rachid, Droit de la regulation economique, Berti edition, Alger,
2006.
II.THESES
1. CHRISTELLE Ballandras Rozet, Les techniques conventionnelles de lutte contre
les pollutions et les nuisances et de prevention des risques technologiques ,Thèse
en vue de l’obtention du grade de doctorat, Spécialité droit de l’environnement,
faculte de droit, Université jean moulin – Lyon3, 2005.
2. MONPION Anne, Le principe pollueur payeur et l’activite agricole dans l’union
europeenne, Thèse pour l’obtention du grade de docteur en droit, Faculté de
droit et des sciences economiques ,Université de limoges ,2007.
3. MOUKOKO Serge Rock, Le plein contentieux special des installations classees,
these en vue de l’obtention du grade de doctorat, specialite droit des contentieux,
faculte de droit et economie et administration, Université Paul verlaine-metz,
2009.

256
‫قائمة المراجع‬
4. PARIL Jean, Droit d’acces a l’information environnemental: pierre d’assise du
developpement durable, these presentee a la faculte des etudes superieures et
postdoctorales de l’universite laval dans le cadre du programme de doctorat en
droit pour l’obtention du grade de docteur en droit, faculte de droit, universite
laval , Québec, 2012.
5. RANCHY Sophie , Le statut juridique des zones industrielles littorales et la
pollution des sols, these pour obtenir le grade de docteur en droit public, faculte
des sciences juridiques, Politiques et sociales, Université lille 2,2118.

II.ARTICLES
1. NABTI Ahlem, " Développement economique et interet environnemental
l’engagement social et environnemental de la sonatrach ", Revue recherches
economiques et manageriale, No. 14, 2013, P.P.29-37.
2. BENACEUR Youcef, " La legislation environnementale en algerie " , RASJEP,
VOL. 33, N°. 3, 1995, P.P. 479-489.
3. DRENOVAK IVANOVI Mirjana, "L'application des technologies de
l'information et la protection de l'environnement", Revue internationale des
sciences administrative , VOL. 78, 2012 , P.P. 743-760.
4. REDDAF Ahmed, "L’approche fiscale des problemes de l’environnement",
Revue idara, N°. 1, 2000, P.P. 143-155.
5. ZOUAIMIA Rachid, " Les agences de regulation dans le secteur des
hydrocarbures ou les mutations institutionnelles en matiere de regulation
economique ", Revue idara, N°. 39, 2010, P.P. 71-99.
VI. TEXTES JURIDIQUES
1. Décret N°. 63-344 , du 11 septembre 1963, porant adhesion de la republique
algerienne democratique et populaire a la convention intrnationale poure la
prevention de la pollution des eux de la mere par les hydrocarbures , J.O.R.A.D.P.
N0 .66 , du 14 Septembre 1963.
V.INSTRUCTION MINISTERIELLE:
1. Instruction ministerielle R2 ,du 01 février 2005, Relative a la prevention ,La
maitride et la gestion des risques industriels et energetiques.
257
‫قائمة المراجع‬

‫فهرس الموضوعات‬

‫‪258‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫مقدمـة ‪2 ..............................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪:‬اإلطار القانوني للبيئة في قطاع المحروقات ‪9 .............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نطاق حماية البيئة في قطاع المحروقات ‪9 ................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الصناعة البترولية ‪9 ...................................................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف المحروقات ‪9 ..............................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬المقصود بالمحروقات ‪5 ....................................................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أهمية المحروقات ‪21 ......................................................................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬صناعة المحروقات في الجزائر ‪20 .....................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬أشكال النشاطات في قطاع المحروقات ‪29 ...................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الصناعة البترولية األفقية ‪29 .............................................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الصناعة البترولية التحتية ‪29 ............................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التلوث البيئي بنشاطات قطاع المحروقات ‪12 ............................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم البيئة ‪12 ....................................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف البيئة وبيان مبادئها وأدوات تسييرها ‪11 ........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مقتضيات حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ‪19 ...............................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الطبيعة القانونية لألمالك البيئية ‪02 .....................................................................................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬الحق في بيئة نظيفة ‪00 ..................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الصناعة البترولية على البيئة ‪09 .......................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تأثير الصناعة البترولية على البيئة الهوائية ‪09 .......................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تأثير الصناعة البترولية على البيئة المائية ‪09 .......................................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تأثير الصناعة البترولية على البيئة األرضية ‪11 .....................................................................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬المحروقات غير التقليدية وتأثير الغاز الصخري على البيئة ‪10 .................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التكريس القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات ‪94 .............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات في االتفاقيات الدولية ‪92 ................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية من التلوث ‪92 .................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬االتفاقية الدولية حول مكافحة تلوث مياه البحر بالمحروقات ‪91 ....................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتفاقية المسؤولية المدنية عن أضرار التلوث الزيتي ‪90 .............................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االتفاقية الدولية المتعلقة بإحداث صندوق دولي للتعويض عن أضرار التلوث بالمحروقات ‪91 ..............................‬‬
‫رابعا ‪ :‬االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعالي البحار حال وقوع حادث تلوث زيتي‪99 ..........................................‬‬
‫خامسا ‪ :‬االتفاقية الدولية لالستعداد والتصدي والتعاون في ميدان التلوث الزيتي ‪99 ...................................................‬‬
‫سادسا ‪ :‬اتفاقية حماية البحر األبيض المتوسط من التلوث والبروتوكوالت التابعة لها ‪99 .............................................‬‬
‫سابعا ‪ :‬االتفاق اإلقليمي من أجل االستعداد والتصدي لحوادث التلوث البحري ‪91 .....................................................‬‬

‫‪259‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االتفاقيات المتعلقة بحماية طبقة األوزون‪99 ...............................................................................‬‬


‫أوال ‪ :‬اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون ‪99 ...................................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة األوزون ‪99 ......................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي ‪99 ...........................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬االتفاقية اإلفريقية حول المحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية ‪99 ..............................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتفاقية ريو دي جانيرو بشأن التنوع البيولوجي‪95 ....................................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ ‪94 ................................................................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬اإلتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها ‪91 ....................................................................................‬‬
‫خامسا ‪ :‬اتفاقية أستكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة ‪90 ..............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تكريس حماية البيئة في قطاع المحروقات في النصوص الداخلية ‪91 ..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قوانين المحروقات والنصوص التنظيمية الخاصة بها ‪99 ..................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مرحلة عدم التكريس القانوني لحماية البيئة في قوانين المحروقات ونصوصها التنظيمية ‪99 ..................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مرحلة التكريس القانوني لحماية البيئة في قانون المحروقات ونصوصه التنظيمية ‪99 .........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قوانين حماية البيئة والنصوص التنظيمية المتعلقة بها ‪59 ...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬قانون حماية البيئة والتنظيمات المتعلقة به ‪59 ..........................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة والتنظيمات المتعلقة به ‪241 ....................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات وضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات ‪224 ...............................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آليات حماية البيئة في قطاع المحروقات ‪221 ............................................................................‬‬
‫المطلب األ ول‪ :‬الهيئات المكلفة بحماية البيئة في قطاع المحروقات ‪221 ..............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الهيئات المركزية ‪220 .............................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الو ازرة المكلفة بالبيئة‪220 ...................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬و ازرة الطاقة ‪229 ............................................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الدوائر الو ازرية ‪211 .........................................................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬وكالتي ضبط قطاع المحروقات ‪210 ...................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الهيئات المحلية ‪219 ............................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الهيئات الوالئية ‪219 ........................................................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مشاركة المواطن في حماية البيئة ‪209 .................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الوسائل القانونية لحماية البيئة في قطاع المحروقات ‪212 ...........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدراسات البيئية ‪211 .............................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬دراسة التأثير في البيئة‪211 ...............................................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬موجز التأثير على البيئة‪291 ............................................................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬دراسة الخطر ‪291 .........................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظام الرخصة ‪299 ................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬رخصة المؤسسات المصنفة ‪299 ..........................................................................................................‬‬
‫‪261‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫ثانيا ‪ :‬رخص النشاطات المتعلقة بالمحروقات ‪294 ..........................................................................................‬‬


‫ثالثا ‪ :‬رخصة البناء ‪291 ..........................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ الملوث الدافع ‪299 .........................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المقصود بمبدأ الملوث الدافع ‪295 ........................................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تطبيقات مبدأ الملوث الدافع في قطاع المحروقات ‪294 ............................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ضمانات حماية البيئة في قطاع المحروقات ‪299 .......................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الخاصة بنشاطات قطاع المحروقات ‪299 .........................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رقابة الجهات اإلدارية ‪299 ......................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة المصالح المكلفة بالبيئة ‪299 ........................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة ‪252 ........................................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬رقابة مديرية الطاقة بالوالية ‪251 ........................................................................................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ‪251 .......................................................................................‬‬
‫خامسا ‪ :‬النتائج المترتبة عن الرقابة اإلدارية ‪259 ............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬رقابة وكالتي ضبط المحروقات ‪259 ..........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬صور رقابة وكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة ‪259 .........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬النتائج المترتبة عن رقابة وكالتي المحروقات في مجال حماية البيئة ‪141 ........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابية القضائية‪141 .........................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رقابة القضاء اإلداري ‪149 .......................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري في حماية البيئة ‪149 .....................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط رفع الدعوى أمام القضاء اإلداري ‪149 .........................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيقات المنازعات اإلدارية المتضمنة حماية البيئة في قطاع المحروقات ‪149 .................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة القضاء العادي ‪120 .......................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية عن التلوث البيئي ‪121 ................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية عن التلوث البيئي ‪112 ..............................................................................................‬‬
‫خاتـمة ‪102 ..........................................................................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪112 .................................................................................................................................‬‬
‫فهرس الموضوعات ‪199 ..........................................................................................................................‬‬

‫‪261‬‬
‫ﻣﻠﺨﺺ‬
‫ ﻣن‬،‫ وﺗﺑﯾن ﻔ ﺔ ﺗﻛرس ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎ ﺔ‬، ‫ﺗﻬﺗم ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺎﻟ ﺣث ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر‬
‫ وﻣﺎ ﺗم إﺻدارﻩ ﻣن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧ ﺔ وﺗﻧظ ﻣ ﺔ داﺧﻠ ﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎ ﺔ؛‬،‫ﺧﻼل اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺎت اﻟدوﻟ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫ﺣﯾث ﺗﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﺎد ﺔ )اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣر ز ﺔ واﻟﻣﺣﻠ ﺔ( اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار أو ﻣﻧﺢ اﻟﺗﺄﺷﯾرات اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ‬
‫ وﺗﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺷﺎر ﺔ واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻣرﺗ طﺔ‬،‫ﺿﻣﺎن ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻧﺷﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻟﻣﻘﺗﺿ ﺎت ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
.‫ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﻣﺎ ﺔ‬
‫ وﺗوﺿﺢ أدوات‬،‫ﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﻠﺣد ﻣن اﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋ ﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻠوث ﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣرﺗ طﺔ ﻘطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت‬
‫ دراﺳﺔ اﻟﺧطر( وآﻟ ﺔ‬،‫ ﻣوﺟز اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬،‫ وﻧظﺎم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺑﯾﺋ ﺔ )دراﺳﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬،‫اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﯾﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺎﯾ س اﻟﺑﯾﺋ ﺔ‬
‫ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣ ﺔ‬ ‫ اﻟﻣﺗﻌﻠ‬10-03 ‫اﻟﺗﻲ أﺳﺳﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم‬ ‫ ﺗﺟﺳﯾدا وﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻠﻣ ﺎد‬،‫ واﻟﺿراﺋب اﻹ وﻟوﺟ ﺔ‬، ‫اﻟﺗرﺧ ص ﺎﻟﻧﺷﺎ‬
‫ وﻣﺑدأ اﻹﻋﻼم‬،‫ وﻣﺑدأ اﻟﻣﻠوث اﻟداﻓﻊ‬،‫اﻟوﻗﺎﺋﻲ‬ ‫ وﻣﺑدأ اﻟﻧﺷﺎ‬،‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻻﺳ ﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺑدأ ﻋدم ﺗدﻫور اﻟﻣوارد اﻟطﺑ ﻌ ﺔ‬
.‫واﻟﻣﺷﺎر ﺔ‬
‫ وذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد أﺷ ﺎﻟﻬﺎ واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ‬،‫وﺗﺗﻌرض ذﻟك ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟرﻗﺎﺑ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﺟﻞ ﺗﻔﻌﯾﻞ ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻵﻟ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟذ ر‬
.‫ﻋﻧﻬﺎ‬

Résumé
Cette étude porte sur La recherche dans le système juridique pour la protection de l'environnement dans le secteur
des hydrocarbures, conformément à la loi algérienne; Elle démontre la concrétisation de cette protection a travers
l'adhésion de l'Algérie aux conventions internationales sur la protection de l'environnement ; Et à travers des textes
juridiques et réglementaires Interne , Elle déterminée aussi les divers moyens matérielles (Organismes des autorités
centrales et locales) aptes a prendre les décisions, ou a délivré les visas, qui permettent d'assurer la compatibilité de
l'activité industrielle dans le secteur des hydrocarbures avec les exigences de protection de l'environnement, et désigne
les participants à la prise de décision associé à cette protection.
Elle de déterminer également les différents moyens juridiques pour la lute contre la pollution causée par les activités
liés au secteur des hydrocarbures, De plus elle décrit les outils de gestion de l'environnement et les normes
environnementales, et le système d'études environnementales par (L'étude de l'impact sur l'environnement, notice de
l'impact sur l'environnement, Étude du risque) ; Et L'autorisation d'exercer l'activité ; Et les éco-taxes, Pour appliquer
Les principes établis par la loi n° 03-10 relative à la protection de l'environnement dans le cadre de développement
durable sur le terrain, notamment le Principe de non-dégradation des ressources naturelles, Et le principe de l'activité
préventive, et le principe du pollueur-payeur, aussi que le principe d’information et de participation.
elle exposée ainsi les garanties réglementaires afin d'activer les divers mécanismes précédemment mentionnés, en
identifiant ces formes et les conséquences d'entre eux

Summary
This study is focused on the area of the Research in the legal system to protect the environment in the hydrocarbon
sector, in accordance with the Algerian legislation . It show how the embodiment of this protection by the accession of
Algeria to international conventions on environmental protection; And through legal and regulatory intern texts; it also
determines the various physical means (central and local government organizations) competent to take decision or the
granting of visas that ensure the compatibility of the industrial activity in the hydrocarbon sector with environmental
protection requirements, and indicate the participants in the decision-making associated with this protection.
It determines the different legal means adopted to reduce environmental damage of pollution associated with
hydrocarbon activities sector; And describes the environmental management tools to determine the environmental
standards, and the system of environmental studies (The study of the environmental impact, notice the impact on the
environment, Risk Study); And the mechanism of the authorisation of practicing activity, and eco-taxes ; to application
of the principles established by the Law No.03-10 on the protection of the environment in the context of sustainable
development ; Especially the principle of non-degradation of natural resources, the principle of preventive activity, the
polluter pays principle, and the principle of information and participation.
And so it exposes regulatory guarantees in order to activate various mechanisms mentioned earlier, by identifying
the forms and consequences.

You might also like