Professional Documents
Culture Documents
جرائم الإفلاس في القانون التجاري الجزائري
جرائم الإفلاس في القانون التجاري الجزائري
جرائم الإفلاس في القانون التجاري الجزائري
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
ﻧﺸﻜﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ أﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة واﻟﻌﺰﻳﻤﺔ واﻟﺼﺒﺮ واﻟﺼﺤﺔ
ﻛﻤﺎ ﻧﺸﻜﺮ ﺟﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ أﺳﺘﺎذﺗﻨﺎ اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ راﺷﺪي ﺳﻌﻴﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺘﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ أول ﻟﻘـﺎء ﺑﺪأﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻨﺎ إﻟﻰ آﺧﺮ ﻳﻮم.
ﻛﻤﺎ ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟـﻌﺮﻓـﺎن واﻟﺸﻜﺮ إﻟﻰ ﻛﻞ اﻷﺷﺨﺎص واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪوﻧﺎ ﻣﺎدﻳﺎ وﻣﻌﻨﻮﻳﺎ
-وﻛﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻫﻤﻮا ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻨﺎ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ وﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ.
وﻧﺄﻣﻞ أن ﻳﻀﺎف ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻢ إﻧﺠﺎزﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ وأن ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﻄﻠﺒﺔ
ﺗﻘوم اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر ﻫﺎم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ وﻣﻧﺢ اﻷﺟل
وﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﺗدﻋﯾﻣﻪ إﻻ إذا اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾﻧون ﺑﺄداء دﯾوﻧﻬم ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ وﻷﺟل ذﻟك ذﻫﺑت
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت إﻟﻰ إرﺳﺎم ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس اﻟذي ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣدﯾن
اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ ﻓﻲ ﻣواﻋد اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻷﻣوال اﻟﻣدﯾن
اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ وﺗﻘﺳﯾم ﺣﺎﺻﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ داﺋﻧﯾﻪ ﻛل ﺑﺣﺳب دﯾﻧﻪ وﻫذا ﺣﺳب اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻟﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ،أﻣﺎ ﻟﻐﺔ ﻓﯾﻘﺻد ﻣﻧﻪ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﯾﺳر إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺳر واﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن
ﻛﻠﻣﺔ ﻓﻠوس ﯾﻘﺎل أﻓﻠس اﻟرﺟل أي ﺻﺎر ﺑﻐﯾر ﻓﻠوس وﻟﻔظ ﻓﻠس ﻣﺷﺗق ﻣن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻌرف ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﺑﺎﺳﺗﻘراء أﺣﻛﺎم اﻹﻓﻼس ﯾﺗﺿﺢ أن اﻹﻓﻼس
ﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤول إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ.
وﯾرﺟﻊ ﺗوﻗف اﻟﺗﺎﺟر ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﺷﺗﻰ ،ﻓﻘد ﯾﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳوء طﺎﺑﻊ وﻋواﻣل ﻟم ﺗﻛن
ﻓﻲ ﺣﺳﺑﺎﻧﻪ ﻛﺎﻟﺣرﯾق أو أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو إﻓﻼس ﻣدﯾﻧﯾﻪ أو اﺷﺗداد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻋدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع اﻹﻓﻼس اﻟﺑﺳﯾط وﻗد ﺗﻛون أﺳﺑﺎب اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ أﺧطﺎء
ارﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر أو ﺗﻘﺻﯾ ار ﺻدر ﻣﻧﻪ ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﻬﻣﻼ أو ﻣﺑذ ار ﻓﻲ ﻣﺻﺎرﻓﻪ وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع
إﺳم اﻹﻓﻼس اﻟﺗﻘﺻﯾري ،وﻗد ﯾﺗﻌﻣد اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﺑﻘﺻد اﻹﺿرار ﺑداﺋﻧﯾﻪ ﺑﺗﺑدﯾد أﻣواﻟﻪ أو إﺧﻔﺎء
دﻓﺎﺗرﻩ وﺗﺿﺧﯾم ﻣدﯾوﻧﯾﺗﻪ وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ،وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻧوع اﻹﻓﻼس أي
ﺳواء ﻛﺎن ﺑﺳﯾطﺎ أم ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر أو ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد وﺟزاءات واﺣدة ،وﻻ ﺗﻛﺎد
ﺗﻔﺗرق اﻷﻧواع اﻟﻣذﻛورة إﻻ ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻻﯾطﺑق إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت وﻫذا ﻣﺎﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن
ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ ﻛﺎﻹﻋﺳﺎر اﻟﻣدﻧﻲ ،إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻧظﺎم ﺧﺎص ﺑﻐﯾر اﻟﺗﺟﺎر
وﻣﺻدرﻩ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻋن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛون
أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﻛل أﺣﻛﺎم ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن أﺛﺎر
اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أﺧف ﻣن أﺛﺎر اﻹﻓﻼس ،وﺗﺗﻣﺛل أﻫم أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن ،ﻓﻲ أن
اﻹﻓﻼس ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ،ﻋﻛس اﻟﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺣﺳن
اﻟﻧﯾﺔ ﺳﯾﺊ اﻟﺣظ ،وﻛذﻟك ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﯾؤدي إﻟﻰ ﻏل ﯾد اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف
1
ﻘﺪﻣﺔ
ﻣ
ﻓﻲ أﻣواﻟﻪ اﻟﺣﺎﺿرة واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻷﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻐل ﯾد
اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣواﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ أن اﻹﻓﻼس ﻻﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺢ ،أﻣﺎ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻬدﻓﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫو اﻟﺻﻠﺢ وﻟﯾس ﺗﺻﻔﯾﺔ أﻣوال اﻟﻣدﯾن.1
وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻣﯾز ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻛﺎن ﻣﺗﺷددا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎر وذﻟك ﺑﻔرﺿﻪ ﻧظﺎم
اﻹﻓﻼس اﻟذي ﺗﺗﻣﯾز ﻗواﻋدﻩ ﺑﺎﻟﺻراﻣﺔ واﻟﻘﺳوة اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣدﯾن وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن ﻣن
ﺟﻬﺔ ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺛﻘﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﻣﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس أداة ردع ﻟدﻓﻊ اﻟﺗﺎﺟر
اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑدﯾوﻧﻪ ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ.
وﻟﻘد ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻷﻣر رﻗم 59-75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975
اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري 2واﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻪ ،أﺣﻛﺎم اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ورد اﻻﻋﺗﺑﺎر
واﻟﺗﻔﻠﯾس وﺧﺻص ﻟﻪ اﻟﻣواد 215إﻟﻰ ،388وﻧص ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺗﺣت ﻋﻧوان ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾس واﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻹﻓﻼس ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻧﺎول
اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاءات اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت
واﻟﺟﻧﺢ ﺿد اﻷﻣوال ،وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟراﺑﻊ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﺗﻔﻠﯾس ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗﺿﺎﯾﺎ
اﻹﻓﻼس ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻟﺗﺟﺎري أو اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟم ﺗطﺑق ﻣﯾداﻧﯾﺎ إﻻ ﻣؤﺧرا ،وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم
اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻣﻧﺗﻬﺞ ﻣن طرف اﻟﺟزاﺋر ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻻ ﯾﺗﻣﺎﺷﻲ ﻣﻊ اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ
ﺳطرﻫﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟذي ﺗﺣﺗﻛر ﻓﻲ ظﻠﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾدان اﻟﺗﺟﺎري ،وﻧظ ار ﻟﻠﺗﻐﯾرات
اﻟﺟذرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺳﺳت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٕواﻗرار اﻟﺧوﺻﺻﺔ وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق واﻟدﺧول ﻓﻲ
اﻟﺷراﻛﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻘد ﻓرض ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻧﻔﺳﻪ ،ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن دﻋم ﻟﻠﺛﻘﺔواﻻﺋﺗﻣﺎن ودﻓﻊ ﻟوﺗﯾرة اﻟﻧﺷﺎط
اﻟﺗﺟﺎري.
وﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ ﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﺗﻌرﻗل ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذا
-1ﺷرﯾﻘﻲ ﻧﺳرﯾن ،اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ ،1دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر ،2013 ،ص ص 2214 ،12
-2أﻣر رﻗم 59-75ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ج ر ،ﻋدد ،101ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19
دﯾﺳﻣﺑر ،1975ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
2
ﻘﺪﻣﺔ
ﻣ
اﻟﻣوﺿوع ﻫو ﻣوﺿوع ﺟد ﺣﺳﺎس ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣس اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﯾﻣس
أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
إﻻ أﻧﻧﺎ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺻﺎدﻓﺗﻧﺎ ﺑﻌض اﻟﻌراﻗﯾل واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻧدرة اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﺟل اﻟﻣراﺟﻊ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺻﻔﺔ ﻋرﺿﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾرﺟﻌﻧﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة إﻟﻰ اﻟﻧظر وﻓﻬم اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻛل ﻣن
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻟﺗﺟﺎري واﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
وﻧظر ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﺗﻬﺎ ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻟﺟراﺋم
اﻹﻓﻼس وذﻟك ﺑﺗﻛرﯾﺳﻬﺎ ﻟﻘواﻧﯾن ردﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ
ﺣرﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻵﺗﯾﺔ:
ﻣﺎ ﻣدي ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﺗﺻدي ﻟﺟراﺋم
اﻹﻓﻼس وﺗطورات اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ؟
وﻟﻌرض ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﻣﻼﺋم وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﻋطﺎﺋﻧﺎ ﺻورة
ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر ﻣوﺿوع ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻬﺟﯾن
اﻻﺳﺗدﻻﻟﻲ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺑﺈﺗﯾﺎن اﻟﻣواد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟدﻋم ﻣوﺿوﻋﻧﺎ وﺗﺣﻠﯾل ﻣدي ﺻﺣﺔ ﻣﺣﺗواﻫﺎ.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ارﺗﺄﯾﻧﺎﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾم ﻣوﺿوﻋﻧﺎ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ،ﺣﯾث ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول إﻟﻰ
"اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﻠس" واﻟذي ﯾﻧدرج ﺿﻣن ﻣﺑﺣﺛﯾن ،إذ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول " أرﻛﺎن
ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر" وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ "اﻟﻌﻘوﺑﺎﺗﺎﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺗﻲ
اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر" ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺧﺻﺻﻧﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ " ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن
ﻏﯾر اﻟﻣﻔﻠس" ،واﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﻫو اﻵﺧر ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﺣﯾث أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول إﻟﻰ "ﺟراﺋم ﻣدﯾري
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ"وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ" ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﯾر"
3
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﻠس
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﻻﯾﻌد اﻹﻓﻼس ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺟرﯾﻣﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﻗد ﺗﻘﺗرن ﺑﻪ أﻓﻌﺎل ﯾﻌدﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟﺟراﺋم،
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﻣﺗﻰ اﻗﺗرﻧت ﺑﺎﻹﻓﻼس أﻓﻌﺎل ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﺣﺗﯾﺎل أو ﺗﻘﺻﯾر ﺟﺳﯾم ﺑﻣﺎ
ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن أﺿرار ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾن.1
ﻟذﻟك ﯾﺷﺗرط ﻹﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧص ﻣﻔﻠس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر أو ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻓﻼس ،أي
أن ﯾﻛون ﺗﺎﺟ ار ﻣﺗوﻗﻔﺎ ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ.2
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﺗﻧﻌﻘد ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس أو ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ،ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻧص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ أﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﻓﻌل ﻣﺎدي ﯾﻛون ﺟﺳم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻗﺻد ﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﻛون
رﻛن ﻣﻌﻧوي ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻛذﻟك ﻓﻲ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ أن ﯾﻛون ﺗﺎﺟ ار ﻣﺗوﻗﻔﺎ ﻋن اﻟدﻓﻊ ،وﻫذا اﻷﺧﯾر
ﯾﻌﺗﺑر رﻛن ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن ﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻟﺗﻘﺻﯾر وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺷرط اﻟﻣﻔﺗرض ﻛﻣﺎ
ﯾﺟب أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺿرر ﯾﻠﺣق ﺑﻣﺟﻣوع اﻟداﺋﻧﯾن ،3وﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟذﯾن اﻛﺗﺳﺑوا ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر إﺛر اﻧﺿﻣﺎﻣﻬم إﻟﻰ اﻟﺷرﻛﺔ.4
وﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧدرس ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر)
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ( واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﻣﺎ ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ (.
1ﺳﻌﯾد ﯾوﺳف اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻹﻓﻼس واﻟﺻﻠﺢ اﻟواﻗﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ)،طﺑﻌﺔ( ،1ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت،
،2007ص .154.
_2
ﻣﺻطﻔﻲ ﻛﻣﺎل طﻪ ،واﺋل أﻧور ﺑﻧدق ،أﺻول اﻹﻓﻼس) ،دط( ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2005 ،ص .95
_3اﻟﺷوارﺑﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻹﻓﻼس )،دط( ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،دس ن ،ص .291
-4ﺷرﯾﻘﻲ ﻧﺳرﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.102
4
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﻧﺗﻧﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻷرﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ واﻷرﻛﺎن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻷرﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن ﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﺣﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷرﻛﺎن اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﻘوﻣﺎت
1
ﯾﺗﻌذر إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي أو اﻟﻣﻌﻧوي أﻻ وﻫو اﻟرﻛن اﻟﻣﻔﺗرض.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر
ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﺣﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر.
وﻟﻘد ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري 2ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
" ﯾﻌد ﺗﺎﺟ ار ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﺑﺎﺷر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ و إﺗﺧذﻩ ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻪ ،ﻣﺎ
ﻟم ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺧﻼف ذﻟك "
وﻣﻧﻪ ﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﺷﺗرط ﻹﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر أن ﯾﺑﺎﺷر
اﻟﺷﺧص اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻌﺗﺎدة وﻣﺳﺗﻣرة ﺑﺈﺳﻣﻪ وﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟوﺟوب ﺗﻣﺗﻌﻪ
ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔﻹﺣﺗراف اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
-1ﻓﻠﯾﺢ ﻛﻣﺎل ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻرف ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺗﺧﺻص
ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،1ﺳﻧﺔ ،2014ص.119 .
-2أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
5
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ٕواذا أﺛﺎر ﻧزاع ﺣول ﺛﺑوت اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ أن ﯾﺛﺑﺗﻬﺎ وﺑﻛل طرق
اﻹﺛﺑﺎت ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺑﻧﺎءا ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻷﻣر اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﺎﺟر ﻛﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ واﻟﺗﺎﺟر
ﻛﺷﺧص ﻣﻌﻧوي.1
أوﻻ :اﻟﺗﺎﺟر ﻛﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺎﺟر ﻛﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ،اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻔرد اﻟﻣﻣﺎرس ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع
واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،وﻛذا اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻣﺎرس ﻟﻠﻌﻣل
اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺣﺳب اﻟﺷﻛل واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻛل
ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ﯾﻣﺎرس أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ إﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ ﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،2وﻣﻧﻪ ﯾﺷﺗرط
ﻹﻋﻼن اﻹﻓﻼس أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،أوﻻ و ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،وﺛﺎﻧﯾﺎ اﻟﺑﺣث
ﻋن وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن طرف طﺎﺋﻔﺔ أو ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻌون
ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
_1اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺗوﻓر اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﺟب أن ﯾؤﻛد اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﻠن ﻟﻺﻓﻼس أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﻣدﯾن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر
ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ﻋدم اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺗطﺑﯾق ﻫذﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣن ﻣﺎرس
اﻟﺗﺟﺎرة دون إﺗﻣﺎم ﻫذا اﻹﺟراء ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎس أن اﻟﻐﯾر ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟظواﻫر ،3أﻣﺎ اﻟﺣرﻓﻲ
ﻓﻔﻲ اﻷﺻل ﻻ ﯾﻌد ﺗﺎﺟ ار إﻻ إذا راﻓق ﺣرﻓﺗﻪ ﻋﻣل ﺗﺟﺎري ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻌﺗﺎدة وﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻹﻋﺗﯾﺎد
واﻹرﺗزاق ،إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺧﺿﻊ اﻟﺣرﻓﻲ إﻟﻰ ﻧظﺎﻣﻲ اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.4
-1راﺷد راﺷد ،اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔاﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري) ،طﺑﻌﺔ ،(6دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2008 ،ص.221 .
-2ﺑن داوود إﺑراﻫﯾم ،ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﻘﺎرن ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ،اﻟﻘﺎﻫرة،
،2008ص.30 .
-3راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .222.
-4أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
6
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 37ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣرﻓﻲ واﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟﺣﺎﻻت اﻟﺷطب ﻣن
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف واﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺎﻻت اﻹﻓﻼس أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.1
_2اﻟﻣﻣﻧوﻋﯾن ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
ﻫﻧﺎك طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣظور ﻋﻠﯾﻬم اﻹﺗﺟﺎر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ﻛﺎﻟﻣوظﻔﯾن
واﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﯾﻛﺗﺳﺑون ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر إذا اﺣﺗرﻓوا اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔٕ ،وان ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻠﺟزاءات
اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺣظر اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﯾﻬم وﻣن ﺛم ﯾﺟوز ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻬم. 2
_3ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺈﺳم ﻣﺳﺗﻌﺎر
ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﺈن ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص ﻣﺣظورﯾن ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻛﺎﻟﻣوظﻔﯾن وأﺻﺣﺎب
اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة رﻏم ذﻟك ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻬﺎ ﺑﺄﺳﻣﺎء ﻣﺳﺗﻌﺎرة ،إﻻ أن اﻟﺗﺎﺟر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻟذي ﻣﺎرس اﻟﺗﺟﺎرة
ﺑﺈﺳم ﻣﺳﺗﻌﺎر ﻓرﻏم ﻋدم ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﺳﻣﻬوﻋدم ﻗﯾدﻩ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،إﻻ أﻧﻪ
ﯾﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﺎﺟر اﻟظﺎﻫر اﻟذي أﻋﺎرﻩ إﺳﻣﻪ
ﻛﺟزاء ﻟﻪ دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺟزاء اﻹداري ،وذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﺛﻘﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎﻧﺎﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرة.3
_4اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻌﺗزل ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﻣﺗوﻓﻲ
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 220ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري 4ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﺟوز طﻠب ﺷﻬر اﻹﻓﻼس أو
اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ أﺟل ﻋﺎم ﻣن ﺷطب اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري إذا ﻛﺎن اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﺷطب".
وﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻟﺷﻬر إﻓﻼس اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي إﻋﺗزل اﻟﺗﺟﺎرة وﺷطب
إﺳﻣﻪ ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﺷرطﯾن ،أوﻟﻬﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻋﺗزال اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺑﻌد ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ
واﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄت ﻗﺑل إﻋﺗزاﻟﻪ اﻟﺗﺟﺎرة وﺷطﺑﻪ ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
1-أﻣر رﻗم 01-96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1996ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻰ ﺗﺣﻛم اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف ،ج ر ،ﻋدد ،03
ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﺟﺎﻧﻔﻲ .1996
-2ﻣﺻطﻔﻲ ﻛﻣﺎل طﻪ ،أﺻول اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻹﻓﻼس) ،طﺑﻌﺔ ،(1ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن،
،2006ص .315
-3ﺷرﯾﻘﻲ ﻧﺳرﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .19
-4أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
7
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺷﻬر اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣن اﻹﻋﺗزال،
وذﻟك ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺷطب إﺳم اﻟﻣدﯾن ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 219ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،1ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺟواز ﺷﻬر
إﻓﻼﺳﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :إذا ﺗوﻓﻲ ﺗﺎﺟر وﻫو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى
ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ أﺟل ﻋﺎم ﻣن اﻟوﻓﺎة ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ إﻗرار أﺣد اﻟورﺛﺔ أو ﺑﺈﻋﻼن ﻣن ﺟﺎﻧب أﺣد
اﻟداﺋﻧﯾن.
وﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻔﺗﺢ اﻹﺟراءات ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺧﻼل ﻧﻔس ذﻟك اﻷﺟل".
وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺟد أن اﻟﻘﺎﻧون إﺷﺗرط ﻟﺷﻬر إﻓﻼس اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗوﻓﻲ ﺷرطﺎن ،أوﻟﻬﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺗوﻗﻔﻪ
ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟوﻓﺎﺗﻪ ،واﻟﻌﻠﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺷرط ظﺎﻫر ﻷن اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻫو ﻟب اﻹﻓﻼس ووﻓﺎة
اﻟﺗﺎﺟر ﻻﯾﺟوز أن ﯾﺗﺧذ ﻣﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣرﻣﺎن اﻟداﺋﻧﯾن ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻰ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﺎﻟﻬم ﻣن ﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻬم ،2وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣن وﻓﺎﺗﻪ،
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ إﻗرار ﯾﻘدﻣﻪ أﺣد ورﺛﺗﻪ أو ﺑطﻠب ﻣن أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن أو ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ذات اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻟﻛن ﻣرور
ﻣدة ﺳﻧﺔ ﻣن وﻓﺎة اﻟﻣدﯾن واﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠداﺋن ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺷﻬر إﻓﻼس ﻣدﯾﻧﻪ ،ﻻ ﯾﺳﻘط ﺣﻘﻪ
ﻣن اﺳﺗﻔﺎء دﯾﻧﻪ ،وذﻟك إﻋﻣﺎﻻ ﺑﻣﺑدأ " ﻻ ﺗرﻛﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺳداد اﻟدﯾون".3
_5ﺗوﻓر اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﺷﺗرط ﻻﻛﺗﺳﺎب اﻟﺷﺧص اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺗﻣﺗﻌﻪ ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري وﻫﻲ ﺑﻠوغ
ﺳن 19ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺗﻣﺗﻌﻪ ﺑﻛل ﻗواﻩ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻋدم اﻟﺣﺟر ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺳﺑب ﺗوﻓر ﻋﺎرض ﻣن ﻋوارض
اﻷﻫﻠﯾﺔ.4
-1أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2ﺧدﯾر أﺣﻣد ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ اﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻧوك وﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ﺗﺧﺻص
ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2014،ص .02
-3ﺷرﯾﻘﻲ ﻧﺳرﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص 20 ،19
-4أﻧظر اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻷﻣررﻗم 58-75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ج ر ،ﻋدد ،78
ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
8
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﻟﻛن ﻫﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎء أﯾن ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺻﺑﻲ اﻟﻣﻣﯾز اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر 18ﺳﻧﺔ ﻣن ﻣزاوﻟﺔ اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﺳﻣﻪ ،إذا ﺣﺻل ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ إذن ﻣن واﻟدﯾﻪ ،أو ﻋﻠﻰ ﻗرار ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﯾﻌﺎﻣل
ﺑﻌد ذﻟك ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎﻣل اﻷﻫﻠﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷﺎط
اﻟذي ﯾﺑﺎﺷرﻩ ،1وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟوز ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ إذا ﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ اﻷداء.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﺗزوﺟﺔ ﻓﻠﻘد أﺧﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ أﺣﻛﺎم
اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري2واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻻﯾﻌﺗﺑر زوج اﻟﺗﺎﺟر ﺗﺎﺟ ار إذا ﻛﺎن
ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻧﺷﺎط زوﺟﻪ.
وﻻﯾﻌﺗﺑر ﺗﺎﺟ ار إﻻ إذا ﻛﺎن ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻣﻧﻔﺻﻼ"
وﻣﻧﻪ ﯾﺟوز ﺷﻬر إﻓﻼس اﻟﻣرأة اﻟﻣﺗزوﺟﺔ إذا ﻣﺎرﺳت ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن ﻧﺷﺎط زوﺟﻬﺎ
وﺗوﻗﻔت ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،3وﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة 8ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون أن اﻟﻣرأة اﻟﺗﺎﺟر ﺗﻠﺗزم
ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻟﺣﺎﺟﺎت ﺗﺟﺎرﺗﻬﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ أو إذن ﻣن اﻟو ازرة اﻟوﺻﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﯾﺣق ﻟﻪ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وذﻟك إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺟﺎرة اﻷﺟﺎﻧب واﻟذي ﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ.
وﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﺗﺎﺟر اﻟراﺷد و اﻟﻣرﺗﺷد ﺳواء ﻛﺎن رﺟﻼ أو اﻣرأة وﺳواء ﻛﺎن ﺟزاﺋرﯾﺎ
أو أﺟﻧﺑﯾﺎ ﻓﺈﻧﻬم ﯾﺧﺿﻌون ﻟﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻣﺗﻰ ﺗوﻗﻔوا ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻬم.4
-1ﻓﺿﯾل ﻧﺎدﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري :اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ -اﻟﺗﺎﺟر -اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري) ،طﺑﻌﺔ ،(11دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2011 ،ص .159
-2أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
3
- MARTIN Jean- françois et LIENHARD Aain, Redressement et liquidation judiciares, 8éme Ed, DELMAS,
Paris, 2003, pp 61,62.
-4ﺷرﯾﻘﻲ ﻧﺳرﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .17
9
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
-1أﻧظر اﻟﻣﺎدة 544ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2أوروان ﻫﺎرون ،إﻓﻼس ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎء ،ﻣذﻛرة ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع ﻗﺎﻧون أﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ،2009ص ص .18 ،17
-3ﺷرﯾﻘﻲ ﻧﺳرﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .20.
10
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎء اﻟﻣوﺻون ﻓﻼ ﯾﺳﺄﻟون ﻋن دﯾون اﻟﺷرﻛﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣدود ﺣﺻﺗﻬم اﻟﺗﻲ
ﺳﺎﻫﻣوا ﺑﻬﺎ ﻓﻲ رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺷرﯾك اﻟﻣوﺻﻰ ﻻﯾﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر وﻣن ﺛم
ﻻﯾﺗﻌرض ﻟﻧظﺎم اﻹﻓﻼس.1
ج_ ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺣﺎﺻﺔ
ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ ﻻﯾﺟوز ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ ﻹﻧﻌدام ﺷﺧﺻﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،وﻟﻛن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم
اﻹﻓﻼس ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ اﻟذي ﯾﺟري اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﺑﺈﺳﻣﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﻼ ﯾﺷﻬر
إﻓﻼﺳﻬم.2
_2ﺷرﻛﺔ اﻷﻣوال
ﺗﻘوم ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗﺑﺎراﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾﻌﺗد ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺷرﯾك ،ﺑل اﻟﻌﺑرة ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ
ﯾﻘدﻣﻪ ﻛل ﺷرﯾك ﻣن ﻣﺎل وﻗد ﻧﺿم اﻟﻣﺷرع أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ﻓﻲ اﻟﻣواد 564
إﻟﻰ 591ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،وﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 592إﻟﻰ 715ﻣﻧﻪ،
أﻣﺎ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻷﺳﻬم ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 715ﺛﺎﻟﺛﺎ إﻟﻰ 715ﺛﺎﻟﺛﺎ 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،3وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺷﻬر إﻓﻼس ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إذا ﺗوﻗﻔت ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ،ﻏﯾر أن إﻓﻼﺳﻬﺎ ﻻﯾﺳﺗﺗﺑﻊ إﻓﻼس اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻌدم إﻛﺗﺳﺎﺑﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،وﻷن
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻛون ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺣﺻص اﻟﺗﻲ ﻗدﻣوﻫﺎ ،إﻻ أن إﻓﻼس ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ إﻓﻼس
اﻟﻣدﯾرﯾن ﻓﯾﻬﺎ واﻟﻣﺳﯾرﯾن ،واﻟﻣﻔوﺿﯾن وﻛل اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﻬﺎ واﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺈدارﺗﻬﺎإذا ﺗﺳﺑﺑوا ﻓﻲ إﻓﻼﺳﻬﺎ
ﻟﻘﯾﺎﻣﻬم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ أو ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ.4
-1زادي ﺻﺎﻓﯾﺔ ،ﺟراﺋم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎص ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﻟﻣﯾن دﺑﺎﻏﯾن ،ﺳطﯾف ، 2ﺳﻧﺔ ،2016
ص .18.
-2إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة :اﻹﻓﻼس) ،ج) ،(4د ط( ،دار ﻋوﯾدات ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﺑﯾروت،1999 ،
ص.116
-3أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-4ﺳﻌوﻟﻲ ﺻﺎرة ،رﻣﯾﻠﺔ ﻛﻬﯾﻧﺔ ،ﺷروط اﻹﻓﻼس وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،
ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص اﻟﺷﺎﻣل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ
،2015،ص15
11
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
وﻹﺷﺎرة ﻓﻘط ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة 215ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻗد أﺧﺿﻌت اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻟﻧظﺎم اﻹﻓﻼس أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﺗﺎﺟرا ، ،ﺑﻣﺎ
ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت اﻟﺣرﻓﯾﺔ و ﻛذﻟك اﻟﺷرﻛﺎت ذات رؤوس أﻣوال ﻋﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 217ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون.1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ
ﯾﻌد اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ رﻛن ﻣﺷﺗرك أﺧر ﺑﯾن ﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر،
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺗﻌرض إﻟﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻔﻛرة اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ٕواﻧﻣﺎ وردة
ﻓﻘط ﻋﺑﺎرة "اﻟﺗوﻗف ﻋﻧﺎﻟدﻓﻊ " ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 379 ،378ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،2
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي أﻋطﻰ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 3ﻓﻘرة 1
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻔرﻧﺳﻲ.3
وﻋﻠﯾﻪ ﻟﻔﻬم ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻷﻣر إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن ﺗﻌرﯾﻔﻪ ) أوﻻ( ﻣن ﺛم إﻟﻰ ذﻛر
ﺷروطﻪ ) ﺛﺎﻧﯾﺎ ( وﺗﺎرﯾﺧﻪ) ﺛﺎﻟﺛﺎ ( ،وأﺧ ار ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺛﺑﺎﺗﻪ ) راﺑﻌﺎ(.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ
ﻟﻘد إﺧﺗﻠف اﻟﻣذﻫب اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻟﻣذﻫب اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﻌرﯾف ﻓﻛرة اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ إذ ﻋرﻓﻬﺎ
اﻟﻣذﻫب اﻷول ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻣدﯾن ﺑﺳداد دﯾوﻧﻪ ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد إﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ دون اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﺗﻰ أدت ﺑﺎﻟﻣدﯾن إﻟﻰ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻣذﻫب إﻧﺗﻘد ﻛون أن ﺗوﻗف اﻟﻣدﯾن ﻋن دﻓﻊ
دﯾوﻧﻪ ﻻﯾﻛﻔﻲ ﻟﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ ،ﺑل ﯾﺟب اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﻛز اﻟﻣدﯾن ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻰ أدت ﻟﺗوﻗﻔﻪ
ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣذﻫب اﻟﺣدﯾث ﻓﯾرى أن اﻟﺗوﻗف اﻟﻣﺎدي ﻋن اﻟدﻓﻊ ٕوان دل ﻋﻠﻰ
-1دﻻل وردة ،ﺟراﺋم اﻟﻣﻔﻠس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري و اﻟﻣﻘﺎرن) ،د ط( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﻣﺻر ،2009 ،ص .72
-2ﻓﻠﯾﺢ ﻛﻣﺎل ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.119 .
3
- Article 3/1 du code commerçe français stipule que: "la procédure de redressement judiciaire et
ouverte à toute entreprise qui est dans l'impossibilité de faire face au passif exigible avec son
actif disponibles" Vr : www. Legifrance.gouv.fr
12
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﻣظﻬر ﺧطﯾر ﯾﻬدد ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟداﺋﻧﯾن إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺿﻣن ﻛل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﺑﯾﺎن ذﻟك أن اﻟﺗﺎﺟر ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻎ
ﻧﺟﺎﺣﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ أن ﺑﺗﻌرض ﻓﻲ ﯾوم ﻣﺎ إﻟﻰ أزﻣﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻌﺟزﻩ ﻋن ﺳداد
دﯾوﻧﻪ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون أزﻣﺔ ﻋﺎرﺿﺔ ﻻ ﺗﻠﺑث أن ﺗزول.1
و ﻟﻘد ﺗم ﺗﻌرﯾف ﻓﻛرة اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﺟز ﻣن طرف اﻟﻣدﯾن ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑدﯾوﻧﻪ ﻏﯾر
اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد ﺣﻠول أﺟﻠﻬﺎ ،2ﻏﯾر أﻧﻪ ﻋﻧد ﺣدﯾﺛﻧﺎ ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺻﺎرم ﻧﺗوﺻل إﻟﻰ أن
ﻓﻛرة اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎدي ،وﻫو اﻟوﻗوف اﻟﻣﺎدي ﻋن اﻟدﻓﻊ ،وأﺳﺎس ﻣﻌﻧوي وﻫو
أن ﯾﻛون اﻟﺗوﻗف ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻋن ﻓﻘدان اﻟﺗﺎﺟر ﻹﺋﺗﻣﺎﻧﻪ وﻋﺟزﻩ ﻋن اﻹﺳﺗﻣرار.3
ﺛﺎﻧﯾﺎ_ ﺷروط اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟذي إﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣدﯾن ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ واﻟذي أدي إﻟﻰ ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﺷروط :
_1أن ﯾﻛون اﻟدﯾن ﺗﺟﺎرﯾﺎ
ﯾﺷﺗرط ﻹﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ أن ﯾﻛون اﻟدﯾن ﻣﺣل اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺗﺟﺎرﯾﺎ
ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ،أو ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو ﺑطرﯾق اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،4ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﻗﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
216ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﺑﺄن ﯾﻛون اﻟدﯾن ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻓﻘط ﺣﺗﻲ ﯾﺗم ﺷﻬر
إﻓﻼس اﻟﻣدﯾن ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗوي اﻷﻣر أن ﯾﻛون اﻟدﯾن ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﻣدﻧﯾﺔ.5
-1ﺣﻣدي ﻣﺣﻣود ﺑﺎرود " اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺷﻬر اﻷﻓﻼس" ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘدس اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻸﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر ،ﻏزة ،ﻋدد ،31أﻛﺗوﺑر ،2013ص.203 .
-2ﻓﻠﯾﺢ ﻛﻣﺎل ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.119 .
-3ﻓﺎﯾز ﻧﻌﯾم رﺿوان ،اﻹﻓﻼس اﻟﺗﺟﺎري) ،اﻟطﺑﻌﺔ( ،2دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1999 ،ص.38 .
-4زﻧﺎﺗﻲ ﻧﺑﯾﻠﺔ،ط اررﯾﺳت ﺣورﯾﺔ ،ﺗﻣﯾز اﻹﻓﻼس ﻋن اﻹﻋﺳﺎر :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،
ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص اﻟﺷﺎﻣل ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ، ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ،
،2015ص.17 .
-5ﻓﺿﯾل ﻧﺎدﯾﺔ ،اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري )،طﺑﻌﺔ( ،2دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
،2008ص.15 .
13
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
14
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺑﺣﻛم ﺗﺎل ﻟﻠﺣﻛم اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺎﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻹﻓﻼس ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل
ﺳﺎﺑق ﻟﻘﻔل ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟدﯾون.1
-1راﺷدي ﺳﻌﯾدة ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة،
ﺑﺟﺎﯾﺔ،2017،ص.24
ص.24 .
-2ﺑﻠﯾﻎ ﻋﺑد اﻟﻧور ﺣﺎﺗم" ،ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس"،ﻣﺟﻠﺔ دﻣﺷق ﻟﻠﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ﻋدد ،1ﺳﻧﺔ ،2011ص.516 .
-3ﻓﻠﯾﺢ ﻛﻣﺎل ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.120 .
-4أﻧظر اﻟﻣواد 372إﻟﻰ 374ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-5دوﯾدار ﻫﺎﻧﻲ ،اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻹﻓﻼس )،د .ط( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2006 ،ص.370 .
15
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺑﯾن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻛون ﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﯾﺣدد اﻟﻌﻘﺎب اﻟذي ﯾﻔرﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ،1وﻣﻧﻪ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد أورد ﻧﺻوص
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﯾﺑﯾن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛون ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ
وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 2374ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘرر ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري
ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻰ ﺟﺳدت ﻣﺑدأ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺟرﯾم و اﻟﻌﻘﺎب واﻟﺗﻰ ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻻ ﺟرﯾﻣﺔ و ﻻ ﻋﻘوﺑﺔ أو ﺗدﺑﯾر أﻣن ﺑﻐﯾر ﻗﺎﻧون ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ
ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﻌﻧوان" اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ و ﻋﻘوﺑﺎﺗﻬﺎ "
وذﻟك ﺿﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان "اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت و اﻟﺟﻧﺢ ﺿد اﻷﻓراد" وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻌﻧوان "اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت و اﻟﺟﻧﺢ ﺿد اﻷﻣوال" وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟراﺑﻊ ﻓﻲ ﻋﻧوان " اﻟﺗﻔﻠﯾس " وذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،3ﺣﯾث ﺧﺻص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻧﺷﺎط اﻟﻔﺎﻋل اﻹﺟراﻣﻲ اﻟذي ﯾﻛون ﺟﺳم
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﺻور ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑدوﻧﻪ ،ﻓﺎﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻘوم
ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة واﺣدة وﻫﻲ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾن ﻋن طرﯾق اﻟﻌﺑث ﺑﺎﻟذﻣﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺧﻔﺎء ذﻟك اﻟﻌﺑث،4
-1ﻋﺑد اﷲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم) ،ج) ،(1طﺑﻌﺔ ،(7دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
،2009ص.68 .
2
ﺑﻖﺎ
ﻟﺴﻟﻤﺮﺟﻊا ا
ﺘﻤﻢ،ﻟﻤﻟﻤﻌﺪلوااﺋﺮي،ا
ﻟﺠﺰﺎرياﺘﺠﻟ
ﻧﻮنا ﺎ
ﻘﻟ
ﺘﻀﻤﻦا ﻗﻢ 59-75ﯾ
أﻣﺮر
-3أﻣر رﻗم 156-66ﻣؤرخ ﻓﻲ 8ﺟوان ،1966ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ج ر ،ﻋدد ،49ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11ﺟوان
،1966اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
-4ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس) ،طﺑﻌﺔ ،(1دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،2011 ،ص.211 .
16
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 374ﻧﺟدﻫﺎ ﻗد ﺣددت اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر 1واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :
أوﻻ_ إﺧﻔﺎء اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت
ﺣﺗﻲ ﯾﺗﺑﯾن ﻗﺻد اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﺗدﻗﯾق ﻣن ﻓﻌل إﺧﻔﺎء اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ،ﯾﺟب أن ﻧوﺿﺢ ﻣﻌﻧﻰ اﻹﺧﻔﺎء
ﺛم ﻧﺣدد وﻧﺑﯾن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗﺎﺟر.
_1اﻹﺧﻔﺎء
اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻹﺧﻔﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 374ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،إﺧﻔﺎء اﻟﺗﺎﺟر
اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻟﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ ،2و ﺑﻣﻌﻧﻲ أﺧر ﻫو إﺧﻔﺎء اﻟﺗﺎﺟر ﻟدﻓﺎﺗرﻩ ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺳري
ﺣﺗﻲ ﻻ ﯾﺗﻣﻛن أﻣﯾن اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ اﻹﻫﺗداء إﻟﯾﻬﺎ ،3وﯾﻛﻔﻲ ﻫﻧﺎ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻌد ﻟﻬﺎ ،وﻻ ﻓرق ﺑﯾن
أن ﯾﻛون ﻗد وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻪ أو أﺑﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ اﻟﺗﺟﺎري ﻣﺎ دام ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺑﻌﯾدة ﻋن ﻣﺗﻧﺎول
اﻟداﺋﻧﯾن.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻌل اﻹﺧﻔﺎء أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺟرد إﻣﺗﻧﺎع اﻟﺗﺎﺟر ﻣن ﺗﻘدﯾم دﻓﺎﺗرﻩ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺣﺗﻲ إن ﻟم ﯾﻘم
ﺑﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﺎدام ﻻﯾﻣﻛن ﻟوﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ.4
وﯾﻌﺗﺑر إﺧﻔﺎء اﻟﺗﺎﺟر ﻟدﻓﺎﺗرﻩ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ وﻟو ﻟم ﺗﻘﺗرن ﺑﻌﻧﺎﺻر أﺧرى ﻛﺈﻋداﻣﻬﺎ أو إﺟراء
ﺗﻐﯾر ﻓﯾﻬﺎ ،واﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫﻧﺎ ﻣن اﻟﻧوع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟذا ﺗظل ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺣﺗﻲ اﻟوﻗت اﻟﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ ﻓﯾﻬﺎ اﻟداﺋﻧون
ﻓﻲ ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺈﻋدام اﻟدﻓﺎﺗر إﺗﻼﻓﻬﺎ ﻛﻣزﻗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻔﻠس أو ﺣرﻗﻬﺎ ،وﺗﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﺟرد
إﺗﻼف أو إﻋدام اﻟﻣﻔﻠس ﺑﻌض دﻓﺎﺗرﻩ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺗﺑدﯾل ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺟر ﻟدﻓﺎﺗرﻩ ﻋن طرﯾق
17
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﺷطب أو اﻟﺣﺷر أو اﻟﺗﻣزﯾق ﺑﻬدف إﺧﻔﺎﺋﻪ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻛﺗﻣﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺎﻟﻲ
اﻟﻣﯾؤوس ﻣﻧﻪ.1
_2ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗﺎﺟر
ﯾﻘﺻد ﺑﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗﺎﺟر ﺳواءا ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻛل دﻓﺎﺗرﻩ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ
اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وﻛذا ﻣراﺳﻼﺗﻪ اﻟﺗﻰ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ إﻣﺳﺎﻛﻬﺎ واﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻟﻣدة 10ﺳﻧوات ﺑﻌد
إﻛﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ،2ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد أﺣﺳﻧﺎ ﺻﻧﻌﺎ ﺑﺈﺳﺗﺧدام ﻣﺻطﻠﺢ "
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺣﺳﺎﺑﯾﺔ" ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺧطﺔ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن ﻓﻲ رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﺣل اﻟذي ﯾﺛﺑت ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ،وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ أن ﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﺣل اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﺳﺟﻼت واﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﺳﺗﻧدات
واﻟﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺣدد واﻟﺗﻰ ﺗؤﺛر أو ﺗﺗﺻل ﺑﺄﺻول
وﺧﺻوم اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧﻲ.
وﻟﻌل اﻟﻌﺑرة ﻣن ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫو ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻠزﻣﺔ ﻟﻠداﺋن وذﻟك
ﺑﺎﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﻟﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻣﯨﻣﻌﯾن أو إﺷﺗراطﻪ أن ﺗﻛون إﻟزاﻣﯾﺔ،
ﺣﯾث أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ أي دﻓﺗر ﺗﺟﺎري ﺳواء ﻛﺎن إﺧﺗﯾﺎري أو إﻟزاﻣﻲ ،ﻛﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﻟم ﯾﺷﺗرط أن
ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻫذﻩ اﻟدﻓﺎﺗر أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ أن ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ أﺣد ﻫذﻩ
اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺣﺎﻟﺗﻪ.3
ﺛﺎﻧﯾﺎ – إﺧﺗﻼس أو ﺗﺑدﯾد ﻛل أو ﺟزء ﻣن اﻷﺻول
ﻟﻔﻬم اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳوف ﻧﺗﺗطرق إﻟﻰ ﻛل ﻓﻌل ﻋﻠﻰ ﺣدى
18
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
_1اﻹﺧﺗﻼس:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﺧﺗﻼس إﺑﻌﺎد ﻣﺎل اﻟﻣدﯾن اﻟﺗﺎﺟر ﻋن ﻣﺗﻧﺎول داﺋﻧﯾﻪ ﻟﻣﻧﻌﻬم ﻣن إﺳﺗﻌﻣﺎل
ﺣﻘﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﻪ ﻹﺳﺗﻔﺎء ﺣﻘوﻗﻬم أو إﺗﻼﻓﻪ أو إﺳﺗﻬﻼﻛﻪ أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻧﻪ أو ﺑﯾﻌﻪ أو
إﯾداﻋﻪ ﻓﻲ ﻣﺻرف ﺑﺈﺳم ﺷﺧص أﺧر.1
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻗﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻧﻘل ﺟزء ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺟر إﻟﻰ ﻣﻧزﻟﻪ
ﺗﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎ دام اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﻧﻘل ،إﺧﻔﺎء اﻟﺳﻠﻊ إﺿ ار ار ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾن وﻛذﻟك إذا
إﺧﺗﻠس ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻌد وﺿﻊ اﻷﺧﺗﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺟر ﺛم ﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ ﺳﻠﻌﺎ أﺧرى ﻣن
ﻧﻔس اﻟﻧوع ،وﻟﻛن ﻣن ﺻﻧف ردﯾﺊ ،ﻧﻔس اﻟﺷﯾﺊ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻘد اﻟرﻫن اﻟﺻوري اﻟذي
ﯾﺑﺎﺷرﻩ اﻟﺗﺎﺟر ﻗﺑل إﻓﻼﺳﻪ ﺑﻘﻠﯾل وﺗﻘﻊ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺳواء إﺳﺗﻔﺎد اﻟﻣﻔﻠس ﻣن اﻹﺧﺗﻼس أم ﻟم
ﯾﺳﺗﻔد ﻣﻧﻪ ،وﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺧﺗﻼس ﻻ ﺗﻘﻊ إﻻ ﺑﻌد ﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف اﻟﺗﺎﺟر ﻋن اﻟدﻓﻊ وﯾظل ﻣﺟرﻣﺎ
ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏل اﻟﯾد.2
_2اﻟﺗﺑدﯾد :
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺑدﯾد اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺻرف اﻟﻣﺎل دون ﻓﺎﺋدة ﺗرﺟﻲ ،أو اﻟﺗﺻرف ﺑﻬﺎ ﺑﺻورة
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻣﻌﻘول ،ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ ﺑﺛﻣن زﻫﯾد أو اﻟﻬﯾﺑﺔ أو اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻔروط.3
وﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋرﯾﻘد ﺗﺄﺛر ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺑﻧﺻﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑدﯾد
ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر وذﻟك ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 370ﻓﻘرة 1ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري
إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺑﻘﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ٕواﻧﻣﺎ أﻋﺎد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟرﯾﻣﺔ
-1اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟﯾش ،اﻟﻌدد ،287ﻟﺑﻧﺎن,2009 ،اﻟﻣﻧﺷورةﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺗﺎﻟﻲ www.lebarmy.govﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع 23/08/2017
-2ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻣراد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .476
-3إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 632
19
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺣدد اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑدﯾد اﻟﻣﻔﻠس
ﻷﻣواﻟﻪٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗرك اﻟﻣﺟﺎل ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻣﺟرﻣﺎ ﺑذﻟك ﻛل ﻓﻌل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﯾﻬدر ﺑﻪ أﺻوﻟﻪ.1
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﻗرار ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورة إﻋﺗراف اﻟﻣﻔﻠس ﺑدﯾون ﺻورﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺧﺻوﻣﻪ
وﺗﺧﻔﯾض اﻷﻧﺻﺑﺔ اﻟﺗﻰ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟداﺋﻧون ﻋﻧد ﺑﯾﻊ اﻷﻣوال وﺗوزﯾﻊ اﻟﺛﻣن ،وﯾﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺷﺄن أن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﻫو ﻟﯾس ﻣﺟرد وﺟود دﯾون ﺻورﯾﺔ ﺿﻣن ﺧﺻوم اﻟﻣدﯾنٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫو
اﻹﻋﺗراف ﺑﻬﺎ .2ﻓﻠﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 3374ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻬﺎ ﻓﻌل
اﻹﻋﺗراف ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "....ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا ﻓﻲ ﻣﺣرراﺗﻪ ﺑﺄوراق رﺳﻣﯾﺔ أو ﺗﻌﻬدات
ﻋرﻓﯾﺔ أو ﻓﻲ ﻣزاﻧﯾﺗﻪ" وﺣﺗﻲ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﺳوف ﻧﻘوم ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻛل وﺳﯾﻠﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣدى.
ﯾﻛون ذﻟك ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ دﯾوﻧﻪ ﺑﻧﯾﺔ اﻹﺿرار ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ،ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ
ﺑدﯾون وﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ذﻣﺗﻪ ﺑواﺳطﺔ أوراق رﺳﻣﯾﺔ أو ﻋﻘد رﺳﻣﻲ ﻣﺣرر ﻣن طرف ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ
ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون ﻣﺧﺗﺻﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 324ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻌﻬدات اﻟﻌرﻓﯾﺔ ﺗﻠك اﻷوراق اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ اﻟﺗﺎﺟر ﺑدون ﺗدﺧل ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ ،إذ
ﺗﻛون ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن اﻟﺗﺎﺟر وﻣﺣددة اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻘط ،وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ ﻗﺑول ﺳﻔﺎﺗﺞ اﻟﻣﺟﺎﻣﻠﺔ أو ﺗﺣرﯾر ﺳﻧدات
اﻹﯾداع ،أو ﺗﺧزﯾن ﺳﻠﻊ ﻟم ﺗدﺧل ﻣﺧزﻧﻪ ﺑﻌد أو ﺗﻘدﯾﻣﻪ وﺻول إﺳﺗﻼم ﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻟم ﯾﺳﺗﻠﻣﻬﺎ.
-1أﻣر رﻗم ،59-75اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻣراد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .476
-3أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
20
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﻟﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر أن ﯾﺟري ﺟردا
ﻟﻌﻧﺎﺻر أﺻول وﺧﺻوم ﻣﻘﺎوﻟﺗﻪ وأن ﯾﻘﻔل ﻛﺎﻓﺔ ﺣﺳﺑﺎﺗﻪ ﺑﻘﺻد إﻋداد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺣﺳب
1
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﺗﻧﺳﺦ ﺑﻌد ذﻟك ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ وﺣﺳﺎب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺟرد"
وﻣﻧﻪ ﺗﻌﺗﺑر ﻣزاﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﺳﺢ ﻛﺎﻣل ﻻﺻول وذﻟك ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻋﺗﺑر
اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻣﻔﻠﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺗراﻓﻪ ﺑدﯾن وﻫﻣﻲ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺟرد أو
ﻓﻲ اﻟوﺛﺎﺋق اﻷﺧري اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﻣزاﻧﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك اﻟدﯾن وﻫﻣﻲ ﺿﺋﯾﻼ أو ذو ﻗﯾﻣﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣﺗﻰ
ﻛﺎن ذﻟك ﺑﻬدف اﻹﺿرار ﺑداﺋﻧﯾﻪ.2
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣدد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻹﺧﺗﻼس ،اﻟﺗﺑدﺑد ،اﻹﻗرار ﺑدﯾون وﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻻ اﻟﻣﺛﺎل وﻋﻠﻰ
ﻫذا ﯾﺟب أن ﯾﺷﻣل اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﺣدى ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻتٕ ،واﻻ إﻋﺗﺑر ﻫذا
اﻟﺣﻛم ﻣﻌﯾﺑﺎ ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻧﻘض.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﻌد ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ ،إذ ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
اﻟﻌﺎم ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻗﺻد ﺧﺎص ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ:
21
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﯾﻘوم اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻛل اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن ﻻ ﺑد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ ،ﺣﯾث ﻻ
ﻋﻘوﺑﺔ وﻻ ﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻣن ﯾرﺗﻛب أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر إذ ﻣﺎ ﺗﺧﻠف أﺣدﻫﻣﺎ أو ﻛﻼﻫﻣﺎ ،و ﻫﻣﺎ
اﻟﻌﻠم ) (1واﻹردة ).(2
_1اﻟﻌﻠم
ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻹدراك واﻟوﻋﻲ ﻟدي اﻟﻔﺎﻋل أو اﻟﺟﺎﻧﻲ ،ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾدرك اﻷﻣور ﻋﻠﻰ
ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ ،1وﺣﺗﻲ ﯾﺗواﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن اﻟﺗﺎﺟر
اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ واﻋﯾﺎ ﺑﺈﻟﺣﺎﻗﻪ ﺿر ار ﺑداﺋﻧﯾﻪ ﻋن طرﯾق إﺧﻔﺎﺋﻪ أو ﺗﺑذﯾرﻩ ﻟﺟزء ﻣن ذﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.2
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﯾس ﻟدﯾﻪ اﻟﻌﻠم ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ،ﻛﻣن ﯾوﻛل ﻟﺷﺧص أﺧر إدارة ﺗﺟﺎرﺗﻪ،
ﻓﻔﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻻ ﯾﻌد ﻣﻔﻠﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس إذا ﻣﺎ إرﺗﻛب أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣذﻛورة أﻧﻔﺎ وﻫو ﯾﺟﻬل
3
أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ
_2اﻹرادة
ﻫو أﻣر داﺧﻠﻲ ﯾﺑطﻧﻪ اﻟﻔﺎﻋل ،وﯾﺿﻣرﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ و ﻻ ﯾﺳﺗطﺎع اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ إﻻ ﺑﻣظﺎﻫر
ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛﺷف ﻋن ﻗﺻدﻩ.4
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ،ﺑل ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻟدي اﻟﺟﺎﻧﻲ وﻫﻲ ﻧﯾﺔ اﻟﺗدﻟﯾس واﻹﺿرار ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾﻧن.5
22
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
واﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻫو اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺑو إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻔﺎﻋل ﻣن وراء ﻓﻌﻠﻪ ،إذن اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس
ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﻗﺻدا ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ،وﻫو إﺗﺟﺎﻩ ﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔﻠس إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾن
ﺳواء ﺑﺈﻧﻘﺎص أﺻوﻟﻪ ﺑﻐﯾر ﺣق أو زﯾﺎدة ﺧﺻوﻣﻪ أو ﺑﺈﺧﻔﺎء أو ﺗﻐﯾر اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗدان ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻛﺄن ﯾﻛون ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ أو ﻗد دﻓﻌﺗﻪ ﻗوة ﻗﺎﻫرة أو ﺣﺎﻟﺔ ﺿرورة إﻟﻰ إرﺗﻛﺎب
ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﻣﺳﺄﻟﺗﻪ ،إذ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺗوﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ،ﺑل
1
ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻟدى اﻟﺗﺎﺟر ﻧﯾﺔ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾن
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻫو أن ﯾﻧﺳب إﻟﻰ اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻌل ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 370و 371ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري واﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف ﻋن ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل ﻓﺎﺣش ﺻدر
ﻋن اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻔﻠس ﻓﻲ إدارﺗﻪ ﻟﺗﺟﺎرﺗﻪ ،وﯾﺗرﯾب ﻋﻧﻪ ﺿرر ﻟﻠداﺋن وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﺳوء اﻟﻘﺻد.2
وﻗد ﻗﺳم اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ واﻟذي ﯾﺟب
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ إذا ﺗوﻓرت أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔٕ ،واﻟﻰ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي أو
اﻹﺧﺗﯾﺎري واﻟذي ﯾﺟوز ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ إذا ﺗوﻓرت أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﯾﺿﺎ.3
رﻏم ﻣن أن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺻورﺗﯾن ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ إﻻ أن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ
اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ واﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ اﻟﺑﻌض،4ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻠزم
ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﺛﻼﺛﺔ أرﻛﺎن أﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺳوف ﻧﺣﺎول ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻛﺎﻷﺗﻲ.
-1ﻣﺻطﻔﻲ ﻛﻣﺎل طﻪ ،واﺋل أﻧور ﺑﻧدق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.96 .
-2دﻻل وردة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.157 .
-3ﺳﻌد ﯾوﺳف اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.156 .
-4أﻣر رﻗم 59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
23
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري و ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ
اﻟﻘﺳم اﻷول ﻣن اﻟﻔﺻل اﻷول ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾس و اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرىوذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ
ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 370و1371ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون،ﺣﯾث ﺗﺑﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
،و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل أﺣﺎل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 2383ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون و ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻛل ﻓﻌل ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺻﯾر ﻓﺎﺣش وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺿرر ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾن ،3وﻟﻘد ﻣﯾز اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن ﺻورﺗﯾن ﻣن اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 370ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﺟزاﺋري ،ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ وﻫﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 371ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي.4
أوﻻ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ
ﻧظر ﻟﻛون اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ واﻟﺳرﻋﺔ واﻹﺋﺗﻣﺎن ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗطﻠب ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻬﺎ ﺻﻔﺔ
ا
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،5وﻟﻬذا إﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋرى ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻛوﻧﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﺗﺗوﻓر ﺻﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ وﻫﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 370ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﻠﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻛل ﺗﺎﺟر ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﯾوﺟد ﻓﻲ
إﺣدي اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
_1إذا ﺛﺑت ان ﻣﺻﺎرﯾﻔﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔأو ﻣﺻﺎرﯾف ﺗﺟﺎرﺗﻪ ﻣﻔرطﺔ،
ﺑﻖ .ﺎ
ﻟﺴﻟﻤﺮﺟﻊااﺘﻤﻢ،
ﻟﻤا
ﻟﻤﻌﺪلو
اﺋﺮي،اﻟﺠﺰﺎرياﺘﺠﻟ
ﻧﻮنا ﺎﻘ
ﻟﺘﻀﻤﻦا ﻗﻢ ،59-75ﯾ أﻣﺮر -1
ﺑﻖ .ﺎﻟﺴ
ﻟﻤﺮﺟﻊاﺘﻤﻢ,اﻟﻤ
اﻟﻤﻌﺪلو
اﺋﺮي، ا
ﻟﺠﺰﺎتاﺑﻘﻮﻟﻌ
ﻧﻮنا ﺎ
ﺘﻀﻤﻦﻗ ﻗﻢ ،156-66ﯾ أﻣﺮر -2
-3اﻟﺷوارﺑﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.395 .
-4دﻻل وردة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.160 .
..63 -5ﺑن داوود إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.
24
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
25
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﺗﻘدﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻔﻠس ﻗد أﻧﻔق ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﻫظﺔ أم ﻻ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣراﻋﯾﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﺎﺟر
وﻣﺎ ﻋﻧدﻩ ﻣن ﺛروات.1
_3ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻣﺷﺗرﯾﺎت ﻹﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺄﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﺳوق أو إﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ وﺳﺎﺋل ﻣؤدﯾﺔ
ﻟﻺﻓﻼس ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻪ
ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺈﻗدام اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺈﻗﺗراف أﺣد ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻗﺻد ﺗﺄﺧﯾر إﺛﺑﺎت ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﯾﻌﻠم ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﻣرﻛزﻩ اﻟﻣﺎﻟﻰ اﻟﻣﺿطرب واﻟﺳﯾﺊ ،ﻓﯾﺷﺗري ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ اﻟﯾﻘﯾن ﺑﺄﻧﻪ
ﻟن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺑﯾﻌﻬﺎ إﻻ ﺑﺄﻗل ﻣن ﺛﻣن اﻟﺳوق وذﻟك ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻣوال ﺑﻘﺻد ﺗﺄﺧﯾر إﺛﺑﺎت ﺗوﻗﻔﻪ
ﻋن اﻟدﻓﻊ ،وأن ﯾﻌﻣد إﻟﻰ ﻋﻣد ﻗروض ﻓﯾﺧﻠق ﻟﻪ داﺋﻧﯾن ﺟدد ﯾزﯾدون ﻣن أزﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫذﻩ وﺳﯾﻠﺔ
ﺗؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ اﻹﻓﻼس وذﻟك ﺑﻐرض ﺗﺄﺧﯾر إﺛﺑﺎت ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ،2وﻧﺟد أن اﻟﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد
أﺷﺎر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر واﻟﺗﻰ ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ :
أ_ ﺷراء ﺑﺿﺎﺋﻊ ﻹﻋﺎدة ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺄﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﺳوق
ﻟﻛﻲ ﯾﻛن إﻧزال ﻋﻘوﺑﺔ اﻹﻓﻼس اﻟﺗﻘﺻﯾري ﺑﺎﻟﺗﺎﺟر ،ﯾﺟب أن ﯾﺛﺑت ،أﻧﻪ إﺷﺗري اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣﻊ
ﻋﻠﻣﻪ اﻟﯾﻘﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﻟن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺑﯾﻌﻬﺎ ،إﻻ ﺑﺄﻗل ﻣن ﺛﻣن اﻟﺷراء ،و ذﻟك ﻟﻸﺟل ﺗﺄﺧﯾر إﻋﻼن
إﻓﻼﺳﻪ ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺗوﻓر ﻋﻧد اﻟﺷراء اﻟﻘﺻد ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻟﻌﻠم ،ﻓﻼ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ
ﺗﺗﺣﻘق أﯾﺿﺎ ،إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺎﺟر ﻗد أﻗدم ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﻟﻣﺷﺗرات ﺑﺳﻌر ﯾﻘل ﻋن ﺳﻌر ﺷراﺋﻬﺎ،
ﻟﺗﻔﺎدي ﺗﻠﻔﻬﺎ اﻟوﺷﯾك ،وﻻ ﺗﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﻋﻧد إﻗدام اﻟﺗﺎﺟر ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻗدﯾﻣﺔ،
ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﺧزﻧﻪ ﺑﺄﻗل ﻣن ﺳﻌر ﺷراﺋﻬﺎ.3
ب_ اﻻﻗﺗراض
ﻗد ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺗﺎﺟر إﻟﯨﺎﻹﻗﺗراض ﻣن اﻟﺑﻧوك ﻣن أﺟل ﺗﺄﺧﯾر ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ أو ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ ،ﻏﯾر
أن ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﺗﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻷن اﻟﺑﻧوك ﻻ ﺗﻘرض اﻟﺗﺎﺟر إﻻ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺳﻼﻣﺔ
26
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﻣرﻛزﻩ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻓﺈن ﻟم ﺗطﻣﺋن ﺗطﻠب ﻣﻧﻪ ﺿﻣﺎﻧﺎ ﯾﻔوق إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ أو ﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻗدرة ﻣﺷروﻋﻪ،1
واﻟﻣﻬم ﻣن ﻛل ﻫذا ﻫو أن اﻟﺗﺎﺟر ﯾﻬدف ﻣن ﺧﻼل إﻗﺗراﺿﻪ إﻟﻰ ﺗﺄﺧﯾر إﺛﺑﺎت ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ.
ج_ اﻟﺗوﺳل ﺑطرق ﻣﺑﯾدة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل
ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﻫذﻩ اﻟطرق اﻟﻣﺑﯾدة ،وﻟﻛن ﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن طرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﺗﻬدف ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺧداع اﻟﻐﯾرٕ ،واﻟﻰ ﺗﺄﺧﯾر اﻹﻓﻼس ،ﻣن ﻫذﻩ اﻟطرق ﻟﺟوء اﻟﺗﺎﺟر إﻟﻰ ﺳﺣب
ﺳﻧدات إﻋﺎرة ،أو إﻟﻰ ﺗﺟدﯾد ﺳﻧدات ﻟم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن دﻓﻌﻬﺎ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟطرق إﻟﻰ وﻗوع
ﺧﺳﺎﺋر ﺟﺳﯾﻣﺔ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻛﯾﺎن اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺟﺎري.2
_4ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻌد ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﻷﺣد اﻟداﺋﻧﯾن إﺿ ار ار ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن
اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫو أن اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻣﺟرد ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ﯾﻠزم ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻌﺎﻣل ﻛل
داﺋﯾﻧﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة،3
وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ ﻋﻧد ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑدﯾن
ﻷﺣد داﺋﯾﻧﯾﻪ ﻗﺻد ﺗﺟﻧﺑﻪ اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﺳﺔ وأن ﯾﻠﺣق ﻫذا اﻟوﻓﺎء ﺿر ار ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﯾﻧﯾن.4
_5إﺷﻬﺎر إﻓﻼس اﻟﺗﺎﺟر ﻣرﺗﯾن و إﻗﻔﺎل اﻟﺗﻔﻠﺳﺗﺎن ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻷﺻول
ﯾﺣﺎول اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻬدﯾد اﻟﺗﺎﺟر وﺗﺣذﯾرﻩ ﻣن أن ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻹﻓﻼس ﻟﻠﻣرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ٕواﻻ أﻋﺗﺑر إﻓﻼﺳﻪ ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻓﻼﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﺣﺗﻲ وﻟو إرﺗﻛب ﺳﻠوﻛﺎ ﯾﻧدرج ﺿﻣن اﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي .
_6ﻋدم إﻣﺳﺎك اﻟﺗﺎﺟر ﻷﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌرف اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﺗﺟﺎرﺗﻪ
ﯾﻠﺗزم ﻋﻠﻰ ﻛل ﺗﺎﺟر ﺑﻣﺳك دﻓﺎﺗرﻩ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻠك أو ﻟم ﯾﻣﺳك أﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت
ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌرف اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾراﻟوﺟوﺑﻲ.
27
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت أو اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﯾوﻣﯾﺔ واﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺻﺎﻟﻣﺎدة 9ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،1وﻛذا دﻓﺗر اﻟﺟرد و اﻟذى ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﺟزاﺋري.2
_7ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻣﻬﻧﺗﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﺣظر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
ﻟﻘد أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﺎرس اﻟﺗﺟﺎرة أن ﯾﻛون ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري
طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﯾﻣﺎرس
اﻟﺗﺟﺎرة دون أن ﯾﻛون ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻓﻼﺳﻪ ﻟﻧظﺎم اﻹﻓﻼس وﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﻌد ﻣﻔﻠﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻣن اﻷﺟدر أﻻ ﯾﻣﺎرس اﻟﺗﺎﺟر ﻟﺗﺟﺎرﺗﻪ ﺑﺷﻛل
ﻣﺧﺎﻟف ﻟﺣظر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 371ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟوز أن ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﻠﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻛل ﺗﺎﺟر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﯾوﺟود ﻓﻲ إﺣدي اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
_1إذا ﻛﺎن ﻗد ﻋﻘد اﻟﺗﺎﺟر ﺗﻌﻬدات ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻐﯾر ﺗﺛﺑت أﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺿﺧﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟوﺿﻌﻪ ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﻐﯾر أن ﯾﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎ
ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎﻫدات ،ﺟﻣﯾﻊ اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻣﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر ﺑدون
ﻣﻘﺎﺑل.4
وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ اﻟﺗﺑرع أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻟﻠﻐﯾر ﺑﺑﻌض أﻣواﻟﻪ ،أو ﺗﻘدﯾم ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻟﺿﻣﺎن دﯾن
ﺷﺧص أﺧر ،ﻓﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻹﺿرار ﺑﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن ﻟﻣﺎ ﺗﻧﻘﺻﻪ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ
-1ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﻷﻣر "59-75اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﻣﻠزم ﺑﻣﺳك دﻓﺗر
اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﯾﻘﯾد ﻓﯾﻪ ﯾوﻣﺎ ﺑﯾوم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ أو أن ﯾراﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺷﻬرﯾﺎ ﺑﺷرط ان ﯾﺣﺗﻔظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﻬﺎ ﻣراﺟﻌﺔ ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﯾوﻣﯾﺎ".
-2ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻷﻣر 59-75اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ أن ﯾﺟري ﺳﻧوﯾﺎ ﺟرد ﻟﻌﻧﺎﺻر أﺻول وﺧﺻوم
ﻣﻘﺎوﻟﺗﺔ وأن ﯾﻘﻔل ﻛﺎﻓﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ ﺑﻘﺻد إﻋداد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ وﺣﺳﺎب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺟرد".
-3دﻻل وردة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.178 ،177 .
-4إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.648 .
28
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﺗﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺣﻘوﻗﻬم ،و ﯾﺷﺗرط أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻬدات ﺟﺳﯾﻣﺔ ﻋﻧد اﻹﻟﺗزام ﺑﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﻧظر ﻟوﺿﻌﯾﺔ
اﻟﺗﺎﺟر ،و ﯾﻌود ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻘدﯾر ﻣدى ﺟﺳﺎﻣﺗﻬﺎ.
_2إذا ﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺈﻓﻼﺳﻪ دون ان ﯾﻛون ﻗد أوﻓﻲ ﺑﺈﻟﺗزﻣﺎﺗﻪ ﻋن ﺻﻠﺢ ﺳﺎﺑق
ﻟﻘد ﻧص ﻋﻠﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ) اﻟﻣﺎدة 371ﻓﻘرة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري( وﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ) اﻟﻣﺎدة 128ﻓﻘرة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﺳﻧﺔ ( 1967ﺿﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي ،1وﺗﻘﻊ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔﻠس اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﺛم ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺢ ﻣﻊ
داﺋﻧﯾﻪ ،ﺛم ﻋﺎد ﺑﻌدﻫﺎ ﻟﻣزاوﻟﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﺗﻛرر إﻓﻼﺳﻪ ﻣن ﺟدﯾد ﻗﺑل أن ﯾﻘوم ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺷروط اﻟﺻﻠﺢ
اﻟﺳﺎﺑق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻔﻠﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻛوﻧﻪ ﻗﺻر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ
اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ااﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺻﻠﺣﻪ ﻣﻊ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن .
_3ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻟدى ﻛﺎﺗب ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ
ﻣﻬﻠﺔ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ دون ﻣﺎﻧﻊ ﻣﺷروع
ﺗﺷﯾر اﻟﻣﺎدة 215ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل ﺗﺎﺟر أو ﺷﺧص
ﻣﻌﻧوي ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،و ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﺗﺎﺟرا ،إذا ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ،أن ﯾدﻟﻲ ﺑﺈﻗرار ﻓﻲ ﻣدة
ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ﻗﺻد اﻓﺗﺗﺎح إﺟراءات اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻹﻓﻼس "وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻛل ﺗﺎﺟر ﻟم ﯾﻌﻠن
ﻋن ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣدة اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
اﻟﺟوازي ،إﻻ إذا وﺟد ﻣﺎﻧﻊ ﺷرﻋﻲ ﯾﺣول دون ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻬذا اﻹﻟﺗزام ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﻔﻲ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب.2
_4ﻋدم ﺣﺿور اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺷﺧﺻﻪ ﻟدي اﻟﻣﺗﺻرف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻷﺣوال و اﻟﻣواﻋﯾد
اﻟﻣﺣددة ،دون ﻣﺎﻧﻊ ﻣﺷروع
أﻟزم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺻرف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺳﻣﺎع أﻗوال اﻟﻣﻔﻠس ﺑﺧﺻوص ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ.ﻛﻣﺎ أﻟزم ﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﻣﻔﻠس ﺑﺎﻟﺣﺿور اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ اﻵﺟﺎل واﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﺣددة ﻣن طرف اﻟﻣﺗﺻرف
29
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼﻟﻪ ﺑﻬذا اﻹﻟﺗزام ودون ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ ﻫﻧﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ
ﺑﺎﻹﻓﻼس اﻟﺗﻘﺻﯾري.1
_5إذا ﻛﺎﻧت ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗﺎﺟر ﻧﺎﻗﺻﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻣﺳوﻛﺔ ﺑﺈﻧﺗظﺎم
ﯾﻌد اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺳﻛﻪ ﻟﻠدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﺻورة ﻧﺎﻗﺻﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،ﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
ﻟﻠﺗﺎﺟر ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺻﻌب اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﯾﻧطوي اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻋﻠﻰ وﺟﻬﯾن ،رﻛن ﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ وﻛذا رﻛن ﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي .
أوﻻ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ
ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻔﺗرض ،وﻟﻬذا
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر إﺗﺧﺎذ اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر أﺛﻧﺎء إدارﺗﻪ ﻟﻣﺷروﻋﻪ اﻟﺗﺟﺎري ،ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ إﺣدى
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻰ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣﻔﻠﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر.3
وﻻﺳﺗﺧراج اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ،ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ،ا أن ﯾﺳﺗﺧرج اﻟﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻟﺧطﺄ ﻣن اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻔﺎﻋل ،واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻰ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛﺷف ﻋن ﻗﺻد اﻟﻔﺎﻋل،
وﻟﻛن ﺑﻣﺎ أن اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻔﺗرﺿﺎ ﺑﻣﺟرد وﻗوع اﻟﻔﻌل ،ﻓﺈن إﻏﻔﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ
ﻋن إﺳﺗظﻬﺎر اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ ،ﻻ ﯾﻌﯾب اﻟﺣﻛم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺑراءة اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ
إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻪ ،رﻏم ﺛﺑوت اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي ﻏﯾر ﻣﺻﺣوب ﺑﺧطﺄ.4
30
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
31
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﯾﻌد اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس أﺷد أﻧواع اﻹﻓﻼس ﺧطرا ،ﺛم ﯾﻠﯾﻪ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻟذﻟك أﻗر اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻋﻘوﺑﺎت رادﻋﺔ ﻟﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﺣﯾث ﺗﻧﺎول اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 383ﻓﻘرة 2أﻣﺎ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻘد ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن
ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة.1
وﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس )اﻟﻣطﻠب اﻷول(
ﺛم إﻟﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ( .
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس
اﻟﻌﻘﺎب ﻫو اﻟﺟزاء اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻪ ﺑﻔﻌل ﺟرﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن
اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﺈن إﻓﻼس اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎل طرق إﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ،ﻗرر ﻟﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ) اﻟﻔرع اﻷول ( وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ) اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ (.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس
ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 04ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﺑﻬﺎ دون أن ﺗﻘﺗرن ﺑﻬﺎ أﯾﺔ ﻋﻘوﺑﺔ أﺧرى"2واﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺗطﺑق ﺳواءا ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﻟﻣﻌﻧوي ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳوف ﻧراﻩ ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔرع.
أوﻻ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ
ﻟﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 369ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻛل ﻣن ﺛﺑﺗت إداﻧﺗﻪ
-1أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
32
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس اﻟﺗدﻟﯾس ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون
1
اﻟﻌﻘوﺑﺎت
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 383ﻣﻧﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻧﺟدﻫﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻛل ﻣن ﺛﺑﺗت
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻹرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌﺎﻗﺑﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ ) (1إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات ) ،(5و ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 100.000إﻟﻰ
500.000دج.2
وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺳن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻷﻣوال اﻷﺧرىٕ ،واﻧﻣﺎ أﺣﺎل ذﻟك ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻوص اﻟﻣواد 372إﻟﻰ 375ﻣﻧﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ داﺋﻣﺎ ﯾﻛون ﺗﺎﺟرا.
أﻣﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺗﻌﺗﺑر ﺟﻧﺎﯾﺔ ﻟﻛن ﺑﻌد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون
1985اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﺟﻧﺣﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻬﻲ اﻟﺣﺑس ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر أو ﻏراﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز
50.000ﻓرﻧك ﻓرﻧﺳﻲ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 193ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
ﺗم ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 15-04اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم
ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 15ﻣﻛرر ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻛون اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
ﻣﺳؤوﻻ ﺟزاﺋﯾﺎ ﻋن ﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ ﻣن طرف أﺟﻬزﺗﻪ أو ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون
ﻋﻠﻰ ذﻟك".4
وﺣﺳب ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻟﺳﻧﺔ 2006ﺗم ﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس و ﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 417ﻣﻛرر 3ﻣﻧﻪ إذ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾﻛون اﻟﺷﺧص
-1أﻣر رﻗم 156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ
3
-Didier jean Wilfrid, Droit Pénal des affaires, 3eme édition, Dalloz, Paris,
1998, p 294.
-4ﻗﺎﻧون رﻗم 15-04ﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻧوﻓﻣﺑر 2004ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 155-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 8ﯾوﻧﯾو
1966واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ج ر ،ﻋدد 71ﺻﺎدر ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر .2004
33
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻣﻌﻧوي ﻣﺳؤوﻻ ﺟزاﺋﯾﺎ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻷﻗﺳﺎم 4،5،6،8ﻣن ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺣﺳب اﻟﺷروط
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 51ﻣﻛرر ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون
ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
1
18و ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر 2ﻋﻧد اﻻﻧﻘﺿﺎء"...
وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر " اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻰ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت و اﻟﺟﻧﺢ ﻫﻲ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎوى ﻣن ﻣرة إﻟﻰ ﺧﻣس ﻣرات اﻟﺣد
اﻷﻗﺻﻲ ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ" .2
وﻣﻧﻪ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻗﺎم ﺑﺗﺳﻠﯾط ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻣرﺗﻛب ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي ﻣن ﻣرة إﻟﻰ ﺧﻣس ﻣرات ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة
ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ 500.000دج.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس
ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "
ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﺑﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ و ﻫﻲ إﻣﺎ إﺟﺑﺎرﯾﺔ أو إﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ" ،3إذن ﻓﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺿﺎف
إﻟﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ .
وﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ وﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر ﻓﻲ
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي.
-1أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
-3أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
34
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
35
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺄﻣر ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺣق أو أﻛﺛر ﻣن
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ ﻟﻣدة 10ﺳﻧوات ،ﺗﺳري ﻣن ﯾوم إﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ أو
اﻹﻓراج ﻋن اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ".1
_2ﻧﺷر أو ﺗﻌﻠﯾق اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ
وﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 18ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري "" :ﻋﻧد اﻟﺣﻛم
ﺑﺎﻹداﻧﺔ أن ﺗﺄﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻰ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ أو ﻣﺳﺗﺧرج ﻣﻧﻪ ﻓﻲ
ﺟرﯾدة أو أﻛﺛر ﯾﻌﯾﻧﻬﺎ أو ﺑﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن اﻟﺗﻰ ﯾﺑﯾﻧﻬﺎ ،وذﻟك ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ،
ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻧﺷر اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ،وأن ﻻ
ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدة اﻟﺗﻌﻠﯾق ﺷﻬر واﺣد"".2
وﯾﺷﺗرط ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ أي ﻧﺷر أو ﺗﻌﻠﯾق اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ أن ﺗﻛون ﻣﻘررة ﺑﻧص
ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻧﺟدﻩ ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
وذﻟك ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 388ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :ﯾﺟري ﻟﺻق وﻧﺷر أﺣﻛﺎم اﻹداﻧﺔ اﻟﺻﺎدرة وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا
اﻟﺑﺎب ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣﻌﺗﻣدة ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﺧﻼﺻﺔ ﻣوﺟزة
ﻓﻲ اﻟﻧﺷرة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن ذﻛر ﻋدد ﺟرﯾدة اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺻل
ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺷر اﻷول".3
وﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻋﻧد ﺣﻛﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻘوﺑﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ إﻻ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 174ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
-1أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-3أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
36
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
-1ﺻدوق ﻋﻣر ،ﻣظﺎﻫر وأﺳﺑﺎب اﻟﻔﺳﺎد وﺳﺑل ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد
وﺗﺑﯾض اﻷﻣوال،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو،ﯾوﻣﻲ 11 10ﻣﺎرس ،2009ص .32
37
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
_ ﻋن اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬرﯾن ) (2إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن ) (2و ﺑﻐراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻘدرة ﻣن
1
25.000إﻟﻰ 200.000دج"...
وﯾﻔﻬم ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻔﺎﻋل اﻷﺻﻠﻰ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر،
ﻛﻣﺎﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة 384ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت أﻧﻪ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﺷرﻛﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 383اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺣﺗﻲ ﻟو ﻟم ﺗﻛن ﻟﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺑﯾن
ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ ﻧﺣو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔاﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 18ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت " ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ أن ﺗﺄﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ
ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ أو ﻣﺳﺗﺧرج ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺟرﯾدة أو ﺑﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ
ﯾﺑﯾﻧﻬﺎ و ذﻟك ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ،ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻧﺷر اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﺣﻛم
3
ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ،وأن ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدة اﻟﺗﻌﻠﯾق ﺷﻬ ار واﺣد "
وﯾﺷﺗرط ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ أن ﺗﻛون ﻣﻘررة ﺑﻧص ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت وﻻ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ٕواﻧﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواد
اﻟﺟﻧﺢ ﻓﻘط.4
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة 388ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﻠﺻق وﻧﺷر أﺣﻛﺎم اﻹداﻧﺔ اﻟﺻﺎدرة وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس واﻟﺟراﺋم اﻷﺧري ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺗﻔﻠﯾس ﻋن طرﯾق ﻟﺻق ﺣﻛم اﻹداﻧﺔ ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ ﻓﻲ
ﻣﻛﺎن ﻣﻌد ﻟﻠﺻق اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻧﺷرﻩ ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺻﺣف اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.5
1
ﺑﻖ.
ﺎﻟﺴ
ﻟﻤﺮﺟﻊا
اﺘﻤﻢ،
ﻟﻤا
ﻟﻤﻌﺪلو
اﺋﺮي،
اﻟﺠﺰ
اﺎت،
ﺑﻘﻮ
ﻟﻌﻧﻮنا
ﺎﺘﻀﻤﻦﻗ
ﯾﻗﻢ،156-66،
أﻣﺮر
-
-2ﺣﻠﻣﻲ ﻋﺑﺎس ،اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ)،د ط( ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2000،ص.96 .
ﺑﻖ.ﺎﻟﺴﻟﻤﺮﺟﻊااﺘﻤﻢ،ﻟﻤﻟﻤﻌﺪلوا ا
ﺎت، ﺑﻘﻮ
ﻟﻌﻧﻮنا ﺎﺘﻀﻤﻦﻗ ﯾﻗﻢ,156-66،أﻣﺮر-3
-4ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ أﺣﺳن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.262 .
-5راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.244 .
38
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﺷروع واﻻﺷﺗراك ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺗﻌد ﻣن ﺟراﺋم اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺷروع واﻟﺷرﯾك ﻓﻲ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻬل أﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻧﻔس اﻟﻣوﻗف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷروع واﻻﺷﺗراك ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷروع ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 30ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت أﻧﻬﺎ " ﻛل اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻹرﺗﻛﺎب
ﺟﻧﺎﯾﺔ ﺗﺑﺗدئ ﺑﺎﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ أو ﺑﺄﻓﻌﺎل ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﻬﺎ ﺗؤدي ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ إرﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر
ﻛﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ إذا ﻟم ﺗوﻗف أو ﻟم ﯾﺧب أﺛرﻫﺎ إﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟظروف ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن إرادة ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ
وﻟو ﻟم ﯾﻣﻛن ﺑﻠوغ اﻟﻬدف اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺳﺑب ظرف ﻣﺎدي ﯾﺟﻬﻠﻪ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ" .1
وﯾﻔﻬم ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص أن اﻟﺷروع ﻫو اﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻌل ﺑﻘﺻد إرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ.
وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 369ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر أو
اﻟﺗدﻟﯾس".2
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﻔرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ،ﻟﻛن
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 31ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع إﻋﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻟﺗﻘﺻﯾر ﺟﻧﺣﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺷﺗرط وﺟود ﻧص ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون،و ﻣﻧﻪ
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺗﻔﻠﯾس ﻏﯾر ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻧظ ار ﻟﻌدم وﺟود ﻧص
ﺻرﯾﺢ ﻻ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻻ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.3
-1أﻣر رﻗم ،156 -66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-3دﻻل وردة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص 145 .و .194
39
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹﺷﺗرك ﻫو ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻗد ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 42ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ا
اﻟﺟزاﺋري اﻟﺷرﯾك ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ " ﯾﻌﺗﺑر ﺷرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﻟم ﯾﺷﺗرك إﺷﺗراﻛﺎ
ﻣﺑﺎﺷرا ،و ﻟﻛﻧﻪ ﺳﺎﻋد ﺑﻛل اﻟطرق و ﻋﺎون اﻟﻔﺎﻋل أو اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﻋﻠﻰ إرﺗﻛﺎب اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ
أو اﻟﻣﺳﻬﻠﺔ أو اﻟﻣﻧﻔذة ﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك "
وﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﺑر اﻟﺷرﯾك ﻛل ﺷﺧص ﺳﺎﻫم و ﻗدم ﻣﺳﺎﻋدة
أو ﻣﻌﺎوﻧﺔ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ أي أﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة
و ذﻟك ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻔﺎﻋل اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،1إذ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب ﺷرﻛﺎء اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ﺑﻧﻔس ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺣﺗﻰ وﻟو
ﻟم ﯾﻛوﻧوا ﺗﺟﺎ ار ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 384ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري 2و اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻌﺎﻗب
اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر واﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 383
3
ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺣﺗﻲ وﻟو ﻟم ﺗﻛن ﻟﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر "
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌﺎﻗب اﻟﺷرﯾك ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﺻﻔﺔ اﻟﺷرﯾك ،ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري اﻟذي ﻻ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﺷرﯾك
ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾر ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻌﺎﻗﺑﻪ ﻓﻘط ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس.4
-1ﺳﺎﻛر ﻧﺎﻓﻊ ،اﻹﺷﺗرك ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﺿﯾر ،ﺑﺳﻛرة ،ﺳﻧﺔ ،2015ص ص.10 ،9 .
-2رﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﻧﺻور ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺎل واﻷﻋﻣﺎل) ،ج)،(1د ط( ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻛﯾﻛدة ،اﻟﺟزاﺋر،
د س ن ،ص.198 .
-3أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-4دﻻل وردة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص 182و .196
40
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﺒﺔﻣﻦا
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﻟﺠﺮ
ا ﻔﺼﻞاﻷول
ﻟا
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺗوﺻل إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﺣﺳب اﻟظروف اﻟﺗﻲ
أدت ﺑﺎﻟﻣﻔﻠس إﻟﻰ ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫﺎﺗﯾن اﻟﺟرﯾﻣﺗﯾن ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر وﺟرﯾﻣﺔ
اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻛﻠﻬﻣﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟذات اﻟﻘواﻋد واﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوﺻﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﺟزاﺋري ،وﻟﻘﯾﺎم ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر اﻷرﻛﺎن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻘوﻣﺎت ﯾﺗﻌذر إدراﺟﻬﺎ
ﺿﻣن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي أو اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻔﻠﯾس ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻫﺗم ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب
اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم و ذﻟك ﺑﻔرﺿﻪ ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺗرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺳواء ﻛﺎن ﻓﺎﻋل أﺻﻠﻰ أو
ﺷرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
41
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ
اﻟﻤﻔﻠﺲ
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﺗﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ واﻹﺋﺗﻣﺎن ﻓﻬﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﻼن اﻷﺳﺎﺳﯾﺎن ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ إﺳﺗﻣ اررﯾﺔ
اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و إﺳﺗﻘرارﻫﺎ و ﺗطورﻫﺎ وﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻘوم
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻘد ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ و ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،1وذﻟك ﺑﺈﺧﺿﺎع ﻛل ﻣن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس ﺣﺗﯨوﻟو ﻟم ﯾﻛن ﺗﺎﺟ ار
إﻟﻰ ﻋﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر أو ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺳواء ﻛﺎن ﻫؤوﻻء اﻷﺷﺧﺎص ﻣﺳﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
أو وﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﺳﺔ أو اﻟداﺋﻧﯾن وأﻗرﺑﺎء اﻟﻣدﯾن وﻛل ﻣن ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻪ.2
ﺣﯾث ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺟراﺋم ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث أرﻛﺎﻧﻬﺎ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ) اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ،ﺛم ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس
اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻣن ﺣﯾث اﻷرﻛﺎن واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
-1ﻟوﻧﺎﺳﺣﺑﯾﺑﺔ ،أﺛﺎر ﺣﻛم ﺷﻬر اﻹﻓﻼس ﻋﻠﻰ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ ،2001ص.04 .
-2ﺷﯾﻌﺎوي وﻓﺎء ، ،اﻹﻓﻼس و اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري)،طﺑﻌﺔ ، (2دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
، 2012 ،ص .149
42
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺟراﺋم ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال(
ﺳﺑق أن ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول أن ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻧظﺎم ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎر اﻷﻓراد وﺑﯾﻧﺎ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻔﻠس ،ﻣﺎذا اﻷن ﺑﺷﺄن اﻟﺷرﻛﺎت ؟
أﺻﺑﺣت اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﻟم ﺗﻌد ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي ﻓﻘطٕ ،واﻧﻣﺎ
ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﺟود ﺗﻛﺗﻼت ﻓردﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻟذا أﺻﺑﺣت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻌﺻب اﻟرﺋﯾﺳﻲ
ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،إﻻ إﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﺗﺗﻌﺛر أو ﺗﻌﺟز ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن اﻟوﻓﺎء
ﺑدﯾوﻧﻬﺎ ،وﻣن ﺛم ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ،ﻟذا ﻧﺟد أن ﺟل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻗد وﺿﻌت أﻟﯾﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻰ ﺗﺻدر ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .واﻷﺻل أن
إﻓﻼس اﻟﺷرﻛﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ أن ﻧﺗﺻور ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺑدﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﺷﺧﺻﯾﺗﻬﺎ
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟذﻟك ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن إدارة اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة
ﻟﻺﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس أو اﻟﺗﻘﺻﯾر ﺣﺳب اﻷﺣوال.1
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳوف ﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻷرﻛﺎن اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟراﺋم ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول ( و ﻣن ﺛم ﺳوف ﻧﺗﻧﺎول اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم )اﻟﻣطﻠب
اﻟﺛﺎﻧﻲ (.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
أرﻛﺎن ﺟراﺋم ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺟراﺋم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺟراﺋم ﺗﺗﻛون ﻣن أﻓﻌﺎل إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻣن إﻣﺗﻧﺎﻋﺎت
ﯾﺟرﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋﻲ ،ووﺟود إرادة واﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ إرﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ،إذ ﯾﻌﺎﻗب ﻛل ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ
ﺑﺟزاءات زﺟرﯾﺔ ،وﻟﻛون أن ﻟﻘﯾﺎم ﺟراﺋم ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺷﺗرط ﺗواﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷرﻛﺎن ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻋﻠﯾﻧﺎ دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻷرﻛﺎن ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدى.
43
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻫو ﺣﺻر اﻟﺟراﺋم واﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻰ
ﺗﻌد ﺟراﺋم ،وﺗﺻدر ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﺿﺑط ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟرﯾم و اﻟﺟزاء
واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻗﺻد إﻗرار اﻟﺗوازن ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،1ﻓﺎﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻫو ﻣﺻدر اﻟﺗﺟرﯾم ﻓﻬو
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﺎح وﻣﺎ ﻫو ﻣﻠزم ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺟزاء.2
وﻋﻠﯾﻪ ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺟرﯾم واﻟﻌﻘﺎب ﻓﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻟﺗﻔﻠﯾس
اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد 378إﻟﻰ 380ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﺟزاﺋري ،وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان " ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى" وذﻟك ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان " ﻓﻲ
اﻟﺗﻔﻠﯾس واﻟﺟراﺋم اﻷﺧري ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻹﻓﻼس" ،3أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻓﻘد ﻧص
ﻋﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻣﻧدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟراﺑﻊ ﺑﻌﻧوان "اﻟﺗﻔﻠﯾس" وذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث " اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ ﺿد اﻷﻣوال" ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان "اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ ﺿد
4
اﻷﻓراد"
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟرﻛن اﻟﻣﻔﺗرض ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷرط اﻟﺟوﻫري ﻟﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺳواء
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﻟﻣﻌﻧوي ،ﯾﺗطﻠب أﯾﺿﺎ ﺗوﻓر ﺻﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ ،إذ ﯾﺟب أن
ﯾﻛون ﻣن ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣواد 380 ،379 ،378ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري
وﻫم:
-1رﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﻧﺻور ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم) ﻓﻘﻪ و ﻗﺿﺎﯾﺎ( )،دط (،دار اﻟﻬدي ،اﻟﺟزاﺋر ،2005 ،ص.100 .
-2ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ أﺣﺳن ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ص.49 .
3
-أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
4
-أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
44
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
-1ﻣﺻطﻔﻲ ﻛﻣﺎل طﻪ ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت -ﺷرﻛﺎت اﻻﺷﺧﺎص -ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال )،د ط( ،
داراﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1997 ،ص.143 .
-2ﺷﯾﻌﺎوي وﻓﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.147 .
3
- Code de com m e rce franç ai
s, www.le gifrance .org.
4
ﺑﻠﻌﯾﺳﺎوي ﻣﺣﻧد اﻟطﺎﻫر ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال () ،ج) ،(2دط( ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ،
د س ن ،ص ص 38و .40
45
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﺣﺎﻟﺔ إرﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻸﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 380 ،379ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،ﺳوف ﺗطﺑق
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر.
_2اﻟﻣدﯾرﯾن
ﻟﻠﻣدﯾر ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻹدارة أوﺳﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﺳﺗﻠزﻣﻬﺎ إدارة اﻟﺷرﻛﺔ وﯾﻣﺛﻠﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء أو
اﻟﻐﯾر ،1ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﺷرﻛﺔ ٕواﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻠزﻣﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 650ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،
وﻻ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺗﻪ ﻗﯾود إﻻ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌدم ﺗﺟﺎوز ﻣوﺿوع اﻟﺷرﻛﺔ أو اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻰ ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن اﻟﺗﻰ ﻣن واﺟﺑﻪ ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ.2
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 635ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﻧﺗﺧب ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﻣن ﺑﯾن
أﻋﺿﺎﺋﻪ رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻪ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼن اﻟﺗﻌﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد
ﻣﺟﻠس اﻹدارة أﺟرﻩ"
_3اﻟﻣﺻﻔﻲ
ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺗﺻﻔﯾﺔ أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻌد ﺣﻠﻬﺎ ،أي ﯾﻘوم ﺑﺗﺣﺻﯾل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻐﯾر وﯾﻘوم ﺑﺳداد ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن دﯾون ،أي ﯾﻘوم ﺑﺣﺻر وﺗﺻﻔﯾﺔ أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻌد
ﺣﻠﻬﺎ .3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣددة
ﻫﻲ ﺷرﻛﺔ ﺗﺗﺄﻟف ﺑﯾن ﻋدد ﻣن اﻟﺷرﻛﺎء ﻏﺎﻟﺑﺎ ﯾﻛون ﻣﺣددا ﯾﺳﺄﻟون ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣددة ﻋن دﯾون
اﻟﺷرﻛﺔ ٕواﻟﺗزﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﻘدر ﺣﺻﺻﻬم ﻓﻲ رأﺳﻣﺎﻟﻬﺎ وﻻ ﯾﻛﺗﺳﺑون ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،وﺗﺗﻣﺗﻊ ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺔ
-1ﻓودة ﻋﺑد اﻟﺣﻛﯾم ،ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال واﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )،د ط( ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،د س ن ،ص .236
-2ﻓﺿﯾل ﻧﺎدﯾﺔ ،ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2003 ،ص ص
.260 ،259
-3ﺑﻠوﻟﺔ طﯾب ،ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت ،ﺗرﺟﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :ﻣﺣﻣد ﺑن ﺑوزة ،ﺑﯾرﺗﻲ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2008 ،ص.158 .
46
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺟﻣﻊ رأﺳﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻹﻛﺗﺗﺎب اﻟﻌﺎم إﻻ ﺑﻣوﺟب أﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.1
وﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣزاﯾﺎ ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص وﻣزاﯾﺎ ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ،ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﺣﺗﻔﺎﺿﻬﺎ
ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌطﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن اﻟﺷرﻛﺎء ﻣن اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﺟﺎرﯾﺔ دون أن ﯾﺗﺧذوا ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،وﻣن أﻫم ﻣﻣﯾزاﺗﻬﺎ أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺣددة
ﺑﻣﻘدار ﻣﻘدﻣﺎﺗﻬم ﻓﻘط ،ﻓﻼ ﯾﺳﺄل ﻛل ﺷرﯾك ﻓﻲ ﺣﺎل ﺧﺳﺎرة اﻟﺷرﻛﺔ أو إﻓﻼﺳﻬﺎ إﻻ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻘدﻣﺎﺗﻪ
ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ،وﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﺗﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺎت ﺗﻛﻔﻲ ﻹﯾﻔﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﯾون وﻻ ﯾﺣق ﻟداﺋﻧﻲ اﻟﺷرﻛﺔ
ﻣﻼﺣﻘﺔ أي ﻣن اﻟﺷرﻛﺎء ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وذﻟك ﻟﻌدم ﺗﻣﺗﻌﻬم ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓﻲ ﻫذا ﺧطر
ﻋﻠﻰ داﺋﻧﻲ اﻟﺷرﻛﺔ.
ﻟذﻟك ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف اﻟﺷرﻛﺔ ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻬﺎ ﺑﺗﺳﻠﯾط
ﻋﻘوﺑﺎت اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إرﺗﻛﺎب اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد
379إﻟﻰ 380ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري.2
_1اﻟﻣﺳﯾرﯾن و اﻟﻣدﯾرﯾن
ﯾدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ ﻣدﯾر أو ﻣدﯾرون ﻣن ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎء أو ﻏﯾرﻫم ،وﯾﻌﯾن اﻟﺷرﻛﺎء اﻟﻣدﯾر ﻷﺟل
ﻣﻌﯾن أو دون ﺗﻌﯾن أﺟل.
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣدﯾرون اﻟﻣﻌﯾﻧون ﻓﻲ ﻋﻘد ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎء أو ﻏﯾرﻫم دون ﺑﯾﺎن أﺟل
ﻣﻌﻠوم ،ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻟﻣدة ﺑﻘﺎء اﻟﺷرﻛﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك ،وﺗﻛون ﻟﻣدﯾر ﺷرﻛﺔ ذات
3
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ﺳﻠطﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺄﺳﯾس ﺑﻐﯾر ذﻟك
-1ﻓوزي ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ () ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ( ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن ،2012 ،ص.181 .
-2إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة :اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ) ،ج) ،(2د ط( ،ﻋوﯾدات ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﺑﯾروت،
،1999ص .ص .137-132
-3ﻓودة ﻋﺑد اﻟﺣﻛﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 95
47
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
_2اﻟﻣﺻﻔﻲ
إن اﻹﺟراء اﻷول اﻟذي ﯾﺣدث ﺑﻌد ﺣل اﻟﺷرﻛﺔ ﻫو ﺗﻌﯾن ﻣﺻﻔﻲ واﺣد أو أﻛﺛر ،ﺣﯾث ﯾﺗم
ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺎء ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ رأﺳﻣﺎﻟﻪ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﺗﺣﺻﯾل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣددة
واﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ذﻣﺔ اﻟﻐﯾر.1
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺻﻔﻲ ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ،
إذا ﻣﺎ إرﺗﻛب أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 378و 379ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،
وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف اﻟﺷرﻛﺔ ﻋن اﻟدﻓﻊ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﺗﺿﻣن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ ﺑﻧظر اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﻰ
ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻹﺿرار ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ،وﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر.
أوﻻ :اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس
ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷرﻛﺎت ﻛل ﺷﺧص ﻗﺎم ﺑﺈرﺗﻛﺎب أﺣد
اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 379ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،إذ ﻧﺻت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف اﻟﺷرﻛﺔ ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹدارة واﻟﻣدﯾرﯾن أو اﻟﻣﺻﻔﯾن ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ واﻟﻣﺳﯾرﯾن أو اﻟﻣﺻﻔﯾن ﻟﺷرﻛﺔ ذات
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣدودة ،وﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﻔوﺿﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺔ ﯾﻛوﻧون ﻗد إﺧﺗﻠﺳوا ﺑطرﯾق
اﻟﺗدﻟﯾس دﻓﺎﺗر اﻟﺷرﻛﺔ أو ﺑددوا أو أﺧﻔوا ﺟزءا ﻣن أﺻوﻟﻬﺎ أو اﻟذﯾن ﻗد أﻗروا ﺳواءا ﻓﻲ اﻟﻣﺣررات
1
-أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﻣﺣﻣود ﻋودة ،ﺟﻣﺎل ﻣﺣﻣود اﻟﺣﻣودي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )،ط( ،1دار واﺋل
ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن،2004 ،ص200 .
2
-ﺑﻠﻌﺳﻠﻲ وﯾزة ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراة ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم،
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ،ﺳﻧﺔ ،2014ص.166 .
48
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
أو اﻷوراق اﻟرﺳﻣﯾﺔ أو اﻟﺗﻌﻬدات اﻟﻌرﻓﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ
ذﻣﺗﻬﺎ ".1
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺳوف ﻧﻘوم ﺑﺈﻋطﺎء ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﻟﻬذﻩ اﻷﻓﻌﺎل واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ :
_1إﺧﺗﻼس دﻓﺎﺗر اﻟﺷرﻛﺔ
ﯾﺗﺿﻣن ﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك واﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻟذي
ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻘﺎﻧون وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻣن إﺧﺗﻠس أو ﺑدد
ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ".2
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﺧﺗﻼس ﻫو ﺗﻬرﯾب دﻓﺎﺗر اﻟﺷرﻛﺔ ﺳواء ﻛﺎن دﻓﺗر اﻟﯾوﻣﯾﺔ أو دﻓﺗر اﻟﺟرد ،ﻟﻛن
ﯾﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ أن إﺧﺗﻼس اﻟدﻓﺎﺗر ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ إﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ،إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺎﻋل ﯾﻬدف
ﻣن وراء ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻐش واﻹﺿرار ﺑداﺋﻧﻲ اﻟﺷرﻛﺔ.
وﻛذﻟك ﻟﯾس ﺷرطﺎ ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺄن ﯾﻘوم اﻟﻔﺎﻋل ﺑﺈﺧﺗﻼس ﻛل اﻟدﻓﺎﺗر ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن
ﯾﻛون ﻗد إﺧﺗﻠس ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺑﯾن ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ
_2إﺧﻔﺎء أو ﺗﺑدﯾد ﻛل أو ﺟزء ﻣن أﺻوﻟﻬﺎ
ﺗﻌﺗﺑر أﺻول اﻟﺷرﻛﺔ ﺿﻣﺎن ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ،و ﯾﻘﺻد ﻣن اﻹﺧﻔﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورةﻫو ﻛل
ﻓﻌل ﯾﺄﺗﯾﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ وﯾﺣول ﺑﻪ دون وﺻول اﻟداﺋﻧﯾن إﻟﻰ إﺳﺗﻔﺎء ﺣﻘوﻗﻬم ﻣن أﺻول اﻟﺷرﻛﺔ ،أﻣﺎ
اﻟﺗﺑدﯾد ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﺑذﯾر أي إﻧﻔﺎق أﺻول اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﻧﻘﺎص اﻟﺿﻣﺎن
اﻟﻌﺎم ﻟﻠداﺋﻧﯾن.3
1
-أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2زﻛري وﯾس ﻣﺎﯾﺔ ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻷﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻹﺧوة ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،ﺳﻧﺔ ،2005ص .42
-3ﻟﻌرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣﯾﻠودي راﺑﺢ ،ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ
ﻟﻠﻘﺿﺎء،اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷر،اﻟﺟزاﺋر،2008،ص31
49
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
50
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
وﻣن ﺧﻼل إﺳﺗﻘراﺋﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﻔﻬم أﻧﻬﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺣﺎﻻت أو اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 370و 371ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،واﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ
واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﺗﺎﺟر ،ﻏﯾر أن اﻟﻔرق ﺑﯾت ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن واﻟﻣﺎدة
،378ﻧﺟد ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد ﻣزﺟت ﺑﯾن ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟوﺟوﺑﻲ واﻟﺟوازي اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن
طرف اﻟﻣدﯾرون ،اﻟﻣﺳﯾرون ،اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹدارة أو اﻟﻣﺻﻔﯾن ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻷﻣوال.
وﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة 380ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗطﺑق ﻋﻘوﺑﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹدارة واﻟﻣدﯾرﯾن واﻟﻣﺻﻔﯾن واﻟﻣﺳﯾرﯾن وﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻛل
اﻟﻣﻔوﺿﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺔ ﻗﺎﻣوا ﺑﺈﺧﺗﻼس أو إﺧﻔﺎء ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣن أﻣواﻟﻬم أو اﻹﻗرار ﺗدﻟﯾﺳﺎ ﺑﻣدﯾوﻧﺗﻬم
ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ذﻣﺗﻬم و ذﻟك ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ.1
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﺟدﯾدة ،ﺣﯾث ﺗم دراﺳﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول " اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي
ﻟﺟراﺋﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻌﺎدي"،ﻓﻼ داﻋﻲ ﻹﻋﺎدﺗﻬﺎ ،ﻏﯾر أن
اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻹﺧﻔﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻹﺧﻔﺎء اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 380ﺑﻣﻌﻧﻲ أﻧﻪ
ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺧﻔﺎء اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 380ﻫو ﻟﯾس إﺧﻔﺎء اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ٕواﻧﻣﺎ اﻟﻌﻛس،
اﻟﻣﺳﯾرﯾن ﻫم اﻟذﯾن ﯾﺧﻔون ذﻣﻣﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧوﻓﺎ ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺷرﻛﺔ وﻧﻔس اﻟﺷﯾﺊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﺧﺗﻼس
واﻹﻗرار ﺑﻣدﯾوﻧﺗﻬم ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ذﻣﺗﻬم.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧﺻﻲ أو اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻼ ﺗﻘوم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﺟرد ﻗﯾﺎم
اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧص اﻟﺗﺟرﯾم وﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻹﺑﺎﺣﺔ ،ﺑل ﻻ ﺑد ﻣن أن
ﺗﺻدر ﻫذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ ﻋن إرادة ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ وﺗرﺗﺑط ﺑﻬﺎ إرﺗﺑﺎطﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ،2ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻻ
ﯾﻬﺗم ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑل ﯾﻬﺗم ﻛذﻟك ﺑﺈرادة اﻟﻔﺎﻋل ﻣن
-1أﻧظر اﻟﻣﺎدة 380ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
-2ﻋﺑد اﷲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .131
51
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﺧﻼل إﻗﺗراﻓﻪ ﻟﻠﻔﻌل ،وﻣﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ إﻓﻼس اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ
ﯾﺗطﻠب ﺗوﻓر ﻛل ﻣن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم و اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص.
أوﻻ :اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﻫو إﻧﺻراف إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻧﺣو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﻌل ﯾﻌﻠم أن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻧﻬﻲ ﻋﻧﻪ،
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻬﺗم ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ دون اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺑﺎﻋث اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﯾﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ،وﻫذا
اﻟﻘﺻد ﻣﺗوﻓر ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ .
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﯾﻘﺻدﻫﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن إرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص
ﻓﺿﻼ ﻋن إرادﺗﻪ اﻟواﻋﯾﺔ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ ،1إذ ﯾﺟب ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻌﻧﺻر اﻟﻌﻠم
واﻹرادة أن ﯾﻛون اﻟﻔﺎﻋل ﻣدﯾري وﻣﺳﯾري واﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹدارة أو اﻟﻣﺻﻔﯾن أو اﻟﻣﻔوﺿﯾن ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺳﯾؤا اﻟﻧﯾﺔ ،وﯾﻬدﻓون ﻣن ﺧﻼل أﻓﻌﺎﻟﻬم اﻟﺟرﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺑداﺋﻧﻲ اﻟﺷرﻛﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) ﺷرﻛﺔ اﻷﻣوال(
ﯾﺧﺿﻊ ﻣدﯾروا اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺗﺎﺟر ﻋن اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر واﻟﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس 2ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﻘررة
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر 1ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ
وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول دراﺳﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣطﻠب.
-1زادي ﺻﺎﻓﯾﺔ ،ﺟراﺋم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ إﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺗﺧﺻص
ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﻟﻣﯾن دﺑﺎﻏﯾن ،ﺳطﯾف ،2016 ، 2ص ص .46-44
-2ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ أﺣﺳن ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ:ﺟراﺋم اﻟﻣﻔوﺿﯾن -ﺟراﺋم اﻷﻋﻣﺎل -ﺟراﺋم اﻟﺗزوﯾر) ،ج) ،(2د ط،( ،دار
ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2003 ،ص .133
52
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻣدﯾرﯾن أو اﻟﻣﺻﻔﯾن أو اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹدارة ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ أو ﺷرﻛﺎت ذات
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ،إذا إرﺗﻛﺑوا أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 380 ،378ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف اﻟﺷرﻛﺔ ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻬﺎ ﺑﻌﻘوﺑﺎت اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر،1
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬرﯾن إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن
وﺑﻐراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 25000إﻟﻰ 200000دج.
وﺗطﺑق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺳواء ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ أو ﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣددة
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹدارة واﻟﻣدﯾرﯾن واﻟﻣﺻﻔﯾن ،وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إرﺗﻛﺎﺑﻬم ﻷﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 379ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﺗﻧص " ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف اﻟﺷرﻛﺔ ﻋن اﻟدﻓﻊ
ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹدارة واﻟﻣدﯾرﯾن أو اﻟﻣﺻﻔﯾن ﻓﻲ
ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ،واﻟﻣﺳﯾرﯾن أو اﻟﻣﺻﻔﯾن ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة وﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻛل
اﻟﻣﻔوﺿﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺔ ﯾﻛوﻧون ﻗد إﺧﺗﻠﺳوا ﺑطرﯾق اﻟﺗدﻟﯾس دﻓﺎﺗر اﻟﺷرﻛﺔ أو ﺑددوا أو أﺧﻔوا
ﺟزءا ﻣن أﺻوﻟﻬﺎ أو اﻟذﯾن ﻗد أﻗروا ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻣﺣررات أو اﻷوراق اﻟرﺳﻣﯾﺔ أو اﻟﺗﻌﻬدات اﻟﻌرﻓﯾﺔ
أو ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ذﻣﺗﻬﺎ ".2
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻧﺟد أﻧﻪ ﻗد ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 383ﻓﻘرة 2ﻣﻧﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات،
وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 100000إﻟﻰ 500000دج.3
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 378ﻣن اﻷﻣر رﻗم ، 59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
2
-أﻣر رﻗم ،59 -75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
3
-أﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
53
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗرﺗﺑط اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ إذ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻰ ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﻠﺣق
ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻠﺣق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺑل ﯾﺟب أن ﯾﻧطق ﺑﻬﺎ
اﻟﻘﺎﺿﻰ ﻟﻠﻘول ﺑوﺟودﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى أن ﯾﺣﻛم ﺑﻬﺎ ﻣﻧﻔردة ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ. 1
وﻟﻘد أورد اﻟﻘﺎﻧون ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر ،1و ﺑﺎﻟﻌودة ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 381ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص " ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن
378إﻟﻰ 380ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري وﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺳﻘﺎطﺎت اﻟﺗﻰ رﺗﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ
إﻓﻼس اﻟﺗﺟﺎر"2واﻹﺳﻘﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﻓﻼس اﻟﺗﺎﺟر ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺗوي
اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر 1وﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟراﺋم ﻣدﯾري وﻣﺳﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻰ ﺳﺑق
وأن ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس و اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر.
ﻛﻣﺎ أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أي ﻣﺳﯾري وﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﻣﺳﺎءﻟﺔ
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ذات اﻷﻓﻌﺎل .
-1ﻋﺑد اﷲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم:اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ)،ج)،(2.ط ، (6.دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،د س ن ،ص .478
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 381ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
54
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺳﻘوط اﻟﺣﻘوق ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﺳﻘﺎطﺎت ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻰ ﯾرﺗﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻔﻠس ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗطﺑق
ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدﯾرﯾن اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬم أﻧﻔﺎ ،واﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس أو ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
وﻫذا ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 381ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري.1
1
راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.361 .
55
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﯾر
ﻟم ﯾﻛﺗﻔﻲ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺈﺧﺿﺎع اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻔرد اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس
ﻓﺣﺳب ﺑل أﺧﺿﻊ ﻛل ﻣن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ
واﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﺳﺗﻛون ﻓﻘرات ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺟراﺋم اﻟﺗﻰ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎرﺟﯾن ﻋن اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ
) اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،و اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻰ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻷﺷﺧﺎص اﻟداﺧﻠﯾن ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ) اﻟﻣطﻠب
اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺟراﺋم اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎرﺟﯾن ﻋن اﻟﺗﻔﻠﺳﺔ
ﻻﺟدال ﻓﻲ أن ﻣن ﯾﺷﺗرك ﻣﻊ اﻟﻣﻔﻠس ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ ،أﻣﺎ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻠم ﯾرد ﻧص ﻣﻣﺎﺛل ﻣﻣﺎ ﯾﻘطﻊ ﺑﺄن اﻹﺷﺗرك ﻓﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻺﺷﺗراك ﻓﻲ اﻹﻓﻼس اﻹﺣﺗﯾﺎﻟﻲ ﻻ ﻋﻘﺎب ﻋﻠﯾﻪ ،ﻫذا ﻓﺿﻼ ﻋن أن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﻊ إﻻ ﻣن اﻟﻣﻔﻠس ﻗد رأى اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻘرﯾر ﻋﻘﺎب
ﻣن ﯾﺷﺗرك ﻣﻊ اﻟﻣﻔﻠس اﻟﻣﺣﺗﺎل أن ﯾﻌﺎﻗب ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻬم ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﺳﺔ ،1ﺳواءا
ﻛﺎن ﻫؤوﻻء اﻷﺷﺧﺎص أﻗرﺑﺎء اﻟﻣدﯾن أو اﻟﻐﯾر و ﻫذا ﺳوف ﻧﺣﺎول ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻣطﻠب ،وذﻟك ﺑﺗﺧﺻﯾص اﻟﻔرع اﻷول ﻟدراﺳﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﻗﺎرب اﻟﻣﻔﻠس ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﺧﺻﺻﻧﺎ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن اﻟﻐﯾر.
1
-أﻣر رﻗم 59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق,
56
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﻗرﺑﺎء اﻟﻣﻔﻠس
ﻟﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺄﻧﻪ " ﺗﺳري ﻋﻠﻰ زوج اﻟﻣدﯾن
وأﺻوﻟﻪ وﻓروﻋﻪ وأﻧﺳﺎﺑﻪ ﻣن ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ،اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون ﻗد إﺧﺗﻠﺳوا أو أﺧﻔوا أو ﻏﯾروا أﺷﯾﺎء
ﺗﻌود ﻷﺻول اﻟﺗﻔﻠﺳﺔ دون أن ﯾﻛوﻧوا ﻗد ﻓﻌﻠوا ذﻟك ﺑﺎﻹﺷﺗراك ﻣﻊ اﻟﻣدﯾن ".1
وﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﺟواﻧب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺳوف ﻧﺗﻧﺎول أرﻛﺎﻧﻬﺎ و اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ،
وأﺧﯾ ار أﺛﺎر اﻟﺣﻛم.
أوﻻ :أرﻛﺎن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﻗرﺑﺎء اﻟﻣﻔﻠس
ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أرﻛﺎن ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف أﺣدﻫﺎ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب
ﻋﻠﯾﻬﺎ .
_1اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﻗرﺑﺎء اﻟﻣﻔﻠس
أورد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 383ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري،2
وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان "اﻟﺟراﺋم اﻷﺧري" و ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان "ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾس
واﻟﺟراﺋم اﻷﺧري ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻹﻓﻼس" واﻟﺗﻰ ﺗﺣﯾﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻧص اﻟﻣﺎدة 380اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ،3ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،واﻟﻣﻧدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان "ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ" وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان" اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ ﺿد اﻷﻣوال"وذاﻟك ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان" اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ ﺿد
اﻻﻓراد" وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان "اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ وﻋﻘوﺑﺎﺗﻬﺎ".
ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أن ﯾﻛون ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﻣن أﻗﺎرب اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺗوﻗـف ﻋـن اﻟـدﻓﻊ ﺳـواء ﻛـﺎن
زوﺟﻪ أو أﺣد أﺻوﻟﻪ أو ﻓروﻋﻪ أو أﺻﻬﺎرﻩ ﻣن ﻧﻔس درﺟﺔ اﻷﺻول أو اﻟﻔروع
1
-راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.362 .
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 383ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
3
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 1/382ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
57
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﻣﺻطﻠﺢ اﻟزوج ﻟﻪ ﻣدﻟوﻟﯾن ،ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟرﺟل ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ،وﻋﻠﯾﻪ
ﯾﺷــﺗرط ﻟﻘﯾــﺎم ﻫــذﻩ اﻟﺟرﯾﻣــﺔ ﺗــوﻓر ﻋﻘــد زواج ﺻــﺣﯾﺢ ﺑــﯾن اﻟﺟــﺎﻧﻲ و اﻟﻣــدﯾن طﺑﻘــﺎﻟﻧص اﻟﻣــﺎدة 9ﻣــن
ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري.1
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻠﻘﯾﺎم ﻫـذﻩ اﻟﺟرﯾﻣـﺔ ﯾﺗطﻠـب ﺗـوﻓر اﻟراﺑطـﺔ اﻟزوﺟﯾـﺔ وﻗـت إرﺗﻛـﺎب اﻟﺟرﯾﻣـﺔ ،ﻓـﻼ ﯾﻛﻔـﻲ أن
ﯾﻛون اﻟﻔﺎﻋل واﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺗوﻗـف ﻋـن اﻟـدﻓﻊ ﻣﺧطـوﺑﯾن أو ﻣطﻠﻘـﯾن ،أﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ طـﻼق اﻟـزوﺟﯾن ﺑﻌـد
إرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻬذا ﯾﻌﻔﻲ اﻟﻔﺎﻋل ﻣن اﻟﻌﻘﺎب.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﺻول اﻷب واﻟﺟد ٕواذا ﻋﻠو ،واﻷم واﻟﺟدة ٕوان ﻋﻠـت ،ﯾﺷـﺗرط ﻟﻘﯾـﺎم اﻟﺟرﯾﻣـﺔ أن
ﺗﻛــون اﻟﺻــﻠﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣــدﯾن وأﺣــد أﺻــوﻟﻪ اﻟﻣرﺗﻛــب ﻟﻬــذﻩ اﻟﺟرﯾﻣــﺔ ﺻــﻠﺔ ﻧﺳــب ،ﻓــﻼ ﺗﻘــوم ﻫــذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺛﻼ إذا ﻛﺎن اﻷب أﺑﺎ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.2
ﻫم أﺻول اﻟزوﺟﺔ أي واﻟدﻩ أو أﻣـﻪ وﺟـدﻩ وﺟدﺗـﻪ ٕوان ﻋﻠـو ﻓـروع زوﺟـﻪ وﻫـم اﻹﺑـن،
إﺑن اﻹﺑن أو اﻟﺑﻧت أو إﺑن اﻟﺑﻧت وﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أورد ﻫذﻩ اﻟﻔﺋـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل
و ﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﺈذا إرﺗﻛب أﻗرﺑﺎء اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ أﺣـد اﻻﻓﻌـﺎل اﻟﻣﻛوﻧـﺔ
ﻟﻬــذﻩ اﻟﺟرﯾﻣــﺔ ﺗطﺑــق ﻋﻠــﯾﻬم اﻟﻌﻘوﺑــﺎت اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة 382ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑــﺎت
اﻟﺟزاﺋري.3
1
-اﻷﻣر رﻗم 9 ،11-84ﯾوﻧﯾو 1984ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،ج ر ،ﻋدد ،24ﻟﺳﻧﺔ ،1984اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
2
-اﻟﺣوﺷﺎن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻘراﺑﺔ وأﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺔ) ،د ط ،(،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،د ب ن،2006 ،
ص.17
3
-ﻟﻌرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣﯾﻠودي راﺑﺢ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .36
58
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﯾﻘــوم اﻟــرﻛن اﻟﻣــﺎدي ﻟﻬــذﻩ اﻟﺟرﯾﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻓﻌــﺎل ﺣــددﻫﺎ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻓــﻲ ﻧــص اﻟﻣــﺎدة
383ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري وﻫﻲ :
أ_ اﻹﺧﺗﻼس
ﯾﻘﺻد ﺑﻪ إﺧراج اﻟﻣﺎل ﻣن ﺣﯾﺎزة اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻔﻠس وﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﺣﯾﺎزة ﺧﺎﺻﺔ ،وﻫذا ﺣﺳـب ﻣـﺎ
و رد ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗﺣﺗﻰ ﻣﺻطﻠﺢ "." Détourné
ﯾﻘﺻــد ﺑــﻪ اﻟﺗﺑــذﯾر واﻟﺻــرف اﻹﻧﻔــﺎق ﺑــدون أي ﻓﺎﺋــدة ﺗرﺟــﻰ ،وﻣﺛــﺎل ذﻟــك أن ﯾﻌﻣــد زوج
اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ إﻟﻰ ﺗﺑذﯾر أﻣـوال وﻧﻘـود أﺻـول اﻟﺗﻔﻠﺳـﺔ أو إﻟـﻰ إﺳـﺗﻬﻼك ﺟـزء ﻛﺑﯾـر
ﻣن رﺻﯾدﻩ ﻟدى اﻟﺑﻧك ﻓﻲ أﻣور ﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻬﺎ .
ج_ اﻹﺧﻔﺎء
ﻣﻔــﺎدﻩ ﻛﺗﻣــﺎن أو ﺗﻬرﯾــب أﻣ ـوال اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻷﺻــول اﻟﺗﻔﻠﺳــﺔ ،ﻛــﺄن ﯾﻘــوم أﺣــد أﺻــول اﻟﻣــدﯾن
اﻟﻣﻔﻠـس ﺑﻛﺗﻣــﺎن ٕواﻧﻛــﺎر ﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﻣــدﯾن ﻷﻣـوال ﻫـﻲ ﻓــﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻬــﺎ ﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻷﺻــول اﻟﺗﻔﻠﯾﺳــﺔ أو ﺗﻘــوم
زوﺟﺗــﻪ ﺑﺈﺧﻔــﺎء ﻣﺟــوﻫرات ﻣﻣﻠوﻛــﺔ ﻟزوﺟﻬــﺎ واﻹدﻋــﺎء ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﻣﻠــك ﺧــﺎص ﺑﻬــﺎ ﻗﺻــد اﻟﺣﯾﻠوﻟــﺔ دون
اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ٕوادﻣﺎﺟﻬﺎ ﺿﻣن أﺻول اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ.1
1
-ﺧﻠﻔﻲ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس أﻛﺎدﯾﻣﻲ ،ﻓرع ﺣﻘوق
،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدى ﻣرﺑﺎح ،ورﻗﻠﺔ ،ﺳﻧﺔ ،2014ص ص .29 ،28
59
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
وﯾﻘﺻــد ﺑــﻪ ﺗﺣوﯾــل اﻟﻣــﺎل ﻋــن طﺑﯾﻌﺗــﻪ أو ﺷــﻛﻠﻪ ﻗﺻــد إﺧﻔﺎﺋــﻪ أو اﻹﻧﻘــﺎص ﻣــن ﻗﯾﻣﺗــﻪ و
ذﻟك ﻟﻠﺣﯾﻠوﻟﺔ دون اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻪ ٕوادﻣﺎﺟﻪ ﺿﻣن أﺻول اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ،1وﻣﺛﺎل ذﻟك ﺗﻐﯾـر أﺣـد أﻗـﺎرب
اﻟﻣﻔﻠس اﻟﻣذﻛورﯾن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﺳﯾﺎرة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣدﯾن اﻟﻣﻔﻠس ﺑﺳﯾﺎرة أﺧري أﻗل ﻣﻧﻬﺎ ﺛﻣﻧﺎ.2
ﯾﻘﺻد ﺑـﻪ اﻟﻘﺻـد اﻟﺟرﻣـﻲ واﻟـذي ﯾﻘـوم ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـم اﻟﻣـدﻋﻰ ﻋﻠﯾـﻪ ﺑـﺄن اﻟﻣـﺎل اﻟـذي ﯾﻌﺗـدي ﻋﻠﯾـﻪ
ﻫـو ﻣـﺎل ﻣﻣﻠـوك ﻟﻠﻐﯾـر أي ﻣـﺎل ﺗﺗﻌﻠـق ﺑـﻪ ﺣﻘـوق ﺟﻣﺎﻋـﺔ اﻟـداﺋﻧﯾنٕ ،واﺗﺟـﺎﻩ إرادﺗـﻪ ﻣـﻊ ذﻟـك إﻟـﻰ ﺗﻣﻠـك
اﻟﻣﺎل و اﻹﺳﺗﻼء ﻋﻠﯾﻪ.3
ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 380اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻛل
ﻣن زوج اﻟﻣدﯾن وأﺻوﻟﻪ وﻓروﻋﻪ وأﻧﺳﺎﺑﻪ ﻣن ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون ﻗد ﺑددوا أو أﺧﻔوا أو ﻏﯾروا
ﻣﺎل أو أﺷﯾﺎء ﺗﺗﺑﻊ أﺻول اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ دون أن ﯾﻛوﻧوا ﺷرﻛﺎء ﻟﻠﻣدﯾن إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :
وﻻ ﯾﻌﻔﻲ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ أو اﻟﻧﺻب أو ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔوﯾﻌود
اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟذي ﻻ ﯾﻠﺣق اﻟﻣدﯾن ﻧﻔﺳﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻣس ﺟﻣﺎﻋﺔ
1
-دﻻل وردة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.130 .
2
-ﻟﻌرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣﯾﻠودي راﺑﺢ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.36 .
3
-ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.344 .
4
-ﺷﯾﻌﺎوي وﻓﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.151 .
60
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟداﺋﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﺑرون اﻟﻔﺎﻋل ﻏرﯾﺑﺎ ﻋﻧﻬم ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﻔﯾﻪ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ،1ﻛﻣﺎ ﻻﯾﻬم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
أن ﯾﻛون ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﻗد ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣدﯾن أو ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﻬم ﻫو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ.2
ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﯾﺔ
ﺳواء ﻗﺿت ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺗﻬﻣﺔ ﺑﺄن ﺗﻔﺻل ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ رد اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة
واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋن اﻟﺿرر ،3وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 384ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻧﺟدﻫﺎ
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﺗﻔﺻﻼﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻌروض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣوﺿوع وﻟو ﻗﺿت ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺗﻬﻣﺔ:
_ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ أن ﺗﺿﺎف ﻟﺟﺎﻧب ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن اﻷﻣوال واﻟﺣﻘوق أو اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻰ أﺑﻌدت ﻋن
طرﯾق اﻟﺗدﻟﯾس .
وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺄﻣر ﺑﺄن ﺗﺿﺎف اﻷﻣوال واﻟﺣﻘوق
اﻟﺗﻰ أﺑﻌدت ﺑطرﯾق اﻟﺗدﻟﯾس ﻣن أﺻول اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﻘص ﻣن
ﻗﯾﻣﺔ ﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣﻛم ﺑﺻﻔﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑذﻟك ﺳواء طﻠب ﻣﻧﻬﺎ اﻷطراف أو ﻟم
ﯾطﻠﺑوا ،وﻫذا ﻋﻛس اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋن اﻻﺿرار أﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ طﻠب
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت إﻻ ﺑطﻠب ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻔﺻل ﻓﯾﻣﺎ طﻠب ﻣن
ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣن اﻷطراف اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺣﻛﻣت ﺑﺎﻟﺑراءة ﻷي ﺳﺑب ،وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺣرص
اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن.
1
-ﺧﻠﻔﻲ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.30 .
2
-راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.362 .
3
-ﻣﺣرز أﺣﻣد،ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري) ،طﺑﻌﺔ (2د د ن ،اﻟﺟزاﺋر ،ص.189 .
4
-أﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
61
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬم ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﺳﺔ وﺑرﻏم ﻣن أن أﻗرﺑﺎء
اﻟﻣدﯾن ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬم ﻫذا اﻟوﺻف إﻻ أﻧﻧﺎ ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟوﺿﻌﯾﺗﻬم ﻓﻲ ﻓﻘرة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﺳﺑﺑﯾن ،أوﻟﻬﻣﺎ ﺻﻠﺔ
اﻟﻘراﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻣدﯾن ،وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ إﺧﺗﻼف اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،1وﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 382ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣدد طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﺗم إداﻧﺗﻬم إذا
2
إرﺗﻛﺑوا أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة.
وﻣﻧﻪ ﺳوف ﻧﺗطرق ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن اﻷرﻛﺎن اﻟﺗﻰ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻊ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ.
ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 382ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري 3،ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان ﻓﻲ "ﺟراﺋم اﻷﺧرى" وذﻟك ﺿﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان" ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾس و اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى
ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻷﻓﻼس " أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻘد أﺣﺎﻟﺗﻧﺎ اﻟﻣﺎدة 382ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 383اﻟﻔﻘرة
1
-راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.363 .
2-ﺷﯾﻌﺎوي وﻓﺎء، ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.151 ،
3
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 382ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
62
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،1ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟراﺑﻊ ﺑﻌﻧوان اﻟﺗﻔﻠﯾس وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان "
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت و اﻟﺟﻧﺢ ﺿد اﻷﻣوال" .
ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 382ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻰ :
أ_ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺛﺑت أﻧﻬم ﻗد إﺧﺗﻠﺳوا ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻔﻠس أو أﺧﻔوا أو ﺧﺑؤا ﻛل
أو ﺑﻌض أﻣواﻟﻪ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ أو اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،وﺗﺗطﻠب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ وﺟود اﻟﺗﺎﺟر ﻏﯾر
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺗوﻗﻔﺎ ﻋن اﻟدﻓﻊ ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﻫذا اﻟرﻛن ﺻدور ﻗرار ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺷﻬر إﻓﻼس اﻟﺗﺎﺟر
وﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌل إﺧﺗﻼس ٕواﺧﻔﺎء أو ﻛﺗم ﻣﺎل اﻟﻣﻔﻠس
ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﺧﺗﻼس ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم أﺧذ اﻟﻣﺎل ٕواﺑﻌﺎدﻩ ﻋن ﻣﺗﻧﺎول اﻟداﺋﻧﯾن أﻣﺎ
اﻹﺧﻔﺎء ﻓﻬو ﺗﻘﺑل ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺎل ﺑﻌد ﺧروﺟﻪ ﻣن ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻔﻠس ﻹﺑﻌﺎدﻩ ﻋن ﻣﺗﻧﺎول أﯾدي
اﻟداﺋﻧﯾن ،أﻣﺎ ﻛﺗم اﻟﻣﺎل ﻓﻬو إﻧﻛﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﺟود اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﯾﺎزﺗﻪ ،وﻫذا ﯾﻔﺗرض ﺑطﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺣﺎل أن اﻟﻣﺎل ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺷروﻋﺔ وﻟﻣﺎ طﻠب ﺑﺈﻋﺎدﺗﻪ أﻧﻛر وﺟودﻩ
ﻓﻲ ﺣﯾﺎزﺗﻪ ،وﯾﻔﺗرض ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل أن ﺗﻧﺻب ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣﻔﻠس اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ
أو اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وذﻟك دون ﺗواطؤ ﻣﻊ اﻟﻣﻔﻠس ٕواﻻ إﻋﺗﺑر ﺷرﯾﻛﺎ.2
ب_اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺛﺑت أﻧﻬم ﻗدﻣوا ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑطرق اﻟﺗدﻟﯾس
دﯾون وﻫﻣﯾﺔ ﺳواء ﺑﺈﺳﻣﻬم أو ﺑواﺳطﺔ أﺧرﯾن ،وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر،
أي وﺟود ﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ﻟﻣدﯾن ﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻏﯾر ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ.
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 2/383ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
2
-ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .304 ،303
63
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
وﯾﺗﺣﻘق اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺈﻗدام اﻟﻔﺎﻋل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم ﺑدﯾن وﻫﻣﻲ ﺑﻐﯾﺔ إﺛﺑﺎﺗﻪ
ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ،وﯾﻔﺗرض ذﻟك اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﻟدﯾن أوﻻ ﺛم ﺗﺛﺑﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ وﯾﻘﺗﺿﻲ ذﻟك زﻋم اﻟﻔﺎﻋل
أﻧﻪ داﺋن ﻟﻠﻣﻔﻠس وﺗوﺻﻠﻪ إﻟﻰ إﺛﺑﺎت ﺻﻔﺗﻪ ﻛداﺋن ،أﻣﺎ إذا ﺣﺎول إﺛﺑﺎت ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ وﻟم ﯾﺗﻣﻛن
ﻣن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﯾﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ،1وذﻟك أن ﻣﺟرد اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﻟدﯾن ﻻ ﯾﻣﺛل
ﺧطورة ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ﻓﻲ ﺷﯾﺊ .ﺣﯾث ﺗﺗﺣﻘق اﻟﺧطورة ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت اﻟدﯾن اﻟوﻫﻣﻲ ﻓﻌﻼ
ﻓﻲ طﺎﺑق اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ.
ج_اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻣﺎرﺳوا اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﻔﯾﺔ ﺑﺈﺳم اﻟﻐﯾر أو ﺑﺈﺳم وﻫﻣﻲ و إرﺗﻛﺑوا أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ
ﺗﻌد ﻣن ﻧوع اﻹﻓﻼس اﻹﺣﺗﯾﺎﻟﻲ ،ﺳﺑق وأن رأﯾﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻣﺎرس اﻟﺷﺧص اﻟﺗﺟﺎرة
ﻣﺳﺗﺗﯾ ار وراء ﺷﺧص أﺧر أو ﺑﺈﺳم ﻣﺳﺗﻌﺎر أو وﻫﻣﻲ ،وذﻟك ﻟﺳﺑب أو ﻷﺧر ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﺣﺿور
ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن و اﻷﻧظﻣﺔ أو ﻟوﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وراء ذﻟك اﻹﺳﺗﺗﺎر.
ﻓﺈذا ﻣﺎ أﻗدم ﻫذا اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ إرﺗﻛﺎب ﻓﻌل ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻰ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس
اﻹﺣﺗﯾﺎﻟﻰ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻌد ﻣﻔﻠﺳﺎ ﻣﺣﺗﺎﻻ ﻟﻌدم ﺗﻣﺗﻌﻪ ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻰ ﺗﻌد ﺷرطﺎ ﺟوﻫرﯾﺎ ﻟﻠﻣﻼﺣﻘﺔ
ﺑﺗﻠك اﻟﺟراﺋمٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
وﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺈﻗدام اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ إرﺗﻛﺎب أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ
ﻟﻺﻓﻼس اﻹﺣﺗﯾﺎﻟﻰ،2و اﻟﺗﻰ ﺳﺑق وأن ﺗﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﻣﺎدة 374ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري.3وﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك أن ﯾﺗزاﻣن إﻗﺗراف اﻟﻔﻌل ﻣﻊ ﻣزاوﻟﺗﻪ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺗﺣت إﺳم ﺷﺧص
أﺧر أو ﺗﺣﺗﻰ إﺳم وﻫﻣﻲ.
1
-إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.670 .
2
-ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .309 ،307
3
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 374ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
64
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،ﺣﯾث زﯾﺎدة
ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟﻔﺎﻋل ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻛل اﻟﻌﻧﺎﺻر واﻟﺿروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ و
ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛوﻧﻪ ﻣدﯾﻧﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟداﺋﻧﯾن ﻟم ﯾﺳﺗوﻓوا ﺣﻘوﻗﻬم ﺑﻌد ،وأن ﯾﻛون اﻟﻔﺎﻋل
ﺣر اﻹرادة ﻓﻲ إﺗﯾﺎﻧﻪ ﻷﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟدى اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻗﺻدا ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﯾﺔ اﻟﺗدﻟﯾس واﻹﺿرار ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﻋن طرﯾق اﻹﻧﻘﺎص ﻣن
اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ﻟﻬم و ﻣزاﺣﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ﺑدﯾون وﻫﻣﯾﺔ.1
ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﻧد إرﺗﻛﺎﺑﻪ ﻷﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2 382ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻟﺗﻰ ﺳﺑق وأن ﺗﺗطرﻗﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 3383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﻗد ﺣدت ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ) (1إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات) ،(5وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن
100.000إﻟﻰ 500.000دج
ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أن ﺗﺣﻛم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺣق أو أﻛﺛر
ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺧﻣس ﺳﻧوات ،وﻛذﻟك
ﻫﻧﺎك ﻋﻘوﺑﺔ أﺧرى ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 4388ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ واﻟﺗﻰ ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ.
1
-ﺟﻌﻔر ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣد ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺧﻠﺔ ﺑواﺟﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟﺛﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال) ،ط ،(1.اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻟﺑﻧﺎن ،2006 ،ص.431 .
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 382ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
3
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 383ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،156-66ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
4
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 388ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
65
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأن وﺿﺣﻧﺎ أن رد اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة ﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ،
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋن اﻟﺿرر ﻓﻼ ﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ إﻻ إذا طﻠب ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺑذﻟك ،وﻓﻲ
1
ﻛﻠﺗﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺳواء ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺗﻬﻣﺔ وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 384
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺟراﺋم اﻷﺷﺧﺎص اﻟداﺧﻠﯾن ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻰ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻣدﯾروا أو ﻣﺳﯾروا اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺗﻰ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ
أﯾﺿﺎ أﻗﺎرب اﻟﻣﻔﻠس أو اﻟﻐﯾر ،ﻓﻬﻧﺎك ﻧوع أﺧر ﻣن اﻟﺟراﺋم و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻰ ﺗرﺗﻛب ﻣن
طرف أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن ) اﻟﻔرع اﻷول( و اﻟﺗﻰ ﺗرﺗﻛب ﻣن طرف وﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﺳﺔ ) اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﺣداﻟداﺋﻧﯾن
ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻛﺗل أو ﺗﺟﻣﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﯾﺿم ﻛل داﺋﻧﻲ اﻟﻣﻔﻠس ﺑﻐرض إﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﻘوﻗﻬم،
وﺗﺗﻛﺗل ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻣﺟرد ﺻدور اﻟﺣﻛم ﺑﺷﻬر اﻹﻓﻼس.2
وﺗﺷﻣل ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﻛل ﻣن اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن واﻟداﺋﻧﯾن أﺻﺣﺎب ﺣﻘوق اﻹﻣﺗﯾﺎز اﻟﻌﺎم ،إذ
ﻻﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم إﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻓردﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣدﯾن.3
وﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﻣدﯾن ﻟﺟﺄت ﺳﺎﺋر اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ إﻟﻰ
ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻔﻠس اﻟذي ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ ﻓﻌل أو أﻓﻌﺎل ﺗﻣس ﺑﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن.
إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻠﺟﺄ أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟداﺋﻧﯾن
اﻷﺧرﯾن ،وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﺗواطؤ ﻣﻊ اﻟﻣﻔﻠس ﺑﻐرض إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن وﻛذا ﺑﻐرض
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 384ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
2
-ﺑن داوود إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .95
3
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 245ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
66
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ،1وﻟذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗﺎم ﺑﺗﺟرﯾم ﻛل اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺗﻰ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن
ﻏش أو ﺗدﻟﯾس .
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﯾﻧﺎ دراﺳﺔ أرﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ و اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ.
أوﻻ:أرﻛﺎن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن
ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث أرﻛﺎن أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ :
_1اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 385ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﺟزاﺋري واﻟﺗﻲ ﺗﻧص " ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 380ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن اﻟذي إﺷﺗرط ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺳواء ﻣﻊ اﻟﻣدﯾن أو ﻣﻊ أﺷﺧﺎص ﺳواﻩ ﻣزاﯾﺎ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إﻋطﺎء ﺻوﺗﻪ ﻓﻲ ﻣداوﻻت ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن".2
وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﻧﻔﻬم أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد اﻟداﺋﻧﯾن أن ﯾﺷﺗرط ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻧﻔﻌﺎ ﺧﺎﺻﺎ ،ﻣﻘﺎﺑل
اﻟﺗﺻوﯾت ﻓﻲ إﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﻌﯾﺎت أو ﻣداوﻻت ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ،ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﻪ ﻣن اﻟﺗﻬرب ﻣن
اﻹﺷﺗرك ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻌﻬم و ﺗﻔﺿﯾل ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠداﺋﻧﯾن ،وﻫذا
ﯾﻌﺗﺑر إﺧﻼل ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟداﺋﻧﯾن ،وﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟرم ﻫذﻩ اﻻﻓﻌﺎل ﻟﺳﺑﺑﯾن
أﺳﺎﺳﯾﯾن أوﻟﻬﻣﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﺗﻰ ﯾﺷﻬر اﻹﻓﻼس ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،و ﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻوت و
ﻧزاﻫﺗﻪ.
_2اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن
ﻟﻘد ﺑﯾت اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻻﻓﻌﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 385ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري واﻟﺗﻰ ﺗﺣﯾﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 380
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
وﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻧد إﺷﺗراط اﻟداﺋن ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻧﻔﻌﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﺻوﯾت
ﻓﻲ إﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﯾن وﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﻔﻠس أو ﻣن ﯾﻣﺛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ إﺷﺗرطﻪ اﻟداﺋن ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻓﺗﺗﺑﻠور ﺻورة
1
-ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.314 .
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 385ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
67
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺈﺗﻔﺎق ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻘﺑول واﻹﯾﺟﺎب ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻠس واﻟداﺋن
اﻟﻣرﺗﻬن ،ﻓﻬﻧﺎك إﯾﺟﺎب ﻣن اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﻬن ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻗﺑول ﻣن اﻟﻣﻔﻠس ،وﻗد ﺗﻧﻘﻠب اﻟﺻورة ﻓﯾﺣدث
اﻹﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﻣﻔﻠس أو ﻣن ﯾﻣﺎﺛﻠﻪ أو ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻗﺑول ﻣن اﻟداﺋن اﻟﻣﺗﻬم ،ﻓﻔﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﯾﺗﺣﻘق
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ طﻠﻣﺎ أن اﻟﻧﻔﻊ اﻟﺧﺎص ﻫو وﻟﯾد إﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟداﺋن اﻟﻣﺗﻬم و اﻟﻣﻔﻠس ،أﯾﺎ ﻛﺎﻧت
ﺻورﺗﻪ ﻛﺎن ﻣﻛﺗوﺑﺎ أو ﺷﻔوﯾﺎ .
_3اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻘﺻودة ﺗﺗطﻠب ﻗﺻدا ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال ،وﺑﺎﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﺋم
ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻري اﻟﻌﻠم واﻹرادة ﻓﻲ أﺣﯾﺎن أﺧرى ،ﻓﺈن ﺟراﺋم ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﺗﺗطﻠب ﻗﺻدا ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻪ
ﻣﻌﻧﻲ ﺧﺎص ،1واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﺻد اﻟداﺋن ﺑﺎﻟﺗﺻوﯾت ﺑﺎﻹﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻔﻊ اﻟﺧﺎص ،أي
ﺑﺎﻟﺻﻠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ اﻟﺧﺎص و اﻟﺗﺻوﯾت ،ﻟذﻟك ﻻ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻻ إذا إﺗﺟﻬت ﻧﯾﺔ اﻟداﺋن
ﻣﻧذ اﻟﺑدء ﻟﻠﺗﺻوﯾت ﻓﻲ إﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﺎﻛس ﻟﻺﺗﺟﺎﻩ اﻟذي إﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻔﻊ اﻟﺧﺎص.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن
ﻟﻘد ﻗررت اﻟﻣﺎدة 385ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 380ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن اﻟذي إﺷﺗرط ﻟﻧﻔﺳﻪ أو ﻣﻊ
أﺷﺧﺎص ﺳواﻩ ﻣزاﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إﻋطﺎء ﺻوﺗﻪ ﻓﻲ ﻣداوﻻت ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ،3واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺑس
ﻣن 3أﺷﻬر إﻟﻰ 3ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500إﻟﻰ 10 .000دج.4
ٕواﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﺑطﻼن ﺗﻠك اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬم اﻟﻣدﯾن ،وأﻣﺎ إذا إﺳﺗﻠم اﻟداﺋن ﻣﺑﺎﻟﻎ أو ﻗﯾم ﻣﻧﻘوﻟﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻲ
اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﺑطﻼﻧﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ إرﺟﺎﻋﻬﺎ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن.5
1
-ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص ص.318،319،322 .
2
-إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.659 .
3
-راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.362 .
4
-ﺷﯾﻌﺎوي وﻓﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.150 .
5
-راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.363 .
68
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
وﻻ ﯾﻬم ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠم اﻟﻣﻔﻠس أو ﺟﻬﻠﻪ ﺑﻬذا اﻟﺗﻌﻬد ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻬم ﺷﻛل اﻟﺗﺻوﯾت ﺳواء
ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ أو اﻟرﻓض ،ﻛﻣﺎ ﻻﯾﻬم ﻧوع اﻟﻣﯾزة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ أي ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺎل أو ﻣﺻﻠﺣﺔ .
ﻛﻣﺎ ﺗطﺑق ﻋﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن اﻟذي ﺛﺑت أﻧﻪ ﻗدم ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑطرق اﻟﺗدﻟﯾس دﯾوﻧﺎ و ﻫﻣﯾﺔ ﺳواء ﺑﺄﺳﻬم أو ﺑواﺳطﺔ أﺧرﯾن ) اﻟﻣﺎدة 382ق ت ج(.
أي أن ﻛل داﺋن ﯾﻘدم ﺑﺈﺳﻣﻪ أو ﺑﺈﺳم ﻏﯾرﻩ دﯾوﻧﺎ وﻫﻣﯾﺔ أو ﯾﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﯾن ﺑطرﯾق اﻟﺗدﻟﯾس
ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس .
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟداﺋن ﻋﻠﻣﻪ ﺑﻬذا اﻟﻐش أﺛﻧﺎء إﻗ اررﻩ ﺑﺎﻟدﯾن اﻟوﻫﻣﻲ أو اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﯾن،
وﻻ ﯾﻬم ﻓﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻐش ﻗﺻد ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ أو ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻔﻠس أو ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر.1
ٕواذا ﻣﺎرﻓﻌت دﻋوى اﻟﺑطﻼن إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﯾﺟب أن ﺗﺣﺎل اﻟدﻋوى إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف وﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ
ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻓﻼس أﻧﻪ ﺑﻣﺟرد ﺻدور ﺣﻛم ﺷﻬر اﻷﻓﻼس ﺗﻐل ﯾد اﻟﻣدﯾن ﻣن إدارة
أﻣواﻟﻪ ،وﻣﻧﻪ ﯾﺳﺗﻠزم وﺟود ﺷﺧص ﯾﻧوب ﻋن اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻔﻠس وﻋن اﻟداﺋن وﻫذا اﻟﺷﺧص ﻫو وﻛﯾل
اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ،وﻫذا وﻓﻘﺎ ﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري اﻟﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 59-75إذ ورد ﻓﻲ
اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ،ﺗﺣت ﻋﻧوان وﻛﻼء اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
واﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ،إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 238ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗﻌﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدرﺑﺎﻟﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻹﻓﻼس أﺣد ﻛﺗﺎب ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛوﻛﯾل ﻟﻠﺗﻔﻠﯾﺳﺔ".3
وﻋﻠﯾﻪ ﻓوﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﻬد ﺑﺈدارة اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ واﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣوال اﻟﻣدﯾن
وذﻟك ﺑﻌد ﻏل ﯾدﻩ ﺑﺻﻔﺗﻪ وﻛﯾﻼ ﻋن ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ وﻋن اﻟﻣدﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﻋﻠﯾﻪ
69
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﺣﯾث ﯾﻣﺛﻠﻬﻣﺎ أﻣﺎم اﻟﻐﯾر وأﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻣدﻋﯾﺎ أو ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻬو ﯾﻌﺗﺑر وﻛﯾﻼ ﻋن اﻟداﺋن ووﻛﯾﻼ
ﻋن اﻟﻣﻔﻠس ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت.1
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 244ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ،أن وﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ
ﯾﻧوب اﻟداﺋﻧﯾن ،وذﻟك ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوق ودﻋﺎوى اﻟﻣﻔﻠس اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑذﻣﺗﻪ طﯾﻠﺔ ﻣدة اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ،
ﺣﯾث ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ إﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ أو اﻹﺗﺣﺎد.
إﻻ أﻧﻪ ﺗم إﺳﺗﺑدال وﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ﺑﺎﻟوﻛﯾل اﻟﻣﺗﺻرف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 04ﻣن
اﻷﻣر 23 -96اﻟذي أﻟﻐﻰ اﻟﻣﺎدة 238ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،2إﻻ أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺑق
اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻛل ﻣن اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻔﻠس وﻛذا اﻟداﺋﻧﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،وﻟذﻟك ﻻﯾﺟوز ﻟداﺋﻧﻲ
اﻟﻣﻔﻠس رﻓﻊ اﻟدﻋﺎوى ٕواﺗﺧﺎذ إﺟراءات إﻧﻔرادﯾﺔ.3
وﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن وﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ ﻫو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺈدارة أﻣوال اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ،وﻋﻠﻣﺎ أن
أﻣوال اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾدﻩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺄي ﺗﺟﺎوز ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ ﻣن
ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺑدﯾد اﻷﻣوال أو اﻹﺧﺗﻼس أو اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﺧﺎرج ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺿر ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن
وﯾﻣس ﺑذﻣﺗﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ،4وﻟﻬذا اﻟﻐرض ﯾﻘﺗﺿﻰ ﻋﻠﯾﻧﺎ دراﺳﺔ أرﻛﺎن ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ.
أوﻻ :أرﻛﺎن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف وﻛﯾل اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﺔ
ﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى واﻟﺗﻰ ﺳﺑق وأن ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻫﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﺗواﻓر أرﻛﺎﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :
70
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أﻧﻪ ﻟﯾس ﺣﺻرﯾﺎ أن ﺗرﺗﻛب ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻔﻠس ﻓﺣﺳب
ٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗرﺗﻛب ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻣن طرف ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت أو اﻟداﺋﻧﯾن أو ﻣن طرف
1
-إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.666 .
2
-ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.338 .
3-راﺷد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 361.
-4ﺷﯾﻌﺎوي وﻓﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.149 .
71
ﻠﺲ
ﻔﻟﻤ
ﯿﺮا
ﺒﺔﻣﻦﻏ
ﺗﻜﻟﻤﺮ
ﺋﻢا
اﺟﺮ ﻧﻲ
ﺎﺜ
ﻟﻔﺼﻞا
ﻟا
اﺷﺧﺎص اﺧرﯾن ﺗرﺑطﻬم ﺑﺎﻟﻣﻔﻠس رواﺑط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺈﺗﻔﺎق أو ﻗراﺑﺔ أو ﺣﺗﻲ ﻣن اﻟﻐﯾر ،و ﻟذﻟك ﻓﺣرﺻﺎ
ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗﺎم ﺑﺗوﺳﯾﻊ داﺋرة اﻟﺗﺟرﯾم ﻟﺗﺷﻣل ﻛل ﻫؤوﻻء اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻓﻲ ﺣﺎل
إرﺗﻛﺎﺑﻬم ﻟﻸﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ،وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ إﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
72
ﺗﻤﺔ
ﺎﺧ
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣوﺿوع ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،وﺑﻌد ﻣﺎ أن
ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ اﻷرﻛﺎن اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ،ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﺑﻘﻲ ﻣﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻺﻓﻼس اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﺗﺟرﯾﻣﻪ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻰ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬﺎ رﻓﻊ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟرﯾﻣﯾﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷروع أﻛﺛر
ﻣن ﻣﺳﺎﺳﻬﺎ ﺑﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن ﻣراﻋﯾﺎ ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال إﻻ أن
ﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم ﻫو أﻧﻬﺎ ﺗﺷﺗرط ﻓﻲ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻫو أن ﯾﻛون ﺗﺎﺟ ار وﻣﺗوﻗﻔﺎ
ﻋن اﻟدﻓﻊ وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن أرﻛﺎن ﻣﻔﺗرﺿﺔ ﻟﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ،إﻻ أﻧﻪ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗرك
ﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻷرﻛﺎن ﻓﻲ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻰ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﻬﺎ ﻣﺳﺎﺋل ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺗرك ﺗﻘدﯾرﻫﺎ
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺟﺎريٕ ،واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أﺧد ﺑﻧظرﯾﺔ اﻹﻓﻼس اﻟﻔﻌﻠﻰ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
ﺣﯾث ﯾﻛﺗﻔﻲ اﻟﻘﺎﺿﻰ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺗوﻗف اﻟﺗﺎﺟر ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ أو ﻻ.
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺷرع ﻧص ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري وأﺣﺎل
اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،إذ إﻋﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﺟﻧﺣﺔ
وﻟﯾﺳت ﺟﻧﺎﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﺣﺻر اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر . 1
وﻣن ﺧﻼل ﻛل ﻫذا ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﺳﻊ ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺟرﯾم ﻟﺗﻣﺗد إﻟﻰ
ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟداﺋﻧﯾن وﻛذا اﻗﺎرب اﻟﻣﻔﻠس واﻟﻐﯾر ،إﻻ أن اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﺟزاﺋري أن ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس أﺻﺑﺢ ﯾطﺑق أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص
وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﺗﺎﺟرا ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت اﻟﺣرﻓﯾﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺷرﻛﺔ ﻣدﻧﯾﺔ أي ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي.
رﻏم اﻟﻣﺟﻬودات اﻟﺗﻲ ﺑذﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن
اﻹﺿطراﺑﺎت اﻟﺗﻰ ﻗد ﺗﻧﺟم ﻣن ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾزال ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻧﻘﺎﺋص ﻛﺛﯾرة
وﻫذا ﻣﺎﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ إﻗﺗراح ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :
73
ﺗﻤﺔ
ﺎﺧ
_ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗوﺣﯾد ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس وذﻟك ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ طﺎﻟﻣﺎ أن
اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ ﺗﺟرﯾم اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟداﺋﻧﯾن ،وﻛذﻟك ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺷروع وﻣن ﺛم ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر 1واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﻛﻼ ﺟرﯾﻣﺗﻲ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر واﻹﻓﻼس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻘط.
_ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﯾﺿﺎ إﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻘواﻋد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺟراﺋم
اﻹﻓﻼس واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻓﻼس ،ﺳواء ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺻﻔﺔ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟﺗوﻗف ﻋن
اﻟدﻓﻊ ،وذﻟك ﺑﺗرك ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻰ اﻟﺗﺟﺎري أي إﺷﺗراط اﻟﺣﻛم ﺑﺷﻬر اﻹﻓﻼس ﻗﺑل اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺟراﺋم
اﻹﻓﻼس ،ﺑﺣﯾث ﯾﺣدد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻔﻠس واﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ،إذ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗدﺧل
اﻟﻘﺎﺿﻰ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺟﺎري.
_ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أن ﯾﺄﺧذ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ ﺑدل اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وذﻟك ﺣﻔﺎظﺎ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺟﺎري.
أﻣﺎم ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻷﺧذ ﺑﻬذﻩ اﻟﺗوﺻﯾﺎت
ﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،إذ ﻻﺑد ﻣن ﺗدﻋﯾم
اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﺟﻬﺔ ودﻋم اﻟﺛﻘﺔ واﻹﺋﺗﻣﺎن اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
74
اﻟﻔﮭرس
ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺷﻛر
اﻹھداء
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات
ﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﻠس 4 ...................................................
ﺗﻘﺻر 5 ............
ﻟﺎ
ﯾسواﻹﻓﻼسﺑ
ﻟﺗد
ﻟﺎ
ﺗﻲاﻹﻓﻼسﺑ
ﯾﻣﯾن ﺟر
ﺗرﻛﺔﺑ
ﻟﻣﺷ
ﺎنا اﻟﻣطﻠب اﻷول:
اﻷرﻛ
ﺎﺟر 5 .............................................................................
ﺗاﻟﻔرع اﻷول :ﺻﻔﺔا
ﻟ
ﯾﻌﻲ6 ...........................................................................
ﺑﺎﺟرﻛﺷﺧ ص ط
ﺗﻟ
اأوﻻ:
ﻟدﻓﻊ14 ..........................................................................
ﺗوﻗف ﻋنا
ﻟﯾﺦا
ﺎرﺛﺎﻟﺛﺎ:
ﺗ
ﺎت17 ...................................................................................
ﺑﺎ
ﻟﺣﺳ
ﺎءا أوﻻ:
إﺧﻔ
83
اﻟﻔﮭرس
ﺎ ص 22 ..............................................................................
ﻟﺧﺋﻲا
ﺎﻧ
ﻟﺟﻟﻘﺻدا
:ا
ﯾر23 .......................................
ﺗﻘﺻ
ﻟﺎ
ﯾﻣﺔاﻹﻓﻺسﺑ
ﺎﺻﺔﺑﺟر
ﻟﺧ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث:اﻷرﻛ
ﺎنا
ازي 31........................................
ﻟﺟو
ﯾرا
ﺗﻘﺻ
ﻟﺎ
ﯾﻣﺔاﻹﻓﻼسﺑ
ﻧويﻟﺟر
ﻟﻣﻌ
ﻟرﻛنا
اﺛﺎﻧﯾﺎ:
ﻟﻣﻌﻧوي33 ........................................................
ﻠﺷﺧ صا
ﯾﺔﻟ
ﻠﺎتاﻷﺻ
ﺑﻟﻌﻘو
اﺛﺎﻧﯾﺎ :
ﻧوي37.............................................................
ﻟﻣﻌ
ﻠﺷﺧ صا
ﯾﺔﻟ
ﻠﯾ
ﺗﻛﻣ
ﻟﺎا
ﺑﻟﻌﻘو
اﺛﺎﻧﯾﺎ:
ﯾر.37...................................
ﺗﻘﺻ
ﻟﺎ
ﯾﻣﺔاﻹﻓﻼسﺑ
ﻟﻣﻘررةﻟﺟر
ﺎتا
ﺑ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:ا
ﻟﻌﻘو
ﯾر.37......................................
ﺗﻘﺻ
ﻟﺎ
ﯾﻣﺔاﻹﻓﻼسﺑ
ﯾﺔﻟﺟر
ﻠﺎتاﻷﺻ
ﺑ اﻟﻔرع اﻷول:ا
ﻟﻌﻘو
84
اﻟﻔﮭرس
ﯾر38......................................
ﺗﻘﺻ
ﻟﺎ
ﯾﻣﺔاﻹﻓﻼسﺑ
ﯾﺔﻟﺟر
ﻠﯾ
ﺗﻛﻣ
ﻟﺎتا
ﺑ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ:ا
ﻟﻌﻘو
ﯾر40 ......................
ﺗﻘﺻ
ﻟﺎ
ﯾسواﻹﻓﻼسﺑ
ﻟﺗد
ﻟﺎ
ﺗﻲاﻹﻓﻼسﺑ
ﯾﻣاكﻓﻲ ﺟر
ﺗر اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :
اﻹﺷ
85
اﻟﻔﮭرس
ا 68 .................................
ﻟد
ﺑﺔﻣن طرفأﺣدا
ﺗﻛﻟﻣر
ﺋما
اﻟﺟر
ﻠﻰا
ﻟﻣﻘررة ﻋ
ﺎتا
ﺑ ﺛﺎﻧﯾﺎ:ا
ﻟﻌﻘو
86
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
_Iﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
أوﻻ :اﻟﻛﺗب
/1أﺣﻣد ﻣﺣرز ،ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،طﺑﻌﺔ ،1د د ن ،اﻟﺟزاﺋر.1980 ،
/2أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ،ﺟﻣﺎل ﻣﺣﻣود اﻟﺣﻣودي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ ،1دار
واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن.2004 ،
/3اﻟﺣوﺷﺎن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻘراﺑﺔ وأﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺔ ،طﺑﻌﺔ ،1ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ
اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،د ب ن.2006 ،
/5إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة :اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ج ،2دار ﻋوﯾدات ﻟﻠﻧﺷر
واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﺑﯾروت.1999 ،
،.............. /6اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة :اﻹﻓﻼس ،ج ،4د ط ،دار ﻋوﯾدات ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ،
ﺑﯾروت،د س ن .
/7ﺑﻠﻌﯾﺳﺎوﯾﻣﺣﻣد اﻟطﺎﻫر ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ،ج ،2دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر
/8ﺑﻠوﻟﺔ طﯾب ،ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت ،ﺗرﺟﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :ﻣﺣﻣد ﺑن ﻧوزة ،دار ﺑﯾرﺗﻲ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر،
.2008
/9ﺑن داوود إﺑراﻫﯾم ،ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،طﺑﻌﺔ،6
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
/10ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ أﺣﺳن ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ :ﺟراﺋم اﻟﻣﻔوﺿﯾن -ﺟراﺋم اﻷﻋﻣﺎل -ﺟراﺋم
اﻟﺗزوﯾر ،ج ،2دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2003 ،
75
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
/13ﺣﻠﻣﻲ ﻋﺑﺎس ،اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2000 ،
/14دﻻل وردة ،ﺟراﺋم اﻟﻣﻔﻠس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﻣﺻر،
.2009
/15دوﯾدار ﻫﺎﻧﻲ ،اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻹﻓﻼس ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2006 ،
/16راﺷد راﺷد ،اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،طﺑﻌﺔ ،6دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.2008 ،
/17رﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﻧﺻور ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم :ﻓﻘﻪ وﻗﺿﺎﯾﺎ ،دار اﻟﻬدي،
اﻟﺟزاﺋر.2005،
،........../18اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺎل واﻷﻋﻣﺎل ،ج ،1دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻛﯾﻛدة،
اﻟﺟزاﺋر ،د س ن.
/19ﺳﻌد ﯾوﺳف اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻹﻓﻼس واﻟﺻﻠﺢ اﻟواﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ،1
ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت.2007 ،
/20ﺷﯾﻌﺎوي وﻓﺎء ،اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،طﺑﻌﺔ ،2دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2012 ،
/21ﺷرﯾﻘﻲ ﻧﺳرﯾن ،اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ ،1دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر2013 ،
/22ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻣراد ،ﺷرح اﻹﻓﻼس ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗﺎب واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺻرﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.،د س ن
76
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
/23ﻋﺑد اﷲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت :اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم -اﻟﺟزاء اﻟﺟزاﺋﻲ ،ج ،2طﺑﻌﺔ ،6دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،د س ن.
،........../24ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري :اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،ج ،1طﺑﻌﺔ ،7دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
/25ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣد ﺟﻌﻔر ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت :اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺧﻠﺔ ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟﺛﻘﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال ،طﺑﻌﺔ ،1اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻟﺑﻧﺎن.2006 ،
/26ﻏﻧﺎم ﻣﺣﻣد ﻏﻧﺎم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر وﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ ﻋن ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،د ب ن.1993 ،
/27ﻓﺎﯾز ﻧﻌﯾم رﺿوان ،اﻹﻓﻼس اﻟﺗﺟﺎري ،طﺑﻌﺔ ،2دار اﻟﻧﻬظﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.1999 ،
/28ﻓﺿﯾل ﻧﺎدﯾﺔ ،ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋر. 2003،
/31ﻓﻬد ﯾوﺳف اﻟﻛﺳﺎﺳﺑﺔ ،ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ،طﺑﻌﺔ ،1دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن.2011 ،
/32ﻓودة ﻋﺑد اﻟﺣﻛﯾم ،ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال واﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
د س ن.
/33ﻓوزي ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،ج ،2دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.2012 ،
77
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
/34ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺣﻲ ﻧﺟم ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ،طﺑﻌﺔ ،2دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.1990 ،
/35ﻣﺻطﻔﻲ ﻛﻣﺎل طﻪ ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت) ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص-
ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1997 ،
،........../36واﺋل أﻧور ﺑﻧدق ،أﺻول اﻹﻓﻼس ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2005 ،
/1ﺑﻠﻌﺳﻠﻲ وﯾزة ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي
وزو .2014 ،
/1أوروان ﻫﺎرون ،إﻓﻼس ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎء ،ﻣذﻛرة ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة،
اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
/2زادي ﺻﺎﻓﯾﺔ ،ﺟراﺋم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ إﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﻟﻣﯾن دﺑﺎﻏﯾن ،ﺳطﯾف،2
.2016
78
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
/3زﻛري وﯾس ﻣﺎﯾﺔ ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻸﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ. 2003 ،
/6طراﯾش ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣذﻛرة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة ،اﻟﺟزاﺋر.2003 ،
/7ﻓﻠﯾﺢ ﻛﻣﺎل ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻرف ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.2014 ،1
/1ﺧﻠﻔﻲ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس
أﻛﺎدﻣﻲ ،ﻓرع ﺣﻘوق،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ، ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي
ﻣرﺑﺎح ،ورﻗﻠﺔ.2014 ،
/1زﻧﺎﺗﻲ ﻧﺑﯾﻠﺔ ،ط اررﯾﺳت ﺣورﯾﺔ ،ﺗﻣﯾز اﻹﻓﻼس ﻋن اﻹﻋﺳﺎر) دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2015،
/2زواوي ﺑﺎﻫﯾﺔ ،ﺗ اررﯾﺳت ﺻﺎرة ،اﻟوﻛﯾل اﻟﻣﺗﺻرف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر،
ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص اﻟﺷﺎﻣل،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ،
.2015
/3ﺳﺎﻛر ﻧﺎﻓﻊ ،اﻹﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت
ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة.2015 ،
/4ﺳﻌوﻟﻲ ﺻﺎرة،رﻣﯾﻠﺔ ﻛﻬﯾﻧﺔ،ﺷوروط اﻹﻓﻼس وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋرى،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق،ﻓرع ﻗﺎﻧون ﺧﺎص،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص اﻟﺷﺎﻣل،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة2015،
79
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
/5ﻟوﻧﺎس ﺣﺑﯾﺑﺔ ،أﺛﺎر ﺣﻛم ﺷﻬر اﻹﻓﻼس ﻋﻠﻰ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2001،
/1ﻟﻌرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣﯾﻠودي راﺑﺢ ،ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
أ :اﻟﻣﻘﺎﻻت
/2ﺑﻠﯾﻎ ﻋﺑد اﻟﻧور ﺣﺎﺗم ،ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻹﻓﻼس ،ﻣﺟﻠﺔ دﻣﺷق ﻟﻠﻌﻠوم
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ﻋدد ،01ﺳﻧﺔ .2011
/3ﺣﻣدي ﻣﺣﻣود ﺑﺎرود ،اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺷﻬر اﻹﻓﻼس ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘدس اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ
ﻟﻸﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر ،ﻏزة ،ﻋدد ،31ﺳﻧﺔ .2013
ب :ﻣدﺧﻼت
/1ﺻدوق ﻋﻣر ،ﻣظﺎﻫر وأﺳﺑﺎب اﻟﻔﺳﺎد وﺳﺑل ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣن إﻋداد أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ
اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد وﺗﺑﯾض اﻷﻣوال 11 ،10 ،ﻣﺎرس ،2009ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري،
ﺗﯾزي وزو.
راﺑﻌﺎ :اﻟﻣﺣﺿرات
/1ﺧدﯾر أﺣﻣد ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻧوك
وﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2014 ،
80
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
/2راﺷدي ﺳﻌﯾدة ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻹﻓﻼس واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،أﻟﻘﯾت
ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ )2017 ،ﻣﻧﺷورة(.
/2أﻣر رﻗم 58-75ﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ج ر ،ﻋدد ،78
ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
/3أﻣر رﻗم 59-75ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ج ر ،ﻋدد ،101ﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19دﯾﺳﻣﺑر ،1975اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
/4أﻣر رﻗم 11 -84ﻣؤرخ ﻓﻲ 09ﯾوﻧﯾﻧو ،1984ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،ج ر ،ﻋدد ،24
ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08ﯾوﻧﯾﻧو ،1984اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
/5أﻣر رﻗم 01-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1996ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻰ ﺗﺣﻛم اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
واﻟﺣرف ،ج ر ،ﻋدد ،03ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﺟﺎﻧﻔﻲ .1996
/6أﻣر رﻗم 23-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 09ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،1996ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻛﯾل اﻟﻣﺗﺻرف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ج ر ،ﻋدد
،43ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﺟوﯾﻠﯾﺔ .1996
81
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
_ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔII
1_LES OUVRAGES :
2_ TEXTES JURIDIQUES :
82
: اﻟﻣﻠﺧص
ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس،ﺗﻧﻘﺳم ﺟراﺋم اﻹﻓﻼس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس وﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
وﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﯾﺷﺗرط ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗوﻗف ﻋن،اﻟوﺟوﺑﻰ وﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺟوازي
.اﻟدﻓﻊ
وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻛﺗﻔﻲ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺑل وﺳﻊ ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺟرﯾم ﻟﯾﺷﻣل اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ،اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻔرد اﻟﻣﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ
وأﻗﺎرب اﻟﻣﻔﻠس وﻏﯾرﻫم واﻟداﺋﻧﯾن، وﻛذﻟك ﻣدﯾري وﻣﺳﯾري اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص
. وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ إﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،واﻟوﻛﯾل اﻟﻣﺗﺻرف اﻟﻘﺿﺎﺋﻰ
RESUME :
Le scrim e sde b anque route s ont divi sésdansle droi t com m e rcial
algéri e n e n crim e sde b anque route p art fraude , e t crim e sde b anque route p ar
care nce , ce tte de rni ére e s t às on tour di vi sée e n crim e sde b anque route p ar
éch e lnne m e nt ob ligatoire e t crim e de b anque route p ar care nce p ar défaut.
En e ffe t, ce scrim e sim p li que nt la qualité com m e rcial ai ns
ique la
ce ssati on de p aiem e nt, ce quifait que légi slate ur algérien ne s ’est p asconte nté
de s ancti on i nitiale se t com p lém e ntaire ssur le com m e rç ant, m aisa élargile
ce rcle d’i ncrim ation p our atte indre le sp e rs onne sm orale ss oum is e sau droit
p rivésoutre le sdire cte urse t le sgérante sd’entre p ris e scom m e rciale se t le s
p roch e sdu b anque routi e r e t autre s, ains i que l’age nt de l’adm inis trate ur
judi ciare , ce quidém ontre l’im p ortance donnée p ar légi slate ur algérien au
op érati on com m e rciale s .