Professional Documents
Culture Documents
نظرية الانتقالات
نظرية الانتقالات
العام الجامعي
2016م
1
تم استرجاعه بتاريخ 12/12/2016على الرابط http://keroughlane.blogspot.com/2012/12/blog-post_4601.html
القديم على التفكير واالبتكار ،وكانت النتيجة بطء التقدم الحضاري Fبشكل
واضح )1( .
المرحلة الثانية :عصر االتصال اللفظي أو عصر التخاطب واللغة :
دفعت الحاجة للبقاء اإلنسان للتعلم شيئا فشيئا ،وهو ينتقل ببطء تدريجي
من العصر الحجري ،إلى عصر الحياة المستقرة واإلقامة الدائمة في
جماعات تزايدت أعدادها مع مرور الزمان ،وبدأت تصنع لنفسها لغة
تخاطب منطوقة ،ويذكر المؤرخون ،أن منطقة وادى النيل والشام
والعراق ،شهدت حضارات Fقديمة ،قبل سبعة آالف سنه من ميالد المسيح
عليه السالم ،عرفت الزراعة وتربية الحيوانات ،وكانت لها لغة تخاطب
ساعدت على تأقلم الناس مع بعضهم ودفعتهم لحل نزاعاتهم الشخصية
والتفرغ لبناء حضارة إنسانية ،ال يمكن لها أن تقوم دون لغة ،وكانت
الرموز التصويرية ،من خالل صور ورسومات بدائية ،يتم حفرها على
الحجارة ،هي الخطوة األولى في تعلم النطق والكتابة )2(.
المرحلة الثالثة :عصر الكتابة
استغرق األمر ماليين السنين حتى يتوصل الجنس البشرى إلى القدرة على
استخدام اللغة .واستغرق األمر عدة قرون حتى تصبح الكتابة إحدى
حقائق الحياة اإلنسانية ،وكانت هذه فترة زمنية أقصر من الناحية النسبية .
إن قصة الكتابة هي قصة االنتقال من الكتابة التصويرية أو الوصف
التصويري إلى نظم علم الصوتيات ،ومن التعبير عن األفكار المعقدة
بالصور أو الرسومات المعبرة إلى استخدام الحروف البسيطة للتعبير عن
أصوات محددة .وكانت أقدم المحاوالت لتسجيل المعلومات حتى يمكن
استعادتها فيما بعد هى الرسومات الدقيقة للحيوانات ،ومشاهد الصيد على
األحجار التى كانت هي أول وسيط يتم تسجيل المعلومات عليه .وقد
- 1حسن عماد مكاوى ،ليلى حسين السيد ( ) 2003االتصال ونظرياته المعاصرة ،ط ، 4القاهرة :الدار المصرية اللبنانية ص -91
. 92
- 2محمد منير حجاب ( ) 2010نظريات االتصال ، THEORIES OF COMMUNICATIONط ، 1القاهرة :دار
الفجر للنشر والتوزيع ص 14
الحظنا فيما سبق أن إنسان الكرومانيون أبدع صوراً رائعة على جدران
الكهوف .وربما استخدم وسائل أخرى ولكنها لم تتمكن من البقاء Fلتصل
إلينا )1(.
وقد مرت الكتابة عبر التاريخ بعدة مراحل وهي على النحو التالي:
-1الكتابة التصويرية Pictograaphic Symbols :
في حوالى عام 4000قبل الميالد ،بدأت تظهر النقوش التي يبدو أنها
كانت مرتبطة بالمعاني ،وقد حدث ذلك في مملكة بين النهرين ومصر .
وبوجه عام ،فإن هذه النقوش كانت عبارة عن صور بدائية مرسومة أو
محفورة على جدران المباني أو األسطح المشابهة وخالل فترة قصيرة
نسبيا ً من الزمن ،أصبح ( تقنين المعاني ) ،أو وضعها في صيغ
اصطالحية متفق عليها ،حقيقة واقعة .فالرسم البسيط لشروق الشمس
يعني اليوم ،ورسم القوس والسهم يعني الصيد ،ورسم اإلنسان يعنى
رجل ،والخط المتعرج يعني البحيرة أو النهر ..كل هذه الرسومات
والنقوش كانت نموذجا ً للرموز المصورة التي تطورت منها الكتابة .
-2الكتابة على أساس النطق Ideographic :
طور السومريون (العراقيون ) نمطا ً آخر من الكتابة التي تعتمد على
الرموز التي تعكس أصواتا ً محددة .ففى حوالي عام 1700قبل الميالد
توصل السومريون إلى فكرة أن يعبر كل رمز صغير عن صوت محدد
بدالً من أن يعبر عن فكرة أو شئ ،وكانت قيمة هذا االبتكار هائلة .فبدالً
من آالف الرموز المنفصلة أصبح المطلوب عدد أقل من الرموز للتعبير
عن أصوات المقاطع التي تتكون منها الكلمات ، Fوكان ذلك هو الخطوة
األولى في تطوير الكتابة الصوتية ،وقد ساعد هذا التطور على تيسير
وتسهيل معرفة القراءة Fوالكتابة ،حيث أصبح على المرء أن يتذكر فقط
2
مائة رمز أو نحو ذلك لمعرفة مختلف المقاطع الصوتية في اللغة .
-3الكتابة االلفبائية :
- 1ملفين ل .ديفلير وساندرا بول –روكيتش ) 1993( Fنظريات; وسائل اإلعالم ،ترجمة كمال عبدالرؤوف ،ط ، 1القاهرة :الدار
الدولية للنشر والتوزيع ص ص . 47-46
- 2مرجع سابق ص ص 96-95
-ظهرت منذ حوالي 700عام قبل الميالد
-تعتمد فكرة الكتابة االلفبائية على استخدام رموز الحروف للتعبير عن
األصوات الساكنة والمتحركة بدالً من المقاطع الصوتية ( ،األحرف
العربية 28األحرف االنجليزية . ) 26
-4أهمية استخدام الوسائط المحمولة لنقل المعلومات :
-كانت األحجار هي أول وسيط يتم تسجيل المعلومات عليه .
-استخدم السومريون طرف عصا ذات سن مدببة لعمل عالمات على
الطمي وسميت هذه الطريقة الكتابة المسمارية .
-كانت المشكلة الكبرى بالنسبة للكتابة الهيروغليفية ومن بعدها ألواح
الطين والفخار هي عملية حمل الرسالة المكتوبة ونقلها من مكان آلخر ،
وبوجه عام فأن الحجر كوسيط كانت لديه القدرة على التحمل عبر الزمن .
( )1
المرحلة الرابعة :عصر الطباعة :
وتعد الطباعة أحد أبرز االبتكارات البشرية في كل العصور ،وقد مرت
بالعديد من مراحل التطور .عرف الصينيون الطباعة أو النسخ باأللواح
الخشبية المحفورة قبل الميالد بحوالي ألف وستمائة سنة ،وقد انتقلت هذه
الطريقة إلى أوروبا خالل القرن الرابع عشر الميالدي بواسطة المالحين
الهولنديين .وتعود الكتب األولى التي طبعت بهذه الطريقة إلى سنة
1431م .ورغم أن الطباعة باستخدام األلواح الخشبية لم تكن عملية
لصعوبة وبطء الحفر والتصحيح والتخزين ،إال أنها كانت مرحلة انتقالية
بين النسخ باليد والطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة .
وقد توصل يوحنا جوتنبرج إلى استخدام الحروف المعدنية المتفرقة في
الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر في ستراسبورج في فرنسا
حوالي سنة 1436م ،ثم في ماينز بألمانيا حوالي سنة 1445م ،وانتقلت