75-Article Text-156-2-10-20201030

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 44

African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.

v6i1

‫حماية حقوق اإلنسان في النظام العربي مقارنة بالنظام األوروبي‬

The protection of human rights in the Arab system compared to the European
system

.‫الجزائر‬. ‫ جامعة عمار ثليجي – األغواط‬, ‫ زازة لخضر‬:‫الدكتور‬


Available online at https://www.maspolitiques.com/ojs/index.php/ajps/article/view/75

abstract
The Arab countries have taken a big step in the achievement of an Arab system for the
protection of human rights by creating an Arab court for this purpose. Although the
establishment of such a course came too late compared to their counterparts in other
regional systems, human rights documents and instruments in the Arab countries appeared
very early and repeatedly but led to failure and could not be released until the start of the
millennium successfully approving the Arab Charter on Human Rights and the
establishment of the Arab Commission on Human Rights and the creation of the Arab
Court of Human Rights in 2014. Nevertheless, there are many criticisms of this system
compared to the European system of human rights, which is a reverential model for the
protection of human rights. man by allowing individuals them to face legal proceedings
before the court, and allowing specialized bodies to exercise their functions widely.

Therefore, this article examines the Arab human rights system by presenting these
documents and instruments first, and balancing on its mechanisms ensuring compliance
with these conventions and instruments, all in the context of examining both sides of the
European human rights system in terms of instruments and mechanisms, in the form of a
simple comparison to know where we are the Arab system compared to the European
system.
Key words:humain,rights,arab system, protection

37
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫لقد خطت الدول العربية خطوة كبيرة نحو تحقيق نظام عربي لحماية حقوق اإلنسان من خالل إنشاء‬
‫محكمة عربية لهذا الغرض‪ .‬على الرغم من أن إنشاء مثل هذه الدورة جاء متأخ اًر جداً مقارنة بنظرائهم‬
‫في النظم اإلقليمية األخرى ‪ ،‬إال أن وثائق وصكوك حقوق اإلنسان في الدول العربية ظهرت في وقت‬
‫مبكر ومتكرر لكنها أدت إلى الفشل ولم يكن باإلمكان اإلفراج عنها حتى بداية األلفية بنجاح في الموافقة‬
‫الميثاق العربي لحقوق اإلنسان وانشاء اللجنة العربية لحقوق اإلنسان وانشاء المحكمة العربية لحقوق‬
‫اإلنسان في عام ‪ .4102‬ومع ذلك ‪ ،‬هناك العديد من االنتقادات لهذا النظام مقارنة بالنظام األوروبي‬
‫لحقوق اإلنسان ‪ ،‬وهو نموذج إجماعي لحماية حقوق اإلنسان‪ .‬الرجل بالسماح لألفراد بمواجهة‬
‫اإلجراءات القانونية أمام المحكمة ‪ ،‬والسماح للهيئات المتخصصة بممارسة مهامها على نطاق واسع‪.‬‬
‫لذلك ‪ ،‬تبحث هذه المقالة في نظام حقوق اإلنسان العربي من خالل تقديم هذه الوثائق واألدوات أوالً ‪،‬‬
‫وتحقيق التوازن بين آلياته لضمان االمتثال لهذه االتفاقيات والصكوك ‪ ،‬وكل ذلك في سياق فحص‬
‫جانبي النظام األوروبي لحقوق اإلنسان من حيث الصكوك و آليات ‪ ،‬في شكل مقارنة بسيطة لمعرفة‬
‫األوروبي‪.‬‬ ‫بالنظام‬ ‫مقارنة‬ ‫العربي‬ ‫النظام‬ ‫نحن‬ ‫أين‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬اإلنسان ‪ ،‬الحقوق ‪ ،‬النظام العربي ‪ ،‬الحماية‬

‫‪38‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن اإلنسان ال يكوون إنسوانا إال بحقوقوه فومن امتلكهوا كوان كامول اإلنسوانية وان أإنقوص مون إحوداها كوان فوي‬
‫ذلووك إنقوواص موون إنسووانيته ت ولهووذا تعووززت حمايووة حقوووق اإلنسووان فووي مواجهووة االنتهاكووات التووي عانتهووا‬
‫الشووعوم موون األنظمووة المسووتبدة ومواجهووة مووا أفرزتووه الحووروم موون أالم وويووالت ودمووار‪ ،‬بمواثيووق وآليووات‬
‫لصوويانة وحمايووة هووذه الحقوووق والحريووات‪ .‬وألن المجتمووع األوروبووي يعوود نموذجووا فووي تنظوويم وكفالووة احت ورام‬
‫وحماية حقوق اإلنسان على عكس المجتمع العربي الذي لوم يعوط لهوذه الحقووق مكانتهوا الالزموة واحترامهوا‬
‫بالشكل المطلوم‪.‬‬
‫لووذا ارتأينووا أن نقوووم بد ارسووة مقارنووة بووين النظووامين‪ :‬العربووي األوروبووي لحمايووة حقوووق االنسووان موون جانووم‬
‫المواثيق التوي جواء بهوا كول منهموا‪ ،‬وكوذلك مون جانوم اتليوات التوي اعتموداها لحمايوة حقووق االنسوان‪ ،‬موع‬
‫العووروج علووى أهووم النقوواط التووي جعلووت موون النظووام األوروبووي نموذجووا ناجحووا لحمايووة حقوووق االنسووان وكووذلك‬
‫النقوواط التووي أخوورت النظووام العربووي وجعلتووه مجوورد نطووام علووى الووورق لووم يعوور النووور فووي حمايووة حقوووق‬
‫االنسان إال من بوادر ظهرت مؤخرا‪ ،‬وال يمكن الحكم مسبقا بنجاحها‪.‬‬
‫وعل ووى ذل ووك‪ ،‬نط وورح اإلش ووكال الت ووالي‪ :‬ه وول يمك وون أن يص وول النظ ووام العرب ووي لحماي ووة حق وووق اإلنس ووان إل ووى‬
‫النظام األوروبي؟ وما الذي جعل النظام األوروبي يعتبر نموذجا ناجحا خالفا للنظام العربي؟‬ ‫مصا‬
‫المبحث األول‬
‫مواثيق حماية حقوق اإلنسان في النظامين‪ :‬األوروبي والعربي‬
‫المطلم األول‬
‫االتفاقية األوروبية لحماية حقوق اإلنسان‬
‫إلوى‬ ‫لقد رغبت الدول األعضاء في مجلس أوروبا في أعقام الحرم العالمية الثانية في إيجواد آليوة تهود‬
‫تعزيز استقرار القارة األوروبية عبر التنسيق بينها ومنع تكرار ويوالت الحورم العالميوة الثواني‪ .‬تعتمود هوذه‬
‫اتليوة علوى مجموعوة مشوتركة مون القويم الثقافيوة والقانونيوة بوين هوذه الودول منهوا حمايوة حقووق اإلنسوان‬
‫لألفوراد وسويادة القوانون وتعزيوز الديمقراطيوة (]‪)[1‬ت ومون أجول هوذا‪ ،‬وضوعت أوروبوا أسسوا قويوة مون أجول‬
‫حماية حقوق وحريات اإلنسان األساسية ‪ ،‬حيث أنشوئت اتفاقيوة أوروبيوة تعتبور األقووى واألكثور تقودما علوى‬
‫مسووتوى العووالم‪ ،‬هووذه االتفاقيووة تووم توقيعهووا فووي مدينووة رومووا فووي ‪ ، 0591/01/2‬ودخلووت حيووز التنفيووذ فووي‬
‫)‬
‫‪[2]( .0593/5/3‬‬

‫‪39‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫تتك نوون االتفاقيوة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان مون مقدموة و‪ 66‬موادة تضوع األسواس لحمايوة حقووق اإلنسووان‬
‫على المستوى األوروبي‪ ،‬وتضع وسائل مراقبة احترام السلطات لها‪ ،‬وآليوات تطبيقهوا كقوانون دولوي إقليموي‬
‫على مستوى دول أوروبا‪ ،‬بحيث تلتزم كل الدول األوروبية بهذا القانون‪)[3](.‬‬
‫ولقوود إوقَ ْعو ه‬
‫وت هووذه االتفاقيووة موون قبوول الوودول األعضوواء فووي مجلووس أوروبووا فووي ‪ 2‬نوووفمبر ‪ ،0591‬وكووان ذلووك‬
‫في مدينوة روموا االيطاليوة‪ ،‬وقود دخلوت حنيوز التنفيوذ فوي الثالوث مون سوبتمبر عوام ‪ ،0593‬بعود إيوداع عشور‬
‫دول لوثائق التصديق‪ ،‬وهو النصام الالزم لكي تصبح االتفاقية سوارية المفعوول أو نافوذة‪ ،‬ووقعوت ايطاليوا‬
‫عليهووا فووي السووادس والعش ورين موون أكتوووبر عووام ‪ 0599‬عقووم صوودور القووانون رقووم ‪ 828‬فووي ال اربووع موون‬
‫أغسوطس عوام ‪0599‬ت وبعوود ذلوك‪ ،‬وموون خوالل الموافقووات المتتاليوة‪ ،‬صووادقت جميوع الوودول األعضواء فووي‬
‫مجل ووس أوروب ووا‪ ،‬بم ووا فيه ووا دول االتح وواد األوروب ووي‪ ،‬عل ووى االتفاقي ووة األوروبي ووة لحق وووق اإلنس ووان والحري ووات‬
‫األساسووية‪ .‬ومنووذ ‪ 01‬كووانون الثوواني‪/‬ينوواير ‪ 0556‬أصووبحت الواليووات المتحوودة األمريكيووة تتمتووع فووي داخوول‬
‫)‬
‫المجلس بصفة عضو مراقم‪[4](.‬‬
‫وتعتبور االتفاقيوة األوروبيوة لحقوووق اإلنسوان فوي الودول اإلنجلوسكسووونية والودول اإلسوكندنافية معاهودة دوليووة‬
‫تخاطم سلطات الدولة وتضع عليها الت ازموا بعودم مخالفوة دسوتورها وقوانينهوا لنصووص المعاهودة‪ ،‬ولكون ال‬
‫تعوود االتفاقيووة ذاتهووا جووزءا موون قانونهووا الووداخلي‪ ،‬أمووا بوواقي الوودول األوروبيووة‪ ،‬فهووي تعوود االتفاقيووة جووزًء موون‬
‫القانون الداخلي لتلك الدول‪ ،‬إذ أنها أصوبحت فوي مرتبوة أعلوى‪ ،‬أو علوى األقول‪ ،‬مسواوية للقوانون الوداخلي‪،‬‬
‫ي إنسووان أوروبووي أن يسووتند إلووى نصوووص االتفاقيووة أمووام السوولطات الداخليووة القضووائية‬
‫وموون ثووم يسووتطيع أ ن‬
‫واإلدارية لدولته‪.‬‬
‫وتتخذ الحقوق والحريات الواردة في االتفاقية من اإلعوالن العوالمي لحقووق اإلنسوان القاعودة األساسوية رغوم‬
‫وج ووود اختالف ووات ف ووي ص ووياغة بع ووض األحك ووام تتو وراوح ب ووين التوس ووع والتقيي وود ف ووي نط وواق األحك ووام‪ .‬ويمك وون‬
‫الحقوق والحريات التي تضمنها االتفاقية كاتتي‪:‬‬ ‫تصني‬
‫‪ -‬حقوق تتعلق بالفرد وحياته الشخصيةت‬
‫‪ -‬حقوق تتعلق بالفرد وحياته في المجتمعت‬
‫‪ -‬حقوق تتعلق بالفرد أمام القانونت‬
‫وهو ما تناوله القسوم األول مون االتفاقيوة للحقووق والحريوات وذلوك فوي الموواد مون ‪ 0‬إلوى ‪ .08‬كوالحق فوي‬
‫الحيواة والسوالمة الجسودية وحظور اإلعودام واالسوترقاق‪ ،‬والحوق فوي الحريوة واألمون والمحاكموة العادلوة‪،‬‬
‫واحتورام حيواة اإلنسوان الخاصوة والعائليوة ومسوكنه وم ارسوالته‪ ،‬والحوق فوي حريوة التفكيور والضومير والعقيودة‬

‫‪40‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫وحرية التعبير والتجمعات السلمية‪ ،‬والحق في الوزواج وتكووين أسورة‪ ،‬وحظور كافوة أشوكال التمييوز ‪ ..‬وغيور‬
‫ذلك من الحقوق‪.‬‬
‫)‬
‫باإلضووافة إلووى الحقوووق الموجووودة فووي‬ ‫وتضووم قائمووة الم وواد ال وواردة فووي االتفاقيووة ثالثووة عشوور حقووا(]‪[5‬‬
‫البروتوكوالت الملحقة بها‪ .‬ومن ثم نطرح التساؤل التالي‪ :‬فيما تتمثل هذه البرتوكوالت وما هو مضمونها؟‬
‫إن النشوواط القووانوني للمجلووس األوروبووي فووي هووذا الشووأن لووم يقتصوور علووى التوقيووع علووى االتفاقيووة فحسووم‬
‫واإلكتفاء بها‪ ،‬ذلك أن التطور المستمر منذ بداية العام التالي‪ ،‬والوذي موازال مسوتم ار حتوى اليووم‪ ،‬أدى إلوى‬
‫صو ووياغة ‪ 02‬برتوك و ووال إضو ووافيا‪ ،‬باإلضو ووافة إلو ووى اتفو وواق أوروبو ووي حو ووول األشو ووخاص الو ووذين يشو وواركون فو ووي‬
‫اإلجو وراءات أم ووام المحكم ووة األوروبي ووة لحق وووق اإلنس ووان(]‪ .)[6‬م وون ه ووذه البروتوكو ووالت م وون ج وواءت بحق وووق‬
‫اضووافية ومنهووا موون عوودل م وواد موجووودة فووي االتفاقيووةت لكوون يعتبوور البروتوكووول الحووادي عشوور والبروتوكووول‬
‫الوى اسوتبدال نظوام الرقابوة الوذي كوان‬ ‫الرابع عشر أهم البروتوكووالت علوى االطوالق‪ .‬ذلوك أن األول يهود‬
‫يعتمد لجنة ومحكمة بنظام يعتمد علوى محكموة فقوط وأصوبح سواريا فوي ‪ 0558/00/10‬فوي االتفاقيوة‪ .‬أموا‬
‫الوى تحسوين فعاليوة آليوة حمايوة حقووق االنسوان اسوتجابة للتغيور الكموي فوي الطلبوات الفرديوة‬ ‫الثاني فيهود‬
‫والتغير النوعي في موضوعاتها‪ ،‬عن طريق اضافة معيوار جديود إلوى قبوول الطلبوات الفرديوة وادخوال نظوام‬
‫التقاضي المنفرد وتوسيع اختصاصات لجنة القضاة الثالثية‪.‬‬
‫المطلم الثاني‬
‫المواثيق العربية‬
‫القو إل بأن بداية فكرة حقوق اإلنسان في الوطن العربي كانت بعد ‪ 40‬سونة مون إنشواء الجامعوة وكوان ذلوك‬
‫بعد أن أصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة قو ار اًر بجعول سونة ‪ 0568‬سونة دوليوة لحقووق اإلنسوان(]‪،) [7‬‬
‫وطلبت هيئةإ األمم المتحدة مون دول العوالم والمنظموات الدوليوة واإلقليميوة التعواون معهوا إلنجواح التظواهرة‪،‬‬
‫وقد تجاوم مجلس الجامعة معها وأصدر قو ار ار فوي سوبتمبر ‪ 0566‬يتعلوق بعقود أول موؤتمر عربوي لحقووق‬
‫اإلنسان‪ ،‬وفعال‪ ،‬انعقد المؤتمر في بيروت في ديسمبر ‪ 0568‬وكان بمثابوة أول نودوة لحقووق اإلنسوان فوي‬
‫جامعة الدول العربية‪.‬‬
‫أما عن المواثيق والصكوك العربية التي طبعت الساحة العربية‪ ،‬فقد تمثلت في‪:‬‬
‫أوال) إعالن حقوق المواطن العربي‪:‬‬
‫لقوود كانووت المبووادرة األولووى سوونة ‪ 0591‬حووين قوودمت جمعيووة حقوووق اإلنسووان بووالعراق اقت ارحووا بالعموول علووى‬
‫واء عل ووى ذل ووك‬
‫إص وودار إع ووالن عرب ووي لحق وووق اإلنس ووان تمهي وودا التفاقي ووة عربي ووة ومحكم ووة ع وودل عربي ووة‪ .‬وبن و ً‬

‫‪41‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫االقتوراح تشووكلت لجنووة خبوراء قاموت بتحضووير اإلعووالن الووذي صوودر فووي العووام التووالي باسووم "إعووالن حقوووق‬
‫المواطن في الدول والبالد العربية"‪ ،‬وجاء ذلك اإلعالن مكونا من ديباجة و‪ 30‬مادة‪.‬‬
‫ولقوود تمووت اإلشووارة فووي الديباجووة إلووى االلتوزام بمبووادح إعووالن العووالمي لحقوووق اإلنسووان عوون عقيوودة وايمووان‪،‬‬
‫وأنووه موون أجوول ذلووك سووتعمل الوودو إل العربيووة علووى تقنووين حقوووق وحريووات الم وواطن العربووي مووع االلت وزام بعوودم‬
‫المساس بها‪ ،‬وبضرورة االهتمام الكامل بها كأساس لكل سياسة أو إدارة أو تشريع‪)[8](.‬‬
‫أمووا فووي مووتن اإلعووالن فقوود نصووت المووادة األولووى علووى «نبووذ أي تفرقووة تقوووم علووى العنصوور أو اللووون أو‬
‫األصل أو الدين أو اللغة أو المويالد أو الثوروة أو الورأي السياسوي أو غيوره‪ ،‬والمسواواة بوين الرجوال والنسواء‬
‫في ممارسة الحقوق والواجبات على قدم المساواة»‪.‬‬
‫إلوى حمايوة الحوق فوي الحيواة وحظور االتجوار فوي الوذات اإلنسوانية‬ ‫واحتوى اإلعوالن أيضوا نصوصوا تهود‬
‫وحماي ووة الحري ووة الشخص ووية والح ووق ف ووي الس ووالمة البدني ووة‪ ،‬وحظ وور التع ووذيم والمعامل ووة القاس ووية أو المحط ووة‬
‫بالكرامة وتحريم السخرة والنفي من الووطن أو المنوع مون العوودة إليوه أو منوع الموواطن مون مغوادرة أي دولوة‬
‫عربية بما في ذلك دولته والحق في طلم اللجوء هربا من االضطهاد‪.‬‬
‫وأقوور اإلعووالن‪ ،‬موون جهووة أخوورى الحووق فووي الجنسووية وعوودم جوواز إسووقاطها‪ ،‬وحمايووة الحيوواة الخاصووة وحرمووة‬
‫المسكن وسرية المراسالت وكفالة حق الملكية وعودم المسواس بشخصوية الموواطن القانونيوة‪ ،‬واحتورام قاعودة‬
‫المساواة أمام القانون وقاعدة ال جريمة وال عقوبة إال بنص‪ ،‬وعدم رجعية القوانين‪.‬‬
‫كما نص اإلعالن علوى الحوق فوي الممارسوة الدينيوة بكول حريوة دون اإلخوالل بحقووق اتخورين وحريواتهم ت‬
‫واحتوى أيضاً على كفالة حرية الرأي والتعبير عنها عن طريق نشرها أو إذاعتها‪ ،‬وذلك باستثناء موا يموس‬
‫باألمن القومي والنظوام العوام واتدام العاموة‪ ،‬كول ذلوك إضوافة إلوى حريوة االجتمواع والتجموع بشوكل سولمي‬
‫والحق في المشاركة في الحياة العامة‪ ،‬والحق في العمل واحترام الحقوق النقابية‪)[9](.‬‬
‫وأشووار ذلووك اإلعووالن‪ ،‬موون جهووة أخوورى‪ ،‬إلووى الحووق فووي مسووتوى معيشووي يلبووي الحاجووات اإلنسووانية وحمايووة‬
‫األس ورة واألمومووة والطفولووة والحووق فووي التعلوويم بالمجووان وحووق المشوواركة فووي الحيوواة الثقافيووة وتهيئووة فوورص‬
‫التنمية البدنية والعقلية للشبام‪.‬‬
‫وأخي ار جواء فوي اإلعوالن التأكيود علوى عودم جوواز المسواس بوالحقوق وحريوات الموذكورة ماعودا الطووارح فوي‬
‫الحاالت العامة التي تهدد األمة والتي يتم اإلعالن عنها بصفة رسمية‪.‬‬
‫غير أن ما يجم مالحظته على هذا اإلعالن هو خلوه من أي إلوزام للودول التوي توافوق عليوه‪ ،‬هوذا إضوافة‬
‫إلى ما وجه إليه من انتقاد بكون المادة ‪ 30‬تسمح للحكومات العربية بالتنصل فوي حالوة الطووارح مون كول‬
‫الحقوووق التووي تضوومنها اإلعووالن دون اسووتثناء‪ ،‬أي أن التنصوول يشوومل حتووى الحووق فووي الحيوواة المنصوووص‬

‫‪42‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫عليووه فووي المووادة الثانيووة موون ذلووك اإلعووالن العربووي‪ ،‬هووذا علمووا بووأن حالووة الط ووارح العامووة قوود تإركووت فووي‬
‫اإلعالن بدون تحديد‪.‬‬
‫ورغم تلك اإلمكانيات المتروكة للدول فوي التنصول مون التزاماتهوا بموجوم حالوة الطووارح‪ ،‬ورغوم عودم الدقوة‬
‫المووذكورة‪ ،‬إال أن ‪ 5‬دول عربيووة فقووط تقوودمت بموافقتهووا علووى اإلعووالن فأيووده بعضووها دون تحفظووات ورفضووه‬
‫بعض ووها اتخ وور بش ووكل كام وول‪ ،‬أم ووا فري ووق ثال ووث‪ ،‬فق وود طال ووم بمدخ ووال تع ووديالت ش ووكلية وموض وووعية عل ووى‬
‫اإلعالن‪ ،‬ومن ثم لم يظهر إعالن حقوق المواطن في الدول والبالد العربية للوجود‪)[10](.‬‬
‫ثانيا) مشروع الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫جوواءت المبووادرة بمنشواء هووذا المشووروع عوون اتحوواد الحقوووقيين العوورم الووذي عقوود نوودوة فووي بغووداد عووام ‪0595‬‬
‫حول حقوق اإلنسان في الوطن العربي‪ ،‬بحيوث وضوعت تلوك النودوة مشوروع اتفاقيوة عربيوة لحقووق اإلنسوان‬
‫وعودة قو اررات توودعو فيهووا الجامعووة العربيوة لتنشوويط لجنتهووا‪ ،‬وقوود كانووت هوذه المبووادرة الوودافع الحقيقووي لجامعوة‬
‫الدول العربية حيث ما لبثت أن كلفت مجموعوةً مون الخبوراء العورم بوضوع ميثواق عربوي لحقووق اإلنسوان‪،‬‬
‫وفووي ‪ 30‬مووارس ‪ ، 0583‬أعلنووت الجامعووة عوون مشووروع ذلووك الميثوواق و عوون إحالتووه إلووى الوودول العربيووة‬
‫لتعطي رأيها فيه‪.‬‬
‫ولقد تضمن المشروع ديباجة و‪ 24‬مادة‪ ،‬وجاء فوي الديباجوة إشوارة إلوى التأكيود علوى مبوادح األموم المتحودة‬
‫واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وأحكوام العهودين الودوليين المتعلقوين بكول مون الحقووق المدنيوة والسياسوية‬
‫واالقتصووادية واالجتماعيووة والثقافيووة لعووام ‪ ،0566‬كمووا تعهوودت الوودول العربيووة لألعضوواء بضوومان الحريووات‬
‫األساسية التوي ال يجووز المسواس بهوا ويتحوتم تنفيوذها وتوأمين االحتورام الكامول لهوا‪ ،‬أموا الموواد األخورى مون‬
‫المشروع فقد احتووت علوى احتورام الحقووق والحريوات األساسوية أموا موواد أخورى مون المشوروع فقود اقتصورت‬
‫موع ظروفهوا وحريوة تطبيوق‬ ‫على مبادح العامة دون تفصيل وذلك إلعطاء كل دولة عربية قدر من تكيي‬
‫ولكون اقتوراح العديوود موون تعووديالت علووى ذلووك المشووروع فوومن مجلووس الجامعووة العربيووة لووم‬ ‫وفووق لتووك الظوورو‬
‫يتخووذ أي قورار فيمووا يتعلووق بووه وقوود يكووون راجعووا لمعارضووة بعووض الوودول األعضوواء لووه ولكوون تجوودر اإلشووارة‬
‫إلووى أن المشووروع سووجل تقوودما عوون اإلعووالن ولقوود تجسوود هووذا التقوودم فووي منووع التنصوول موون بعووض الت ازمووات‬
‫ومنه ووا احتو ورام الح ووق ف ووي المحاكم ووة وح ووق الع ووودة إل ووى ال وووطن‪ ،‬إال أن المش ووروع تمس ووك بالم ووادة ‪ 30‬م وون‬
‫اإلعالن السابق والتي تسمح لحكومات الدول العربية بالتنصل في حواالت الطووارح مون كول الحقووق التوي‬
‫تضوومنها اإلعووالن وهووذا مووا يووؤدي إال عوودم التوزام الوودول بمشووروع الميثوواق العربووي لحقوووق اإلنسووان فووي حالووة‬
‫الطوارح على غرار ما حصل بالنسبة إعالن حقوق المواطن العربي‪)[11](.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫وكذلك نجد أن المادة ‪ 49‬ال تكتفي في حالة الطووارح كاسوتثناء بتعليوق الحقووق المعلنوة‪ ،‬بول هوي أضوافت‬
‫حق المشرع فوي سون قووانين تقيود الحقووق المنصووص عليهوا إذا موا اقتضوت ذلوك ضورورات لحمايوة األمون‬
‫أن كال من اإلعالن ومشروع الميثاق يشوتركان‬ ‫واالقتصاد والنظام العام والصحة واألخالق‪ ،‬ومنه نستش‬
‫فووي السووماح للحكومووات العربيووة بووالخروج عوون احتورام حقوووق اإلنسووان الجوهريووة كووالحق فووي الحيوواة ‪ ،..‬هووذا‬
‫باإلضافة إلى عدم إلزام المشروع الدول األعضاء بتقديم تقارير دورية عن تنفيذه ‪،‬كل ذلك جعول المشوروع‬
‫متخلفا عن التطور الدولي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ما اعتمدته هيئة األمم المتحدة التي فصلت بين الحقووق السياسوية‬ ‫وفي األخير نشير إلى أنه على خال‬
‫والمدنيووة موون جهووة والحقوووق االقتصووادية واالجتماعيووة والثقافيووة موون جهووة أخوورى نجوود أن المشووروع العربووي‬
‫جمووع بووين الحقوووق المختلفووة فووي وثيقووة واحوودة‪ ،‬وهووو لووم يتجوواوز ‪ 21‬مووادة بينمووا نجوود العهوود الوودولي للحقوووق‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية يصل إلى ‪ 30‬مادة ويصل العهد الدولي للحقووق المدنيوة والسياسوية إلوى‬
‫إلووى اقتصووار المشووروع علووى إي وراد المبووادح العامووة والحقوووق األساسووية‬ ‫‪ 93‬مووادةت وقوود يعووود هووذا الضووع‬
‫وترك التفاصيل للمواثيق المتممة التي قد تليه‪)[12](.‬‬
‫ثالثا) مشروع ميثاق حقوق اإلنسان والشعم في الوطن العربي‪:‬‬
‫ظهرت بوادر هذا المشروع عندما قوام المعه إود الودولي للد ارسوات العليوا فوي العلووم الجنائيوة فوي إيطاليوا سونة‬
‫واء علووى توصووية موون مووؤتمر علموواء القووانون العوورم‪ ،‬ببحووث ومناقشووة موضوووع العدالووة الجنائيووة‪،‬‬
‫‪ ،0586‬بنو ً‬
‫التعليم واصوالح حقووق اإلنسوان ت وقود انعقود الموؤتمر فوي مدينوة سويراكو از فوي إيطاليوا‪ .‬وفوي ختوام الموؤتمر‬
‫الذي حضره ممثلو ‪ 04‬دولة عربية و‪ 96‬شخصية من الشخصيات العربية البوارزة وممثلوون عون المنواطق‬
‫المعهد‪ ،‬وبعد استعراض وثائق حقوق اإلنسان الصادرة عن األموم‬ ‫ْ‬ ‫المحتلة من فلسطين‪ ،‬طالم المشاركون‬
‫المتحدة والمجلس األوروبي واالتفاقية األمريكيوة لحقووق اإلنسوان والميثواق اإلفريقوي ومشوروع جامعوة الودول‬
‫العربية وأجزاء من المشروع اإلسالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬بتنظويم موؤتمر للخبوراء العورم تكوون مهمتوه وضوع‬
‫مش ووروع ميث وواق أو اتفاقي ووة عربي ووة لحق وووق اإلنس ووان‪ .‬وبالفع وول‪ ،‬انعق وود م ووؤتمر الخبو وراء بمق وور المعه وود ال وودولي‬
‫لد ارسووات العليووا فووي العلوووم الجنائيووة فووي فتورة مووا بووين ‪ 19‬و‪ 04‬ديسوومبر ‪ 0586‬وحضوره ممثلووون عوون ‪04‬‬
‫أنح وواء الع ووالم باإلض ووافة إل ووى ممثل ووين ع وون المن وواطق المحتل ووة‬ ‫دول ووة عربي ووة و‪ 62‬شخص ووية ب ووارزة لمختلو و‬
‫وآخرين من داخل إسرائيل‪.‬‬
‫وقوود تبنووى المووؤتمر الوونص النهووائي لمشووروع ميثوواق حقوووق اإلنسووان والشووعم فووي الوووطن العربووي وتإوورجم إلووى‬
‫حاد المحامين العرم الذي يمثل أكثر من مائة ألو محوامي فوي‬ ‫اللغتين اإلنجليزية والفرنسية‪ ،‬كما أعلن اتَ إ‬
‫الوطن العربي تأييده الكامل للمشروع وذلوك فوي موؤتمر االتحواد الوذي إعقود فوي الكويوت فوي أفريول ‪،0589‬‬

‫‪44‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫وأعلنوا عن أملهم في أن تتبنى جميع الدول العربية هذا الميثاق‪)[13](.‬كما جرى ارسال نسخة منه إلوى كول‬
‫من رؤساء الدول العربية والوى االموين العوام لجامعوة الودول العربيوة‪ ،‬وجورى أيضواً ارسوال ‪ 911‬نسوخة إلوى‬
‫أكثر من ‪ 911‬شخصية على صعيد العالم العربي‪)[14](.‬‬
‫واذا مووا تص وفنحنا مشووروع الميثوواق هووذا نجووده قوود احتوووى علووى ديباجووة و‪ 13‬أب ووام‪ .‬ولقوود اسووتهلت الديباجووة‬
‫بووالقول أنووه‪ « :‬لمووا كووان اإلقورار بمووا لجميووع أعضوواء المجتمووع البشووري موون ك ارمووة أصوويلة فوويهم وموون حقوووق‬
‫متسوواوية وثابتووة‪ ،‬بشووكل أسوواس الحريووة والعوودل والسووالم فووي العووالم » ت ثووم تمضووي إلووى القووول‪« :‬ونظو ار لمووا‬
‫يجمع بين أبناء األمة العربية في كافة أقطارهوا مون روابوط قوميوة ال تنفصوم تتمثول فوي وحودة القويم والتوراث‬
‫والتوواريو والحضووارة والمصووالح والتووي كوورم ان أرضووها بووان جعلهووا مهوود الرسوواالت السووماوية‪ ،‬وبحكووم اتمووال‬
‫المشواركة فوي بنواء الحضووارة اإلنسوانية وتقودمها‪ ،‬وحيوث أن تجاهوول‬ ‫التوي يتطلعوون إليهوا مون أجوول اسوتئنا‬
‫الحقوق الجماعية لألمة العربية وحقوق اإلنسان في أراضيها قد أفضى إلى كل كوارث ال حصر لها بودءا‬
‫موون احووتالل فلسووطين واقامووة كيووان عنصووري غريووم فيهووا واقووتالع شووعبها منهووا وانتهوواء باسووتباحة األرض‬
‫العربية كلها واهدار مواردها البشرية والمادية وربط مقدراتها ومصيرها بقوى خارجية عنها وبالتوالي عجزهوا‬
‫عن مجابهة نموها واستقاللها وتحقيق أمانيها المشروعة »‪.‬‬
‫وموون أهووم التوجهووات التووي ظهوورت اثنوواء نقووام المشووروع تقووديم حقوووق اإلنسووان أوالً ألنهووا الضوومان لحقوووق‬
‫الشعوم وأن الحقوق الفردية تأتي قبول الحقووق السياسوية‪ ،‬كموا نوص المشوروع أيضوا علوى حوق األبنواء فوي‬
‫الجنسية دون تمييوز بوين الرجول والمورأة وكوذلك علوى حظور التعوذيم وحوق الموواطن فوي التعوويض إذ جورى‬
‫توقيفووه بغيوور سووند قووانوني‪ .‬كووذلك فقوود جوورى التركيووز علووى الحقوووق االقتصووادية واالجتماعيووة وخاصووة حووق‬
‫التعليم‪.‬‬
‫وبهووذا نسووتطيع القووو إل بووأن المحوواوالت التووي قامووت بهووا الوودول العربيووة مجسودة فووي جامعووة دول العربيووة التووي‬
‫خصت حقوق اإلنسان في اإلقليم العربي وتمثلت في المشروعين حيوث نجود مشوروع الميثواق العربوي نوص‬
‫مثله مثل مشروع ميثاق اإلنسان والشعم في الووطن العربوي علوى الحقووق المدنيوة والسياسوية واالقتصوادية‬
‫واالجتماعيووة والثقافيووة كحقوووق فرديووة زيووادة علووى بعووض الحقوووق الجماعيووة كحووق الشووعم الفلسووطيني فووي‬
‫تقرير مصيره‪)[15](.‬‬
‫رابع ووا) الميث وواق العرب ووي لحق وووق اإلنس ووان‪ :‬المش ووروع والتح ووديث‪ :‬ب ووالرغم م وون ك وول تل ووك المب ووادرات‪ ،‬إال أن‬
‫الوصول إلى نظام وصوكوك عربيوة لحمايوة حقووق اإلنسوان بقيوت بعيودة ولوم يتجسود منهوا أي مشوروع علوى‬
‫أرض الواقووع‪ .‬ومووع ذلووك فقوود بقيووت الفكورة حلمووا يوراود المجموعووة العربيووة حكومووات ومنظمووات وشخصوويات‪،‬‬
‫وكان ل ازموا أن ينتظور حتوى مطلوع التسوعينيات لكوي تسوتقيم الفكورة علوى أسواس واضوح وجواد‪ ،‬حيوث بوادرت‬

‫‪45‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫لجنة حقوق اإلنسان بجامعة الودول العربيوة بوضوع مشوروع سومي بالميثواق العربوي لحقووق اإلنسوان وقدمتوه‬
‫إلوى مجلوس الجامعوة خووالل شوهر ينواير ‪ ،0553‬وهووو المشوروع الوذي استحسونته الجامعووة وتوم اعتمواده موون‬
‫طوور مجلسووها بتوواريو ‪ 09‬سووبتمبر ‪ ،0552‬وتووم ذلووك بجووو موون التكووتم وبقووي بعيووداً عوون االضوواء ولووم يعووط‬
‫حقه في االعالن والنشر(]‪.)[16‬‬
‫إن مشروع الميثاق العربي لحقوق اإلنسان لعام ‪ ،0552‬والذي بدأ بوذكر الودول العربيوة االثنتوين والعشورين‬
‫موون ديباجووة واربعووة أقسووام‪ .‬و تتميووز الديباجووة بوومبراز خصوصوويته بالتأكيوود علووى‪- :‬األمووة‬ ‫جميعهووا يتووأل‬
‫العربية تؤمن بكرامة اإلنسان ت ‪-‬الوطن العربي مهد الديانات وموطن الحضاراتت ‪-‬المبادح الخالودة التوي‬
‫أرسووتها الش وريعة اإلسووالميةت ‪-‬رفووض العنص ورية والصووهيونيةت ‪-‬إعووالن القوواهرة حووول حقوووق اإلنسووان فووي‬
‫اإلسالم‪)[17]( .‬‬
‫وقد تضمن مشروع ‪ 0552‬أربعة أقسام مختلفة لكل منها وجه من وجوه حقوق اإلنسان معظمهوا مسوتوحاة‬
‫من المواثيق التقليدية لحقوق اإلنسان‪ .‬غير أن المميز في هذا المشروع احتواؤه علوى بعوض الحقووق التوي‬
‫لم تكن مكفولة في الدول العربية فيما سبق بموجم التشريعات الوطنية‪ .‬ومون بوين أهوم تلوك الحقووق‪ :‬عودم‬
‫ج وواز الحكووم بعقوبووة االعوودام فووي جريمووة سياسوويةت ال يجوووز حووبس انسووان ثبووت اعسوواره عوون الوفوواء بوودين‬
‫موودنيت حمايووة الدولووة لكوول انسووان يقوويم علووى ارضووها موون التعووذيمت الحووق فووي طلووم اللجوووء السياسووي وعوودم‬
‫جواز تسليم الالجئين السياسيينت تجريم المساس بحريوة الحيواة الخاصوة بموا فوي ذلوك خصوصويات االسورة‬
‫والمسكن وسرية المراسالت وغيرهات يجم معاملة المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية معاملوة إنسوانيةت ال‬
‫يجوز نفي المواطن من بلده أو منعه من العودة إليهت حرية العقيدة والفكر والورأي مكفولوة لكول فورد ‪ ..‬إلوى‬
‫غير ذلك من الحقوق‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن هذا المشروع شكل خطووة إيجابيوة فوي مسوار الودول العربيوة وشوعوبها وانجوا از كبيو ار فوي‬
‫مجووال عموول جامعووة الوودول العربيووة‪ ،‬غيوور أنوه لووم يحووظ بووالقبول واالستحسووان موون قبوول كافووة الوودول العربيووةت‬
‫فالدولة الوحيدة التي صادقت عليوه كوان العوراق فوي حوين‪ ،‬فقود تحفظوت عليوه ‪ 9‬دول عربيوة هوي االموارات‬
‫العربيووة المتحوودة والبح ورين وسوولطنة عمووان والكويووت والمملكووة العربيووة السووعودية والسووودان والوويمن‪ ،‬كمووا أن‬
‫أسووبام الووتحفظ حسووم ادعائهووا تعووود بشووكل اساسووي إلووى ارتباطاتهووا اإلسووالمية التووي توووفر هووذه الحقوووق‬
‫وتغني عن الميثاق‪)[18]( .‬‬
‫ومووع ذلووك‪ ،‬وبووالرغم موون كافووة أوجووه القصووور التووي اعتوورت الميثوواق العربووي لحقوووق اإلنسووان‪ ،‬إال أن موون‬
‫المالحظين من استحسنه حينها واعتبره بادرة مشهودة وخطوة عملية موفقة وان جواءت متوأخرة‪ ،‬وهوو علوى‬
‫أيووة حووال قوود قوواد فيمووا بعوود‪ ،‬وعلووى نحووو مووا سوونرى‪ ،‬إلووى إنجووازات أخوورى فووي مجووال حقوووق اإلنسووان أهمهووا‬

‫‪46‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫تحديث هذا المشروع واعتماده بعد عشر سنوات فضال عن إنجاز المحكمة العربية لحقوق اإلنسوان‪ .‬وعون‬
‫هووذا الميثوواق‪ ،‬عبوور كثيوورون بووالقول‪" :‬أن يكووون لنووا ميثوواق عربووي لحقوووق اإلنسووان افضوول موون اال يكووون لنووا‬
‫ميثاق بالمرة ‪ ..‬إذ باإلمكان مواصلة العمل والنضال من اجول تطووير هوذا الميثواق وتعديلوه واالضوافة إليوه‬
‫‪ "..‬وأن "بعض ما ورد فوي الميثواق يشوكل فوي حالوة تنفيوذه انقالبواً حقيقيواً فوي توجهوات وسياسوة العديود مون‬
‫الدول العربي ‪ "..‬وأنه يبدو "قد صدر لحظة يقظة وفوي غفلوة مون أكثريوة الودول العربيوة التوي كانوت تعرقول‬
‫صدوره بشتى األساليم الظاهرة والمستترة"‪)[19](.‬‬
‫إن انهيار مشروع الميثاق العربي لحقوق اإلنسان لعام ‪ ،0552‬بالجملوة كوان حواف از فوي جانوم آخور لودعاة‬
‫حقوووق اإلنسووان سوواء موون الوودول العربيووة أو موون المنظمووات أو الهيئووات والشخصوويات ألن تعوواود الكورة بعوود‬
‫ق اربة العشر سونوات‪ .‬وكوان هوذه المورة معواودة بعوث ذات المشوروع موع تحديثوه والعمول علوى أن يتوافوق موع‬
‫المعايير الدولية لحقوق اإلنسان وعدم التناقض معها في المضمون‪ .‬وفي إطار مذكرة النوايوا الموقعوة بوين‬
‫جامعووة الوودول العربيووة ومكتووم مفوووض األمووم المتحوودة السووامي لحقوووق اإلنسووان‪ ،‬بوودأت فعووال عمليووة تحووديث‬
‫واء علووى دعوووة مون األمووين العووام لجامعووة الودول العربيووة وعلووى إثوور هوذه الوودعوة صوودر القورار رقووم‬
‫الميثواق بنو ً‬
‫(‪ )6185‬عوون مجلووس الجامعووة فووي مووارس ‪ 4110‬يقضووي بوضووع مشووروع لتحووديث الميثوواق وانشوواء إدارة‬
‫وس الجامعوة‬ ‫حقوق اإلنسان التابعة لألمانة العاموة لجامعوة العربيوة‪ .‬وفوي موارس مون سونة ‪ ،4113‬قوام مجل إ‬
‫بتكليو و اللجن ووة العربي ووة الدائم ووة لحق وووق اإلنس ووان بمش وواركة خبو وراء حك وووميين بتح ووديث الميث وواق استرش ووادا‬
‫بمالحظات الدول العربية‪.‬‬
‫وفعووال‪ ،‬عقوودت اللجنووة دورتووين اسووتثنائيتين وانتهووت فووي الوودورة الثانيووة موون وضووع مشووروع الميثوواق الجوواري‬
‫تحديثووه وكووان ذلووك فووي ‪ 04‬أكتوووبر ‪ ،4113‬ثووم قامووت اللجنووة بعوود اجتماعهووا التكميلووي فتوصوولت فووي ‪02‬‬
‫ينوواير ‪ 4112‬إلووى وضووع مشووروع تحووديث الميثوواق صووودق عليووه فووي ختووام مووؤتمر القمووة العربيووة لحقوووق‬
‫اإلنسووان المنعقوود فووي تووونس فووي ‪ 43‬موواي ‪ ،)[20]( 4112‬بموجووم ق ورار مجلووس الجامعووة رقووم ‪ 491‬د‪ .‬ع‬
‫(‪ )06‬في التاريو المتقدم‪.‬‬
‫أمووا عوون نفوواذ الميثوواق فمنووه يسووتلزم مصووادقة ‪ 19‬دول عربيووة عليووه أي مووا يعووادل ثلووث عوودد الوودول العربيووة‬
‫تقريبا‪ ،‬وهو ما تم بالفعل في مطلع سنة ‪ 4118‬فقود أعلنوت جامعوة الودول العربيوة عون بودأ سوريان الميثواق‬
‫العربووي لحقوووق اإلنسووان اعتبووا ار موون يوووم ‪ 09‬مووارس ‪ 4118‬بعوود شووهرين موون توواريو إيووداع وثيقووة التصووديق‬
‫السووابعة لوودى أمانووة الجامعووة العربيووة عمووال بمووا توونص عليووه الفقورة ‪ 4‬موون المووادة ‪ 25‬موون الميثوواق ‪ ،‬وكانووت‬
‫دولووة اإلمووارات العربيووة المتحوودة هووي السووابعة‪ ،‬أمووا الوودول العربيووة السووت األخوورى التووي سووبقت وأن صووادقت‬
‫على الميثاق فهي الجزائر‪ ،‬البحرين‪ ،‬األردن‪ ،‬ليبيا‪ ،‬فلسطين‪ ،‬وسوريا‪ )[21](.‬وحتى اتن‪ ،‬وفوق الدول التوي‬

‫‪47‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫سووبق ذكرهووا بالمصووادقة علووى الميثوواق‪ ،‬صووادقت كووذلك عليووه كوول موون السووودان والع وراق والكويووت ولبنووان‬
‫والمملكة العربية السعودية‪ ،‬وقطر واليمن‪)[22]( .‬‬
‫ويتكووون الميثوواق العربووي لحقوووق اإلنسووان فووي طابعووه الحووديث موون حووالي ‪ 2395‬مفووردة موزعووة علووى ‪069‬‬
‫فقرة تقتسمها ديباجة و‪ 93‬مادة‪ .‬وبدراسة مواد الميثاق يمكن تقسيمه إلوى أربعوة أجوزاء يحتووي الجوزء األول‬
‫من وضع الميثاق‪ ،‬أما الجزء الثاني فيضم المواد من ‪ 14‬إلى‬ ‫على المادة األولى التي أعلنت عن الهد‬
‫وص للحقوووق المحميووة بموجبووه‪ ،‬وقوود تعهوودت الوودول األعضوواء باتخوواذ التوودابير الالزمووة موون أجوول‬
‫صو ْ‬
‫‪ ، 22‬إخ َ‬
‫ضمان الحقوق والحريات الواردة فيه‪ .‬أما الجزء الثالث فيضم الموواد مون ‪ 29‬إلوى ‪ ، 28‬وهوو قود خصوص‬
‫لجهوواز الرقابووة علووى تنفيووذ الميثوواق وهووو لجنووة حقوووق اإلنسووان العربيووة ت أمووا الجووزء ال اربووع واألخيوور فيضووم‬
‫المواد من ‪ 25‬إلى ‪ ، 93‬وخصص للجوانم اإلجرائية‪.‬‬
‫حق وووق اإلنس ووان كم ووا وردت ف ووي معظمه ووا ف ووي‬ ‫ولق وود ن ووص الميث وواق العرب ووي لحق وووق االنس ووان عل ووى مختلو و‬
‫المواثيق الثالث الرئيسية وهي اإلعالن العالمي والعهدين الدوليين‪ ،‬كما جواء توزيوع تلوك الحقووق بوين ثنايوا‬
‫الميثوواق العربووي مصوونفة وفووق األجيووال الووثالث المعروفووة‪ ،‬غيوور أن الجيوول الثوواني‪ ،‬وهووو الحقوووق الجماعيووة‬
‫كالحق في تقرير المصير والسيادة على الثروات ‪ ..‬ومقاومة االستعمار ‪ ،..‬هو الذي بودأ بوه الميثواق ربموا‬
‫تأثر بالحقبة اإلستعمارية التي خضعت لها الدول العربية وكذلك تأث ار بالصوراع العربوي اإلسورائيلي (الموادة‬
‫الحقووق الفرديوة‪ ،‬سولبية كانوت أو إيجابيوة‪ ،‬سياسوة ومدنيوة‬ ‫الثانية)‪ ،‬ثوم انبورى الميثواق بوالنص علوى مختلو‬
‫كانت أو اقتصادية واجتماعية أو ثقافية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم يهمول الميثواق أيضوا الجيول الثالوث لحقووق اإلنسوان‬
‫بالتعرض للحق في التنمية ‪( ..‬المادة ‪)[23](.)39‬‬
‫المطلم الثالث‬
‫تقييم المواثيق‬
‫رغم أن النظوام األوروبوي قود اعتمود علوى ميثواق واحود أال وهوو االتفاقيوة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان‪ ،‬ورغوم‬
‫حداثتها حيث‪ ،‬وكما أشورنا سوابقا‪ ،‬جواءت فوي سونة ‪ ،0591‬إال أنهوا دخلوت حيوز التنفيوذ فوي ظور قصوير‬
‫قدره ‪ 13‬سنوات مقارنة بمواثيق األنظمة األخرى خاصة النظوام العربوي الوذي عور ثوالث مواثيوق مختلفوة‬
‫لم ترى النور جلنها وهي إعالن حقوق الموواطن العربوي ومشوروع الميثواق العربوي لحقووق االنسوان ومشوروع‬
‫ميثوواق حقوووق االنسووان والشووعم فووي الوووطن العربووي‪ ،‬قبوول أن تصوول‪ ،‬وبعوود جهووود ماراتونيووة‪ ،‬إلووى الميثوواق‬
‫العربي لحقوق اإلنسان‬
‫وبالنظر إلى محتوى االتفاقية األوروبية نجدها أنها تبنت مبادح اإلعالن العالمي لحقووق اإلنسوان‬
‫وكانووت جوود محووددة وصووارمة ومحافظووة علووى حقوووق اإلنسووان األوروبووي‪ ،‬وقوود اسووتكملت النقووائص التووي بهووا‬

‫‪48‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫بمجموعووة م وون البروتوكو ووالت الملحقووة به ووا ت كم ووا اعتموودتها ال وودول األوروبي ووة علووى أنه ووا مس وواوية لقوانينه ووا‬
‫الداخلية وفي بعض األحيان أسمى منها‪ .‬وقود كانوت‪ ،‬أي االتفاقيوة‪ ،‬تخاطوم سولطات الودول وتضوع عليهوا‬
‫التزاما بعدم مخالفة دساتيرها وقوانينها‪.‬‬
‫أمووا المواثيووق العربيووة فهووي أيضووا تبنووت مبووادح اإلعووالن العووالمي لحقوووق االنسووان إال أنهووا لووم تعطهووا القوووة‬
‫الالزمة لمحتواها‪ ،‬فلقد تركت للدول حوق التنصول والتهورم مون كول التزاماتهوا فوي حالوة الطووارح‪ ،‬والمعلووم‬
‫أن حاالت الطوارح هي التي يجري فيها انتهاك حقوق اإلنسان بصورة أكبر‪ ،‬وكوان بواألحرى التأكيود علوى‬
‫النصوص(]‪ )[24‬التوي تسومح بتعطيول حقووق اإلنسوان فوي‬ ‫حماية حقوق اإلنسان في مثل تلك الحالة وحذ‬
‫ظر إيحتاج فيه أصال إلى حماية تلك الحقوق‪.‬‬
‫وموون جانووم آخوور‪ ،‬فوومن الوودول األوروبيووة بووالرغم موون مصووادقتها علووى معظووم الصووكوك الدوليووة الخاصووة‬
‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬واصدارها التفاقية عام ‪ ،0591‬إال أنها عززت منظومة حقووق اإلنسوان فوي أوروبوا بعودد‬
‫م وون البروتوكو ووالت اإلض ووافية الت ووي تناول ووت تفاص وويل وجزئي ووات دقيق ووة تخ ووص مواض وويع مختلف ووة م وون‬ ‫وا‬
‫مواضيع حقوق اإلنسان فضال عن نصها على ترتيبات دقيقة تتعلوق بالترتيبوات واإلجوراءات والتنفيوذ وغيور‬
‫منظومتهووا التش وريعية فووي مجووال كفالووة حمايووة‬ ‫ذلووك‪ .‬أمووا بالنسووبة للوودول العربيووة‪ ،‬وعلووى الوورغم موون ضووع‬
‫حقوووق اإلنسووان‪ ،‬فهووي قوود اكتفووت بالميثوواق العربووي لحقوووق اإلنسووان الووذي ال تتعوودى نصوصووه وموواده أكثوور‬
‫مون ‪ 39‬موادة‪ ،‬وغنوي عون البيوان أن تلوك النصووص لون تكوون كافيوة أموام مواضويع متخصصوة مون حقوووق‬
‫اإلنسان مثل حماية قضايا المرأة وحرية المعتقد وحرية الورأي والتعبيور والتعوذيم واالختفواء القسوري وغيرهوا‬
‫‪ ..‬وكووان بوواألحرى توودعيم هووذا الميثوواق بمواثيووق وبروتوك ووالت أخوورى علووى غ ورار النظووام األوروبووي لحقوووق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫وعلووى صووعيد آخوور‪ ،‬ومووع الحكووم المبوودئي عوون نجوواح الميثوواق العربووي لعووام ‪ 4112‬فووي الوصووول إلووى نقطووة‬
‫محورية فاصلة تكون الدول والشعوم العربية قد خطتهوا بعود سونوات طووال مون النضوال‪ ،‬يمكون القوول هنوا‬
‫أنه شوكل نقلوة نوعيوة تجواوز بهوا ميثواق عوام ‪ ،0552‬سويما موع إقو ارره عوددا مون الحقووق التوي لوم يتضومنها‬
‫نظيره لعام ‪ ،0552‬فهو قد ضم من حقوق اإلنسوان موا يتوافوق والمعوايير الدوليوة المتعوار عليهوا عالميوا‪،‬‬
‫وفووي بعووض األحيووان يكووون قوود تجوواوز هووذه األخي ورة مثوول ضوومانه لحقوووق اإلنسووان لألف وراد ذوي اإلعاقووات‬
‫ضوود المورأة والطفوول واألسورة‬ ‫النفسووية والبدنيووة (المووادة ‪ 2‬موون الميثوواق العربووي لعووام ‪ ،)4112‬وحظوره العنو‬
‫(المادة ‪ ،)33‬وضمانه استقاللية القضاء (المادة ‪ .. )04‬وغير ذلك‪ .‬غير أن هذا كله ال ينفوي عنوه أوجوه‬
‫القصور في بعض الحقوق الجوهرية المتعوار عليهوا عالميوا وتضومنتها أهوم صوكوك حقووق اإلنسوان مثول‬
‫الحق في الحياة وتنفيذ عقوبة اإلعودام موثال‪ .‬فالموادة (‪ )9‬مون ميثواق ‪ ،4112‬تسومح بتنفيوذ عقوبوة اإلعودام‬

‫‪49‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫(]‪[25‬‬
‫َق‬
‫على من هم دون سون ‪ 08‬إذا كانوت التشوريعات فوي بلود ارتكوام الجريموة تسومح بوذلك )‪ ،‬وبوذلك إي ْسوب إ‬
‫الميثاق التشريع الوطني في هذه المسألة ويعطيه األولوية في التطبيوق موع أن العكوس هوو الصوحيح‪ ،‬وهوو‬
‫يسومح بتنفيووذ هوذه العقوبووة علوى القصوور موع أن ذلووك محظوور فووي وثيقوة موون أهوم وثووائق حقووق اإلنسووان أال‬
‫وهووي العهوود الوودولي للحقوووق المدنيووة والسياسووية فووي المووادة (‪ )6‬منووه‪ .‬مضووافا إلووى ذلووك أن اتفاقيووة حقوووق‬
‫الطفوول لعووام ‪ ،0585‬والتووي تعوود الوودول العربيووة األعضوواء فووي الجامعووة العربيووة أط ارفووا فيهووا ‪ ،‬تحظوور فووي‬
‫المووادة (‪/39‬أ) منهووا‪ ،‬وبشووكل مطلووق‪ ،‬فوورض عقوبووة اإلعوودام أو السووجن المؤبوود دون إمكانيووة اإلفوراج‪ ،‬علووى‬
‫الجرائم الي يرتكبها أفراد دون سون ال و‪ .08‬إن الموادتين السوالفتين تشوكالن قاعودة عرفيوة مون قواعود القوانون‬
‫الو وودولي العرفو ووي وال يمكو وون للميثو وواق العربو ووي ان يخالفهو ووا تحو ووت أي مسو وومى أو ذريعو ووة وبو وواألخص التو ووذرع‬
‫بالتشريعات الوطنية طبقا لمبدأ سمو القانون الدولي على الوطني‪.‬‬
‫وبحسووم بعووض التقووارير التووي تقوودمت بهووا منظمووات لحقوووق اإلنسووان‪ ،‬فوومن انتقووادات كبي ورة يمكوون أن توجووه‬
‫عل ووى مض وومون الحق وووق الت ووي تض وومنها الميث وواق العرب ووي لحق وووق اإلنس ووان لع ووام ‪ ،4112‬س وويما ف ووي مج ووال‬
‫المسوواواة بووين الرجوول والم ورأة وحظوور التمييووز ضوود الم ورأة الووارد فووي المووادة (‪ ،)3‬وكووذلك فيمووا يتعلووق بحظوور‬
‫التعووذيم والعاملووة المهينووة ‪ ..‬ت وأيضوا قصووور المووادة (‪ )31‬عوون‬ ‫التعوذيم وقصووور المووادة (‪ )3‬عوون تعريو‬
‫النص على حرية الرأي والتعبير بتقصيرها في مضمون حرية المعقد وضمانات ممارسة شعائره ‪)[26]( ..‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫آليات حماية حقوق اإلنسان في النظامين‪ :‬األوروبي والعربي‬
‫المطلم األول‬
‫اتليات األوروبية لحماية حقوق اإلنسان‬
‫تنفيووذا لمبوودأ عوودم إمكووان أي دولووة التحلوول موون الوفوواء بالتزاماتهووا التعاقديووة بسووبم مخالفتهووا ألحكووام القووانين‬
‫المعمول بها في أ ارضويها‪ ،‬إال فوي حودود القيوود والتحفظوات الخاصوة التوي تجيزهوا االتفاقيوة وبروتوكوالتهوا‪،‬‬
‫أنشووأت االتفاقيووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان ثووالث أجه وزة لكفالووة تنفيووذ أحكامهووا وضوومان احت ورام الحقوووق‬
‫والحريووات ال وواردة بهووا‪ ،‬كضوومان نهووائي لواجووم الحمايووة الووذي تفرضووه االتفاقيووة علووى الوودول األعضوواء فووي‬
‫نط وواق أنظمته ووا القانوني ووة الوطني ووة بع وود اس ووتنفاذ كاف ووة إجو وراءات التقاض ووي وط وورق الطع وون الداخلي ووة‪ .‬وه ووذه‬
‫األجهزة هي‪:‬‬
‫‪ -‬اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسانت‬
‫‪ -‬المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسانت‬
‫‪ -‬لجنة الوزراء بمجلس أوروبا‪)[27](.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫الفرع األول‬
‫اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان‬
‫كانوت اللجنوة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان هوي الجهوة الرقابيوة األولوى والمباشورة علوى مودى تقنيود الودول‬
‫بأحكام االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬كما أنها كانت تلعم دو اًر هاماً في النظر بالشوكاوى‬ ‫األط ار‬
‫فوي االتفاقيوة حوال ادعائهوا بارتكوام انتهاكوات ألحكوام هوذه‬ ‫المقدموة لهوا ضود أي مون الودول األطو ار‬
‫األخيرة‪ ،‬وقد كانت تعد من أهم اتليات لتنفيذ أحكام االتفاقية على اإلطالق‪ ،‬وقد استمر عملهوا إلوى غايوة‬
‫عوام ‪ 1988‬إلوى غايوة أن توم إلغاؤهوا بموجوم البروتوكوول رقوم (‪ )00‬الملحوق باالتفاقيوة األوروبيوة لحقووق‬
‫اإلنسانت وتم إسناد اختصاصاتها إلى المحكمة األوروبية الجديدة‪.‬‬
‫وموع ذلوك‪ ،‬فومن إلغاءهوا ال يمنوع مون تناولهوا بالد ارسوة لموا لهوا مون قيموة تاريخيوة بموا يسواهم ويسواعد فوي‬
‫الدراسات المقارنة بينها وبين لجان أخرى والدور الذي لعبته في هذا المجال‪.‬‬
‫أوال) قوام واختصاصات اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫تتميووز اللجنووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان عوون غيرهووا موون اللجووان الدوليووة واإلقليميووة موون حيووث أنووه قوود تووم‬
‫تشكيلها بموجوم نوص الموادة (‪ /05‬أ) مون االتفاقيوة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان‪ ،‬باإلضوافة إلوى أنهوا تتوأل‬
‫المتعاق وودة عل ووى االتفاقي ووة وبالت ووالي ف وومن قوامه ووا يك ووون ق ووابال‬ ‫م وون أعض وواء يس وواوي ع ووددهم ع وودد األطو و ار‬
‫للنقصان أو الزيادة وفقا النسوحام أو انضومام الودول األوروبيوة فوي االتفاقيوةت كموا أن الغورض مون تمثيول‬
‫فوي‬ ‫كل دولة طر في االتفاقية بعضو في اللجنة ضمان أن يكون تشكيل اللجنة ممثالً لجميع األط ار‬
‫االتفاقية]‪.[28‬‬
‫وتعتمد اللجنة فوي اختيوار أعضواءها علوى آليوة االنتخوام‪ ،‬حيوث يقووم مكتوم الجمعيوة االستشوارية لمجلوس‬
‫أوروبا بمعداد قائمة اسمية تقودم فيهوا كول دولوة طور ثوالث مرشوحين علوى األقول اثنوان مون جنسويتها‪ ،‬أموا‬
‫عون طريقوة التصوويت فمنوه يكوون باألغلبيوة المطلقوة وبمعرفوة لجنوة الووزراء طبقوا لونص الموادة (‪ )40‬مون‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫ووفقا لما جواء فوي نوص الموادة (‪ )43‬مون االتفاقيوة األوروبيوة فومن الواليوة الزمنيوة المحوددة لعضووية اللجنوة‬
‫هي ست سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬مع مراعاة أن أعضاء اللجنة المنتخبين يقومون بممارسة مهامهم بصفتهم‬
‫الشخصوية‪ ،‬أي يكوون ارئودهم الودفاع عون احتورام نصووص االتفاقيوة‪ ،‬دون تحيوز إلوى الدولوة التوي يحملوون‬
‫جنسيتها‪ .‬فعضو اللجنة ال يعمل لصالح دولته‪ ،‬رغم أنها هي من قامت بترشيحه لعضوية اللجنوة‪ ،‬وعليوه‬
‫فمنهم في ممارسة مهامهم ال يمثلون دولهم‪ ،‬بل جميع دول المجلس األوروبي ]‪.[29‬‬

‫‪51‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫وتتلخص مهام واختصاصات اللجنة في أنها تقوم بتطبيق أحكام االتفاقية وتلقي الشكاوى من أي شخص‬
‫أو هيئوة غيور حكوميوة بصودد تجواوزات أو مخالفوات تقوع علوى حقووق اإلنسوان هوذا عودا عون اختصاصوها‬
‫فوي االتفاقيوة‪ .‬ويعود‬ ‫المتعاقودة ضود أي دولوة طور‬ ‫بوالنظر فوي المخالفوات المقدموة مون األطو ار‬
‫ات‬
‫اختصاصها بنظر الطعون إلزاميا للدول األط ار طبقا للموادة (‪ )42‬مون االتفاقيوة]‪ ، [30‬وتتخوذ القو ارر إ‬
‫في اللجنة بأغلبية األعضاء الحاضرين الذين أدلوا بأصواتهم‪( ،‬انظر المادة ‪ )32‬من االتفاقية‪ ،‬كما تعقد‬
‫اجتماعاتها بشكل سري (انظر المادة ‪ )33‬من االتفاقية‪.‬‬
‫ثانيا) آليات اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫ألحكام االتفاقية‪ ،‬باالستناد إلى‪:‬‬ ‫تمارس اللجنة دورها اإلشرافي والرقابي حول احترام الدول األط ار‬
‫‪ -0‬تلقوي الشوكاوى‪ :‬حيوث أنهوا كانوت تتلقوى نووعين مون الشوكاوى منهوا موا هوو مقودم مون طور الودول و‬
‫أخرى يقدمها األفوراد أو المنظموات الغيور حكوميوة ‪ ،‬أموا فيموا يخوص الودول فمنهوا تتلقوى الشوكاوى المقدموة‬
‫من الدول األط ار ‪ ،‬عبر السكرتير العام لمجلس أوروبا‪ ،‬عن أية مخالفات يرتكبها أي طر متعاقد ضد‬
‫أحكوام االتفاقيوة (انظور الموادة ‪ ،)42‬وتنظور اللجنوة هوذا النووع مون الشوكاوى دون حاجوة لتصوريح خواص‬
‫بقبول اختصاصها]‪ ، [31‬فاختصاص اللجنة ينعقد بنظور الشوكاوى المقدموة ضود أي دولوة طور ‪ ،‬بمجورد‬
‫توقيعهوا علوى االتفاقيوة‪ ،‬لكون فيموا يخوص الشوكاوى المقدموة مون األفوراد و المنظموات غيور الحكوميوة فمنهوا‬
‫تنظور إلويهم علوى أسواس أنهوم أشوخاص يودعون بوأنهم ضوحايا انتهاكوات للحقووق الوواردة فوي االتفاقيوة مون‬
‫السامية المتعاقدة‪ ،‬وهي تمثل المهمة الرئيسية للجنة‪ .‬ومن الشروط المطلوبة في هذا النوع من‬ ‫األط ار‬
‫الشكاوى‪[32] ،‬أن تكون الدولة التي قدمت ضدها الشكوى‪ ،‬قد أعلنت اعترافهوا باختصواص اللجنوة بتلقوي‬
‫بوين آليوة الشوكاوى المقدموة مون الودول‪ ،‬والشوكاوى المقدموة مون‬ ‫الشوكاوى وهوي إحودى جوانوم االخوتال‬
‫األفراد‪ ،‬حيوث ال يكفوي لنظور اللجنوة الشوكاوى الفرديوة توقيوع الدولوة علوى االتفاقيوة‪ ،‬بول ال بود مون تصوريح‬
‫الدولوة المشوكو ضودها باختصواص اللجنوة بنظور هوذا النووع مون الشوكاوى‪ .‬وال تقتصور الشوكاوى فوي هوذا‬
‫النظوام علوى رعايوا الودول األعضواء فقوط‪ ،‬بول يتعوداها إلوى األجانوم الوذين ال يحملوون جنسوية الودول‬
‫األعضاء وهي المميوزات اإليجابيوة لهوذه اتليوة‪ .‬أموا عون الموتظلم فمنوه يشوارك فوي كول م ارحول الودعوى فوي‬
‫هذا النظام‪.‬‬
‫وال يجوز للجنة النظر في الشكاوى المجهولة آو الشكاوى التي فحصت وكانت مطابقة لهوا ماديوا مون قبول‬
‫أو سبق تقديمها في إجراءات تحقيق دولية أخري أو تسوية‪ ،‬أو كانت ال تنطوي على وقوائع جديودة (انظور‬
‫أحكوام المعاهودة الحاليوة‪،‬‬ ‫المادة ‪ ، )4‬كما أنها ترفض النظر في أي شكوى تقدم لها إذا ثبت أنها تخوال‬
‫فوي اسوتخدام حوق الشوكوى (انظور الموادة ‪.)49‬كموا‬ ‫وال تسوتند بياناتهوا إلوى أسواس‪ ،‬أو تنطووي علوى تعسو‬

‫‪52‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫أنها ترفض أي شكوى ترد إليها إذا تبين أنها غير مقبولة لعودم اسوتنفاذ طورق الوتظلم الداخليوة]‪ [33‬طبقوا‬
‫للمادة (‪. )46‬‬
‫تقووم اللجنوة بفحوص الشوكوى موع ممثلوي األطو ار ‪ ،‬ولهوا أن تجوري تحقيقواً حوول الشوكوى‪ ،‬وتلتوزم الودول‬
‫بتقديم التسهيالت الالزمة بعد تبادل وجهات النظر مع اللجنة‪.‬‬ ‫األط ار‬
‫‪ : 4‬التسووية‪ :‬إن اللجنوة تسوعى دائموا لحول وتسووية الن ازعوات بوالطرق الوديوة فهوي تتبوع هوذا اإلجوراء بوأن‬
‫المعنيوة مون اجول تسووية وديوة بموا يضومن تحقيوق احتورام حقووق اإلنسوان‬ ‫تجعل نفسوها فوي خدموة األطو ار‬
‫كما أنها تقوم بعملية التوفيق بين األفراد و الحكومة المعنية حيث تمكون صواحم الحوق مون حصووله علوى‬
‫تعووويض وتعوود تقري و ار متضوومن للوقووائع و الحوول ترسووله إلووى الوودول المعنيووة ولجنووة الوووزراء والسووكرتير العووام‬
‫لمجلووس أوروبووا‪ .‬أمووا فووي حووال عوودم نجاحهووا إلج وراء التسوووية فمنهووا تقوودم تقري و ار موودعوما برأيهووا إلووى لجنووة‬
‫الوزراء‪.‬‬
‫لقوود ألغيووت هووذه اللجنووة بموجووم التعووديالت العميقووة علووى آليووات الحمايووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان والووذي‬
‫كووان أساسووها البروتوكووول الحووادي عشوور الووذي أصووبحت بموجبووه المحكمووة الجديوودة هووي الوحيوودة صوواحبة‬
‫االختصاص في حل المنازعات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‬
‫لمعرفة المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬أتطرق لدراسة الجانم العضوي او الهيكلوي للمحكموة و بعود‬
‫ذلك الجانم الوظيفي لها‪.‬‬
‫أوال) الجانم العضوي للمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫يتمثل الجانم العضوي و الهيكلي للمحكمة في تشكيلها و أقسامها أو أشكالها‪.‬‬
‫‪ :0‬تشووكيل المحكمووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان‪ :‬تتكووون المحكمووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان الجديوودة موون‬
‫عوودد موون القضوواة يسوواوي عوودد الوودول األعضوواء فووي مجلووس أوروبووا ‪( d’Europe conseil le‬األط و ار‬
‫السووامية المتعاقوودة) – المووادة ‪ 38‬موون االتفاقيووة‪ ،‬و عنوودما تنعقوود للفصوول فووي قضووية مووا ‪ ،‬فمنهووا تتكووون موون‬
‫‪ 19‬قضوواة ‪ ،‬بمووا فووي ذلووك قاضووي يحموول جنسووية الدولووة التووي تكووون طرفووا فووي النوزاع ‪ ،‬و إذا لووم يوجوود مثوول‬
‫هذا القاضي فمنه بممكان الدولة المعنية انتدام شخص آخر تكون له صالحية القاضي‪ ،‬ولكنوه ال يشوترك‬
‫مون ‪29‬‬ ‫في المداوالت ( المادة ‪ 23‬من االتفاقية) ]‪ .[34‬وحاليا المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان تتوأل‬
‫السوامية المتعاقودة‪ ،‬و‬ ‫قاض‪ .‬ويالحظ أن قضواة المحكموة إموا أن يكونووا قضواة منتخبوين مون قبول األطو ار‬
‫إما أن يكونوا مؤقتين‪. ad-hoc‬‬

‫‪53‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫ففيما يتعلق بالقضواة المنتخبوين‪ ،‬فقود ورد فوي نوص الموادة (‪ )40‬مون االتفاقيوة علوى أن القضواة " يجوم أن‬
‫يتمتع ووا بووأعلى قوودر موون االعتبووار األخالقووي‪ ،‬و أن تت ووافر فوويهم الشووروط الالزمووة لممارسووة اسوومي المهووام‬
‫القضووائية ‪ ،‬وأن يكونووا موون رجووال القووانون المشووهود لهووم بالكفوواءة"]‪ ،[35‬وهووو الشووي الووذي يسووتوجم اختيووار‬
‫القضوواة الووذين يتمتعووون بن ازهووة وصووفات خلقيووة عاليووة وأن يكون ووا موون رجووال القووانون الووذين يتمتعووون بقوودر‬
‫كبيوور موون الكفوواءة‪ .‬وال يشووارك القضوواة فووي أي نشوواط يتعووارض مووع اسووتقاللهم ون وزاهتهم أو مووع متطلبووات‬
‫المنصم لوقوت كامول‪ .‬وينتخوم القضواة لمودة ‪ 5‬سونوات]‪ [36‬و ال يجووز إعوادة انتخوابهم بعود انتهواء المودة‬
‫وفقووا لمووا جوواء فووي البروتوكووول (‪( )02‬الموقوع فووي ‪ 03‬موواي عووام ‪. )4102‬كمووا تنتهووي واليووة القضوواة حووال‬
‫بلوغهم سن ‪ 91‬سنة]‪ ،[37‬و إذا لم يعود القاضوي يسوتوفي الشوروط المطلوبوة فمنوه ال يقوال مون منصوبه إال‬
‫بقرار من أكثرية ثلثي سائر القضاة‪ .‬ويستفاد مون هوذا القوول أن قضواة المحكموة األوروبيوة الجديودة لحقووق‬
‫األساسووية الموقعووة لكوول مجلووس و بغالبيووة‬ ‫اإلنسووان ‪ ،‬ينتخبووون بواسووطة المجلووس البرلموواني باسووم األط و ار‬
‫التي يتم التعبير عنها حول قائمة تضم ثالثة مرشحين يقدمهم كل طر من هذه األط ار ]‪.[38‬‬
‫فووي حووال مووا إذا وجوود لوودى القاضووي مووا يمنعووه موون الوودعوى أو‬ ‫يووتم تعيووين القضوواة المووؤقتين‪ad-hoc‬‬
‫القضووية المعروضووة علووى المحكمووة ‪ ،‬فمنووه يتعووين عليووه إخطووار رئوويس الغرفووة ‪ ،‬وهووذا األخيوور يطلووم موون‬
‫الطر المعني أن يسمي قاضيا آخر‪ ،‬إما بطريقة االنتخام و إما بصفته قاضويا مؤقتوا ‪ ،‬علوى أن يتووافر‬
‫فووي هووذا األخيوور الشووروط التووي تطلبهووا االتفاقيووة لممارسووة وظيفووة القاضووي بالمحكمووة‪ [39].‬و يتعووين علووى‬
‫الوودول أن تقوودم لورئيس المحكمووة قائمووة باألشووخاص الووذين باسووتطاعتهم ممارسووة الوظيفووة القضووائية كقضوواة‬
‫مووؤقتين ‪ ،‬و رئوويس المحكمووة هووو المخووول لووه االختيووار للشووخص الووذي يعووين كقاضووي مؤقووت‪ ،‬إال أن هووذا‬
‫النظام ال يخلو من النقد على أساس أنه يمكن للدول أن تختار القاضي بعد أن تكون قد رفعت القضية‪.‬‬
‫تنتخم المحكمة بكامل هيئتها رئيسا لها‪ ،‬و نائبين للورئيس ‪ ،‬و ذلوك لمودة ‪ 13‬سونوات قابلوة لتجديود]‪، [40‬‬
‫واذا تخلووى احوودهم أو كلهووم عوون االسووتمرار فووي مباش ورة وظيفتووه أو عملووه قبوول انتهوواء موودة عضووويته فوومن‬
‫المحكمة تنتخم بكامل هيئتها خلفا له الذي يستمر في أداء مهام عمله طوال المدة المتبقيوة‪ ،‬ويشوارك فوي‬
‫االنتخام كل القضاة المنتخبين والحاضرين و يكون عن طريق االقتراع السري‪.‬‬
‫‪ :4‬األشووكال التقليديووة للمحكمووة األوروبيووة‪ :‬بوودخول البروتوكووول (‪ )00‬حيووز التنفيووذ فوومن المحكمووة األوروبيووة‬
‫الجديو وودة لحقو وووق اإلنسو ووان تعو ووددت أشو ووكالها‪ ،‬و قو وود بقيو ووت محافظو ووة علو ووى هو ووذا النظو ووام كو ووذلك بعو وود دخو ووول‬
‫البروتوكووول (‪ )02‬حيوز النفوواذ إال بشوويء موون التنظوويم و التجديوود‪ .‬إذ تعوود الجمعيووة العامووة بكاموول هيئتهووا –‬
‫الشووكل الرسوومي للمحكمووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان ‪ ،‬وم ووع ذلووك فوومن دور تلووك الجمعيووة هووو دور قلي وول‬
‫اإلداريو ووة ‪ ،‬أي أنهو ووا ال تملو ووك الوظيفو ووة القضو ووائية و‬ ‫األهميو ووة ألنهو ووا فو ووي الحقيقو ووة ال تمو ووارس إال الوظو ووائ‬

‫‪54‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫اإلفتائيووة]‪ ،[41‬و يكموون دورهووا فقووط فووي انتخووام رئوويس المحكمووة و نائبيووه‪ ،‬و إنشوواء غوور للمداولووة مووع‬
‫انتخووام رؤسووائها ‪ ،‬وتعتموود الجمعيووة النظووام الووداخلي للمحكمووة ‪ ،‬كمووا تقوووم بانتخووام قلووم كتووام للمحكمووة و‬
‫مساعديه‪ .‬وتعد الالئحة الداخلية للمحكمة األوروبية أخطور وظيفوة للجمعيوة وأهمهوا علوى اإلطوالق إذ أنهوا‬
‫تسوواعد فووي تفعيوول آليووة الرقابووة لحريووات وحقوووق اإلنسووان‪ ،‬ويخضووع تعووديل والغوواء النصوووص إلووى مصووادقة‬
‫أغلبيوة قضواة المحكموة‪ .‬كموا يتكوون قلوم كتوام المحكمووة مون مسوجلي الغور التوي تشوكلها المحكموة بكاموول‬
‫هيئتها لفترة محددة‪ ،‬على أن يكون عدد مسجلي المحكمة مسواو لعودد الغور المكونوة بواسوطة المحكموة ‪،‬‬
‫ألن توؤدي المحكمووة وظائفهوا اإلداريووة و القانونيوة الالزمووة أو المطلوبوة‪ .‬و يسوواعد مسوجلي الغوور‬ ‫و كوا‬
‫المنوووط بهووم القيووام بهووا أو تنفيووذها وفقووا لالتفاقيووة ‪ ،‬وموون اجوول تحقيووق‬
‫غوور ْ المحكمووة فوي القيووام بالوظووائ‬
‫هووذا الهوود يتكووون مكتووم التسووجيل موون ادريووين وفنيووين و متوورجمين و قووانونيين‪ [42].‬و يجووم أن تت ووافر‬
‫في ممثلي مكتوم تسوجيل المحكموة شورط االسوتقاللية و الحيواد عنود مباشورة مهوامهم الوذين يوتم تعييونهم مون‬
‫طر السكرتير العام لمجلس أوروبا بعد استشارة و اتفاق مع رئيس المحكمة أو مسجل الرئيس‪.‬‬
‫المحكموة األوروبيوة مون خمسوة أقسوام ودوائور والودائرة الكبورى‪.‬‬ ‫‪ : 3‬األشوكال القضوائية للمحكموة‪ :‬تتوأل‬
‫وي ارعوى فوي تشوكيلها التوزيوع الجغ ارفوي وتمثيول الجنسوين وتمثيول الونظم القانونيوة المختلفوة للودول األطو ار‬
‫في االتفاقية األوروبية ‪.‬ولكل قسم رئيس و نائم رئيس وكاتم ونائم كاتم]‪.[43‬‬
‫أ‪ : -‬اللجان‪ :‬يعتبر نظام اللجوان لويس بالجديود ‪ ،‬إذ أن البروتوكوول (‪)8‬يسومح للجنوة األوروبيوة بوان تشوكل‬
‫في صدرها لجانا مكونة على األقل من ‪ 13‬أعضاء ‪،‬ولقد أعادت األخذ بهذا النظوام‪ ،‬االتفاقيوة الحاليوة أو‬
‫النظووام الحووالي ‪ ،‬حيووث أن المووادة ‪ 49‬موون االتفاقيووة و طبقووا لفقرتهووا األولووى "تتشووكل المحكمووة لبحووث أي‬
‫مس ووالة تع وورض عليه ووا ‪ ،‬م وون لجن ووة مكون ووة م وون ‪ 13‬قض وواة"‪ ،‬وه ووي لج ووان لفتو ورة مح ووددة م وون الوق ووت]‪، [44‬‬
‫وتختص اللجنة باإلعالن و باإلجماع بعدم قبول الطلم و االلتماس الفردي المعروض أمامها وفقا للموادة‬
‫‪ 32‬من االتفاقية‪ ،‬ولها كذلك ان تعلن شطبه من جدول أعمالها ‪ ،‬وعنودما تتعلوق المسوألة بتفسوير أو تنفيوذ‬
‫االتفاقيووة أو احوود بروتوكوالتهووا‪ ،‬فوومن لهووا أن تعلوون قبووول الطلووم أو االلتموواس الفووردي موون ناحيووة ‪ ،‬و موون‬
‫ناحية أخرى فمنها تصدر حكمها أو قرارها في موضوعه وذلك وفقا للبروتوكوول (‪ ،)02‬وتكوون القو اررات و‬
‫األحكام الصادرة في مثل هذه األحوال نهائية]‪.[45‬‬
‫م‪ : -‬غرفة المداولة‪ :‬تتكون من ‪ 19‬قضاة بمن فيهم رئيسا للغرفة الوذي تشوكلها المحكموة بكامول هيئتهوا‬
‫لفتورة محووددة وفقووا للمووادة ‪ 46‬موون االتفاقيووة عنوود النظوور فووي كوول قضووية‪ ،‬أمووا عوون بوواقي األعضوواء فانووه يووتم‬
‫تعي وونهم بواس ووطة رئ وويس الغرف ووة‪ ،‬وتمل ووك غرف ووة المداول ووة االختص وواص األساس ووي لفح ووص ك وول الطلب ووات و‬
‫االلتماسات سواء كانت دولية أو فردية‪ ،‬وتتشابه وظيفتها بمحكموة العودل عنودما تقووم بوالتوفيق و الوصوول‬

‫‪55‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫المتنازعة ووضع نهاية للنزاع القائم‪ .‬وعندما تخفق في ذلوك تصودر حكموا‬ ‫الى اتفاق مرضي بين األط ار‬
‫أو ق ار ار في موضوع النزاع‪ ،‬وقرارها ال يكون نهائيا ‪ ،‬ذلك انه يمكن لغرفة المداولة الكبرى أن تتدخل‪.‬‬
‫ج‪ : -‬غرفة المداولة الكبرى‪ :‬وهي تتكون وفقوا للموادة ‪ 49‬الفقورة الثالثوة مون عودد ‪ 09‬قاضويا ‪ ،‬مون بيونهم‬
‫رئويس المحكموة و اثنوين مون نوابوه و كول رؤسوواء الغور ‪ ،‬الوذين يصول عوددهم إلوى خمسوة ]‪[46‬و يشووارك‬
‫فووي الغرفووة‬ ‫)‪)officio‬‬ ‫حووالي ثمانيووة أعضوواء موون مجموووع السووبعة عشوور عضووا (يووؤدون مهمووتهم )‪Ex‬‬
‫الكبوورى]‪ ،[47‬ووجووود غرفووة كبوورى واحوودة فووي صوودر المحكمووة يؤكوود وحوودة القضوواء األوروبووي‪ .‬و يووتم تعيووين‬
‫القضوواة عوون طريووق االقتوراع فووي كوول قضووية‪ ،‬و قوود سوومحت المووادة ‪ 30‬موون االتفاقيووة األوروبيووة للغرفووة أن‬
‫تصدر أحكامها أو ق ارراتهوا فوي االلتماسوات أو العورائض التوي ترفوع أموام المحكموة بموجوم الموادة ‪ 33‬مون‬
‫االتفاقيووة ( القضووايا بووين الوودول )‪ ،‬أو بموجووم المووادة ‪ 32‬موون االتفاقيووة ذاتهووا ( الطلبووات الفرديووة)‪ ،‬وذلووك‬
‫حينما تحال إليها القضية وفقا للمادة ‪ 23‬من االتفاقيوة‪ [48].‬وتقووم غرفوة المداولوة الكبورى بفحوص طلبوات‬
‫الو ورأي االستش وواري ( الم ووادة‪ ،)29‬و م ووع دخ ووول البروتوك ووول (‪ )02‬حي ووز النف وواذ ف وومن مهمته ووا أساس ووا ه ووي‬
‫إصدار ق اررات (أحكام) نهائية]‪،[49‬خاصة في المسائل التي ترفع أمام المحكمة بواسطة لجنة الوزراء‪.‬‬
‫ثانيا) الشكل الجديد للمحكمة‬
‫يتمثول الشووكل الجديوود للمحكمووة فووي نظووام جديوود اإدخوول بموجووم البروتوكووول (‪ ، )02‬و هووو مووا يسوومى بنظووام‬
‫القاضووي المنفوورد‪ [50].‬إذ ال يجوووز للقاضووي المنفوورد الووذي يجلووس للقضوواء فووي هيئووة المحكمووة األوروبيووة‬
‫الجديوودة لحقوووق اإلنسووان أن يفحووص أي التموواس تووم تقديمووه ضوود الدولووة التووي انتخبتووه و التووي ينتسووم إليهووا‬
‫هوذا النظوام الووى الحمايوة والمحافظوة علووى حيواد و اسوتقالل القاضووي ‪ ،‬و يمونح الفعاليوة فووي‬ ‫]‪ ،[51‬ويهود‬
‫الرقابووة علووى الحقوووق المتضوومنة فووي االتفاقيووة‪ .‬وللقاضووي المنفوورد أن يعلوون عوودم قبووول الطلووم الفووردي أو‬
‫شطبه نهائيا من جدول أعمال المحكموة‪ ،‬و لوه أن يصودر هوذا القورار دون الحاجوة إلوى فحوص إضوافي أو‬
‫تكميلي ‪ ،‬و قراره في كل األحوال يكون نهائيا‪.‬‬
‫‪ : 0‬الجانووم الوووظيفي للمحكمووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان‪ :‬تطبووق المحكمووة لحقوووق اإلنسووان االتفاقيووة ‪ ،‬و‬
‫تقوووم مهمتهووا علووى التحقووق موون احت ورام الوودول للحقوووق و الضوومانات المنصوووص عليهووا فووي االتفاقيووة‪ ،‬و‬
‫عنوودما تتحقووق المحكمووة موون انتهوواك دولووة عضووو حقووا و ضوومانة أو أكثوور موون هووذه الحقوووق و الضوومانات ‪،‬‬
‫تصدر حكمها‪ ،‬و لهذا الحكم قوة ملزمة حيث يتوجم علوى البلود المعنوي تطبيقوه‪ [52].‬كموا أنوه فوي البدايوة‬
‫كان ووت اختصاص ووات المحكم ووة تتعل ووق بالمنازع ووات‪ ،‬فأص ووبحت بن وواء عل ووى البروتوك ووول الث وواني الم ووؤر ف ووي‬
‫‪ 0593/19/06‬له ووا اختصاص ووات ف ووي إب ووداء أراء استش ووارية]‪ [53‬كم ووا انه ووا تمت وواز ك ووذلك باالختص وواص‬
‫القضائي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫أ‪ :-‬االختصواص االستشواري‪ :‬المحكمووة األوروبيوة و بنواءا علووى طلوم لجنوة الوووزراء فمنهوا تبودي أو تعطووي‬
‫أراء استشو ووارية بخصو وووص المسو ووائل القانونيو ووة التو ووي تتعلو ووق بتفسو ووير االتفاقيو ووة األوروبيو ووة و البروتوك و ووالت‬
‫اإلضوافية الملحقووة بهووا]‪ ،[54‬و لهووا ان تقوورر مووا إذا كووان يوودخل فووي اختصاصووها الطلووم‪ ،‬فوومذا لووم يكوون موون‬
‫اختصاصواتها تصودر قو ار ار بعودم االختصواص مسوببا‪ .‬وتقووم المحكموة بمخطوار لجنوة الووزراء بهوذه اتراء‬
‫االستشوارية " وينحصور دور المحكوم االستشواري فوي تقوديم المعلوموات حوول موا يعورض عليهوا مون لجنوة‬
‫الوزراء‪ ،‬وال تقوم بالمبادرة بالتفسير من تلقاء نفسوها‪ .‬وتمتواز اتراء االستشوارية للمحكموة بعودم اإللوزام مون‬
‫الناحيوة القانونيوة‪ ،‬ولكون موع ذل تتمتوع بووزن أدبوي كبيور ومون الصوعم تجاهلهوا]‪ .[55‬و طلوم الورأي‬
‫االستشواري يتبوع وفوق إجوراءات وطورق مكتوبوة‪ .‬وعنوودما تنتهوي منهوا‪ ،‬لورئيس المحكموة أن يسومح لألطو ار‬
‫السووامية المتعاقوودة بشوورح المالحظووات التووي قوودموها مكتوبووة شووفويا ‪ ،‬و يووتم ذلووك فووي جلسووة مخصصووة لهووذا‬
‫الغوورض‪ .‬كمووا تتطلووم القو اررات بشووأن طلووم رأي استشوواري موون المحكمووة أغلبيووة أصووات الممثلووين المخووول‬
‫لهوم حضوور اللجنوة‪ .‬و ترسول كول أراء المحكموة االستشوارية إلوى لجنوة الووزراء‪ ،‬موع مالحظوة أن كول رأي‬
‫أو قرار يتعين أن يكون موقعا من قبل رئيس المحكمة وفقا لونص الموادة ‪ 89‬مون نظامهوا األساسوي‪ .‬ومنوه‬
‫لوه‬ ‫فمنه إذا كان للوظيفة االستشارية للمحكمة األوروبية أهمية كبيرة وفق اإلجراءات السوابقة‪ ،‬فمموا يؤسو‬
‫انووه ال يجوووز للقضوواء الوووطني أن يطلووم أراء استشووارية موون المحكمووة األوروبيووة ‪ ،‬و ذلووك رغووم األهمي ووة‬
‫الحالية للمسائل المتعلقة بتطبيق االتفاقية و تشابكها‪.[56].‬‬
‫م ‪ :‬االختصواص القضوائي‪ :‬تلعوم المحكموة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان دو اًر قضوائياً هامواً‪ ،‬فوي النظور‬
‫والبوت فوي الشوكاوى المقدموة مون الودول واألفوراد ‪.‬أسوهم البروتوكوول ( ‪ ) 00‬الملحوق باالتفاقيوة األوروبيوة‬
‫لحقووق اإلنسوان فوي تيسوير " طورق الطعون بالنسوبة لألشوخاص والمجموعوات والهيئوات فوي أوروبوا]‪،"[57‬‬
‫حيث فوتح المجوال أموامهم بالتوجوه بشوكواهم للمحكموة مباشورة‪ .‬وطبقوا لونص الموادة ‪ 34‬مون االتفاقيوة‪ ،‬يمتود‬
‫اختص وواص المحكم ووة ليش وومل ك وول المس ووائل للنظ وور ف ووي ال وودعاوى المتعلق ووة بتفس ووير أو تطبي ووق االتفاقي ووة و‬
‫المنصوووص عليهووا فووي الم وواد‪-32-29-26‬‬ ‫البروتوك ووالت الملحقووة بهووا التووي تخضووع لهووا فووي الظوورو‬
‫‪ ،[58]33‬سوواء كانووت تلووك الوودعاوى ‪ ،‬دعوواوى فيمووا بووين الوودول أو دعوواوى فرديووة ‪ ،‬وفووي حالووة وجووود نوزاع‬
‫بشأن اختصاص المحكمة ‪ ،‬تحسم هذه األخيرة ذلك النزاع بقرار منها‪ .‬وطبقا للفقرة الثانيوة مون الموادة ‪34‬‬
‫المحكموة متعووددة ‪،‬‬ ‫نفسوها وفوي حالووة النوزاع حووول مسوألة اختصاصووها تكوون هوي صوواحبة القورار‪ .‬فوظووائ‬
‫فهي تقوم بفحص النزاع و تقيم الوقائع وتحاول التوفيق ‪ ،‬وفي االخير تصدر قرارهوا فوي النوزاع‪ .‬ويشوترط‬
‫وفقاً للمادة ‪ 0/39‬مون البروتوكوول رقوم (‪ )00‬الملحوق‬ ‫لقبول الشكاوى منها استنفاذ جميع طرق اإلنصا‬
‫باالتفاقيوة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان‪ .‬وينتهوي نظور المحكموة فوي الودعاوى بمصودار قو اررات بشوأنها‪ ،‬وهوي‬

‫‪57‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫ق اررات " نهائية والزامية‪ ،‬وغير قابلوة لالسوتئنا ]‪ ،[59‬وهوو موا يميوز الطبيعوة القانونيوة للقو اررات القضوائية‬
‫عون اتراء االستشوارية التوي تتوصول إليهوا المحكموة حوول تفسوير المعاهودة والبروتوكووالت الملحقوة بهوا‪،‬‬
‫حيوث تقتصور قيمتهوا علوى البعود األدبوي فقوط]‪. [60‬وتشوير األرقوام إلوى تلقوي المحكموة سونويا ‪ 31‬ألو‬
‫شكوى حول انتهاكات حقوق اإلنسان و تشير بالمقابل إلى أنهوا أصودرت ‪ 839‬حكمواً ‪ ،‬مموا يودل علوى‬
‫اإلقبال الكبير للشكاوى ‪،‬كما يعد داللة كبيرة على الدور الفعال الذي تقوم به‪.‬‬
‫القوورن الماضوي‪ ،‬وفوي أكثور موون ‪81‬‬ ‫ولقود أصودرت المحكموة أكثور موون ‪ 04،111‬حكموا علوى مودى نصو‬
‫في المائة من أحكامها ‪ ،‬قضت المحكمة بأن االتفاقية األوروبيوة لحقووق اإلنسوان قود انتإهكوت‪ ،‬وجواء أكثور‬
‫من نص هذه األحكام بحق ‪ 2‬دول هي‪ :‬إيطاليا وتركيا وفرنسا وروسيا‪[61] .‬‬
‫ج‪ :-‬حاالت اختصاص المحكمة ‪ :‬يمكون ألي شوخص طبيعوي أو معنووي يعتبور نفسوه شخصويا و مباشورة‬
‫ض ووحية النته وواك الحق وووق و الض وومانات المنص وووص عليه ووا ف ووي االتفاقي ووة أو ف ووي بروتوكوالته ووا ‪،‬أن يق وودم‬
‫التماسووا إلووى المحكمووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان ‪ ،‬و يجووم أن يكووون االنتهوواك مرتكبووا موون إحوودى الوودول‬
‫الملزمة باالتفاقية]‪ .[62‬و الدولة الطر في االتفاقية ‪ ،‬هي التي يمكنها وحدها أن ترفع طلوم أو التمواس‬
‫التووي لهووا حووق تقووديم القضووايا أمووام المحكمووة‬ ‫أمووام المحكمووة األوروبيووة الجديوودة لحقوووق اإلنسووان‪ .‬واألط و ار‬
‫هي‪:‬‬
‫* الدولة المتعاقدة التي وقع احد رعاياها ضحية مخالفة التفاقية‪.‬‬
‫* اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫*الدولة المتعاقدة التي أحالت القضية للجنة األوروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫*الدولة الطر في االتفاقية و التي قدمت الشكوى في حقها]‪[63‬‬
‫يجووم أن تكووون الدولووة المعنيووة بالقضووية قوود صوورحت بقبووول االختصوواص اإلل ازمووي]‪ [64‬للمحكمووة بنظوور‬
‫شكاوى األفراد‪ ،‬و هذا من شروط قبول القضية أمام المحكمة ‪ ،‬و قد يكوون التصوريح أموام المحكموة مؤقتوا‬
‫أو خاصا إزاء قضية محددة و قد يكون عاما كذلك‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫إجراءات التقاضي أمام المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان]‪[65‬‬
‫تودرس المحكموة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان طلبوات األفوراد المقدموة إليهوا علوى مورحلتين‪ ،‬وهموا ‪:‬البوت فوي‬
‫قبولها‪ ،‬ثم النظر فيها واصدار حكم في أساس النزاع‪ .‬وتعقد المحكمة جلساتها وفق لجنة القضاة الثالثية‬
‫أو الودوائر المؤلفوة مون سوبعة قضواة أو الودائرة الكبورى المؤلفوة مون سوبعة عشور قاضوياً‪ .‬وتجوري جلسوات‬
‫‪.‬‬ ‫ذلك من تلقاء ذاتها أو بنواءا علوى طلوم أحود األطو ار‬ ‫المحكمة بصورة علنية ما لم تقرر الدائرة خال‬

‫‪58‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫اإلجوراءات أموام المحكموة بالصوفة القضوائية‪ ،‬إذ إنهوا تشومل االسوتماع إلوى الشوهود ومناقشوتهم‬ ‫تتصو‬
‫وطلوم الخبوراء وتقوديم المرافعوات واألدلوة وقلموا تجوري المرافعوات الشوفهية ‪.‬وتعود اإلنكليزيوة أو الفرنسوية‬
‫اللغتين الرسميتين أمام المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫أوال ‪:‬الطلبات الفردية‬
‫تنظر المحكمة في الطلبات الفردية بعد استنفاذ المتضرر طرق الطعن المتاحة في القووانين المحليوة وفقواً‬
‫لقواعد القانون الودولي العوام موع م ارعواة تقوديم الطلوم خوالل سوتة أشوهر مون تواريو صودور القورار النهوائي‬
‫عن طريق الطعن الداخلي‪.‬كما ال يجم أال يكون الطلم مجهول المصدر‪ ،‬وان ال يتعلوق الطلوم بمسوألة‬
‫سوبق أن نظورت فيهوا المحكموةت أو أن ال يكوون موضووع تحقيوق دولوي أو تسووية دوليوة‪ ،‬وتعلون المحكموة‬
‫عودم قبوول أي طلوم يقودم بموجوم الموادة ) ‪ ( 35‬والوذي توراه يتعوارض موع أحكوام االتفاقيوة أو‬
‫البروتوكوالت الخاصة بها أو يكون مؤسسا بشكل رديء أو يمثل سوء استخدام لهذا الحق‪.‬‬
‫‪ :-0‬إجراءات فحص قبوول الطلبوات الفرديوة‪ :‬يجوري التأكود مون تووافر شوروط قبوول الطلبوات الفرديوة وفوق‬
‫إجراءات حيث يحال الطلم الفردي إلى لجنة القضاة الثالثية التوي تودرس قبوول الطلوم ولهوا السولطة فوي‬
‫تقرير عدم قبوله‪ ،‬وقرارها نهائي وتتخذه دون فحص إضافي‪ ،‬ويجم أن يصدر ق ارر اللجنة بعدم قبول أو‬
‫شوطم طلوم فوردي باإلجمواع وهوو قورار نهوائي و إذا لوم تتخوذ اللجنوة الثالثيوة أي قورار بموجوم الموادة‪28‬‬
‫فومن غرفوة المداولوة المؤلفوة مون سوبعة قضواة تفصول فوي قبوول الطلبوات الفرديوة وفوي موضووعها بأغلبيوة‬
‫األصوات‪ ،‬وللمحكمة السلطة في شطم أي طلم إذا توافر لديها من األسبام لالقتناع بأن مقدم الطلوم‬
‫غير جاد في االستمرار بطلبه‪ ،‬أو أن المسألة موضوع الطلم تم تسويتها]‪.[66‬‬
‫‪: -4‬الفصول فوي أسواس النوزاع‪ :‬تخوتص الودوائر المؤلفوة مون سوبعة قضواة أو الودائرة الكبورى فوي المحكموة‬
‫األوروبية لحقوق اإلنسان الفصل في الطلبات الفردية ‪.‬غيور أنوه يورد علوى اختصواص الودائرة المؤلفوة مون‬
‫سوبعة قضواة للفصول فوي أسواس النوزاع قيودان يجوم علوى الودائرة التوي تنظور فوي النوزاع التخلوي عون‬
‫اختصاصها ورفع يدها عن النزاع واحالة النزاع إلى الدائرة الكبرى عندما تثير القضية المعروضة مسوألة‬
‫مهمة تتعلق بتفسير أحد أحكام االتفاقية أو ملحقاتها‪.‬‬
‫إذا كوان الحكوم الوذي سوتقرره المحكموة يتعوارض موع حكوم سوابق للمحكموة األوروبيوة يسوتطيع أحود أطو ار‬
‫النزاع االعتراض على قرار الدائرة برفع يدها عن الدعوى خالل شهر من تاريو تبليغه القرار‪.‬‬
‫ثانيا) متطلبات اللجوء للمحكمة‬
‫للتنقول وهوو موا يتعوذر‬ ‫مالية ومصواري‬ ‫بما أن المحكمة مقرها هو فرنسا فان اللجوء إليها يتطلم تكالي‬
‫على الضحايا‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫‪ : -0‬الشوروط الشوكلية ‪:‬إن الشوروط الشوكلية سوبم رئيسوي لقبوول الشوكاوى فق اربوة ) ‪ ( 95‬فوي المائوة مون‬
‫الشوكاوى تإورفض لعودم اسوتيفاء الشوروط الشوكلية كوأن ينسوى مرسولها الفتورة الزمنيوة المسوموح بهوا‪ ،‬أو لوم‬
‫يستنفذ بعد طرق االستئنا في دولته ‪.‬‬
‫‪ :-4‬النوع االجتماعي ‪:‬تعد من أهم االنتقادات الموجهة للمحكمة هو التحيز القائم على النووع االجتمواعي‬
‫لعدم اعترافها بالعديد من الجرائم المرتكبة ضد النساء مثال ‪.‬‬
‫‪ :-3‬قوام المحكمة ‪:‬تمثل كل دولة طر في االتفاقية بقاض في المحكمة‪ ،‬و تتمحور المشكلة األساسية‬
‫مشترك توافق عليه كل دولهم‪ .‬وتعتبر القاضية األلمانية "ريناته‬ ‫في توصل القضاة الو ) ‪ ( 47‬إلى موق‬
‫ييغر " هذه المهمة من أصعم المهام المطروحة]‪.[67‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫لجنة الوزراء بمجلس أوروبا‬
‫تعتبر الجهاز التنفيذي (المادة ‪ )03‬مون النظوام األساسوي فوي مجلوس أوروبوا الوذي يمثول الودول األعضواء‬
‫في المجلس‪ ،‬حيث أن لكل عضو مقعد واحد و صوت واحد في اللجنة‪ .‬أي أن تشترك بعض الودول فوي‬
‫تطبيووق االتفاقيووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان موون خووالل عضووويتها فووي لجنووة الوووزراء رغووم عوودم انضوومامها‬
‫لالتفاقيووة األوروبيووة‪ ،‬و يقوووم وزراء الخارجيووة أو موون ينوووم عوونهم بتمثيوول دولهووم فووي لجنووة الوووزراء ( المووادة‬
‫‪ )02‬من النظام األساسي‪ [68].‬ومن مهامها األساسوية انتخوام أعضواء اللجنوة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان‬
‫من بين القائمة التي تقدمها اللجنة االستشارية لمجلس أوروبا ‪،‬كما انهوا تعتبور السولطة الوحيودة التوي تقورر‬
‫وجووود خوورق لالتفاقيووة فووي عوودم حالووة قيووام اللجنووة األوروبيووة بالفصوول فووي القضووية وفقووا للمووادة(‪ )34‬موون‬
‫االتفاقيووة وتجتمووع لجنووة الوووزراء عووادة فووي جلسووات سورية أو غيوور علنيووة(المووادة‪/40‬أ) موون النظووام األساسووي‬
‫على تنفيذ ق ارراتها و أحكام ق اررات المحكموة أيضوا(الموادة ‪)34‬‬ ‫لمجلس أوروبا‪ ،‬فمنها كذلك تقوم باإلش ار‬
‫(المووادة ‪ .)29‬وفووي حالووة الخوورق الصووار ألحكووام‬ ‫موون االتفاقيووة وهووي أيضووا مسووئولة علووى عمليووة اإلشو ار‬
‫االتفاقيووة يمكوون أن تس ووتخدم لجنووة ال وووزراء سوولطتها طبق ووا لوونص الم ووادة(‪ )3‬موون النظ ووام األساسووي لمجل ووس‬
‫أوروبا ‪ ،‬التي تنص علوى أن "كول دولوة عضوو فوي مجلوس أوروبوا يجوم أن تقبول مبوادح حكوم القوانون وان‬
‫تتيح لكل شخص تحت واليتها التمتع بحقوقه و حرياته األساسية "‪.‬‬
‫وررات و‬
‫إن الوودور المووزدوج الووذي تقوووم بووه اللجنووة الو ازريووة لمجلووس أوروبووا لالتفاقيووة األوروبيووة‪ -‬إصوودار قو ا‬
‫التنفيذ –ليس مرضيا بالكامل ‪ ،‬خاصوة أن لجنوة الووزراء هوي جهواز سياسوي أكثور منوه جهواز قضوائي ‪ ،‬و‬
‫إلووى مووا سووبق انووه فووي حالووة شووكاوى األفوراد فووان الدولووة المشووكو منهووا تشووارك فووي اجتماعووات لجنووة‬ ‫يضووا‬
‫الووزراء ‪ ،‬بينموا ال يشووارك الفورد الشوواكي بأيوة صوورة فووي أعموال لجنووة الووزراء عنود النظوور فوي شووكواه‪[69].‬‬

‫‪60‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫ولقد أصبح دور اللجنوة الو ازريوة يقتصور علوى مراقبوة تنفيوذ القو اررات النهائيوة الصوادرة عون المحكموة بملغواء‬
‫دور اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان بموجم البروتوكول (‪.)00‬‬
‫المطلم الثاني‬
‫اتليات العربية لحماية حقوق اإلنسان‬
‫أوال) اللجنة العربية الدائمة لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫اللجنة العربية الدائمة لحقوق اإلنسان هي إحدى اللجان المتخصصة التي أنشأتها جامعة الدول العربيوة‬
‫منوذ وقووت بعيود‪ ،‬فميثوواق الجامعووة لوم يكوون يتضوومن مون النصوووص مووا يكفول بهووا حقوووق اإلنسوان فووي البلوودان‬
‫العربي ووة‪ ،‬وأم ووام الفو و ار ال ووذي ك ووان يكتنف ووه‪ ،‬وأم ووام ت ازي وود االهتم ووام الع ووالمي بحق وووق اإلنس ووان واعتب ووار فتو ورة‬
‫السووتينيات طفورة تلووك الحقوووق‪ ،‬بووادر مجلووس الجامعووة بمنشوواء تلووك اللجنووة بموجووم قو ارره رقووم ‪ 4223‬المووؤر‬
‫فووي ‪ 3‬سوبتمبر ‪ 0568‬وعهوود إليهووا بالتكفوول بحقوووق اإلنسووان وقضوواياها فووي الوودول العربيووة‪ .‬ومووع ذلووك‪ ،‬فقوود‬
‫كان مجلس الجامعة قبل إنشاء تلك اللجنة يبدي اهتماما بقضايا حقوق اإلنسان‪[70] .‬‬
‫وتتشووكل اللجنووة العربيووة الدائمووة لحقوووق اإلنسووان موون الوودول العربيووة األعضوواء فووي الجامعووة‪ ،‬بحيووث أنووه‪،‬‬
‫وبحسول الموادة (‪ )4‬موون نظامهوا الووداخلي‪ ،‬يحوق لكول دولووة عضوو فووي الجامعوة أن توفود لوودى اللجنوة ممووثال‬
‫أو أكثوور علووى أن ال يكووون لهووم إال صوووت واحوود يعبوور عوون الدولوة الموفَوودة ‪ ،..‬ويجووم إعووالم األمووين العووام‬
‫للجامعووة بكوول تعيووين جديوود أو اسووتبدال لممثلووي إحوودى الوودول األعضوواء (المووادة ‪ 3‬موون النظووام الووداخلي‬
‫للجنووة)‪ ،‬ويحووق لمجلووس الجامعووة تعيووين رئوويس اللجنووة لموودة سوونتين قووابلتين للتجديوود (المووادة ‪ 9‬موون النظووام‬
‫ال ووداخلي للجن ووة)‪ ،‬وم وون جانب ووه‪ ،‬يح ووق لألمو وين الع ووام للجامع ووة تعي ووين أم ووين متخص ووص ف ووي قض ووايا حق وووق‬
‫اإلنسان (المادة ‪ 6‬من النظام الداخلي للجنة) ‪ ، ..‬وتباشور اللجنوة عملهوا واجتماعاتهوا بمقور جامعوة الودول‬
‫العربية (المادة ‪ 9‬من النظام الداخلي للجنة)‪.‬‬
‫ومنذ إنشوائها‪ ،‬عقودت اللجنوة العربيوة الدائموة لحقووق اإلنسوان العديود مون االجتماعوات وشواركت فوي العديود‬
‫من الفعاليات والمؤتمرات مع عدد جم من المنظمات اإلقليمية والعالمية‪[71] .‬‬
‫وكونهووا إحوودى اللجووان المتخصصووة داخوول جامعووة الوودول العربيووة فوومن ذلووك يعنووي أن كوول الوودول العربيووة قوود‬
‫وافقت عليهوا وأيودت نشواطاتها‪ ،‬ومون المالحوظ أن اللجنوة العربيوة الدائموة تسومح للمنظموات غيور الحكوميوة‬
‫العربيووة بحضووور اجتماعاتهووا بصووفة م ارقووم‪ ،‬ممووا يعتبوور أمو ار مفيوودا لهووا خاصووة وأن تواجوود هووذه المنظمووات‬
‫يسومح للجنوة بواالطالع علوى آراء الشوارع العربوي وهواجسووه وأمانيوه‪ ،‬باإلضوافة إلوى االسوتفادة مون الخبورات‬
‫التووي تتمتووع بهووا تلووك المنظمووات‪ .‬وقوود أنشووأت هووذه اللجنووة لجنوةً فرعيووة تابعووة لهووا منووذ ‪ 4116‬قصوود تخفيو‬
‫العمء عنها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫والحقيقوة أن اللجنووة العربيووة الدائمووة لحقوووق اإلنسووان‪ ،‬وبحسووم مووا تقضووي بووه الئحتإهووا الداخليووة‪ [72]،‬كانووت‬
‫مجوورد لجنووة لتطوووير حقوووق اإلنسووان‪ ،‬فلووم يكوون لووديها أيووة سوولطة عقابيووة لمواجهووة حوواالت انتهاكووات حقوووق‬
‫اإلنس ووان ف ووي البل وودان العربي ووة‪ ،‬كم ووا أن مهامه ووا الرئيس ووية كان ووت تنحص وور بالدرج ووة األول ووى ف ووي "اإلع ووالم‬
‫التوصيات التوي كانوت تصودرها بقصود توسويع نشور‬ ‫والتنسيق"‪ ،‬كما إسجَل لها دور كبير من خالل مختل‬
‫مفوواهيم حقوووق اإلنسووان وتدريسووها فووي البلوودان العربيووة والعموول علووى إنشوواء أقسووام فرعيووة لهووا فووي معظووم تلووك‬
‫البلدان‪ [73]،‬فضال عن دراسة االتفاقيات العربية التي قود تكوون لهوا امتودادات فوي مجوال حقووق اإلنسوان‬
‫وذلك بقصد إبداء رأيها في مدى مواءمتها لمعايير ومبادح حقوق اإلنسان‪ ،‬والعمل علوى تنسويق المواقو‬
‫العربية تجاه قضايا حقوق اإلنسان في المؤتمرات والمحافل اإلقليمية‪ ،‬وتشجيع نشر ثقافة حقووق اإلنسوان‬
‫في الوطن العربي ‪[74] ..‬‬
‫ثانيا) لجنة حقوق اإلنسان العربيوة‪ :‬هوي اللجنوة التوي أنشوأها ونوص عليهوا الميثواق العربوي لحقووق االنسوان‬
‫فوي الموادة (‪ )29‬كآليوة وحيودة للرقابوة علوى تنفيوذه‪ ،‬فالميثواق لوم يتحوودث عون إنشواء محكموة عربيوة لحقوووق‬
‫اإلنسان على غرار المحكمتين األوروبية واألمريكية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫والواقع أن هذه اللجنة نشأت متأخرة بعود دخوول الميثواق حيوز النفواذ وهوي ال تو از إل فوي بودايات عملهوا‪ .‬ذلوك‬
‫أن الميثاق العربوي لحقووق اإلنسوان لوم يودخل حيوز النفواذ إال منوذ شوهر موارس مون سونة ‪ ،4118‬وقود نوص‬
‫بتقوديم التقريور األول إلوى اللجنوة خوالل سونة مون‬ ‫في الفقرة ‪ 4‬من المادة (‪ )28‬علوى "تقووم الودول األطو ار‬
‫تاريو دخوول الميثواق حيوز التنفيوذ" أي علوى األقول فوي شوهر موارس مون سونة ‪ ،4115‬أموا التقوارير الدوريوة‬
‫األخرى فهي تتم بعد كل ‪ 3‬سنوات بما يجعل من عمل اللجنة ال يزال في أولى مراحله‪.‬‬
‫وبالفعل‪ ،‬فقد تم تأسيس لجنة حقوق اإلنسوان العربيوة‪ ،‬وقود كوان إنشواؤها بالدرجوة األولوى للنظور فوي تقوارير‬
‫بشووأن التوودابير التووي اتخووذتها إلعمووال الحقوووق والحريووات المنصوووص عليهووا فووي الميثوواق‪.‬‬ ‫الوودول األط و ار‬
‫وعلوى النقويض مون نظيراتهوا مون الهيئوات فوي نظوام معاهودات حقووق اإلنسوان بواألمم المتحودة‪ ،‬أو الونظم‬
‫اإلقليمية في أفريقيا واألموريكتين‪ ،‬فومن اللجنوة العربيوة ليسوت مختصوة باسوتقبال الشوكاوى الفرديوة ود ارسوتها‬
‫حوول انتهاكوات الحقووق المنصووص عليهوا فوي الميثواق‪ .‬وعلوى النقويض مون تلوك اللجوان ايضوا‪ ،‬رفضوت‬
‫لجنوة حقووق اإلنسوان العربيوة‪ ،‬حتوى اتن‪ ،‬حوين مراجعتهوا تقوارير الودول‪ ،‬النظور بشوكل جودي وفعلوي فوي‬
‫التقوارير البديلوة حوول وضوع حقووق اإلنسوان فوي الودول األعضواء والمقدموة علوى سوبيل المثوال مون طور‬
‫منظمات المجتمع المدني‪)[75]( .‬‬
‫وبالنسووبة لقبووول الوودول العربيووة باختصوواص اللجنووة فوومن ذل وك يعتموود علووى قبولهووا االلت وزام بالميثوواق نفسووه‪،‬‬
‫وبمعنووى آخوور فوومن أيووة دولووة عربيووة صوودقت علووى الميثوواق العربووي لحقوووق اإلنسووان تلتووزم بقبووول اختصوواص‬

‫‪62‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫اللجنوةت وفوي الوقوت الحوالي توجود ‪ 19‬دول عربيوة مصودقة علوى الميثواق هوي‪ :‬الج ازئور‪ ،‬البحورين‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ليبيا‪ ،‬فلسطين‪ ،‬سوريا‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬ومن المؤمل أن تنضم إليه دول عربية أخرى‪.‬‬
‫أمووا عوون تشووكيلتها‪ ،‬فهووي تتشووكل موون سووبعة ‪ 9‬أعضوواء يووتم انتخووابهم بصووفتهم الشخصووية موون طوور الوودول‬
‫فووي الميثوواق بوواالقتراع السووري لموودة ‪ 2‬سوونوات علووى أن يكون ووا موون ذوي الخب ورة والكفوواءة العاليووة‬ ‫األط و ار‬
‫ويعموول ه وؤالء بكوول تجوورد ون ازهووة‪ .‬وال يجوووز أن تضووم اللجنووة أكثوور موون شووخص واحوود موون م وواطني الدولووة‬
‫الطر في الميثاق‪ ،‬على أنه يجوز إعادة انتخابه لمرة واحدة فقط‪ ،‬مع مراعاة مبدأ التداول ‪)[76]( ..‬‬
‫ومن المهم هنا اإلشارة إلى أن ميزانية اللجنة ما يلزمها من موارد مالية ومووظفين وم ارفوق ضورورية لكفالوة‬
‫حسوون أدائهووا لعملهووا إنمووا يوفرهووا األمووين العووام موون ضوومن ميزانيووة جامعووة الوودول العربيووة‪ ،‬ويعاموول خب وراء‬
‫معاملة خبراء األمانة العامة‪)[77]( .‬‬ ‫اللجنة فيما يتعلق بالمكافأة وتغطية المصاري‬
‫أن تتعهوود بووأن تضوومن ألعضوواء اللجنووة‬ ‫وقوود أوجووم الميثوواق العربووي لحقوووق اإلنسووان علووى الوودول األطو ار‬
‫الحصووانة الالزمووة والضوورورية لحمووايتهم ضوود أي شووكل موون أشووكال المضووايقات أو الضووغوط المعنويووة أو‬
‫الماديووة أو أي متابعووات قضووائية بسووبم م وواقفهم أو تص وريحاتهم فووي إطووار قيووامهم بمهووامهم كأعضوواء فووي‬
‫اللجنة‪)[78]( .‬‬
‫وفي إطار ممارسوتها لمهامهوا‪ ،‬فمنوه يتعوين علوى كول دول طور فوي الميثواق تقوديم أول تقريور إلوى اللجنوة‬
‫خالل سنة من دخوول الميثواق حيوز التنفيوذ‪ ،‬ثوم عليهوا بعود ذلوك تقوديم تقوارير دوريوة كول ثالثوة أعووام‪ .‬علوى‬
‫معلومات إضافية ذات صلة بتنفيذ الميثاق‪.‬‬ ‫أنه يجوز للجنة أن تطلم من الدول األط ار‬
‫يقتصوور علووى د ارسووة التقووارير التووي‬ ‫أمووا عوون دور اللجنووة فووي الرقابووة علووى تطبيووق الميثوواق فمنووه مووع األسو‬
‫بتقووديمها للجنووة موون أجوول تبيووان موودى التزامهووا بتطبيووق أحكووام الميثوواق‪ ،‬وموودى‬ ‫تلووزم الوودول العربيووة األطو ار‬
‫التقودم الوذي أحرزتوه فووي مجوال التمتوع بووالحقوق والحريوات الثابتوة فيووه‪ ،‬حيوث يقودم التقريوور األولوي بعود سوونة‬
‫طريقوة‬ ‫من نفاذ الميثاق بالنسبة لكل دولة طر ‪ ،‬أما التقارير الدوريوة فتقودم كول ثوالث سونوات‪ ،‬وال تختلو‬
‫تقوديم ود ارسوة التقوارير عون موا هوو سوائد علووى الصوعيد العوالمي واالقليموي فوي نطواق لجوان حقووق اإلنسووان‬
‫بحضووور موون يمثوول‬ ‫العالميووة واإلقليمي وة‪ )[79](،‬بحيووث توودرس اللجنووة التقووارير التووي تقوودمها الوودول األط و ار‬
‫الميثواق‪،‬‬ ‫الدولة المعنية لمناقشة التقرير وتبدي مالحظاتها وتقدم التوصيات الواجم اتخاذها طبقاً ألهدا‬
‫ثووم تحيوول اللجنووة بعوود ذلووك تقري و اًر سوونوياً يتضوومن مالحظاتهووا وتوصووياتها إلووى مجلووس الجامعووة عوون طريووق‬
‫األمووين العووام‪ .‬وتعتبوور تقووارير اللجنووة ومالحظاتهووا الختاميووة وتوصووياتها وثووائق علنيووة تعموول اللجنووة علووى‬
‫نشرها على نطاق واسع‪)[80]( .‬‬

‫‪63‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫وعوون حووق اللجوووء إلووى اللجنووة العربيووة لحقوووق االنسووان‪ ،‬فهووو يطوورح كمثيلتهووا فووي أوروبووا قضووية األشووخاص‬
‫الووذين يحووق لهووم ذلووك اللجوووء موون دول وأف وراد‪ .‬فأمووا عوون الوودول‪ ،‬يكووون موون حووق كوول الوودول األعضوواء فووي‬
‫ميثاق حقوق اإلنسان أن تتقدم ببالغات إلى اللجنة بانتهاكات عضو ما لحقوق اإلنسوان منصووص عليهوا‬
‫فووي الميثوواق‪ .‬وأمووا عوون األف وراد‪ ،‬فمنووه ال يكووون فووي إمكووانهم‪ ،‬ف ورادى أو جماعووات‪ ،‬رفووع شووكاوى إلووى اللجنووة‬
‫عندما تنتهك حقوقهم المقررة في الميثاق‪.‬‬
‫وبعوود النظوور فووي الشووكاوى يكووون علووى اللجنووة اتخوواذ مووا ت وراه مناسووبا موون تعليقووات وتوصوويات تخطوور بهووا‬
‫المعنية وتقوم بنشرهات كما لها أن تحيل الشكوى إلوى المحكموة العربيوة لحقووق اإلنسوان‪ ،‬والجودير‬ ‫األط ار‬
‫بالذكر أن مشروع الميثاق ال يشترط قبول الدول األعضاء كي تكون اللجنة مختصة بوالنظر فوي الشوكاوى‬
‫المقدمة ضدها‪ ،‬بل ذلك االختصاص يترتم مباشرة عن الموافقة على ميثاق‪)[81](.‬‬
‫ثالثا) المحكمة العربية لحقوق االنسان‪:‬‬
‫أما عن تشكيل محكمة عربية لحقوق اإلنسوان علوى غورار المحواكم الدوليوة فوي األنظموة القانونيوة اإلقليميوة‬
‫وعلووى وجووه الخصوووص المحكمووة األوروبيووة لحقوووق اإلنسووان‪ ،‬فالحقيقووة أن هووذه المسووألة ظلووت حلمووا ي وراود‬
‫الحقوقيين ودعاة حماية حقوق اإلنسان العرم‪ .‬وعلى الرغم من االنتقادات التي تعرضت لهوا لجنوة حقووق‬
‫اإلنسووان العربيووة‪ ،‬إال أن الوودافع األكبوور إلووى التفكيوور فووي إنشوواء تلووك المحكمووة كووان علووى إثوور االنتفاضووات‬
‫الشعبية والربيع العربي الذي طوال عوددا مون الودول العربيوة مون شومال إفريقيوا ومون الشورق األوسوط وغيوره‪.‬‬
‫الحالووة المزريووة والبائسووة لحقوووق اإلنسووان فووي الوودول العربيووة‬ ‫لقوود سوواعد الربيووع العربووي كثي و ار علووى كش و‬
‫فعالة لضحايا انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ضمانات حقوق اإلنسان فيها وعدم توفر آليات إنصا‬ ‫وضع‬
‫حينها انطلقت دعوات ومبادرات إلصوالح نظوام جامعوة الودول العربيوة بموا فوي ذلوك نظوام حقووق اإلنسوان‪،‬‬
‫فوي الميثواق أو مون منظموات المجتموع‬ ‫سواء من جامعة الدول العربية نفسها أو من بعض الدول األط ار‬
‫الموودني‪ .‬ولقوود كووان موون بووين مبووادرات اإلصووالح تلووك مقتوورح إنشوواء هيئووة قضووائية إقليميووة عربيووة للنظوور فووي‬
‫الشكاوى الخاصة بانتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬فكان بذلك إنشاء المحكمة العربية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫والحقيقووة أن الميثوواق العربووي لحقوووق اإلنسووان لووم يتعوورض إلووى فكورة إنشوواء محكمووة عربيووة لحقوووق اإلنسووان‪،‬‬
‫ومووع ذلووك‪ ،‬فوومن هووذه األخي ورة تبلووورت علووى إثوور عوودد موون االجتماعووات والمووؤتمرات التووي انعقوودت لمناقشووة‬
‫موضوعها ونظامها‪.‬‬
‫البداية التي مهدت الطريق كانت حينما قام األمين العام لجامعة الودول العربيوة‪ ،‬السويد "نبيول العربوي"‪ ،‬فوي‬
‫‪ 42‬أكتو وووبر ‪ ،4100‬بتعيو ووين وزيو وور الخارجيو ووة الج ازئو ووري األسو ووبق‪ ،‬المبعو وووث األممو ووي‪ ،‬السو وويد "األخضو وور‬
‫اإلبراهيموي" رئيسوا للجنووة مسوتقلة موون شخصويات عربيووة ذات خبورة وصولة بعموول جامعوة الوودول العربيوة موون‬

‫‪64‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫أجل تقديم مقترحات وتوصيات إلصالح وتحديث جامعوة الودول العربيوة وال سويما دورهوا واتليوات الحاكموة‬
‫لعملها‪ .‬وألجل ذلك‪ ،‬ظهرت بعض التفاصيل حول تكوين تلك اللجنة وعملها ومجال تواصولها موع مختلو‬
‫أصحام الشأن وال سيما ممثلي المجتمع المدني‪ .‬وعملياً‪ ،‬انطلق مشوروع تأسويس المحكموة العربيوة لحقووق‬
‫اإلنسان في ‪ 09‬يناير ‪ ،4104‬حين قدمت حكومة البحرين مقترحاً بهذا الخصووص إلوى المجلوس الووزاري‬
‫الو ‪ 039‬لجامعة الدول العربية‪ )[82]( .‬وفي ‪ 01‬مارس ‪ ،4103‬وبموجم ق ارره رقم ‪ ،9285‬رحوم المجلوس‬
‫األموين العوام للجامعوة بمعوداد تقريور حوول إنشوائها‪ ،‬ثوم توم تشوكيل لجنوة مون الخبوراء‬ ‫بمبادرة البحرين وكلو‬
‫القانونيين لمساعدة األمين العام بقصد وضع د ارسوة علوى ضووء التجوارم اإلقليميوة المماثلوة‪ ،‬وقود وضوعت‬
‫اللجنة دراستها حول المسألة‪.‬‬
‫وعلووى إثرهووا‪ ،‬تووم تقووديم كوول موون تقريوور "اإلبراهيمووي" وتقريوور لجنووة الخب وراء القووانونيين إلووى األمانووة العامووة‬
‫للجامعوة العربيوة التووي قودمتهما إلووى موؤتمر قمووة العربيوة المنعقود بالدوحووة خوالل شووهر موارس ‪ 4103‬فتمووت‬
‫بمهمة إعداد نظام لهوا‪ ،‬كموا دعيوت فوي‬
‫الموافقة على إنشائها في ‪ 46‬مارس ‪ ،4103‬وكلّفت لجنة قانونية ّ‬
‫المؤتمر الدول التي لم تكن قد صادقت بعد على الميثاق العربي بأن تصادق عليه‪)[83](.‬‬
‫وخالل لقاء القمة‪ ،‬أعرم العاهل البحريني عن رغبة بوالده فوي استضوافة محكموة حقووق اإلنسوان العربيوة‪،‬‬
‫وقوود وافقتووه جامعووة الوودول العربيووة فووي اجتموواع مجلووس الجامعووة فووي ‪ 4‬سووبتمبر ‪ .4103‬أمووا بالنسووبة لنظووام‬
‫المحكمووة‪ ،‬فقوود وافقووت القمووة العربيووة المعقووودة فووي الكويووت‪ ،‬فووي ‪ 46‬مووارس ‪ ،4102‬مبوودئياً عليووه إال أنهووا‬
‫كلفووت اللجنووة القانونيووة بتعووديل بعووض النقوواط فيووه‪ .‬وجوورى خووالل ذلووك تباحووث عوودد موون النقوواط التووي يتعووين‬
‫إلحاقهووا بهووذا النظووام خاصووة خووالل المووؤتمر الووذي انعقوود كووذلك فووي المنامووة يووومي ‪ 49‬و ‪،4102/9/46‬‬
‫وش ووهد حض ووور ع وودد كبي وور م وون ممثل ووي المجتم ووع الم وودني والخبو وراء والب وواحثين م وون الع ووالم العرب ووي وأوروب ووا‬
‫وأفريقي ووا(]‪ .)[84‬وعل ووى إث وور ذل ووك‪ ،‬وعل ووى إث وور ال وونقص ال ووذي اعت وورى الميث وواق العرب ووي لحق وووق اإلنس ووان عل ووى‬
‫انعقد اجتماع وزراء الخارجية في جامعة الدول العربيوة فوي جلسوته‬
‫تأسيس محكمة عربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬إ‬
‫(‪ )024‬بالقوواهرة يووومي ‪ 6‬و‪ 9‬أيلووول‪/‬سوبتمبر ‪ ،4102‬وأصوودر قو ارره رقووم ‪ 1995‬د‪.‬ع (‪ )024‬ج‪ ،3‬بتوواريو‬
‫‪ ،4102/5/9‬واعتموود بموجبووه نظووام المحكمووة العربيووة لحقوووق اإلنسووان‪ ،‬واختيوورت المنامووة‪ ،‬عاصوومة مملكووة‬
‫حسووم نظامهووا موون ‪ 9‬قضوواة علووى أن يوودخل هووذا النظووام حيووز النفوواذ متووى‬ ‫البحورين‪ ،‬مقو ار لهووا‪ ،‬وهووي تتووأل‬
‫صادقت عليه ‪ 9‬دول أعضاء في الجامعة‪)[85]( .‬‬
‫والمالحظ أن جهود جامعة الدول العربية لتأسويس محكموة عربيوة لحقووق اإلنسوان جواء متوأخ ار جودا مقارنوة‬
‫بجهود منظمات إقليمية أخورى‪ .‬فقود أنشوئت المحكموة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان‪ ،‬علوى نحوو موا ذكرنوا‪ ،‬فوي‬
‫ستراسبور بفرنسا بفضل اعتماد االتفاقيوة األوروبيوة لحقووق اإلنسوان لعوام ‪ ،0591‬وهوي تضوم ‪ 29‬قاضويا‬

‫‪65‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫ت واعتموودت منظمووة الوودول األمريكيووة‪ ،‬ومقرهووا العاصوومة األمريكيووة واشوونطن‪ ،‬االتفاقيووة األمريكيووة لحقوووق‬
‫اإلنسووان عووام ‪ 0565‬وقوود كرسووت فصوولها الثووامن لتأسوويس محكمووة أمريكيووة لحقوووق اإلنسووان تضووم ‪ 9‬قضوواة‬
‫ومقرهووا مدينووة "سووان خوسوويه" فووي جمهوريووة كوسووتاريكا بأمريكووا الوسووطى‪ .‬واختووار االتحوواد األفريقووي اعتموواد‬
‫بروتوكووول فووي عووام ‪ 0558‬تووم إلحاقووه بالميثوواق األفريقووي لحقوووق اإلنسووان والشووعوم الووذي تووم اعتموواده عووام‬
‫‪ ،0580‬ليؤسو ووس محكمو ووة أفريقيو ووة لحقو وووق اإلنسو ووان والشو ووعوم تضو ووم ‪ 00‬قاضو وويا ومقرهو ووا مدينو ووة أروشو ووا‬
‫بجمهورية تنزانيا‪.‬‬
‫والمالحظ كذلك أن الميثاق العربي لحقوق اإلنسان يتشابه مع الميثاق األفريقوي لحقووق اإلنسوان والشوعوم‬
‫في كون كليهما لم يونص علوى تأسويس محكموة‪ ،‬وموع ذلوك فقود اسوتطاع االتحواد األفريقوي الحقوا‪ ،‬وبموجوم‬
‫بروتوكووول عووام ‪ ،0558‬إنشوواء المحكمووة األفريقيووة لحقوووق اإلنسووان‪ ،‬وهووو مووا لووم يحوودث فووي رحووام جامعووة‬
‫الدول العربية‪ ،‬فقد تم تأسيس المحكمة العربيوة لحقووق اإلنسوان بفضول قورار مجلوس الجامعوة علوى مسوتوى‬
‫وزراء الخارجية على نحو ما ذكرنا وقد كوان محبوذا لودى كثيورين أن يوتم اعتمواد بروتوكوول لهوذا الغورض‪،‬‬
‫اعتمادا على المادة ‪ 94‬من الميثاق العربي لحقوق اإلنسان(]‪ ،)[86‬يتعلق بتأسيس المحكمة العربيوة لحقووق‬
‫اإلنسان‪ ،‬وأن يتم اعتماد هذا البروتوكول من طور مجلوس الجامعوة علوى مسوتوى القموة‪ ،‬وكموا توم اعتمواد‬
‫الميث وواق العرب ووي لحق وووق اإلنس ووان ف ووي نهاي ووة أعم ووال القم ووة العربي ووة بت ووونس ع ووام ‪ ،4112‬عل ووى األق وول أن ووه‬
‫وبعدا أوسع‪)[87]( .‬‬ ‫سيعطي نظام المحكمة العربية لحقوق اإلنسان أهمية أكبر إ‬
‫ويتك ووون النظ ووام األساس ووي للمحكم ووة العربي ووة م وون ديباج ووة و‪ 39‬م ووادة‪ ،‬وتتش ووكل المحكم ووة العربي ووة لحق وووق‬
‫اإلنسووان موون ‪ 19‬قضوواة ويجوووز رفووع عووددهم إلووى ‪ 00‬قاضوويا بنوواء علووى طلووم المحكمووة وموافقووة الجمعيووة‬
‫(المووادة ‪ )9‬يجووري انتخووابهم موون قائمووة موون األشووخاص الووذين ترشووح كوول دولووة شخصووين موونهم (المووادة ‪،)6‬‬
‫ويجوري انتخووام القضوواة موون بووين أولئوك المترشووحين عوون طريووق االقتوراع السوري‪ ،‬أمووا عوون موودة واليووة هوؤالء‬
‫القضاة فهي ‪ 2‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط (المادة ‪.)8‬‬
‫وتعووين المحكمووة المسووجل وعوودد موون الموووظفين‪ ،‬ويتمتووع الجميووع باالمتيووازات الحصووانات الممنوحووة لممثلووي‬
‫الوودول االعضوواء لوودى جامعووة الوودول العربيووة (المووادة ‪ ،)02‬وأن يكووون القضوواء مسووتقلين فووي مهووامهم فووي‬
‫خدمة المحكمة في أي وق (المادة ‪.)09‬‬
‫النزعوات الناشوئة عون تطبيوق وتفسوير الميثواق العربوي لحقووق االنسوان‬
‫وتختص المحكمة بكافة الودعاوي و ا‬
‫أو أية اتفاقية عربية اخرى في هذا المجال وتفصل في اي نزاع يثار حول اختصاصها بنظر الودعاوي أو‬
‫الطلب ووات أو الح وواالت الت ووي تنظره ووا‪ ،‬وال يعم وول بالقض ووايا ب ووأثر رجع ووي قب وول عم وول المحكم ووة (المادت ووان ‪06‬‬
‫و‪.)09‬‬

‫‪66‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫ويكووون اختصوواص المحكمووة مكمووال للقضوواء الوووطني وال يحوول محلووه‪ ،‬وال يجوووز للمحكمووة أن تقبوول الوودعوى‬
‫في حالة عدم استنفاد طرق التقاضي في الدولة المشوكو منهوا وفقوا لنظامهوا القضوائي الووطني‪ ،‬وكوذلك إذا‬
‫كانت الدعوى قد رفعوت فوي ذات الموضووع أموام محكموة إقليميوة أخورى لحقووق اإلنسوان‪ ،‬وأيضواً إذا كانوت‬
‫الدعوى قد رفعت بعد ‪ 6‬أشهر من إبال المدعي بالحكم (المادة ‪.)08‬‬
‫للحل الودي (المادة ‪ ،)44‬فيموا يكوون الحكوم الوذي تصودره المحكموة‬ ‫ويجوز للمحكمة التعاون مع االط ار‬
‫قوة النفاذ بالنسبة للدول التوي قبلوت اختصواص المحكموة فقوط (الموادة ‪ .. )05‬ت كموا تتمثول اختصاصوات‬
‫المحكمووة العربيووة فووي النظوور فووي شووكاوى األشووخاص التووي تحيلهووا عليهووا اللجنووة بعوود أن يتعووذر عليهووا حلهووا‬
‫وتسويتها وديا (المادة ‪ ، )05‬وهكذا ال يكون من الممكن لألفراد أن يرفعوا شكاواهم مباشرة إلوى المحكموة‪،‬‬
‫بوول يكووون علووى أولئووك األفوراد تقووديم شووكاواهم إلووى اللجنووة حتووى يكووون لهووذه األخيورة أن تحيوول القضووية علووى‬
‫المحكمة عندما يستعصى عليها الحل‪)[88](.‬‬
‫المطلم الثالث‬
‫تقييم فعالية اتليات‬
‫االتفاقية األوروبية لحقوق االنسان نصت على حقوق االنسان المشومولة بالحمايوة كموا أوجودت لهوا هيئوات‬
‫أوروبية لمراقبة الدول في مدى التزامها باحترام بنود هذه االتفاقية وبالتالي الحقوق المنصوص عليها‪.‬‬
‫كمووا أن اللجنووة األوروبيووة لحقوووق االنسووان تتكووون موون عوودد موون األعضوواء مسوواوي لعوودد الوودول المصووادقة‬
‫علوى االتفاقيوة األوروبيووة لحمايوة حقوووق االنسوان‪ ،‬وهوؤالء االعضواء تنتخووبهم لجنوة الوووزراء بمجلوس أوروبووا‪.‬‬
‫أم ووا المحكم ووة األوروبي ووة لحق وووق فه ووي امت ووداد للجن ووة األوروبي ووة لحق وووق االنس ووان كوس وويلة لض وومات تطبي ووق‬
‫االتفاقيووة واحكامهووا ملزمووة ونافووذة‪ .‬وبالتووالي فوومن آليتووي النظووام االوروبووي والمتمثلووة فووي اللجنووة األوروبيووة ثووم‬
‫المحكمووة األوروبيووة فقوود فإعلووت بالكاموول وكووان لهووا كوول الحووق فووي النظوور فووي ان وواع الشووكاوى واتخوواذ الق ورار‬
‫المناسم تجاها‪.‬‬
‫أما النظام العربي لحقوق االنسان‪ ،‬فمن ميثاق جامعة الدول العربية المنشأ في عوام ‪ 0529‬لوم إي مق هوم تنظيموا‬
‫لحقوق االنسان ولوم يشور بومعالن لهوذه الحقووق وهوذا بسوبم اوضواع الودول العربيوة حتوى وقوت متوأخر بعود‬
‫الحوورم العالميووة الثانيووة‪ .‬ولكوون كووان ل ازمووا علووى الوودول العربيووة وضووع تنظوويم اقليمووي عربووي لحقوووق االنسووان‬
‫وبنفس الوتيرة التي سوارت عليهوا شوعوم االقواليم سوواء األوروبيوة او االمريكيوة واالفريقيوة ولعول خيور مثوال‬
‫عن ذلك ما أسفر عليه مشروع سي ار كوو از بميطاليوا عوام ‪ 0586‬والوذي قدمتوه مجموعوة الخبوراء العورم أيون‬
‫تم انشاء ميثاق عربي لحقوق االنسوان لتووفير آليوة حقيقيوة لحمايوة حقووق االنسوان وحوث علوى انشواء لجنوة‬
‫حقوق االنسان ومحكمة عربية لحقوق االنسان اال أنه مع تعدد اللجان حال دون تفعيلها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫أما عن اللجنة العربية الدائمة لحقوق اإلنسان‪ ،‬فعلى الرغم من أنها من أولى اللجان المنشأة على مسوتوى‬
‫جامعة الدول العربية‪ ،‬إال أنها لم تكن تتمتوع بالصوالحيات التوي تمكنهوا مون متابعوة وكفالوة حقووق اإلنسوان‬
‫علووى مسووتوى البلوودان العربيووة‪ ،‬فصووالحياتها فووي الواقووع كانووت واسووعة فووي مناقشووة مواضوويع حقوووق االنسووان‬
‫لووم تكوون لتهووتم‬ ‫بقصوود تطويرهووا ونشوورها واتخوواذ توصوويات بشووأنها ترفووع إلووى مجلووس الجامعووة‪ ،‬لكنهووا لألسو‬
‫بتنفيذ توصياتها ومراقبتهوا‪ ،‬وقود اقتصور عملهوا علوى نظور انتهاكوات حقووق اإلنسوان فوي فلسوطين المحتلوة‪،‬‬
‫وهووي ال تنظوور فووي انتهاكووات حقوووق االنسووان داخوول الوودول العربيووة األخوورى مموا يعنووي كونهووا لجنووة لتشووجيع‬
‫حقوووق االنسووان أكثوور موون حمايتهووا بوودليل عوودم إعطائهووا الحووق فووي قبووول الشووكاوى‪ ،‬هووذا مووا يجعلهووا مطالبووة‬
‫بتحقيووق تقوودم أكبوور فووي مجووال حقوووق اإلنسووان فووي الوودول العربيووة‪ ،‬ويجعوول الوودول العربيووة أيضووا مطالبووة‬
‫بمعطائهووا دو ار أكبوور فووي هووذا المجووال‪ ،‬السوويما فووي ظوول وجووود حملووة دوليووة ضوود العوورم فووي مجووال حقوووق‬
‫اإلنسان‪)[89](.‬‬
‫أمووا عوون المحكمووة العربيووة فهووي لووم تظهوور إلووى النووور إال فووي وقووت جوود متووأخر‪ ،‬وهووي ال ت وزال تتووأرجح بووين‬
‫معوقات تأسيسية واجرائية موا جعلهوا عرضوة النتقوادات ال حصور لهوا أقلهوا أنهوا ال توزال قاصورة عون حسوم‬
‫قضايا حقوق األنسان في الدول العربية‪.‬‬
‫ولعل مون بوين أهوم االنتقوادات الموضووعية التوي إوجهوت إلوى المحكموة العربيوة لحقووق اإلنسوان موا ورد فوي‬
‫نظامها األساسي بخصوص من يحق له اللجوء إليها أو بعبارة أدق‪ ،‬مدى إمكانية األفراد في اللجووء إليهوا‬
‫برفووع شووكاوى أو دعوواوى بشووأن انتهاكووات حقوووق اإلنسووان يكونووون قوود وقع ووا ضووحيتها وهووو أهووم مووا يميووز‬
‫النظووام األوروبووي لحقوووق اإلنسووان علووى نحووو مووا رأينووا بخصوووص إمكانيووة األفوراد فووي اللجوووء إلووى المحكمووة‬
‫األوروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫والحقيقة أن هوذا المطلوم نصوت عليوه الموادة ‪ 05‬مون النظوام األساسوي للمحكموة العربيوة لحقووق اإلنسوان‪.‬‬
‫(]‪ )[90‬فهووذه األخي ورة خولووت للوودول فقووط مبوودئيا‪ ،‬وبشووروط معينووة‪ ،‬أن ترفووع دعوواوى أمووام المحكمووة العربيووة‬
‫بخصوص انتهواك حقووق اإلنسوان‪ ،‬ومون بوين تلوك الشوروط أن تكوون الدولوة المدعيوة والدولوة المشوكو منهوا‬
‫كالهمووا طرفووا فووي نظووام المحكمووة األساسووي‪ ،‬أو تكووون الدولووة األخي ورة قوود قبلووت باختصوواص المحكمووة فووي‬
‫ذلوك‪ ،‬وبخاصوة حوق األفوراد فوي تقوديم شوكاوى‬ ‫الحالة التي ال تكون طرفا في النظام األساسي‪ ،‬أما بخال‬
‫أو رفووع دعوواوى أمووام المحكمووة فهووو ممووا لووم يسوومح بووه نظووام المحكمووة األساسووي ولووم توونص عليووه المووادة ‪05‬‬
‫س ووالفة ال ووذكر‪ .‬وم ووع ذل ووك‪ ،‬فق وود نص ووت الم ووادة ‪ 05‬ع وون إمكاني ووة االقتو ورام م وون ه ووذه الحال ووة وه ووي الس ووماح‬
‫للمنظمووات غيوور الحكوميووة العاملووة فووي مجووال حقوووق اإلنسووان فووي الدولووة التووي ينتمووي إليهووا الفوورد ضووحية‬
‫االنتهاك أن ترفع دعاوى أمام المحكمة لفائدة ذلوك الفورد وضود الدولوة المودعى عليهوا بأنهوا انتهكوت حقووق‬

‫‪68‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫ذلووك الفوورد اإلنسووانية ولكوون ذلووك كلووه مرهووون علووى شوورط أن تكووون تلووك الدولووة قوود قبلووت بووذلك مسووبقا وعنوود‬
‫المصادقة على النظام األساسي‪.‬‬
‫تتيح نوعوا مون الحمايوة لصوالح األفوراد‪ ،‬إال أنهوا تبقوى عواجزة وقاصورة عون بلوو‬ ‫وبالرغم من أن هذه المادة إ‬
‫المسووتوى الووذي وصوول إليووه النظووام األوروبووي الووذي يسوومح لألفوراد برفووع دعوواواهم مباشورة‪ .‬ولقوود كانووت المووادة‬
‫‪ 05‬أهووم مووادة تعرضووت لالنتقوواد سوويما موون بعووض المنظمووات والهيئووات الحقوقيووة(]‪ )[91‬التووي اعتبوورت أن مووا‬
‫لضمان حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬وكان األحرى تعديل هذه المادة لتسومح لألفوراد مباشورة‬ ‫ورد فيها غير كا‬
‫برفووع شووكاواهم أمووام المحكمووة للمطالبووة بجبوور األضورار التووي حصوولت فووي حقهووم ولوويس االعتموواد فقووط علووى‬
‫توودخل المنظمووات غيوور الحكوميووة نيابووة عوونهم‪ ،‬هووذا مووع األخووذ بعووين االعتبووار أن تْو ْود نخ ْل المنظمووات نفسووه‬
‫يخضوع للموافقوة المسوبقة للدولووة التوي سوو تصوادق علووى النظوام األساسوي للمحكموة وهووذا كلوه يجعول موون‬
‫المحكمة العربية لحقوق اإلنسان بال فعالية ومرهونة بموافقة الدول العربية المسبق وفي ذلك إهدار واضوح‬
‫لحقوق اإلنسان‪ )[92]( ،‬ويحد بشكل كبير من قدرة المحكمة على معالجة انتهاكوات حقووق اإلنسوان‪ ،‬وتقوديم‬
‫الجناة إلى العدالة‪)[93]( .‬‬
‫ت ووؤدي إل ووى نت ووائل حتمي ووة منافي ووة لحق وووق‬ ‫إن الم ووادة ‪ 05‬س ووالفة ال ووذكر‪ ،‬وبش ووكلها ال ووذي تو وم اعتم وواده س ووو‬
‫اإلنسان وتتمثول فوي أنوه ال اختصواص للمحكموة فوي الودول العربيوة التوي ال توقوع علوى نظوام المحكموة‪ ،‬وال‬
‫إمكانية لرفع المقيمين في الدولة من غير الموواطنين دعواوى‪ ،‬وال يحوق إال للمنظموات غيور الحكوميوة التوي‬
‫ترضى عنها السلطات التوجه إليها‪ .‬واألسوأ أن نظام المحكمة األساسي ال يقدم أية آليوة لمراقبوة اإلشو ار‬
‫على تنفيذ أحكام المحكمة‪)[94]( .‬‬
‫حتى لما كانت مسوودة فوي‬ ‫ولقد كانت المادة (‪ )05‬من الميثاق العربي لحقوق اإلنسان محل هجوم عني‬
‫نطوواق مشووروع الميثوواق وذلووك موون طوور عوودد موون منظمووات حقوووق اإلنسووان المعروفووة‪ .‬وفووي تقريوور صووادر‬
‫عن مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان وقعته ‪ 49‬منظموة لحقووق اإلنسوان أهمهوا منظموة العفوو الدوليوة‬
‫ومنظمووة هيووومن اريووتس ووتووم جوواء الوونص التووالي‪" :‬إن غايووة وجووود محكمووة إقليميووة لحقوووق اإلنسووان هووي‬
‫والجبور الفعوالين علوى موا‬ ‫باألساس ضمان قدرة األفوراد علوى اللجووء للعدالوة وضومان حقهوم فوي االنتصوا‬
‫تعرضوا له من انتهاكوات‪ .‬وموع حجوم هوذا الحوق‪ ،‬بول وحجوم أيوة آليوة تمكون األفوراد مون اللجووء للمحكموة‬
‫موون إنشوواء المحكمووة‪ .‬نووذكر الوودول‬ ‫الغايووة والهوود‬ ‫العربيووة‪ ،‬فوومن مسووودة النظووام الحاليووة للمحكمووة تخووال‬
‫األعضاء بالوعد الوذي قطعتوه جامعوة الودول العربيوة بنفسوها وعودد مون أعضوائها‪ ،‬منوذ بودء عمليوة إصوالح‬
‫الجامعووة علووى موودار السوونوات القليلووة الماضووية‪ ،‬السوويما فووي أعقووام االنتفاضووات الشووعبية التووي انوودلعت فووي‬
‫عوودد موون دول منطقووة الشوورق األوسووط وشوومال أفريقيووا فووي عووام ‪ ،4100‬بمنشوواء آليووة قضووائية فعالووة تحمووي‬

‫‪69‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫حقوووق وحري ووات األفو وراد ف ووي دول جامع ووة ال وودول العربي ووة‪ .‬إن منظماتن ووا تع ووارض بش وودة إنش وواء أي ووة محكم ووة‬
‫لحقوق اإلنسان ال تكفل لألفراد القدرة على تقديم الشكاوى على االنتهاكات"‪)[95](.‬‬
‫االنتقووادات التووي قيلووت عوون المووادة ‪ 05‬سووالفة الووذكر إال أنهووا بقيووت علووى حالهووا فووي‬ ‫وبووالرغم موون مختل و‬
‫النظ ووام األساس ووي الرس وومي المعتم وود‪ ،‬ولع وول األسو ووأ م وون ذل ووك كل ووه‪ ،‬ه ووو أن مش ووروع النظ ووام األساس ووي ك ووان‬
‫يتضومن فقورة ثالثووة وأخيورة وهووي تسوومح للجنوة حقوووق اإلنسووان بمحالوة الشووكاوى الفرديووة إلوى المحكمووة إذا مووا‬
‫تعووذر عليهووا تسووويتها بشووكل ودي‪ )[96]( ،‬مووا يسوومح بطريقووة غيوور مباش ورة لألف وراد بووالعبور بشووكاواهم إلووى‬
‫المحكمة‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه الفقورة بالوذات تعرضوت كوذلك لالنتقواد لكوون لجووء األفوراد إلوى المحكموة‬
‫ال يتم مباشرة ولكنه يبقى مرهونا بمدى موافقة وتقدير تلك اللجنة‪ ،‬وليس مؤدى النص على هوذه اإلمكانيوة‬
‫أن تلك الشكاوى سو تإحال بالضرورة بشكل تلقائي إلى المحكمة‪ ،‬فاألمر متروك لتقدير اللجنوة المعنيوة‪.‬‬
‫غيوور أن الفق ورة األخي ورة هووذه إحووذفت كليووة موون الوونص النهووائي للنظووام األساسووي ممووا قطووع كوول أموول للجوووء‬
‫األفراد بشكل فردي إلى المحكمة ال من قريوم أو بعيود‪ .‬فوالفقرة الثالثوة الموذكورة كانوت تشوكل بعوض األمول‬
‫فوي لجوووء األفوراد إلووى المحكموة ولووو غيوور مباشور‪ ،‬لكوون حوذفها قطووع الطريووق كليوة علووى األفوراد فووي لجوووئهم‬
‫إلى المحكمة‪.‬‬
‫وبالمختصر‪ ،‬فمن أهم االنتقادات‪ ،‬وبحسوم موا جواء فوي تقريور اللجنوة الدوليوة للحقووقيين والفيدراليوة الدوليوة‬
‫لحق وووق اإلنس ووان‪" ،‬تتض ووح تحدي وودا ف ووي المو وواد المرتبط ووة باختص وواص المحكم ووة وواليته ووا القض ووائية‪ ،‬وف ووي‬
‫ضوومانات اسووتقالل المحكمووة‪ ،‬بمووا فووي ذلووك اسووتقاللية القضوواة‪ ،‬ومجووال متطلبووات اسووتنفاد التقاضووي المحلووي‬
‫قبل اللجوء إلى المحكمة‪ ،‬وقدرة الضحايا على ولوج المحكمة بشكل مالئم‪)[97]( .‬‬
‫كذلك من بين أهم االنتقادات الخارجة عن نطاق النظام األساسي للمحكمة‪ ،‬وبحسم تقرير اللجنة الدوليوة‬
‫للحقوقيين والفيدرالية الدولية لحقوق اإلنسان وغيرها مون الهيئوات الحقوقيوة األخورى والمنظموات‪ ،‬تتمثول فوي‬
‫تلووك الس ورية والتكووتم اللووذين طبعووا صووياغة النظووام األساسووي للمحكمووة العربيووة لحقوووق اإلنسووان موون جهووة‪،‬‬
‫وحول مقر المحكمة من جهة أخرى‪.‬‬
‫فبالنسبة لألولى‪ ،‬فقد جاء في تقرير اللجنتين المذكورتين أنه "لكي تصبح هوذه الجهوود حقيقيوة وفعالوة‪ ،‬فوال‬
‫األط ار ‪ .‬فليس فقط الممثلين الحكوميين مون‬ ‫بد أن تستند إلى إجراءات شفافة وعملية تشرك فيها مختل‬
‫الوودول األعضوواء فووي جامعووة الوودول العربيووة‪ ،‬بوول أيضووا ممثلووي المجتمووع الموودني علووى المسووتوى اإلقليمووي‬
‫والوووطني والوودولي‪ ،‬وأعضوواء نقابووات المحووامين والقضوواة واألكوواديميين والخبوراء المسوتقلين وأصووحام الشووأن‬
‫اتخرين‪ ،‬إذ يجم مشاورة الجميع وسماع آرائهم وأن يضطلعوا بدور ناشوط فوي عمليوة اإلصوالح"‪ ،‬وأنوه ال‬

‫‪70‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫يمكوون االعتموواد فقووط‪ ،‬وبصووورة حكريووة‪ ،‬علووى تقريوور اإلبراهيمووي أو اللجنووة المسووتقلة للخبوراء الحقوووقيين فووي‬
‫وضع نظام المحكمة األساسي‪)[98]( .‬‬
‫وأمووا بالنسووبة لالنتقوواد الثوواني الواقووع علووى اختيووار المنامووة‪ ،‬عاصوومة البح ورين‪ ،‬مق و ار للمحكمووة‪ ،‬فقوود ورد فووي‬
‫تقريوور اللجنتووين المووذكورتين أنهمووا يعربووان عوون القلووق موون أنووه علووى م ودار السوونوات الووثالث األخي ورة‪ ،‬كانووت‬
‫السوولطات البحرينيووة مسووؤولة عوون جملووة موون االنتهاكووات لحقوووق اإلنسووان الجسوويمة فووي إطووار حملووة قمعيووة‬
‫مستمرة وعنيفة ضد قيادات المعارضة والمدافعين عن حقوق اإلنسان والمتظاهرين السلميين تم فيها خورق‬
‫حقوقهم وحريتهم في التجمع‪ .‬وبعد أن عدد تقرير اللجنتين المذكورتين جملة االنتهاكات التي عمودت إليهوا‬
‫السوولطات البحرينيووة‪ ،‬ذهبووت إلووى حوود اعتبووار أن البحورين مسووؤولة عوون تلووك االنتهاكووات‪ ،‬وأنهووا سووتخفق فووي‬
‫ضو وومان أي شو ووكل مو وون المحاسو ووبة عنهو ووا‪ ،‬وأن استضو ووافتها للمحكمو ووة العربيو ووة لحقو وووق اإلنسو ووان مو ووع تلو ووك‬
‫االنتهاكات سيقوض مصداقية وفعالية المحكمة‪)[99]( .‬‬

‫‪71‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫وفي االخير نسوتخلص بوأن حقووق االنسوان هوي مون اهوم الحقووق المعروفوة منوذ القودم وهوذا علوى المسوتوى‬
‫العالمي واالقليمي وحتى الداخلي حيث أن كل الدول سخرت لهوا اتفاقيوات ومواثيوق وآليوات‪ ،‬إال أن النظوام‬
‫االوروب ووي لحق وووق االنس ووان يع وود م وون اكث وور األنظم ووة االقليمي ووة تط ووو ار ف ووي مج ووال حماي ووة حق وووق االنس ووان‬
‫وحرياتووه االساسووية بفضوول االتفاقيووة االوروبيووة ومالحقهووا وآلياتهووا ‪ ..‬ت أمووا النظووام العربووي فيخطووو خط ووات‬
‫بطيئة حيث ترجع فكرة وضع ميثاق عربي لحقوق االنسان إلى سونة ‪ 0565‬غيور أن هوذه الفكورة لوم تخورج‬
‫الووى الوجووود اال بعوود ‪ 49‬سوونة عنوودما اعتموود مجلووس جامعووة الوودول العربيووة مشووروعا للميثوواق فووي سووبتمبر‬
‫‪ ، 0552‬ونظ ار لرفضوه مون الودول العربيوة‪ ،‬توم تحديثوه لتوتم المصوادقة عليوه فوي مواي ‪ ،4112‬ولكنوه موع‬
‫ذلووك لووم يوودخل حيووز النفوواذ اال فووي مووارس ‪ ، 4118‬وهووذه خطوووة أولووى بالغووة األهميووة نحووو صووياغة نظووام‬
‫عربي لحقوق االنسان في انتظار اضافات جديدة للميثاق تجعلوه اكثور فعاليوة خاصوة فوي ظول عودم انشواء‬
‫المحكمة العربية لحقوق االنسان واكتفائه باللجنة كآلية وحيدة للرقابة عليه‪.‬‬
‫مؤسسوواتها موع النخووم العربيوة المثقفووة أن تبوذل إمكانياتهووا الفكريووة‬ ‫وفوي االخيوور يجوم علووى الودول بمختلو‬
‫والعلميووة لخدمووة قضووايا حقوووق االنسووان العربووي وهووذا بتيسووير وتسووهيل السووبل لتوعيووة الم وواطنين بحقوووقهم‬
‫وحرياتهم عن طريق وسائل اإلعالم وتعليم حقوق اإلنسان لألجيال القادمة‪.‬‬
‫وهنا يمكننا أن نخرج بالمقترحات والتوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ .0‬عدم وضع قيود خاصة على ممارسة الحريات السياسية وهي ما يعر بالقوانين االستثنائية‬
‫واالحكام العرفية المطبقة في الكثير من الدول‬
‫‪ .4‬دعم المؤسسات الحقوقية المستقلة عن الدول والتي تتجسد في تنظيمات المجتمع المدني من‬
‫احزام سياسية واتحادات ونقابات (المنظمات الغير حكومية )‬
‫‪ .3‬االلتزام الفعلي باالتفاقيات الدولية لحقوق االنسان ليس بالتصديق عليها ودمجها في القوانين‬
‫الداخلية فقط بل المطلوم من الدول العربية السعي نحو تطبيقها على أرض الواقع والعمل على‬
‫تعديل قوانينها الداخلية المتعارضة معها‬
‫‪ .2‬على الدول العربية ان تعمل على تطوير الجهود العربية في مجال حقوق االنسان من خالل انفاذ‬
‫االتفاقيات الموجودة وابرام اتفاقيات اخرى متخصصة بأنواع معينة من الحقوق‬
‫‪ .9‬اإلسراع بتفعيل المحكمة العربية لحقوق االنسان واضافة بروتوكول ملحق بالميثاق العربي لحقوق‬
‫االنسان‬

‫‪72‬‬
‫‪African journal of political sciences‬‬ ‫‪volume 6 issue1‬‬ ‫‪jun 2017‬‬ ‫‪DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1‬‬

‫‪ .6‬على الدول العربية ان تقوم بمصالح انظمتها بجعلها تقوم على احترام مبادح الديمقراطية التي‬
‫هي في ذات الوقت من أساسيات حقوق االنسان والحريات العامة‬
‫‪ .9‬على الدول العربية تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات الثالث وأن تتمتع السلطة القضائية‬
‫باالستقالل التام وفرض الرقابة القضائية على اعمال االدارة وق ارراتها‬
‫‪ .8‬وعلى الدول العربية اصالح القوانين الداخلية من خالل تعديل القوانين المقيدة للحقوق والحريات‬
‫العمل بحالة الطوارح وقوانينها االستثنائية وان كانت هناك ضرورة ملحة للعمل بها‬ ‫‪ .5‬البد من وق‬
‫فيجم التقيد بالمبادح الديمقراطية عند اعالنها وعدم تجاوز تلك المبادح في الممارسات‪.‬‬

‫‪73‬‬
African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1

References:
.1Bouamaza Ftaymeh, Memorandum for Masters Degree, in Public Law, Law of International
Organizations and Law of International Relations.
.2Khidr Khidr, An Introduction to Public Liberties and Human Rights, Modern Book Foundation, 2011
Edition, Lebanon, 2011.
.3Ramiz Muhammad Ammar, Neamat Abdullah Makki. "Human Rights and Public Liberties", first
edition, without publishing house, 2010.
.4Ramiz Muhammad Ammar, Nimat Abdullah Makki, Human Rights and Public Liberties, First Edition,
without publishing house, 2010.
.5Riyad Al-Ajlani. “Evolution of procedures for consideration of individual applications before the
European Court of Human Rights”, Damascus University Journal of Economic and Legal Sciences,
Volume: 28, No. 2, 2012.
.6Abdul Karim Alwan, Human Rights, Library of Culture House for Publishing and Distribution,
Amman, 1998.
.7Abdullah Muhammad Al-Hawari, The New European Court of Human Rights, A Study in the Light of
the Provisions of the European Convention on Human Rights, First Edition, New University Publishing
House, Alexandria, Egypt, 2009.
.8Allam Wael Ahmed. "The Arab Charter on Human Rights, a study on the role of the Charter in
promoting human rights in the Arab League".
.9Allam Wael Ahmed. "The Arab Charter on Human Rights, a study on the role of the Charter in
promoting human rights in the Arab League".
.11Omar Sadouq, Lectures on Public International Law, University Press Office, Ben Aknoun, Algeria,
1998.
.11Qadri Abdul Aziz. "Human Rights, in International Law and International Relations, Contents and
Mechanisms", 2008 edition, Dar Houma, Algeria,
Karem Mahmoud Hussein Nachwaan, Mechanisms for the Protection of Human Rights in International
Human Rights Law, an analytical study, a study for a master’s degree, Al-Azhar University, Gaza, 2011.
.12Claudio Zangi. “International Protection of Human Rights”, Export: Boutros Boutros-Ghali,
Presented by: Mohamed Bedjaoui, First Edition, Library of Lebanon Publishers, Beirut, Lebanon, 2006.
.13European Court of Human Rights, pen documents, questions and answers, www.echr.coe.int
.14Muhammad Mohiuddin, summary of lectures on human rights, academic year 2010/2011, Khaldounia
House for Publishing and Distribution, Algeria
.15Naziha Bouzib, The Arab Charter for Human Rights, "A Critical Legal Reading", The Arab Journal
for Human Rights, Tunis, No. 6, August 1999.
.16The leafy flower. “The Arab System for the Protection of Human Rights and its Mechanisms”, a note
to obtain a bachelor’s degree in legal sciences, Ammar Thaliji University, Faculty of Law and Social
Sciences, Department of Law, Laghouat, 2005.
.17Walid Selim El-Nemr. "Human Rights and Fundamental Freedoms", Dar Al-Fateh for Printing and
Publishing, Egypt.
.18Walid Salim El-Nemr, Human Rights and Fundamental Freedoms, Dar Al-Fateh for Printing and
Publishing, Egypt, 2013-2014.

7. websites:
8. .1Document number: IOR 61-003-2010, published on Amnesty International's online magazine
Number: 14, entitled: “European Court of Human Rights,” according to the following link:
9. .2
10. .2Report entitled: "The Proposed Arab Court for Human Rights - The adoption of the draft court
charter and the start of the process of establishing the court in a proper manner," published on the
website of the International Commission of Jurists "ICJ - FIDH" dated March 2014, according to
the following electronic link: https: / /www.fidh.org/IMG/pdf/final_pp_arab_court_-_en-2.pdf

74
African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1

11. .3Dr. Muhammad Amin field. "We have an Arab human rights court." An article published on the
website of the "Arab Center for Education in International Humanitarian Law and Human Rights
ACIHL" without mentioning the date, according to the following electronic link:
12. .4
13. .4An article entitled: "What has the Arab League done for human rights?", Published on
11/11/2015, on the website of "Pavement 22" according to the following link:
14. http://raseef22.com/politics/2015/12/11/ / What-what-you-did-Arab-League-of-Haqo
15. .5Ibrahim Al-Abdullah. A written lecture entitled: "The Arab Charter for Human Rights and
Means of Enabling it", published on 01/01/1998, on the website of the "Imam Musa Al-Sadr
Center for Studies and Research" according to the following electronic link:
16. http://imamsadr.net/News/news.php?NewsID=3921
17. .6Report entitled: "The proposed Arab Court for Human Rights: an empty mechanism without
making fundamental changes to the draft statute" published on: June 6, 2014, on the website of the
"Cairo Institute for Human Rights Studies" according to the following link:
18. http://www.cihrs.org/?p=8711
19. Ahmed MAHIOU. « La Charte arabe des droits de l’homme ». Publié sur blogavocat.fr selon le
lien électronique suivant :

https://blogavocat.fr/sites/default/files/fichiers/la_charte_arabe_des_droits_de_l_homme_-_a._ma.pdf

8. Mohammed Amin Al-Midani. « La ligue des états arabes et les droits de l’homme ». Article
publié sur le site « scienzaepolitica », selon le lien electronique suivant :

https://scienzaepolitica.unibo.it/article/download/2892/2289

[1]) This is confirmed by the introduction to the European Convention on Human Rights, as it states that
“the governments signed below as members of the Council of Europe ..... and as governments of
European countries are dominated by an intellectual unit with a common heritage of freedom, ideals,
political traditions and respect for the law, it has Determined to take the first steps towards the collective
implementation of some of the rights contained in the Universal Declaration of Human Rights issued by
the United Nations General Assembly .. ».

[2]) Riyad Al-Ajlani. “Evolution of procedures for consideration of individual applications before the
European Court of Human Rights,” Journal of Damascus University for Economic and Legal Sciences,
Volume: 28, Number Two, 2012, p. 167.

[3] Walid Salim El-Nemr. “Human Rights and Fundamental Freedoms”, Dar Al-Fateh for Printing and
Publishing, Egypt, p. 238.

[4]) Ramiz Muhammad Ammar, Neamat Abdullah Makki. “Human Rights and Public Liberties,” first
edition, without publishing house, 2010, p. 118.

[5]) Ramiz Muhammad Ammar, Nimat Abdullah Makki, Previous Reference, P.121.

[6]) Claudio Zangi. “International Protection for Human Rights”, Export: Boutros Boutros-Ghali,
Presented by: Mohamed Bedjaoui, First Edition, The Library of Lebanon Publishers, Beirut, Lebanon,
2006, p. 168.

[7] It is Resolution No. 2441 (23) of December 19, 1968, entitled “International Year of Human Rights”.

75
African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1

[8]) Qadri Abdul Aziz. "Human Rights, in International Law and International Relations, Contents and
Mechanisms", 2008 edition, Dar Houma, Algeria, page 141.

[9]) Qadri Abdul Aziz, previous reference, page 142.

[10]) Qadri Abdul Aziz, previous reference, page 143.

[11]) A flowery flower. “The Arab System for the Protection of Human Rights and its Mechanisms”, a
note to obtain a bachelor’s degree in legal sciences, Ammar Thaliji University, Faculty of Law and Social
Sciences, Department of Law, Laghouat, 2005.

[12]) Qadri Abdul Aziz, previous reference, page 146

[13]) And Raneeqi Zahra, previous reference, page 19

[14]) See: Ibrahim Al-Abdullah. A written lecture entitled: "The Arab Charter for Human Rights and
Means of Enabling it", published on 01/01/1998, on the website of the "Imam Musa Al-Sadr Center for
Studies and Research" according to the following electronic link:

http://imamsadr.net/News/news.php?NewsID=3921

76
African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1

)]15[And Reneeqi Zahra, ibid., Page 20


[16] V : Ahmed MAHIOU. « La Charte arabe des droits de l’homme ». Publié sur blogavocat.fr selon le
lien electronique suivant :
https://blogavocat.fr/sites/default/files/fichiers/la_charte_arabe_des_droits_de_l_homme_-_a._ma.pdf .
P7.
)]17[See: Ibrahim Al-Abdullah. A written lecture entitled: "The Arab Charter for Human Rights and
Means of Enabling it", published on the website of the "Imam Musa Al-Sadr Center for Studies and
Research," according to the previous electronic link.
)]18[See: Ibrahim Al-Abdullah. Written lecture entitled: "The Arab Charter for Human Rights and
Means of Enabling it", op. Op. Cit, P8
)]19[See: Ibrahim Al-Abdullah. A written lecture entitled: "The Arab Charter for Human Rights and
Means of Enabling it", published on the website of the "Imam Musa Al-Sadr Center for Studies and
Research," according to the previous electronic link.
)]21[Allam Wael Ahmed. "The Arab Charter on Human Rights, a study on the role of the Charter in
promoting human rights in the Arab League." Page: 8 to 11
)]21[Allam Wael Ahmed, ibid., Same pages.
)]22[See: Dr. Muhammad Amin field. "We have an Arab human rights court." An article published on
the website of the "Arab Center for Education in International Humanitarian Law and Human Rights
ACIHL" without mentioning the date, according to the following electronic link:
https://www.acihl.org/articles.htm?article_id=39&lang=en-US
)]23[Bouamza Fatima, op. Cit., Page: 40 - 41
]24[Such as Article 4 of the Arab Charter on Human Rights of 2004.
)]25[Article (7) of the 2004 Charter stipulates that: “No death sentence may be imposed on persons under
eighteen years of age unless the legislation in force at the time the crime is committed stipulates
otherwise”.
)]26[See regarding the various criticisms: A report entitled: “The proposed Arab Court for Human Rights
- The adoption of the draft Charter of the Court and the start of its proper construction process must be
withdrawn,” published on the website of the International Commission of Jurists “ICJ - FIDH” dated
March 2014, according to Previous email link, pp. 4-5.
)]27[Ramiz Muhammad Ammar, Nimat Abdullah Makki, Previous Reference, P.127.
)]28[Karem Mahmoud Hussein Nashwan, Mechanisms for the Protection of Human Rights in
International Human Rights Law, an analytical study, a study for a master’s degree, Al-Azhar University,
Gaza, 2011, p. 141
)]29[Abdul Karim Alwan, Human Rights, Dar Al-Thaqafa Library for Publishing and Distribution,
Amman, 1998, p. 152
Karem Mahmoud Hussein Nashwan, ibid., P. 142) [30]
)]31[Abdul Karim Alwan, the same reference, p. 153
)]32[Karem Mahmoud Hussein Nashwan, same reference, p. 143
)]33[Karem Mahmoud Hussein Nashwan, same reference, p. 144
)]34[Khidr Khidr, An Introduction to Public Liberties and Human Rights, Modern Book Foundation,
2011 Edition, Lebanon, 2011, p. 248.
)]35[See Article 21, first paragraph of the agreement.
)]36[See Article 23 of the Convention, paragraph 1
]37[See Article 23 of the Convention, paragraph 2
)]38[Claudio Zangi, International Protection of Human Rights, Export of Boutros Boutros-Ghali,
Presented by Mohamed Bedjaoui, First Edition, Lebanon Publishers Library, Beirut, Lebanon, 2006, p.
158.
)]39[Abdullah Mohamed El-Hawary, The New European Court of Human Rights, A Study in the Light
of the Provisions of the European Convention on Human Rights, First Edition, New University
Publishing House, Alexandria, Egypt, 2009, p. 21
)]41[See Article 23 of the Convention, paragraph A.
)]41[Abdullah Muhammad al-Hawari, previous reference, p. 40

77
African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1

)]42[Abdullah Muhammad al-Hawari, the same reference, p. 30


)]43[Riyad Al-Ajlani, Evolution of the Procedures for Examining Individual Applications before the
European Court of Human Rights, Damascus University Journal for Economic and Legal Sciences -
Volume 28 - Second Issue, 2012, p. 176
)]44[Claudio Zangi, previous reference, p. 169
)]45[Abdullah Muhammad al-Hawari, the same reference, p. 46
)]46[Walid Salim El-Nemr, Human Rights and Fundamental Freedoms, Dar Al-Fateh for Printing and
Publishing, Egypt, 2013-2014, p. 241
)]47[Claudio Zangi, ibid., P. 160
)]48[Abdullah Muhammad al-Hawari, the same reference, p. 59
)Muhammad Mohiuddin, summary of lectures on human rights, school year 2010/2011, Khaldounia
House for Publishing and Distribution, Algeria, p. 76 [49]
]51[See Article 26, Paragraph 1 of the European Convention amending by Protocol (14.)
]51[See Article 26, Paragraph 3 of the European Convention amending by Protocol (14.)
)]52[European Court of Human Rights, documents issued by the Registry, questions and answers,
www.echr.coe.int, p. 4
)]53[Muhammad Mohiuddin, the same reference, p. 73
]54[See Article 47 of the European Convention.
)]55[Karem Mahmoud Hussein Nashwan, op. Cit., P. 151
Abdullah Muhammad al-Hawari, op. Cit., P. 35 [56.]
)]57[Naziha Bouzib, The Arab Charter for Human Rights, “A Critical Legal Reading”, The Arab Journal
for Human Rights, Tunis, No. 6, August 1999, p. 108.
)]58[See Article 32 of the European Convention
)]59[Omar Saduq, Lectures on Public International Law, University Press Office, Ben Ankoun, Algeria,
1998, p. 142.
)]61[Karem Mahmoud Hussein Nashwan, op. Cit., P. 152
)]61[See document number: IOR 61-003-2010, published on Amnesty International online magazine
Number: 14, entitled: “European Court of Human Rights,” according to the following link:
http://www.amnestymena.org/ar/Magazine/Issue14/TheEuropeanCourtforHumanRights.aspx
)]62[European Court of Human Rights, documents issued by the pen, questions and answers,
www.echr.coe.int, same page
)]63[Ramiz Muhammad Ammar, Nimat Abdullah Makki, Human Rights and Public Liberties, First
Edition, without Publishing House, 2010, p. 127
Ramiz Muhammad Ammar, Nimat Abdullah Makki, ibid., Same page. [64]
)]65[Riyad Al-Ajlani, previous reference, p. 17
See Article 28 of the European Convention [66]
)]67[Karem Mahmoud Hussein Nashwan, op. Cit., P. 156
)]68[Ramiz Muhammad Ammar, Neamat Abdullah Makki, Previous Reference, P.129
Ramiz Muhammad Ammar, Nimat Abdullah Makki, ibid., P. 129
[69]
[70]) Before the establishment of that committee, the university council had shown an interest in human
rights during that period, and it had welcomed the United Nations' invitation for it to participate in the
activities of the International Human Rights Day. On that occasion, the Council established, in
accordance with its Resolution No. 2259 of September 12, 1966, at the level of the League’s Secretariat,
an interim committee entrusted with preparing for a program to ensure the celebration of the International
Human Rights Day. On the other hand, the University Council, in accordance with its Resolution No.
2304 of March 18, 1967, established a second steering committee and entrusted it with the task of
coordinating with the First Committee in preparation for the university’s participation in the activities of
the aforementioned World Day at the United Nations.

78
African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1

V: Mohammed Amin Al-Midani. « La ligue des états arabes et les droits de l’homme ». Article publié sur
le site « scienzaepolitica », selon le lien electronique suivant :
https://scienzaepolitica.unibo.it/article/download/2892/2289
)]71[For example, the Permanent Arab Committee for Human Rights participated in the activities of the
International Human Rights Day held in Beirut from 2 to 10 December 1968, and also in the conference
held in Cairo on the occasion of the establishment of the United Nations of the African Commission for
Human Rights between 2 and 15 September 1969, as well as the Committee In a number of sessions held
by the United Nations Commission on Human Rights and in other major conferences such as the United
Nations Conference of Governmental Experts on the Development of International Humanitarian Law
held in Geneva in 1973.
V: Mohammed Amin Al-Midani. “La ligue des états arabes et les droits de l’homme.” Op. Cit
]72[issued by the University Council at the ministerial level in accordance with Resolution No. 6826 - D.
(128) - Part 2 of September 5, 2007.
]73[V: Mohammed Amin Al-Midani. “La ligue des états arabes et les droits de l’homme.” Op. Cit
)]74[Article Three of the internal regulations of the Standing Arab Committee for Human Rights
included the various tasks of the latter, and limited them to 13 items .
)]75[See: Report entitled: "The Proposed Arab Court for Human Rights - The adoption of the draft
charter of the court and the start of the process of establishing it properly should be withdrawn,"
published on the website of the International Commission of Jurists "ICJ - FIDH" on March 2014,
according to the following link:
https://www.fidh.org/IMG/pdf/final_pp_arab_court_-_en-2.pdf
)]76[Paragraphs: 1, 2 and 3 of Article (45) of the Arab Charter for Human Rights. See about this in more
detail: Bouamaza Fatima, Memorandum for Masters Degree, in Public Law, Law of International
Organizations and the Law of International Relations, page 116
]77[Paragraph 5 of Article (45) of the Arab Charter for Human Rights.
)]78[Article (47) of the Arab Charter for Human Rights.
)]79[Bouamaza Fatima, Memorandum for Masters Degree in Public Law, previous reference, page 116.
)]81[Article (48) of the Arab Charter for Human Rights.
)]81[Qadri Abdul Aziz, Human Rights, previous reference, page 190.
)]82[The idea originally came back, according to observers, when it was launched by the King of
Bahrain, "Hamad bin Isa Al Khalifa," on November 23, 2011, during his receipt of the report of the
Bahrain Independent Commission of Inquiry, which indicated Bahrain's human rights violations while
countering the internal opposition. However, some have considered that the idea of the court benefits the
small kingdom in whitening its record, although, to date, it has not applied the recommendations of the
aforementioned committee.
See: Hassan Abbas. Cook "secret to establish an Arab court for human rights!". Article published on
April 22, 2014, on the website of “Platform 22” according to the following electronic link:
http://raseef22.com/politics/2014/04/22/1-/ secret-to-cook-to-create-an Arab-court-of-rights
)]83[See: Report entitled: “The Proposed Arab Court for Human Rights - The adoption of the draft
charter of the court and the start of its proper construction process must be withdrawn,” p. 6, published on
the website of the International Commission of Jurists “ICJ - FIDH” dated March 2014, according to the
link. Next email:
https://www.fidh.org/IMG/pdf/final_pp_arab_court_-_en-2.pdf
)]84[See: Hassan Abbas. Cook "secret to establish an Arab court for human rights!". On the previous
website.
)]85[See: Dr. Muhammad Amin field. "We have an Arab human rights court." An article published on
the website of the "Arab Center for Education in International Humanitarian Law and Human Rights
ACIHL", op.
)]86[Article 52 above states that: “Any State Party may propose additional optional annexes to this
Charter and take the measures to be adopted in adopting the amendments to the Charter”.
)]87[See: Hassan Abbas. "A secret cookie to establish an Arab human rights court!" On the previous
website.

79
African journal of political sciences volume 6 issue1 jun 2017 DOI: https://doi.org/10.35788/ajps.v6i1

)]88[Qadri Abdul Aziz, Human Rights, previous reference, page 191


)]89[Allam Wael Ahmed. "The Arab Charter on Human Rights, a study on the role of the Charter in
promoting human rights in the Arab League." Page 202 to 209.

80

You might also like