Professional Documents
Culture Documents
كان ذلك الزوج يقضي معظم وقته
كان ذلك الزوج يقضي معظم وقته
فارقه للحظات ،تجده يقبل بشغف على جهاز الحاسوب الخاص به ،المهم يحكى أنه كان هناك زوجين يحبان بعضهما البعض ،وكان الزوجان
أنه لم يكن يترك ثانية واحدة ،دون أن يستكشف ما يحدث في عالم يعيشان سويًا في بيتهما ،ويعيشان حياة مستقرة ،ال يشوبها سوى مشكالت
اإلنترنت الواسع ،يرى ،ويستكشف ،ويتصفح هنا ،وهناك ،دون أن صغيرة ،يتم تجاوزها بسهولة ،فكانت حياتهما مكللة بالطمأنينة ،والهدوء
يكون له أي ردة فعل ،أو استجابة ألي شيء مما يحيط به من أشياء ، والسكينة ،ال يشوبها كدر ،وال قلق ،ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان ،
ومسئوليات متعددة . حدث ما جعل حياتهما تنقلب رأسًا على عقب ،وتتحول من الهدوء ،
والسكون ،والطمأنينة ،والسعادة ،إلى الكآبة ،والحزن ،والمأساة ،التي
لقد أصبح مستقباًل بارعًا ،يرى ،ويقرأ ما يأتي أمامه فقط ،دون أن يكون طالما عانى منها الزوجان معًا .
له صوت ،ودون أن يصدر أية تعقيبات تذكر ،الحظت الزوجة أن األمر
يزداد سو ًءا ،يو ًما بعد يوم ،وازدياد تعلق زوجها بوسائل التواصل
االجتماعي ،يتحول من حد التطلع ،واالستكشاف ،إلى حد اإلدمان ،هذا
إلى جانب أنه يبتعد عنها تدريجيًا ،وأصبح ال يهتم بأمرها ،أو وجودها
على اإلطالق .
عرفت الزوجة أن السبب في كل ما يحدث في حياتهما ،هو العالم
اإللكتروني الساحر ،عالم االنترنت المليء باالستكشافات المتغايرة ،
والمختلفة عن الواقع ،في كثير من األحيان ،فماذا تفعل الزوجة
المسكينة ؟ حاولت الزوجة مرارًا ،وتكرا ًرا ،أن تحيل زوجها عن ذلك
العالم الذي قلب حياتهما ،ولكن دون أي استجابة ،ظلت تحاول ،
وتحاول ،ولكن دون جدوى .
لم يكن ذلك الزوج مستعدًا إلحداث أي تغيير ،يصلح به حياته ،وإنما ظل
متماديًا فيما يفعل ،حيث كان يجد العديد من البدائل ،من فتايات أخرى لقد دمرت مواقع التواصل االجتماعي حياة الزوجين ،وغيرت مسار
غير زوجته ،يتسامر معهن بشكل دائم ،فما كان من الزوجة إال أنها حياتهما كثي ًرا ،حيث جاءت على الزوج فترة ،انجذب فيها كثيرًا لمواقع
أنشأت حسابًا لها هي األخرى ،على مواقع التواصل االجتماعي ،وأخذت التواصل االجتماعي ،وقام باستخدامها على نحو غير مرغوب فيه ،فقد
تحدث زوجها ،بواسطة اسم مستعار ،فوجدته مهت ًما ألمرها ،ويحادها أساء في استخدام مواقع التواصل االجتماعي أيما إساءة ،وقد عمي عن
برفق ،ولين ،على غير عادته . زوجته ،إذ أصبح ال يراها ،وكأنها غير موجودة من األساس .
تجرأ الزوج ،وطلب أن يرى من تحادثه كتابيًا عبر محادثة فيديو ،
ليتعرف على شكلها ،فإذ بها تطلب منه بعض الوقت ،لكي تصبغ شعرها
باللون األشقر ،وتقوم بقصه ،وحددا معًا يو ًما لذلك اللقاء ،فلما عاد الزوج
كان شغوفًا جدًا ،فرأى زوجته قد قامت بقص شعرها ،وصبغته باللون
األشقر ،فتعجب ،وسألها عن السبب ،فكان ردها أنه نوع من التغيير ،
ورغم ما وجده من بهاء في زوجته ،إال أنه لم يهتم ألمرها أبدًا ،وركض
سريعًا ،ليرى من يحادثها .
فلما بدأت محادثة الفيديو ،وجدها هي زوجته ،التي كانت تحادثه ،طوال
الفترة السابقة ،فصدم صدمة كبيرة ،وتعلم درسًا لن ينساه طيلة حياته ،
فإياك أن تنخدع ببريق األشياء ،ألنها حت ًما ستدمر حياتك ،فعش إيجابيًا ،
وال تنساق إلى األمور الزائفة ،التي لن تنفعك مهما كان .