Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 1

‫التعليم واألهالي‬

‫تحظى مسألة التعليم بكل اهتمام وعناية فق د جع ل منه ا األه الي مح ور مط البهم‪ ،‬وبص رف‬
‫النظر عن انتمائهم الطبقي ف ّ‬
‫إن مواطنين ا يطلب ون أ ّوال التعليم ألبن ائهم ويؤجّل ون إلى مرحل ة‬
‫الحقة تحقيق جميع الرغبات األخرى‪ ،‬إنّه فأل سعيد‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬هل يجب تلقين هذه المعارف بالفرنسية أم بالعربية؟ وه ل يجب تعليم اللغ تين في نفس‬
‫الوقت؟ ّ‬
‫إن النقاش ال يزال متواصال في هذا الشأن‪...‬‬
‫إن الشباب التونسي الذين تك ّونوا في الم دارس الفرنس ية ق د فهم وا من ذ أم د بعي د ّ‬
‫أن ارتب اط‬ ‫ّ‬
‫مصير اإليالة بفرنسا برباط وثيق يفرض تعلّم اللغة الفرنسية‪..‬‬
‫ك ّ‬
‫أن التعليم الفرنسي لن يكسبنا دفعة واح دة المس اواة في الحق وق م ع العنص ر الح امي‬ ‫ال ش ّ‬
‫ولكنّنا نحسب ّ‬
‫أن اليوم الذي يصبح في ه األه الي أك ثر ثقاف ة ويكتس بون في ه عقلي ة قريب ة من‬
‫فإن الحواجز التي تفصل بين العرقين ستسقط بالتدريج‪..‬‬ ‫العقلية الفرنسية‪ّ ..‬‬

‫أن م ا س بّب‬ ‫لهذه األسباب يتّفق أغلب مواطنينا اليوم حول طلب تعليم فرنسي ألبنائهم‪ ...‬غير ّ‬
‫االضطراب لدى السكان األهالي هو الجدل ال ذي دار خالل اجتم اع لق دماء تالم ذة المدرس ة‬
‫الصادقية قرأ أثناءه السيد خير هللا بن مصطفى‪ ،‬رئيس هذه الجمعية‪ ،‬التقرير الذي ق ّدم ه أم ام‬
‫مؤتمر شمال إفريقيا‪ ،‬وقد ناقش الناس مسألة اإلبقاء على الكتاتيب الحالية أو إزالته ا‪ .‬والحال ة‬
‫هذه تبنت األغلبية المذ ّكرة التي ق ّدمها السيد على باش حانبة والتي تبنت مطلب إزالة الكتاتيب‬
‫بالتتابع‪ ..‬وتعويضها بمدارس فرنسية عربية تدرّس فيها اللغة العربية حسب منهج أكثر يس را‬
‫م ّما هي عليه اآلن بالمدارس القرآنية‪.‬‬
‫وقد تمسّكت أغلبية ضئيلة بالكتاتيب على أساس إص الحها على من وال المدرس ة ل تي أسّس ها‬
‫خير هللا بنفسه بنهج سيدي بن عروس‪...‬ويمكن في تقديرنا إيجاد مج ال للتوفي ق بين االث نين‪،‬‬
‫ق صيانة الكتاتيب‪ ،‬فيما تر ّك ز اإلدارة ك ل جهوده ا على‬‫ويكفي أن نترك للمبادرة الخاصة ح ّ‬
‫اإلكثار من المدارس الفرنسية العربية‪.‬‬
‫عبد الجليل الزاوش‬
‫‪Le Tunisien, 10 décembre 1908‬‬

‫تعريب نور الدين الدقي‬

You might also like