Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫االستخالف و حركة التاريخ‬

‫‪:‬االستخالف‪ǀ-‬‬
‫‪:‬مفهوم اإلستخالف ‪1/‬‬

‫عوض*‬
‫لغة ‪ :‬اإلستخالف هو اسم مشتق من فعل "خلف" أي ناب و ّ‬

‫اصطالحا ‪ :‬هو نيابة اإلنسان للهتعالى في األرض وهي تعني آدم عليه السالم و كل بنيه بال استثناء*‬
‫الكافر‪...‬البر و الفاجر‬
‫ّ‬ ‫‪.‬المؤمن و‬

‫‪:‬مؤهّالت اإلنسان الخليفة ‪2/‬‬

‫‪....‬مؤهالت ذاتية ‪ :.‬عقل ‪/‬ارادة‪/‬حرية‪/‬قوة‪ /‬قابلية للفهم و التعلم**‪ )  ‬الرسم ص‪(58‬‬

‫‪....‬مؤهالت موضوعية (مستقلة عن الذات) ‪ :‬العلم‪ /‬الوحي‪ /‬الكون*‬

‫اإلنسان مكلّ ف في هذه الحياة بتنفيذ ارادة هللا تعالى بتعمير األرض و في هذا‪              ‬‬
‫مدعو الى انشاء العلوم المتعلّقة بنفسه والعلوم المتعلّقة بالكون المحيط به‬
‫ّ‬ ‫هو‬
‫صدد ّ‬
‫‪.‬ال ّ‬

‫‪:‬آثار اإلنسان الخليفة ‪  3/‬‬

‫تدخالت من اإلنسان على مختلف ظواهر الطبيعة (ارض‪/‬معدن‪/‬نبات‪/‬حيوان‪)....‬حيث استغلّها‪-‬‬


‫هناك ّ‬
‫‪.‬وش ّكلها بحسب ما تقتضيه مصالحه و غاياته‬

‫‪.‬تنمية القاموس اللغوي و المعرفي حيث أنّ هللا علّم آدم اسم كل طير و كل دا ّبة و كل شيء في الكون‪-‬‬

‫ال ّتأثير في حركة ال ّتاريخ عبر العصور‪-‬‬

‫سيادي في الكون بال ّتح ّكم فيه و استثماره‪-‬‬


‫اضفاء معنى و حرك ّية على وجوده وتأكيد دوره ال ّ‬

‫من ناحية اخرى تعتبر الملكة العقل ّية لإلنسان المدعومة بقابل ّيته للرقي العلمي و المعرفي عامل ‪-‬‬
‫اضافة و اختراع مارسه اإلنسان الكتشاف األشياء أو صنعها ث ّم وضع أسماء لها‪...‬أل ّنه باللغة يقع نقل‬
‫تطوره‬
‫‪.‬العلوم فيكون ذلك رافدا (عامال) من روافد ّ‬

‫‪ _ǀǀ‬حركة التاريخ‬
‫غاية مسيرة اإلستخالف‪(:‬النشاط ‪ 1/ )2‬‬

‫يا أ ّيها اإلنسان إ ّنك كادح إلى ر ّبك كدحا فمالقيه" (االنشقاق‪" )6/‬‬

‫‪:‬من غايات ومقاصد اإلستخالف نجد‬


‫‪.‬الفعل الحضاري‪ :‬وهو الفعل المساهم في بناء حضارة األ ّمة كجزء من حضارة اإلنسان ّية قاطبة‪+‬‬

‫الحيو ّية الحضار ّية ‪ :‬هي الحالة التي تم ّيز حضارة ما كونها منتجة و مبدعة‪+‬‬

‫فاألول كان له ===‬


‫ّ‬ ‫وجسداه عمل ّيا ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لقد فهم كل من النبيين داوود وسليمان عليهما السالم االستخالف‬
‫‪.‬دور في تقدم البشر ّي ة بتطوير صناعة الحديدوالثاني بتطوير نظام الحكم السياسي‬

‫تتجسد الحيوية الحضارية من خالل (العلم‪/‬القدرة‪ /‬القوة‪)...‬ألنّ األمم األكثر تقدّ ما في مضمار الفعل‪-‬‬
‫ّ‬
‫للقو ة والقدرة و العلم وهي التي تسير في نسق سريع في مجال التطور‬ ‫ّ‬ ‫امتالكا‬ ‫األكثر‬ ‫هي‬ ‫الحضاري‬
‫‪.‬الحضاري مثل الدول الغرب ّية‬

‫‪ :‬القيم المساعدة في مسيرةاإلستخالف ‪2/‬‬

‫ا ختار هللا سبحانه وتعالى اإلنسان ليقوم بمهمة االستخالف في األرض انطالقا من قوله تعالى{ َوإِ ْذ َقالَ‬
‫‪َ .‬ر ُّب َك لِ ْل َمالئِ َك ِة إِ ِّني َجاعِ ل ٌ فِي األَ ْر ِ‬
‫ض َخلِي َف ًة}‪( ‬البقرة ـ‪)30‬‬

‫فقد كلف هللا سبحانه وتعالى اإلنسان بهذه المهمة العظيمة للقيام بدوره في األرض وهيأ له سبل القيام‬
‫ش َقلِيال َما‬ ‫{ولَ َقدْ َم َّك َّنا ُك ْم فِي األَ ْر ِ‬
‫ض َو َج َع ْل َنا َل ُك ْم فِي َها َم َع ِ‬
‫اي َ‬ ‫بهذه المهمة ومكن له في األرض بقوله تعالى‪َ  ‬‬
‫ش ُك ُرونَ }‪( ‬األعراف ـ ‪)10‬‬
‫‪َ .‬ت ْ‬

‫وهذا االستخالف يقتضي قيام اإلنسان بدوره كما أمره هللا سبحانه وتعالى من خالل تنمية مكونات اإلنسان‬
‫اإليمانية والنفسية والعملية‬

‫‪.‬الحر ّيـــــة‪ :‬وهي حالة مالزمة للوجود اإلنساني و شرط أساسي لكل انجاز في الكون *‬

‫تعني أيضا قدرة اإلنسان في اختيار الفعل بين القيام به أو تركه‪-‬‬

‫وهي قيمة من قيم الخالفة تميز بها اإلنسان على سائر المخلوقات فلو انعدمت الحرية ينعدم معها التكليف‪-‬‬
‫‪...‬و الخالفة‬

‫اإلنفاق في سبيل هللا‪( ‬الصدقة‪/‬الزكاة‪/‬التضامن‪/‬التبرع‪/‬االحسان‪ )....‬وهو كل مامن شأنه أن يواسي به ‪*-‬‬


‫‪.‬المسلم غيره من ذوي الحاجات‬

‫‪ : ‬عدم اإلفساد في األرض‪*-‬‬

‫ـ التسخير‪  ‬إن االستخالف يقتضي التسخير‪ ،‬وقد يسر له هللا سبحانه وتعالى ذلك بتسخير عاملة المخلوقات‬
‫ض‬‫ت َو َما فِي األَ ْر ِ‬ ‫س َّخ َر َل ُك ْم َما فِي َّ‬
‫الس َم َوا ِ‬ ‫والكائنات في األرض لإلنسان‪ ،‬قال تعالى {أَلَ ْم َت َر ْوا أَنَّ هَّللا َ َ‬
‫ِير }‬
‫ب ُمن ٍ‬ ‫اس َمنْ ُي َجا ِدل ُ فِي هَّللا ِ ِب َغ ْي ِر عِ ْل ٍم َوال ُهدًى َوال ِك َتا ٍ‬ ‫َوأَ ْس َب َغ َعلَ ْي ُك ْم ن َِع َم ُه َظاه َِر ًة َو َباطِ َن ًة َومِنَ ال َّن ِ‬
‫‪(.‬لقمان ‪)20‬‬

‫إن هذا التسخير يقتض من اإلنسان حسن التعامل مع المسخرات‪ ،‬بحيث يحسن استخدامها فيما يرضي هللا‬
‫‪،‬عز وجل‪ ،‬وفقا لألحكام التي شرعها في التعامل مع المخلوقات والكائنات والطبيعة‬

‫إن التسخير يقتضي إعداد اإلنسان إعداداً جيداً بتنمية مهاراته وقدراته وتصوراته للتعامل مع ما سخر هللا‬
‫‪.‬له حتى يستطيع أن يقوم بذلك على الوجه الذي أمر سبحانه وتعالى به‬
‫ـ المعرفة‪  ‬حتى يقوم اإلنسان برسالته التي كلفه هللا سبحانه وتعالى بها البد له من العلم والمعرفة‪ ،‬قال‬
‫‪.‬تعالى‪{ :‬قُلْ َهلْ َي ْس َت ِوي الَّذِينَ َي ْعلَ ُمونَ َوالَّذِينَ ال َي ْعلَ ُمونَ إِ َّن َما َي َت َذ َّك ُر أُولُو األَ ْل َبابِ}‪( ‬الزمر ـ ‪)9‬‬

‫وإذا أرادـ المسلم أن يقوم برسالته في الحياة فالبد له من علم ومعرفة مستمرة ودائمة يتابع خاللها ما‬
‫‪،‬استجد من العلوم والمعارف والحاجات‪ ،‬وذلك ال يأتي إال من خالل تنمية مهاراته وقدراته‬

‫ـ التخطيط‪ ‬إن تنمية‪ ‬مسيرة اإلنسان الخليفة‪ ‬تقوم على التخطيط وحسن التدبير‪ ،‬وذلك يقتضي دراسةـ الواقع‬
‫الذي يعيشه الفرد والمجتمعات وتحليله بايجابياته وسلبياته‪ ،‬ووضع الحلول لمعالجة المشكالت ودراسة‬
‫التوقعات المستقبلية بالمقاييس العلمية واقتراح الرؤى لذلك واإلعداد الجيد للبرامج والخطط المستقبلية‪،‬‬
‫وقد علمنا القرآن الكريم أهمية التخطيط في قصة يوسف عليه السالم‪ ،‬بقوله تعالى { َقالَ َت ْز َر ُعونَ َ‬
‫س ْب َع‬
‫س ْن ُبلِ ِه إِال َقلِيال ِم َّما َتأْ ُكلُونَ ‪( } ‬يوسف ـ ‪)47‬‬
‫صدْ ُت ْم َف َذ ُروهُ فِي ُ‬
‫‪.‬سِ نِينَ دَ أ ًبا َف َما َح َ‬

‫ـ المسؤولية‪  ‬تشكل المسؤولية إحدى األسس التي يقوم عليها اإلستخالف‪ ،‬وإذا كانت مسؤولية الفرد تتطلب‬
‫منه أن يطور مهاراته ويجدد علمه ‪...‬فعلى المستوى الفردي تؤكد اآليات الكريمة أهمية المسؤولية‬
‫س َعى}‪( ‬النجم ـ ‪)39‬‬
‫ان إِال َما َ‬
‫س ِ‬ ‫{وأَن لَّ ْي َ‬
‫س ل ِِإل ْن َ‬ ‫‪.‬الفردية فقد قال تعالى‪َ  ‬‬

‫أما على المستوى اإلجتماعي‪ ،‬فقد أخبر النبي (صلى هللا عليه وسلم) عن ذلك في الحديث الذي يرويه ابن‬
‫عمر رضي هللا عنه حيث قال‪ :‬سمعت رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) يقول‪« :‬أال كلكم راع وكلكم‬
‫مسؤول عن رعيته‪ ،‬فاألمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع على أهل بيته‬
‫وهو مسؤول عنهم‪ ،‬والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده‬
‫‪..‬وهو مسؤول عنه‪ ،‬أال فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (رواه مسلم)‬

‫ـ العمل‪  ‬هو المحور الذي تدور عليه عمليةاإلستخالف ‪ ،‬إذ أن اإلنسان الذي يؤدي العمل يحتاج إلى كفاءة‬
‫هَّللا‬
‫س َي َرى ُ‬ ‫اع َملُوا َف َ‬
‫مهنية وعقلية تربوية تؤهله للقيام بدوره في المهام والوظائف العملية‪ ،‬قال تعالى { َوقُ ِل ْ‬
‫ش َهادَ ِة َف ُي َن ِّب ُئ ُكم بِ َما ُك ْن ُت ْم َت ْع َملُونَ }‪( ‬التوبة ‪)205‬‬ ‫س ُت َردُّونَ إِلَى َعال ِِم ا ْل َغ ْي ِ‬
‫ب َوال َّ‬ ‫سولُ ُه َوا ْل ُم ْؤ ِم ُنونَ َو َ‬
‫‪َ .‬ع َملَ ُك ْم َو َر ُ‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها أن النبي (صلى هللا عليه وسلم) قال‪« :‬إن هللا تعالى يحب إذا عمل أحدكم‪،‬‬
‫‪..‬عمالً أن يتقنه»‪( ‬رواه البيهقي)‬

‫ـ التغيير‪  ‬فوظيفة اإلستخالف تسعى لتغيير إمكانات اإلنسان ومهاراته نحو األفضل فهي تهيئ له فرصة‬
‫‪.‬التدريب والتوجيه والسعي نحو اكتساب كل جديد في حياته‪ ،‬ما أمكنه ذلك‬

‫والتغيير سنة الحياة‪ ،‬لكن التغيير المقصود هو الذي يعود بالنفع والصالح على اإلنسان‪ ،‬فليس التغيير‬
‫مطلوبا لذاته‪ ،‬وإنما هو مطلوب لغاية إيجابية يعمل من أجلها‪ ،‬ولذلك جعل هللا سبحانه وتعالى إرادة‬
‫التغيير وهو القادر على كل شيء بإرادة اإلنسان ذاته‪ ،‬فقال تعالى‪{ ‬إِنَّ هَّللا َ ال ُي َغ ِّي ُر َما ب َق ْو ٍم َح َّتى ُي َغ ِّي ُروا َما‬
‫ال‪( } ‬الرعد ـ ‪)11‬‬ ‫‪ِ .‬بأ َ ْنفُسِ ِه ْم َوإِ َذا أَ َرادَ هَّللا ُ ِب َق ْو ٍم ُ‬
‫سو ًءا َفال َم َردَّ َل ُه َو َما َل ُه ْم منْ دُونِ ِه مِنْ َو ٍ‬

‫{ذلِ َك بِأَنَّ هَّللا َ َل ْم َي ُك ُم َغ ِّي ًرا ن ِْع َم ًة أَ ْن َع َم َها َعلَى َق ْو ٍم َح َّتى ُي َغ ِّي ُروا َما ِبأ َ ْنفُسِ ِه ْم َوأَنَّ هَّللا َ َ‬
‫سمِي ٌع َعلِي ٌم‪} ‬‬ ‫وقال تعالى‪َ  ‬‬
‫‪(.‬األنفال ـ ‪)53‬‬

‫ـ األمانة‪  ‬إذ عليها المعول في ضبط أي سلوك إنساني‪ ،‬وليست األمانة حفظ الحقوق واألموال فقط‪ ،‬بل‬
‫‪،‬األمانة في كل شيء‬

‫{والَّذِينَ ُه ْم ألَ َما َناتِ ِه ْم‬


‫وقد أعطى اإلسالم أهمية كبرى لألمانة فقال سبحانه وتعالى ممتدحا ً المؤمنين‪َ  ‬‬
‫‪َ .‬و َع ْه ِد ِه ْم َرا ُعونَ }‪( ‬المؤمنون ـ ‪)8‬‬
‫وقد حذر النبي (صلى هللا عليه وسلم) من تضييع األمانة فقال «إذا ضيعت األمانة فانتظر الساعة‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫‪.‬كيف إضاعتها يا رسول هللا؟ قال إذا أسند األمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»‪( ‬البخاري)‬

‫ـ اإلصالح‪ ‬إن مهمة تنمية اإلستخالف تقوم على إصالح الفرد بحيث يكون عنصراً فاعالً عامالً لخدمة دينه‬
‫ومجتمعه والبشرية جمعاء‪ ،‬ولذلك كانت رساالت األنبياء جميعا تقوم على اإلصالح انطالقا من قوله تعالى{‬
‫اس َت َط ْعتُ َو َما َت ْوفِيقِي إِال ِباهَّلل ِ َعلَ ْي ِه َت َو َّك ْلتُ َوإِلَ ْي ِه أُن ُ‬
‫ِيب}‪( ‬هود ـ‬ ‫الح َما ْ‬
‫ص َ‬ ‫إِنْ أ ُ ِري ُد إِال اإلِ ْ‬

‫قال تعالى‪ { ‬إ ّنا عرضنا األمانة على ّ‬


‫الس ماوات و األرض و الجبال وأبين أن يحملنها و أشفقن منها*‬
‫وحملها اإلنسان إ ّنه كان ظلوما جهوال "‪( ‬األحزاب‪)72/‬‬

‫لتح ّمل أمانة اإلستخالف البد على اإلنسان أن تتو ّفر فيه جملة من القيم التي تساعده في ذلك‪-‬‬

You might also like