Professional Documents
Culture Documents
عيد رائع
عيد رائع
يجلس سامي و أخيه األصغر سمير في حديقة منزلهم الصغير في مونتريال ,و قد
اقترب موعد غروب الشمس ,فتاتي امهم تنادي عليهم تنبههم بالوضؤ و االستعداد
للفطور .ال يشعرون برغبة في النهوض او حتى ترتيب المائدة مع امهم كما اعتادوا,
اليوم اخر أيام شهر رمضان الكريم .انها المرة األولى التي يقضونها خارج ارض
لبنان بلدهم و ارضهم .يشعر سامي بالضجر و الحزن ,فال يجد أي من اصدقاؤه وال
يرى أي من أجواء العيد المعتادة من انوار الشوارع الليلية,أصوات الصواريخ
المفرقعة وال أغاني فيروز للعيد التي اعتاد سمعاها مع جده .كل ما يرى االن هو
الصمت و الهدوء المطبق ,و كانهم في حي انتزعت منه الحياة ,ليس هناك حتى
جيرانا في الشارع كي نلقي عليهم تحية العيد.
األم :الم تسمعوني؟! ما دهاكم عليكم الذهاب األن للوضوء و تغيير مالبسكم اريدكم
ارتداء ابهى ما عندكم هيا سنذهب
سامي :امي اعذريني فانا لن اغير مالبسي سأكتفي بالوضوء ال داعي للجهد فلن
يرانا احد ولن نحتفل كما كنا نفعل ,فالشوارع مظلمة و الحي هادئ كما ترين
األم :من قال هذا الكالم الفارغ سنسافر الى لبنان هذا العيد
األم :طائرتنا ستقلع بعد ثالث ساعات ,لذا انصحكم بالنهوض سريعا لجمع اغراضكم
طار سامي و أخيه من الفرحة ,و دبت الحياة في روحهم فكان الخبر لهم بمثابة
انعاش للروح و القلب ,و وجدوا أنفسهم في طريقهم للمطار و الحماس و الطاقة تكاد
تنفجر من فرطها .
وصلت العائلة الى لبنان وطنهم ليقضون أيام عيد الفطر الثالث مع أهلهم و جيرانهم
األحباب
جدي :عيديتكم محفوظة يا قرة عيوني ,لكن أوال عليكم ان تجهزوا لصالة العيد
ذهبوا األحفاد مع الجد أدهم الى المسجد الموجود في ضواحي ضيعتهم ,يتمشي
سامي و ينظر للمصابيح الكهربائية و اللوحات eالمزينة بكلمات التهنئة على جدران و
شرفات بيوت الضيعة البسيطة و اشجارها النقية يملء عيونه بهم ,و مع شروق
الشمس بعد صالة العيد ,وجدوا اصدقاء المدرسة القدامى و الجيران يرحبون بهم و
يدعونهم للعب الكرة و التنزه في شوارع الضيعة .في اليوم التالي ,قرر الجد
اصطحاب العائلة لرحلة لجبال األرز في لبنان لجعله عيد ال ينسى ,و مع وصولهم لم
تتوقف األم عن التقاط الصور التذكارية ألطفالها eوسط أشجار الغابات و المنحدرات.
ذهبوا بعدها لتسلق الجبال مع بعض الشبان المحترفين و مع أدوات التسلق و أزياءها
شعر سامي انه بطل في رواية استكشافية مثيرة للبحث عن كنز مفقود .ينظر سامي
للسحاب األبيض في سماء األرز الصافية يستنشق الهواء و يتخيل انه يلمسها .حل
الليل و بداؤوا في اشعال الحطب و نصب الخيام ,وجلس الجد يحكي لهم رحلته هنا
عندما كان شابا و مغامرته مع الدب البني السوري ,ظل سامي يسمع الحكاية بتركيز
و اهتمام دقيق للتفاصيل eو بعدها بدأت احدى الفتيات eبالغناء لفيروز مع توزيع
الشبان لحلوى ليالي لبنان بالقشطة و مع اول قطمة شعر سامي انه دخل في غيبوبة
عشق و لهفة مع القشطة الممزوجة بنسيم الليل على الجبل و سحره .عاد سامي و
عائلته الى كندا بعد انتهاء العيد ولم يتسطع نسيان كل لحظة عاشها حينذاك ,عاد وهو
بكامل نشاطه و حيويته متلهفا قدوم العيد القادم حتى يعودون الى لبنان كما وعدته
امه..