Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫عيد رائع‬

‫ميلهم الصغي زف ر‬
‫مونييال‪ ,‬و قد‬ ‫سمي زف حديقة ز ز‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫سام و أخيه األصغر ر ي‬
‫ي‬ ‫يجلس‬
‫اقيب موعد غروب الشمس‪ ,‬ر‬
‫فتات امهم تنادي عليهم تنبههم بالوضؤ و‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫االستعداد للفطور‪ .‬ال يشعرون برغبة زف النهوض او ر‬
‫حت ترتيب المائدة مع امهم‬ ‫ي‬
‫كما اعتادوا‪ ,‬اليوم اخر أيام شهر رمضان الكريم‪ .‬انها المرة األوىل ال ر يت يقضونها‬

‫خارج ارض لبنان بلدهم و ارضهم‪ .‬يشعر ي‬


‫سام بالضجر و الحزن‪ ,‬فال يجد أي من‬
‫اصدقاؤه وال يرى أي من أجواء العيد المعتادة من انوار الشوارع الليلية‪,‬أصوات‬
‫ز‬
‫أغات رفيوز للعيد ال ر يت اعتاد سمعاها مع جده‪ .‬كل ما يرى‬
‫الصواري خ المفرقعة وال ي‬
‫االن هو الصمت و الهدوء المطبق‪ ,‬و كانهم زف ح ر ز‬
‫انيعت منه الحياة‪ ,‬ليس هناك‬ ‫ي ي‬
‫حت جيانا زف الشارع ك ر‬
‫نلق عليهم تحية العيد‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر ر‬
‫ز‬
‫تسمعوت؟! ما دهاكم عليكم الذهاب األن للوضوء و ر‬
‫تغيي مالبسكم‬ ‫ي‬ ‫األم‪ :‬الم‬
‫اريدكم ارتداء ابىه ما عندكم هيا سنذهب‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫داع للجهد فلن يرانا‬
‫سأكتق بالوضوء ال ي‬
‫ي‬ ‫مالبس‬
‫ي‬ ‫اغي‬
‫اعذريت فانا لن ر‬
‫ي‬ ‫سام‪ :‬ي‬
‫ام‬ ‫ي‬
‫الح هادئ كما ترين‬
‫احد ولن نحتفل كما كنا نفعل‪ ,‬فالشوارع مظلمة و ي‬
‫األم‪ :‬من قال هذا الكالم الفارغ سنسافر اىل لبنان هذا العيد‬
‫سام‪ :‬ال اصدق سنسافر فعال‪ ,‬ر‬
‫مت؟‬ ‫ي‬
‫األم‪ :‬طائرتنا ستقلع بعد ثالث ساعات‪ ,‬لذا انصحكم بالنهوض رسيعا لجمع‬
‫اغراضكم‬
‫ز‬
‫الخي لهم بمثابة‬
‫سام و أخيه من الفرحة‪ ,‬و دبت الحياة يف روحهم فكان ر‬‫طار ي‬
‫انعاش للروح و القلب‪ ,‬و وجدوا أنفسهم ز يف طريقهم للمطار و الحماس و الطاقة‬
‫تكاد تنفجر من فرطها ‪.‬‬

‫وصلت العائلة اىل لبنان وطنهم ليقضون أيام عيد الفطر الثالث مع أهلهم و‬
‫جيانهم األحباب‬
‫ر‬

‫ات‬ ‫عيديت يا جدي؟ اكنت تعتقد زات لن ر‬


‫ر‬ ‫سام‪ :‬اين‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫عيوت‪ ,‬لكن أوال عليكم ان تجهزوا لصالة العيد‬ ‫جدي‪ :‬عيديتكم محفوظة يا قرة‬
‫ي‬
‫ز‬
‫يتمس‬
‫ي‬ ‫اح ضيعتهم‪,‬‬
‫ذهبوا األحفاد مع الجد أدهم اىل المسجد الموجود يف ضو ي‬
‫سام و ينظر للمصابيح الكهربائية و اللوحات المزينة بكلمات التهنئة عىل جدران‬
‫ي‬
‫و رسفات بيوت الضيعة البسيطة و اشجارها النقية يملء عيونه بهم‪ ,‬و مع رسوق‬
‫الجيان يرحبون بهم‬
‫الشمس بعد صالة العيد‪ ,‬وجدوا اصدقاء المدرسة القدام و ر‬
‫التاىل‪ ,‬قرر الجد‬
‫ي‬ ‫التيه ز يف شوارع الضيعة‪ .‬ز يف اليوم‬
‫و يدعونهم للعب الكرة و ز ز‬

‫اصطحاب العائلة لرحلة لجبال األرز ز يف لبنان لجعله عيد ال ينس‪ ,‬و مع وصولهم‬
‫لم تتوقف األم عن التقاط الصور التذكارية ألطفالها وسط أشجار الغابات و‬
‫في و مع أدوات‬ ‫ر‬
‫المحي ر ز‬ ‫المنحدرات‪ .‬ذهبوا بعدها لتسلق الجبال مع بعض الشبان‬
‫مثية للبحث عن ز ز‬ ‫ز‬
‫كي‬ ‫سام انه بطل يف رواية استكشافية ر‬ ‫التسلق و أزياءها شعر ي‬
‫سام للسحاب األبيض ز يف سماء األرز الصافية يستنشق الهواء و‬ ‫مفقود‪ .‬ينظر ي‬
‫يتخيل انه يلمسها‪ .‬حل الليل و بداؤوا ز يف اشعال الحطب و نصب الخيام‪ ,‬وجلس‬
‫ز‬
‫البت السوري‪,‬‬
‫يحك لهم رحلته هنا عندما كان شابا و مغامرته مع الدب ي‬ ‫ي‬ ‫الجد‬
‫كي و اهتمام دقيق للتفاصيل و بعدها بدأت احدى‬ ‫ظل سام يسمع الحكاية ب ري ر ز‬
‫ي‬
‫لياىل لبنان بالقشطة و مع اول‬
‫لفيوز مع توزي ع الشبان لحلوى ي‬
‫الفتيات بالغناء ر‬
‫سام انه دخل ز يف غيبوبة عشق و لهفة مع القشطة الممزوجة بنسيم‬‫قطمة شعر ي‬
‫الليل عىل الجبل و سحره‪ .‬عاد ي‬
‫سام و عائلته اىل كندا بعد انتهاء العيد ولم‬
‫يتسطع نسيان كل لحظة عاشها حينذاك‪ ,‬عاد وهو بكامل نشاطه و حيويته متلهفا‬
‫قدوم العيد القادم ر‬
‫حت يعودون اىل لبنان كما وعدته امه‪..‬‬

You might also like