Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع‬ ‫المتصل الريفي الحضري روبارت‬

‫متصل الريفي ـ الحضري روبرت ردفيمد‬

‫( ‪ )1958-1897‬ىك مف أشير عمماء االنثركبكلكجيا األمريكييف ‪,‬درس في‬ ‫روبرت ردفيمد ‪(Robert redfield‬‬
‫جامعة شيكاغك كعيف بركفسك ار لالنثركبكلكجيا فييا ككاف تفكره كاسعا كعميقا اذا حاكؿ الجمع بيف عمـ االجتماع كعمـ‬
‫االنثركبكلكجي االجتماعي نظ ار لكجكد العالقة المتينة بينيما حسب اعتقاده كتب البركؼ يسكر ردفيمد عدة أبحاث‬
‫‪1941‬‬ ‫انثركبكلكجية كاجتماعية حكؿ المجتمعيف المكسيكي كالككتيمالي مف اشير مؤلفاتو كتاب (حضارة البكتاف)‬
‫الذم تجسدت فيو نظريتو عف التغير االجتماعي ككتاب (المجتمع الصغير) ‪ 1955‬كاخي ار كتاب (المجتمع الفالحي‬
‫كالحضارة) الذم نشر عاـ ‪.1956‬‬

‫لـ يكف ريدفيمد ميتما كغيره مف العمماء بكضع نماذج مثالية ‪ ،‬كانما إلى جانب ذلؾ كلع ؿق ببحث كتفيـ التغيرات‬
‫إلى حالة الحضرم‪ .‬كلتدعيـ كجية نظر ريدفيمد حكؿ ثنائيتو‬ ‫التي تحدث عندما يتحكؿ المجتمع مف حالة الريفي‬
‫" ثقافة الفولك‬ ‫الشييرة ( الريفي ػ الحضرم ) قاـ بعدة دراسات ميدانية لعينة مف المجتمعات المحمية ‪ .‬كلعؿ كتابو‬
‫عند اليوكاتان" (‪.) Redfield , Robert , The folk culture of yucatan‬‬
‫مف أىـ أعمالو التي نشر فييا نتائجو الميدانية ‪ ،‬كعرض مف خالليا إطاره التصكرم ‪ ،‬الذم تضمف فكرة‬
‫المتصؿ الريفي ػ الحضرم ‪ .‬كفي ىذا السياؽ ‪ ،‬اختار ريدفيمد أربع مجتمعات محمية الختبار ما كضعو مف فركض‪،‬‬
‫إذ افترض بدءا‪ ،‬أف كؿ كاحدة مف ىذه المجتمعات تمثؿ نقطة متميزة عمى طكؿ متصؿ متدرج يبدأ بمجتمع الفكلؾ‬
‫كينتيي بالمجتمع الحضرم‪.‬‬
‫إف المجتمعات المحمية األربعة ‪ ،‬التي اختارىا ريدفيمد لمدراسة تباينت إلى حد ما في خصائص كؿ كاحدة‬
‫منيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬كلمعرفة ذلؾ فقد كانت مدينة " الميريدا " ‪ Merida‬مرك از لمنشاط السياسي كاالجتماعي كاالقتصادم ‪ ،‬كمكانا‬
‫تتكاجد فيو مختمؼ األنشطة الترفييية كالسياحية ‪ ،‬إلى جانب تكافر الصناعات المحمية ‪ ،‬كيشار في ىذا الصدد‪ ،‬أف‬
‫إلى تنكع‬ ‫ىنالؾ درجة عالية مف التغاير كالال تجانس كىي سمات الحضرية الكاضحة ‪ ،‬كىذا يعكد بطبيعة الحاؿ‬
‫الجماعات العرقية في المدينة ‪ ،‬كما أشرت الدراسة اختالؼ في المكانة الطبيعية كالسكنية كالتعميمية كالمعيشية ‪ ،‬كثمة‬
‫مؤشرات أخرل أظيرتيا دراسة ريدفيمد تعمقت أىميا بمالحظة درجة عالية مف الحراؾ االجتماعي كالفيزيقي كالميني ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كعمى النقيض مف ىذا النمط الذم استجمتو الدراسة ‪ ،‬ظير نمكذج أخر تجسد بكجكد قرية اسميما " التوسيك "‬
‫‪ ، Tusik‬كىك المجتمع المحمي الثاني ‪ ،‬إذ اتضح أف ليذه القرية طابع قبمي صغير‪ ،‬انحدر سكانيا مف ساللة كاحدة‬
‫اكتفاء ذاتيا يجعميـ‬
‫تنتمي الى قبيمة ‪ X.CacL‬كلكحظ في ىذه الدراسة ‪ ،‬أف لسكاف ىذه القرية انعزالية كاضحة ك ن‬
‫أكثر بعدا عف القرل المجاكرة‪ .‬كقد كجد ريدفيمد أيضا أف طابع العالقات االجتماعية في التوسيك يسكده التجانس‬
‫أف ثمة سمطة محمية كاضحة يقكدىا زعماء محمييف‪،‬‬ ‫كاالستقالؿ التاـ عف الحككمة المحمية ‪ ،‬كىذا يعطي انطباعا‬
‫السيما بعد أف عرفنا إف انتماءات السكاف في التوسيك انتماءات قبمية ‪ ،‬كىك آمر يؤشر كجكد السمطة التقميدية‪ ،‬التي‬
‫ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع‬ ‫المتصل الريفي الحضري روبارت‬
‫إف ما‬ ‫تحدث عنيا ماكس فيبر‪ ،‬ككؿ ىذا يجعميـ يقفكف مكقفا عدائيا مف جيرانيـ المتحضريف‪ .‬كما كشفت الدراسة‬
‫أصال مف عزلة مكانية‬ ‫يساعد عمى عزلة سكاف التوسيك مف الناحية االجتماعية كالثقافية ‪ ،‬ما تميزت بو القرية‬
‫كجغرافية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أما فيما يخص المجتمعان اآلخران كىما " شانكوم وديتاس " فقد افترض ريدفيمد أنيما يقعاف في كسط‬
‫المتصؿ الذم بدا طرفو األكؿ بمجتمع الفولك (ممثال بقرية التكسيؾ) كانتيى بمجتمع األخر الذم اتضح في ضكء‬
‫الدراسة انو األكثر تحض ار ( ممثال بمدينة الميريدا ) ‪ .‬فمكقع مجتمع الشانككـ مف ىذا المتصؿ‪ ،‬انو ابتعد بعض‬
‫إلى القطب الريفي ‪ ،‬كلتدليؿ ذلؾ استظير ريدفيمد ثمة‬ ‫الشيء عف القطب الحضرم ‪ ،‬فيما اقترب مف كجكه كثيرة‬
‫خصائص لشانككـ تقربو الى النمكذج الريفي ‪ ،‬تتمثؿ بانو ذات حجـ صغير ‪ ،‬كاعتماد سكانو عمى الزراعة ‪ ،‬كيظير‬
‫أيضا أف انتماءاتيـ قبمية ال ينازعيا أم انتماء ‪ ،‬كما افتقرت القرية الى أم نكع مف التغاير االجتماعي ‪ ،‬لكف في‬
‫جانب آخر فاف القرية ابتعدت عف التوسيك في بعض الكجكه ‪ ،‬السيما ابتعادىا عف العزلة االجتماعية كالثقافية التي‬
‫أف سكاف الشانككـ عبركا عف رغبتيـ في تكثيؽ‬ ‫تميزت بيا قرية التكسيؾ‪ ،‬كيكشؼ ريدفيمد لنا في ىذا السياؽ ‪،‬‬
‫العالقات مع مجتمع اليككاتاف كالمدف المجاكرة ليا‪ ،‬كمف ثـ فأنيـ يرغبكف في التعامؿ مع الحككمة كمشركعاتيا‬
‫كبناء عمى ذلؾ فقد تكصؿ ريدفيمد باف قرية الشانككـ استنادا عمى الخصائص المذككرة أعاله ‪ ،‬يسيركف‬
‫التنمكية ‪ .‬ن‬
‫عمى طريؽ التحضر‪ ،‬أك عمى حد تعبيره " قرية اختارت التقدم وسعت اليه‬
‫كقدـ ريدفيمد نموذجا رابعا ‪ ،‬تجسد بقرية " ديتاس " ‪ ،‬فكشفت دراستو عف ابتعاد طفيؼ لسكاف قرية ديتاس‬
‫عف التحكؿ إلى الحضرية‪ ،‬كىك أمر يختمؼ عما هسجؿ في مجتمع الشانككـ ‪ ،‬لكف مع ذلؾ ‪ ،‬فاف الخصائص التي‬
‫تجتمع في قرية الديتاس ‪ ،‬تجعؿ المراقب حذ ار جدا في كصؼ مجتمع الديتاس عمى انو حضرم اـ ريفي ‪ ،‬كذلؾ‬
‫النتشار الزراعة الى جانب كجكد بناء ميني مككف مف أنشطة كأعماؿ متنكعة تمثمت بقاضي المنطقة في القمة الى‬
‫عماؿ النقؿ كالشحف‪.‬مما دعا ىذا التداخؿ الى كصؼ قرية الديتاس بانيا تقع في منتصؼ الطريؽ الذم مثمو متصؿ‬
‫الفكلؾ ػ حضرم لدل ريدفيمد ‪ .‬كفيما يمي نبيف فكرة المتصؿ الريفي ػ الحضرم في مخطط تكضيحي ‪.‬‬

‫تحول أسرع‬ ‫خصائص ريفية‬


‫خصائص حضرية‬

‫_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ شانكوم ـــــــــــــــــ‬
‫مجتمع ريفي (التوسيك) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجتمع حضري (الميريدا)‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ديتاس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تحول أبطأ‬

‫‪ ‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ابتعاد عن الريفية‬


‫‪ ‬ـــــــــــــــــــ اقتراب الى الحضرية‬
‫ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع‬ ‫المتصل الريفي الحضري روبارت‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــ ديتاس ـــــــــــــــــــ تداخل في الخصائص‬

‫رسمه (‪ )5‬توضح دراسات الحالة لممتصل الريفي – الحضري لـ (ريدفيمد ) ( الرسمه من تصرف الباحث )‬

‫كبناء عمى أعاله ‪ ،‬فانو يمكف القكؿ ‪ :‬اف مجتمعا مف المجتمعات اقرب الى الريفية اك الى الحضرية ‪ ،‬كىذا‬
‫ن‬
‫المعنى يقكدنا أيضا الى اإلقرار باف ىذا التدرج في الخصائص يتزامف معو اختالفا في أنماط السمكؾ ‪ ،‬تجعؿ‬
‫المجتمع يشذ اك ينحرؼ عف النمط المثالي ‪ ،‬الذم يصنؼ ضمنو ‪ ،‬بمعنى اقرب ‪ ،‬اف مجتمعا ما كاف سابقا يصنؼ‬
‫انو ريفي اصبح اليكـ يصنؼ انو حضرم ‪ ،‬كمف ثـ انحرؼ عف النمكذج المثالي " الريفي"‪.‬‬

‫إلى حالة الحضرم ‪ ،‬فقد‬ ‫كفي صدد حديثو عف التغيرات التي تظير عندما يتحكؿ المجتمع مف حالة الفكلؾ‬
‫اختزليا في ثالث مقوالت رئيسية كىي ‪ :‬زيادة التفكك االجتماعي ‪ ،‬تزايد العممانية ‪ ،‬وزيادة انتشار الفردية ‪ .‬كمف‬
‫ثـ فاف ىذه الخصائص تمثؿ خصائص المجتمع الحضرم في نظر ريدفيمد ‪.‬‬
‫الخاصية األولى ‪ :‬زيادة التفكك االجتماعية ‪ ،‬كيعني ذلؾ في نظر ريدفيمد ‪ ،‬اف منظكمة القكاعد كالمعايير كالمثؿ‬
‫التي تكجو الفعؿ االجتماعي في مجتمع الفكلؾ ‪ ،‬أصبحت أالف أكثر تعقيدا بعد أف تحكؿ المجتمع الى النمط‬
‫الحضرم ‪ ،‬كفي ىذا السياؽ ‪ ،‬يتخذ التفكؾ االجتماعي كالثقافي أربعة مظاىر أساسية ‪ :‬أكال ‪ ،‬فقداف الثقافة لكحدتيا‬
‫التقميدية ‪ ،‬كقد الحظنا كيؼ أف سكاف قريتي التوسيك ك الشانكوـ ‪ ،‬قد انتظمكا في نسؽ كاحد مف المعتقدات كالقيـ‬
‫الميريدا ك الديتاس ‪ ،‬اذ فقدت‬ ‫كالمثؿ ‪ ،‬التي تكجو سمككيـ كتحدد تكجياتيـ ‪ ،‬بينما األمر اختمؼ تماما عند سكاف‬
‫اإلطار الثقافي كحدتو المتجانسة ‪ ،‬نتيجة تشعب المجتمع الى ثقافات فرعية مختمفة تباينت فيما بينيا اثنيا ‪ ،‬كعرقيا ‪،‬‬
‫كطبقيا ‪ ،‬كثانيا ‪ ،‬اتساع نطاؽ البدائؿ الثقافية أماـ الفرد ‪ ،‬مما يصعب معو تحديد األنماط السمككية الكاضحة ‪ ،‬كمف‬
‫ثـ تظير عميو الالمعيارية أك األنكمي ػ كما اسماىا دكركايـ ػ ‪ ،‬كثالثا ‪ ،‬فاف التكامؿ كاالرتباط الذم تمتع بو النسؽ‬
‫الثقافي ‪ ،‬السيما في مجتمع الفكلؾ ‪ ،‬أصبح بفعؿ التغير في المجتمع الحضرم مفقكدا ‪ ،‬كاذا ما أراد شخصا فيـ‬
‫الطقكس التي تصاحب المرض ‪ ،‬فانو البد اف يربط ذلؾ ما يجرم أثناء العمؿ الزراعي ‪ ،‬كالتفكير الغيبي مف قيـ‬
‫كمعتقدات كميا تمثؿ سمة بارزة في مجتمع الفكلؾ ‪ .‬كأخي ار ‪ ،‬فاف المظير الرابع مف مظاىر التفكؾ الثقافي ‪ ،‬يتمثؿ‬
‫في الصراع الكاضح بيف المستكيات الثقافية لدل المجتمع الحضرم ‪ ،‬الذم يكاجو فيو الفرد تكقعات سمككية متعارضة‬
‫‪ ،‬في حيف ال نجد ذلؾ في مجتمع الفكلؾ الذم تنسجـ فيو السمات الثقافية مع بعضيا البعض ‪.‬‬
‫‪ ،‬ال شؾ اف ىذه الخاصية ‪ ،‬ال تظير في‬ ‫الخاصية الثانية ‪ :‬تزايد العممانية في مقابل ضعف فاعمية المقدس‬
‫بنية مجتمع الفكلؾ ‪ ،‬فيك مجتمع تتحكـ فيو باستمرار المكجيات الدينية كالغيبية ‪ ،‬كىك امر نجده كاضحا عمى افعاؿ‬
‫كتصرفات أفراده‪ ،‬بينما ترتبط كؿ النشاطات الحضرية تقريبا ‪ ،‬بحسابات عقالنية كبراغماتية ‪ ،‬كمف ثـ ‪ ،‬فاف المقدس‬
‫في المجتمع الحضرم قد ال يككف لو دكر بارز في الحياة االجتماعية الحضرية ‪.‬‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬انتشار الفردية ‪ ،‬كىذا يعني اف الفرد في المجتمع الحضرم ‪ ،‬ىك مف يحرؾ كيتحكـ بمكجيات‬
‫السمكؾ اإلنساني ‪ ،‬كىك المسكؤؿ عمى ق ارراتو نيابة عف الجماعة ‪ ،‬لتمثؿ األخيرة منبعا أساسيا لحياة األفراد في‬
‫ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع‬ ‫المتصل الريفي الحضري روبارت‬
‫مجتمع الفكلؾ ‪ ،‬كيصبح الفرد ىنا متبكعا ال يبصر بعينو ‪ ،‬كانما بعيف الجماعة ‪ ،‬التي تنكب عنو في كؿ شيء ‪،‬‬
‫كىك أمر قد يفسر لنا مدل إبداع اإلنساف كتفكقو ‪ ،‬فالفرد الذم تقيده الجماعة ‪ ،‬ال يستطيع أبدا اف يفكر بحرية ‪ ،‬كاف‬
‫يبدع ‪ ،‬فيك دائما يتخكؼ مف ذلؾ ‪ ،‬الف غكؿ " التمثالت الجمعية " عمى تعبير دكر كايـ ‪ ،‬يتيدده كيتكعد بو كصما‬
‫يمصقو بو ‪ .‬في حيف اف الفرد عندما يتحكؿ الى النمط الحضرم ‪ ،‬يكتشؼ اف ما كاف سابقا ىك عبارة عف " ّترىات "‬
‫‪ ،‬فمثال اذا كاف الفرد يبذؿ كؿ جيده ككقتو في خدمة اعماؿ جمعية ‪ ،‬فاف ىذا يعد مضيعة لمكقت كسخؼ يرفضو‬
‫تماما الفرد الحضرم ‪.‬‬
‫إذا ‪ ،‬نستطيع القكؿ ‪ :‬إف الخصائص أعاله تعبر عف تطكر حالة الحضرية ‪ ،‬كىك أمر يبقى مرىكف بمدل بمكغ‬
‫المجتمعات تمؾ الحالة ‪ ،‬فكمما ازداد المجتمع عممانية ‪ ،‬كأصبح لمفرد ق ار ار ‪ ،‬كتضاءؿ دكر التفكير األسطكرم كالغيبي‬
‫يمكف القكؿ اف المجتمع في طريقو الى الحضرية ‪ ،‬كعكس ذلؾ ‪ ،‬فاف المجتمع اما اف يبقى في منتصؼ المتصؿ‬
‫الريفي ػ الحضرم ‪ ،‬الذم حدده ريدفيمد ‪ ،‬اك انو يككف األقرب الى الريفية منو الى الحضرية ‪.‬‬

‫•كذلؾ مف اإلسيامات التي عنيت بالثقافة الحضرية ما قدمو ركبرت ردفيمد عف فكرة متصؿ الفكلؾ الحضرم كالتي‬
‫صاغيا مف منظكر التطكر الثقافي كااليككلكجي في حالة التقميد كالفكلؾ إلى حالة التحديث كالحضرية‪.‬‬

‫•كتستند فكرة المتصؿ الريفي الحضرم مف الناحية النظرية عمى افتراض األكؿ ىك أف المجتمعات المحمية تتدرج بشكؿ‬
‫مستمر كمنتظـ مف الريفية إلى الحضرية كفقان لعدد مف الخصائص كالثاني أف ىذا التدرج يصاحبو بالضركرة اختالفات أك‬
‫فركؽ متسقة في أنماط السمكؾ‪.‬‬

‫•كأف المجتمع الحضرم في تصكر ردفيمد لو خصائص كثقافة مميزة تبدك كاضحة في ضكء اختالفيا عف خصائص‬
‫كثقافة مجتمع الفكلؾ حيث تسكد خصائص التفكؾ كالفردية كالعممانية عمى طرؼ نقيض مع خصائص فكلكية أىميا‬
‫سيطرة التقميدية كالجمعية كنزعة نحك المقدسات‪.‬‬

‫•أما التطكر فيك في نظره انتقاؿ مف المجتمع الشعبي إلى المجتمع الحضرم مف خالؿ زيادة عمميات التغاير أك‬
‫الالتجانس االجتماعي كامكانيات التفاعؿ كفقداف العزلة أك زيادة االحتكاؾ الثقافي بالمجتمعات كالثقافات األخرل‪.‬‬

‫ج – ريدفيمد ومتصل الفولك – حضري‪:‬‬

‫يتفؽ تصكر ركبرت ردفيميد "لمتصؿ" الفكلؾ حضرم في إطاره التصكرم العاـ مع تصكر تكنييز لمنمكذج المثالي‬
‫لممجتمع‪ ،‬كتصكر سكرككيف كزيمرماف لثنائية الريفي‪-‬حضرم‪ ،‬كمع ذلؾ فإف ىناؾ بعض نقاط لالختالؼ أىميا‪ :‬أف‬
‫ردفيميد لـ يكف لييتـ بكضع نماذج مثالية متعارضة لممجتمع المحمي فحسب بؿ حاكؿ أف يتفيـ التغيرات التي قد‬
‫تحدث عندما يتحكؿ المجتمع مف حالة "الفكلؾ" إلى حالة "الحضرم‪".‬‬
‫ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع‬ ‫المتصل الريفي الحضري روبارت‬
‫كيتكصؿ ردفيميد إلى عشرة متغيرات أساسية يمكف مف خالليا ترتيب المجتمعات كما لك كانت تمثؿ تزايدان أك نقصانان‬
‫تدريجيان كمتعاقبان في كؿ منيا‪ ،‬لذلؾ فإف كؿ مجتمع مف المجتمعات يكشؼ عف عدد مف الخصائص المميزة بالمقارنة‬
‫بغيره مف المجتمعات األخرل عمى النحك التالي‪:‬‬

‫– ‪1‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬ارتباطان بالعالـ الخارجي‪.‬‬

‫‪2 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬تغاي انر‪.‬‬

‫‪3 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬تقسيمان لمعمؿ‪.‬‬

‫‪4 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬تطكي انر القتصاد السكؽ كالماؿ‪.‬‬

‫اء عمى تخصصات مينية أكثر عممانية‪.‬‬


‫‪5 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬احتك ن‬

‫‪6 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬بعدان عف االعتماد عمى الركابط كالنظـ القرابية‪.‬‬

‫‪7 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬اعتمادان عمى مؤسسات ذات طابع غير شخصي لمضبط‪.‬‬

‫‪8 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬تمسكان بالعقيدة أك باألصؿ‪.‬‬

‫‪9 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬بعدان عف التمسؾ بالعادات كاألعراؼ التقميدية‪.‬‬

‫‪10 -‬أنو أقؿ –أك أكثر‪ -‬تسامحان كتأكيدان لمحرية الفردية في الفعؿ أك االختيار‪.‬‬

‫كىكذا تقيس ىذه المتغيرات السابقة درجة تحضر مجتمع الفكلؾ (حيث يشير تناقض درجة المتغير إلى القرب مف‬
‫النمكذج الفكلكي‪ ،‬كتشير زيادتو إلى االقتراب مف النمكذج الحضرم) كما يتيح االختالؼ النسبي لمدل تمثؿ كؿ‬
‫متغير في أم مف المجتمعات إمكانية كضعو عمى إحدل نقاط المتصؿ الريفي الحضرم‪.‬‬

‫كفي محاكلتو تحميؿ المتغيرات التي يمر بيا المجتمع حاؿ انتقالو مف نمكذج الفكلؾ إلى النمكذج الحضرم‪ ،‬كحد‬
‫ردفيميد ىذه المتغيرات (أك الخصائص) العشرة في ثالث مقكمات أساسية لمتغير أك التحكؿ الحضرم ىي‪ :‬زيادة‬
‫التفكؾ الثقافي‪ ،‬تزايد العممانية‪ ،‬زيادة انتشار الفردية‪ ،‬كلذلؾ كانت ىذه الخصائص أىـ ما يتسـ بو المجتمع الحضرم‬
‫‪:‬‬ ‫في نظره‪ ،‬كجاء تبريره لذلؾ عمى النحك التالي‬
‫أ – تزيد الحضرية مف التفكؾ الثقافي لممجتمع‪ ،‬كيعني بذلؾ أف القكاعد كالمعايير التي كانت تكجو السمكؾ كالفعؿ‬
‫االجتماعي في مجتمع الفكلؾ غدت أكثر تعقيدان كتعددان في المجتمع الحضرم‪ ،‬يتخذ التفكؾ الثقافي المصاحب‬
‫ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع‬ ‫المتصل الريفي الحضري روبارت‬
‫لمحضرية أربعة مظاىر أساسية ىي‪ :‬أكالن‪ ،‬أف تفقد الثقافة كحدتيا التقميدية‪ ،‬ثانيان‪ ،‬اتساع نطاؽ البدائؿ الثقافية أماـ‬
‫الفرد مما يؤدم إلى تميع األنماط السمككية كصعكبة تحديدىا‪ ،‬إف مجتمع المدينة يتيح فرصان أرحب لالختيار‪ ،‬األمر‬
‫الذم يترتب عميو ظيكر مشاكؿ الال معيارية أك فقداف المعايير‪ ،‬ثالثان‪ ،‬فقداف التكامؿ كاالرتباط المتبادؿ بيف مقكمات‬
‫الثقافة ففي نمكذج الفكلؾ تتكحد كؿ عناصر الثقافة المحمية كتترابط فيما بينيا‪ ،‬حتى يصعب عمى المرء فيـ‬
‫المعتقدات كالقيـ كالطقكس المرتبطة بالمرض مثالن دكف استيعاب كفيـ ما يرتبط بالعمؿ الزراعي كالتفكير الغيبي مف‬
‫قيـ كمعتقدات‪ ،‬رابعان‪،‬الصراع الكاضح أك عدـ االتساؽ بيف المستكيات الثقافية‪ ،‬ففي مجتمع الفكلؾ تنسجـ السمات‬
‫كالمركبات الثقافية مع بعضيا البعض‪ ،‬عمى العكس مف المجتمع الحضرم الذم يكاجو فيو الفرد تكقعات سمككية‬
‫متعارضة كغير متسقة‪.‬‬

‫ب – تزيد الحضرية مف اتجاه المجتمع نحك العممانية كالدنيكية‪ ،‬ففي مجتمع الفكلؾ تجد أف كؿ األنشطة التي يقكـ‬
‫بيا األفراد تصطبغ بالطابع الديني كالعاطفي‪ ،‬بينما ترتبط النشاطات الحضرية كتكجو باعتبارات كأحكاـ عقالنية‬
‫براجماتية‪ ،‬كيترتب عمى ذلؾ أنو مع زيادة الحضرية يتحرر األفراد مف الضكابط التقميدية كتتاح ليـ فرصة صنع القرار‬
‫في ضكء ضكابط عممانية رشيدة‪ ،‬دكف ما ارتباط بإرادة المجتمع التي تجسدىا المعتقدات الدينية المقدسة كالتقميدية‪.‬‬

‫ج – تزيد الحضرية مف انتشار الفردية كزيادة سيطرتيا عمى مكجيات السمكؾ اإلنساني‪ ،‬كيعني ذلؾ أف الفرد كليس‬
‫الجماعة ىك المسئكؿ عف عممية صنع القرار كعف نتائج ما يقكـ بو مف أفعاؿ‪ ،‬كما يعني أيضان اختفاء الكظائؼ‬
‫الجمعية كاحالليا بنشاطات فردية بحتة تيدؼ لتحقيؽ مصالح الفرد في المقاـ األكؿ‪ ،‬فإذا كاف سكاف مجتمع الفكلؾ‬
‫ينفقكف المزيد مف الكقت كالجيد ألداء أعماؿ عامة جمعية دكف مقابؿ نجد سكاف المجتمع الحضرم يعتبركف ذلؾ‬
‫نكعان مف العبث كالسمكؾ غير الرشيد‪ ،‬كقد تمثمت الفردية جكانب متعددة مف حياة المجتمع الحضرم‪ ،‬كاف مف أىميا‬
‫إحالؿ األسرة النكاة محؿ العائمة الممتدة‪ ،‬كضعؼ سمطة الديف كالمعتقدات كتحرر األفراد مف الركابط التقميدية‬
‫بجماعات قرابية أك مكانية‪.‬‬

‫انتقادات أوسكار ألفكار ردفيميد‪:‬‬

‫أ – تتضمف فكرة المتصؿ نظرية لمتغير مفادىا أف الحضرية تطيح كبالضركرة بمجتمع الفكلؾ‪ ،‬غير أنو مف الخطأ أف‬
‫‪.‬‬ ‫نرجع كؿ التغيرات التي تط أر عمى مجتمعات الفكلؾ إلى عامؿ كاحد بعينو ىك التحضر‬
‫ب – إف الثقافات دائمان في حالة مف التغير المستمر‪ ،‬كمع ذلؾ ليس شرطان أف تككف ىذه التغيرات ذات طابع أك‬
‫اتجاه ثكرم لالنتقاؿ مف مجتمع الفكلؾ إلى مجتمع حضرم‪.‬‬
‫ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع‬ ‫المتصل الريفي الحضري روبارت‬
‫ج – إف النمكذج الذم حدده ردفيميد لـ يبرز االختالفات كالتمايزات الكاسعة المدل بيف مجتمعات الفكلؾ ذاتيا‪ ،‬كذلؾ‬
‫لقد ركز متصؿ ردفيميد عمى الجكانب الرسمية لممجتمع‪ ،‬كىذه ال تمثؿ أىمية كبيرة في التحميؿ الثقافي لممجتمع‪.‬‬

‫د – إف كثي انر مف نتائج التحضر التي ساقيا ردفيميد كالتفكؾ الثقافي كاالتجاه نحك العممانية كالفردية تفتقر لشكاىد‬
‫‪.‬‬ ‫امبريقية مؤكدة إذ ال يكجد أم دليؿ عمى حدكث تفكؾ ثقافي في مجتمع الفكلؾ‬
‫كىناؾ نقطة ضعؼ خطيرة في فكرة ريدفيميد كىي فشميا في تحديد العناصر الرئيسية لممجتمع الحضرم في ذاتو‪ ،‬إذ‬
‫ال يكفي أبدان أف نقكـ بتحميؿ ىذا النمكذج مف المجتمع باعتباره "نمكذجان مناقضان" لمجتمع الفكلؾ‪ ،‬بعبارة أخرل لـ يكلي‬
‫ريدفيميد اىتمامان خاصان بتحديد خصائص الحضرية كالمجتمع الحضرم في ذاتو‪.‬‬

‫‪2‬المجتمع المحمي الحضرم في حدكد تصكر استنباطي‪:‬‬

‫سبب تسميتيا بذلؾ أف أصحابيا كانكا يبدؤكف تصكرىـ لممجتمع الحضرم كالمدينة بصفة خاصة ببعض االفتراضات‬
‫أك القضايا التي يعتبركنيا مسممات في غير حاجة إلى برىاف ثـ يشرعكف بعد ذلؾ في استنباط قضايا أخرل غيرىا‪،‬‬
‫تمثؿ خصائص مميزة لمحياة الحضرية‪.‬‬

You might also like