Professional Documents
Culture Documents
المتصل الريفي
المتصل الريفي
( )1958-1897ىك مف أشير عمماء االنثركبكلكجيا األمريكييف ,درس في روبرت ردفيمد (Robert redfield
جامعة شيكاغك كعيف بركفسك ار لالنثركبكلكجيا فييا ككاف تفكره كاسعا كعميقا اذا حاكؿ الجمع بيف عمـ االجتماع كعمـ
االنثركبكلكجي االجتماعي نظ ار لكجكد العالقة المتينة بينيما حسب اعتقاده كتب البركؼ يسكر ردفيمد عدة أبحاث
1941 انثركبكلكجية كاجتماعية حكؿ المجتمعيف المكسيكي كالككتيمالي مف اشير مؤلفاتو كتاب (حضارة البكتاف)
الذم تجسدت فيو نظريتو عف التغير االجتماعي ككتاب (المجتمع الصغير) 1955كاخي ار كتاب (المجتمع الفالحي
كالحضارة) الذم نشر عاـ .1956
لـ يكف ريدفيمد ميتما كغيره مف العمماء بكضع نماذج مثالية ،كانما إلى جانب ذلؾ كلع ؿق ببحث كتفيـ التغيرات
إلى حالة الحضرم .كلتدعيـ كجية نظر ريدفيمد حكؿ ثنائيتو التي تحدث عندما يتحكؿ المجتمع مف حالة الريفي
" ثقافة الفولك الشييرة ( الريفي ػ الحضرم ) قاـ بعدة دراسات ميدانية لعينة مف المجتمعات المحمية .كلعؿ كتابو
عند اليوكاتان" (.) Redfield , Robert , The folk culture of yucatan
مف أىـ أعمالو التي نشر فييا نتائجو الميدانية ،كعرض مف خالليا إطاره التصكرم ،الذم تضمف فكرة
المتصؿ الريفي ػ الحضرم .كفي ىذا السياؽ ،اختار ريدفيمد أربع مجتمعات محمية الختبار ما كضعو مف فركض،
إذ افترض بدءا ،أف كؿ كاحدة مف ىذه المجتمعات تمثؿ نقطة متميزة عمى طكؿ متصؿ متدرج يبدأ بمجتمع الفكلؾ
كينتيي بالمجتمع الحضرم.
إف المجتمعات المحمية األربعة ،التي اختارىا ريدفيمد لمدراسة تباينت إلى حد ما في خصائص كؿ كاحدة
منيا.
أوال :كلمعرفة ذلؾ فقد كانت مدينة " الميريدا " Meridaمرك از لمنشاط السياسي كاالجتماعي كاالقتصادم ،كمكانا
تتكاجد فيو مختمؼ األنشطة الترفييية كالسياحية ،إلى جانب تكافر الصناعات المحمية ،كيشار في ىذا الصدد ،أف
إلى تنكع ىنالؾ درجة عالية مف التغاير كالال تجانس كىي سمات الحضرية الكاضحة ،كىذا يعكد بطبيعة الحاؿ
الجماعات العرقية في المدينة ،كما أشرت الدراسة اختالؼ في المكانة الطبيعية كالسكنية كالتعميمية كالمعيشية ،كثمة
مؤشرات أخرل أظيرتيا دراسة ريدفيمد تعمقت أىميا بمالحظة درجة عالية مف الحراؾ االجتماعي كالفيزيقي كالميني .
ثانيا :كعمى النقيض مف ىذا النمط الذم استجمتو الدراسة ،ظير نمكذج أخر تجسد بكجكد قرية اسميما " التوسيك "
، Tusikكىك المجتمع المحمي الثاني ،إذ اتضح أف ليذه القرية طابع قبمي صغير ،انحدر سكانيا مف ساللة كاحدة
اكتفاء ذاتيا يجعميـ
تنتمي الى قبيمة X.CacLكلكحظ في ىذه الدراسة ،أف لسكاف ىذه القرية انعزالية كاضحة ك ن
أكثر بعدا عف القرل المجاكرة .كقد كجد ريدفيمد أيضا أف طابع العالقات االجتماعية في التوسيك يسكده التجانس
أف ثمة سمطة محمية كاضحة يقكدىا زعماء محمييف، كاالستقالؿ التاـ عف الحككمة المحمية ،كىذا يعطي انطباعا
السيما بعد أف عرفنا إف انتماءات السكاف في التوسيك انتماءات قبمية ،كىك آمر يؤشر كجكد السمطة التقميدية ،التي
ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع المتصل الريفي الحضري روبارت
إف ما تحدث عنيا ماكس فيبر ،ككؿ ىذا يجعميـ يقفكف مكقفا عدائيا مف جيرانيـ المتحضريف .كما كشفت الدراسة
أصال مف عزلة مكانية يساعد عمى عزلة سكاف التوسيك مف الناحية االجتماعية كالثقافية ،ما تميزت بو القرية
كجغرافية .
ثالثا :أما فيما يخص المجتمعان اآلخران كىما " شانكوم وديتاس " فقد افترض ريدفيمد أنيما يقعاف في كسط
المتصؿ الذم بدا طرفو األكؿ بمجتمع الفولك (ممثال بقرية التكسيؾ) كانتيى بمجتمع األخر الذم اتضح في ضكء
الدراسة انو األكثر تحض ار ( ممثال بمدينة الميريدا ) .فمكقع مجتمع الشانككـ مف ىذا المتصؿ ،انو ابتعد بعض
إلى القطب الريفي ،كلتدليؿ ذلؾ استظير ريدفيمد ثمة الشيء عف القطب الحضرم ،فيما اقترب مف كجكه كثيرة
خصائص لشانككـ تقربو الى النمكذج الريفي ،تتمثؿ بانو ذات حجـ صغير ،كاعتماد سكانو عمى الزراعة ،كيظير
أيضا أف انتماءاتيـ قبمية ال ينازعيا أم انتماء ،كما افتقرت القرية الى أم نكع مف التغاير االجتماعي ،لكف في
جانب آخر فاف القرية ابتعدت عف التوسيك في بعض الكجكه ،السيما ابتعادىا عف العزلة االجتماعية كالثقافية التي
أف سكاف الشانككـ عبركا عف رغبتيـ في تكثيؽ تميزت بيا قرية التكسيؾ ،كيكشؼ ريدفيمد لنا في ىذا السياؽ ،
العالقات مع مجتمع اليككاتاف كالمدف المجاكرة ليا ،كمف ثـ فأنيـ يرغبكف في التعامؿ مع الحككمة كمشركعاتيا
كبناء عمى ذلؾ فقد تكصؿ ريدفيمد باف قرية الشانككـ استنادا عمى الخصائص المذككرة أعاله ،يسيركف
التنمكية .ن
عمى طريؽ التحضر ،أك عمى حد تعبيره " قرية اختارت التقدم وسعت اليه
كقدـ ريدفيمد نموذجا رابعا ،تجسد بقرية " ديتاس " ،فكشفت دراستو عف ابتعاد طفيؼ لسكاف قرية ديتاس
عف التحكؿ إلى الحضرية ،كىك أمر يختمؼ عما هسجؿ في مجتمع الشانككـ ،لكف مع ذلؾ ،فاف الخصائص التي
تجتمع في قرية الديتاس ،تجعؿ المراقب حذ ار جدا في كصؼ مجتمع الديتاس عمى انو حضرم اـ ريفي ،كذلؾ
النتشار الزراعة الى جانب كجكد بناء ميني مككف مف أنشطة كأعماؿ متنكعة تمثمت بقاضي المنطقة في القمة الى
عماؿ النقؿ كالشحف.مما دعا ىذا التداخؿ الى كصؼ قرية الديتاس بانيا تقع في منتصؼ الطريؽ الذم مثمو متصؿ
الفكلؾ ػ حضرم لدل ريدفيمد .كفيما يمي نبيف فكرة المتصؿ الريفي ػ الحضرم في مخطط تكضيحي .
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ شانكوم ـــــــــــــــــ
مجتمع ريفي (التوسيك) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجتمع حضري (الميريدا)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ديتاس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحول أبطأ
رسمه ( )5توضح دراسات الحالة لممتصل الريفي – الحضري لـ (ريدفيمد ) ( الرسمه من تصرف الباحث )
كبناء عمى أعاله ،فانو يمكف القكؿ :اف مجتمعا مف المجتمعات اقرب الى الريفية اك الى الحضرية ،كىذا
ن
المعنى يقكدنا أيضا الى اإلقرار باف ىذا التدرج في الخصائص يتزامف معو اختالفا في أنماط السمكؾ ،تجعؿ
المجتمع يشذ اك ينحرؼ عف النمط المثالي ،الذم يصنؼ ضمنو ،بمعنى اقرب ،اف مجتمعا ما كاف سابقا يصنؼ
انو ريفي اصبح اليكـ يصنؼ انو حضرم ،كمف ثـ انحرؼ عف النمكذج المثالي " الريفي".
إلى حالة الحضرم ،فقد كفي صدد حديثو عف التغيرات التي تظير عندما يتحكؿ المجتمع مف حالة الفكلؾ
اختزليا في ثالث مقوالت رئيسية كىي :زيادة التفكك االجتماعي ،تزايد العممانية ،وزيادة انتشار الفردية .كمف
ثـ فاف ىذه الخصائص تمثؿ خصائص المجتمع الحضرم في نظر ريدفيمد .
الخاصية األولى :زيادة التفكك االجتماعية ،كيعني ذلؾ في نظر ريدفيمد ،اف منظكمة القكاعد كالمعايير كالمثؿ
التي تكجو الفعؿ االجتماعي في مجتمع الفكلؾ ،أصبحت أالف أكثر تعقيدا بعد أف تحكؿ المجتمع الى النمط
الحضرم ،كفي ىذا السياؽ ،يتخذ التفكؾ االجتماعي كالثقافي أربعة مظاىر أساسية :أكال ،فقداف الثقافة لكحدتيا
التقميدية ،كقد الحظنا كيؼ أف سكاف قريتي التوسيك ك الشانكوـ ،قد انتظمكا في نسؽ كاحد مف المعتقدات كالقيـ
الميريدا ك الديتاس ،اذ فقدت كالمثؿ ،التي تكجو سمككيـ كتحدد تكجياتيـ ،بينما األمر اختمؼ تماما عند سكاف
اإلطار الثقافي كحدتو المتجانسة ،نتيجة تشعب المجتمع الى ثقافات فرعية مختمفة تباينت فيما بينيا اثنيا ،كعرقيا ،
كطبقيا ،كثانيا ،اتساع نطاؽ البدائؿ الثقافية أماـ الفرد ،مما يصعب معو تحديد األنماط السمككية الكاضحة ،كمف
ثـ تظير عميو الالمعيارية أك األنكمي ػ كما اسماىا دكركايـ ػ ،كثالثا ،فاف التكامؿ كاالرتباط الذم تمتع بو النسؽ
الثقافي ،السيما في مجتمع الفكلؾ ،أصبح بفعؿ التغير في المجتمع الحضرم مفقكدا ،كاذا ما أراد شخصا فيـ
الطقكس التي تصاحب المرض ،فانو البد اف يربط ذلؾ ما يجرم أثناء العمؿ الزراعي ،كالتفكير الغيبي مف قيـ
كمعتقدات كميا تمثؿ سمة بارزة في مجتمع الفكلؾ .كأخي ار ،فاف المظير الرابع مف مظاىر التفكؾ الثقافي ،يتمثؿ
في الصراع الكاضح بيف المستكيات الثقافية لدل المجتمع الحضرم ،الذم يكاجو فيو الفرد تكقعات سمككية متعارضة
،في حيف ال نجد ذلؾ في مجتمع الفكلؾ الذم تنسجـ فيو السمات الثقافية مع بعضيا البعض .
،ال شؾ اف ىذه الخاصية ،ال تظير في الخاصية الثانية :تزايد العممانية في مقابل ضعف فاعمية المقدس
بنية مجتمع الفكلؾ ،فيك مجتمع تتحكـ فيو باستمرار المكجيات الدينية كالغيبية ،كىك امر نجده كاضحا عمى افعاؿ
كتصرفات أفراده ،بينما ترتبط كؿ النشاطات الحضرية تقريبا ،بحسابات عقالنية كبراغماتية ،كمف ثـ ،فاف المقدس
في المجتمع الحضرم قد ال يككف لو دكر بارز في الحياة االجتماعية الحضرية .
الخاصية الثالثة :انتشار الفردية ،كىذا يعني اف الفرد في المجتمع الحضرم ،ىك مف يحرؾ كيتحكـ بمكجيات
السمكؾ اإلنساني ،كىك المسكؤؿ عمى ق ارراتو نيابة عف الجماعة ،لتمثؿ األخيرة منبعا أساسيا لحياة األفراد في
ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع المتصل الريفي الحضري روبارت
مجتمع الفكلؾ ،كيصبح الفرد ىنا متبكعا ال يبصر بعينو ،كانما بعيف الجماعة ،التي تنكب عنو في كؿ شيء ،
كىك أمر قد يفسر لنا مدل إبداع اإلنساف كتفكقو ،فالفرد الذم تقيده الجماعة ،ال يستطيع أبدا اف يفكر بحرية ،كاف
يبدع ،فيك دائما يتخكؼ مف ذلؾ ،الف غكؿ " التمثالت الجمعية " عمى تعبير دكر كايـ ،يتيدده كيتكعد بو كصما
يمصقو بو .في حيف اف الفرد عندما يتحكؿ الى النمط الحضرم ،يكتشؼ اف ما كاف سابقا ىك عبارة عف " ّترىات "
،فمثال اذا كاف الفرد يبذؿ كؿ جيده ككقتو في خدمة اعماؿ جمعية ،فاف ىذا يعد مضيعة لمكقت كسخؼ يرفضو
تماما الفرد الحضرم .
إذا ،نستطيع القكؿ :إف الخصائص أعاله تعبر عف تطكر حالة الحضرية ،كىك أمر يبقى مرىكف بمدل بمكغ
المجتمعات تمؾ الحالة ،فكمما ازداد المجتمع عممانية ،كأصبح لمفرد ق ار ار ،كتضاءؿ دكر التفكير األسطكرم كالغيبي
يمكف القكؿ اف المجتمع في طريقو الى الحضرية ،كعكس ذلؾ ،فاف المجتمع اما اف يبقى في منتصؼ المتصؿ
الريفي ػ الحضرم ،الذم حدده ريدفيمد ،اك انو يككف األقرب الى الريفية منو الى الحضرية .
•كذلؾ مف اإلسيامات التي عنيت بالثقافة الحضرية ما قدمو ركبرت ردفيمد عف فكرة متصؿ الفكلؾ الحضرم كالتي
صاغيا مف منظكر التطكر الثقافي كااليككلكجي في حالة التقميد كالفكلؾ إلى حالة التحديث كالحضرية.
•كتستند فكرة المتصؿ الريفي الحضرم مف الناحية النظرية عمى افتراض األكؿ ىك أف المجتمعات المحمية تتدرج بشكؿ
مستمر كمنتظـ مف الريفية إلى الحضرية كفقان لعدد مف الخصائص كالثاني أف ىذا التدرج يصاحبو بالضركرة اختالفات أك
فركؽ متسقة في أنماط السمكؾ.
•كأف المجتمع الحضرم في تصكر ردفيمد لو خصائص كثقافة مميزة تبدك كاضحة في ضكء اختالفيا عف خصائص
كثقافة مجتمع الفكلؾ حيث تسكد خصائص التفكؾ كالفردية كالعممانية عمى طرؼ نقيض مع خصائص فكلكية أىميا
سيطرة التقميدية كالجمعية كنزعة نحك المقدسات.
•أما التطكر فيك في نظره انتقاؿ مف المجتمع الشعبي إلى المجتمع الحضرم مف خالؿ زيادة عمميات التغاير أك
الالتجانس االجتماعي كامكانيات التفاعؿ كفقداف العزلة أك زيادة االحتكاؾ الثقافي بالمجتمعات كالثقافات األخرل.
يتفؽ تصكر ركبرت ردفيميد "لمتصؿ" الفكلؾ حضرم في إطاره التصكرم العاـ مع تصكر تكنييز لمنمكذج المثالي
لممجتمع ،كتصكر سكرككيف كزيمرماف لثنائية الريفي-حضرم ،كمع ذلؾ فإف ىناؾ بعض نقاط لالختالؼ أىميا :أف
ردفيميد لـ يكف لييتـ بكضع نماذج مثالية متعارضة لممجتمع المحمي فحسب بؿ حاكؿ أف يتفيـ التغيرات التي قد
تحدث عندما يتحكؿ المجتمع مف حالة "الفكلؾ" إلى حالة "الحضرم".
ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع المتصل الريفي الحضري روبارت
كيتكصؿ ردفيميد إلى عشرة متغيرات أساسية يمكف مف خالليا ترتيب المجتمعات كما لك كانت تمثؿ تزايدان أك نقصانان
تدريجيان كمتعاقبان في كؿ منيا ،لذلؾ فإف كؿ مجتمع مف المجتمعات يكشؼ عف عدد مف الخصائص المميزة بالمقارنة
بغيره مف المجتمعات األخرل عمى النحك التالي:
4 -أنو أقؿ –أك أكثر -تطكي انر القتصاد السكؽ كالماؿ.
6 -أنو أقؿ –أك أكثر -بعدان عف االعتماد عمى الركابط كالنظـ القرابية.
7 -أنو أقؿ –أك أكثر -اعتمادان عمى مؤسسات ذات طابع غير شخصي لمضبط.
9 -أنو أقؿ –أك أكثر -بعدان عف التمسؾ بالعادات كاألعراؼ التقميدية.
10 -أنو أقؿ –أك أكثر -تسامحان كتأكيدان لمحرية الفردية في الفعؿ أك االختيار.
كىكذا تقيس ىذه المتغيرات السابقة درجة تحضر مجتمع الفكلؾ (حيث يشير تناقض درجة المتغير إلى القرب مف
النمكذج الفكلكي ،كتشير زيادتو إلى االقتراب مف النمكذج الحضرم) كما يتيح االختالؼ النسبي لمدل تمثؿ كؿ
متغير في أم مف المجتمعات إمكانية كضعو عمى إحدل نقاط المتصؿ الريفي الحضرم.
كفي محاكلتو تحميؿ المتغيرات التي يمر بيا المجتمع حاؿ انتقالو مف نمكذج الفكلؾ إلى النمكذج الحضرم ،كحد
ردفيميد ىذه المتغيرات (أك الخصائص) العشرة في ثالث مقكمات أساسية لمتغير أك التحكؿ الحضرم ىي :زيادة
التفكؾ الثقافي ،تزايد العممانية ،زيادة انتشار الفردية ،كلذلؾ كانت ىذه الخصائص أىـ ما يتسـ بو المجتمع الحضرم
: في نظره ،كجاء تبريره لذلؾ عمى النحك التالي
أ – تزيد الحضرية مف التفكؾ الثقافي لممجتمع ،كيعني بذلؾ أف القكاعد كالمعايير التي كانت تكجو السمكؾ كالفعؿ
االجتماعي في مجتمع الفكلؾ غدت أكثر تعقيدان كتعددان في المجتمع الحضرم ،يتخذ التفكؾ الثقافي المصاحب
ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع المتصل الريفي الحضري روبارت
لمحضرية أربعة مظاىر أساسية ىي :أكالن ،أف تفقد الثقافة كحدتيا التقميدية ،ثانيان ،اتساع نطاؽ البدائؿ الثقافية أماـ
الفرد مما يؤدم إلى تميع األنماط السمككية كصعكبة تحديدىا ،إف مجتمع المدينة يتيح فرصان أرحب لالختيار ،األمر
الذم يترتب عميو ظيكر مشاكؿ الال معيارية أك فقداف المعايير ،ثالثان ،فقداف التكامؿ كاالرتباط المتبادؿ بيف مقكمات
الثقافة ففي نمكذج الفكلؾ تتكحد كؿ عناصر الثقافة المحمية كتترابط فيما بينيا ،حتى يصعب عمى المرء فيـ
المعتقدات كالقيـ كالطقكس المرتبطة بالمرض مثالن دكف استيعاب كفيـ ما يرتبط بالعمؿ الزراعي كالتفكير الغيبي مف
قيـ كمعتقدات ،رابعان،الصراع الكاضح أك عدـ االتساؽ بيف المستكيات الثقافية ،ففي مجتمع الفكلؾ تنسجـ السمات
كالمركبات الثقافية مع بعضيا البعض ،عمى العكس مف المجتمع الحضرم الذم يكاجو فيو الفرد تكقعات سمككية
متعارضة كغير متسقة.
ب – تزيد الحضرية مف اتجاه المجتمع نحك العممانية كالدنيكية ،ففي مجتمع الفكلؾ تجد أف كؿ األنشطة التي يقكـ
بيا األفراد تصطبغ بالطابع الديني كالعاطفي ،بينما ترتبط النشاطات الحضرية كتكجو باعتبارات كأحكاـ عقالنية
براجماتية ،كيترتب عمى ذلؾ أنو مع زيادة الحضرية يتحرر األفراد مف الضكابط التقميدية كتتاح ليـ فرصة صنع القرار
في ضكء ضكابط عممانية رشيدة ،دكف ما ارتباط بإرادة المجتمع التي تجسدىا المعتقدات الدينية المقدسة كالتقميدية.
ج – تزيد الحضرية مف انتشار الفردية كزيادة سيطرتيا عمى مكجيات السمكؾ اإلنساني ،كيعني ذلؾ أف الفرد كليس
الجماعة ىك المسئكؿ عف عممية صنع القرار كعف نتائج ما يقكـ بو مف أفعاؿ ،كما يعني أيضان اختفاء الكظائؼ
الجمعية كاحالليا بنشاطات فردية بحتة تيدؼ لتحقيؽ مصالح الفرد في المقاـ األكؿ ،فإذا كاف سكاف مجتمع الفكلؾ
ينفقكف المزيد مف الكقت كالجيد ألداء أعماؿ عامة جمعية دكف مقابؿ نجد سكاف المجتمع الحضرم يعتبركف ذلؾ
نكعان مف العبث كالسمكؾ غير الرشيد ،كقد تمثمت الفردية جكانب متعددة مف حياة المجتمع الحضرم ،كاف مف أىميا
إحالؿ األسرة النكاة محؿ العائمة الممتدة ،كضعؼ سمطة الديف كالمعتقدات كتحرر األفراد مف الركابط التقميدية
بجماعات قرابية أك مكانية.
أ – تتضمف فكرة المتصؿ نظرية لمتغير مفادىا أف الحضرية تطيح كبالضركرة بمجتمع الفكلؾ ،غير أنو مف الخطأ أف
. نرجع كؿ التغيرات التي تط أر عمى مجتمعات الفكلؾ إلى عامؿ كاحد بعينو ىك التحضر
ب – إف الثقافات دائمان في حالة مف التغير المستمر ،كمع ذلؾ ليس شرطان أف تككف ىذه التغيرات ذات طابع أك
اتجاه ثكرم لالنتقاؿ مف مجتمع الفكلؾ إلى مجتمع حضرم.
ردفيلد دراسات مؤسسة في علم االجتماع المتصل الريفي الحضري روبارت
ج – إف النمكذج الذم حدده ردفيميد لـ يبرز االختالفات كالتمايزات الكاسعة المدل بيف مجتمعات الفكلؾ ذاتيا ،كذلؾ
لقد ركز متصؿ ردفيميد عمى الجكانب الرسمية لممجتمع ،كىذه ال تمثؿ أىمية كبيرة في التحميؿ الثقافي لممجتمع.
د – إف كثي انر مف نتائج التحضر التي ساقيا ردفيميد كالتفكؾ الثقافي كاالتجاه نحك العممانية كالفردية تفتقر لشكاىد
. امبريقية مؤكدة إذ ال يكجد أم دليؿ عمى حدكث تفكؾ ثقافي في مجتمع الفكلؾ
كىناؾ نقطة ضعؼ خطيرة في فكرة ريدفيميد كىي فشميا في تحديد العناصر الرئيسية لممجتمع الحضرم في ذاتو ،إذ
ال يكفي أبدان أف نقكـ بتحميؿ ىذا النمكذج مف المجتمع باعتباره "نمكذجان مناقضان" لمجتمع الفكلؾ ،بعبارة أخرل لـ يكلي
ريدفيميد اىتمامان خاصان بتحديد خصائص الحضرية كالمجتمع الحضرم في ذاتو.
سبب تسميتيا بذلؾ أف أصحابيا كانكا يبدؤكف تصكرىـ لممجتمع الحضرم كالمدينة بصفة خاصة ببعض االفتراضات
أك القضايا التي يعتبركنيا مسممات في غير حاجة إلى برىاف ثـ يشرعكف بعد ذلؾ في استنباط قضايا أخرل غيرىا،
تمثؿ خصائص مميزة لمحياة الحضرية.