Professional Documents
Culture Documents
عرض في موضوع أراضي الجيش
عرض في موضوع أراضي الجيش
نننن مننننج ز
الطلبة:
﷽
َ َ ُ ُ َّ أ َ َّ َ
ورثها من إِن ٱۡلۡرض ِّلِلِ ي ِ
َ أ َ َٰ َ ُ َ أ َ َ ُٓ
يشاء مِن ِعبادِهِۖۦ وٱلع ِقبة
َ َّ ُأ
ل ِلمت ِقني ١٢٨
2
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
تقديم:
يرتبط االنسان بالعقار ارتباطا وثيقا منذ والدته ،فهو مورد رزقه ومحل سكناه ،وخاصة أن العقار يشكل
اليوم المحرك األساسي لتحقيق التنمية المستدامة في شتى تجلياتها ،باعتباره األرضية األساسية إلقامة
المشروعات المنتجة ،و تنبني عليها السياسات العمومية للدولة في مختلف المجاالت ،باإلضافة الى اعتباره
أداة لتحقيق االستقرار والسلم االجتماعيين .1
إال أن مساهمة العقار في التنمية غالبا ما تصطدم بإكراهات عدة خاصة بالنسبة للمغرب الذي يعرف
نظاما عقاريا مزدوجا في طبيعته حيث نجد أن هناك عقارات غير محفظة وعقارات محفظة ،وداخل هذا ن
النظامين توجد أنواع وهياكل متعددة حيث نجد أن هناك أمالك الدولة العامة والخاصة وأراضي األوقاف
وأمالك الجماعات الساللية ثم أراضي الجيش ...وهذا الهيكل األخير مناط دراستنا في هذا العرض وهو
عبارة عن أراضي فالحية أو قابلة للفالحة ،أو مراعي تستغل على وجه الشياع ،من طرف بعض القبائل .
وفيما يخص الكرونولوجية التاريخية لألراضي الجيش نجد أنها نظام حديث العهد ولم يظهر بالمغرب
حتى أواخر القرن التاسع عشر ،وكانت في األصل أراضي سلطانية قبل أن تتحول إلى أمالك مخزنيه،
أي أراضي تابعة للملك الخاص للدولة سلمها السلطان لفائدة رجال الجيش قصد استغاللها واالنتفاع بها
مقابل الخدمات العسكرية التي يؤدونها للسالطين ،رغم محاولة المستعمر الفرنسي تحديث ترسانته
القانونية لبسط سيطرته على خيرات هذا البالد مع بداية القرن الماضي إال انه لم تفقد األعراف والتقاليد
مكانتها ودورها في تدبير هذا النوع من األراضي؛ ذلك بسبب يعود إلى تمسك القبائل بها.
تكمن أهمية هذا الموضوع في أنه يحظى بقيمة علمية وقانونية وتاريخية كبيرة ،بحيث أنه يسلط الضوء
على هيكل من أبرز الهياكل العقارية المتواجدة بالمغرب ،لكونه نتج عن ظرو ف سياسية وعسكرية خاصة
رافقته منذ ظهوره إلى غاية وقتنا الحالي ،وهو ما سنتناوله بنوع من التحليل والمناقشة في صميم هذا
العرض المتواضع .إضافة إلى أن دراسة نظام أراضي الجيش ستؤدي الى معرفة اإلشكاليات التي تثيرها
_1محمد محبوبي " ،أساسيات في أحكام الشهر العقاري والحقوق العينية العقارية في ضوء التشريع المغربي " ،مطبعة المعارف الجديدة الطبعة
األولى 2017ص 4
3
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
والمعيقات التي تعرفها ،سواء القانونية أو التقنية خصوصا أنه ال يوجد هناك نصا تشريعيا لتنظيم هذه
األراضي وإنما كانت والزالت تخضع ألعراف وتقاليد كل قبيلة على حدة.
انطالقا مما سبق يمكن طرح االشكال التالي :هل ترجع ملكية أراضي الجيش للدولة ام للقبائل المستغلة
لها؟
ماهي الظروف التي كانت وراء اخراج هذا الهيكل العقاري الى حيز الوجود؟
لمعالجة االشكال المطروح والتساؤالت الفرعية وفق ما تتطلب المنهجية القانونية سوف نحاول االعتماد
على عدة مناهج من قبيل؛ المنهج اال ستنباطي وذلك بمناقشة الموضوع بشكل تصاعدي من العام الى
الخاص ،ثم استعمال المنهج التاريخي وذلك بدراسة التأصيل التاريخي ألراضي الجيش وتطورها كما قد
تتخلل هذين المنهجين ،مناهج أخرى من منهج التحليلي تارة والوصفي تارة أخرى.
4
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
إ ن أراضي الجيش تعتبر من بين األنظمة العقا رية التي يعرفها النظام المغربي ،وال يمكن
الحديث عنها دون تعريفها وتمييزها عن بعض األنظمة المشابهة لها (المطلب األول) ،دون
إغفال الجهة الوصية عليها التي تقوم بحمايتها قانونا (المطلب الثاني).
إن وضعية أراضي الجيش بمقارنتها مع باقي األنظمة العقارية الموجودة بالمغرب
تعتبر وضعية استثنائية ،ألن أراضي الجيش غير مقننة ،كما ان األبحاث بشأنها نادرة وال
تكاد تعثر إال على بعض اإلشارات هنا وهناك حين الحديث عن الطبيعة القانونية للنظام
العقاري المغربي ،مما دفعنا إلى تقسيم هذا المطلب إلى فقرتين ،في الفقرة األولى سنقوم
بتعريف أراضي الجيش وتمييزها عن بعض األنظمة المشابهة ،وفي الفقرة الثانية سنتحدث
عن طبيعة أراضي الجيش.
تعرف أراضي الجيش بتلك األراضي التي تم تسليمها منذ عهد بعيد إلى بعض المجموعات
القبلية قصد استغاللها والتصرف فيها ،مقابل خدماتها العسكرية في الجيش السلطاني على أن
تتمتع الجماعات القبلية بحق االنتفاع على هذه األراضي في حين تحتفظ الدولة بحق الرقبة .2
كما ذهب البعض إلى أن أراضي الجيش هي أراضي حتمتها ظروف الحرب ألن المخزن
هو الذي سلمها إلى األفراد قصد استغاللها مقابل خدماتهم داخل الجيش السلطاني ،3وتعتبر من
الهادي مقداد ،السياسة العقارية في ميدان التعمير والسكنى ،مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء ،طبعة 2000ص84 2
_3عبد الوهاب رافع ،منافع الجيش وأراضي الجماعات الساللية ،األنظمة العقارية في المغرب ،أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية
الحقوق .جامعة القاضي عياض بمراكش يومي 5و 6أبريل 2002
5
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
قبيل األراضي الفالحية أو القابلة للفالحة تستغل على وجه الشياع بين أفراد القبائل والعشائر
المكلفة بحصانة بعض المدن التي تحيط بها ،حيث كان المخزن أو السلطان يقوم باقتطاع بعض
األراضي التي تعود ملكيتها للدولة لفائدة قبائل الجيش التي تقدم خدمات عسكرية.
إذن فأراضي الجيش هي أراضي سلمها المخزن لفائدة رجال الجيش ،قصد استغاللها
دون تملكها مقابل مجموعة من الخدمات العسكرية التي يسدونها للسالطين كحماية بعض المدن
الكبرى وكبح الثورات.
من خالل هذه التعاريف نجد أن جميعها تشترك في أن الدولة تحتفظ بحق الرقبة في
هذا النظام العقاري ،بينما يبقى للجماعات القبلية حق االستغالل واالنتفاع دون تمليك هذه
األراضي التي تخضع لوصاية الدولة ممثلة في مديرية األمالك المخزنية التي تتولى السهر
واإلشراف على هذه األراضي ،كما تقوم بتنظيم وتدبير طرق استغاللها.
ويمكن التمييز بين نوعين من أراضي الجيش ،حيث نجد األراضي التي تم تسليمها
للسكان المقيمين عليها ،فهذا النوع لم يعد يخضع لمديرية األمالك المخزنية وإنما تسري عليه
نفس القوانين التي تسري على أراضي الجموع ،أما النوع الثاني من أراضي الجيش فهي
األراضي التي لم يتم تسليمها بصفة نهائية للجماعات وتخضع إلشراف وزارة المالية.4
_ 4عبدالواحد شعير ،الممتلكات العقارية للجماعات المحلية بالمغرب ,مطبعة فضالة المحمدية ،بدون طبعة ،ص249
_ 5ظهير فاتح يوليوز 1914المتعلق بالملك العمومي ،الجريدة الرسمية عدد 62بتاريخ 10يوليوز ،1914ص275
6
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
الجيش يخص أمالك تعود ملكيتها للدولة لمنفعة جماعة معينة ،وهذا النظام ليس منظم بمقتضى
قانون وإنما يخضع ألعراف وتقاليد القبائل.
نظام الملك الخاص للدولة .2
هي أمالك تملكها السلطات والجماعات والهيئات العمومية وتتصرف فيها تصرف
الخواص ،وهي أمالك غير مخصصة لالستعمال المباشر من طرف الجمهور وبالتالي يمكن
الحجز عليها كما يمكن تفويتها ،من هنا تختلف هذه األراضي عن نظام أراضي الجيش التي
ال يمكن الحجز عليها وال تفويتها وال تسقط بالتقادم ،كما تختلف أراضي الجيش عن أمالك
الدولة الخاصة من حيث اإلشراف ،فأراضي الجيش تخضع إلشراف وزارة المالية بينما
أراضي الملك الخاص للدولة فتخضع إلى جانب إشراف وزارة المالية إلشراف المندوبية
السامية للمياه والغابات بالنسبة للملك الغابوي.
نظام األحباس .3
هي أمالك يوقف المالك المسلم حق التمتع بها لفائدة مستفيدين يعينهم بمحض إرادته،
ويكون الوقف إما للدولة ويعتبر وقفا عموميا أو لصالح زاوية أو عائلة أو خواص فيكون بذلك
وقفا خصوصيا ،6ويكون الوقف على سبيل اإلحسان ويخضع لمدونة األوقاف ،بينما نظام
أراضي الجيش يتم مقابل خدمات عسكرية وليس مقننا.
. 4نظام أراضي الجموع
أراضي الجموع هي تلك األراضي التي توجد في حوزة القبائل والسالالت ،يسهر على
تدبيرها إما الجماعة عن طريق رؤساء العائالت المنتمية للقبيلة أو الفرقة أو الدوار ،وإما إلى
نواب الجماعة الذين ينتدبون لهذه المهمة وهنا تختلف عن أراضي الجيش التي قلنا إن السهر
عليها يعود لمديرية أمالك الدولة ،حيث نجد آن ظهير 1919المتعلق بأراضي الجموع قد
_6الهادي مقداد ،السياسة العقارية في ميدان التعمير و السكنى الطبعة االولى لسنة ، 2000مطبعة النجاح الدار البيضاء،ص.86
7
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
استثنى في الفصل 16تطبيق مقتضياته على أراضي الجيش ليبقى هذا النظام دون أي تنظيم
قانوني.
الفقرة الثانية :طبيعة أراضي الجيش.
يعتبر تحديد الطبيعة القانونية ألراضي الجيش مسألة تثير العديد من اإلشكاالت تتعلق
بتحديد المالك لهذه األراضي؛ هل تعود ملكيتها للدولة أم للقبائل التي منحت لها؟
وقد ذهب المجلس األعلى بهذا الخصوص إلى أن األصل في أراضي الجيش أنها ملكية
خاصة للدولة ،فتبقى على هذا األساس رقبتها ملكية خاصة للدولة وليس لقبيلة الجيش إال حق
االنتفاع .7وفي نفس االتجاه صارت محكمة االستئناف بمراكش حيث اعتبرت أن أراضي
الجيش هي أراضي مخزنية تعود رقبتها من حيث األصل للدولة ومنفعتها لمن اقتطعت له.8
ولقد ساير التوجه القضائي المشار إليه أعاله الفقه الذي اعتبر أن أراضي الجيش وإن
كانت تشبه من حيث االستغالل األراضي الجماعية ،فإنها تختلف عنها ألن هذه األخيرة تعتبر
في األصل ملكا خاصا للجماعة ،ويخضع تنظيمها لعدة قوانين خاصة ،في حين تعتبر أراضي
الجيش في األصل من أمالك الدولة وللقبيلة حق االنتفاع بها .كما ذهب أحد األساتذة في نفس
التوجه إذ اعتبر أن أراضي الجيش هي ملك خاص للدولة يستفيد األفراد فيها بحق االنتفاع
فقط.
بناء على ما سبق يمكن القول بأن أراضي الجيش هي ملك خاص للدولة تملك فيه هذه
األخيرة حق الرقبة ،أما االنتفاع واالستغالل فهو لقبائل الجيش في شكل انتفاع شخصي غير
قابل للتفويت .وتباشر الدولة رقابتها على هذه العقارات بواسطة مديرية الشؤون القروية التابعة
لوزارة الداخلية.9
7قرار عدد ،3311المؤرخ في ،2007/10/17ملف عدد ، 2006/3/1/2609منشور بمجلة المجلس األعلى عدد ،69 _
الصفحة 35وما يليها.
_ 8قرار صادر عن استئنافية مراكش ،عدد ،719بتاريخ ،2004/11/4ملف رقم ، 2004/7/1330منشور بمجلة الحقوق
المغربية ،التشريعات األساسية في منازعات أراضي الجماعات الساللية ،الطبعة الثانية ،2012الصفحة .273
_ 9ادريس الفاخوري ،مدونة الحقوق العينية على ضوء قانون ،08-39الطبعة األولى ،2012الصفحة .74
8
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
إن أراضي الجيش بناء على ما أصلنا له سابقا تبقى غير قابلة للحجز أو التفويت أو
االكتساب بالتقادم من قبل المنتفعين بها ،في الوقت الذي يبقى للدولة الحق في التصرف في
هذه األراضي بجميع أنواع التصرفات سواء كانت بعوض أو بدونه ،خاصة في ظل غياب
وعدم وجود أي نص قانوني ينضم أراضي الجيش ،وهو األمر الذي أدى إلى تحويل بعضها
إلى ملكيات خاصة والبعض اآلخر إلى أراضي جماعية.
تجدر اإلشارة كذلك أن من بين الخصائص المميزة ألراضي الجيش ،أنها تبقى غير قابلة
للقسمة االستغاللية لتعلقها بالمنفعة التي تنتقل إلى الورثة ،وأن النوع الذي يقبل القسمة من هذه
األراضي هي التي أصبحت ملكية خاصة على الشياع للجماعة التي تقطن بها .لكن ما يعاب
على هذا القرار أنه لم يميز بين أراضي الجيش واألراضي الجماعية ،بحيث أنه إذا كان
باإلمكان أن نتصور األراضي الجماعية في ملكية خاصة للجماعة على الشياع ،فإن ذلك ال
يتصور في أراضي الجيش ألنها تتعلق بالمنفعة فقط دون الرقبة.
من خالل هذه النبذة المتواضعة أعاله سنقسم هذا المطلب إلى فقرتين األحكام التشريعية
المطبقة على أراضي الجيش (الفقرة األولى( والحماية القانونية لهذه األراضي (الفقرة
الثانية).
_ 10دكتور محمد خيري العقار وقضايا التحفيظ العقاري طبعة 2018ص .95
9
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
أمام غياب نص قانوني ينظم هذه األراضي خاصة فيما يتعلق بطرق استغاللها و
تقسيمها ،حيت تبقى خاضعة لألعراف المحلية التي تختلف من منطقة ألخرى فقد أدى ذلك إلى
تحويل بعض هذه األراضي إلى أمالك جماعية ،أو ملكيات خاصة ،مع العلم أن هذه األراضي
وإن كانت تشبه من حيث االستغالل األراضي الجماعية ،و يخضع تنظيمها لعدة قوانين خاصة
بها ،في حين تعتبر أراضي الجيش في األصل من أمالك الدولة ،و للقبيلة حق االنتفاع.11
وهو ما ذهب إليه قرار مجلس األعلى حيث اعتبر أن أراضي الجيش ليست من أمالك
الجماعات ،و من تم فمجلس الوصاية ال يختص باتخاذ أي قرار بشأن استغاللها ،و كل ماله
هو الدفاع عن مصالح الجماعات المتعلقة بها ،و لهذا فإن تصدي مجلس الوصاية للبت في
نزاع شخصين حول استغالل هذه األراضي يعتبر خروجا عن دائرة اختصاصه مما يستوجب
إلغاء القرار المطعون فيه.12
أحيطكم علما أننا لم نعتر على أي نص قانوني ينظم طريقة استغالل و تقسيم هذه
األراضي و مع ذلك ال يزال هذا النوع من األراضي تبث في نزاعاته المجالس النيابية ،و كذا
مجلس الوصاية رغم كون الفصل 16من ظهير 1919ينص بالحرف على ما يلي :ال تجري
_ 11محمد خيري قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي م.س صفحة 7 7 -76
_ 12قرار عدد 136صادر بتاريخ 4ماي 1979منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد )1980 (30صفحة 125
10
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
مقتضيات ظهيرنا الشريف على األراضي المختصة بالجيش و ال على الغابات التي تتصرف
فيها العشائر األصلية على وجه االشتراك بينها ،بل تبقى هذه األراضي غير قابلة للتفويت "إن
المجلس األعلى قد أقفل كل باب للمناقشة حول اختصاص المجالس النيابية للبت في قضايا
أراضي الجيش من خالل القرار الصادر بتاريخ مايو 1979و الذي جاء فيه ما يلي " حيت
أجاب وزير الداخلية بأن األرض تدخل ضمن أراضي الجيش التي ت ستغل كما تستغل األراضي
الجماعية ،بتدبير من مجلس الوصاية بوزارة الداخلية ،وتخضع مثلها للظهائر الستغالل
األراضي الجماعية طالبا رفض مطلب الطاعن .لكن حيت أفادت عناصر الملف خصوصا
رسالة رئيس مصلحة األمالك المخزنية بمراكش المؤرخة في 6يناير 1975إلى عامل إقليم
مراكش أن األرض داخلة في الملك الخاص للدولة ،وهي التي تتصرف فيها ،وحيث لم يثبت
وزير الداخلية ما يدعيه أنها أرض جيش ،غير أنه على فرض صحة ما ادعاه ،فإن مجلس
الوصاية غير مختص بإصدار قرار فيها يخص استغاللها ،حيث إن كل اختصاصه حسب ما
يشير إليه الفصل 16المذكور أعاله هو الدفاع عن مصالح الجماعة المتعلقة بها .لهذا فإن
تصديه للبث في النزاع ا لمثار بين الطرفين هو نزاع غير متعلق قطعا بأرض جماعية ،وال
بمصالح الجماعة يعتبر خروجا عن دائرة اختصاصه ،و بالتالي يستوجب إلغاء مقرره
المطعون فيه" .13
أما فيما يخص طرق استغالل هذه األراضي فيتم حسب نوعية هذه األراضي و طبيعتها،
كاألراضي التي ال تصلح للزراعة ،و منها ما هو مخصص للرعي المشترك ،و منها مخصص
للسكنى و المرافق التابعة لها ،و هذه األراضي غير قابلة للتقسيم ،أما األراضي الصالحة
للزراعة توزع دوريا بين رؤساء العائالت ،و الواقع أن هذه األراضي أصبحت عائقا أمام
التنمية و االستثمار ،ذلك راجع لعدة أسباب منها غباب قانون منظم لها ،و القسمة في األراضي
الزراعية ال تتم بشكل دوري ،ولكن يتم االقتصار على قسمة و احدة تكون نهائية ،كما أن هذه
_ 13عبد الوهاب رافع ،أراضي الجموع بين التنظيم والوصاية الطبعة األولى 1999صفحة 19 -18
11
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
األراضي غير قابة ال للتفويت و ال للحجز ألن القبيلة ليس لها إال حق االنتفاع أما الرقبة فهي
للدولة ،هذا إضافة إلى حرمان النساء من االستفادة من حق استغالل هذه األراضي و المشاركة
في التقسيم.14
كل هذا دفع السلطات إلى اإلسراع نحو تمليك هذه األراضي للقبيلة ،حتى تبقى خاضعة
لظهير 27أبريل 1919حيت صدرت دورية م شتركة لوزارة الداخلية و اإلعالم ،و وزارة
الفالحة و االستمرار الفالحي عدد 646بتاريخ 31يناير 1995تذهب في هذا التوجه.15
غير أن هذه الخطورة وإن كانت محمودة باعتبارها ترمي إلى الحفاظ على حقوق المنتفعين
من خالل تمليك هذه األراضي للقبائل من حقوقها المكتسبة كما هو الشأن في االتفاقية المبرمة
مؤخرا بين وزارة الداخلية ،وصندوق اإليداع والتدبير تحت غطاء المصلحة العامة ،والتي
ترمي إلى تفويت 96هكتار من أراضي قبيلة الالوداية بالرباط إلى صندوق اإليداع والتدبير
بثمن رمزي قدره 25درهم للكيلومتر مربع ،كما تداولت ذلك بعض الوسائل اإلعالمية
المغربية ،مما يجعل أفراد هذه القبيلة وغيرها من القبائل تحت رحمة وزارة الداخلية نظرا
لغياب أي نص قانوني يخول لهذه القبائل الدفاع عن مصالحها ،وحقوقها في هذه األراضي.
كما هو واضح أمامكم أن الوضعية القانونية ألراضي الجيش تتسم بالغموض ،ذلك راجع
إلى أنه ا ال تتوفر على قانون خاص ينظمها ،كما أنها تتداخل أحيانا مع ظهير 27أبريل1919
المتعلق باألراضي الساللية ،والذي استثنى أراضي الجيش من مجال تطبيقه ،إال أنه عاد
بمقتضى التعديل الذي جاء به ظهير 19أكتوبر 1937ليمنح سلطة الوصاية على أراضي
الجماعات الساللية إمكانية الدفاع عن مصالح الجماعات الجيشية ،و هذا هو األساس الذي
تستند إليه وزارة الداخلية ،وذلك لحفظ و صيانة مصالح هذه الجماعات في كل ما يخص تدبير
و تسيير أراضي الجيش .16هذا كل ما يخص األحكام التشريعية المطبقة على أراضي الجيش،
أما فيما يخص حمايتها القانونية سنعرضه بالتفصيل في الفقرة الثانية.
بالنسبة للوصاية فإن الدولة المغربية ورغبة منها بتكريس الطابع االستثنائي لنظام
أراضي الجيش القائم على منح أراضي من أجل استغاللها من طرف أفراد مكلفين بحماية
حدود البالد أو بعض مناطق المغرب دون الحق بالتصرف فيه ،17فإنها قامت بفرض وصاية
عليها من خالل وزارة المالية ،وذلك بمقتضى ظهير 1919المتعلق بتحديد اختصاصات
مديرية المالية الذي نص على أن مصلحة األمالك المخزنية تبقى مسؤولة عن اإلحصاء و
تحديد أراضي الجيش ،هذا باإلضافة إلى وزارة الداخلية التي كانت والزالت تحظى بالدور
الرئيسي في فرض وصايتها على هذه األمالك ،بحيث عهد تسيير شؤون الوصاية إلى مديرية
الشؤون القروية بوزارة الداخلية ،وكذا السلطات اإلقليمية ، 18ويعتبر مجلس الوصاية مؤسسة
تحكيمية وتقريرية تعمل تحت إشراف وزارة الداخلية في جميع النزاعات و الطعون والطلبات
المتعلقة باألمالك الساللية ويتكون مجلس الوصاية من ممثل عن وزير الداخلية رئيسا و ممثل
عن وزير الفالحة عضو و ممثل مديرية الشؤون الداخلية عضوا و نائبين عن الجماعات
الساللية يعينهما وزير الداخلية.
_16التقرير التركيبي حول واقع العقار بالمغرب :المناظرة الوطنية حول واقع السياسة العقارية للدولة ،و دورها في ا لتنمية االقتصادية.
_ 17محمد معترق نظام الجيش بالمغرب مجلة أمالك الدولة ،العدد 2سنة 2013صفحة 136
_ 18وزارة الداخلية ،الجماعات الساللية واألراضي الجماعية مقال منشور بالموقع اإللكتروني www.
terrescollectives.ma/page/or/instituts -gestion-1 cshtnlبتاريخ 2016 /09 / 04
13
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
وخالل سنة 2011تم عرض 518ملف على أنظار المجلس انصبت أغلبها حول
توزيع المدخرات والحصص والقسمة بين الورثة .19و نشير إال أنه و قبل التعديل كما أسلفنا
الذكر في الفقرة أعاله الذي جاء به ظهير 1937كان الظهير المنظم ألراضي الجموع يستثني
بمقتضى الفصل 16سريان المقتضيات المتعلقة به على أراضي الجيش ،20إال أنه بمقتضى
التعديل الذي جاء به ظهير 1937تمت إعادة أراضي الجيش إلى دائرة أراضي الجموع ،حيت
جعل من الجماعات األصلية المتمتعة بحق االنتفاع على هذه األراضي تحت وصاية الدولة
المتمثلة بوزارة الداخلية ذلك العتبار أن الجيش هم في األصل جماعات ساللية تنطبق عليها
نفس المقتضيات الخاصة ،بتدبير و تسيير الممتلكات التابعة للجماعات األصلية 21بحيث نجد
أن الفصل 8من ظهير 1937ينص على أنه ال يمنع الوصي عن الجماعات الساللية من الحفاظ
على أراضي الجيش ،فهذا التعديل أعاد الجذل حول الطبيعة القانونية لهذه األمالك ،فهل هي
خاضعة لوصاية وزارة الداخلية باعتبارها من أراضي الجموع ،أم أنه سيأخذ بالمقتضيات
العامة لظهير 1919و بالتالي اعتبار أراضي الجيش ملك خاص للدولة؟
و عليه فمديرية األمالك هي المسؤولة عن تسيير و تدبير أراضي الجيش ،كما تمت اإلشارة
لذلك أعاله و على سبيل االستئناس ،نذكر بعض األحكام و القرارات القضائية الصادرة في
هذا المجال حيث قضت المحكمة اإلدارية بمراكش ،أنه استنادا لمقتضيات الفقرة الثانية من
الفصل الرابع لظهير 21أبريل 1919المنظم للوصاية اإلدارية على الجماعات ال يمكن الطعن
في مقررات المندوبين الخاصة بتقسيم االنتفاع إال أمام مجلس الوصاية.22
ب اإلضافة إلى القرار الصادر عن محكمة النقض الذي سبق أن تطرقنا إليه في الفقرة
األولى أعاله ،حول النزاع المتعلق بأراضي الجيش ،الذي كان طرفيه وزارة الداخلية التي
_ 19ينص الفصل 16من ظهير 21أبريل 1919ال تجري مقتضيات ظهيرنا الشريف على األراضي المختصة بالجيش وال على الغابات التي
يتصرف فيها العشائر األصلية على وجه االشتراك بينها ،بل تبقى هذه األراضي غير قابلة للتفويت
_ 20وزارة الداخلية ،الجماعات الساللية واألراضي الجماعية ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني www.trres
collectives.ma/page/or/instituts-gestion-1cshtnlبتاريخ 2016 /09 /04
_ 21ح كم صادر عن محكمة النقض أشار إليه محمد معترف نظام الجيش بالمغرب م.س صفحة _138
_22محمد معترف نظام الجيش بالمغرب م.س صفحة 130
14
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
دافعت على أن االختصاص المتعلق بنزاعات أراضي الجيش ،يعود للمجالس النيابية للبت
فيها ،في المقابل دافعت مديرية أمالك الدولة باعتبارها الطرف الثاني في النزاع ،بأن هذه
األراضي تدخل ضمن الملك الخاص ،حيت ذهب القرار على أن مجلس الوصاية غير مختص،
وإن استطاعت وزارة الداخلية أن تثبت بأن هذه األراضي المعينة تدخل ضمن أ راضي الجيش،
حيث أن هذا القرار أخد بتوجه الفصل 16من ظهير 1919والذي يقر بعدم مقتضياته على
أراضي الجيش .وعلى الرغم من التوجه العام ألغلب القرارات واألحكام القضائية المقرة بأن
أراضي الجيش ال تدخل ضمن أراضي الجموع ،وبالتا لي فإنها ال يتم تدبير منازعاتها من
طرف سلطة الوصاية النيابية لوزارة الداخلية ،فإن واقع حال هذا النظام يؤكد عكس ذلك تماما،
بحيث أن وزارة الداخلية هي التي كانت وال زالت صاحبة االختصاص في تدبير نظام أراضي
الجيش ،مما يعمق أكثر فجوة الجدال حول الطبيعة القانونية ألراضي الجيش.
أما بالنسبة لعمليتي تحديد وتحفيظ أراضي الجيش تعتبران من بين آليات لحماية
األمالك العقارية فهما الوسيلتين الوحيدتين لتطهير هذه العقارات و صيانتها ،فإذا كانت
وزارة الداخلية قد حددت و فق إحصائيات رسمية صادرة عنها ،ب أن المساحة اإلجمالية
ألراضي الجيش تقدر بحوالي 300ألف هكتار ،متواجدة بمحيط المدن العاصمية القديمة
كفاس و مكناس و الرباط ،فإن هذا الرقم يبقى جد بعيد عن المساحة اإلجمالية الحقيقية لهذه
األمالك ،و ذلك ناجم باألساس للصعوبات التي تواجهها وزارة الداخلية في تحديد مساحة
هذه األراضي و التي يتم إنجازها وفق مقتضيات الظهير الشريف المؤرخ 12رجب 1432
هجرية الموافق ل 18فبراير 1924المتعلق بسن نظام خاص بتحديد األرضي الجماعية.
وبالتالي فإن هذه الصعوبات المتعلقة بتحديد أراضي الجيش تجسدت على مستوى عملية
تحفيظ هذه األراضي بالسجل العقاري بشكل جد سلبي.23
إن طرق استغالل هذه االراضي يتم حسب نوعية هذه األراضي وطبيعتها،
فاألراضي التي ال تصلح للزراعة فمنها ما هو مخصص للرعي المشترك ،ومنها ما هو
مخصص للسكن والمرافق التابعة لها ،وهذه األراضي غير قابلة للتقييم ،إال أن الستغالل
أراضي الجيش البد من توفر شروط (أوال) تمكن العائالت من فرض سيطرتها عليها ،وذلك
عبر توزيع(تانيا) محدد تحدده الدولة.
أ -االنتماء إلى القبيلة :أن يكون الشخص من أفراد القبيلة المنحدرين أصال منها.
ب -السكن بتراب القبيلة :من شروط االستغالل أن يكون مباشرا لمهامه الفالحية أو الغير
الفالحية بتراب القبيلة ،فإذا غادرها واستوطن في مكان آخر فال يمكنه االستفادة من التقسيم،
نظرا لعدم قدرته على مباشرة االستغالل وهو في مكان بعيد عن األراضي المراد استغاللها،
ويستعيد حقه بعد رجوعه إلى القبيلة ابتداء من السنة الفالحية األولى من تاريخ الرجوع.
ج -الذكورة :يعتبر شرطا من شروط استغالل أراضي الكيش ،حيث يستبعد النساء من
المشاركة في التقسيم أو االستفادة من حق استغالل أراضي الكيش ،وهذا راجع إلى العرف
على اعتبار هذه األرضي مملوكة للقبيلة بأسرها وليس ألفراد تلك القبيلة.24
د -الزواج :يعتبر دليال على وجود عائلة وتحمل المسؤولية وعلى االستقرار في القبيلة،
وهو ما يص طلح عليه في بعض األعراف بالتقسيم على أساس "الكانون" ،ويفضي هذا
الشرط إلى أوضاع غربية في هذه القبائل من حيث ربط رشد الشخص بزواجه أو عدم
زواجه بغض النظر عن سنه.26
_24محمد معترف ،نظام الجيش بالمغرب التأصيل التاريخي والنظام القانون .ص16،
_25محمد مومن ،أراضي الكيش بالمغرب مجلة األمالك ،العدد 2،سنة 2013ص ، 135التأصيل التاريخي والنظام القانون ،ص47
_ 26محمد مومن األنظمة العقارية بالمغرب ،الجزء األول ،مطبعة النجاح الجديد الدار البيضاء الطبعة األولى 2014
17
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
أن مستغل هذه األراضي يصعب عليه الحصول على الوثائق الالزمة قصد المطالبة
باستحقاقه على االستغالل وكذلك معرفة الجهة التي سيعرض عليه نزاعه ،وما يعرض
أطراف النزاع على المحاكم العادية فإن أغلب دعاويهم يكون مصيرها عدم القبول ،ألن
المحكمة تطالبه باألداء بسند التملك والحال أن هذه األراضي هي ملك خاص للدولة وال
يستفيد الشخص فيها سوى حق االنتفاع.29
إ ن هذه األراضي غير قابلة للتفويت طبقا لمقتضيات ضابط بيع األمالك باإليالة الشريفة
المنشور بالجريدة الرسمية رقم 1بتاريخ 1فبراير ،1913الذي يحدد فصله األول األمالك
التي ال يجوز بيعها ،ومن بينها "االراضي التي كان المخزن الشريف في نظره إنزال بعض
الجيوش فيها قصد السكنى واالنتفاع ،وال يسوغ لهم تفويت شيء منها أبدا" ،وكذا طبقا
لظهير 27أبريل 1919المتعلق باألراضي الجماعية كما تم تعديله.
_ 28ادريس الفاخوري ،الحقوق العينية في القانون 39.08مطبعة النشر المعرفة طبعة 2014
18
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
وسعت السلطات المختصة إلى إيجاد تسوية لموضوع أراضي الجيش حيث تم إحداث
لجنة وطنية في بداية الثمانينيات لدراسة الموضوع ،والتي توصلت إلى اقتراح تفويت حق
الرقبة على هذه األراضي لفائدة قبائل الجيش ،ليتحقق فيها ضابط الملكية الجماعية خاضعة
ألحكام ظهير ، 1919/01/27مستندة في ذلك إلى الظهير الشريف رقم 69-1-30بتاريخ
10جمادى األولى 25(1389يوليوز )1969المتعلق باألراضي الجماعية الواقعة في
دوائر الري.
كما في هذا اإلطار صدرت الدورية المشتركة لوزارة الداخلية واإلعالم ووزارة الفالحة
واالستثمار الفالحي عدد 646بتاريخ 30يناير ، 1995تحديد مسطرة العمل لإلسراع
ب تطبيق مقتضيات الظهير ،الذي تضمن إحداث قطع أرضية قابلة لالستثمار ال تقل عن
خمسة هكتارات ،وتبدأ هذه المسطرة بوضع لوائح ذوي الحقوق من طرف مندوبي كل هيئة
نيابة معينة باألمر والمصادقة عليها ونشرها بالجريدة الرسمية.
فهذه العملية اقتصرت فقط على األراضي الفالحية الواقعة في دوائر الري ،وشهدت
نجاحا بالخصوص في دائرة الحوز ،ولم تمتد إلى األراضي الفالحية الواقعة خارج دوائر
الري ا والى األراضي الرعوية أو غيرها من أراضي الجيش.30
19
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
ملكية الدولة الخاصة تفاديا للمصاريف في حالة ثبوت حق المنخرطين في ملكية الدولة
الخاصة تفاد يا للمصاريف في حالة ثبوت حق المنخرطين بقرار وزايري.
ويتم تحديد تاريخ افتتاح أعمال التحديد بالنسبة لكل عقار ،بناء على طلب الجهة المعنية
على أن يكون هذا الطلب متضمنا اسم العقار وموقعه وحدوده وأسماء المجاورين وأراضي
الغير المتداخلة معه حقوق االستعمال أو غير ذلك من الحقوق التي قد يبدو مثقال بها ويترتب
على هذا القرار الوزاري اآلثار التالي.
ب -أنه خالل المدة المذكورة ،ال يمكن تقديم طلب تحفيظ أي أرض داخلة في نطاق
التحديد ،إذا لم يكن من قبل المتعرض على التحديد اإلداري وطبقا لنظام التحديد.
تكوين اللجنة المكلفة بأعمال التحديد :تتكون هذه اللجنة من ممثل عن السلطة اإلدارية
للمراقبة ومن موظف كبير من مصلحة المياه والغابات إذا تعلق األمر بغابات ومن مراقب
من أمالك الدولة في باقي العقارات ،ومن القائد مرفقا بشيوخ قبيلته إن اقتضى األمر ومن
اثنين من العدول.
ج -عمليات اإلشهار واإلعالن :يجب نشر القرار الوزاري وخالصة مطلب التحديد قبل
إجراء التحديد بشهر واحد في الجريدة الرسمية ،واإلعالن عنهما بطريقة التبريح في القرى
واألسواق التابعة للقيادة وكذلك تعليقها في المحكمة ومقر القيادة والمحافظة العقارية ودائرة
المياه والغابات أو إدارة األمالك حسب األحوال.
20
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
- 2عمليات التحديد
تكمن عملية التحديد في المكان واليوم والساعة المحددين في خالصة مطلب التحفيظ،
تنتقل اللجنة إلى بعين المكان وتباشر الوقوف على الحدود وإجراء التحديد واستدعاء وكيل
من له عالقة لكي يحضروا العملية ،وحيث يتم تقديم التعرضات سواء منها ما يتعلق بالحدود
وما يتعلق بحقوق مدعى بشأنها على نفس العقار إلى اللجنة والتي تحرر محضرا بذلك
تودعه إلى سلطة المراقبة اإلدارية مرفقا بتصميم تخطيطي للعقار ،ويتم نشر هذا اإليداع في
الجريدة الرسمية واإلعالن عنه بكافة األساليب الخاصة بذلك.31
- 1التعرضات
تتلقى لجنة التحديد تعرضات يجوز تقديمها إلى سلطة المراقبة اإلدارية خالل ثالثة
شهور وتبدأ من تاريخ نشر وإيداع محضر التحديد في الجريدة الرسمية ويملي أن تقدم هذه
التعرضات كتابيا وشفاهيا إذ تقوم السلطة المختصة بتحرير محضر خاص بها وتعتبر هذه
التعرضات من مالحق محضر التحديد ،بعد انقضاء أجل ثالث شهور ال يمكن تقديم أي
اعتراض.
21
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
كما يجب على كل متعرض أن يقدم مطلبا للتحفيظ باسمه داخل آجل ثالث شهور
أخرى تبدأ بعد نهاية األجل األول إلى محافظة األمالك العقارية مع دفع المصاريف
وبالشكليات المنصوص عليها في نظام التحفيظ العقاري تحت طائلة سقوط حقه ،إال ما تكون
اإلدارة قد اعترت له خالل نفس األجل بتعديل يجري على التحديد السابق.
وأما إذا تقدم داخل األجل بمطلب التحفيظ كما يجب فيصبح النزاع قائما بين محضر
التحديد وبين مطلب التحفيظ ويكزن للمتعرض في هذه المرحلة دور المدعي باالستحقاق.33
وبما أن هذه األخيرة تعطي للمحضر صفة نهائية ال يمكن الطعن فيها لذلك وجب عدم
تصديق المحضر قبل وصول شهادة من محافظ األمالك العقارية تتضمن ما يلي:
لم يقع أي تحفيظ الحق ألي قطعة تقع داخل العقار الذي سوف يصادق على تحديده
أن أي مطلب تحفيظ اعتراضي لم يقدم خالل األجل القانوني.
وبهذا يجرى التصديق على محضر التحديد بمقتضى قرار وزاري غير قابل للطعن
ويحدد هذا األخير مشتمالت العقار ووضعيته القانونية ،وفي حالة عدم تقديم نعرض على
22
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
التحديد اإلداري لعقار من أمالك الدولة فإن إعادة سلوك مسطرة التحفيظ العقاري يبقى عمال
دون جدوى لكون عمليات اإلشهار واإلعالن قد تم استيفاؤها سابقا.34
لمعالجة هذه الصعوبات المطروحة على مستوى التحفيظ العقاري ألراضي الجيش،
فانه قد تم إبرام اتفاقية بين مجلس الوصاية والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية تهدف
باألساس إلى معالجة الملفات المتعلقة بالتحديدات اإلدارية الغير المصادق عليها ،وكذلك
اتخاذ جميع الت دابير الالزمة إلخضاع العقارات المفترض أنها جماعية لمسطرة التحديد
اإلداري أو التحفيظ العقاري.35
_34محمد خيري :حماية الملكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب ،دار النشر ،المعرفة 2001
_35االتفاقية المبرمة بين الوصاية والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،مؤرخة بتاريخ ، 2002 /10 /20منشورة
بالموقع االلكتروني : http://www.terrescollectives.ma/Pages/ar/instituts -gestion-1.cshtmlتاريخ الولوج 2016 /04 /9
23
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
-الكيش المفوت :وذلك بتفويت حق الرقبة إلى الجماعات المعنية وبالتالي تسري عليه
القوانين المنظمة ألراضي الجموع.
- 36عبد القادر القطبي" :وضعية أراضي الجيش بالنسبة ألراضي الجموع "مقال منشور في مجلة المحامي ال عدد ،4 6ص.115 :
24
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
األمالك المخزنية ويبقى حق االنتفاع بيد الجماعات الكيشية التي تمنحه بدورها لفائدة أبناء
الجماعة.37
إن الناظر للوضع المزدوج الذي تعرفه أراضي الكيش يدرك حجم اإلشكاالت المرتبطة
بغياب نص قانوني يؤطرها و ينظمها و غياب حق الملكية الذي يعتبر النظام الضامن
الستقرار الحقوق .مما طرح على السلطة صعوبات في وجه تداول العقار خاصة في غياب
رؤيا اس تراتيجية تشريعية األمر الذي أفضى إلى تنامي ظاهرة العمليات غير المصرح بها
خاصة أنها ممنوعة من التفويت ومع ذلك تتم تفويتات بين أفراد الجماعة و لفائدة أشخاص
أجانب عن القبيلة بدون سند قانوني بالنسبة للعقارات غير المحفظة التي تعرف مشاكل
بالجملة أو العقارات المحفظة و التي يعتبر فيها الرسم العقاري نقطة االنطالق الوحيدة للعقار
من حيث القانون و الواقع ،فهذه العمليات التي أشرنا إليها تتم خارج القانون يجعل عدم وجود
تطابق بين المعطى القانوني و المعطى الواقعي ألن الرسوم في غياب واقعيتها تصبح ناقصة
القيمة وفي األمر خطورة كبيرة خاصة عدم ثبات الحقوق و استقرارها وكثرة المنازعات
بشأنها و التي تجعلها ضعيفة القيمة االئتمانية و عائق من عوائق تحقيق التنمية.
كما أن إبقاء ملكية هذه األراضي للدولة يمنح للقبيلة حق االستعمال و االستغالل و
كنتيجة لذلك أصبح طابع الجمود يلف هذا النوع من العقارات هذه القيود المفروضة قانونا
على التصرف و االستغالل و تحديدا غياب النصوص القانونية المنظمة ألراضي الكيش ،
كما أسلفنا أدى إل ى تحويل بعضها إلى أراضي جماعية و البعض اآلخر إلى ملكية خاصة
أحيانا بسبب و أحيانا بدون سبب مع العلم أن أراضي الكيش تختلف عن األراضي الجماعية،
- 37أحمد الداودي" :ارتباط نظام التحفيظ باألنظمة العقارية" ،مقال منشور بالمجلة المغربية لالقتصاد والقانون المقارن،
أشغال الندوة الوطنية التي نظمها مختبر الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية مراكش يومي 18و 19أبريل
،2008ص.288 :
25
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
فاألراضي الجماعية تعتبر ملكا للجماعات الساللية و تخضع في تنظيمها لعدة قوانين خاصة
بها على وجه الخصوص ظهير 27أبريل .1919أما أراضي الكيش فتعتبر في األصل
ملكا من أمالك الدولة الخاصة وللجماعات حق االنتفاع بها ومع ذلك أصبحت بعض هذه
األراضي مملوكة على وجه الشياع بين أفراد الجماعة التي تقطنها ،كما حدث بالنسبة
ألراضي الكيش بالالوداية بأحواز الرباط حيث سجلت ملكيتهم لها بالمحافظة العقارية بعد
نزاع طويل أمام المحاكم.38
لكن المستفيدين من أراضي الكيش ليس لهم ملكية رقبة األراضي وفقا لما هو عليه األمر
في نظام الملكية العقارية الخاصة مما يؤدي الى انبثاق مجموع المشاكل من بينها عملية
االقتناء والتصرف.
إن وضعية هذه األراضي تطرح إشكاال قانونيا يتعلق بتدرج القوانين ذلك أن أغلبها مسلم
لقبائل الكيش بمقتضى ظهائر سلطانية ال يمكن الطعن في صحتها وال إلغاؤها إال بمقتضى
ظهائر مساوية لها في حين تنشأ إدارة األمالك المخزنية باعتبارها المكلفة بالملك الخاص
للدولة صكوكا عقارية لهذه األراضي باسمها وقد تفوتها بقرارات إدارية عادية و عندما
يعرض المنتفعون نزاعاتهم على القضاء و في إطار دعوى التعويض عن االعتداء المادي
أو رفع اليد فإنهم يواجهون بالصكوك العقارية و يحكم بعدم قبول طلباتهم النعدام الصفة،
مع أن الظهير السلطاني ال يمكن أن تقف أمامه القرارات اإلدارية أو الصكوك العقارية
المقامة في تاريخ الحق على صدوره.
باإلضافة إلى هذه اإلشكاالت السابقة هناك أيضا إشكال اشتراط الذكورة كشرط استقرت
عليها األعراف في مجموعة من القبائل الكيشية لالستفادة من هذه األراضي ،و بالتالي
يستبعد النساء من المشاركة في التقسيم أو االستفادة من حق استغالل أراضي الكيش و ذلك
- 38محمد خيري" :قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغرب" [م.س] ،ص.77 :
26
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
ألن العرف جرى على اعتبار هذه األراضي مملوكة للقبيلة بأسرها وليس ألفراد القبيلة ومن
المبررات المستند عليها أن هذا الشرط يحقق تماسك القبيلة القائم على وحدة الدم و روابط
النسب المشترك ما دام جميع أفرادها من أصل واحد و يتحقق ذلك في الذكر الذي يتبع دائما
أباه في نسبه وقد امتد حرمان المرأة من المشاركة في االستغالل ليشمل حرمانها من إرث
حق استغالل األرض عند تقسيم التركة رغم المبررات المختلفة التي ساقها الذين يتبنون هذا
التمييز من خالل تكريس هذه األعراف ،فهذا العرف يطرح إشكاال في عالقتها مع قواعد
اإلرث الذي يعتبر قواعده من النظام العام وال يجوز االتفاق على خالفها و مخالف للشريعة
اإلسالمية و لمبادئ القانون و العدل واإلنصاف ،إن اإلقصاء و إن استند إلى عرف و باعتبار
الدي لم يعد 39
العرف مصدرا من مصادر التشريع ف إنه ال يعمل به إذا خالف قاعدة شرعية
ممكنا اليوم أكثر من أي وقت مضى ألنه مخالف للشرع و مخالف لمقتضيات الفصل 19
من الدستور 40الجديد الذي يكرس مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق و الحريات
المدنية و السياسية و االقتصادية و االجتماعية و البيئية باعتبار الدستور يسمو على القوانين
و األعراف كقانون أسمى يوجد على رأس الهرم في إطار هرمية القوانين و تدرجها .
والجدير بالذكر أن األراضي التي تم تحويلها إلى أراضي جماعية في إطار ميثاق
االستثمارات الفالحية ل 25يوليوز 1969تعرف نفس اإلشكاالت التي تعرفها أراضي
الجموع بحيث كان الهدف تكوين حيازات عقارية مجدية قابلة لالستغالل ال تقل عن 5
هكتارات وأقل تشتتا وذلك بإصدار مجموعة من القوانين التي تهدف إلى الحد من تفتيت هذه
األراضي لكن الجزيء الفعلي لهذه األراضي أفرغ هذه اإلجراءات من محتواها.
بما أنه ال يوجد إطار قانوني ينظم أراضي الكيش فإن النزاعات المرتبطة بها ال تستقر
على حال فرغم وضوح الفصل 16من ظهير 27أبريل 1919الوحيد الذي خص به
المشرع أراضي الكيش.
هذا الفصل وإن تضمنت فقرته األولى على أن مقتضياته ال تسري على أراضي الكيش
جاءت فقرته الثانية واألخيرة لتضيف بأن ذلك ال يمنع المكلف على الجماعات من القيام
بماله من التفويضات بالدفاع عن مصالح الجماعات فيجري سياق هذا الفصل على" :ال
تجري مقتضيات ظهيرنا على األراضي المختصة بالكيش وال على الغابات التي تتصرف
العشائر األصلية على وجه االشتراك بينها بل تبقى هذه األراضي قابلة للتفويت.
ال تمنع المقتضيات السابقة المكلف بالوالية على الجماعات من القيام بماله من
التفويضات للمدافعة عن مصالح تلك الجماعة" .
فظاهر الفصل يوحي بأن األمر ال يشوبه أي غموض ،وبالتالي فإن سلطة الوصاية وقبلها
المجلس النيابي ال دور لهما على أراضي الكيش وال يمكن تصور اختصاص أي منها للبث
في النزاعات التي تثار بين مستغلي هذه األراضي إال في حالة واحدة وهي المتعلقة بالمس
بمصالح الجماعة.
غير أن ما جرى به العمل وما زال معموال به لحد اآلن هو أن جميع النزاعات وكيفما
كان نوعها يقع البث فيها من طرف السيد القائد بمحضر النواب وترفع االستئنافات التي تقع
على األحكام إلى مجلس الوصاية.
ونقطة التحول في هذا المسار جاءت بعد إصدار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا)
المسمى بقرار العيساوي والذي ذهب إلى أن مجلس الوصاية غير مختص بإصدار قرار
فيما يخص استغالل أراضي الكيش وكل اختصاص بشأنه حسب الفصل 16هو الدفاع عن
مصالح الجماعة المتعلقة بها.
28
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
وقد يظهر للبعض أن هذا القرار حسم اإلشكال فيما يخص وضعية األراضي والجهة
المختصة للبث فيها غير أن العكس هو الصحيح فهذا القرار رغم كونه طيق الفصل 16
تطبيقا سليما غير أن القياد ال زالوا يبثون في النزاعات كيفما كانت طبيعتها سواء همت
نزاعات بين األفراد أو طالت عالقات هؤالء بالجماعات.
فضال عن هذه اإلشكاالت المتعلقة بال منازعات القضائية فإن المتتبع لهذه األخيرة يخرج
بخالصة وحيدة ،وهي أن المستغل الذي يجد نفسه مضطرا للجوء إلى القضاء قصد المطالبة
باستحقاقه عن االستغالل يصعب عليه الحصول على الوثائق المثبتة لهذا الحق وكذلك معرفة
الجهة التي سيعرض عليها نزاعه.
ونظرا لكون أراضي الكيش ل يست بعيدة عن المجال الحضري بل على العكس من ذلك
مما يجعلها تقف عائقا في وجه التعمير 41
فأغلب مدن المغرب محاطة بهذه األراضي
المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية( ،تصميم التهيئة تصميم التحفيظ) إال أن الوضعية
المعتمدة للمنظومة العقارية تطرح أكثر من إشكال أمام المخططين الذين يصطدمان
بالعراقيل و المشاكل التي تطرحها بعض األنماط من الملكية العقارية ،42فأراضي الكيش
خاصة التي تقع وسط الجماعات العمرانية أو بالمناطق الحضرية و التي تعتبر المجال
األنسب التوسيع المدينة تطرح صعوبات قانونية و عملية فالصعوبات القانونية تتجلى في
خضوعها لألنظمة و األعراف المحلية ،أما الصعوبات العملية فهي صعوبة التوفيق بين
مطالب الجماعات الكيشية و متطلبات التخطيط المحكم ،خاصة أن أراضي الكيش تفتقد إلى
قانون ينظم ويضبط عالقتها بالجماعات التي تقيم عليها من حيث التسيير و التصرف فيها،
و عموما في مجملها تثير إشكاالت شبيهة بتلك التي تطرحها األراضي الجماعية 43خاصة
_ 41عبد القادر قطيبة ،مرجع سابق ،ص 116 :وما بعدها.
_ 42أحمد الهرجين" :التعمير والتنمية المستدامة ،العقار كأس للتخطيط وانعكاساته على التنمية “ ،مرجع سابق ،ص146 :
و.147
._ 43المرجع نفسه ،ص 147 :و.148
29
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
فيما يتعلق باقتنائها ،مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تنامي ظاهرة السكن العشوائي و
المضاربات العقارية غير المشروعية التي ترمي إلى فرض سياسة األمر الواقع.
فمع صالبة هذا النوع من األنظمة العقارية في وجه التعمير ومتطلباته ،لذا أصبحنا نشاهد
سياسة رسمية للتعمير ،يقابلها تعمير إرادي ،يفرض نفسه على المخططين في غياب احترام
للقانون والمراقبة الفعالة.
وخالص القول إن أراضي الكيش ما زالت تعاني من غياب نص قانوني خاص به
ينظم حق الملكية واالستغالل الشيء الذي يجعل مساحته تتراجع يوما بعد آخر ،وما يدعم
هذا الطرح فبعد أن كانت تمثل قبل الحماية 769ألف هكتار لتتقلص تدريجيا إلى أن بلغت
240ألف هكتار ،ويعزى ذلك إلى االستيالء عليها 44من طرف المعمرين والتمليك من
طرف المغاربة ذوي النفوذ ،وألسباب أخرى حسب كل حالة على حدي ،األمر الذي يجعلنا
نتساءل حول الجهات المختصة في النظر في المنازعات المرتبطة بنظام أراضي الكيش.
_ 44أحمد الداودي" :محاضرات في القانون الفالحي" ،ألقيت على طلبة الفوج الثاني ،ماستر
العقار والتعمير سنة .2013-2012
_ 45عبد الكريم الطالب :الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،طبعة أبريل 2009ص .152
30
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
انعقاد االختصاص للبث في القضايا المتعلقة بنزاع بشأن أراضي الجيش ،خاصة أمام عدم
وجود نصوص قانونية تسند االختصاص الى جهة معينة .ليظل الفصل 16من ظهير 1919
الذي جاء على ذكر أراضي الجيش حيث جاء فيه" ال تجري مقتضيات ظهيرنا هذا على
االراضي المختصة بالجيش وال على الغابات التي تتصف العشائر االصلية على وجه
االشتراك بينها ،بل تبقى هذه األراضي قابلة للتفويت .ال تمنع المقتضيات السابقة المكلف
بالوالية على الجماعات من القيام بماله من التفويضات للمدافعة عن مصالح تلك الجماعة".
هذا الفصل وإن تضمنت فقرته األولى عدم سريان مقتضياته على نظام اراضي الجيش لتأتي
الفقرة الثانية منه لتضيف امكانية المدافع عن مصالح تلك الجماعات ،وبالتالي فلما تعلق
االمر بنزاع بين األفراد المنتفعين فإن االختصاص ينعقد للقضاء العادي ،وال يخضع لسلطة
الوصاية على األراضي الجماعية بصريح الفصل 19من ظهير ،461919حيث ينعقد
االختصاص فيه الى القضاء العادي ،كم ا استقر على ذلك العمل القضائي وانعقاد
االختصاص لهذه المحاكم ب النظر في النزاعات الناشئة بين المنتفعين للقضاء العادي ،راجع
لكون هذا االخير صاحب الوالية العامة ،طالما ال يوجد اي نص قانوني يسند االختصاص
الى جهة قضائية أو إدارية أخرى.
اما إذا كان النزاع في مواجهة سلطة الوصاية او إدارة األمالك المخزنية فإن االختصاص
ينعقد لالختصاص االداري .لنستخلص من هذه النصوص وجود توزيع االختصاص بين
هيئتين مختلفتين األولى هي مصلحة األمالك المخزنية التي تتولى تدبير شؤون اراضي
الجيش وهي وصاية على العقار بينما تنصب سلطة الوصاية الثانية على األراضي الجماعية
التي تتولى الدفاع عن مصالح قبائل الجيش وهي وصاية عن القبيلة وذلك راجع اساسا للطابع
الخاص لهذه األراضي المتمثل في كونها ملك للدولة وهوما يبرر تدخل مديرية األمالك
_46قرار المجلس األعلى رقم 136صادرة بتاريخ رابع مايو 1979ملف إداري رقم 451913مشار إليه بمجلة األمالك
ال عدد.2010. 8
31
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
المخزنية وكذا طبيعة االستغالل الجماعي الذي يبرر تد خل وزارة الداخلية غير أن هناك
توجهات قضائية 47تعتبر أن أراضي الكيش كما سبقت اإلشارة الى ذلك ،هي أراضي حتمتها
ظروف الحرب ذلك أن المخزن سلمها الى االفراد قصد استغاللها مقابل خدمتهم داخل
الجيش السلطاني ،و هذه االراضي ملك خاص للدولة يستفيد األفراد فيها بحق االنتفاع أو
االستغالل الشخصي ويورث هذا الحق إال أنه ال يمكن تفويته و ال قسمته قسمة بتية وال
الحجز عليه ،وال يسري عليه نظام التقادم ...و في هذا الصدد كرست المحكمة االبتدائية
بمراكش نفس ما ذهب إليه المجلس االعلى من خالل اعتبار ان النزاعات المتعلقة بأراضي
الجماعا ت هي التي يختص مجلس الوصاية بالنظر في النزاعات المتعلقة بها ،أما بالنسبة
ألراضي الكيش فان االجتهادات القضائية والعمل القضائي استقر على اختصاص القضاء
العادي للبث في النزاعات المتعلقة بها.48
بقراءة متأنية لهذه القرارات يتضح جليا بأن موقف القضاء من االختصاص في
القضايا او المنازعات المتعلقة بهذه األراضي ،نجده يكرس قاعدة واحدة مفادها؛ أن
االختصاص في هذه القضايا يعود للقضاء العادي وذلك من خالل مجموعة من األحكام
الصادرة عن محاكم الموضوع وكذلك القرارات الصادرة عن محكمة النقض .ورغم صدور
هذه القرارات إال أن المالحظ أن سلطات الوصاية مازالت تبث في هذه النزاعات كيفما كانت
طبيعتها سواء همت منازعات بين األفراد أو طالت عالقة هؤالء بالجماعات.
_ 47يرجع إلى القضاء العادي ،وال يخضع لسلطة الوصاية على األراضي الجماعي.
_ 48حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمراكش بتاريخ 2008 /02/11ماف عدد 2006/09/ 914منشور بمجلة األمالك
العدد 8سنة 2010
32
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
-الدورية الوزارية بتاريخ فاتح نونبر 1912التي تحت على أن أراضي الكيش غير قابلة
للتفويت ،وبعد ذلك ظهير 7يوليوز 1914نص على أن أراضي الكيش غير قابلة للتفويت،
كما أن دورية 19فبراير 1944أكدت على عدم قابلية هذه األراضي للتفويت ،وهذه
المقتضيات كلها كانت تهدف إلى حماية هذه األراضي من الترامي والتفويت للغير ،لكن في
غياب طرح بديل من أجل تسهيل اقتنائها وتسخيرها في مشاريع استثمارية تجعل هذه
المقتضيات قاص رة نظرا لورودها بشكل عام من غير تفصيل.
أما بخصوص التحديد اإلداري ،بما أن حق الرقبة في أراضي الكيش يعود للدولة فإن
تحديدها يمكن أن يتم وفق مقتضيات ظهيرة يناير 1916الذي ينظم التحديد الخاص ألراضي
الدولة ،ومن شأن هذا التحديد أن يمنح لها القوة الحمائية وضمان حق االستغالل لفائدة
المستغلين و حق الرقبة لفائدة الدولة ،ولعل أهم إجراء متخذ في سبيل ضبط الوضعية
العقارية األراضي الكيش هو تحديدها ،لذلك فإن جل األراضي تم تحديدها مباشرة بعد
صدور 3يناير 1916ولم تبقى سوى تلك التي عرفت تعرضا من طرف القبائل المستغلة
مدعية أنها تملك هذه األراضي ملكا خاصا ،أما عملية التحفيظ رغم مجانيتها فإن جل أراضي
الكيش غير المفوت لم يتم تحويل تحديد أنها اإلدارية إلى رسوم عقارية وذلك إما لعدم رغبة
الجماعات المستغلة و إما لعدم جدوى هذه العملية بالنسبة للدولة لكون هذه األراضي تستغل
من طرف القبائل ،و بالتالي فإن الدولة ال تستفيد منها مباشرة .
33
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
فكما سبقت اإلشارة إلى أن أراضي الكيش تكون للدولة ملكية األصل أو الرقبة على
الدوام ،في حين تتمتع القبيلة المعنية في الكيش باالنتفاع ،وثمة تصور إلى انتقال أراضي
الكيش في بداية األمر إلى الخضوع لنظام األراضي الجماعية الساللية ثم تقوم الدولة في
نطاق هذه الفرضية بالتخلي دون عوض عن ملكية الرقبة لصالح الجماعة المعنية وقد تم
تطبيق هذا المشروع على ما مقدار 34ألف هكتار بمنطقة الحوز في انتظار خضوع هذه
المساحة الكيشية إلى التحول إلى التمليك و هي بحوالي 240ألف هكتار و كذا إجراء التحديد
اإلداري في اسم الجماعات الساللية المستغلة بما يقدر 18629هكتار ،وكذا إجراء التحديد
اإلداري في اسم الجماعات المعنية لمساحة 8000هكتار آخر.49
-التسوية القانونية لألراضي ذات الصفة الجماعية ،فتبعا لمقتضيات الظهير الشريف
رقم 59-30بتاريخ 25يوليوز 1969المتعلق باألراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر
الري و اعتبار لحجم المساحات الزراعية ألراضي الكيش بدائرة النفيس ،رفع المكتب
الجهوي لالستثمار الفالحي بالحوز هذا الموضوع للدوائر الحكومية العليا سنة 1978
بفرض إيجاد تسوية لهذه األراضي ترتب عنه إحداث لجنة وطنية في بداية الثمانينات لدراسة
الموضوع ،و الذي توصلت فيه إلى تفويت حق الرقبة على أراضي الكيش لصالح الجماعات
- 49محمد بن أحمد بونبات" :الحقوق على العقارات “ ،المطبعة والوراقة الوطنية مراكش ،الطبعة األولى سنة ،2008
ص.22 :
34
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
الساللية لتصبح هذه األراضي تحت طائلة القانون المنظم لألراضي الجماعية بدوائر الري،
وفي هذا اإلطار صدرت الدورية المشتركة لوزارة الداخلية و اإلعالم ووزارة الفالحة
واالستثمار الفالحي لإلسراع بتطبيق مقتضيات الظهير رقم 1-69-30حيث نصت الدورية
على مجموعة من المقتضيات التي تهدف باألساس إلى إعطاء المستغلين لألراضي الجماعية
الفالحية الواقعة بدائرة الري ،االستقرار الضروري الذي يمكن من تحقيق استثمار عصري،
ولهذا الغرض وضع هذا القانون مسطرة ترمي إلى إحداث قطع أرضية قابلة لالستثمار ال
تقل عن 5هكتارات ،وتبدأ المسطرة بوضع لوائح ذوي الحقوق من طرف مندوبي كل هيئة
نيابية معني ة باألمر و المصادقة عليها ونشرها بالجريدة الرسمية ،و أخيرا القيام بتجزئة
األراضي الجماعية من طرف المصالح التقنية لوزارة الفالحة واالستثمار الفالحي بخلق
وحدات فالحية قابلة لالستغالل و ذلك بناء على قرار وزاري مشترك.
وقد أعطت هذه الدورية المشتركة دعما كبيرا لعملية التسوية ،وانكبت اللجن
اإلقليمية على عملها الذي تقدم بصفة جيدة خصوصا بمنطقة المكتب الجهوي للحوز.
إال أن بعض العمليات تميزت بالبطء الشديد خصوصا في تسجيل لوائح ذوي
الحقوق مما دفع بالدوائر الحكومية إال إصدار دورية مشتركة عدد 47بتاريخ 5أبريل
2002جاءت بشكل مفصل لتسهيل عمل اللجن النيابية في وضع لوائح ذوي الحقوق بتحديد
مسطرة واضحة المعالم مع المدة الزمنية الخاصة بكل عملية ،كما حددت رئاسة اللجن
اإلقليمية ،وحددت االجتماعات الدورية للجنة المركزية كل 3أشهر ،إال أن كل هذا المجهود
يبقى قاصرا ما دامت أغلب العقارات الجماعية خارجة عن دائرة التحفيظ.50
_ 50عبد اللطيف الفحلين" :العقار بمنطقة الحوز وإشكالية االستثمار " مقال منشور في كتاب العقار واالستثمار ،نشر مركز الدراسات القانونية
المدنية والعقارية ،المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش ،الطبعة األولى ،2005ص 61 :وما بعدها .
35
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
_ 51محمد بن أحمد بونبات" :الحقوق على العقارات ،مرجع سابق ،ص.7 :
_ 51أحمد المريني" :الهياكل العقارية الفالحية بالمغرب" مقال منشور بكتاب العقار واالستثمار ،مرجع سابق ،ص.47 :
36
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
األجنب ي النافع و أيضا لتوفير احتياطات عقارية مهمة باستيعاب النمو الديمغرافي و العمراني
خاصة أن بعضها يكتسي أهمية بالغة بسبب وجودها بضواحي المدن و البعض منها داخل
المدار الحضري بحيث أصبحت قبلة لتوسع هذه المدن لذلك فينبغي بلورة سياسة جديدة
لألراضي الكيش عبر التحديد الدقيق لذوي الحقوق و التفكير في تعويضهم بأراضي أخرى
خارج المدار الحضري عبر صيغة توفيقية تجعل هذه األراضي قابلة لالستثمار .
و اعتبارا لألهمية القصوى لعملية التمليك على مستوى تحصين حق الملكية و االستغالل
بهذه األراضي وتأثير ذلك إيجابا على تعبئة الثروة العقا رية في المسيرة التنموية ،فإنه يقترح
مواصلة هذه العملية و تمديدها إلى األراضي الزراعية الواقعة خارج دوائر الرعي ،أما
األراضي الرعوية فيقترح إيجاد صيغ عصرية لالستغالل بصفة جماعية و حتى يتم اإلسراع
بإنجاز هذه العملية فإن التمليك ينبغي أن يكون متشاورا بشأنه في مبدئه كما في طرقه و
مساطره ويلزم األمر أيضا تحسين المعطيات و اإلحصائيات المتعلقة بهذه األراضي و
تصفية وضعيتها بواسطة التحف يظ و التحديد ألن التحفيظ يعطي وضعية قانونية واضحة و
مستقرة للعقار سواء من حيث وضعه المادي أو القانوني و ضرورة تبيين الرسوم العقارية
من أجل جعلها مطابقة للواقع مع تحديد لوائح ذوي الحقوق بشكل نهائي و مراعاة حقوق
المرأة و تهيئ الظروف و الشروط الالزمة إلنجاح عملية التملك لفائدة ذوي الحقوق خاصة
الظروف المادة و الفنية واألمنية ،بل أكثر من ذلك يجب وضع خريطة ودليل خاص لهذه
األراضي من حيث مساحتها و إمكاناتها اإلنتاجية و تحديد األغراض و االستثمارات التي
تصلح لها من فالحة و صناعة و مشاريع سياحية وسكن ،إن هذه االقتراحات لن تعطي أكلها
إذا ظلت منحصرة في حيزها النظري مالم يوكبها تنزيل و تفعيل على أرض الواقع و ذلك
من أجل بلوغ الهدف المشترك و هو اإللغاء التدريجي لتعدد األنظمة العقارية ليصبح نظاما
واحدا وهو نظام الملك الخاص باعتباره أكثر طمأنة واألكثر منحا للضمانات و جلب
لالستثمارات.
37
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
وفي األخير وكما جاء في الميثاق الوطني إلعداد التراب الوطني فإن الوقت قد حان
من أجل انتهاج سياسة عقارية تنطلق من مبدأ أن األرض ثروة وطنية ذات وظيفة اقتصادية
واجتماعية ،لذا يتعين التعامل معها من منظور المنفعة العامة ،مما يعني العمل على إزاحة
العوائق التي تقيمه ا الهياكل العقارية في وجه االستثمار.
38
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
خاتمة:
في الحقيقة يصعب ختم هذا الموضوع دون التذكير بخطورة عدم تنظيم أراضي الجيش
من طرف المشرع ،بالرغم من أهميته بين باقي األنظمة العقارية ،وهذه الخطورة كفيلة
لوحدها بالبحث والتأمل في مجموعة من االجتهادات القضائية وبعض النصوص القانونية
المنظمة لألمالك المشابهة ،الستجالء المشاكل الناتجة عن هذا النظام والعمل على تجاوزها.
خالصة القول إن تعدد األنظمة العقارية بالمغرب عموما يثير العديد من اإلشكاالت
القانونية والواقعية التي تستدعي معالجة آنية ،من خالل تهييئ استراتيجية مثالية للقضاء
على المشاكل التي تحول دون تسوية الوعاء العقاري ،وبعبارة أوضح ينبغي اتباع
مسلك تدريجي للقضاء على تعدد األنظمة العقارية لجعلها نظام واحد ،تحقيقا لألمن والعدالة
العقاريين.
كما يتضح أن أراضي الجيش اقتصرت في خضوعها وتتبعها بواسطة أعراف وتقاليد
تكاد تختلف باختالف الجماعة أو القبيلة التي تنتمي إليها ،ترتبت عن ذلك نتائج سلبية تنصب
في األساس على المجال السوسيوإقتصادي ،حيث تشكل عائقا لعجلة االستثمار في بالدنا،
لكل هذا وذاك البد من نهج تصور واضح ومشخص لنظام أراضي الجيش في النطاقين
الفالحي والحضاري.
وفيما توصلنا اليه من خالل دراسة هذا الموضوع أن المستغل الذي يجد نفسه مضطرا
للجوء إلى القضاء قصد المطالبة باستحقاقه لحق االستغالل ،يصعب عليه الحصول
على الوثائق المثبتة لهذا الحق وكذلك معرفة الجهة التي سيعرض عليها نزاعه،
وبالتالي كيف يعقل أن يتصرف الشخص في عقار لسنوات إرثا من أجداده ويصبح
بين عشية وضحاها مرمي به في الشارع بدعوى انه محتل بدون سند؟
39
ماستر التوثيق والمنازعات العقارية نظام أراضي الجيش
الئحة المراجع
-1الكتب:
-2العمل القضائي:
قرار عدد ، 3311المؤرخ يف ، 2007/10/17ملف عدد محبوب ،أساسيات يف أحكام ي محمد
، 2006/3/1/2609منشور بمجلة المجلس األعىل عدد الشهر العقاري والحقوق العينية العقارية
، 69الصفحة 35وما يليها.
المغرب ،مطبعة ر
التشي ع يف ضوء
قرار صادر عن استئنافية مراكش ،عدد ، 719بتاري خ ي
، 2004/11/4ملف رقم ، 2004/7/1330منشور بمجلة المعارف الجديدة الطبعة األوىل 2017
ر
اض
الحقوق المغربية ،التشيعات األساسية يف منازعات أر ي
الجماعات الساللية ،الطبعة الثانية ، 2012الصفحة اضعبد الوهاب رافع ،منافع الجيش وأر ي
.273 الجماعات الساللية ،األنظمة العقارية يف
قرار عدد 3311المؤرخ يف 2007|10|17يف الملف عدد الت نظمها مرك ز
المغرب ،أعمال الندوة الوطنية ي
2006|3|1|2609منشور بمجلة قضاء المجلس األعىل الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية
العدد 69صفحة 35وما يليها.
يومالقاض عياض بم راكش ي
ي الحقوق .جامعة
قرار عدد 136صادر بتاري خ 4ماي 1979منشور بمجلة
قضاء المجلس األعىل عدد ) 1980( 30صفحة 125حكم 5و 6أبريل 2002
معتف نظام صادر عن محكمة النقض أشار إليه محمد ر
شعي ،الممتلكات العقارية
ر عبد الواحد
الجيش بالمغرب م.س صفحة .138
للجماعات المحلية بالمغرب ،مطبعة فضالة
قرار المجلس األعىل رقم 136صادرة بتاري خ رابع مايو
1979ملف إداري رقم 451913مشار إليه بمجلة األمالك المحمدية ،بدون طبعة ،ص249
ال عدد.2010. 8
حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمراكش بتاري خ الهادي مقداد ،السياسة العقارية يف ميدان
2008 /02/11ماف عدد 2006/09/ 914منشور بمجلة التعمي والسكنى الطبعة االوىل لسنة ،2000
ر
األمالك العدد 8سنة .2010 مطبعة النجاح الدار البيضاء ،ص.86
الفهرس