Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 41

‫‪F aculté d es sciences ju ridique Economiques et‬‬

‫‪Sociales Ain sebaâ‬‬

‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬


‫الفوج الرابع‬
‫وحدة‪ :‬القوانين العقارية الخاصة‬
‫موضوع‪:‬‬ ‫عرض في‬

‫نننن‬ ‫مننننج ز‬
‫الطلبة‪:‬‬

‫نجيب الربايعي‬ ‫‪‬‬


‫صالح الدين القهوي‬ ‫‪‬‬
‫المهدي قرافي‬ ‫‪‬‬
‫أحمد قائد الرحاء‬ ‫‪‬‬
‫‪2020-2021‬‬ ‫سفيان مول الخيل‬ ‫‪‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫﷽‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ أ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ورثها من‬ ‫إِن ٱۡلۡرض ِّلِلِ ي ِ‬
‫َ أ َ َٰ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ َ ُٓ‬
‫يشاء مِن ِعبادِهِۖۦ وٱلع ِقبة‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُأ‬
‫ل ِلمت ِقني ‪١٢٨‬‬

‫‪2‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫تقديم‪:‬‬
‫يرتبط االنسان بالعقار ارتباطا وثيقا منذ والدته‪ ،‬فهو مورد رزقه ومحل سكناه‪ ،‬وخاصة أن العقار يشكل‬
‫اليوم المحرك األساسي لتحقيق التنمية المستدامة في شتى تجلياتها‪ ،‬باعتباره األرضية األساسية إلقامة‬
‫المشروعات المنتجة‪ ،‬و تنبني عليها السياسات العمومية للدولة في مختلف المجاالت‪ ،‬باإلضافة الى اعتباره‬
‫أداة لتحقيق االستقرار والسلم االجتماعيين ‪.1‬‬

‫إال أن مساهمة العقار في التنمية غالبا ما تصطدم بإكراهات عدة خاصة بالنسبة للمغرب الذي يعرف‬
‫نظاما عقاريا مزدوجا في طبيعته حيث نجد أن هناك عقارات غير محفظة وعقارات محفظة‪ ،‬وداخل هذا ن‬
‫النظامين توجد أنواع وهياكل متعددة حيث نجد أن هناك أمالك الدولة العامة والخاصة وأراضي األوقاف‬
‫وأمالك الجماعات الساللية ثم أراضي الجيش‪ ...‬وهذا الهيكل األخير مناط دراستنا في هذا العرض وهو‬
‫عبارة عن أراضي فالحية أو قابلة للفالحة‪ ،‬أو مراعي تستغل على وجه الشياع‪ ،‬من طرف بعض القبائل ‪.‬‬

‫وفيما يخص الكرونولوجية التاريخية لألراضي الجيش نجد أنها نظام حديث العهد ولم يظهر بالمغرب‬
‫حتى أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬وكانت في األصل أراضي سلطانية قبل أن تتحول إلى أمالك مخزنيه‪،‬‬
‫أي أراضي تابعة للملك الخاص للدولة سلمها السلطان لفائدة رجال الجيش قصد استغاللها واالنتفاع بها‬
‫مقابل الخدمات العسكرية التي يؤدونها للسالطين‪ ،‬رغم محاولة المستعمر الفرنسي تحديث ترسانته‬
‫القانونية لبسط سيطرته على خيرات هذا البالد مع بداية القرن الماضي إال انه لم تفقد األعراف والتقاليد‬
‫مكانتها ودورها في تدبير هذا النوع من األراضي؛ ذلك بسبب يعود إلى تمسك القبائل بها‪.‬‬

‫تكمن أهمية هذا الموضوع في أنه يحظى بقيمة علمية وقانونية وتاريخية كبيرة‪ ،‬بحيث أنه يسلط الضوء‬
‫على هيكل من أبرز الهياكل العقارية المتواجدة بالمغرب‪ ،‬لكونه نتج عن ظرو ف سياسية وعسكرية خاصة‬
‫رافقته منذ ظهوره إلى غاية وقتنا الحالي‪ ،‬وهو ما سنتناوله بنوع من التحليل والمناقشة في صميم هذا‬
‫العرض المتواضع‪ .‬إضافة إلى أن دراسة نظام أراضي الجيش ستؤدي الى معرفة اإلشكاليات التي تثيرها‬

‫‪_1‬محمد محبوبي‪ " ،‬أساسيات في أحكام الشهر العقاري والحقوق العينية العقارية في ضوء التشريع المغربي "‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الطبعة‬
‫األولى ‪ 2017‬ص ‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫والمعيقات التي تعرفها‪ ،‬سواء القانونية أو التقنية خصوصا أنه ال يوجد هناك نصا تشريعيا لتنظيم هذه‬
‫األراضي وإنما كانت والزالت تخضع ألعراف وتقاليد كل قبيلة على حدة‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق يمكن طرح االشكال التالي‪ :‬هل ترجع ملكية أراضي الجيش للدولة ام للقبائل المستغلة‬
‫لها؟‬

‫تتفرع على اإلشكالية أعاله جملة من التساؤالت من بينها‪:‬‬

‫ماهي الظروف التي كانت وراء اخراج هذا الهيكل العقاري الى حيز الوجود؟‬

‫كيف استطاع المشرع المغربي حماية وتنظيم أراضي الجيش؟‬

‫ماهي المشاكل والمعيقات الناتجة عن أراضي الجيش؟‬

‫ما هي خصوصيات أراضي الجيش؟‬

‫لمعالجة االشكال المطروح والتساؤالت الفرعية وفق ما تتطلب المنهجية القانونية سوف نحاول االعتماد‬
‫على عدة مناهج من قبيل؛ المنهج اال ستنباطي وذلك بمناقشة الموضوع بشكل تصاعدي من العام الى‬
‫الخاص‪ ،‬ثم استعمال المنهج التاريخي وذلك بدراسة التأصيل التاريخي ألراضي الجيش وتطورها كما قد‬
‫تتخلل هذين المنهجين‪ ،‬مناهج أخرى من منهج التحليلي تارة والوصفي تارة أخرى‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فتحليل الموضوع يتطلب منا اعتماد التصميم اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام ألراضي الجيش‬ ‫֍‬


‫المبحث الثاني‪ :‬الوضعية القانونية ألراضي الجيش‬ ‫֍‬

‫‪4‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام ألراضي الجيش‪.‬‬

‫إ ن أراضي الجيش تعتبر من بين األنظمة العقا رية التي يعرفها النظام المغربي‪ ،‬وال يمكن‬
‫الحديث عنها دون تعريفها وتمييزها عن بعض األنظمة المشابهة لها (المطلب األول)‪ ،‬دون‬
‫إغفال الجهة الوصية عليها التي تقوم بحمايتها قانونا (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم أراضي الجيش‪.‬‬

‫إن وضعية أراضي الجيش بمقارنتها مع باقي األنظمة العقارية الموجودة بالمغرب‬
‫تعتبر وضعية استثنائية‪ ،‬ألن أراضي الجيش غير مقننة‪ ،‬كما ان األبحاث بشأنها نادرة وال‬
‫تكاد تعثر إال على بعض اإلشارات هنا وهناك حين الحديث عن الطبيعة القانونية للنظام‬
‫العقاري المغربي‪ ،‬مما دفعنا إلى تقسيم هذا المطلب إلى فقرتين‪ ،‬في الفقرة األولى سنقوم‬
‫بتعريف أراضي الجيش وتمييزها عن بعض األنظمة المشابهة‪ ،‬وفي الفقرة الثانية سنتحدث‬
‫عن طبيعة أراضي الجيش‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف أراضي الجيش وتمييزها عن األنظمة المشابهة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف أراضي الجيش‪.‬‬

‫تعرف أراضي الجيش بتلك األراضي التي تم تسليمها منذ عهد بعيد إلى بعض المجموعات‬
‫القبلية قصد استغاللها والتصرف فيها ‪ ،‬مقابل خدماتها العسكرية في الجيش السلطاني على أن‬
‫تتمتع الجماعات القبلية بحق االنتفاع على هذه األراضي في حين تحتفظ الدولة بحق الرقبة ‪.2‬‬
‫كما ذهب البعض إلى أن أراضي الجيش هي أراضي حتمتها ظروف الحرب ألن المخزن‬
‫هو الذي سلمها إلى األفراد قصد استغاللها مقابل خدماتهم داخل الجيش السلطاني‪ ،3‬وتعتبر من‬

‫الهادي مقداد‪ ،‬السياسة العقارية في ميدان التعمير والسكنى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪2000‬ص‪84‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ _3‬عبد الوهاب رافع‪ ،‬منافع الجيش وأراضي الجماعات الساللية‪ ،‬األنظمة العقارية في المغرب‪ ،‬أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية‬
‫الحقوق‪ .‬جامعة القاضي عياض بمراكش يومي ‪5‬و‪ 6‬أبريل ‪2002‬‬
‫‪5‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫قبيل األراضي الفالحية أو القابلة للفالحة تستغل على وجه الشياع بين أفراد القبائل والعشائر‬
‫المكلفة بحصانة بعض المدن التي تحيط بها‪ ،‬حيث كان المخزن أو السلطان يقوم باقتطاع بعض‬
‫األراضي التي تعود ملكيتها للدولة لفائدة قبائل الجيش التي تقدم خدمات عسكرية‪.‬‬
‫إذن فأراضي الجيش هي أراضي سلمها المخزن لفائدة رجال الجيش‪ ،‬قصد استغاللها‬
‫دون تملكها مقابل مجموعة من الخدمات العسكرية التي يسدونها للسالطين كحماية بعض المدن‬
‫الكبرى وكبح الثورات‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف نجد أن جميعها تشترك في أن الدولة تحتفظ بحق الرقبة في‬
‫هذا النظام العقاري‪ ،‬بينما يبقى للجماعات القبلية حق االستغالل واالنتفاع دون تمليك هذه‬
‫األراضي التي تخضع لوصاية الدولة ممثلة في مديرية األمالك المخزنية التي تتولى السهر‬
‫واإلشراف على هذه األراضي‪ ،‬كما تقوم بتنظيم وتدبير طرق استغاللها‪.‬‬
‫ويمكن التمييز بين نوعين من أراضي الجيش ‪ ،‬حيث نجد األراضي التي تم تسليمها‬
‫للسكان المقيمين عليها‪ ،‬فهذا النوع لم يعد يخضع لمديرية األمالك المخزنية وإنما تسري عليه‬
‫نفس القوانين التي تسري على أراضي الجموع‪ ،‬أما النوع الثاني من أراضي الجيش فهي‬
‫األراضي التي لم يتم تسليمها بصفة نهائية للجماعات وتخضع إلشراف وزارة المالية‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز أراضي الجيش عن بعض األنظمة المشابهة‪.‬‬

‫‪ . 1‬نظام الملك العام للدولة‬


‫هي أمالك تعود ملكيتها للدولة ومخصصة للمنفعة العامة‪ ،‬التي تسهر على تحقيقها‬
‫السلطات العمومية‪ ،‬وينظمها ظهير ‪ 1914‬المتعلق بالملك العمومي‪ ،5‬بينما نظام أراضي‬

‫‪ _ 4‬عبدالواحد شعير‪ ،‬الممتلكات العقارية للجماعات المحلية بالمغرب‪ ,‬مطبعة فضالة المحمدية‪ ،‬بدون طبعة ‪،‬ص‪249‬‬
‫‪_ 5‬ظهير فاتح يوليوز ‪ 1914‬المتعلق بالملك العمومي ‪،‬الجريدة الرسمية عدد‪ 62‬بتاريخ ‪ 10‬يوليوز ‪،1914‬ص‪275‬‬
‫‪6‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫الجيش يخص أمالك تعود ملكيتها للدولة لمنفعة جماعة معينة‪ ،‬وهذا النظام ليس منظم بمقتضى‬
‫قانون وإنما يخضع ألعراف وتقاليد القبائل‪.‬‬
‫نظام الملك الخاص للدولة‬ ‫‪.2‬‬

‫هي أمالك تملكها السلطات والجماعات والهيئات العمومية وتتصرف فيها تصرف‬
‫الخواص‪ ،‬وهي أمالك غير مخصصة لالستعمال المباشر من طرف الجمهور وبالتالي يمكن‬
‫الحجز عليها كما يمكن تفويتها‪ ،‬من هنا تختلف هذه األراضي عن نظام أراضي الجيش التي‬
‫ال يمكن الحجز عليها وال تفويتها وال تسقط بالتقادم‪ ،‬كما تختلف أراضي الجيش عن أمالك‬
‫الدولة الخاصة من حيث اإلشراف‪ ،‬فأراضي الجيش تخضع إلشراف وزارة المالية بينما‬
‫أراضي الملك الخاص للدولة فتخضع إلى جانب إشراف وزارة المالية إلشراف المندوبية‬
‫السامية للمياه والغابات بالنسبة للملك الغابوي‪.‬‬
‫نظام األحباس‬ ‫‪.3‬‬

‫هي أمالك يوقف المالك المسلم حق التمتع بها لفائدة مستفيدين يعينهم بمحض إرادته‪،‬‬
‫ويكون الوقف إما للدولة ويعتبر وقفا عموميا أو لصالح زاوية أو عائلة أو خواص فيكون بذلك‬
‫وقفا خصوصيا‪ ،6‬ويكون الوقف على سبيل اإلحسان ويخضع لمدونة األوقاف‪ ،‬بينما نظام‬
‫أراضي الجيش يتم مقابل خدمات عسكرية وليس مقننا‪.‬‬
‫‪ . 4‬نظام أراضي الجموع‬
‫أراضي الجموع هي تلك األراضي التي توجد في حوزة القبائل والسالالت‪ ،‬يسهر على‬
‫تدبيرها إما الجماعة عن طريق رؤساء العائالت المنتمية للقبيلة أو الفرقة أو الدوار‪ ،‬وإما إلى‬
‫نواب الجماعة الذين ينتدبون لهذه المهمة وهنا تختلف عن أراضي الجيش التي قلنا إن السهر‬
‫عليها يعود لمديرية أمالك الدولة‪ ،‬حيث نجد آن ظهير ‪ 1919‬المتعلق بأراضي الجموع قد‬

‫‪ _6‬الهادي مقداد‪ ،‬السياسة العقارية في ميدان التعمير و السكنى الطبعة االولى لسنة ‪، 2000‬مطبعة النجاح الدار البيضاء‪،‬ص‪.86‬‬

‫‪7‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫استثنى في الفصل ‪ 16‬تطبيق مقتضياته على أراضي الجيش ليبقى هذا النظام دون أي تنظيم‬
‫قانوني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬طبيعة أراضي الجيش‪.‬‬

‫يعتبر تحديد الطبيعة القانونية ألراضي الجيش مسألة تثير العديد من اإلشكاالت تتعلق‬
‫بتحديد المالك لهذه األراضي؛ هل تعود ملكيتها للدولة أم للقبائل التي منحت لها؟‬
‫وقد ذهب المجلس األعلى بهذا الخصوص إلى أن األصل في أراضي الجيش أنها ملكية‬
‫خاصة للدولة‪ ،‬فتبقى على هذا األساس رقبتها ملكية خاصة للدولة وليس لقبيلة الجيش إال حق‬
‫االنتفاع‪ .7‬وفي نفس االتجاه صارت محكمة االستئناف بمراكش حيث اعتبرت أن أراضي‬
‫الجيش هي أراضي مخزنية تعود رقبتها من حيث األصل للدولة ومنفعتها لمن اقتطعت له‪.8‬‬
‫ولقد ساير التوجه القضائي المشار إليه أعاله الفقه الذي اعتبر أن أراضي الجيش وإن‬
‫كانت تشبه من حيث االستغالل األراضي الجماعية‪ ،‬فإنها تختلف عنها ألن هذه األخيرة تعتبر‬
‫في األصل ملكا خاصا للجماعة‪ ،‬ويخضع تنظيمها لعدة قوانين خاصة‪ ،‬في حين تعتبر أراضي‬
‫الجيش في األصل من أمالك الدولة وللقبيلة حق االنتفاع بها‪ .‬كما ذهب أحد األساتذة في نفس‬
‫التوجه إذ اعتبر أن أراضي الجيش هي ملك خاص للدولة يستفيد األفراد فيها بحق االنتفاع‬
‫فقط‪.‬‬
‫بناء على ما سبق يمكن القول بأن أراضي الجيش هي ملك خاص للدولة تملك فيه هذه‬
‫األخيرة حق الرقبة‪ ،‬أما االنتفاع واالستغالل فهو لقبائل الجيش في شكل انتفاع شخصي غير‬
‫قابل للتفويت‪ .‬وتباشر الدولة رقابتها على هذه العقارات بواسطة مديرية الشؤون القروية التابعة‬
‫لوزارة الداخلية‪.9‬‬

‫‪ 7‬قرار عدد ‪ ،3311‬المؤرخ في ‪ ،2007/10/17‬ملف عدد ‪ ، 2006/3/1/2609‬منشور بمجلة المجلس األعلى عدد ‪،69‬‬ ‫_‬
‫الصفحة ‪ 35‬وما يليها‪.‬‬
‫‪_ 8‬قرار صادر عن استئنافية مراكش‪ ،‬عدد ‪ ،719‬بتاريخ ‪ ،2004/11/4‬ملف رقم ‪ ، 2004/7/1330‬منشور بمجلة الحقوق‬
‫المغربية‪ ،‬التشريعات األساسية في منازعات أراضي الجماعات الساللية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2012‬الصفحة ‪.273‬‬
‫‪ _ 9‬ادريس الفاخوري‪ ،‬مدونة الحقوق العينية على ضوء قانون ‪ ،08-39‬الطبعة األولى ‪ ،2012‬الصفحة ‪.74‬‬
‫‪8‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫إن أراضي الجيش بناء على ما أصلنا له سابقا تبقى غير قابلة للحجز أو التفويت أو‬
‫االكتساب بالتقادم من قبل المنتفعين بها‪ ،‬في الوقت الذي يبقى للدولة الحق في التصرف في‬
‫هذه األراضي بجميع أنواع التصرفات سواء كانت بعوض أو بدونه‪ ،‬خاصة في ظل غياب‬
‫وعدم وجود أي نص قانوني ينضم أراضي الجيش‪ ،‬وهو األمر الذي أدى إلى تحويل بعضها‬
‫إلى ملكيات خاصة والبعض اآلخر إلى أراضي جماعية‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة كذلك أن من بين الخصائص المميزة ألراضي الجيش‪ ،‬أنها تبقى غير قابلة‬
‫للقسمة االستغاللية لتعلقها بالمنفعة التي تنتقل إلى الورثة‪ ،‬وأن النوع الذي يقبل القسمة من هذه‬
‫األراضي هي التي أصبحت ملكية خاصة على الشياع للجماعة التي تقطن بها‪ .‬لكن ما يعاب‬
‫على هذا القرار أنه لم يميز بين أراضي الجيش واألراضي الجماعية‪ ،‬بحيث أنه إذا كان‬
‫باإلمكان أن نتصور األراضي الجماعية في ملكية خاصة للجماعة على الشياع‪ ،‬فإن ذلك ال‬
‫يتصور في أراضي الجيش ألنها تتعلق بالمنفعة فقط دون الرقبة‪.‬‬

‫المطلب الث اني‪ :‬تنظيم أراضي الجيش‬


‫يكاد نظام أراضي الجيش يشبه نظام ملكية األراضي في العهد العثماني على الرغم‬
‫من أن المغرب لم يكن خاضعا للنظام العثماني‪ .‬فقد كانت الرابطة قوية بين الجيش واألراضي‬
‫حيث اتبعت الدولة العثمانية نظاما جديدا في توزيع األراضي على الفاتحين من قادة الجيش‬
‫حسب نظام خاص سمي نظام الجيش‪.10‬‬

‫من خالل هذه النبذة المتواضعة أعاله سنقسم هذا المطلب إلى فقرتين األحكام التشريعية‬
‫المطبقة على أراضي الجيش (الفقرة األولى( والحماية القانونية لهذه األراضي (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫‪ _ 10‬دكتور محمد خيري العقار وقضايا التحفيظ العقاري طبعة ‪2018‬ص ‪.95‬‬
‫‪9‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام التشريعية المطبقة على أراضي الجيش‪.‬‬


‫أراضي الجيش هي أراضي زراعية أو قابلة للزراعة‪ ،‬أو مراعي يقتطعها السلطان‬
‫إلحدى القبائل أو العشائر مقابل خدمتها العسكرية‪ ،‬وذلك قصد استغاللها واالنتفاع بها على‬
‫وجه الشياع بدون أداء الضرائب عادا الزكاة‪ ،‬ومنها أخدت هذه األراضي تسميتها انتسابا إلى‬
‫قبائل الجيش التي تقطنها وتستغلها‪ ،‬فهذه األراضي هي ملك خاص للدولة يستفيد األفراد فيها‬
‫بحق االنتفاع فقط‪ ،‬ويسمى عقد التسليم هذا بعقد التنفيدة‪ ،‬ويتضمن هذا العقد االنتفاع الشخصي‬
‫ويعاد إعطاء هذا الحق إلى األبناء في حالة وفاة المستفيد‪.‬‬

‫أمام غياب نص قانوني ينظم هذه األراضي خاصة فيما يتعلق بطرق استغاللها و‬
‫تقسيمها‪ ،‬حيت تبقى خاضعة لألعراف المحلية التي تختلف من منطقة ألخرى فقد أدى ذلك إلى‬
‫تحويل بعض هذه األراضي إلى أمالك جماعية ‪ ،‬أو ملكيات خاصة‪ ،‬مع العلم أن هذه األراضي‬
‫وإن كانت تشبه من حيث االستغالل األراضي الجماعية‪ ،‬و يخضع تنظيمها لعدة قوانين خاصة‬
‫بها‪ ،‬في حين تعتبر أراضي الجيش في األصل من أمالك الدولة‪ ،‬و للقبيلة حق االنتفاع‪.11‬‬

‫وهو ما ذهب إليه قرار مجلس األعلى حيث اعتبر أن أراضي الجيش ليست من أمالك‬
‫الجماعات ‪ ،‬و من تم فمجلس الوصاية ال يختص باتخاذ أي قرار بشأن استغاللها‪ ،‬و كل ماله‬
‫هو الدفاع عن مصالح الجماعات المتعلقة بها‪ ،‬و لهذا فإن تصدي مجلس الوصاية للبت في‬
‫نزاع شخصين حول استغالل هذه األراضي يعتبر خروجا عن دائرة اختصاصه مما يستوجب‬
‫إلغاء القرار المطعون فيه‪.12‬‬

‫أحيطكم علما أننا لم نعتر على أي نص قانوني ينظم طريقة استغالل و تقسيم هذه‬
‫األراضي و مع ذلك ال يزال هذا النوع من األراضي تبث في نزاعاته المجالس النيابية‪ ،‬و كذا‬
‫مجلس الوصاية رغم كون الفصل ‪ 16‬من ظهير ‪ 1919‬ينص بالحرف على ما يلي‪ :‬ال تجري‬

‫‪ _ 11‬محمد خيري قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي م‪.‬س صفحة ‪7 7 -76‬‬
‫‪_ 12‬قرار عدد ‪ 136‬صادر بتاريخ ‪ 4‬ماي ‪ 1979‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ )1980 (30‬صفحة ‪125‬‬
‫‪10‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫مقتضيات ظهيرنا الشريف على األراضي المختصة بالجيش و ال على الغابات التي تتصرف‬
‫فيها العشائر األصلية على وجه االشتراك بينها‪ ،‬بل تبقى هذه األراضي غير قابلة للتفويت "إن‬
‫المجلس األعلى قد أقفل كل باب للمناقشة حول اختصاص المجالس النيابية للبت في قضايا‬
‫أراضي الجيش من خالل القرار الصادر بتاريخ مايو ‪ 1979‬و الذي جاء فيه ما يلي " حيت‬
‫أجاب وزير الداخلية بأن األرض تدخل ضمن أراضي الجيش التي ت ستغل كما تستغل األراضي‬
‫الجماعية ‪ ،‬بتدبير من مجلس الوصاية بوزارة الداخلية ‪ ،‬وتخضع مثلها للظهائر الستغالل‬
‫األراضي الجماعية طالبا رفض مطلب الطاعن‪ .‬لكن حيت أفادت عناصر الملف خصوصا‬
‫رسالة رئيس مصلحة األمالك المخزنية بمراكش المؤرخة في ‪ 6‬يناير ‪ 1975‬إلى عامل إقليم‬
‫مراكش أن األرض داخلة في الملك الخاص للدولة‪ ،‬وهي التي تتصرف فيها‪ ،‬وحيث لم يثبت‬
‫وزير الداخلية ما يدعيه أنها أرض جيش‪ ،‬غير أنه على فرض صحة ما ادعاه‪ ،‬فإن مجلس‬
‫الوصاية غير مختص بإصدار قرار فيها يخص استغاللها‪ ،‬حيث إن كل اختصاصه حسب ما‬
‫يشير إليه الفصل ‪ 16‬المذكور أعاله هو الدفاع عن مصالح الجماعة المتعلقة بها‪ .‬لهذا فإن‬
‫تصديه للبث في النزاع ا لمثار بين الطرفين هو نزاع غير متعلق قطعا بأرض جماعية‪ ،‬وال‬
‫بمصالح الجماعة يعتبر خروجا عن دائرة اختصاصه ‪ ،‬و بالتالي يستوجب إلغاء مقرره‬
‫المطعون فيه" ‪.13‬‬

‫أما فيما يخص طرق استغالل هذه األراضي فيتم حسب نوعية هذه األراضي و طبيعتها‪،‬‬
‫كاألراضي التي ال تصلح للزراعة‪ ،‬و منها ما هو مخصص للرعي المشترك ‪ ،‬و منها مخصص‬
‫للسكنى و المرافق التابعة لها‪ ،‬و هذه األراضي غير قابلة للتقسيم‪ ،‬أما األراضي الصالحة‬
‫للزراعة توزع دوريا بين رؤساء العائالت‪ ،‬و الواقع أن هذه األراضي أصبحت عائقا أمام‬
‫التنمية و االستثمار‪ ،‬ذلك راجع لعدة أسباب منها غباب قانون منظم لها‪ ،‬و القسمة في األراضي‬
‫الزراعية ال تتم بشكل دوري‪ ،‬ولكن يتم االقتصار على قسمة و احدة تكون نهائية‪ ،‬كما أن هذه‬

‫‪_ 13‬عبد الوهاب رافع‪ ،‬أراضي الجموع بين التنظيم والوصاية الطبعة األولى ‪ 1999‬صفحة ‪19 -18‬‬
‫‪11‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫األراضي غير قابة ال للتفويت و ال للحجز ألن القبيلة ليس لها إال حق االنتفاع أما الرقبة فهي‬
‫للدولة‪ ،‬هذا إضافة إلى حرمان النساء من االستفادة من حق استغالل هذه األراضي و المشاركة‬
‫في التقسيم‪.14‬‬

‫كل هذا دفع السلطات إلى اإلسراع نحو تمليك هذه األراضي للقبيلة‪ ،‬حتى تبقى خاضعة‬
‫لظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1919‬حيت صدرت دورية م شتركة لوزارة الداخلية و اإلعالم‪ ،‬و وزارة‬
‫الفالحة و االستمرار الفالحي عدد ‪ 646‬بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ 1995‬تذهب في هذا التوجه‪.15‬‬

‫غير أن هذه الخطورة وإن كانت محمودة باعتبارها ترمي إلى الحفاظ على حقوق المنتفعين‬
‫من خالل تمليك هذه األراضي للقبائل من حقوقها المكتسبة كما هو الشأن في االتفاقية المبرمة‬
‫مؤخرا بين وزارة الداخلية‪ ،‬وصندوق اإليداع والتدبير تحت غطاء المصلحة العامة‪ ،‬والتي‬
‫ترمي إلى تفويت ‪ 96‬هكتار من أراضي قبيلة الالوداية بالرباط إلى صندوق اإليداع والتدبير‬
‫بثمن رمزي قدره ‪ 25‬درهم للكيلومتر مربع‪ ،‬كما تداولت ذلك بعض الوسائل اإلعالمية‬
‫المغربية‪ ،‬مما يجعل أفراد هذه القبيلة وغيرها من القبائل تحت رحمة وزارة الداخلية نظرا‬
‫لغياب أي نص قانوني يخول لهذه القبائل الدفاع عن مصالحها‪ ،‬وحقوقها في هذه األراضي‪.‬‬

‫كما هو واضح أمامكم أن الوضعية القانونية ألراضي الجيش تتسم بالغموض‪ ،‬ذلك راجع‬
‫إلى أنه ا ال تتوفر على قانون خاص ينظمها ‪ ،‬كما أنها تتداخل أحيانا مع ظهير ‪27‬أبريل‪1919‬‬
‫المتعلق باألراضي الساللية‪ ،‬والذي استثنى أراضي الجيش من مجال تطبيقه‪ ،‬إال أنه عاد‬
‫بمقتضى التعديل الذي جاء به ظهير ‪19‬أكتوبر‪ 1937‬ليمنح سلطة الوصاية على أراضي‬
‫الجماعات الساللية إمكانية الدفاع عن مصالح الجماعات الجيشية‪ ،‬و هذا هو األساس الذي‬
‫تستند إليه وزارة الداخلية ‪ ،‬وذلك لحفظ و صيانة مصالح هذه الجماعات في كل ما يخص تدبير‬

‫‪_ 14‬محمد مومن أراضي الجيش بالمغرب م‪.‬س صفحة ‪79‬‬


‫‪_ 15‬محمد مومن أراضي الجيش بالمغرب م‪.‬س صفحة ‪82‬‬
‫‪12‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫و تسيير أراضي الجيش‪ .16‬هذا كل ما يخص األحكام التشريعية المطبقة على أراضي الجيش‪،‬‬
‫أما فيما يخص حمايتها القانونية سنعرضه بالتفصيل في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية القانونية ألراضي الجيش‪.‬‬


‫كما أسلفنا الذكر أن النصوص القانونية المؤطرة لنظام الجيش بالمغرب‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من محدوديتها وندرتها في اآلن نفسه‪ ،‬فإنه يمكن القول من خالل دراستها‪ ،‬وجود مجموعة من‬
‫اإلجراءات الحمائية الذي وضعها المشرع باألساس من أجل ضبط هذه الممتلكات‪.‬‬

‫بالنسبة للوصاية فإن الدولة المغربية ورغبة منها بتكريس الطابع االستثنائي لنظام‬
‫أراضي الجيش القائم على منح أراضي من أجل استغاللها من طرف أفراد مكلفين بحماية‬
‫حدود البالد أو بعض مناطق المغرب دون الحق بالتصرف فيه‪ ،17‬فإنها قامت بفرض وصاية‬
‫عليها من خالل وزارة المالية‪ ،‬وذلك بمقتضى ظهير ‪ 1919‬المتعلق بتحديد اختصاصات‬
‫مديرية المالية الذي نص على أن مصلحة األمالك المخزنية تبقى مسؤولة عن اإلحصاء و‬
‫تحديد أراضي الجيش ‪،‬هذا باإلضافة إلى وزارة الداخلية التي كانت والزالت تحظى بالدور‬
‫الرئيسي في فرض وصايتها على هذه األمالك ‪ ،‬بحيث عهد تسيير شؤون الوصاية إلى مديرية‬
‫الشؤون القروية بوزارة الداخلية ‪ ،‬وكذا السلطات اإلقليمية‪ ، 18‬ويعتبر مجلس الوصاية مؤسسة‬
‫تحكيمية وتقريرية تعمل تحت إشراف وزارة الداخلية في جميع النزاعات و الطعون والطلبات‬
‫المتعلقة باألمالك الساللية ويتكون مجلس الوصاية من ممثل عن وزير الداخلية رئيسا و ممثل‬
‫عن وزير الفالحة عضو و ممثل مديرية الشؤون الداخلية عضوا و نائبين عن الجماعات‬
‫الساللية يعينهما وزير الداخلية‪.‬‬

‫‪ _16‬التقرير التركيبي حول واقع العقار بالمغرب ‪ :‬المناظرة الوطنية حول واقع السياسة العقارية للدولة‪ ،‬و دورها في ا لتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ _ 17‬محمد معترق نظام الجيش بالمغرب مجلة أمالك الدولة‪ ،‬العدد ‪ 2‬سنة ‪ 2013‬صفحة ‪136‬‬
‫‪ _ 18‬وزارة الداخلية‪ ،‬الجماعات الساللية واألراضي الجماعية مقال منشور بالموقع اإللكتروني ‪www.‬‬
‫‪ terrescollectives.ma/page/or/instituts -gestion-1 cshtnl‬بتاريخ ‪2016 /09 / 04‬‬
‫‪13‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫وخالل سنة ‪ 2011‬تم عرض ‪ 518‬ملف على أنظار المجلس انصبت أغلبها حول‬
‫توزيع المدخرات والحصص والقسمة بين الورثة‪ .19‬و نشير إال أنه و قبل التعديل كما أسلفنا‬
‫الذكر في الفقرة أعاله الذي جاء به ظهير ‪ 1937‬كان الظهير المنظم ألراضي الجموع يستثني‬
‫بمقتضى الفصل ‪ 16‬سريان المقتضيات المتعلقة به على أراضي الجيش‪ ،20‬إال أنه بمقتضى‬
‫التعديل الذي جاء به ظهير ‪ 1937‬تمت إعادة أراضي الجيش إلى دائرة أراضي الجموع‪ ،‬حيت‬
‫جعل من الجماعات األصلية المتمتعة بحق االنتفاع على هذه األراضي تحت وصاية الدولة‬
‫المتمثلة بوزارة الداخلية ذلك العتبار أن الجيش هم في األصل جماعات ساللية تنطبق عليها‬
‫نفس المقتضيات الخاصة‪ ،‬بتدبير و تسيير الممتلكات التابعة للجماعات األصلية‪ 21‬بحيث نجد‬
‫أن الفصل ‪8‬من ظهير ‪ 1937‬ينص على أنه ال يمنع الوصي عن الجماعات الساللية من الحفاظ‬
‫على أراضي الجيش‪ ،‬فهذا التعديل أعاد الجذل حول الطبيعة القانونية لهذه األمالك ‪ ،‬فهل هي‬
‫خاضعة لوصاية وزارة الداخلية باعتبارها من أراضي الجموع‪ ،‬أم أنه سيأخذ بالمقتضيات‬
‫العامة لظهير ‪ 1919‬و بالتالي اعتبار أراضي الجيش ملك خاص للدولة؟‬

‫و عليه فمديرية األمالك هي المسؤولة عن تسيير و تدبير أراضي الجيش‪ ،‬كما تمت اإلشارة‬
‫لذلك أعاله و على سبيل االستئناس ‪ ،‬نذكر بعض األحكام و القرارات القضائية الصادرة في‬
‫هذا المجال حيث قضت المحكمة اإلدارية بمراكش‪ ،‬أنه استنادا لمقتضيات الفقرة الثانية من‬
‫الفصل الرابع لظهير ‪ 21‬أبريل‪ 1919‬المنظم للوصاية اإلدارية على الجماعات ال يمكن الطعن‬
‫في مقررات المندوبين الخاصة بتقسيم االنتفاع إال أمام مجلس الوصاية‪.22‬‬

‫ب اإلضافة إلى القرار الصادر عن محكمة النقض الذي سبق أن تطرقنا إليه في الفقرة‬
‫األولى أعاله‪ ،‬حول النزاع المتعلق بأراضي الجيش‪ ،‬الذي كان طرفيه وزارة الداخلية التي‬

‫‪_ 19‬ينص الفصل ‪ 16‬من ظهير ‪ 21‬أبريل ‪ 1919‬ال تجري مقتضيات ظهيرنا الشريف على األراضي المختصة بالجيش وال على الغابات التي‬
‫يتصرف فيها العشائر األصلية على وجه االشتراك بينها‪ ،‬بل تبقى هذه األراضي غير قابلة للتفويت‬
‫‪ _ 20‬وزارة الداخلية‪ ،‬الجماعات الساللية واألراضي الجماعية‪ ،‬مقال منشور بالموقع اإللكتروني ‪www.trres‬‬
‫‪ collectives.ma/page/or/instituts-gestion-1cshtnl‬بتاريخ ‪2016 /09 /04‬‬
‫‪_ 21‬ح كم صادر عن محكمة النقض أشار إليه محمد معترف نظام الجيش بالمغرب م‪.‬س صفحة ‪_138‬‬
‫‪ _22‬محمد معترف نظام الجيش بالمغرب م‪.‬س صفحة ‪130‬‬
‫‪14‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫دافعت على أن االختصاص المتعلق بنزاعات أراضي الجيش‪ ،‬يعود للمجالس النيابية للبت‬
‫فيها‪ ،‬في المقابل دافعت مديرية أمالك الدولة باعتبارها الطرف الثاني في النزاع‪ ،‬بأن هذه‬
‫األراضي تدخل ضمن الملك الخاص‪ ،‬حيت ذهب القرار على أن مجلس الوصاية غير مختص‪،‬‬
‫وإن استطاعت وزارة الداخلية أن تثبت بأن هذه األراضي المعينة تدخل ضمن أ راضي الجيش‪،‬‬
‫حيث أن هذا القرار أخد بتوجه الفصل ‪ 16‬من ظهير ‪ 1919‬والذي يقر بعدم مقتضياته على‬
‫أراضي الجيش‪ .‬وعلى الرغم من التوجه العام ألغلب القرارات واألحكام القضائية المقرة بأن‬
‫أراضي الجيش ال تدخل ضمن أراضي الجموع‪ ،‬وبالتا لي فإنها ال يتم تدبير منازعاتها من‬
‫طرف سلطة الوصاية النيابية لوزارة الداخلية‪ ،‬فإن واقع حال هذا النظام يؤكد عكس ذلك تماما‪،‬‬
‫بحيث أن وزارة الداخلية هي التي كانت وال زالت صاحبة االختصاص في تدبير نظام أراضي‬
‫الجيش‪ ،‬مما يعمق أكثر فجوة الجدال حول الطبيعة القانونية ألراضي الجيش‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعمليتي تحديد وتحفيظ أراضي الجيش تعتبران من بين آليات لحماية‬
‫األمالك العقارية فهما الوسيلتين الوحيدتين لتطهير هذه العقارات و صيانتها‪ ،‬فإذا كانت‬
‫وزارة الداخلية قد حددت و فق إحصائيات رسمية صادرة عنها‪ ،‬ب أن المساحة اإلجمالية‬
‫ألراضي الجيش تقدر بحوالي ‪ 300‬ألف هكتار ‪ ،‬متواجدة بمحيط المدن العاصمية القديمة‬
‫كفاس و مكناس و الرباط ‪ ،‬فإن هذا الرقم يبقى جد بعيد عن المساحة اإلجمالية الحقيقية لهذه‬
‫األمالك ‪ ،‬و ذلك ناجم باألساس للصعوبات التي تواجهها وزارة الداخلية في تحديد مساحة‬
‫هذه األراضي و التي يتم إنجازها وفق مقتضيات الظهير الشريف المؤرخ ‪12‬رجب ‪1432‬‬
‫هجرية الموافق ل ‪ 18‬فبراير ‪ 1924‬المتعلق بسن نظام خاص بتحديد األرضي الجماعية‪.‬‬
‫وبالتالي فإن هذه الصعوبات المتعلقة بتحديد أراضي الجيش تجسدت على مستوى عملية‬
‫تحفيظ هذه األراضي بالسجل العقاري بشكل جد سلبي‪.23‬‬

‫‪23‬‬ ‫_محمد معترف نظام الجيش بالمغرب م‪.‬س صفحة ‪138‬‬


‫‪15‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوضعية القانونية ألراضي الجيش‬


‫تعتبر أراضي الجيش من بين األنظمة العقارية المغربية‪ ،‬لكنها تختلف عنهم في أنها‬
‫لم تخضع ألي تنظيم قانوني‪ ،‬وإنما بقيت تخضع لقرون من الزمن لألعراف والتقاليد القبلية‬
‫التي تختلف من قبيلة ألخرى‪ ،‬وهذا ما دفعنا إلى تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬المطلب‬
‫األول سنتحدث فيه عن تدبير أراضي الجيش‪ ،‬والطلب الثاني سنناقش فيه اإلشكاالت التي‬
‫تثيرها هذه األراضي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تدبير أراضي الجيش‬


‫إن تدبير أراضي الجيش من المهام الملقاة على عاتق الدولة‪ ،‬باعتبارها من أمالك‬
‫الدولة الخاصة‪ ،‬حيث تقوم بوضع طرق استغاللها وتوزيعها (الفقرة األولى)‪ ،‬ولصيانة هذه‬
‫األراضي وتطهيرها تقوم الدولة بتصفية وعائها (الفقرة الثانية) عبر مسطرتي التحفيظ‬
‫والتحديد‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طرق استغالل أراضي الجيش‬

‫إن طرق استغالل هذه االراضي يتم حسب نوعية هذه األراضي وطبيعتها‪،‬‬
‫فاألراضي التي ال تصلح للزراعة فمنها ما هو مخصص للرعي المشترك‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫مخصص للسكن والمرافق التابعة لها‪ ،‬وهذه األراضي غير قابلة للتقييم‪ ،‬إال أن الستغالل‬
‫أراضي الجيش البد من توفر شروط (أوال) تمكن العائالت من فرض سيطرتها عليها‪ ،‬وذلك‬
‫عبر توزيع(تانيا) محدد تحدده الدولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط استغالل أراضي الجيش‬


‫الستغالل أراضي الجيش البد من أن تخضع لشروط معينة تجرى حسب نوع هذه‬
‫األراضي وطبيع تها‪ ،‬وحسب األعراف والتقاليد السائدة في هذه القبائل‪ ،‬وهذه الشروط‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫أ ‪ -‬االنتماء إلى القبيلة‪ :‬أن يكون الشخص من أفراد القبيلة المنحدرين أصال منها‪.‬‬

‫ب‪ -‬السكن بتراب القبيلة‪ :‬من شروط االستغالل أن يكون مباشرا لمهامه الفالحية أو الغير‬
‫الفالحية بتراب القبيلة‪ ،‬فإذا غادرها واستوطن في مكان آخر فال يمكنه االستفادة من التقسيم‪،‬‬
‫نظرا لعدم قدرته على مباشرة االستغالل وهو في مكان بعيد عن األراضي المراد استغاللها‪،‬‬
‫ويستعيد حقه بعد رجوعه إلى القبيلة ابتداء من السنة الفالحية األولى من تاريخ الرجوع‪.‬‬

‫ج‪ -‬الذكورة‪ :‬يعتبر شرطا من شروط استغالل أراضي الكيش‪ ،‬حيث يستبعد النساء من‬
‫المشاركة في التقسيم أو االستفادة من حق استغالل أراضي الكيش‪ ،‬وهذا راجع إلى العرف‬
‫على اعتبار هذه األرضي مملوكة للقبيلة بأسرها وليس ألفراد تلك القبيلة‪.24‬‬

‫وقد تم حرمان المرأة من المشاركة في االستغالل‪ ،‬ليشمل حرمانها من إرث استغالل‬


‫األراضي عن تقسيم التركة‪ ،‬ومن جهة أخرى لم تعد القسمة بشكل دوري بين أرباب‬
‫العائالت‪ ،‬وإنما استقرت كل عائلة بالقطعة التي تستغلها‪ ،‬وتنتقل فيما بينها عن طريق االرث‪،‬‬
‫مما ال يجعل اإلبقاء على استبعاد المرأة من قسمة االستغالل‪ ،‬أو قسمة التركة في هذه‬
‫األراضي يخالف قواعد اإلرث‪ ،‬تعتبر من النظام العام التي ال يجوز االتفاق على مخالفتها‬
‫أو تعديلها‪.25‬‬

‫د‪ -‬الزواج‪ :‬يعتبر دليال على وجود عائلة وتحمل المسؤولية وعلى االستقرار في القبيلة‪،‬‬
‫وهو ما يص طلح عليه في بعض األعراف بالتقسيم على أساس "الكانون"‪ ،‬ويفضي هذا‬
‫الشرط إلى أوضاع غربية في هذه القبائل من حيث ربط رشد الشخص بزواجه أو عدم‬
‫زواجه بغض النظر عن سنه‪.26‬‬

‫‪ _24‬محمد معترف‪ ،‬نظام الجيش بالمغرب التأصيل التاريخي والنظام القانون‪ .‬ص‪16،‬‬

‫‪ _25‬محمد مومن‪ ،‬أراضي الكيش بالمغرب مجلة األمالك ‪ ،‬العدد‪ 2،‬سنة ‪ 2013‬ص ‪، 135‬التأصيل التاريخي والنظام القانون‪ ،‬ص‪47‬‬

‫‪ _ 26‬محمد مومن األنظمة العقارية بالمغرب‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة النجاح الجديد الدار البيضاء الطبعة األولى ‪2014‬‬

‫‪17‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫ثانيا‪ :‬طرق االستغالل والتوزيع‬


‫إن االستغالل أمر مرهون بنوعية األراضي وطبيعتها‪ ،‬فاألراضي التي ال تصلح‬
‫للزراعة‪ ،‬فمنها ما هو مخصص للرعي المشترك‪ ،‬ومنها ما هو مخصص للسكنى والمرافق‬
‫التابعة لها‪ ،‬وهذه األراضي غير قابلة للتقسيم‪ .27‬أما األراضي الصالحة للزراعة فتتوزع‬
‫دوريا بين رؤساء العائالت‪ 28‬في الوقت الحالي فإن أغلب القبائل لم تعد القسمة فيها تجرى‬
‫بصفة دورية‪ ،‬مما أدى إلى استقرار األفراد المتوفرين على حظوظ في القطع المخولة لهم‬
‫بصفة نهائية بحيث تؤول في حالة وفاة رب األسرة إلى ورثة يستغلونها فيما بينهم‪ ،‬غير أن‬
‫عدم تمتع المستغلين بحق الملكية على هذه األرض مع ما لذلك من تأثير سلبي على استغاللها‬
‫واستثمارها بخصائص معينة منها‪:‬‬

‫أن مستغل هذه األراضي يصعب عليه الحصول على الوثائق الالزمة قصد المطالبة‬
‫باستحقاقه على االستغالل وكذلك معرفة الجهة التي سيعرض عليه نزاعه‪ ،‬وما يعرض‬
‫أطراف النزاع على المحاكم العادية فإن أغلب دعاويهم يكون مصيرها عدم القبول‪ ،‬ألن‬
‫المحكمة تطالبه باألداء بسند التملك والحال أن هذه األراضي هي ملك خاص للدولة وال‬
‫يستفيد الشخص فيها سوى حق االنتفاع‪.29‬‬

‫إ ن هذه األراضي غير قابلة للتفويت طبقا لمقتضيات ضابط بيع األمالك باإليالة الشريفة‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 1‬بتاريخ ‪ 1‬فبراير ‪ ،1913‬الذي يحدد فصله األول األمالك‬
‫التي ال يجوز بيعها‪ ،‬ومن بينها "االراضي التي كان المخزن الشريف في نظره إنزال بعض‬
‫الجيوش فيها قصد السكنى واالنتفاع‪ ،‬وال يسوغ لهم تفويت شيء منها أبدا"‪ ،‬وكذا طبقا‬
‫لظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1919‬المتعلق باألراضي الجماعية كما تم تعديله‪.‬‬

‫‪ _27‬محمد مومن‪ ،‬مجلة األمالك العقارية‪ ،‬مرجع سابق ص‪79‬‬

‫‪ _ 28‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العينية في القانون ‪ 39.08‬مطبعة النشر المعرفة طبعة ‪2014‬‬

‫‪ _ 29‬محمد مومن‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪18‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫وسعت السلطات المختصة إلى إيجاد تسوية لموضوع أراضي الجيش حيث تم إحداث‬
‫لجنة وطنية في بداية الثمانينيات لدراسة الموضوع‪ ،‬والتي توصلت إلى اقتراح تفويت حق‬
‫الرقبة على هذه األراضي لفائدة قبائل الجيش‪ ،‬ليتحقق فيها ضابط الملكية الجماعية خاضعة‬
‫ألحكام ظهير ‪ ، 1919/01/27‬مستندة في ذلك إلى الظهير الشريف رقم ‪ 69-1-30‬بتاريخ‬
‫‪ 10‬جمادى األولى ‪ 25(1389‬يوليوز ‪ )1969‬المتعلق باألراضي الجماعية الواقعة في‬
‫دوائر الري‪.‬‬

‫كما في هذا اإلطار صدرت الدورية المشتركة لوزارة الداخلية واإلعالم ووزارة الفالحة‬
‫واالستثمار الفالحي عدد ‪ 646‬بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ ، 1995‬تحديد مسطرة العمل لإلسراع‬
‫ب تطبيق مقتضيات الظهير‪ ،‬الذي تضمن إحداث قطع أرضية قابلة لالستثمار ال تقل عن‬
‫خمسة هكتارات ‪ ،‬وتبدأ هذه المسطرة بوضع لوائح ذوي الحقوق من طرف مندوبي كل هيئة‬
‫نيابة معينة باألمر والمصادقة عليها ونشرها بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫فهذه العملية اقتصرت فقط على األراضي الفالحية الواقعة في دوائر الري‪ ،‬وشهدت‬
‫نجاحا بالخصوص في دائرة الحوز‪ ،‬ولم تمتد إلى األراضي الفالحية الواقعة خارج دوائر‬
‫الري ا والى األراضي الرعوية أو غيرها من أراضي الجيش‪.30‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تصفية وعاء أراضي الجيش‬


‫تعتبر عملتي التحفيظ والتحديد ألراضي الجيش من الوسائل االكثر فعالية وحمائية‬
‫لمختلف االمالك العقارية‪ ،‬فهما الوسيلتين الوحيدتين لتطهير هذه العقارات وصيانتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مسطر التحديد اإلداري‬


‫إن الجهة المخول لها طلب التحديد اإلداري هو الجهاز المعني باألمر‪ ،‬مصلحة المياه‬
‫والغابات أو إدارة األمالك ويجب أن يعزز العقار المطلوب تحديده بقرائن تدل على أنه في‬

‫‪ _30‬محمد مومن ‪ ،‬األمالك العقارية ‪ ،‬مرجع سابق ص‪80‬إلى ‪82‬‬

‫‪19‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫ملكية الدولة الخاصة تفاديا للمصاريف في حالة ثبوت حق المنخرطين في ملكية الدولة‬
‫الخاصة تفاد يا للمصاريف في حالة ثبوت حق المنخرطين بقرار وزايري‪.‬‬

‫ويتم تحديد تاريخ افتتاح أعمال التحديد بالنسبة لكل عقار‪ ،‬بناء على طلب الجهة المعنية‬
‫على أن يكون هذا الطلب متضمنا اسم العقار وموقعه وحدوده وأسماء المجاورين وأراضي‬
‫الغير المتداخلة معه حقوق االستعمال أو غير ذلك من الحقوق التي قد يبدو مثقال بها ويترتب‬
‫على هذا القرار الوزاري اآلثار التالي‪.‬‬

‫‪ - 1‬آثار القرار الوزاري‬


‫أ ‪ -‬هو أنه ابتداء من تاريخ صدور القرار الوزاري وحتى تاريخ تصديق عملية التحديد‪،‬‬
‫ودون الحصول على شهادة بعدم التعرض من اإلدارة المعنية فإن كل العقود الناقلة للملكية‬
‫أو لحق االنتفاع على أي أرض داخلة في نطاق عملية التحديد تعتبر باطلة حتى بالنسبة‬
‫ألطرافها‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أنه خالل المدة المذكورة‪ ،‬ال يمكن تقديم طلب تحفيظ أي أرض داخلة في نطاق‬
‫التحديد‪ ،‬إذا لم يكن من قبل المتعرض على التحديد اإلداري وطبقا لنظام التحديد‪.‬‬

‫تكوين اللجنة المكلفة بأعمال التحديد‪ :‬تتكون هذه اللجنة من ممثل عن السلطة اإلدارية‬
‫للمراقبة ومن موظف كبير من مصلحة المياه والغابات إذا تعلق األمر بغابات ومن مراقب‬
‫من أمالك الدولة في باقي العقارات‪ ،‬ومن القائد مرفقا بشيوخ قبيلته إن اقتضى األمر ومن‬
‫اثنين من العدول‪.‬‬

‫ج‪ -‬عمليات اإلشهار واإلعالن‪ :‬يجب نشر القرار الوزاري وخالصة مطلب التحديد قبل‬
‫إجراء التحديد بشهر واحد في الجريدة الرسمية‪ ،‬واإلعالن عنهما بطريقة التبريح في القرى‬
‫واألسواق التابعة للقيادة وكذلك تعليقها في المحكمة ومقر القيادة والمحافظة العقارية ودائرة‬
‫المياه والغابات أو إدارة األمالك حسب األحوال‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫‪ - 2‬عمليات التحديد‬
‫تكمن عملية التحديد في المكان واليوم والساعة المحددين في خالصة مطلب التحفيظ‪،‬‬
‫تنتقل اللجنة إلى بعين المكان وتباشر الوقوف على الحدود وإجراء التحديد واستدعاء وكيل‬
‫من له عالقة لكي يحضروا العملية‪ ،‬وحيث يتم تقديم التعرضات سواء منها ما يتعلق بالحدود‬
‫وما يتعلق بحقوق مدعى بشأنها على نفس العقار إلى اللجنة والتي تحرر محضرا بذلك‬
‫تودعه إلى سلطة المراقبة اإلدارية مرفقا بتصميم تخطيطي للعقار‪ ،‬ويتم نشر هذا اإليداع في‬
‫الجريدة الرسمية واإلعالن عنه بكافة األساليب الخاصة بذلك‪.31‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسطرة التحفيظ العقاري‪.‬‬


‫عملية تحفيظ أراضي الجيش يمكن أن تخضع لمسطرة التحفيظ العقاري المنصوص‬
‫عليها في ظهير ‪ 12‬غشت ‪ ،1913‬كما تم تعديله وتتمته بالقانون ‪ ،07-14‬وذلك باتباع جميع‬
‫االجراءات المنصوص عليها في هذا الظهير من تقديم لمطلب التحفيظ ونشره‪ ،‬ومرورا‬
‫بعملية التحديد وصوال إلى تقديم التعرضات والبت فيها وصدور الرسم العقاري‪ ،‬كما أنها‬
‫يمكن أن تخضع لمساطر خاصة إذا كانت هذه األراضي تدخل ضمن أراضي الضم أو‬
‫تتواجد داخل المناطق الخاضعة للتحفيظ الجماعي‪.32‬‬

‫‪ - 1‬التعرضات‬
‫تتلقى لجنة التحديد تعرضات يجوز تقديمها إلى سلطة المراقبة اإلدارية خالل ثالثة‬
‫شهور وتبدأ من تاريخ نشر وإيداع محضر التحديد في الجريدة الرسمية ويملي أن تقدم هذه‬
‫التعرضات كتابيا وشفاهيا إذ تقوم السلطة المختصة بتحرير محضر خاص بها وتعتبر هذه‬
‫التعرضات من مالحق محضر التحديد‪ ،‬بعد انقضاء أجل ثالث شهور ال يمكن تقديم أي‬
‫اعتراض‪.‬‬

‫‪ _31‬زكريا الخياري ‪ ،‬مقال منشور على الموقع ‪zidni3ilma.arzbepro.com‬‬

‫‪ _32‬محمد معترف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪.138‬‬

‫‪21‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫كما يجب على كل متعرض أن يقدم مطلبا للتحفيظ باسمه داخل آجل ثالث شهور‬
‫أخرى تبدأ بعد نهاية األجل األول إلى محافظة األمالك العقارية مع دفع المصاريف‬
‫وبالشكليات المنصوص عليها في نظام التحفيظ العقاري تحت طائلة سقوط حقه‪ ،‬إال ما تكون‬
‫اإلدارة قد اعترت له خالل نفس األجل بتعديل يجري على التحديد السابق‪.‬‬

‫وأما إذا تقدم داخل األجل بمطلب التحفيظ كما يجب فيصبح النزاع قائما بين محضر‬
‫التحديد وبين مطلب التحفيظ ويكزن للمتعرض في هذه المرحلة دور المدعي باالستحقاق‪.33‬‬

‫‪ - 2‬تحفيظ أراضي الجيش بعد التحديد‬


‫ال تغني عملية التحديد اإلداري الدولة عن تحفيظ العقار باسمها والحصول على رسم‬
‫تملك به‪ ،‬بالرغم من أن القرار الوزاري الذي يصدق عمليات التحديد يحدد الملكية للدولة‬
‫(قرار محكمة الرباط بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ 1922‬منشور بمجلة المحاكم المغربية بتاريخ ‪23‬‬
‫فبرير ‪ 1922‬عند انتهاء آجال التعرض وتقديم مطلب التحفيظ من طرف المتعرض يودع‬
‫محضر اللجنة مع نسخ من المطالب المقدمة في حالة وجودها إلى السلطة العليا المكلفة‬
‫بالمصادقة على محضر التحديد‪.‬‬

‫وبما أن هذه األخيرة تعطي للمحضر صفة نهائية ال يمكن الطعن فيها لذلك وجب عدم‬
‫تصديق المحضر قبل وصول شهادة من محافظ األمالك العقارية تتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪‬لم يقع أي تحفيظ الحق ألي قطعة تقع داخل العقار الذي سوف يصادق على تحديده‬
‫‪‬أن أي مطلب تحفيظ اعتراضي لم يقدم خالل األجل القانوني‪.‬‬

‫وبهذا يجرى التصديق على محضر التحديد بمقتضى قرار وزاري غير قابل للطعن‬
‫ويحدد هذا األخير مشتمالت العقار ووضعيته القانونية‪ ،‬وفي حالة عدم تقديم نعرض على‬

‫‪ _33‬زكريا الخياري ‪ ،‬مقال منشور على الموقع ‪zidni3ilma.arzbepro.com‬‬

‫‪22‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫التحديد اإلداري لعقار من أمالك الدولة فإن إعادة سلوك مسطرة التحفيظ العقاري يبقى عمال‬
‫دون جدوى لكون عمليات اإلشهار واإلعالن قد تم استيفاؤها سابقا‪.34‬‬

‫لمعالجة هذه الصعوبات المطروحة على مستوى التحفيظ العقاري ألراضي الجيش‪،‬‬
‫فانه قد تم إبرام اتفاقية بين مجلس الوصاية والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية تهدف‬
‫باألساس إلى معالجة الملفات المتعلقة بالتحديدات اإلدارية الغير المصادق عليها‪ ،‬وكذلك‬
‫اتخاذ جميع الت دابير الالزمة إلخضاع العقارات المفترض أنها جماعية لمسطرة التحديد‬
‫اإلداري أو التحفيظ العقاري‪.35‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلشكاالت التي تثيرها أراضي الجيش‬


‫إن أراضي الجيش تعتبر من بين األنظمة العقارية التي يعرفها النظام المغربي وهي‬
‫تثير مجموعة من اإلشكاالت التي س نحاول رصد أهم جوانبها خصوصا وأنها غير منظمة‬
‫من الناحية القانونية وهو ما سنحاول توضيحه بخصوص هذا المطلب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المنازعات الناتجة عن أراضي الجيش‬


‫كثيرا ما تثار نزاعات حول أراضي الجيش سواء ما بين األفراد المستغلين المنتفعين بها‬
‫والمحسوبين على عائالت الجيش التي منح لها حق االستفادة من هذه األراضي أو بين الدولة‬
‫نفسها‪ .‬وهذه النزاعات يثار اإلشكال حول لمن ينعقد اختصاص النظر في النزاعات المثارة‬
‫حولها‪ ،‬في ظل عدم وجود إطار قانوني يبين الجهة المختصة أو التي ينعقد لها اختصاص‬
‫النظر في هذه المنازعات‪.‬‬

‫‪ _34‬محمد خيري‪ :‬حماية الملكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬دار النشر ‪ ،‬المعرفة ‪2001‬‬

‫‪ _35‬االتفاقية المبرمة بين الوصاية والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ‪ ،‬مؤرخة بتاريخ ‪ ، 2002 /10 /20‬منشورة‬
‫بالموقع االلكتروني ‪: http://www.terrescollectives.ma/Pages/ar/instituts -gestion-1.cshtml‬تاريخ الولوج ‪2016 /04 /9‬‬
‫‪23‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫أوال‪ :‬إشكالية تقنين أراضي الجيش‬


‫أول مالحظة يمكن تسجيلها بهذا الصدد هو عدم وجود أي نص قانوني ينظم أراضي‬
‫الكيش‪ ،‬ففي الوقت الذي نجد فيه العديد من النصوص القانونية بالنسبة ألراضي الجموع‬
‫وحتى قبل صدور ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1919‬الذي نظم الوصاية على هذه األراضي و كيفية‬
‫استغاللها و فض النزاعات بشأنها ‪ ،‬كان هناك ظهير ‪ 7‬يوليوز ‪ 1914‬الذي أحدث ما يسمى‬
‫بالبطاقة و ألزم القاضي قبل تحرير أي عقد ملكية توجيه بطاقة إلى القائد ليقوم بالتحري و‬
‫التأكد من أن تلك األراضي ليست جماعية‪ 36‬وغيرها من النصوص القانونية التي تنظم‬
‫أراضي الجموع في حين ظلت أراضي الكيش تحت وطأة العرف الذي توسع على حساب‬
‫الفراغ القانوني بحيث لم يتم تنظيم هذه األراضي بنص قانوني خاص ينظم تدبير استغالل‬
‫هذه الراضي مما فسح المجال لألعراف و التقاليد التي تختلف من قبيلة ألخرى مما أنتج‬
‫إشكاالت كبيرة على مستوى تداول هذا النوع من األراضي حيث تم تكريس االزدواجية‬
‫التي تعرفها أغلب األنظمة العقارية داخل أراضي الكيش أيضا فأصبحنا أمام نظامين‬
‫مختلفين لكل نظام ذاتيته‪ ،‬ويوجد حاليا نوعين من أراضي الكيش‪:‬‬

‫‪ -‬الكيش المفوت‪ :‬وذلك بتفويت حق الرقبة إلى الجماعات المعنية وبالتالي تسري عليه‬
‫القوانين المنظمة ألراضي الجموع‪.‬‬

‫‪ -‬الكيش غير المفوت‪ :‬ويهم حوالي ‪ 240.000‬هكتار مركز بالخصوص في منطقة‬


‫الحوز‪ ،‬ويبقى هذا النوع من أراضي الكيش خاضعا إلدارة الدولة وتسهر عليه مديرية‬

‫‪- 36‬عبد القادر القطبي‪" :‬وضعية أراضي الجيش بالنسبة ألراضي الجموع "مقال منشور في مجلة المحامي ال عدد ‪ ،4 6‬ص‪.115 :‬‬

‫‪24‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫األمالك المخزنية ويبقى حق االنتفاع بيد الجماعات الكيشية التي تمنحه بدورها لفائدة أبناء‬
‫الجماعة‪.37‬‬

‫إن الناظر للوضع المزدوج الذي تعرفه أراضي الكيش يدرك حجم اإلشكاالت المرتبطة‬
‫بغياب نص قانوني يؤطرها و ينظمها و غياب حق الملكية الذي يعتبر النظام الضامن‬
‫الستقرار الحقوق ‪.‬مما طرح على السلطة صعوبات في وجه تداول العقار خاصة في غياب‬
‫رؤيا اس تراتيجية تشريعية األمر الذي أفضى إلى تنامي ظاهرة العمليات غير المصرح بها‬
‫خاصة أنها ممنوعة من التفويت ومع ذلك تتم تفويتات بين أفراد الجماعة و لفائدة أشخاص‬
‫أجانب عن القبيلة بدون سند قانوني بالنسبة للعقارات غير المحفظة التي تعرف مشاكل‬
‫بالجملة أو العقارات المحفظة و التي يعتبر فيها الرسم العقاري نقطة االنطالق الوحيدة للعقار‬
‫من حيث القانون و الواقع‪ ،‬فهذه العمليات التي أشرنا إليها تتم خارج القانون يجعل عدم وجود‬
‫تطابق بين المعطى القانوني و المعطى الواقعي ألن الرسوم في غياب واقعيتها تصبح ناقصة‬
‫القيمة وفي األمر خطورة كبيرة خاصة عدم ثبات الحقوق و استقرارها وكثرة المنازعات‬
‫بشأنها و التي تجعلها ضعيفة القيمة االئتمانية و عائق من عوائق تحقيق التنمية‪.‬‬

‫كما أن إبقاء ملكية هذه األراضي للدولة يمنح للقبيلة حق االستعمال و االستغالل و‬
‫كنتيجة لذلك أصبح طابع الجمود يلف هذا النوع من العقارات هذه القيود المفروضة قانونا‬
‫على التصرف و االستغالل و تحديدا غياب النصوص القانونية المنظمة ألراضي الكيش ‪،‬‬
‫كما أسلفنا أدى إل ى تحويل بعضها إلى أراضي جماعية و البعض اآلخر إلى ملكية خاصة‬
‫أحيانا بسبب و أحيانا بدون سبب مع العلم أن أراضي الكيش تختلف عن األراضي الجماعية‪،‬‬

‫‪ - 37‬أحمد الداودي‪" :‬ارتباط نظام التحفيظ باألنظمة العقارية"‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لالقتصاد والقانون المقارن‪،‬‬
‫أشغال الندوة الوطنية التي نظمها مختبر الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية مراكش يومي ‪ 18‬و‪ 19‬أبريل‬
‫‪ ،2008‬ص‪.288 :‬‬

‫‪25‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫فاألراضي الجماعية تعتبر ملكا للجماعات الساللية و تخضع في تنظيمها لعدة قوانين خاصة‬
‫بها على وجه الخصوص ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ .1919‬أما أراضي الكيش فتعتبر في األصل‬
‫ملكا من أمالك الدولة الخاصة وللجماعات حق االنتفاع بها ومع ذلك أصبحت بعض هذه‬
‫األراضي مملوكة على وجه الشياع بين أفراد الجماعة التي تقطنها‪ ،‬كما حدث بالنسبة‬
‫ألراضي الكيش بالالوداية بأحواز الرباط حيث سجلت ملكيتهم لها بالمحافظة العقارية بعد‬
‫نزاع طويل أمام المحاكم‪.38‬‬

‫لكن المستفيدين من أراضي الكيش ليس لهم ملكية رقبة األراضي وفقا لما هو عليه األمر‬
‫في نظام الملكية العقارية الخاصة مما يؤدي الى انبثاق مجموع المشاكل من بينها عملية‬
‫االقتناء والتصرف‪.‬‬

‫إن وضعية هذه األراضي تطرح إشكاال قانونيا يتعلق بتدرج القوانين ذلك أن أغلبها مسلم‬
‫لقبائل الكيش بمقتضى ظهائر سلطانية ال يمكن الطعن في صحتها وال إلغاؤها إال بمقتضى‬
‫ظهائر مساوية لها في حين تنشأ إدارة األمالك المخزنية باعتبارها المكلفة بالملك الخاص‬
‫للدولة صكوكا عقارية لهذه األراضي باسمها وقد تفوتها بقرارات إدارية عادية و عندما‬
‫يعرض المنتفعون نزاعاتهم على القضاء و في إطار دعوى التعويض عن االعتداء المادي‬
‫أو رفع اليد فإنهم يواجهون بالصكوك العقارية و يحكم بعدم قبول طلباتهم النعدام الصفة‪،‬‬
‫مع أن الظهير السلطاني ال يمكن أن تقف أمامه القرارات اإلدارية أو الصكوك العقارية‬
‫المقامة في تاريخ الحق على صدوره‪.‬‬

‫باإلضافة إلى هذه اإلشكاالت السابقة هناك أيضا إشكال اشتراط الذكورة كشرط استقرت‬
‫عليها األعراف في مجموعة من القبائل الكيشية لالستفادة من هذه األراضي‪ ،‬و بالتالي‬
‫يستبعد النساء من المشاركة في التقسيم أو االستفادة من حق استغالل أراضي الكيش و ذلك‬

‫‪ - 38‬محمد خيري‪" :‬قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغرب" [م‪.‬س]‪ ،‬ص‪.77 :‬‬

‫‪26‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫ألن العرف جرى على اعتبار هذه األراضي مملوكة للقبيلة بأسرها وليس ألفراد القبيلة ومن‬
‫المبررات المستند عليها أن هذا الشرط يحقق تماسك القبيلة القائم على وحدة الدم و روابط‬
‫النسب المشترك ما دام جميع أفرادها من أصل واحد و يتحقق ذلك في الذكر الذي يتبع دائما‬
‫أباه في نسبه وقد امتد حرمان المرأة من المشاركة في االستغالل ليشمل حرمانها من إرث‬
‫حق استغالل األرض عند تقسيم التركة رغم المبررات المختلفة التي ساقها الذين يتبنون هذا‬
‫التمييز من خالل تكريس هذه األعراف‪ ،‬فهذا العرف يطرح إشكاال في عالقتها مع قواعد‬
‫اإلرث الذي يعتبر قواعده من النظام العام وال يجوز االتفاق على خالفها و مخالف للشريعة‬
‫اإلسالمية و لمبادئ القانون و العدل واإلنصاف‪ ،‬إن اإلقصاء و إن استند إلى عرف و باعتبار‬
‫الدي لم يعد‬ ‫‪39‬‬
‫العرف مصدرا من مصادر التشريع ف إنه ال يعمل به إذا خالف قاعدة شرعية‬
‫ممكنا اليوم أكثر من أي وقت مضى ألنه مخالف للشرع و مخالف لمقتضيات الفصل ‪19‬‬
‫من الدستور‪ 40‬الجديد الذي يكرس مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق و الحريات‬
‫المدنية و السياسية و االقتصادية و االجتماعية و البيئية باعتبار الدستور يسمو على القوانين‬
‫و األعراف كقانون أسمى يوجد على رأس الهرم في إطار هرمية القوانين و تدرجها ‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن األراضي التي تم تحويلها إلى أراضي جماعية في إطار ميثاق‬
‫االستثمارات الفالحية ل ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬تعرف نفس اإلشكاالت التي تعرفها أراضي‬
‫الجموع بحيث كان الهدف تكوين حيازات عقارية مجدية قابلة لالستغالل ال تقل عن ‪5‬‬
‫هكتارات وأقل تشتتا وذلك بإصدار مجموعة من القوانين التي تهدف إلى الحد من تفتيت هذه‬
‫األراضي لكن الجزيء الفعلي لهذه األراضي أفرغ هذه اإلجراءات من محتواها‪.‬‬

‫‪_ 39‬محمد مومن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 77 :‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ "_ 40‬يتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة بالحقوق والحريات المدنية‬
‫والسياسية واالقتصادية وا الجتماعية والثقافية‬
‫والبيئية الواردة في هذا الباب من الدستور وفي مقتضيات أخرى‪ ،‬وكذا في االتفاقيات والمواثيق الدولية كما صادق عليها‬
‫المغرب‪ ،‬وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها‪ ،‬تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ التكافؤ بين الرجال‬
‫والنساء‪ .‬وتحدث لهذه الغاية‪ ،‬هيئة للتكافؤ ومكافحة كل أشكال التمييز "‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫بما أنه ال يوجد إطار قانوني ينظم أراضي الكيش فإن النزاعات المرتبطة بها ال تستقر‬
‫على حال فرغم وضوح الفصل ‪ 16‬من ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1919‬الوحيد الذي خص به‬
‫المشرع أراضي الكيش‪.‬‬

‫هذا الفصل وإن تضمنت فقرته األولى على أن مقتضياته ال تسري على أراضي الكيش‬
‫جاءت فقرته الثانية واألخيرة لتضيف بأن ذلك ال يمنع المكلف على الجماعات من القيام‬
‫بماله من التفويضات بالدفاع عن مصالح الجماعات فيجري سياق هذا الفصل على‪" :‬ال‬
‫تجري مقتضيات ظهيرنا على األراضي المختصة بالكيش وال على الغابات التي تتصرف‬
‫العشائر األصلية على وجه االشتراك بينها بل تبقى هذه األراضي قابلة للتفويت‪.‬‬

‫ال تمنع المقتضيات السابقة المكلف بالوالية على الجماعات من القيام بماله من‬
‫التفويضات للمدافعة عن مصالح تلك الجماعة‪" .‬‬

‫فظاهر الفصل يوحي بأن األمر ال يشوبه أي غموض‪ ،‬وبالتالي فإن سلطة الوصاية وقبلها‬
‫المجلس النيابي ال دور لهما على أراضي الكيش وال يمكن تصور اختصاص أي منها للبث‬
‫في النزاعات التي تثار بين مستغلي هذه األراضي إال في حالة واحدة وهي المتعلقة بالمس‬
‫بمصالح الجماعة‪.‬‬

‫غير أن ما جرى به العمل وما زال معموال به لحد اآلن هو أن جميع النزاعات وكيفما‬
‫كان نوعها يقع البث فيها من طرف السيد القائد بمحضر النواب وترفع االستئنافات التي تقع‬
‫على األحكام إلى مجلس الوصاية‪.‬‬

‫ونقطة التحول في هذا المسار جاءت بعد إصدار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا)‬
‫المسمى بقرار العيساوي والذي ذهب إلى أن مجلس الوصاية غير مختص بإصدار قرار‬
‫فيما يخص استغالل أراضي الكيش وكل اختصاص بشأنه حسب الفصل ‪ 16‬هو الدفاع عن‬
‫مصالح الجماعة المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫وقد يظهر للبعض أن هذا القرار حسم اإلشكال فيما يخص وضعية األراضي والجهة‬
‫المختصة للبث فيها غير أن العكس هو الصحيح فهذا القرار رغم كونه طيق الفصل ‪16‬‬
‫تطبيقا سليما غير أن القياد ال زالوا يبثون في النزاعات كيفما كانت طبيعتها سواء همت‬
‫نزاعات بين األفراد أو طالت عالقات هؤالء بالجماعات‪.‬‬

‫فضال عن هذه اإلشكاالت المتعلقة بال منازعات القضائية فإن المتتبع لهذه األخيرة يخرج‬
‫بخالصة وحيدة‪ ،‬وهي أن المستغل الذي يجد نفسه مضطرا للجوء إلى القضاء قصد المطالبة‬
‫باستحقاقه عن االستغالل يصعب عليه الحصول على الوثائق المثبتة لهذا الحق وكذلك معرفة‬
‫الجهة التي سيعرض عليها نزاعه‪.‬‬

‫ونظرا لكون أراضي الكيش ل يست بعيدة عن المجال الحضري بل على العكس من ذلك‬
‫مما يجعلها تقف عائقا في وجه التعمير‬ ‫‪41‬‬
‫فأغلب مدن المغرب محاطة بهذه األراضي‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‪( ،‬تصميم التهيئة تصميم التحفيظ) إال أن الوضعية‬
‫المعتمدة للمنظومة العقارية تطرح أكثر من إشكال أمام المخططين الذين يصطدمان‬
‫بالعراقيل و المشاكل التي تطرحها بعض األنماط من الملكية العقارية‪ ،42‬فأراضي الكيش‬
‫خاصة التي تقع وسط الجماعات العمرانية أو بالمناطق الحضرية و التي تعتبر المجال‬
‫األنسب التوسيع المدينة تطرح صعوبات قانونية و عملية فالصعوبات القانونية تتجلى في‬
‫خضوعها لألنظمة و األعراف المحلية‪ ،‬أما الصعوبات العملية فهي صعوبة التوفيق بين‬
‫مطالب الجماعات الكيشية و متطلبات التخطيط المحكم‪ ،‬خاصة أن أراضي الكيش تفتقد إلى‬
‫قانون ينظم ويضبط عالقتها بالجماعات التي تقيم عليها من حيث التسيير و التصرف فيها‪،‬‬
‫و عموما في مجملها تثير إشكاالت شبيهة بتلك التي تطرحها األراضي الجماعية‪ 43‬خاصة‬

‫‪_ 41‬عبد القادر قطيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 116 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ _ 42‬أحمد الهرجين‪" :‬التعمير والتنمية المستدامة‪ ،‬العقار كأس للتخطيط وانعكاساته على التنمية “‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪146 :‬‬
‫و‪.147‬‬
‫‪ ._ 43‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ 147 :‬و‪.148‬‬
‫‪29‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫فيما يتعلق باقتنائها‪ ،‬مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تنامي ظاهرة السكن العشوائي و‬
‫المضاربات العقارية غير المشروعية التي ترمي إلى فرض سياسة األمر الواقع‪.‬‬

‫فمع صالبة هذا النوع من األنظمة العقارية في وجه التعمير ومتطلباته‪ ،‬لذا أصبحنا نشاهد‬
‫سياسة رسمية للتعمير‪ ،‬يقابلها تعمير إرادي‪ ،‬يفرض نفسه على المخططين في غياب احترام‬
‫للقانون والمراقبة الفعالة‪.‬‬

‫وخالص القول إن أراضي الكيش ما زالت تعاني من غياب نص قانوني خاص به‬
‫ينظم حق الملكية واالستغالل الشيء الذي يجعل مساحته تتراجع يوما بعد آخر‪ ،‬وما يدعم‬
‫هذا الطرح فبعد أن كانت تمثل قبل الحماية ‪ 769‬ألف هكتار لتتقلص تدريجيا إلى أن بلغت‬
‫‪ 240‬ألف هكتار‪ ،‬ويعزى ذلك إلى االستيالء عليها‪ 44‬من طرف المعمرين والتمليك من‬
‫طرف المغاربة ذوي النفوذ‪ ،‬وألسباب أخرى حسب كل حالة على حدي‪ ،‬األمر الذي يجعلنا‬
‫نتساءل حول الجهات المختصة في النظر في المنازعات المرتبطة بنظام أراضي الكيش‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انعقاد االختصاص في اراضي الجيش‬


‫باعتبار الدعوى وسيلة قانونية لحماية حق‪ ،‬فإن الدعوى العقارية هي تلك الدعوى‬
‫التي ترمي إلى حماية حق عيني عقاري كما هو محدد بمقتضى النص القانوني‪ ،‬ولما كانت‬
‫واردة على سبيل الحصر فإن الدعاوى المتعلقة بها تأخذ بدورها صفة الحصرية‪،45‬‬
‫وبالرجوع الى موضوع اراضي الجيش فإن هذه الدعاوى تزداد حصرية نظرا لطبيعة الحق‬
‫العائد لهذه القبائل‪ ،‬لتظل لهذه القبائل واالفراد إمكانية رفع دعوى تثبت أحد الحقوق العينية‬
‫المدعى بها كالسكنى واالنتفاع‪ ،‬أو دعوى إنكار هذه الحقوق‪ .‬إال أن االشكال يثار بخصوص‬

‫‪_ 44‬أحمد الداودي‪" :‬محاضرات في القانون الفالحي"‪ ،‬ألقيت على طلبة الفوج الثاني‪ ،‬ماستر‬
‫العقار والتعمير سنة ‪.2013-2012‬‬

‫‪_ 45‬عبد الكريم الطالب‪ :‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬طبعة أبريل ‪ 2009‬ص ‪.152‬‬

‫‪30‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫انعقاد االختصاص للبث في القضايا المتعلقة بنزاع بشأن أراضي الجيش‪ ،‬خاصة أمام عدم‬
‫وجود نصوص قانونية تسند االختصاص الى جهة معينة‪ .‬ليظل الفصل ‪ 16‬من ظهير ‪1919‬‬
‫الذي جاء على ذكر أراضي الجيش حيث جاء فيه" ال تجري مقتضيات ظهيرنا هذا على‬
‫االراضي المختصة بالجيش وال على الغابات التي تتصف العشائر االصلية على وجه‬
‫االشتراك بينها‪ ،‬بل تبقى هذه األراضي قابلة للتفويت‪ .‬ال تمنع المقتضيات السابقة المكلف‬
‫بالوالية على الجماعات من القيام بماله من التفويضات للمدافعة عن مصالح تلك الجماعة"‪.‬‬
‫هذا الفصل وإن تضمنت فقرته األولى عدم سريان مقتضياته على نظام اراضي الجيش لتأتي‬
‫الفقرة الثانية منه لتضيف امكانية المدافع عن مصالح تلك الجماعات‪ ،‬وبالتالي فلما تعلق‬
‫االمر بنزاع بين األفراد المنتفعين فإن االختصاص ينعقد للقضاء العادي‪ ،‬وال يخضع لسلطة‬
‫الوصاية على األراضي الجماعية بصريح الفصل ‪ 19‬من ظهير‪ ،461919‬حيث ينعقد‬
‫االختصاص فيه الى القضاء العادي‪ ،‬كم ا استقر على ذلك العمل القضائي وانعقاد‬
‫االختصاص لهذه المحاكم ب النظر في النزاعات الناشئة بين المنتفعين للقضاء العادي‪ ،‬راجع‬
‫لكون هذا االخير صاحب الوالية العامة‪ ،‬طالما ال يوجد اي نص قانوني يسند االختصاص‬
‫الى جهة قضائية أو إدارية أخرى‪.‬‬

‫اما إذا كان النزاع في مواجهة سلطة الوصاية او إدارة األمالك المخزنية فإن االختصاص‬
‫ينعقد لالختصاص االداري‪ .‬لنستخلص من هذه النصوص وجود توزيع االختصاص بين‬
‫هيئتين مختلفتين األولى هي مصلحة األمالك المخزنية التي تتولى تدبير شؤون اراضي‬
‫الجيش وهي وصاية على العقار بينما تنصب سلطة الوصاية الثانية على األراضي الجماعية‬
‫التي تتولى الدفاع عن مصالح قبائل الجيش وهي وصاية عن القبيلة وذلك راجع اساسا للطابع‬
‫الخاص لهذه األراضي المتمثل في كونها ملك للدولة وهوما يبرر تدخل مديرية األمالك‬

‫‪_46‬قرار المجلس األعلى رقم ‪ 136‬صادرة بتاريخ رابع مايو ‪ 1979‬ملف إداري رقم ‪ 451913‬مشار إليه بمجلة األمالك‬
‫ال عدد‪.2010. 8‬‬
‫‪31‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫المخزنية وكذا طبيعة االستغالل الجماعي الذي يبرر تد خل وزارة الداخلية غير أن هناك‬
‫توجهات قضائية‪ 47‬تعتبر أن أراضي الكيش كما سبقت اإلشارة الى ذلك‪ ،‬هي أراضي حتمتها‬
‫ظروف الحرب ذلك أن المخزن سلمها الى االفراد قصد استغاللها مقابل خدمتهم داخل‬
‫الجيش السلطاني‪ ،‬و هذه االراضي ملك خاص للدولة يستفيد األفراد فيها بحق االنتفاع أو‬
‫االستغالل الشخصي ويورث هذا الحق إال أنه ال يمكن تفويته و ال قسمته قسمة بتية وال‬
‫الحجز عليه‪ ،‬وال يسري عليه نظام التقادم‪ ...‬و في هذا الصدد كرست المحكمة االبتدائية‬
‫بمراكش نفس ما ذهب إليه المجلس االعلى من خالل اعتبار ان النزاعات المتعلقة بأراضي‬
‫الجماعا ت هي التي يختص مجلس الوصاية بالنظر في النزاعات المتعلقة بها‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫ألراضي الكيش فان االجتهادات القضائية والعمل القضائي استقر على اختصاص القضاء‬
‫العادي للبث في النزاعات المتعلقة بها‪.48‬‬

‫بقراءة متأنية لهذه القرارات يتضح جليا بأن موقف القضاء من االختصاص في‬
‫القضايا او المنازعات المتعلقة بهذه األراضي‪ ،‬نجده يكرس قاعدة واحدة مفادها؛ أن‬
‫االختصاص في هذه القضايا يعود للقضاء العادي وذلك من خالل مجموعة من األحكام‬
‫الصادرة عن محاكم الموضوع وكذلك القرارات الصادرة عن محكمة النقض‪ .‬ورغم صدور‬
‫هذه القرارات إال أن المالحظ أن سلطات الوصاية مازالت تبث في هذه النزاعات كيفما كانت‬
‫طبيعتها سواء همت منازعات بين األفراد أو طالت عالقة هؤالء بالجماعات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلجراءات المتخذة لتسوية أراضي الجيش‬


‫عملت الدولة على اتخاذ مجموعة من اإلجراءات من أجل إيجاد بعض الحلول للمشاكل‬
‫التي يتخبط فيها هذا الوعاء العقاري‪ ،‬ومع ذلك ينبغي اتخاذ إجراءات فعالة لتأهيل هذا النظام‪.‬‬

‫‪ _ 47‬يرجع إلى القضاء العادي‪ ،‬وال يخضع لسلطة الوصاية على األراضي الجماعي‪.‬‬

‫‪_ 48‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمراكش بتاريخ ‪2008 /02/11‬ماف عدد ‪ 2006/09/ 914‬منشور بمجلة األمالك‬
‫العدد ‪ 8‬سنة ‪2010‬‬
‫‪32‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫أوال‪ :‬أهم اإلجراءات المتخذة‬


‫ضمن الناحية القانونية يمكن القول إنه لحد اآلن لم يصدر ظهير خاص بهم أراضي الكيش‬
‫في مجمله مثله مثل باقي األنظمة العقارية‪.‬‬

‫ومن أهم ما صدر بخصوص هذه األراضي يمكن جرد ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الدورية الوزارية بتاريخ فاتح نونبر ‪ 1912‬التي تحت على أن أراضي الكيش غير قابلة‬
‫للتفويت‪ ،‬وبعد ذلك ظهير ‪ 7‬يوليوز ‪ 1914‬نص على أن أراضي الكيش غير قابلة للتفويت‪،‬‬
‫كما أن دورية ‪ 19‬فبراير ‪ 1944‬أكدت على عدم قابلية هذه األراضي للتفويت‪ ،‬وهذه‬
‫المقتضيات كلها كانت تهدف إلى حماية هذه األراضي من الترامي والتفويت للغير‪ ،‬لكن في‬
‫غياب طرح بديل من أجل تسهيل اقتنائها وتسخيرها في مشاريع استثمارية تجعل هذه‬
‫المقتضيات قاص رة نظرا لورودها بشكل عام من غير تفصيل‪.‬‬

‫أما بخصوص التحديد اإلداري‪ ،‬بما أن حق الرقبة في أراضي الكيش يعود للدولة فإن‬
‫تحديدها يمكن أن يتم وفق مقتضيات ظهيرة يناير ‪ 1916‬الذي ينظم التحديد الخاص ألراضي‬
‫الدولة ‪ ،‬ومن شأن هذا التحديد أن يمنح لها القوة الحمائية وضمان حق االستغالل لفائدة‬
‫المستغلين و حق الرقبة لفائدة الدولة‪ ،‬ولعل أهم إجراء متخذ في سبيل ضبط الوضعية‬
‫العقارية األراضي الكيش هو تحديدها ‪ ،‬لذلك فإن جل األراضي تم تحديدها مباشرة بعد‬
‫صدور ‪ 3‬يناير ‪ 1916‬ولم تبقى سوى تلك التي عرفت تعرضا من طرف القبائل المستغلة‬
‫مدعية أنها تملك هذه األراضي ملكا خاصا‪ ،‬أما عملية التحفيظ رغم مجانيتها فإن جل أراضي‬
‫الكيش غير المفوت لم يتم تحويل تحديد أنها اإلدارية إلى رسوم عقارية وذلك إما لعدم رغبة‬
‫الجماعات المستغلة و إما لعدم جدوى هذه العملية بالنسبة للدولة لكون هذه األراضي تستغل‬
‫من طرف القبائل‪ ،‬و بالتالي فإن الدولة ال تستفيد منها مباشرة ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫فكما سبقت اإلشارة إلى أن أراضي الكيش تكون للدولة ملكية األصل أو الرقبة على‬
‫الدوام‪ ،‬في حين تتمتع القبيلة المعنية في الكيش باالنتفاع‪ ،‬وثمة تصور إلى انتقال أراضي‬
‫الكيش في بداية األمر إلى الخضوع لنظام األراضي الجماعية الساللية ثم تقوم الدولة في‬
‫نطاق هذه الفرضية بالتخلي دون عوض عن ملكية الرقبة لصالح الجماعة المعنية وقد تم‬
‫تطبيق هذا المشروع على ما مقدار ‪ 34‬ألف هكتار بمنطقة الحوز في انتظار خضوع هذه‬
‫المساحة الكيشية إلى التحول إلى التمليك و هي بحوالي ‪ 240‬ألف هكتار و كذا إجراء التحديد‬
‫اإلداري في اسم الجماعات الساللية المستغلة بما يقدر ‪ 18629‬هكتار‪ ،‬وكذا إجراء التحديد‬
‫اإلداري في اسم الجماعات المعنية لمساحة ‪ 8000‬هكتار آخر‪.49‬‬

‫كما أن األراضي المتواجدة تحتل نسبة مهمة من النسيج العقاري األراضي‬


‫الكيش بالمغرب بحيث تناهز ‪ 220‬ألف هكتار أي ما يفوق ‪ % 35‬ويوجد جزء هاما من هذه‬
‫األراضي يوجد داخل هذه األراضي يوجد داخل الدائرة السقوية للنفيس‪ ،‬وتماشيا مع‬
‫مرتكزات ومقتضيات ميثاق االستثمارات الفالحية فإن أهم إجراء تم تبنيه في هذا اإلطار‪:‬‬

‫‪ -‬التسوية القانونية لألراضي ذات الصفة الجماعية ‪ ،‬فتبعا لمقتضيات الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 59-30‬بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬المتعلق باألراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر‬
‫الري و اعتبار لحجم المساحات الزراعية ألراضي الكيش بدائرة النفيس‪ ،‬رفع المكتب‬
‫الجهوي لالستثمار الفالحي بالحوز هذا الموضوع للدوائر الحكومية العليا سنة ‪1978‬‬
‫بفرض إيجاد تسوية لهذه األراضي ترتب عنه إحداث لجنة وطنية في بداية الثمانينات لدراسة‬
‫الموضوع ‪ ،‬و الذي توصلت فيه إلى تفويت حق الرقبة على أراضي الكيش لصالح الجماعات‬

‫‪ - 49‬محمد بن أحمد بونبات‪" :‬الحقوق على العقارات “‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪،2008‬‬
‫ص‪.22 :‬‬

‫‪34‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫الساللية لتصبح هذه األراضي تحت طائلة القانون المنظم لألراضي الجماعية بدوائر الري‪،‬‬
‫وفي هذا اإلطار صدرت الدورية المشتركة لوزارة الداخلية و اإلعالم ووزارة الفالحة‬
‫واالستثمار الفالحي لإلسراع بتطبيق مقتضيات الظهير رقم ‪ 1-69-30‬حيث نصت الدورية‬
‫على مجموعة من المقتضيات التي تهدف باألساس إلى إعطاء المستغلين لألراضي الجماعية‬
‫الفالحية الواقعة بدائرة الري‪ ،‬االستقرار الضروري الذي يمكن من تحقيق استثمار عصري‪،‬‬
‫ولهذا الغرض وضع هذا القانون مسطرة ترمي إلى إحداث قطع أرضية قابلة لالستثمار ال‬
‫تقل عن ‪ 5‬هكتارات‪ ،‬وتبدأ المسطرة بوضع لوائح ذوي الحقوق من طرف مندوبي كل هيئة‬
‫نيابية معني ة باألمر و المصادقة عليها ونشرها بالجريدة الرسمية‪ ،‬و أخيرا القيام بتجزئة‬
‫األراضي الجماعية من طرف المصالح التقنية لوزارة الفالحة واالستثمار الفالحي بخلق‬
‫وحدات فالحية قابلة لالستغالل و ذلك بناء على قرار وزاري مشترك‪.‬‬

‫وقد أعطت هذه الدورية المشتركة دعما كبيرا لعملية التسوية‪ ،‬وانكبت اللجن‬
‫اإلقليمية على عملها الذي تقدم بصفة جيدة خصوصا بمنطقة المكتب الجهوي للحوز‪.‬‬

‫إال أن بعض العمليات تميزت بالبطء الشديد خصوصا في تسجيل لوائح ذوي‬
‫الحقوق مما دفع بالدوائر الحكومية إال إصدار دورية مشتركة عدد ‪ 47‬بتاريخ ‪ 5‬أبريل‬
‫‪ 2002‬جاءت بشكل مفصل لتسهيل عمل اللجن النيابية في وضع لوائح ذوي الحقوق بتحديد‬
‫مسطرة واضحة المعالم مع المدة الزمنية الخاصة بكل عملية‪ ،‬كما حددت رئاسة اللجن‬
‫اإلقليمية‪ ،‬وحددت االجتماعات الدورية للجنة المركزية كل ‪ 3‬أشهر‪ ،‬إال أن كل هذا المجهود‬
‫يبقى قاصرا ما دامت أغلب العقارات الجماعية خارجة عن دائرة التحفيظ‪.50‬‬

‫‪ _ 50‬عبد اللطيف الفحلين‪" :‬العقار بمنطقة الحوز وإشكالية االستثمار " مقال منشور في كتاب العقار واالستثمار‪ ،‬نشر مركز الدراسات القانونية‬
‫المدنية والعقارية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2005‬ص‪ 61 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الواجب اتخاذها‬


‫يمكن اعتبار الرصيد العقاري بالمغرب في تنوعه و امتداده بين العقار الصالح‬
‫للزراعة والرعي و الصناعة وشتى األغراض األخرى مقوما من مقومات التنمية و ذلك لو‬
‫تم تفكيك معضلته الناجمة عن عدم متابعته و جعله طوع الحاجة الحقيقية ألن اإلرث‬
‫التاريخي يحد من طواعيته و استخدامه منذ قرون في مناطق كثيرة من المغرب‪ ،51‬ومن‬
‫مظاهره تعدد األنظمة العقارية المتشعبة المسالك وما يدل على ذلك ما تتميز به أراضي‬
‫الكيش من خصوصيات ضاربة في عمق التاريخ‪ ،‬و من هذا المنطلق تحديدا فأي إجراء‬
‫يرمي إلى البحث عن آفاق جديدة تدمجها في الحياة االقتصادية و االجتماعية ال يمكن فصلها‬
‫عن الواقع التاريخي و السياق اال جتماعي و الحقوقي لهذه األراضي لذا يتعين أن تكون‬
‫المقاربة مندمجة في آفاقها و أهدافها و تصوراتها وتشاركية تأخذ بعين االعتبار مصالح كل‬
‫األطراف المتدخلة في أراضي الكيش‪ ،‬وعليه يتعين في بادئ األمر إصدار ترسانة تشريعية‬
‫تنظم كيفية التصرف و تمدد أنماط االستغالل للحد من توغل األعراف المخالفة للقوانين و‬
‫التي ترسخت بفعل غياب إطار قانوني ينظم أراضي الكيش‪ ،‬ونظرا لما تثيره عملية اقتناء‬
‫أراضي الكيش من صعوبات و إشكاليات قانونية كثيرة لعدم قابليتها للتفويت فاألمر يستدعي‬
‫وضع مشروع قانون بشأن الترخيص في تفويت أراضي الكيش غير المفوت إلى‬
‫مستغليها‪ .52‬و رفع الحواجز القانونية المانعة من تفويتها بغية جعل هذه األراضي قابلة‬
‫للتداول داخل السوق العقارية إلحداث مشاريع اقتصادية وسكنية ألن التحديات المستقبلية و‬
‫الطلب المتزايد يحتم تدبير عقالني ألراضي الكيش وجعلها رهن االستثمار الوطني و‬

‫‪ _ 51‬محمد بن أحمد بونبات‪" :‬الحقوق على العقارات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7 :‬‬

‫‪ _ 51‬أحمد المريني‪" :‬الهياكل العقارية الفالحية بالمغرب" مقال منشور بكتاب العقار واالستثمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪36‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫األجنب ي النافع و أيضا لتوفير احتياطات عقارية مهمة باستيعاب النمو الديمغرافي و العمراني‬
‫خاصة أن بعضها يكتسي أهمية بالغة بسبب وجودها بضواحي المدن و البعض منها داخل‬
‫المدار الحضري بحيث أصبحت قبلة لتوسع هذه المدن لذلك فينبغي بلورة سياسة جديدة‬
‫لألراضي الكيش عبر التحديد الدقيق لذوي الحقوق و التفكير في تعويضهم بأراضي أخرى‬
‫خارج المدار الحضري عبر صيغة توفيقية تجعل هذه األراضي قابلة لالستثمار ‪.‬‬

‫و اعتبارا لألهمية القصوى لعملية التمليك على مستوى تحصين حق الملكية و االستغالل‬
‫بهذه األراضي وتأثير ذلك إيجابا على تعبئة الثروة العقا رية في المسيرة التنموية ‪ ،‬فإنه يقترح‬
‫مواصلة هذه العملية و تمديدها إلى األراضي الزراعية الواقعة خارج دوائر الرعي‪ ،‬أما‬
‫األراضي الرعوية فيقترح إيجاد صيغ عصرية لالستغالل بصفة جماعية و حتى يتم اإلسراع‬
‫بإنجاز هذه العملية فإن التمليك ينبغي أن يكون متشاورا بشأنه في مبدئه كما في طرقه و‬
‫مساطره ويلزم األمر أيضا تحسين المعطيات و اإلحصائيات المتعلقة بهذه األراضي و‬
‫تصفية وضعيتها بواسطة التحف يظ و التحديد ألن التحفيظ يعطي وضعية قانونية واضحة و‬
‫مستقرة للعقار سواء من حيث وضعه المادي أو القانوني و ضرورة تبيين الرسوم العقارية‬
‫من أجل جعلها مطابقة للواقع مع تحديد لوائح ذوي الحقوق بشكل نهائي و مراعاة حقوق‬
‫المرأة و تهيئ الظروف و الشروط الالزمة إلنجاح عملية التملك لفائدة ذوي الحقوق خاصة‬
‫الظروف المادة و الفنية واألمنية‪ ،‬بل أكثر من ذلك يجب وضع خريطة ودليل خاص لهذه‬
‫األراضي من حيث مساحتها و إمكاناتها اإلنتاجية و تحديد األغراض و االستثمارات التي‬
‫تصلح لها من فالحة و صناعة و مشاريع سياحية وسكن‪ ،‬إن هذه االقتراحات لن تعطي أكلها‬
‫إذا ظلت منحصرة في حيزها النظري مالم يوكبها تنزيل و تفعيل على أرض الواقع و ذلك‬
‫من أجل بلوغ الهدف المشترك و هو اإللغاء التدريجي لتعدد األنظمة العقارية ليصبح نظاما‬
‫واحدا وهو نظام الملك الخاص باعتباره أكثر طمأنة واألكثر منحا للضمانات و جلب‬
‫لالستثمارات‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫وفي األخير وكما جاء في الميثاق الوطني إلعداد التراب الوطني فإن الوقت قد حان‬
‫من أجل انتهاج سياسة عقارية تنطلق من مبدأ أن األرض ثروة وطنية ذات وظيفة اقتصادية‬
‫واجتماعية ‪ ،‬لذا يتعين التعامل معها من منظور المنفعة العامة‪ ،‬مما يعني العمل على إزاحة‬
‫العوائق التي تقيمه ا الهياكل العقارية في وجه االستثمار‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫في الحقيقة يصعب ختم هذا الموضوع دون التذكير بخطورة عدم تنظيم أراضي الجيش‬
‫من طرف المشرع‪ ،‬بالرغم من أهميته بين باقي األنظمة العقارية‪ ،‬وهذه الخطورة كفيلة‬
‫لوحدها بالبحث والتأمل في مجموعة من االجتهادات القضائية وبعض النصوص القانونية‬
‫المنظمة لألمالك المشابهة‪ ،‬الستجالء المشاكل الناتجة عن هذا النظام والعمل على تجاوزها‪.‬‬

‫خالصة القول إن تعدد األنظمة العقارية بالمغرب عموما يثير العديد من اإلشكاالت‬
‫القانونية والواقعية التي تستدعي معالجة آنية‪ ،‬من خالل تهييئ استراتيجية مثالية للقضاء‬
‫على المشاكل التي تحول دون تسوية الوعاء العقاري‪ ،‬وبعبارة أوضح ينبغي اتباع‬
‫مسلك تدريجي للقضاء على تعدد األنظمة العقارية لجعلها نظام واحد‪ ،‬تحقيقا لألمن والعدالة‬
‫العقاريين‪.‬‬

‫كما يتضح أن أراضي الجيش اقتصرت في خضوعها وتتبعها بواسطة أعراف وتقاليد‬
‫تكاد تختلف باختالف الجماعة أو القبيلة التي تنتمي إليها‪ ،‬ترتبت عن ذلك نتائج سلبية تنصب‬
‫في األساس على المجال السوسيوإقتصادي‪ ،‬حيث تشكل عائقا لعجلة االستثمار في بالدنا‪،‬‬
‫لكل هذا وذاك البد من نهج تصور واضح ومشخص لنظام أراضي الجيش في النطاقين‬
‫الفالحي والحضاري‪.‬‬

‫وفيما توصلنا اليه من خالل دراسة هذا الموضوع أن المستغل الذي يجد نفسه مضطرا‬
‫للجوء إلى القضاء قصد المطالبة باستحقاقه لحق االستغالل‪ ،‬يصعب عليه الحصول‬
‫على الوثائق المثبتة لهذا الحق وكذلك معرفة الجهة التي سيعرض عليها نزاعه‪،‬‬
‫وبالتالي كيف يعقل أن يتصرف الشخص في عقار لسنوات إرثا من أجداده ويصبح‬
‫بين عشية وضحاها مرمي به في الشارع بدعوى انه محتل بدون سند؟‬

‫‪39‬‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪ -1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -2‬العمل القضائي‪:‬‬
‫قرار عدد ‪ ، 3311‬المؤرخ يف ‪ ، 2007/10/17‬ملف عدد‬ ‫‪‬‬ ‫محبوب‪ ،‬أساسيات يف أحكام‬ ‫ي‬ ‫محمد‬ ‫‪‬‬
‫‪ ، 2006/3/1/2609‬منشور بمجلة المجلس األعىل عدد‬ ‫الشهر العقاري والحقوق العينية العقارية‬
‫‪ ، 69‬الصفحة ‪ 35‬وما يليها‪.‬‬
‫المغرب‪ ،‬مطبعة‬ ‫ر‬
‫التشي ع‬ ‫يف ضوء‬
‫قرار صادر عن استئنافية مراكش‪ ،‬عدد ‪ ، 719‬بتاري خ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬
‫‪ ، 2004/11/4‬ملف رقم ‪ ، 2004/7/1330‬منشور بمجلة‬ ‫المعارف الجديدة الطبعة األوىل ‪2017‬‬
‫ر‬
‫اض‬
‫الحقوق المغربية‪ ،‬التشيعات األساسية يف منازعات أر ي‬
‫الجماعات الساللية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 2012‬الصفحة‬ ‫اض‬‫عبد الوهاب رافع‪ ،‬منافع الجيش وأر ي‬ ‫‪‬‬
‫‪.273‬‬ ‫الجماعات الساللية‪ ،‬األنظمة العقارية يف‬
‫قرار عدد ‪ 3311‬المؤرخ يف ‪ 2007|10|17‬يف الملف عدد‬ ‫‪‬‬ ‫الت نظمها مرك ز‬
‫المغرب‪ ،‬أعمال الندوة الوطنية ي‬
‫‪ 2006|3|1|2609‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعىل‬ ‫الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية‬
‫العدد ‪ 69‬صفحة ‪ 35‬وما يليها‪.‬‬
‫يوم‬‫القاض عياض بم راكش ي‬
‫ي‬ ‫الحقوق‪ .‬جامعة‬
‫قرار عدد ‪ 136‬صادر بتاري خ ‪ 4‬ماي ‪ 1979‬منشور بمجلة‬ ‫‪‬‬
‫قضاء المجلس األعىل عدد ‪ ) 1980( 30‬صفحة ‪ 125‬حكم‬ ‫‪5‬و‪ 6‬أبريل ‪2002‬‬

‫‪‬‬
‫معتف نظام‬ ‫صادر عن محكمة النقض أشار إليه محمد ر‬
‫شعي‪ ،‬الممتلكات العقارية‬
‫ر‬ ‫عبد الواحد‬
‫الجيش بالمغرب م‪.‬س صفحة ‪.138‬‬
‫للجماعات المحلية بالمغرب‪ ،‬مطبعة فضالة‬
‫قرار المجلس األعىل رقم ‪ 136‬صادرة بتاري خ رابع مايو‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1979‬ملف إداري رقم ‪ 451913‬مشار إليه بمجلة األمالك‬ ‫المحمدية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص‪249‬‬
‫ال عدد‪.2010. 8‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمراكش بتاري خ‬ ‫‪‬‬ ‫الهادي مقداد‪ ،‬السياسة العقارية يف ميدان‬ ‫‪‬‬
‫‪2008 /02/11‬ماف عدد ‪ 2006/09/ 914‬منشور بمجلة‬ ‫التعمي والسكنى الطبعة االوىل لسنة ‪،2000‬‬
‫ر‬
‫األمالك العدد ‪8‬سنة ‪.2010‬‬ ‫مطبعة النجاح الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.86‬‬

‫‪ -3‬النصوص القانونية‪:‬‬ ‫ادريس الفاخوري‪ ،‬مدونة الحقوق العينية عىل‬ ‫‪‬‬


‫ضوء قانون ‪ ،08-39‬الطبعة األوىل ‪،2012‬‬
‫ظهير فاتح يوليوز ‪ 1914‬المتعلق بالملك العمومي‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪‬‬ ‫الصفحة ‪.74‬‬
‫الرسمية عدد‪ 62‬بتاريخ ‪ 10‬يوليوز ‪ ،1914‬ص‪275‬‬
‫تغيته وتعديله‬‫ظهت ‪ 03‬يناير ‪ 1916‬كما وقع ر‬
‫ر‬ ‫‪‬‬
‫خيي‪ :‬حماية الملكية العقارية ونظام‬ ‫محمد ر‬ ‫‪‬‬
‫التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬دار النشر‪ ،‬المعرفة‬
‫ظهت ‪ 27‬أبريل ‪ 1919‬بتنظيم الوصايا اإلدارية‬
‫ر‬ ‫‪‬‬ ‫‪2001‬‬
‫وتسيت وتفويت‬ ‫ر‬ ‫عىل الجماعات‪ ،‬وتنظيم‬
‫تغيته وتتميمه‬
‫األمالك الجماعية وقع ر‬ ‫"التعمي والتنمية‬
‫ر‬ ‫أحمد الهرجين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المستدامة‪ ،‬العقار كأس للتخطيط‬
‫‪ -4‬المقاالت‪:‬‬ ‫وانعكاساته على التنمية “‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫وزارة الداخلية‪ ،‬الجماعات الساللية واألراضي الجماعية‬ ‫‪-‬‬ ‫ص‪ 146 :‬و‪.147‬‬
‫‪www.‬‬ ‫اإللكتروني‬ ‫بالموقع‬ ‫منشور‬
‫‪terrescollectives.ma/page/or/instituts-‬‬
‫مقال‬ ‫أحمد الداودي‪" :‬محاضات يف القانون‬ ‫‪‬‬
‫‪ gestion-1 cshtnl‬بتاريخ ‪2016/09/04‬‬
‫الفالح"‪ ،‬ألقيت عىل طلبة الفوج الثاني‪،‬‬
‫ي‬
‫زكرياء الخياري‪ ،‬مقال منشور على الموقع‬ ‫‪-‬‬ ‫ماسي العقار والتعمير سنة ‪.2013-2012‬‬
‫‪zidni3ilma.arzbepro.com‬‬
‫االتفاقية المبرمة بين الوصاية والوكالة الوطنية للمحافظة‬ ‫‪-‬‬
‫العمىل لقانون‬
‫ي‬
‫عبد الكريم الطالب‪ :‬ر‬
‫الشح‬ ‫‪‬‬
‫العقارية والمسح العقاري والخرائطية‪ ،‬مؤرخة بتاريخ‬ ‫المسطرة المدنية‪ ،‬طبعة أبريل ‪ 2009‬ص‬
‫االلكتروني‪:‬‬ ‫بالموقع‬ ‫منشورة‬ ‫‪2002/10/20‬‬ ‫‪ .152‬محمد بن أحمد بنوبات‪" :‬الحقوق عىل‬
‫‪http://www.terrescollectives.ma/Pages/ar/i‬‬ ‫العقارات “‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية م راكش‪،‬‬
‫‪2016/04/9nstituts-gestion-1.cshtml‬‬ ‫الطبعة األوىل سنة ‪ ،2008‬ص‪.22 :‬‬
‫‪40‬‬ ‫ى‬
‫ماستر التوثيق والمنازعات العقارية‬ ‫نظام أراضي الجيش‬

‫الفهرس‬

‫تقديم‪3 ___________________________________________________________ :‬‬


‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام ألراضي الجيش ‪5 _______________________________ .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم أراضي الجيش‪5____________________________________________ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف أراضي الجيش وتمييزها عن األنظمة المشابهة‪5____________________________ .‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف أراضي الجيش‪5______________________________________________________ .‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز أراضي الجيش عن بعض األنظمة المشابهة‪6____________________________________ .‬‬
‫___________________________________________‪6‬‬ ‫‪ .1‬نظام الملك العام للدولة‬
‫___________________________________________‪7‬‬ ‫‪.2‬نظام الملك الخاص للدولة‬
‫___________________________________________‪7‬‬ ‫‪.3‬نظام األحباس‬
‫___________________________________________‪7‬‬ ‫‪.4‬نظام أراضي الجموع‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬طبيعة أراضي الجيش‪8________________________________________________ .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم أراضي الجيش _____________________________________________‪9‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام التشريعية المطبقة على أراضي الجيش‪10________________________________ .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية القانونية ألراضي الجيش‪13________________________________________ .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوضعية القانونية ألراضي الجيش _________________________ ‪16‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تدبير أراضي الجيش _____________________________________________‪16‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طرق استغالل أراضي الجيش ___________________________________________‪16‬‬
‫أوال‪ :‬شروط استغالل أراضي الجيش ________________________________________________‪16‬‬
‫______________________________________________‪17‬‬ ‫أ ‪ -‬االنتماء إلى القبيلة‪:‬‬
‫______________________________________________‪17‬‬ ‫ب‪ -‬السكن بتراب القبيلة‪:‬‬
‫______________________________________________‪17‬‬ ‫ج‪ -‬الذكورة‬
‫______________________________________________‪17‬‬ ‫د‪ -‬الزواج‬
‫ثانيا‪ :‬طرق االستغالل والتوزيع ___________________________________________________‪18‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تصفية وعاء أراضي الجيش ____________________________________________‪19‬‬
‫أوال‪ :‬مسطر التحديد اإلداري _____________________________________________________‪19‬‬
‫_______________________________________________‪20‬‬ ‫‪ - 1‬آثار القرار الوزاري‬
‫___________________________________________‪21‬‬ ‫‪ - 2‬عمليات التحديد‬
‫ثانيا‪ :‬مسطرة التحفيظ العقاري‪21___________________________________________________ .‬‬
‫_______________________________________________‪21‬‬ ‫‪ – 1‬التعرضات‬
‫‪ - 2‬تحفيظ أراضي الجيش بعد التحديد _______________________________________________‪22‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلشكاالت التي تثيرها أراضي الجيش ________________________________‪23‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المنازعات الناتجة عن أراضي الجيش ______________________________________‪23‬‬
‫أوال‪ :‬إشكالية تقنين أراضي الجيش _________________________________________________‪24‬‬
‫ثانيا‪ :‬انعقاد االختصاص في اراضي الجيش ____________________________________________‪30‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلجراءات المتخذة لتسوية أراضي الجيش ___________________________________‪32‬‬
‫أوال‪ :‬أهم اإلجراءات المتخذة _____________________________________________________‪33‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الواجب اتخاذها __________________________________________________‪36‬‬
‫خاتمة ‪...........................................................................................‬‬
‫‪39‬‬
‫‪41‬‬

You might also like