Professional Documents
Culture Documents
الاقتصاد السياسي لتحديد أولويات الإنفاق العام نهائي
الاقتصاد السياسي لتحديد أولويات الإنفاق العام نهائي
٢
د .ﻋﺒداﷲ ﺸﺤﺎﺘﻪ
F1
اﻟﻘﺎﻫرة
٢٠٠٩
۱ﻳﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻼﺳﺘﺎﺫﻩ /ﺇﺳﺮﺍء ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ.
٢ﻣﺪرس اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ -ﻛﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ -ﻗﺴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد -ﺟﺎﻣﻨﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮةabdouk٩٥@yahoo.ocom :
۱
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﺘﺤدﻴد أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم :رؤﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ
ﻤﻘدﻤﺔ
ﻴﻤﺜﻝ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﺒﻠدان ﻤﺎ ﺒﻴن %٥٠إﻟﻰ %٦٠ﻤن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ٣اﻟﻤﺘداوﻝ
F2
ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘوﻤﻲ ،وﻻ ﻴﻘﻝ ﺒﺄي ﺤﺎﻝ ﻤن اﻷﺤواﻝ ﻋن %٣٠ﻓﻲ ﻤﻌظم ﺒﻠدان اﻟﻌﺎﻟم .٤وﻤن
F3
ﺜم ،أي ﺘﻐﻴر ﻓﻲ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻴﺼﺒﺢ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد ﻤﺴﺎر اﻟﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻴﺨﺘﻠف
ﻫذا اﻷﺜر ﺒﺎﻟﺘﻐﻴر ﻓﻲ ﻤﻛوﻨﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم .ﻓﻛﻤﺎ ﺘﺸﻴر اﻷدﺒﻴﺎت ﻓﺈن أﺜر اﻟﺘﻐﻴر ﻓﻲ ﻫﻴﻛﻝ
اﻟﻤﻛون وﻨوﻋﻴﺘﻪ .ﻓﺎﻷﺜر اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋن اﻟﺘﻐﻴر ﻓﻲ دﻋم
ّ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻴﺨﺘﻠف ﺒﺎﺨﺘﻼف ﺤﺠم ﻫذا
اﻟﺼﺎدرات ﻴﺨﺘﻠف ﻓﻲ ﺘﺄﺜﻴرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴر ﻓﻲ ﺤﺠم اﻟﺘﺤوﻴﻼت اﻷﺨرى ﻟﻘطﺎع اﻟﺘﻌﻠﻴم أو اﻟﺼﺤﺔ أو
اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋن اﻟﺘﻐﻴر ﻓﻲ دﻋم ﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟطﺎﻗﺔ .وﻻ ﻴﻘﺘﺼر اﻷﺜر ﻟﻠﺘﻐﻴر ﻓﻲ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﻫﻴﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ
ﻤﺴﺎر اﻟﻨﻤو ،ﻓﺎﻟﺒﻌد اﻟﺘوزﻴﻌﻲ ﻟﻬذا اﻟﺘﻐﻴر ﻴﻌد ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ .ﻓﻠو أن ﻫﻨﺎك ﻗرار ﻟﻠﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن
دﻋم ﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟطﺎﻗﺔ أو دﻋم اﻟﺘﻌﻠﻴم أو دﻋم اﻟﺼﺤﺔ أو دﻋم اﻟﻐذاء ﻓﺈن اﻟﻘرار اﻟﺨﺎص ﺒﺎﻟزﻴﺎدة أو
اﻟﺘﺨﻔﻴض ﻟﺘﻠك اﻷﻨواع أو إﺤﻼﻝ ﻨوع ﻤن اﻟدﻋم ﻤﺤﻝ أﺨر )ﻛﺈﻻﺤﻼﻝ ﺒﻴن اﻟدﻋم اﻟﻌﻴﻨﻲ واﻟدﻋم
اﻟﻨﻘدي( ﻟﻪ ﻤن اﻵﺜﺎر اﻟﺘوزﻴﻌﻴﺔ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻛن ﺘﺠﺎﻫﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺘوزﻴﻊ اﻟدﺨﻝ وﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻓﻲ ﻀوء ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﻘرار ﺒﺘﺤدﻴد ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وأوﻟوﻴﺎﺘﻪ ﻤﺴﺄﻟﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ
اﻟﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎر اﻟﻨﻤو واﻟﺘوزﻴﻊ .وﻫذا ﻴطرح داﺌﻤﺎ اﻟﺴؤاﻝ اﻟﺨﺎص ﺒﺎﻟﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﺤدد ﻤن
ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وأوﻟوﻴﺎﺘﻪ .واﻟورﻗﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻘدﻴم رؤﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻠﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ
ﺘﺤدد ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وأوﻟوﻴﺎﺘﻪ وﻓﻘًﺎ ﻟﻤﺎ ﺼﺎﻏﺘﻪ اﻷدﺒﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
وﻓﻲ ﺴﺒﻴﻝ اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴؤاﻝ اﻟﺒﺤﺜﻲ ،ﺘﻨﻘﺴم اﻟدراﺴﺔ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴن أﺴﺎﺴﻴن ،اﻟﻘﺴم اﻷوﻝ ﻴﺘﻨﺎوﻝ
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﺘﺤدﻴد أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻛﻤﺎ ﺤددﺘﻪ اﻷطر اﻟﻨظرﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻲ ﺤﻴن
ﻴﺘﻨﺎوﻝ اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻨﻲ اﻟﺒﻌد اﻟﺘطﺒﻴﻘﻲ ﻟﺘﺤدﻴد أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻤن ﺨﻼﻝ ﺘﺤﻠﻴﻝ ﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻤوازﻨﺔ
اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺨطواﺘﻬﺎ وﻛﻴف أن ﻤﻛوﻨﺎﺘﻬﺎ ﻫﻲ اﻨﻌﻛﺎس ﻟﻠﻌدﻴد ﻤن اﻟﻌواﻤﻝ ﺤددﺘﻬﺎ ﻤﺘﻐﻴرات
اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﺴﻴﺎﺴﻴﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﻀوء اﻟﺨﺒرة اﻟدوﻟﻴﺔ .وﺘﻨﺘﻬﻲ اﻟدراﺴﺔ ﺒﺨﻼﺼﺔ ﻷﻫم اﻟﺘوﺼﻴﺎت
واﻟدروس اﻟﻤﺴﺘﻔﺎدة.
)G= f(Y
ﺤﻴث ) (Gﺘﻤﺜﻝ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻲ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺸﻴر ) (Yإﻟﻰ ﻤﺘوﺴط دﺨﻝ اﻟﻔرد.
ووﻓﻘًﺎ ﻟﻘﺎﻨون ﻓﺎﺠﻨر ﻓﺈن ارﺘﻔﺎع ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻟدﺨوﻝ ﻴﺘطﻠب ﻤزﻴدًا ﻤن اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻲ .وﻤﻨطق ﻫذا
اﻟﻘﺎﻨون أن ارﺘﻔﺎع ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻟدﺨوﻝ ﻴﺸﻛﻝ ﻀﻐطﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﻤن أﺠﻝ ﻤزﻴد ﻤن اﻟﺨدﻤﺎت.
اﻟﺘﺤوﻝ ﻓﻲ اﻟﻬﻴﻛﻝ
وﻟﻛون ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻟدﺨوﻝ اﻟﻤرﺘﻔﻌﺔ ﺘرﺘﺒط ﺒﻤظﺎﻫر ﻋدﻴدة ﻛﺎﻟﺘﺼﻨﻴﻊ و ّ
اﻻﻗﺘﺼﺎدي وارﺘﻔﺎع ﻤﻌدﻻت اﻟﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻋواﻤﻝ أﺨرى ﻤﻐذﻴﺔ ﻟﻤز ٍﻴد ﻤن اﻟﺨدﻤﺎت
اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻤﺴﺎﻨدة ،وﻤن ﺜََم ﻤزﻴد ﻤن اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻲ .٥
F4
ٕواذا ﻛﺎن ﻗﺎﻨون ﻓﺎﺠﻨر ﻴﺤدد اﻷﺴس ﻟزﻴﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻲ وﻫﻲ اﻟﺘﻘدم واﻟﻨﻤو
اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻤﺎ ﻴﺸﺘﻤﻠﻪ ذﻟك ﻤن ﺘطور ﻤظﺎﻫر اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ واﻨﺘﺸﺎر اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﺨدﻤﺎت ،ﻨﺠد أن
ﻫﻨﺎك ﻤن ﻴرى وﺠود ﻤﺤددات أﺨرى ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻤﺜﻝ ﺘوزﻴﻊ اﻟدﺨﻝ .ﻓﺘوزﻴﻊ
اﻟدﺨﻝ ﻫو ﻋﺎﻤﻝ آﺨر ﻴﺘﺤﻛم ﻓﻰ درﺠﺔ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻰ .ﻓوﻓﻘًﺎ ﻟﻸدﺒﻴﺎت ﻓﺈن اﻨﺨﻔﺎض درﺠﺔ
٥
Shehata, A. (۲۰۰٤). "Fiscal Policy, Partisanship and the Strategic Use of Public Debt:
Theory and Evidence from the UK", Unpublished PhD thesis, University of Essex.
۳
اﻟﻤﺴﺎواة ﻓﻰ ﺘوزﻴﻊ اﻟدﺨﻝ ﻤﻌﺒ اًر ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎرﺘﻔﺎع ﻗﻴﻤﺔ ﻤﻌﺎﻤﻝ ﺠﻴﻨﻲ" ،"Gini Coefficientﻴﺘطﻠب
درﺠﺔ أﻋﻠﻰ ﻤن اﻹﻨﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨدﻤﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤﺴﺎﻨدة اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻔﻘﻴرة واﻟذي ﻴﺄﺨذ
ﻋدة أﺸﻛﺎﻝ ﻤﺜﻝ دﻋم اﻟﺨدﻤﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﺼﺤﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴم وﻴﻤﺘد ﻟﻴﺸﻤﻝ دﻋم اﻟﻐذاء ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ
اﻟدﻋم اﻟﻨﻘدي اﻟﻤﺒﺎﺸر ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻔﻘﻴرة ).(Meltzer and Richard, ۱۹۸۱
وﺒطﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎﻝ ﻓﺈن ﻤﺴﺘوى اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻴﺘﺄﺜر ﺒﺎﻟﻨﻤو اﻟﺴﻛﺎﻨﻲ ،ﻓﻤزﻴد ﻤن اﻟﺴﻛﺎن ﻴﺘطب ﻤزﻴداً
ﻤن اﻟﺨدﻤﺎت وﻤن ﺜََم ﻤزﻴدًا ﻤن اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﺘﻐطﻴﺔ اﻟﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻹﻀﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺨدﻤﺎت اﻟﺼﺤﺔ
واﻟﺘﻌﻠﻴم واﻟﺨدﻤﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻷﺨرى واﻟﺘﻲ ﺘﻛون اﻟدوﻟﺔ ﻤﺴﺌوﻟﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺼورة أﺴﺎﺴﻴﺔ وﺨﺎﺼﺔ
ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺘﻀطﻠﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺒﺄﻋﺒﺎء إﻀﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘوﻓﻴر ﻤﺜﻝ ﻫذﻩ اﻟﺨدﻤﺎت ﻓﻲ ظﻝ
اﻨﺨﻔﺎض ﻤﺴﺘوﻴﺎت دﺨوﻝ اﻷﻓراد.
ﻤن اﻟﻤﻤﻛن أن ﻨﻀﻴف ﻋﺎﻤﻼً راﺒﻌًﺎ ﻓﻲ ﺴﻴﺎق ﺘﺤدﻴد ﺤﺠم اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﻫو ﺤﺠم اﻟﻤوارد
اﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤو ﻤﺎ ﻴﻌرف ﺒﻘﻴد اﻟﻤوازﻨﺔ " ،"Budget Constraintﻓﻔﻲ ظﻝ ﻀﻐوط اﻹﻨﻔﺎق
ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻛوﻤﺔ ،ﺘﺘﺤدد ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق ﺒﻤﺎ ﻫو ﻤﺘﺎح ﻤن ﻤوارد .وﻟﻛن اﻟﻨﻘطﺔ اﻟﻬﺎﻤﺔ ﻫﻲ أﻨﻪ داﺌﻤﺎ
ﻤﺎ ﺘواﺠﻪ اﻟﺤﻛوﻤﺎت ﺒﻘﻴود ﻋﻠﻰ ﺒراﻤﺠﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻫو ﻤﺎ ﺘﻌﻛﺴﻪ ﻤؤﺸرات اﻟﻌﺠز اﻟﻤﺴﺘﻤر
ﺒﻤوازﻨﺎت اﻟدوﻝ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﺠﻬﺎدﻫﺎ اﻟﻤﺴﺘﻤر ﻟﺘﻘﻠﻴﻠﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟﺤﺎﻻت اﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
ﺒﻌض دوﻝ اﻟﺨﻠﻴﺞ واﻟدوﻝ اﻻﺴﻛﻨدﻨﺎﻓﻴﺔ.
ٕواذا ﻛﺎﻨت ﺘﻠك اﻟﻌواﻤﻝ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺤدد ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻋواﻤﻝ أﺨرى ٕوان ﻟم ﻴﻛن
ﻟﻬﺎ ﺼﻔﺔ اﻻﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ اﻟﺘﺄﺜﻴر .وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺼدد ُﻴﻌﺘﺒر اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﺒﻔﺌﺎت
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻟﻌﺎطﻠﻴن ﻋن اﻟﻌﻤﻝ أو ﻤن ﻫم ﺘﺤت ﺨط اﻟﻔﻘر وﻏﻴرﻫم ﻨوﻋًﺎ ﻤن اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ اﻟدوﻟﺔ
ﻟﻠﻤﺘﻐﻴرات اﻟﻤﺼﺎﺤﺒﺔ ﻟﻠدورة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ " ."Business Cycleﻓﻔﻲ ظﻝ اﻷزﻤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ
ﻴزداد اﻟﻀﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﻟﻤز ٍﻴد ﻤن اﻹﻨﻔﺎق ﺘﺤت ﻤﺎ ُﻴﻌرف ﺒﺈﺠراءات ﻤواﺠﻬﺔ اﻷزﻤﺎت
" ،"Counter Cyclicalﻓﻔﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟرواج اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻤﺎ ﻴﺼﺎﺤﺒﻪ ﻤن ﻀﻐوط ﺘﻀﺨﻤﻴﺔ ﺘطﺎﻟب
اﻟﺤﻛوﻤﺎت ﺒﻤزﻴد ﻤن اﻟدﻋم ﻟﻠﻔﺌﺎت اﻟﻤﺘﻀررة ﻤن اﻟﺘﻀﺨم ،ﻛﺤﺎﻝ أزﻤﺔ اﻟﻐذاء اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ
ﻀرﺒت اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻋﺎم ،٢٠٠٨/٢٠٠٧وﻤﺎ اﺴﺘﺘﺒﻊ ذﻟك ﻤن ﺘدﺨﻼت ﺤﻛوﻤﻴﺔ ﻟدﻋم وﺘوﻓﻴر اﻟﻐذاء
٤
ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ وﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﺼر .٦أﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟرﻛود أو اﻟﻛﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺘزداد
F5
اﻟدﻋوة ﻟﻤزﻴد ﻤن اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺴﺎﻨدة اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﻠﺨروج ﻤن اﻟرﻛود اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻟﻤﺴﺎﻨدة اﻟﻔﺌﺎت
اﻟﻤﺘﻀررة وﺤﻤﺎﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌطﻠﻴن .ﻓﻛﻤﺎ أظﻬرت اﻷزﻤﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺈن اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻲ َﻤﺜَﻝ
اﻟدﻋﺎﻤﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟدﻓﻊ اﻟﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺤﻤﺎﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗطﺎﻋﺎت ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ
ﻤن اﻹﻨﻬﻴﺎر وﺨﺎﺼﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﻤﺎﻟﻲ .ﻓﺎﻟﺒﻠدان اﻟﻤﺘﻘدﻤﺔ -ﻤﺼدر اﻷزﻤﺔ -أو اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺄﺜرت
ﺴﻠﺒﺎً ﺒﺎﻷزﻤﺔ ﻟﺠﺄت إﻟﻰ اﺴﺘﺨدام اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﺤزم اﻟﺘﺤﻔﻴزﻴﺔ ﻟﺤﻔز اﻟﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻟﻠﺨروج ﻤن
ﻤﺄزق اﻷزﻤﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ .٧
F6
٦ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺼﺮ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ۱۱٤ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ.
۷
Shehata, A. (۲۰۰٤). "Fiscal Policy, Partisanship and the Strategic Use of Public Debt:
Theory and Evidence from the UK", Unpublished PhD thesis, University of Essex.
۸
Torsten, P., and Tabellini, G. (۱۹۹۹). "Political Economics and Public Finance", Cambridge:
National Bureau of Economic Research, Working Paper No. ۷۰۹۷.
٥
• ﺼﺎﻨﻊ اﻟﻘرار اﻻﻨﺘﻬﺎزي :وﻫو اﻟذي ﻴﻌﻤﻝ أي ﺸﻲء ﻤن أﺠﻝ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻠطﺔ وﺤﺘﻰ ٕوان
ﺘم اﺨﺘﻴﺎرﻩ وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻨظﺎم اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻲ اﻟدﻴﻤﻘراطﻲ .وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺴﻴﺎق ﻓﺈن ﻫذة اﻟﻨوﻋﻴﺔ ﻤن
ﺼﻨﺎع اﻟﻘرار ﻴوﺠﻬون أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻨﺤو ﻴﺨدم ﻤﺼﻠﺤﺘﻬم اﻟﺨﺎﺼﺔ وﻀﻤﺎن
ّ
اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت .وﻫﻨﺎ ﺘُﺒﻨﻰ أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺘوﺠﻬﺎت ﺼﺎﻨﻊ اﻟﻘرار
وﻀﻤﺎن اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻠطﺔ أﻛﺜر ﻤﻤﺎ ﺘُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻷﻓراد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،
ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻤن ﻴﺤددون ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق ﻫم ﻤن ﻴﺤددوا ﻨﺘﻴﺠﺔ اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت .٩وﻫذا ﻤﺎ
F8
ﺼﻨﺎع
• ﺼ ّﻨﺎع اﻟﻘرار أﺼﺤﺎب اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻷﻴدﻴوﻟوﺠﻲ :وﻓﻘًﺎ ﻟﻸدﺒﻴﺎت ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻨوﻋﻴﺔ ﻤن ّ
اﻟﻘرار ﺘوﺠﻪ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺒﺎﻻﺘﺠﺎﻩ اﻟذي ﻴﺨدم أوﻟوﻴﺎﺘﻬﺎ اﻷﻴدﻴوﻟوﺠﻴﺔ ﺴواء ﺠﺎءت ﻋن
طرﻴق اﻻﻨﺘﺨﺎب اﻟﺤر أم أﺘت ﺒﺄي ﺸﻛﻝ أﺨر.
وﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻨوﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻤﺜﻠﻬﺎ ﺼﺎﻨﻊ اﻟﻘرار ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وأوﻟوﻴﺎﺘﻪ
إﻻ أن ﻫﻨﺎك ﻋواﻤﻝ أﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺘواﺠد ﺴواء ﻓﻲ اﻟﻨظم اﻟدﻴﻤﻘراطﻴﺔ أو ﻏﻴرﻫﺎ ،ﺘؤﺜر أﻴﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎر
أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم .ﻤن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻝ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
۹
Alesina, A. and Perotti, P. (۱۹۹٥). "The Political Economy of Budget Deficits",
Washington, DC: IMF Staff Paper.
٦
Theoryواﻟﺘﻰ ﺘﺘﻠﺨص ﻓﻰ ﻤطﺎﻟﺒﺔ اﻷﺠﻬزة اﻹدارﻴﺔ ﺒﻤﺴﺘوﻴﺎت أﻋﻠﻰ ﻤن اﻟﻤﺨﺼﺼﺎت اﻟﺤﻛوﻤﻴﺔ
ﻟﻠرﻓﻊ ﻤن ﻤﺴﺘواﻫﺎ( .١٠ﻫذﻩ اﻟﻔﺌﺎت ﻋﺎدة ﻤﺎ ﺘؤﺨذ ﺘﻔﻀﻴﻼﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻨظم
F9
ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻗوﺘﻬﺎ اﻟﺘﺼوﻴﺘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع أو ﺤﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺒرﻟﻤﺎن .وﺘﻌد ﻫذﻩ اﻟﻤﺤددات ﺠزًء
اﻟدﻴﻤﻘراطﻴﺔ ً
ﻤن اﻹطﺎر اﻟﻤؤﺴﺴﻲ وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺘﺸﻛﻴﻝ ﻋﻨﺎﺼر اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻫو ﻤﺎ ﺘﻔرد ﻟﻪ اﻟدراﺴﺔ
ﻗﺴﻤﺎ ﺨﺎﺼًﺎ ﻛﻤﺎ ﺴﻴﺄﺘﻲ ﻻﺤﻘًﺎ.
• ﺒراﻤﺞ اﻹﺼﻼح اﻻﻗﺘﺼﺎدي :ﻤن اﻟﻌواﻤﻝ اﻷﺨرى اﻟﺘﻲ ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ ﺘﺤدﻴد أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق
ﺘﺒﻨﺘﻬﺎ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻀوء ﻤﺎ ُﻴﻌرف
اﻟﻌﺎم ،اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﺒراﻤﺞ اﻹﺼﻼﺤﻴﺔ واﻟﺘﻲ ّ
اﻟﺘﻛﻴف اﻟﻬﻴﻛﻠﻲ .ﻓﻔﻲ ﻀوء ﻫذﻩ اﻟﺒراﻤﺞ ﻫﻨﺎك ﺘوﺠﻬﺎت واﻀﺤﺔ ﻟﺘﺨﻔﻴض اﻟدﻋم
ﺒﺒراﻤﺞ اﻹﺼﻼح و ّ
وﺘرﺸﻴدﻩ ٕواﻋﺎدة ﻫﻴﻛﻠﺔ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻨﺤو ﻴدﻋم اﻟدور اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ وﻴﻘﻠﻝ ﻤن ﻤﺴﺌوﻟﻴﺘﻬﺎ
اﻟﺘوﺠﻪ ﻨﺤو آﻟﻴﺎت اﻟﺴوق .ﻓﻬﻨﺎ ﺘﺤظﻰ ﺒراﻤﺞ دﻋم اﻟﻘطﺎع اﻟﺨﺎص ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ
ّ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ظﻝ
واﻀﺤﺔ ﻤن ِﻗﺒﻝ ﺘﻠك اﻟﺒراﻤﺞ .وﻓﻲ ﻀوءﻫﺎ ﻗﺎﻤت اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟدوﻝ ﺒﺘﺤرﻴر أﺴﻌﺎر اﻟﻌدﻴد ﻤن
اﻟﺴﻠﻊ وﺘﺨﻔﻴض أو إزاﻟﺔ اﻟدﻋم ﻛﻠﻴًﺎ ﻋن ﺒﻌض اﻟﺴﻠﻊ.
• اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد :ﻤن اﻟﻌواﻤﻝ اﻟﻬﺎﻤﺔ أﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم
اﻟوﻀﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ ،أو ﺘﻌرﻓﻪ اﻷدﺒﻴﺎت ﺒﺎﻟواﻗﻌﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ "، "Economic Realities
ﻓﺒﺼرف اﻟﻨظر ﻋن ﻨوﻋﻴﺔ ﺼﺎﻨﻊ اﻟﻘرار وأﻴًﺎ ﻛﺎﻨت أﻴدﻴوﻟوﺠﻴﺘﻪ ﻓﺈن ﻗراءة اﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي
وﺤﻘﻴﻘﺘﻪ أﻤ اًر ﻫﺎﻤًﺎ ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد أوﻟوﻴﺎﺘﻪ .ﻓﺎﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤوﻴﺔ أو وﺠود اﻷزﻤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ أو
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻋواﻤﻝ ﺘﺤدد ﺘوﺠﻬﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺒﺼرف اﻟﻨظر ﻋن ﻤﺎ ﺘرﻓﻌﻪ
اﻟﻨظم اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤن ﺸﻌﺎرات ﺤوﻝ ﺒراﻤﺠﻬﺎ اﻹﻨﻔﺎﻗﻴﺔ .ﻓﺎﻻﻟﺘزاﻤﺎت اﻟدوﻟﻴﺔ وطﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟوطﻨﻲ واﻟﻌﺎﻟم اﻟﺨﺎرﺠﻲ ﻫﻲ ﻤﺤددات أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺸﻛﻴﻝ ﻫﻴﻛﻝ اﻹﻨﻔﺎق .وﻨذﻛر ﻋﻠﻰ
)ﻤﻨظﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ﺴﺒﻴﻝ اﻟﻤﺜﺎﻝ ﻗﻀﻴﺔ اﻟدﻋم واﻟﻀﻐوط اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻌﻬﺎ اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟدوﻟﻴﺔ
اﻟدوﻟﻴﺔ (WTOﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺘﺤدﻴداً ﺴواء اﻟدﻋم اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ أو دﻋم اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ.
۱۰
Torsten, P., and Tabellini, G. (۱۹۹۹). "Political Economics and Public Finance",
Cambridge: National Bureau of Economic Research, Working Paper No. ۷۰۹۷.
۷
ﻤن أﺠﻝ اﻟﺘﻌرض ﻟﻠﻌدﻴد ﻤن اﻟدراﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻟت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وأوﻟوﻴﺎﺘﻪ ،ﻨﺠد أﻨﻬﺎ ﺘﺸﻴر إﻟﻰ
ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﺤﻘﺎﺌق اﻟﺘﻲ أوﻀﺤﺘﻬﺎ اﻟﺨﺒرات اﻟدوﻟﻴﺔ .وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ:
.١ﻴﻠﻌب اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم دو ًار ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﻤو اﻹﻗﺘﺼﺎدى ﻤﻊ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺘوزﻴﻊ
ﻤﻛﺎﺴب ﻫذا اﻟﻨﻤو ﻋﻠﻰ طﺒﻘﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وذﻟك ﻟﺘﺤﻘﻴق اﻻرﺘﻔﺎع ﻓﻰ ﻤﺴﺘوﻴﺎت
اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ واﻟرﻓﺎﻫﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺘﻪ.
.٢ﺘﺘﺄﺜر ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴق ﺘﻠك اﻷﻫداف ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﺤﻛوﻤﺎت ،ﻟﻴس ﻓﻘط
ﻓﻰ ﺤﺠم اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ٕواﻨﻤﺎ ﺘﻠﻌب أوﺠﻪ اﻹﻨﻔﺎق ذاﺘﻬﺎ اﻟدور اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻌداﻟﺔ
اﻟﺘوزﻴﻊ وﻤدى اﻨﻌﻛﺎس ﻤردود اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﺒﻘﺎت واﻟﻔﺌﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ
ﺤﺼﻠﻬﺎ )ﻤن ﻀراﺌب وﻏﻴرﻫﺎ(
ﻓﻴﻬﺎ ،وﻤدى ﻛﻔﺎءة اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﻓﻰ إﻋﺎدة ﻀﺦ اﻹﻴرادات اﻟﺘﻰ ﺘُ ّ
إﻟﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺒﻤﺠﺎﻻﺘﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
.٣ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن أوﻟوﻴﺔ ﻤﺒدأ ﺘوازن اﻟﻤوازﻨﺔ إﻻ أﻨﻪ ﻓﻰ أﺤﻴﺎن ﻛﺜﻴرة ﺘﻛون اﻷوﻟوﻴﺔ ﻟﺤﻔز
اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﺘﺠﺎوز ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﺒﺎطؤ أو اﻟرﻛود ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺘطﻠب زﻴﺎدة اﻹﻨﻔﺎق ﻓﻰ ﻤﺠﺎﻻت
ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ .وﻟﻛن ﺒﺸﻛﻝ ﻋﺎم ،وﻓﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺤواﻝ أو ﺠﻤﻴﻊ ﻤراﺤﻝ اﻟدورة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻓﺈن
اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻰ ﻻﺒد أن ﻴﺴﺘﻨد اﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻴن رﺌﻴﺴﻴﻴن ،ﻫﻤﺎ ﺤﻔز اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ
اﻟداﻋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻤو ،وﻤراﻋﺎة اﻟﺒﻌد اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ وﻋداﻟﺔ اﻟﺘوزﻴﻊ وذﻟك ﺒﺎﻹﻨﻔﺎق ﻓﻰ ﻤﺠﺎﻻت
اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴم واﻟﺨدﻤﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻷﺨرى ﺒﻤﺎ ﻴﻛﻔﻝ إﺘﺎﺤﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺠﻤﻴﻊ طﺒﻘﺎﺘﻪ
اﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻤﻨﻬﺎ(.
ّ )وﺒﺎﻟذات
.٥ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘوﺠﻬﺎت وﻫﻴﻛﻝ اﻹﻨﻔﺎق ﻓﺈن ﻫﻨﺎك اﺘﺠﺎﻫﺎت ﺤدﻴﺜﺔ ﻗﺎﻤت ﺒدراﺴﺔ ﺘوظﻴف ذﻟك
اﻹﻨﻔﺎق وﺘوﺠﻴﻬﻪ ﻓﻰ ﻤﺠﺎﻻت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وآﺜﺎرﻩ اﻟﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدى واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
۸
وﺘﺤﺴﻴن ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ واﻟرﻓﺎﻫﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺨﺒرة اﻟدوﻟﻴﺔ ،وﺨﻠﺼت إﻟﻰ أن اﻹﻨﻔﺎق
ﻓﻰ ﻤﺠﺎﻝ اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﻫو اﻷﻛﺜر ﺘﻌﺒﻴ ًار ﻋن اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻰ اﻟﻛﻠﻲ ،ﺤﻴث
ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴز اﻟدوﻟﺔ ذات اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻤرﺘﻔﻊ ﻨﺴﺒﻴﺎً )ﻛﻨﺴﺒﺔ ﻤن اﻟﻨﺎﺘﺞ اﻹﺠﻤﺎﻟﻲ(
ﺒﺎرﺘﻔﺎع ﻨﺴﺒﻲ ﻓﻰ اﻹﻨﻔﺎق ﻓﻰ ﻤﺠﺎﻻت اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﻨﺴﺒﺔ اﻟﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻷﺨرى.
وﻟﻛن ﻴﻌﺘﺒر ذﻟك اﻟﻨوع ﻤن اﻹﻨﻔﺎق – ﺒﺎﻟرﻏم ﻤن ﻀرورﺘﻪ -ﻤﻬﻤًﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻨﻤو
اﻻﻗﺘﺼﺎدى ،ﺤﻴث ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤن ﺴﻴﺎﺴﺎت اﻹﻨﻔﺎق ذات اﻟﻘﻀﺎﻴﺎ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺠود
ﻗواﻋد ﺘﺤوﻝ دون "ﻤروﻨﺔ" اﻻﻗﺘﺼﺎد وﺴرﻋﺔ ﻤواﺌﻤﺘﻪ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴرات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻛذﻟك ﻴﻨظر ﻟﻪ
ﻛﻨوع ﻤن اﻹﻨﻔﺎق اﻟذى ﻻ ﻴﻤﻛن أن ﻴﻛون ﻤﺴﺘداﻤًﺎ ،إذ أﻨﻪ ﻟﻴس ﻟﻪ ﻋﺎﺌد ﻤﻠﻤوس ﻓﻰ
أﻏﻠب اﻷﺤواﻝ وﻟذا ﻻ ﻴﺘم اﺴﺘرداد ﺘﻛﻠﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس إﻤﻛﺎﻨﻴﺔ ذﻟك ﻓﻰ ﺒﻌض أوﺠﻪ
اﻹﻨﻔﺎق اﻷﺨرى .۱۱ﻓﻔﻰ ﺒﻌض اﻟدوﻝ اﻟﻤﺘﻘدﻤﺔ ﻛدوﻝ ﻤﻨظﻤﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدى واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
F10
.٦أﺒرزت اﻟﺨﺒرة اﻟدوﻟﻴﺔ أﻴﻀﺎً أن ﻫﻴﻛﻝ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻻ ﻴﻌﺒر ﻋن اﻷوﻟوﻴﺎت ﺒﻘدر ﻤﺎ ﻴﻌﺒر
ﻋن اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴﻝ اﻟﻤﺜﺎﻝ ﻓﻰ ﺤﺎﻝ وﺠود ﻗﻼﻗﻝ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ أو ﻤﻨﺎزﻋﺎت
ﻤﻊ دوﻝ ﻤﺠﺎورة ﻴﻛون اﻻﺤﺘﻴﺎج اﻷﻛﺒر ﻤﺘرﻛ ًاز ﻓﻰ اﻟدﻓﺎع واﻷﻤن اﻟﻘوﻤﻰ وﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ )ﻛﻤﺎ
ﻼ(.
ﻫو اﻟﺤﺎﻝ ﻟدى ﻛورﻴﺎ اﻟﺠﻨوﺒﻴﺔ ﻤﺜ ً
۱۱
Shi, M., and Svensson, J. (۲۰۰۲). "Political Budget Cycles In Developed and Developing
Countries", working paper, University of Wisconsin.
۱۲
Tobias, H. (۲۰۰۷) "Estimating the Effect of Parliamentary Elections on Primary Budget
Deficits in OECD Countries." Economics Bulletin, Vol. ۸, No. ۸.
۹
اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺴﻨوي ﻟﻠﺤﻛوﻤﺔ ﻫﻲ ﻤرآة ﻟﻤﻌرﻓﺔ أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم
وﺘوﺠﻬﺎﺘﻪ .واﻟﻤوازﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻨﻌﻠم ،ﺘﻤر ﺒﺄرﺒﻌﺔ ﻤراﺤﻝ أﺴﺎﺴﻴﺔ وﻫﻲ ﻤرﺤﻠﺔ اﻹﻋداد ،ﺜم ﺘﺄﺘﻲ ﻤرﺤﻠﺔ
اﻟﺘﺼدﻴق ،ﺜم ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذ ،وأﺨﻴ اًر ﺘﺄﺘﻲ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻤراﺠﻌﺔ واﻟﺤﺴﺎب اﻟﺨﺘﺎﻤﻲ .ﻓﻔﻲ ﻤرﺤﻠﺔ
اﻹﻋداد ﺘﻠﻌب اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ اﻟدور اﻟرﺌﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺒﻨﺎء ﻫﻴﻛﻝ اﻟﻤوازﻨﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﺘﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴود
اﻟﻤؤﺴﺴﻴﺔ واﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة ﺘﻔﻀﻴﻼت واﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻷﻓراد .وﻟﻛن ﺘﺄﺘﻲ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﺼدﻴق
ﻋﻠﻰ اﻟﻤوازﻨﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ اﻟﺒرﻟﻤﺎن اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﻤﺎد ﻫذا اﻟﻬﻴﻛﻝ أو ﺘﻐﻴﻴرﻩ أو رﻓﻀﻪ ﻛﻠﻴﺔ
واﻟﻤطﺎﻟﺒﺔ ﺒﻬﻴﻛﻝ ﺠدﻴد .وﻓﻲ ﻀوء ﻫذﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﺈن اﻟﺒرﻟﻤﺎن ﻤن ﺨﻼﻝ ﻟﺠﺎﻨﻪ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ
اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻠﻌب دو ًار ﻤؤﺜ ًار ﻓﻲ ﺘﺸﻛﻴﻝ أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم واﻟﺘﺄﻛد ﻤن أن اﻟﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻟﻤﺎﻟﻲ
ﻟﻠﺤﻛوﻤﺔ ﻴﺘﻤﺎﺸﻰ ﻤﻊ ﺒراﻤﺠﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺘم اﻨﺘﺨﺎﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺴﺎﺴﻬﺎ .وﻤن ﺜََم ﺘﺄﺘﻲ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺤﺴﺎب ﺒﻌد
ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﺎ ﺘم ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﺒﺎﻟﻔﻌﻝ ﻤن ﺨﻼﻝ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻤراﺠﻌﺔ واﻟﺤﺴﺎب اﻟﺨﺘﺎﻤﻲ.
وﻴﻤﻛن اﻟﻘوﻝ أن ﺘﺸﻛﻴﻝ أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺘﻘﺘﺼر ﺒﺼﻔﺔ أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤرﺤﻠﺘﻴن أﺴﺎﺴﻴﺘﻴن
وﻫﻤﺎ ﻤرﺤﻠﺔ اﻹﻋداد وﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﺼدﻴق اﻟﺒرﻟﻤﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺸروع اﻟﻤوازﻨﺔ .ﻟﻛن اﻟﻨﻘطﺔ اﻟﻬﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذا
ﻌرف اﻹطﺎر اﻟﻤؤﺴﺴﻲ
اﻟﺴﻴﺎق ﻫﻲ اﻹطﺎر اﻟﻤؤﺴﺴﻲ واﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ اﻟﺤﺎﻛم ﻟﻠﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ .وُﻴ ّ
ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻨﻴن واﻹﺠراءات واﻟﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻟﺘﻰ ﺘوﻀﻊ اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻬﺎ.
وﻓﻰ ﻫذا اﻟﺼدد ،ﻴوﺠد ﻨوﻋﺎن ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻰ ﺘﺤدد ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ ،اﻷوﻝ ﻫو ﻤن
اﻟﻤﺒﺎدئ أو اﻷﻫداف اﻟرﻗﻤﻴﺔ /اﻟﻛﻤﻴﺔ ،Numerical Targetsوﻤن أﻫﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴﻝ اﻟﻤﺜﺎﻝ ﻤﺒدأ
ﺘوازن اﻟﻤوازﻨﺔ .ﺤﻴث ﺘﻘوم ﻤﻌظم اﻟدوﻝ ﺒوﻀﻊ ﺤدود ﻤﺴﺘﻬدﻓﺔ ﻟﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻟﻌﺠز ﻓﻰ ﻤوازﻨﺎﺘﻬﺎ
ﺴواء ﺒﺼورة ﺼرﻴﺤﺔ وﻤﻌﻠﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺘﻔﻌﻝ اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻟدوﻝ اﻷوروﺒﻴﺔ،
اﻟﻛﻤﻲ
أو ﺒﺼورة ﺼرﻴﺤﺔ وﻟﻛن ﻏﻴر ﻤﻌﻠﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ .وﻫذا اﻟﺤد أو اﻟﻬدف ّ
ﻴﻤﺜﻝ ﺼورةً ﻤن اﻟﺤدود اﻟرﻗﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻬدﻓﺔ ﻟﺘﺤﺠﻴم اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ودﻋم اﻟﺘﺼرﻓﺎت اﻟﻤﺴﺌوﻟﺔ ﻓﻰ
إدارة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ . ۱۳Fiscal Responsibility
F 12
۱۳
Torsten, P., and Tabellini, G. (۱۹۹۹). "Political Economics and Public Finance", Cambridge:
National Bureau of Economic Research, Working Paper ۷۰۹۷.
۱۰
أﻤﺎ اﻟﻘواﻋد اﻹﺠراﺌﻴﺔ Procedural Rulesﻓﺘﺘﻌﻠق أﻛﺜر ﺒﻤراﺤﻝ ٕواﺠراءات إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ،
ﻛﻘواﻋد اﻟﺘﺼوﻴت ﻋﻠﻰ اﻟﻤوازﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴﻝ اﻟﻤﺜﺎﻝ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﻤﻛن أن ﻴﺘﻤﻴز ﺒﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن
"اﻟﺘدرج/اﻟﻬرﻤﻴﺔ" .Hierarchicalﻓﻤﺴﺘوى ﻤﻨﺨﻔض ﻤن اﻟﻬرﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﻗواﻋد إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ ﻴﻌﻨﻰ
ﺘﻤﺜﻴﻝ أﻛﺒر ﻟﻔﺌﺎت وﻤﺠﻤوﻋﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻫو ﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤن ﻤﺴﺘوﻴﺎت أﻋﻠﻰ ﻤن اﻹﻨﻔﺎق
ﺤﻴث ﻴﺘم وﻀﻊ ﺒراﻤﺞ وأﺠﻨدات أﻛﺜر ﻗﻴد اﻟﺘﻨﻔﻴذ .١٤وﺠدﻴر ﺒﺎﻟذﻛر أن اﻟﻬرﻤﻴﺔ Hierarchicalﻫﻨﺎ
F13
ﻗد ﺘﺨﺘﻠف ﺒﺎﺨﺘﻼف اﻟﻤراﺤﻝ اﻟﺘﻰ ﺘﻤر ﺒﻬﺎ اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .ﻓﺄﺜﻨﺎء ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻷوﻟﻴﺔ،
ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻤﺎ ﺘﺴﺘﺄﺜر و ازرة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ -أو أﻴًﺎ ﻛﺎن ﻤﺴﻤﺎﻫﺎ -ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻤوازﻨﺔ دون ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻟو ازرات،
واﻟﺘﻰ ﺘوﺠد ﻟدى ﻛﻝ ﻤﻨﻬﺎ أﺠﻨدة ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ -وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ -ﺘﺘطﻠب ﻤﺨﺼﺼﺎت ﻤﺎﻟﻴﺔ ﻷﻏراض ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
وﻤن ﻫﻨﺎ ﻓﺈن ﺘﺤﺠﻴم دور ﺘﻠك اﻟو ازرات أﺜﻨﺎء ﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻤوازﻨﺔ ﻴﺤوﻝ دون ﺘزاﻴد اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺒﺸﻛﻝ
ﻛﺒﻴر.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺴﻴﺎق أﺜﺒﺘت ﻋدد ﻤن اﻟدراﺴﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻰ اﻟدوﻝ اﻟﻤﺘﻘدﻤﺔ أن درﺠﺔ أﻋﻠﻰ ﻤن اﻟﻬرﻤﻴﺔ
F 14
ﻓﻰ إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ ﻤﻊ اﻻﻟﺘزام ﺒﻘدر ٍ
ﻛﺎف ﻤن اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻴؤدي إﻟﻰ ﺴﻴﺎﺴﺎت ﻤﺎﻟﻴﺔ أﻓﻀﻝ .١٥ﻛذﻟك
ﻼ ﻤن اﻟﻌواﻤﻝ اﻟﺘﻰ ﺘﺤدد اﻹطﺎر
ﻴﻌد دور اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ ﻋﺎﻤ ً
اﻟﻤؤﺴﺴﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺸﻛﻝ ﻋﺎم ،ﺤﻴث ﻤن اﻟﻤﻔﺘرض أن ﺘﺤظﻰ اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻤواﻓﻘﺔ
اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟدﺴﺘورﻴﺔ ﻗﺒﻝ أن ﻴﺘم إﻗرارﻫﺎ ﻛﻘﺎﻨون ،ﻛﻤﺎ ﺘﻘوم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟدﺴﺘورﻴﺔ ﻓﻰ ﺒﻌض اﻟدوﻝ -
ﻛﻛوﻟوﻤﺒﻴﺎ -ﺒﺴن ﻗواﻨﻴن ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻰ وﺘﺤﺼﻴﻝ اﻟﻀراﺌب .١٦
F15
وﻴﻠﻌب ﻫذا اﻹطﺎر اﻟﻤؤﺴﺴﻲ واﻟﻨظﺎم اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ دو ًار ﺤﺎﺴﻤًﺎ ﻓﻰ اﻷداء اﻻﻗﺘﺼﺎدى ﺒﺸﻛﻝ ﻋﺎم،
ٕوادارة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟﺨﺼوص .ﻓﺎﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ -ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻰ اﻟﺒرﻟﻤﺎن -ﻟﻬﺎ
ﻨﺼﻴب اﻷﺴد ﻓﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺒﺈﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وﻟﻛن ﻓﻰ ﻛﺜﻴر ﻤن اﻷﺤواﻝ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺘﻠك اﻟﺴﻠطﺔ
ﺒﻛﺎﻤﻝ ﻗوﺘﻬﺎ ﻨظ ًار ﻟﺘدﺨﻝ اﻟﺴﻠطﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻋداد .وﻤن ﺜََم ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻟﺒرﻟﻤﺎن أن
۱٤
Alesina, A. and Perotti, P. (۱۹۹٥). "The Political Economy of Budget Deficits",
Washington, DC: IMF Staff Paper.
۱٥
Shi, M., and Svensson, J. (۲۰۰۲). "Political Budget Cycles In Developed and Developing
Countries", working paper, University of Wisconsin.
۱٦
Torsten, P., and Tabellini, G. (۱۹۹۹). "Political Economics and Public Finance", Cambridge:
National Bureau of Economic Research, Working Paper No. ۷۰۹۷.
۱۱
ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻰ ﻛﺜﻴر ﻤن اﻷﺤواﻝ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻰ اﻟﻨظم ذات اﻟﺘﺨطﻴط
ﻴﻤﺎرس ﺴﻠطﺎﺘﻪ ﻛﺎﻤﻠﺔ أو ﺒﺸﻛﻝ ّ
ﻋﺎدة ﻤﺎ ﺘﻔﺘﻘر
ً اﻟﻤرﻛزى ﻟﻠﻤوازﻨﺔ highly centralized budgetary systemsﺤﻴث
۱۷
F16 اﻟﺒرﻟﻤﺎﻨﺎت اﻟﻰ اﻟﻘدرات اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻨﺎﺸﺌﺔ.
وﻤن اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ وﺠود ﺠدﻝ ﺤوﻝ اﻟدور اﻷﻤﺜﻝ ﻟﻠﺒرﻟﻤﺎن ﻓﻰ إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وﻋن
اﻟﺘوازن اﻟﻼزم ﺒﻴن اﻟﺴﻠطﺎت اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﻓﻰ ﻫذا اﻟﺼدد ،ﺤﻴث ﻤن اﻟﻤﻔﺘرض أن ﻴﻠﻌب
اﻟﺒرﻟﻤﺎن دو ًار رﺌﻴﺴﻴًﺎ ﻓﻰ ﺘﻌﻤﻴق ﻤﻔﻬوم اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻤوازﻨﺔ ،وذﻟك ﻤن ﺨﻼﻝ دورﻩ
اﻟرﻗﺎﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﺨﺼﻴص اﻟﻤوارد اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻤراﻗﺒﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴذ اﻟﻤوازﻨﺔ وﻛذﻟك ﺘﻘﻴﻴم أداء اﻟﺤﻛوﻤﺔ.
ﻓوﺠود ﻗدر ﻤن اﻻﺴﺘﻘﻼﻝ ﻟﻠﺴﻠطﺔ اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﻓﻰ إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ ﻴﻌطﻰ ﻓرﺼﺔ أﻛﺒر ﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﺌﺎت
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن ﺨﻼﻝ ﻤﻤﺜﻠﻴﻪ ﻟﻠﺘدﻗﻴق واﻟﺘﺤﻠﻴﻝ ﻋن ﻛﺜب ﻷداء اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﻤن ﺤﻴث إدارة اﻟﻤﻘدرات
اﻟﻌﺎﻤﺔ ،أى ﻴﻌﻨﻰ ﻗد اًر أﻛﺒر ﻤن اﻟﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ/اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ ﻟﻠﺠﺎﻨب اﻟﺤﻛوﻤﻰ.
ﻓﻘد أﺜﺒﺘت اﻟدراﺴﺎت أن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤؤﺴﺴﻴﺔ اﻟﻤﺴﺌوﻟﺔ ﻋن إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ ﺘؤﺜر ﺒﺸﻛﻝ ﻛﺒﻴر ﻋﻠﻰ
ﻤﺨرﺠﺎت ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ ٕوادارة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وﻤن ﺜََم ﺘﺼﺒﺢ ﻗﻀﻴﺔ إﺼﻼح اﻟﻤؤﺴﺴﺎت
ﻤﻠﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒزﻴﺎدة اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ اﻟﺤﻛوﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص اﻟﻤوازﻨﺔ وأوﺠﻪ
اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ّ
إﻨﻔﺎق اﻹﻴرادات اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ .١٨ﺒﺸﻛﻝ أﻛﺜر ﺘﻔﺼﻴﻼُ ،ﺘوﻀﺢ ﺒﻌض اﻟدراﺴﺎت وﺠود ﺼﻌوﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ
F17
۱۷
Santiso, C. (۲۰۰٦). "Parliaments and the Political Economy of the Budget Process in Latin
America", World Bank Institute, World Bank: Washington.
۱۸
Alesina, A. and Perotti, P. (۱۹۹٥). "The Political Economy of Budget Deficits",
Washington, DC: IMF Staff Paper.
۱۹
Klompa, J., and de Haana, J. (۲۰۰۹). "political Budget Cycles and Election Outcomes",
working paper, University of Groningen, The Netherlands.
۱۲
ﻛذﻟك ﺘﺘﺄﺜر ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق ﺒطﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻛوﻤﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴﻝ اﻟﻤﺜﺎﻝ ﺘﺘﻤﻴز اﻟﺤﻛوﻤﺎت
اﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ واﻟﺘﻰ ﺘﺘﻛون ﻤن أﺤزاب ﻋدة ﺒﺎرﺘﻔﺎع ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻐﻴرﻫﺎ ،إذ أن ﺘﻠك
اﻟﺤﻛوﻤﺎت ﺘﻌﻤﻝ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذ أﻛﺜر ﻤن ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻷﻛﺜر ﻤن ﺤزب .وﻤن ﺜََم ﻋﺎدة ﻤﺎ ﺘﺸﻬد اﻟﻤوازﻨﺔ
اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻰ اﻟدوﻝ ذات اﻟﺤﻛوﻤﺎت اﻻﺌﺘﻼﻓﻴﺔ ﻋﺠ اًز -ﻗد ﻴﻛون ﻤﺘزاﻴداً ﺒﺸﻛﻝ أﻛﺜر ﺤدة ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ
ﻤن اﻟدوﻝ – ﻓﻰ ﻤوازﻨﺎﺘﻬﺎ .۲۰وأﻴﻀًﺎ ﺘﺨﺘﻠف أدوات اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺤﻛوﻤﻰ ودرﺠﺔ اﻟﺘﺤﻛم ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﺨﺘﻼف F 19
درﺠﺔ اﻟﻤرﻛزﻴﺔ ﻓﻰ اﻟﻨظﺎم اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﺤﻴث ﺘﺸﻴر ﺒﻌض اﻟدراﺴﺎت إﻟﻲ أﻨﻪ ﻴﺘم اﻟﺘﺤﻛم ﻓﻰ اﻹﻨﻔﺎق
اﻟﺤﻛوﻤﻰ ٕوادارﺘﻪ ﺒﺸﻛﻝ أﻓﻀﻝ ﻓﻰ اﻷﻨظﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ اﻟﻤرﻛزﻴﺔ ،وﻫو ﻤﺎ أوﻀﺤﺘﻪ اﻟﻌدﻴد ﻤن
اﻟدراﺴﺎت .٢١
F20
٢٢
ﺘﺄﺜر اﻟﻤوازﻨﺎت ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ،ووﺠود ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒـ F21 ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺒﻝ أوﻀﺤت دراﺴﺎت أﺨرى
"اﻟدورة اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤوازﻨﺔ ، "Political Budget Cycleﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ ﺤﻴث ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻤﺎ ﻴزﻴد
اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﺤﺠم اﻟﻌﺠز ﻓﻰ اﻟﻤوازﻨﺔ ﻓﻰ ﺴﻨوات اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت ،وﺘﺤدﻴداً ﻓﻰ اﻟدوﻝ ﺤدﻴﺜﺔ اﻟﻌﻬد
ﺒﺎﻟدﻴﻤﻘراطﻴﺔ .۲۳وﻛذﻟك ﻴظﻬر ذﻟك اﻷﻤر ﺒوﻀوح ﻓﻰ اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻨﺠد ﺘﻠك اﻟظﺎﻫرة ﻓﻰ F2
Hallerberg and Clark, اﻟدوﻝ اﻟﻤﺘﻘدﻤﺔ ﺒﻨﻔس اﻟوﻀوح ) ٕوان ﻛﺎﻨت ﺒﻌض اﻟدراﺴﺎت ﻤﺜﻝ
٢٠٠٠, Persson and Tabellini, ٢٠٠٢, Shi and Svensson, ٢٠٠٦, and Mink
and De Haan, ٢٠٠٦,ﺘﺸﻴر اﻟﻰ ﺤدوﺜﻬﺎ ﻓﻰ اﻟدوﻝ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أﻴﻀًﺎ( .٢٤
F23
وﻗد ﻗدﻤت اﻷدﺒﻴﺎت ﺘﻔﺴﻴرات ﻤﺘﻌددة ﻟذﻟك اﻟﻨﻤط ﻤن "اﻹﻨﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ" إذا ﺼﺢ اﻟﺘﻌﺒﻴر .ﻓﻬذا
اﻟﻨوع ﻤن اﻹﻨﻔﺎق وﻋﻠﻰ ﺒراﻤﺞ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﻔﺴرﻩ رﻏﺒﺔ اﻟﺤﻛوﻤﺎت اﻟﻤﺘوﻟﻴﺔ ﺒﺎﻟﻔوز ﻓﻰ اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت ،وﻤن
ﺜم ﻴﺘزاﻴد اﻹﻨﻔﺎق ﻓﻰ ﺘﻠك اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻰ ﺘﻌطﻰ اﻨطﺒﺎﻋًﺎ إﻴﺠﺎﺒﻴًﺎ ﻟدى اﻟﻨﺎﺨﺒﻴن ﺨﻼﻝ اﻟﻔﺘرة اﻷﺨﻴرة
ﻗﺒﻴﻝ اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت ،وﻫﻰ اﻟﻔﺘرة اﻟﺘﻰ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻤﺎ ﻴﺘم أﺨذﻫﺎ ﻓﻰ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﺘﻘﻴﻴم أداء اﻟﺤﻛوﻤﺔ ،۲٥وذﻟك
F24
۲۰
Torsten, P., and Tabellini, G. (۱۹۹۹). "Political Economics and Public Finance", Cambridge:
National Bureau of Economic Research, Working Paper ۷۰۹۷.
۲۱
For More details see, Castles (۱۹۸۲), Solano (۱۹۸۳), Hicks and Swank (۱۹۹۲) and Persson and
Tabellini (۲۰۰٥).
۲۲ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺩﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻚ ،ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ﻭﺃﺳﺒﺎﻧﻴﺎ.
۲۳
Tobias, H. (۲۰۰۷) "Estimating the Effect of Parliamentary Elections on Primary Budget
Deficits in OECD Countries." Economics Bulletin, Vol. ۸, No. ۸.
۲٤
Klompa, J., and de Haana, J. (۲۰۰۹). "Political Budget Cycles and Election Outcomes",
Working Paper, University of Groningen, The Netherlands.
۲٥
Ibid.
۱۳
.۲٦Opportunistic Cyclesوﻫذﻩ 25F ﻓﻴﻤﺎ ُﻴﻌرف -ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ -ﺒﺎﻟدورات اﻻﻨﺘﻬﺎزﻴﺔ
ﻫﻲ أﻛﺜر اﻟﺘﻔﺴﻴرات ﺘﺤﻘﻘًﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻓﻰ ﻛﺜﻴر ﻤن اﻟدوﻝ ،وﺘﻘوم ﺘﻠك اﻟﻨظرﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة أن
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺸﻛﻝ ﻋﺎم -أو اﻟﻨﺎﺨﺒﻴن ﺒﺸﻛﻝ ﺨﺎص -ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻤﺎ ﺘﻨظر ﺒﻌﻴن اﻟﺘﻘدﻴر ﻟﻺﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم
اﻟذى ﺘﻘوم ﺒﻪ اﻟﺤﻛوﻤﺔ وﺒﺎﻟذات ﻓﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟظﺎﻫرة ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴم واﻟﺼﺤﺔ ،ﻤﺘﻨﺎﺴﻴ ًﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺘﻤوﻴﻝ
ﻼ أو ﻤﻤﺘدًا
ذﻟك اﻹﻨﻔﺎق وﺒﺎﻟذات ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻛون ذﻟك اﻟﺘﻤوﻴﻝ -أى اﻟﻀراﺌب ﺒطﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎﻝ -ﻤؤﺠ ً
ﻋﻠﻰ ﻤدى زﻤﻨﻰ طوﻴﻝ .۲۷
F 26
وﻴوﻀﺢ آﺨرون أن اﻟﺤﻛوﻤﺎت ﺘﺘﻌﻤد ﺘﺠﻨب اﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﻤﻔﺎوﻀﺎت ﺒﺨﺼوص اﻟﻤوارد اﻟﻤﺘﺎﺤﺔ
ﻟﻠﺠﻬﺎت أو اﻟﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن اﻟﺤﻛوﻤﺔ Intra–governmental Conflictﻗﺒﻴﻝ
اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت ،اﻷﻤر اﻟذى ﻴرى اﻟﺒﻌض أﻨﻪ ﻗد ﻴﻌطﻰ ﺼورة ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋن اﻟﺤﻛوﻤﺔ اﻟﻤﺘوﻟﻴﺔ ﻓﻰ ﻓﺘرة
إﻋداد اﻟﻤوازﻨﺔ واﻟﺘﻰ ﺘرﻨو -ﺒطﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎﻝ -إﻟﻰ اﻟﻔوز ﻓﻰ اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت ،وﻤن ﻫﻨﺎ ،ﺘرﺘﻔﻊ
ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق وﻤن ﺜََم ﻴزﻴد ﻋﺠز اﻟﻤوازﻨﺔ .ﺒﻌﺒﺎرة أﺨرى ،ﻋﺎدة ﻤﺎ ﺘﺸﻬد اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘوﺴﻌﻴﺔ ﻓﻰ ﺴﻨوات اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت ﻤﻊ اﺨﺘﻼف أﺴﺒﺎب ذﻟك .۲۸
F27
۲٦
Torsten, P., and Tabellini, G. (۱۹۹۹). "Political Economics and Public Finance",
Cambridge: National Bureau of Economic Research, Working Paper No. ۷۰۹۷.
۲۷
Alesina, A. and Perotti, P. (۱۹۹٥). "The Political Economy of Budget Deficits",
Washington, DC: IMF Staff Paper.
۲۸
Klompa, J., and de Haana, J. (۲۰۰۹). "Political Budget Cycles and Election Outcomes",
Working Paper, University of Groningen, The Netherlands.
۱٤
اﻟﺨﻼﺼﺔ
ﺤﺎوﻟت اﻟورﻗﺔ إﻟﻘﺎء اﻟﻀوء ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻴﺤدد اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺴواء ﻓﻲ ﺤﺠﻤﻪ أو
ﺘوﺠﻬﺎﺘﻪ .وﻓﻲ إطﺎر ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺨﻠﺼت اﻟورﻗﺔ إﻟﻰ ﻋدد ﻤن اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟﻬﺎﻤﺔ .ﻓﻘد أﺸﺎر اﻟﺘﺤﻠﻴﻝ إﻟﻰ أن
ﺤﺠم اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻴﺘﺤدد ﻤن ﺨﻼﻝ ﻋواﻤﻝ طﺒﻴﻌﻴﺔ ﻛزﻴﺎدة اﻟﺴﻛﺎن وزﻴﺎدة ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻟدﺨوﻝ ،إﻻ
أن ﻟﻠﻌواﻤﻝ اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ وطﺒﻴﻌﺔ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺘﺄﺜﻴر ﻻﻴﻤﻛن ﺘﺠﺎﻫﻠﻪ ﻋﻨد ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﺤددات ﺤﺠم
اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم .ﻓﻘد أﺸﺎرت اﻟورﻗﺔ أن اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻴﺘﺄﺜر ﻓﻲ ﺤﺠﻤﻪ ﺒﻨوﻋﻴﺔ ﺼﺎﺤب اﻟﻘرار
واﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨظم اﻟدﻴﻤﻘراطﻴﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻀﻐوط اﻟﺘﻲ ﻴﻤﺎرﺴﻬﺎ أﺼﺤﺎب اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ .ﻓﻛﻤﺎ
أﺒرزت اﻟﺨﺒرة اﻟدوﻟﻴﺔ أن ﺤﺠم وﻫﻴﻛﻝ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻻ ﻴﻌﺒر ﻋن اﻷوﻟوﻴﺎت ﺒﻘدر ﻤﺎ ﻴﻌﺒر ﻋن
اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ .وﻤن اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟﻬﺎﻤﺔ أﻴﻀﺎ ﻟﻠدراﺴﺔ أن أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،ﻤن ﺨﻼﻝ
ﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻤوازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺘﺘﺄﺜر ﺒﺎﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﻌواﻤﻝ ﻻ ﺘﻌﻛس ﻓﻲ ﻛﺜﻴر ﻤن اﻷﺤواﻝ ﺘﻔﻀﻴﻼت
اﻷﻓراد ﺒﺼورة ﻤﺠردة ﻤن ﺨﻼﻝ أﻨظﻤﺔ اﻟدﻴﻤﻘراطﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺒﻴﺔ .ﻓﺎﻷﺠﻨدة اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺄﺼﺤﺎب اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
واﻟﻨظﺎم اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻪ ﻤن اﻷﺜر اﻟﻬﺎم ﻋﻠﻰ أوﻟوﻴﺎت اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻌﺎرض أﺤﻴﺎﻨًﺎ ﻤﻊ اﻹﺠﻤﺎع
اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗد ﻻﺘﻨﺘﻘﻝ ﺘﻔﻀﻴﻼﺘﻪ ﻋﺒر ﻤﻤﺜﻴﻠﻪ.
۱٥
اﻟﻤراﺠﻊ
Klompa, J., and de Haana, J. (۲۰۰۹). "political Budget Cycles and Election
Outcomes", working paper, University of Groningen, The Netherlands.
Santiso, C. (۲۰۰٦). "Parliaments and the Political Economy of the Budget Process in
Latin America", World Bank Institute, World Bank: Washington.
Shehata, A. (۲۰۰٤). "Fiscal Policy, Partisanship and the Strategic Use of Public Debt:
Theory and Evidence from the UK", Unpublished PhD thesis, University of Essex.
Shi, M., and Svensson, J. (۲۰۰۲). "Political Budget Cycles In Developed and
Developing Countries", working paper, University of Wisconsin.
Torsten, P., and Tabellini, G. (۱۹۹۹). "Political Economics and Public Finance",
Cambridge: National Bureau of Economic Research, Working Paper No. ۷۰۹۷.
۱٦