Professional Documents
Culture Documents
المصارف
المصارف
1
فهـــــرس
2
المطلب األول :استراتيجية المنافسة السعرية و غير السعرية
المطلب الثاني :دور المصارف في تنمية الودائع المصرفية
المطلب الثالث :تقييم استراتيجية جذب الودائع و العوامل المؤثرة على
حجمها.
خاتمــة الفصل الثاني :
الفصل الثالث :مجاالت استثمار الودائع المصرفية
مقدمة الفصل الثالث :
المبحث أألول :تكوين محفظة األوراق خاصة بالبنك
المطلب األول :هدف البنك من تملك محفظة األوراق المالية
المطلب الثاني :مكونات محافظ! األوراق المالية
المطلب الثالث :مقومات نجاح محافظ! األوراق المالية
المبحث الثاني :منح القروض و السلفات
المطلب األول :مفهوم القروض و أهميتها للبنوك التجارية
المطلب الثاني :أنواع القروض المصرفية
المطلب الثالث :إجراءات منح القروض المصرفية
المبحث الثالث :منح خدمات أخرى لصالح العمالء
المطلب األول :خصم األوراق! التجارية
المطلب الثاني :عقد الصفقات المالية لحساب العمالء
المطلب الثالث :تمويل التجارة الخارجية
المبحث الرابع :اآلثار المترتبة عن قيام البنك باستثمار الودائع
المطلب األول :تملك البنك للنقود المودعة من العمالء
المطلب الثاني :التزام البنك برد النقود المودعة
المطلب الثالث :التقادم لصالح الخزانة العامة
خاتمــة الفصل الثالث :
فصل الرابع :دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري! CPA
مقدمة الفصل الرابع :دراسة حالة القرض الشعبي الجزائري CPA
مبحث : Iعموميات حول CPA
المطلب : Iنشأة و تعريف! القرض الشعبي الجزائري
المطلب : IIالهيكل التنظيمي ل CPAو لوكالة CPAبالمدية
المطلب : IIIنشاطات القرض الشعبي الجزائري
المبحث : IIإحصائيات حول حجم الودائع في وكالة CPAبالمدسة
المطلب : Iحجم الودائع المتعامل بها
المطلب : IIمدى اعتماد وكالة CPAعلى الودائع الممنوحة لها
3
خاتمة الفصل الرابع
خاتمــــــــــة
قائمة الجداول
قائمــة األشكال
4
المقدمة العامة
مقدمــة عامـة
5
ما هو الدور الذي تلعبه الودائع المصرفية كأداة لتمويل االقتصاد ؟
و إلعطاء هذا البحث حقه في الدراسة و التحليل نطرح هذه األسئلة الفرعية
التي تساعدنا في اإلجابة على اإلشكال المطروح :
ما مفهوم المصرف ؟ و ما نشأته ؟ و ما هي أنواع المصارف ؟
ما هي مصادر و طرق التمويل ؟
ماهي الودائع و تصنيفها ،و كيفية خلقها و استراتيجية تنميتها ؟
ما هي العالقة بين تنمية الودائع و تمويل االقتصاد ؟
ما هي مجاالت االستثمار الودائع في المصارف ؟
و من خالل هذه التساؤالت بينت دراستنا على الفرضيات التالية :
البنوك هي المرآة العاكسة ألي تنمية اقتصادية
الودائع المصرفية لها دور هام في تمويل التنمية االقتصادية
دوافع البحث :
الميول الشخصي للموضوع كونه يدور حول نشاط البنوك وكيف تساهم في تنمية االقتصاد
أي أنه في مجال تخصصنا .
إثراء المكتبة بهذا البحث باعتباره يكتسي أهمية بالغة في إطار التخصص .
االهتمام الكبير بالجانب التمويلي لالستثمارات في الجزائر خالل السنوات األخيرة .
6
مواقع االنترنت ،كتب و مجالت .
المقابالت الميدانية مع المسؤولين ومختلف الوثائق الميدانية من المؤسسة محل الدراسة
التطبيقية.
المنهـج المتبــع :
بهدف التأكد من الفرضيات واإلجابة على اإلشكالية المطروحة والتساؤالت الفرعية تم .1
االعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي في الجانب النظري ،و على منهج دراسة
الحالة في الجانب التطبيقي.
هيكل البحث :
و قد تم تقسيم البحث إلى أربع فصول و التي بدورها قسمت إلى مباحث ثم
مطالب و قد احتوت على مايلي :
يتناول الفصل األول و المعنون بـ '' عموميات حول المصارف و عملية
التمويل " به ثالث مباحث ،يعرض األول تعريف المصارف و نشاطها و
تطورها.
و يعرض الثاني مصادر تمويل المصارف ،أما آخر مبحث يتناول طرق تمويل المصارف.
بينما يتناول الفصل الثاني الودائع المصرفية هو اآلخر مقسم إلى ثالث مباحث يتضمن األول
ماهية الودائع المصرفية وخصص المبحث الثاني تصنيف الودائع المصرفية وأسس تبويبها
أما األخير فيتناول استرايتجية تنمية وجذب الودائع المصرفية .
يأتي الفصل الثالث بعنوان مجاالت استثمار الودائع المصرفية فيه ثالث مباحث .يتضمن
األول تكوين محفظة األوراق الخاصة بالبنك ،و خصص الثاني منح القروض و السلفات ،أما
الثالث منح خدمات أخرى لصالح العمالء ،و األخير يتناول اآلثار المرتبة عن قيام البنك
باستثمار الودائع.
أما الفصل الرابع و األخير يأتي بعنوان " دراسة حالة بنك القرض الشعبي الجزائري -وكالة
المدية -فيه مبحثين يتضمن األول " دراسة الهيكل التنظيمي لبنك القرض الشعبي
الجزائري ،و خصص المبحث الثاني إحصائيات حوا حجم الودائع المتداولة في .CPA
7
عموميات حول المصاريف وعملة التموين الفصل : I
ـ الفصــل :
تمهيـــد
لقد تطور النشاط االقتصادي واتسعت آفاقه وتشعبت قنواته وتعقد ادائه ,فلم يعد التبادل
يتم بين مجموعة من األشخاص تعرف بعضها البعض أو بين عدد من المجموعات البشرية التي
يستعمل بينها التبادل و لهذا جاءت المصاريف بمختلف أنواعها لتلعب دورها في جمع األحوال
وإعادة توزيعها ،أي جاءت كوسيط لربط ما بين أصحاب العجز وأصحاب الفائض ,وفي فصلنا
هدا سوف نتطرق إلى مختلف المفاهيم والتي تتمثل في تعريف المصاريف ونشأتها وأنواعها ,
وإلى عملية التمويل طرقه ووسائله .
المبحث األول :عموميات حول المصارف :
إن حاجة اإلنسان إلى إيجاد أماكن لحفظ أمواله ,دفعته إلى التفكير في إقامة مؤسسات
خاصة لهذه الغاية ,وكانت هذه المؤسسات تتقاضى فائدة على األموال المودعة لديها ,ولكن
وباتساع نطاق االرتباطات التجارية بين األفراد وهذه الهيئات زاد نشاط المؤسسات والتي تتمثل
في المصارف إذ لم يعد العمل المصرفي يقتصر على إيداع األموال وسحبها فقط بل تعددت
وظائفه مع السنين ,كما أثبتت المصاريف أهميتها من خالل خدمتها للتجارة والقتصاد ,وللدولة
عامة باستعمالها لمختلف التقنيات المواكبة للتطور التكنولوجي .
ومن خالل مبحثنا هذا سنتطرق بشكل من االختصار ,والدقة إلى كل من تعريف المصاريف
ونشأتها وأنواعها ,وأهمية سالمتها.
المطلب األول :تعريف المصرف ونشأته وتطوره التاريخي
الفرع األول :تعريف المصرف :
كلمة البنك أصلها إيطالي " bancoوتعني المصطبة " "bancويقصد بها المكان
الذي يجلس فيه الصارفة لتحويل العملة ,وبعدها تطور ليقصد به المنضدة " "comptoirالتي
يقوم فوقها تبادل العملة و عدها وأخيرا أصبحت تعني المكان الذي يوجد فيه الصارفة والمنضدة
أين تجرى عملية المتاجرة بالنقود والتعامل المادي (النقدي) رغم قدمه فهو ليس بأشكال الذي
نعرفه فمن الصعب ذكر تعريف محدد للمصاريف استنادا إلى وضائفه الرئيسية فإننا نستطيع أن
نقول بأن البنوك مهما كان نوعها فهي :
8
عموميات حول المصارف و عملية التمويل الفصل : I
مؤسسات مالية تنصب عملياتها الرئيسية على تجميع النقود الفائضة عن حاجة .1
الجمهور ومؤسسات األعمال لغرض اقراضها لآلخرين ,وفق أسس معينة
(.)2
واستعمارها في أوراق مالية محددة
المصرف وهو ذلك الوسيط بين األموال التي تبحث عن االستثمار وبين االستثمار .2
الذي يبحث عن التمويل الالزم .
مؤسسات مالية متخصصة في منح االعتمادات إذ أنها تقرض المال بواسطة أموالها .3
الخاصة ،بواسطة ما تستعرضه بذاتها ،وهي تعد هذا المفهوم وسيط بين طالبي رأس
)3(.
المال السائل وعارضيه
كما يعرف المصرف بأنه مكان التقاء عرض األموال بالطلب عليها وما يعاب بمؤسسات .4
ـ بين
عديدة كشركات التأمين ,وصناديق التوفير وغيرها بالرغم من االختالف الواضح
المصارف وهذه المؤسسات المالية
ومجمل القول فإن المصرف هو المنشأة التي تتخذ من االتجار في
النقود حرفة لها .
الفرع الثاني :نشأة المصارف :
يمكن التمييز بين نشأة المصاريف التجارية والغير التجارية ونشأة المصارف المركزية.
( )1شاكر القزويني محاضرات في اقتصاد البنوك "ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1992ص.24
( )2فالح حسن الحسني -ود -مؤيد عبد الرحمان الدوري إدارة البنوك ( مدخل كمي واستراتيجي معاصر) عمان دار وائل للطباعة
والنشر الطبعة األولى 2000ص93 .
9
2000ص ( )3محمد نبيل إبراهيم ،محمد علي حافظ النواحي العملية لسياسات البنوك التجارية القاهرة
75
10
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
مودع آخر ,والتعامل في العمالت ,وإجراء المناقصة بين الكمبياالت التجارية .
()1
في المؤسسات المصدرة لشهادات اإليداع ,اعتماد األفراد قبولها وفاء وباستقرار الثقة
المعامالت ,فازداد تداولها وقد انبثق عن هذه الشهادات كل من الشيكات والبنوك بشكله
الحديث .
ومنذ بداية القرن الثامن عشر 18أخذ عدد البنوك يزداد تدريجيا ,وكانت غالبيتها
مؤسسات يمتلكها أفراد أو عائالت ,وكانت القوانين تقضي بذلك حماية المودعين كما
(.)2
أخذت وظائف البنوك تتطور كذلك ويمكن تلخيصها كما يلي
قبول الودائع . -
اقراض األموال للغير ,ومنع التسهيالت االئتمانية التي اقتصرت في بادئ األمر -
على مجرد خصم الكمبياالت التجارية ,وتحصيلها عند االستحقاق.
خلق النقود للمساهمة في زيادة النشاط. -
وفيما يخص انتشار البنوك فإنها أخذت تنتشر في أروبا وأمريكا ومختلف دول -
العالم متأثرة في ذلك نظمها المصرفية باختالف مراحل تطور الدولة االقتصادي .
11
محمد هاشم ،مذكرات في النقود والبنوك -دار النهضة العربية الطبعة األولى 1996ص43. ()1
إسماعيل محمد هاشم ,مذكرات في النقود والبنوك ص 44مرجع سابق. ()2
أما في عصرنا الحديث فإن البنوك التجارية وغير التجارية من مؤسسات مالية و غيرها
أثبتت وجودها من خالل تأثيرها على االقتصاد ,وتأثرها كذلك بمختلف التطورات
الداخلية والخارجية ,ومحاولتها مواكبة األوضاع بمختلف تقنياتها الحديثة التي سهلت ,
وزاد ت من انتشارها واتساع نشاطها.
-2المصارف المركزية:
لقد جاءت نشأة المصارف المركزية متأخرة عن نشأة البنوك التجارية ففي عام
1664أنشئ بنك السويد ,وفي عام 1696م أنشئ بنك إنجلترا وفي عام 1800منشئ بنك
فرنسا الذي أسسه نابليون وفي عام 1814بهولندا وغيرها من المصاريف المركزية التي
أنتشر في مختلف دول العالم إذ اهتمت المصاريف المركزية في بداية نشأتها بمهمة
اإلصدار النقدي ,وتنظيمه في الحدود والشروط التي تفرضها الحكومة ,ثم أخذت تباشر
وضيفتها الرئيسية في الرقابة على االئتمان من حيث كميته ونوعه وسعره ,ونمو أسواق
المال نتيجة لزيادة النشاط الصناعي ,وتمويل الدخل القوي ,بدأت البنوك المركزية في
القيام بعمليات السوق المفتوحة ,ولكن على نطاق ضيق كما بدأت باستخدام سعر الخصم
كأداة لتحديد حجم االئتمان ,وبمرور الوقت اكتسبت البنوك المركزية خبرة في استخدام
هذه األسلحة التقليدية ولكن ومع بداية القرن العشرين وفي وقتنا الحالي استقرت األوضاع
بالنسبة للبنوك المركزية حيث اقتصر نشاطها على األعمال المصرفية للحكومة والحكومة
والقيام بوظيفة المقرض األخير للبنوك التجارية ,كما اقتصر حق اإلصدار للنقود على
البنوك المركزية فقط .
12
عموميات حول المصاريف وعملية التمويل الفصل : I
كما أنه ورغم وجود تماثل في معظم وظائف واختصاصات البنوك المركزية في التأثير
على النشاط المصرفي االقتصادي وهذا االختالف يربط بدرجة تقدم نمو االقتصاد الوطني
وطبيعة النظام االقتصادي السائد ,إذ تختلف أهمية البنك المركزي حدود فعالياته في
التأثير على مجريات الحياة االقتصادية ,وتنفيذ أدوات السياسة النقدية و االئتمانية من
)1(.
دولة ألخرى
13
( )1إسماعيل محمد هاشم مذكرات في النقود والبنوك ص 15مرجع سابق
رغم أن المصارف تتفق في أساس تكوينها وممارستها للعمل المصرفي إال أنها تختلف عن بعضها في
نوعية النشاط الذي تمارسه.أو تتخصص فيه .وطبقا لذلك تمكن تقسيم المصارف على أساس الغرض
الذي أنشأت ألجله مايلي :
المصرف المركزي يقف على رأس الجهاز المصرفي للبلد .ويتولى أمر السياسة االئتمانية والمصرفية
في الدولة .ويشرف على تنفيذها .ومن هنا يمكن تعريف البنك المركزي كمايلي :
المصرف المركزي يمثل ذلك المصرف الذي يتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة.ويستمد -
وجوده كمؤسسة عامة .ويقوم بجميع أعماله وفقا ألحكام القانون .وله الحق في أن يمتلك.
ويتصرف بممتلكاته .وأن يتعاقد وأن يقيم الدعاوى .وتقام عليه باسمه .ويكون له خاتم
(.)1
خاص به ويعفى من كافة الضرائب والرسوم والطوابع
وبمفهوم آخر هو مؤسسة اإلصدار الرسمية للنقود الخارجية .والتى يحكم إصدارها العديد من -
(.)2
المتغيرات .والمتطلبات االقتصادية والمالية
14
أفاق شقير ،أعاطف األخرس ،عبد الرحمان سالم ،محاسبة البنوك ،عمان األردن ،دار المسيرة للنشر 2000ص 17 )1
د أحمد فريد مصطفى ،محمد عبد المنعم عقر ،االقتصاد النقدي و المصرفي ،مؤسسة شباب الجامعة ص .294 )2
ـ المركزي بالمميزات الثالثة اآلتية و التى تمثل في نفس الوقت وظائفه األساسية
يتمثل المصرف
(.)1
وهي
يعد البنك المركزي الجهة الوحيدة المخولة من الدولة أو الحكومة بحق إصدار النقود بحيث يتولى
إصدار العملة الورقية ،بما يتوافق مع متطلبات االقتصاد الوطني ،و السياسة العامة للدولة و ما
ـ بوضع خطة و حجم النقد
يعطي أوراق النقد الثقة الالزمة فيها لتعامل األفراد ،لذلك يقوم ،المصرف
المتداول و يشرف على تنفيذ و تحقيق هذه الخطة (.)2
15
د.اسماعيل محمد هاشم ،مذكرات في النقود و البنوك ،ص 71مرجع سابق ()1
ـ المصارف :
-2المصرف المركزي مصرف
يعتبر المصرف المركزي مصرف المصارف ،فهو المصرف التي تتعامل معه المصارف
بصفة عامة ،و المصارف التجارية بصفة خاصة ،فالمصارف تحتفظ بودائعها لديه ،كما أنه
المصرف الذي تلجأ إليه إلقراضها عند حاجتها لالئتمان ،أي أنه هو الملجأ األخير للبنوك
التجارية لحصولها على النقود القانونية ،و يستطيع البنك المركزي القيام بهذه المهمة من
خالل تدخله في السوق النقدي سواء بتقديم القروض المباشرة لهذه البنوك ،أو سواء بقيامه
بإعادة حطم األوراق المالية التي بحوزتها وفي جميع األحوال فإن البنك المركزي يسهل
عمليات االقتراض للبنوك.
ـ المركزي في تعاونه مع المصارف األخرى إنما يبعد تماما عن
و الجدير بالذكر أن المصرف
منافستهه لها خاصة و أنه يركز كل معامالته مع المصارف الحكومية ،و يترك للمصارف
مجال التعاون مع المؤسسات و األفراد ،و الجمعيات ،و النقابات ،و سائر الهيئات ،و
16
المنظمات غير الحكومية ،كما أنه يقوم كذلك بدور الوساطة بين المصارف.
زيادة فرص استثمار أمواله في رواج أكثر ربحا من إعادة الخصم.
17
منهل مطر ذيب شوتر ،و رضوان وليد العمار ،النقود البنوك ،أالء للطباعة و النشر ،الطبعة األولى- 1995 ، ()1
1996ص 261
بوعالم شاشي األمين العام في اقتصاد الجزائرن الدار المحمدية العامة ،ص .361 ()2
إن المقصود باستخدام البنك المركزي ألدوات السياسة النقدية قيامه باستخدام وسائله النقدية ،و
( األساسية ستتوالها دون غيره االئتمان في تحقيق رقابته ،و سيطرته على االئتمان المصرفي
من المؤسسات) كمية أساسية سيتوالها دون غيره من مؤسسات الجهاز المصرفي ،و لهذا من المهم
التعرف على هاته السياسة النقدية كما لها من أهمية بالغة على المستوى االقتصادي ،و ذلك من خالل.
()1
: تعريف السياسة النقدية -1
تهتم السياسة النقدية فيما يجب أن يتخذ من إجراءات و تدابير بغرض حل المشكلة القائمة بكل
ظروفها و بوجه التحديد ،تهتم بتوفير السيولة الالزمة للسير الحس االقتصادي و نموه مع المحافظة
على استقرار النقد أو العملة .
أو هي ذلك التدخل المباشر مع طرف السلطة النقدية ،و توجيه االئتمان باستخدام وسائل الرقابة
الكمية على النشاط االئتماني للمصارف التجارية.
إذن السياسة النقدية تهتم في األساس بالعرض النقدي للمصارف التجارية من أجل الحفاظ على
االستقرار االقتصادي ،و ذلك باستعمال أدوات محددة ،و معروفة النتائج مسبقا لتفادي الوقوع في
الخطأ ،و من أجل تدخل صحيح و فعال.
()1
اتجاهات السياسة النقدية : -2
18
( ) 1شملول حسينة ،أثر استقاللية البنك المركزي على فعالية السياسة النقدية ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم االقتصادية و علوم
التسيير ،جامعة الجزائر ص8
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
و يتم ذلك من خالل توجيه حجم وسائل الدفع نحو التوسع بتشجيع االئتمان ،و تخفيض معدل الفائدة،
فيرتفع بذلك حجم االستثمارات مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج و
االتجاه االنكماشي:
يعرف أيضا بالتقييدي فوجود معدل تضخم كبير وزيادة في المستوى العام لألسعار تقابلها دائما
المطالبة بالزيادة في األجور فتسعى السلطات النقدية لتقييد االئتمان واالقتراض .ويعمل المصرف
المركزي على اإلقالل من حجم وسائل الدفع وتقيد االئتمان واإلقراض محاولة تثبيت األجور و األسعار
.كما يقوم برفع أسعار الفائدة لتشجيع األفراد على االدخار واإلقالل من حجم االستهالك.
ـ:
االتجاه المتعلق بالسياسة النقدية بالدول النامية
تتميز الدول النامية باقتصاديات زراعية أو موسمية أو على محصول واحد .وتصدير المواد األولية إلى
الخارج .وعليه يقوم البنك المركزي بزيارة حجم وسائل الدفع عند بدأ مرحلة الزراعة وتمويل
المحصول .ويقلص من حجمها عند مرحلة بيع المحصول .بهدف حصر آثار التضخم ،وفيما يخص
هذه االتجاهات وتحديد أنسبها للدولة مرهون بالوضعية االقتصادية لها .هذا في الحالة العادية .أما في
حالة األزمات فهو يتحدد وفق نوع المشكلة وظروفها المحيطة .
19
تعتبر السياسة النقدية أحدهم مكونات السياسة االقتصادية .ومنه تسعى إلى تحقيق أهدافها.ورغم ذلك
تبقى للسياسة النقدية أهدافها الخاصة ،التى تميزها والتى يمكن ايجازها فيما يلي :
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
وتختلف هذه األهداف باختالف األوضاع االقتصادية ومنه األوضاع النقدية لكل بلد حيث تتباين أهدافها
السياسة النقدية للدولة النامية مقارنه بالدولة المتقدمة وعلى العموم يمكن سرد أهم هذه األهداف فيمايلي:
العمل على تشجيع النمو االقتصادي في مختلف القطاعات االقتصادية بما يحقق زيادة حجم الدخل
الوطني ونمو الناتج المحلي.
المساهمة في تطوير المؤسسات المصرفية .والمالية .واألسواق التي تتعامل فيها
العمل على الحد من اآلثار السلبية للتقلبات االقتصادية (انكماش ،رواج).
األهداف الوسيطة للسياسة النقدية :هذا األسلوب يتمثل في التأثير على متغيرات وسيطة ،و التي لها
آثار على متغيرات أخرى لم تقدر السلطات النقدية التأثير عليها مباشرة شريطة أن تكون هناك عالقة
سببية مستقرة بين األهداف الوسيطة و األهداف النهائية .
-التأثير على أسعار الفائدة يؤدي إلى تأثير على مستويات االستثمار.
20
-التأثير على أسعر المصرف العملة يؤدي إلى تأثير على الصادرات ،و منه ميزان المدفوعات.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
تستعمل السلطات النقدية مجموعة من األدوات و الوسائل التي تسعى من خاللها إلى تحقيق سياستها
النقدية وتتمثل هذه األدوات فيما يلي :
()1
الوسائل التقليدية :وتتجسد في العناصر التالية :
سعر إعادة الخصم( سعر الصرف ) :وهو السعر الذي يتقاضاه المصرف المركزي من المصارف .1
التجارية لقاء قيامه بإعادة خصم الكمبياالت واألوراق المالية والتجارية لها.
عمليات السوق المفتوحة :المصرف المركزي يقوم بشراء وبيع األوراق الحكومية فقط إضافة إلى .2
شراء وبيع الصرف األجنبي .فإذا أراد المصرف أن يقلل من حجم االئتمان فإنه يبيع األوراق المالية
لديه.وبالتالي يخفض كمية النقد الموجودة في السوق أما إذا أراد أن يزيد من مقدرة المصرف
التجاري على الرفع والتوسع في االئتمان ،فانه ينزل إلى السوق مشتريا األوراق المالية فيدفع ثمنها
نقدا وبالتالي تزداد كمية النقود في السوق.
ـ االحتياطي القانوني :تقوم المصارف التجارية باالحتفاظ بنسبة من ودائعها إلى المصرف
نسبة .3
المركزي ،فإذا أراد هذا األخير أن يحد من حجم التوسع في االئتمان لدى المصارف التجارية فانه
يرفع نسبة االحتياطي القانوني لديه.
21
( )1رشاد العصار ،رياض الحلبي "،النقود و البنوك" ،عمان ،األردن ،دار الصفاء للنشر و التوزيع الطبعة أول 2000ص .106
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
تتمتع المصارف المركزية ،و خاصة العربية منها و التي ال تقوم بعمليات تنافس بها المصارف
العادية بهيبة كبيرة ،كما تحتل مركزا هاما بين زمرة المصارف العادية ،و عليه تكون مركز يمكنها
من التأثير على المصارف التجارية ،و إغرائها بالتضامن معها لتنفيذ سياسة ائتمانية معينة كالحد أو
التوسع في االئتمان ،وواضح أن نجاح هذه الوسيلة على عوامل مختلفة أهمها المركز األدبي للمصرف
ـ المركزي.
المركزي ،و مدى روح التعاون بين المصارف التجارية ،و المصرف
الرقابة المباشرة :وتتمثل في الرقابة اإلدارية عن طريق التفتيش على الحسابات و األصول .2
المملوكة للمصرف ،كما يتدخل المصرف المركزي بإصداره تعليمات مباشرة على المصارف
عموما أو كل على انفراد بحيث يحدد بموجبها أحجام االئتمان المسموح به في فترات مقبلة ،أو يحدد
نسبة معينة بين أموال المصارف الخاصة و بين جملة أصوله.
الرقابة الكيفية :و هي تحديد األغراض التي يقدم من أجلها المصرف االئتمان ،و مدة القرض و .3
غيرها.
22
و البنك المركزي و باعتباره الهيئة المخولة بتنفيذ السياسة النقدية فإنه يستعمل هذه األدوات وفق الحالة
االقتصادية و النقدية للبلد.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
إن هدف المصرف المركزي ليس تحقيق ربح ممكن ،و إنما خدمة الصالح االقتصادي العام ،كما يمكن
القول و بصفة عامة أنه يسعى إلى تحقيق االستقرار االقتصادي ككل ،و في دول العالم الثالث يضاف
()1
: هدف آخر هو التنمية االقتصادية و تكوين رأس المال ،و يتم ذلك من خالل
من خالل توجيهاته إلى المصارف التجارية بزيادة االستثمار في األسهم التي تصدرها مؤسسات
األعمال:
أو بالتمييز في شروط االئتمان بين المقترضين على أساس أهمية النشاط الذي يمارسونه ،و إلى غير
ذلك من األدوار التي يلعبها في التنمية االقتصادية.
23
-1د .منير ابراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،االسكندرية ،الطبعة الثانية ص .80
المصا رف التجارية تمثل القسم األكبر في النظام المصرفي .وتأتي في الدرجة الثانية في التسلسل يعد
البنك المركزي .الذي يباشر عليها الرقابة .ويؤثر في قدرتها على خلق نقود الودائع .وفيما يلي
سنتطرق إلى :
يعرف المصرف التجارية .بأنه المؤسسة التي تتعامل في الدين أو االئتمان فمصرف الودائع
يحصل على ديون الغير ويعطي مقابلها وعودا بالدفع تحت الطلب أو بعد أجل قصير .وهذا االئتمان
(. )1
ـ يدخل ضمن أصوله ألنه يمثل حقا له قبل الغير
الذي يقدمه المصرف
كما يقصد بها :المصارف التي تقوم بقبول الودائع تحت الطلب أوآلجال محدودة وتزاول عمليات
التمويل الداخلي والخارجي وخدمته بما يحقق خطة التذمية .ودعم االقتصاد القومي .وتباشر عملياتها
تنمية االدخار واالستثمار المالي في الداخل والخارج بما في ذلك المساهمة في إنشاء مشروعات وما
()2
.كما يستلزمه من عمليات مصرفية وتجارية و مالية وفقا لألوضاع التي يقررها المصرف المركزي
()3
. ـ
يمكن القبول بأنها مصارف مالية تقوم بدور الوساطة بين المودعين والمقترضين
24
( )1صبحي تادريس قريصة و مدحت محمد العقاد ،ص 78مرجع سابق
( )2عبد الغفار حنفي ،و رسمية زكي قرياقص ،البورصات و المؤسسات المالية " مصر ،الدار الجامعية ،2000ص .12
( ) 3محمد صالح ،و عبد الفتاح عبد السالم ،المؤسسات المالية ،مصر ،كلية التجارة ،جامعة االسكندرية ،الدار الجامعية 2000ص 214
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
تتسم البنوك بثالث سمات هامة تميزها عن غيرها من منشآت األعمال وترجع أهمية تلك السمات إلى
تأثيرها الملموس على تشكيل السياسات الخاصة باألنشطة الرئيسية التي تمارسها البنوك .وتتمثل هذه
السمات في :
السيولة :تعتبر السيولة من أولى ااهتمامات البنوك التجارية الرتباطها الوثيق بوجود البنك وكيانه
،ويكون ذلك بالتوفيق بين الودائع والقروض التي يمنحها .ويمكن أن ،يلجأ إلى البنك المركزي
لتمويل عجزه الناتج من االرتباط الذي وضعه لديه.
ولإلشارة أن مجرد إشاعة عن عدم توفر سيولة كافية لدى البنك كفيلة بأن تزعزع ثقة
المودعين .ويدفعهم فجأة لسحب ودائعهم .بما يعرض البنك لإلفالس .
25
األمان :يقسم رأس مال البنك بالصغر .وهذا يعني صغر حافة األمان بالنسبة للمودعين الذين
ـ التجاري يهدف إلى وضع نفسه في
يعتمدالبنك على أموالهم كمصدر لالستثمار .ولهذا فإن المصرف
مستوى أمان مقبول يمكنه من مزاولة عمله أثناء حدوث طوارئ.
الربحية :يسعى المصرف دائما لتعظم ربحية من أجل تعضيم عالقته بالعمالء عن طريق السماح له .2
بتقديم االئتمان لهم .وبالتالي زيادة المودعين والمتعاملين مما يزيد في ازدهار البنك.
وتلعب هذه السمات واألهداف دورا في تشكيل سياسات المصرف التجاري في مجال
جلب الودائع .وتقديم القروض لإلستثمار في األوراق المالية .ويالحظ على هذه
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
األهداف مثال المزيد من السيولة فيمكن أن يكون هدف مرغوب من وجهة نظر المودعين إال أن له أثر
سلبي أو عكسي على الربحية األمر الذي ال يرضى به المالك إال أن هذا التعارض يقتصر فقط على
المدى القصير أما في المدى الطويل يظهر اإلنجسام بين األطراف المختلفة للمصرف.
ـ:
وظائف كالسيكية .1
قبول الودائع على اختالف أنواعها ،و فتح حسابات جارية . .1
تشغيل موارد المصرف مع مراعاة مبدأ توفيق بين السيولة و الربحية و الضمان أو األمان ،و .2
()1
من أهم أشكال التشغيل االستثماري مايلي :
26
منح القروض و السلف و فتح الحسابات الجارية أ-
ب -تحصيل األوراق التجارية و خصمها و التعامل باألوراق المالية من أسهم و سندات
أمين عبد اهلل " ،العمليات المصرفية " ،عمان األردن ، 1997ص 40 ()1
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
و -تحصيل الشيكات المحلية عن طريق غرفة المقاصة و صرف الشيكات الممنوحة عليها.
ح -تأجير الخزائن األمنية لعمالتها لحفظ المجوهرات و المستندات و األشياء ( الثمينة).
لقد تغيرت نظرة المصرف إلى نفسه من مجرد ( دكان) لتجميع األموال و إقراضها إلى مؤسسة
تهدف أوال و قبل كل شيء تأدية خدمات نافعة للمجتمع لتضمن لنفسها البقاء و النمو و االزدهار ،و
27
الحصول على األرباح و انطالقا مما سبق فإن المصرف يسعى إلى رفع رقم أعماله أدت به إلى ابتداع
()2
خدمات جديدة يؤديها للمتعاملين معه ،و من أبرزها :
( ) 2ناظم نوري الشمري " ،النقود و المصارف " العراق ،جامعة الموصل ،دار الكتاب و النشر و التوزيع 1995ص .163
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
تحويل نفقات السفر و السياحة ،من شيكات المسافرين و اإلعتمادات الشخصية .8
28
البطاقة االئتمانية. .11
إن تقديم هذه األنواع الحديثة من الخدمات و غيرها تؤدي إلى رفع حجم عمليات المصرف و تعود
عليه بمزايا كثيرة نذكر منها :
ـ
تحقيق الدعاية و اإلعالن للمصرف o
تحقيق عموالت و أسعار فائدة أعلى بكثير مما يحققه المصرف في حالة االقتراض o
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
ـ:
الفرع الثالث :المصارف المتخصصة
هي التي تقوم بالعمليات المصرفية ضمن نوع محدد من النشاط االقتصادي ،و تختلف عن
()1
غيرها في آجال عملياتها ،و مصادر تميلها و طبيعة المجال الذي تعمل فيه.
كما تعرف أيضا بأنها نوع من أنواع المؤسسات المصرفية الوسيطة تتخصص في تمويل قطاعات
()2
،و هي كذلك التي تقوم بالعمليات المصرفية التي تخدم نوعا محددا من النشاط اقتصادية معينة
االقتصادي و تختلف عن غيرها في طول آجال عملياتها ،و مصادر تمويلها و طبيعة المجال الذي
تعمل فيه.
29
و بالتالي يتبين بأن هذه المصارف ال يكون قبول الودائع تحت الطلب ليس من أوجه أنشطتها
الرئيسية ،وهذا ما يجعلها تختص بتمويل نشاط اقتصادي مرتبط باسمها.
كما أن لهذه المصارف الحق بإجراء عمليات تسليف و إقراض ،تمويل و توظيف آلجال متوسطة
و طويلة باإلضافة إلى أنها تقوم بتوفير التمويل الالزم لها ،إما من خالل سوق المال عن طريق
إصدار السندات التي تشتريها المؤسسات المالية الكبرى مثل شركات التأمين أو من خالل
االقتراض من الجهاز المصرفي.
( )1رشدي صالح عبدالفتاح ،البنوك الشاملة و تطوير الجهاز المصرفي المصري ،مصر حقوق محفوظة للمؤلف 2000 ،ص
.163
( )2ناظم نوري الشملي " النقود و المصارف " ص 165مرجع سابق
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
ـ:
أنواع المصارف المتخصصة .1
المصارف الصناعية :تهدف بصفة خاصة إلى تقديم العديد من التسهيالت المباشرة و غير .1
المباشرة إلى المؤسسات الصناعية لفترات متوسطة أو طويلة األجل .كما تسهم في إنشاء
الشركات الصناعية ،و بذلك تخرج من مفهوم المصارف التجارية التي تعتمد على اإلقراض
قصير األجل مما يزيد من نسبة المخاطرة.
30
المصارف الزراعية :إن التسليف الزراعي من أهم الدعامات الزراعية إلتاحة الفرصة للمزارع .2
نحو الحصول على احتياجاته الضرورية لعملية الزراعة و مد المزارعين بالمعونات التي تتوفر
لهم .لذلك يقوم مصرف التسليف الزراعي بهذه المهمة.
المصارف العقارية :كذلك تهدف هذه المصارف إلى تمويل قطاع االستثمارات العقارية مقابل .3
رهونات عقارية ،و بما أن تمويلها يكون لفترات طويلة األمد نسبيا نراها تعتمد على مصادر
تمويل طويلة األجل أيضا.
مصارف اإلسكان :تتخصص هذه المصاريف في تمويل شراء أو بناء المساكن لذوي الدخل .4
المحدود.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
و هناك ظاهرة جديدة و هي المصارف اإلسالمية التي تتعامل بالفائدة أخذا أو إعطاء ،و لها
(.)1
مفهومها الخاص عن المعامالت المصرفية
ـ:
– 2دور المصارف المتخصصة
31
تكمل المصارف المتخصصة عمل المصارف التجارية ،فتخدم القطاعات التي تعجز عن تلبية
احتياجاتها الطويلة المدى من طرف هذه المصارف بسبب طبيعة عملها ،و يطلق على هذه المصارف
المتخصصة ذات أهمية بالغة لتجميع المدخرات ،و تنشيط حركة االستثمار ،و من ثم دفع عجلة التنمية
االقتصادية خاصة بالنسبة للدول النامية ،التي تمر بمرحلة انتقالية ،و ذلك من خالل التسهيالت التي
تقدمها قطاعات التنمية و اإلنتاج.
( ) 1فاطمة مروة "،إجازة في إدارة األعمال الفنون التجارية " ،بيروت ،دار النهظة العربية للطباعة و النشر 1994
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
تتوقف سالمة النظام المصرفي و مرونته على الطريقة التي تمارس بها المصارف بالكفاءة و
اإلتقان الواجب فإلجراءات التي تستند إليها تحليالتها لمخاطر االئتمان ،و قراراتها المتعلقة باإلقراض ،
32
و على الطريقة التي تدرك مالمح المخاطر المتغيرة ،و تتعامل معها وفقا لتطور الظر وف
ـ و لكن تؤدي وظائف مالية رئيسية أخرى مثل ممارسة نظام المقاصة ،و تسوية المدفوعات
للمقترضين،
،و عمليات سوق الصرف األجنبي ،
ونتيجة لذلك فإن القطاع المصرفي يعتبر األداة األساسية لنقل تدابير السياسة النقدية إلى أسعار الفائدة في
السوق و إلى رصيد السيولة ،و أخير إلى إجمالي النشاط االقتصادي و األسعار ،و بسبب هذه الوظائف
()1
. المتنوعة يعتبر القطاع المصرفي السليم أهم عنصر منفرد لنظام مالي سليم
ومن خالل كل هيمكننا معرفة مدى أهمية عنصر الثقة بالنسبة للمصرف ،و هذا يقودنا إلى كيفية تدعيم
هذه الثقة.
فثقة الناس بالمصرف أمر بالغ األهمية إذ على مدى ما يشعر الناس من ثقة بمصرف ما يتوقف نجاح
ـ في تحقيق هدفه األول ،و هو البقاء و النمو عن طريق تأدية الخدمات النافعة ،و الثقة
ذلك المصرف
في أي مصرف تعتمد على عوامل متعددة نذكر من أهمها :
قيامه بدفع األموال المودعة لديه ألصحابها في أي وقت تحت أي ضروف. .1
.2دفع التزاماته فورا دون أي مماطلة كدفع الكفاالت التي يقدمها نيابة عن عمالئه و التي يطلب
بدفعها.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
.3الدقة في أداء األعمال و عدم الوقوع في األخطاء ألن أخطاء المصرف تقلل الثقة فيه
33
.4السيولة بمعنى االحتفاظ بكميات مناسبة من النقود الجاهزة وشبه النقود لمواجهة طلبات المودعين ،و
العمل على إطالع الجمهور على ذلك عن طريق النشرات و الميزانيات الدورية لكسب الثقة.
.6العمل على إيجاد معادلة يمكن بواسطتها إراحة الضمير الديني للجمهور الذي يتحرج دينيا من التعامل
مع المصارف و ما ظاهرة تكوين المصارف اإلسالمية التي أخذت تبرز للوجود إلى محاوالت في هذا
المضمار.
و دعما لثقة الجمهور بالمصارف تتدخل البنوك المركزية في معضم بلدان العالم في أعمال
الجهاز المصرفي ،فتحدد حدودا دنيا لرؤوس أموال المصارف ،و تحدد مقدار التسهيالت االئتمانية التي
ال يمكن للمصرف التجاري أو المتخصص أن يتجاوزها ،كما تحدد مقدارالحد األدنى للموجودات
السائلة لدى المصرف التجاري.
كما أن مشكالت عدم سالمة النظام المصرفي تؤول إلى الظهور فجأة ،و خاصة في البلدان
النامية ،و التي تمر بمرحلة انتقال ،فإذا كانت قدرة المقترضين على السداد للمصارف ،محل شك فإن
المودعين قد يفقدون الثقة في قدرة المصارف على الوفاء بالتزاماتها مما يمكن أن تؤدي إلى التدافع على
المصارف لسحب الودائع و هذه اإلمكانية مضافا إليها حقيقة أن المصارف شديدة الحساسية ،تجعل
النظام المصرفي عرضة بوجه خاص لنوبات مفاجئة في عدم االستقرار.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
34
إذن يجب أن تكون تقوية الملكية و المنافسة في األنظمة المصرفية لها أولوية لمواجهة هذا
االحتمال في البلدان النامية خاصة ،و التي تمر بمرحلة انتقال ،و تقع مسؤولية اإلدارة الداخلية
للمصارف و غيرها من المؤسسات المالية أوال و قبل كل شيء على عاتق مد رائها ،و لهذا فإن
الخوصصة تعتبر عنصرا حاسما في إصالح القطاع المصرفي ،في تلك البلدان ،و تحديد ضروف
الدخول في مجال الصناعة المصرفية لجعلها موضع منافسة.
ـ المصارف :
المبحث الثاني :مصادر تمويل
سنتطرق في هذا المبحث إلى جميع المصادر التي يتم بها تمويل المصارف ،و يمكن تصنيفها إلى
مصادر داخلية كأموال المصارف الخاصة إضافة إلى الودائع بمختلف أنواعها ،كما ال ننسى المصادر
الخارجية التي يلجأ إليها المصرف عند قلة السيولة.
()1
المطلب األول :مصادر التمويل الداخلية :
الفرع األول :أموال المصارف الخاصة :و تتألف هذه المجموعة من حيث هي عبارة عن الفرق بين
موجودات المصرف و مطلوباته و تسمى أيضا " قيمة المصرف الصافية " و تتألف هذه المجموعة
من :
-1رأس المال المدفوع :و هي عبارة عن األموال التي يحصل عليها المصرف من أصحاب
المشروع عند بدء تكوينه ،و أية إضافات أو تخفيضات قد تطرأ عليها في فترات الحقة ،و يمثل هذا
المصدر نسبة ضئيلة من مجموع األموال التي يحصل عليها المصرف من جميع المصادر ،لكن أهمية
هذا المصدر ال يمكن المبالغة فيها حيث يساعد رأس المال على خلق الثقة في نفوس المتعاملين مع
المصرف خاصة أصحاب الودائع منهم ،إذ أن رأس المال يحدد قيمة الضمان الذي يعتمد عليه
المودعون ضد ما يطرأ أمن تغيرات على قيمة الموجودات التي يستثمر فيها المصرف أمواله ،هذا و
يجب عدم
35
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
المصرف ال يتعامل بشكل رئيسي بأمواله الخاصة ،و إنما بأموال المودعين لذا فهو ال يحتاج إلى
األموال الخاصة بنفس الدرجة التي يحتاجها المشروع التجاري أو الصناعي .
صغر حجم رأس المال يمكن المصرف من توزيع العائد على رأس المال ألن العائد من االستثمارات o
بعد تغطية تكاليف الحصول على األموال من المصادر الخارجية و المصارف اإلدارية و العمومية
الالزمة إلدارة المشروع بشكل عام لن يشجع أصحاب رأس المال على استثمار أموالهم في
المشروع لذا لم يكن هذا العائد مرتفعا يكون المصرف التجاري رأس المال لكن بنسب ظئيلة من
خصومه مما يدل على ضآلة الدور الذي يقوم به ،عكس الحال في المصرف غير تجاري مثل :
المصارف المتخصصة أين يكون رأس المال بنسبة كبيرة حيث تعتمد عليه في عملياتها ،بينما يعتمد
المصرف التجاري على ودائعه.
-2األرباح المحتجزة :تحتجز األرباح بصفة عامة في المشروعات ألسباب مختلفة و هي تمثل جزءا
من حقوق المساهمين و يرى البعض فيها وسيلة للحصول على األموال الالزمة فالستثمار داخليا ،و
يمكن تقسيم األشكال التي تتخذها األرباح المحجوزة إلى :االحتياطات و المخصصات و األرباح غير
الموزعة.
أ -االحتياطات :تقتطع االحتياطات من األرباح لمقابلة طارئ محدد تحديدا نهائيا وقت تكوين
االحتياطي ،و تفاديا إلضهار حجم األرباح المحجوزة في حساب واحد ظهرت في المحاسبة عدة تسميات
من االحتياطات منها :االحتياطي العام ،االحتياطي القانوني ،و احتياطي الطوارئ و غيرها من
األسماء التي تطلق على جزء من األرباح بغية حجزه و إعادة استثماره في المشروع ،أي كلما زادت
االحتياطات زاد ضمان المودعين في المصارف.
36
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
هو احتياطي يكونه المصرف من تلقاء نفسه غير أن القانون يفوضه عليه بدافع :
مالقاة كل خسارة في قيمة أصول المصرف تزيد من قيمة االحتياطي القانوني.
ـ ( احتياطي رأس المال ) :هو احتياطي يطلبه القانون و ينص على أن يكون
االحتياطي القانوني .2
بنسبة معينة من رأس المال فعندما يستقر المصرف في أعماله و يبدأ في الحصول على األرباح فإن
ـ يقتطع نسبة مئوية معينة من األرباح الصافية قبل توزيعها.
القانون ينص على أن المصرف
ب – المخصصات :تكون المخصصات في العادة لتعديل قيمة األصول لتجعلها ممثلة بللقيمة الحقيقية
لها في تاريخ إعداد ميزانية طبقا ألسس التقييم المتعارف عليها لكل نوع من أنواع األصول و تحمل
األرباح عادة بقيمة المخصصات.
ج – األرباح غير الموزعة :إن االحتياطات و المخصصات تكون غير معدة للتوزيع على المساهمين
كأرباح إال أن المبالغ التي تبقى بعد اقتطاع االحتياطات و المخصصات تكون قابلة للتوزيع على شكل
أرباح غير موزعة إال أنها تكون قابلة للتوزيع و يوزعها المصرف متى شاء.
د .سندات الدين الطويل األجل :إن رأس المال و االحتياطي و المخصصات و األرباح غير الموزعة
فهي مصادر تقليدية بالنسبة للمصرف التجاري أما المصادر الحديثة فهي تشمل :
37
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
سندات الدين الطويل األجل :التي تعتبر من مصادر الخارجية يصدرها المصرف و يبيعها للجمهور
و المؤسسات و يحتفظ باألموال الناتجة عن هذا البيع ضمن أمواله الخاصة شريطة أن يكون لسداد
الودائع حق األولوية ال على سداد هذه السندات عند تصفية أعمال المصرف .وقد اعتبرت هذه
األموال ضمن األموال الخاصة في أمريكا رسميا في نهاية .1962
ـ الخاصة تساهم في المحافظة على السيولة المناسبة للمصرف التى تمكنه من
كما أن أموال المصرف
مواجهة الخطر دون المساس برأس المال.
كما أن األموال الخاصة تعتبر مقياسا في نظر حاملي األسهم أين يتمكنون من معرفة قيمة ما
يملكونه من أسهم فكلما كانت قيمة المصرف الصافية أكبر كلما كانت لقيمة أسهمهم التي يملكونها في
ـ أكبر والعكس صحيح وهكذا فان أموال المصرف تستخدم لألغراض التالية :
ذلك المصرف
ـ
يعتبر رأس المال االحتياطي ضمانة ضد خسائر المصرف
يعتبر كمقياس يقيس به المالكون مقدار ما يملكون من ثروة مستثمرة في ذلك المصرف .
قدرتها على امتصاص الصدمات والهزات المالية التي تتعرض لها المصارف مثل انجلترا ،وفي
العادة نسب أموال المصارف الخاصة إلى مجموع الودائع في البلدان النامية أعلى من البلدان
المتقدمة وهذا راجع إلى هبوط مستوى الدول النامية .
38
ـ وهي بشقيها
الودائع :والودائع هي تعتبر من أبرز مصادر التمويل الخارجية للمصرف -I
المحلي واألجنبي أين تعتبر المصدر الرئيسي ألموال المصرف التجاري.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
عندما يصعب الحصول على األموال بالطرق المذكورة سابقا يلجأ المصرف التجاري إلى
التمويل الخارجي المتمثل فيما يلي:
أي عن طريق االقتراض من البنك أو بنوك أخرى ،و في الواقع أن دور البنك المركزي باعتباره
ممول البنوك التجارية ال يقف عند منح القروض و إنما يتعداه إلى عمليات إعادة الخصم.
-1القروض و السلفات :يعمل البنك المركزي كبنك البنوك أين يقدم لها قروضا لمساعدتها على تلبية
حاجاتها و التسهيالت التي يعطيها البنك المركزي للمصارف في حالة اقتراضها منه تفوق معدل الفائدة
الذي يتقاضاه ،وذلك ألنه غالبا ما يمنح هذه القروض ليشجع المصارف على االقتراض لتمويل
النشاطات التي يرغب في تشجيعها.
-فالقروض غالبا ما تعطي لنشاطات إنتاجية بينما تمثل السندات المعاد خصمها أوراقا لصفقات تجارية
أو لغايات استهالكية تأخذ مظهر الصفقات التجارية ،و في الحقيقة أن البنك المركزي ال يستطيع بنيان
حقيقة الغرض من التمويل بواسطة السند بدقة.
-2إعادة الخصم :تخصم المصارف التجارية عادة أوراقا و سندات مالية للمتعاملين معها بدال من أن
تجمد قيمتها لحين استحقاقها لدى البنك المركزي و تدفع له بالمقابل معدل إعادة الخصم يكون أقل
معدل من معدل الخصم.
لذا يفضل المصرف االحتفاظ بها عندما تكون األحوال العادية أي وجد النقود في خزانته و هذا لحين
استحقاقها و ذلك ألمرين :
39
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
و هذا ألن لجوء المصرف إلعادة الخصم قد يساء فهمه من قبل البعض أين يعتبرونه دليال على
ضعف سيولته و عدم قدرته على مواجهة طلبات المودعين أو باألحرى المتعاملين معه.
لهذا فإن المصرف التجاري ال يلجأ إلى إعادة الخصم ،إال عند الضرورة المتمثلة في :
-تدني السيولة.
و تعتبر عملية إعادة الخصم من أقدم أشكال المساعدة التي قدمها البنك المركزي للبنوك
التجارية ،و لكن أهمية هذا المصدر أخذت بالتضاؤل بسبب وجود أموال كافية في المصارف و بسبب
انتشار األسواق المالية حيث بدال من لجوء المصرف إلى إعادة الخصم مع ما يتضمنه من أخطار على
سمعته ،فإنه يلجأ إلى بيع هذه األوراق المحتفظ بها في محفظته االستثمارية.
كما أن إمكانية المصرف بحصوله على قرض أو سلفة أدى إلى التقليل من أهمية إعادة الخصم
باعتباره كمصدر من مصادر التمويل.
الفرع الثاني :عن طريق التسهيالت االئتمانية الخارجية :
و تتلخص في القروض و االعتمادات التي تحصل عليها المصارف من مراسليها في الخارج و
عادة ما تكون بالعمالت األجنبية لذا فإن هذا المصدر ال يمكن اعتباره مصدرا مباشرا.
40
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
كما أن استعماله يقصر على تمويل عمليات مصرفية معينة في الخارج كعمليات االعتمادات
المستندية أي أنها ليست أمواال جاهزة توضع تحت تصرف المصرف المحلي لتمويل عملياته مع
الخارج ،حيث يساعد المصرف على ترسيخ عالقاته بالخارج مما ينتج عنه إمكانية استخدامه كمصرف
مراسل للمصارف الخارجية ،فيستفيد من العمالت الناتجة عن أداء هذه الخدمات.
مصادر التمويل األخرى :و تشمل مايلي :
القروض المتبادلة بين المصارف المحلية :في بعض األحيان تلجأ المصارف التجارية إلى
االقتراض من بعضها البعض في سبيل تمويل عملياتها إال أن هذه الطريقة ال تنظر غليها المصارف
عادة بعين االرتياح نظرا لما قد يظنه البعض من لجوء المصارف إلى مثل هذه الطريقة قد يعني
المصرف المقترض و كذلك فإن المصدر غير مضمون ألن الحاجة األموال تنشأ عادة من زيادة
الطلب على السحوبات أو القروض ،و بما أن هذه األمور تتخذ نتيجة ألوضاع سياسية أو اقتصادية
معينة ،فإن جميع المصارف العاملة في البالد تتعرض لنفس هذه الظروف مما يجعل كل المصارف
تحتاج إلى أموالها في فترة واحدة ،األمر الذي يجعلها غير قادرة على إقراض بعضها البعض ،و
بالتالي اللجوء إلى البنك المركزي كمقرض أخير.
التأمينات المختلفة :و هي التأمينات التي يضعها بعض األفراد في المصارف مثل :تأمينات
االعتمادات المستندية و يتم تصنيف هذه المصارف تحت الودائع المقيدة.
ودائع المصرف من الخارج في المصارف المحلية :
المطلوبات األخرى :و هي عبارة عن عدة بنود يدمجها البنك المركزي مما يقصد اختفاء معالمها أو
لعدم أهمية تفصيالتها.
41
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
يعتبر التمويل أساس ممارسة أي نشاط اقتصادي و تبعا لتعدد مصادر ووسائل التمويل يمكن
مالحظة طريقتين للتمويل هما التمويل المباشر و التمويل غير المباشر باإلضافة إلى التمويل الذاتي الذي
ال يتطلب وسيط مالي :
المطلب األول :التمويل الذاتي :
إن التمويل الذاتي يعبر عن االرتباط المباشر بين مرحلة تجميع االدخار و مرحلة استخدامه على
المستوى الجزئي و الكلي فأهم صور التمويل الداخلي هو التمويل الذاتي للمؤسسات و األفراد و
الحكومة.
الفرع األول :
ـ :فهو يتعلق برفع رأس المال و االحتياطات ،حيث يرتبط نجاح هذا التمويل
التمويل الذاتي للمؤسسة
بجملة من الشروط الداخلية و الخارجية للمؤسسة .
فأما فيما يخص الشروط الداخلية فهي تمس المؤسسة نفسها ،أما الشروط الخارجية فهي تتعلق بوضعية
السوق التمويلية كالسوق النقدي و المالي .
و من أهم مزايا التمويل الذاتي للمؤسسة هي :
اختيار نوعية االستثمار دون التقييد بأسعار الفائدة أو ضمانات بمختلف أنواعها.
يساعد على االبتعاد من االستدانة الخارجية
يحقق التساوي المطلق بين االدخار و االستثمار باعتباره يقع في حدود دائرته المغلقة.
42
هو تمويل مضمون دون التعرض لضغوطات المقترضين و يعطي استقاللية للمؤسسة و ال يتعرض
للمخاطرة.
يكون لهذا التمويل عيوب منها :
إعادة توزيع المداخيل الناتج عن إدماج األرباح الغير موزعة ( )SBأدى إلى زيادة األرباح.
كما أنه يخدم صاحب المشروع فقط و يضر بالعمال فعوض رفع األجور نجد هناك تجميد لصالح
رأس المال.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
43
طريق القيم المنقولة األسهم السندات.
-التمويل بواسطة حقوق الملكية '' :األسهم و السندات '' :
بعد التمويل بهذا النوع ضمن التمويل الداخلي للمشاريع االقتصادية ،فمن خالله تمويل المؤسسة -
نفسها بنفسها دون اللجوء إلى المصادر الخارجية .
فنجد نوعان من األسهم :أسهم عادية أو أسهم ممتازة مع العلم أن السهم هو عبارة عن صك أو -
ورقة مالية تمثل القيمة االسمية لنصيب صاحبة أو حامله في ملكية المؤسسة.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
1األسهم العادية :هي عبارة عن أوراق مالية تحمل قيمة اسمية و تلتزم بتوزيع نسبة من األرباح
الخاصة بالمؤسسة ،كما تمنح المؤسسة لحامل السهم العادي حقا في الملكية النهائية للمؤسسة ،و كذا
تحمل مخاطر أو خسائر المؤسسة وفقا لنسبة أو معدل مساهمته في تلك المؤسسة ،حيث في حالة
التصفية ال يحق لحملة األسهم العادية المطالبة بحقوقهم إال بعد تسوية مطالب الغير.
و يترتب عن استخدام األسهم العادية للتمويل العديد من الحقوق و االلتزامات هي :
يحصل حملة األسهم العادية على األرباح المتوقعة مع حقهم في المراقبة على المؤسسة -
يتحمل المساهمون الخسائر المحتملة مع االلتزامات القانونية نحو الغير وفقا للشكل القانوني -
للمشروع.
مسؤولية حملة األسهم العادية محددة بحجم استثماراتهم بالمؤسسة. -
تعتبر األسهم العادية كهامش أمان أمام الدائنين إذ ما حدثت خسارة أو تصفية للمؤسسة. -
ـ األسهم الجديدة .
الحق في االكتتاب أو األولوية في إصدارات -
الحق في تحديد عقد تأسيس المؤسسة بعد موافقة الجهة الحكومية المختصة. -
حق وضع و تعديل النظام الداخلي للمؤسسة. -
حق انتخاب أعضاء المجلس اإلداري للمؤسسة. -
حق تفويض إدارة الشركة في بيع األصول الثابتة -
44
حق الموافقة على اندماج المؤسسة مع مؤسسات أخرى و تغيير حجم األسهم العادية المصرح بها. -
و بالتالي فإن النقاط الخمس األخيرة تعتبر كحقوق يتمتع بها حامل األسهم العادية في المؤسسة. -
كما أن لهذه األسهم مزايا و عيوب نذكرها فيما يلي :
مزايا األسهم العادية :
ليس لألسهم العادية تاريخ استحقاق معين.
زيادة التمويل عن طريق هذا المصدر يؤدي إلى زيادة قدرة المؤسسة على اقتراض .
عيوب األسهم العادية :
بيع هذا السهم يمنع حق الرقابة و التصويت للمشتري الجديد مما يضعف قدرة المالك الحاليين. -
كما قد يترتب على االقتراض استخدام أموال بمعدل فائدة ثابت أو منخفض بينما إصدار أسهم جديدة -
يؤدي إلى المشاركة المتساوية لحملة األسهم في األرباح المتوقعة.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
األسهم الممتازة :و هي أن يتمتع حاملها بكافة الحقوق التي يتمتع بها األسهم العادية إضافة إإلى
إمتيازات و حقوق أخرى منها :
األولوية في الحصول على نسبة معينة من األرباح الخاصة بالمؤسسة قبل أن تقوم بتوزيع األرباح -
الخاصة بحملة األسهم العادية .
ال تدفع المؤسسة أي فوائد على متأخرات التي لم يتم سدادها على فترات سابقة خاصة باألسهم -
الممتازة المجمعة.
و من أهم مزايا األسهم الممتازة هي :
تجنب المؤسسة شرط المساواة مع حملة األسهم العادية من حيث العائد ألن عائد األسهم الممتازة -
ثابت.
ال يترتب على عدم دفع فوائد األسهم الممتازة في حالة العسر المالي. -
لكن رغم ذلك فإن لألسهم الممتازة عيوب هي : -
معدل عائدها أعلى من معدل العائد الخاص بالسندات
التوزيعات الخاصة باألسهم ال تعطي أي إعفاء ضريبي ،كما هو الحال في الفوائد على القروض.
45
أو يتم التمويل عن طريق السندات باعتبارها من حقوق الملكية أين تفض المؤسسات هذا النزع من
التمويل نظرا ألن األسهم بمختلف أنواعها ال تفضل االستقاللية نظرا الرتباطها برأس مال المؤسسة
العكس بالنسبة للسندات.
-IIبالنسبة
ـ لألفراد :حيث يستطيع األفراد االقتراض من أجل تلبية حاجات األفراد سواءا كانت
استهالكية أو استثمارية و هذا من طرف أفراد آخرين عن طريق االعتماد على كمبياالت أو سندات ...
فيعترف فيها بدين أحدها اتجاه اآلخر لفترة قصيرة ،حاليا يتم تمويل األفراد عن طريق المؤسسات
التمويلية الخاصة بتصريف منتوج ما مقابل فائدة.
-IIIبالنسبة
ـ للحكومة :يتم في إطار التمويل المباشر من طرف األفراد والمؤسسات عبر مالية .وهذا
بإصدار سندات متعددة و لفترات مختلفة وفق أسعار فائدة متنوعة أهمها أذونات الخزينة ،و قروض
طويلة المدة.
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
-2مزايا و -عيوب التمويل المباشر :
إن وجود عالقة مالية مباشرة بين أصحاب الفائض المالي و أصحاب العجز المالي أمر ممكن ،لكن هذه
العالقة تصادفها مجموعة من الصعوبات بالنسبة للطرفين ،و أهم تلك الصعوبات هي :
صعوبة معرفة أن صاحب الفائض المالي يمكنه منح أموال ألصحاب العجز في التمويل في الوقت -
المناسب مثل :شخص يحتاج أموال في شهر مارس ،لكن صاحب الفائض ال يستطيع تعبئته إال في
شهر أبريل.
صعوبة التواجد في نفس المكان. -
صعوبة توافق الرغبات من حيث المبلغ ،فقد يكون صاحب العجز المالي يحتاج إلى مبلغ أكبر من -
الفائض المالي للطرف اآلخر ،و يصبح من الالزم على صاحب العجز أن يبحث على طرف آخر
الستكمال حاجته المالية.
ـ غير مباشر :
المطلب الثالث :التمويل
ال تمويل غير مباشر يتمثل في الوساطة المالية بمختلف أنواعها أي االعتماد على المؤسسات المالية
البنكية وغيرالبنكية.
46
-Iطبيعة الوساطة المالية :من أجل اإلشارة على طبيعتها علينا أن تبرز أهم أطرافها المتمثلة في
طرفين :
أصحاب الفائض المالي :هم أولئك الذين تفوق مدا خيلهم مجموع النفقات التي يقوم بها ،كما أنهم -
يمثلون الطرف الذي له القدرة على التمويل و البحث على أفضل التوظيفات لهذه الفوائض.
أما أصحاب العجز المالي :فهم عكس الطرف األول حيث تفوق نفقاتهم عن مجموع المداخيل التي -
يحصل عليها و بالتالي يمثلون الطرف الذي له الحاجة للتمويل.
و في ظل هذه الظروف يمكن أن نعرف الوساطة المالية على أنها تلك الهيئات التي تسمح
بتحويل التمويل المباشر بين المقرضين و المقترضين المحتملين إلى تمويل غير مباشر ،كما أنها تخلق
قناة تمر عبرها األموال من أصحاب الفائض المالي إلى أصحاب العجز المالي ،فتقوم هذه الهيئات بتعبئة
اإلدخارات الخاصة باألفراد و المؤسسات و القيام بمنح القروض إلى أطراف أخرى.
– IIأنواع الوساطة المالية :يمكن التمييز بين العديد من أنواع الوساطة المالية التي تحصرها فيما
يلي:
ـل
عموميات حول المصاريف وعملية التموي الفصل : I
47
ألجل ،كما تمنح قروض طويلة و متوسطة األجل و تصدر سندات و شراء أسهم من أجل المشاركة في
مختلف المشاريع.
– IIIأهمية الوساطة المالية :
بالنسبة ألصحاب الفائض المالي :بالنسبة لهذه الفئة من األفراد سمحت الوساطة المالية بتحقيق أ-
48
في آخر هذا الفصل نالحظ أن البنوك بمختلف أنواعها تلعب دورا هاما في تسيير شؤون الدولة
باعتبارها عصب للدولة ال يمكن التخلي عنها في أي ظرف كان ،لكن كما ذكرنا سابقا أن التمويل هو
عبارة عن تدفقات نقدية و مالية لصالح األفراد و المؤسسات ،و كأداة هامة تعتمد عليها مختلف البنوك
في سد حاجات المجتمع باعتبارها أهم ممول للدولة و األفراد.
49
ماهية الودائع المصرفية و كيفية خلق نقود الودائع إلى تصنيفات الودائع ،و إلى أهم االستراتيجيات التي
تؤدي إلى تنمية الودائع المصرفية.
تقوم البنوك التجارية باالحتفاظ بأموال الجمهور في شكل ودائع لفترات مختلفة قد تكون قصيرة
أو طويلة ،إذ تشكل هذه الودائع الجزء األكبر من موارد البنك كما أن هذا األخير يعتمد عليها في
مختلف عملياته كإنشاء النقود و منح القروض و ما يجب التعرف عليه في هذا الشأن هو تعريف
الوديعة و أهميتها ،و كيفية إنشاء نقود الودائع في البنوك و هذا ما سنجيب عليه فيما يلي :
المطلب األول :تعريف الودائع و طرق تلقيها و نظم إيداعها :
الفرع األول :الوديعة و أهميتها :
-1تعريف الوديعة :
يمكن تعريف الوديعة على أنها تمثل كل ما يقوم به األفراد أو الهيئات بوضعه في البنوك بصفة
50
)1(.
مؤقتة و قصيرة أو طويلة على سبيل الحفظ أو التوظيف
أو هي األموال التي يقوم األشخاص الطبيعيون و االعتباريون بإيداعها لدى البنوك في حساب خاص
)2(.
ألجل معين ،و بفائدة محددة
كما تعرف بأنها تمثل مبالغ نقدية مقيدة في دفاتر البنوك التجارية مستحقة للمودعين بالعمالت
المحلية أو بالعمالت األجنبية ،و تتخذ هذه الودائع أكثر من شكل طبقا لالتفاق المنظم للعالقة بين
صاحب الوديعة و البنك.
)3(.
و باختصار فالودائع هي دين بذمة المصرف ،أي رصيد موجب للمودع
( )1طاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،2001 ،ص 25
ـ دار وائل للنشر ،1998ص 135
( )2خالد أمين عبد اهلل،العمليات المصرفية ،الطرق المحاسبية الحديثة،
51
الودائع تكون إما في شكل نقود ،أو في هذه الحالة يتملكها البنك ،و يتصرف بها لقاء االعتراف .3
بالدين ،أو بشكل قيم منقولة تبقى ملك الزبون ،و يديرها البنك لحساب الزبون.
البنك عادة يتقيد بتقاليد سر المهنة ،و ال يكشف أسرار الودائع إال ألصحابها و استثناء .4
( بقرار من القضاء) للسلطات المالية ،الضريبة و الجمركية.
ـ:
-2أهمية الودائع المصرفية
تعتبر الوديعة هامة من عدة جوانب ،سواء من وجهة نظر األفراد أو النظام البنكي أو االقتصاد
ككل ،فهي تفتح آفاقا واسعة أمام كل األطراف ،و هي تتيح الفرصة لكل واحد منها فرصة لتحقيق
أهدافه فيما يتعلق باألمن و السيولة و الربحية.
و تمثل الودائع آفاقا لتوظيف أموال البعض ،و تساهم في تغطية عجز البعض اآلخر ،و خلق إمكانيات
جديدة تسمح بالتوسع في النشاط االقتصادي ،و تنمية ديناميكية دائمة من خالل تدفقات مالية مستمرة،
تساعد على تطور األعمال.
ومن وجهة نظر األفراد ،فالودائع باإلضافة على كونها عملية جيدة للحفاظ على النقود من
األخطار الكثيرة المحتملة ،باإلمكان أن تعود على صاحبها بمكاسب مالية ال يمكنه أن يحصل عليها إذا
احتفظ بالنقود معطلة بحوزته.
و مما يزيد من أهمية الودائع بالنسبة لألفراد تلك اإلبداعات المستمرة من طرف النظام البنكي ،و
التي تفتح عموميا آفاقا جديدة فيما يتعلق بتداول و استعمال هذه الودائع ،أو فيما يتعلق بالعوائد المترتبة
عنها ،و قد أدت المنافسة الموجودة بين البنوك على زيادة اهتمام األفراد بإيداع أموالهم نظرا للخدمات
التي يحصلون عليها من طرف النظام البنكي كنتيجة للعالقة الموجودة بينهما.
* أما فيما يخص النظام البنكي ،فالودائع تفتح فرصا واسعة لتوسيع القرض بإعادة رسكلة األموال
الموجودة فعال ،و دون اللجوء إلى عمليات التمويل التضخمي للنشاط االقتصادي ،و هي ال تقوم بذلك
فحسب ،و إنما بإمكانها |أن تركز مجهوداتها في تمويل فعال و مدروس ،ووفقا لموارد مالية ليست
52
مكلفة في الغالب مثلما هو الشأن بالنسبة للودائع تحت الطلب.
* و بالنسبة لالقتصاد ككل ،فوجود الودائع تخدم هذا األخير من عدة جوانب ،فهي أوال تشكل خزانا
كبيرا من الموارد يجنب عرقلة االقتصاد بسبب شحة الموارد ،كما أن ذلك يسهل التسيير النقدي
ل القتصاد من دون وجود توترات نقدية معيقة للنمو المنتظم ،و من شأن ذلك أن يدفع إلى زرع الثقة في
نفوس كل المتعاملين االقتصاديين سواء كانوا منتجين أم مستهلكين أو مجرد مدخرين لألموال ،مما
يساعد على توفير الظروف الضرورية لالزدهار االقتصادي.
تأتي الودائع إلى البنك بطرق متعددة ،و يلتزم البنك بقيمتها لحظة تسلمها ،و الطرق التي تصل من
(.)1
خاللها الودائع هي
:شبابيك اإليداع :أمين الصندوق يتسلم األموال بموجب إيصال إيداع يحرره مبينا فيه نوع 1.1
األموال المودعة ،أو باعتماد قسيمة اإليداع التي يقدمها المودع ،و هناك ست خطوات يقوم بها
أمين الصندوق و إتباعها دائما عند تسلم الودائع :
53
ج – التأكد من أن المودع لديه عبارة عن نقودا بند نقدية و ليست نقودا للتحصيل.
د -مراجعة الشيكات للتحقق من تظهيرها و بيان ذلك حتى يمكن الرجوع إلى المظهر في حالة رفضها.
مثل قسم القروض فبدال من إعطاء المقترض قيمة القرض الممنوح في شكل نقدي يفتح له حساب إيداع
يدون فيه قيمته ،و يبقى تحت تصرفه.
( )1عبد الحميد عبد المطلب ،البنوك الشاملة ،الدار الجامعية 2000ص 59 - 58
أ :النقود النقدية :و هي العمالت الورقية و المعدنية ،و الشيكات المسحوبة على العمالء ب :نقود
التحصيل :و هي الشيكات المسحوبة على بنوك أخرى و بنود أخرى مثل كبونات و األوراق المالية.
و الفرق بين النقود النقدية و نقود التحصيل هو أن في األول تعد ودائع الشخص بقيمتها مباشرة ،أما
في الثانية فتقيد لحساب المودع بعد تقديمها إلى المسحوب عليه ،و تحصيل مقابلها :و مع اإلشارة إلى
أن كل جزء من النقود النقدية المودعة يسلك طريقا مختلفا ،فالعمالت الورقية و المعدنية تسلم إلى قسم
54
الخزينة أما الشيكات المسحوبة على بنوك أخرى فترسل إلى قسم المقاصة والنقود األخرى تسلم إلى قسم
التحصيل أو قسم العمليات الخارجية في حالة التحصيل الخارجي .
: 1-2الطريقة األبجدية :بحيث تقسم على حسب أسماء أصحابها ويخصص شباك لتسلم الودائع من
العمالء الذين تبدأ أسماؤهم بحرف أو حروف معينة .فالعمالء عن ايداعهم األموال يذهبون إلى الشباك
الموضع عليه الحرف األول من أسمائهم أو أسم الشركة التي يمثلونها.
( )1عبد المطلب عبد الحميد ،البنوك الشاملة ،ص 61مرجع سابق
: 2-2الطريقة العددية :حيث يعطى لكل الحسابات أرقام مسلسلة .فشبابيك اإليداع يوضع عليها أرقام
الحسابات التي تقبل ودائعها فيها .مثل الشباك األول من 1000. 1و الثاني من 2000. 1001وهكذا
: 3. 2الطريقة العامة :حيث يمكن اإليداع في أي شباك بعض النظم عن اإلسم ورقم الحساب .
: 4 .2طريقة الوحدات :حيث يقوم أمين الصندوق بتسليم الودائع ودفع المسحوبات وقد يقوم أيضا
بقبول ودائع التوفير باإلضافة إلى الودائع الجارية .
55
والغرض من أي تنظيم ككل هو إعطاء أحسن الخدمات للعمالء .فالنظم السابقة الذكر ليست هي
كل النظم الممكن استعمالها حيث يمكن إدخال تعديالت كثيرة عليها.فقد تصل في بعض األحيان البنوك
ودائع معينة مثل ودائع الشركات ويخصص لها شبابيك منفصلة .حيث أن هذا النوع من الودائع يتكون
من أموال كثيرة وشيكات عديدة يجب مراجعة تظهيرها وفي بنوك أخرى قد تخصص شبابيك لصرف
شيكات الماهيات في أيام دفع الرواتب .ولإلشارة فإن النظام المتبع في مركز رئيسي لبنك ما قد يختلف
عنه في أحد فروعه.
فهناك العديد من العوامل التي تجعل األفراد أو مختلف الهيئات يفضلون إيداع أموالهم في البنوك
لعل من أهمها :
يمكن استعمال كشف الحساب الشهري المقدم من البنك للعميل كسجل لألموال المودعة والمسحوبة .2
خالل الفترة الموضحة بالحساب.
.يعتبر البنك أسهم األماكن إليداع األموال الفائضة فقد تعرض األوراق المالية والعمالت للضياع .3
ولكن الحسابات الجارية ال يمكن ضياعها واختالسها أو تبديدها .وحتى في حالة تزويد إمضاء
العميل والبنك يعد مسئوال عن صرف الشيكات .وهو الذي يتحمل الخسارة لذلك يعتبر البنك من
أحسن األماكن لحفظ األموال.
تصدر نقود الودائع من طرف البنوك التجارية .وفي الواقع ليس لها وجود مادي مثل النقود القانونية
.وإنما هي ناشئة باألساس عن مجرد تسجيل محاسبي للعمالت الناجمة عن استعمال الشيكات .وتنشأ
نقود الودائع بناء على إيداع حقيقي وتتضاعف تبعا للتحويالت مابين الحسابات التي تعتبر .من وجهة
نظر ودائع جديدة
56
عندما تقوم البنوك التجارية يمنح االئتمان فإنها بذلك تضع كمية من الوسائل النقدية تحت تصرف
ـ منها وتمنح البنوك التجارية ائتمانها بطريقتين مختلفتين (.)1
المقترضين
الثانيـــة :أن يقوم البنك بإعطاء المقترض الحق في أن يسحب عليه مبالغ في حدود قرضه .وذلك
بواسطة الشيكات أو الحواالت .والمقترض يمكنه استخدام هذه المبالغ بواسطة الشيكات أو الحواالت في
تسديد قيمة السلع والخدمات التي يريد الحصول عليها تماما كما لو استخدم النقود القانونية طالما أن
الشيكات والمحوالت كالنقود القانونية تقبل وتستخدم للسداد.
وهنا نجد أن مجموعة من المدفوعات قد تمت دون استخدام النقود القانونية ،دلك باستخدام نقود أخرى
يخلقها البنك هي نقود الودائع أي رصيد المقرضين أو الودائع التي خلقها البنك بقيوده المحاسبة في
دفاتره.
و مما سبق نستنتج أن القاعدة التي ينطلق البنك التجاري منها في إنشاء نقود الودائع وال تختلف
كثيرا عن تلك التي نستعملها البنك المركزي في إنشاء النقود القانونية ،فإذا كان هذا األخير ال يقوم
بعملية اإلصدار إال إذا تحصل على نوع معين االصول ،فكذلك الشأن بالنسبة للبنك التجاري الذي ال
يستطيع إنشاء نقود الودائع إال إذا تحصل على نوع معين من األصول ،هي النقود القانونية ذاتها،و
57
يحصل على هذه ال نقود في شكل ودائع متلقاة من األفراد و الشركات ،و إلى غير ذلك من الهيئات ،و
يعتمد إنشاء هذا النوع من النقود على القاعدة القائلة ,الودائع تسمح باإلقراض ,كما أن القروض تختلف
الودائع و هذا يعني أن البنك التجاري ليس في حاجة إلى متع الوديعة كقرض مادام يستطيع أن يختلف
اإلئتمان باالعتماد على هذه الوديعة ،ومن كل سبق نستنتج أن البنك التجاري بإمكانه أن يمنح قروضا
تفوق إلى حد معين الودائع الموجودة و بحوزته،
و ترجع قدرة البنوك التجارية على خلق الودائع إلى سببين رئيسين هما :
ووجود طلب على القروض التي تقدمها فتقديم القروض هو الذي يغلق الودائع. o
و بعد هذه المقدمة المختصرة عن عملية خلق الودائع سوف نعرض إمكانية قيام كل من البنك الفرد و
المصارف مجتمعه القيام بتلك العملية.
( )1اسماعيل محمد هاشم ،مذكرات في النقود و البنوك ،ص 37مرجع سابق
58
لفهم كيفية إنشاء نقود الودائع نفترض في مرحلة أولى من أجل تبسيط التحليل وجود مصرف
تجاري واحد أي ال وجود للتسرب النقدي ،ثم ننتقل في مرحلة ثانية إلى دراسة ذلك في حالة وجود
مصارف مجتمعه أي وجود تسرب نقدي.
نسبة االحتياط اإلجباري ،و هي النسبة من مبلغ الوديعة التي يحتفظ بها المصرف التجاري في شكل
سائل لمواجهة طلبات السحب المحتملة من طرف المودعين .
نفرض أن المصرف التجاري قد تحصل على وديعة مقدارها 1000دج ،و كانت نسبة النقود
الواجب االحتفاظ بها في شكل سائل هي ، %10في البدئ يمكن تصور وضعية هذا المصرف
كالتالي :
الخصوم األصول
1000 وديعة نقود سائلة في الصندوق 1.000
المجموع 1000 1000 المجموع
59
جدول رقم : 1ميزانية المصرف التجاري :
الخصوم األصول
1000 وديعة نقود سائلة في الصندوق 1.000
المجموع 1000 1000 المجموع
ـ من طرف الطالبات
المصدر :أرقام افتراضية
و لكن :بما أن البنك بإمكانه االحتفاظ بـ % 10فقط من مبلغ الوديعة في شكل سائل و يمنح الباقي
كقروض ،فإن وضعية ميزانيته تصبح كالتالي :
الخصوم األصول
1000 وديعة نقود سائلة في الصندوق 100
60
و من جهة أخرى ،ماذا لو احتفظ البنك 200دج كنقود سائلة بالصندوق ،في هذه الحالة تصبح
ميزانيته كمايلي :
الخصوم األصول
1000 وديعة نقود سائلة في الصندوق 200
% 10 نالحظ من الوضع السابق أن نسبة النقود المحتفظ بها الشكل في سائل ال تقل عن
القانونية أي . ] % 10 = 100 . )2000 / 200 ( ] :
لنتساءل اآلن ماذا يحدث لو قرر البنك االحتفاظ بكل الوديعة في شكل نقود سائلة بالصندوق ،و
اعتبارها تمثل % 10القانونية ،ال شك أن قدرة البنك االئتمانية تكون كمايلي :
61
الخصوم األصول
1000 وديعة نقود سائلة في الصندوق 1000
نالحظ من الجدول :أن مبلغ النقود المحتفظ بها في الصندوق 1000دج ال يقل عن % 10القانونية
من مجموع السيولة 10.000دج ،كما أن البنك أصبح بحوزته ودائع إضافية مقدراها 9.000دج ،و
هي في الحقيقة ليست ودائع حقيقية ،و إنما هي عبارة عن ودائع كتابية أو ائتمانية فقط ،و هذا يعني أن
قدرة البنك على منح القروض بتسعة مرات مقارنة مع مبلغ الوديعة األولية التي يتلقاها.
و لفهم عملية تطور إنشاء نقود الودائع ،يمكننا انطالقا من المنال السابق ،أن نعرض سلسلة إنشاء هذه
النقود كما هو موضح في الشكل المبين و من الجدول 05نالحظ أن البنك قد استطاع أن يمنح قروضا
بمقدار 9000دج هي في الحقيقة قروض ائتمانية ،وجودها يتمثل في التسجيل المحاسبي ،و استعمالها
يتم بواسطة تداول الشيكات ،و بما أنه لم يستعمل سوى الوديعة األولية و التي مقدارها 1000دينار
أي مجموع الوديعة األولية
و التي هي نقود ال حقيقية ،و نقود الودائع التي أنشأها و هي نقود ائتمانية أو كتابية غير موجودة ماديا .
* أهم العالقات التي نحسب بها النقود التي ينشأها البنك التجاري :
62
-إذا افترضنا - :نسبة االحتياطي اإلجباري هي " '' r
-المبلغ اإلجمالي للسيولة الموجودة بحوزة هذا البنك " " M
"" MSفإن هذه األخيرة و إذا رمزنا إلى نقود الودائع التي استطاع البنك التجاري أن ينشأها بالرغم
()1
يمكن حسابها كمايلي :
MS = M - D
63
في العالقة السابقة بمضاعف القرض ،و هو ما )(1
يعرف بعدد و نسمي الحد
r
المرات التي يستطيع البنك التجاري أن يستعمل فيها الوديعة األولية لمنح القرض.
-2تتوقف مقدرة البنك على مضاعفة خلق الودائع على نسبة االحتياطي ،فكلما انخفضت النسبة زادت
الودائع المشتقة.
-3حجم الوديعة األولية نفسه له دور في مضاعفة خلق الودائع ،فكلما زاد حجم هذه الودائع المشتقة.
-4تزداد مقدرة البنك على منح االئتمان كلما ارتفعت نسبة الودائع المشتقة.
الفرع الثالث :إنشاء نقود الودائع في حالة وجود تسرب نقدي :
64
هناك ظاهرة أخرى تحدد إلى مدى بعيد قدرة البنوك التجارية على إنشاء نقود الودائع ،تلك هي
ظاهرة التسرب النقدي ،و هي تعبر عن خروج النقود القانونية إلى خارج النظام البنكي ،و تحدث هذه
األمور مثال عندما يقرض البنك شخصا معينا و يقوم هذا األخير بسحب نقوده ،و استعمالها خارج إطار
الدائرة البنكية ،فيقوم هذا بحرمان النظام البنكي من استعمالها و تجد ظاهرة التسرب النقدي كل معناها
عندما ننتقل إلى اعتبار النظام البنكي ككل ،على اختالف البنوك التي تشكله ،و نستطيع القول أن نسبة
التسرب النقدي هي تلك النسبة من النقود القانونية المصدرة من طرف البنك المركزي المتداولة خارج
دائرة النظام البنكي ،و تحدد هذه النسبة بواسطة عوامل كثيرة من أهمها عدم انتشار الثقافة و التقاليد و
العادات البنكية بين حائزي النقود ،و تفضيلهم عند تسوية المعامالت استعمال النقود القانونية من يد إلى
يد .
و يؤثر تسرب النقود إلى خارج النظام البنكي ككل على قدرة هذا األخير على إنشاء نقود بنفس الشكل
الذي يؤث ر به االحتياطي اإلجباري على ذلك فكلما زادت نسبة التسرب النقدي كلما قلت قدرة النظام
البنكي التجاري على إنشاء نقود الودائع ،و العكس أيضا صحيح فإذا اقترضنا أن نسبة التسرب النقدي
يرمز لها بـ " " Fفإن مضاعف القرض يعطي بالشكل التالي :
1
R+F- r F
65
و عليه فإن مجموع الودائع أو سيولة النظام البنكي( التجاري) يمكن كتابتها كمايلي :
M=D–1
R+F–rF
MS = M - D
مثال :إذا أخذنا معطيات المثال السابق و اعتبرنا نسبة التسرب النقدي هي % 20فإن سيولة النظام
البنكي يمكن إيجادها كمايلي :
و هذا يعني أن البنوك التجارية بامكانها منح قروض في حدود 2.570دج .
66
المطلب الثالث :ضوابط عملية خلق النقود الودائع :
إن حرية البنوك التجارية في خلق النقود ليست مطلقة .وإنما هي مقيدة بقيود قانونية
.واقتصادية صحيح أن رغبة البنوك في تحقيق المزيد من الربح تتوقف على مقدرتها في خلق النقود
()1
المصرفية ,ولكن هذه المقدرة مقيدة بقيود رئيسية وأخرى ثانوية .وسنوضحها في الفرعين اآلتين :
ـ:
القيود الرئيسية .1
تتوقف قدرة البنوك التجارية على التوسع في خلق الودائع على نسبة :ومقدار االحتياطي النقدي الذي
تحتفظ به تلك البنوك في صورة نقود قانونية سواء في خزائنها أو لدى البنك المركزي كأرصدة يفي بها
فورا لدى الطلب وتختلف نسبة االحتياطي النقدي من دولة إلى دولة بحسب العرق المصرفي السائد فيها
أو وفقا لما يحدده القانون.
ونتيجة إللزام البنوك قانونا باالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع في صورة احتياطي نقدي لدى البنك
المركزي .فإن هذه النسبة .وإن كانت تقتصر بوظيفتها في تمكين البنوك من مواجهة طلبات المودعين
بالدفع لدى الطلب .إال أن لها وظيفة أخرى هامة في النظام المصرفي .وهي تحديد قدره البنوك
التجارية على خلق الودائع .والتوسع في االئتمان أي القدرة على زيادة أو إنقاص ما لديها من احتياطي
نقدي يتوقف مصيره على سياسة البنوك المركزية ومن ثم فإن قدرة البنوك على خلق نقود الودائع
مرتبط مما يضعه البنك المركزي تحت تصرفها من االحتياطات مع األخذ بعين االعتبار سلطة البنك
المركزي نفسه ليست مطلقة في كثير من األحيان فيما يتعلق بتحديد أرصدة النظام المصرفي .
67
وإنما تخضع هذه السلطة للظروف االقتصادية .ودرجة النمو المصرفي السائد في البالد .والتي تختلف
من بلد آلخر .
هناك عدة عوامل تؤثر على قدرة البنوك في تحقيق المزيد من الربح من خالل قدرتها على خلق نقود ،
و التي تضع حد معين يصعب تجاوزه ،و من أهم هذه العوامل المؤثرة في المدى الفعلي لخلق الودائع
نجد :
حالة السوق من حيث الرخاء و الكساد ففي حالة الرخاء تتشجع البنوك على زيادة ودائعها بالقدر
المستطاع نظرا لما تدره عليها هذه الزيادة من أرباح و على العكس في حالة الكساد تميل
المصارف إلى تقليل نطاق هذه العمليات لتفادي هذه المخاطر مع ما قد يصاحب ذلك من تكالب
المودعين على البنوك لسحب ودائعهم بالرغم مما قد يلجأ إليه البنك المركزي من تخفيض نسبة
االحتياطي النقدي.
التوسع في الودائع مع ما يقابله عادة من الزيادة في االلتزامات التي يتعين على البنوك مواجهتها و
هذا األمر يتطلب زيادة االحتياطي النقدي الموجود في خزينة المصرف لمواجهة حركة السحب
الفوري للحسابات الجارية ،أو عند انقضاء األجل للودائع الثابتة.
و على أي حال فإن مدى التوافق بين سلوك المصارف و مقتضيات السياسة
االقتصادية للبالد في فترات الرخاء و االنكماش تحدد إلى مدى كبير مدى قدرة البنوك
إذا رغب البنك المركزي خصوصا في فترات الرخاء و التوسع في خلق النقود فإنه يدفع بكميات -
إضافية من العملة القانونية للتداول في السوق و من ثم تجد هذه الزيادة طريقها إلى خزائن
البنوك التجارية ،و تكون أساسا لخلق مزيد من النقود المصرفية.
68
ودائع المصرفية الفصل : II
2و على عكس الحالة السابقة فإذا رغب البنك المركزي خصوصا في فترات الكساد إتباع سياسة
انكماشية فإنه يقلل من كمية النقود المتداولة في السوق ،وبالتالي تضعف حركة البنوك التجارية في خلق
الودائع.
: 2-2مستوى األسعار في السوق :ال شك أنه كلما ارتفعت األسعار في السوق يقبل الجمهور على
االحتفاظ بالعملية القانونية لمواجهة متطلباتهم اليومية ،مما يكون له أثره على سحب المزيد من ودائعهم،
و يكون عادة على حساب الموجود منها في البنوك التجارية.
مما يضعف مقدرتها على المزيد من خلق النقود و العكس في حالة اعتدال األسعار أو نقصها.
بما أن الودائع هي من ابرز مصادر تموين المصارف بشقيها المحلي و األجنبي ،نظرا الن
المصارف التجارية ال تعتمد على الودائع الجارية بل يتعد إلى قبول أنواع مختلفة من الودائع التي يمكن
تصنيفها بموجب معايير مختلفة
()1
ـ حسب الزمن :
ـ الودائع المصرفية
المطلب األول :تصنيف
إذا أخذنا الزمن معيار التصنيف فان األنواع الرئيسية للودائع هي :
يطلق على الودائع تحت الطلب أسماء مختلفة فالكثيرون يسمونها الحسابات الجارية
Current Accountsو حسابات الشيكات ،و حسابات عند اإلطالع Sight deposits
و على الرغم من اختالف األسماء إال أنها جميعها ترمز إلى شيء واحد هو الحساب الذي يفتتحه
العميل أو يفتح لصالحه و يتم السحب منه بموجب شيكات أوإيصاالت أوامر دفع أو تحويالت
يصدرها صاحب الحساب
()2
تعريف الحساب الجاري : .1
69
هو ذلك الحساب الذي يفتحه العميل و يودع فيه و يسحب منه باستخدام الشيكات في أي وقت أو هو
االتفاق الحاصل بين شخصين على أن يسلمه كل منهما لألخر على دفعات مختلفة من نقود و أموال و
سندات تجارية ،و يسجل في حساب واحد لمصلحة الدافع و دينا على القابض .
و يطلق على الوديعة تحت الطلب الحساب الجاري نظرا لوجود جانبين له هما :الجانب الدائن
والجانب المدين ،تسجل فيهما العمليات حسب طبيعتها مدينة أو دائنة كما أن تتابع العمليات يجعل هذا
في حركة مستمرة و لهذا وصف بالجاري .
هو وسيلة للتبادل بين األفراد و المؤسسات في أعمالهم المختلفة مع عدم وجود المشاكل التي .1
تصاحب التعامل باألنواع األخرى من النقود ،و قد أطلق عليه النقود المصرفية كما تعتبر من
ارخص مصرف لتمويل أنشطة البنوك .
.2يوفر الحساب الجاري وسيلة الجتذاب األموال ،و تحقيق عائد البنوك التجارية من خالل استخدام
المدخرات المجمعة في عمليات مصرفية مختلفة ،و خاصة بعد تحليلها و تقسيمها إلى حسابات جارية
بنسبة دائمة (ودائع) ،و مؤقتة و عارضة ،و موسمية و دائرية.
.3يحقق الحساب الجاري للبنك ،ميزات عديد أخرى ،من أهمها الحصول على عموالت مختلفة ،على
العمليات المصرفية التي يجريها العميل و تتعلق بحسابه الجاري ،فمثال قد ال يكون للعميل أي رصيد في
حسابه الجاري و مع ذلك فإنه يستطيع كتابة شيك على حسابه لدى البنك و ذلك في حدود معينة تتحدد
باالتفاق مسبقا مع البنك مقابل تحصيل البنك عمولة على هذه الشيكات التي يدفعها في ظل عدم توافر
الرصيد الكاف في حساب العميل.
.4يوفر الحساب الجاري للعميل خدمات معينة في شكل ميزات مختلفة لعل من أهمها أنه يتحرر من
حمل أمواله.
70
ودائع المصرفية الفصل : II
()1
:تقوم البنوك بفتح الحساب الجاري للشخص الطبيعي و -3إجراءات فتح الحساب الجاري
الشخص االعتباري و ال تختلف كثيرا إجراءات فتح الحساب تبعا لطبيعة الشخص الذي يفتح الحساب
لصالحه.
أ -إجراءات خاصة بالشخص الطبيعي :مع توافر شروط األهلية ،و السمعة الطيبة و ثبوت الشخصية
ثبوتا مقبوال للبنك ،و عند قبول البنك فتح حساب الشخص المتقدم تتخذ اإلجراءات التالية :
ـ
* يتقدم العميل للبنك طالبا فتح حساب جاري ،مع إبداء السبب لذلك ،باعتبار أن سوء التصرف
بالحساب د يترتب عليه التزامات قانونية جزئية .
* بعد تقديم هوية إثبات الشخصية يقوم العميل بتعبئة أو مأل نموذج فتح الحساب المستخدم لهذا الغرض
و التوقيع على شروط فتح الحساب .
* عند موافقة البنك على فتح الحساب يخصص له رقم معين و يستخدم هذا الرقم في جميع األوراق و
المستندات و السجالت الخاصة بالحساب.
* عمل بطاقة توقيع العميل و إرسالها إلى قسم الحساب اآللي لعمل نسخة لتوزيعها على الفروع
األخرى ،مع مالحظة البنك يأخذ صورتين على األقل للتوقيعات و تختلف نظم الحفظ بالنسبة لهذه
البطاقات ،فنجد في بعض البنوك تحفظ نسخة لدى قسم العمليات الجارية ،و األخرى لدى مدير الفرع ،و
بنوك ثانية تحفظ نسخة مرتبة ترتيبا أبجديا و
أخرى مرتبة ترتيبا عاديا حسب رقم الحساب بينما تلجأ بنوك أخرى إلى حفظ نسخة لدى الفرع و ثانية
لدى قسم الحساب اآللي و ثالثة تودع في قسم الحفظ المركزي.
و تجدر اإلشارة إلي أنه في كثير من البنوك تجدد بطاقات التوقيع كل خمس سنوات ،حيث لوحظ أن
توقيع العميل يتغير مع تقدمه في السن.
71
يعطي البنك للعميل دفتر شيكات أو أكثر أو يتوقف ذلك على توقيعات العميل في استخدام الشيكات
لفترة معقولة مقبلة ،و يحتوي الدفتر في النصف األخير منه على نموذج طلب دفتر شيكات حتى يتم
توفير الشيكات المطلوبة قبل نفاذ الدفتر الحالي.
يخصص البنك صفحة لكل عميل يدون فيه كافة البيانات األساسية الخاصة به ،و تقيد فيه كافة
معامالته المدينة و الدائنة.
يمكن لصاحب الحساب الجاري أن يوكل شخصا نيابة عنه في عمليات اإليداع و السحب ،و يتم ذلك
إما بتوكيل رسمي مصادق عليه من الجهة المختصة أو بتعبئة نموذج يعده البنك لهذا الغرض و في
كلتا الحالتين يحصل البنك على صور توقيع الوكيل المخول باستخدام الحساب و تنتهي صالحية
التوكيل بفقدان الموكل األهلية أو إفالسه أو بوفاته.
اإلجراءات الخاصة بالشخص االعتباري :و يقصد بالشخص االعتباري الشركات و المؤسسات و و
ها في حكمها و ال تختلف إجراءات فتح الحساب الشخصي االعتباري عن اإلجراءات الخاصة بالشخص
الطبيعي ،إال في المستندات المطلوبة و التي تختلف من شكل قانوني آلخر ،و في كل األحوال يطلب :
شهادة التسجيل في الغرفة التجارية و الصناعية
شهادة القيد في السجل التجاري
عقد تأسيس الشركة لبيان من لهم حق التوقيع و فتح الحساب الجاري
()1
-4العمليات المصرفية المتعلقة بالحساب الجاري :
أ -عمليات اإليداع :و تتم من خالل ثالث طرق هي :
اإليداع النقدي :و هنا يحضر العميل ( أو من ينوب عنه) إلى البنك و معه النقود المراد ايداعها و تتم
اإلجراءات التالية :
يمأل استمارة قسيمة اإليداع النقدي من أصل و صورتين أو ثالث حسب النظام الذي يتبعه البنك
بفئات النقد المودعة.
72
يقدم المودع القسيمة إلى الصراف الذي يتحقق من البيانات الواردة بها و يعتمدها و يختمها و يعطي
صورة للمودع.
4يحتفظ الصراف بنسخة لديه من قسيمة اإليداع ليسجلها في حركة الحساب الخاص بالخزينة و
تحول األخرى إلى قسم الحساب الجاري يسجل المبلغ في حساب العميل.
73
و تنشأ هذه اإلبداعات نتيجة قيام البنك بخدمات و عمليات مصرفية ()1
اإليداع بقيد محاسبي :
لصالح العميل مثل خصم الكمبياالت و تحصيل األوراق التجارية و تحصيل كبونات ( فوائد)
األوراق المالية و قيمة األوراق المالية المباعة لغيرها ،و كل ذلك يتم بمستندات و قيود محاسبية
يكون الجانب الدائن هو لحساب العميل و يتم القيد في حساب العميل بعد اعتماد الموظف المسؤول
و يرسل العميل اإلشعارات الالزمة لذلك.
( )1عبد المطلب عبد الحميد ،البنوك الشاملة ،ص 70مرجع سابق
74
مثل هذا اإليداع ألن المصارف تدفع فائدة على تلك اإليداعات ،و تقوم باستثمار تلك
اإليداعات باعتبارها أنها تحت تصرفها خالل فترة اإليداع المحددة.
فإذا طلب المودع سحب وديعته قبل ميعاد االستحقاق يحق للمصرف أن يختار بين عدم الدفع حسب
االتفاق و بين التساهل و الدفع ،و في الغالب يميل المصارف إلى البديل الثاني في الظروف العادية
حتى ال يسئ إلى سمعتها ،و هنا تضع المودع أمام حالتين :
إما أن يسحب الوديعة و يخسر الفوائد. -
إما أن يقترض من المصرف بضمان وديعته و بسعر فائدة أكبر من سعر الفائدة التي -
يتقاضاها من المصرف على وديعته.
– IIالودائع ألجل أو الخاضعة إلشعار :و يقصد بها األموال التي يودعها األفراد و الهيئات
بالمصارف على أن يتم السحب منها إال بعد إخطار المصرف بفترة ،تحدد عند اإليداع ،و بالمقابل يدفع
المصرف فائدة على هذه الودائع التي قد تكون معدالتها أقل أو مساوية ألسعار الفائدة على الودائع
ألجل ،و تلجأ إليها الهيئات و األفراد عندما يتجمع لديها رصيد نقدي في فترات دورية و لمدة قصيرة،
انتظارا لفرص االستثمار ،و ال ترغب تلك الهيئات و األفراد في االرتباط أموالهم لفترة محددة خوفا من
االيداع ،بدال من مجرد اإليداع في الحساب الجاري العادي.
()1
-2إجراءات فتح الودائع ألجل :تتلخص إجراءات فتح حساب الودائع ألجل في اآلتي :
يعبأ العميل استمارة طلب فتح حساب ألجل مبينا فيه اسمه ،عنوانه جنسيته ،رقم جواز سفره أو
هويته ،تاريخ اإليداع ،المبلغ المطلوب إيداعه ،مدة اإليداع و توقيعه بما يفيد قبوله لشروط البنك.
75
تعبئة بيانات نموذج بطاقة التوقيع.
العمليات المصرفية المتعلقة بالودائع ألجل .
عمليات اإليداع :يتم اإليداع إما نقدا أو بموجب شيكات أو عن طريق تحويل حساب تحت الطلب ( -3
الجاري) أو توفير و يتسلم المودع من البنك إيصال اإليداع مدونا به تاريخ اإليداع ،اسم المودع و
هويته و المبلغ المودع و فترة اإليداع و معدل الفائدة و تاريخ استحقاق و يعتمد هذا المستند من
موظفين لهم حق التوقيع من البنك و المستند المذكور ،غير قابل للتحويل خالفا لما يجري العمل به
بالنسبة لشهادات اإليداع.
( )1عبد الحميد عبد المطلب ،البنوك الشاملة ،ص ، 79مرجع سابق
76
بنسبة مرتفعة من السيولة ألن المودعين في هذه الحالة ال يودعون إال ما تبقى من مدخراتهم بعد سداد
نفقات المعيشة ،كما أن هذه الحسابات تمتاز بصفتها االدخارية و باستمرار زيادة أرقامها بسنة بعد
أخرى ( خاصة عند ارتفاع الدخل) باإلضافة إلى صغر مبالغها و كبر عدد حساباتها.
()1
: -1إجراءات فتح حساب التوفير
يعبأ الطالب فتح حساب التوفير ،استمارة لدى الفرع المراد فتح الحساب به و يتعهد بقبول كافة -1
الشروط الواردة في الطلب و في دفتر التوفير.
يوقع العميل على بطاقة التوقيع المعدة لذلك. -2
عند موافقة مدير الفرع على فتح الحساب يعطي الحساب رقم ليستخدم في كافة المعامالت و -3
السجالت و دفتر التوفير.
يخصص الحساب بطاقة تتضمن اسم العميل و جنسيته و رقم جواز السفر أو هويته ،و نموذج -4
لتوقيعه.
يعطي نموذج دفتر توفير يتصدره شروط استعمال حسابات التوفير التي يطبقها البنك و يلتزم به
كل من الطرفين
77
تلك المبالغ على الرصيد المدون في الدفتر.
-2عمليات السحب :تتم بمعرفة صاحب الحساب شخصيا ،أو من يوكله بصفة
رسمية للقيام بعملية السحب و هناك نوعان من السحب هما :
السحب النقدي :حيث تعبأ استمارة السحب النقدي مبينا فيها :التاريخ ،اسم العميل ،رقم الحساب -
،المبلغ المطلوب باألرقام و بالحروف و توقيع الساحب ،ثم تقديم االستمارة إلى الموظف
المسؤول بالفرع الذي يتحقق من شخصية الساحب و تسجل العملية في بطاقة الحساب و دفتر
التوفير ثم تعقد من المراجع و تحول إلى الخزينة للصرف بعد توقيع المستلم ثانية أمام الصراف.
السحب بموجب قيد محاسبي :حيث يقيد البنك على حساب توفير العميل كافة العمليات التي -
يكلف بها بموجب أمر كتابه صادر من صاحب الحساب ،و عندما يقدم العميل الدفتر في أول
معاملة تخصم قيمة تلك العمليات من الرصيد بالدفتر .
( )1عبد الحميد عبد المطلب ،البنوك الشاملة ،ص ، 75مرجع سابق
()1
ـ حسب مصدرها :
المطلب الثاني :تصنيف الودائع المصرفية
فإذا أخذنا مصدر هذه الودائع معيارا لتصنيفها فيمكن أن نجد نوعان :أجنبية و محلية.
-1الودائع األجنبية :و التي نجد فيها شكالن هما :
أ -ودائع البنوك من الخارج :أين تتخذ البنوك أجنبية من البنوك المحلية مراسلة لها فتحتفظ
بمقدار ضئيل من الودائع لتسهيل معامالتها.
ب -ودائع غير مقيمين :أي أن هناك أشخاص لديهم حسابات في مصارف الجزائر مثال لكنهم ال
يقيمون فيها.
– IIالودائع المحلية :أين تتألف من ودائع القطاع الخاص المقيم ،ودائع القطاع العام ،و ودائع
بنوك المحلية.
أ -ودائع القطاع الخاص المقيم :و هي ذو أهمية بالغة إلى جانب ودائع القطاع الخاص غير مقيم.
78
ب -ودائع القطاع العام :و تتألف هذه األخيرة من :
ـ :و هي حسابات الحكومة بالمصارف.
-1ودائع الحكومة المركزية
-2ودائع البلديات :و هي تلك الودائع الخاصة بالبلديات الموضوعة في المصارف التجارية.
-3ودائع المؤسسات العامة :و هي الودائع التي تعود ملكيتها للمؤسسات العامة
-4ودائع المؤسسات المالية غير مصرفية :
-5ودائع البنوك المحلية :تحتفظ البنوك بحسابات لدى بعضها البعض ،ومن هنا جاءت ودائع
المصارف المحلية كعنصر هام من عناصر تمويل المصارف التجارية.
()1
: ـ الودائع المصرفية حسب منشئها و كذلك حسب حركتها
المطلب الثالث :تصنيف
ـ الودائع حسب منشئها على :
-1يمكن تصنيف
:و تنشأ عن إيداع نقود أو إيداع - Iالودائع الحقيقية ( األولوية) Primary Deposits :
شيكات (مسحوبة على مصرف آخر) في المصرف وتسمى ودائع أولية حقيقية غير وهمية بمعنى أن
ـ أو أنها المبالغ التي أودعت فعال بالمصرف بواسطة
هناك قيمة حقيقية عهديها فعال إلى المصرف،
أصحاب األموال.
– IIالودائع المشتقة : Derived Depositsو تسمى أيضا ودائع ائتمانية تنشئها المصارف
عن طريق منح القروض و تضيفها إلى قيمة النقود الورقية و المعدنية المتداولة ،لذا فهي من أهم
ـ ال يقترض في العادة من نقوده ،و إنما يمنح
أنواع الودائع ،و نقول تنشئها المصارف ألن المصرف
79
للمقترض الحق في سحب شيكات عليه و هنا تنشأ للمقترض وديعة بمقدار القرض المتفق عليه و
ـ و في نفس الوقت تزيد القروض المتعاملين.
بالتالي تزيد ودائع المصرف
-2وفي األخير يمكن تصنيف الودائع حسب حركتها إلى :
:هي أن يكون رصيدها غير ثابت نسبيا لكثرة -Iالودائع النشيطة Active deposits
عمليات السحب و إيداع يعكس الودائع الخاملة حيث يكون رصيدها ثابتا نسبيا ،و غالبا ما تكون
الودائع الخاملة ذات طبيعة ادخارية.
– IIالودائع المقيدة : Restricted deهي األموال التي يودعها األفراد و الهيئات ألهداف
معينة ،حيث يتم االتفاق على حصر استعمالها بهذه األهداف ،فقد تكون هذه الودائع ضمانات
ـ
لتعديالت أو التزامات يقدمها المودع للمصرف.
ـ:
ـ جذب الودائع المصرفية
المبحث الثالث :استراتيجية تنمية
لكي يحافظ البنك على مصدر تمويله األساسي أال و هو الودائع ،فإنه يسعى دوما إلى تنمية هذه
الودائع بطرقه و أساليبه المختلفة في إطار استراتيجيات يتبعها تكون مرتبطة بالظر وف و البيئة التي
تحيط به ،و من هنا و لتسليط الضوء أكثر على هذه الفكرة سوف يتطرق على أهم االستراتيجيات التي
يتبعها البنك لجذب الودائع و المدخرات و ما هي العوامل المؤثرة على هذه الخيرة ،مع تقييم لهذه
االستراتيجيات و لدور المصارف في جذب الودائع.
المطلب األول :المنافسة السعرية و غير السعرية لجذب الودائع :
الفرع األول :المنافسة السعرية :
80
تتمثل المنافسة السعرية في دفع معدالت فائدة أعلى للمودعين ،و على الرغم من االعتراف بأهمية
المنافسة السعرية ،في معضم مجاالت النشاط االقتصادي ،فإن التشريعات المصرفية تضع قيودا على
تلك المنافسة ،و من أبرز األمثلة على ذلك منح الفوائد على الودائع الجارية ،و هو األمر الذي
يوصد الباب أمام المنافسة السعرية كاستراتيجية ممكنة لجذب تلك الودائع ،أما فيما يخص أسباب منع
(.)1
أو عدم دفع فوائد على الودائع الجارية فيمكن تلخيصها فيما يلي
الحد من ارتفاع تكلفة األموال : -1
تتكيف البنوك التجارية بعض التكاليف نتيجة إلدارتها للحساب الجاري للعميل ،و تتمثل هذه
التكاليف في مصروفات تحصيل المستحقات ،و مصروفات سداد المطلوبات و مصروفات إمساك
الحساب ،لذا يخشى أن يترتب على دفع فوائد على هذه الودائع أن ترتفع تكلفتها ،األمر الذي
يضطر معه المصرف إلى البحث عن فرص استثمار
يتولد عنها معدالت عالية للعائد ،و هي فرص عادة ما تكون ذات درجة عالية من المخاطر قد تهدد
في النهاية مستقبل المصرف ،و الدراسات قد أثبتت في هذا الصدد أنه ال مجال للشك أن لوال القيود
المفروضة على منح الفوائد على تلك الودائع الرتفعت تكلفة األموال بالنسبة للمصارف إلى حد
كبير.
81
يؤدي منع دفع على الودائع الجارية على تخفيض تكلفة األموال ،األمر الذي يشجع المصارف على
تخفيض معدالت الفوائد على القروض التي تقدمها للعمالء ،و لهذا أثره الفعال على معدالت التنمية
االقتصادية.
الحد من هجرة األموال من المدن الصغيرة و النائية : -4
تتاح للمصارف التي تمارس نشاطها في المدن الكبيرة فرص أفضل لالقتراض و االستثمار و بناء
عليه إذا سمح بدفع فوائد على الودائع الجارية ،ستكون هذه المصارف أكثر قدرة و استعداد لدفع
فوائد عالية على تلك الودائع ،و ذلك بالمقارنة مع البنوك التي تتمركز في المدن الصغيرة و النائية،
بعبارة أكثر وضوحا سوف تصبح المدن الكبيرة مناطق جذب لهذه الودائع ،بينما تصبح المدن
ـ و النائية ،مناطق طرد لها بشكل يجعل من الصعب على المستثمرين في تلك المدن
الصغيرة
الحصول على القروض لتمويل استثماراتهم.
و إن الحجج السابقة لمنع دفع فوائد على الودائع الجارية مردود عليها فهناك من قبلها و هناك من
اعتبرها غير مقبولة.
و ما يمكن اإلشارة غليه أنه قد حدثت تطورات كبيرة في السنوات األخيرة بشأن الفوائد على الودائع
الجارية ،ففي الواليات المتحدة التي منعت أو حرمت تشريعاتها دفع فوائد على الودائع الجارية من
الثالثينات حتى نهاية السبعينات ،عادت لتتيح دفع الفوائد عليها و كان ذلك في نهاية عام 1980م ،و
بذلك فتحت الباب أمام المنافسة السعرية لجذب الودائع الجارية ،و مصر تدفع البنوك التجارية فوائد
على الودائع الجارية بالعمالت األجنبية.
هذا فيما يتعلق بالودائع الجارية ،أما بالنسبة لودائع التوفير و ألجل فإن تشريعات كافة الدول تعطي
ألصحابها تلك الودائع الحق في الحصول على فوائد على إيداعاتهم ،غير أن حرية المصارف ليست
مطلقة في شأن تحديد معدل الفائدة التي يحصل عليها المودعين ،و ذلك النفس األسباب التي سبق ذكرها
بشأن منع الفوائد على الودائع الجارية.
82
و غالبا ما تقوم المصارف بدفع معدالت فوائد متقاربة على تلك الودائع ( ودائع التوفير و الودائع ألجل)
و ذلك نظرا لشدة المنافسة فيما بينها الجذب مودعين جدد ،و هذا التقارب في أسعار الفائدة إلى جانب
منح أو تحريم الفوائد على الودائع الجارية يجعل المنافسة السعرية لجذب الودائع المصرفية استراتيجية
غير فعالة.
()1
: الفرع الثاني :المنافسة غير السعرية
رأينا أن المنافسة السعرية ال تعد من بين االستراتيجيات الفعالة في جذب الودائع بأنواعها المختلفة،
لذا من المحتمل أن تتحول المصارف إلى االستراتيجية البديلة
المتمثلة في المنافسة غير السعرية ،أي المنافسة التي تقوم على تقديم خدمات جيدة بأسعار تنافسية ،و
مما يزيد من احتمال نجاح هذه االستراتيجية ما أكدته الدراسات
الميزانية من وجود تباين كبير بين المصارف في مستوى جودة الخدمات المقدمة و أيضا في تكلفتها،
إلى جانب التباين في أنواع الخدمات المقدمة ،و مدى تكاملها.
و العميل بدوره يعطي قدرا كبيرا من االهتمام إلى كفاءة المصرف في أداء الخدمات المصرفية،
بمعنى أنه ال يمكن أن يستمر في التعامل مع بنك ما لمجرد أنه يتعامل معه منذ زمن طويل متجاهال
التكاليف المصاحبة لتلك الخدمات ،و إللقاء المزيد من الضوء على هذه االستراتيجية سوف نعرض
أبرز الخدمات المصرفية التي يمكن أن يعتمد
عليها المصرف في جذب المزيد من الودائع.
تعد عمليات التحصيل من أهم أهداف النظام المصرفي فهي تساعد على تسوية حسابات العمالء و ذلك
بالمقاصة بينها دون حاجة لتداول النقود ،كما تساعد على توفير الوقت و الجهد الذي تقتضيه عمليات
83
السحب و اإليداع ،و تشمل عمليات التحصيل التي يقوم بها المصرف تحصيل الشيكات و تحصيل
وسائل السداد األخرى كالحواالت الداخلية و الكمبياالت.
:تحصيل الشيكات : 1.1
تدخل المصرف المركزي في عملية تحصيل الشيكات ضروري غير أن دخول المصرف المركزي
كطرف مباشر يصبح صعبا و معقدا إذا ما كان الوعي المصرفي منشرا ،بحيث يسود التعامل بالشيكات،
و إذا ما كان عدد الفروع المصرفية في الدولة كبيرا و مبعثرا على المساحة جغرافية كبيرة ،و في ظل
هذه الظروف قد تتفق مجموعة من المصارف التي تخدم منطقة معينة أو مدينة معينة على إنشاء غرفة
المقاصة ،في موقع جغرافي
يتوسط المصارف المشتركة ،و يتردد مندوبو تلك المصارف إلى غرفة المقاصة عدة مرات في اليوم،
يقوم فيها كل مندوب بإظهار الشيكات المسحوبة على مصرف ما إلى مندوب ذلك المصرف ،كما يقوم
مندوب المصرف األخير بإظهار الشيكات المسحوبة على بنك المندوب األول ،حيث تعم المقاصة
بينهما ،و في حالة وجود رصيد دائن ألخذ البنوك في عالقته مع بنك آخر تقوم غرفة المقاصة بأخطار
البنك المركزي بسداد الرصيد خصما من رصيد حساب البنك المدين و إضافته لرصيد حساب البنك
الدائن.
:التحصيل بوسائل سداد أخرى : 1.2
ال تقتصر الخدمات التي يقدمها البنك في مجال التحصيل على تحصيل الشيكات المسحوبة لصالح
المودع حتى لو تم السداد بوسائل أخرى غير الشيكات.
سداد قيمة المستحقات بواسطة حوالة داخلية (: )1 أ-
الحوالة الداخلية و هي أمر كتابي يصدره أحد األطراف إلى البنك الذي يتعامل معه ليدفع مبلغا
معينا من النقود إلى طرف ثاني ( المستفيد) عادة ما يقيم في منطقة جغرافية أخرى ،بمقتضى هذا
األمر يقوم بنك الطرف الذي حرر الحوالة بخصم القيمة من حسابه و إرسال إشعار بذلك لبنك
الطرف المستفيد.
( المودع) ، و بمجرد استالم البنك األخير لإلشعار يقوم بإضافة قيمة إلى رصيد حساب المستفيد
وتتم التسوية بين البنكين عن طريق البنك المركزي.
( )1منير ابراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،ص 160مرجع سابق
ـ:
تحصيل الكمبياالت ،و السندات األذنية ب-
84
و يتمثل السند األدني في تعهد بدفع مبلغ معين بمجرد اإلطالع على المتعهد أو في موعد آجل آخر
آلمر شخصي آخر هو المستفيد ،و يمكن للمستفيد أن يتقدم بالكمبيالة أو السند األذني إلى البنك الذي
يتعامل معه لتحصيلها نيابة عنه ،و قبل موعد االستحقاق بفترة مناسبة يقوم البنك بإخظار المدين
بالعمل على سداد قيمة الكمبيالة أو السند في الموعد المحدد ،على أن يقوم البنك بإضافة قيمة
التحصيالت إلى جذب المستفيد ( المودع) عندما يتم التحصيل الفعلي.
و هي التحصيالت التي تتعلق بالمعامالت التجارية فقد يسلم بائع ما مستندات ملكية بضاعة إلى
البنك الذي يقوم بدوره بارسالها إلى أحد فروعه أو مراسليه في جهة وصول البضاعة و يقوم
مندوب الفرع أو المراسل بمطالبة المشتري بسداد قيم البضاعة مقابل تسليمه المستندات ( بوليصة
التحسن) التي بمقتضاها يصبح مالكا للبضاعة ،و في هذا الضمان لحقوق البائع ( المودع في هذه
الحالة).
ـ عن المودع :
التحصيل نيابة ث-
و يكون ذلك بإذن سابق من المودع ،فمثال يمكن أن تعهد هيئة إلى أحد البنوك بتحصيل فواتير
استهالك الكهرباء نيابة عنها ،يحدث هذا إذا ما أعطي المستهلكون حق االختيار بين لسداد قيمة
استهالك الكهرباء مباشرة إلى الهيئة أو سدادها في حسابها لدى أحد البنوك.
85
()1
:استراتيجيات المنافسة في مجال التحصيل : 1.3
يعتبر تحصيل مستحقات الموجعين من أهم الخدمات المصرفية التي تمثل مجاال للمنافسة بين البنوك
لجذب مودعين جدد ،و تتمثل تلك المنافسة في أمرين :
فمع بقاء العوامل األخرى على حالها تزداد قدرة البنك على المنافسة لجذب الودائع كلما اتسمت
إجراءات تحصيل مستحقات العمالء بالسرعة ،و كلما انخفضت نسبة مصروفات التحصيل التي
يتحملها العميل.
كذلك تقدم البنوك خدمات مصرفية أخرى تتمثل في سداد قيمة الشيكات التي حررها المودع -
لصالح الغير ،كما قد يقوم البنك بناء على اتفاق سابق بسداد بعض المطلوبات المستحقة عليه
عندما يتقدم بها الدائنين دون حاجة لتحرير شيكات و من أمثلتها فواتير التليفون ،و أقساط
اإليجار ،و بعض فواتير الشراء ،إن إخضاع البنك بهذه المسؤولية يطمئن العميل إلى سداد ما
عليه من مستحقات في مواعيدها ،مما يوفر عليه الكثير من الوقت و الجهد الذي كان عليه أن
يبذله إذا ما لجأ إلى طريق آخر للسداد ،كذلك يمكن للبنك سداد المطلوبات نيابة عن العميل ،و
ذلك وفقا لنظام يطلق عليه' نظام اإليداع المباشر ،فمثال يمكن للمنشأة إبرام اتفاق مع البنك ما
تقوم بمقتضاه بتحرير شيك واحد لدفع مرتبات العاملين الذين لهم حساب جاري في ذلك
البنك ،على أن يرفق مع الشيك قائمة بأسماء هؤالء العاملين ،و ما على البنك إال أن يقوم بسحب -
قيمة المرتب من حساب المنشأة و إضافته إلى حساب العامل.
منير ابراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،ص 160مرجع سابق ()1
86
و من بين الخدمات األخرى في شأن سداد المطلوبات التسييرات التي يمكن للبنك تقديمها للمودع -
في حالة عدم كفاية رصيد الحساب الجاري لسداد الشيكات المقدمة خصما من حسابه فقد يقبل
البنك إبرام اتفاق مع المودع يعطيه الحق في تحرير الشيكات بمبالغ تفوق الرصيد الفعلي لحسابه
بحيث يقوم البنك بصرف قيمة الشيكات للمستفيد على أن يعود إلى المودع فيما بعد لمطالبته
بسداد المبالغ التي لم يكف رصيد حسابه لتغطيتها.
و إذا ما حرر المودع شيكا لطرف آخر ثم قرر لسبب ما إلغاء ذلك الشيك فقد يستطيع البنك تقديم -
خدمة للعميل في هذا الشأن ،و ذلك إذا تمكن من أخطار البنك بإيقاف صرف الشيك في الوقت
المناسب أي قبل أن يتقدم المستفيد لصرفه.
استراتيجيات المنافسة في مجال السداد :تتمثل استراتيجيات المنافسة في هذا الشأن :
مدى استعداد البنك لقبول فكرة سداد المطلوبات المستحقة على العميل بمقتضى فواتير. -
نسبة المصروفات التي سوف يتحملها العميل في مقابل تلك الخدمات. -
فمع بقاء العوامل األخرى على حالها تزداد مقدرة البنك على جذب مودعين جدد كلما سمحت
سياسات بالسداد بمقتضى فواتير ،و كلما سمح للعميل بالسحب المكشوف في حدود مقبولة ،و
كلما انخفضت نسبة مصروفات العميل مقابل تلك الخدمة.
-3استحداث أنواع جديدة من الودائع :من بين الخدمات التي يمكن أن يقدمها البنك للمودعين الحاليين
و المحتملين استحداث أنواع جديدة من الودائع ،و ذلك في حدود تشريعات الدولة التي يعمل فيها فهناك
مثال :
شهادات اإليداع :و هي التي استحدثت ألول مرة في الستينات ،و التي تعتبر نوع من الودائع ألجل ،و
تنقسم تلك الشهادات إلى نوعين :
87
و بالنسبة للشهادات التي يمكن تداولها فهي شهادات غير شخصية يمكن لحاملها التصرف فيها -
بالبيع و الشراء ،و لعل أهم ما يميزها أن سعر الفائدة عليها يتم تحديده دون تدخل من البنك
المركزي ،و هذا يعني إمكانية رفع سعر الفائدة عليها كوسيلة لزيادة الطلب عليها ،و باختصار
يمكن أن يؤدي إدخال هذا النوع من الودائع إلى زيادة ملموسة في حصيلة البنك من الموارد
المالية.
يظاف إلى ذلك أن هذه الشهادات تعد منافسة لألوراق المالية الحكومية قصيرة األجل ،و من ثم -
فقد تجذب هذه الشهادات إلى الجهاز المصرفي أموال مستثمرين كانوا يتعاملون أساسا في
األوراق المالية الحكومية.
أما شهادات اإليداع التي ال يسمح لها بالتداول فهي شهادات شخصية تصدر بمقتضى اتفاق بين -
البنك و العميل يتحدد فيه معدل الفائدة ،و تاريخ االستحقاق ،و ال يجوز لحامل هذه الشهادات
التصرف فيها بالبيع ،كما ال يمكن له استرداد قيمتها قبل التاريخ المحدد ،و لعل أهم ما يميز
هذه الشهادات هو المرونة في تحديد تاريخ االستحقاق مما يناسب حالة كل عميل .
-شهادات اإليداع ذات معدل الفائدة المتغير :حيث يتحدد سعر الفائدة شهريا على ضوء التغيير في
أسعار الفائدة على نوع ما من المستندات قصيرة األجل التي تصدرها الحكومية ،و يكفل هذا
النوع من الشهادات حماية لكل من البنك و المستثمر ضد مخاطر التغيير في أسعار الفائدة.
-الودائع التي تجمع بين مزايا الودائع الجارية و ودائع التوفير :حيث يكون للمودع الحق في تحرير
أمر سحب قابل للتداول أي يمكن تحريره للغير ،وفاء لما عليه من التزامات ،و في نفس الوقت
يحصل منه على فوائد ،و من المتوقع بالطبع أن يحل هذا النوع من الودائع محل الودائع
الجارية ،إذ أنه يؤدي نفس الغرض كما يتولد عنه فوائد نقدية.
-ودائع سوق النقد :و هي تشبه أمر السحب القابل للتداول ،حيث يمكن تحرير شيك عليها ،بل و
يحصل المودع على معدل فائدة أعلى من الفائدة على أمر السحب القابل للتداول.
()1
: استراتيجية المنافسة في هذا المجال -
كلما نجح البنك في إدخال أنواع جديدة من الودائع يقبل بها المودعين كلما كان ذلك مؤشرا -
لحيوته و قدرته على االبتكار األمر الذي يلفت األنظار إليه و يشجع المودعين المحتملين على
التعامل معه.
88
-4سرعة أداء الخدمة :
مواكبة البنوك للتقدم التكنولوجي كان من نتيجة استخدام الحسابات االليكترونية في أعمالها ،ولقد أسهم
هذا التطور في تحسين مستوى الخدمة و االقتصاد في الوقت و التكلفة التي تنطوي عليها عملية
التحصيل و الصرف و اإليداع ،و فيما يلي وصف مختصر لواحد من أهم االبتكارات في هذا المجال ،
و هو نظام التحويل االليكتروني و نظرا لوجود العديد من أنضمة التحويل اإلليكتروني فسوف نتعرض
فقط لثالث أنواع منها هي:
جهاز الصرف :فهو جهاز صغير قد يوجد خارج مبنى البنك ،كما قد يوجدوحدات منه في األماكن .2
المحتمل أن يقصدها العمالء كاألندية ،و حرم الجامعة ،و ما يشبه ذلك ،و ما على العميل إال أن
يزود الجهاز بكارت خاص من البالستيك ،ثم يضغط على بعض األزرار عليها بعض األرقام و
اإلشارات تتيح تحديد رقم الحساب و المبلغ المطلوب صرفه و نوع الحساب ،أي ما إذا كان
حسابات جاريا أو حساب توفير.
و في ثوان قليلة يقوم الجهاز يصرف المبلغ المطلوب بعد التأكد من وجود رصيد كافي ،و هكذا تتم
عملية الصرف بدقة و أحكام ،و بسرعة و بتكلفة أقل و دون الحاجة إلى تحرير شيكات.
89
ودائع المصرفية الفصل : II
و ال تعتبر التكنولوجيا الحديثة هي الوسيلة الوحيدة لضمان سرعة أداء الخدمة للعمالء فهناك أيضا
العنصر اإلنساني ،فلقد كشف الواقع العملي عن أن الكفاءة في أداء الخدمات المصرفية المختلفة تتوقف
أساسا على كفاءة العاملين التي تتوقف بدورها على حسن اختيارهم و تدريبهم و إثارة دوافعهم.
تزداد قدرة البنك على جذب الودائع كلما نجح في إدخال الوسائل الحديثة لتسيير المعامالت و التوسع
في استخدامها ،و كلما نجح في اختيار العاملين ،و تدريبهم و إثارة دافعيتهم نحو األداء الجيد.
من بين الخدمات التي يمكن للبنك تقديمها للتسيير على العمالء اختياره لموقع مالئم ،و توسيع دائرة
انتشاره بإنشاء فروع جديدة في مواقع مالئمة.
تزداد قدرة البنك على جذب المزيد من الودائع كلما نجح في اختيار الموقع المالئم و توسع في إنشاء
الفروع ووحدات الصراف اآللي ،و تسل الراح للعمالء.
تقدم البنوك للمودعين إغراءات متنوعة ن بينها إعطائهم األولوية في االقتراض ،و كذا -
إقراضهم بمعدالت منخفضة مع تقديم بعض التنازالت بشأن الرصيد المعوض.
كذلك قد يقوم البنك بعرض بعض السلع للمودعين ،و ذلك بأسعار و منخفضة. -
كما تلجأ البنوك أيضا إلى اإلعالن عن خدماتها البنكية التي من بينها اإلقراض بأسعار فائدة
منخفضة ألصحاب الودائع عامة ،و ذلك لحجز ،من حملتها اإلعالنية لجذب الودائع المصرفية
90
ودائع المصرفية الفصل : II
. -
استراتيجية المنافسة :تزداد قدرة البنك على جذب الودائع كلما تصدر المودعين قائمة المقترضين
الراغبين في الحصول على قروض ،و كلما انخفض معدل الفائدة على القروض الممنوحة لهم بالمقارنة
ـ ،كذلك تزداد على جذب الودائع كلما توسع البنك في تقديم مزايا أخرى
مع غيرهم من المقترضين
للمودعين.
()1
-5إدارة محفظة األوراق المالية للعميل :
يقصد بإدارة محفظة األوراق المالية للعميل قيام البنك بعمليات بيع األسهم ،و سندات يملكها العميل
أو شراء ما يحتاجه منها ،و كذا تحصيل األرباح و الفوائد المتولدة عن
تلك االستثمارات ،و إذا ما رغب العميل في أن يتولى البنك نيابة عن شراء و بيع األوراق المالية فإنه
يصدر للبنك تعليمات واضحة في هذا الشأن ،إذ قد يحدد العميل السعر الذي يرغب في التعامل على
أساسه أو قد يضع حدا أعلى لسعر الشراء أو حد أدنى لسعر البيع ،و في حالة الشراء يتم خصم القيمة
من رصيد حساب العميل أما في في حالة البيع فتضاف المتحصالت على حسابه ،و عادة ما يقاضي
البنك عمولة على عمليات الشراء و البيع تقل عما كان ينبغي للعميل دفعة إذا ما لجأ إلى السماسرة في
سوق األوراق المالية.
كذلك يقدم البنك خدمة مصرفية أخرى تتمثل في تحصيل أرباح األسهم أو فوائد السندات و إضافتها إلى
حساب العميل ،أما إذا كانت األرباح و الفوائد المستحقة على العميل ،و ذلك عن األسهم و السندات التي
أصدرها فإن البنك يقوم بسداد قيمتها نهاية عنه.
تعتبر كفاءة إدارة البنك لمحفظة األوراق المالية من بين مجاالت المنافسة لجذب الودائع المصرفية ،و
تتمثل المنافسة في هذا الشأن في مجالين رئيسين.
( )1منير ابراهيم هنيدي ،إدارة البنوك التجارية ،ص 169مرجع سابق
91
ودائع المصرفية الفصل : II
مدى كفاءة البنك في تنفيذ تعليمات المودع الخاصة الخاصة بشراء و بيع األوراق المالية بما يحقق .1
له أكبر قدر من األرباح أو يصيبه بأقل قدر من الخسائر.
مدى انخفاض نسبة العمولة التي يحصل عليها البنك بالمقارنة بنسبة العمولة التي كان ينبغي على .2
العميل دفعها لو أنه لجأ إلى السماسرة لتنفيذ العملية.
فمع بقاء العوامل األخرى على حالها يزداد تمسك المدعين الحاليين ببنك ما و تزداد رغبة المودعين
المحتملين في التعامل معه كلما تميزت إدارته لمحفظة األوراق المالية بالكفاءة ،و كلما انخفضت نسبة
العمولة التي يحصل عليها البنك مقابل أداء هذه الخدمة.
ـ:
التوسع في تقديم خدمات غير مصرفية -1
يمكن للبنك القيام بتقديم خدمات غير مصرفية غير تقليدية كالعمل كوكيل أو مفوض في إدارة أموال
الغير ،إلى جانب خدمات أخرى ذات ارتباط غير مباشر بالنشاط مثل تقديم خدمات استشارية في مجال
االستثمار و غيرها و من المعتقد أن تقديم مثل هذه الخدمات يحتمل أن يجذب عمالء حدد الستخدام
الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك ،و من بينها فتح حسابات إيداع
تزداد قدرة البنك على جذب مودعين جدد كلما توسع في تقديم خدمات مصرفية غير تقليدية ،إلى
جانب الخدمات األخرى ذات االرتباط غير المباشر بالعمليات المصرفية.
يعرف فتح االعتماد :بأنه اتفاق بين البنك و العميل يعطي الطرف األخير الحق ي االقتراض -
في حدود مبلغ معين يحدده االتفاق ،و من بين الخدمات األخرى التي يقدمها البنك للعمالء هي :
إصدار خطابات الضمان :و هي تعهد كتابي من البنك بقبول دفع مبلغ معي نيابة عن العميل إلى -
طرف آخر خالل الفترة المحددة في خطابات الضمان ،و ذلك في حالة عدم قيام العميل بالوفاء
بتلك االلتزامات مباشرة في تاريخ االستحقاق و يتقاضى البنك عمولة من العميل نظير إصدار
خطاب الضمان.
92
ودائع المصرفية الفصل : II
تلعب المصارف دور هام في تنمية الودائع من خالل سعيها لزيادة المدخرات و تشجيع الجمهور على
التعامل معها،كما تلعب إدارات المصارف دور هام من خالل دراستها التي تهدف إلى محاولة التنبؤ
التخطيط المالي للمستقبل.
نظرا ألهمية أو ودائع في حياة المصارف التجارية فإن إدارات هذه المصارف ترى بأنه يجب عليها
()1
أن تلجأ إلى دراسة تركيبة الودائع و توزيعه الودائع و حركة الودائع
-1تركيبة الودائع :تعني دراسة تركيبة الودائع أن تتعرف إدارة المصرف على أصناف الودائع
الموجودة لديها فوجود الودائع الطويلة األجل على مختلف أشكالها و الودائع الخاضعة إلشعار بنسبة
كبيرة يتيح إلدارة المصرف مجاال أكبر من الحرية في توظيف موجوداتها و هكذا فإن ضعف مستوى
هذا النوع من الودائع يجب أن يحفز اإلدارة على زيادته .وأن تتعرف اإلدارة على أضاف الودائع
حسب قدرات المودعين المالية .وفيما إذا كانت غالبية ودائعها مملوكة لكبار المودعين أم صغارهم
.وفيما يخص ودائع صغار المودعين فقد تلجأ اإلدارة إلى عدم تشجيعها من خالل تخفيض الفوائد التى
تدفعها عليها أو اشتراط حد أدنى ال تقبل الوديعة إذا كابت دونه .وذلك ألنه كلما صغر حجم الوديعة
كلما ازدادت تكاليفها النسبية وبالتالي ضمان عدم تأثير هذه الزيادة على ربحية الودائع .كما أن
دراسة تركيبة الودائع تعين اإلدارة على معرفة حجم الودائع العامة وبالنسبة للودائع الخاصة وكما هو
معلوم فإنها تفضل على الودائع العامة من طرف المصارف :
93
ودائع المصرفية الفصل : II
والمقصود به التوزيع الجغرافي للودائع بين مختلف فروع المصارف في القطر الواحد .فمن خالل
دراسة التوزيع يمكن للمصرف أن يعرف حجم الودائع المتوفرة في كل فرع من فروعه في حالة
وجود فروع له .وكذا فإنها تمكنه االستفادة من فائض الودائع لدى أحد الفروع .وتوجيهها إلى فرع
أخر يحتاج إليها
94
ودائع المصرفية الفصل : II
و من هنا نجد أن المصارف تهتم كثيرا بمراقبة حركة الودائع اليومية ،و ذلك لكي تتفاجأ بسحوبات
غير عادية تحرج البنك و تفقده الثقة التي يتمتع بها.
ـ الودائع :
الفرع الثاني :دور المصارف في تنمية
تتبع المصارف طرقا متنوعة لزيادة المدخرات و تشجيع الجمهور على التعامل معها ،و بالتالي
()1
زيادة الودائع من خالل :
التوسع في فتح الفروع :فكلما زادت المصارف في فتح فروع جديدة لها كلما زاد ذلك في .1
عدد المودعين.
ـ :على المصارف أن تعيد النظر في إجراءات تنفيذ الخدمة و
ـ الخدمات المصرفية
تبسيط .2
تشرح هذه اإلجراءات للمتعاملين سواء بواسطة أقسام متخصصة باإلرشاد المصرفي أو
نشرات تقدمها للجمهور أو بوسائل مبتكرة.
نشر الوعي المصرفي :باالتصال الواسع باألفراد و إطالعهم على مزيد من الخدمات التي .3
يمكن أن تؤدي بواسطة المصرف ،و في أغلب بلدان العالم تصدر المصارف كتيبات صغيرة
سهلة العبارة مزودة بالرسوم الكاريكاتيرية
التي تشرح العمليات في سهولة و يسر بل أنها تتجه إلى التسلية بهذا األسلوب حتى تزيل من نفوس
المتعاملين ما يساورهم من اعتقاد من صعوبة العمليات المصرفية.
95
( )1زياد سليم رمضان ،محفوظ أحمد ،إدارة األعمال المصرفية
( -1929 ظهرت فكرة التأمين على الودائع إثر أزمة الكساد العالمي الكبير في الثالثينات
، )1930التي تعرضت على إثرها الكثير من البنوك التجارية ألزمات السيولة أدت إلى إفالس الكثير
منها ،و خاصة في الدول التي يعمل نظامها المصرفي في ظل آليات السوق و الحرية االقتصادية و
الملكية الخاصة كالدول الغربية و الواليات المتحدة خاصة.
و من هنا بدأت السلطات النقدية في التفكير في وسيلة تضمن بها أموال المودعين أو على األقل جزء
منها ،و قد بلغ عدد مؤسسات التأمين على الودائع على نطاق العالم نحو 17مؤسسة تغطي أعمالها
نحو 12دولة ،و يتم تمويل هذه المؤسسات بنسبة مئوية من الودائع .
و تتلخص فكرة التأمين على الودائع في :
أن يقوم كل بنك تجاري بدفع نسبة معينة من إجمالي الودائع التي لديه إلى جهة معينة ينشئها البنك
المركزي أو يشارك في إدارتها و في حالة تعثر البنك في رد الودائع ألصحابها تتولى هذه الجهة ،هذه
الودائع في حدود المبالغ المؤمن عليها.
و فيما يلي استعراض ألهم تجربتين في هذا المجال :
: Iالتأمين على الودائع في الواليات المتحدة األمريكية :
نظام التأمين على الودائع معمول به في أمريكا من عام ،1934و ذلك بعد الكساد العالمي الكبير
إلعادة الثقة في الجهاز المصرفي األمريكي ،و تقوم الفيدرالية للتأمين على الودائع ،و أهم مالمح
()1
نظام التأمين على الودائع في أمريكا يتلخص في :
الهدف من نظام التأمين في الودائع هو ضمان رد الودائع ألصحابها عندما تكون هناك حالة من
السحب الجماعي للودائع بحيث تؤدي على إفالس بعض البنوك.
الحد األقصى للوديعة الواحدة في البنك الواحد التي يمكن التأمين عليها يصب إلى مبلغ قدره
100000دوالر.
قسط التأمين يعادل % 0.5من قيمة إجمالي الودائع المحلية لدى البنك.
96
ودائع المصرفية الفصل : II
ال يرتبط قسط التأمين بدرجة المخاطرة في النشاط البنك ككل و ذلك لصعوبة قياس المخاطرة في
البنوك المختلفة بالدقة الكافية ،ومن ناحية أخرى أن ربط قسط التأمين بدرجة المخاطرة في البنوك قد
يلفت نظر المودعين و المتعاملين مع تلك البنوك على هذه الناحية مما قد يزعزع الثقة في للنظام
ككل.
يتكون صندوق االستثمارات من حصيلة أقساط التأمين يدار بواسطة المؤسسة الفدرالية للتأمين على
الودائع ،و تستخدم حصيلة هذه االستثمارات في دفع التعويضات للمودعين في حالة فشل أحد بعض
البنوك.
يوجد مفتشون من قبل السلطات النقدية و كذلك مفتشين في الواليات المختلفة مهمتهم فحص
المشكالت المتعلقة بقروض البنك و استثماراته و التي يمكن أن تهدد استقرار البنك.
تحتفظ السلطات النقدية بقائمة للبنوك التي تواجه مثل هذه المشاكل و ذلك حتى يمكن تداركها قبل
استفحالها ،أو االستعداد لدفع التعويضات في حالة تعثر أحد البنوك أو بعضها.
عندما يكتشف المفتشون إن هناك إخالل بالقانون فيما يتعلق بالقروض و االستثمارات فإنهم يلتقون
مع مجلس إدارة البنك المعني و يطالبون بإجراء إصالحات معينة ،و في حالة عدم تنفيذ ذلك تقوم
السلطات النقدية بمقاضاة مديري البنك و أصحابه.
عندما يصبح البنك في حالة تعثر تتولى السلطات النقدية وضعه تحت الحراسة القضائية ،و تقوم
بإدارته حتى ال يتوقف نشاطه ،ثم يبحثون عن مشترين جدد للبنك أو يدمجونه مع بنك آخر.
و يبلغ عدد البنوك األمريكية المشتركة في نظام التأمين على الودائع نحو % 98من البنوك
العاملة.
-2نظام التأمين في بريطانيا :
ظهر نظام التأمين على الودائع في بريطانيا عام 1979عندما صدر قانون البنوك الذي أدخل ما يعرف
ببرنامج حماية الودائع ،و الذي بدأ التطبيق الفعلي له في فبراير 1982كأحد التجارب الناجحة في هذا
()1
المجال و أهم معالمه توجد في :
97
يتولى برنامج التأمين على % 75من الودائع ،و بحد أقصى 000 10جنيه إسترليني للمودع .1
الواحد و يقتصر على الودائع بالجنية اإلسترليني فقط.
الودائع التي يزيد استحقاقها عن 5سنوات ال تتمتع بهذا التأمين . .2
يطبق هذا البرنامج على البنوك الخاضعة لقانون البنوك لعام . 1979 .3
( )1عبد الحميد عبد المطلب ،البنوك الشاملة ،ص 79مرجع سابق
بموجب هذا الشيء صندوق حماية الودائع يدار بواسطة مجلس إدارة يتم اختيار أعضاؤه من البنك .4
المركزي و من المؤسسات المالية في الصندوق.
تحدد مساهمات المؤسسات المالية في الصندوق كنسبة معينة من قاعدة الودائع لديها حد أدنى 2500 .5
جنيه إسترليني و حد أقصى 000300جنيه إسترليني ،و يقصد بقاعدة الودائع متوسط حجم
الودائع في شهور مارس ،أبريل ،مايو عام .1982
ـ يمكن طلب مساهمات إضافية في المؤسسات المالية و لكن بشرط أال يزيد
في حاالت الضرورة .6
إجمالي مساهمة المؤسسة الواحدة عن % 0.3من قاعدة الودائع لديها.
-و بشكل عام فإن الهدف األساسي من تأمين الودائع هو ضمان رد الودائع على أصحابها و حماية
البنك من اإلفالس في حالة السحب للودائع.
الفرع األول :تقيم استراتيجيات المنافسة السعرية و غير السعرية :
نستنتج من العرض السابق أن المنافسة السعرية بين المصارف محدودة للغاية ففي حالة الودائع
الجارية ال توجد منافسة سعرية على اإلطالق ،و بالنسبة للودائع ألجل وودائع التوفير فإن معدالت
الفوائد التي تدفعها المصارف تكاد تكون متماثلة.
و لذا تبقى المنافسة غير السعرية استراتيجية أساسية تعتمد عليها المصارف في جذب الودائع ،و يوضح
الجدول 6ملخصا لهذه االستراتيجية .
إن النظرة المتأملة في محتويات العمود الثاني تكشف على أن المودعين بصرف النظر عن نوع الوديعة
ـ قد يتحمل
قد ال يتحملون كافة المصروفات المترتبة على الخدمات التي يحصلون عليها ،و أن المصرف
جزء من تلك المصروفات أو التكاليف ،و من الممكن النظر إلى الوفورات التي يحققها المودع و التي
98
تتمثل في الجزء من التكلفة الذي يتحمله المصرف على أنه نوع من الفوائد الضمنية ،و عليه فإنه يمكن
القول بأن المصارف تدفع
فوائد على الودائع الجارية تتمثل في الفوائد الضمنية ،كما تدفع فوائد على ودائع التوفير ،و الودائع
ألجل قد تفوق الحد األقصى الذي يحدده المصرف المركزي ،و ذلك بقيمة الفوائد الضمنية.
و فيما يخص مقدار ما يتحمله المصرف من مصروفات الخدمة يتوقف على متوسط الرصيد الدائن
للعميل ،حركة اإليداع و السحب خالل العام ،معدل العائد على االستثمار المتاح للمصرف.
ودائع المصرفية الفصل : II
و كخالصة فإن المنافسة السعرية استراتيجية ال تعتبر فعالة لجذب الودائع ،ذلك أن الفوائد على الودائع
الجارية قد ال يكون مسموح بها ،كما أن الفوائد على الودائع األخرى تكاد تكون متقاربة بين المصارف
أما المنافسة فتبدوا مالئمة في هذا الصدد ،وذلك على |أساس التباين الواضح بين المصارف من حيث
قدرتها على تقديم خدمات جيدة بأسعار تنافسية.
جدول رقم : 6استراتيجيات المنافسة على أساس الخدمة المقدمة من البنك
ـ الخدمة
ارتفاع مستوى تكاليف الخدمة الخدمة
-تحمل البنك بأكبر قدر من -سرعة تحصيل المستحقات -1تحصيل مستحقات
مصروفات التحصيل المودع
-تحمل البنك بأكبر قدر من -تقديم خدمات إضافية -2سداد المطلوبات
مصروفات سداد المطلوبات تتمثل في السداد بمقتضى المستحقة على المودع
فواتير و إمكانية السحب
على المكشوف في حدود
متفق عليها
-مدى القدرة على استحداث ------------ -3إدخال أنواع جديدة من
ودائع جديدة الودائع المصرفية
-إدخال الحاسب -4سرعة أداء الخدمة ذاتها -------------
اإلليكتروني في العمليات و
استخدامه ،و كذا االهتمام
بالقوى العاملة
99
-اختيار المواقع المالئمة ------------- -5التسيير على العمالء
للبنك و فروعه و استخدام
الصراف اآللي في مواقع
مختلفة ،و كذلك توفير
الخدمة ألطول فترة ممكنة و
توفير سبل الراحة للعمالء.
ودائع المصرفية الفصل : II
100
ودائع المصرفية الفصل : II
101
-3العمل على فرض سرية الودائع : -4
-4حماية صغار المودعين بالتأمين على الودائع التي ال تتجاوز حدا أعلى معينا. -5
-5إلغاء طوابع الواردات على التعامل بالشيكات بالنسبة للشركات والمؤسسات الحكومية
ألن هذه الطوابع تشكل ضرائب غير مباشرة تزيد من تكاليف التعامل بالشيكات في كثير
من الدول .
وإن ما ذكرناه ينصب على الودائع الخاصة ،وهي الجزء األهم من مصادر التمويل في
المصرف إال أن هذا اليعني أنه ليس للودائع العامة نصيب من اهتمام المصارف .
الفرع الثالث :العوامل المؤثرة على حجم الودائع :
يتأثر مجموع الودائع أو حجمها بعدة عوامل هي :
حجم القروض والسلفيات التي تمنحها المصارف التجارية :بحيث يترتب على زيادة حجم -1
القروض والسلفيات من جانب األصول سيؤدي إلى زيادة الودائع في جانب الخصوم ،أما إذا سحب
جميع هذه القروض في شكل نقدي ،وهو أمر نادر فإن الميزانية المجمعة للمصارف بشكل عام لن
تتأثر ،وأن كل التأثير الذي سيحدث ،
سينظم في جانب األصول حيث يزيد حجم القروض ،وينقص بمقدار مماثل لهذا النقد في الخزينة -2
أو األرصدة لدى المصرف المركزي.
قروض المصرف المركزي إلى المصارف وعمليات السوق المفتوحة :حيث أن حصيلة هذه -3
القروض ستأخذ طرقها إلى المصارف التجارية في صورة ودائع في نهاية األمر ،وبذلك تزيد
وذائع المصارف التجارية كما تزيد احتياطها الذي المصرف المركزي
حجم النقد المتداول :إن عودة النقود إلى المصارف التجارية سيزيد من ودائعها في جانب الخصوم -4
كما يزيد في أرصدتها السائلة في شكل نقد أو ودائع لدى المصرف المركزي وفي حالة سحب
النقود
102
المصارف التجارية يؤدي إلى نقد األرصدة السائلة ،وكل ذلك يؤدي إلى تأثر الودائع بالزيادة أو -5
النقص.
حالة ميزان المدفوعات :في حالة وجود فائض في ميزان المدفوعات سيكون مصحوبا بزيادة في -6
أرصدة المصارف لدى المصرف المركزي في جانب األصول وفي مقابل ذلك تزيد الودائع في
جانب الخصوم ،وفي حالة العجز سيؤدي ذلك إلى نقص في األرصدة لدى المصرف المركزي
ونقص في الودائع إذا أن المودعين حينها يقومون بتسديد هذا العجز من حساباتهم فإنهم بذلك
ينقصون من ودائعهم لدى المصارف التجارية وكذلك تنقص أرصدة المصارف التجارية لدى
المصرف المركزي نتيجة لذلك.
رأينا أن الودائع المصرفية تبوب على أساس عدة معايير يمكن استخدامها جميعها
للتعرف على أنواع الودائع من زوايا متعددة ،حي يستهدف كل منها تحقيق أهداف
معينة على مستوى البنك وكذلك على مستوى النظام المصرفي التجاري بأسره وما يهم
كل بنك في عالم اليوم هو العمل بالدرجة األولى على تنمية الودائع بأنواعها المختلفة
ألنها تمثل المصدر األساسي ألموال البنوك والتي تعتمد عليها في مزاولة أهم أوجه
نشاطاتها .وبناء على ذلك فإنه من الطبيعي أن تسعى هذه البنوك إلى تدعيم وتنمية
ودائعها مما يؤدي بدوره إلى تدعيم وتنمية نشاطها ككل دو في سبيل ذلك تقوم البنوك
بوضع العديد من اإلستراتيجيات التنافسية التي تعتمد على تنمية وتقديم مجموعة من
الخدمات المصرفية التي تميز البنك عن غيره من البنوك ،وتتواءم مع متطلبات النمو
103
في المجتمع ،وقبل ذلك تحاول تطوير األوعية االدخارية الحالية بها ،واستحداث
أوعية ادخارية جديدة لجذب المدخرين.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
ـ الفصـــل :
تمهيـــد
من المعروف أن البنوك التجارية ال تسمح لألموال المودعة لديها بالبقاء عاطلة في خزانتها بدون
استغالل ،لذلك تتجه البنوك إلى توظيف أموال ودائعها و استثمارها في أوجه متعددة أهمها
االستثمار في األوراق المالية عن طريق تكوين و إدارة محفظة األوراق خاصة بالبنك ،و منح
القروض و السلفات ،و خصم األوراق التجارية و قد بطلب العميل من البنك عقد صفقات مالية
لحسابه أو تمويل تجارته الخارجية.
104
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
إن الجهات التي تقوم باستثمار األموال استثمارا مشتركا تتمثل في صناديق االستثمار أو شركات
االستثمار أو غيرها من الجهات ،أو سواءا كانت البنوك التجارية نفسها عندما توظف جزء من
األموال المودعة لديها في هذا الشأن ،ينبغي عليها أن تراعي عدة اعتبارات أساسية حتى يكتب لهذه
المحافظ النجاح و تحقق الهدف المنشود إليه ،و نوضح هذا في المطالب التالية.
كما تعلم أن هدف المؤسسات المالية األخرى هو تحقيق أكبر قدر من الربح من وراء استثمار
أموالها في محافظ األوراق المالية بينما تهدف البنوك التجارية إلى تحقيق هدفين آخرين هما )*( :
الفرع األول :تحقيق دخل إضافي :فمن المعلوم أن ترك الودائع جامدة لدى البنوك ال يحقق
استثمارا كما يقول البعض ،و لذلك فإن البنوك التجارية ال تسعى إلى تجميد المدخرات ،و إنما
تسعى إلى توظيفها في مجاالت مختلفة أهمها عمليات التسليف و اإلقراض ،و خصم األوراق
التجارية و تكوين محفظة مالية خاصة تظم أوراق مالية كاألسهم و السندات و أذونات الخزانة العامة
التي تحقق لها أعلى معدل ممكن من العائدات ،باإلضافة إلى سرعة تحويلها إلى سيولة نقدية إذا
استدعت سياسة توظيف األموال في البنك ذلك أو لمواجهة عمليات السحب غير متوقعة من
المودعين ضرورة اتخاذ هذا اإلجراء حتى ال تهتز ثقة المودعين في البنك.
105
و يتحقق عائد الدخل من األوراق المالية في صورة فوائد و أرباح رأس المال ،التي تتمثل في
ارتفاع أثمانها بحسب سعر السوق عن رأس المال ،التي تتمثل في ارتفاع أثمانها بحسب سعر السوق
عن أثمانها بحب سعر الشراء ،و أرباح رأس المال هذه تحدث عادة إما عندما يتحقق سعر الفائدة
في السوق على المستوى العام ،و إما عندما يقترب موعد استحقاق الورقة المالية ( عدا سندات
الخزانة) و
يرتفع سعرها بينما يرغب بعض المستثمرين في قبول أدنى عائد في مقابل الحصول على أموال
أكثر سيولة.
(*) هناك هدف آخر للبنك هو تحقيق الربح
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
و من ناحية أخرى ،يدعو ارتفاع مستويات أسعار الفائدة في السوق ،بعض البنوك إلى تملك
األوراق المالية و ضمها لمحافظ مع المخاطر و بعض البنوك تجهل هذه المخاطر و تدير استثمارها
بصفة أساسية للحصول على فائدة في مقابل الدخل ،بينما تحاول بنوك أخرى أن تتجنب الخسائر عن
طريق التخلص من بعض األوراق المالية إذا كان هناك توقع النخفاض سعر الفائدة في السوق ،أو
عن طريق شراء األوراق المالية يرتبط عادة بالمخاطرة ،فيزداد إذا زادت و يقل إذا قلت ،أي أن
هناك عالقة طر دية بينهما ،و لهذا يقرر البعض بأن االستثمار األمثل هو الذي يحقق السيطرة إلى
حد بعيد على عنصري االستثمار و هما العائد و المخاطرة ،و هنا يكون أمام المستثمر بإحدى
سياسات االستثمار
مواجهة أقل خطر و الحصول على عائد يفوق هذا الخطر .3
و حتى يمكن تحقيق و تطبيق إحدى هذه السياسات فإنه من الضروري أن يكون سوق .4
االستثمار كفء بمعنى أن أي مستثمر يكون متاح أمامه بيانات كافية تمكنه من اختيار
االستثمار المناسب من بين البدائل المتاحة.
106
و البنوك التجارية توازن عادة بين المجاالت التي توظف فيها أموالها لتختار من بينها األكثر .5
فائدة لها ،و يتوقف ذلك عدة اعتبارات من أهمها :
التوقيت الذي يتم فيه توظيف األموال ،ففي أوقات الرخاء تقبل البنوك على االستثمار في .6
محافظ األوراق المالية ،أما في فترات األزمات فإن البنوك تلجأ إلى تمويل عمليات القروض و
السلفات للمشروعات اإلنتاجية و الخدمتية ألن ذلك يعود عليها بالفائدة أكثر.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
صحيح إنه في بعض األوقات التي تتعرض فيها البالد لألزمات اقتصادية ،تقبل البنوك على -
شراء المزيد من األوراق المالية النخفاض أثمانها ،بسبب إقبال الكثير من حائزي هذه األوراق
على التخلص منها توفيرا لمزيد من السيولة ،أي لزيادة المعروض منها ،إال أن ذلك يتوقف أيضا
على عامل هام و هو مدى توافر السيولة لدى البنوك ،فكلما زادت هذه السيولة زادت قدرة
البنوك على الشراء ،و كلما قلت هذه السيولة ،انكمشت قدرتا على ذلك ،و البنوك تقبل على
شراء هذه األوراق ،إذا توافرت لديها السيولة الالزمة ،تمهيدا لبيعها عند ارتفاع أسعارها ،و
الفرق بين أسعار البيع و الشراء يمثل بخال إضافيا تحصل عليه البنوك مما يحقق لها وفرة مالية
تساعدها على التوسع في التوظيفات األخرى لألموال في مجالت القروض و السلفات ،و تخصم
األوراق التجارية ،و بالتالي تحقيق المزيد من األرباح و الفوائد ،ذلك ألن عملية توظيف
المدخرات في البنوك عمليات مرتبطة ،ومن الصعب فصل بعضها عن البعض اآلخر ،و
المفاصلة بينهما تكون في صالح المجال الذي يحقق أرباحا أكثر.
باإلضافة إلى أن مخاطر االستثمار تلعب دورا هاما في توجيه مدخرات البنوك اتجاه المجال -
األكثر أمنا ،فإذا توافرت سالمة القرض و قويت الضمانات المقدمة من طالبي االقتراض من
107
البنوك سواءا كانت مشروعات إنتاجية أو خدمتية ،لكن البنوك تقلص عمليات اإلقراض و تتوسع
في شراء الصكوك و ضمها إلى محفظة األوراق المالية.
إال أن المبالغة في طلب األمان و البعد عن مخاطر توظيف األموال يؤدي بطبيعة الحال إلى -
اإلحجام على بعض مجاالت االستثمار.
و بالتالي يؤث ر على قيمة ما تحققه من أرباح ،و لعلنا نشاهد اليوم ما يحدث في العديد من البنوك -
بضرورة التمسك بالسقوف االئتمانية ،نتيجة ما أصاب البنوك من عجز و تهرب من سداد
القروض.
-
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
الفرع الثاني :توفير السيولة اإلضافية :تحتفظ البنوك في العادة بجزء من أموالها في صورة
نقود سائلة لمواجهة سحب بعض العمالء إليداعاتهم ،لكن في بعض الحاالت يحدث تهافت من جانب
المودعين على سحب ودائعهم بدرجة تستغرق االحتياطي النقدي الذي تحتفظ به البنوك لذلك تستعد
البنوك لمواجهة هذه الحالة عن طريق توظيف جزء من أموالها الستثماره في محفظة أوراق مالية
تمتلكها ،تستطيع عند الحاجة تحويلها إلى نقود سائلة لمواجهة ما قد يطرأ عليها من سحوبات غير
متوقعة ،أو توجيهها إلى مجاالت أخرى أكثر فائدة.
و توقع السيولة المطلوبة توفيرها للبنك في فترة من الفترات يتوقف على مقدرة الجهاز المختص -
بهذا األمر في البنك و حسن تقديره للموفق ،و تحرص البنوك التجارية على اختيار األوراق
المالية ذات السيولة العالية ،أي التي يمكن تحويلها
بسرعة إلى نقد سائل عن طريق بيعها في البورصة أو خصمها أو االقتراض بضمان من البنك
المركزي لمواجهة أي طارئ ،لهذا تفضل البنوك عادة إذن الخزانة و السندات الحكومية ،ألن
)1(.
أموال البنك غالبا ما تأتي من مصادر قصيرة األجل مثل :الحسابات الجارية ،ودائع التوفير
108
و تتوقف سيولة محفظة األوراق المالية على مدى قابلية الصكوك التي تحتويها للتداول ،فكلما -
كان من الممكن التصرف بسرعة في الصك أي تحويله إلى نقد سائل ،و لذلك فالبنوك تلجأ في
األحوال غير العادية إلى بيع بعض الصكوك من محفظة أوراقها المالية لتوفير األموال اإلضافية
التي تحتاجها بطريقة أسرع من لجوئها إلى المصادر االحتياطية أو االقتراض.
و توفير السيولة اإلضافية عن طريق التصرف في الصكك ،الموكلة لمحفظة األوراق المالية -
للبنك ،في أي لحظة ،يمكن للبنوك من عدم تجميد أموالها و حصرها في مجال محدد فالستثمار،
بل إنه يمكنها التحول من االستثمار في محفظة األوراق المالية إلى االقتراض مثال إذا كان
المجال األخير أكثر فائدة للبنك.
( )1عبد المنعم أحمد التهامي ،النظرية الحديثة إلدارة المصارف ،دار وائل للنشر ،طبعة 1996 02ص 65 -
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
و يجدر القول بأن تداول الصكوك بقصد تحويلها إلى سيولة يتمفي بورصة األوراق المالية حيث -
أنها السوق المنظمة التي يتم التعامل من خاللها بسهولة و يسر ،و فيها يتم التحديد الفعلي
لألسعار بيع و شراء األوراق المالية ألنها تقدم المؤشر االقتصادي السليم ،و أنها المكان الذي
يلت قى فيه السماسرة و مندوبيهم الذين يمثلون راغبي البيع و الشراء ،و بذلك تتم الصفقات وفقا
لقانون العرض و الطلب ،العرض يتم من جانب أصحاب المشروعات الذين هم في حاجة إلى
التمويل ،أما الطلب يتم من جانب المدخرون الذين يملكون المال و يرغبون في توظيفه في
الصكوك.
و إذا كانت حيازة البنك لمحفظة األوراق المالية تكون صكوك غالبا قصيرة األجل ،تتحول -
بسرعة إلى نقود ذات درجة عالية من السيولة ،بما يحقق للبنك سيولة إضافية لمواجهة عمليات
السحب غير متوقعة التي يقوم بها العمالء ،أو إعادة توظيفها في صكوك أخرى أو مجاالت
109
مغايرة أكثر عائدا أو نفعا ،و على ذلك فإذا كانت البنوك التجارية تهدف أساسا من تكوين
السيولة لديها إلى االستعداد لمواجهة موجات السحب غير العادية من المودعين ،و بث الثقة
لديهم ،فإن الهدف من السيولة اإلضافية فضال عن ذلك إظهار المركز المالي للبنك في صورة
مشرقة ،و مقدرة فائقة على مواجهة أي سحوبات مهما كان حجمها و منح القروض للطالبين و
االستجابة لمتطلبات التوظيف الجديد.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
تتكون محفظة األوراق المالية من مجموعة من الصكوك عبارة عن أذونات الخزانة و األسهم و
السندات و غيرها ،التي تصدرها الشركات و البنوك أو الدولة و غيرها من الهيئات العامة.
و األوراق المالية إن كانت صكوكا تمثل حقا نقديا قابال للتداول إال أنها تخرج من عداد األوراق
التجارية (*) ألنها صكوك طويلة األجل ،و فيما يلي نوضح مكونات هذه المحافظ التي تتمثل في
ثالث مجموعات رئيسية.
الفرع األول :األسهم و السندات :من المعلوم أن تأسيس المشروعات الكبيرة يحتاج إلى رؤوس
ـ إلى تأسيس
أموال ضخمة قد يعجز فرد بمفرده أو مجموعة أفراد عن توفيرها ،و من ثم تدعو الضرورة
شركات مساهمة قادرة على القيام بهذه المشروعات و تنفيذها ،و تأسيس هذه الشركات مثلما مثل
110
شركات األموال عموما يحتاج إلى راس مال يتكون من مبالغ نقدية و حصص عينية ( عقار أو
ـ و خدمات يقدمها البعض ،و يحصل كل مساهم مقابل ذلك على عدد من األسهم تمثل
أراضي...إلخ)
حصته في رأس مال الشركة ،يسمى كل منها سهما ،حيث يقسم رأس مال الشركة إلى أجزاء متساوية
يعرف كل جزء منها بالسهم.
و قد تحتاج الشركة أثناء حياتها إلى أموال جديدة لدعم موقفها المالي أو لزيادة التوسع في نشاطها ،وال
ترغب في زيادة رأسمالها عن طريق إصدار أسهم جديدة ،و كذلك قد تحتاج الحكومة إلى تمويل لتغطية
نفقاتها على البيئة األساسية أو القيام بمشروعات استثمارية،
و كما ذكرنا أن أول مكونات محفظة األوراق المالية هي األسهم ،فالرأي الغالب يقرر بأن السهم عبارة
عن صك يمثل حصة في رأس مال شركة المساهمة أو إحدى شركات
األموال ،و كلمة السهم كما يقول البعض تعني حق الشريك في الشركة ،كما تعني الصك المثبت لهذا
الحق.
أو أنه جزء من أجزاء متساوية من راس المال ،يعطى مقابل اشتراك المساهم في الشركة ،و -
هو حق ينطوي على حق ملكية و حق دائنيه في آن واحد ،و يكون قابال للتداول عن طريق
القيد في دفاتر الشركة و التأشير على هامشه إذا كان لحامله.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
و تتنوع األسهم بحسب نوع المال الذي يجوز تقديمه للشركة وفاءا لقيمتها و كذلك بحسب -
تداولها ،و نصيبها في توزيع األرباح و فائض التصفية ،إلى عدة أنواع :
()1
أ -من حيث طبيعة الحصة المقدمة :
األسهم العادية :هي األسهم التي تدفع قيمتها نقدا ،أي تعطي للمساهمين في مقابل مبلغ من
النقود تحصل عليه الشركة منهم ،و يجب الوفاء بقيمتها اإلسمية على األقل عند تأسيس الشركة .
111
األسهم العينية :هي التي تمثل حصص عينية في رأس المال للشركة إذ أن البعض قد يقدم
حصص عينية مالية كعقار أو منقول مقابل الحصول على ما يقابل قيمتها من األسهم.
حصص التأسيس :هي صكوك ال تمثل حصة في رأس المال و إنما تعطي حاملها حقوقا في
ـ يتم منحها لبعض المؤسسين مقابل التنازل للشركة عن التزام
أرباح الشركة ،و هذه الصكوك
منحته الحكومة أو حق من الحقوق المعنوية كبراءة االختراع.
ـ :هي التي تحمل اسم المساهم و ال تثبت ملكيتها إزاء الشركة إال بقيد اسم المالك
األسهم االسمية
في دفاترها ،إذ أنه عند بيعها يتعين أن يتم إثبات ذلك في دفاتر الشركة بأن يوقع البائع على
تنازل لصالح المشتري لتسجيل اسم المالك الجديد في دفاترها.
األسهم لحاملها :و هي األسهم التي تتنقل ملكيتها بمجرد التسليم و التسلم دون الرجوع إلى
الشركة حيث تنتقل ملكيتها بالتداول بين البائع و المشتري ،و تثبت هذه الملكية بشهادة من
السمسار أو البنك الذي تمت عملية البيع عن طريقه ،و يكون لحاملها الحق في إعادة بيعها أو
رهنها أو صرفها و ال تحمل هذه األسهم اسم المساهم ،إنما يذكر فيها أن السهم لحامله.
األسهم العادية :هي التي ال يمنح لها امتياز خاص على غيرها من األسهم و هذا فيما يتعلق -
بتقسيم أأرباح الشركة السنوية.
( )1سعيد سيف نصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ،طبعة ،2000ص 60
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
األسهم الممتازة :هي التي تعطي صاحبها حق األولوية في الحصول على الربح بنسبة معينة -
قبل إجراء أي توزيع األرباح تخصص هذه النسبة ألصحاب األسهم الممتازة بصرف النظر عما
يتبقى ألصحاب السهم العادية.
112
أسهم التمتع :هي التي تعطي لحملة األسهم العادية بدال من أسهمهم التي استهلكت و هذه -
األسهم تتيح لهم أن يشتركوا مع باقي المساهمين في صافي أرباح الشركة الموزعة و ليس لهم
حق في موجودات الشركة ،و إنما لهم حق الشركة في األرباح فقط.
صك يمثل دينا على الهيئة التي أصدرته ،و يعتبر حامل السند دائنا لهذه الهيئة ،له حق قبلها ، -
مضمون بجميع ممتلكاتها.
لكن هذا التعريف تجاهل خاصية هامة من خصائص السند هي قابلية للتداول، -
لذلك فقد استدرك البعض هذا النقص و عرفه بأنه :صك قابل للتداول ،يثبت حق
حامله فيما قدمه من مال على سبيل القرض للشركة ،و حقه في الحصول على
الفوائد المستحقة ،و اقتضاء دينه في الميعاد المحدد إلنهاء مدة القرض.
()1
و تتنوع السندات إلى 3أنواع :
1-سندات بخصم اإلصدار :عبارة عن مستندات بسعر فعلي يقل على القيمة االسمية ،أي أن
الجهة المصدرة تبيع السند بأقل من قيمته االسمية ،فإذا كانت قيمته االسمية مائة دينار فإن الجهة
المصدرة تبيعه بخمسة و تسعون دينار جزائري فقط ،و عند االستحقاق تدفع لحامله قيمته االسمية،
و الزيادة التي يحصل عليها حامل السند و قدرها خمسة دينار تسمى عالوة الوفاء.
سعيد سيف نصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ،طبعة ،2000ص 60 ()1
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
113
ب-سندات بعالوة اإلصدار :و هي عبارة عن سندات بسعر فعلي يزيد عن قيمته االسمية ،و
على عكس النوع األول ألن الجهة المصدرة تبيع السند بسعر أعلى من قيمته االسمية ،و
عند الرد تلتزم برد قيمته االسمية فقط ،و لعل مرجع ذلك الجهة المصدرة في إقبال الجمهور
على شراء هذه السندات ،لعلمهم بضمان قدر محدد من الفوائد الدورية ،و رد قيمة السند
عند انتهاء المدة المحددة للقرض.
جـ -سندات ذات اليانصيب :و هي التي تمنحها الحكومة مبالغ كبيرة عند استهالكها بطريق القرعة،
و هذه المبالغ تزيد عن القيمة االسمية للسند.
و من مزايا السندات أنها تكون في مأمن عن الخسارة ألنها تمثل دينا له فائدة ثابتة و يكون -
ـو
ألصحابها في حالة عدم استرداد اصل الدين و فوائدة الحق في طلب تصفية الشركة المصدرة
الحصول على حقوقهم من موجداتها ،و هو ما يحقق األمن لصاحب السند ،و من رأينا أن هذه
المقدرة الكسبية و قابلية موجودات الشركة للتصفية ال توفر األمن لصاحب السند فقط و إنما
للسهم أيضا ،كما أن قناعة المستثمر بالحصول على فائدة ثابتة تتوفر في أذونات الخزانة العامة
أيضا.
:تأتي أذون الخزانة العامة في مقدمة األوراق ()1
الفرع الثاني :أذونات الخزانة العامة : -
المالية من حيث درجة السيولة و العائد ،ذلك ألنها أكثر استجابة لتحقيق السيولة و أوفر عائدا ،و
تلجأ الحكومات عادة إلصدارها لسد العجز في الميزانية العامة كما تحرص البنوك على انتقائها
و ضمها لمحفظة أوراقها المالية بكميات ضخمة إلى جانب السندات الحكومية الستفادة بعائداتها
الكبيرة و بسرعة تحويلها على نقد سائل عن طريق خصمها و اقتراض و ضمها لمحفظة
أوراقها المالية بكميات ضخمة إلى جانب السندات الحكومية لالستفادة بعائداتها الكبيرة و بسرعة
تحويلها إلى نقد سائل عن طريق خصمها أو اقتراضها من البنك المركزي لمواجهة ما قد يحدث
من طوارئ من ناحية ،فضال عن أن دخول البنوك لشرائها بكميات وفيرة يسهل على الدولة
تصريفها و يعتبر ما تدفعه البنوك التجارية ثمنا لها مشاركة منها في إصالح العجز الكائن في
الميزانية العامة و تمويل المشروعات التي تتطلبها الخطة العامة للتنمية في الدولة.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
114
و إذا كان عجز الميزانية يعني أن أبسط معانيه زيادة مصروفات الدولة عما يأتيه من إيرادات ،و أن
الدولة تهدف أساسا من إصدار أذون الخزينة العامة على تمويل هذا العجز في الميزانية عن طريق
القضاء على األقل تخفيض معدالت التضخم بالتحول من التمويل بواسطة التوسع النقدي إلى التمويل
بمدخرات حقيقية ،فإن األمر يقتضي ان تدفع الحكومة التكلفة الحقيقية للموارد التي تستخدمها في
تمويل هذا العجز أو على األقل ما يقارب هذه التكلفة .
و التمويل عن طريق أذونات الخزانة العامة يعتبر أفضل وسيلة لفك العجز ،ذلك أن التمويل عن -
طريق االقتراض من المؤسسات أو هيئات القطاع العام مثل :صندوق التأمينات االجتماعية ،و
صناديق المعاشات و شركات التأمين يترتب عنه فائدة على القرض بأسعار مرتفعة جدا و آجال
سداد قصير جدا و هي ال تتناسب مع الغرض منها :هو توجيهها إلى مشروعات التنمية التي
تتطلب وقتا طويال حتى جاءت ببعض ثمارها.
كما يعتبر تمويل عجز الميزانية العامة عن طريق اإلصدار النقدي الجديد باستخدام مطبعة النقود
الورقية من األمور الخاطئة ،ألنه في النهاية يؤدي إلى وقوع عجز حقيقي للميزانية ،مما يؤدي
على ارتفاع نسبة التضخم.
ـ هذه األذونات ،بحيث تصدر ألجال مختلفة فمنها ما يصدر لمدة ثالث اشهر
و تتنوع إصدارات -
و منها ما يصدر لمدة ستة أشهر ،و بعضها يصدر لمدة سنة ،و هناك نوع معفى تماما من
ـ و عادة تصدر هذه األذونات بقيمة أكبر من قيمة المبالغ الحقيقية التي تدفع ثمنا لشرائها
الضرائب
،و الفرق بين القيمتين هو العائد أو الفائدة المحصلة عند تاريخ االستحقاق.
لكن ليس معنى أن الحكومة ال تواجه مشاكل في دفع الفوائد المربوطة على هذه األذونات ،إذ
أن أهم هذه المشاكل تتركز في تراكم المديونية الداخلية على درجة قد تثقل كاهل الدولة ،و
بالتالي امتصاص نسبة عالية من المدخرات القومية و استخدامها في تمويل المصروفات
االستهالكية ،بدال من استخدامها في استثمارات منتجة.
( )1سعيد سيف النصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ،ص 121مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
115
و قد ثار جدل كبير حول اآلثار المترتبة عن عملية إصدار هذه االذونات لسد العجز في الميزانية -
العامة بين المودعين إلصدارها و الرافضين.
فالمؤيدين يرون في إصدارها وسيلة سريعة لسد العجز ،بدال من اللجوء على االقتراض الذي
يؤدي إلى إغراق الدولة في الديون خاصة إذا كانت ديون خارجية تدفع بالعملة األجنبية.
لذلك نرى أن البنوك و شركات التأمين و غيرها من المؤسسات المالية توجه مبالغ ضخمة نحو -
االستثمار في تلك األذونات لضمان استرداد رأس المال ووفرة العائد عليها مقارنة بأي أوجه
استثمار أخرى فضال على أن توجيه األفراد لمدخراتهم نحو االستثمار في أذون الخزانة العامة
يمتص السيولة الموجودة في السوق ،و بالتالي تخفيض معدالت التضخم.
أما المعارضون فيرون أن إصدار تلك األذونات هو لمواجهة عجز مؤقت و البد
من مقابلته بموارد مؤكدة يتم تحصيلها خالل فترة ال تتعدى أجل هذه الديون ،إذ أن
ارتفاع سعر الفائدة يؤدي إلى زيادة توظيف األموال في شراء و بيع األذونات كان
له تأثير كبير في تحول الكثير من المستثمرين عن توظيف أموالهم في شراء و بيع
السندات و األسهم ،مما أضر بالمشروعات التي يتبناها القطاع الخاص ،وبالتالي
يؤدي هذا كله إلى ركود في سوق األوراق المالية ،و تحميل ميزانية الدولة بمبالغ
ضخمة من الفوائد الناتجة على الديون.
لذلك نرى أن اإلفراط في إصدار تلك األذونات يجعل الموازنة العامة في وضع صعب للغاية -
يجلب غليه غالبية مدخرات األفراد ،و المؤسسات المالية ،وودائع البنوك التجارية ،مما يحرم
المشروعات القائمة من الموارد المالية ،و يضعف األمل في قيام سوق مالية قوية.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
116
ـ (:)1
الفرع الثالث :صكوك االستثمار و التمويل
صكوك االستثمار عبارة عن ورقة مالية تصدرها الشركات العاملة في مجال تلقي األموال -
الستثمارها ،مع العلم أن تلك األموال هي عبارة عن مدخرات األفراد التي يحصلون من خالله
على نصيب من األرباح التي توزعها الشركة أو يتحملون الخسائر التي تصيبها ،و للمدخر حق
استرداد قيمتها في نهاية األجل المطلوب الستردادها.
و تتشابه األسهم و صكوك االستثمار في أن واحد أين يخول لحامل كل و لحد منهم الحق في -
المشاركة في األرباح التي تحققها الشركة و تحمل الخسائر التي قد تلحق بها بحسب قيمة السهم
أو الصك ،كما نضمن لكل منها على الحصول على نصيب في الشركة عند التصفية فائض كان
أم عجزا.
ـ في أن :
لكن نفرق السهم عن صكوك االستثمار
أن السهم تعتبر مصدرا من مصادر التمويل الداخلية أي تمثل حق صاحبها في رأس مال .1
الشركة ،في حين أن صكوك االستثمار تعتبر مصدر من مصادر التمويل الخارجية الشركة،
و بالتالي صاحبها ال يعتبر شريكا في رأس المال.
أن لصاحب السهم الحق في االشتراك في إدارة الشركة و حضور و جمعيتها العمومية ،أما .2
صاحب الصك فليس له الحق في ذلك.
يجوز ألصحاب صكوك االستثمار استرداد قيمتها قبل انتهاء مدتها باعتبارها صكوك غير .3
قابلة للتداول كالسهم و السندات ،أما السهم فال يجوز باعتبار أنه يأخذ من األرباح و ليس
راس المال.
كما أن إذا انقضت الشركة ألي سبب من أسباب االنقضاء و لم تكن آجال وفاء الصكوك قد .4
حلت فإن حملة هذه الصكوك يتقاضون نصيبهم من ناتج التصفية قبل حملة أسهم راس المال.
( )1سعيد سيف النصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ،ص 1241مرجع سابق
117
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
و تتشابه صكوك االستثمار أيضا مع السندات في أن كل منها يعتبر مصدرا من مصادر التمويل -
الخارجي للشركة ،و من ثم فصاحبهما يعتبرا دائنين للشركة و ليس من الشركاء فيها ،كما أنه
ال يحق لصاحب الصك أو السند للشركة في إدارة الشركة أو حضور جمعيتها العمومية.
لكن نفترق صكوك االستثمار عن السندات في أن عائد الصك يتمثل في نصيب غير ثابت من
األرباح و الخسائر ،في حين أن تصيب السند عبارة ثابت من الفائدة بصرف النظر عما تحققه
الشركة من ربح أو خسارة ،كما أن حامل الصك االستثماري الحق في المشاركة في فائض عجز
التصفية ،أما حامل السند فال يشارك في تصفية الشركة ربحا كان أم خسارة.
أما صكوك التمويل ذات العائد المتغير ،فهي نوع جديد من األوراق المالية مثلها مثل صكوك -
االستثمار ،لكن ال تصدرها سوى شركات المساهمة غير العاملة في مجال تلقي األموال.
و تتنوع هذه الصكوك بحسب العائد المتوقع منها إلى :صكوك تمويل مع المشاركة في األرباح،
صكوك تمويل مع المشاركة في األرباح و الخسائر ،صكوك تحويل ذات عائد متغير مع ضمان
حد أدنى من الربح ،صكوك تمويل ذات عائد متغير وفقا لمؤشرات اقتصادية ،و هذه األنواع
قابلة للتداول في بورصة األوراق المالية ،لكن ال يمكن لهذه األنواع أن يكون لها حق المشاركة
في الشركة أو حضور جمعيتها العامة ،و هي تتشابه في مجمل خصائصها مع السندات عدا
كونها ذات عائد متغير في حين أن عائد السندات ثابت ال يتغير ،ألنه يأخذ صورة فائدة محددة
السعر سلفا ،كما يمكن إلى هذه الصكوك أن تحول إلى أسهم في حين أنه ال يمكن تحويل
السندات إلى أسهم ،و هذا راجع إلى عدم وجود نص يجيز هذا التحويل.
و تتفاوت األوراق المالية فيما بينها من حيث درجة السيولة و العائد ،حيث تأتي أذونات الخزينة -
العامة في مقدمة األوراق ذات السيولة المرتفعة ثم السندات الحكومية ،ثم يليها الشركات
المساهمة و شركات األموال المتداولة في السوق ،ذلك أن أذونات الخزانة العامة و السندات
الحكومية أسرع من غيرها في تحويلها إلى نقد سائل أو االقتراض بضمانها كمواجهة حادث
مفاجئ.
118
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
كما تفرق أذونات الخزينة و السندات عن األسهم من حيث العائد المقرر ،فأذون الخزانة و
السندات ذات عائد ثابت دائما ،بينما يتغير العائد المترتب على األسهم من سنة ألخرى ،فإذا
كانت أذون الخزانة تصدر بعائد محدد مقدما و لمدة محددة ،و إذا السندات كانت تقتطع أرباحها
مباشرة من األرباح اإلجمالية للشركة ،فإن األسهم على خالف ذلك ،ألن أرباحها تختلف من
سنة ألخرى
المطلب الثالث :مقومات نجاح محافظ األوراق المالية :
يحكم تكوين و إدارة محافظ الوراق المالية عدة مقومات هامة من أهمها :التنويع ،الجودة ،و العائد
المحقق ،وهذه المبادئ تعتبر مؤشرات ينبغي على الراغبين في تكوين و إدارة أي محفظة أوراق
مالية أن يضعوها في الحسبان حتى يتحقق الهدف من االستثمار في المحفظة و هذا بالحصول على
عائد األرباح الوفير مع تجنب مخاطره.
()1
:ليتحقق هذا المبدأ بتجميع عدة صكوك ذات خصائص مختلفة في محفظة الفرع األول :التنويع
األوراق المالية و عدم االختصار على نوع معين منها ،و هذا ألن درجة المخاطرة في محفظة األوراق
المالية المكونة من صكوك متنوعة أقل من المحفظة المكونة من نوع واحد أو عدد قليل من الصكوك،
ذلك ألن الخسارة التي قد تلحق بنوع معين من الصكوك تغطيها أرباح الصكوك األخرى ،و نعتبر
التنويع من أهم المبادئ المستقرة في السياسة االستثمارية عموما ،إذ أنه إذا لم يكن باإلمكان تجنب جميع
المخاطر ،فإنه على األقل يمكن تجزئها و حصرها في نسبة مقبولة.
و ال يقتصر مبدأ التنويع على مجرد تنويع الصكوك المكونة للمحفظة و اختيار أوفرها ربحا
للمدخرين ،و إنما ينبغي أن يشمل التنويع توزيع األموال المستثمرة في المحفظة على الصكوك ذات
العائد الثابت ،و األخرى ذات العائد المتغير لضمان قدر معين من األرباح التي يحققها الصكوك ذات
العائد الثابت ،لهذا ينبغي أن تكون المحفظة خليط متنوع من األوراق المالية مختلفة العائد بين ثابت
و متغير
119
مع ضرورة مراعاة ظروف السوق المالية للتخلص أوال بأول من الصكوك التي تنخفض قيمتها و
ـ كلما كان ذلك أفضل.
عائدها إذا ما قورنت بغيرها ،ثم إحداث تجديد و تبديل لتلك الصكوك
( )1سعيد سيف النصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ،ص 101مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
و يرتبط التنويع في محفظة األوراق المالية ارتباطا وثيقا بتوزيع المخاطرإذ أن التوزيع الحقيقي
للمخاطر يعني توزيع االستثمارات على أكبر عدد ممكن من األوراق المالية المتنوعة تنوعا نوعيا و
جغرافيا أي أن محفظة األوراق المالية تشتمل على عدد كبير من أسهم الشركات المختلفة صناعية
كانت أم تجارية ،أو كانت أسهم عادية أم ممتازة،و أيضا سندات العدد من الشركات و أذون الخزانة
العامة و صكوك التمويل و قد ال يقتصر هذا التنويع على األوراق المالية المحلية بل قد يتعداها إلى
األوراق المالية األجنبية ،و هذا هو األفضل بطبيعة الحال تحسبا لحالة السوق ،إذ قد تلقى بعض
األوراق رواجا في بلدها و تالقيه في بلد آخر ،و قد تؤثر الحالة السياسية على حالة السوق في دولة
ما ،خصوصا في وقت اإلضطرابات و التوتر و الثورات بينما يسود االستقرار غيرها من الدول ،و
قد تتعرض أيضا بعض الدول لهزات اقتصادية في أسواقها المالية بصفة خاصة ،كما حدث في أزمة
سوق المناخ بالكويت.
و هذا التنويع الحقيقي للمخاطر لن يأتي إلى بإدارة واعية قادرة على استيعاب حالة السوق و رسم
سياسة استثمارية مستقبلية لمحفظة األوراق المالية التي تقوم على إدارتها و بالتالي االستثمار في
محافظاألوراق المالية ،شأنه في ذلك شأن جميع أنواع االستثمار األخرى ال يخلو من المخاطر ،ألنه
من المحتمل أال تحقق بعض المحافظ نجاحا ،أو قد تحقق نجاحا في بعض األوقات و خسائر في
أوقات األخرى.
()1
:تعتبر الجودة من أهم المقومات التي تأخذها البنوك و غيرها من الجهات الفرع الثاني :الجودة
في االعتبار عند تكوين محفظة األوراق المالية و تعين جودة الورقة المالية قابليتها للتداول في السوق
دون تعرضها لمخاطر كبيرة ،أي كلما كانت درجة المخاطر قابلة بالنسبة للبيع و شراء الورقة التجارية
دون تعوضها لخسارة كلما كانت جودتها أفضل ،و لهذا نجد أنه في الواليات المتحدة األمريكية يوجد قيد
120
قانوني عام على البنوك الوطنية تلتزم بمقتضاه بالتعامل في استثمار األوراق المالية التي تعرف بأنها "
الصكوك القابلة للتسويق " المعروفة للعامة بأنها أوراق مالية استثمارية.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
لكن في الحقيقة ليس من السهل من الناحية العملية تحديد مقياس جودة أي ورقة مالية على وجه الدقة،
صحيح ألنه يمكن أخذ آراء الخبراء و المتخصصين فيها تحتاجه المحفظة من أوراق ،لكن بفضل
وضع المقارنات العملية على جانب اآلراء و التقييمات باالهتداء على أكثر األوراق المالية جودة في
السوق.
و جودة الورقة المالية تتوقف عادة على مدى بعدها عن المخاطرة الناتجة عن تقلبات السوق ،إذ أن
المخاطرة التي تتحملها البنوك مثال في عمليات االستثمار في األوراق المالية ينبغي أن تكون أقل مما
تتحملها في عمليات اإلقراض و هذا ألن الركود االقتصادي سنة 1930أدى إلى تحويل
االستثمارات في األوراق المالية لدى البنوك إلى نقود عن طريق مبيعات السوق ،و في الوقت نفسه،
ـ الخزانة بينما انخفض سعر إصدارات الشركات مما انعكس على زيادة درجة
ارتفع سعر إصدارات
المخاطرة على المديونية الخاصة.
فكلما توافدت الجودة في الورقة المالية كلما كانت قابلية السوق لها أوفر و كان رواجها أكثر و إن
ذلك ال يعني أن الجودة و قبول السوق لعرض الورقة المالية شئ واحد ،صحيح أنهما قريبين جدا
من بعضهما و لكن قد تتوافد الجودة في الورقة المالية بينما تكون قابلية السوق لعرضها أقل
الرتفاع ثمنها مثال ،و تهم البنوك أكثر من غيرها لمدى تقبل السوق لعرض األوراق المالية ،ذلك
ـ بسرعة و بدون ركود ،حتى نتمكن من
ألنها في حاجة إلى توزيع مقدار ضخم من اإلصدارات
تنظيم دوران أموالها في دورات منتظمة ،لهذا فالبنوك عادة تحتاج في محفظة استثماراتها على
أوراق تتمتع بقبول كبير من السوق لعرضها بحيث يكون هذا القبول أكيدا و سريعا
121
( )1سعيد النصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ص 105مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
.
()1
:ال شك أنه كلما ارتفع العائد أو األرباح التي تحققها محفظة األوراق الفرع الثالث :العائد المحقق
المالية عن طريق ارتفاع أسعار بيع الصكوك عن أسعار شرائها ،و اختيار التوقيت المناسب للبيع و
الشراء و استبدال بعض الصكوك بأخرى ،نقول أنه كلما ارتفع العائد كلما كان ذلك دليال على كفاءة
اإلدارة و حسن اختيارها للصكوك الجيدة المكونة لمحفظة األوراق المالية ،و حتى يتم ذلك فالبد من
إجراء قياس و تقييم فعلي ألداء المحفظة خالل فترة زمنية محددة ،و مقارنة ما تحقق فيها من أرباح مع
فترة زمنية سابقة مساوية لنفس الفترة هذا من ناحية ،و من ناحية أخرى إجراء المقارنات الالزمة بين
أداء المحفظة و بين غيرها من المحافظ التي يديرها أمناء استثمار آخرين.
كذلك يمكن معرفة معدالت العائد لكل صك من الصكوك المدرجة في المحفظة لتحديد أفضلها ،و هو
ـ
بطبيعة الحال الذي يحقق أكبر عائد في مدة زمنية أقل ،ثم دراسة أسباب ارتفاع ربحية بعض الصكوك
و انخفاض ربحية يعظها األخر و كيفية التخلص من بعض الصكوك و تدعيم المحفظة بأنواع أخرى
كلما كان نظامها األساسي يسمح بذلك.
و تكمن االستفادة من إجراء هذه المقارنات لمعدالت العائد المحقق لمحفظة األوراق المالية عن فترة
سابقة ،في إعطاء الدالالت الهامة على مدى نجاح أو فشل السياسات و االستراتيجيات التي كان يتبعها
البنوك كأمناء استثمار خالل تلك الفترة ،و مدى توفيقهم في إنجاز القرارات الالزمة إلدارة و تحريك
مكونات المحفظة.
122
أيضا ال يقتصر تحديد معدالت أداء المحفظة على ما تحقق من أرباح و عائدات ،و إنما يتجاوزه
على محاولة استخدام هذه المعدالت في معرفة ما يتوقع أن تحققه المحفظة من أرباح و عائدات في
المستقبل
( )1سعيد النصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ص 108مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية .الفصل : III
ـ القروض :
المبحث الثاني :منح
إذا كانت الودائع هي المصدر األساسي ألموال البنوك التجارية فهذا ال يعني تخزينها أو تجميدها
و لكنها تبحث عن هذه الودائع من أجل استعمالها في سد الحاجات التمويلية للزبائن المحتملين ،و لذلك
يمكن القول أن من أهم أوجه استعماالت النقود من طرف النظام البنكي تتمثل في منح القروض لسد
حاجات التمويل للمتعاملين االقتصاديين الذين هم في حاجة إلى ذلك ،و منه فإنه يمكن القول بأن
عمليات اإلقراض للعمالء هي الخدمة الرئيسية التي تقدمها البنوك التجارية ،وفي نفس الوقت المصدر
الرئيسي لربحيتها.
هناك عدة تعار يف القرض تختلف حسب استعماالته ،و هذا راجع للمكانة التي أصبح يحتلها في
الميادين االقتصادية المختلفة فيمكن تعريفه بأنه :
الثقة التي يوليها المصرف لشخص ما حين يضع تحت تصرفه مبلغا من النقود أو يكلفه فيه لفترة -1
محددة يتفق عليها بين الطرفين ،و يقوم المقترض في نهايتها بالوفاء بالتزاماته و ذلك لقاء عائد
معين يحصل عليه المصرف من المقترض يتمثل في الفوائد و العموالت و المصاريف ( .)1
123
القروض هي تلك الخدمات المقدمة للعمالء ،و التي يتم بمقتضاها تزويد األفراد و المؤسسات و -2
المنشآت في المجتمع باألموال الالزمة على أن يتعهد المدين بسداد تلك األموال و فوائدها و العمالت
المستحقة عليها و المصاريف دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محددة و تدعم تلك العملية
بتقديم مجموعة من الضمانات التي تكفل للبنك استرداد أمواله في حالة توقف العميل عن السداد
بدون خسائر ،و ينطوي هذا المعني على ما يسمى بالتسهيالت االئتمانية و تحتوي على مفهوم
االئتمان و السلفيات ،و حتى أنه يمكن أن يكتفي بأحد تلك المعاني للداللة على معنى القروض
المصرفية ،ووظيفة االقتراض هي اآللية التي تحقق بها العمليات الخاصة بالقروض المصرفية و
هي من أهم وظائف البنوك التجارية .)2(.
من خالل هذه التعاريف يمكن أن نضع تعريف للقرض على أنه : -3
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
مبلغ مالي يقدمه البنك لطالبه ( المقترض) بمجرد االتفاق بين البنك و المقترض على مقدار القرض
الممكن للحصول عليه و موعد استحقاقه .
كما أن عملية القرض يجب أن يتوفر فيها عنصرين على األقل ،و يتمثل األول في عنصر الثقة ،و
العنصر الثاني في ضرورة وجود فجوة زمنية ،ما بين منح األموال ،و ما بين استرجاعها ،و ليس
قرضا إن لم تكن هذه الفجوة الزمنية موجودة.
ـ:
ـ القروض المصرفية
الفرع الثالث :أهمية
إن للقروض أهمية كبيرة تتجسد في عدة مجاالت ،و من أهمها :
القروض الصرفية هي المورد األساسي إليرادات البنوك التجارية ،إذ تمثل الجانب األكبر من -
استخداماته ،ولذاك تولي البنوك التجارية لقروض المصرفية عناية خاصة ،وهداما أتضح من عدة
دراسات الميزانيات عدة بنوك تجارية.
124
ارتفاع نسبة القروض يمكن البنك من دفع الفائدة المستحقة لمود عين ،إذ إن ارتفاع نسبة القروض -
في ميزانيات البنوك التجارية يشير دائما إلى ارتفاع إيراداته من الفوائد والعموالت التي تدفع له من
طرف المستفيدين من القرض ،وهذا بدوره يمكن البنك من تدبير الفائدة المستحقة للمودعين ،مع
إمكانية احتفاظ البنك بقدر من السيولة لموا جهة احتياجات السحب من العمالء.
تعد القروض المصرفية من العوامل الهامة لعملية خلق االئتمان والتي تنشأ عنها زيادة الودائع والنقد -
)1(.
المتداول ( كمية وسائل الدفع)
( )1عبد المطلب عبد الحميد ،البنوك الشاملة ،ص 78مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
تلعب القروض دورا هاما في تمويل حاجة الصناعة والزراعة والخدمات فألموال المقرضة -
تمكن المنتج من شراء المواد األولية ،ورفع أجور العمال الالزمين لعملية اإلنتاج و التمويل
المبيعات اآلجلة و الحصول أحيانا على سلع اإلنتاج ذاتها ،كما تساعد القروض الوسطاء ،تجار
الجملة و التجزئة ،في الحصول على السلع و تخزينها ثم بيعها إما بالنقد أو بأجل ،وباختصار
تستخدم القروض في عمليات اإلنتاج و التوزيع و االستهالك.
منح القروض يمكن البنوك من اإلسهام في النشاط االقتصادي ،فالقروض تعمل على خلق فرص -
العمالة و القضاء على البطالة ،وزيادة القوة الشرائية التي بدورها تساعد على التوسع في
استغالل الموارد االقتصادية و تحسين مستوى المعيشة ،و هذا كله يؤدي إلى تقديم و رخاء
المجتمع الذي تخدمه القروض.
و تعد إدارة البنك مسؤولة عن سالمة إدارة األموال المقدمة من المساهمين و المودعين الموجودة -
تحت إشرافها ،و تحاول اإلدارة التوفيق بين المصالح المتضاربة إذ يطلب المساهمون بالحصول
على أكبر قدر ممكن من األرباح و لن يتسنى ذلك إال بإتباع سياسة سهلة في منح القروض ،و
125
على عكس ذلك يتوقع المودعون إتباع سياسة المحافظة تضمن لهم سالمة ودائعهم ،و يعني ذلك
سيولة التوظيفات على حساب نقص اإليرادات .
و في نفس الوقت تتركز مصالح المجتمع في اتباع سياسة سليمة تضمن تقديم قدر كاف من -
االئتمان القصير لسد الحاجات المشروعة لألموال بأقل تكلفة ممكنة بينما تتوقع بعض الحكومات
من البنوك المساهمة في تمويلها باالكتتاب أو بشراء صكوكها حتى تقابل أعبائها المالية
المتزايدة ،فعلى اإلدارة إذا مراعاة كل هذه
الرغبات المتباينة و العمل على التنسيق المستمر بينها حسبما تراه مراعية في ذلك أثرها تتخذه -
من قرارات على الحالة االقتصادية السائدة و الحالة المالية للبنك و غيرها من االعتبارات.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
يمكن تصنيف القروض التي يمكن للبنك منحها وفق معايير عديدة و مقاييس متنوعة ،و من ذلك
يمكن تصنيف هذه القروض وفق مدتها ( قصيرة ،متوسطة و طويلة األجل) ،و حسب وظيفتها
االقتصادية و طبيعة موضوع التمويل إلى تمويل األصول الثابتة و تمويل األصول المتداولة ،و
تصنف حسب القرض منها إلى قروض منتجة ،و قروض غير منتجة أي القروض االستهالكية ،و
قروض أخرى مثل قروض التجارة الخارجية و قروض األفراد التي تضم القروض االستهالكية.
سنعرض أنواع القروض بحسب مدتها نظرا لتأثير معيار الزمن على نشاط و أداء البنك عند
منحه للقروض.
126
-1القروض العامة :سميت بالقروض العامة لكونها موجهة لتمويل األصول المتداولة بصفة إجمالية و
ليست موجهة لتمويل أصل بعينة ،و تسمى أيضا بالقروض عن طريق
الصندوق أو قروض الخزينة ،و تلجأ المؤسسات عادة إلى مثل هذه القروض لمواجهة صعوبات مالية
مؤقتة ،و يمكن إجمال هذه القروض فيما يلي :
أ -تسهيالت الصندوق :هي عبارة عن قروض معطاة لتخفيف صعوبات السيولة المؤقتة ،أو
القصيرة جدا التي يواجهها الزبون ،و الناجمة عن تأخر اإليرادات عن النفقات أو المدفوعات ،فهي إذا
ترمي إلى تغطية الرصيد المدين إلى حين أقرب فرصة تتم فيها عملية التحصيل لصالح الزبون حيث
يقتطع مبلغ
القرض ،و ينبغي على البنك أن يتابع عن قرب استعمال هذا القرض من طرف الزبون ،ألن االستعمال
المتكرر الذي يتجاوز الفترة العادية لمثل هذا التسهيل يمكن أن يحوله إلى مكشوف و يزيد ذلك من
احتماالت ظهور األخطار المرتبطة بتجميد أموال البنك.
( )1طاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ص 58مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
ب -المكشـــوف :هو عبارة عن قرض بنكي لفائدة الزبون الذي يسجل نقصا في الخزينة ناجم عن
عدم كفاية رأس المال العام ،و يتجسد ماديا في إمكانية ترك حساب الزبون لكي يكون مدينا في دود
()1
،إضافة إلى كونه يستعمل لتمويل نشاط مبلغ معين لفترة أطول نسبيا قد تصل إلى نسبة كاملة
المؤسسة ،و ذلك لإلستفادة من الظروف التي يتيحها السوق مثل انخفاض سعر سلعة معينة ،و نظرا
لمدة هذه القروض و كذلك النشاطات التي تقدم من أجل تمويلها فهناك خطر حقيقي يمكن أن يتعرض
له البنك ،و يتمثل في تجميد أمواله لفترة معينة ،و هو ما يؤثر على السيولة و قدرته على القيام بعمليات
قرض أخرى .
و بما أن العمليات التي يمول بهذا النوع من القروض تتوقف على عائداتها و ربحيتها على قدرة الزبون
على القيام بتصريفها ،فإنه يمكن القول أيضا أن هناك مخاطر عدم التسديد في الوقت المحدد.
127
يعتبر قرض الموسم نوع خاص من القروض البنكية ،و تنشأ عندما يقوم البنك بتمويل نشاط موسمي
ألحد زبائنه ،فلكثير من المؤسسات نشاطاتها غير منتظمة و غير ممتدة على طول دورة االستغالل ،بل
أن دورة اإلنتاج أو دورة البيع موسمية ،فالمؤسسة تقوم بإجراء النفقات خالل فترة معينة يحصل
أثنائها اإلنتاج ،و تقوم ببيع هذا اإلنتاج في فترة خاصة ،و من بين أمثلة هذه العمليات نشاطات إنتاج و
بيع المحاصي ل الزراعية ،حيث تمتد فترة االنتاج ،و فترة ما بعد جني المحصول بالنسبة للمحاصيل
الزراعية ،و مما تجدر اإلشارة إليه أن البنك ال يقوم بتمويل كل التكاليف الناجمة عن هذا النوع من
النشاط و إنما يقوم بتمويل جزء من هذه التكاليف ،و لكن قبل إقدام على منح هذا النوع من القروض
فإن الزبون مطالب بأن يقدم إلى البنك مخطط للتمويل يبين زمنيا نفقات النشاط و عائداته ،و على هذا
األساس يقوم البنك بتقديم القرض إلى الزبون.
د -قروض الربط :قروض الربط هي عبارة عن قرض يمنح إلى الزبون لمواجهة الحاجة إلى السيولة
المطلوبة لتمويل عملية مالية في الغالب ،تحقيقها شبه مؤكد ،و لكنه مؤجل فقط ألسباب خارجية.
و يقرر البنك مثل هذا النوع من القروض عندما يكون هناك شبه تأكد من تحقق العملية محل التمويل ،و
لكن هناك فقط أسباب معينة أخرت تحقيقها ،و هذا النوع من القروض يمكن أن يكون له مخاطر مثل
خطر عدم تحقيق العملية كإلغائها أو إعادة النظر فيها ،أو ألسباب أخرى ،كما توجد مخاطر القروض
الناجمة عن العملية المالية ألغراض أخرى غير استعمالها في تسديد القرض.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
هذه القروض غير موجهة لتمويل األصول بصفة عامة ،و إنما توجه لتمويل أصل معين من بين هذه
األصول و سوف تتعرض إلى دراسة ثالث أنواع من القروض الخاصة و هي :
التسبيقات على البضائع هي عبارة عن قرض يقدم إلى الزبون لتمويل مخزون معين و الحصول مقابل
ذلك على بضائع كضمان للمقرض ،و ينبغي على البنك أثناء هذه العملية التأكد من وجود البضاعة و
128
طبيعتها ،و مواصفاتها و مبلغها إلى غير ذلك من الخصائص المرتبطة بها للتقليل أكثر ما يمكن من
(.)1
المخاطر
الصفقات العمومية هي عبارة عن اتفاقيات أشغال لفائدة السلطات العمومية و تقدم بين هذه األخيرة ممثلة
في اإلدارة المركزية ،الوزارات ،الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري من
جهة و المقاولين و المودعين من جهة أخرى ،و نظرا لضخامة المشاريع و حجم األموال ،يجد المقاول
المكلف باإلنجاز أنه بحاجة إلى أموال ضخمة غير متاحة في الحال لهذه السلطات ،و لذلك يضطر إلى
اللجوء إلى البنك للحصول على هذه األموال من أجل تمويل إنجاز هذه األشغال في شكل تسبيقات على
الصفقات العمومية ،و يمكن للبنوك أن تقدم نوعين من هذه القروض :
ب : 1-منح كفاالت لصالح المقاولين :حيث تمنح هذه الكفاالت من طرف المكتتبين في الصفقة ،وذلك
لضمانهم أمام السلطات العمومية ،و تمنح هذه الكفاالت لمواجهة أربعة حاالت ممكنة :
كفالة الدخول إلى المناقصة :تعطي هذه الكفالة لتفادي قيام الزبون الذي فاز بالمناقصة بتقديم نقود .1
سائلة إلى اإلدارة المعنية كتعويض إذا انسحب من المشروع.
كفالة حسن التنفيذ :و هدفها تفادي قيام الزبون بتقديم النقود كضمان لحس تنفيذ الصفقة وفق .2
المقاييس المناسبة.
(A.Benhlima : OP . Cit – P 64 )1
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
كفاية اقتطاع الضمان :عند انتهاء المشروع ،عادة ما تقتطع اإلدارة صاحبة المشروع نسبة من .3
مبلغ الصفقة ،و تحتفظ بها لمدة معينة كضمان ،و حتى يتفادى الزبون تجميد هذه النسبة ،و بالتالي
يمكنه االستفادة منها فورا ،يقدم له البنك كفالة اقتطاع الضمان ،و يدفعها فعال إذا ظهرت نقائص في
اإلنتاج أثناء فترة الضمان.
كفالة التسبيق :أي تقديم تسبيق للمقاولين الفائزين بالصفقة : .4
129
و توجد ثالث أنواع من القروض التي يمكن أن تمنحها البنوك لتمويل الصفقات العمومية.
قرض التمويل المسبق :يقدم هذا النوع عند انطالق المشروع.
تسبيقات على الديون الناشئة و غير المسجلة.
هو شكل من أشكال القروض التي يمنحها البنك للزبون ،و تتمثل عملية الخصم التجاري،
في قيام البنك بشراء الورقة التجارية من حاملها قبل تاريخ االستحقاق ،و يحل محل هذا الشخص في
الدائنية إلى غاية هذا التاريخ ،و تعتبر عملية الخصم قرضا باعتبار أن البنك يعطي ماال إلى حاملها،
و ينتظر تاريخ االستحقاق لتحصيل هذا الدين.
و يستفيد البنك مقابل ذلك بسعر يسمى سعر الخصم و يطبق هذا المعدل على مدة القرض.
(البنك و األوراق التجارية المخصومة هي عموما أوراق قابلة للتعبئة لدى معهد اإلصدار
المركزي) إذا احتاج البنك إلى السيولة مقابل ثمن يسمى سعر إعادة الخصم .
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
130
– 3أ :الضمان االحتياطي :
و هو عبارة عن التزام يمنحه شخص يكون في عادة البنك ،يضمن بموجبه تنفيذ االلتزامات التي قبل
بها.
– 3ب :الكفالة :
و هي عبارة عن التزام مكتوب من طرف البنك يتعهد بموجبه بتسديد الدين الموجود على عاتق المدين
( الزبون ) في حالة عدم قدرته على الوفاء بالتزاماته.
–3ج :القبول :
في هذا النوع من القروض يلتزم البنك بتسديد الدين و تحدد في هذا االلتزام المدة و المبلغ.
– 4القروض المقدمة لألفراد :
– 4أ :قروض استهالكية :
و هي قروض ذات طابع شخصي بشكل عام ،و هدفها تمويل نفقات االستهالك الخاصة باألفراد
( الزبائن ) و من بين هذه القروض بطاقات القرض التي تستعمل في تسديد المشتريات الشخصية
لألفراد دون استعمال النقود ،و توجد أيضا القروض الشخصية التي تقدم إلى األشخاص ذوي الدخول
الثابتة ،و يتناسب مبلغها مع الدخل الشهري للمستفيد.
– 4ب :قروض خاصة بالسكن :
هي تلك القروض التي تمنح لألفراد بغية شراء أو بناء سكن ،كالسلفات خاصة بادخار الزبون لصالح
الحصول على سكن و القروض االجتماعية.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
ـ:
ـ و طويلة األجل أو القروض االستثمارية
الفرع الثاني :القروض متوسطة
نشاطات االستغالل تختلف عن نشاطات االستثمار من حيث الموضوع و المدة و الطبيعة و تبعا لذلك
تختلف قروض تمويل االستثمار ،و هي زمنيا متوسطة و طويلة األجل.
131
سابقا كانت تمول هذه األنشطة بنوك متخصصة اعتمادا على نظرية التخصص التي مفادها األموال
المقترضة ألجل قصير فيلزمها أمواال مقترضة لمدة طويلة.
ثم تم التخلي عنها ،و أصبحت البنوك التجارية تمنح قروض متوسطة األجل و ذلك
للسماح لها بالمساهمة في التنمية االقتصادية للبلد.
و تقسم القروض الموجهة لتمويل االستثمارات إلى :
أ-الطرق الكالسيكية لتمويل االستثمارات :
يتم التمييز في هذا الصدد بين نوعين من الطرق الكالسيكية في التمويل الخارجي لالستثمارات و
()1
هي :
أ-القروض المتوسطة األجل :
توجه القروض متوسطة األجل لتمويل االستثمارات التي ال يتجاوز عمر استعمالها 07سنوات مثل
اآلالت و المعدات و ووسائل النقل ،و تجهيزات اإلنتاج بصفة عامة.
و يمكن التمييز بين نوعين من القروض متوسطة األجل و يتعلق المر بــ :
أ – : 1القروض القابلة للتعبئة :
فهذا األمر يعني أن البنك المقرض بإمكانه إعادة خصم هذه القروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو
لدى بنك اإلصدار ،و ذلك عند الحاجة للسيولة دون انتظار آجال القرض الممنوح ،و بذلك يحقق
البنك المقرض هدف مزدوج و هو ضمان السيولة و تفادي مساوئ التجميد.
أ – : 2القروض غير قابلة للتعبئة :
أي أن البنك ال يتوفر على إمكانية إعادة خصم هذه القروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو لدى البنك
المركزي ،و هنا تظهر كل المخاطر المرتبطة بتجميد األموال بشكل أكبر ،و لذلك على البنك في
هذه الحالة من القروض أن يحسن دراستها و برمجتها زمنيا بالشكل الذي ال يهدد صحة خزينته.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
132
الحصول على عقارات ( أراضي ،مباني )......و تتميز هذه القروض بوجود مخاطر مرتفعة،
كما أنه قد تشترك عدة مؤسسات مالية و بنكية في تمويل واحد ،أو طلب ضمانات حقيقية.
()1
-2االئتمان القرض االيجاري :
ال شك أن طرق التمويل الكالسيكية لالستثمارات تشكل عبئا على المؤسسات المستثمرة و لذلك
ظهرت الحاجة إلى البحث عن طرق أخرى لتمويل االستثمارات يكون من خصائصها تجنب
عراقيل طرق التمويل الكالسيكية ،و يعتبر االئتمان االيجاري فكرة حديثة للتجديد في طرق
التمويل.
و االئتمان االيجاري هو عبارة عن عملية يقوم بموجبها بنكا أو مؤسسة مالية بوضع آالت أو
معدات أو أية أصول مادية بحوزة مؤسسة مستعملة على سبيل اإليجار مع إمكانية التنازل عنها
في نهاية الفترة المتعاقد عليها ،و يتم التسديد على أقساط يتفق بشأنها تسمى ثمن اإليجار.
أنواع االئتمان االيجاري :
هناك العديد من األنواع و لكن سوف نتعرض فيما يلي على :
أ : 1 -االئتمان االيجاري حسب طبيعة العقد :
و ينقسم إلى نوعان :االئتمان االيجاري المالي و االئتمان االيجاري العملي.
ـ:
أ – : 2االئتمان االيجاري حسب طبيعة موضوع التمويل
و هناك نوعين بالنسبة لهذا االئتمان فهناك االئتمان االيجاري لألصول المنقولة و االئتمان
االيجاري للقيم غير المنقولة .
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
()1
المطلب الثالث :سياسة االقتراض و مكوناتها :
133
لكل بنك سياسته الخاصة المتعلقة باإلقراض حيث يتم إقرار هذه السياسة و اعتمادها من قبل اإلدارة
العليا للبنك ،و المتمثلة في مجلس إدارة البنك.
و إن سياسة اإلقراض يجب أن تكون مرنة و غير جامدة و بحيث تبحث في العموميات و ال تدخل في
التفاصيل المقيدة للحركة و العمل .
الفرع األول :أهداف سياسة اإلقراض :
تهدف سياسة اإلقراض على تحقيق أغراض هي :
-1سالمة القروض التي يمنحها البنك
-2تنمية أنشطة البنك و تحقيق عائد مرضي
-3تأمين الرقابة المستمرة على عملية اإلقراض في كافة مراحلها.
و يفضل أن تكون سياسة اإلقراض مكتوبة من أجل ضمان المعالجة الموحدة لكل األمور المتعلقة
باإلقراض ،و من أجل إعطاء الثقة للعاملين بما يمكنهم من معالجة األمور دون أي خوف من وقوعهم
في الخطأ.
و إن سياسات اإلقراض على الرغم من اختالفها من بنك آلخر ،إال أنها تتفق فيما بين جميع البنوك في
اإلطار المكون لمحتوياتها ،و التي يمكن تحديد مكونات سياسة اإلقراض.
الفرع الثاني :مكونات سياسة اإلقراض :
هناك العديد من البنود الهامة التي يجب أن تتضمنها سياسة اإلقراض ،فعلى الرغم من صعوبة مناقشة
كل البنود التي يجب أن تشتمل عليها سياسة اإلقراض المكتوبة ،إال أنه يمكن توضيح بعض المكونات.
عبد المعطي رضا رشيد ،إدارة االئتمان ،دار وائل للنشر ،1999ص 208مرجع سابق ()2
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
134
-1حجم القروض (حجم األموال الممكن إقراضها ) :نظرا العتبار اإلقراض الوظيفة األساسية للبنوك
التجارية ،يجب أن تتضمن سياسة اإلقراض بعض اإلرشادات بصدد الحجم المرغوب من اإلقراض
الذي يمكن أن يقدمه البنك ،فهناك مصادر أخرى الستخدامات األموال و التي تؤثر على حجم القروض،
يجب على إدارة البنك أن تخصص جزء من مسحوبات الودائع ،كما أن على اإلدارة أن تحتفظ ،بجزء
من األصول الستثماره في األوراق المالية طويلة األجل لتحقيق مزايا التوزيع في األصول و تدنية
الدخل الخاضع للضريبة باإلضافة على عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على حجم القروض مثل متطلبات
االئتمان في أفراد المجتمع الذي يوجد به البنك ،و كذلك خبرة اإلدارة لخدمة األنواع المختلفة من
(.)1
القروض التي يطلبها أفراد المجتمع
تحديد تشكيلة القروض :من المعروف أن تنويع مجاالت االستثمار و توزيع المخاطر يؤديان إلى -2
تقليل نسبة المخاطرة التي يتحملها البنك ،و في هذا المجال يوجد الكثير من أساليب تقليل المخاطر
من أهمها توزيع تواريخ استحقاق القروض من قصيرة إلى متوسطة إلى طويلة األجل ،و كذلك
توزيع القروض على عدة مناطق جغرافية باإلضافة إلى توزيع القروض على األنشطة أو القطاعات
االقتصادية من تجارة ،صناعة و زراعة و خدمات.
ـ و الكبيرة الحجم ،فقد
و تقوم إدارة البنك عادة بتوزيع تشكيلة القروض من حيث القروض الصغيرة
تخصص نسبة معينة لحد أدنى للقروض الصغيرة من مجموع القروض أو قد تضع حدا أعلى لها .
أ -الحد األقصى إلقراض العميل الواحد :تضع البنوك الحد ود القصوى لحجم االئتمان الذي تقدمه
على العميل الواحد ،بغض النظر إن كان هذا العميل فردا أو مؤسسة خاصة أو شركة مساهمة عامة ،إن
الهدف مع وضع هذه الحدود هو تقليل المخاطرة من تركيز اإلقراض على عميل واحد ،و ما يصاحب
ذلك من مخاطرة كثيرة.
و قد يكون الحد األقصى يعبر عنه كنسبة محددة من رأس المال البنك أو نسبة من رأس ماله و
احتياطياته أو قد تكون باإلضافة على ذلك نسبة محدد من حجم راس مال العميل نفسه (.)2
عبد المعطي رضا رشيد ،إدارة االئتمان ،دار وائل للنشر ،1999ص 208مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
135
أ -الحد األقصى إلقراض العميل الواحد :تضع البنوك الحد ود القصوى لحجم االئتمان الذي تقدمه
على العميل الواحد ،بغض النظر إن كان هذا العميل فردا أو مؤسسة خاصة أو شركة مساهمة عامة ،إن
الهدف مع وضع هذه الحدود هو تقليل المخاطرة من تركيز اإلقراض على عميل واحد ،و ما يصاحب
ذلك من مخاطرة كثيرة.
و قد يكون الحد األقصى يعبر عنه كنسبة محددة من رأس المال البنك أو نسبة من رأس ماله و
احتياطياته أو قد تكون باإلضافة على ذلك نسبة محدد من حجم راس مال العميل نفسه (.)2
ـ بتمويلها :قد تتضمن سياسات اإلقراض لدى بعض البنوك
ب -مجاالت اإلقراض غير المسموح
المجاالت الغير المسموح بتمويلها بغض النظر عن ماهية هذه المجاالت و الحكمة األساسية
من وراء هذا المنع هو التقليل من المخاطر التي تصاحب تمويل هذه المجاالت ،أو قد تكون
مبررات هذا المنع راجعة إلى أساليب دينية أو أخالقية فقد تقرر إدارة البنك منح اإلقراض
في مجاالت صناعات متقادمة أو صناعات يحتمل تعرضها إلى أزمات أو في مجال تجارة
المشروبات أو السجائر أو صناعة األسلحة (.)1
مستويات اتخاذ القرار :توضح سياسة اإلقراض السلطة الممنوحة لكافة المستويات اإلدارية -3
المسؤولة عن اتخاذ قرار الموافقة على منح القروض أو عدم الموافقة عليه ،و ينبغي تحديد هذه
المستويات بما يكفل عدم ضياع وقت اإلدارة العليا ،في بحث كافة القروض ،إذ أن هناك بعض
القروض روتينية أو التي تزيد قيمتها عن حد معين ،يمكن أن
( )1عبد المعطي رضا رشيد ،إدارة االئتمان ،ص ، 212مرجع سابق
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
136
يتخذ قرار بشأنها على مستوى مدير الفرع أو مدير دائرة القروض و بعض القروض قد
على لجنة مشكلة لهذا الغرض للبحث فيها ،و اتخاذ قرار بشأنها حيث توضع حدود دنيا أو عليا لحجم
القروض في هذا الخصوص ،و هناك أيضا بعض القروض التي يكون حجمها كبير جدا بحيث يتطلب
اتخاذ القرار على مستوى مجلس اإلدارة ،إن نظام التفويض هذا يتماشى مع مبادئ التنظيم الفعال الذي
يستدعي السرعة في اتخاذ القرار و تخفيف عبئ العمل على كاهل اإلدارة العليا من خالل التفويض
الالزم للسلطات إلى المرؤوسين .
-4ملفات أو مستندات القرض :قد تحدد سياسة اإلقراض في البنك المستندات الواجب تقديمها من قبل
هذا العميل عند طلب القرض و هذه المستندات و إن كانت تختلف قليال من بنك آلخر ،و في نفس البنك
بين وقت و آخر إال انه يمكن إيجازها فيما يلي :
طلب الحصول على قرض معبأ من قبل العميل و موقع منه.
بيان بمصادر دخل الفرد أو القوائم المالية لعدة سنوات بالنسبة للمؤسسات و غالبا ما تكون ثالث
سنوات األخيرة.
مستندات ملكية الضمانات المقدمة من العميل.
137
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
-6متابعة و مراقبة القروض :ينبغي أن تشتمل سياسة اإلقراض تصميم نظام كامل للرقابة
الصارمة على القروض ،و ذلك من خالل إتباع وسائل الرقابة بأنواعها المختلفة يهدف اكتشاف
مشاكل تحصيل القروض مع العمالء كذلك قد تنص سياسة اإلقراض على ضرورة متابعة القروض
التي تم تقديمها الكتشاف أي صعوبات محتملة في السداد بما يسمح باتخاذ اإلجراءات المالئمة في
الوقت المناسب ،و قد تمثل المشكالت في انخفاض القيمة السوقية األصول المرهونة ،أو عدم قدرة
العميل على تسديد مستحقات البنك في المواعيد المحددة أو عدم سدادها على اإلطالق هذا و قد
تنص السياسة االقراضية على حد أقصى للتأخر الذي ينبغي أن تتخذ بعدة إجراءات معنية تنص
عليها السياسة بما يضمن تحصيل مستحقات البنك أو الجانب األكبر منها (.)1
-7تحديد الضمانات المقبولة من جانب البنك :يقوم البنك بتحديد الضمانات التي يكمن قبولها و
التي تتوقف على الظروف المحيطة و عادة تختلف من وقت آلخر وفقا لمدى قبولها في السوق لما
يحدد أيضا هامش الضمان بالنسبة لألصول المقدمة لمنح االئتمان إذ أن البنك غالبا ما يحدد شروط
معينة بالنسبة للضمان ،فبالنسبة للقروض االستهالكية مثال فإن البنك يحدد ضمان طالب القرض في
أن يكون شاغال لوظيفة لعدد معين من السنوات و لديه دخل ثابت و يكون منتظما في سداد القروض
السابقة ،و بالنسبة للبضائع يحدد البنك صفات البضائع المرهونة و أماكن وجودها ،و هامش الضمان
( .)2
المطلوب
138
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
139
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
()1
: ـ
الفرع الثاني :أنواع األوراق التجارية
الشيك :هو ورقة مكتوبة قانونيا و هو أداة وفاء و ليس ائتمان ألنه يتم تحصيل الوفاء
فورا.
و يختلف الشيك عن السفنجة ( الكمبيالة) كون أن المسحوب عليه هو الشيك و يتشابه
الشيك مع السند ألمر أنه ال ينحصر على عمل تجاري مطلق .
الكمبيالة :هي أمر مكتوب موجه من الساحب على المسحوب عليه بدفع مبلغ معين من
النقود في تاريخ معين أو قابل للتعيين أو ألمر شخص ثالث ( المستفيد).
السند ألمر :هو صك مكتوب يتعهد بمقتضاه شخصين بدفع مبلغ معين في تاريخ معين أو قابل
للتعيين.
()2
:إن خصم األوراق التجارية من العمليات المصرفية أين الفرع الثالث :خصم األوراق التجارية
نقصد بها تظهير الورقة التجارية تظهيرا ناقال للملكية إلى بنك يقوم بدفع قيمتها للمظهر بعد خصم قدر
يمثل أجره الذي يستحقه عن هذه العملية و هو يتمثل في 03عناصر :
أولهـــا :مقدار الفوائد المستحقة عن قيمة الورقة التجارية في الفترة من ميعاد عملية الخصم و
يتراوح هذا السعر بين الهبوط و الصعود تبعا للظروف االقتصادية المختلفة ،المهم أال تتجاوز الحد
األقصى لفائدة االتفاقية .
ثانيهــا :هي العمولة التي يتقاضاها البنك مقابل قيامه بهذه العملية و تقدر حسب قيمة الكمبيالة
المخصومة و األجل الباقي حتى ميعاد االستحقاق ،و قدر المخاطرة التي يتعرض لها البنك ،و لهذا
يحرص البنك على أن تكون الورقة مقبولة من المسحوب به ،و أن
يكون ميعاد االستحقاق ال يتجاوز الستة أشهر ،و أن تحمل توقيعين على األقل و أن يكون مكان الوفاء
هو أحد فروع البنك.
140
أما ثالثـهــا :العناصر الذي يتكون منها أجر البنك و هو مصادر التحصيل و تختلف باختالف
مكان الوفاء أو مكان المسحوب عليه.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
و على أي حال إذا احتاج البنك الذي يقوم بهذه العملية إلى نقود قبل تاريخ االستحقاق فإمكانه الحصول
على ذلك عن طريق إعادة خصمها لدى البنك المركزي أو لدى بنك آخر بها يحقق له السيولة المطلوبة.
و قد رأى البعض أن عملية الخصم عبارة عن حوالة حق أو هو شراء البيع للورقة التجارية بمقتضاه
تنتقل ملكية الورقة من العميل للبنك و يستطيع أن يعيد خصمها لدى بنك آخر أو لدى البنك المركزي ،و
أن يحدد البنك ثمن الخصم بحرية دون التقيد بالحد األقصى للفائدة االتفاقية ،ذلك ألن الفارق بين ثمن
الخصم و القيمة المحصلة ليس إال ربحا يعود على البنك ،كمشتري ألجل البيع ،بثمن أعلى ،ولكن
يعيب هذا الرأي أن قواعد البيع و قواعد حوالة الحق ال تنطبق على عملية الخصم ،ففي حالة نسخ عقد
البيع يرجع المشتري على البائع بالثمن ،بينما البنك يرجع بقيمة الورقة كاملة ،و يرى آخرون أن العملية
عبارة عن قرض مضمون يرهن الورقة التجارية ،فالعميل يحصل من البنك على ما يحتاجه من نقود
مقابل من هذه الورقة لديه ،أي أن البنك يحوزها فقط و يحصل قيمتها عند االستحقاق ،لكن يمتنع عليه
أن يتقاضى سعرا على الخصم يزيد على الحد األقصى للفائدة فالتفاقية ،و يعيب هذا الرأي مخالفته لما
هو مقرر و ثابت من أن ملكية الورقة تنتقل إلى البنك بالتطهير ،و األحذية يؤدي إلى حرمان البنك من
التصرف بحرية في الورقة عن طريق إعادة الخصم.
كما يؤدي البعض اآلخر أن هذه العملية ذات طبيعة خاصة ،فهي عملية مركبة ،إذ أنها في حقيقتها
قرض ،و لكن تنازل العميل يتم التصرف ناقل للملكية.
و عموما فإن وجهة نظر البنك تختلف عن وجهة نظر العميل فيما يتعلق بهذه العملية إذ البنك بفضلها
ألنها تسمح له بإعادة خصمها من البنك المركزي أو بيعها ألي بنك آخر لتوفير السيولة الالزمة عند
الحاجة على خالف عملية إقراض بضمان هذه الورقة التي ال تمكنه إال من حيازتها و تحصيل قيمتها
عند االستحقاق.
141
أما العميل فيفصل االقتراض بضمان الكمبيالة مثال ،ألنه ال يتحمل فوائد إال أال يقدر ما يسحبه من
قيمتها من االعتماد المصرح له به ،كما يستطيع تخفيف الدين عن كاهله كلما توفر له مبلغ من النقود و
قام بخصمه من المبلغ السابق له باقتراضه.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
()1
: المطلب الثاني :عقد صفقات األوراق المالية لحساب العمالء
اين تقوم البنوك بتنفيذ اوامر العمالء بشراء او بيع االوراق المالية التي يرغب العمالء في بيعها او
شرائها ،و ذلك بان يتولى قسم البورصة في البنك تنفيذ عمليات البورصة أي بيع و شراء االوراق
المالية من بورصة االوراق المالية لحساب العمالء او لحساب البنك نفسه
فتنفيذ أوامر بيع و شراء األوراق المالية ال تتم إال عن طريق سماسرة األوراق المالية في البورصة .
فالواقع العملي يشهد بان العمالء ال يتوجهون إلى السماسرة مباشرة و إنما يصدرون أوامرهم الى البنوك
التي لهم حسابات فيها ،يطلبون منها شراء أو بيع األوراق المالية التي يرغبون بالتعامل فيها ،فتجد
األوراق لعاملها يمكن السيطرة عليها باعتبارها تثبت ما يملكه كل مساهم و قد سمع في الواليات المتحدة
األمريكية لبنوك األعضاء في نظام االحتياطي في البنوك غير األعضاء كذلك ،بان تشتري و تبيع جميع
األوراق المالية لحساب عمالئها ،باعتبارهم سماسرة و البنوك في الغالب تحيل طلبات و أوامر العمالء
142
الخاصة بالبيع و الشراء لشركات السماسرة األعضاء في البورصة األوراق المالية و التجار المتعاملين
في سوق البيع و الشراء لتلك األوراق المالية.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
تلعب البنوك دورا هاما في تمويل التجارة الخارجية من خالل ادخاراتها المتمثلة في الودائع المصرفية
و يمكن أن نصنف عمليات التمويل الخارجية إلى عمليات تمويل قصيرة األجل و عمليات تمويل
متوسطة و طويلة األجل ،و ترابط عمليات التمويل هذه مع طبيعة النشاطات المراد تمويلها.
تستعمل عمليات التمويل قصير األجل للتجارة الخارجية في تمويل الصفقات الخاصة بتبادل السلع و
الخدمات مع الخارج ،و من أجل تسهيل هذه العمليات ،و البحث عن أفضل الطرق التي تسمح بتوسع
التجارة الخارجية ،و التخفيف من العراقيل التي تجابهها والمرتبطة خاصة بالشروط المالية لتنفيذها
.يسمح النظام البنكي باللجوء إلى عدة أنواع وطرق مختلفة للتمويل .تتيح للمؤسسات المستوردة على
الواء إمكانية الوصل إلى مصادر التمويل الممكنة في أقل وقت ممكن وبدون عراقيل .وفي إطار هذه
الظروف العامة .يمكن للمؤسسات استعمال نوعين رئيسين من أدوات التمويل المستعملة في التجارة
الخارجية :
-1 -تتخذ إجراءات التمويل البحث ثالثة أشكال رئيسية .وتختلف عن طرق التمويل األخرى في كون
هذه األخيرة هي عبارة عن عمليات دفع وقرض في آن واحد .
)1(:
. Pالقروض الخاصة بتعبئة الديون الناشئة عن التصدير
143
يقترن هذا النوع من التمويل بالخروج الفعلي للبضاعة من المكان الجمركي للبنك المصدر .وتسمى
بالقروض الخاصة بتعبئة الديون لكونها قابلة للخصم لدى البنك .ويخص هذا النوع من التمويل
الصادرات التي يمنح فيها المصدرون لزبائنهم أجال للتسديد اليزيد عن 18شهرا كحد أقصى .ويشترط
البنك عادة تقديم بعض المعلومات قبل الشروع في إبرام أي عقد خاص بهذا النوع من التمويل
وتنفيذه .وهذه المعلومات هي على وجه الخصوص.
مبلغ المدين .
طبيعة ونوع البضاعة المصدرة.
اسم المشتري األجنبي وبلده .
تاريخ التسليم وكذلك تاريخ المرور بالجمارك.
تاريخ التسوية المالية للعملية .
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
ب -التسبيقات بالعملة الصعبة :يمكن للمؤسسات التي قامت بعملية تصدير مع السماح بأجل التسديد
لصالح زبائنها أن تطلب من البنك القيام بتنسيق العملة الصعبة ،وبهذه الكيفية تستطيع المؤسسة المصدرة
أن تستفيد من هذه التسبيقات في تغذية خزينتها ،حيث تقوم بالتنازل عن مبلغ إلى البنك بالعملة الصعبة
حالما تحصل عليها من الزبون األجنبي في تاريخ االستحقاق ،و تتم هذه العملية بهذه الكيفية إذا كان
التسبيق المقدم قد تم بالعملة الصعبة التي كانت هي العملة التي تمت بها عملية الفاتورة.
ج -عملية تحويل الفاتورة :هي عبارة عن ميكانيزم للتمويل قصي األجل باعتبار أن المصدرين
يحصلون عن مبلغ الصفقة مسبقا من طرف المؤسسات المتخصصة التي تقوم بهذا النوع من العمليات
قبل حلول أجل التسديد الذي ال يتعدى عدة أشهر ،باإلضافة إلى ذلك ،فهي تتيح للمؤسسات المصدرة من
بعض المزايا الهامة نذكر مها على وجه الخصوص مايلي :
إن التحويل الفاتورة يسمح للمؤسسات من تحسين خزينتها و وضعيتها المالية ،و ذلك بتحصيل اآلني -
الذين لم يحن أجل التسديد بعد.
ـ بهذا التحصيل من تحسين هيكلتها المالية و ذلك بتحويل ديون آجلة إلى
تستطيع المؤسسات المصدرة -
سيولة جاهزة.
144
تخفيف العبء على المؤسسة فيما يخص التسيير المالي و المحاسبي و اإلداري لبعض الملفات -
المرتبطة بالزبائن ،و ذلك بأن تعهد بهذا التسيير إلى وجهة أخرى هي المؤسسات المتخصصة في
هذا النوع بتمويل الواردات ،و هي :
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
تعريفـــه :
و يتمثل االعتماد المستندي في تلك العملية التي يميل بموجبها بنك المستورد أن يحل محل المستورد
في االلتزام بتسديد وارداته لصالح المصدر األخير األجنبي عن طريق البنك الذي يمثله مقابل استالم
الوثائق أو المستندات التي تدل على أن المصدر قد قام فعال بإرسال البضاعة المتعلقة عليها.)1(.
و هناك أربعة لفتح اعتماد مستندي و هي :المستورد ،المصدر ،بنك المستورد ،بنك المصدر.
االعتماد المستندي القابل لإللغاء :يظهر هذا النوع من االعتماد عندما يقوم بنك المستورد بفتح
اعتماد مستندي لصالح زبونه ( المستورد) و إعالم المصدر بذلك ،و لكن دون أن يلتزم أمامه
نشئ ،و عليه فإن االعتماد المتندي القابل لإللغاء ال يعد ضمانا كافيا لتسوية ديون المستورد اتجاه
المصدر ،و من الممكن أن يلغي في ضمانا كافيا لتسوية ديون المستورد اتجاه المصدر ،و من
145
الممكن أن يلغي في أي لحظة ،و هذه السلبيات تجعل من هذا النوع من االعتمادات المستندية نادرة
(.)1
االستعمال
االعتماد المستندي و غير القابل لإللغاء أو القطعي هو اآللية التي بموجبها يتعهد بنك المستورد
بتسوية ديوان هذا األخير تجاه المصدر ،و هو غير قابل لإللغاء ألن بنك المستورد ال يمكن أن
يتراجع عن تعهده بالتسديد ما لم يتحصل على موافقة كل األطراف (.)1
( )1صالح الدين حسن السيسي ،إدارة األموال و خدمات المصارف ،ص 99مرجع سابق.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
و هو االعتماد الذي يقوم بتعزيز بنك آخر ( عادة بنك المصدر) بعبارة أخرى يتعهد بنك آخر
( بنك المصدر) بالدفع عند تقديم المستندات المعينة و الموضحة باالعتماد المستندي ،و هنا نجد
(.)2
بنكان يتعهدان بالدفع و ليس فقط بنك المستورد
التحصيل المستندي هو آلية يقوم بموجبها المصدر بإصدار كمبيالة و إعطاء كل المستندات إلى
البنك الذي يمثله حيث يقوم هذا األخير بإجراءات تسليم المستندات إلى المستورد أو إلى البنك
الذي يمثله مقابل تسليم مبلغ الصفقة أو قبول الكمبيالة.
146
باإلضافة إلى كل تقنيات التمويل التي يقوم بها النظام البنكي لصالح زبائن و التي أتينا على
ذكرها سابقا فإن بعض األنظمة تسمح بوجود طرق تمويل أخرى الهدف منها هو تشجيع
الصادرات ،و على هذا األساس يجد المصدرون تسهيالت بنكية لتمويل أنشطة خاصة في
تعاملهم مع الخرج ،و تسمح مثل هذه التسهيالت بتخفيف الضغوطات الموجودة على خزائن
هؤالء المصدرين ،و ذلك سواء بتسديد صادراتهم عندما يتعلق األمر بتصدير مبالغ خاصة أو
بواسطة التمويل المباشر لنفقات تنجم عن تخزين سلع و بضائع هذا المصدر في بلد أجنبي في
انتظار توزيعها
عبد المطلب عبد الحميد ،البنوك الشاملة ،ص 257مرجع سابق ()2
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
.
ينصب التمويل المتوسط و طويل األجل للتجارة الخارجية على تمويل تلك العمليات التي تفوق
في العادة ثمانية عشر ( )18شهرا ،و هناك العديد من التقنيات التي تستعمل في هذا المجال ،و الهدف
منها جميعها هو توفير وسائل التمويل الضرورية التي تسمح بتسهيل و تطور التجارة الخارجية ،و
تحاول األنظمة البنكية المختلفة أن تنوع من وسائل تدخلها حسب الظروف السائدة ،و طبيعة العمليات
التي يراد تمويلها ،و كذلك الدول التي تحاول أن تربط معها عالقات اقتصادية حيث تحاول أن تنشط
هذه العالقات و تدعمها و على العموم يمكننا أن نضف اربعة أدوات هي :
147
قروض المشتري قرض المورد ،التمويل الجزافي و القرض االيجاري الدولي.
()1
--1قرض المشتري :
قرض المشتري هو عبارة عن آلية يقوم بموجبها بنك معين أو مجموعة من بنوك بلد المصدر،
بإعطاء قرض المستورد ،بحيث يستعمله هذا األخير لتسديد مبلغ الصفقة نقدا للمصدر ،و يمنح قرض
المشتري لفترة تتجاوز ثمانية عشر ( )18شهرا ،ويلعب المصدر دور الوسيط في المفاوضات ما بين
المستوردة و البنوك المعنية بغرض إتمام عملية القرض هذه ،و من المالحظ أن كال الطرفين يستفيدان
من هذا النوع من القروض ،حيث يستفيد المورد من تسهيالت مالية طويلة نسبيا مع استالمه اآلني
للبضائع ،كما يستفيد المصدر من تدخل هذه البنوك و ذلك بحصوله على التسديد الفوري من طرف
المستورد لمبلغ الصفقة.
ويمنح قرض المشتري عادة لتمويل الصفقات الهامة من حيث المبلغ خاصة ،و السبب في ذلك أن تمويل
صفقات يمثل هذه األهمية باالعتماد على األموال الخاصة للمستورد قد تعترضها بعض العوائق ،و من
جهة أخرى ،فإن قرض المشتري يوفر مزايا أخرى للمصدر عندما يقوم البنك بمنح هذا القرض ،فإن
المصدر يتحرر نسبيا من الخطر التجاري المرتبط بالصفقة التجارية المبرمة مع المستورد خاصة في
حالة السماح له بفترة انتظار قبل السداد.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
قرض المورد هو آلية أخرى من آليات تمويل التجارة الخارجية على المدى المتوسط و الطويل و
قرض المورد هو قيام البنك بمنح قرض للمصدر لتمويل صادراته ،و لكن هذا القرض هو ناشئ
باألساس عن مهلة للتسديد (قرض) يمنحها المصدر لفائدة المستورد
و بمعنى آخر عندما يمنح المصدر لصالح زبونه األجنبي مهلة للتسديد ،يلجأ على البنك
للتفاوض حول إمكانية قيام هذا األخير يمنحه قرضا لتمويل هذه الصادرات ،و لذلك يبرم قرض المورد
على أنه شراء الديون من طرف البنك على المدى المتوسط.
ـ الجزافي :
-3التمويل
148
يمكن تعريف التمويل الجزافي على أنه العملية التي بموجبها يتم خصم األوراق التجارية بدون طعن
و عملية التمويل الجزافي حسب هذا التعريف هي آلية تتضمن إمكانية تعبئة الديون الناشئة عن
الصادرات لفترات متوسطة و بعبارة أخرى ،يمكن القول أن التمويل الجزافي هو شراء ديون ناشئة
عن صادرات السلع و الخدمات.
و االستفادة من التمويل الجزافي ،يتيح للمصدر التمتع بعدد كبير من المزايا ،يمكن أن نذكر أهمها
(.)1
فيما يلي :
ان المبيعات اآلجلة التي قام بها المصدر ،يستطيع أن يحصل على قيمتها نقدا -
إن الحصول على هذه القيمة نقدا يسمح للمصدر بتغذية خزينته و تحسين وضعيته المالية -
تسمح للمصدر أيضا بإعادة هيكلة ميزانيته و ذلك بتقليص رصيد الزبائن مقابل زيادة رصيد -
السيولة الجاهزة
التخلص من التسيير الشائك لملف الزبائن ،حيث يتعهد بهذا التسيير البنك الذي قام بشراء الدين. -
تجنب التعرض لألخطار المحتملة التجارية و المالية و المرتبطة بطبيعة العملية التجارية . -
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
هو أيضا عبارة عن آلية للتمويل متوسط و طويل األجل للتجارة الخارجية و يتمثل مضمون هذه
العملية في قيام المصدر ببيع سلعة إلى مؤسسات متخصصة أجنبية و التي تقوم بالتفاوض مع
المستورد حول إجراءات إبرام عقد ايجاري ،و تنفيذه.
المبحث الرابع :اآلثار المترتبة على قيام البنك باستثمار نقود الودائع :
149
عندما يتلقى البنك ودائع العمالء يقصد استثمارها يترتب على ذلك عدة آثار هامة سوف نبرزها في
دراستنا لهذا المبحث.
يتمثل الثر الهام لعملية قيام العميل بإيداع نقوده في البنك في تملك البنك لهذه النقود فور ايداعها،
و من حقه استغاللها و التصرف فيها كيفما يشاء.
و هذا األثر نابع من حقيقة مؤكدة مؤداها أن البنك غير ملزم برد ذات النقود التي تسلمها من العميل
عند طلبها أو حلول ألجلها ،و إنما ينصب التزامه على رد قيمتها العددية فقط ،فالبنك يدفع بالجزاء
األكبر من نقود الودائع إلى العمليات االستثمارية و لتحقيق أغراضه ،و البنك ال يحتفظ في خزائنه
إال بجزء محدد لمواجهة أوامر السحب من قبل العمالء ،الذين ال يهمهم إال أن يرد إليهم البنك
ودائعهم ،و ما صاحبها من عائد عندما يطلب منه الرد ،إذ ليس من المعقول أن يحتفظ البنك بكل
الودائع و يتركها عاطلة دون أن يستثمرها ،و بذلك أمكن إعفاء العميل المودع من دفع أجر نظير
المحافظة على الوديعة النقدية ،كما كان متبع في الماضي ،بل على العكس يحصل العميل على فائدة
مقابل ايداع نقوده
و ما يترتب على تملك لنقود الودائع كما يتجه الرأي الغالب ،أن البنك يده تصبح عليها يد ما لك و
ليس يد أمين ،و من ثم فهو يتصرف فيها تصرفه في ماله الخاص ،و لهذا ال يعتبر البنك مرتكبا
لجريمة خيانة األمانة إذا استثمر نقود الودائع الموجودة في حوزته في أغراضه المختلفة ،بعكس
لطرش ،تقنيات البنوك ،ص 115مرجع سابق الوديعة العادية حيث تكون يد المودع عنده على ( )1طاهر
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
الشيء محل الوديعة يد أمين ،و من ثم تحت طائلة العقوبة المقررة لجريمة خيانة األمانة إذا حدث
منه تبرير للشيء المودع عنده.
150
و البنك و إن كان له الحق في أن يتصرف في األموال باستعمالها في أوجه التوظيف المتاحة ،إال
أنه مع ذلك ملزم بردها للمودع في حين أن مالك األموال ملكية خالصة غير ملزم بردها ألحد ،و
العميل المودع أولى بالرعاية ألنه منح البنك باعتباره مودعا لديه في استعمال نقوده و ليس مجرد
حفضها فقط.
يلتزم البنك برد النقود المودعة لديه للعميل المودع عند طلبها أو بعد إخطار البنك إذا اقترن
االلتزام بالرد بشرط اإلخطار المسبق ،و البنك ملزم برد النقود المودعة لديه ،دون أن يكون االرتفاع
قيمة النقود أو انخفاضها أثر في الرد وقت الوفاء ،و ال يعني ذلك رد أصل المبلغ فقط ،و إنما
يضاف إليه أرباحه و فوائده.
و ترد الودائع النقدية على العميل المودع أو من يفوضه في ذلك ،و في حالة وفاته ترد إلى
ورثته بموجب شهادة صادرة من مصلحة الضرائب.
و ال يجوز للبنك أن يتمسك بانقضاء التزامه برد النقود المودعة لهالك ماله كما يحدث في حاالت
الحروب و الزلزال و الفيضانات ،ذلك ألنه مالك ،و األصل أن الشيء يهلك على مالكه.
أما إذا أفلس البنك فليس للعميل المودع إال أن يتدخل في عملية اإلفالس بوضعه دائنا عاديا ،و ال
يجوز له المطالبة باسترداد الوديعة ،ألن الودائع تنقل ملكيتها إلى البنك ،و
ليس للعمالء المودعين إال حق المطالبة برد قيمتها ،و إضافة إلى أنه يصعب فرزها الختالطها
باألموال األخرى المودعة لدى البنك ،و االسترداد بطبيعة الحال ال يقع إال على األموال المقررة.
ـ
مجاالت استثمار الودائع المصرفية الفصل : III
()1
المطلب الثالث :التقادم لصالح الخزانة العامة :
151
يسقط حق العميل المودع برد األموال المودعة لدى البنك بمضي خمسة عشر ( )15عاما من
تاريخ استحقاقها ،و يبدأ هذا التاريخ من تاريخ اإليداع إذا كانت الوديعة مستحقة الرد بمجرد الطلب
ألن هذا التاريخ يعتبر في الوقت ذاته تاريخ حلول األجل ،و إذا اقتربت الوديعة النقدية هذه بفتح
حساب جاري للمودع ،و هو ما يجري عليه العمل غالبا ،فإن مدة التقادم ال تبدأ في السريان إال من
تاريخ قفل الحساب نهائيا و تسري على هذا التقادم أحكام وقف المدة و انقطاعها.
و معنى ذلك أن الوديعة التي تمضي عليها مدة طويلة ،و ال يعلم المودع عنده شيئا عن صاحبها ،ال
تبرأ ذمة المودع عنده لعدم مطالبة صاحبها بها ،و إنما يلزم بصرفها في المصالح التي تهم
المسلمين و األمور الهامة ،و معيار تصرفه فيها يقاس بما يفصله فيها اإلمام العادل.
( )1سعيد سيف النصر ،دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ص 167مرجع سابق
152
إن سرية الحسابات بالمصارف التجارية تعد أهم سمات أعمالها ،و هي متوفرة منذ نشأة
المصارف ،إذ جرى العرف المصرفي على ذلك ،و ألزمت المصارف العاملين بها بهذه السرية ،بل
أصبحت هذه السرية أهم صفات العاملين بالمصارف حيث أن العميل عندما يتعامل مع المصرف كأنه
ال يأتمنه على أمواله فقط بل أيضا عدم إفشاء أية معلومات عن هذه األموال ،و هو واجب يفترض في
عالقة المصرف بعملية كما أن جميع اللوائح و القوانين و نظم العاملين بالمصارف تفرض عليهم عدم
إفشاء أسرار هؤالء العميالت و إال تعرضوا للجزاءات التأديبية المنصوص عليها في تلك اللوائح.
(.)1
و سرية الحسابات بالمصارف و عدم إفشاء أسرارها تحكمها ثالث نظريات :
نظرية المسؤولية العقدية :و بمقتضاها فإن أي عقد يتضمن التزام متعلق بالسرية .1
نظرية النظام العام :و بمقتضاها فإن سرية المهنة من النظام العام الذي يجب المحافظة عليه. .2
نظرية المصلحة االجتماعية :و بمقتضاها فإن االحتفاظ باألسرار يعود بالنفع على المجتمع ككل .3
طالما أنه حدث اتفاق بذلك بين جميع أطراف المجتمع.
و هناك مجموعة من الدول أصدرت قوانين تؤكد فيها على سرية الحسابات بالمصارف كمصر،
لبنان ،سويسرا ،فرنسا ،ايطاليا و غيرها ،و جميع هذه القوانين تحرص على عدم تسرب أية
معلومات تتعلق بفتح حساب أ رقم أو رصيد عن أي عميل ،و هذا يعني بالتأكيد على سرية جميع
حسابات العمالء وودائعهم ،و أماناتهم ،و خزائنهم في المصارف ،و كذلك المعامالت المتعلقة بها ،و
ال يجوز اإلطالع عليها أو
( )1صالح الدين حسن الساسي ،إدارة األموال و خدمات المصارف،ص 99مرجع سابق
153
ـ في غير الحاالت التي عددتها القوانين و ذلك يهدف إلى
إعطاء بيانات خاصة بعميل المصرف
تحقيق المصالح المشروعة ،و حتى ال تكون هناك حصانة معينة لعمالء المصارف عن غيرهم
بالنسبة لدائني عمالء المصارف و أصحاب الحقوق قبلهم ،و هذه الحاالت ال تعتبر استثناء من قاعدة
()1
السرية بل هي تأكيد لهذه السرية مثل الحاالت التالية :
صدور إذن كتابي موقع من صاحب الحساب أو الوديعة أو األمانة أو الخزينة يحتفظ به المصرف .1
و ذلك إذا طلب الميل التصريح للمصرف بموافاة الغير بيان معين عن حساباته ،أو معامالته المتعلقة
بتلك الحسابات.
صدور أموال العميل المودعة بالمصرف ،ولبد أن يكون منصوصا بالتوكيل صرافة على حق الوكيل .2
في اإلطالع أو طلب البيانات عن تلك الحسابات أو الودائع أو الخزائن.
صدور إذن من النائب القانوني ،و هو إما أن يكون الوي الطبيعي ( األب ) أو الولي الشرعي .3
( الجد لألب ) الذي يتم تعينه بواسطة المحكمة المختصة أو الوصي.
صدور حكم قضائي يخير لشخص معين اإلطالع على الحسابات أو الودائع أو الخزائن أو األمانات .4
أو المعامالت المتعلقة بها.
يكون لمراقبي حسابات المصارف اإلطالع على كافة البيانات المتعلقة بحسابات العمالء وودائعهم .5
لدى المصرف المعينين لديه كمراقبي حسابات ،و كذلك يكون لإلدارات المختلفة داخل المصرف
الواحد حق اإلطالع أو طلب بيانات من باقي اإلدارات ،و ال يعتبر ذلك كإفشاء للسرية ،كذلك
فروع المصرف الواحد يكون لها أن تتبادل المعلومات بالنسبة لعمالئها.
( )1صالح الدين حسن الساسي ،إدارة األموال و خدمات المصارف،ص 99مرجع سابق
154
للمصرف المركزي حق طلب أية بيانات أو اإلطالع عليها بما له من اختصاصات بموجب القوانين .6
الصادرة بشأنه ،و الجهاز المصرفي و تنظيم المهنة المصرفية.
يجوز للمصرف إصدار شهادات بأسباب رفض دفع أحد الشيكات المسحوبة على حساب أحد .7
عمالئه ،و ذلك بناء على طلب من صاحب الحق في الشيك ( المستفيد).
يجوز للمصرف الكشف عن كافة حسابات وودائع و معامالت العميل إذا نشأ نزاع قضائي بينه و .8
بين العميل عن هذه المعامالت ،أي بمناسبة دعوى أقيمت سواء من المصرف ضد العميل أم من
العميل ضد المصرف.
إن البنك سعى دائما للحصول على أعلى فائدة من كل ما يتلقاه من ودائع ،من خالل
استثمارها في مجاالت مختلفة ،لكن هذا ال يعتبر باألمر السهل كأن يتوسع البنك متى شاء في هذه
المجاالت ،و إنما يخضع في توظيفه لودائع المدخرين و أمواله لضوابط تحكم سياسته االستثمارية
أين ينبغي عليه أن يعمل في إطارها.
155
ـ الفصــل :
تمهيـــد
بعد الدراسة النظرية التي قمنا بها تبين لنا من خاللها الدور الكبير الذي تلعبه الودائع
داخل البنك باعتبارها مورد مالي مهم ،و كذا ممول للتنمية االقتصادية ،من خالل تمويلها لمختلف
المشاريع.
لذا سنحاول في هذا الفصل دراسة الحالة بشكل مفصل باختيار واحد من أهم البنوك التجارية في
الجزائر ،و هذا من خالل التربص الذي قمنا به بوكالة CPAبالمدية ،و ذلك بتطرقنا إلى
العموميات المتعلقة بالبنك ،و كذا التطرق إلى أهم اإلحصائيات الخاصة بحجم الودائع المودعة لدى
الوكالة.
156
دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري CPA الفصل : IV
157
دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري CPA الفصل : IV
و ابتداء من 1996و بمقتضى المرسوم القانوني الخاص بإدارة األموال التجارية للدولة وضعت
المصارف العمومية تحت سلطة وزارة المالية و بعدها و في البنك بكل الشروط المؤهلة
المنصوص عليها في أحكام قانون النقد و القرض ( قانون رقم 90/110الصادر في 14أفريل
1990تحصل القرض الشعبي الجزائري على موافقة مجلس النقد و القرض ،و أصبح ثاني بنك
معتمد في الجزائر.
158
العامة ،و كذا تحتوي على 05مديريات مساعدة تتمثل في :
المديرية العامة المساعدة لإلدارة و الوسائل -
المديرية العامة المساعدة للتنمية -
المديرية العامة المساعدة لالستغالل -
المديرية العامة المساعدة لاللتزامات -
رئاسة الفرقة :و هي عبارة عن هيئة استشارية تعمل لدى رئيس المديرية العامة. .2
المفتشية العامة :إن المفتشية العامة تقوم بالمراقبة الداخلية اتجاه هياكل البنك و بمراعاة .3
احترام اإلجراءات و األوامر ،و تقوم بتقديم مختلف عمليات المراقبة الهرمية الوظيفية
المعمولة من طرف مختلف مراكز المسؤولية.
خليــة المجلس :تقوم خلية المجلس بتطوير طرق قياس درجة الفعالية و أمن الدوائر و .4
معالجة المعلومات و العمليات و القرارات.
الشكل رقم : 01الهيكل التنظيمي للقرض الشعبي الجزائري
المديرية العامة
المديرية العامة
المديرية العامة
المديرية العامة
160
اذ تحتوى مصلحة القروض على خلية الدراسات والتحليل مكونة من مكلفين بالدراسات موضفون
حسب مختلف تقسيمات الزبائن سواء كانت مؤسسة كبيرة متوسطة أو صغيرة مهن حرة أو خواص .
دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري CPA لفصل : IV
المديـــر
مصلحة المراقبــة
مصلحة اإلدارة
الخلية التجارية
161
ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري CPA
دراسة حالة تطبيقية لفصل : IV
يلعب القرض الشعبي الجزائري دورا هاما في النشاط اإلقتصادي وهو يعمل على:
ـ والمتوسطة مثل قطاع السياحة والصيد البحري .
-تقديم لبقروض للمؤسسات الصغيرة
-القيام بعملية البناء والتشيد من خالل قروض متوسطة وطويلة األجل .
-تقديم القروض لألفراد .
-جمع الودائع من الجمهور .
-تحويل العمالت
-تسهيل المعامالت بين المستورد والمورد في عمليات التجارة الخارجية .
-تقديم قروض وسلفات لقاء سندات عامة إلى األدارات المحلية وتمويل مشتريات الدولة والوالية
والبلدية والشركات الوطنية .
162
ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري CPA
دراسة حالة تطبيقية لفصل : IV
ج – دفتر حسابات التوفير :هي إحدى وسائل تجميع المدخرات التي تحضى انتشارا واسعا لدى CPA
163
،اذ يقوم البنك بقبول ودائع توفير نظيرة فائدة ،أو بدونها حسب رغبة المودع ،و يحدد CPAحد أدنى
لفتح حسابات التوفير بـ 1000دج و هذا حتى ال يعيق نشاط البنك.
و للتوضيح أكثر و من خالل الجدول رقم 07نوضح نسب أنواع الودائع بالنسبة إلى حجمها ككل و هذا
من خالل معطيات من ميزانية الوكالة لسنة 2004و هذه اإلحصائيات تقريبية.
الجدول : 07يوضح حجم نسب الودائع بالنسبة لحجمها ككل
من خالل الجدول أعاله أن الودائع تحت الطلب لها حجم كبير مقارنة بودائع ألجل ،وودائع
التوفير ،و هذا يرجع كما ذكرنا سابقا إلى كثرة التعامل بها من طرف العمالء.
المطلب الثاني :مدى اعتماد وكالة CPAعلة الودائع كممولة لميزانيتها :
لمناقشة هذه الفكرة نستند في دراستنا على ميزانية الوكالة لسنة .2004
من خالل الميزانية نرى بأن حسابات الديون على الزبائن تحتل مركز هام في خصوم ميزانية الوكالة و
التي تتمثل في أنواع الودائع ،و التي تصل نسبتها إلى حوالي % 77من إجمالي مجموع الميزانية ،و
هذا إن دل يدل على اعتماد الوكالة بشكل كبير على الودائع كمورد لميزانيتها.
164
ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري CPA
دراسة حالة تطبيقية لفصل : IV
ـ وكالة CPAبالمدية
جــدول : 08ميزانية
األصــــــــــــول
صندوق البنك المركزي ،حساب جاري البريدي CCP......82 786 120 4399.56 -
و القيم المتشابهة534.24 389 637 6................................. -
دون على المؤسسات المالية461 946 34................................. -
428.48
ديون على الزبائن12. 109 645 055 118...................................... -
ديون تجارية .248 .925 .777 .1.............................................. -
41
تسبيقات أخرى على الزبائن .255 .509 .267 .107............................ -
.44
حسابات عادية للمدينين .605 .210 .012 .9.................................... -
27
التزامات وسندات أخرى ذات عائد ثابت .075 .586 .119 .122................ -
.44
أسهم وسندات ذات دخل متغير .340 .629 .155................................ -
.00
الساهمة وأنشطة األوراق التجارية .333 .662 .325 .3......................... -
.31
منقوالت غير مادية .514 .703 .75............................................ -
.78
165
منقوالت مادية .194 .029 .438 .5............................................ -
.09
أصول أخرى . 461 289 278 15............................................... -
06
حسابات قانونية .81 .333 .340 .5.............................................. -
نتيجة السنة المالية -
الخصــــــــــــــــوم
البنك المركزي ،حساب جاري البريدي CCP....................1 856 909.87 -
دون اتجاه المؤسسات المالية415 33.................................. -
611569.77
ودائع تحت الطلب628.75 651 330 10........................................ -
ودائع ألجل 941.02 959 084 23................................................ -
حسابات التوفير122 965 65............................................. -
.925.14
ديون أخرى713 548 191................................................ -
879.46
ودائع تحت الطلب745 835 140.......................................... -
162.83
ودائع ألجل 968 712 50................................................ -
.716.63
ديون ممثلة بسندات 163 979 36........................................ -
.763.04
166
-الساهمة وأنشطة األوراق التجارية .333 .662 .325 .3.........................
.31
-خصوم أخرى 907 772 29..............................................
.418.69
-حسابات التسوية834 950.................................................
.518.16
-مؤونة المخاطرة و التكاليف654 301 1....................................
361.40
-مؤونات قانونية ...............................................
-أموال المخاطرة البنكية العامة000 629 1.................................
000.00
-ديون مشكوك فيها............................................
-رأس المال000 600 21...................................................
000.00
-عالوة مرتبطة برأس المال...................................
-احتياطات557 305 4......................................................
420.34
-فرق إعادة التقدير. 055 183 66.................................................
89
-نتيجة السنة المالية250 1297...............................................
942.13
856 823 388 مجموع الخصوم
763.89
167
بالرغم من تطور و تعدد أنشطة الوكالة إال أن عملية اإلقراض المباشر تبقى على العموم
الوظيفة األساسية و الهامة لهذه الدولة كونها تقدم أكبر مرد ودية ،و بالمقابل فإن هذا النشاط االقراضي
لوكالة CPAيتحدد أساسا مما لديها من ودائع ،و مدى ثبات هذه الودائع .و هنا يكمن الدور األساسي
للوكالة في القيام بتعبئة هذه الودائع وتكييفها مع متطلبات اإلقراض من حيت المبالغ واآلجال.
وكما بينا سابقا مدى اعتماد الوكالة عل الودائع في تمويل أنشطتها سنحاول إعطاء دراسة إحصائية حول
القروض الممنوحة من طرف وكالة . CPA
ـ من طرف الوكالة :
جدول : 09القروض الممنوحة
التطور النسبي ما التطور النسبي النسبة
بين ما بين 2005 2004 2003 طبيعة الزبائن
2003-2004 2003-
2004
51 % % 75 57000 7000 11 67000 مؤسسات خاصة
% 10 % 22 1073600 1187000 000 70 9 مؤسسات عمومية
% 20 % 25 8000 10 9000 000 72 تشغيل الشباب
% 328 % 21 500 22 6200 00 72 األفراد
% 100 % 77 1400 700 650 قروض أخرى
% 10 - % 26 1262500 1399950 1109650 المجمــوع
168
من خالل الجدول يتضح لنا أن القروض الموجهة لتمويل القطاع العام لسنة 2005انخفضت
بقيمة 13400000مقارنة بسنة 2003و هذا بنسبة تقدر ب .% 10
أما بالنسبة للقروض الموجهة للقطاع الخاص فهي األخرى انخفضت بنسبة % 50أي ما يعادل
6000.000بالرغم من أن هذين القطاعين سجال ارتفاعا ملحوظا خالل سنتي 2004-2003على
التوالي بنسبة .% 75 - % 22
بالنسبة للقروض الممنوحة لقطاع تشغيل الشباب فقد سجلت ارتفاعا في كلتا المرحلتين حيث سجلت
ارتفاعا بقيمة 0000 1800دج من 2004 – 2003و التي تعادل نسبة %25أما نسبة االرتفاع في
المرحلة الثانية فقدر بـ . % 20
القروض الموجهة لألشخاص عرفت خالل الفترة ما بين 2004-200انخفاض محسوس قدر بـ
1950000دج نسبة تعادل % 27و لكن خالل 2005-2004شهد هذا النوع من القروض ارتفاعا
ملحوظا قدر بـ 17250000دج ما يعادل ، % 328و بصفة عامة يمكننا القول أن خالل -2003
2004كانت وكالة CPAتهتم بإقراض القطاع الخاص بشكل كبير حيث احتل أكبر نسبة زيادة مقدرة
ب % 75مقارنة بالقطاعات األخرى ،أما خالل الفترة ما بين 2005-200فانه قد لوحظ ارتفاعا هائال
في نسبة زيادة قدرت بـ % 75مقارنة بالقطاعات األخرى ،و ذلك نتيجة للسياسة التي انتهجتها الدولة
في تقديم التسهيالت بالنسبة لألفراد من أجل تحقيق مشاريع اقتصادية جديدة.
خاتمـــة الفصــل:
بعد الدراسة التطبيقية التي قمنا بها و تحليلنا للمعطيات المقدمة لنا
يمكننا استخالص ما يلي :
CPA -يعتمد في تعامالته بشكل كبير على الودائع تحت الطلب ،ألنه يرى أنه في غنى عن
السيولة.
CPA -على غرار البنوك التجارية الجزائرية األخرى يشهد تطورا ملحوظا في نسبة
ـ المشاريع االقتصادية.
ـ في تمويل
مساهمته
-ركز CPAاهتمامه في اآلونة األخيرة على تمويل
ـ قطاع تشغيل الشباب و األفراد بعدما كان
يهتم بالقطاع الخاص.
169
الخاتمـــة العامـــة
الخاتمـــة عامـــة
-أ-
الخاتمـــة العامـــة
170
سياسات توجيه الودائع إلى مجاالت التوظيف و االستثمار المختلفة ،و كذلك في وضع
المؤشرات المالئمة لسيولة المصرف لتحديد األرصدة السائلة التي يتعين االحتفاظ بها لمقابلة طلبات
العمالء تبعا لظروف نشاطهم و طبيعة معامالتهم.
تتسابق البنوك في وضع أحسن االستراتيجيات التنافسية لجذب عدد أكبر من المودعين ،كما أنها
تسعى إلى تنمية هذه الودائع بمجموعة من الخدمات التي تميز البنك عن غيره من البنوك و تتواءم
مع متطلبات النمو في النشاط االقتصادي ،و ....العمليات المصرفية في تسهيل مهمة العمالء في
التعامل مع البنك و تنمية معداة البنك و تجهيزاته المادية من حيث تشكيل البنك و فروعه في تكوين
موظفيه ماديا و معنويا.
القروض و ي االستخدام الرئيسي للودائع المصرفية و في نفس الوقت المصدر األول لربحيتها لذلك
فإن المصارف تقدم على وضع سياسات إقراض محكمة لتفادي المخاطر الناجمة عن منح القروض
كمخاطر عدم التسديد.
الطالقة االقراضية و االستثمارية للبنك مرتبطة بحجم الموارد المالية القادر على تعبئتها باإلضافة
إلى حقوق الملكية ،و الضوابط التي تضعها السلطات النقدية التي تشرف و تراقب نشاط البنك.
ظهور فكرة التأمين على الودائع في كثير من الدول التي يعمل نظامها المصرفي في ظل آليات
السوق و الحرية االقتصادية و الملكية الخاصة ،و ذلك حماية ألموال المودعين.
للبنوك دور هام في القضاء على االكتناز بوضعها أوعية إدخارية لجذب مدخرات أصحاب الفائض،
و هذا يساعد على تفادي تعطيل حركة النشاط االقتصادي.
و بعد توصلنا لهذه النتائج نوصي في األخير ببعض التوصيات لتطوير عملية تعبئة المدخرات.
-ب–
الخاتمـــة العامـــة
171
لزيادة جذب الودائع و تنميتها البد على المصرف أن يضع استراتيجي محكمة ترفع مركزه ما بين
المصارف ،كما يوجب ذلك استحداث آليات جديدة لتعبئة المدخرات.
على المصارف توجيه ودائعها إلى تمويل مشاريع مختلفة و مثمرة ،و هذا ضمانا لرد الودائع إلى
أصحابها .
ـ وضع سياسة محكمة في توفيقه بين أموال المودعين و القروض الممنوحة،
يوجب على المصرف
هذا حتى تزيد ثقة األفراد بالمصرف.
حتى توسع المصارف نشاطاتها ال بد عليها االنسجام قدرا االمكان مع المحيط ككل و ذلك من خالل
مواكبة التطورات التكنولوجية الحاصلة.
:و في األخير فإننا نطرح بعض المواضيع
ـ المهمة من طرف الطلبة القادمين
ظاهرة غسيل األموال و تأثيرها على عمل البنوك
مخاطر و تحديات عملية التمويل
تأثير العولمة المالية على اقتصاديات الدول النامية
172
قائمــة المراجــــع
أحمد فريد مصطفى ،محمد عبد المنعم عفر ،االقتصاد النقدي و المصرفي ،مؤسسة شباب الجامعة .
اسماعيل محمد هاشم ،مذكرات في النقود و البنوك ،دار النهظة العربية ،الطبعة األولى .1996
أحمد صالح الحناوي ،المؤسسات المالية للبورصة و البنوك التجارية ،الدار الجامعية .1998
بوعالم بوشاشي األمين العام في االقتصاد ،الجزائر الدار المحمدية العامة.
خالد أمين عبد اهلل ،العمليات المصرفية ،عمان ،األردن ،دار وائل للنشر .1997
عبد الغفار حنفي ،البورصات و المؤسسات المالية ،مصر الدار الجامعية .2002
عبد المعطي رشيد ،إدارة اإلئتمان ،دار وائل للنشر .1999
عبد الحميد عبد المطلب ،البنوك الشاملة ،الدار الجامعية مصر .2000
عبد المنعم أحمد التهامي ،النظرية الحديثة إلدارة المصارف .1996 ،
محمد نبيل ابراهيم ،محمد علي حافظ ،النواحي العملية لسياسات البنوك التجارية ،مصر .2000
منهل مطر ذيب ،شوتر ،رضوان وليد العمار ،النقود و البنوك ،دار آالء للطباعة و النشر ،
.1996
منير ابراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،االسكندرية .1997 ،
منير صالح الهندي ،األسواق و المؤسسات المالية ،مكتبة االشعاع .1997 ،
رشيد صالح عبد الفتاح ،البنوك الشاملة و تطوير الجهاز المصرفي المصري ،مصر .2000
رشاد العصار ،النقود و البنوك ،عمان األردن ،دار الصفاء للنشر و التوزيع .2000
زياد سليم رمضان ،محفوظ أحمد جودة ،إدارة البنوك ،دار المسيرة للنشر .2000
فاطمة مروة ،إجازة في إدارة األعمال الفنون التجارية ،بيروت ،دار النهظة العربية للطباعة و
النشر .1994 ،
173
ناظم نوري الشمري ،النقود و المصارف ،العراق ،جامعة الموصل ،دار الكتاب و النشر و
التوزيع .1995
صبحي تادريس قريصة ،النقود و البنوك و العالقات االقتصادية الدولية ،بيروت ،دار النهظة
العربية للطباعة و النشر.1983 ،
فائق شقير ،عاطف األخرس ،محاسبة البنوك ،عمان ،األردن ،دار المسير للنشر .2000
محمد صالح الحناوي ،المؤسسات المالية ،مصر ،الدار الجامعية .2000 ،
فالح حسن الحسني ،إدارة البنوك ( ،مدخل كمي و استراتيجي معاصر) ،عمان ،دار وائل للنشر
و الطباعة .2001
شاكر القزويني ،محاظرات في اقتصاد البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .1999
طاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية .2001
صالح الدين حسن الساسي -إدارة أموال و خدمات المصارف ،دار الوسام.1998 ،
ـ:
كتــب باللغــة األجنبيــة
174
175
إلى الذين قرن اهلل طاعته بطاعتهما إلى الذين زرعا في
قلبي بذور اإليمان و أيقض في قلبي المحبة و علماني حب الغير و ألبساني
رداء الصبر على ما أحب و على ما أكره ،إلى من شجعاني دائما على خير
تقدم و أنبل عطاء ،إلى الذين ال تكفي كل عبارات الشكر لرد جميلها ،إلى
الذين أرجوا رضاهما بعد رضا ربي ،إلى أروع هبة منحني اهلل إياها أمي
الغالية و أعظم أب في الدنيا أبي العزيز .
إلى رياحين قلبي إخوتي :نور الدين ،عادل ،هارون ،و مالك العائلة مليكة
إلى كل األهل خاصة جدي و جدتي ،و العم المغفور له مراد.
إلى كل من علمني حرفا منذ ولوجي المدرسي إلى غاية خروجي من
الجامعة .
إلى رفيقة درب دراستي منال لقموشي ،إلى الوفية رزيقة بوزرقولة.
إلى من قضيت معهم أحلى أيامي و عرفت معهم معنى األخوة ،و التعاون ،
ـ سعاد ،أسماء ،فائزة ،جميلة ،يمينة،
صديقاتي حفيظة ،غنية ،نصيرة،
فايزة ،خوخة ،لويزة ،هجيرة ،سهام ،فتيحة،
نسيمة ،حورية ،ليلى ،حفيظة إلى صديقة
الطفولة نبيلة ،إلى كل من يعرف خديجة و
يتمنى لها الخير ،لكم نجوم مضيئة تضيء
دربي ،و بهذا أهدي لكم ثمرة
علمي هذا " خديجــة "
شكر وتقدير
يوميــــــــــ ـمحاسب ـــــات
176