Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 176

‫املصارف و معلية المتويل‬

‫يوميـــــــــ محاسب ــــــــــــات‬

‫‪1‬‬
‫فهـــــرس‬

‫المقدمــة العامــة ‪:‬‬

‫الفصل أألول ‪ :‬عموميات حول المصارف و عملية التمويل‬


‫مقدمة الفصل ‪: I‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬عموميات حول المصارف‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف! المصارف و نشأتها و تطورها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع المصارف!‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أهمية الثقة بالمصارف!‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مصادر! تمويل المصارف‬
‫المطلب األول ‪ :‬التمويل الداخلي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التمويل الخارجي‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬طرق! تمويل المصارف‬
‫المطلب األول ‪ :‬التمويل الذاتي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التمويل المباشر‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التمويل غير المباشر!‬
‫خاتمة الفصل األول ‪:‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬الودائع المصرفية‬
‫مقدمة الفصل الثاني ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الودائع المصرفية‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف! الودائع و طرق تلقيها و نظم إيداعها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬كيفية خلق نقود الودائع‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬ظوابط! عملية خلق نقود الودائع‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تصنيف! الودائع المصرفية و أسس تبويبها‬


‫المطلب األول ‪ :‬تصنيفها حسب الزمن‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تصنيفها حسب مصدرها‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تصنيفها حسب حركتها و منشئها!‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬استراتيجية تنمية و ج\ب الودائع المصرفية‬

‫‪2‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬استراتيجية المنافسة السعرية و غير السعرية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬دور المصارف في تنمية الودائع المصرفية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تقييم استراتيجية جذب الودائع و العوامل المؤثرة على‬
‫حجمها‪.‬‬
‫خاتمــة الفصل الثاني ‪:‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬
‫مقدمة الفصل الثالث ‪:‬‬
‫المبحث أألول ‪ :‬تكوين محفظة األوراق خاصة بالبنك‬
‫المطلب األول ‪ :‬هدف البنك من تملك محفظة األوراق المالية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬مكونات محافظ! األوراق المالية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مقومات نجاح محافظ! األوراق المالية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬منح القروض و السلفات‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم القروض و أهميتها للبنوك التجارية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع القروض المصرفية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬إجراءات منح القروض المصرفية‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬منح خدمات أخرى لصالح العمالء‬
‫المطلب األول ‪ :‬خصم األوراق! التجارية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عقد الصفقات المالية لحساب العمالء‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تمويل التجارة الخارجية‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬اآلثار المترتبة عن قيام البنك باستثمار الودائع‬
‫المطلب األول ‪ :‬تملك البنك للنقود المودعة من العمالء‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التزام البنك برد النقود المودعة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التقادم لصالح الخزانة العامة‬
‫خاتمــة الفصل الثالث ‪:‬‬
‫فصل الرابع ‪ :‬دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري! ‪CPA‬‬
‫مقدمة الفصل الرابع ‪ :‬دراسة حالة القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬
‫مبحث ‪ : I‬عموميات حول ‪CPA‬‬
‫المطلب ‪ : I‬نشأة و تعريف! القرض الشعبي الجزائري‬
‫المطلب‪ : II‬الهيكل التنظيمي ل ‪ CPA‬و لوكالة ‪ CPA‬بالمدية‬
‫المطلب ‪ : III‬نشاطات القرض الشعبي الجزائري‬
‫المبحث ‪ : II‬إحصائيات حول حجم الودائع في وكالة ‪ CPA‬بالمدسة‬
‫المطلب ‪ : I‬حجم الودائع المتعامل بها‬
‫المطلب ‪ : II‬مدى اعتماد وكالة ‪ CPA‬على الودائع الممنوحة لها‬

‫‪3‬‬
‫خاتمة الفصل الرابع‬
‫خاتمــــــــــة‬

‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪43‬‬ ‫ميزانية المصرف التجاري‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪43‬‬ ‫ميزانية البنك التجاري‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪44‬‬ ‫ميزانية البنك التجاري‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪44‬‬ ‫ميزانية البنك التجاري‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪46‬‬ ‫حجم األموال لدى البنك‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪80‬‬ ‫استراتيجيات المنافسة على أساس الخدمة‬ ‫(‪)6‬‬
‫المقدمة من البنك‬
‫‪140‬‬ ‫نسب أنواع الودائع بالنسبة لحجمها ككل‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪141‬‬ ‫ميزانية وكالة ‪ CPA‬بالمدية لسنة ‪2004‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪143‬‬ ‫القروض الممنوحة من طرف الوكالة‬ ‫(‪)9‬‬

‫قائمــة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪135‬‬ ‫الهيكل التنظيمي للقرض الشعبي الجزائري‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪137‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لوكالة القرض الشعبي‬ ‫(‪)2‬‬
‫الجزائري‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫مقدمــة عامـة‬

‫يعيش العالم في كل لحظة عصرا جديدا في ظل االنفتاح والتحرر االقتصادي والمالي‬


‫الذي يلقي بأثره على جميع اقتصاديات دول العالم بما فيها المتقدمة والسائرة ‪0‬في طريق النمو‬
‫ويلزم هذه الدول مهما كان تصنيفها على التحرك من أجل مواكبة التطورات العالمية‪ ،‬و من أجل‬
‫هذا تسعى الدول السائرة في طريق النمو اإللتحاق بركب الدول المتقدمة‪ ،‬و هي لم تفقد األمل في‬
‫اللحاق بها‪ ،‬و معايشة هذه التطورات ‪ ،‬و السير في المسار الذي يقودها نحو التقدم و العصرنة ‪.‬‬
‫إذ أن معظم اقتصاديات الدول المتقدمة تقوم على عدة هياكل قاعدية صحيحة و نجاعة‬
‫اقتصادياتها يستمد من نجاعة هذه الهياكل التي تتميز بالكفاءة العالية ألنها تعتمد على سياسات و‬
‫استراتيجيات قوية و جيدة في نفس الوقت‪.‬‬
‫و من الوسائل التي يتم بها تحريك نشاطها االقتصادي نجد البنوك بمختلف أنواعها‪ ،‬إذ‬
‫تعتبر هذه األخيرة من خالل وظائفها أداة هامة في تنمية االقتصاد‪ ،‬حيث أصبحت الدولة تتخذها‬
‫و االجتماعية‪ ،‬و مما ال شك فيه أن‬ ‫كأداة تخطيط مالي لتحقيق أهدافها االقتصادية‬
‫األموال تعتبر عصب الحياة‪ ،‬و الشريان الحيوي الذي يحقق النمو و االستقرار و التطور ألي‬
‫نشاط اقتصادي‪ ،‬و ال يمكن ألي عملية تنموية أن تحقق أهدافها ما لم تستند إلى ركيزة مالية‬
‫هامة‪ ،‬و في هذا الشأن نجد المصارف تلعب دورا هاما في تمويل االقتصاد من خالل عملياتها‬
‫األساسية في تجميع النقود الفائضة على حاجة الجمهور في شكل ودائع يعرض‬
‫إقراضها للغي ر‪ ،‬و استثمارها في مجاالت تنموية ناجحة تعود بالفائدة على االقتصاد ككل و الجزائر‬
‫كغيرها من الدول النامية تسعى لمسايرة الوضع الداخلي و الخارجي من خالل تطوير تقنياتها البنكية‬
‫ووسائل عملها من أجل تحقيق أهدافها‪ ،‬و إتباعها سياسة لجذب الودائع كون هذه األخيرة تساهم بشكل‬
‫كبير في منح القروض و تنشيط االستثمارات‪ ،‬و‬
‫بالتالي تنمية االقتصاد‪.‬‬
‫و من خالل ما سبق ذكره نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫ما هو الدور الذي تلعبه الودائع المصرفية كأداة لتمويل االقتصاد ؟‬ ‫‪‬‬
‫و إلعطاء هذا البحث حقه في الدراسة و التحليل نطرح هذه األسئلة الفرعية‬
‫التي تساعدنا في اإلجابة على اإلشكال المطروح ‪:‬‬
‫ما مفهوم المصرف ؟ و ما نشأته ؟ و ما هي أنواع المصارف ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هي مصادر و طرق التمويل ؟‬ ‫‪‬‬
‫ماهي الودائع و تصنيفها‪ ،‬و كيفية خلقها و استراتيجية تنميتها ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هي العالقة بين تنمية الودائع و تمويل االقتصاد ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هي مجاالت االستثمار الودائع في المصارف ؟‬ ‫‪‬‬
‫و من خالل هذه التساؤالت بينت دراستنا على الفرضيات التالية ‪:‬‬
‫البنوك هي المرآة العاكسة ألي تنمية اقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫الودائع المصرفية لها دور هام في تمويل التنمية االقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫دوافع البحث ‪:‬‬
‫الميول الشخصي للموضوع كونه يدور حول نشاط البنوك وكيف تساهم في تنمية االقتصاد‬ ‫‪‬‬
‫أي أنه في مجال تخصصنا ‪.‬‬
‫إثراء المكتبة بهذا البحث باعتباره يكتسي أهمية بالغة في إطار التخصص ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االهتمام الكبير بالجانب التمويلي لالستثمارات في الجزائر خالل السنوات األخيرة ‪.‬‬

‫هدف البحث ‪:‬‬


‫معرفة مدى مساهمة البنوك في التمويل من خالل الودائع التي تجمعها من الجمهور‬ ‫‪‬‬
‫وكيف تؤثر هذه األخيرة على تنمية االقتصاد الوطني ألي بلد‪.‬‬
‫تحفيز الفرد الجزائري على ضرورة وضع فائض دخله بالبنوك عرض اكتنازها وهذا من‬ ‫‪‬‬
‫خالل نشر الوعي في أوساطه‪.‬‬
‫أدوات البحث‪:‬‬
‫من أجل تحقيق أهداف البحث والوصول إلى الغاية المنشودة تمت االستعانة بعدد من‬ ‫‪‬‬
‫األدوات والمصادر للحصول على المعلومات الضرورية ومعالجتها وفيها يخص نذكر هذه‬
‫األدوات والمصادر التالية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مواقع االنترنت ‪ ،‬كتب و مجالت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المقابالت الميدانية مع المسؤولين ومختلف الوثائق الميدانية من المؤسسة محل الدراسة‬ ‫‪‬‬
‫التطبيقية‪.‬‬
‫المنهـج المتبــع ‪:‬‬
‫بهدف التأكد من الفرضيات واإلجابة على اإلشكالية المطروحة والتساؤالت الفرعية تم‬ ‫‪.1‬‬
‫االعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي في الجانب النظري ‪ ،‬و على منهج دراسة‬
‫الحالة في الجانب التطبيقي‪.‬‬
‫هيكل البحث ‪:‬‬
‫و قد تم تقسيم البحث إلى أربع فصول و التي بدورها قسمت إلى مباحث ثم‬
‫مطالب و قد احتوت على مايلي ‪:‬‬
‫يتناول الفصل األول و المعنون بـ '' عموميات حول المصارف و عملية‬
‫التمويل " به ثالث مباحث‪ ،‬يعرض األول تعريف المصارف و نشاطها و‬
‫تطورها‪.‬‬

‫و يعرض الثاني مصادر تمويل المصارف‪ ،‬أما آخر مبحث يتناول طرق تمويل المصارف‪.‬‬
‫بينما يتناول الفصل الثاني الودائع المصرفية هو اآلخر مقسم إلى ثالث مباحث يتضمن األول‬
‫ماهية الودائع المصرفية وخصص المبحث الثاني تصنيف الودائع المصرفية وأسس تبويبها‬
‫أما األخير فيتناول استرايتجية تنمية وجذب الودائع المصرفية ‪.‬‬
‫يأتي الفصل الثالث بعنوان مجاالت استثمار الودائع المصرفية فيه ثالث مباحث ‪.‬يتضمن‬
‫األول تكوين محفظة األوراق الخاصة بالبنك‪ ،‬و خصص الثاني منح القروض و السلفات‪ ،‬أما‬
‫الثالث منح خدمات أخرى لصالح العمالء‪ ،‬و األخير يتناول اآلثار المرتبة عن قيام البنك‬
‫باستثمار الودائع‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع و األخير يأتي بعنوان " دراسة حالة بنك القرض الشعبي الجزائري ‪ -‬وكالة‬
‫المدية ‪ -‬فيه مبحثين يتضمن األول " دراسة الهيكل التنظيمي لبنك القرض الشعبي‬
‫الجزائري‪ ،‬و خصص المبحث الثاني إحصائيات حوا حجم الودائع المتداولة في ‪.CPA‬‬

‫‪7‬‬
‫عموميات حول المصاريف وعملة التموين‬ ‫الفصل ‪: I‬‬
‫ـ الفصــل ‪:‬‬
‫تمهيـــد‬
‫لقد تطور النشاط االقتصادي واتسعت آفاقه وتشعبت قنواته وتعقد ادائه ‪,‬فلم يعد التبادل‬
‫يتم بين مجموعة من األشخاص تعرف بعضها البعض أو بين عدد من المجموعات البشرية التي‬
‫يستعمل بينها التبادل و لهذا جاءت المصاريف بمختلف أنواعها لتلعب دورها في جمع األحوال‬
‫وإعادة توزيعها‪ ،‬أي جاءت كوسيط لربط ما بين أصحاب العجز وأصحاب الفائض ‪ ,‬وفي فصلنا‬
‫هدا سوف نتطرق إلى مختلف المفاهيم والتي تتمثل في تعريف المصاريف ونشأتها وأنواعها ‪,‬‬
‫وإلى عملية التمويل طرقه ووسائله ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬عموميات حول المصارف ‪:‬‬
‫إن حاجة اإلنسان إلى إيجاد أماكن لحفظ أمواله‪ ,‬دفعته إلى التفكير في إقامة مؤسسات‬
‫خاصة لهذه الغاية ‪ ,‬وكانت هذه المؤسسات تتقاضى فائدة على األموال المودعة لديها ‪ ,‬ولكن‬
‫وباتساع نطاق االرتباطات التجارية بين األفراد وهذه الهيئات زاد نشاط المؤسسات والتي تتمثل‬
‫في المصارف إذ لم يعد العمل المصرفي يقتصر على إيداع األموال وسحبها فقط بل تعددت‬
‫وظائفه مع السنين ‪ ,‬كما أثبتت المصاريف أهميتها من خالل خدمتها للتجارة والقتصاد ‪ ,‬وللدولة‬
‫عامة باستعمالها لمختلف التقنيات المواكبة للتطور التكنولوجي ‪.‬‬
‫ومن خالل مبحثنا هذا سنتطرق بشكل من االختصار ‪ ,‬والدقة إلى كل من تعريف المصاريف‬
‫ونشأتها وأنواعها ‪ ,‬وأهمية سالمتها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المصرف ونشأته وتطوره التاريخي‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف المصرف ‪:‬‬
‫كلمة البنك أصلها إيطالي ‪ " banco‬وتعني المصطبة " ‪ "banc‬ويقصد بها المكان‬
‫الذي يجلس فيه الصارفة لتحويل العملة ‪ ,‬وبعدها تطور ليقصد به المنضدة " ‪ "comptoir‬التي‬
‫يقوم فوقها تبادل العملة و عدها وأخيرا أصبحت تعني المكان الذي يوجد فيه الصارفة والمنضدة‬
‫أين تجرى عملية المتاجرة بالنقود والتعامل المادي (النقدي) رغم قدمه فهو ليس بأشكال الذي‬
‫نعرفه فمن الصعب ذكر تعريف محدد للمصاريف استنادا إلى وضائفه الرئيسية فإننا نستطيع أن‬
‫نقول بأن البنوك مهما كان نوعها فهي ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫عموميات حول المصارف و عملية التمويل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫مؤسسات مالية تنصب عملياتها الرئيسية على تجميع النقود الفائضة عن حاجة‬ ‫‪.1‬‬
‫الجمهور ومؤسسات األعمال لغرض اقراضها لآلخرين ‪ ,‬وفق أسس معينة‬
‫(‪.)2‬‬
‫واستعمارها في أوراق مالية محددة‬
‫المصرف وهو ذلك الوسيط بين األموال التي تبحث عن االستثمار وبين االستثمار‬ ‫‪.2‬‬
‫الذي يبحث عن التمويل الالزم ‪.‬‬
‫مؤسسات مالية متخصصة في منح االعتمادات إذ أنها تقرض المال بواسطة أموالها‬ ‫‪.3‬‬
‫الخاصة‪ ،‬بواسطة ما تستعرضه بذاتها‪ ،‬وهي تعد هذا المفهوم وسيط بين طالبي رأس‬
‫‪)3(.‬‬
‫المال السائل وعارضيه‬
‫كما يعرف المصرف بأنه مكان التقاء عرض األموال بالطلب عليها وما يعاب بمؤسسات‬ ‫‪.4‬‬
‫ـ بين‬
‫عديدة كشركات التأمين ‪ ,‬وصناديق التوفير وغيرها بالرغم من االختالف الواضح‬
‫المصارف وهذه المؤسسات المالية‬
‫ومجمل القول فإن المصرف هو المنشأة التي تتخذ من االتجار في‬
‫النقود حرفة لها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬نشأة المصارف ‪:‬‬
‫يمكن التمييز بين نشأة المصاريف التجارية والغير التجارية ونشأة المصارف المركزية‪.‬‬

‫(‪ )1‬شاكر القزويني محاضرات في اقتصاد البنوك "ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪1992‬ص‪.24‬‬
‫(‪ )2‬فالح حسن الحسني ‪-‬ود‪ -‬مؤيد عبد الرحمان الدوري إدارة البنوك ( مدخل كمي واستراتيجي معاصر) عمان دار وائل للطباعة‬
‫والنشر الطبعة األولى ‪ 2000‬ص‪93 .‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 2000‬ص‬ ‫(‪ )3‬محمد نبيل إبراهيم‪ ،‬محمد علي حافظ النواحي العملية لسياسات البنوك التجارية القاهرة‬
‫‪75‬‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫المصارف التجارية ‪ ,‬وغير التجارية ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ـ قديمة جدًا حيث أن البدايات األولى للعماليات المصرفية تعود إلى عهد‬
‫إن فكرة المصرف‬
‫بابل في العراق قديما ( بالد ما بين النهرين) وذلك في القرن الرابع قبل الميالد أما‬
‫اإلغريق فقد عرفوا قبل الميالد بأربعة قرون تبادل العمالت وحفظ الودائع ومنح‬
‫القروض‪.‬‬
‫أما المصاريف التجارية فقد نشأت كمحطة لظروف ومتطلبات افترضتها التطورات‬
‫االقتصادية على مدى السنين‪ ,‬إذ ترجع نشأتها إلى الفترة األخيرة من القرون الوسطى‬
‫منتصف القرن ‪ 12‬عشر ميالدي قام بعض التجار و الصياغ في أروبا و إيطاليا وبالذات‬
‫في مدن البندقية جنوا أو برشلونة بقبول أموال المودعين بغية المحافظة عليها من‬
‫الضياع والسرقة‪ ،‬و هذا مقابل إيصال إلى مقدار يتضمن الوديعة ‪ ,‬كما أن الصيرفي‬
‫يحصل على رسم من المودع لقاء خدماته في المحافظة على الوديعة ‪.‬‬
‫وبمرور الوقت سمح الصياغ والتجار لبعض عمالئهم بالسحب على المكشوف ‪ ,‬وهذا‬
‫يعني سحب مبالغ تتجاوز أرصدتهم الدائنة وهذا ما أدى إلى إفالس عدد من هذه البيوت ‪,‬‬
‫وقد دفع هذا األمرعدد من المفكرين وذلك في الربع األخير من القرن ‪ 16‬بالمطالبة‬
‫بإنشاء بنوك حكومية تقوم بحفظ الودائع والسهر على سالمتها‪.‬‬
‫ففي عام ‪1958‬م تم إنشاء أول بنك في مدينة البندقية ‪,‬ثم تاله مصرف برشلونة عام‬
‫‪1401‬ثم مصرف ريالتو عام ‪1609‬ويعتبر هذا المصرف األخير النموذج الذي اتبعته‬
‫معظم الدول الألروبية ‪ ,‬وكان غرضه األساسي حفظ الودائع ‪ ,‬وتحويلها عند الطلب من‬
‫حساب المودع لحساب‬

‫‪10‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫مودع آخر ‪ ,‬والتعامل في العمالت ‪ ,‬وإجراء المناقصة بين الكمبياالت التجارية ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫في المؤسسات المصدرة لشهادات اإليداع ‪ ,‬اعتماد األفراد قبولها وفاء‬ ‫وباستقرار الثقة‬
‫المعامالت ‪ ,‬فازداد تداولها وقد انبثق عن هذه الشهادات كل من الشيكات والبنوك بشكله‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫ومنذ بداية القرن الثامن عشر ‪ 18‬أخذ عدد البنوك يزداد تدريجيا ‪ ,‬وكانت غالبيتها‬
‫مؤسسات يمتلكها أفراد أو عائالت ‪ ,‬وكانت القوانين تقضي بذلك حماية المودعين كما‬
‫(‪.)2‬‬
‫أخذت وظائف البنوك تتطور كذلك ويمكن تلخيصها كما يلي‬
‫قبول الودائع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقراض األموال للغير‪ ,‬ومنع التسهيالت االئتمانية التي اقتصرت في بادئ األمر‬ ‫‪-‬‬
‫على مجرد خصم الكمبياالت التجارية ‪ ,‬وتحصيلها عند االستحقاق‪.‬‬
‫خلق النقود للمساهمة في زيادة النشاط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفيما يخص انتشار البنوك فإنها أخذت تنتشر في أروبا وأمريكا ومختلف دول‬ ‫‪-‬‬
‫العالم متأثرة في ذلك نظمها المصرفية باختالف مراحل تطور الدولة االقتصادي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫محمد هاشم‪ ،‬مذكرات في النقود والبنوك ‪-‬دار النهضة العربية الطبعة األولى ‪ 1996‬ص‪43.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫إسماعيل محمد هاشم ‪ ,‬مذكرات في النقود والبنوك ص ‪ 44‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫أما في عصرنا الحديث فإن البنوك التجارية وغير التجارية من مؤسسات مالية و غيرها‬
‫أثبتت وجودها من خالل تأثيرها على االقتصاد ‪ ,‬وتأثرها كذلك بمختلف التطورات‬
‫الداخلية والخارجية ‪ ,‬ومحاولتها مواكبة األوضاع بمختلف تقنياتها الحديثة التي سهلت ‪,‬‬
‫وزاد ت من انتشارها واتساع نشاطها‪.‬‬
‫‪ -2‬المصارف المركزية‪:‬‬
‫لقد جاءت نشأة المصارف المركزية متأخرة عن نشأة البنوك التجارية ففي عام‬
‫‪1664‬أنشئ بنك السويد ‪ ,‬وفي عام ‪1696‬م أنشئ بنك إنجلترا وفي عام ‪1800‬منشئ بنك‬
‫فرنسا الذي أسسه نابليون وفي عام ‪ 1814‬بهولندا وغيرها من المصاريف المركزية التي‬
‫أنتشر في مختلف دول العالم إذ اهتمت المصاريف المركزية في بداية نشأتها بمهمة‬
‫اإلصدار النقدي ‪ ,‬وتنظيمه في الحدود والشروط التي تفرضها الحكومة ‪ ,‬ثم أخذت تباشر‬
‫وضيفتها الرئيسية في الرقابة على االئتمان من حيث كميته ونوعه وسعره ‪ ,‬ونمو أسواق‬
‫المال نتيجة لزيادة النشاط الصناعي ‪ ,‬وتمويل الدخل القوي ‪ ,‬بدأت البنوك المركزية في‬
‫القيام بعمليات السوق المفتوحة ‪ ,‬ولكن على نطاق ضيق كما بدأت باستخدام سعر الخصم‬
‫كأداة لتحديد حجم االئتمان ‪ ,‬وبمرور الوقت اكتسبت البنوك المركزية خبرة في استخدام‬
‫هذه األسلحة التقليدية ولكن ومع بداية القرن العشرين وفي وقتنا الحالي استقرت األوضاع‬
‫بالنسبة للبنوك المركزية حيث اقتصر نشاطها على األعمال المصرفية للحكومة والحكومة‬
‫والقيام بوظيفة المقرض األخير للبنوك التجارية ‪ ,‬كما اقتصر حق اإلصدار للنقود على‬
‫البنوك المركزية فقط ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫كما أنه ورغم وجود تماثل في معظم وظائف واختصاصات البنوك المركزية في التأثير‬
‫على النشاط المصرفي االقتصادي وهذا االختالف يربط بدرجة تقدم نمو االقتصاد الوطني‬
‫وطبيعة النظام االقتصادي السائد ‪ ,‬إذ تختلف أهمية البنك المركزي حدود فعالياته في‬
‫التأثير على مجريات الحياة االقتصادية ‪ ,‬وتنفيذ أدوات السياسة النقدية و االئتمانية من‬
‫‪)1(.‬‬
‫دولة ألخرى‬

‫‪13‬‬
‫(‪ )1‬إسماعيل محمد هاشم مذكرات في النقود والبنوك ص‪ 15‬مرجع سابق‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المصاريف (أهمية‪ .‬وظائف ‪ .‬أهداف )‬

‫رغم أن المصارف تتفق في أساس تكوينها وممارستها للعمل المصرفي إال أنها تختلف عن بعضها في‬
‫نوعية النشاط الذي تمارسه‪.‬أو تتخصص فيه‪ .‬وطبقا لذلك تمكن تقسيم المصارف على أساس الغرض‬
‫الذي أنشأت ألجله مايلي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المصارف المركزية‪:‬‬

‫المصرف المركزي يقف على رأس الجهاز المصرفي للبلد ‪.‬ويتولى أمر السياسة االئتمانية والمصرفية‬
‫في الدولة ‪.‬ويشرف على تنفيذها‪ .‬ومن هنا يمكن تعريف البنك المركزي كمايلي ‪:‬‬

‫المصرف المركزي يمثل ذلك المصرف الذي يتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة‪.‬ويستمد‬ ‫‪-‬‬
‫وجوده كمؤسسة عامة ‪.‬ويقوم بجميع أعماله وفقا ألحكام القانون‪ .‬وله الحق في أن يمتلك‪.‬‬
‫ويتصرف بممتلكاته‪ .‬وأن يتعاقد وأن يقيم الدعاوى ‪ .‬وتقام عليه باسمه ‪ .‬ويكون له خاتم‬
‫(‪.)1‬‬
‫خاص به ويعفى من كافة الضرائب والرسوم والطوابع‬

‫وبمفهوم آخر هو مؤسسة اإلصدار الرسمية للنقود الخارجية ‪.‬والتى يحكم إصدارها العديد من‬ ‫‪-‬‬
‫(‪.)2‬‬
‫المتغيرات ‪.‬والمتطلبات االقتصادية والمالية‬

‫‪14‬‬
‫أفاق شقير ‪ ،‬أعاطف األخرس‪ ،‬عبد الرحمان سالم‪ ،‬محاسبة البنوك‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬دار المسيرة للنشر ‪ 2000‬ص ‪17‬‬ ‫‪)1‬‬

‫د أحمد فريد مصطفى‪ ،‬محمد عبد المنعم عقر‪ ،‬االقتصاد النقدي و المصرفي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ص ‪.294‬‬ ‫‪)2‬‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫وظائف المصرف المركزي‪:‬‬

‫ـ المركزي بالمميزات الثالثة اآلتية و التى تمثل في نفس الوقت وظائفه األساسية‬
‫يتمثل المصرف‬
‫(‪.)1‬‬
‫وهي‬

‫المصرف المركزي هو مصرف اإلصدار‬ ‫‪-1‬‬

‫المصرف المركزي هو مصرف المصارف‬ ‫‪-2‬‬

‫المصرف المركزي مصرف الدولة‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ .1‬المصرف المركزي مصرف اإلصدار ‪:‬‬

‫يعد البنك المركزي الجهة الوحيدة المخولة من الدولة أو الحكومة بحق إصدار النقود بحيث يتولى‬
‫إصدار العملة الورقية ‪ ،‬بما يتوافق مع متطلبات االقتصاد الوطني‪ ،‬و السياسة العامة للدولة و ما‬
‫ـ بوضع خطة و حجم النقد‬
‫يعطي أوراق النقد الثقة الالزمة فيها لتعامل األفراد‪ ،‬لذلك يقوم‪ ،‬المصرف‬
‫المتداول و يشرف على تنفيذ و تحقيق هذه الخطة (‪.)2‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪.‬اسماعيل محمد هاشم‪ ،‬مذكرات في النقود و البنوك‪ ،‬ص ‪ 71‬مرجع سابق‬ ‫(‪)1‬‬

‫د‪.‬اسماعيل محمد هاشم ‪ ،‬ص ‪ .75‬مرجع سابق‬ ‫(‪)2‬‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫ـ المركزي بامتياز إصدار أوراق النقد من العوامل األساسية ميزته‬


‫كما أن انفراد المصرف‬
‫على المصارف التجارية العادية‪ ،‬و استنادا على هذه الوظيفة زادت مكانة المصرف المركزي‬
‫كون األوراق النقدية المصدرة عملة قانونية ذات قوة إبراء غير محدودة باإلضافة إلى استخدام‬
‫ـ المركزي حتى وقت‬
‫المصارف لها احتياطي مقابل ودائعها ‪ ،‬لذلك كان يطلق على المصرف‬
‫قريب مصرف اإلصدار‪.‬‬

‫ـ المصارف ‪:‬‬
‫‪-2‬المصرف المركزي مصرف‬

‫يعتبر المصرف المركزي مصرف المصارف‪ ،‬فهو المصرف التي تتعامل معه المصارف‬
‫بصفة عامة ‪ ،‬و المصارف التجارية بصفة خاصة‪ ،‬فالمصارف تحتفظ بودائعها لديه‪ ،‬كما أنه‬
‫المصرف الذي تلجأ إليه إلقراضها عند حاجتها لالئتمان ‪ ،‬أي أنه هو الملجأ األخير للبنوك‬
‫التجارية لحصولها على النقود القانونية‪ ،‬و يستطيع البنك المركزي القيام بهذه المهمة من‬
‫خالل تدخله في السوق النقدي سواء بتقديم القروض المباشرة لهذه البنوك‪ ،‬أو سواء بقيامه‬
‫بإعادة حطم األوراق المالية التي بحوزتها وفي جميع األحوال فإن البنك المركزي يسهل‬
‫عمليات االقتراض للبنوك‪.‬‬
‫ـ المركزي في تعاونه مع المصارف األخرى إنما يبعد تماما عن‬
‫و الجدير بالذكر أن المصرف‬
‫منافستهه لها خاصة و أنه يركز كل معامالته مع المصارف الحكومية‪ ،‬و يترك للمصارف‬
‫مجال التعاون مع المؤسسات و األفراد‪ ،‬و الجمعيات‪ ،‬و النقابات‪ ،‬و سائر الهيئات‪ ،‬و‬

‫‪16‬‬
‫المنظمات غير الحكومية‪ ،‬كما أنه يقوم كذلك بدور الوساطة بين المصارف‪.‬‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويلل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪ -3‬المصرف المركزي مصرف الدولة ( الحكومة ) ‪:‬‬

‫ـ المركزي أهمية دون غيره من المصارف عندما أودعت الحكومات‬


‫اكتسب المصرف‬
‫حساباتها لديه‪ ،‬و قيامه بالخدمات المصرفية‪ ،‬و تقديم القروض و السلفيات لها و للمثال‬
‫مصرف إنجلترا الذي أنشأ في بادئ األمر كشركة تقوم بالعمليات المصرفية حيث كان الدافع‬
‫األساسي إلنشائه هو إقراض الحكومة البريطانية‪ ،‬و مقابل ذلك منح امتياز إصدار النقود‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الورقية‬
‫و لقد تعرضت طبيعة العالقة بين المصارف المركزية ‪ ،‬و الحكومات لمنافسة عنيفة دارت‬
‫حول مدى التدخل في شؤون المصرف المركزي‪ ،‬فالبعض نادى بإخضاع المصرف إخضاعا‬
‫تاما للحكومة‪ ،‬و البعض اآلخر ‪.‬‬
‫لهذا فإن المصرف التجاري ال يلجأ إلى إعادة الخصم إال عند الضرورة المتمثلة‬
‫(‪.) 2‬‬
‫في‬
‫تدني السيولة‬ ‫‪‬‬
‫تدني رصيد أمواله الجاهزة‬ ‫‪‬‬

‫زيادة فرص استثمار أمواله في رواج أكثر ربحا من إعادة الخصم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫منهل مطر ذيب شوتر‪ ،‬و رضوان وليد العمار‪ ،‬النقود البنوك‪ ،‬أالء للطباعة و النشر ‪ ،‬الطبعة األولى‪- 1995 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 1996‬ص ‪261‬‬
‫بوعالم شاشي األمين العام في اقتصاد الجزائرن الدار المحمدية العامة‪ ،‬ص ‪.361‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويلل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪ -2‬المصرف المركزي و أدوات السياسة النقدية ‪:‬‬

‫إن المقصود باستخدام البنك المركزي ألدوات السياسة النقدية قيامه باستخدام وسائله النقدية ‪ ،‬و‬
‫( األساسية ستتوالها دون غيره‬ ‫االئتمان في تحقيق رقابته‪ ،‬و سيطرته على االئتمان المصرفي‬
‫من المؤسسات) كمية أساسية سيتوالها دون غيره من مؤسسات الجهاز المصرفي‪ ،‬و لهذا من المهم‬
‫التعرف على هاته السياسة النقدية كما لها من أهمية بالغة على المستوى االقتصادي ‪ ،‬و ذلك من خالل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫تعريف السياسة النقدية‬ ‫‪-1‬‬

‫تهتم السياسة النقدية فيما يجب أن يتخذ من إجراءات و تدابير بغرض حل المشكلة القائمة بكل‬
‫ظروفها و بوجه التحديد‪ ،‬تهتم بتوفير السيولة الالزمة للسير الحس االقتصادي و نموه مع المحافظة‬
‫على استقرار النقد أو العملة ‪.‬‬

‫أو هي ذلك التدخل المباشر مع طرف السلطة النقدية‪ ،‬و توجيه االئتمان باستخدام وسائل الرقابة‬
‫الكمية على النشاط االئتماني للمصارف التجارية‪.‬‬

‫إذن السياسة النقدية تهتم في األساس بالعرض النقدي للمصارف التجارية من أجل الحفاظ على‬
‫االستقرار االقتصادي‪ ،‬و ذلك باستعمال أدوات محددة ‪ ،‬و معروفة النتائج مسبقا لتفادي الوقوع في‬
‫الخطأ‪ ،‬و من أجل تدخل صحيح و فعال‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اتجاهات السياسة النقدية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫هناك ثالث اتجاهات أساسية للسياسة النقدية نوجزها في ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫(‪ ) 1‬شملول حسينة‪ ،‬أثر استقاللية البنك المركزي على فعالية السياسة النقدية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ص‪8‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫االتجاه التوسعي ‪:‬‬

‫و يتم ذلك من خالل توجيه حجم وسائل الدفع نحو التوسع بتشجيع االئتمان‪ ،‬و تخفيض معدل الفائدة‪،‬‬
‫فيرتفع بذلك حجم االستثمارات مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج و‬

‫االتجاه االنكماشي‪:‬‬

‫يعرف أيضا بالتقييدي فوجود معدل تضخم كبير وزيادة في المستوى العام لألسعار تقابلها دائما‬
‫المطالبة بالزيادة في األجور فتسعى السلطات النقدية لتقييد االئتمان واالقتراض ‪ .‬ويعمل المصرف‬
‫المركزي على اإلقالل من حجم وسائل الدفع وتقيد االئتمان واإلقراض محاولة تثبيت األجور و األسعار‬
‫‪.‬كما يقوم برفع أسعار الفائدة لتشجيع األفراد على االدخار واإلقالل من حجم االستهالك‪.‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫االتجاه المتعلق بالسياسة النقدية بالدول النامية‬

‫تتميز الدول النامية باقتصاديات زراعية أو موسمية أو على محصول واحد ‪.‬وتصدير المواد األولية إلى‬
‫الخارج ‪.‬وعليه يقوم البنك المركزي بزيارة حجم وسائل الدفع عند بدأ مرحلة الزراعة وتمويل‬
‫المحصول ‪.‬ويقلص من حجمها عند مرحلة بيع المحصول ‪.‬بهدف حصر آثار التضخم ‪ ،‬وفيما يخص‬
‫هذه االتجاهات وتحديد أنسبها للدولة مرهون بالوضعية االقتصادية لها ‪.‬هذا في الحالة العادية ‪.‬أما في‬
‫حالة األزمات فهو يتحدد وفق نوع المشكلة وظروفها المحيطة ‪.‬‬

‫‪. 3‬أهداف السياسية النقدية‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫تعتبر السياسة النقدية أحدهم مكونات السياسة االقتصادية ‪.‬ومنه تسعى إلى تحقيق أهدافها‪.‬ورغم ذلك‬
‫تبقى للسياسة النقدية أهدافها الخاصة ‪ ،‬التى تميزها والتى يمكن ايجازها فيما يلي ‪:‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫األهداف النهائية للسياسة النقدية ‪:‬‬

‫وتختلف هذه األهداف باختالف األوضاع االقتصادية ومنه األوضاع النقدية لكل بلد حيث تتباين أهدافها‬
‫السياسة النقدية للدولة النامية مقارنه بالدولة المتقدمة وعلى العموم يمكن سرد أهم هذه األهداف فيمايلي‪:‬‬

‫تحقيق استقرار نقدي بما يتماشى مع متطلبات األعمال االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العمل على تشجيع النمو االقتصادي في مختلف القطاعات االقتصادية بما يحقق زيادة حجم الدخل‬ ‫‪‬‬
‫الوطني ونمو الناتج المحلي‪.‬‬

‫استقرار األسعار ومنه الحد من التضخم‬ ‫‪‬‬

‫المساهمة في تطوير المؤسسات المصرفية ‪.‬والمالية ‪.‬واألسواق التي تتعامل فيها‬ ‫‪‬‬

‫العمل على الحد من اآلثار السلبية للتقلبات االقتصادية (انكماش‪ ،‬رواج)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫األهداف الوسيطة للسياسة النقدية ‪ :‬هذا األسلوب يتمثل في التأثير على متغيرات وسيطة‪ ،‬و التي لها‬
‫آثار على متغيرات أخرى لم تقدر السلطات النقدية التأثير عليها مباشرة شريطة أن تكون هناك عالقة‬
‫سببية مستقرة بين األهداف الوسيطة و األهداف النهائية ‪.‬‬

‫و على العموم تتمثل هذه األهداف الوسيطة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬التأثير على أسعار الفائدة يؤدي إلى تأثير على مستويات االستثمار‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬التأثير على أسعر المصرف العملة يؤدي إلى تأثير على الصادرات‪ ،‬و منه ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ -‬التأثير على المجموعات النقدية يؤثر على مستوى الدخل و العمالة‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪ -4‬أدوات السياسة النقدية ‪:‬‬

‫تستعمل السلطات النقدية مجموعة من األدوات و الوسائل التي تسعى من خاللها إلى تحقيق سياستها‬
‫النقدية وتتمثل هذه األدوات فيما يلي ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الوسائل التقليدية ‪ :‬وتتجسد في العناصر التالية ‪:‬‬

‫سعر إعادة الخصم( سعر الصرف ) ‪ :‬وهو السعر الذي يتقاضاه المصرف المركزي من المصارف‬ ‫‪.1‬‬
‫التجارية لقاء قيامه بإعادة خصم الكمبياالت واألوراق المالية والتجارية لها‪.‬‬

‫عمليات السوق المفتوحة ‪ :‬المصرف المركزي يقوم بشراء وبيع األوراق الحكومية فقط إضافة إلى‬ ‫‪.2‬‬
‫شراء وبيع الصرف األجنبي ‪.‬فإذا أراد المصرف أن يقلل من حجم االئتمان فإنه يبيع األوراق المالية‬
‫لديه‪.‬وبالتالي يخفض كمية النقد الموجودة في السوق أما إذا أراد أن يزيد من مقدرة المصرف‬
‫التجاري على الرفع والتوسع في االئتمان‪ ،‬فانه ينزل إلى السوق مشتريا األوراق المالية فيدفع ثمنها‬
‫نقدا وبالتالي تزداد كمية النقود في السوق‪.‬‬

‫ـ االحتياطي القانوني ‪ :‬تقوم المصارف التجارية باالحتفاظ بنسبة من ودائعها إلى المصرف‬
‫نسبة‬ ‫‪.3‬‬
‫المركزي‪ ،‬فإذا أراد هذا األخير أن يحد من حجم التوسع في االئتمان لدى المصارف التجارية فانه‬
‫يرفع نسبة االحتياطي القانوني لديه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫(‪ )1‬رشاد العصار‪ ،‬رياض الحلبي‪ "،‬النقود و البنوك"‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع الطبعة أول ‪ 2000‬ص ‪.106‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫الوسائل الحديثة ‪ :‬و تتمثل في ‪:‬‬

‫اإلقناع األدبي( اإلغراء) ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تتمتع المصارف المركزية‪ ،‬و خاصة العربية منها و التي ال تقوم بعمليات تنافس بها المصارف‬
‫العادية بهيبة كبيرة‪ ،‬كما تحتل مركزا هاما بين زمرة المصارف العادية ‪ ،‬و عليه تكون مركز يمكنها‬
‫من التأثير على المصارف التجارية‪ ،‬و إغرائها بالتضامن معها لتنفيذ سياسة ائتمانية معينة كالحد أو‬
‫التوسع في االئتمان ‪ ،‬وواضح أن نجاح هذه الوسيلة على عوامل مختلفة أهمها المركز األدبي للمصرف‬
‫ـ المركزي‪.‬‬
‫المركزي ‪ ،‬و مدى روح التعاون بين المصارف التجارية ‪ ،‬و المصرف‬

‫الرقابة المباشرة ‪ :‬وتتمثل في الرقابة اإلدارية عن طريق التفتيش على الحسابات و األصول‬ ‫‪.2‬‬
‫المملوكة للمصرف‪ ،‬كما يتدخل المصرف المركزي بإصداره تعليمات مباشرة على المصارف‬
‫عموما أو كل على انفراد بحيث يحدد بموجبها أحجام االئتمان المسموح به في فترات مقبلة‪ ،‬أو يحدد‬
‫نسبة معينة بين أموال المصارف الخاصة و بين جملة أصوله‪.‬‬

‫الرقابة الكيفية ‪ :‬و هي تحديد األغراض التي يقدم من أجلها المصرف االئتمان‪ ،‬و مدة القرض و‬ ‫‪.3‬‬
‫غيرها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫و البنك المركزي و باعتباره الهيئة المخولة بتنفيذ السياسة النقدية فإنه يستعمل هذه األدوات وفق الحالة‬
‫االقتصادية و النقدية للبلد‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪ -5‬هدف المصرف المركزي ‪:‬‬

‫إن هدف المصرف المركزي ليس تحقيق ربح ممكن ‪ ،‬و إنما خدمة الصالح االقتصادي العام‪ ،‬كما يمكن‬
‫القول و بصفة عامة أنه يسعى إلى تحقيق االستقرار االقتصادي ككل ‪ ،‬و في دول العالم الثالث يضاف‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫هدف آخر هو التنمية االقتصادية و تكوين رأس المال‪ ،‬و يتم ذلك من خالل‬

‫من خالل توجيهاته إلى المصارف التجارية بزيادة االستثمار في األسهم التي تصدرها مؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫األعمال‪:‬‬

‫أو بالتمييز في شروط االئتمان بين المقترضين على أساس أهمية النشاط الذي يمارسونه‪ ،‬و إلى غير‬ ‫‪‬‬
‫ذلك من األدوار التي يلعبها في التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬منير ابراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية ص ‪.80‬‬

‫عموميات حول المصاريف وعملية التمويلل‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المصارف التجارية ‪:‬‬

‫المصا رف التجارية تمثل القسم األكبر في النظام المصرفي ‪.‬وتأتي في الدرجة الثانية في التسلسل يعد‬
‫البنك المركزي ‪ .‬الذي يباشر عليها الرقابة ‪.‬ويؤثر في قدرتها على خلق نقود الودائع ‪.‬وفيما يلي‬
‫سنتطرق إلى ‪:‬‬

‫تعريف المصرف التجارية ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يعرف المصرف التجارية ‪.‬بأنه المؤسسة التي تتعامل في الدين أو االئتمان فمصرف الودائع‬
‫يحصل على ديون الغير ويعطي مقابلها وعودا بالدفع تحت الطلب أو بعد أجل قصير ‪.‬وهذا االئتمان‬
‫(‪. )1‬‬
‫ـ يدخل ضمن أصوله ألنه يمثل حقا له قبل الغير‬
‫الذي يقدمه المصرف‬

‫كما يقصد بها ‪ :‬المصارف التي تقوم بقبول الودائع تحت الطلب أوآلجال محدودة وتزاول عمليات‬
‫التمويل الداخلي والخارجي وخدمته بما يحقق خطة التذمية ‪.‬ودعم االقتصاد القومي ‪.‬وتباشر عملياتها‬
‫تنمية االدخار واالستثمار المالي في الداخل والخارج بما في ذلك المساهمة في إنشاء مشروعات وما‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬كما‬ ‫يستلزمه من عمليات مصرفية وتجارية و مالية وفقا لألوضاع التي يقررها المصرف المركزي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ـ‬
‫يمكن القبول بأنها مصارف مالية تقوم بدور الوساطة بين المودعين والمقترضين‬

‫‪24‬‬
‫(‪ )1‬صبحي تادريس قريصة و مدحت محمد العقاد‪ ،‬ص ‪ 78‬مرجع سابق‬

‫(‪ )2‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬و رسمية زكي قرياقص‪ ،‬البورصات و المؤسسات المالية " مصر ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،2000‬ص ‪.12‬‬

‫(‪ ) 3‬محمد صالح‪ ،‬و عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬المؤسسات المالية ‪ ،‬مصر‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة االسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية ‪ 2000‬ص ‪214‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪ . 2‬السمات المميزة للبنوك التجارية ‪:‬‬

‫تتسم البنوك بثالث سمات هامة تميزها عن غيرها من منشآت األعمال وترجع أهمية تلك السمات إلى‬
‫تأثيرها الملموس على تشكيل السياسات الخاصة باألنشطة الرئيسية التي تمارسها البنوك ‪.‬وتتمثل هذه‬
‫السمات في ‪:‬‬

‫السيولة ‪ :‬تعتبر السيولة من أولى ااهتمامات البنوك التجارية الرتباطها الوثيق بوجود البنك وكيانه‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬ويكون ذلك بالتوفيق بين الودائع والقروض التي يمنحها ‪.‬ويمكن أن‪ ،‬يلجأ إلى البنك المركزي‬
‫لتمويل عجزه الناتج من االرتباط الذي وضعه لديه‪.‬‬

‫ولإلشارة أن مجرد إشاعة عن عدم توفر سيولة كافية لدى البنك كفيلة بأن تزعزع ثقة‬

‫المودعين ‪.‬ويدفعهم فجأة لسحب ودائعهم ‪.‬بما يعرض البنك لإلفالس ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫األمان ‪ :‬يقسم رأس مال البنك بالصغر ‪.‬وهذا يعني صغر حافة األمان بالنسبة للمودعين الذين‬ ‫‪‬‬
‫ـ التجاري يهدف إلى وضع نفسه في‬
‫يعتمدالبنك على أموالهم كمصدر لالستثمار ‪.‬ولهذا فإن المصرف‬
‫مستوى أمان مقبول يمكنه من مزاولة عمله أثناء حدوث طوارئ‪.‬‬

‫الربحية ‪ :‬يسعى المصرف دائما لتعظم ربحية من أجل تعضيم عالقته بالعمالء عن طريق السماح له‬ ‫‪.2‬‬
‫بتقديم االئتمان لهم ‪.‬وبالتالي زيادة المودعين والمتعاملين مما يزيد في ازدهار البنك‪.‬‬

‫وتلعب هذه السمات واألهداف دورا في تشكيل سياسات المصرف التجاري في مجال‬

‫جلب الودائع ‪.‬وتقديم القروض لإلستثمار في األوراق المالية ‪.‬ويالحظ على هذه‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫األهداف مثال المزيد من السيولة فيمكن أن يكون هدف مرغوب من وجهة نظر المودعين إال أن له أثر‬
‫سلبي أو عكسي على الربحية األمر الذي ال يرضى به المالك إال أن هذا التعارض يقتصر فقط على‬
‫المدى القصير أما في المدى الطويل يظهر اإلنجسام بين األطراف المختلفة للمصرف‪.‬‬

‫‪ .4‬وظائف البنوك التجارية ‪:‬‬

‫هناك وظائف كالسيكية وحديثة للمصرف التجاري تتمثل في‪:‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫وظائف كالسيكية‬ ‫‪.1‬‬

‫قبول الودائع على اختالف أنواعها‪ ،‬و فتح حسابات جارية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تشغيل موارد المصرف مع مراعاة مبدأ توفيق بين السيولة و الربحية و الضمان أو األمان‪ ،‬و‬ ‫‪.2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من أهم أشكال التشغيل االستثماري مايلي ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫منح القروض و السلف و فتح الحسابات الجارية‬ ‫أ‪-‬‬

‫ب‪ -‬تحصيل األوراق التجارية و خصمها و التعامل باألوراق المالية من أسهم و سندات‬

‫ج‪ -‬تمويل التجارة الخارجية من خالل فتح االعتمادات المستندية‬

‫د‪ -‬تقديم الكفاالت و خطابات الضمان العمالء‬

‫أمين عبد اهلل‪ " ،‬العمليات المصرفية "‪ ،‬عمان األردن ‪ ، 1997‬ص ‪40‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫هـ ‪ -‬بالمعامالت األجنبية بيعا و شراء و الجوالت الداخلية منها الخارجية‬

‫و‪ -‬تحصيل الشيكات المحلية عن طريق غرفة المقاصة و صرف الشيكات الممنوحة عليها‪.‬‬

‫ز‪ -‬المساهمة ي إصدار أسهم و سندات الشركات المساهمة‬

‫ح‪ -‬تأجير الخزائن األمنية لعمالتها لحفظ المجوهرات و المستندات و األشياء ( الثمينة)‪.‬‬

‫‪ -2‬وظائف حديثة ‪:‬‬

‫لقد تغيرت نظرة المصرف إلى نفسه من مجرد ( دكان) لتجميع األموال و إقراضها إلى مؤسسة‬
‫تهدف أوال و قبل كل شيء تأدية خدمات نافعة للمجتمع لتضمن لنفسها البقاء و النمو و االزدهار‪ ،‬و‬

‫‪27‬‬
‫الحصول على األرباح و انطالقا مما سبق فإن المصرف يسعى إلى رفع رقم أعماله أدت به إلى ابتداع‬
‫(‪)2‬‬
‫خدمات جديدة يؤديها للمتعاملين معه‪ ،‬و من أبرزها ‪:‬‬

‫تقديم خدمات استشارية للمتعاملين معه‬ ‫‪.1‬‬

‫المساهمة في تمويل مشروعات التنمية‬ ‫‪.2‬‬

‫التحصيل و الدفع نيابة عن الغير‬ ‫‪.3‬‬

‫شراء و بيع األوراق المالية و حفضها لحساب المتعاملين معه‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫(‪ ) 2‬ناظم نوري الشمري‪ " ،‬النقود و المصارف " العراق ‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬دار الكتاب و النشر و التوزيع ‪ 1995‬ص ‪.163‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫إصدار خطابات الضمان‬ ‫‪.5‬‬

‫تأجير الخزائن الحديدية للجمهور‬ ‫‪.6‬‬

‫تحويل العملة للخارج‬ ‫‪.7‬‬

‫تحويل نفقات السفر و السياحة‪ ،‬من شيكات المسافرين و اإلعتمادات الشخصية‬ ‫‪.8‬‬

‫إدارة األعمال و الممتلكات معه‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫تمويل اإلسكان الشخصي‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫‪28‬‬
‫البطاقة االئتمانية‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫خدمات الكمبيوتر‪.‬‬ ‫‪.12‬‬

‫إن تقديم هذه األنواع الحديثة من الخدمات و غيرها تؤدي إلى رفع حجم عمليات المصرف و تعود‬
‫عليه بمزايا كثيرة نذكر منها ‪:‬‬

‫زيادة موارد المصرف‬ ‫‪o‬‬

‫ـ‬
‫تحقيق الدعاية و اإلعالن للمصرف‬ ‫‪o‬‬

‫زيادة موارد المصرف‬ ‫‪o‬‬

‫زيادة توظيفات المصرف‬ ‫‪o‬‬

‫تحقيق عموالت و أسعار فائدة أعلى بكثير مما يحققه المصرف في حالة االقتراض‬ ‫‪o‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬المصارف المتخصصة‬

‫هي التي تقوم بالعمليات المصرفية ضمن نوع محدد من النشاط االقتصادي‪ ،‬و تختلف عن‬
‫(‪)1‬‬
‫غيرها في آجال عملياتها‪ ،‬و مصادر تميلها و طبيعة المجال الذي تعمل فيه‪.‬‬

‫كما تعرف أيضا بأنها نوع من أنواع المؤسسات المصرفية الوسيطة تتخصص في تمويل قطاعات‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬و هي كذلك التي تقوم بالعمليات المصرفية التي تخدم نوعا محددا من النشاط‬ ‫اقتصادية معينة‬
‫االقتصادي و تختلف عن غيرها في طول آجال عملياتها‪ ،‬و مصادر تمويلها و طبيعة المجال الذي‬
‫تعمل فيه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫و بالتالي يتبين بأن هذه المصارف ال يكون قبول الودائع تحت الطلب ليس من أوجه أنشطتها‬
‫الرئيسية ‪ ،‬وهذا ما يجعلها تختص بتمويل نشاط اقتصادي مرتبط باسمها‪.‬‬

‫كما أن لهذه المصارف الحق بإجراء عمليات تسليف و إقراض‪ ،‬تمويل و توظيف آلجال متوسطة‬
‫و طويلة باإلضافة إلى أنها تقوم بتوفير التمويل الالزم لها‪ ،‬إما من خالل سوق المال عن طريق‬
‫إصدار السندات التي تشتريها المؤسسات المالية الكبرى مثل شركات التأمين أو من خالل‬
‫االقتراض من الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫(‪ )1‬رشدي صالح عبدالفتاح‪ ،‬البنوك الشاملة و تطوير الجهاز المصرفي المصري‪ ،‬مصر حقوق محفوظة للمؤلف‪ 2000 ،‬ص‬
‫‪.163‬‬

‫(‪ )2‬ناظم نوري الشملي " النقود و المصارف " ص ‪165‬مرجع سابق‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫أنواع المصارف المتخصصة‬ ‫‪.1‬‬

‫المصارف الصناعية ‪ :‬تهدف بصفة خاصة إلى تقديم العديد من التسهيالت المباشرة و غير‬ ‫‪.1‬‬
‫المباشرة إلى المؤسسات الصناعية لفترات متوسطة أو طويلة األجل‪ .‬كما تسهم في إنشاء‬
‫الشركات الصناعية‪ ،‬و بذلك تخرج من مفهوم المصارف التجارية التي تعتمد على اإلقراض‬
‫قصير األجل مما يزيد من نسبة المخاطرة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫المصارف الزراعية ‪ :‬إن التسليف الزراعي من أهم الدعامات الزراعية إلتاحة الفرصة للمزارع‬ ‫‪.2‬‬
‫نحو الحصول على احتياجاته الضرورية لعملية الزراعة و مد المزارعين بالمعونات التي تتوفر‬
‫لهم‪ .‬لذلك يقوم مصرف التسليف الزراعي بهذه المهمة‪.‬‬

‫المصارف العقارية ‪ :‬كذلك تهدف هذه المصارف إلى تمويل قطاع االستثمارات العقارية مقابل‬ ‫‪.3‬‬
‫رهونات عقارية‪ ،‬و بما أن تمويلها يكون لفترات طويلة األمد نسبيا نراها تعتمد على مصادر‬
‫تمويل طويلة األجل أيضا‪.‬‬

‫مصارف اإلسكان ‪ :‬تتخصص هذه المصاريف في تمويل شراء أو بناء المساكن لذوي الدخل‬ ‫‪.4‬‬
‫المحدود‪.‬‬

‫ـ بحيث أنها تؤدي وظائف‬


‫ـ ‪ :‬وهي أيضا تعتبر من المصارف المتخصصة‬
‫مصارف االستثمار‬ ‫‪.5‬‬
‫المصارف التجارية ‪.‬ولكن هذه األعمال تعتبر ثانوية بالنسبة لوظيفتها األساسية وهي دراسة‬
‫المشروعات االقتصادية الكبرى فهي تقوم بترويج األسهم التي تصدرها الشركات ‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫و هناك ظاهرة جديدة و هي المصارف اإلسالمية التي تتعامل بالفائدة أخذا أو إعطاء ‪ ،‬و لها‬
‫(‪.)1‬‬
‫مفهومها الخاص عن المعامالت المصرفية‬

‫ـ‪:‬‬
‫‪ – 2‬دور المصارف المتخصصة‬

‫‪31‬‬
‫تكمل المصارف المتخصصة عمل المصارف التجارية ‪ ،‬فتخدم القطاعات التي تعجز عن تلبية‬
‫احتياجاتها الطويلة المدى من طرف هذه المصارف بسبب طبيعة عملها‪ ،‬و يطلق على هذه المصارف‬
‫المتخصصة ذات أهمية بالغة لتجميع المدخرات‪ ،‬و تنشيط حركة االستثمار ‪ ،‬و من ثم دفع عجلة التنمية‬
‫االقتصادية خاصة بالنسبة للدول النامية ‪ ،‬التي تمر بمرحلة انتقالية‪ ،‬و ذلك من خالل التسهيالت التي‬
‫تقدمها قطاعات التنمية و اإلنتاج‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬فاطمة مروة ‪ "،‬إجازة في إدارة األعمال الفنون التجارية "‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهظة العربية للطباعة و النشر ‪1994‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫ـ الثقة بالمصارف ( سالمة المصرف ) ‪:‬‬


‫المطلب الثالث ‪ :‬أهمية‬

‫تتوقف سالمة النظام المصرفي و مرونته على الطريقة التي تمارس بها المصارف بالكفاءة و‬
‫اإلتقان الواجب فإلجراءات التي تستند إليها تحليالتها لمخاطر االئتمان‪ ،‬و قراراتها المتعلقة باإلقراض ‪،‬‬

‫‪32‬‬
‫و على الطريقة التي تدرك مالمح المخاطر المتغيرة ‪ ،‬و تتعامل معها وفقا لتطور الظر وف‬
‫ـ و لكن تؤدي وظائف مالية رئيسية أخرى مثل ممارسة نظام المقاصة‪ ،‬و تسوية المدفوعات‬
‫للمقترضين‪،‬‬
‫‪ ،‬و عمليات سوق الصرف األجنبي ‪،‬‬

‫ونتيجة لذلك فإن القطاع المصرفي يعتبر األداة األساسية لنقل تدابير السياسة النقدية إلى أسعار الفائدة في‬
‫السوق و إلى رصيد السيولة‪ ،‬و أخير إلى إجمالي النشاط االقتصادي و األسعار‪ ،‬و بسبب هذه الوظائف‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫المتنوعة يعتبر القطاع المصرفي السليم أهم عنصر منفرد لنظام مالي سليم‬

‫ومن خالل كل هيمكننا معرفة مدى أهمية عنصر الثقة بالنسبة للمصرف ‪ ،‬و هذا يقودنا إلى كيفية تدعيم‬
‫هذه الثقة‪.‬‬

‫فثقة الناس بالمصرف أمر بالغ األهمية إذ على مدى ما يشعر الناس من ثقة بمصرف ما يتوقف نجاح‬
‫ـ في تحقيق هدفه األول ‪ ،‬و هو البقاء و النمو عن طريق تأدية الخدمات النافعة ‪ ،‬و الثقة‬
‫ذلك المصرف‬
‫في أي مصرف تعتمد على عوامل متعددة نذكر من أهمها ‪:‬‬

‫قيامه بدفع األموال المودعة لديه ألصحابها في أي وقت تحت أي ضروف‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ .2‬دفع التزاماته فورا دون أي مماطلة كدفع الكفاالت التي يقدمها نيابة عن عمالئه و التي يطلب‬
‫بدفعها‪.‬‬

‫(‪ )1‬مجلة التمويل و التنمية يونيو ‪ .1999‬ص ‪33‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪ .3‬الدقة في أداء األعمال و عدم الوقوع في األخطاء ألن أخطاء المصرف تقلل الثقة فيه‬

‫‪33‬‬
‫‪ .4‬السيولة بمعنى االحتفاظ بكميات مناسبة من النقود الجاهزة وشبه النقود لمواجهة طلبات المودعين‪ ،‬و‬
‫العمل على إطالع الجمهور على ذلك عن طريق النشرات و الميزانيات الدورية لكسب الثقة‪.‬‬

‫‪.5‬العمل على نشر الوعي المصرفي بين الجمهور‪.‬‬

‫‪ .6‬العمل على إيجاد معادلة يمكن بواسطتها إراحة الضمير الديني للجمهور الذي يتحرج دينيا من التعامل‬
‫مع المصارف و ما ظاهرة تكوين المصارف اإلسالمية التي أخذت تبرز للوجود إلى محاوالت في هذا‬
‫المضمار‪.‬‬

‫و دعما لثقة الجمهور بالمصارف تتدخل البنوك المركزية في معضم بلدان العالم في أعمال‬
‫الجهاز المصرفي‪ ،‬فتحدد حدودا دنيا لرؤوس أموال المصارف‪ ،‬و تحدد مقدار التسهيالت االئتمانية التي‬
‫ال يمكن للمصرف التجاري أو المتخصص أن يتجاوزها ‪ ،‬كما تحدد مقدارالحد األدنى للموجودات‬
‫السائلة لدى المصرف التجاري‪.‬‬

‫كما أن مشكالت عدم سالمة النظام المصرفي تؤول إلى الظهور فجأة‪ ،‬و خاصة في البلدان‬
‫النامية ‪ ،‬و التي تمر بمرحلة انتقال‪ ،‬فإذا كانت قدرة المقترضين على السداد للمصارف‪ ،‬محل شك فإن‬
‫المودعين قد يفقدون الثقة في قدرة المصارف على الوفاء بالتزاماتها مما يمكن أن تؤدي إلى التدافع على‬
‫المصارف لسحب الودائع و هذه اإلمكانية مضافا إليها حقيقة أن المصارف شديدة الحساسية ‪ ،‬تجعل‬
‫النظام المصرفي عرضة بوجه خاص لنوبات مفاجئة في عدم االستقرار‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪34‬‬
‫إذن يجب أن تكون تقوية الملكية و المنافسة في األنظمة المصرفية لها أولوية لمواجهة هذا‬
‫االحتمال في البلدان النامية خاصة‪ ،‬و التي تمر بمرحلة انتقال ‪ ،‬و تقع مسؤولية اإلدارة الداخلية‬
‫للمصارف و غيرها من المؤسسات المالية أوال و قبل كل شيء على عاتق مد رائها‪ ،‬و لهذا فإن‬
‫الخوصصة تعتبر عنصرا حاسما في إصالح القطاع المصرفي‪ ،‬في تلك البلدان‪ ،‬و تحديد ضروف‬
‫الدخول في مجال الصناعة المصرفية لجعلها موضع منافسة‪.‬‬

‫ـ المصارف ‪:‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مصادر تمويل‬

‫سنتطرق في هذا المبحث إلى جميع المصادر التي يتم بها تمويل المصارف‪ ،‬و يمكن تصنيفها إلى‬
‫مصادر داخلية كأموال المصارف الخاصة إضافة إلى الودائع بمختلف أنواعها‪ ،‬كما ال ننسى المصادر‬
‫الخارجية التي يلجأ إليها المصرف عند قلة السيولة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مصادر التمويل الداخلية ‪:‬‬

‫فمصادر التمويل الداخلية تتكون من مصدرين هامين هما ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أموال المصارف الخاصة ‪ :‬و تتألف هذه المجموعة من حيث هي عبارة عن الفرق بين‬
‫موجودات المصرف و مطلوباته و تسمى أيضا " قيمة المصرف الصافية " و تتألف هذه المجموعة‬
‫من ‪:‬‬

‫‪ -1‬رأس المال المدفوع ‪ :‬و هي عبارة عن األموال التي يحصل عليها المصرف من أصحاب‬
‫المشروع عند بدء تكوينه‪ ،‬و أية إضافات أو تخفيضات قد تطرأ عليها في فترات الحقة ‪ ،‬و يمثل هذا‬
‫المصدر نسبة ضئيلة من مجموع األموال التي يحصل عليها المصرف من جميع المصادر‪ ،‬لكن أهمية‬
‫هذا المصدر ال يمكن المبالغة فيها حيث يساعد رأس المال على خلق الثقة في نفوس المتعاملين مع‬
‫المصرف خاصة أصحاب الودائع منهم‪ ،‬إذ أن رأس المال يحدد قيمة الضمان الذي يعتمد عليه‬
‫المودعون ضد ما يطرأ أمن تغيرات على قيمة الموجودات التي يستثمر فيها المصرف أمواله‪ ،‬هذا و‬
‫يجب عدم‬

‫المغاالة في قيمة رأس المال و هذا راجع إلى ‪:‬‬

‫(‪ )1‬زياد رمضان إدارة أعمال المصارف ‪ ،1997.‬ص ‪.71‬‬

‫‪35‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫المصرف ال يتعامل بشكل رئيسي بأمواله الخاصة ‪ ،‬و إنما بأموال المودعين لذا فهو ال يحتاج إلى‬
‫األموال الخاصة بنفس الدرجة التي يحتاجها المشروع التجاري أو الصناعي ‪.‬‬

‫صغر حجم رأس المال يمكن المصرف من توزيع العائد على رأس المال ألن العائد من االستثمارات‬ ‫‪o‬‬
‫بعد تغطية تكاليف الحصول على األموال من المصادر الخارجية و المصارف اإلدارية و العمومية‬
‫الالزمة إلدارة المشروع بشكل عام لن يشجع أصحاب رأس المال على استثمار أموالهم في‬
‫المشروع لذا لم يكن هذا العائد مرتفعا يكون المصرف التجاري رأس المال لكن بنسب ظئيلة من‬
‫خصومه مما يدل على ضآلة الدور الذي يقوم به‪ ،‬عكس الحال في المصرف غير تجاري مثل ‪:‬‬
‫المصارف المتخصصة أين يكون رأس المال بنسبة كبيرة حيث تعتمد عليه في عملياتها‪ ،‬بينما يعتمد‬
‫المصرف التجاري على ودائعه‪.‬‬

‫‪ -2‬األرباح المحتجزة ‪ :‬تحتجز األرباح بصفة عامة في المشروعات ألسباب مختلفة و هي تمثل جزءا‬
‫من حقوق المساهمين و يرى البعض فيها وسيلة للحصول على األموال الالزمة فالستثمار داخليا‪ ،‬و‬
‫يمكن تقسيم األشكال التي تتخذها األرباح المحجوزة إلى ‪ :‬االحتياطات و المخصصات و األرباح غير‬
‫الموزعة‪.‬‬

‫أ‪ -‬االحتياطات ‪ :‬تقتطع االحتياطات من األرباح لمقابلة طارئ محدد تحديدا نهائيا وقت تكوين‬
‫االحتياطي‪ ،‬و تفاديا إلضهار حجم األرباح المحجوزة في حساب واحد ظهرت في المحاسبة عدة تسميات‬
‫من االحتياطات منها ‪ :‬االحتياطي العام‪ ،‬االحتياطي القانوني‪ ،‬و احتياطي الطوارئ و غيرها من‬
‫األسماء التي تطلق على جزء من األرباح بغية حجزه و إعادة استثماره في المشروع‪ ،‬أي كلما زادت‬
‫االحتياطات زاد ضمان المودعين في المصارف‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫االحتياطي الخاص ( االختياري ) ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫هو احتياطي يكونه المصرف من تلقاء نفسه غير أن القانون يفوضه عليه بدافع ‪:‬‬

‫تدعيم المركز المالي للمصرف في مواجهة المتعاملين و الجمهور‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مالقاة كل خسارة في قيمة أصول المصرف تزيد من قيمة االحتياطي القانوني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ ( احتياطي رأس المال ) ‪ :‬هو احتياطي يطلبه القانون و ينص على أن يكون‬
‫االحتياطي القانوني‬ ‫‪.2‬‬
‫بنسبة معينة من رأس المال فعندما يستقر المصرف في أعماله و يبدأ في الحصول على األرباح فإن‬
‫ـ يقتطع نسبة مئوية معينة من األرباح الصافية قبل توزيعها‪.‬‬
‫القانون ينص على أن المصرف‬

‫ب – المخصصات ‪ :‬تكون المخصصات في العادة لتعديل قيمة األصول لتجعلها ممثلة بللقيمة الحقيقية‬
‫لها في تاريخ إعداد ميزانية طبقا ألسس التقييم المتعارف عليها لكل نوع من أنواع األصول و تحمل‬
‫األرباح عادة بقيمة المخصصات‪.‬‬

‫ج – األرباح غير الموزعة ‪ :‬إن االحتياطات و المخصصات تكون غير معدة للتوزيع على المساهمين‬
‫كأرباح إال أن المبالغ التي تبقى بعد اقتطاع االحتياطات و المخصصات تكون قابلة للتوزيع على شكل‬
‫أرباح غير موزعة إال أنها تكون قابلة للتوزيع و يوزعها المصرف متى شاء‪.‬‬

‫د‪ .‬سندات الدين الطويل األجل ‪ :‬إن رأس المال و االحتياطي و المخصصات و األرباح غير الموزعة‬
‫فهي مصادر تقليدية بالنسبة للمصرف التجاري أما المصادر الحديثة فهي تشمل ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫سندات الدين الطويل األجل ‪ :‬التي تعتبر من مصادر الخارجية يصدرها المصرف و يبيعها للجمهور‬ ‫‪‬‬
‫و المؤسسات و يحتفظ باألموال الناتجة عن هذا البيع ضمن أمواله الخاصة شريطة أن يكون لسداد‬
‫الودائع حق األولوية ال على سداد هذه السندات عند تصفية أعمال المصرف ‪.‬وقد اعتبرت هذه‬
‫األموال ضمن األموال الخاصة في أمريكا رسميا في نهاية ‪.1962‬‬

‫‪ -1‬وظائف أموال المصرف الخاصة ‪:‬‬

‫تعتبر كهامش أمان بالنسبة لكل من له ودائع في المصرف‬ ‫‪‬‬

‫ـ الخاصة تساهم في المحافظة على السيولة المناسبة للمصرف التى تمكنه من‬
‫كما أن أموال المصرف‬ ‫‪‬‬
‫مواجهة الخطر دون المساس برأس المال‪.‬‬

‫كما أن األموال الخاصة تعتبر مقياسا في نظر حاملي األسهم أين يتمكنون من معرفة قيمة ما‬
‫يملكونه من أسهم فكلما كانت قيمة المصرف الصافية أكبر كلما كانت لقيمة أسهمهم التي يملكونها في‬
‫ـ أكبر والعكس صحيح وهكذا فان أموال المصرف تستخدم لألغراض التالية ‪:‬‬
‫ذلك المصرف‬

‫لبداية عمل المصرف ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ‬
‫يعتبر رأس المال االحتياطي ضمانة ضد خسائر المصرف‬ ‫‪‬‬

‫كما يساعد على كسب ثقة المودعين‬ ‫‪‬‬

‫يعتبر كمقياس يقيس به المالكون مقدار ما يملكون من ثروة مستثمرة في ذلك المصرف ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قدرتها على امتصاص الصدمات والهزات المالية التي تتعرض لها المصارف مثل انجلترا ‪،‬وفي‬ ‫‪‬‬
‫العادة نسب أموال المصارف الخاصة إلى مجموع الودائع في البلدان النامية أعلى من البلدان‬
‫المتقدمة وهذا راجع إلى هبوط مستوى الدول النامية ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ـ وهي بشقيها‬
‫الودائع ‪ :‬والودائع هي تعتبر من أبرز مصادر التمويل الخارجية للمصرف‬ ‫‪-I‬‬
‫المحلي واألجنبي أين تعتبر المصدر الرئيسي ألموال المصرف التجاري‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مصادر التمويل الخارجية ‪:‬‬

‫عندما يصعب الحصول على األموال بالطرق المذكورة سابقا يلجأ المصرف التجاري إلى‬
‫التمويل الخارجي المتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬عن طريق البنك المركزي ‪:‬‬

‫أي عن طريق االقتراض من البنك أو بنوك أخرى‪ ،‬و في الواقع أن دور البنك المركزي باعتباره‬
‫ممول البنوك التجارية ال يقف عند منح القروض و إنما يتعداه إلى عمليات إعادة الخصم‪.‬‬

‫‪ -1‬القروض و السلفات ‪ :‬يعمل البنك المركزي كبنك البنوك أين يقدم لها قروضا لمساعدتها على تلبية‬
‫حاجاتها و التسهيالت التي يعطيها البنك المركزي للمصارف في حالة اقتراضها منه تفوق معدل الفائدة‬
‫الذي يتقاضاه‪ ،‬وذلك ألنه غالبا ما يمنح هذه القروض ليشجع المصارف على االقتراض لتمويل‬
‫النشاطات التي يرغب في تشجيعها‪.‬‬

‫‪ -‬فالقروض غالبا ما تعطي لنشاطات إنتاجية بينما تمثل السندات المعاد خصمها أوراقا لصفقات تجارية‬
‫أو لغايات استهالكية تأخذ مظهر الصفقات التجارية‪ ،‬و في الحقيقة أن البنك المركزي ال يستطيع بنيان‬
‫حقيقة الغرض من التمويل بواسطة السند بدقة‪.‬‬

‫‪ -2‬إعادة الخصم ‪ :‬تخصم المصارف التجارية عادة أوراقا و سندات مالية للمتعاملين معها بدال من أن‬
‫تجمد قيمتها لحين استحقاقها لدى البنك المركزي و تدفع له بالمقابل معدل إعادة الخصم يكون أقل‬
‫معدل من معدل الخصم‪.‬‬

‫لذا يفضل المصرف االحتفاظ بها عندما تكون األحوال العادية أي وجد النقود في خزانته و هذا لحين‬
‫استحقاقها و ذلك ألمرين ‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫االستفادة من استثمار أمواله في عملية الخصم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫و هذا ألن لجوء المصرف إلعادة الخصم قد يساء فهمه من قبل البعض أين يعتبرونه دليال على‬ ‫‪‬‬
‫ضعف سيولته و عدم قدرته على مواجهة طلبات المودعين أو باألحرى المتعاملين معه‪.‬‬

‫لهذا فإن المصرف التجاري ال يلجأ إلى إعادة الخصم‪ ،‬إال عند الضرورة المتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ -‬تدني السيولة‪.‬‬

‫‪ -‬تدني رصيد أمواله الجاهزة‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة فرص استثمار أمواله في نواحي أكثر ربحا من إعادة الخصم‪.‬‬

‫و تعتبر عملية إعادة الخصم من أقدم أشكال المساعدة التي قدمها البنك المركزي للبنوك‬
‫التجارية‪ ،‬و لكن أهمية هذا المصدر أخذت بالتضاؤل بسبب وجود أموال كافية في المصارف و بسبب‬
‫انتشار األسواق المالية حيث بدال من لجوء المصرف إلى إعادة الخصم مع ما يتضمنه من أخطار على‬
‫سمعته‪ ،‬فإنه يلجأ إلى بيع هذه األوراق المحتفظ بها في محفظته االستثمارية‪.‬‬
‫كما أن إمكانية المصرف بحصوله على قرض أو سلفة أدى إلى التقليل من أهمية إعادة الخصم‬
‫باعتباره كمصدر من مصادر التمويل‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬عن طريق التسهيالت االئتمانية الخارجية ‪:‬‬
‫و تتلخص في القروض و االعتمادات التي تحصل عليها المصارف من مراسليها في الخارج و‬
‫عادة ما تكون بالعمالت األجنبية لذا فإن هذا المصدر ال يمكن اعتباره مصدرا مباشرا‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫كما أن استعماله يقصر على تمويل عمليات مصرفية معينة في الخارج كعمليات االعتمادات‬
‫المستندية أي أنها ليست أمواال جاهزة توضع تحت تصرف المصرف المحلي لتمويل عملياته مع‬
‫الخارج‪ ،‬حيث يساعد المصرف على ترسيخ عالقاته بالخارج مما ينتج عنه إمكانية استخدامه كمصرف‬
‫مراسل للمصارف الخارجية‪ ،‬فيستفيد من العمالت الناتجة عن أداء هذه الخدمات‪.‬‬
‫مصادر التمويل األخرى ‪ :‬و تشمل مايلي ‪:‬‬
‫القروض المتبادلة بين المصارف المحلية ‪ :‬في بعض األحيان تلجأ المصارف التجارية إلى‬ ‫‪‬‬
‫االقتراض من بعضها البعض في سبيل تمويل عملياتها إال أن هذه الطريقة ال تنظر غليها المصارف‬
‫عادة بعين االرتياح نظرا لما قد يظنه البعض من لجوء المصارف إلى مثل هذه الطريقة قد يعني‬
‫المصرف المقترض و كذلك فإن المصدر غير مضمون ألن الحاجة األموال تنشأ عادة من زيادة‬
‫الطلب على السحوبات أو القروض‪ ،‬و بما أن هذه األمور تتخذ نتيجة ألوضاع سياسية أو اقتصادية‬
‫معينة‪ ،‬فإن جميع المصارف العاملة في البالد تتعرض لنفس هذه الظروف مما يجعل كل المصارف‬
‫تحتاج إلى أموالها في فترة واحدة‪ ،‬األمر الذي يجعلها غير قادرة على إقراض بعضها البعض‪ ،‬و‬
‫بالتالي اللجوء إلى البنك المركزي كمقرض أخير‪.‬‬
‫التأمينات المختلفة ‪ :‬و هي التأمينات التي يضعها بعض األفراد في المصارف مثل ‪ :‬تأمينات‬ ‫‪‬‬
‫االعتمادات المستندية و يتم تصنيف هذه المصارف تحت الودائع المقيدة‪.‬‬
‫ودائع المصرف من الخارج في المصارف المحلية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلوبات األخرى ‪ :‬و هي عبارة عن عدة بنود يدمجها البنك المركزي مما يقصد اختفاء معالمها أو‬ ‫‪‬‬
‫لعدم أهمية تفصيالتها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬طرق تمويل المصارف ‪:‬‬

‫يعتبر التمويل أساس ممارسة أي نشاط اقتصادي و تبعا لتعدد مصادر ووسائل التمويل يمكن‬
‫مالحظة طريقتين للتمويل هما التمويل المباشر و التمويل غير المباشر باإلضافة إلى التمويل الذاتي الذي‬
‫ال يتطلب وسيط مالي ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التمويل الذاتي ‪:‬‬
‫إن التمويل الذاتي يعبر عن االرتباط المباشر بين مرحلة تجميع االدخار و مرحلة استخدامه على‬
‫المستوى الجزئي و الكلي فأهم صور التمويل الداخلي هو التمويل الذاتي للمؤسسات و األفراد و‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫ـ ‪ :‬فهو يتعلق برفع رأس المال و االحتياطات‪ ،‬حيث يرتبط نجاح هذا التمويل‬
‫التمويل الذاتي للمؤسسة‬
‫بجملة من الشروط الداخلية و الخارجية للمؤسسة ‪.‬‬
‫فأما فيما يخص الشروط الداخلية فهي تمس المؤسسة نفسها ‪ ،‬أما الشروط الخارجية فهي تتعلق بوضعية‬
‫السوق التمويلية كالسوق النقدي و المالي ‪.‬‬
‫و من أهم مزايا التمويل الذاتي للمؤسسة هي ‪:‬‬
‫اختيار نوعية االستثمار دون التقييد بأسعار الفائدة أو ضمانات بمختلف أنواعها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يساعد على االبتعاد من االستدانة الخارجية‬ ‫‪‬‬
‫يحقق التساوي المطلق بين االدخار و االستثمار باعتباره يقع في حدود دائرته المغلقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪42‬‬
‫هو تمويل مضمون دون التعرض لضغوطات المقترضين و يعطي استقاللية للمؤسسة و ال يتعرض‬ ‫‪‬‬
‫للمخاطرة‪.‬‬
‫يكون لهذا التمويل عيوب منها ‪:‬‬
‫إعادة توزيع المداخيل الناتج عن إدماج األرباح الغير موزعة (‪ )SB‬أدى إلى زيادة األرباح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما أنه يخدم صاحب المشروع فقط و يضر بالعمال فعوض رفع األجور نجد هناك تجميد لصالح‬ ‫‪‬‬
‫رأس المال‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التمويل الذاتي لألفراد و الحكومة ‪:‬‬


‫هو تمويل داخلي ال يختلف عن التمويل الذاتي للمؤسسات ألنه يعبر عن عالقة مباشرة بين‬
‫تجميع الموارد النقدية التي تستخدم في تكوين رأس المال لقطاع ما ينتمي إليه الفرد أو الحكومة‪.‬‬
‫و من أهم عيوبها هي ‪:‬‬
‫عدم توسيع القاعدة االقتصادية أفقيا أو عموديا يؤدي إلى عدم إحداث استثمارات جديدة أو‬ ‫‪‬‬
‫توسيعها‪.‬‬
‫قلة التوفيرات في الميدان االستثماري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التمويل المباشر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التمويل المباشر يعبر عن العالقة المباشرة بين المقرض و المستثمر دون تدخل أي وسيط‬ ‫‪‬‬
‫مالي مصرفي أو غير مصرفي‪ ،‬فالوحدات ذات الفائض في الموارد النقدية و االدخارية تحول‬
‫إلى وحدات ذات العجر في الموارد‪ ،‬و هذا التمويل يتخذ صورا متعددة أين يختلف باختالف‬
‫ـ أفراد‪ ،‬مشروعات‪ ،‬حكومة‪.‬‬
‫المقرضين‬
‫ـ المباشر ‪ :‬منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أهم صور التمويل‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للمشروعات ‪ :‬حيث تحصل على قروض و تسهيالت ائتمانية من عمالئها أو‬ ‫‪‬‬
‫مشروعات أخرى‪ ،‬و هنا يمكن للمشروعات تقديم سندات متعددة أو بمعنى آخر للتمويل عن‬

‫‪43‬‬
‫طريق القيم المنقولة األسهم السندات‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل بواسطة حقوق الملكية ‪ '' :‬األسهم و السندات '' ‪:‬‬
‫بعد التمويل بهذا النوع ضمن التمويل الداخلي للمشاريع االقتصادية‪ ،‬فمن خالله تمويل المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫نفسها بنفسها دون اللجوء إلى المصادر الخارجية ‪.‬‬
‫فنجد نوعان من األسهم ‪ :‬أسهم عادية أو أسهم ممتازة مع العلم أن السهم هو عبارة عن صك أو‬ ‫‪-‬‬
‫ورقة مالية تمثل القيمة االسمية لنصيب صاحبة أو حامله في ملكية المؤسسة‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫‪1‬األسهم العادية ‪ :‬هي عبارة عن أوراق مالية تحمل قيمة اسمية و تلتزم بتوزيع نسبة من األرباح‬
‫الخاصة بالمؤسسة ‪ ،‬كما تمنح المؤسسة لحامل السهم العادي حقا في الملكية النهائية للمؤسسة‪ ،‬و كذا‬
‫تحمل مخاطر أو خسائر المؤسسة وفقا لنسبة أو معدل مساهمته في تلك المؤسسة ‪ ،‬حيث في حالة‬
‫التصفية ال يحق لحملة األسهم العادية المطالبة بحقوقهم إال بعد تسوية مطالب الغير‪.‬‬
‫و يترتب عن استخدام األسهم العادية للتمويل العديد من الحقوق و االلتزامات هي ‪:‬‬
‫يحصل حملة األسهم العادية على األرباح المتوقعة مع حقهم في المراقبة على المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫يتحمل المساهمون الخسائر المحتملة مع االلتزامات القانونية نحو الغير وفقا للشكل القانوني‬ ‫‪-‬‬
‫للمشروع‪.‬‬
‫مسؤولية حملة األسهم العادية محددة بحجم استثماراتهم بالمؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعتبر األسهم العادية كهامش أمان أمام الدائنين إذ ما حدثت خسارة أو تصفية للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ـ األسهم الجديدة ‪.‬‬
‫الحق في االكتتاب أو األولوية في إصدارات‬ ‫‪-‬‬
‫الحق في تحديد عقد تأسيس المؤسسة بعد موافقة الجهة الحكومية المختصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حق وضع و تعديل النظام الداخلي للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حق انتخاب أعضاء المجلس اإلداري للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حق تفويض إدارة الشركة في بيع األصول الثابتة‬ ‫‪-‬‬

‫‪44‬‬
‫حق الموافقة على اندماج المؤسسة مع مؤسسات أخرى و تغيير حجم األسهم العادية المصرح بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و بالتالي فإن النقاط الخمس األخيرة تعتبر كحقوق يتمتع بها حامل األسهم العادية في المؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما أن لهذه األسهم مزايا و عيوب نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫مزايا األسهم العادية ‪:‬‬
‫ليس لألسهم العادية تاريخ استحقاق معين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة التمويل عن طريق هذا المصدر يؤدي إلى زيادة قدرة المؤسسة على اقتراض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عيوب األسهم العادية ‪:‬‬
‫بيع هذا السهم يمنع حق الرقابة و التصويت للمشتري الجديد مما يضعف قدرة المالك الحاليين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما قد يترتب على االقتراض استخدام أموال بمعدل فائدة ثابت أو منخفض بينما إصدار أسهم جديدة‬ ‫‪-‬‬
‫يؤدي إلى المشاركة المتساوية لحملة األسهم في األرباح المتوقعة‪.‬‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫األسهم الممتازة ‪ :‬و هي أن يتمتع حاملها بكافة الحقوق التي يتمتع بها األسهم العادية إضافة إإلى‬ ‫‪‬‬
‫إمتيازات و حقوق أخرى منها ‪:‬‬
‫األولوية في الحصول على نسبة معينة من األرباح الخاصة بالمؤسسة قبل أن تقوم بتوزيع األرباح‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة بحملة األسهم العادية ‪.‬‬
‫ال تدفع المؤسسة أي فوائد على متأخرات التي لم يتم سدادها على فترات سابقة خاصة باألسهم‬ ‫‪-‬‬
‫الممتازة المجمعة‪.‬‬
‫و من أهم مزايا األسهم الممتازة هي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تجنب المؤسسة شرط المساواة مع حملة األسهم العادية من حيث العائد ألن عائد األسهم الممتازة‬ ‫‪-‬‬
‫ثابت‪.‬‬
‫ال يترتب على عدم دفع فوائد األسهم الممتازة في حالة العسر المالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكن رغم ذلك فإن لألسهم الممتازة عيوب هي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫معدل عائدها أعلى من معدل العائد الخاص بالسندات‬ ‫‪‬‬
‫التوزيعات الخاصة باألسهم ال تعطي أي إعفاء ضريبي‪ ،‬كما هو الحال في الفوائد على القروض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪45‬‬
‫أو يتم التمويل عن طريق السندات باعتبارها من حقوق الملكية أين تفض المؤسسات هذا النزع من‬ ‫‪‬‬
‫التمويل نظرا ألن األسهم بمختلف أنواعها ال تفضل االستقاللية نظرا الرتباطها برأس مال المؤسسة‬
‫العكس بالنسبة للسندات‪.‬‬
‫‪ -II‬بالنسبة‬
‫ـ لألفراد ‪ :‬حيث يستطيع األفراد االقتراض من أجل تلبية حاجات األفراد سواءا كانت‬
‫استهالكية أو استثمارية و هذا من طرف أفراد آخرين عن طريق االعتماد على كمبياالت أو سندات ‪...‬‬
‫فيعترف فيها بدين أحدها اتجاه اآلخر لفترة قصيرة ‪ ،‬حاليا يتم تمويل األفراد عن طريق المؤسسات‬
‫التمويلية الخاصة بتصريف منتوج ما مقابل فائدة‪.‬‬
‫‪ -III‬بالنسبة‬
‫ـ للحكومة ‪ :‬يتم في إطار التمويل المباشر من طرف األفراد والمؤسسات عبر مالية ‪.‬وهذا‬
‫بإصدار سندات متعددة و لفترات مختلفة وفق أسعار فائدة متنوعة أهمها أذونات الخزينة ‪ ،‬و قروض‬
‫طويلة المدة‪.‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬
‫‪ -2‬مزايا و ‪-‬عيوب التمويل المباشر ‪:‬‬
‫إن وجود عالقة مالية مباشرة بين أصحاب الفائض المالي و أصحاب العجز المالي أمر ممكن‪ ،‬لكن هذه‬
‫العالقة تصادفها مجموعة من الصعوبات بالنسبة للطرفين‪ ،‬و أهم تلك الصعوبات هي ‪:‬‬
‫صعوبة معرفة أن صاحب الفائض المالي يمكنه منح أموال ألصحاب العجز في التمويل في الوقت‬ ‫‪-‬‬
‫المناسب مثل ‪ :‬شخص يحتاج أموال في شهر مارس‪ ،‬لكن صاحب الفائض ال يستطيع تعبئته إال في‬
‫شهر أبريل‪.‬‬
‫صعوبة التواجد في نفس المكان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة توافق الرغبات من حيث المبلغ‪ ،‬فقد يكون صاحب العجز المالي يحتاج إلى مبلغ أكبر من‬ ‫‪-‬‬
‫الفائض المالي للطرف اآلخر‪ ،‬و يصبح من الالزم على صاحب العجز أن يبحث على طرف آخر‬
‫الستكمال حاجته المالية‪.‬‬
‫ـ غير مباشر ‪:‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التمويل‬
‫ال تمويل غير مباشر يتمثل في الوساطة المالية بمختلف أنواعها أي االعتماد على المؤسسات المالية‬
‫البنكية وغيرالبنكية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪-I‬طبيعة الوساطة المالية ‪ :‬من أجل اإلشارة على طبيعتها علينا أن تبرز أهم أطرافها المتمثلة في‬
‫طرفين ‪:‬‬
‫أصحاب الفائض المالي ‪ :‬هم أولئك الذين تفوق مدا خيلهم مجموع النفقات التي يقوم بها ‪ ،‬كما أنهم‬ ‫‪-‬‬
‫يمثلون الطرف الذي له القدرة على التمويل و البحث على أفضل التوظيفات لهذه الفوائض‪.‬‬
‫أما أصحاب العجز المالي ‪ :‬فهم عكس الطرف األول حيث تفوق نفقاتهم عن مجموع المداخيل التي‬ ‫‪-‬‬
‫يحصل عليها و بالتالي يمثلون الطرف الذي له الحاجة للتمويل‪.‬‬
‫و في ظل هذه الظروف يمكن أن نعرف الوساطة المالية على أنها تلك الهيئات التي تسمح‬
‫بتحويل التمويل المباشر بين المقرضين و المقترضين المحتملين إلى تمويل غير مباشر ‪ ،‬كما أنها تخلق‬
‫قناة تمر عبرها األموال من أصحاب الفائض المالي إلى أصحاب العجز المالي‪ ،‬فتقوم هذه الهيئات بتعبئة‬
‫اإلدخارات الخاصة باألفراد و المؤسسات و القيام بمنح القروض إلى أطراف أخرى‪.‬‬
‫‪ – II‬أنواع الوساطة المالية ‪ :‬يمكن التمييز بين العديد من أنواع الوساطة المالية التي تحصرها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬

‫المؤسسات المالية النقدية ( البنوك) ‪ :‬و تصنف إلى نوعين ‪:‬‬


‫أ‪ -‬البنك المركزي ‪ :‬هو عبارة عن مؤسسة تتكفل بإصدار النقود و هو الذي يترأس النظام النقدي‪ ،‬كما‬
‫يشرف على التسيير النقدي و التحكم في كل البنوك العاملة‪ ،‬كما يعتبر كذلك بنك البنوك و بنك الحكومة‬
‫حيث يعودون إليه عندما يحتاجون للسيولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬البنوك التجارية ‪ :‬هي نوع من الوساطة المالية تتمثل مهمتها األساسية في تلقي الودائع الجارية‬
‫للعائالت و المؤسسات‪ ،‬و تقوم بإنشاء نقود الودائع و منح قروض كما تعتمد على األموال المتلقات من‬
‫األفراد أو المؤسسات التي تكون في شكل ودائع‪.‬‬
‫ج‪ -‬المؤسسات المالية غير النقدية ‪ :‬إن وصفها على أنها غير نقدية ال يعني أنها ال تستعمل النقود‪،‬‬
‫لكن لكون طبيعة مواردها ال تسمح لها بإنشاء النقود على خالف المؤسسات المالية النقدية‪ ،‬كما ال يمكن‬
‫لها الحصول على ودائع جارية أو تحت الطلب من الجمهور‪ ،‬و هذا هو السبب في عدم قدرتها على‬
‫إنشاء النقود الودائع‪ ،‬و عليه فإن الجزء األكبر من مواردها يتشكل من رؤوس أموالها الخاصة وودائع‬

‫‪47‬‬
‫ألجل‪ ،‬كما تمنح قروض طويلة و متوسطة األجل و تصدر سندات و شراء أسهم من أجل المشاركة في‬
‫مختلف المشاريع‪.‬‬
‫‪ – III‬أهمية الوساطة المالية ‪:‬‬
‫بالنسبة ألصحاب الفائض المالي ‪ :‬بالنسبة لهذه الفئة من األفراد سمحت الوساطة المالية بتحقيق‬ ‫أ‪-‬‬

‫مزايا عديدة نذكر منها ‪:‬‬


‫يتيح وجود وساطة مالية لصاحب الفائض المالي بإمكانية الحصول على السيولة في أي وقت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فالمؤسسات المالية الوسيطة مجبرة على االحتفاظ بجزء من األموال في شكل سائل لمواجهة مثل‬
‫هذه االحتماالت‪.‬‬
‫إنفاق الوقت و الجهد في البحث عن المقترضين المحتملين بالنسبة ألصحاب الفائض المالي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ للعجز المالي ‪:‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة‬
‫توفر الوساطة المالية لألموال الالزمة بشكل كاف و في الوقت المناسب لصحاب العجز المالي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجنب وجود الوساطة المالية بالنسبة للمقترض مشقة البحث عن أصحاب الفوائض المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود الوساطة المالية يسمح بتوفير قروض بتكاليف أقل نسبيا‪ ،‬عكس ما هو عليه في التمويل المباشر‬
‫ـل‬
‫عموميات حول المصاريف وعملية التموي‬ ‫الفصل ‪: I‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لالقتصاد ككل ‪:‬‬ ‫‪-II‬‬
‫تفادي احتماالت عرقلة النشاط االقتصادي لعدم توافق الرغبات بين أصحاب الفائض المالي و‬ ‫‪‬‬
‫أصحاب العجز المالي حيث هذا التعارض بينهما يؤدي إلى وجود اختالالت في االقتصاد‪.‬‬
‫يسمح بتوفير الموال الالزمة للتمويل عن طريق االدخارات و تحويلها على قروض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يسمح بتوفير األموال الالزمة للتمويل و هذا عن طريق تعبئة اإلدخارات الصغيرة و تحويلها إلى‬ ‫‪‬‬
‫قروض‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫خاتمــة الفصــل‬

‫‪48‬‬
‫في آخر هذا الفصل نالحظ أن البنوك بمختلف أنواعها تلعب دورا هاما في تسيير شؤون الدولة‬
‫باعتبارها عصب للدولة ال يمكن التخلي عنها في أي ظرف كان‪ ،‬لكن كما ذكرنا سابقا أن التمويل هو‬
‫عبارة عن تدفقات نقدية و مالية لصالح األفراد و المؤسسات‪ ،‬و كأداة هامة تعتمد عليها مختلف البنوك‬
‫في سد حاجات المجتمع باعتبارها أهم ممول للدولة و األفراد‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪:‬‬ ‫تمهيد الفصل‬


‫يرغب األفراد أحيانا العتبارات مختلفة في تفضيل عدم االحتفاظ بالنقود لديهم‪ ،‬و يبحثون عن أحسن‬
‫الصيغ للحفاظ عليها‪ ،‬و تطرح المصارف واحدة من هذه الصيغ‪ ،‬و هي إتاحة الفرصة لألفراد من أجل‬
‫االحتفاظ بالنقود لديها على شكل وديعة‪ ،‬و ال يتوقف دور المصارف على هذا فقط‪ ،‬و إنما المصارف و‬
‫في هذا المجال قادرة على إنشاء نقود الودائع أو نقود ائتمانية تفوق في حجمها ما تملكه من نقود‬
‫قانونية‪ ،‬و هذا ما يميز المصارف التجارية على مختلف المؤسسات المالية األخرى‪.‬‬
‫و فيما يخص هذه الودائع فإن المصارف التجارية باألخص تبذل مجهودات كبيرة في سبيل‬
‫تنميتها ألنها مصدر من مصادر تمويلها‪ ،‬و ألن ينمو هذه الودائع تزيد من فعاليتها المصرفية ‪ ،‬و من‬
‫استثمارها و من سيولتها و ربحيتها‪ ،‬و إلعطاء هذه المفاهيم حقها سوف نتطرق في هذا الفصل إلى‬

‫‪49‬‬
‫ماهية الودائع المصرفية و كيفية خلق نقود الودائع إلى تصنيفات الودائع‪ ،‬و إلى أهم االستراتيجيات التي‬
‫تؤدي إلى تنمية الودائع المصرفية‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الودائع المصرفية و كيفية خلق نقود الودائع ‪:‬‬

‫تقوم البنوك التجارية باالحتفاظ بأموال الجمهور في شكل ودائع لفترات مختلفة قد تكون قصيرة‬
‫أو طويلة‪ ،‬إذ تشكل هذه الودائع الجزء األكبر من موارد البنك كما أن هذا األخير يعتمد عليها في‬
‫مختلف عملياته كإنشاء النقود و منح القروض و ما يجب التعرف عليه في هذا الشأن هو تعريف‬
‫الوديعة و أهميتها‪ ،‬و كيفية إنشاء نقود الودائع في البنوك و هذا ما سنجيب عليه فيما يلي ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الودائع و طرق تلقيها و نظم إيداعها ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الوديعة و أهميتها ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف الوديعة ‪:‬‬
‫يمكن تعريف الوديعة على أنها تمثل كل ما يقوم به األفراد أو الهيئات بوضعه في البنوك بصفة‬

‫‪50‬‬
‫‪)1(.‬‬
‫مؤقتة و قصيرة أو طويلة على سبيل الحفظ أو التوظيف‬
‫أو هي األموال التي يقوم األشخاص الطبيعيون و االعتباريون بإيداعها لدى البنوك في حساب خاص‬
‫‪)2(.‬‬
‫ألجل معين ‪ ،‬و بفائدة محددة‬
‫كما تعرف بأنها تمثل مبالغ نقدية مقيدة في دفاتر البنوك التجارية مستحقة للمودعين بالعمالت‬
‫المحلية أو بالعمالت األجنبية‪ ،‬و تتخذ هذه الودائع أكثر من شكل طبقا لالتفاق المنظم للعالقة بين‬
‫صاحب الوديعة و البنك‪.‬‬
‫‪)3(.‬‬
‫و باختصار فالودائع هي دين بذمة المصرف ‪ ،‬أي رصيد موجب للمودع‬

‫(‪ )1‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2001 ،‬ص ‪25‬‬
‫ـ دار وائل للنشر ‪ ،1998‬ص ‪135‬‬
‫(‪ )2‬خالد أمين عبد اهلل‪،‬العمليات المصرفية‪ ،‬الطرق المحاسبية الحديثة‪،‬‬

‫(‪ )3‬شاكر القرويني‪ ،‬ص ‪ 77‬مرجع سابق‬


‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫و من هذه التعاريف يمكن استنتاج مايلي ‪:‬‬


‫البعد الزمني في الوديعة مهم للغاية حيث يوجد فاصل زمني بين لحظة اإليداع و لحظة السحب‪ ،‬و‬ ‫‪.1‬‬
‫هذا الفاصل الزمني له أهمية خاصة من عدة جوانب‪.‬‬
‫فهو يسمح بتحديد مر دودية الوديعة بالنسبة للمودع‪ ،‬كما أن هذا الفاصل الزمني يعتبر حاسما من الناحية‬
‫االقتصادية بالنسبة للبنك‪ ،‬إذ على أساسه يمكن تقدير مدى التوظيفات الالزمة لهذه األموال ‪.‬‬
‫الوديعة ال تعني تحويال للملكية‪ ،‬أي ملكية النقود‪ ،‬فهي دائما ملك لصاحبها تخلى عن التصرف فيها‬ ‫‪.2‬‬
‫ـ فيها‪ ،‬و لكن بشكل مؤقت أيضا‪ ،‬إلى البنك ‪ ،‬و هذا األخير من‬
‫بصفة مؤقتة‪ ،‬و قد نقل حق التصرف‬
‫حقه استعمال هذه الودائع‪ ،‬و لكن في الحدود التي تسمح له بها عمليات السحب المحتملة من طرف‬
‫أصحابها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الودائع تكون إما في شكل نقود‪ ،‬أو في هذه الحالة يتملكها البنك‪ ،‬و يتصرف بها لقاء االعتراف‬ ‫‪.3‬‬
‫بالدين‪ ،‬أو بشكل قيم منقولة تبقى ملك الزبون‪ ،‬و يديرها البنك لحساب الزبون‪.‬‬
‫البنك عادة يتقيد بتقاليد سر المهنة‪ ،‬و ال يكشف أسرار الودائع إال ألصحابها و استثناء‬ ‫‪.4‬‬
‫( بقرار من القضاء) للسلطات المالية ‪ ،‬الضريبة و الجمركية‪.‬‬
‫ـ‪:‬‬
‫‪ -2‬أهمية الودائع المصرفية‬
‫تعتبر الوديعة هامة من عدة جوانب‪ ،‬سواء من وجهة نظر األفراد أو النظام البنكي أو االقتصاد‬
‫ككل‪ ،‬فهي تفتح آفاقا واسعة أمام كل األطراف ‪ ،‬و هي تتيح الفرصة لكل واحد منها فرصة لتحقيق‬
‫أهدافه فيما يتعلق باألمن و السيولة و الربحية‪.‬‬
‫و تمثل الودائع آفاقا لتوظيف أموال البعض‪ ،‬و تساهم في تغطية عجز البعض اآلخر‪ ،‬و خلق إمكانيات‬
‫جديدة تسمح بالتوسع في النشاط االقتصادي‪ ،‬و تنمية ديناميكية دائمة من خالل تدفقات مالية مستمرة‪،‬‬
‫تساعد على تطور األعمال‪.‬‬
‫ومن وجهة نظر األفراد‪ ،‬فالودائع باإلضافة على كونها عملية جيدة للحفاظ على النقود من‬
‫األخطار الكثيرة المحتملة‪ ،‬باإلمكان أن تعود على صاحبها بمكاسب مالية ال يمكنه أن يحصل عليها إذا‬
‫احتفظ بالنقود معطلة بحوزته‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫و مما يزيد من أهمية الودائع بالنسبة لألفراد تلك اإلبداعات المستمرة من طرف النظام البنكي‪ ،‬و‬
‫التي تفتح عموميا آفاقا جديدة فيما يتعلق بتداول و استعمال هذه الودائع‪ ،‬أو فيما يتعلق بالعوائد المترتبة‬
‫عنها ‪ ،‬و قد أدت المنافسة الموجودة بين البنوك على زيادة اهتمام األفراد بإيداع أموالهم نظرا للخدمات‬
‫التي يحصلون عليها من طرف النظام البنكي كنتيجة للعالقة الموجودة بينهما‪.‬‬
‫* أما فيما يخص النظام البنكي‪ ،‬فالودائع تفتح فرصا واسعة لتوسيع القرض بإعادة رسكلة األموال‬
‫الموجودة فعال‪ ،‬و دون اللجوء إلى عمليات التمويل التضخمي للنشاط االقتصادي‪ ،‬و هي ال تقوم بذلك‬
‫فحسب‪ ،‬و إنما بإمكانها |أن تركز مجهوداتها في تمويل فعال و مدروس‪ ،‬ووفقا لموارد مالية ليست‬

‫‪52‬‬
‫مكلفة في الغالب مثلما هو الشأن بالنسبة للودائع تحت الطلب‪.‬‬
‫* و بالنسبة لالقتصاد ككل‪ ،‬فوجود الودائع تخدم هذا األخير من عدة جوانب‪ ،‬فهي أوال تشكل خزانا‬
‫كبيرا من الموارد يجنب عرقلة االقتصاد بسبب شحة الموارد‪ ،‬كما أن ذلك يسهل التسيير النقدي‬
‫ل القتصاد من دون وجود توترات نقدية معيقة للنمو المنتظم‪ ،‬و من شأن ذلك أن يدفع إلى زرع الثقة في‬
‫نفوس كل المتعاملين االقتصاديين سواء كانوا منتجين أم مستهلكين أو مجرد مدخرين لألموال‪ ،‬مما‬
‫يساعد على توفير الظروف الضرورية لالزدهار االقتصادي‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طرق تلقي الودائع و نظم ايداعها ‪:‬‬

‫‪ -1‬طرق تلقي الودائع ‪:‬‬

‫تأتي الودائع إلى البنك بطرق متعددة‪ ،‬و يلتزم البنك بقيمتها لحظة تسلمها‪ ،‬و الطرق التي تصل من‬
‫(‪.)1‬‬
‫خاللها الودائع هي‬

‫‪ :‬شبابيك اإليداع ‪ :‬أمين الصندوق يتسلم األموال بموجب إيصال إيداع يحرره مبينا فيه نوع‬ ‫‪1.1‬‬
‫األموال المودعة‪ ،‬أو باعتماد قسيمة اإليداع التي يقدمها المودع‪ ،‬و هناك ست خطوات يقوم بها‬
‫أمين الصندوق و إتباعها دائما عند تسلم الودائع ‪:‬‬

‫أ – أن يقوم بعد النقود‬

‫ب‪ -‬التأكد من عدم وجود أوراق مزيفة أو مزورة‬

‫‪53‬‬
‫ج – التأكد من أن المودع لديه عبارة عن نقودا بند نقدية و ليست نقودا للتحصيل‪.‬‬

‫د‪ -‬مراجعة الشيكات للتحقق من تظهيرها و بيان ذلك حتى يمكن الرجوع إلى المظهر في حالة رفضها‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬مراجعة مجموع النقود المودعة‪.‬‬

‫و – تحرير إيصال بالقيمة المودعة‪.‬‬

‫‪ :‬أقسام البنك األخرى ‪:‬‬ ‫‪1.2‬‬

‫مثل قسم القروض فبدال من إعطاء المقترض قيمة القرض الممنوح في شكل نقدي يفتح له حساب إيداع‬
‫يدون فيه قيمته‪ ،‬و يبقى تحت تصرفه‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الحميد عبد المطلب‪ ،‬البنوك الشاملة‪ ،‬الدار الجامعية ‪ 2000‬ص ‪59 - 58‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪ :‬البريد أو التحويالت بالبرق ‪:‬‬ ‫‪1.3‬‬

‫و خصوصا في المعامالت الخارجية ‪:‬‬

‫أ ‪ :‬النقود النقدية ‪ :‬و هي العمالت الورقية و المعدنية‪ ،‬و الشيكات المسحوبة على العمالء ب ‪ :‬نقود‬
‫التحصيل ‪ :‬و هي الشيكات المسحوبة على بنوك أخرى و بنود أخرى مثل كبونات و األوراق المالية‪.‬‬

‫و الفرق بين النقود النقدية و نقود التحصيل هو أن في األول تعد ودائع الشخص بقيمتها مباشرة ‪ ،‬أما‬
‫في الثانية فتقيد لحساب المودع بعد تقديمها إلى المسحوب عليه‪ ،‬و تحصيل مقابلها ‪ :‬و مع اإلشارة إلى‬
‫أن كل جزء من النقود النقدية المودعة يسلك طريقا مختلفا‪ ،‬فالعمالت الورقية و المعدنية تسلم إلى قسم‬

‫‪54‬‬
‫الخزينة أما الشيكات المسحوبة على بنوك أخرى فترسل إلى قسم المقاصة والنقود األخرى تسلم إلى قسم‬
‫التحصيل أو قسم العمليات الخارجية في حالة التحصيل الخارجي ‪.‬‬

‫‪ :2‬نظم اإليداع ‪:‬‬


‫(‪) 1‬‬
‫يوجد أربعة نظم مختلفة لتنظيم شبابيك ايداع األموال هي‬

‫‪ : 1-2‬الطريقة األبجدية ‪ :‬بحيث تقسم على حسب أسماء أصحابها ويخصص شباك لتسلم الودائع من‬
‫العمالء الذين تبدأ أسماؤهم بحرف أو حروف معينة ‪.‬فالعمالء عن ايداعهم األموال يذهبون إلى الشباك‬
‫الموضع عليه الحرف األول من أسمائهم أو أسم الشركة التي يمثلونها‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة‪ ،‬ص ‪ 61‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪ : 2-2‬الطريقة العددية ‪ :‬حيث يعطى لكل الحسابات أرقام مسلسلة ‪.‬فشبابيك اإليداع يوضع عليها أرقام‬
‫الحسابات التي تقبل ودائعها فيها ‪.‬مثل الشباك األول من ‪ 1000. 1‬و الثاني من ‪ 2000. 1001‬وهكذا‬

‫‪ : 3. 2‬الطريقة العامة ‪ :‬حيث يمكن اإليداع في أي شباك بعض النظم عن اإلسم ورقم الحساب ‪.‬‬

‫‪ : 4 .2‬طريقة الوحدات ‪ :‬حيث يقوم أمين الصندوق بتسليم الودائع ودفع المسحوبات وقد يقوم أيضا‬
‫بقبول ودائع التوفير باإلضافة إلى الودائع الجارية ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫والغرض من أي تنظيم ككل هو إعطاء أحسن الخدمات للعمالء‪ .‬فالنظم السابقة الذكر ليست هي‬
‫كل النظم الممكن استعمالها حيث يمكن إدخال تعديالت كثيرة عليها‪.‬فقد تصل في بعض األحيان البنوك‬
‫ودائع معينة مثل ودائع الشركات ويخصص لها شبابيك منفصلة ‪.‬حيث أن هذا النوع من الودائع يتكون‬
‫من أموال كثيرة وشيكات عديدة يجب مراجعة تظهيرها وفي بنوك أخرى قد تخصص شبابيك لصرف‬
‫شيكات الماهيات في أيام دفع الرواتب ‪.‬ولإلشارة فإن النظام المتبع في مركز رئيسي لبنك ما قد يختلف‬
‫عنه في أحد فروعه‪.‬‬

‫العوامل المسببة لاليداع ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫فهناك العديد من العوامل التي تجعل األفراد أو مختلف الهيئات يفضلون إيداع أموالهم في البنوك‬
‫لعل من أهمها ‪:‬‬

‫الحساب الجاري يعطي للفرد وسيلة سهلة للدفع ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يمكن استعمال كشف الحساب الشهري المقدم من البنك للعميل كسجل لألموال المودعة والمسحوبة‬ ‫‪.2‬‬
‫خالل الفترة الموضحة بالحساب‪.‬‬

‫‪.‬يعتبر البنك أسهم األماكن إليداع األموال الفائضة فقد تعرض األوراق المالية والعمالت للضياع‬ ‫‪.3‬‬
‫ولكن الحسابات الجارية ال يمكن ضياعها واختالسها أو تبديدها ‪.‬وحتى في حالة تزويد إمضاء‬
‫العميل والبنك يعد مسئوال عن صرف الشيكات ‪.‬وهو الذي يتحمل الخسارة لذلك يعتبر البنك من‬
‫أحسن األماكن لحفظ األموال‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬كيفية خلق نقود الودائع ‪:‬‬

‫تصدر نقود الودائع من طرف البنوك التجارية ‪.‬وفي الواقع ليس لها وجود مادي مثل النقود القانونية‬
‫‪.‬وإنما هي ناشئة باألساس عن مجرد تسجيل محاسبي للعمالت الناجمة عن استعمال الشيكات ‪.‬وتنشأ‬
‫نقود الودائع بناء على إيداع حقيقي وتتضاعف تبعا للتحويالت مابين الحسابات التي تعتبر ‪.‬من وجهة‬
‫نظر ودائع جديدة‬

‫الفرع األول ‪ :‬فكرة نقود الودائع ‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫عندما تقوم البنوك التجارية يمنح االئتمان فإنها بذلك تضع كمية من الوسائل النقدية تحت تصرف‬
‫ـ منها وتمنح البنوك التجارية ائتمانها بطريقتين مختلفتين (‪.)1‬‬
‫المقترضين‬

‫ـ مرة واحدة أو على عدة دفعات في شكل نقود‬


‫األولى ‪ :‬أن يقوم البنك بدفع قيمة القرض للمقترضين‬
‫قانونية من كمية النقود القانونية التي تكون في حوزته ‪.‬وداخل خزائنة ‪.‬وفي هذه الحالة يكون كل ما‬
‫يحدث هو مجرد عملية نقل مبلغ من النقود في حوزة البنك إلى حوزة المقترض دون أن يطرأ عليه‬
‫تغير على إجمالي كمية النقود المعروضة‪.‬‬

‫الثانيـــة ‪ :‬أن يقوم البنك بإعطاء المقترض الحق في أن يسحب عليه مبالغ في حدود قرضه ‪.‬وذلك‬
‫بواسطة الشيكات أو الحواالت ‪.‬والمقترض يمكنه استخدام هذه المبالغ بواسطة الشيكات أو الحواالت في‬
‫تسديد قيمة السلع والخدمات التي يريد الحصول عليها تماما كما لو استخدم النقود القانونية طالما أن‬
‫الشيكات والمحوالت كالنقود القانونية تقبل وتستخدم للسداد‪.‬‬

‫وهنا نجد أن مجموعة من المدفوعات قد تمت دون استخدام النقود القانونية ‪ ،‬دلك باستخدام نقود أخرى‬
‫يخلقها البنك هي نقود الودائع أي رصيد المقرضين أو الودائع التي خلقها البنك بقيوده المحاسبة في‬
‫دفاتره‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫و مما سبق نستنتج أن القاعدة التي ينطلق البنك التجاري منها في إنشاء نقود الودائع وال تختلف‬
‫كثيرا عن تلك التي نستعملها البنك المركزي في إنشاء النقود القانونية ‪ ،‬فإذا كان هذا األخير ال يقوم‬
‫بعملية اإلصدار إال إذا تحصل على نوع معين االصول‪ ،‬فكذلك الشأن بالنسبة للبنك التجاري الذي ال‬
‫يستطيع إنشاء نقود الودائع إال إذا تحصل على نوع معين من األصول‪ ،‬هي النقود القانونية ذاتها‪،‬و‬

‫‪57‬‬
‫يحصل على هذه ال نقود في شكل ودائع متلقاة من األفراد و الشركات‪ ،‬و إلى غير ذلك من الهيئات‪ ،‬و‬
‫يعتمد إنشاء هذا النوع من النقود على القاعدة القائلة‪ ,‬الودائع تسمح باإلقراض‪ ,‬كما أن القروض تختلف‬
‫الودائع و هذا يعني أن البنك التجاري ليس في حاجة إلى متع الوديعة كقرض مادام يستطيع أن يختلف‬
‫اإلئتمان باالعتماد على هذه الوديعة ‪ ،‬ومن كل سبق نستنتج أن البنك التجاري بإمكانه أن يمنح قروضا‬
‫تفوق إلى حد معين الودائع الموجودة و بحوزته‪،‬‬

‫و ترجع قدرة البنوك التجارية على خلق الودائع إلى سببين رئيسين هما ‪:‬‬

‫الثقة في قدرتها على رد الوديعة في أي وقت‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫ووجود طلب على القروض التي تقدمها فتقديم القروض هو الذي يغلق الودائع‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫و بعد هذه المقدمة المختصرة عن عملية خلق الودائع سوف نعرض إمكانية قيام كل من البنك الفرد و‬
‫المصارف مجتمعه القيام بتلك العملية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اسماعيل محمد هاشم‪ ،‬مذكرات في النقود و البنوك ‪ ،‬ص ‪ 37‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬كيفية خلق نقود الودائع ‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫لفهم كيفية إنشاء نقود الودائع نفترض في مرحلة أولى من أجل تبسيط التحليل وجود مصرف‬
‫تجاري واحد أي ال وجود للتسرب النقدي‪ ،‬ثم ننتقل في مرحلة ثانية إلى دراسة ذلك في حالة وجود‬
‫مصارف مجتمعه أي وجود تسرب نقدي‪.‬‬

‫‪ -1‬كيفية إنشاء نقود الودائع بواسطة المصرف التجاري ‪:‬‬

‫ـ بانشاء نقود الودائع باالعتماد على عنصرين هما ‪:‬‬


‫يقوم المصرف‬

‫مبلغ الوديعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نسبة االحتياط اإلجباري ‪،‬و هي النسبة من مبلغ الوديعة التي يحتفظ بها المصرف التجاري في شكل‬ ‫‪‬‬
‫سائل لمواجهة طلبات السحب المحتملة من طرف المودعين ‪.‬‬

‫خطوات حساب الودائع المشتقة ‪:‬‬

‫نفرض أن المصرف التجاري قد تحصل على وديعة مقدارها ‪1000‬دج ‪،‬و كانت نسبة النقود‬
‫الواجب االحتفاظ بها في شكل سائل هي ‪ ، %10‬في البدئ يمكن تصور وضعية هذا المصرف‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ : 1‬ميزانية المصرف التجاري ‪:‬‬

‫الخصوم‬ ‫األصول‬
‫‪1000‬‬ ‫وديعة‬ ‫نقود سائلة في الصندوق ‪1.000‬‬
‫المجموع ‪1000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫المجموع‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪59‬‬
‫جدول رقم ‪ : 1‬ميزانية المصرف التجاري ‪:‬‬

‫الخصوم‬ ‫األصول‬
‫‪1000‬‬ ‫وديعة‬ ‫نقود سائلة في الصندوق ‪1.000‬‬
‫المجموع ‪1000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫المجموع‬

‫ـ من طرف الطالبات‬
‫المصدر ‪ :‬أرقام افتراضية‬

‫و لكن ‪ :‬بما أن البنك بإمكانه االحتفاظ بـ ‪ % 10‬فقط من مبلغ الوديعة في شكل سائل و يمنح الباقي‬
‫كقروض‪ ،‬فإن وضعية ميزانيته تصبح كالتالي ‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ : 02‬ميزانية البنك التجاري ‪:‬‬

‫الخصوم‬ ‫األصول‬
‫‪1000‬‬ ‫وديعة‬ ‫نقود سائلة في الصندوق ‪100‬‬

‫قروض نقدية ‪900‬‬


‫المجموع ‪1000‬‬ ‫‪900‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬طاهر لطرش تقنيات البنوك ص ‪ 48‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪60‬‬
‫و من جهة أخرى ‪ ،‬ماذا لو احتفظ البنك ‪ 200‬دج كنقود سائلة بالصندوق‪ ،‬في هذه الحالة تصبح‬
‫ميزانيته كمايلي ‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ : 03‬ميزانية البنك التجاري ‪:‬‬

‫الخصوم‬ ‫األصول‬
‫‪1000‬‬ ‫وديعة‬ ‫نقود سائلة في الصندوق ‪200‬‬

‫‪1000‬‬ ‫وديعة ائتمانية‬ ‫‪800‬‬ ‫قروض نقدية‬

‫‪1000‬‬ ‫قروض ائتمانية‬


‫المجموع ‪2000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬طاهر لطرش تقنيات البنوك ص ‪ 48‬مرجع سابق‬

‫‪% 10‬‬ ‫نالحظ من الوضع السابق أن نسبة النقود المحتفظ بها الشكل في سائل ال تقل عن‬
‫القانونية أي ‪. ] % 10 = 100 . )2000 / 200 ( ] :‬‬

‫لنتساءل اآلن ماذا يحدث لو قرر البنك االحتفاظ بكل الوديعة في شكل نقود سائلة بالصندوق‪ ،‬و‬
‫اعتبارها تمثل ‪ % 10‬القانونية‪ ،‬ال شك أن قدرة البنك االئتمانية تكون كمايلي ‪:‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫ـ البنك التجاري ‪:‬‬


‫جدول رقم ‪ : 04‬ميزانية‬

‫‪61‬‬
‫الخصوم‬ ‫األصول‬
‫‪1000‬‬ ‫وديعة‬ ‫نقود سائلة في الصندوق ‪1000‬‬

‫‪9000‬‬ ‫وديعة ائتمانية‬ ‫‪9000‬‬ ‫قروض ائتمانية‬


‫‪10.000‬‬ ‫‪ 10.000‬المجموع‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬طاهر لطرش تقنيات البنوك ص ‪ 48‬مرجع سابق‬

‫نالحظ من الجدول ‪ :‬أن مبلغ النقود المحتفظ بها في الصندوق ‪ 1000‬دج ال يقل عن ‪ % 10‬القانونية‬
‫من مجموع السيولة ‪ 10.000‬دج ‪ ،‬كما أن البنك أصبح بحوزته ودائع إضافية مقدراها ‪ 9.000‬دج‪ ،‬و‬
‫هي في الحقيقة ليست ودائع حقيقية‪ ،‬و إنما هي عبارة عن ودائع كتابية أو ائتمانية فقط‪ ،‬و هذا يعني أن‬
‫قدرة البنك على منح القروض بتسعة مرات مقارنة مع مبلغ الوديعة األولية التي يتلقاها‪.‬‬

‫و لفهم عملية تطور إنشاء نقود الودائع‪ ،‬يمكننا انطالقا من المنال السابق‪ ،‬أن نعرض سلسلة إنشاء هذه‬
‫النقود كما هو موضح في الشكل المبين و من الجدول ‪ 05‬نالحظ أن البنك قد استطاع أن يمنح قروضا‬
‫بمقدار ‪ 9000‬دج هي في الحقيقة قروض ائتمانية‪ ،‬وجودها يتمثل في التسجيل المحاسبي‪ ،‬و استعمالها‬
‫يتم بواسطة تداول الشيكات ‪ ،‬و بما أنه لم يستعمل سوى الوديعة األولية و التي مقدارها ‪ 1000‬دينار‬
‫أي مجموع الوديعة األولية‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫و التي هي نقود ال حقيقية ‪ ،‬و نقود الودائع التي أنشأها و هي نقود ائتمانية أو كتابية غير موجودة ماديا ‪.‬‬

‫* أهم العالقات التي نحسب بها النقود التي ينشأها البنك التجاري ‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬إذا افترضنا ‪ - :‬نسبة االحتياطي اإلجباري هي " ‪'' r‬‬

‫" ‪" D‬‬ ‫‪ -‬مبلغ الوديعة األولية هو‬

‫‪ -‬المبلغ اإلجمالي للسيولة الموجودة بحوزة هذا البنك " ‪" M‬‬

‫نحسب‪M‬هذا المبلغ ‪ M‬كمايلي ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬ ‫يمكننا ‪.‬أن‪= D‬‬
‫فإنه ‪1‬‬
‫‪r‬‬
‫جـــــدول ‪ : 05‬حجم األموال لدى البنك ‪:‬‬

‫القروض الممنوحة‬ ‫الودائع‬ ‫رصيد نقدي بالصندوق‬


‫‪900‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪810‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪729‬‬ ‫‪810‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪656.1‬‬ ‫‪729‬‬ ‫‪73.9‬‬

‫‪9.000‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪1.000‬‬


‫المصدر ‪ :‬طاهر لطرش تقنيات البنوك ص ‪ 48‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪ "" MS‬فإن هذه األخيرة‬ ‫و إذا رمزنا إلى نقود الودائع التي استطاع البنك التجاري أن ينشأها بالرغم‬
‫(‪)1‬‬
‫يمكن حسابها كمايلي ‪:‬‬

‫‪MS = M - D‬‬

‫‪63‬‬
‫في العالقة السابقة بمضاعف القرض‪ ،‬و هو ما )‪(1‬‬
‫يعرف بعدد‬ ‫و نسمي الحد‬
‫‪r‬‬
‫المرات التي يستطيع البنك التجاري أن يستعمل فيها الوديعة األولية لمنح القرض‪.‬‬

‫و مما سبق نستنتج ‪:‬‬

‫‪ -1‬االحتياطي الجزئي من مبلغ الوديع الزم لخلق الودائع المشتقة‪.‬‬

‫‪ -2‬تتوقف مقدرة البنك على مضاعفة خلق الودائع على نسبة االحتياطي‪ ،‬فكلما انخفضت النسبة زادت‬
‫الودائع المشتقة‪.‬‬

‫‪ -3‬حجم الوديعة األولية نفسه له دور في مضاعفة خلق الودائع‪ ،‬فكلما زاد حجم هذه الودائع المشتقة‪.‬‬

‫‪ -4‬تزداد مقدرة البنك على منح االئتمان كلما ارتفعت نسبة الودائع المشتقة‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬إنشاء نقود الودائع في حالة وجود تسرب نقدي ‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫هناك ظاهرة أخرى تحدد إلى مدى بعيد قدرة البنوك التجارية على إنشاء نقود الودائع‪ ،‬تلك هي‬
‫ظاهرة التسرب النقدي‪ ،‬و هي تعبر عن خروج النقود القانونية إلى خارج النظام البنكي‪ ،‬و تحدث هذه‬
‫األمور مثال عندما يقرض البنك شخصا معينا و يقوم هذا األخير بسحب نقوده‪ ،‬و استعمالها خارج إطار‬
‫الدائرة البنكية‪ ،‬فيقوم هذا بحرمان النظام البنكي من استعمالها و تجد ظاهرة التسرب النقدي كل معناها‬
‫عندما ننتقل إلى اعتبار النظام البنكي ككل ‪ ،‬على اختالف البنوك التي تشكله‪ ،‬و نستطيع القول أن نسبة‬
‫التسرب النقدي هي تلك النسبة من النقود القانونية المصدرة من طرف البنك المركزي المتداولة خارج‬
‫دائرة النظام البنكي‪ ،‬و تحدد هذه النسبة بواسطة عوامل كثيرة من أهمها عدم انتشار الثقافة و التقاليد و‬
‫العادات البنكية بين حائزي النقود‪ ،‬و تفضيلهم عند تسوية المعامالت استعمال النقود القانونية من يد إلى‬
‫يد ‪.‬‬

‫و يؤثر تسرب النقود إلى خارج النظام البنكي ككل على قدرة هذا األخير على إنشاء نقود بنفس الشكل‬
‫الذي يؤث ر به االحتياطي اإلجباري على ذلك فكلما زادت نسبة التسرب النقدي كلما قلت قدرة النظام‬
‫البنكي التجاري على إنشاء نقود الودائع‪ ،‬و العكس أيضا صحيح فإذا اقترضنا أن نسبة التسرب النقدي‬
‫يرمز لها بـ " ‪ " F‬فإن مضاعف القرض يعطي بالشكل التالي ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪R+F- r F‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪65‬‬
‫و عليه فإن مجموع الودائع أو سيولة النظام البنكي( التجاري) يمكن كتابتها كمايلي ‪:‬‬

‫‪M=D–1‬‬
‫‪R+F–rF‬‬

‫و أن نقود الودائع التي يستطيع النظام البنكي إنشاءها هي ‪:‬‬

‫‪MS = M - D‬‬

‫مثال ‪ :‬إذا أخذنا معطيات المثال السابق و اعتبرنا نسبة التسرب النقدي هي ‪ % 20‬فإن سيولة النظام‬
‫البنكي يمكن إيجادها كمايلي ‪:‬‬

‫‪M = 1000 – 1‬‬


‫‪= 3.570‬‬
‫)‪0.3 + 0.2 – (0.3) (0.2‬‬

‫و منه نقود الودائع المنشأة هي ‪:‬‬

‫‪MS = M – D = 3.570 – 1.000 = 2.570‬‬

‫و هذا يعني أن البنوك التجارية بامكانها منح قروض في حدود ‪ 2.570‬دج ‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪66‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬ضوابط عملية خلق النقود الودائع ‪:‬‬

‫إن حرية البنوك التجارية في خلق النقود ليست مطلقة ‪.‬وإنما هي مقيدة بقيود قانونية‬
‫‪.‬واقتصادية صحيح أن رغبة البنوك في تحقيق المزيد من الربح تتوقف على مقدرتها في خلق النقود‬
‫(‪)1‬‬
‫المصرفية ‪,‬ولكن هذه المقدرة مقيدة بقيود رئيسية وأخرى ثانوية ‪.‬وسنوضحها في الفرعين اآلتين ‪:‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫القيود الرئيسية‬ ‫‪.1‬‬

‫االحتياطي النقدي المطلوب االحتفاظ به ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تتوقف قدرة البنوك التجارية على التوسع في خلق الودائع على نسبة ‪:‬ومقدار االحتياطي النقدي الذي‬
‫تحتفظ به تلك البنوك في صورة نقود قانونية سواء في خزائنها أو لدى البنك المركزي كأرصدة يفي بها‬
‫فورا لدى الطلب وتختلف نسبة االحتياطي النقدي من دولة إلى دولة بحسب العرق المصرفي السائد فيها‬
‫أو وفقا لما يحدده القانون‪.‬‬

‫ونتيجة إللزام البنوك قانونا باالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع في صورة احتياطي نقدي لدى البنك‬
‫المركزي ‪.‬فإن هذه النسبة ‪ .‬وإن كانت تقتصر بوظيفتها في تمكين البنوك من مواجهة طلبات المودعين‬
‫بالدفع لدى الطلب ‪.‬إال أن لها وظيفة أخرى هامة في النظام المصرفي ‪ .‬وهي تحديد قدره البنوك‬
‫التجارية على خلق الودائع ‪ .‬والتوسع في االئتمان أي القدرة على زيادة أو إنقاص ما لديها من احتياطي‬
‫نقدي يتوقف مصيره على سياسة البنوك المركزية ومن ثم فإن قدرة البنوك على خلق نقود الودائع‬
‫مرتبط مما يضعه البنك المركزي تحت تصرفها من االحتياطات مع األخذ بعين االعتبار سلطة البنك‬
‫المركزي نفسه ليست مطلقة في كثير من األحيان فيما يتعلق بتحديد أرصدة النظام المصرفي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬زياد رمضان‪ ،‬إدارة األعمال المصرفية‪ ،‬ص ‪ 49‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪67‬‬
‫وإنما تخضع هذه السلطة للظروف االقتصادية‪ .‬ودرجة النمو المصرفي السائد في البالد ‪.‬والتي تختلف‬
‫من بلد آلخر ‪.‬‬

‫‪ .2‬المدى الفعلي لخلق الودائع ‪:‬‬

‫هناك عدة عوامل تؤثر على قدرة البنوك في تحقيق المزيد من الربح من خالل قدرتها على خلق نقود ‪،‬‬
‫و التي تضع حد معين يصعب تجاوزه ‪ ،‬و من أهم هذه العوامل المؤثرة في المدى الفعلي لخلق الودائع‬
‫نجد ‪:‬‬

‫حالة السوق من حيث الرخاء و الكساد ففي حالة الرخاء تتشجع البنوك على زيادة ودائعها بالقدر‬ ‫‪‬‬
‫المستطاع نظرا لما تدره عليها هذه الزيادة من أرباح و على العكس في حالة الكساد تميل‬
‫المصارف إلى تقليل نطاق هذه العمليات لتفادي هذه المخاطر مع ما قد يصاحب ذلك من تكالب‬
‫المودعين على البنوك لسحب ودائعهم بالرغم مما قد يلجأ إليه البنك المركزي من تخفيض نسبة‬
‫االحتياطي النقدي‪.‬‬

‫التوسع في الودائع مع ما يقابله عادة من الزيادة في االلتزامات التي يتعين على البنوك مواجهتها و‬ ‫‪‬‬
‫هذا األمر يتطلب زيادة االحتياطي النقدي الموجود في خزينة المصرف لمواجهة حركة السحب‬
‫الفوري للحسابات الجارية‪ ،‬أو عند انقضاء األجل للودائع الثابتة‪.‬‬

‫و على أي حال فإن مدى التوافق بين سلوك المصارف و مقتضيات السياسة‬

‫االقتصادية للبالد في فترات الرخاء و االنكماش تحدد إلى مدى كبير مدى قدرة البنوك‬

‫على خلق نقود الودائع‪.‬‬

‫‪ -2‬القيود الثانوي ‪:‬‬

‫‪ : 2-1‬السياسة النقدية التي يتبعها البنك المركزي ‪:‬‬

‫إذا رغب البنك المركزي خصوصا في فترات الرخاء و التوسع في خلق النقود فإنه يدفع بكميات‬ ‫‪-‬‬
‫إضافية من العملة القانونية للتداول في السوق و من ثم تجد هذه الزيادة طريقها إلى خزائن‬
‫البنوك التجارية‪ ،‬و تكون أساسا لخلق مزيد من النقود المصرفية‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪2‬و على عكس الحالة السابقة فإذا رغب البنك المركزي خصوصا في فترات الكساد إتباع سياسة‬
‫انكماشية فإنه يقلل من كمية النقود المتداولة في السوق‪ ،‬وبالتالي تضعف حركة البنوك التجارية في خلق‬
‫الودائع‪.‬‬

‫‪ : 2-2‬مستوى األسعار في السوق ‪ :‬ال شك أنه كلما ارتفعت األسعار في السوق يقبل الجمهور على‬
‫االحتفاظ بالعملية القانونية لمواجهة متطلباتهم اليومية‪ ،‬مما يكون له أثره على سحب المزيد من ودائعهم‪،‬‬
‫و يكون عادة على حساب الموجود منها في البنوك التجارية‪.‬‬

‫مما يضعف مقدرتها على المزيد من خلق النقود و العكس في حالة اعتدال األسعار أو نقصها‪.‬‬

‫ـ و أسس تبويبها ‪:‬‬


‫ـ الودائع المصرفية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تصنيف‬

‫بما أن الودائع هي من ابرز مصادر تموين المصارف بشقيها المحلي و األجنبي ‪ ،‬نظرا الن‬
‫المصارف التجارية ال تعتمد على الودائع الجارية بل يتعد إلى قبول أنواع مختلفة من الودائع التي يمكن‬
‫تصنيفها بموجب معايير مختلفة‬
‫(‪)1‬‬
‫ـ حسب الزمن ‪:‬‬
‫ـ الودائع المصرفية‬
‫المطلب األول ‪ :‬تصنيف‬

‫إذا أخذنا الزمن معيار التصنيف فان األنواع الرئيسية للودائع هي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الودائع تحت الطلب ‪:' ' Demand Deposit‬‬

‫يطلق على الودائع تحت الطلب أسماء مختلفة فالكثيرون يسمونها الحسابات الجارية‬
‫‪ Current Accounts‬و حسابات الشيكات ‪،‬و حسابات عند اإلطالع ‪Sight deposits‬‬

‫و على الرغم من اختالف األسماء إال أنها جميعها ترمز إلى شيء واحد هو الحساب الذي يفتتحه‬
‫العميل أو يفتح لصالحه و يتم السحب منه بموجب شيكات أوإيصاالت أوامر دفع أو تحويالت‬
‫يصدرها صاحب الحساب‬
‫(‪)2‬‬
‫تعريف الحساب الجاري ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪69‬‬
‫هو ذلك الحساب الذي يفتحه العميل و يودع فيه و يسحب منه باستخدام الشيكات في أي وقت أو هو‬
‫االتفاق الحاصل بين شخصين على أن يسلمه كل منهما لألخر على دفعات مختلفة من نقود و أموال و‬
‫سندات تجارية ‪،‬و يسجل في حساب واحد لمصلحة الدافع و دينا على القابض ‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫و يطلق على الوديعة تحت الطلب الحساب الجاري نظرا لوجود جانبين له هما ‪:‬الجانب الدائن‬
‫والجانب المدين ‪،‬تسجل فيهما العمليات حسب طبيعتها مدينة أو دائنة كما أن تتابع العمليات يجعل هذا‬
‫في حركة مستمرة و لهذا وصف بالجاري ‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية الحساب الجاري ‪:‬‬

‫هو وسيلة للتبادل بين األفراد و المؤسسات في أعمالهم المختلفة مع عدم وجود المشاكل التي‬ ‫‪.1‬‬
‫تصاحب التعامل باألنواع األخرى من النقود ‪،‬و قد أطلق عليه النقود المصرفية كما تعتبر من‬
‫ارخص مصرف لتمويل أنشطة البنوك ‪.‬‬

‫‪ .2‬يوفر الحساب الجاري وسيلة الجتذاب األموال‪ ،‬و تحقيق عائد البنوك التجارية من خالل استخدام‬
‫المدخرات المجمعة في عمليات مصرفية مختلفة‪ ،‬و خاصة بعد تحليلها و تقسيمها إلى حسابات جارية‬
‫بنسبة دائمة (ودائع) ‪ ،‬و مؤقتة و عارضة‪ ،‬و موسمية و دائرية‪.‬‬

‫‪ .3‬يحقق الحساب الجاري للبنك‪ ،‬ميزات عديد أخرى‪ ،‬من أهمها الحصول على عموالت مختلفة‪ ،‬على‬
‫العمليات المصرفية التي يجريها العميل و تتعلق بحسابه الجاري‪ ،‬فمثال قد ال يكون للعميل أي رصيد في‬
‫حسابه الجاري و مع ذلك فإنه يستطيع كتابة شيك على حسابه لدى البنك و ذلك في حدود معينة تتحدد‬
‫باالتفاق مسبقا مع البنك مقابل تحصيل البنك عمولة على هذه الشيكات التي يدفعها في ظل عدم توافر‬
‫الرصيد الكاف في حساب العميل‪.‬‬

‫‪ .4‬يوفر الحساب الجاري للعميل خدمات معينة في شكل ميزات مختلفة لعل من أهمها أنه يتحرر من‬
‫حمل أمواله‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :‬تقوم البنوك بفتح الحساب الجاري للشخص الطبيعي و‬ ‫‪ -3‬إجراءات فتح الحساب الجاري‬
‫الشخص االعتباري و ال تختلف كثيرا إجراءات فتح الحساب تبعا لطبيعة الشخص الذي يفتح الحساب‬
‫لصالحه‪.‬‬

‫أ‪ -‬إجراءات خاصة بالشخص الطبيعي ‪ :‬مع توافر شروط األهلية‪ ،‬و السمعة الطيبة و ثبوت الشخصية‬
‫ثبوتا مقبوال للبنك‪ ،‬و عند قبول البنك فتح حساب الشخص المتقدم تتخذ اإلجراءات التالية ‪:‬‬

‫ـ‬
‫* يتقدم العميل للبنك طالبا فتح حساب جاري‪ ،‬مع إبداء السبب لذلك‪ ،‬باعتبار أن سوء التصرف‬
‫بالحساب د يترتب عليه التزامات قانونية جزئية ‪.‬‬

‫* بعد تقديم هوية إثبات الشخصية يقوم العميل بتعبئة أو مأل نموذج فتح الحساب المستخدم لهذا الغرض‬
‫و التوقيع على شروط فتح الحساب ‪.‬‬

‫* عند موافقة البنك على فتح الحساب يخصص له رقم معين و يستخدم هذا الرقم في جميع األوراق و‬
‫المستندات و السجالت الخاصة بالحساب‪.‬‬

‫* عمل بطاقة توقيع العميل و إرسالها إلى قسم الحساب اآللي لعمل نسخة لتوزيعها على الفروع‬
‫األخرى‪ ،‬مع مالحظة البنك يأخذ صورتين على األقل للتوقيعات و تختلف نظم الحفظ بالنسبة لهذه‬
‫البطاقات‪ ،‬فنجد في بعض البنوك تحفظ نسخة لدى قسم العمليات الجارية‪ ،‬و األخرى لدى مدير الفرع‪ ،‬و‬
‫بنوك ثانية تحفظ نسخة مرتبة ترتيبا أبجديا و‬

‫أخرى مرتبة ترتيبا عاديا حسب رقم الحساب بينما تلجأ بنوك أخرى إلى حفظ نسخة لدى الفرع و ثانية‬
‫لدى قسم الحساب اآللي و ثالثة تودع في قسم الحفظ المركزي‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلي أنه في كثير من البنوك تجدد بطاقات التوقيع كل خمس سنوات‪ ،‬حيث لوحظ أن‬
‫توقيع العميل يتغير مع تقدمه في السن‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫يعطي البنك للعميل دفتر شيكات أو أكثر أو يتوقف ذلك على توقيعات العميل في استخدام الشيكات‬ ‫‪‬‬
‫لفترة معقولة مقبلة‪ ،‬و يحتوي الدفتر في النصف األخير منه على نموذج طلب دفتر شيكات حتى يتم‬
‫توفير الشيكات المطلوبة قبل نفاذ الدفتر الحالي‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة ص ‪ 67‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫يخصص البنك صفحة لكل عميل يدون فيه كافة البيانات األساسية الخاصة به‪ ،‬و تقيد فيه كافة‬ ‫‪‬‬
‫معامالته المدينة و الدائنة‪.‬‬
‫يمكن لصاحب الحساب الجاري أن يوكل شخصا نيابة عنه في عمليات اإليداع و السحب‪ ،‬و يتم ذلك‬ ‫‪‬‬
‫إما بتوكيل رسمي مصادق عليه من الجهة المختصة أو بتعبئة نموذج يعده البنك لهذا الغرض و في‬
‫كلتا الحالتين يحصل البنك على صور توقيع الوكيل المخول باستخدام الحساب و تنتهي صالحية‬
‫التوكيل بفقدان الموكل األهلية أو إفالسه أو بوفاته‪.‬‬
‫اإلجراءات الخاصة بالشخص االعتباري ‪ :‬و يقصد بالشخص االعتباري الشركات و المؤسسات و‪ ‬و‬
‫ها في حكمها و ال تختلف إجراءات فتح الحساب الشخصي االعتباري عن اإلجراءات الخاصة بالشخص‬
‫الطبيعي‪ ،‬إال في المستندات المطلوبة و التي تختلف من شكل قانوني آلخر‪ ،‬و في كل األحوال يطلب ‪:‬‬
‫شهادة التسجيل في الغرفة التجارية و الصناعية‬ ‫‪‬‬
‫شهادة القيد في السجل التجاري‬ ‫‪‬‬
‫عقد تأسيس الشركة لبيان من لهم حق التوقيع و فتح الحساب الجاري‬ ‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -4‬العمليات المصرفية المتعلقة بالحساب الجاري ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عمليات اإليداع ‪ :‬و تتم من خالل ثالث طرق هي ‪:‬‬
‫اإليداع النقدي ‪ :‬و هنا يحضر العميل ( أو من ينوب عنه) إلى البنك و معه النقود المراد ايداعها و تتم‬
‫اإلجراءات التالية ‪:‬‬
‫يمأل استمارة قسيمة اإليداع النقدي من أصل و صورتين أو ثالث حسب النظام الذي يتبعه البنك‬ ‫‪‬‬
‫بفئات النقد المودعة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫يقدم المودع القسيمة إلى الصراف الذي يتحقق من البيانات الواردة بها و يعتمدها و يختمها و يعطي‬ ‫‪‬‬
‫صورة للمودع‪.‬‬
‫‪4‬يحتفظ الصراف بنسخة لديه من قسيمة اإليداع ليسجلها في حركة الحساب الخاص بالخزينة و‬ ‫‪‬‬
‫تحول األخرى إلى قسم الحساب الجاري يسجل المبلغ في حساب العميل‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫اإليداع بالشيكات ‪:‬‬


‫و هنا يجهز العميل الشيكات المحررة له أو ألمره أو مظهره ألمره‪ ،‬و كذلك الشيكات التي يمكن‬ ‫‪‬‬
‫تحصيلها نقدا و تتم اإلجراءات التالية ‪:‬‬
‫تعبؤ استمارة أو قسيمة إيداع شيكات من أصل و صورة و تتضمن اسم البنك المسحوب عليه و رقم‬ ‫‪‬‬
‫كل شيك و قيمته و مجموع قيم الشيكات المودعة‪.‬‬
‫تقدم االستمارة أو القسيمة إلى الموظف المسؤول مرفقا بها‪ ،‬الشيكات و عادة ما يظهر العميل‬ ‫‪‬‬
‫بالتوقيع على ظهرها‪.‬‬
‫يقوم الموظف المسؤول بمطابقة االستمارة أو القسيمة على ظهر الشيك المرفقة للتأكد من سالمتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يختم وجه الشيك على ظهر الشيك‪ ،‬أو إما أن يختم بختم يقيد إليداع بحساب العميل في حالة كون‬ ‫‪‬‬
‫المسحوب عليه أحد فروع العميل في حالة كون المسحوب عليه أحد فروع البنك‪ ،‬و يتم تسويتها عن‬
‫طريق المقاصة الداخلية للبنك أو يختم بخاتم المقاصة في حالة كون المسحوب عليه أحد البنوك‬
‫األخرى المحلية‪.‬‬
‫يعتمد رئيس قسم االستمارة و الشيكات و تتم عمليات التسجيل حيث تسجل قيمة االستمارة في حساب‬ ‫‪‬‬
‫العميل‪ ،‬و تجرى عملية تقيد القيمة في حساب الساحب و ذلك في حالة ما إذا كان كل من الساحب و‬
‫المستفيد لديه حساب في الفرع نفسه‪ ،‬ثم تعد استمارات المقاصة الداخلية بين فروع البنك و ترسل‬
‫إلى المركز الرئيسي و كذا االستمارات التي ترسل إلى غرفة المقاصة لغيرها لحساب البنك‪ ،‬لدى‬
‫البنك المركزي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫و تنشأ هذه اإلبداعات نتيجة قيام البنك بخدمات و عمليات مصرفية‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإليداع بقيد محاسبي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لصالح العميل مثل خصم الكمبياالت و تحصيل األوراق التجارية و تحصيل كبونات ( فوائد)‬
‫األوراق المالية و قيمة األوراق المالية المباعة لغيرها‪ ،‬و كل ذلك يتم بمستندات و قيود محاسبية‬
‫يكون الجانب الدائن هو لحساب العميل و يتم القيد في حساب العميل بعد اعتماد الموظف المسؤول‬
‫و يرسل العميل اإلشعارات الالزمة لذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة‪ ،‬ص ‪ 70‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫عمليات السحب ‪ :‬و تتم بطريقتين هما ‪:‬‬


‫السحب بموجب شيك ‪ :‬هو أمر صادر من صاحب الحساب الجاري ( الساحب) إلى البنك‬ ‫‪‬‬
‫(المسحوب عليه) بأن يدفع بمجرد اإلطالع مبلغا محددا لشخص ثالث (المستفيد )‬
‫السحب بموجب قيد محاسبي ‪ :‬كأن يقوم البنك بتنفيذ أوامر عميله المتعلقة بالتعليمات الثابتة‬ ‫‪‬‬
‫الشهرية‪ ،‬المتعلقة بخصم مبلغ معين كل شهر و تحويله لحساب آخر فهذه تتم بمستند مع إرسال‬
‫نسخة للعميل و قد تخصم بموجب قيد محاسبي ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الودائع ألجل ‪: Time Deposits‬‬
‫تمثل الودائع ألجل المبالغ التي يرى أصحابها أنهم ليسوا في حاجة إليها خالل فترة زمنية و‬
‫يفضلون إيداعها بالبنك ألجل معين لقاء فائدة تفضيلية عن الفائدة التي تدفع على ودائع التوفير‪ ،‬و يختلف‬
‫المعدل بالنسبة للودائع ألجل حسب المبلغ المودع مدة اإليداع‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنواع الودائع ألجل ‪ :‬باعتبارها من مصادر التمويل نجد فيها نوعان‬
‫الودائع ألجل تستحق بتواريخ معينة ‪ :‬هي تمثل األموال التي يرغب األفراد و الهيئات‬ ‫‪-I‬‬
‫الخاصة و العامة في إيداعها لدى المصارف لمدة محددة مقدما ( ‪ 15‬يوم أو ثالث أشهر أو‬
‫ستة أشهر ‪ ،‬أو سنة كاملة مثال ) على أنه ال يجوز السحب منها جزئيا أو كليا قبل انقضاء‬
‫األجل المحدد إليداعها ‪ ،‬و يلجأ األفراد و الهيئات إلى اإليداع الثابت ألجل المصارف عندما‬
‫يكون لديهم فائض نقدي لم يتيسر لهم استثماره بمعرفتهم المحدودة‪ ،‬و مما يشجع هؤالء على‬

‫‪74‬‬
‫مثل هذا اإليداع ألن المصارف تدفع فائدة على تلك اإليداعات‪ ،‬و تقوم باستثمار تلك‬
‫اإليداعات باعتبارها أنها تحت تصرفها خالل فترة اإليداع المحددة‪.‬‬

‫زياد رمضان‪ ،‬إدارة األعمال المصرفية‪ ،‬ص ‪ ، 83‬مرجع سابق‬ ‫‪.2‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫فإذا طلب المودع سحب وديعته قبل ميعاد االستحقاق يحق للمصرف أن يختار بين عدم الدفع حسب‬ ‫‪‬‬
‫االتفاق و بين التساهل و الدفع‪ ،‬و في الغالب يميل المصارف إلى البديل الثاني في الظروف العادية‬
‫حتى ال يسئ إلى سمعتها‪ ،‬و هنا تضع المودع أمام حالتين ‪:‬‬
‫إما أن يسحب الوديعة و يخسر الفوائد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إما أن يقترض من المصرف بضمان وديعته و بسعر فائدة أكبر من سعر الفائدة التي‬ ‫‪-‬‬
‫يتقاضاها من المصرف على وديعته‪.‬‬
‫‪ – II‬الودائع ألجل أو الخاضعة إلشعار ‪ :‬و يقصد بها األموال التي يودعها األفراد و الهيئات‬
‫بالمصارف على أن يتم السحب منها إال بعد إخطار المصرف بفترة‪ ،‬تحدد عند اإليداع‪ ،‬و بالمقابل يدفع‬
‫المصرف فائدة على هذه الودائع التي قد تكون معدالتها أقل أو مساوية ألسعار الفائدة على الودائع‬
‫ألجل‪ ،‬و تلجأ إليها الهيئات و األفراد عندما يتجمع لديها رصيد نقدي في فترات دورية و لمدة قصيرة‪،‬‬
‫انتظارا لفرص االستثمار‪ ،‬و ال ترغب تلك الهيئات و األفراد في االرتباط أموالهم لفترة محددة خوفا من‬
‫االيداع‪ ،‬بدال من مجرد اإليداع في الحساب الجاري العادي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪-2‬إجراءات فتح الودائع ألجل ‪ :‬تتلخص إجراءات فتح حساب الودائع ألجل في اآلتي ‪:‬‬
‫يعبأ العميل استمارة طلب فتح حساب ألجل مبينا فيه اسمه‪ ،‬عنوانه جنسيته‪ ،‬رقم جواز سفره أو‬ ‫‪‬‬
‫هويته‪ ،‬تاريخ اإليداع ‪ ،‬المبلغ المطلوب إيداعه‪ ،‬مدة اإليداع و توقيعه بما يفيد قبوله لشروط البنك‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫تعبئة بيانات نموذج بطاقة التوقيع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمليات المصرفية المتعلقة بالودائع ألجل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عمليات اإليداع ‪ :‬يتم اإليداع إما نقدا أو بموجب شيكات أو عن طريق تحويل حساب تحت الطلب (‬ ‫‪-3‬‬
‫الجاري) أو توفير و يتسلم المودع من البنك إيصال اإليداع مدونا به تاريخ اإليداع‪ ،‬اسم المودع و‬
‫هويته و المبلغ المودع و فترة اإليداع و معدل الفائدة و تاريخ استحقاق و يعتمد هذا المستند من‬
‫موظفين لهم حق التوقيع من البنك و المستند المذكور‪ ،‬غير قابل للتحويل خالفا لما يجري العمل به‬
‫بالنسبة لشهادات اإليداع‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الحميد عبد المطلب ‪ ،‬البنوك الشاملة ‪ ،‬ص ‪ ، 79‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬


‫عمليات السحب ‪ :‬ما لم تجد الوديعة كليا أو جزئيا يقدم مستند االيداع و يتم دفع المبلغ و الفائدة‬ ‫‪-4‬‬
‫المستحقة على صاحب الوديعة‪ ،‬أو تحول قيمتها لحساب العميل الجاري أو التوفير بالبنك أو على أي‬
‫بنك آخر حسب طلبه‪.‬‬
‫‪ :‬هي إحدى وسائل تجميع المدخوالت التي‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬ودائع التوفير ‪Savings Deposits‬‬
‫تحظى بانتشار عالمي واسع النطاق‪ ،‬و تقوم كافة البنوك التجارية بقبول ودائع التوفير نظير فائدة أو‬
‫بدونها حسب رغبة المودع‪.‬‬
‫ففي البلدان المتخلفة نجد المصاريف التجارية تقوم أحيانا بعمليات صندوق التوفير‪ ،‬وهذه العمليات ال‬
‫تختلف بطبيعتها عن الودائع ألجل بإشعار إال من حيث اإلجراءات الخاصة باإليداع و السحب و حجم‬
‫الوديعة و المبلغ المصرح بسحبه في كل مرة أين تتماشى هذه األمور مع ما يناسب األفراد المودعين‬
‫في صندوق التوفير ‪ ،‬مع أن االيداعات في صندوق التوفير من طبيعة الودائع بإخطار التي هي عبارة‬
‫هذه األخيرة عن إمكانية استثمار األموال المودعة دون االحتفاظ بمبالغ كبيرة سائلة لمقابلة السحب‬
‫منها ‪ :‬و بالتالي ال يتم السحب من صندوق التوفير مما يتجاوز حدا معينا إال بعد إخطار المصرف‪ ،‬إال‬
‫ـ على ودائع التوفير يكون أعلى و هذا لعدم احتفاظ المصارف‬
‫أن الفائدة التي يدفعها المصرف‬

‫‪76‬‬
‫بنسبة مرتفعة من السيولة ألن المودعين في هذه الحالة ال يودعون إال ما تبقى من مدخراتهم بعد سداد‬
‫نفقات المعيشة‪ ،‬كما أن هذه الحسابات تمتاز بصفتها االدخارية و باستمرار زيادة أرقامها بسنة بعد‬
‫أخرى ( خاصة عند ارتفاع الدخل) باإلضافة إلى صغر مبالغها و كبر عدد حساباتها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -1‬إجراءات فتح حساب التوفير‬
‫يعبأ الطالب فتح حساب التوفير‪ ،‬استمارة لدى الفرع المراد فتح الحساب به و يتعهد بقبول كافة‬ ‫‪-1‬‬
‫الشروط الواردة في الطلب و في دفتر التوفير‪.‬‬
‫يوقع العميل على بطاقة التوقيع المعدة لذلك‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عند موافقة مدير الفرع على فتح الحساب يعطي الحساب رقم ليستخدم في كافة المعامالت و‬ ‫‪-3‬‬
‫السجالت و دفتر التوفير‪.‬‬
‫يخصص الحساب بطاقة تتضمن اسم العميل و جنسيته و رقم جواز السفر أو هويته‪ ،‬و نموذج‬ ‫‪-4‬‬
‫لتوقيعه‪.‬‬
‫يعطي نموذج دفتر توفير يتصدره شروط استعمال حسابات التوفير التي يطبقها البنك و يلتزم به‬
‫كل من الطرفين‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ -2‬العمليات المصرفية المتعلقة بحسابات التوفير ‪:‬‬
‫عمليات اإليداع ‪ :‬تتم عملية اإليداع بمعرفة صاحب الحساب أو أي شخص آخر لصالح‬ ‫‪-1‬‬
‫الحساب‪ ،‬كما تتم عن طريق التحويالت المصرفية و العمليات التي يؤديها البنك نيابة عنه و‬
‫هناك نوعان من اإليداع هما ‪:‬‬
‫* اإليداع النقدي ‪ :‬و تتم إجراءات بأن يحرر المودع من حساب التوفير استمارة اإليداع نقدي من‬
‫أصل و صورة‪ ،‬و يسلم العميل المبلغ على أمين الصندوق الذي يعتمد اإليداع‪.‬‬
‫* اإليداع بقيد محاسبي ‪ :‬حيث يتسلم البنك المبالغ المحولة لصالح العميل إما من‬
‫بنوك خارجية أو محلية‪ ،‬و ما يستحق له من أجور أو رواتب و الفوائد المستحقة‬
‫للحساب بجانب ما يقوم به البنك من عمليات تحصيل الكمبياالت و السندات و الفوائد‬
‫و األرباح و غيرها و يسجلها ببطاقة حساب التوفير ‪ ،‬و يتم ذلك في حالة طلب‬
‫العميل تعليقها على هذا الحساب‪ ،‬و عندما يقدم العميل الدفتر في أول معاملة تضاف‬

‫‪77‬‬
‫تلك المبالغ على الرصيد المدون في الدفتر‪.‬‬
‫‪ -2‬عمليات السحب ‪ :‬تتم بمعرفة صاحب الحساب شخصيا‪ ،‬أو من يوكله بصفة‬
‫رسمية للقيام بعملية السحب و هناك نوعان من السحب هما ‪:‬‬
‫السحب النقدي ‪ :‬حيث تعبأ استمارة السحب النقدي مبينا فيها‪ :‬التاريخ‪ ،‬اسم العميل‪ ،‬رقم الحساب‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬المبلغ المطلوب باألرقام و بالحروف و توقيع الساحب‪ ،‬ثم تقديم االستمارة إلى الموظف‬
‫المسؤول بالفرع الذي يتحقق من شخصية الساحب و تسجل العملية في بطاقة الحساب و دفتر‬
‫التوفير ثم تعقد من المراجع و تحول إلى الخزينة للصرف بعد توقيع المستلم ثانية أمام الصراف‪.‬‬
‫السحب بموجب قيد محاسبي ‪ :‬حيث يقيد البنك على حساب توفير العميل كافة العمليات التي‬ ‫‪-‬‬
‫يكلف بها بموجب أمر كتابه صادر من صاحب الحساب‪ ،‬و عندما يقدم العميل الدفتر في أول‬
‫معاملة تخصم قيمة تلك العمليات من الرصيد بالدفتر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الحميد عبد المطلب ‪ ،‬البنوك الشاملة‪ ،‬ص ‪ ، 75‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ـ حسب مصدرها ‪:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تصنيف الودائع المصرفية‬
‫فإذا أخذنا مصدر هذه الودائع معيارا لتصنيفها فيمكن أن نجد نوعان ‪ :‬أجنبية و محلية‪.‬‬
‫‪ -1‬الودائع األجنبية ‪ :‬و التي نجد فيها شكالن هما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ودائع البنوك من الخارج ‪ :‬أين تتخذ البنوك أجنبية من البنوك المحلية مراسلة لها فتحتفظ‬
‫بمقدار ضئيل من الودائع لتسهيل معامالتها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ودائع غير مقيمين ‪ :‬أي أن هناك أشخاص لديهم حسابات في مصارف الجزائر مثال لكنهم ال‬
‫يقيمون فيها‪.‬‬
‫‪ – II‬الودائع المحلية ‪ :‬أين تتألف من ودائع القطاع الخاص المقيم‪ ،‬ودائع القطاع العام‪ ،‬و ودائع‬
‫بنوك المحلية‪.‬‬
‫أ‪ -‬ودائع القطاع الخاص المقيم ‪ :‬و هي ذو أهمية بالغة إلى جانب ودائع القطاع الخاص غير مقيم‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ب‪ -‬ودائع القطاع العام ‪ :‬و تتألف هذه األخيرة من ‪:‬‬
‫ـ ‪ :‬و هي حسابات الحكومة بالمصارف‪.‬‬
‫‪-1‬ودائع الحكومة المركزية‬
‫‪-2‬ودائع البلديات ‪ :‬و هي تلك الودائع الخاصة بالبلديات الموضوعة في المصارف التجارية‪.‬‬
‫‪-3‬ودائع المؤسسات العامة ‪ :‬و هي الودائع التي تعود ملكيتها للمؤسسات العامة‬
‫‪-4‬ودائع المؤسسات المالية غير مصرفية ‪:‬‬
‫‪-5‬ودائع البنوك المحلية ‪ :‬تحتفظ البنوك بحسابات لدى بعضها البعض‪ ،‬ومن هنا جاءت ودائع‬
‫المصارف المحلية كعنصر هام من عناصر تمويل المصارف التجارية‪.‬‬

‫(‪ )1‬زياد رمضان‪ ،‬إدارة أعمال مصرفية‪ ،‬ص ‪ 85‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫ـ الودائع المصرفية حسب منشئها و كذلك حسب حركتها‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تصنيف‬
‫ـ الودائع حسب منشئها على ‪:‬‬
‫‪-1‬يمكن تصنيف‬
‫‪ :‬و تنشأ عن إيداع نقود أو إيداع‬ ‫‪ - I‬الودائع الحقيقية ( األولوية) ‪Primary Deposits :‬‬
‫شيكات (مسحوبة على مصرف آخر) في المصرف وتسمى ودائع أولية حقيقية غير وهمية بمعنى أن‬
‫ـ أو أنها المبالغ التي أودعت فعال بالمصرف بواسطة‬
‫هناك قيمة حقيقية عهديها فعال إلى المصرف‪،‬‬
‫أصحاب األموال‪.‬‬
‫‪ – II‬الودائع المشتقة ‪ : Derived Deposits‬و تسمى أيضا ودائع ائتمانية تنشئها المصارف‬
‫عن طريق منح القروض و تضيفها إلى قيمة النقود الورقية و المعدنية المتداولة‪ ،‬لذا فهي من أهم‬
‫ـ ال يقترض في العادة من نقوده‪ ،‬و إنما يمنح‬
‫أنواع الودائع‪ ،‬و نقول تنشئها المصارف ألن المصرف‬

‫‪79‬‬
‫للمقترض الحق في سحب شيكات عليه و هنا تنشأ للمقترض وديعة بمقدار القرض المتفق عليه و‬
‫ـ و في نفس الوقت تزيد القروض المتعاملين‪.‬‬
‫بالتالي تزيد ودائع المصرف‬
‫‪-2‬وفي األخير يمكن تصنيف الودائع حسب حركتها إلى ‪:‬‬
‫‪ :‬هي أن يكون رصيدها غير ثابت نسبيا لكثرة‬ ‫‪ -I‬الودائع النشيطة ‪Active deposits‬‬
‫عمليات السحب و إيداع يعكس الودائع الخاملة حيث يكون رصيدها ثابتا نسبيا ‪ ،‬و غالبا ما تكون‬
‫الودائع الخاملة ذات طبيعة ادخارية‪.‬‬
‫‪ – II‬الودائع المقيدة ‪ : Restricted de‬هي األموال التي يودعها األفراد و الهيئات ألهداف‬
‫معينة ‪ ،‬حيث يتم االتفاق على حصر استعمالها بهذه األهداف‪ ،‬فقد تكون هذه الودائع ضمانات‬
‫ـ‬
‫لتعديالت أو التزامات يقدمها المودع للمصرف‪.‬‬

‫(‪ )1‬زياد رمضان‪ ،‬إدارة أعمال مصرفية‪ ،‬ص ‪ 85‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫ـ جذب الودائع المصرفية‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬استراتيجية تنمية‬
‫لكي يحافظ البنك على مصدر تمويله األساسي أال و هو الودائع‪ ،‬فإنه يسعى دوما إلى تنمية هذه‬
‫الودائع بطرقه و أساليبه المختلفة في إطار استراتيجيات يتبعها تكون مرتبطة بالظر وف و البيئة التي‬
‫تحيط به‪ ،‬و من هنا و لتسليط الضوء أكثر على هذه الفكرة سوف يتطرق على أهم االستراتيجيات التي‬
‫يتبعها البنك لجذب الودائع و المدخرات و ما هي العوامل المؤثرة على هذه الخيرة‪ ،‬مع تقييم لهذه‬
‫االستراتيجيات و لدور المصارف في جذب الودائع‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المنافسة السعرية و غير السعرية لجذب الودائع ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المنافسة السعرية ‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫تتمثل المنافسة السعرية في دفع معدالت فائدة أعلى للمودعين‪ ،‬و على الرغم من االعتراف بأهمية‬
‫المنافسة السعرية‪ ،‬في معضم مجاالت النشاط االقتصادي‪ ،‬فإن التشريعات المصرفية تضع قيودا على‬
‫تلك المنافسة ‪ ،‬و من أبرز األمثلة على ذلك منح الفوائد على الودائع الجارية‪ ،‬و هو األمر الذي‬
‫يوصد الباب أمام المنافسة السعرية كاستراتيجية ممكنة لجذب تلك الودائع‪ ،‬أما فيما يخص أسباب منع‬
‫(‪.)1‬‬
‫أو عدم دفع فوائد على الودائع الجارية فيمكن تلخيصها فيما يلي‬
‫الحد من ارتفاع تكلفة األموال ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تتكيف البنوك التجارية بعض التكاليف نتيجة إلدارتها للحساب الجاري للعميل ‪ ،‬و تتمثل هذه‬
‫التكاليف في مصروفات تحصيل المستحقات‪ ،‬و مصروفات سداد المطلوبات و مصروفات إمساك‬
‫الحساب ‪ ،‬لذا يخشى أن يترتب على دفع فوائد على هذه الودائع أن ترتفع تكلفتها‪ ،‬األمر الذي‬
‫يضطر معه المصرف إلى البحث عن فرص استثمار‬
‫يتولد عنها معدالت عالية للعائد‪ ،‬و هي فرص عادة ما تكون ذات درجة عالية من المخاطر قد تهدد‬
‫في النهاية مستقبل المصرف‪ ،‬و الدراسات قد أثبتت في هذا الصدد أنه ال مجال للشك أن لوال القيود‬
‫المفروضة على منح الفوائد على تلك الودائع الرتفعت تكلفة األموال بالنسبة للمصارف إلى حد‬
‫كبير‪.‬‬

‫(‪ )1‬منير ابراهيم هندي ‪ ،‬إدارة البنوك التجارية ص ‪ ، 153‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫الحد من المنافسة الهدامة بين البنوك ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫قد يؤدي السماح بدفع فوائد على تلك الودائع أن تتنافس المصارف في رفع معدل الفائدة عليها أمال‬
‫في الحصول على حصة مالئمة منها ‪ ،‬مدة أخرى يؤدي ذلك على ارتفاع تكلفة تلك الودائع مما‬
‫يجبر البنك على توجيه حصيلتها إلى استثمارات تتعرض لدرجة كبيرة من المخاطر أمال في تحقيق‬
‫عائد مرتفع يكفي لتغطية تلك التكلفة‪.‬‬
‫الحد من ارتفاع الفوائد على القروض ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪81‬‬
‫يؤدي منع دفع على الودائع الجارية على تخفيض تكلفة األموال‪ ،‬األمر الذي يشجع المصارف على‬
‫تخفيض معدالت الفوائد على القروض التي تقدمها للعمالء ‪ ،‬و لهذا أثره الفعال على معدالت التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫الحد من هجرة األموال من المدن الصغيرة و النائية ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تتاح للمصارف التي تمارس نشاطها في المدن الكبيرة فرص أفضل لالقتراض و االستثمار و بناء‬
‫عليه إذا سمح بدفع فوائد على الودائع الجارية‪ ،‬ستكون هذه المصارف أكثر قدرة و استعداد لدفع‬
‫فوائد عالية على تلك الودائع‪ ،‬و ذلك بالمقارنة مع البنوك التي تتمركز في المدن الصغيرة و النائية‪،‬‬
‫بعبارة أكثر وضوحا سوف تصبح المدن الكبيرة مناطق جذب لهذه الودائع‪ ،‬بينما تصبح المدن‬
‫ـ و النائية‪ ،‬مناطق طرد لها بشكل يجعل من الصعب على المستثمرين في تلك المدن‬
‫الصغيرة‬
‫الحصول على القروض لتمويل استثماراتهم‪.‬‬
‫و إن الحجج السابقة لمنع دفع فوائد على الودائع الجارية مردود عليها فهناك من قبلها و هناك من‬
‫اعتبرها غير مقبولة‪.‬‬

‫و ما يمكن اإلشارة غليه أنه قد حدثت تطورات كبيرة في السنوات األخيرة بشأن الفوائد على الودائع‬
‫الجارية‪ ،‬ففي الواليات المتحدة التي منعت أو حرمت تشريعاتها دفع فوائد على الودائع الجارية من‬
‫الثالثينات حتى نهاية السبعينات‪ ،‬عادت لتتيح دفع الفوائد عليها و كان ذلك في نهاية عام ‪ 1980‬م ‪ ،‬و‬
‫بذلك فتحت الباب أمام المنافسة السعرية لجذب الودائع الجارية‪ ،‬و مصر تدفع البنوك التجارية فوائد‬
‫على الودائع الجارية بالعمالت األجنبية‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫هذا فيما يتعلق بالودائع الجارية‪ ،‬أما بالنسبة لودائع التوفير و ألجل فإن تشريعات كافة الدول تعطي‬
‫ألصحابها تلك الودائع الحق في الحصول على فوائد على إيداعاتهم‪ ،‬غير أن حرية المصارف ليست‬
‫مطلقة في شأن تحديد معدل الفائدة التي يحصل عليها المودعين‪ ،‬و ذلك النفس األسباب التي سبق ذكرها‬
‫بشأن منع الفوائد على الودائع الجارية‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫و غالبا ما تقوم المصارف بدفع معدالت فوائد متقاربة على تلك الودائع ( ودائع التوفير و الودائع ألجل)‬
‫و ذلك نظرا لشدة المنافسة فيما بينها الجذب مودعين جدد‪ ،‬و هذا التقارب في أسعار الفائدة إلى جانب‬
‫منح أو تحريم الفوائد على الودائع الجارية يجعل المنافسة السعرية لجذب الودائع المصرفية استراتيجية‬
‫غير فعالة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬المنافسة غير السعرية‬

‫رأينا أن المنافسة السعرية ال تعد من بين االستراتيجيات الفعالة في جذب الودائع بأنواعها المختلفة‪،‬‬
‫لذا من المحتمل أن تتحول المصارف إلى االستراتيجية البديلة‬
‫المتمثلة في المنافسة غير السعرية‪ ،‬أي المنافسة التي تقوم على تقديم خدمات جيدة بأسعار تنافسية‪ ،‬و‬
‫مما يزيد من احتمال نجاح هذه االستراتيجية ما أكدته الدراسات‬
‫الميزانية من وجود تباين كبير بين المصارف في مستوى جودة الخدمات المقدمة و أيضا في تكلفتها‪،‬‬
‫إلى جانب التباين في أنواع الخدمات المقدمة‪ ،‬و مدى تكاملها‪.‬‬
‫و العميل بدوره يعطي قدرا كبيرا من االهتمام إلى كفاءة المصرف في أداء الخدمات المصرفية‪،‬‬
‫بمعنى أنه ال يمكن أن يستمر في التعامل مع بنك ما لمجرد أنه يتعامل معه منذ زمن طويل متجاهال‬
‫التكاليف المصاحبة لتلك الخدمات‪ ،‬و إللقاء المزيد من الضوء على هذه االستراتيجية سوف نعرض‬
‫أبرز الخدمات المصرفية التي يمكن أن يعتمد‬
‫عليها المصرف في جذب المزيد من الودائع‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫تحصيل مستحقات المودعين ‪:‬‬

‫تعد عمليات التحصيل من أهم أهداف النظام المصرفي فهي تساعد على تسوية حسابات العمالء و ذلك‬
‫بالمقاصة بينها دون حاجة لتداول النقود‪ ،‬كما تساعد على توفير الوقت و الجهد الذي تقتضيه عمليات‬

‫‪83‬‬
‫السحب و اإليداع‪ ،‬و تشمل عمليات التحصيل التي يقوم بها المصرف تحصيل الشيكات و تحصيل‬
‫وسائل السداد األخرى كالحواالت الداخلية و الكمبياالت‪.‬‬
‫‪ :‬تحصيل الشيكات ‪:‬‬ ‫‪1.1‬‬

‫تدخل المصرف المركزي في عملية تحصيل الشيكات ضروري غير أن دخول المصرف المركزي‬
‫كطرف مباشر يصبح صعبا و معقدا إذا ما كان الوعي المصرفي منشرا‪ ،‬بحيث يسود التعامل بالشيكات‪،‬‬
‫و إذا ما كان عدد الفروع المصرفية في الدولة كبيرا و مبعثرا على المساحة جغرافية كبيرة‪ ،‬و في ظل‬
‫هذه الظروف قد تتفق مجموعة من المصارف التي تخدم منطقة معينة أو مدينة معينة على إنشاء غرفة‬
‫المقاصة‪ ،‬في موقع جغرافي‬
‫يتوسط المصارف المشتركة‪ ،‬و يتردد مندوبو تلك المصارف إلى غرفة المقاصة عدة مرات في اليوم‪،‬‬
‫يقوم فيها كل مندوب بإظهار الشيكات المسحوبة على مصرف ما إلى مندوب ذلك المصرف ‪ ،‬كما يقوم‬
‫مندوب المصرف األخير بإظهار الشيكات المسحوبة على بنك المندوب األول‪ ،‬حيث تعم المقاصة‬
‫بينهما‪ ،‬و في حالة وجود رصيد دائن ألخذ البنوك في عالقته مع بنك آخر تقوم غرفة المقاصة بأخطار‬
‫البنك المركزي بسداد الرصيد خصما من رصيد حساب البنك المدين و إضافته لرصيد حساب البنك‬
‫الدائن‪.‬‬
‫‪ :‬التحصيل بوسائل سداد أخرى ‪:‬‬ ‫‪1.2‬‬

‫ال تقتصر الخدمات التي يقدمها البنك في مجال التحصيل على تحصيل الشيكات المسحوبة لصالح‬
‫المودع حتى لو تم السداد بوسائل أخرى غير الشيكات‪.‬‬
‫سداد قيمة المستحقات بواسطة حوالة داخلية (‪: )1‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫الحوالة الداخلية و هي أمر كتابي يصدره أحد األطراف إلى البنك الذي يتعامل معه ليدفع مبلغا‬
‫معينا من النقود إلى طرف ثاني ( المستفيد) عادة ما يقيم في منطقة جغرافية أخرى‪ ،‬بمقتضى هذا‬
‫األمر يقوم بنك الطرف الذي حرر الحوالة بخصم القيمة من حسابه و إرسال إشعار بذلك لبنك‬
‫الطرف المستفيد‪.‬‬
‫( المودع) ‪،‬‬ ‫و بمجرد استالم البنك األخير لإلشعار يقوم بإضافة قيمة إلى رصيد حساب المستفيد‬
‫وتتم التسوية بين البنكين عن طريق البنك المركزي‪.‬‬
‫(‪ )1‬منير ابراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية ‪ ،‬ص ‪ 160‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫تحصيل الكمبياالت ‪ ،‬و السندات األذنية‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪84‬‬
‫و يتمثل السند األدني في تعهد بدفع مبلغ معين بمجرد اإلطالع على المتعهد أو في موعد آجل آخر‬
‫آلمر شخصي آخر هو المستفيد‪ ،‬و يمكن للمستفيد أن يتقدم بالكمبيالة أو السند األذني إلى البنك الذي‬
‫يتعامل معه لتحصيلها نيابة عنه‪ ،‬و قبل موعد االستحقاق بفترة مناسبة يقوم البنك بإخظار المدين‬
‫بالعمل على سداد قيمة الكمبيالة أو السند في الموعد المحدد‪ ،‬على أن يقوم البنك بإضافة قيمة‬
‫التحصيالت إلى جذب المستفيد ( المودع) عندما يتم التحصيل الفعلي‪.‬‬

‫التحصيالت المستندية ‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬

‫و هي التحصيالت التي تتعلق بالمعامالت التجارية فقد يسلم بائع ما مستندات ملكية بضاعة إلى‬
‫البنك الذي يقوم بدوره بارسالها إلى أحد فروعه أو مراسليه في جهة وصول البضاعة و يقوم‬
‫مندوب الفرع أو المراسل بمطالبة المشتري بسداد قيم البضاعة مقابل تسليمه المستندات ( بوليصة‬
‫التحسن) التي بمقتضاها يصبح مالكا للبضاعة ‪ ،‬و في هذا الضمان لحقوق البائع ( المودع في هذه‬
‫الحالة)‪.‬‬

‫ـ عن المودع ‪:‬‬
‫التحصيل نيابة‬ ‫ث‪-‬‬

‫و يكون ذلك بإذن سابق من المودع‪ ،‬فمثال يمكن أن تعهد هيئة إلى أحد البنوك بتحصيل فواتير‬
‫استهالك الكهرباء نيابة عنها‪ ،‬يحدث هذا إذا ما أعطي المستهلكون حق االختيار بين لسداد قيمة‬
‫استهالك الكهرباء مباشرة إلى الهيئة أو سدادها في حسابها لدى أحد البنوك‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪85‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :‬استراتيجيات المنافسة في مجال التحصيل ‪:‬‬ ‫‪1.3‬‬

‫يعتبر تحصيل مستحقات الموجعين من أهم الخدمات المصرفية التي تمثل مجاال للمنافسة بين البنوك‬
‫لجذب مودعين جدد‪ ،‬و تتمثل تلك المنافسة في أمرين ‪:‬‬

‫مدى السرعة في تحصيل مستحقات العميل (المودع)‬ ‫‪-‬‬

‫نسبة مصروفات التحصيل التي يتحملها العميل‬ ‫‪-‬‬

‫فمع بقاء العوامل األخرى على حالها تزداد قدرة البنك على المنافسة لجذب الودائع كلما اتسمت‬
‫إجراءات تحصيل مستحقات العمالء بالسرعة‪ ،‬و كلما انخفضت نسبة مصروفات التحصيل التي‬
‫يتحملها العميل‪.‬‬

‫‪ -2‬سداد المدفوعات نيابة عن العميل ‪:‬‬

‫كذلك تقدم البنوك خدمات مصرفية أخرى تتمثل في سداد قيمة الشيكات التي حررها المودع‬ ‫‪-‬‬
‫لصالح الغير‪ ،‬كما قد يقوم البنك بناء على اتفاق سابق بسداد بعض المطلوبات المستحقة عليه‬
‫عندما يتقدم بها الدائنين دون حاجة لتحرير شيكات و من أمثلتها فواتير التليفون‪ ،‬و أقساط‬
‫اإليجار‪ ،‬و بعض فواتير الشراء‪ ،‬إن إخضاع البنك بهذه المسؤولية يطمئن العميل إلى سداد ما‬
‫عليه من مستحقات في مواعيدها‪ ،‬مما يوفر عليه الكثير من الوقت و الجهد الذي كان عليه أن‬
‫يبذله إذا ما لجأ إلى طريق آخر للسداد ‪ ،‬كذلك يمكن للبنك سداد المطلوبات نيابة عن العميل‪ ،‬و‬
‫ذلك وفقا لنظام يطلق عليه' نظام اإليداع المباشر ‪ ،‬فمثال يمكن للمنشأة إبرام اتفاق مع البنك ما‬
‫تقوم بمقتضاه بتحرير شيك واحد لدفع مرتبات العاملين الذين لهم حساب جاري في ذلك‬

‫البنك‪ ،‬على أن يرفق مع الشيك قائمة بأسماء هؤالء العاملين‪ ،‬و ما على البنك إال أن يقوم بسحب‬ ‫‪-‬‬
‫قيمة المرتب من حساب المنشأة و إضافته إلى حساب العامل‪.‬‬

‫منير ابراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية ‪ ،‬ص ‪ 160‬مرجع سابق‬ ‫(‪)1‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪86‬‬
‫و من بين الخدمات األخرى في شأن سداد المطلوبات التسييرات التي يمكن للبنك تقديمها للمودع‬ ‫‪-‬‬
‫في حالة عدم كفاية رصيد الحساب الجاري لسداد الشيكات المقدمة خصما من حسابه فقد يقبل‬
‫البنك إبرام اتفاق مع المودع يعطيه الحق في تحرير الشيكات بمبالغ تفوق الرصيد الفعلي لحسابه‬
‫بحيث يقوم البنك بصرف قيمة الشيكات للمستفيد على أن يعود إلى المودع فيما بعد لمطالبته‬
‫بسداد المبالغ التي لم يكف رصيد حسابه لتغطيتها‪.‬‬

‫و إذا ما حرر المودع شيكا لطرف آخر ثم قرر لسبب ما إلغاء ذلك الشيك فقد يستطيع البنك تقديم‬ ‫‪-‬‬
‫خدمة للعميل في هذا الشأن‪ ،‬و ذلك إذا تمكن من أخطار البنك بإيقاف صرف الشيك في الوقت‬
‫المناسب أي قبل أن يتقدم المستفيد لصرفه‪.‬‬

‫استراتيجيات المنافسة في مجال السداد ‪ :‬تتمثل استراتيجيات المنافسة في هذا الشأن ‪:‬‬

‫مدى استعداد البنك لقبول فكرة سداد المطلوبات المستحقة على العميل بمقتضى فواتير‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫نسبة المصروفات التي سوف يتحملها العميل في مقابل تلك الخدمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فمع بقاء العوامل األخرى على حالها تزداد مقدرة البنك على جذب مودعين جدد كلما سمحت‬
‫سياسات بالسداد بمقتضى فواتير‪ ،‬و كلما سمح للعميل بالسحب المكشوف في حدود مقبولة‪ ،‬و‬
‫كلما انخفضت نسبة مصروفات العميل مقابل تلك الخدمة‪.‬‬

‫‪ -3‬استحداث أنواع جديدة من الودائع ‪ :‬من بين الخدمات التي يمكن أن يقدمها البنك للمودعين الحاليين‬
‫و المحتملين استحداث أنواع جديدة من الودائع‪ ،‬و ذلك في حدود تشريعات الدولة التي يعمل فيها فهناك‬
‫مثال ‪:‬‬

‫شهادات اإليداع ‪ :‬و هي التي استحدثت ألول مرة في الستينات‪ ،‬و التي تعتبر نوع من الودائع ألجل ‪ ،‬و‬
‫تنقسم تلك الشهادات إلى نوعين ‪:‬‬

‫شهادات إيداع تداولها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫شهادات إيداع ال يمكن تداولها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪87‬‬
‫و بالنسبة للشهادات التي يمكن تداولها فهي شهادات غير شخصية يمكن لحاملها التصرف فيها‬ ‫‪-‬‬
‫بالبيع و الشراء‪ ،‬و لعل أهم ما يميزها أن سعر الفائدة عليها يتم تحديده دون تدخل من البنك‬
‫المركزي‪ ،‬و هذا يعني إمكانية رفع سعر الفائدة عليها كوسيلة لزيادة الطلب عليها‪ ،‬و باختصار‬
‫يمكن أن يؤدي إدخال هذا النوع من الودائع إلى زيادة ملموسة في حصيلة البنك من الموارد‬
‫المالية‪.‬‬

‫يظاف إلى ذلك أن هذه الشهادات تعد منافسة لألوراق المالية الحكومية قصيرة األجل‪ ،‬و من ثم‬ ‫‪-‬‬
‫فقد تجذب هذه الشهادات إلى الجهاز المصرفي أموال مستثمرين كانوا يتعاملون أساسا في‬
‫األوراق المالية الحكومية‪.‬‬

‫أما شهادات اإليداع التي ال يسمح لها بالتداول فهي شهادات شخصية تصدر بمقتضى اتفاق بين‬ ‫‪-‬‬
‫البنك و العميل يتحدد فيه معدل الفائدة‪ ،‬و تاريخ االستحقاق‪ ،‬و ال يجوز لحامل هذه الشهادات‬
‫التصرف فيها بالبيع‪ ،‬كما ال يمكن له استرداد قيمتها قبل التاريخ المحدد‪ ،‬و لعل أهم ما يميز‬
‫هذه الشهادات هو المرونة في تحديد تاريخ االستحقاق مما يناسب حالة كل عميل ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات اإليداع ذات معدل الفائدة المتغير ‪ :‬حيث يتحدد سعر الفائدة شهريا على ضوء التغيير في‬
‫أسعار الفائدة على نوع ما من المستندات قصيرة األجل التي تصدرها الحكومية‪ ،‬و يكفل هذا‬
‫النوع من الشهادات حماية لكل من البنك و المستثمر ضد مخاطر التغيير في أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع التي تجمع بين مزايا الودائع الجارية و ودائع التوفير‪ :‬حيث يكون للمودع الحق في تحرير‬
‫أمر سحب قابل للتداول أي يمكن تحريره للغير‪ ،‬وفاء لما عليه من التزامات ‪ ،‬و في نفس الوقت‬
‫يحصل منه على فوائد‪ ،‬و من المتوقع بالطبع أن يحل هذا النوع من الودائع محل الودائع‬
‫الجارية‪ ،‬إذ أنه يؤدي نفس الغرض كما يتولد عنه فوائد نقدية‪.‬‬

‫‪ -‬ودائع سوق النقد ‪ :‬و هي تشبه أمر السحب القابل للتداول‪ ،‬حيث يمكن تحرير شيك عليها‪ ،‬بل و‬
‫يحصل المودع على معدل فائدة أعلى من الفائدة على أمر السحب القابل للتداول‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫استراتيجية المنافسة في هذا المجال‬ ‫‪-‬‬

‫كلما نجح البنك في إدخال أنواع جديدة من الودائع يقبل بها المودعين كلما كان ذلك مؤشرا‬ ‫‪-‬‬
‫لحيوته و قدرته على االبتكار األمر الذي يلفت األنظار إليه و يشجع المودعين المحتملين على‬
‫التعامل معه‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -4‬سرعة أداء الخدمة ‪:‬‬

‫مواكبة البنوك للتقدم التكنولوجي كان من نتيجة استخدام الحسابات االليكترونية في أعمالها‪ ،‬ولقد أسهم‬
‫هذا التطور في تحسين مستوى الخدمة و االقتصاد في الوقت و التكلفة التي تنطوي عليها عملية‬
‫التحصيل و الصرف و اإليداع‪ ،‬و فيما يلي وصف مختصر لواحد من أهم االبتكارات في هذا المجال ‪،‬‬
‫و هو نظام التحويل االليكتروني و نظرا لوجود العديد من أنضمة التحويل اإلليكتروني فسوف نتعرض‬
‫فقط لثالث أنواع منها هي‪:‬‬

‫ـ ‪ :‬و هي ال تختلف عن غرفة المقاصة السابق اإلشارة إليها في أمر‬


‫غرفة المقاصة االليكترونية‬ ‫‪.1‬‬
‫واحد هو أن مندوبي البنوك ال يتبادلون الشيكات ذاتها‪ ،‬بل يتبادلون المعلومات المدونة على شريط‬
‫الحاسب االليكتروني‪ ،‬و يحدث هذا عندما يتوافد لكبار العمالء وحدة إرسال متصلة بالحاسب‬
‫االليكتروني للبنك‪ ،‬و ما على العميل إال أن يرسل تعليماته من خالل وحدة اإلرسال‪ ،‬و يتم تسجيل‬
‫الرسالة على شريط الحاسب و التي بمقتضاها يقوم البنك بتنفيذ التعليمات‪.‬‬

‫جهاز الصرف ‪ :‬فهو جهاز صغير قد يوجد خارج مبنى البنك‪ ،‬كما قد يوجدوحدات منه في األماكن‬ ‫‪.2‬‬
‫المحتمل أن يقصدها العمالء كاألندية‪ ،‬و حرم الجامعة‪ ،‬و ما يشبه ذلك‪ ،‬و ما على العميل إال أن‬
‫يزود الجهاز بكارت خاص من البالستيك‪ ،‬ثم يضغط على بعض األزرار عليها بعض األرقام و‬
‫اإلشارات تتيح تحديد رقم الحساب و المبلغ المطلوب صرفه و نوع الحساب‪ ،‬أي ما إذا كان‬
‫حسابات جاريا أو حساب توفير‪.‬‬

‫و في ثوان قليلة يقوم الجهاز يصرف المبلغ المطلوب بعد التأكد من وجود رصيد كافي‪ ،‬و هكذا تتم‬
‫عملية الصرف بدقة و أحكام‪ ،‬و بسرعة و بتكلفة أقل و دون الحاجة إلى تحرير شيكات‪.‬‬

‫ـ اآللي غير أنه يقدم خدمات أكثر للعمالء‪ ،‬إذا يمكن‬


‫الصراف اآللي ‪ :‬و هو يشبه جهاز الصرف‬ ‫‪.3‬‬
‫بمقتضاه قيام العميل بالسحب و اإليداع بل و تحويل مبالغ من حسابه إلى حساب عميل آخر بنفس‬
‫البنك‪ ،‬كما يمكنه التأكد من أرصدة حساباته في أي وقت يشاء‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫و ال تعتبر التكنولوجيا الحديثة هي الوسيلة الوحيدة لضمان سرعة أداء الخدمة للعمالء فهناك أيضا‬
‫العنصر اإلنساني‪ ،‬فلقد كشف الواقع العملي عن أن الكفاءة في أداء الخدمات المصرفية المختلفة تتوقف‬
‫أساسا على كفاءة العاملين التي تتوقف بدورها على حسن اختيارهم و تدريبهم و إثارة دوافعهم‪.‬‬

‫استراتيجية المنافسة في هذا المجال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تزداد قدرة البنك على جذب الودائع كلما نجح في إدخال الوسائل الحديثة لتسيير المعامالت و التوسع‬
‫في استخدامها ‪ ،‬و كلما نجح في اختيار العاملين ‪ ،‬و تدريبهم و إثارة دافعيتهم نحو األداء الجيد‪.‬‬

‫التسيير على العمالء ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫من بين الخدمات التي يمكن للبنك تقديمها للتسيير على العمالء اختياره لموقع مالئم‪ ،‬و توسيع دائرة‬
‫انتشاره بإنشاء فروع جديدة في مواقع مالئمة‪.‬‬

‫* استراتيجية المنافسة ‪:‬‬

‫تزداد قدرة البنك على جذب المزيد من الودائع كلما نجح في اختيار الموقع المالئم و توسع في إنشاء‬
‫الفروع ووحدات الصراف اآللي‪ ،‬و تسل الراح للعمالء‪.‬‬

‫خدمات تتمثل في مزايا للمودعين ‪:‬‬

‫تقدم البنوك للمودعين إغراءات متنوعة ن بينها إعطائهم األولوية في االقتراض‪ ،‬و كذا‬ ‫‪-‬‬
‫إقراضهم بمعدالت منخفضة مع تقديم بعض التنازالت بشأن الرصيد المعوض‪.‬‬

‫كذلك قد يقوم البنك بعرض بعض السلع للمودعين‪ ،‬و ذلك بأسعار و منخفضة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كما تلجأ البنوك أيضا إلى اإلعالن عن خدماتها البنكية التي من بينها اإلقراض بأسعار فائدة‬
‫منخفضة ألصحاب الودائع عامة‪ ،‬و ذلك لحجز‪ ،‬من حملتها اإلعالنية لجذب الودائع المصرفية‬

‫‪90‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫استراتيجية المنافسة ‪ :‬تزداد قدرة البنك على جذب الودائع كلما تصدر المودعين قائمة المقترضين‬
‫الراغبين في الحصول على قروض‪ ،‬و كلما انخفض معدل الفائدة على القروض الممنوحة لهم بالمقارنة‬
‫ـ ‪ ،‬كذلك تزداد على جذب الودائع كلما توسع البنك في تقديم مزايا أخرى‬
‫مع غيرهم من المقترضين‬
‫للمودعين‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -5‬إدارة محفظة األوراق المالية للعميل ‪:‬‬

‫يقصد بإدارة محفظة األوراق المالية للعميل قيام البنك بعمليات بيع األسهم‪ ،‬و سندات يملكها العميل‬
‫أو شراء ما يحتاجه منها‪ ،‬و كذا تحصيل األرباح و الفوائد المتولدة عن‬

‫تلك االستثمارات‪ ،‬و إذا ما رغب العميل في أن يتولى البنك نيابة عن شراء و بيع األوراق المالية فإنه‬
‫يصدر للبنك تعليمات واضحة في هذا الشأن‪ ،‬إذ قد يحدد العميل السعر الذي يرغب في التعامل على‬
‫أساسه أو قد يضع حدا أعلى لسعر الشراء أو حد أدنى لسعر البيع‪ ،‬و في حالة الشراء يتم خصم القيمة‬
‫من رصيد حساب العميل أما في في حالة البيع فتضاف المتحصالت على حسابه‪ ،‬و عادة ما يقاضي‬
‫البنك عمولة على عمليات الشراء و البيع تقل عما كان ينبغي للعميل دفعة إذا ما لجأ إلى السماسرة في‬
‫سوق األوراق المالية‪.‬‬

‫كذلك يقدم البنك خدمة مصرفية أخرى تتمثل في تحصيل أرباح األسهم أو فوائد السندات و إضافتها إلى‬
‫حساب العميل‪ ،‬أما إذا كانت األرباح و الفوائد المستحقة على العميل‪ ،‬و ذلك عن األسهم و السندات التي‬
‫أصدرها فإن البنك يقوم بسداد قيمتها نهاية عنه‪.‬‬

‫استراتيجيات المنافسة ‪:‬‬

‫تعتبر كفاءة إدارة البنك لمحفظة األوراق المالية من بين مجاالت المنافسة لجذب الودائع المصرفية‪ ،‬و‬
‫تتمثل المنافسة في هذا الشأن في مجالين رئيسين‪.‬‬

‫(‪ )1‬منير ابراهيم هنيدي ‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬ص ‪ 169‬مرجع سابق‬

‫‪91‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫مدى كفاءة البنك في تنفيذ تعليمات المودع الخاصة الخاصة بشراء و بيع األوراق المالية بما يحقق‬ ‫‪.1‬‬
‫له أكبر قدر من األرباح أو يصيبه بأقل قدر من الخسائر‪.‬‬
‫مدى انخفاض نسبة العمولة التي يحصل عليها البنك بالمقارنة بنسبة العمولة التي كان ينبغي على‬ ‫‪.2‬‬
‫العميل دفعها لو أنه لجأ إلى السماسرة لتنفيذ العملية‪.‬‬

‫فمع بقاء العوامل األخرى على حالها يزداد تمسك المدعين الحاليين ببنك ما و تزداد رغبة المودعين‬
‫المحتملين في التعامل معه كلما تميزت إدارته لمحفظة األوراق المالية بالكفاءة‪ ،‬و كلما انخفضت نسبة‬
‫العمولة التي يحصل عليها البنك مقابل أداء هذه الخدمة‪.‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫التوسع في تقديم خدمات غير مصرفية‬ ‫‪-1‬‬

‫يمكن للبنك القيام بتقديم خدمات غير مصرفية غير تقليدية كالعمل كوكيل أو مفوض في إدارة أموال‬
‫الغير‪ ،‬إلى جانب خدمات أخرى ذات ارتباط غير مباشر بالنشاط مثل تقديم خدمات استشارية في مجال‬
‫االستثمار و غيرها و من المعتقد أن تقديم مثل هذه الخدمات يحتمل أن يجذب عمالء حدد الستخدام‬
‫الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك‪ ،‬و من بينها فتح حسابات إيداع‬

‫استراتيجية المنافسة ‪:‬‬

‫تزداد قدرة البنك على جذب مودعين جدد كلما توسع في تقديم خدمات مصرفية غير تقليدية‪ ،‬إلى‬
‫جانب الخدمات األخرى ذات االرتباط غير المباشر بالعمليات المصرفية‪.‬‬

‫فتح االعتمادات و إصدار خطابات الضمان‬ ‫‪-6‬‬

‫يعرف فتح االعتماد ‪ :‬بأنه اتفاق بين البنك و العميل يعطي الطرف األخير الحق ي االقتراض‬ ‫‪-‬‬
‫في حدود مبلغ معين يحدده االتفاق‪ ،‬و من بين الخدمات األخرى التي يقدمها البنك للعمالء هي ‪:‬‬

‫إصدار خطابات الضمان ‪ :‬و هي تعهد كتابي من البنك بقبول دفع مبلغ معي نيابة عن العميل إلى‬ ‫‪-‬‬
‫طرف آخر خالل الفترة المحددة في خطابات الضمان‪ ،‬و ذلك في حالة عدم قيام العميل بالوفاء‬
‫بتلك االلتزامات مباشرة في تاريخ االستحقاق و يتقاضى البنك عمولة من العميل نظير إصدار‬
‫خطاب الضمان‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دور المصارف في تنمية الودائع المصرفية ‪:‬‬

‫تلعب المصارف دور هام في تنمية الودائع من خالل سعيها لزيادة المدخرات و تشجيع الجمهور على‬
‫التعامل معها‪،‬كما تلعب إدارات المصارف دور هام من خالل دراستها التي تهدف إلى محاولة التنبؤ‬
‫التخطيط المالي للمستقبل‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إدارة ودائع المصارف التجارية ‪:‬‬

‫نظرا ألهمية أو ودائع في حياة المصارف التجارية فإن إدارات هذه المصارف ترى بأنه يجب عليها‬
‫(‪)1‬‬
‫أن تلجأ إلى دراسة تركيبة الودائع و توزيعه الودائع و حركة الودائع‬

‫‪ -1‬تركيبة الودائع ‪ :‬تعني دراسة تركيبة الودائع أن تتعرف إدارة المصرف على أصناف الودائع‬
‫الموجودة لديها فوجود الودائع الطويلة األجل على مختلف أشكالها و الودائع الخاضعة إلشعار بنسبة‬
‫كبيرة يتيح إلدارة المصرف مجاال أكبر من الحرية في توظيف موجوداتها و هكذا فإن ضعف مستوى‬
‫هذا النوع من الودائع يجب أن يحفز اإلدارة على زيادته ‪.‬وأن تتعرف اإلدارة على أضاف الودائع‬
‫حسب قدرات المودعين المالية ‪.‬وفيما إذا كانت غالبية ودائعها مملوكة لكبار المودعين أم صغارهم‬
‫‪.‬وفيما يخص ودائع صغار المودعين فقد تلجأ اإلدارة إلى عدم تشجيعها من خالل تخفيض الفوائد التى‬
‫تدفعها عليها أو اشتراط حد أدنى ال تقبل الوديعة إذا كابت دونه ‪ .‬وذلك ألنه كلما صغر حجم الوديعة‬
‫كلما ازدادت تكاليفها النسبية وبالتالي ضمان عدم تأثير هذه الزيادة على ربحية الودائع ‪ .‬كما أن‬
‫دراسة تركيبة الودائع تعين اإلدارة على معرفة حجم الودائع العامة وبالنسبة للودائع الخاصة وكما هو‬
‫معلوم فإنها تفضل على الودائع العامة من طرف المصارف ‪:‬‬

‫(‪ )1‬زياد سليم رمضان ‪ ،‬محفوظ أحمد‪ ،‬إدارة األعمال المصرفية‬

‫‪93‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪ -2‬توزيع الودائع ‪:‬‬

‫والمقصود به التوزيع الجغرافي للودائع بين مختلف فروع المصارف في القطر الواحد ‪ .‬فمن خالل‬
‫دراسة التوزيع يمكن للمصرف أن يعرف حجم الودائع المتوفرة في كل فرع من فروعه في حالة‬
‫وجود فروع له ‪.‬وكذا فإنها تمكنه االستفادة من فائض الودائع لدى أحد الفروع ‪.‬وتوجيهها إلى فرع‬
‫أخر يحتاج إليها‬

‫‪ -3‬حركة الودائع ‪:‬‬


‫تهدف حركة الودائع إلى التعرف على نمط اإليداع و السحب خالل فترات زمنية محددة قد تكون سنوية‬
‫أو موسمية‪ ،‬و تستفيد اإلدارة من معرفة هذا النمط بأن تستعمله في عمليات التنبؤ و التخطيط المالي‬
‫للمستقبل‪.‬‬
‫ـ التي تحدث على حجم الودائع خالل‬
‫فنمط هذه الحركة خالل السنة الواحدة فإنه يبين التغيرات‬ ‫‪‬‬
‫شهور السنة‪ ،‬فالحركة الشهرية تبين الميزات التي تطرأ في مواسم معينة تتالءم مع المواسم‬
‫الزراعية مثل فصول الزرع أو جني المحاصيل أو عمليات الشركات الصناعية التي تتمول في‬
‫مراسم معينة مثل المواد الزراعية ‪ ،‬كما أنه يالحظ ازدياد في حركة سحب الودائع في مواسم معينة‬
‫كاألعياد مثال‪ ،‬كما هناك مواسم معينة تتكدس فيها الودائع في المصارف‪.‬‬
‫أما خالل أيام الشهر فيمكن رسم حركة الودائع من خالل التغيرات التي تحدث في مطلع الشهر‪ ،‬و‬ ‫‪‬‬
‫في أواخره‪ ،‬بحيث ترتفع الودائع في مطالع الشهر و ذلك نتيجة لقبض الموظفين و العاملين أجورهم‪،‬‬
‫و تنخفض في النصف الثاني من الشهر عندما تسحب هذه الفئات جزءا من ودائعها‪.‬‬
‫هذه الحركة النمطية تعطي صورة إلدارة المصرف تستشر بها في تنظيم حركة توظيفاتها بحيث‬ ‫‪‬‬
‫تتالءم مع حركة الودائع و سحبها ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن هذه الدراسة ليست كل شيء‪ ،‬أي أن نمط معرفة نمط الحركة ال يغني‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة في التنبأ للمستقبل و ذلك لعوامل أخرى هامة تؤثر في هذه الحركة مثل األوضاع‬
‫االقتصادية العامة و االستقرار السياسي و االقتصادي أو عدمه و حالة األسواق‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬
‫و من هنا نجد أن المصارف تهتم كثيرا بمراقبة حركة الودائع اليومية‪ ،‬و ذلك لكي تتفاجأ بسحوبات‬ ‫‪‬‬
‫غير عادية تحرج البنك و تفقده الثقة التي يتمتع بها‪.‬‬

‫ـ الودائع ‪:‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬دور المصارف في تنمية‬
‫تتبع المصارف طرقا متنوعة لزيادة المدخرات و تشجيع الجمهور على التعامل معها‪ ،‬و بالتالي‬ ‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫زيادة الودائع من خالل ‪:‬‬
‫التوسع في فتح الفروع ‪ :‬فكلما زادت المصارف في فتح فروع جديدة لها كلما زاد ذلك في‬ ‫‪.1‬‬
‫عدد المودعين‪.‬‬
‫ـ ‪ :‬على المصارف أن تعيد النظر في إجراءات تنفيذ الخدمة و‬
‫ـ الخدمات المصرفية‬
‫تبسيط‬ ‫‪.2‬‬
‫تشرح هذه اإلجراءات للمتعاملين سواء بواسطة أقسام متخصصة باإلرشاد المصرفي أو‬
‫نشرات تقدمها للجمهور أو بوسائل مبتكرة‪.‬‬
‫نشر الوعي المصرفي ‪ :‬باالتصال الواسع باألفراد و إطالعهم على مزيد من الخدمات التي‬ ‫‪.3‬‬
‫يمكن أن تؤدي بواسطة المصرف‪ ،‬و في أغلب بلدان العالم تصدر المصارف كتيبات صغيرة‬
‫سهلة العبارة مزودة بالرسوم الكاريكاتيرية‬
‫‪‬‬
‫التي تشرح العمليات في سهولة و يسر بل أنها تتجه إلى التسلية بهذا األسلوب حتى تزيل من نفوس‬ ‫‪‬‬
‫المتعاملين ما يساورهم من اعتقاد من صعوبة العمليات المصرفية‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫(‪ )1‬زياد سليم رمضان ‪ ،‬محفوظ أحمد‪ ،‬إدارة األعمال المصرفية‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التأمين على الودائع ‪:‬‬

‫( ‪-1929‬‬ ‫ظهرت فكرة التأمين على الودائع إثر أزمة الكساد العالمي الكبير في الثالثينات‬
‫‪ ، )1930‬التي تعرضت على إثرها الكثير من البنوك التجارية ألزمات السيولة أدت إلى إفالس الكثير‬
‫منها‪ ،‬و خاصة في الدول التي يعمل نظامها المصرفي في ظل آليات السوق و الحرية االقتصادية و‬
‫الملكية الخاصة كالدول الغربية و الواليات المتحدة خاصة‪.‬‬
‫و من هنا بدأت السلطات النقدية في التفكير في وسيلة تضمن بها أموال المودعين أو على األقل جزء‬
‫منها‪ ،‬و قد بلغ عدد مؤسسات التأمين على الودائع على نطاق العالم نحو ‪ 17‬مؤسسة تغطي أعمالها‬
‫نحو ‪ 12‬دولة‪ ،‬و يتم تمويل هذه المؤسسات بنسبة مئوية من الودائع ‪.‬‬
‫و تتلخص فكرة التأمين على الودائع في ‪:‬‬
‫أن يقوم كل بنك تجاري بدفع نسبة معينة من إجمالي الودائع التي لديه إلى جهة معينة ينشئها البنك‬
‫المركزي أو يشارك في إدارتها و في حالة تعثر البنك في رد الودائع ألصحابها تتولى هذه الجهة‪ ،‬هذه‬
‫الودائع في حدود المبالغ المؤمن عليها‪.‬‬
‫و فيما يلي استعراض ألهم تجربتين في هذا المجال ‪:‬‬
‫‪ : I‬التأمين على الودائع في الواليات المتحدة األمريكية ‪:‬‬
‫نظام التأمين على الودائع معمول به في أمريكا من عام ‪ ،1934‬و ذلك بعد الكساد العالمي الكبير‬
‫إلعادة الثقة في الجهاز المصرفي األمريكي‪ ،‬و تقوم الفيدرالية للتأمين على الودائع ‪ ،‬و أهم مالمح‬
‫(‪)1‬‬
‫نظام التأمين على الودائع في أمريكا يتلخص في ‪:‬‬
‫الهدف من نظام التأمين في الودائع هو ضمان رد الودائع ألصحابها عندما تكون هناك حالة من‬ ‫‪‬‬
‫السحب الجماعي للودائع بحيث تؤدي على إفالس بعض البنوك‪.‬‬
‫الحد األقصى للوديعة الواحدة في البنك الواحد التي يمكن التأمين عليها يصب إلى مبلغ قدره‬ ‫‪‬‬
‫‪ 100000‬دوالر‪.‬‬
‫قسط التأمين يعادل ‪ % 0.5‬من قيمة إجمالي الودائع المحلية لدى البنك‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬
‫ال يرتبط قسط التأمين بدرجة المخاطرة في النشاط البنك ككل و ذلك لصعوبة قياس المخاطرة في‬ ‫‪‬‬
‫البنوك المختلفة بالدقة الكافية‪ ،‬ومن ناحية أخرى أن ربط قسط التأمين بدرجة المخاطرة في البنوك قد‬
‫يلفت نظر المودعين و المتعاملين مع تلك البنوك على هذه الناحية مما قد يزعزع الثقة في للنظام‬
‫ككل‪.‬‬
‫يتكون صندوق االستثمارات من حصيلة أقساط التأمين يدار بواسطة المؤسسة الفدرالية للتأمين على‬ ‫‪‬‬
‫الودائع‪ ،‬و تستخدم حصيلة هذه االستثمارات في دفع التعويضات للمودعين في حالة فشل أحد بعض‬
‫البنوك‪.‬‬
‫يوجد مفتشون من قبل السلطات النقدية و كذلك مفتشين في الواليات المختلفة مهمتهم فحص‬ ‫‪‬‬
‫المشكالت المتعلقة بقروض البنك و استثماراته و التي يمكن أن تهدد استقرار البنك‪.‬‬
‫تحتفظ السلطات النقدية بقائمة للبنوك التي تواجه مثل هذه المشاكل و ذلك حتى يمكن تداركها قبل‬ ‫‪‬‬
‫استفحالها‪ ،‬أو االستعداد لدفع التعويضات في حالة تعثر أحد البنوك أو بعضها‪.‬‬
‫عندما يكتشف المفتشون إن هناك إخالل بالقانون فيما يتعلق بالقروض و االستثمارات فإنهم يلتقون‬ ‫‪‬‬
‫مع مجلس إدارة البنك المعني و يطالبون بإجراء إصالحات معينة‪ ،‬و في حالة عدم تنفيذ ذلك تقوم‬
‫السلطات النقدية بمقاضاة مديري البنك و أصحابه‪.‬‬
‫عندما يصبح البنك في حالة تعثر تتولى السلطات النقدية وضعه تحت الحراسة القضائية‪ ،‬و تقوم‬ ‫‪‬‬
‫بإدارته حتى ال يتوقف نشاطه‪ ،‬ثم يبحثون عن مشترين جدد للبنك أو يدمجونه مع بنك آخر‪.‬‬
‫و يبلغ عدد البنوك األمريكية المشتركة في نظام التأمين على الودائع نحو ‪ % 98‬من البنوك‬
‫العاملة‪.‬‬
‫‪ -2‬نظام التأمين في بريطانيا ‪:‬‬
‫ظهر نظام التأمين على الودائع في بريطانيا عام ‪ 1979‬عندما صدر قانون البنوك الذي أدخل ما يعرف‬
‫ببرنامج حماية الودائع‪ ،‬و الذي بدأ التطبيق الفعلي له في فبراير ‪ 1982‬كأحد التجارب الناجحة في هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫المجال و أهم معالمه توجد في ‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫يتولى برنامج التأمين على ‪ % 75‬من الودائع‪ ،‬و بحد أقصى ‪ 000 10‬جنيه إسترليني للمودع‬ ‫‪.1‬‬
‫الواحد و يقتصر على الودائع بالجنية اإلسترليني فقط‪.‬‬
‫الودائع التي يزيد استحقاقها عن ‪ 5‬سنوات ال تتمتع بهذا التأمين ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يطبق هذا البرنامج على البنوك الخاضعة لقانون البنوك لعام ‪. 1979‬‬ ‫‪.3‬‬
‫(‪ )1‬عبد الحميد عبد المطلب‪ ،‬البنوك الشاملة ‪ ،‬ص ‪ 79‬مرجع سابق‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫بموجب هذا الشيء صندوق حماية الودائع يدار بواسطة مجلس إدارة يتم اختيار أعضاؤه من البنك‬ ‫‪.4‬‬
‫المركزي و من المؤسسات المالية في الصندوق‪.‬‬
‫تحدد مساهمات المؤسسات المالية في الصندوق كنسبة معينة من قاعدة الودائع لديها حد أدنى ‪2500‬‬ ‫‪.5‬‬
‫جنيه إسترليني و حد أقصى ‪ 000300‬جنيه إسترليني‪ ،‬و يقصد بقاعدة الودائع متوسط حجم‬
‫الودائع في شهور مارس ‪ ،‬أبريل ‪ ،‬مايو عام ‪.1982‬‬
‫ـ يمكن طلب مساهمات إضافية في المؤسسات المالية و لكن بشرط أال يزيد‬
‫في حاالت الضرورة‬ ‫‪.6‬‬
‫إجمالي مساهمة المؤسسة الواحدة عن ‪ % 0.3‬من قاعدة الودائع لديها‪.‬‬
‫‪ -‬و بشكل عام فإن الهدف األساسي من تأمين الودائع هو ضمان رد الودائع على أصحابها و حماية‬
‫البنك من اإلفالس في حالة السحب للودائع‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقيم استراتيجيات المنافسة السعرية و غير السعرية ‪:‬‬
‫نستنتج من العرض السابق أن المنافسة السعرية بين المصارف محدودة للغاية ففي حالة الودائع‬
‫الجارية ال توجد منافسة سعرية على اإلطالق‪ ،‬و بالنسبة للودائع ألجل وودائع التوفير فإن معدالت‬
‫الفوائد التي تدفعها المصارف تكاد تكون متماثلة‪.‬‬
‫و لذا تبقى المنافسة غير السعرية استراتيجية أساسية تعتمد عليها المصارف في جذب الودائع‪ ،‬و يوضح‬
‫الجدول ‪ 6‬ملخصا لهذه االستراتيجية ‪.‬‬
‫إن النظرة المتأملة في محتويات العمود الثاني تكشف على أن المودعين بصرف النظر عن نوع الوديعة‬
‫ـ قد يتحمل‬
‫قد ال يتحملون كافة المصروفات المترتبة على الخدمات التي يحصلون عليها‪ ،‬و أن المصرف‬
‫جزء من تلك المصروفات أو التكاليف‪ ،‬و من الممكن النظر إلى الوفورات التي يحققها المودع و التي‬

‫‪98‬‬
‫تتمثل في الجزء من التكلفة الذي يتحمله المصرف على أنه نوع من الفوائد الضمنية‪ ،‬و عليه فإنه يمكن‬
‫القول بأن المصارف تدفع‬
‫فوائد على الودائع الجارية تتمثل في الفوائد الضمنية‪ ،‬كما تدفع فوائد على ودائع التوفير‪ ،‬و الودائع‬
‫ألجل قد تفوق الحد األقصى الذي يحدده المصرف المركزي‪ ،‬و ذلك بقيمة الفوائد الضمنية‪.‬‬
‫و فيما يخص مقدار ما يتحمله المصرف من مصروفات الخدمة يتوقف على متوسط الرصيد الدائن‬
‫للعميل‪ ،‬حركة اإليداع و السحب خالل العام‪ ،‬معدل العائد على االستثمار المتاح للمصرف‪.‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫و كخالصة فإن المنافسة السعرية استراتيجية ال تعتبر فعالة لجذب الودائع‪ ،‬ذلك أن الفوائد على الودائع‬
‫الجارية قد ال يكون مسموح بها‪ ،‬كما أن الفوائد على الودائع األخرى تكاد تكون متقاربة بين المصارف‬
‫أما المنافسة فتبدوا مالئمة في هذا الصدد‪ ،‬وذلك على |أساس التباين الواضح بين المصارف من حيث‬
‫قدرتها على تقديم خدمات جيدة بأسعار تنافسية‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ : 6‬استراتيجيات المنافسة على أساس الخدمة المقدمة من البنك‬
‫ـ الخدمة‬
‫ارتفاع مستوى‬ ‫تكاليف الخدمة‬ ‫الخدمة‬
‫‪ -‬تحمل البنك بأكبر قدر من ‪ -‬سرعة تحصيل المستحقات‬ ‫‪ -1‬تحصيل مستحقات‬
‫مصروفات التحصيل‬ ‫المودع‬
‫‪ -‬تحمل البنك بأكبر قدر من ‪ -‬تقديم خدمات إضافية‬ ‫‪ -2‬سداد المطلوبات‬
‫مصروفات سداد المطلوبات تتمثل في السداد بمقتضى‬ ‫المستحقة على المودع‬
‫فواتير و إمكانية السحب‬
‫على المكشوف في حدود‬
‫متفق عليها‬
‫‪ -‬مدى القدرة على استحداث‬ ‫‪------------‬‬ ‫‪ -3‬إدخال أنواع جديدة من‬
‫ودائع جديدة‬ ‫الودائع المصرفية‬
‫‪ -‬إدخال الحاسب‬ ‫‪ -4‬سرعة أداء الخدمة ذاتها ‪-------------‬‬
‫اإلليكتروني في العمليات و‬
‫استخدامه ‪ ،‬و كذا االهتمام‬
‫بالقوى العاملة‬

‫‪99‬‬
‫‪ -‬اختيار المواقع المالئمة‬ ‫‪-------------‬‬ ‫‪ -5‬التسيير على العمالء‬
‫للبنك و فروعه و استخدام‬
‫الصراف اآللي في مواقع‬
‫مختلفة‪ ،‬و كذلك توفير‬
‫الخدمة ألطول فترة ممكنة و‬
‫توفير سبل الراحة للعمالء‪.‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫ـ الخدمة‬‫ارتفاع مستوى‬ ‫تكاليف الخدمة‬ ‫الخدمة‬


‫‪ -‬إعطاء األولوية المودعين‬ ‫‪ -‬تخفيض فوائد اإلقراض‬ ‫‪ -6‬ميزات تمنح المودعين‬
‫في الحصول على القروض‬ ‫كلما أمكن بيع السلع‬
‫المعروفة بأسعار رمزية‬
‫‪ -‬سرعة التلبية و التوقيت‬ ‫* تخفيض العمولة و‬ ‫‪ -7‬إدارة محفظة العميل‬
‫المصروفات األخرى إلى أقل الناجح لتنفيذ عمليات الشراء‬
‫و البيع‬ ‫حد ممكن‬
‫‪ -‬جودة و سرعة أداء‬ ‫‪ -‬انخفاض تكلفة الخدمة‬ ‫‪ -8‬تقديم خدمات غير‬
‫الخدمة‬ ‫مصرفية‬
‫‪ -‬زيادة مستوى االعتماد‬ ‫‪ -‬تخفيض تكلفة الخدمة‬ ‫‪ -9‬فتح االعتمادات‬
‫الممكن كلما أمكن‬ ‫المقدمة إلى أقل ممكن‬
‫‪ -‬تخفيض العمولة على أقل ‪ -‬التوسع في منح خطابات‬ ‫‪ -10‬إصدار خطابات‬
‫الضمان كلما أمكن‬ ‫حد ممكن‬ ‫الضمان‬

‫ـ ابراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية ص ‪ 172‬مرجع سابق‬


‫المصدر ‪ :‬د‪ .‬منير‬

‫‪100‬‬
‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تقيم دور المصارف في جذب وتنمية الوديعة ‪:‬‬


‫تتبع المصارف متنوعة لتنمية ودائعها ومن أبرزها إجتذاب المودعين عن طريق‬
‫منح تسهيالت خاصة والمحافظة على سمعة المصرف وسيولته وغيرها من الطرق التي سبق‬
‫التطرق إليها ‪ ،‬وفيما يخص نجاح طرق وأساليب المصارف في تنمية ودائعها فإنها تكون في‬
‫الدول المتقدمة أكثر نجاعة حيث تعود جذور الخدمات المصرفية بها إلى حقب بعيدة في تاريخها‬
‫وحيث ينتشر الوعي المصرفي بين الجمهور ‪ .‬أما في البلدان النامية فإنه باإلضافة إلى هذه‬
‫الطرق واألساليب السابقة لجذب الودائع فإن المصارف مراعاة أمور معنية وهي(‪.)1‬‬
‫العمل على نشر الوعي المصرفي بين الجمهور تعريفه بالخدمات التي تٍؤديها المصارف‬ ‫‪-1‬‬
‫لألفراد واالقتصاد القومي يشكل عام وتشجيع صغار المدخرين على التعامل مع المصارف‪.‬‬
‫تسهيل إجراءات عمليات فتح الحسابات واإليداع والسحب‬ ‫‪-2‬‬
‫العمل على نشر الخدمات المصرفية في األرياف والمدن والمناطق المأهولة‬ ‫‪-3‬‬
‫إيجاد طريقة للتعامل مع المصارف يرضي عنها الضمير الديني لألفراد الذين يحجبون‬ ‫‪-4‬‬
‫عن التعامل مع المصارف ألسباب دينية‪.‬‬
‫(‪: )2‬‬
‫وعلى الحكومات أن تلعب الدور التالي‬
‫سن القوانين الرادعة التي تحمي المتعاملين بالشيكات من التالعب وتحمي المصارف من‬ ‫‪-1‬‬
‫عمليات تزويد الشيكات‪.‬‬
‫نظرا ألن حجم الودائع يتأثر بالوضع اإلقتصادي والسياسي فإن على الحكومات في البلدان‬ ‫‪-2‬‬
‫النامية بشكل خاص أن تعمل على نشر الثقة بالمستقبل اإلقتصادي‬
‫والسياسي لتلك البالد عن طريق إيجاد مشاريع تنمية والعمل على إستتباب األمن والطمأنينة‬ ‫‪-3‬‬
‫بين مواطنيها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪-3‬العمل على فرض سرية الودائع ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -4‬حماية صغار المودعين بالتأمين على الودائع التي ال تتجاوز حدا أعلى معينا‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫‪-5‬إلغاء طوابع الواردات على التعامل بالشيكات بالنسبة للشركات والمؤسسات الحكومية‬
‫ألن هذه الطوابع تشكل ضرائب غير مباشرة تزيد من تكاليف التعامل بالشيكات في كثير‬
‫من الدول ‪.‬‬
‫وإن ما ذكرناه ينصب على الودائع الخاصة ‪ ،‬وهي الجزء األهم من مصادر التمويل في‬
‫المصرف إال أن هذا اليعني أنه ليس للودائع العامة نصيب من اهتمام المصارف ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬العوامل المؤثرة على حجم الودائع ‪:‬‬
‫يتأثر مجموع الودائع أو حجمها بعدة عوامل هي ‪:‬‬
‫حجم القروض والسلفيات التي تمنحها المصارف التجارية ‪ :‬بحيث يترتب على زيادة حجم‬ ‫‪-1‬‬
‫القروض والسلفيات من جانب األصول سيؤدي إلى زيادة الودائع في جانب الخصوم ‪ ،‬أما إذا سحب‬
‫جميع هذه القروض في شكل نقدي ‪ ،‬وهو أمر نادر فإن الميزانية المجمعة للمصارف بشكل عام لن‬
‫تتأثر ‪ ،‬وأن كل التأثير الذي سيحدث ‪،‬‬
‫سينظم في جانب األصول حيث يزيد حجم القروض ‪ ،‬وينقص بمقدار مماثل لهذا النقد في الخزينة‬ ‫‪-2‬‬
‫أو األرصدة لدى المصرف المركزي‪.‬‬
‫قروض المصرف المركزي إلى المصارف وعمليات السوق المفتوحة ‪ :‬حيث أن حصيلة هذه‬ ‫‪-3‬‬
‫القروض ستأخذ طرقها إلى المصارف التجارية في صورة ودائع في نهاية األمر ‪ ،‬وبذلك تزيد‬
‫وذائع المصارف التجارية كما تزيد احتياطها الذي المصرف المركزي‬
‫حجم النقد المتداول ‪ :‬إن عودة النقود إلى المصارف التجارية سيزيد من ودائعها في جانب الخصوم‬ ‫‪-4‬‬
‫كما يزيد في أرصدتها السائلة في شكل نقد أو ودائع لدى المصرف المركزي وفي حالة سحب‬
‫النقود‬

‫‪102‬‬
‫المصارف التجارية يؤدي إلى نقد األرصدة السائلة ‪ ،‬وكل ذلك يؤدي إلى تأثر الودائع بالزيادة أو‬ ‫‪-5‬‬
‫النقص‪.‬‬

‫ودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: II‬‬

‫حالة ميزان المدفوعات ‪ :‬في حالة وجود فائض في ميزان المدفوعات سيكون مصحوبا بزيادة في‬ ‫‪-6‬‬
‫أرصدة المصارف لدى المصرف المركزي في جانب األصول وفي مقابل ذلك تزيد الودائع في‬
‫جانب الخصوم ‪ ،‬وفي حالة العجز سيؤدي ذلك إلى نقص في األرصدة لدى المصرف المركزي‬
‫ونقص في الودائع إذا أن المودعين حينها يقومون بتسديد هذا العجز من حساباتهم فإنهم بذلك‬
‫ينقصون من ودائعهم لدى المصارف التجارية وكذلك تنقص أرصدة المصارف التجارية لدى‬
‫المصرف المركزي نتيجة لذلك‪.‬‬

‫خاتمة الفصل ‪:‬‬

‫رأينا أن الودائع المصرفية تبوب على أساس عدة معايير يمكن استخدامها جميعها‬
‫للتعرف على أنواع الودائع من زوايا متعددة ‪ ،‬حي يستهدف كل منها تحقيق أهداف‬
‫معينة على مستوى البنك وكذلك على مستوى النظام المصرفي التجاري بأسره وما يهم‬
‫كل بنك في عالم اليوم هو العمل بالدرجة األولى على تنمية الودائع بأنواعها المختلفة‬
‫ألنها تمثل المصدر األساسي ألموال البنوك والتي تعتمد عليها في مزاولة أهم أوجه‬
‫نشاطاتها ‪ .‬وبناء على ذلك فإنه من الطبيعي أن تسعى هذه البنوك إلى تدعيم وتنمية‬
‫ودائعها مما يؤدي بدوره إلى تدعيم وتنمية نشاطها ككل دو في سبيل ذلك تقوم البنوك‬
‫بوضع العديد من اإلستراتيجيات التنافسية التي تعتمد على تنمية وتقديم مجموعة من‬
‫الخدمات المصرفية التي تميز البنك عن غيره من البنوك ‪ ،‬وتتواءم مع متطلبات النمو‬

‫‪103‬‬
‫في المجتمع ‪ ،‬وقبل ذلك تحاول تطوير األوعية االدخارية الحالية بها ‪ ،‬واستحداث‬
‫أوعية ادخارية جديدة لجذب المدخرين‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫ـ الفصـــل ‪:‬‬
‫تمهيـــد‬

‫من المعروف أن البنوك التجارية ال تسمح لألموال المودعة لديها بالبقاء عاطلة في خزانتها بدون‬
‫استغالل‪ ،‬لذلك تتجه البنوك إلى توظيف أموال ودائعها و استثمارها في أوجه متعددة أهمها‬
‫االستثمار في األوراق المالية عن طريق تكوين و إدارة محفظة األوراق خاصة بالبنك‪ ،‬و منح‬
‫القروض و السلفات‪ ،‬و خصم األوراق التجارية و قد بطلب العميل من البنك عقد صفقات مالية‬
‫لحسابه أو تمويل تجارته الخارجية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تكوين محفظة األوراق الخاصة بالبنك ‪:‬‬

‫إن الجهات التي تقوم باستثمار األموال استثمارا مشتركا تتمثل في صناديق االستثمار أو شركات‬
‫االستثمار أو غيرها من الجهات‪ ،‬أو سواءا كانت البنوك التجارية نفسها عندما توظف جزء من‬
‫األموال المودعة لديها في هذا الشأن‪ ،‬ينبغي عليها أن تراعي عدة اعتبارات أساسية حتى يكتب لهذه‬
‫المحافظ النجاح و تحقق الهدف المنشود إليه‪ ،‬و نوضح هذا في المطالب التالية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬هدف البنوك من تملك محافظ األوراق المالية ‪:‬‬

‫كما تعلم أن هدف المؤسسات المالية األخرى هو تحقيق أكبر قدر من الربح من وراء استثمار‬
‫أموالها في محافظ األوراق المالية بينما تهدف البنوك التجارية إلى تحقيق هدفين آخرين هما ‪)*( :‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحقيق دخل إضافي ‪ :‬فمن المعلوم أن ترك الودائع جامدة لدى البنوك ال يحقق‬
‫استثمارا كما يقول البعض‪ ،‬و لذلك فإن البنوك التجارية ال تسعى إلى تجميد المدخرات‪ ،‬و إنما‬
‫تسعى إلى توظيفها في مجاالت مختلفة أهمها عمليات التسليف و اإلقراض‪ ،‬و خصم األوراق‬
‫التجارية و تكوين محفظة مالية خاصة تظم أوراق مالية كاألسهم و السندات و أذونات الخزانة العامة‬
‫التي تحقق لها أعلى معدل ممكن من العائدات‪ ،‬باإلضافة إلى سرعة تحويلها إلى سيولة نقدية إذا‬
‫استدعت سياسة توظيف األموال في البنك ذلك أو لمواجهة عمليات السحب غير متوقعة من‬
‫المودعين ضرورة اتخاذ هذا اإلجراء حتى ال تهتز ثقة المودعين في البنك‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫و يتحقق عائد الدخل من األوراق المالية في صورة فوائد و أرباح رأس المال‪ ،‬التي تتمثل في‬
‫ارتفاع أثمانها بحسب سعر السوق عن رأس المال‪ ،‬التي تتمثل في ارتفاع أثمانها بحسب سعر السوق‬
‫عن أثمانها بحب سعر الشراء ‪ ،‬و أرباح رأس المال هذه تحدث عادة إما عندما يتحقق سعر الفائدة‬
‫في السوق على المستوى العام‪ ،‬و إما عندما يقترب موعد استحقاق الورقة المالية ( عدا سندات‬
‫الخزانة) و‬

‫يرتفع سعرها بينما يرغب بعض المستثمرين في قبول أدنى عائد في مقابل الحصول على أموال‬
‫أكثر سيولة‪.‬‬
‫(*) هناك هدف آخر للبنك هو تحقيق الربح‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫و من ناحية أخرى ‪ ،‬يدعو ارتفاع مستويات أسعار الفائدة في السوق‪ ،‬بعض البنوك إلى تملك‬
‫األوراق المالية و ضمها لمحافظ مع المخاطر و بعض البنوك تجهل هذه المخاطر و تدير استثمارها‬
‫بصفة أساسية للحصول على فائدة في مقابل الدخل‪ ،‬بينما تحاول بنوك أخرى أن تتجنب الخسائر عن‬
‫طريق التخلص من بعض األوراق المالية إذا كان هناك توقع النخفاض سعر الفائدة في السوق‪ ،‬أو‬
‫عن طريق شراء األوراق المالية يرتبط عادة بالمخاطرة‪ ،‬فيزداد إذا زادت و يقل إذا قلت‪ ،‬أي أن‬
‫هناك عالقة طر دية بينهما‪ ،‬و لهذا يقرر البعض بأن االستثمار األمثل هو الذي يحقق السيطرة إلى‬
‫حد بعيد على عنصري االستثمار و هما العائد و المخاطرة‪ ،‬و هنا يكون أمام المستثمر بإحدى‬
‫سياسات االستثمار‬

‫الحصول على أقصى عائد عند درجة خطر معينة‬ ‫‪.1‬‬

‫مواجهة أقل خطر عند معدل عائد معين‬ ‫‪.2‬‬

‫مواجهة أقل خطر و الحصول على عائد يفوق هذا الخطر‬ ‫‪.3‬‬

‫و حتى يمكن تحقيق و تطبيق إحدى هذه السياسات فإنه من الضروري أن يكون سوق‬ ‫‪.4‬‬
‫االستثمار كفء بمعنى أن أي مستثمر يكون متاح أمامه بيانات كافية تمكنه من اختيار‬
‫االستثمار المناسب من بين البدائل المتاحة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫و البنوك التجارية توازن عادة بين المجاالت التي توظف فيها أموالها لتختار من بينها األكثر‬ ‫‪.5‬‬
‫فائدة لها‪ ،‬و يتوقف ذلك عدة اعتبارات من أهمها ‪:‬‬

‫التوقيت الذي يتم فيه توظيف األموال‪ ،‬ففي أوقات الرخاء تقبل البنوك على االستثمار في‬ ‫‪.6‬‬
‫محافظ األوراق المالية‪ ،‬أما في فترات األزمات فإن البنوك تلجأ إلى تمويل عمليات القروض و‬
‫السلفات للمشروعات اإلنتاجية و الخدمتية ألن ذلك يعود عليها بالفائدة أكثر‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫صحيح إنه في بعض األوقات التي تتعرض فيها البالد لألزمات اقتصادية‪ ،‬تقبل البنوك على‬ ‫‪-‬‬
‫شراء المزيد من األوراق المالية النخفاض أثمانها ‪ ،‬بسبب إقبال الكثير من حائزي هذه األوراق‬
‫على التخلص منها توفيرا لمزيد من السيولة‪ ،‬أي لزيادة المعروض منها‪ ،‬إال أن ذلك يتوقف أيضا‬
‫على عامل هام و هو مدى توافر السيولة لدى البنوك‪ ،‬فكلما زادت هذه السيولة زادت قدرة‬
‫البنوك على الشراء‪ ،‬و كلما قلت هذه السيولة‪ ،‬انكمشت قدرتا على ذلك‪ ،‬و البنوك تقبل على‬
‫شراء هذه األوراق‪ ،‬إذا توافرت لديها السيولة الالزمة‪ ،‬تمهيدا لبيعها عند ارتفاع أسعارها‪ ،‬و‬
‫الفرق بين أسعار البيع و الشراء يمثل بخال إضافيا تحصل عليه البنوك مما يحقق لها وفرة مالية‬
‫تساعدها على التوسع في التوظيفات األخرى لألموال في مجالت القروض و السلفات‪ ،‬و تخصم‬
‫األوراق التجارية ‪ ،‬و بالتالي تحقيق المزيد من األرباح و الفوائد‪ ،‬ذلك ألن عملية توظيف‬
‫المدخرات في البنوك عمليات مرتبطة‪ ،‬ومن الصعب فصل بعضها عن البعض اآلخر‪ ،‬و‬
‫المفاصلة بينهما تكون في صالح المجال الذي يحقق أرباحا أكثر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن مخاطر االستثمار تلعب دورا هاما في توجيه مدخرات البنوك اتجاه المجال‬ ‫‪-‬‬
‫األكثر أمنا‪ ،‬فإذا توافرت سالمة القرض و قويت الضمانات المقدمة من طالبي االقتراض من‬

‫‪107‬‬
‫البنوك سواءا كانت مشروعات إنتاجية أو خدمتية‪ ،‬لكن البنوك تقلص عمليات اإلقراض و تتوسع‬
‫في شراء الصكوك و ضمها إلى محفظة األوراق المالية‪.‬‬

‫إال أن المبالغة في طلب األمان و البعد عن مخاطر توظيف األموال يؤدي بطبيعة الحال إلى‬ ‫‪-‬‬
‫اإلحجام على بعض مجاالت االستثمار‪.‬‬

‫و بالتالي يؤث ر على قيمة ما تحققه من أرباح‪ ،‬و لعلنا نشاهد اليوم ما يحدث في العديد من البنوك‬ ‫‪-‬‬
‫بضرورة التمسك بالسقوف االئتمانية‪ ،‬نتيجة ما أصاب البنوك من عجز و تهرب من سداد‬
‫القروض‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬توفير السيولة اإلضافية ‪ :‬تحتفظ البنوك في العادة بجزء من أموالها في صورة‬
‫نقود سائلة لمواجهة سحب بعض العمالء إليداعاتهم‪ ،‬لكن في بعض الحاالت يحدث تهافت من جانب‬
‫المودعين على سحب ودائعهم بدرجة تستغرق االحتياطي النقدي الذي تحتفظ به البنوك لذلك تستعد‬
‫البنوك لمواجهة هذه الحالة عن طريق توظيف جزء من أموالها الستثماره في محفظة أوراق مالية‬
‫تمتلكها ‪ ،‬تستطيع عند الحاجة تحويلها إلى نقود سائلة لمواجهة ما قد يطرأ عليها من سحوبات غير‬
‫متوقعة‪ ،‬أو توجيهها إلى مجاالت أخرى أكثر فائدة‪.‬‬

‫و توقع السيولة المطلوبة توفيرها للبنك في فترة من الفترات يتوقف على مقدرة الجهاز المختص‬ ‫‪-‬‬
‫بهذا األمر في البنك و حسن تقديره للموفق‪ ،‬و تحرص البنوك التجارية على اختيار األوراق‬
‫المالية ذات السيولة العالية‪ ،‬أي التي يمكن تحويلها‬

‫بسرعة إلى نقد سائل عن طريق بيعها في البورصة أو خصمها أو االقتراض بضمان من البنك‬
‫المركزي لمواجهة أي طارئ ‪ ،‬لهذا تفضل البنوك عادة إذن الخزانة و السندات الحكومية‪ ،‬ألن‬
‫‪)1(.‬‬
‫أموال البنك غالبا ما تأتي من مصادر قصيرة األجل مثل ‪ :‬الحسابات الجارية‪ ،‬ودائع التوفير‬

‫‪108‬‬
‫و تتوقف سيولة محفظة األوراق المالية على مدى قابلية الصكوك التي تحتويها للتداول‪ ،‬فكلما‬ ‫‪-‬‬
‫كان من الممكن التصرف بسرعة في الصك أي تحويله إلى نقد سائل‪ ،‬و لذلك فالبنوك تلجأ في‬
‫األحوال غير العادية إلى بيع بعض الصكوك من محفظة أوراقها المالية لتوفير األموال اإلضافية‬
‫التي تحتاجها بطريقة أسرع من لجوئها إلى المصادر االحتياطية أو االقتراض‪.‬‬

‫و توفير السيولة اإلضافية عن طريق التصرف في الصكك ‪ ،‬الموكلة لمحفظة األوراق المالية‬ ‫‪-‬‬
‫للبنك‪ ،‬في أي لحظة‪ ،‬يمكن للبنوك من عدم تجميد أموالها و حصرها في مجال محدد فالستثمار‪،‬‬
‫بل إنه يمكنها التحول من االستثمار في محفظة األوراق المالية إلى االقتراض مثال إذا كان‬
‫المجال األخير أكثر فائدة للبنك‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد المنعم أحمد التهامي‪ ،‬النظرية الحديثة إلدارة المصارف‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬طبعة ‪ 1996 02‬ص ‪65‬‬ ‫‪-‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫و يجدر القول بأن تداول الصكوك بقصد تحويلها إلى سيولة يتمفي بورصة األوراق المالية حيث‬ ‫‪-‬‬
‫أنها السوق المنظمة التي يتم التعامل من خاللها بسهولة و يسر‪ ،‬و فيها يتم التحديد الفعلي‬
‫لألسعار بيع و شراء األوراق المالية ألنها تقدم المؤشر االقتصادي السليم‪ ،‬و أنها المكان الذي‬
‫يلت قى فيه السماسرة و مندوبيهم الذين يمثلون راغبي البيع و الشراء‪ ،‬و بذلك تتم الصفقات وفقا‬
‫لقانون العرض و الطلب‪ ،‬العرض يتم من جانب أصحاب المشروعات الذين هم في حاجة إلى‬
‫التمويل‪ ،‬أما الطلب يتم من جانب المدخرون الذين يملكون المال و يرغبون في توظيفه في‬
‫الصكوك‪.‬‬

‫و إذا كانت حيازة البنك لمحفظة األوراق المالية تكون صكوك غالبا قصيرة األجل‪ ،‬تتحول‬ ‫‪-‬‬
‫بسرعة إلى نقود ذات درجة عالية من السيولة‪ ،‬بما يحقق للبنك سيولة إضافية لمواجهة عمليات‬
‫السحب غير متوقعة التي يقوم بها العمالء‪ ،‬أو إعادة توظيفها في صكوك أخرى أو مجاالت‬

‫‪109‬‬
‫مغايرة أكثر عائدا أو نفعا ‪ ،‬و على ذلك فإذا كانت البنوك التجارية تهدف أساسا من تكوين‬
‫السيولة لديها إلى االستعداد لمواجهة موجات السحب غير العادية من المودعين‪ ،‬و بث الثقة‬
‫لديهم‪ ،‬فإن الهدف من السيولة اإلضافية فضال عن ذلك إظهار المركز المالي للبنك في صورة‬
‫مشرقة‪ ،‬و مقدرة فائقة على مواجهة أي سحوبات مهما كان حجمها و منح القروض للطالبين و‬
‫االستجابة لمتطلبات التوظيف الجديد‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫مطلب الثاني ‪ :‬مكونات محافظ األوراق المالية ‪:‬‬

‫تتكون محفظة األوراق المالية من مجموعة من الصكوك عبارة عن أذونات الخزانة و األسهم و‬
‫السندات و غيرها‪ ،‬التي تصدرها الشركات و البنوك أو الدولة و غيرها من الهيئات العامة‪.‬‬

‫و األوراق المالية إن كانت صكوكا تمثل حقا نقديا قابال للتداول إال أنها تخرج من عداد األوراق‬
‫التجارية (*) ألنها صكوك طويلة األجل‪ ،‬و فيما يلي نوضح مكونات هذه المحافظ التي تتمثل في‬
‫ثالث مجموعات رئيسية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األسهم و السندات ‪ :‬من المعلوم أن تأسيس المشروعات الكبيرة يحتاج إلى رؤوس‬
‫ـ إلى تأسيس‬
‫أموال ضخمة قد يعجز فرد بمفرده أو مجموعة أفراد عن توفيرها‪ ،‬و من ثم تدعو الضرورة‬
‫شركات مساهمة قادرة على القيام بهذه المشروعات و تنفيذها‪ ،‬و تأسيس هذه الشركات مثلما مثل‬

‫‪110‬‬
‫شركات األموال عموما يحتاج إلى راس مال يتكون من مبالغ نقدية و حصص عينية ( عقار أو‬
‫ـ و خدمات يقدمها البعض‪ ،‬و يحصل كل مساهم مقابل ذلك على عدد من األسهم تمثل‬
‫أراضي‪...‬إلخ)‬
‫حصته في رأس مال الشركة‪ ،‬يسمى كل منها سهما‪ ،‬حيث يقسم رأس مال الشركة إلى أجزاء متساوية‬
‫يعرف كل جزء منها بالسهم‪.‬‬

‫و قد تحتاج الشركة أثناء حياتها إلى أموال جديدة لدعم موقفها المالي أو لزيادة التوسع في نشاطها‪ ،‬وال‬
‫ترغب في زيادة رأسمالها عن طريق إصدار أسهم جديدة‪ ،‬و كذلك قد تحتاج الحكومة إلى تمويل لتغطية‬
‫نفقاتها على البيئة األساسية أو القيام بمشروعات استثمارية‪،‬‬

‫و كما ذكرنا أن أول مكونات محفظة األوراق المالية هي األسهم‪ ،‬فالرأي الغالب يقرر بأن السهم عبارة‬
‫عن صك يمثل حصة في رأس مال شركة المساهمة أو إحدى شركات‬

‫األموال‪ ،‬و كلمة السهم كما يقول البعض تعني حق الشريك في الشركة‪ ،‬كما تعني الصك المثبت لهذا‬
‫الحق‪.‬‬

‫أو أنه جزء من أجزاء متساوية من راس المال ‪ ،‬يعطى مقابل اشتراك المساهم في الشركة‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫هو حق ينطوي على حق ملكية و حق دائنيه في آن واحد‪ ،‬و يكون قابال للتداول عن طريق‬
‫القيد في دفاتر الشركة و التأشير على هامشه إذا كان لحامله‪.‬‬

‫(*) أوراق تجارية تطلق على الكمبيالة و السند‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫و تتنوع األسهم بحسب نوع المال الذي يجوز تقديمه للشركة وفاءا لقيمتها و كذلك بحسب‬ ‫‪-‬‬
‫تداولها‪ ،‬و نصيبها في توزيع األرباح و فائض التصفية‪ ،‬إلى عدة أنواع ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أ‪ -‬من حيث طبيعة الحصة المقدمة ‪:‬‬

‫األسهم العادية ‪ :‬هي األسهم التي تدفع قيمتها نقدا‪ ،‬أي تعطي للمساهمين في مقابل مبلغ من‬ ‫‪‬‬
‫النقود تحصل عليه الشركة منهم‪ ،‬و يجب الوفاء بقيمتها اإلسمية على األقل عند تأسيس الشركة ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫األسهم العينية ‪ :‬هي التي تمثل حصص عينية في رأس المال للشركة إذ أن البعض قد يقدم‬ ‫‪‬‬
‫حصص عينية مالية كعقار أو منقول مقابل الحصول على ما يقابل قيمتها من األسهم‪.‬‬

‫حصص التأسيس ‪ :‬هي صكوك ال تمثل حصة في رأس المال و إنما تعطي حاملها حقوقا في‬ ‫‪‬‬
‫ـ يتم منحها لبعض المؤسسين مقابل التنازل للشركة عن التزام‬
‫أرباح الشركة‪ ،‬و هذه الصكوك‬
‫منحته الحكومة أو حق من الحقوق المعنوية كبراءة االختراع‪.‬‬

‫ب‪ -‬من حيث تداولها ‪:‬‬

‫ـ ‪ :‬هي التي تحمل اسم المساهم و ال تثبت ملكيتها إزاء الشركة إال بقيد اسم المالك‬
‫األسهم االسمية‬ ‫‪‬‬
‫في دفاترها‪ ،‬إذ أنه عند بيعها يتعين أن يتم إثبات ذلك في دفاتر الشركة بأن يوقع البائع على‬
‫تنازل لصالح المشتري لتسجيل اسم المالك الجديد في دفاترها‪.‬‬

‫األسهم لحاملها ‪ :‬و هي األسهم التي تتنقل ملكيتها بمجرد التسليم و التسلم دون الرجوع إلى‬ ‫‪‬‬
‫الشركة حيث تنتقل ملكيتها بالتداول بين البائع و المشتري‪ ،‬و تثبت هذه الملكية بشهادة من‬
‫السمسار أو البنك الذي تمت عملية البيع عن طريقه‪ ،‬و يكون لحاملها الحق في إعادة بيعها أو‬
‫رهنها أو صرفها و ال تحمل هذه األسهم اسم المساهم‪ ،‬إنما يذكر فيها أن السهم لحامله‪.‬‬

‫من حيث نصيبها في توزيع األرباح وفائض التصفية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫األسهم العادية ‪ :‬هي التي ال يمنح لها امتياز خاص على غيرها من األسهم و هذا فيما يتعلق‬ ‫‪-‬‬
‫بتقسيم أأرباح الشركة السنوية‪.‬‬
‫(‪ )1‬سعيد سيف نصر‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء‪ ،‬طبعة ‪ ،2000‬ص ‪60‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫األسهم الممتازة ‪ :‬هي التي تعطي صاحبها حق األولوية في الحصول على الربح بنسبة معينة‬ ‫‪-‬‬
‫قبل إجراء أي توزيع األرباح تخصص هذه النسبة ألصحاب األسهم الممتازة بصرف النظر عما‬
‫يتبقى ألصحاب السهم العادية‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫أسهم التمتع ‪ :‬هي التي تعطي لحملة األسهم العادية بدال من أسهمهم التي استهلكت و هذه‬ ‫‪-‬‬
‫األسهم تتيح لهم أن يشتركوا مع باقي المساهمين في صافي أرباح الشركة الموزعة و ليس لهم‬
‫حق في موجودات الشركة‪ ،‬و إنما لهم حق الشركة في األرباح فقط‪.‬‬

‫أما السند فقد عرفه البعض أنه عبارة عن ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫صك يمثل دينا على الهيئة التي أصدرته ‪ ،‬و يعتبر حامل السند دائنا لهذه الهيئة‪ ،‬له حق قبلها ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مضمون بجميع ممتلكاتها‪.‬‬

‫لكن هذا التعريف تجاهل خاصية هامة من خصائص السند هي قابلية للتداول‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫لذلك فقد استدرك البعض هذا النقص و عرفه بأنه ‪ :‬صك قابل للتداول ‪ ،‬يثبت حق‬
‫حامله فيما قدمه من مال على سبيل القرض للشركة‪ ،‬و حقه في الحصول على‬
‫الفوائد المستحقة‪ ،‬و اقتضاء دينه في الميعاد المحدد إلنهاء مدة القرض‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و تتنوع السندات إلى ‪ 3‬أنواع ‪:‬‬
‫‪1-‬سندات بخصم اإلصدار ‪ :‬عبارة عن مستندات بسعر فعلي يقل على القيمة االسمية ‪ ،‬أي أن‬
‫الجهة المصدرة تبيع السند بأقل من قيمته االسمية‪ ،‬فإذا كانت قيمته االسمية مائة دينار فإن الجهة‬
‫المصدرة تبيعه بخمسة و تسعون دينار جزائري فقط‪ ،‬و عند االستحقاق تدفع لحامله قيمته االسمية‪،‬‬
‫و الزيادة التي يحصل عليها حامل السند و قدرها خمسة دينار تسمى عالوة الوفاء‪.‬‬

‫سعيد سيف نصر‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء‪ ،‬طبعة ‪ ،2000‬ص ‪60‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪113‬‬
‫ب‪-‬سندات بعالوة اإلصدار ‪ :‬و هي عبارة عن سندات بسعر فعلي يزيد عن قيمته االسمية‪ ،‬و‬
‫على عكس النوع األول ألن الجهة المصدرة تبيع السند بسعر أعلى من قيمته االسمية ‪ ،‬و‬
‫عند الرد تلتزم برد قيمته االسمية فقط‪ ،‬و لعل مرجع ذلك الجهة المصدرة في إقبال الجمهور‬
‫على شراء هذه السندات‪ ،‬لعلمهم بضمان قدر محدد من الفوائد الدورية‪ ،‬و رد قيمة السند‬
‫عند انتهاء المدة المحددة للقرض‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬سندات ذات اليانصيب ‪ :‬و هي التي تمنحها الحكومة مبالغ كبيرة عند استهالكها بطريق القرعة‪،‬‬
‫و هذه المبالغ تزيد عن القيمة االسمية للسند‪.‬‬
‫و من مزايا السندات أنها تكون في مأمن عن الخسارة ألنها تمثل دينا له فائدة ثابتة و يكون‬ ‫‪-‬‬
‫ـو‬
‫ألصحابها في حالة عدم استرداد اصل الدين و فوائدة الحق في طلب تصفية الشركة المصدرة‬
‫الحصول على حقوقهم من موجداتها‪ ،‬و هو ما يحقق األمن لصاحب السند‪ ،‬و من رأينا أن هذه‬
‫المقدرة الكسبية و قابلية موجودات الشركة للتصفية ال توفر األمن لصاحب السند فقط و إنما‬
‫للسهم أيضا‪ ،‬كما أن قناعة المستثمر بالحصول على فائدة ثابتة تتوفر في أذونات الخزانة العامة‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪ :‬تأتي أذون الخزانة العامة في مقدمة األوراق‬ ‫(‪)1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أذونات الخزانة العامة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المالية من حيث درجة السيولة و العائد‪ ،‬ذلك ألنها أكثر استجابة لتحقيق السيولة و أوفر عائدا‪ ،‬و‬
‫تلجأ الحكومات عادة إلصدارها لسد العجز في الميزانية العامة كما تحرص البنوك على انتقائها‬
‫و ضمها لمحفظة أوراقها المالية بكميات ضخمة إلى جانب السندات الحكومية الستفادة بعائداتها‬
‫الكبيرة و بسرعة تحويلها على نقد سائل عن طريق خصمها و اقتراض و ضمها لمحفظة‬
‫أوراقها المالية بكميات ضخمة إلى جانب السندات الحكومية لالستفادة بعائداتها الكبيرة و بسرعة‬
‫تحويلها إلى نقد سائل عن طريق خصمها أو اقتراضها من البنك المركزي لمواجهة ما قد يحدث‬
‫من طوارئ من ناحية‪ ،‬فضال عن أن دخول البنوك لشرائها بكميات وفيرة يسهل على الدولة‬
‫تصريفها و يعتبر ما تدفعه البنوك التجارية ثمنا لها مشاركة منها في إصالح العجز الكائن في‬
‫الميزانية العامة و تمويل المشروعات التي تتطلبها الخطة العامة للتنمية في الدولة‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪114‬‬
‫و إذا كان عجز الميزانية يعني أن أبسط معانيه زيادة مصروفات الدولة عما يأتيه من إيرادات‪ ،‬و أن‬
‫الدولة تهدف أساسا من إصدار أذون الخزينة العامة على تمويل هذا العجز في الميزانية عن طريق‬
‫القضاء على األقل تخفيض معدالت التضخم بالتحول من التمويل بواسطة التوسع النقدي إلى التمويل‬
‫بمدخرات حقيقية‪ ،‬فإن األمر يقتضي ان تدفع الحكومة التكلفة الحقيقية للموارد التي تستخدمها في‬
‫تمويل هذا العجز أو على األقل ما يقارب هذه التكلفة ‪.‬‬
‫و التمويل عن طريق أذونات الخزانة العامة يعتبر أفضل وسيلة لفك العجز‪ ،‬ذلك أن التمويل عن‬ ‫‪-‬‬
‫طريق االقتراض من المؤسسات أو هيئات القطاع العام مثل ‪ :‬صندوق التأمينات االجتماعية‪ ،‬و‬
‫صناديق المعاشات و شركات التأمين يترتب عنه فائدة على القرض بأسعار مرتفعة جدا و آجال‬
‫سداد قصير جدا و هي ال تتناسب مع الغرض منها‪ :‬هو توجيهها إلى مشروعات التنمية التي‬
‫تتطلب وقتا طويال حتى جاءت ببعض ثمارها‪.‬‬
‫كما يعتبر تمويل عجز الميزانية العامة عن طريق اإلصدار النقدي الجديد باستخدام مطبعة النقود‬
‫الورقية من األمور الخاطئة ‪ ،‬ألنه في النهاية يؤدي إلى وقوع عجز حقيقي للميزانية ‪ ،‬مما يؤدي‬
‫على ارتفاع نسبة التضخم‪.‬‬
‫ـ هذه األذونات ‪ ،‬بحيث تصدر ألجال مختلفة فمنها ما يصدر لمدة ثالث اشهر‬
‫و تتنوع إصدارات‬ ‫‪-‬‬
‫و منها ما يصدر لمدة ستة أشهر ‪ ،‬و بعضها يصدر لمدة سنة ‪ ،‬و هناك نوع معفى تماما من‬
‫ـ و عادة تصدر هذه األذونات بقيمة أكبر من قيمة المبالغ الحقيقية التي تدفع ثمنا لشرائها‬
‫الضرائب‬
‫‪ ،‬و الفرق بين القيمتين هو العائد أو الفائدة المحصلة عند تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫لكن ليس معنى أن الحكومة ال تواجه مشاكل في دفع الفوائد المربوطة على هذه األذونات ‪ ،‬إذ‬
‫أن أهم هذه المشاكل تتركز في تراكم المديونية الداخلية على درجة قد تثقل كاهل الدولة‪ ،‬و‬
‫بالتالي امتصاص نسبة عالية من المدخرات القومية و استخدامها في تمويل المصروفات‬
‫االستهالكية‪ ،‬بدال من استخدامها في استثمارات منتجة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سعيد سيف النصر‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء‪ ،‬ص ‪ 121‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪115‬‬
‫و قد ثار جدل كبير حول اآلثار المترتبة عن عملية إصدار هذه االذونات لسد العجز في الميزانية‬ ‫‪-‬‬
‫العامة بين المودعين إلصدارها و الرافضين‪.‬‬
‫فالمؤيدين يرون في إصدارها وسيلة سريعة لسد العجز‪ ،‬بدال من اللجوء على االقتراض الذي‬
‫يؤدي إلى إغراق الدولة في الديون خاصة إذا كانت ديون خارجية تدفع بالعملة األجنبية‪.‬‬
‫لذلك نرى أن البنوك و شركات التأمين و غيرها من المؤسسات المالية توجه مبالغ ضخمة نحو‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمار في تلك األذونات لضمان استرداد رأس المال ووفرة العائد عليها مقارنة بأي أوجه‬
‫استثمار أخرى فضال على أن توجيه األفراد لمدخراتهم نحو االستثمار في أذون الخزانة العامة‬
‫يمتص السيولة الموجودة في السوق ‪،‬و بالتالي تخفيض معدالت التضخم‪.‬‬
‫أما المعارضون فيرون أن إصدار تلك األذونات هو لمواجهة عجز مؤقت و البد‬
‫من مقابلته بموارد مؤكدة يتم تحصيلها خالل فترة ال تتعدى أجل هذه الديون‪ ،‬إذ أن‬
‫ارتفاع سعر الفائدة يؤدي إلى زيادة توظيف األموال في شراء و بيع األذونات كان‬
‫له تأثير كبير في تحول الكثير من المستثمرين عن توظيف أموالهم في شراء و بيع‬
‫السندات و األسهم‪ ،‬مما أضر بالمشروعات التي يتبناها القطاع الخاص‪ ،‬وبالتالي‬
‫يؤدي هذا كله إلى ركود في سوق األوراق المالية‪ ،‬و تحميل ميزانية الدولة بمبالغ‬
‫ضخمة من الفوائد الناتجة على الديون‪.‬‬
‫لذلك نرى أن اإلفراط في إصدار تلك األذونات يجعل الموازنة العامة في وضع صعب للغاية‬ ‫‪-‬‬
‫يجلب غليه غالبية مدخرات األفراد‪ ،‬و المؤسسات المالية‪ ،‬وودائع البنوك التجارية‪ ،‬مما يحرم‬
‫المشروعات القائمة من الموارد المالية ‪ ،‬و يضعف األمل في قيام سوق مالية قوية‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬
‫‪116‬‬
‫ـ (‪:)1‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬صكوك االستثمار و التمويل‬
‫صكوك االستثمار عبارة عن ورقة مالية تصدرها الشركات العاملة في مجال تلقي األموال‬ ‫‪-‬‬
‫الستثمارها‪ ،‬مع العلم أن تلك األموال هي عبارة عن مدخرات األفراد التي يحصلون من خالله‬
‫على نصيب من األرباح التي توزعها الشركة أو يتحملون الخسائر التي تصيبها‪ ،‬و للمدخر حق‬
‫استرداد قيمتها في نهاية األجل المطلوب الستردادها‪.‬‬
‫و تتشابه األسهم و صكوك االستثمار في أن واحد أين يخول لحامل كل و لحد منهم الحق في‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة في األرباح التي تحققها الشركة و تحمل الخسائر التي قد تلحق بها بحسب قيمة السهم‬
‫أو الصك‪ ،‬كما نضمن لكل منها على الحصول على نصيب في الشركة عند التصفية فائض كان‬
‫أم عجزا‪.‬‬
‫ـ في أن ‪:‬‬
‫لكن نفرق السهم عن صكوك االستثمار‬
‫أن السهم تعتبر مصدرا من مصادر التمويل الداخلية أي تمثل حق صاحبها في رأس مال‬ ‫‪.1‬‬
‫الشركة‪ ،‬في حين أن صكوك االستثمار تعتبر مصدر من مصادر التمويل الخارجية الشركة‪،‬‬
‫و بالتالي صاحبها ال يعتبر شريكا في رأس المال‪.‬‬
‫أن لصاحب السهم الحق في االشتراك في إدارة الشركة و حضور و جمعيتها العمومية‪ ،‬أما‬ ‫‪.2‬‬
‫صاحب الصك فليس له الحق في ذلك‪.‬‬
‫يجوز ألصحاب صكوك االستثمار استرداد قيمتها قبل انتهاء مدتها باعتبارها صكوك غير‬ ‫‪.3‬‬
‫قابلة للتداول كالسهم و السندات‪ ،‬أما السهم فال يجوز باعتبار أنه يأخذ من األرباح و ليس‬
‫راس المال‪.‬‬
‫كما أن إذا انقضت الشركة ألي سبب من أسباب االنقضاء و لم تكن آجال وفاء الصكوك قد‬ ‫‪.4‬‬
‫حلت فإن حملة هذه الصكوك يتقاضون نصيبهم من ناتج التصفية قبل حملة أسهم راس المال‪.‬‬

‫(‪ )1‬سعيد سيف النصر‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء‪ ،‬ص ‪ 1241‬مرجع سابق‬

‫‪117‬‬
‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫و تتشابه صكوك االستثمار أيضا مع السندات في أن كل منها يعتبر مصدرا من مصادر التمويل‬ ‫‪-‬‬
‫الخارجي للشركة‪ ،‬و من ثم فصاحبهما يعتبرا دائنين للشركة و ليس من الشركاء فيها‪ ،‬كما أنه‬
‫ال يحق لصاحب الصك أو السند للشركة في إدارة الشركة أو حضور جمعيتها العمومية‪.‬‬
‫لكن نفترق صكوك االستثمار عن السندات في أن عائد الصك يتمثل في نصيب غير ثابت من‬
‫األرباح و الخسائر‪ ،‬في حين أن تصيب السند عبارة ثابت من الفائدة بصرف النظر عما تحققه‬
‫الشركة من ربح أو خسارة‪ ،‬كما أن حامل الصك االستثماري الحق في المشاركة في فائض عجز‬
‫التصفية‪ ،‬أما حامل السند فال يشارك في تصفية الشركة ربحا كان أم خسارة‪.‬‬
‫أما صكوك التمويل ذات العائد المتغير‪ ،‬فهي نوع جديد من األوراق المالية مثلها مثل صكوك‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمار‪ ،‬لكن ال تصدرها سوى شركات المساهمة غير العاملة في مجال تلقي األموال‪.‬‬
‫و تتنوع هذه الصكوك بحسب العائد المتوقع منها إلى ‪ :‬صكوك تمويل مع المشاركة في األرباح‪،‬‬
‫صكوك تمويل مع المشاركة في األرباح و الخسائر‪ ،‬صكوك تحويل ذات عائد متغير مع ضمان‬
‫حد أدنى من الربح‪ ،‬صكوك تمويل ذات عائد متغير وفقا لمؤشرات اقتصادية‪ ،‬و هذه األنواع‬
‫قابلة للتداول في بورصة األوراق المالية‪ ،‬لكن ال يمكن لهذه األنواع أن يكون لها حق المشاركة‬
‫في الشركة أو حضور جمعيتها العامة‪ ،‬و هي تتشابه في مجمل خصائصها مع السندات عدا‬
‫كونها ذات عائد متغير في حين أن عائد السندات ثابت ال يتغير‪ ،‬ألنه يأخذ صورة فائدة محددة‬
‫السعر سلفا‪ ،‬كما يمكن إلى هذه الصكوك أن تحول إلى أسهم في حين أنه ال يمكن تحويل‬
‫السندات إلى أسهم‪ ،‬و هذا راجع إلى عدم وجود نص يجيز هذا التحويل‪.‬‬
‫و تتفاوت األوراق المالية فيما بينها من حيث درجة السيولة و العائد‪ ،‬حيث تأتي أذونات الخزينة‬ ‫‪-‬‬
‫العامة في مقدمة األوراق ذات السيولة المرتفعة ثم السندات الحكومية‪ ،‬ثم يليها الشركات‬
‫المساهمة و شركات األموال المتداولة في السوق‪ ،‬ذلك أن أذونات الخزانة العامة و السندات‬
‫الحكومية أسرع من غيرها في تحويلها إلى نقد سائل أو االقتراض بضمانها كمواجهة حادث‬
‫مفاجئ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫كما تفرق أذونات الخزينة و السندات عن األسهم من حيث العائد المقرر ‪ ،‬فأذون الخزانة و‬
‫السندات ذات عائد ثابت دائما‪ ،‬بينما يتغير العائد المترتب على األسهم من سنة ألخرى‪ ،‬فإذا‬
‫كانت أذون الخزانة تصدر بعائد محدد مقدما و لمدة محددة‪ ،‬و إذا السندات كانت تقتطع أرباحها‬
‫مباشرة من األرباح اإلجمالية للشركة‪ ،‬فإن األسهم على خالف ذلك‪ ،‬ألن أرباحها تختلف من‬
‫سنة ألخرى‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مقومات نجاح محافظ األوراق المالية ‪:‬‬
‫يحكم تكوين و إدارة محافظ الوراق المالية عدة مقومات هامة من أهمها ‪ :‬التنويع‪ ،‬الجودة‪ ،‬و العائد‬ ‫‪‬‬
‫المحقق‪ ،‬وهذه المبادئ تعتبر مؤشرات ينبغي على الراغبين في تكوين و إدارة أي محفظة أوراق‬
‫مالية أن يضعوها في الحسبان حتى يتحقق الهدف من االستثمار في المحفظة و هذا بالحصول على‬
‫عائد األرباح الوفير مع تجنب مخاطره‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :‬ليتحقق هذا المبدأ بتجميع عدة صكوك ذات خصائص مختلفة في محفظة‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التنويع‬
‫األوراق المالية و عدم االختصار على نوع معين منها‪ ،‬و هذا ألن درجة المخاطرة في محفظة األوراق‬
‫المالية المكونة من صكوك متنوعة أقل من المحفظة المكونة من نوع واحد أو عدد قليل من الصكوك‪،‬‬
‫ذلك ألن الخسارة التي قد تلحق بنوع معين من الصكوك تغطيها أرباح الصكوك األخرى‪ ،‬و نعتبر‬
‫التنويع من أهم المبادئ المستقرة في السياسة االستثمارية عموما‪ ،‬إذ أنه إذا لم يكن باإلمكان تجنب جميع‬
‫المخاطر‪ ،‬فإنه على األقل يمكن تجزئها و حصرها في نسبة مقبولة‪.‬‬
‫و ال يقتصر مبدأ التنويع على مجرد تنويع الصكوك المكونة للمحفظة و اختيار أوفرها ربحا‬ ‫‪‬‬
‫للمدخرين‪ ،‬و إنما ينبغي أن يشمل التنويع توزيع األموال المستثمرة في المحفظة على الصكوك ذات‬
‫العائد الثابت‪ ،‬و األخرى ذات العائد المتغير لضمان قدر معين من األرباح التي يحققها الصكوك ذات‬
‫العائد الثابت‪ ،‬لهذا ينبغي أن تكون المحفظة خليط متنوع من األوراق المالية مختلفة العائد بين ثابت‬
‫و متغير‬

‫‪119‬‬
‫مع ضرورة مراعاة ظروف السوق المالية للتخلص أوال بأول من الصكوك التي تنخفض قيمتها و‬ ‫‪‬‬
‫ـ كلما كان ذلك أفضل‪.‬‬
‫عائدها إذا ما قورنت بغيرها‪ ،‬ثم إحداث تجديد و تبديل لتلك الصكوك‬

‫(‪ )1‬سعيد سيف النصر‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء‪ ،‬ص ‪ 101‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫و يرتبط التنويع في محفظة األوراق المالية ارتباطا وثيقا بتوزيع المخاطرإذ أن التوزيع الحقيقي‬ ‫‪‬‬
‫للمخاطر يعني توزيع االستثمارات على أكبر عدد ممكن من األوراق المالية المتنوعة تنوعا نوعيا و‬
‫جغرافيا أي أن محفظة األوراق المالية تشتمل على عدد كبير من أسهم الشركات المختلفة صناعية‬
‫كانت أم تجارية‪ ،‬أو كانت أسهم عادية أم ممتازة‪،‬و أيضا سندات العدد من الشركات و أذون الخزانة‬
‫العامة و صكوك التمويل و قد ال يقتصر هذا التنويع على األوراق المالية المحلية بل قد يتعداها إلى‬
‫األوراق المالية األجنبية‪ ،‬و هذا هو األفضل بطبيعة الحال تحسبا لحالة السوق‪ ،‬إذ قد تلقى بعض‬
‫األوراق رواجا في بلدها و تالقيه في بلد آخر‪ ،‬و قد تؤثر الحالة السياسية على حالة السوق في دولة‬
‫ما‪ ،‬خصوصا في وقت اإلضطرابات و التوتر و الثورات بينما يسود االستقرار غيرها من الدول‪ ،‬و‬
‫قد تتعرض أيضا بعض الدول لهزات اقتصادية في أسواقها المالية بصفة خاصة‪ ،‬كما حدث في أزمة‬
‫سوق المناخ بالكويت‪.‬‬
‫و هذا التنويع الحقيقي للمخاطر لن يأتي إلى بإدارة واعية قادرة على استيعاب حالة السوق و رسم‬ ‫‪‬‬
‫سياسة استثمارية مستقبلية لمحفظة األوراق المالية التي تقوم على إدارتها و بالتالي االستثمار في‬
‫محافظاألوراق المالية‪ ،‬شأنه في ذلك شأن جميع أنواع االستثمار األخرى ال يخلو من المخاطر‪ ،‬ألنه‬
‫من المحتمل أال تحقق بعض المحافظ نجاحا‪ ،‬أو قد تحقق نجاحا في بعض األوقات و خسائر في‬
‫أوقات األخرى‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :‬تعتبر الجودة من أهم المقومات التي تأخذها البنوك و غيرها من الجهات‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الجودة‬
‫في االعتبار عند تكوين محفظة األوراق المالية و تعين جودة الورقة المالية قابليتها للتداول في السوق‬
‫دون تعرضها لمخاطر كبيرة‪ ،‬أي كلما كانت درجة المخاطر قابلة بالنسبة للبيع و شراء الورقة التجارية‬
‫دون تعوضها لخسارة كلما كانت جودتها أفضل‪ ،‬و لهذا نجد أنه في الواليات المتحدة األمريكية يوجد قيد‬

‫‪120‬‬
‫قانوني عام على البنوك الوطنية تلتزم بمقتضاه بالتعامل في استثمار األوراق المالية التي تعرف بأنها "‬
‫الصكوك القابلة للتسويق " المعروفة للعامة بأنها أوراق مالية استثمارية‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫لكن في الحقيقة ليس من السهل من الناحية العملية تحديد مقياس جودة أي ورقة مالية على وجه الدقة‪،‬‬
‫صحيح ألنه يمكن أخذ آراء الخبراء و المتخصصين فيها تحتاجه المحفظة من أوراق ‪ ،‬لكن بفضل‬
‫وضع المقارنات العملية على جانب اآلراء و التقييمات باالهتداء على أكثر األوراق المالية جودة في‬
‫السوق‪.‬‬
‫و جودة الورقة المالية تتوقف عادة على مدى بعدها عن المخاطرة الناتجة عن تقلبات السوق‪ ،‬إذ أن‬
‫المخاطرة التي تتحملها البنوك مثال في عمليات االستثمار في األوراق المالية ينبغي أن تكون أقل مما‬
‫تتحملها في عمليات اإلقراض و هذا ألن الركود االقتصادي سنة ‪ 1930‬أدى إلى تحويل‬
‫االستثمارات في األوراق المالية لدى البنوك إلى نقود عن طريق مبيعات السوق‪ ،‬و في الوقت نفسه‪،‬‬
‫ـ الخزانة بينما انخفض سعر إصدارات الشركات مما انعكس على زيادة درجة‬
‫ارتفع سعر إصدارات‬
‫المخاطرة على المديونية الخاصة‪.‬‬
‫فكلما توافدت الجودة في الورقة المالية كلما كانت قابلية السوق لها أوفر و كان رواجها أكثر و إن‬
‫ذلك ال يعني أن الجودة و قبول السوق لعرض الورقة المالية شئ واحد‪ ،‬صحيح أنهما قريبين جدا‬
‫من بعضهما و لكن قد تتوافد الجودة في الورقة المالية بينما تكون قابلية السوق لعرضها أقل‬
‫الرتفاع ثمنها مثال ‪ ،‬و تهم البنوك أكثر من غيرها لمدى تقبل السوق لعرض األوراق المالية‪ ،‬ذلك‬
‫ـ بسرعة و بدون ركود‪ ،‬حتى نتمكن من‬
‫ألنها في حاجة إلى توزيع مقدار ضخم من اإلصدارات‬
‫تنظيم دوران أموالها في دورات منتظمة‪ ،‬لهذا فالبنوك عادة تحتاج في محفظة استثماراتها على‬
‫أوراق تتمتع بقبول كبير من السوق لعرضها بحيث يكون هذا القبول أكيدا و سريعا‬

‫‪121‬‬
‫(‪ )1‬سعيد النصر ‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ص ‪ 105‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :‬ال شك أنه كلما ارتفع العائد أو األرباح التي تحققها محفظة األوراق‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬العائد المحقق‬
‫المالية عن طريق ارتفاع أسعار بيع الصكوك عن أسعار شرائها‪ ،‬و اختيار التوقيت المناسب للبيع و‬
‫الشراء و استبدال بعض الصكوك بأخرى‪ ،‬نقول أنه كلما ارتفع العائد كلما كان ذلك دليال على كفاءة‬
‫اإلدارة و حسن اختيارها للصكوك الجيدة المكونة لمحفظة األوراق المالية‪ ،‬و حتى يتم ذلك فالبد من‬
‫إجراء قياس و تقييم فعلي ألداء المحفظة خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬و مقارنة ما تحقق فيها من أرباح مع‬
‫فترة زمنية سابقة مساوية لنفس الفترة هذا من ناحية‪ ،‬و من ناحية أخرى إجراء المقارنات الالزمة بين‬
‫أداء المحفظة و بين غيرها من المحافظ التي يديرها أمناء استثمار آخرين‪.‬‬
‫كذلك يمكن معرفة معدالت العائد لكل صك من الصكوك المدرجة في المحفظة لتحديد أفضلها‪ ،‬و هو‬
‫ـ‬
‫بطبيعة الحال الذي يحقق أكبر عائد في مدة زمنية أقل‪ ،‬ثم دراسة أسباب ارتفاع ربحية بعض الصكوك‬
‫و انخفاض ربحية يعظها األخر و كيفية التخلص من بعض الصكوك و تدعيم المحفظة بأنواع أخرى‬
‫كلما كان نظامها األساسي يسمح بذلك‪.‬‬
‫و تكمن االستفادة من إجراء هذه المقارنات لمعدالت العائد المحقق لمحفظة األوراق المالية عن فترة‬
‫سابقة‪ ،‬في إعطاء الدالالت الهامة على مدى نجاح أو فشل السياسات و االستراتيجيات التي كان يتبعها‬
‫البنوك كأمناء استثمار خالل تلك الفترة‪ ،‬و مدى توفيقهم في إنجاز القرارات الالزمة إلدارة و تحريك‬
‫مكونات المحفظة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫أيضا ال يقتصر تحديد معدالت أداء المحفظة على ما تحقق من أرباح و عائدات‪ ،‬و إنما يتجاوزه‬
‫على محاولة استخدام هذه المعدالت في معرفة ما يتوقع أن تحققه المحفظة من أرباح و عائدات في‬
‫المستقبل‬

‫(‪ )1‬سعيد النصر ‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ص ‪ 108‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫‪ .‬الفصل ‪: III‬‬

‫ـ القروض ‪:‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬منح‬

‫إذا كانت الودائع هي المصدر األساسي ألموال البنوك التجارية فهذا ال يعني تخزينها أو تجميدها‬
‫و لكنها تبحث عن هذه الودائع من أجل استعمالها في سد الحاجات التمويلية للزبائن المحتملين‪ ،‬و لذلك‬
‫يمكن القول أن من أهم أوجه استعماالت النقود من طرف النظام البنكي تتمثل في منح القروض لسد‬
‫حاجات التمويل للمتعاملين االقتصاديين الذين هم في حاجة إلى ذلك ‪ ،‬و منه فإنه يمكن القول بأن‬
‫عمليات اإلقراض للعمالء هي الخدمة الرئيسية التي تقدمها البنوك التجارية‪ ،‬وفي نفس الوقت المصدر‬
‫الرئيسي لربحيتها‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف القرض ‪:‬‬

‫هناك عدة تعار يف القرض تختلف حسب استعماالته‪ ،‬و هذا راجع للمكانة التي أصبح يحتلها في‬
‫الميادين االقتصادية المختلفة فيمكن تعريفه بأنه ‪:‬‬

‫الثقة التي يوليها المصرف لشخص ما حين يضع تحت تصرفه مبلغا من النقود أو يكلفه فيه لفترة‬ ‫‪-1‬‬
‫محددة يتفق عليها بين الطرفين‪ ،‬و يقوم المقترض في نهايتها بالوفاء بالتزاماته و ذلك لقاء عائد‬
‫معين يحصل عليه المصرف من المقترض يتمثل في الفوائد و العموالت و المصاريف ( ‪.)1‬‬

‫‪123‬‬
‫القروض هي تلك الخدمات المقدمة للعمالء‪ ،‬و التي يتم بمقتضاها تزويد األفراد و المؤسسات و‬ ‫‪-2‬‬
‫المنشآت في المجتمع باألموال الالزمة على أن يتعهد المدين بسداد تلك األموال و فوائدها و العمالت‬
‫المستحقة عليها و المصاريف دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محددة و تدعم تلك العملية‬
‫بتقديم مجموعة من الضمانات التي تكفل للبنك استرداد أمواله في حالة توقف العميل عن السداد‬
‫بدون خسائر‪ ،‬و ينطوي هذا المعني على ما يسمى بالتسهيالت االئتمانية و تحتوي على مفهوم‬
‫االئتمان و السلفيات‪ ،‬و حتى أنه يمكن أن يكتفي بأحد تلك المعاني للداللة على معنى القروض‬
‫المصرفية ‪ ،‬ووظيفة االقتراض هي اآللية التي تحقق بها العمليات الخاصة بالقروض المصرفية و‬
‫هي من أهم وظائف البنوك التجارية ‪.)2(.‬‬

‫من خالل هذه التعاريف يمكن أن نضع تعريف للقرض على أنه ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫مبلغ مالي يقدمه البنك لطالبه ( المقترض) بمجرد االتفاق بين البنك و المقترض على مقدار القرض‬
‫الممكن للحصول عليه و موعد استحقاقه ‪.‬‬

‫و عليه فالقرض يحكمه طرفان ‪:‬‬

‫الطرف األول ‪ :‬المقرض ( البنك) و هو يقوم بتقديم القرض‬

‫الطرف الثاني ‪ :‬المقترض ( الزبون) و هو من يتعهد برد القرض أو تسديده للمقرض‪.‬‬

‫كما أن عملية القرض يجب أن يتوفر فيها عنصرين على األقل ‪ ،‬و يتمثل األول في عنصر الثقة‪ ،‬و‬
‫العنصر الثاني في ضرورة وجود فجوة زمنية‪ ،‬ما بين منح األموال ‪ ،‬و ما بين استرجاعها ‪ ،‬و ليس‬
‫قرضا إن لم تكن هذه الفجوة الزمنية موجودة‪.‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫ـ القروض المصرفية‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬أهمية‬

‫إن للقروض أهمية كبيرة تتجسد في عدة مجاالت ‪ ،‬و من أهمها ‪:‬‬

‫القروض الصرفية هي المورد األساسي إليرادات البنوك التجارية ‪ ،‬إذ تمثل الجانب األكبر من‬ ‫‪-‬‬
‫استخداماته ‪،‬ولذاك تولي البنوك التجارية لقروض المصرفية عناية خاصة ‪ ،‬وهداما أتضح من عدة‬
‫دراسات الميزانيات عدة بنوك تجارية‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫ارتفاع نسبة القروض يمكن البنك من دفع الفائدة المستحقة لمود عين ‪،‬إذ إن ارتفاع نسبة القروض‬ ‫‪-‬‬
‫في ميزانيات البنوك التجارية يشير دائما إلى ارتفاع إيراداته من الفوائد والعموالت التي تدفع له من‬
‫طرف المستفيدين من القرض‪ ،‬وهذا بدوره يمكن البنك من تدبير الفائدة المستحقة للمودعين ‪ ،‬مع‬
‫إمكانية احتفاظ البنك بقدر من السيولة لموا جهة احتياجات السحب من العمالء‪.‬‬

‫تعد القروض المصرفية من العوامل الهامة لعملية خلق االئتمان والتي تنشأ عنها زيادة الودائع والنقد‬ ‫‪-‬‬
‫‪)1(.‬‬
‫المتداول ( كمية وسائل الدفع)‬

‫(‪ )1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة ‪ ،‬ص ‪ 78‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫تلعب القروض دورا هاما في تمويل حاجة الصناعة والزراعة والخدمات فألموال المقرضة‬ ‫‪-‬‬
‫تمكن المنتج من شراء المواد األولية‪ ،‬ورفع أجور العمال الالزمين لعملية اإلنتاج و التمويل‬
‫المبيعات اآلجلة و الحصول أحيانا على سلع اإلنتاج ذاتها ‪ ،‬كما تساعد القروض الوسطاء‪ ،‬تجار‬
‫الجملة و التجزئة‪ ،‬في الحصول على السلع و تخزينها ثم بيعها إما بالنقد أو بأجل‪ ،‬وباختصار‬
‫تستخدم القروض في عمليات اإلنتاج و التوزيع و االستهالك‪.‬‬

‫منح القروض يمكن البنوك من اإلسهام في النشاط االقتصادي‪ ،‬فالقروض تعمل على خلق فرص‬ ‫‪-‬‬
‫العمالة و القضاء على البطالة‪ ،‬وزيادة القوة الشرائية التي بدورها تساعد على التوسع في‬
‫استغالل الموارد االقتصادية و تحسين مستوى المعيشة‪ ،‬و هذا كله يؤدي إلى تقديم و رخاء‬
‫المجتمع الذي تخدمه القروض‪.‬‬

‫و تعد إدارة البنك مسؤولة عن سالمة إدارة األموال المقدمة من المساهمين و المودعين الموجودة‬ ‫‪-‬‬
‫تحت إشرافها‪ ،‬و تحاول اإلدارة التوفيق بين المصالح المتضاربة إذ يطلب المساهمون بالحصول‬
‫على أكبر قدر ممكن من األرباح و لن يتسنى ذلك إال بإتباع سياسة سهلة في منح القروض‪ ،‬و‬

‫‪125‬‬
‫على عكس ذلك يتوقع المودعون إتباع سياسة المحافظة تضمن لهم سالمة ودائعهم ‪ ،‬و يعني ذلك‬
‫سيولة التوظيفات على حساب نقص اإليرادات ‪.‬‬

‫و في نفس الوقت تتركز مصالح المجتمع في اتباع سياسة سليمة تضمن تقديم قدر كاف من‬ ‫‪-‬‬
‫االئتمان القصير لسد الحاجات المشروعة لألموال بأقل تكلفة ممكنة بينما تتوقع بعض الحكومات‬
‫من البنوك المساهمة في تمويلها باالكتتاب أو بشراء صكوكها حتى تقابل أعبائها المالية‬
‫المتزايدة‪ ،‬فعلى اإلدارة إذا مراعاة كل هذه‬

‫الرغبات المتباينة و العمل على التنسيق المستمر بينها حسبما تراه مراعية في ذلك أثرها تتخذه‬ ‫‪-‬‬
‫من قرارات على الحالة االقتصادية السائدة و الحالة المالية للبنك و غيرها من االعتبارات‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع القروض المصرفية ‪:‬‬

‫يمكن تصنيف القروض التي يمكن للبنك منحها وفق معايير عديدة و مقاييس متنوعة‪ ،‬و من ذلك‬
‫يمكن تصنيف هذه القروض وفق مدتها ( قصيرة ‪ ،‬متوسطة و طويلة األجل)‪ ،‬و حسب وظيفتها‬
‫االقتصادية و طبيعة موضوع التمويل إلى تمويل األصول الثابتة و تمويل األصول المتداولة‪ ،‬و‬
‫تصنف حسب القرض منها إلى قروض منتجة‪ ،‬و قروض غير منتجة أي القروض االستهالكية‪ ،‬و‬
‫قروض أخرى مثل قروض التجارة الخارجية و قروض األفراد التي تضم القروض االستهالكية‪.‬‬

‫سنعرض أنواع القروض بحسب مدتها نظرا لتأثير معيار الزمن على نشاط و أداء البنك عند‬
‫منحه للقروض‪.‬‬

‫ـ نشاطات االستغالل ‪:‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬القروض قصيرة األجل أو القروض الموجهة لتمويل‬

‫ـ و التي ال تتعدى في‬


‫نشاطات االستغالل هي كل العمليات التي تقوم بها المؤسسات في الفترة القصيرة‬
‫(‪)1‬‬
‫الغالب أثنتا عشرا ‪ ،‬أو سنتين على األكثر‪ ،‬و يمكن تصنيف هذه القروض إلى ‪:‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ -1‬القروض العامة ‪ :‬سميت بالقروض العامة لكونها موجهة لتمويل األصول المتداولة بصفة إجمالية و‬
‫ليست موجهة لتمويل أصل بعينة‪ ،‬و تسمى أيضا بالقروض عن طريق‬

‫الصندوق أو قروض الخزينة‪ ،‬و تلجأ المؤسسات عادة إلى مثل هذه القروض لمواجهة صعوبات مالية‬
‫مؤقتة‪ ،‬و يمكن إجمال هذه القروض فيما يلي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تسهيالت الصندوق ‪ :‬هي عبارة عن قروض معطاة لتخفيف صعوبات السيولة المؤقتة‪ ،‬أو‬
‫القصيرة جدا التي يواجهها الزبون ‪ ،‬و الناجمة عن تأخر اإليرادات عن النفقات أو المدفوعات‪ ،‬فهي إذا‬
‫ترمي إلى تغطية الرصيد المدين إلى حين أقرب فرصة تتم فيها عملية التحصيل لصالح الزبون حيث‬
‫يقتطع مبلغ‬

‫القرض‪ ،‬و ينبغي على البنك أن يتابع عن قرب استعمال هذا القرض من طرف الزبون‪ ،‬ألن االستعمال‬
‫المتكرر الذي يتجاوز الفترة العادية لمثل هذا التسهيل يمكن أن يحوله إلى مكشوف و يزيد ذلك من‬
‫احتماالت ظهور األخطار المرتبطة بتجميد أموال البنك‪.‬‬
‫(‪ )1‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ص ‪ 58‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫ب‪ -‬المكشـــوف ‪ :‬هو عبارة عن قرض بنكي لفائدة الزبون الذي يسجل نقصا في الخزينة ناجم عن‬
‫عدم كفاية رأس المال العام‪ ،‬و يتجسد ماديا في إمكانية ترك حساب الزبون لكي يكون مدينا في دود‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬إضافة إلى كونه يستعمل لتمويل نشاط‬ ‫مبلغ معين لفترة أطول نسبيا قد تصل إلى نسبة كاملة‬
‫المؤسسة‪ ،‬و ذلك لإلستفادة من الظروف التي يتيحها السوق مثل انخفاض سعر سلعة معينة‪ ،‬و نظرا‬
‫لمدة هذه القروض و كذلك النشاطات التي تقدم من أجل تمويلها فهناك خطر حقيقي يمكن أن يتعرض‬
‫له البنك‪ ،‬و يتمثل في تجميد أمواله لفترة معينة‪ ،‬و هو ما يؤثر على السيولة و قدرته على القيام بعمليات‬
‫قرض أخرى ‪.‬‬

‫و بما أن العمليات التي يمول بهذا النوع من القروض تتوقف على عائداتها و ربحيتها على قدرة الزبون‬
‫على القيام بتصريفها‪ ،‬فإنه يمكن القول أيضا أن هناك مخاطر عدم التسديد في الوقت المحدد‪.‬‬

‫ج‪ -‬قروض موسمية ‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫يعتبر قرض الموسم نوع خاص من القروض البنكية‪ ،‬و تنشأ عندما يقوم البنك بتمويل نشاط موسمي‬
‫ألحد زبائنه‪ ،‬فلكثير من المؤسسات نشاطاتها غير منتظمة و غير ممتدة على طول دورة االستغالل‪ ،‬بل‬
‫أن دورة اإلنتاج أو دورة البيع موسمية‪ ،‬فالمؤسسة تقوم بإجراء النفقات خالل فترة معينة يحصل‬
‫أثنائها اإلنتاج‪ ،‬و تقوم ببيع هذا اإلنتاج في فترة خاصة ‪ ،‬و من بين أمثلة هذه العمليات نشاطات إنتاج و‬
‫بيع المحاصي ل الزراعية‪ ،‬حيث تمتد فترة االنتاج ‪ ،‬و فترة ما بعد جني المحصول بالنسبة للمحاصيل‬
‫الزراعية‪ ،‬و مما تجدر اإلشارة إليه أن البنك ال يقوم بتمويل كل التكاليف الناجمة عن هذا النوع من‬
‫النشاط و إنما يقوم بتمويل جزء من هذه التكاليف‪ ،‬و لكن قبل إقدام على منح هذا النوع من القروض‬
‫فإن الزبون مطالب بأن يقدم إلى البنك مخطط للتمويل يبين زمنيا نفقات النشاط و عائداته‪ ،‬و على هذا‬
‫األساس يقوم البنك بتقديم القرض إلى الزبون‪.‬‬

‫د‪ -‬قروض الربط ‪ :‬قروض الربط هي عبارة عن قرض يمنح إلى الزبون لمواجهة الحاجة إلى السيولة‬
‫المطلوبة لتمويل عملية مالية في الغالب‪ ،‬تحقيقها شبه مؤكد‪ ،‬و لكنه مؤجل فقط ألسباب خارجية‪.‬‬

‫و يقرر البنك مثل هذا النوع من القروض عندما يكون هناك شبه تأكد من تحقق العملية محل التمويل‪ ،‬و‬
‫لكن هناك فقط أسباب معينة أخرت تحقيقها‪ ،‬و هذا النوع من القروض يمكن أن يكون له مخاطر مثل‬
‫خطر عدم تحقيق العملية كإلغائها أو إعادة النظر فيها‪ ،‬أو ألسباب أخرى‪ ،‬كما توجد مخاطر القروض‬
‫الناجمة عن العملية المالية ألغراض أخرى غير استعمالها في تسديد القرض‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪ -2‬القروض الخاصة ‪:‬‬

‫هذه القروض غير موجهة لتمويل األصول بصفة عامة ‪ ،‬و إنما توجه لتمويل أصل معين من بين هذه‬
‫األصول و سوف تتعرض إلى دراسة ثالث أنواع من القروض الخاصة و هي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تسبيقات على البضائع ‪:‬‬

‫التسبيقات على البضائع هي عبارة عن قرض يقدم إلى الزبون لتمويل مخزون معين و الحصول مقابل‬
‫ذلك على بضائع كضمان للمقرض‪ ،‬و ينبغي على البنك أثناء هذه العملية التأكد من وجود البضاعة و‬

‫‪128‬‬
‫طبيعتها‪ ،‬و مواصفاتها و مبلغها إلى غير ذلك من الخصائص المرتبطة بها للتقليل أكثر ما يمكن من‬
‫(‪.)1‬‬
‫المخاطر‬

‫تسبيقات على الصفقات العمومية ‪:‬‬

‫الصفقات العمومية هي عبارة عن اتفاقيات أشغال لفائدة السلطات العمومية و تقدم بين هذه األخيرة ممثلة‬
‫في اإلدارة المركزية‪ ،‬الوزارات‪ ،‬الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري من‬
‫جهة و المقاولين و المودعين من جهة أخرى‪ ،‬و نظرا لضخامة المشاريع و حجم األموال‪ ،‬يجد المقاول‬
‫المكلف باإلنجاز أنه بحاجة إلى أموال ضخمة غير متاحة في الحال لهذه السلطات‪ ،‬و لذلك يضطر إلى‬
‫اللجوء إلى البنك للحصول على هذه األموال من أجل تمويل إنجاز هذه األشغال في شكل تسبيقات على‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬و يمكن للبنوك أن تقدم نوعين من هذه القروض ‪:‬‬

‫ب‪ : 1-‬منح كفاالت لصالح المقاولين ‪ :‬حيث تمنح هذه الكفاالت من طرف المكتتبين في الصفقة‪ ،‬وذلك‬
‫لضمانهم أمام السلطات العمومية‪ ،‬و تمنح هذه الكفاالت لمواجهة أربعة حاالت ممكنة ‪:‬‬

‫كفالة الدخول إلى المناقصة ‪ :‬تعطي هذه الكفالة لتفادي قيام الزبون الذي فاز بالمناقصة بتقديم نقود‬ ‫‪.1‬‬
‫سائلة إلى اإلدارة المعنية كتعويض إذا انسحب من المشروع‪.‬‬

‫كفالة حسن التنفيذ ‪ :‬و هدفها تفادي قيام الزبون بتقديم النقود كضمان لحس تنفيذ الصفقة وفق‬ ‫‪.2‬‬
‫المقاييس المناسبة‪.‬‬
‫(‪A.Benhlima : OP . Cit – P 64 )1‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫كفاية اقتطاع الضمان ‪ :‬عند انتهاء المشروع‪ ،‬عادة ما تقتطع اإلدارة صاحبة المشروع نسبة من‬ ‫‪.3‬‬
‫مبلغ الصفقة‪ ،‬و تحتفظ بها لمدة معينة كضمان‪ ،‬و حتى يتفادى الزبون تجميد هذه النسبة‪ ،‬و بالتالي‬
‫يمكنه االستفادة منها فورا‪ ،‬يقدم له البنك كفالة اقتطاع الضمان‪ ،‬و يدفعها فعال إذا ظهرت نقائص في‬
‫اإلنتاج أثناء فترة الضمان‪.‬‬

‫كفالة التسبيق ‪ :‬أي تقديم تسبيق للمقاولين الفائزين بالصفقة ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ب – ‪ : 2‬منح قروض فعلية ‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫و توجد ثالث أنواع من القروض التي يمكن أن تمنحها البنوك لتمويل الصفقات العمومية‪.‬‬
‫قرض التمويل المسبق ‪ :‬يقدم هذا النوع عند انطالق المشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسبيقات على الديون الناشئة و غير المسجلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تسبيقات على الديون الناشئة و المسجلة‬ ‫‪‬‬


‫ج – الخصم التجاري ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو شكل من أشكال القروض التي يمنحها البنك للزبون ‪ ،‬و تتمثل عملية الخصم التجاري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫في قيام البنك بشراء الورقة التجارية من حاملها قبل تاريخ االستحقاق‪ ،‬و يحل محل هذا الشخص في‬
‫الدائنية إلى غاية هذا التاريخ‪ ،‬و تعتبر عملية الخصم قرضا باعتبار أن البنك يعطي ماال إلى حاملها‪،‬‬
‫و ينتظر تاريخ االستحقاق لتحصيل هذا الدين‪.‬‬
‫و يستفيد البنك مقابل ذلك بسعر يسمى سعر الخصم و يطبق هذا المعدل على مدة القرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(البنك‬ ‫و األوراق التجارية المخصومة هي عموما أوراق قابلة للتعبئة لدى معهد اإلصدار‬ ‫‪‬‬
‫المركزي) إذا احتاج البنك إلى السيولة مقابل ثمن يسمى سعر إعادة الخصم ‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫القرض بااللتزام ‪:‬‬


‫إن القرض بالتزام أو بالتوقيع ال يتجسد في إعطاء أموال حقيقية من طرف البنك إلى الزبون‪ ،‬و‬
‫إنما يتمثل في الضمان الذي يقدمه له لتمكينه من الحصول على أموال من جهة أخرى‪ ،‬أي أن‬
‫البنك هناك يعطي نقودا و لكن يعطي ثقته فقط‪ ،‬و يكون مظطر إلى إعطاء النقود إذا عجز‬
‫الزبون على الوفاء بالتزاماته‪ ،‬و في هذا النوع يمكن أن نميز بين ثالث أشكال للقروض هي ‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ – 3‬أ ‪ :‬الضمان االحتياطي ‪:‬‬
‫و هو عبارة عن التزام يمنحه شخص يكون في عادة البنك‪ ،‬يضمن بموجبه تنفيذ االلتزامات التي قبل‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ – 3‬ب ‪ :‬الكفالة ‪:‬‬
‫و هي عبارة عن التزام مكتوب من طرف البنك يتعهد بموجبه بتسديد الدين الموجود على عاتق المدين‬
‫( الزبون ) في حالة عدم قدرته على الوفاء بالتزاماته‪.‬‬
‫‪ –3‬ج ‪ :‬القبول ‪:‬‬
‫في هذا النوع من القروض يلتزم البنك بتسديد الدين و تحدد في هذا االلتزام المدة و المبلغ‪.‬‬
‫‪ – 4‬القروض المقدمة لألفراد ‪:‬‬
‫‪ – 4‬أ ‪ :‬قروض استهالكية ‪:‬‬
‫و هي قروض ذات طابع شخصي بشكل عام‪ ،‬و هدفها تمويل نفقات االستهالك الخاصة باألفراد‬
‫( الزبائن ) و من بين هذه القروض بطاقات القرض التي تستعمل في تسديد المشتريات الشخصية‬
‫لألفراد دون استعمال النقود ‪ ،‬و توجد أيضا القروض الشخصية التي تقدم إلى األشخاص ذوي الدخول‬
‫الثابتة‪ ،‬و يتناسب مبلغها مع الدخل الشهري للمستفيد‪.‬‬
‫‪ – 4‬ب ‪ :‬قروض خاصة بالسكن ‪:‬‬
‫هي تلك القروض التي تمنح لألفراد بغية شراء أو بناء سكن‪ ،‬كالسلفات خاصة بادخار الزبون لصالح‬
‫الحصول على سكن و القروض االجتماعية‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫ـ و طويلة األجل أو القروض االستثمارية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬القروض متوسطة‬
‫نشاطات االستغالل تختلف عن نشاطات االستثمار من حيث الموضوع و المدة و الطبيعة و تبعا لذلك‬
‫تختلف قروض تمويل االستثمار‪ ،‬و هي زمنيا متوسطة و طويلة األجل‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫سابقا كانت تمول هذه األنشطة بنوك متخصصة اعتمادا على نظرية التخصص التي مفادها األموال‬ ‫‪‬‬
‫المقترضة ألجل قصير فيلزمها أمواال مقترضة لمدة طويلة‪.‬‬
‫ثم تم التخلي عنها ‪ ،‬و أصبحت البنوك التجارية تمنح قروض متوسطة األجل و ذلك‬
‫للسماح لها بالمساهمة في التنمية االقتصادية للبلد‪.‬‬
‫و تقسم القروض الموجهة لتمويل االستثمارات إلى ‪:‬‬
‫أ‪-‬الطرق الكالسيكية لتمويل االستثمارات ‪:‬‬
‫يتم التمييز في هذا الصدد بين نوعين من الطرق الكالسيكية في التمويل الخارجي لالستثمارات و‬
‫(‪)1‬‬
‫هي ‪:‬‬
‫أ‪-‬القروض المتوسطة األجل ‪:‬‬
‫توجه القروض متوسطة األجل لتمويل االستثمارات التي ال يتجاوز عمر استعمالها ‪ 07‬سنوات مثل‬
‫اآلالت و المعدات و ووسائل النقل‪ ،‬و تجهيزات اإلنتاج بصفة عامة‪.‬‬
‫و يمكن التمييز بين نوعين من القروض متوسطة األجل و يتعلق المر بــ ‪:‬‬
‫أ – ‪ : 1‬القروض القابلة للتعبئة ‪:‬‬
‫فهذا األمر يعني أن البنك المقرض بإمكانه إعادة خصم هذه القروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو‬
‫لدى بنك اإلصدار‪ ،‬و ذلك عند الحاجة للسيولة دون انتظار آجال القرض الممنوح‪ ،‬و بذلك يحقق‬
‫البنك المقرض هدف مزدوج و هو ضمان السيولة و تفادي مساوئ التجميد‪.‬‬
‫أ – ‪ : 2‬القروض غير قابلة للتعبئة ‪:‬‬
‫أي أن البنك ال يتوفر على إمكانية إعادة خصم هذه القروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو لدى البنك‬
‫المركزي‪ ،‬و هنا تظهر كل المخاطر المرتبطة بتجميد األموال بشكل أكبر‪ ،‬و لذلك على البنك في‬
‫هذه الحالة من القروض أن يحسن دراستها و برمجتها زمنيا بالشكل الذي ال يهدد صحة خزينته‪.‬‬

‫(‪ )1‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ص ‪ ،74‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫ب‪ -‬القروض طويلة األجل ‪:‬‬


‫و القروض طويلة األجل الموجهة لهذا النوع من االستثمارات‪ ،‬تفوق في الغالب ( ‪)07‬‬
‫سنوات‪ ،‬و يمكن أن تمتد أحيانا إلى غاية عشرين ‪ 20‬سنة و هي توجه لتمويل االستثمارات مثل‬

‫‪132‬‬
‫الحصول على عقارات ( أراضي‪ ،‬مباني‪ )......‬و تتميز هذه القروض بوجود مخاطر مرتفعة‪،‬‬
‫كما أنه قد تشترك عدة مؤسسات مالية و بنكية في تمويل واحد‪ ،‬أو طلب ضمانات حقيقية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬االئتمان القرض االيجاري ‪:‬‬
‫ال شك أن طرق التمويل الكالسيكية لالستثمارات تشكل عبئا على المؤسسات المستثمرة و لذلك‬
‫ظهرت الحاجة إلى البحث عن طرق أخرى لتمويل االستثمارات يكون من خصائصها تجنب‬
‫عراقيل طرق التمويل الكالسيكية‪ ،‬و يعتبر االئتمان االيجاري فكرة حديثة للتجديد في طرق‬
‫التمويل‪.‬‬
‫و االئتمان االيجاري هو عبارة عن عملية يقوم بموجبها بنكا أو مؤسسة مالية بوضع آالت أو‬
‫معدات أو أية أصول مادية بحوزة مؤسسة مستعملة على سبيل اإليجار مع إمكانية التنازل عنها‬
‫في نهاية الفترة المتعاقد عليها‪ ،‬و يتم التسديد على أقساط يتفق بشأنها تسمى ثمن اإليجار‪.‬‬
‫أنواع االئتمان االيجاري ‪:‬‬
‫هناك العديد من األنواع و لكن سوف نتعرض فيما يلي على ‪:‬‬
‫أ‪ : 1 -‬االئتمان االيجاري حسب طبيعة العقد ‪:‬‬
‫و ينقسم إلى نوعان ‪ :‬االئتمان االيجاري المالي و االئتمان االيجاري العملي‪.‬‬
‫ـ‪:‬‬
‫أ – ‪ : 2‬االئتمان االيجاري حسب طبيعة موضوع التمويل‬
‫و هناك نوعين بالنسبة لهذا االئتمان فهناك االئتمان االيجاري لألصول المنقولة و االئتمان‬
‫االيجاري للقيم غير المنقولة ‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬سياسة االقتراض و مكوناتها ‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫لكل بنك سياسته الخاصة المتعلقة باإلقراض حيث يتم إقرار هذه السياسة و اعتمادها من قبل اإلدارة‬
‫العليا للبنك‪ ،‬و المتمثلة في مجلس إدارة البنك‪.‬‬
‫و إن سياسة اإلقراض يجب أن تكون مرنة و غير جامدة و بحيث تبحث في العموميات و ال تدخل في‬
‫التفاصيل المقيدة للحركة و العمل ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أهداف سياسة اإلقراض ‪:‬‬
‫تهدف سياسة اإلقراض على تحقيق أغراض هي ‪:‬‬
‫‪-1‬سالمة القروض التي يمنحها البنك‬
‫‪-2‬تنمية أنشطة البنك و تحقيق عائد مرضي‬
‫‪-3‬تأمين الرقابة المستمرة على عملية اإلقراض في كافة مراحلها‪.‬‬
‫و يفضل أن تكون سياسة اإلقراض مكتوبة من أجل ضمان المعالجة الموحدة لكل األمور المتعلقة‬
‫باإلقراض ‪ ،‬و من أجل إعطاء الثقة للعاملين بما يمكنهم من معالجة األمور دون أي خوف من وقوعهم‬
‫في الخطأ‪.‬‬
‫و إن سياسات اإلقراض على الرغم من اختالفها من بنك آلخر‪ ،‬إال أنها تتفق فيما بين جميع البنوك في‬
‫اإلطار المكون لمحتوياتها‪ ،‬و التي يمكن تحديد مكونات سياسة اإلقراض‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مكونات سياسة اإلقراض ‪:‬‬
‫هناك العديد من البنود الهامة التي يجب أن تتضمنها سياسة اإلقراض‪ ،‬فعلى الرغم من صعوبة مناقشة‬
‫كل البنود التي يجب أن تشتمل عليها سياسة اإلقراض المكتوبة‪ ،‬إال أنه يمكن توضيح بعض المكونات‪.‬‬

‫عبد المعطي رضا رشيد‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬دار وائل للنشر ‪ ،1999‬ص ‪ 208‬مرجع سابق‬ ‫(‪)2‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -1‬حجم القروض (حجم األموال الممكن إقراضها )‪ :‬نظرا العتبار اإلقراض الوظيفة األساسية للبنوك‬
‫التجارية‪ ،‬يجب أن تتضمن سياسة اإلقراض بعض اإلرشادات بصدد الحجم المرغوب من اإلقراض‬
‫الذي يمكن أن يقدمه البنك‪ ،‬فهناك مصادر أخرى الستخدامات األموال و التي تؤثر على حجم القروض‪،‬‬
‫يجب على إدارة البنك أن تخصص جزء من مسحوبات الودائع‪ ،‬كما أن على اإلدارة أن تحتفظ ‪ ،‬بجزء‬
‫من األصول الستثماره في األوراق المالية طويلة األجل لتحقيق مزايا التوزيع في األصول و تدنية‬
‫الدخل الخاضع للضريبة باإلضافة على عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على حجم القروض مثل متطلبات‬
‫االئتمان في أفراد المجتمع الذي يوجد به البنك‪ ،‬و كذلك خبرة اإلدارة لخدمة األنواع المختلفة من‬
‫(‪.)1‬‬
‫القروض التي يطلبها أفراد المجتمع‬
‫تحديد تشكيلة القروض ‪ :‬من المعروف أن تنويع مجاالت االستثمار و توزيع المخاطر يؤديان إلى‬ ‫‪-2‬‬
‫تقليل نسبة المخاطرة التي يتحملها البنك‪ ،‬و في هذا المجال يوجد الكثير من أساليب تقليل المخاطر‬
‫من أهمها توزيع تواريخ استحقاق القروض من قصيرة إلى متوسطة إلى طويلة األجل‪ ،‬و كذلك‬
‫توزيع القروض على عدة مناطق جغرافية باإلضافة إلى توزيع القروض على األنشطة أو القطاعات‬
‫االقتصادية من تجارة‪ ،‬صناعة و زراعة و خدمات‪.‬‬
‫ـ و الكبيرة الحجم‪ ،‬فقد‬
‫و تقوم إدارة البنك عادة بتوزيع تشكيلة القروض من حيث القروض الصغيرة‬
‫تخصص نسبة معينة لحد أدنى للقروض الصغيرة من مجموع القروض أو قد تضع حدا أعلى لها ‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحد األقصى إلقراض العميل الواحد ‪ :‬تضع البنوك الحد ود القصوى لحجم االئتمان الذي تقدمه‬
‫على العميل الواحد‪ ،‬بغض النظر إن كان هذا العميل فردا أو مؤسسة خاصة أو شركة مساهمة عامة‪ ،‬إن‬
‫الهدف مع وضع هذه الحدود هو تقليل المخاطرة من تركيز اإلقراض على عميل واحد ‪ ،‬و ما يصاحب‬
‫ذلك من مخاطرة كثيرة‪.‬‬
‫و قد يكون الحد األقصى يعبر عنه كنسبة محددة من رأس المال البنك أو نسبة من رأس ماله و‬
‫احتياطياته أو قد تكون باإلضافة على ذلك نسبة محدد من حجم راس مال العميل نفسه (‪.)2‬‬

‫عبد المعطي رضا رشيد‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬دار وائل للنشر ‪ ،1999‬ص ‪ 208‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪135‬‬
‫أ‪ -‬الحد األقصى إلقراض العميل الواحد ‪ :‬تضع البنوك الحد ود القصوى لحجم االئتمان الذي تقدمه‬
‫على العميل الواحد‪ ،‬بغض النظر إن كان هذا العميل فردا أو مؤسسة خاصة أو شركة مساهمة عامة‪ ،‬إن‬
‫الهدف مع وضع هذه الحدود هو تقليل المخاطرة من تركيز اإلقراض على عميل واحد ‪ ،‬و ما يصاحب‬
‫ذلك من مخاطرة كثيرة‪.‬‬
‫و قد يكون الحد األقصى يعبر عنه كنسبة محددة من رأس المال البنك أو نسبة من رأس ماله و‬
‫احتياطياته أو قد تكون باإلضافة على ذلك نسبة محدد من حجم راس مال العميل نفسه (‪.)2‬‬
‫ـ بتمويلها ‪ :‬قد تتضمن سياسات اإلقراض لدى بعض البنوك‬
‫ب‪ -‬مجاالت اإلقراض غير المسموح‬
‫المجاالت الغير المسموح بتمويلها بغض النظر عن ماهية هذه المجاالت و الحكمة األساسية‬
‫من وراء هذا المنع هو التقليل من المخاطر التي تصاحب تمويل هذه المجاالت ‪ ،‬أو قد تكون‬
‫مبررات هذا المنع راجعة إلى أساليب دينية أو أخالقية فقد تقرر إدارة البنك منح اإلقراض‬
‫في مجاالت صناعات متقادمة أو صناعات يحتمل تعرضها إلى أزمات أو في مجال تجارة‬
‫المشروبات أو السجائر أو صناعة األسلحة (‪.)1‬‬

‫مستويات اتخاذ القرار ‪ :‬توضح سياسة اإلقراض السلطة الممنوحة لكافة المستويات اإلدارية‬ ‫‪-3‬‬
‫المسؤولة عن اتخاذ قرار الموافقة على منح القروض أو عدم الموافقة عليه‪ ،‬و ينبغي تحديد هذه‬
‫المستويات بما يكفل عدم ضياع وقت اإلدارة العليا ‪ ،‬في بحث كافة القروض‪ ،‬إذ أن هناك بعض‬
‫القروض روتينية أو التي تزيد قيمتها عن حد معين‪ ،‬يمكن أن‬

‫(‪ )1‬عبد المعطي رضا رشيد ‪ ،‬إدارة االئتمان ‪ ،‬ص ‪ ، 212‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪136‬‬
‫يتخذ قرار بشأنها على مستوى مدير الفرع أو مدير دائرة القروض و بعض القروض قد‬

‫على لجنة مشكلة لهذا الغرض للبحث فيها‪ ،‬و اتخاذ قرار بشأنها حيث توضع حدود دنيا أو عليا لحجم‬
‫القروض في هذا الخصوص‪ ،‬و هناك أيضا بعض القروض التي يكون حجمها كبير جدا بحيث يتطلب‬
‫اتخاذ القرار على مستوى مجلس اإلدارة‪ ،‬إن نظام التفويض هذا يتماشى مع مبادئ التنظيم الفعال الذي‬
‫يستدعي السرعة في اتخاذ القرار و تخفيف عبئ العمل على كاهل اإلدارة العليا من خالل التفويض‬
‫الالزم للسلطات إلى المرؤوسين ‪.‬‬

‫‪ -4‬ملفات أو مستندات القرض ‪ :‬قد تحدد سياسة اإلقراض في البنك المستندات الواجب تقديمها من قبل‬
‫هذا العميل عند طلب القرض و هذه المستندات و إن كانت تختلف قليال من بنك آلخر‪ ،‬و في نفس البنك‬
‫بين وقت و آخر إال انه يمكن إيجازها فيما يلي ‪:‬‬
‫طلب الحصول على قرض معبأ من قبل العميل و موقع منه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيان بمصادر دخل الفرد أو القوائم المالية لعدة سنوات بالنسبة للمؤسسات و غالبا ما تكون ثالث‬ ‫‪‬‬
‫سنوات األخيرة‪.‬‬
‫مستندات ملكية الضمانات المقدمة من العميل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وثائق التأمين على األصول المقدمة لضمانات العميل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تكاليف القروض ‪ :‬يجب أن تتضمن سياسة القروض معلومات عن التكاليف التي سيتحملها العميل‬ ‫‪-4‬‬
‫سواء بالنسبة معدالت الفائدة أو الرسوم التي تدفع على التزامات القروض المستقبلية باإلضافة إلى‬
‫‪)1(.‬‬
‫أنه يجب تقدير مخاطر االئتمان أو عدم السداد و تأثيرها على معدل الفائدة‬

‫(‪ )1‬عبد المعطي رشيد‪ ،‬إدارة االئتمان ‪ ،‬ص ‪ ، 209‬مرجع سابق‬

‫‪137‬‬
‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪ -6‬متابعة و مراقبة القروض ‪ :‬ينبغي أن تشتمل سياسة اإلقراض تصميم نظام كامل للرقابة‬
‫الصارمة على القروض‪ ،‬و ذلك من خالل إتباع وسائل الرقابة بأنواعها المختلفة يهدف اكتشاف‬
‫مشاكل تحصيل القروض مع العمالء كذلك قد تنص سياسة اإلقراض على ضرورة متابعة القروض‬
‫التي تم تقديمها الكتشاف أي صعوبات محتملة في السداد بما يسمح باتخاذ اإلجراءات المالئمة في‬
‫الوقت المناسب‪ ،‬و قد تمثل المشكالت في انخفاض القيمة السوقية األصول المرهونة ‪ ،‬أو عدم قدرة‬
‫العميل على تسديد مستحقات البنك في المواعيد المحددة أو عدم سدادها على اإلطالق هذا و قد‬
‫تنص السياسة االقراضية على حد أقصى للتأخر الذي ينبغي أن تتخذ بعدة إجراءات معنية تنص‬
‫عليها السياسة بما يضمن تحصيل مستحقات البنك أو الجانب األكبر منها (‪.)1‬‬
‫‪ -7‬تحديد الضمانات المقبولة من جانب البنك ‪ :‬يقوم البنك بتحديد الضمانات التي يكمن قبولها و‬
‫التي تتوقف على الظروف المحيطة و عادة تختلف من وقت آلخر وفقا لمدى قبولها في السوق لما‬
‫يحدد أيضا هامش الضمان بالنسبة لألصول المقدمة لمنح االئتمان إذ أن البنك غالبا ما يحدد شروط‬
‫معينة بالنسبة للضمان‪ ،‬فبالنسبة للقروض االستهالكية مثال فإن البنك يحدد ضمان طالب القرض في‬
‫أن يكون شاغال لوظيفة لعدد معين من السنوات و لديه دخل ثابت و يكون منتظما في سداد القروض‬
‫السابقة‪ ،‬و بالنسبة للبضائع يحدد البنك صفات البضائع المرهونة و أماكن وجودها‪ ،‬و هامش الضمان‬
‫( ‪.)2‬‬
‫المطلوب‬

‫(‪ )1‬سعيد عيد سيف النصر دور ا‬

‫‪138‬‬
‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫لمبحث الثالث ‪ :‬منح خدمات أخر لصالح العمالء ‪:‬‬


‫نالحظ أن مجاالت استثمار الودائع ال تنحصر في منح القروض أو تكوين محفظة األوراق‬
‫المالية‪ ،‬و إنما هناك مجاالت أخرى أين تمنح فيها خدمات تكون لصالح العمالء المتمثلة في خصم‬
‫األوراق التجارية‪ ،‬و عقد الصفقات المالية و تمويل التجارة الخارجية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬خصم ا|ألوراق التجارية ‪:‬‬
‫نتعامل البنوك التجارية باألوراق التجارية‪ ،‬في سبيل تحقيق إيراد من خالل عموالت‬
‫التحصيل و ذلك كأحد الخدمات المصرفية التي تقدمها لعمالئها و بالتالي تنمية الودائع من خالل‬
‫جذب العمالء‪.‬‬
‫و من ناحية أخرى فإن عمليات خصم األوراق التجارية تجعل تسهيالت ائتمانية للعمالء و موارد‬
‫صافية من المقترض أن نذهب على البنك عن تلك العمليات‪ ،‬كما تستخدم األوراق التجارية‬
‫كضمانات عند منح البنك قروض للعمالء‪ ،‬فقبل التطرق إلى عملية خصم األوراق التجارية سنتطرق‬
‫إلى تعريف األوراق التجارية و أنواعها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :‬هي تلك األوراق التي تعتبر كأدوات وسيطة‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف األوراق التجارية‬
‫لتسوية المعامالت التجارية بين أطراف التعامل أو التبادل فاألوراق التجارية تستخدم في المعامالت‬
‫التجارية كما هو واضح كما تستخدم أيضا في المعامالت المدنية و تؤدي وظيفة اقتصادية رئيسية‬
‫في تسوية الجوانب المالية للمعامالت‪ ،‬و بذلك يعتبر جمعها أداء وفاء عدا الكمبيالة و السند‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫ـ‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع األوراق التجارية‬
‫الشيك ‪ :‬هو ورقة مكتوبة قانونيا و هو أداة وفاء و ليس ائتمان ألنه يتم تحصيل الوفاء‬ ‫‪‬‬
‫فورا‪.‬‬
‫و يختلف الشيك عن السفنجة ( الكمبيالة) كون أن المسحوب عليه هو الشيك و يتشابه‬
‫الشيك مع السند ألمر أنه ال ينحصر على عمل تجاري مطلق ‪.‬‬
‫الكمبيالة ‪ :‬هي أمر مكتوب موجه من الساحب على المسحوب عليه بدفع مبلغ معين من‬ ‫‪‬‬
‫النقود في تاريخ معين أو قابل للتعيين أو ألمر شخص ثالث ( المستفيد)‪.‬‬

‫السند ألمر ‪ :‬هو صك مكتوب يتعهد بمقتضاه شخصين بدفع مبلغ معين في تاريخ معين أو قابل‬ ‫‪‬‬
‫للتعيين‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ :‬إن خصم األوراق التجارية من العمليات المصرفية أين‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬خصم األوراق التجارية‬
‫نقصد بها تظهير الورقة التجارية تظهيرا ناقال للملكية إلى بنك يقوم بدفع قيمتها للمظهر بعد خصم قدر‬
‫يمثل أجره الذي يستحقه عن هذه العملية و هو يتمثل في ‪ 03‬عناصر ‪:‬‬

‫أولهـــا ‪ :‬مقدار الفوائد المستحقة عن قيمة الورقة التجارية في الفترة من ميعاد عملية الخصم و‬
‫يتراوح هذا السعر بين الهبوط و الصعود تبعا للظروف االقتصادية المختلفة ‪ ،‬المهم أال تتجاوز الحد‬
‫األقصى لفائدة االتفاقية ‪.‬‬

‫ثانيهــا ‪ :‬هي العمولة التي يتقاضاها البنك مقابل قيامه بهذه العملية و تقدر حسب قيمة الكمبيالة‬
‫المخصومة و األجل الباقي حتى ميعاد االستحقاق‪ ،‬و قدر المخاطرة التي يتعرض لها البنك‪ ،‬و لهذا‬
‫يحرص البنك على أن تكون الورقة مقبولة من المسحوب به‪ ،‬و أن‬

‫يكون ميعاد االستحقاق ال يتجاوز الستة أشهر‪ ،‬و أن تحمل توقيعين على األقل و أن يكون مكان الوفاء‬
‫هو أحد فروع البنك‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫أما ثالثـهــا ‪ :‬العناصر الذي يتكون منها أجر البنك و هو مصادر التحصيل و تختلف باختالف‬
‫مكان الوفاء أو مكان المسحوب عليه‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫و على أي حال إذا احتاج البنك الذي يقوم بهذه العملية إلى نقود قبل تاريخ االستحقاق فإمكانه الحصول‬
‫على ذلك عن طريق إعادة خصمها لدى البنك المركزي أو لدى بنك آخر بها يحقق له السيولة المطلوبة‪.‬‬

‫و قد رأى البعض أن عملية الخصم عبارة عن حوالة حق أو هو شراء البيع للورقة التجارية بمقتضاه‬
‫تنتقل ملكية الورقة من العميل للبنك و يستطيع أن يعيد خصمها لدى بنك آخر أو لدى البنك المركزي‪ ،‬و‬
‫أن يحدد البنك ثمن الخصم بحرية دون التقيد بالحد األقصى للفائدة االتفاقية ‪ ،‬ذلك ألن الفارق بين ثمن‬
‫الخصم و القيمة المحصلة ليس إال ربحا يعود على البنك‪ ،‬كمشتري ألجل البيع ‪ ،‬بثمن أعلى ‪ ،‬ولكن‬
‫يعيب هذا الرأي أن قواعد البيع و قواعد حوالة الحق ال تنطبق على عملية الخصم‪ ،‬ففي حالة نسخ عقد‬
‫البيع يرجع المشتري على البائع بالثمن‪ ،‬بينما البنك يرجع بقيمة الورقة كاملة‪ ،‬و يرى آخرون أن العملية‬
‫عبارة عن قرض مضمون يرهن الورقة التجارية‪ ،‬فالعميل يحصل من البنك على ما يحتاجه من نقود‬
‫مقابل من هذه الورقة لديه‪ ،‬أي أن البنك يحوزها فقط و يحصل قيمتها عند االستحقاق‪ ،‬لكن يمتنع عليه‬
‫أن يتقاضى سعرا على الخصم يزيد على الحد األقصى للفائدة فالتفاقية‪ ،‬و يعيب هذا الرأي مخالفته لما‬
‫هو مقرر و ثابت من أن ملكية الورقة تنتقل إلى البنك بالتطهير ‪ ،‬و األحذية يؤدي إلى حرمان البنك من‬
‫التصرف بحرية في الورقة عن طريق إعادة الخصم‪.‬‬

‫كما يؤدي البعض اآلخر أن هذه العملية ذات طبيعة خاصة‪ ،‬فهي عملية مركبة‪ ،‬إذ أنها في حقيقتها‬
‫قرض‪ ،‬و لكن تنازل العميل يتم التصرف ناقل للملكية‪.‬‬

‫و عموما فإن وجهة نظر البنك تختلف عن وجهة نظر العميل فيما يتعلق بهذه العملية إذ البنك بفضلها‬
‫ألنها تسمح له بإعادة خصمها من البنك المركزي أو بيعها ألي بنك آخر لتوفير السيولة الالزمة عند‬
‫الحاجة على خالف عملية إقراض بضمان هذه الورقة التي ال تمكنه إال من حيازتها و تحصيل قيمتها‬
‫عند االستحقاق‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫أما العميل فيفصل االقتراض بضمان الكمبيالة مثال‪ ،‬ألنه ال يتحمل فوائد إال أال يقدر ما يسحبه من‬
‫قيمتها من االعتماد المصرح له به‪ ،‬كما يستطيع تخفيف الدين عن كاهله كلما توفر له مبلغ من النقود و‬
‫قام بخصمه من المبلغ السابق له باقتراضه‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬عقد صفقات األوراق المالية لحساب العمالء‬

‫اين تقوم البنوك بتنفيذ اوامر العمالء بشراء او بيع االوراق المالية التي يرغب العمالء في بيعها او‬
‫شرائها ‪،‬و ذلك بان يتولى قسم البورصة في البنك تنفيذ عمليات البورصة أي بيع و شراء االوراق‬
‫المالية من بورصة االوراق المالية لحساب العمالء او لحساب البنك نفسه‬

‫ـ االوراق المالية الذي يتعامل معهم البنك و‬


‫و تبلغ اوامر البيع و الشراء الى سماسرة البنك في البورصة‬
‫يثق في تعامالتهم و امانتهم ‪،‬و ابالغ االوامر ـيتم عادة ـعن طريق الهاتف‪،‬و ال بد ان يتضمن البالغ‬
‫ذكر الكمية و نوع األوراق و السعر و مدة سريان االمر ‪،‬مع عدم ذكر اسم البائع او المشتري‬
‫للسمسار ‪،‬و من المكان إلغاء هذا األمر أو إدخال تعديالت عليه ‪،‬شريطة إبالغ السمسار بقرار اإللغاء او‬
‫التعديل قبل افتتاح جلسة البورصة التي يجري تنفيذ األمر فيها ‪،‬و تجدر اإلشارة إلى انه يحضر على‬
‫السمسار تعديل أمور البورصة بدون الرجوع إلى العميل ‪،‬و إال يكون السمسار قد جاوز حدوده ‪.‬‬

‫فتنفيذ أوامر بيع و شراء األوراق المالية ال تتم إال عن طريق سماسرة األوراق المالية في البورصة ‪.‬‬

‫فالواقع العملي يشهد بان العمالء ال يتوجهون إلى السماسرة مباشرة و إنما يصدرون أوامرهم الى البنوك‬
‫التي لهم حسابات فيها ‪،‬يطلبون منها شراء أو بيع األوراق المالية التي يرغبون بالتعامل فيها ‪،‬فتجد‬
‫األوراق لعاملها يمكن السيطرة عليها باعتبارها تثبت ما يملكه كل مساهم و قد سمع في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية لبنوك األعضاء في نظام االحتياطي في البنوك غير األعضاء كذلك ‪،‬بان تشتري و تبيع جميع‬
‫األوراق المالية لحساب عمالئها ‪،‬باعتبارهم سماسرة و البنوك في الغالب تحيل طلبات و أوامر العمالء‬

‫‪142‬‬
‫الخاصة بالبيع و الشراء لشركات السماسرة األعضاء في البورصة األوراق المالية و التجار المتعاملين‬
‫في سوق البيع و الشراء لتلك األوراق المالية‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تمويل التجارة الخارجية ‪:‬‬

‫تلعب البنوك دورا هاما في تمويل التجارة الخارجية من خالل ادخاراتها المتمثلة في الودائع المصرفية‬
‫و يمكن أن نصنف عمليات التمويل الخارجية إلى عمليات تمويل قصيرة األجل و عمليات تمويل‬
‫متوسطة و طويلة األجل‪ ،‬و ترابط عمليات التمويل هذه مع طبيعة النشاطات المراد تمويلها‪.‬‬

‫ـ قصير األجل للتجارة الخارجية ‪:‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬تمويل‬

‫تستعمل عمليات التمويل قصير األجل للتجارة الخارجية في تمويل الصفقات الخاصة بتبادل السلع و‬
‫الخدمات مع الخارج‪ ،‬و من أجل تسهيل هذه العمليات‪ ،‬و البحث عن أفضل الطرق التي تسمح بتوسع‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬و التخفيف من العراقيل التي تجابهها والمرتبطة خاصة بالشروط المالية لتنفيذها‬
‫‪.‬يسمح النظام البنكي باللجوء إلى عدة أنواع وطرق مختلفة للتمويل ‪.‬تتيح للمؤسسات المستوردة على‬
‫الواء إمكانية الوصل إلى مصادر التمويل الممكنة في أقل وقت ممكن وبدون عراقيل ‪.‬وفي إطار هذه‬
‫الظروف العامة ‪.‬يمكن للمؤسسات استعمال نوعين رئيسين من أدوات التمويل المستعملة في التجارة‬
‫الخارجية ‪:‬‬

‫‪ .‬إجراءات التمويل البحث ‪:‬‬

‫‪ -1 -‬تتخذ إجراءات التمويل البحث ثالثة أشكال رئيسية ‪.‬وتختلف عن طرق التمويل األخرى في كون‬
‫هذه األخيرة هي عبارة عن عمليات دفع وقرض في آن واحد ‪.‬‬
‫‪)1(:‬‬
‫‪. P‬القروض الخاصة بتعبئة الديون الناشئة عن التصدير‬

‫‪143‬‬
‫يقترن هذا النوع من التمويل بالخروج الفعلي للبضاعة من المكان الجمركي للبنك المصدر ‪.‬وتسمى‬
‫بالقروض الخاصة بتعبئة الديون لكونها قابلة للخصم لدى البنك ‪.‬ويخص هذا النوع من التمويل‬
‫الصادرات التي يمنح فيها المصدرون لزبائنهم أجال للتسديد اليزيد عن ‪ 18‬شهرا كحد أقصى ‪.‬ويشترط‬
‫البنك عادة تقديم بعض المعلومات قبل الشروع في إبرام أي عقد خاص بهذا النوع من التمويل‬
‫وتنفيذه ‪.‬وهذه المعلومات هي على وجه الخصوص‪.‬‬
‫مبلغ المدين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طبيعة ونوع البضاعة المصدرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اسم المشتري األجنبي وبلده ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ التسليم وكذلك تاريخ المرور بالجمارك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ التسوية المالية للعملية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫ب‪ -‬التسبيقات بالعملة الصعبة ‪ :‬يمكن للمؤسسات التي قامت بعملية تصدير مع السماح بأجل التسديد‬
‫لصالح زبائنها أن تطلب من البنك القيام بتنسيق العملة الصعبة‪ ،‬وبهذه الكيفية تستطيع المؤسسة المصدرة‬
‫أن تستفيد من هذه التسبيقات في تغذية خزينتها‪ ،‬حيث تقوم بالتنازل عن مبلغ إلى البنك بالعملة الصعبة‬
‫حالما تحصل عليها من الزبون األجنبي في تاريخ االستحقاق‪ ،‬و تتم هذه العملية بهذه الكيفية إذا كان‬
‫التسبيق المقدم قد تم بالعملة الصعبة التي كانت هي العملة التي تمت بها عملية الفاتورة‪.‬‬

‫ج‪ -‬عملية تحويل الفاتورة ‪ :‬هي عبارة عن ميكانيزم للتمويل قصي األجل باعتبار أن المصدرين‬
‫يحصلون عن مبلغ الصفقة مسبقا من طرف المؤسسات المتخصصة التي تقوم بهذا النوع من العمليات‬
‫قبل حلول أجل التسديد الذي ال يتعدى عدة أشهر‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فهي تتيح للمؤسسات المصدرة من‬
‫بعض المزايا الهامة نذكر مها على وجه الخصوص مايلي ‪:‬‬

‫إن التحويل الفاتورة يسمح للمؤسسات من تحسين خزينتها و وضعيتها المالية‪ ،‬و ذلك بتحصيل اآلني‬ ‫‪-‬‬
‫الذين لم يحن أجل التسديد بعد‪.‬‬

‫ـ بهذا التحصيل من تحسين هيكلتها المالية و ذلك بتحويل ديون آجلة إلى‬
‫تستطيع المؤسسات المصدرة‬ ‫‪-‬‬
‫سيولة جاهزة‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫تخفيف العبء على المؤسسة فيما يخص التسيير المالي و المحاسبي و اإلداري لبعض الملفات‬ ‫‪-‬‬
‫المرتبطة بالزبائن‪ ،‬و ذلك بأن تعهد بهذا التسيير إلى وجهة أخرى هي المؤسسات المتخصصة في‬
‫هذا النوع بتمويل الواردات‪ ،‬و هي ‪:‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫االعتماد المستندي ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫تعريفـــه ‪:‬‬

‫ـ نظرا لما يقدمه من‬


‫يعتبر االعتماد المستندي من أشهر الوسائل المستعملة في تمويل الواردات‬
‫ـ و المستوردين على حد سواء‪.‬‬
‫ضمانات للمصدرين‬

‫و يتمثل االعتماد المستندي في تلك العملية التي يميل بموجبها بنك المستورد أن يحل محل المستورد‬
‫في االلتزام بتسديد وارداته لصالح المصدر األخير األجنبي عن طريق البنك الذي يمثله مقابل استالم‬
‫الوثائق أو المستندات التي تدل على أن المصدر قد قام فعال بإرسال البضاعة المتعلقة عليها‪.)1(.‬‬

‫و هناك أربعة لفتح اعتماد مستندي و هي ‪ :‬المستورد‪ ،‬المصدر‪ ،‬بنك المستورد‪ ،‬بنك المصدر‪.‬‬

‫أنواع االعتماد المستندي ‪:‬‬

‫االعتماد المستندي القابل لإللغاء ‪ :‬يظهر هذا النوع من االعتماد عندما يقوم بنك المستورد بفتح‬
‫اعتماد مستندي لصالح زبونه ( المستورد) و إعالم المصدر بذلك‪ ،‬و لكن دون أن يلتزم أمامه‬
‫نشئ ‪ ،‬و عليه فإن االعتماد المتندي القابل لإللغاء ال يعد ضمانا كافيا لتسوية ديون المستورد اتجاه‬
‫المصدر‪ ،‬و من الممكن أن يلغي في ضمانا كافيا لتسوية ديون المستورد اتجاه المصدر‪ ،‬و من‬

‫‪145‬‬
‫الممكن أن يلغي في أي لحظة‪ ،‬و هذه السلبيات تجعل من هذا النوع من االعتمادات المستندية نادرة‬
‫(‪.)1‬‬
‫االستعمال‬

‫االعتماد المستندي غير القابل لإللغاء ‪:‬‬

‫االعتماد المستندي و غير القابل لإللغاء أو القطعي هو اآللية التي بموجبها يتعهد بنك المستورد‬
‫بتسوية ديوان هذا األخير تجاه المصدر‪ ،‬و هو غير قابل لإللغاء ألن بنك المستورد ال يمكن أن‬
‫يتراجع عن تعهده بالتسديد ما لم يتحصل على موافقة كل األطراف (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬صالح الدين حسن السيسي‪ ،‬إدارة األموال و خدمات المصارف‪ ،‬ص ‪ 99‬مرجع سابق‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫االعتماد المستندي غير القابل لإللغاء و المؤكد ‪:‬‬

‫و هو االعتماد الذي يقوم بتعزيز بنك آخر ( عادة بنك المصدر) بعبارة أخرى يتعهد بنك آخر‬
‫( بنك المصدر) بالدفع عند تقديم المستندات المعينة و الموضحة باالعتماد المستندي‪ ،‬و هنا نجد‬
‫(‪.)2‬‬
‫بنكان يتعهدان بالدفع و ليس فقط بنك المستورد‬

‫التحصيل المستندي ‪:‬‬

‫التحصيل المستندي هو آلية يقوم بموجبها المصدر بإصدار كمبيالة و إعطاء كل المستندات إلى‬
‫البنك الذي يمثله حيث يقوم هذا األخير بإجراءات تسليم المستندات إلى المستورد أو إلى البنك‬
‫الذي يمثله مقابل تسليم مبلغ الصفقة أو قبول الكمبيالة‪.‬‬

‫طرق أخرى للتمويل قصير األجل للصادرات ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪146‬‬
‫باإلضافة إلى كل تقنيات التمويل التي يقوم بها النظام البنكي لصالح زبائن و التي أتينا على‬
‫ذكرها سابقا فإن بعض األنظمة تسمح بوجود طرق تمويل أخرى الهدف منها هو تشجيع‬
‫الصادرات‪ ،‬و على هذا األساس يجد المصدرون تسهيالت بنكية لتمويل أنشطة خاصة في‬
‫تعاملهم مع الخرج‪ ،‬و تسمح مثل هذه التسهيالت بتخفيف الضغوطات الموجودة على خزائن‬
‫هؤالء المصدرين‪ ،‬و ذلك سواء بتسديد صادراتهم عندما يتعلق األمر بتصدير مبالغ خاصة أو‬
‫بواسطة التمويل المباشر لنفقات تنجم عن تخزين سلع و بضائع هذا المصدر في بلد أجنبي في‬
‫انتظار توزيعها‬

‫طاهر لطرش تقنيات البنوك‪ ،‬ص ‪ ،119‬مرجع سابق‬ ‫(‪)1‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ،‬البنوك الشاملة‪ ،‬ص ‪ 257‬مرجع سابق‬ ‫(‪)2‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التمويل متوسط و طويل األجل للتجارة الخارجية ‪:‬‬

‫ينصب التمويل المتوسط و طويل األجل للتجارة الخارجية على تمويل تلك العمليات التي تفوق‬
‫في العادة ثمانية عشر (‪ )18‬شهرا‪ ،‬و هناك العديد من التقنيات التي تستعمل في هذا المجال‪ ،‬و الهدف‬
‫منها جميعها هو توفير وسائل التمويل الضرورية التي تسمح بتسهيل و تطور التجارة الخارجية‪ ،‬و‬
‫تحاول األنظمة البنكية المختلفة أن تنوع من وسائل تدخلها حسب الظروف السائدة‪ ،‬و طبيعة العمليات‬
‫التي يراد تمويلها‪ ،‬و كذلك الدول التي تحاول أن تربط معها عالقات اقتصادية حيث تحاول أن تنشط‬
‫هذه العالقات و تدعمها و على العموم يمكننا أن نضف اربعة أدوات هي ‪:‬‬

‫‪147‬‬
‫قروض المشتري قرض المورد‪ ،‬التمويل الجزافي و القرض االيجاري الدولي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ --1‬قرض المشتري ‪:‬‬

‫قرض المشتري هو عبارة عن آلية يقوم بموجبها بنك معين أو مجموعة من بنوك بلد المصدر‪،‬‬
‫بإعطاء قرض المستورد‪ ،‬بحيث يستعمله هذا األخير لتسديد مبلغ الصفقة نقدا للمصدر‪ ،‬و يمنح قرض‬
‫المشتري لفترة تتجاوز ثمانية عشر (‪ )18‬شهرا‪ ،‬ويلعب المصدر دور الوسيط في المفاوضات ما بين‬
‫المستوردة و البنوك المعنية بغرض إتمام عملية القرض هذه‪ ،‬و من المالحظ أن كال الطرفين يستفيدان‬
‫من هذا النوع من القروض‪ ،‬حيث يستفيد المورد من تسهيالت مالية طويلة نسبيا مع استالمه اآلني‬
‫للبضائع‪ ،‬كما يستفيد المصدر من تدخل هذه البنوك و ذلك بحصوله على التسديد الفوري من طرف‬
‫المستورد لمبلغ الصفقة‪.‬‬

‫ويمنح قرض المشتري عادة لتمويل الصفقات الهامة من حيث المبلغ خاصة‪ ،‬و السبب في ذلك أن تمويل‬
‫صفقات يمثل هذه األهمية باالعتماد على األموال الخاصة للمستورد قد تعترضها بعض العوائق‪ ،‬و من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فإن قرض المشتري يوفر مزايا أخرى للمصدر عندما يقوم البنك بمنح هذا القرض‪ ،‬فإن‬
‫المصدر يتحرر نسبيا من الخطر التجاري المرتبط بالصفقة التجارية المبرمة مع المستورد خاصة في‬
‫حالة السماح له بفترة انتظار قبل السداد‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪ -2‬قرض المورد ‪:‬‬

‫قرض المورد هو آلية أخرى من آليات تمويل التجارة الخارجية على المدى المتوسط و الطويل و‬
‫قرض المورد هو قيام البنك بمنح قرض للمصدر لتمويل صادراته‪ ،‬و لكن هذا القرض هو ناشئ‬
‫باألساس عن مهلة للتسديد (قرض) يمنحها المصدر لفائدة المستورد‬
‫و بمعنى آخر عندما يمنح المصدر لصالح زبونه األجنبي مهلة للتسديد‪ ،‬يلجأ على البنك‬
‫للتفاوض حول إمكانية قيام هذا األخير يمنحه قرضا لتمويل هذه الصادرات‪ ،‬و لذلك يبرم قرض المورد‬
‫على أنه شراء الديون من طرف البنك على المدى المتوسط‪.‬‬
‫ـ الجزافي ‪:‬‬
‫‪ -3‬التمويل‬

‫‪148‬‬
‫يمكن تعريف التمويل الجزافي على أنه العملية التي بموجبها يتم خصم األوراق التجارية بدون طعن‬
‫و عملية التمويل الجزافي حسب هذا التعريف هي آلية تتضمن إمكانية تعبئة الديون الناشئة عن‬
‫الصادرات لفترات متوسطة و بعبارة أخرى‪ ،‬يمكن القول أن التمويل الجزافي هو شراء ديون ناشئة‬
‫عن صادرات السلع و الخدمات‪.‬‬

‫و االستفادة من التمويل الجزافي‪ ،‬يتيح للمصدر التمتع بعدد كبير من المزايا‪ ،‬يمكن أن نذكر أهمها‬
‫(‪.)1‬‬
‫فيما يلي ‪:‬‬

‫ان المبيعات اآلجلة التي قام بها المصدر‪ ،‬يستطيع أن يحصل على قيمتها نقدا‬ ‫‪-‬‬

‫إن الحصول على هذه القيمة نقدا يسمح للمصدر بتغذية خزينته و تحسين وضعيته المالية‬ ‫‪-‬‬

‫تسمح للمصدر أيضا بإعادة هيكلة ميزانيته و ذلك بتقليص رصيد الزبائن مقابل زيادة رصيد‬ ‫‪-‬‬
‫السيولة الجاهزة‬

‫التخلص من التسيير الشائك لملف الزبائن‪ ،‬حيث يتعهد بهذا التسيير البنك الذي قام بشراء الدين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تجنب التعرض لألخطار المحتملة التجارية و المالية و المرتبطة بطبيعة العملية التجارية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ـ الناجمة عن تبدالت أسعار الصرف بين تاريخ تنفيذ‬


‫تجنب احتماالت التعرض ألخطار الصرف‬ ‫‪-‬‬
‫الصفقة التجارية و تاريخ التسوية المالية‪.‬‬
‫(‪ )1‬صالح الدين حسن سيسي‪ ،‬إدارة األموال ‪ ،‬خدمات المصارف ‪ ،‬ص ‪ 100‬مرجع سابق‬

‫(‪ )1‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك ص ‪ 126‬مرجع سابق‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫القرض االيجاري الدولي ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫هو أيضا عبارة عن آلية للتمويل متوسط و طويل األجل للتجارة الخارجية و يتمثل مضمون هذه‬
‫العملية في قيام المصدر ببيع سلعة إلى مؤسسات متخصصة أجنبية و التي تقوم بالتفاوض مع‬
‫المستورد حول إجراءات إبرام عقد ايجاري‪ ،‬و تنفيذه‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬اآلثار المترتبة على قيام البنك باستثمار نقود الودائع ‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫عندما يتلقى البنك ودائع العمالء يقصد استثمارها يترتب على ذلك عدة آثار هامة سوف نبرزها في‬
‫دراستنا لهذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تملك البنك لنقود الودائع ‪:‬‬

‫يتمثل الثر الهام لعملية قيام العميل بإيداع نقوده في البنك في تملك البنك لهذه النقود فور ايداعها‪،‬‬
‫و من حقه استغاللها و التصرف فيها كيفما يشاء‪.‬‬

‫و هذا األثر نابع من حقيقة مؤكدة مؤداها أن البنك غير ملزم برد ذات النقود التي تسلمها من العميل‬
‫عند طلبها أو حلول ألجلها‪ ،‬و إنما ينصب التزامه على رد قيمتها العددية فقط‪ ،‬فالبنك يدفع بالجزاء‬
‫األكبر من نقود الودائع إلى العمليات االستثمارية و لتحقيق أغراضه ‪ ،‬و البنك ال يحتفظ في خزائنه‬
‫إال بجزء محدد لمواجهة أوامر السحب من قبل العمالء‪ ،‬الذين ال يهمهم إال أن يرد إليهم البنك‬
‫ودائعهم‪ ،‬و ما صاحبها من عائد عندما يطلب منه الرد‪ ،‬إذ ليس من المعقول أن يحتفظ البنك بكل‬
‫الودائع و يتركها عاطلة دون أن يستثمرها‪ ،‬و بذلك أمكن إعفاء العميل المودع من دفع أجر نظير‬
‫المحافظة على الوديعة النقدية‪ ،‬كما كان متبع في الماضي‪ ،‬بل على العكس يحصل العميل على فائدة‬
‫مقابل ايداع نقوده‬

‫و ما يترتب على تملك لنقود الودائع كما يتجه الرأي الغالب‪ ،‬أن البنك يده تصبح عليها يد ما لك و‬
‫ليس يد أمين‪ ،‬و من ثم فهو يتصرف فيها تصرفه في ماله الخاص‪ ،‬و لهذا ال يعتبر البنك مرتكبا‬
‫لجريمة خيانة األمانة إذا استثمر نقود الودائع الموجودة في حوزته في أغراضه المختلفة‪ ،‬بعكس‬
‫لطرش ‪ ،‬تقنيات البنوك ‪ ،‬ص ‪ 115‬مرجع سابق‬ ‫الوديعة العادية حيث تكون يد المودع عنده على (‪ )1‬طاهر‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫الشيء محل الوديعة يد أمين‪ ،‬و من ثم تحت طائلة العقوبة المقررة لجريمة خيانة األمانة إذا حدث‬
‫منه تبرير للشيء المودع عنده‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫و البنك و إن كان له الحق في أن يتصرف في األموال باستعمالها في أوجه التوظيف المتاحة‪ ،‬إال‬
‫أنه مع ذلك ملزم بردها للمودع في حين أن مالك األموال ملكية خالصة غير ملزم بردها ألحد‪ ،‬و‬
‫العميل المودع أولى بالرعاية ألنه منح البنك باعتباره مودعا لديه في استعمال نقوده و ليس مجرد‬
‫حفضها فقط‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التزام البنك برد النقود المودعة ‪:‬‬

‫يلتزم البنك برد النقود المودعة لديه للعميل المودع عند طلبها أو بعد إخطار البنك إذا اقترن‬
‫االلتزام بالرد بشرط اإلخطار المسبق‪ ،‬و البنك ملزم برد النقود المودعة لديه‪ ،‬دون أن يكون االرتفاع‬
‫قيمة النقود أو انخفاضها أثر في الرد وقت الوفاء‪ ،‬و ال يعني ذلك رد أصل المبلغ فقط ‪ ،‬و إنما‬
‫يضاف إليه أرباحه و فوائده‪.‬‬

‫و ترد الودائع النقدية على العميل المودع أو من يفوضه في ذلك‪ ،‬و في حالة وفاته ترد إلى‬
‫ورثته بموجب شهادة صادرة من مصلحة الضرائب‪.‬‬

‫و ال يجوز للبنك أن يتمسك بانقضاء التزامه برد النقود المودعة لهالك ماله كما يحدث في حاالت‬
‫الحروب و الزلزال و الفيضانات ‪ ،‬ذلك ألنه مالك‪ ،‬و األصل أن الشيء يهلك على مالكه‪.‬‬

‫أما إذا أفلس البنك فليس للعميل المودع إال أن يتدخل في عملية اإلفالس بوضعه دائنا عاديا‪ ،‬و ال‬
‫يجوز له المطالبة باسترداد الوديعة‪ ،‬ألن الودائع تنقل ملكيتها إلى البنك‪ ،‬و‬

‫ليس للعمالء المودعين إال حق المطالبة برد قيمتها‪ ،‬و إضافة إلى أنه يصعب فرزها الختالطها‬
‫باألموال األخرى المودعة لدى البنك‪ ،‬و االسترداد بطبيعة الحال ال يقع إال على األموال المقررة‪.‬‬

‫ـ‬
‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التقادم لصالح الخزانة العامة ‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫يسقط حق العميل المودع برد األموال المودعة لدى البنك بمضي خمسة عشر (‪ )15‬عاما من‬
‫تاريخ استحقاقها‪ ،‬و يبدأ هذا التاريخ من تاريخ اإليداع إذا كانت الوديعة مستحقة الرد بمجرد الطلب‬
‫ألن هذا التاريخ يعتبر في الوقت ذاته تاريخ حلول األجل‪ ،‬و إذا اقتربت الوديعة النقدية هذه بفتح‬
‫حساب جاري للمودع‪ ،‬و هو ما يجري عليه العمل غالبا ‪ ،‬فإن مدة التقادم ال تبدأ في السريان إال من‬
‫تاريخ قفل الحساب نهائيا و تسري على هذا التقادم أحكام وقف المدة و انقطاعها‪.‬‬

‫و معنى ذلك أن الوديعة التي تمضي عليها مدة طويلة ‪ ،‬و ال يعلم المودع عنده شيئا عن صاحبها‪ ،‬ال‬
‫تبرأ ذمة المودع عنده لعدم مطالبة صاحبها بها‪ ،‬و إنما يلزم بصرفها في المصالح التي تهم‬
‫المسلمين و األمور الهامة‪ ،‬و معيار تصرفه فيها يقاس بما يفصله فيها اإلمام العادل‪.‬‬

‫(‪ )1‬سعيد سيف النصر‪ ،‬دور البنوك التجارية في استثمار أموال العمالء ص ‪ 167‬مرجع سابق‬

‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬سرية الحسابات بالمصارف التجارية ‪:‬‬

‫‪152‬‬
‫إن سرية الحسابات بالمصارف التجارية تعد أهم سمات أعمالها‪ ،‬و هي متوفرة منذ نشأة‬
‫المصارف‪ ،‬إذ جرى العرف المصرفي على ذلك ‪ ،‬و ألزمت المصارف العاملين بها بهذه السرية‪ ،‬بل‬
‫أصبحت هذه السرية أهم صفات العاملين بالمصارف حيث أن العميل عندما يتعامل مع المصرف كأنه‬
‫ال يأتمنه على أمواله فقط بل أيضا عدم إفشاء أية معلومات عن هذه األموال‪ ،‬و هو واجب يفترض في‬
‫عالقة المصرف بعملية كما أن جميع اللوائح و القوانين و نظم العاملين بالمصارف تفرض عليهم عدم‬
‫إفشاء أسرار هؤالء العميالت و إال تعرضوا للجزاءات التأديبية المنصوص عليها في تلك اللوائح‪.‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫و سرية الحسابات بالمصارف و عدم إفشاء أسرارها تحكمها ثالث نظريات ‪:‬‬
‫نظرية المسؤولية العقدية ‪ :‬و بمقتضاها فإن أي عقد يتضمن التزام متعلق بالسرية‬ ‫‪.1‬‬
‫نظرية النظام العام ‪ :‬و بمقتضاها فإن سرية المهنة من النظام العام الذي يجب المحافظة عليه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫نظرية المصلحة االجتماعية ‪ :‬و بمقتضاها فإن االحتفاظ باألسرار يعود بالنفع على المجتمع ككل‬ ‫‪.3‬‬
‫طالما أنه حدث اتفاق بذلك بين جميع أطراف المجتمع‪.‬‬
‫و هناك مجموعة من الدول أصدرت قوانين تؤكد فيها على سرية الحسابات بالمصارف كمصر‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬سويسرا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ايطاليا و غيرها ‪ ،‬و جميع هذه القوانين تحرص على عدم تسرب أية‬
‫معلومات تتعلق بفتح حساب أ رقم أو رصيد عن أي عميل‪ ،‬و هذا يعني بالتأكيد على سرية جميع‬
‫حسابات العمالء وودائعهم‪ ،‬و أماناتهم‪ ،‬و خزائنهم في المصارف‪ ،‬و كذلك المعامالت المتعلقة بها‪ ،‬و‬
‫ال يجوز اإلطالع عليها أو‬

‫(‪ )1‬صالح الدين حسن الساسي ‪ ،‬إدارة األموال و خدمات المصارف‪،‬ص ‪ 99‬مرجع سابق‬

‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪153‬‬
‫ـ في غير الحاالت التي عددتها القوانين و ذلك يهدف إلى‬
‫إعطاء بيانات خاصة بعميل المصرف‬
‫تحقيق المصالح المشروعة‪ ،‬و حتى ال تكون هناك حصانة معينة لعمالء المصارف عن غيرهم‬
‫بالنسبة لدائني عمالء المصارف و أصحاب الحقوق قبلهم‪ ،‬و هذه الحاالت ال تعتبر استثناء من قاعدة‬
‫(‪)1‬‬
‫السرية بل هي تأكيد لهذه السرية مثل الحاالت التالية ‪:‬‬
‫صدور إذن كتابي موقع من صاحب الحساب أو الوديعة أو األمانة أو الخزينة يحتفظ به المصرف‬ ‫‪.1‬‬
‫و ذلك إذا طلب الميل التصريح للمصرف بموافاة الغير بيان معين عن حساباته‪ ،‬أو معامالته المتعلقة‬
‫بتلك الحسابات‪.‬‬
‫صدور أموال العميل المودعة بالمصرف‪ ،‬ولبد أن يكون منصوصا بالتوكيل صرافة على حق الوكيل‬ ‫‪.2‬‬
‫في اإلطالع أو طلب البيانات عن تلك الحسابات أو الودائع أو الخزائن‪.‬‬
‫صدور إذن من النائب القانوني‪ ،‬و هو إما أن يكون الوي الطبيعي ( األب ) أو الولي الشرعي‬ ‫‪.3‬‬
‫( الجد لألب ) الذي يتم تعينه بواسطة المحكمة المختصة أو الوصي‪.‬‬
‫صدور حكم قضائي يخير لشخص معين اإلطالع على الحسابات أو الودائع أو الخزائن أو األمانات‬ ‫‪.4‬‬
‫أو المعامالت المتعلقة بها‪.‬‬
‫يكون لمراقبي حسابات المصارف اإلطالع على كافة البيانات المتعلقة بحسابات العمالء وودائعهم‬ ‫‪.5‬‬
‫لدى المصرف المعينين لديه كمراقبي حسابات ‪ ،‬و كذلك يكون لإلدارات المختلفة داخل المصرف‬
‫الواحد حق اإلطالع أو طلب بيانات من باقي اإلدارات‪ ،‬و ال يعتبر ذلك كإفشاء للسرية‪ ،‬كذلك‬
‫فروع المصرف الواحد يكون لها أن تتبادل المعلومات بالنسبة لعمالئها‪.‬‬

‫(‪ )1‬صالح الدين حسن الساسي ‪ ،‬إدارة األموال و خدمات المصارف‪،‬ص ‪ 99‬مرجع سابق‬

‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪154‬‬
‫للمصرف المركزي حق طلب أية بيانات أو اإلطالع عليها بما له من اختصاصات بموجب القوانين‬ ‫‪.6‬‬
‫الصادرة بشأنه‪ ،‬و الجهاز المصرفي و تنظيم المهنة المصرفية‪.‬‬
‫يجوز للمصرف إصدار شهادات بأسباب رفض دفع أحد الشيكات المسحوبة على حساب أحد‬ ‫‪.7‬‬
‫عمالئه‪ ،‬و ذلك بناء على طلب من صاحب الحق في الشيك ( المستفيد)‪.‬‬
‫يجوز للمصرف الكشف عن كافة حسابات وودائع و معامالت العميل إذا نشأ نزاع قضائي بينه و‬ ‫‪.8‬‬
‫بين العميل عن هذه المعامالت‪ ،‬أي بمناسبة دعوى أقيمت سواء من المصرف ضد العميل أم من‬
‫العميل ضد المصرف‪.‬‬

‫خاتمــة الفصــل ‪:‬‬

‫إن البنك سعى دائما للحصول على أعلى فائدة من كل ما يتلقاه من ودائع‪ ،‬من خالل‬
‫استثمارها في مجاالت مختلفة‪ ،‬لكن هذا ال يعتبر باألمر السهل كأن يتوسع البنك متى شاء في هذه‬
‫المجاالت‪ ،‬و إنما يخضع في توظيفه لودائع المدخرين و أمواله لضوابط تحكم سياسته االستثمارية‬
‫أين ينبغي عليه أن يعمل في إطارها‪.‬‬

‫مجاالت استثمار الودائع المصرفية‬ ‫الفصل ‪: III‬‬

‫‪155‬‬
‫ـ الفصــل ‪:‬‬
‫تمهيـــد‬

‫بعد الدراسة النظرية التي قمنا بها تبين لنا من خاللها الدور الكبير الذي تلعبه الودائع‬
‫داخل البنك باعتبارها مورد مالي مهم‪ ،‬و كذا ممول للتنمية االقتصادية‪ ،‬من خالل تمويلها لمختلف‬
‫المشاريع‪.‬‬
‫لذا سنحاول في هذا الفصل دراسة الحالة بشكل مفصل باختيار واحد من أهم البنوك التجارية في‬
‫الجزائر‪ ،‬و هذا من خالل التربص الذي قمنا به بوكالة ‪ CPA‬بالمدية‪ ،‬و ذلك بتطرقنا إلى‬
‫العموميات المتعلقة بالبنك‪ ،‬و كذا التطرق إلى أهم اإلحصائيات الخاصة بحجم الودائع المودعة لدى‬
‫الوكالة‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬ ‫الفصل ‪: IV‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬عموميات حول القرض الشعبي الجزائري ‪: CPA‬‬


‫يمكن تقديم القرض الشعبي الجزائري ‪ CPA‬من خالل التطرق إلى نشأته و بعض العموميات‬
‫المتعلقة به و مختلف النشاطات التي يقوم بها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نشأة و تعريف القرض الشعبي الجزائري ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬نشأة القرض الشعبي الجزائري ‪:‬‬
‫تم تأسيس القرض الشعبي الجزائري ‪ CPA‬بمرسوم رقم ‪ 66/366‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬ماي‬
‫‪ ،1966‬برأس مال قدره ‪ 15‬مليون دينار‪ ،‬و قد ورث البنك مجموع فعاليات البنوك الشعبية و‬
‫المتمثلة في ‪:‬‬
‫البنك الشعبي التجاري الصناعي للجزائر‬ ‫‪‬‬
‫البنك الشعبي التجاري و الصناعي لوهران‬ ‫‪‬‬
‫البنك الشعبي التجاري و الصناعي لعنابة‬ ‫‪‬‬
‫الصندوق المركزي الجزائري للقرض الشعبي‬ ‫‪‬‬
‫ثم اندمجت فيه بعد ذلك ثالث بنوك أجنبية أخرى هي ‪:‬‬
‫المؤسسة الفرنسية للقرض و البنك سنة ‪1972‬‬ ‫‪‬‬
‫البنك المختلط الجزائر – مصر سنة ‪1967‬‬ ‫‪‬‬
‫و في سنة ‪ 1985‬انبثق عن القرض الشعبي الجزائري بنك التنمية المحلية ‪ BDL‬حيث تم‬
‫التنازل لفائدته عن ‪ 40‬وكالة و تحويل ‪ 550‬موظف و إطار و كذلك ‪ 89000‬حساب تجاري‬
‫للزبائن‪.‬‬
‫و بعد إصدار القانون المتعلق باستقاللية المؤسسات في ‪ 1988‬أصبح القرض الشعبي الجزائري‬
‫مؤسسة عمومية اقتصادية ذات أسهم تملكها الدولة كليا و طبقا ألحكام هذا القانون فإن مهمة‬
‫القرض الشعبي الجزائري تكمن في المساهمة في ترقية قطاع البناء و األشغال العمومية‪ ،‬قطاع‬
‫الصحة‪ ،‬و صناعة األدوية‪ ،‬التجارة و التوزيع‪ ،‬و الفندقة‪ ،‬السياحة‪ ،‬وسائل اإلعالم‪ ،‬الصناعات‬
‫المتوسطة و الصغيرة و كذا الصناعة التقليدية‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬ ‫الفصل ‪: IV‬‬

‫و ابتداء من ‪ 1996‬و بمقتضى المرسوم القانوني الخاص بإدارة األموال التجارية للدولة وضعت‬
‫المصارف العمومية تحت سلطة وزارة المالية و بعدها و في البنك بكل الشروط المؤهلة‬
‫المنصوص عليها في أحكام قانون النقد و القرض ( قانون رقم ‪ 90/110‬الصادر في ‪ 14‬أفريل‬
‫‪ 1990‬تحصل القرض الشعبي الجزائري على موافقة مجلس النقد و القرض ‪،‬و أصبح ثاني بنك‬
‫معتمد في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف القرض الشعبي الجزائري ‪:‬‬


‫يعتبر القرض الشعبي الجزائري ‪ CPA‬بنك ودائع يهتم بإعطاء كل أشكال القروض‬
‫لمختلف القطاعات‪.‬‬
‫إن القرض الشعبي الجزائري يخضع لتشريع البنكي والتجاري ‪،‬ويعتبر بنكا عاما وشامال مع‬
‫العير ‪،‬ويتخذ مقرا له في ‪ 02‬نهج عميروش بالجزائر العاصمة ‪.‬‬
‫و له فروع ووكاالت أو مكاتب تبرر وتحقق نشاطاته االقتصادية يضم القرض الشعبي‬
‫الجزائري إلى الوكالة تشرف عليها ‪ 15‬مجموعة استغالل ‪،‬ويبلغ عدد الموظفين بالبنك ‪4515‬‬
‫فردا من بينهم ‪ 1259‬متحصلين على شهادات جامعية ومن مدارس ‪ ،‬وقد تطور راس ماله‬
‫ليصل إلى ‪ 21.6‬مليار دج سنة ‪.2000‬‬
‫ـ للقرض الشعبي الجزائري ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الهيكل التنظيمي‬
‫إن الشكل األول يظهر لنا الهيكل التنظيمي للقرض الشعبي الجزائري و المتمثل في ‪:‬‬
‫ـ العامة ‪ :‬إن رئاسة المديرية العامة هي العضو المركزي في المديرية‬
‫رئاسة المديرية‬ ‫‪.1‬‬
‫بحيث تقوم بعدة أدوار تتمثل في القيادة‪ ،‬التنسيق و المراقبة ‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإنا تعمل على‬
‫تطبيق استراتيجية المؤسسة و كذا مخططات العمل‪.‬‬
‫إن رئاسة المديرية تتضمن لجنة المساهمة رئاسة الفرقة‪ ،‬إلى جانب المفتشية‬

‫‪158‬‬
‫العامة‪ ،‬و كذا تحتوي على ‪ 05‬مديريات مساعدة تتمثل في ‪:‬‬
‫المديرية العامة المساعدة لإلدارة و الوسائل‬ ‫‪-‬‬
‫المديرية العامة المساعدة للتنمية‬ ‫‪-‬‬
‫المديرية العامة المساعدة لالستغالل‬ ‫‪-‬‬
‫المديرية العامة المساعدة لاللتزامات‬ ‫‪-‬‬
‫رئاسة الفرقة ‪ :‬و هي عبارة عن هيئة استشارية تعمل لدى رئيس المديرية العامة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المفتشية العامة ‪ :‬إن المفتشية العامة تقوم بالمراقبة الداخلية اتجاه هياكل البنك و بمراعاة‬ ‫‪.3‬‬
‫احترام اإلجراءات و األوامر‪ ،‬و تقوم بتقديم مختلف عمليات المراقبة الهرمية الوظيفية‬
‫المعمولة من طرف مختلف مراكز المسؤولية‪.‬‬
‫خليــة المجلس ‪ :‬تقوم خلية المجلس بتطوير طرق قياس درجة الفعالية و أمن الدوائر و‬ ‫‪.4‬‬
‫معالجة المعلومات و العمليات و القرارات‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 01‬الهيكل التنظيمي للقرض الشعبي الجزائري‬

‫المديرية العامة‬

‫المديرية العامة‬

‫المديرية العامة‬

‫المديرية العامة‬

‫المديرية العامة المساعدة لإلدارة الوسائل‬


‫المديرية العامة المساعدةالمديرية العامة المساعدة لاللتزامات‬ ‫المديرية العامة المساعدة للتنمية‬
‫لالستغالل‬

‫مديرية الهيكلة التنظيمية المديرية العامة المساعدة لألعمال‬


‫مديرية القروض‬ ‫مديرية العمال و المستخدمين‬
‫مديرية الشبكة‬

‫مديرية القرض للصناعات و الخدمات‬ ‫مديرية التمويل والعالقات الدولية‬


‫مديرية المالية‬ ‫مديرية التقدير و مراقبة التسيير‬ ‫مـديريةـ الـعمـاـل و‬
‫الـمـسـتخدمـينـ‬
‫مديرية معالجة عمليات التجارةمديرية التسويق و االتصاالت‬
‫مديرية المعالجة باإلعالم اآللي‬ ‫مـديريةـ الـعمـاـل و‬
‫مديرية الدراسات القانونية و متابعة االلتزام‬
‫الـمـسـتخدمـينـ‬
‫مديرية الصندوق العام‬
‫مديرية المشاريع النقدية‪159‬‬ ‫مديرية الوسائل المادية‬
‫مديرية المحاسبة‬

‫بالمــديـة ‪ CPA‬المصــدر وكالـــة‬


‫يظهر الشكل (‪: )1‬‬
‫المدير ‪ :‬و هو العضو المركزي‪ ،‬داخل المؤسسة حيث يقوم بالتنسيق بين المصالح‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أمانة المدير ‪ :‬و هي سكرتارية المدير حيث تقوم باستقبال كل أعمال المدير و التكفل بكل مواعيده‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المدير المساعد ‪ :‬و يقوم بمساعدة المدير أو أعماله و أخذ مكان في حالة غيابه‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مصلحة المراقبة ‪ :‬تقوم هذه المصلحة بمراقبة كل عمليات و نشاطات الوكالة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مصلحة اإلدارة ‪ :‬تقوم بتحضير ودراسة المخططات المتبعة من طرف الوكالة‬ ‫‪.5‬‬
‫الخلية التجارية ‪ :‬تقوم بتدعيم النشاط التجاري وأحيائه‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مصلحة عمليات الصندوق بالدينار وبالعملة الصعبة ‪ :‬وهي المصلحة األكثر نشاطا في الوكالة حيث‬ ‫‪.7‬‬
‫تقوم باستقبال الودائع بمختلف أنواءها من األفراد أو الهيئات كما تقوم بدفع مبالغ الشيكات ولها‬
‫قسمان‪:‬‬
‫‪ .‬قسم العالقات الخاصة بالزبائن ‪-‬‬
‫‪ .‬قسم خاص بالعالقات الداخلية ‪-‬‬
‫‪ .8‬مصلحة عمليات التجارية الخارجية ‪ :‬وهي قسم مكلف بالعمليات الخارجية والعقود وتتكون من‬
‫قسمين ‪:‬‬
‫‪ -‬قسم التوظيف ‪ .‬التحليل وإعادة النظر ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪ .9‬مصلحة القرض ‪ :‬ينحصر نشاطا هذه المصلحة في مجال منح القروض أو االعتمادات وذلك حسب‬
‫المعايير األساسية التالية ‪.‬‬
‫‪ -‬أخذ القرار في اقرب األجال لطلبات القروض المتعددة من طرف الزبائن ‪.‬‬
‫ـ بأخذ الضمانات الالزمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين األموال المقترضة‬
‫‪ -‬تطبق قرارات االعتمادات المتخذة من طرف اللجان‬
‫‪ -‬مراقبة التطبيقات القانونية الخاصة بالقروض ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫اذ تحتوى مصلحة القروض على خلية الدراسات والتحليل مكونة من مكلفين بالدراسات موضفون‬
‫حسب مختلف تقسيمات الزبائن سواء كانت مؤسسة كبيرة متوسطة أو صغيرة مهن حرة أو خواص ‪.‬‬

‫دراسة حالة تطبيقية لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬ ‫لفصل ‪: IV‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )2‬الهيكل التنظيمي لوكالة القرض الشعبي الجزائري‬

‫المديـــر‬

‫أمانة المدير المساعد‬


‫أمانـة المدير العامة‬

‫مصلحة المراقبــة‬

‫مصلحة اإلدارة‬
‫الخلية التجارية‬

‫مصلحة عمليات الصندوق بالدينار الجزائري و العملة الصعبة‬


‫مصلحة عمليات الصندوق التجارة الخارجية‬ ‫مصلحة القروض‬

‫حلية الدراسات و التحليل‬


‫قسم العالقات الخاصة بالزبائن‬ ‫قسم التوظيف التحليل و إعادة النظر‬

‫قسم خاص بالعالقات الداخلية‬ ‫فرع التجارة الخارجية‬

‫‪161‬‬
‫ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬
‫دراسة حالة تطبيقية‬ ‫لفصل ‪: IV‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬نشاطات القرض الشعبي الجزائري ‪:‬‬

‫يلعب القرض الشعبي الجزائري دورا هاما في النشاط اإلقتصادي وهو يعمل على‪:‬‬
‫ـ والمتوسطة مثل قطاع السياحة والصيد البحري ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم لبقروض للمؤسسات الصغيرة‬
‫‪-‬القيام بعملية البناء والتشيد من خالل قروض متوسطة وطويلة األجل ‪.‬‬
‫‪-‬تقديم القروض لألفراد ‪.‬‬
‫‪ -‬جمع الودائع من الجمهور ‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل العمالت‬
‫‪ -‬تسهيل المعامالت بين المستورد والمورد في عمليات التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم قروض وسلفات لقاء سندات عامة إلى األدارات المحلية وتمويل مشتريات الدولة والوالية‬
‫والبلدية والشركات الوطنية ‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬
‫دراسة حالة تطبيقية‬ ‫لفصل ‪: IV‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬إحصائيات حول حجم الودائع المتداولة في ‪CPA‬‬


‫هنا في هذا المبحث سنتناول أهم الودائع المتعامل بها في ‪ CPA‬المتضمنة ثالث أنواع ‪ :‬ودائع‬
‫تحت الطلب‪ ،‬ودائع التوفير‪ ،‬ودائع ألجل‪ ،‬إضافة إلى مدى اعتماده عليها في تمويل مختلف المشاريع‬
‫االستثمارية من خالل توفيقه بين الودائع المصرفية‪ ،‬و القروض الممنوحة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬حجم الودائع المتعامل بها ‪:‬‬
‫سنتطرق فيما يلي إلى ‪:‬‬
‫‪ -I‬أنواع الودائع المصرفية المتعامل بها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ودائع تحت الطلب ‪ :‬هي الحساب الذي يفتحه العميل أو يفتح لصالحه‪ ،‬و يتم السحب منه بموجب‬
‫شيكات أو إيصاالت أ أوامر دفع‪ ،‬أو تحويالت يصدرها صاحب الحساب‪.‬‬
‫و يطلق على هذه الودائع " الحساب الجاري " نظرا لوجود جانبين ‪ :‬جانب المدين‪ ،‬جانب الدائن‪ ،‬يدون‬
‫فيهما العمليات حسب طبيعتها مدينة أو دائنة‪ ،‬كما أن تتابع العمليات يجعل هذا في حركة مستمرة‪ ،‬و‬
‫لهذا وصف بالجاري ‪.‬‬
‫و القرض الشعبي الجزائري يعتمد بشكل كبير على هذه الودائع نظرا لكثرة التعامل بها مع األفراد‪ ،‬و‬
‫لسهولة استخدامها‪ ،‬و ألن البنك لديه سيولة كافية و ال يحتاج إلى سيولة إضافية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ودائع ألجل ‪ :‬هي تلك المبالغ التي يضعها العميل في البنك لفترة زمنية معينة لقاء فائدة يدفعها‬
‫البنك له‪ ،‬و يختلف المعدل باختالف المدة الزمنية و المبالغ المودعة‪.‬‬
‫و تلقى هذه الودائع أهمية معتبرة لدى ‪ CPA‬نظرا لرغبة األفراد في الحصول على الفوائد خاصة‬
‫التجار‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬إحصائيات حول حجم الودائع المتداولة في ‪CPA‬‬

‫ج – دفتر حسابات التوفير‪ :‬هي إحدى وسائل تجميع المدخرات التي تحضى انتشارا واسعا لدى ‪CPA‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ ،‬اذ يقوم البنك بقبول ودائع توفير نظيرة فائدة‪ ،‬أو بدونها حسب رغبة المودع‪ ،‬و يحدد ‪ CPA‬حد أدنى‬
‫لفتح حسابات التوفير بـ ‪ 1000‬دج و هذا حتى ال يعيق نشاط البنك‪.‬‬

‫ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬


‫دراسة حالة تطبيقية‬ ‫لفصل ‪: IV‬‬

‫و للتوضيح أكثر و من خالل الجدول رقم ‪ 07‬نوضح نسب أنواع الودائع بالنسبة إلى حجمها ككل و هذا‬
‫من خالل معطيات من ميزانية الوكالة لسنة ‪ 2004‬و هذه اإلحصائيات تقريبية‪.‬‬
‫الجدول ‪ : 07‬يوضح حجم نسب الودائع بالنسبة لحجمها ككل‬

‫ودائع التوفير‬ ‫ودائع األجل‬ ‫ودائع تحت الطلب‬ ‫أنواع الودائع‬


‫‪25 %‬‬ ‫‪20 %‬‬ ‫‪55%‬‬ ‫نسب أنواع الودائع‬
‫بالنسبة إلى حجم‬
‫الودائع ككل‬

‫من خالل الجدول أعاله أن الودائع تحت الطلب لها حجم كبير مقارنة بودائع ألجل‪ ،‬وودائع‬
‫التوفير‪ ،‬و هذا يرجع كما ذكرنا سابقا إلى كثرة التعامل بها من طرف العمالء‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مدى اعتماد وكالة ‪ CPA‬علة الودائع كممولة لميزانيتها ‪:‬‬
‫لمناقشة هذه الفكرة نستند في دراستنا على ميزانية الوكالة لسنة ‪.2004‬‬
‫من خالل الميزانية نرى بأن حسابات الديون على الزبائن تحتل مركز هام في خصوم ميزانية الوكالة و‬
‫التي تتمثل في أنواع الودائع‪ ،‬و التي تصل نسبتها إلى حوالي ‪ % 77‬من إجمالي مجموع الميزانية‪ ،‬و‬
‫هذا إن دل يدل على اعتماد الوكالة بشكل كبير على الودائع كمورد لميزانيتها‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬
‫دراسة حالة تطبيقية‬ ‫لفصل ‪: IV‬‬

‫ـ وكالة ‪ CPA‬بالمدية‬
‫جــدول ‪ : 08‬ميزانية‬
‫األصــــــــــــول‬
‫صندوق البنك المركزي ‪ ،‬حساب جاري البريدي ‪CCP......82 786 120 4399.56‬‬ ‫‪-‬‬
‫و القيم المتشابهة‪534.24 389 637 6.................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫دون على المؤسسات المالية‪461 946 34.................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪428.48‬‬
‫ديون على الزبائن‪12. 109 645 055 118......................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫ديون تجارية ‪.248 .925 .777 .1..............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪41‬‬
‫تسبيقات أخرى على الزبائن ‪.255 .509 .267 .107............................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.44‬‬
‫حسابات عادية للمدينين ‪.605 .210 .012 .9....................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪27‬‬
‫التزامات وسندات أخرى ذات عائد ثابت ‪.075 .586 .119 .122................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.44‬‬
‫أسهم وسندات ذات دخل متغير ‪.340 .629 .155................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.00‬‬
‫الساهمة وأنشطة األوراق التجارية ‪.333 .662 .325 .3.........................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.31‬‬
‫منقوالت غير مادية ‪.514 .703 .75............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.78‬‬

‫‪165‬‬
‫منقوالت مادية ‪.194 .029 .438 .5............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.09‬‬
‫أصول أخرى ‪. 461 289 278 15...............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪06‬‬
‫حسابات قانونية ‪.81 .333 .340 .5..............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫نتيجة السنة المالية‬ ‫‪-‬‬

‫مجوع األصول ‪.89 .763 .856 .856 .388................................‬‬

‫المصدر وكالة ‪ CPA‬بالمدية‬

‫ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬


‫دراسة حالة تطبيقية‬ ‫لفصل ‪: IV‬‬

‫الخصــــــــــــــــوم‬
‫البنك المركزي ‪ ،‬حساب جاري البريدي ‪CCP....................1 856 909.87‬‬ ‫‪-‬‬
‫دون اتجاه المؤسسات المالية‪415 33..................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪611569.77‬‬
‫ودائع تحت الطلب‪628.75 651 330 10........................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫ودائع ألجل ‪941.02 959 084 23................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات التوفير‪122 965 65.............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.925.14‬‬
‫ديون أخرى‪713 548 191................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪879.46‬‬
‫ودائع تحت الطلب‪745 835 140..........................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪162.83‬‬
‫ودائع ألجل ‪968 712 50................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.716.63‬‬
‫ديون ممثلة بسندات ‪163 979 36........................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.763.04‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ -‬الساهمة وأنشطة األوراق التجارية ‪.333 .662 .325 .3.........................‬‬
‫‪.31‬‬
‫‪ -‬خصوم أخرى ‪907 772 29..............................................‬‬
‫‪.418.69‬‬
‫‪ -‬حسابات التسوية‪834 950.................................................‬‬
‫‪.518.16‬‬
‫‪ -‬مؤونة المخاطرة و التكاليف‪654 301 1....................................‬‬
‫‪361.40‬‬
‫‪ -‬مؤونات قانونية ‪...............................................‬‬
‫‪ -‬أموال المخاطرة البنكية العامة‪000 629 1.................................‬‬
‫‪000.00‬‬
‫‪ -‬ديون مشكوك فيها‪............................................‬‬
‫‪ -‬رأس المال‪000 600 21...................................................‬‬
‫‪000.00‬‬
‫‪ -‬عالوة مرتبطة برأس المال‪...................................‬‬
‫‪ -‬احتياطات‪557 305 4......................................................‬‬
‫‪420.34‬‬
‫‪ -‬فرق إعادة التقدير‪. 055 183 66.................................................‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬نتيجة السنة المالية‪250 1297...............................................‬‬
‫‪942.13‬‬
‫‪856 823 388‬‬ ‫مجموع الخصوم‬
‫‪763.89‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬سياسة الوكالة في التوفيق بين الودائع و القروض الممنوحة‬

‫‪167‬‬
‫بالرغم من تطور و تعدد أنشطة الوكالة إال أن عملية اإلقراض المباشر تبقى على العموم‬
‫الوظيفة األساسية و الهامة لهذه الدولة كونها تقدم أكبر مرد ودية‪ ،‬و بالمقابل فإن هذا النشاط االقراضي‬
‫لوكالة ‪ CPA‬يتحدد أساسا مما لديها من ودائع ‪ ،‬و مدى ثبات هذه الودائع ‪.‬و هنا يكمن الدور األساسي‬
‫للوكالة في القيام بتعبئة هذه الودائع وتكييفها مع متطلبات اإلقراض من حيت المبالغ واآلجال‪.‬‬
‫وكما بينا سابقا مدى اعتماد الوكالة عل الودائع في تمويل أنشطتها سنحاول إعطاء دراسة إحصائية حول‬
‫القروض الممنوحة من طرف وكالة ‪. CPA‬‬
‫ـ من طرف الوكالة ‪:‬‬
‫جدول ‪ : 09‬القروض الممنوحة‬
‫التطور النسبي ما‬ ‫التطور النسبي‬ ‫النسبة‬
‫بين‬ ‫ما بين‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫طبيعة الزبائن‬
‫‪2003-2004‬‬ ‫‪2003-‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪51 %‬‬ ‫‪% 75‬‬ ‫‪57000‬‬ ‫‪7000 11‬‬ ‫‪67000‬‬ ‫مؤسسات خاصة‬
‫‪% 10‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪1073600 1187000 000 70 9‬‬ ‫مؤسسات عمومية‬
‫‪% 20‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫‪8000 10‬‬ ‫‪9000‬‬ ‫‪000 72‬‬ ‫تشغيل الشباب‬
‫‪% 328‬‬ ‫‪% 21‬‬ ‫‪500 22‬‬ ‫‪6200‬‬ ‫‪00 72‬‬ ‫األفراد‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪% 77‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪650‬‬ ‫قروض أخرى‬
‫‪% 10 -‬‬ ‫‪% 26 1262500 1399950 1109650‬‬ ‫المجمــوع‬

‫المصدر ‪ :‬وكالة ‪ CPA‬بالمدية‬


‫ـ‬

‫ـ لبنك القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬


‫دراسة حالة تطبيقية‬ ‫لفصل ‪: IV‬‬

‫‪168‬‬
‫من خالل الجدول يتضح لنا أن القروض الموجهة لتمويل القطاع العام لسنة ‪ 2005‬انخفضت‬
‫بقيمة ‪ 13400000‬مقارنة بسنة ‪ 2003‬و هذا بنسبة تقدر ب ‪.% 10‬‬
‫أما بالنسبة للقروض الموجهة للقطاع الخاص فهي األخرى انخفضت بنسبة ‪ % 50‬أي ما يعادل‬
‫‪ 6000.000‬بالرغم من أن هذين القطاعين سجال ارتفاعا ملحوظا خالل سنتي ‪ 2004-2003‬على‬
‫التوالي بنسبة ‪.% 75 - % 22‬‬
‫بالنسبة للقروض الممنوحة لقطاع تشغيل الشباب فقد سجلت ارتفاعا في كلتا المرحلتين حيث سجلت‬
‫ارتفاعا بقيمة ‪ 0000 1800‬دج من ‪ 2004 – 2003‬و التي تعادل نسبة ‪ %25‬أما نسبة االرتفاع في‬
‫المرحلة الثانية فقدر بـ ‪. % 20‬‬
‫القروض الموجهة لألشخاص عرفت خالل الفترة ما بين ‪ 2004-200‬انخفاض محسوس قدر بـ‬
‫‪ 1950000‬دج نسبة تعادل ‪ % 27‬و لكن خالل ‪ 2005-2004‬شهد هذا النوع من القروض ارتفاعا‬
‫ملحوظا قدر بـ ‪ 17250000‬دج ما يعادل ‪ ، % 328‬و بصفة عامة يمكننا القول أن خالل ‪-2003‬‬
‫‪ 2004‬كانت وكالة ‪ CPA‬تهتم بإقراض القطاع الخاص بشكل كبير حيث احتل أكبر نسبة زيادة مقدرة‬
‫ب ‪ % 75‬مقارنة بالقطاعات األخرى‪ ،‬أما خالل الفترة ما بين ‪ 2005-200‬فانه قد لوحظ ارتفاعا هائال‬
‫في نسبة زيادة قدرت بـ ‪ % 75‬مقارنة بالقطاعات األخرى‪ ،‬و ذلك نتيجة للسياسة التي انتهجتها الدولة‬
‫في تقديم التسهيالت بالنسبة لألفراد من أجل تحقيق مشاريع اقتصادية جديدة‪.‬‬
‫خاتمـــة الفصــل‪:‬‬

‫بعد الدراسة التطبيقية التي قمنا بها و تحليلنا للمعطيات المقدمة لنا‬
‫يمكننا استخالص ما يلي ‪:‬‬
‫‪ CPA -‬يعتمد في تعامالته بشكل كبير على الودائع تحت الطلب‪ ،‬ألنه يرى أنه في غنى عن‬
‫السيولة‪.‬‬
‫‪ CPA -‬على غرار البنوك التجارية الجزائرية األخرى يشهد تطورا ملحوظا في نسبة‬
‫ـ المشاريع االقتصادية‪.‬‬
‫ـ في تمويل‬
‫مساهمته‬
‫‪ -‬ركز ‪ CPA‬اهتمامه في اآلونة األخيرة على تمويل‬
‫ـ قطاع تشغيل الشباب و األفراد بعدما كان‬
‫يهتم بالقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫الخاتمـــة العامـــة‬

‫الخاتمـــة عامـــة‬

‫الخاتمــة العامــة ‪:‬‬


‫كما عرفنا أن المصارف التجارية تعرف بأنها مصارف الودائع تستمد نشاطها الرئيسي من تعاملها مع‬
‫جمهور المودعين نتيجة ما يتوفر فيها من ثقة‪ ،‬كما تعتبر الودائع أي مدخرات القطاعات المختلفة‬
‫( قطاع عائلي ‪ ،‬قطاع األعمال العام و الخاص‪ ،‬و القطاع الحكومي) مصدر التمويل الرئيسي للمصارف‬
‫التجارية‪ ،‬وتتحدد قدرة المصارف على اإلقراض بنسبة معينة من قيمة الودائع لديها‪ ،‬كما أن سعر الفائدة‬
‫الدائنة‪ ،‬و سعر الفائدة المدينة يكون هو العنصر الرئيسي في إجمالي إيرادات المصرف‪ ،‬و إجمالي قيمة‬
‫الودائع يعطي للمصرف الفرصة باإلضافة إلى توظيفاته و استثماراته لتعدد خدماته المصرفية التي‬
‫تحقق له أرباحه‪ ،‬و التي يكون منها مخصصاته‪ ،‬و احتياطاته‪ ،‬و من هذا و من خالل دراستنا لموضوع‬
‫الودائع المصرفية و أهميتها التمويلية خرجنا بمجموعة من النتائج يمكن إيجازها فيما يلي ‪:‬‬
‫المصارف هي األقدر على القيام بدون وسيط بين المدخرين و المستثمرين‪ ،‬و تمثل الودائع المحور‬ ‫‪‬‬
‫األساسي لعمل هذه المصارف‪ ،‬و هي تحدد قدرتها على منح اإلئتمان و على القيام بالخدمات‬
‫المصرفية و بالتالي هي األساس في تكوين الربحية‪.‬‬
‫الودائع المصرفية تبوب على أساس عدة معايير و أكثر هذه المعايير عمال به نجد الودائع المصرفية‬ ‫‪‬‬
‫بحسب المدة الزمنية‪ ،‬و الذي يقسمها إلى ودائع تحت الطلب‪ ،‬ودائع ألجل (ودائع ثابتة) وودائع‬
‫صناديق التوفير‪ ،‬و هذا التقسيم يفيد المصرف في رسم‬

‫‪-‬أ‪-‬‬

‫الخاتمـــة العامـــة‬

‫‪170‬‬
‫سياسات توجيه الودائع إلى مجاالت التوظيف و االستثمار المختلفة‪ ،‬و كذلك في وضع‬
‫المؤشرات المالئمة لسيولة المصرف لتحديد األرصدة السائلة التي يتعين االحتفاظ بها لمقابلة طلبات‬
‫العمالء تبعا لظروف نشاطهم و طبيعة معامالتهم‪.‬‬
‫تتسابق البنوك في وضع أحسن االستراتيجيات التنافسية لجذب عدد أكبر من المودعين‪ ،‬كما أنها‬ ‫‪‬‬
‫تسعى إلى تنمية هذه الودائع بمجموعة من الخدمات التي تميز البنك عن غيره من البنوك و تتواءم‬
‫مع متطلبات النمو في النشاط االقتصادي‪ ،‬و ‪ ....‬العمليات المصرفية في تسهيل مهمة العمالء في‬
‫التعامل مع البنك و تنمية معداة البنك و تجهيزاته المادية من حيث تشكيل البنك و فروعه في تكوين‬
‫موظفيه ماديا و معنويا‪.‬‬
‫القروض و ي االستخدام الرئيسي للودائع المصرفية و في نفس الوقت المصدر األول لربحيتها لذلك‬ ‫‪‬‬
‫فإن المصارف تقدم على وضع سياسات إقراض محكمة لتفادي المخاطر الناجمة عن منح القروض‬
‫كمخاطر عدم التسديد‪.‬‬
‫الطالقة االقراضية و االستثمارية للبنك مرتبطة بحجم الموارد المالية القادر على تعبئتها باإلضافة‬ ‫‪‬‬
‫إلى حقوق الملكية‪ ،‬و الضوابط التي تضعها السلطات النقدية التي تشرف و تراقب نشاط البنك‪.‬‬
‫ظهور فكرة التأمين على الودائع في كثير من الدول التي يعمل نظامها المصرفي في ظل آليات‬ ‫‪‬‬
‫السوق و الحرية االقتصادية و الملكية الخاصة‪ ،‬و ذلك حماية ألموال المودعين‪.‬‬
‫للبنوك دور هام في القضاء على االكتناز بوضعها أوعية إدخارية لجذب مدخرات أصحاب الفائض‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫و هذا يساعد على تفادي تعطيل حركة النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫و بعد توصلنا لهذه النتائج نوصي في األخير ببعض التوصيات لتطوير عملية تعبئة المدخرات‪.‬‬
‫‪-‬ب–‬

‫الخاتمـــة العامـــة‬

‫‪171‬‬
‫لزيادة جذب الودائع و تنميتها البد على المصرف أن يضع استراتيجي محكمة ترفع مركزه ما بين‬ ‫‪‬‬
‫المصارف‪ ،‬كما يوجب ذلك استحداث آليات جديدة لتعبئة المدخرات‪.‬‬
‫على المصارف توجيه ودائعها إلى تمويل مشاريع مختلفة و مثمرة‪ ،‬و هذا ضمانا لرد الودائع إلى‬ ‫‪‬‬
‫أصحابها ‪.‬‬
‫ـ وضع سياسة محكمة في توفيقه بين أموال المودعين و القروض الممنوحة‪،‬‬
‫يوجب على المصرف‬ ‫‪‬‬
‫هذا حتى تزيد ثقة األفراد بالمصرف‪.‬‬
‫حتى توسع المصارف نشاطاتها ال بد عليها االنسجام قدرا االمكان مع المحيط ككل و ذلك من خالل‬ ‫‪‬‬
‫مواكبة التطورات التكنولوجية الحاصلة‪.‬‬
‫‪ :‬و في األخير فإننا نطرح بعض المواضيع‬
‫ـ المهمة من طرف الطلبة القادمين‬
‫ظاهرة غسيل األموال و تأثيرها على عمل البنوك‬ ‫‪‬‬
‫مخاطر و تحديات عملية التمويل‬ ‫‪‬‬
‫تأثير العولمة المالية على اقتصاديات الدول النامية‬ ‫‪‬‬

‫‪172‬‬
‫قائمــة المراجــــع‬

‫كتــب باللغــة العربيــة ‪:‬‬

‫أحمد فريد مصطفى‪ ،‬محمد عبد المنعم عفر‪ ،‬االقتصاد النقدي و المصرفي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اسماعيل محمد هاشم‪ ،‬مذكرات في النقود و البنوك ‪ ،‬دار النهظة العربية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1996‬‬ ‫‪‬‬

‫أحمد صالح الحناوي ‪ ،‬المؤسسات المالية للبورصة و البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية ‪.1998‬‬ ‫‪‬‬
‫بوعالم بوشاشي األمين العام في االقتصاد‪ ،‬الجزائر الدار المحمدية العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خالد أمين عبد اهلل ‪ ،‬العمليات المصرفية ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪ ،‬دار وائل للنشر ‪.1997‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد الغفار حنفي ‪ ،‬البورصات و المؤسسات المالية ‪ ،‬مصر الدار الجامعية ‪.2002‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد المعطي رشيد ‪ ،‬إدارة اإلئتمان‪ ،‬دار وائل للنشر ‪.1999‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد الحميد عبد المطلب ‪ ،‬البنوك الشاملة ‪ ،‬الدار الجامعية مصر ‪.2000‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد المنعم أحمد التهامي‪ ،‬النظرية الحديثة إلدارة المصارف ‪.1996 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد نبيل ابراهيم ‪ ،‬محمد علي حافظ ‪ ،‬النواحي العملية لسياسات البنوك التجارية ‪ ،‬مصر ‪.2000‬‬ ‫‪‬‬

‫منهل مطر ذيب ‪ ،‬شوتر‪ ،‬رضوان وليد العمار‪ ،‬النقود و البنوك ‪ ،‬دار آالء للطباعة و النشر ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.1996‬‬
‫منير ابراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬االسكندرية ‪.1997 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫منير صالح الهندي ‪ ،‬األسواق و المؤسسات المالية‪ ،‬مكتبة االشعاع ‪.1997 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫رشيد صالح عبد الفتاح‪ ،‬البنوك الشاملة و تطوير الجهاز المصرفي المصري‪ ،‬مصر ‪.2000‬‬ ‫‪‬‬
‫رشاد العصار‪ ،‬النقود و البنوك ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع ‪.2000‬‬ ‫‪‬‬

‫زياد سليم رمضان‪ ،‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬إدارة البنوك ‪ ،‬دار المسيرة للنشر ‪.2000‬‬ ‫‪‬‬
‫فاطمة مروة ‪ ،‬إجازة في إدارة األعمال الفنون التجارية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار النهظة العربية للطباعة و‬ ‫‪‬‬
‫النشر ‪.1994 ،‬‬

‫‪173‬‬
‫ناظم نوري الشمري ‪ ،‬النقود و المصارف‪ ،‬العراق ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬دار الكتاب و النشر و‬ ‫‪‬‬
‫التوزيع ‪.1995‬‬
‫صبحي تادريس قريصة‪ ،‬النقود و البنوك و العالقات االقتصادية الدولية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار النهظة‬ ‫‪‬‬
‫العربية للطباعة و النشر‪.1983 ،‬‬
‫فائق شقير ‪ ،‬عاطف األخرس‪ ،‬محاسبة البنوك‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن ‪ ،‬دار المسير للنشر ‪.2000‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد صالح الحناوي ‪ ،‬المؤسسات المالية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬الدار الجامعية ‪.2000 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫فالح حسن الحسني ‪ ،‬إدارة البنوك‪ ( ،‬مدخل كمي و استراتيجي معاصر) ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار وائل للنشر‬ ‫‪‬‬
‫و الطباعة ‪.2001‬‬
‫شاكر القزويني‪ ،‬محاظرات في اقتصاد البنوك ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪.1999‬‬ ‫‪‬‬
‫طاهر لطرش ‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪.2001‬‬ ‫‪‬‬

‫صالح الدين حسن الساسي ‪ -‬إدارة أموال و خدمات المصارف ‪ ،‬دار الوسام‪.1998 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫كتــب باللغــة األجنبيــة‬

‫– ‪ A. BENHLIMA : Pratique des techniques bancaires éditions DAHLEB‬‬


‫‪Alger – 1997.‬‬

‫‪174‬‬
175
‫إلى الذين قرن اهلل طاعته بطاعتهما إلى الذين زرعا في‬
‫قلبي بذور اإليمان و أيقض في قلبي المحبة و علماني حب الغير و ألبساني‬
‫رداء الصبر على ما أحب و على ما أكره ‪ ،‬إلى من شجعاني دائما على خير‬
‫تقدم و أنبل عطاء ‪ ،‬إلى الذين ال تكفي كل عبارات الشكر لرد جميلها ‪ ،‬إلى‬
‫الذين أرجوا رضاهما بعد رضا ربي‪ ،‬إلى أروع هبة منحني اهلل إياها أمي‬
‫الغالية و أعظم أب في الدنيا أبي العزيز ‪.‬‬
‫إلى رياحين قلبي إخوتي ‪ :‬نور الدين ‪ ،‬عادل‪ ،‬هارون‪ ،‬و مالك العائلة مليكة‬
‫إلى كل األهل خاصة جدي و جدتي ‪ ،‬و العم المغفور له مراد‪.‬‬
‫إلى كل من علمني حرفا منذ ولوجي المدرسي إلى غاية خروجي من‬
‫الجامعة ‪.‬‬
‫إلى رفيقة درب دراستي منال لقموشي ‪ ،‬إلى الوفية رزيقة بوزرقولة‪.‬‬
‫إلى من قضيت معهم أحلى أيامي و عرفت معهم معنى األخوة ‪ ،‬و التعاون ‪،‬‬
‫ـ سعاد ‪ ،‬أسماء ‪ ،‬فائزة ‪ ،‬جميلة ‪ ،‬يمينة‪،‬‬
‫صديقاتي حفيظة‪ ،‬غنية‪ ،‬نصيرة‪،‬‬
‫فايزة‪ ،‬خوخة‪ ،‬لويزة ‪ ،‬هجيرة‪ ،‬سهام‪ ،‬فتيحة‪،‬‬
‫نسيمة‪ ،‬حورية ‪ ،‬ليلى ‪ ،‬حفيظة إلى صديقة‬
‫الطفولة نبيلة ‪ ،‬إلى كل من يعرف خديجة و‬
‫يتمنى لها الخير‪ ،‬لكم نجوم مضيئة تضيء‬
‫دربي ‪ ،‬و بهذا أهدي لكم ثمرة‬
‫علمي هذا " خديجــة "‬

‫شكر وتقدير‬
‫يوميــــــــــ ـمحاسب ـــــات‬

‫‪176‬‬

You might also like