Professional Documents
Culture Documents
إجراءات التقاضي في شؤون الأسرة الزواج وآثاره نموذجا Fin
إجراءات التقاضي في شؤون الأسرة الزواج وآثاره نموذجا Fin
ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
2020/M071F/M19821091/
يلن ف ج م نش ف ك عل ع
سورة يوسف اآلية * * 76 التنزيل ﱠ " رع در ات ن اء و وق ل دي م م "
على فيض عطائه وعلى جزيل نعمه ،نحمده حمد املعترف بمننه و آالئه ،الذي وفقنا
َّ
إلنجازهذا العمل املتواضع وإتمامه ،فله الحمد حتى يرض ى ،وله الحمد عند الرض ى،
وله الحمد بعد الرض ى.
منا بالجميل أتقدم بجزيل الشكرألولئك املخلصينّ ، ً َّ ً ً
فكل تعابير وتقديرا واعترافا وفاء
َّ
املدح والثناء ال تفي حق مكانتكم ،فأنتم تستحقون منا أكبر تقدير واحترام.
إلى ّ
كل أصحاب الفضل علينا ،إلى أساتذتنا الكرام بجامعة زيان عاشور بالجلفة،
ً
مصباحا استضأنا بنور وأخص بالذكر أستاذنا الفاضل هاللي مسعود الذي كان
إرشاداته ونصائحه السديدة.
وأخيرا ،نتقدم بجزيل شكرنا إلى ّ
كل من مدوا لنا يد العون واملساعدة
في إخراج هذه الدراسة على أكمل وجه .
اإله ـ ـ ــداء
إلى من قـال فيهما سبحانه وتعالى
((وبالوالدين إحشابا))_ إلإسرإء إلإية()23
إلى روح أبي الغالي رحمه هللا
وأمي العزيزة أطال هللا في عمرها وأمدها
بالصحة والعافية
إلى من أعانني على الدراسة
زوجتي وأبنائي
إلى كل األحبة أهدي هذا العمل المتواضع
مقدّمـــة
مقدمة
تمهيد:
الحمد هلل وحده والصالة والسالم على سيدنا محمد عليه أفضل الصالة وأزكى التسليم
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
لقد أولى المشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد أهمية
قصوى لقسم شؤون األسرة ،وأفرده بقسم خاص به.
إن مسار الدعوى الذي يحدد المراكز القانونية المدعى بها ،يتبع القواعد اإلجرائية
باعتبارها السبيل الوحيد المنظم لكيفية ممارسة العمل القضائي ،وتحدد الطرق الخاصة برفع
الدعوى من طرف المتخاصمين مدعين أو مدعى عليهم حسب مراكزهم في الدعوى ،كما تبين
قواعد اإلجراءات الجهة القضائية المختصة سواء بالنسبة الختصاصها نوعيا أو إقليما.
وألن اللجوء إلى التقاضي في مسائل شؤون األسرة يخضع لنفس الطرق المحددة بقانون
اإل جراءت المدنية واإلدارية في قسمه الخاص إال أن اإلجراءت الشكلية المنصوص عليه في
هذا القانون تخص جميع الدعاوي لذلك تطرقنا إلى شروط قبول الدعوى وهذه الشروط تتحد
فيها جميع الدعاوي وأمام جميع األقسام كما أن عريضة افتتاح الدعوى تأخذ شكال معينا
وبيانات إلزامية تشترك فيها جميع الدعاوي.
واألهمية التي تقتضيها العالقة الزوجية فقد أخذت اإلجراءات الخاصة بإثبات الزواج
واآلثار المترتبة عنه الجانب الموضوعي المنصوص عليه في قانون األسرة ،والجانب اإلجرائي
المنصوص عليه في قانون إلجراءات المدنية واإلدارية ،وكذا أحكام قانون الحالة المدنية ،والتي
تعتبر قواعده من النظام العام.
ومن خالل بحثنا فقد اقتصرنا فيه على إجراءات الدعاوي المتعلقة بالزواج واآلثار
الناتجة عنه أثناء قيام العالقة الزوجية ،المعنون كاآلتي:
إجراءات التقاضي في شؤون األسرة في التشريع الجزائري "الزواج وآثاره نموذجا"
أوال_ اإلشكالية :لدراسة الموضوع اخترت اإلشكالية اآلتية:
✓ كيف نظم المشرع الجزائري مسائل الزواج وآثاره من خالل أحكام قانون األسرة وقانون
اإلجراءت المدنية واإلدارية في قسمه المتعلق بشؤون األسرة ؟
وما موقف قضاء شؤون األسرة فيما تعلق بتلك المسائل من خالل قرارات المحكمة العليا؟
ب
مقدمة
ج
مقدمة
_2التطرق إلى دراسة اختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره سواء ما تعلق
باالختصاص النوعي أو اإلقليمي بشيء من التفصيل.
_3معالجة اإلجراءات المتعلقة بإثبات الزواج الرسمي والعرفي على ضوء ق اررات المحكمة
العليا.
_ 4دراسة اآلثار المترتبة عن الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا.
د
مقدمة
_03بن الطيرش مخلوف وش ريف عبد المالك ،دور قاضي األحوال الشخصية في المنازعات
المتعلقة بشؤون األسرة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،جامعة عمار ثليجي_ األغواط ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،سنة .2018/2017
وهذه الدراسة تعرضت إلى سلطة قاضي شؤون األسرة ،في فض النزاعات ومجال تدخله
والصالحيات المخولة له ،من الناحية الموضوعية ،ولم تعالج االختصاص واجراءات رفع
الدعوى.
أن ما يمكن مالحظته من خالل الدراسات السابقة أنها لم تتطرق جميعها إلى الجانب
التطبيقي والقضائي من خالل قضاء المحكمة العليا وما توصلت إليه بهذا الشأن ،وهو ما
يميز بحثنا عن هذه الدراسات ويجعله متفردا عنها من خالل الجانب التطبيقي والقضائي.
سابعا_ خطة البحث:
من أجل دراسة هذا البحث اعتمدت الخطة اآلتية:
المقدمة :وضمنتها العناصر اآلتية :اإلشكالية ،أهمية الموضوع محل الدراسة وأسباب إختياره،
ثم تناولت أهداف البحث ،والمنهج المتبع لدراسته ،مع بيان الدراسات السابقة ،والتي تعرضت
إلى بعض الجزئيات والعناصر من الموضوع محل الدراسة ،وعرض الخطة اإلجمالية.
الفصل األول :حيث عرضت في هذا الفصل المعنون بـ" :شروط رفع الدعوى ،واختصاص
قسم شؤون األسرة بقضايا الزواج وآثاره" والذي ج زئته إلى مبحثين:
المبحث األول :وتطرق ت من خالله إلى شروط قبول الدعوى.
المبحث الثاني :بينت فيه ما تعلق باختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره.
الفصل الثاني :وقد ضمنت هذا الفصل ما تعلق بـ" :إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات
المحكمة العليا" وقد قسمته إلى مبحثين:
المبحث األول :عرضت فيه إثبات الزواج على ضوء ق اررات المحكمة العليا.
المبحث الثاني :خصصته إلى آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العيا.
الخاتمة :قد ضمنتها أهم النتائج المستخلصة من هذا البحث.
ه
الفصل األول
شروط قبول الدعوى واختصاص
قسم شؤون األسرة
في قضايا الزواج وآثاره
األول .........:شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
الفصل ّ
تمهيد:
لقد وضع المشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المنهج والمسلك
الذي يتخذه المتقاضين للحصول على حقوقهم ،أو حمايتها ،ومن أجل ذلك فقد وضع عدة
شروط أهمها الشروط الشكلية التي ال تقبل الدعاوي إال إذا توافرت فيهم ،ومن خالل رفع
الدعوى تتحدد المراكز القانونية للمتقاضين بصفتهم مدعين أو مدعى عليهم أو مدخلين في
الخصام.
كما أن رفع الدعوى يستوجب أن تتخذ عريضة افتتاح الدعوى شكال معينا وتحمل
بيانات أساسية البد منه.
ولذلك سنتطرق في هذا الفصل إلى شروط رفع الدعوى في المبحث األول وفيه نتناول
الشروط الشكلية ،أما المبحث الثاني فنتناول فيه اختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا
الزواج وآثاره.
7
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
قانون رقم 08 :ـ 09المؤرخ في 18صفر عام ،1429الوافق ل 25فبراير سنة ،2008المتضمن قانون اإلجراءات 1
8
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
أن الحق في التقاضي يكون لمن له الصفة أو من ينوب عنه سواء كان محاميا أو شخصا
آخر ينوب عنه بوكالة خاصة.
وتتحدد صفة أطراف الدعوى في قضايا شؤون األسرة بمستخرج من عقد الزواج من
سجالت الحالة المدنية وفي حالة عدم تسجيل الزواج ال بد من تثبيت الزواج العرفي بحكم
قضائي كما سيأتي بيانه.
وقد جاء في قرار المحكمة العليا في الملف رقم 12529بتاريخ" ،1975 / 04/21 :من
المقرر قانونا بأنه ال يسوغ ألي شخص أن يدعي صفة الزوجية ما لم يثبت ذلك بعقد مسجل
1
بدفتر الحالة المدنية".
أوال :الصفة لدى المدعي
وينبغي التمييز بين الصفة في الدعوى والصفة في التقاضي فقد يستحيل على صاحب
الصفة في الدعوى مباشرتها شخصيا بسبب عذر مشروع لذا يسمح القانون بتمثيله بشخص
آخر ،كأن يحضر المحامي بدال عنه ،أو شخصا آخر بوكالة خاصة ،والقاضي يتاكد من
2
صحة التمثيل ويبحث الحقا مدى توافر عنصر الصفة لدى صاحب الحق.
وصاحب الحق هنا المدعي وهو رافع الدعوى ومن خالل المستندات المقدمة للمحكمة
تتبين صفته أو عدم صفته ،وللخصوم إثارة انعدام صفة المدعي قبل المناقشات في الموضوع.
"..وتتحقق صفة المدعي بمجرد تقييد الدعوى بسجل كتابة ضبط المحكمة ،أي بالمطالبة
3
القضائية ،وتستمر هذه الصفة في الخصومة إلى حين صدور الحكم فيها".
ومعنى ذلك أن القاضي هو من له الحق في تحديد صفة المدعي من عدمها وله بعد
ذلك الحق في قبول الدعوى أو عدم قبولها شكال.
ثانيا :الصفة في المدعى عليه
فكما يشترط توفر عنصر الصفة لدى المدعي واال رفضت دعواه يشترط كذلك قيام
عنصر الصفة لدى المدعى عليه وان تعددوا إذ يشترط أن ترفع الدعوى ضد:
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع عين مليلة_الجزائر ،دون طبعة دون 1
9
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
عبد هللا مسعودي ،شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية الجديد ،الكتاب األول والثاني ،دار هومة للطباعة والنشر 2
هالل العيد ،الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية ،دراسة تحليلية ومقارنة ومحينة مع النصوص الجديدة 5
والنظام الجامعي الجديد ،L M Dمنشورات ليجوند ،الجزائر ،الجزء األول ،الطبعة األولى سنة ،2017ص .110
10
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
11
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
1عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ،دون طبعة ،سنة ،2013ص .16
المرجع نفسه ،ص .16 2
12
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
1
العربية وكذا جميع المستندات تحت طائلة عدم القبول.
وأن العرائض الموجهة لجهة اإلستئناف والمحكمة العليا يجب أن تكون موقعة من محامي
مقبول أمام جهة اإلستئناف والنقض ،كما يجب أن تكون هذه العرائض اإلستئنافية بنفس الشكل
وأن تقيد بأمانة ضبط المجلس القضائي بغرفة شؤون األسرة.
وهو ما ينطبق تماما على مذكرات الطعن بالنقض أمام غرفة األحوال الشخصية بالمحكمة
العيا ،وما يختلف عنها أن عريضة الطعن يجب أن تكون موقعة من قبل محامي معتمد لدى
المحكمة العليا.
أوال :البيانات المطلوبة
كما نصت المادة 15من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على البيانات التي يجب أن
تتضمنها عريضة افتتاح الدعوى تحت طائلة عدم القبول شكال.
_1الجهة القضائية التى ترفع أمامها الدعوى (محكمة أو مجلس قضائي).
_2اسم ولقب المدعي وموطنه (رافع الدعوى).
_ 3اسم ولقب وموطن المدعى عليه فإن لم يكن له موطن معلوم فآخر موطن له.
_ 4عرض موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى.
_5اإلشارة الى المستندات والوثائق المؤيدة للدعوى.
ذلك أن القانون يوجب أن تشتمل عريضة افتتاح الدعوى على الوقائع واألدلة ،وطلبات
المدعي وعلى األسانيد أو الوثائق التي تدعم طلباته حتى يتمكن المدعى عليه من تكوين
فكرة تساعده على إعداد دفوعه ،وحتى يتمكن القاضي من اإللمام بعناصر الدعوى وأخذ فكرة
2
واضحة عنها تساعده على إصدار حكم عادل وسليم.
ولقد رتب المشرع على عدم احترام البيانات الواجب توافرها في عريضة إفتتاح الدعوى
جزاء يتضمن عدم قبولها شكال.
ألن الغاية من من ذكر تلك البيانات حماية النظام العام فيما يتعلق باإلختصاص ،ودفع
الجهالة بأطراف الخصومة وضمان حسن سير مرفق القضاء.
2عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية ،المرجع السابق ،ص .17
13
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
14
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
15
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
كجزاء على إخالل المدعي بعدم تكليف الخصوم بالحضور إلى الجلسة.
أما في حال تكليف الخصوم شخصيا ،أو من طرف أحد أقا ربهم في موطنهم وعدم
حضورهم الجلسة في التاريخ المحدد أو بعد تأجيل القضية ،فإن القاضي يمكنه إصدار حكما
اعتباريا حضوريا ،أو حكما غيابيا للمدعى عليهم طبقا للقانون.
وفي حالة حضور المدعى عليهم أو محاميهم في الجلسة المحددة تنقعد الخصومة
با كتمال أطراف الدعوى وبالتالي يمكنهم استالم المستندات من أمين الضبط بالقسم أو مباشرة
في الجلسة أثناء سير الخصومة.
ثانيا :في تقديم المستندات
وحسب المادة 21من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،أوجب إيداع األوراق والمستندات
والوثائق التي يستند عليها الخصوم بأ مانة ضبط الجهة القضائية بأصولها أو نسخ رسمية منها
أو نسخ مطابقة لألصل وتبلغ للخصم ،كما أجاز النص للقاضي قبول نسخ عادية منها عند
االقتضاء ،كما أجاز النص إمكانية تبليغ األوراق المذكورة أو المستندات أو الوثائق لباقي
1
الخصوم في شكل نسخ.
وقد جاء في نص المادة 8من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،على أنه يجب أن
تتم اإلجراءات والعقود القضائية من عرائض ومذكرات باللغة العربية ،تحت طائلة عدم القبول
وفي الفقرة الثانية نصت على" يجب أن تقدم الوثائق المستندات باللغة العربية أو مصحوبة
2
بترجمة رسمية إلى هذه اللغة ،تحت طائلة عدم القبول".
وتتم المناقشات والمرافعات باللغة العربية ،ومعنى ذلك أنه في حالة تقديم مستند إلى
الجهة القضائية بغير اللغة الع ربية حتى ولو كان مستندا صاد ار من مؤسسة رسمية أو هيئة
وطنية ومكتوب باللغة األجنبية ،فإن للقاضي أن يثير الدفع بعدم قبول الدعوى طبقا للمادة 8
المذكورة أعاله ،كما أن على الخصوم إثارة الدفع بعدم القبول استنادا لنص هذه المادة.
كما نصت المادة 22من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أن الخصوم يقدمون
الوثائق المشار إليها في الماة 21المذكورة أعاله إلى أمين الضبط لجردها والتأشير عليها،
16
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
قبل إيداعها بملف القضية تحت طائلة ال رفض ،ويتم إيداع المستندات بأمانة الضبط مقابل
وصل استيالم.
كم أجازت المادة 23من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على تبادل الخصوم
المستندات المودعة طبقا للمادة 22أعاله ،أثناء الجلسة أو خارجها بواسطة أمين الضبط.
وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن تبادل المستندات يتم أثناء الجلسة بواسطة القاضي وليس
بواسطة أمين الضبط ،وأن على الخصوم طلب نسخة من ملف الموضوع من القاضي مباشرة،
أما في حالة إيداع الخصوم للوثائق فقد أجازت بعض المحاكم والمجالس القضائية على إيداعها
بالجلسة إال في حالة وجود عدد كبير من الوثائق التي ال يتسنى للقاضي فحصها أثناء الجلسة
والتاكد منها ،فإنه يطلب من الخصوم إيداعها بأمانة الضبط مقابل وصل استالم.
وقد جاء في المادة 23المذكورة أعاله أنه وبناء على طلب الخصوم أن يأمر شفاهة
بإبالغ كل وثيقة عرضت عليه وثبت عدم إبالغها للخصم اآلخر.
ويمكن للقاضي استبعاد كل وثيقة من المناقشة لم يتم إبالغها للخصم حسب الكيفية
واآلجال التي حددها.
ونجد أن أمين الضبط أثناء جرد الوثائق يحرص كل الحرص على أن تكون الوثائق
المقدمة للمحكمة هي نفس الوثائق المقدمة للخصوم ،وال يشترط أن تكون الوثائق المقدمة
للخصوم أصلية وانما تكون نسخا مطابقة لها ،وأن تكون بعدد أطراف الخصومة.
17
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
1خليل بوصنوبرة ،الوسيط في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،منشورات نوميديا ،الجزائر ،الجزء األول ،دون
طبعة ،سنة ،2010ص .89
18
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
إتمام مراسيم الزواج ،وكذا العدول عن الخطبة ،وعن ا ألضرار المادية والمعنوية التي تلحق
أحد الزوجين ،الدعاوي المتعلقة بالصداق.
كما يدخل ضمن الدعاوي المتعلقة بإثبات الزواج ،سواء بمستخرج من سجالت الحالة
المدنية أو دعاوي إثبات الزاج الع رفي ،وما يترب عنه من نزاعات بين الزوجين ،خاصة في
حالة إنكار أحد الزوجين للعالقة الزوجية وعجز الزوج األخر عن إثباته.
يستند االختصاص بالنسبة لقسم شؤون األسرة إلى مضمون قانون األسرة ،الذي يضبط
الجانب الموضوعي المتعلق بقضايا األسرة في حين ينظم قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
الشق اإلجرائي ،أما الدعاوي المذكورة أعاله المتعلقة باختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا
الزواج فهي ال تمثل كل الدعاوي التي يختص بها قسم شؤون األسرة لوجود منازعات أخرى
1
تدخل ضمن اختصاص قسم شؤون األسرة.
ومعنى هذ أن قسم شؤون األسرة بالمحكمة يختص بالفصل في هذه األنواع من الدعاوي
دون سواه من األقسام األخرى ،واذا حصل وأن سجلت أي دعوى أخرى أمام قسم شؤون األسرة
خطأ وهي ال تدخل ضمن دائرة اختصاصه النوعي ،فإنه ال يمكنه أن يفصل فيها ،وال أن يحكم
بعدم اختصاصه النوعي وانما يتعين عليه أن يحيلها عن طريق أمانة الضبط إلى القسم
المختص وذلك بموجب أ مر تنظيمي مع إخطار رئيس المحكمة بذلك وهو ما نصت عليه
2
المادة 32من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في فقرتها األخيرة.
وما يستخلص من هذه المادة أن قسم شؤون األسرة بالمحكمة يختص بالنظر في الدعاوي
المتعلقة بالخطبة.
كدعوى إتمام الزواج باعتبار الفاتحة اقترنت بمجلس العقد؛ -
حالة الدخول بها أو عند وفاة زوجها قبل الدخول ولم يتم فسخ العقد وهنا تستحق الصداق
كامال ،والحالة الثانية التي تستحق فيها نصف الصداق هي حالة الطالق قبل الدخول ،ويحق
2عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام المحاكم االبتدائية ،المرجع السابق ،ص ص .39 -38
19
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
للزوجة المدخول بها أن ت رفع دعواها أمام قاضي شؤون األسرة من أجل إجبار الزوج على أن
يدفع لها الصداق كامال.
كما يحق للزوج أن يتقدم بدعوى استرداد نصف الصداق أمام قسم شؤون األسرة في حالة
الطالق قبل الدخول ،وعليه أن يثبت للمحكمة عدم اتصاله بزوجته وأن الطالق وقع قبل
الدخول بها ،وفي هذه الحالة فان الزوجة مجبرة على أن ترجع للزوج نصف الصداق المسمى.
وقد جاء في قرار المحكمة العليا ،أنه في حال النزاع حول الصداق ما يلي:
من المقرر قانونا وشرعا أن الزوجة تستحق كامل الصداق إذا توفي الزوج قبل الدخول
ولم يحكم بفسخ العقد أو بالطالق ومن ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بانتهاك القواعد
الشرعية غير سديد.
ولما كان من الثابت_ في قضية الحال_ أن زوج المطعون ضدها توفي قبل الدخول ولم
يحكم بفسخ العقد أو بالطالق فإن قضاة المجلس برفضهم طلب أب الزوج باسترجاع نصف
1
الصداق لوفاة ابنه قبل الدخول طبقوا المبادئ الفقهية تطبيقا سليم.
ثانيا :االختصاص النوعي للمجالس القضائية
ولقد تناول المشرع الجزائري االختصاص النوعي للمجالس القضائية من خالل المواد
35 ،34من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
حيث نصت المادة 34على "يختص المجلس القضائي بالنظر في استئناف األحكام
2
الصادرة عن المحاكم في الدرجة األولى وفي جميع المواد ،حتى ولو كان وصفها خاطئا".
"...بمعنى إذا أخطأ قاضي الدرجة األولى في وصف الحكم ،بان يصفه بالنهائي وهو
في حقيقة األمر ابتدائي ففي هذه الحالة يجوز استئناف الحكم بغض النظر عن الوصف
القانوني الذي وصفه به .وبالتبعية كذلك يختص المجلس بالنظر في الطعون غير العادية التي
قد تسجل في الق اررات القضائية التي يصدرها مثل االلتماس بإعادة النظر طبقا للمادة 390
3
وما يليها من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية".
المحكمة العليا ،غرفة األحوال الشخصية ،قرار رقم ،45301 :بتاريخ ، 1987 /03/09 :المجلة القضائية ،عدد ،3سنة 1
.1987
القانون ،09_08مرجع سابق. 2
20
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
وبالتالي فجميع القضايا التي يختص بها نوعيا قسم شؤون األسرة يمكن الطعن فيها
باالستئناف أمام المجالس القضائية ،ويدخل من ضمنها قضايا الخطبة والزواج ،واآلثار المترتبة
عن الخطبة والزواج.
وقد جاء في قرار للمحكمة العليا يتعلق باختصاص المجلس في جميع القضايا الصادرة
من المحاكم في جميع المواد في الدرجة األولى.
"ومن المقرر أيضا أنه" تختص المجالس القضائية بنظر استئناف األحكام الصادرة من
المحاكم في جميع المواد في الدرجة األولى ،حتى ولو وجد خطأ في وصفها.
والثابت_في قضية الحال_ أن المجلس لما رفض الد عوى لعدم االختصاص النوعي،
بحجة أن المطالبة بالسكن لممارسة الحضانة ليس من اختصاصه ،فإنه أخطأ في ذلك بصفته
هيئة لمراقبة األحكام الصادرة عن المحاكم وتصحيحها ولو وجد خطأ في وصفها ،ومتى كان
1
كذلك يتعين نقض القرار المطعون فيه".
كما نصت المادة 35 :من نفس القانون على "يختص المجلس القضائي بالفصل في
الطلبات المتعلقة بتنازع االختصاص بين القضاة إذا كان النزاع متعلقا بجهتين قضائيتين
واقعتين في دائرة اختصاصه ،وكذلك في طلبات الرد المرفوعة ضد قضاة المحاكم التابعة لدائرة
2
اختصاصه".
ومعنى هذا أن أطرلف الدعوى إذا رفع كل منهما دعوى أمام جهة قضائية يرى أنها
مختصة فيرفع طلب إلى رئيس المجلس لتحديد الجهة المختصة بنظر الدعوى.
الفرع الثاني :االختصاص النوعي لقسم شؤون األسرة في آثار الزواج
يترتب عن الزواج عدة آثار تتولد عنها عدة دعاوي يختص بها قسم شؤون األسرة ومن
هذه الدعاوي:
أوال :الدعاوي المتعلقة بآثار الخطبة
باعتبار الخطبة وعد بالزواج ويجوز للطرفين الخاطب والمخطوبة على حد سواء العدول
عنها كما أنه عادة ما يترتب عن العدول عن الخطبة أض ار ار ما دية ومعنوية تستحق التعويض،
عمر بن سعيد ،االجتهاد القضائي وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،دار الهدى للنشر والتوزيع ،الجزائر، 1
21
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
فتنشأ عدة نزاعات بين الطرفين تولد عدة دعاوي يختص بها قسم شؤون األسرة.
_1دعوى إتمام مراسيم الزواج:
وهذه الدعوي ترفع من الطرف المتضرر من تماطل الطرف الثاني في إتمام مراسيم
الزواج بعد الخطوبة وقراءة الفاتحة ،وقد يعتبرها أحد األطراف زواجا في حين يعتبرها اآلخر
مجرد خطبة فيثور النزاع ،ويلجأ أحدهما أي الطرف الذي يرى أنه متضرر إلى القضاء من
أجل إلزام الطرف الثاني بإتمام مراسيم الزواج.
حيث جاء في قرار للمحكمة العليا عن غرفة األحوال الشخصية ما يلي:
"من المقرر شرعا وقانونا أن الخطبة هي وعد بالزواج ولكل من الطرفين العدول عنها
وأنه لصحة عقد الزواج البد من توافر جميع أركانه ...ولما كان من الثابت _ في قضية
الحال_ أن شهود القضية أكدوا وصرحو حضورهم الوليمة أو فاتحة الخطبة ،واكتفى قضاة
الموضوع في تأسيس قرارهم القاضي بصحة الزواج على ذلك ،علما أن الفاتحة ليست من
أركان عقد الزواج وانما هي من باب التبرك والدعاء ،وأن مجلس الخطبة يختلف عن مجلس
1
العقد لذلك فإن القرار المنتقد جاء خاليا من األساس القانوني السليم ويتعين نقضه".
_ 2دعوى التعويض عن العدول عن الخطبة ورد الهدايا:
هي من أكثر الدعاوي المتعلقة بالخطبة خاصة إذا طالت فترة الخطوبة ،وأن ما جرى
عليه العرف والعادة أن يقوم الخاطب بتقديم الهدايا ،وقد يحدث أن تتراجع المخطوبة أو أهلها
ويعدلون عن الخطوبة أو الخاطب وأهله ،كما أن مراسيم الخطوبة قد تكلف الخاطب والمخطوبة
أموال ،والهدايا المقدمة قد تكون ثمينة عادة ما تكون من الذهب واأللماس ،والعطور الفاخرة،
وهو ما يجعل األطراف يلجأون إلى القضاء للمطالبة بالتعويض.
" قد يترتب عن العدول عن الخطبة ضر ار يلحق أحد الطرفين ماديا أو معنويا وخاصة
اذا استمرت الخطبة لمدة طويلة كما لو طلب الخاطب المخطوبة االستقالة من وظيفتها أو
طالبته بإعداد مسكن في مكان معين ه ذا فيما يخص الضرر المادي ،أما المعنوي فهو خيبة
المحكمة العليا ،غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،81129 :قرار بتاريخ ، 1992/03/17 :المجلة القضائية ،عدد ،3 1
22
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
1
األمل لدى الطرف اآلخر أو تأخر زواج المخطوبة وتفويت فرصة خاطب أفضل".
ففي هذه الحالة يتولد النزاع ويلجأ األطراف إلى المحكمة من أجل طلب التعويض للطرف
المتضرر ورد الهدايا المقدمة من الخاطب أو من المخطوبة.
حيث جاء في قرار للمحكمة العليا ما يلي" :من المقرر قانونا أن اإلقرار القضائي هو
اعتراف الشخص بواق عة مدعى بها عليه أمام القضاء وهو حجة قاطعة على المقر ،ومن
المقرر أيضا أنه إذا ترتب عن العدول عن الخطبة ضرر مادي أو معنوي ألحد الطرفين ،جاز
الحكم بالتعويض ومن ثم فإن القضاء بما يخالف هذين المبدأين يعد خرقا للقانون .ولما كان
من الثابت في قضية الحال أن المجلس القضائي بإلغائه الحكم المستأنف ورفضه الدعوى
المتضمنة طلب التعويض من الطاعن على الضرر الذي أصيب به بالرغم من إقرار المطعون
ضدها بفسخ الخطوبة أمام القضاء ،يكونوا قد خالفوا القانون.
ومتى كان ذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه .ملف رقم 56097قرار بتاريخ:
2
.1989
_3دعوى رد الهدايا وعدم استحقاق الزوجة نصف الصداق:
وقد جاء في قرار المحكمة العليا ما يلي :من المقرر قانونا أنه يتوجب على المرأة
المخطوبة عند عدولها عن إتمام الزواج ،رد ما لم يستهلك من هدايا وغيرها ،وال تستحق الزوجة
نصف الصداق إال عند الطالق قبل الدخول.
ولما ثبت من قضية الحال أن الطاعنة هي التي عدلت عن إتمام الزواج وبدون مبرر
شرعي أو قانوني فإنه والحالة هذه ال يمكن تحميل المطعون ضده بالخسائر واألضرار المترتبة
عن ذلك ،إن دفع الطاعنة بأحقيتها في نصف الصداق إنما يتحقق لو تم الطالق بإرادة الزوج
3
قبل الدخول ،مما يتعين القول أن قضاة الموضوع أصابوا في قضائهم ويتوجب رفض الطعن.
بن الطيرش مخلوف وشريف عبد المالك ،دور قاضي األحوال الشخصية في المنازعات المتعلقة بشؤون األسرة ،مذكرة 1
نيل شهادة الماستر ،جامعة عمار ثليجي ،األغواط ،سنة .2018 -2017
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .15 2
المحكمة العليا غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،92714 :قرار بتاريخ ، 1993 /07/13 :المجلة القضائية ،عدد 01 3
سنة .1995
23
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
المحكمة العليا غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،415123 :قرار بتاريخ ،2008/03/12 :المجلة القضائيــة عدد،1 1
24
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
25
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها آخر موطن له ،وفي حالة اختيار موطن ،يؤول
االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ،ما لم ينص القانون
1
على خالف ذلك".
أوال :االختصاص اإلقليمي كقاعدة عامة
تكاد تجمع جميع التشريعات المقارنة على انعقاد االختصاص اإلقليمي لمحكمة موطن
المدعى عليه ،كقاعدة عامة ،ويرجع ذلك إلى أن األصل هو براءة الذمة ،ومن ثم على من
يطالب خصمه بشيء أن يسعى اليه.
كما أن المدعى هو من أخذ زمام المبادرة برفع الدعوى واختيار الوقت الذي يناسبه،
2
فيجب من باب التوازن أال يختار أيضا المحكمة التي تناسبه.
فكل من يطالب خصمه عليه أن يقوم برفع دعواه أمام المحكمة التي يقع بدائرة
اختصاصها موطن المدعى عليه ،وهذا يعتبر إنصافا من المشرع للمدعى عليهم ،وأن تكليفهم
مشقة التنقل الى محكمة المعي فيه ضرر لهم ،إال إذا اتفق الطرفان على تحديد المحكمة
المختصة ،كأن يتفق المتزوجان عرفيا على اختيار محكمة معينة لتثبيت عقد زواجهم.
"واذ يجوز للخصوم وفقا للمادة 46من القانون الجديد ،والتي احتفظت بفحوى المادة 28
من قانون االجراءات المدنية (القديم) ،الحضور باختيارهم أمام القاضي حتى ولو لم يكن
مختصا إقليميا ،على أن يوقع الخصوم على تصريح بطلب التقاضي ،واذا تعذر التوقيع يشار
إلى ذلك .ويكون القاضي مختصا طيلة الخصومة ،كما يمتد االختصاص في حالة اإلستئناف
3
إلى المجلس القضائي التابع له".
ثانيا :الطبيعة القانونية لالختصاص اإلقليمي
تتحدد الطبيعة القانونية لالختصاص اإلقليمي من القواعد التي تنظمه فهذه القواعد م رنة
يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتها.
"هذه القواعد تراعي التيسير على المتقاضين وتمكين كل واحد منهم من أن يحدد محكمة
قريبة منه ...فقواعد االختصاص اإلقليمي ،تهدف إلى رعاية مصلحة المتقاضين ،وتعمد إلى
26
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
التيسير عليهم ،وتأسيسا على ذلك اعتبرها المشرع ليست من النظام العام ،وبالتالي يجوز
لألطراف االتفاق على مخالفتها ،إال في حالة إستثنائية وردت على سبيل الحصر في نص
1
المادة 40من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية".
وباعتبار االختصاص اإلقليمي ليس من النظام العام فعلى من يتمسك به أن يثيره قبل
أي دفاع في الموضوع ،وأن يبن الجهة القضائية المختصة.
ووفقا للمادة 52من قانون اإلجراءات المدنية واإلدا رية" ،يفصل القاضي الذي يثار أمامه
الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي إما بحكم مستقل يصرح فيه بعدم اختصاصه ،أو بحكم في
الموضوع بعد استبعاد الدفع بعدم االختصاص ،على أن يعذر الخصوم مسبقا في هذه الحالة
2
لتقديم طلباتهم في الموضوع ".
والبد من اإلشارة إلى أن القاضي ال يمكنه إثارة عدم اختصاصه من تلقاء نفسه ودون
طلب من الخصوم ،كما أن المدعي ال يمكنه إثارة الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي.
الفرع الثاني :االختصاص اإلقليمي الخاص بقسم شؤون األسرة
في هذا الفرع نتطرق إلى اختصاص قسم شؤون األسرة في الدعاوي التي تضمنتها المادة
426من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أوال ،ثم نتطرق ثانيا إلى الدعاوي التي نص عليها
المشرع في مواد أخرى.
أوال :الدعاوي التي تضمنتها المادة 426 :من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
حيث أشارة المادة ،426صراحة إلى أن المحكمة المختصة إقليميا هي:
_ 1محكمة موطن المدعى عليه عندما يكون موضوع النزاع يتعلق بالعدول عن الخطبة.
_ 2محكمة وجود موطن المدعى عليه عندما يكون موضوع النزاع يتعلق بإثبات عقد
الزواج.
_ 3محكمة موطن طالب الترخيص عندما يتعلق األمر بطلب الترخيص بالزواج
3
هذه الدعاوي تتعلق باالختصاص اإلقليمي لقسم شؤون األسرة فيما يتعلق بالزواج.
ولذلك فإن على المدعي أن يتبين المحكمة المختصة فإذا تعلق األمر بالخطبة واتمام
3عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام المحاكم االبتدائية ،المرجع السابق ،ص ص .41 -40
27
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
مراسيم الزواج من أحد األطراف فإن المحكمة المختصة هي موطن المدعى عليه.
كذلك بالنسبة لدعاوي إثبات الزواج ،تكون المحكمة المختصة إقليميا هي محكمة موطن
المدعى عليه ،أما في حالة طلب الترخيص بالزواج فهي محكمة موطن طالب الترخيص.
كما تختص محكمة موطن طالب الترخيص بالزواج طبقا للمادة 8من قانون األسرة،
والم تعلقة بتعدد الزوجات فإن الطلب يقدم إلى رئيس محكمة موطن طالب الترخيص.
ثانيا :بالنسبة للدعاوي األخرى التي تضمنها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
أما فيما يتعلق بدعوى إثبات النسب فقد نصت المادة 490 :من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية على" :ترفع دعوى االعتراف بالنسب ،بالبنوة أو باألبوة ،أو باألمومة لشخص مجهول
النسب أو إنكار األبوة ،أمام محكمة موطن المدعى عليه".
ونظ ار لخصوصية قضايا النسب أوجبت المادة نظرها في جلسة سرية بحضوز األطراف
وممثل النيابة العامة ،ويتعلق األمر هنا سواء بسير الجلسة أو إجراء التحقيقات الالزمة في
1
الطلب القضائي الخاص بها من سماع األطراف والشهود وغيرهم.
أما بالنسبة لدعاوي التركة فيؤول االختصاص إلى المحكمة التي يقع فيها موطن المتوفى،
حتى وان وجدت بعض أمالك التركة خارج دائرة االختصاص اإلقليمي لهذه المحكمة ما لم
ينص القانون على خالف ذلك .وهذا ما ورد النص عليه في المادة 498 :من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية.
ومعنى هذا أنه يجوز ألطراف الدعوى أن يتفقوا على اللجوء إلى أي محكمة يختارونها
حتى ولو لم تكن مختصة إقليميا.
واالختصاص المحلي معناه إذا أقيمت أي دعوى بشأن أية قضية من هذه القضايا أمام
أية محكمة غير تلك التي منحها القانون صالحية االختصاص بالفصل فيها ودفع المدعى
عليه بعدم االختصاص اإلقليمي للمحكمة التي يشكل قسم شؤون األسرة أحد فروعها فمن
واجب القاضي أن يناقش هذا الدفع وله أن يرفضه أو يقبله .فإن قبله قضى بعدم االختصاص
2
اإلقليمي ،وان رفضه أكمل مناقشة الدعوى.
يعقوبي عبد الرزاق ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ضوء اجتهادات الجهات القضائية العليا 1
شرح الكتابين الثاني والثالث ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،الجزء الثاني ،دون طبعة ،سنة ،2019ص.5
2عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام المحاكم االبتدائية ،المرجع السابق ،ص .41
28
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
وهنا تجدر اإلشارة إلى أن ما ينطبق على االختصاص العام للمحاكم ،ينطبق تماما على
ما يختص به قسم شؤون األسرة.
وليس للقاضي أن يثير عدم اختصاص المحكمة من تلقاء نفسه وانما يكون دفعا شكليا
يثار من الخصوم قبل إبداء أي دفع في الموضوع ويكون الدفع بعدم االختصاص بصفة عامة
إخراج النزاع من والية المحكمة المعروض عليها الدعوى وأنها ال تختص بنظرها طبقا لقواعد
1
االختصاص.
فمثال يمكن في دعوى اثبات الزوج العرفي أن يفق الطرافان على رفع دعواهم ولو أمام
محكمة ليست بمكان إقامتهما أو إقامة أحدهما.
حسين بوشينة و نبيل صقر ،الدليل العملي للمحامي في المواد المدنية تحرير العارئض مبادئ عامة في تحريري العرائض، 1
دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،عين مليلة -الجزائر ،طبعة جديدة ،دون سنة النشر ،ص .80
29
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
خالصة:
ما يمكن استخالصه من هذا الفصل ،أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية يحدد من خالل
الشروط الشكلية أطراف الدعوى ،والشروط الواجب توافرها في المدعي والمدعى عليهم كما أنه
يحدد شكل عريضة افتتاح الدعوى والبيانات الهامة التي يجب توافرها ،كما يحدد إجراءات
التبليغ والبيانات الواجبة في محضر التكليف بالحضور ،وكذا اختصاص أقسام شؤون األسرة
نوعيا واقليميا ،ومن خالل ذلك تطرقنا إلى أهم الدعاوي التي يختص بها قسم شؤون األسرة
في قضايا الزواج وآثاره.
30
الفصل الثاني
إثبات الزواج وآثاره على
ضوء قرارات المحكمة العليا
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
تمهيد:
إن إثبات الزواج من اإلشكاالت التي تثار في المجتمعات العربية واإلسالمية وألن العالقة
بين الرجل والمرأة تكتسي طابعا ممي از يتمثل في الرباط المقدس والذي سماه هللا سبحانه وتعالى
بالرباط الغليظ ،فقد حرص المشرع الجزائري شأنه شأن بقية التشريعات العربية ،أن يسن له
قانون األسرة المعدل والمتمم الذي يضبط الزواج وطرق إثباته.
وألن عقد الزواج هو الوسيلة والرخصة الشرعية والقانونية الوحيدة التي تنظم العالقات
الجنسية بين الرجل والمرأة وتجلها حالال بعدما كانت حراما ،كما أنه السبب في إثبات النسب
واثبات الواجبات والحقوق الزوجية بين الزوجين وبين أبنائهما الشرعيين.
فإننا نسعى من خالل هذا الفصل إلى طرق إثبات الزواج سواء كان رسميا مسجال
بسجالت الحالة المدنية ،أو كان زواجا عرفيا حسب التقاليد المتبعة ،وطرق إثباته واألثار
المتربة عن الزواج الرسمي والزواج العرفي ،وأهم ال ق اررات الصادرة عن المحكمة العليا في هذا
الشأن.
وألن هذا العقد هو أساس صفة الزوجية فإننا نتطرق إلى إثبات الزواج على ضوء
ق اررات المحكمة العليا في المبحث األول ،وفي المبحث الثاني إلى آثار الزواج العرفي على
ضوء ق اررات المحكمة العليا.
32
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
مولود ديدان وآخرون ،قانون األسرة الجزائري ،دار بلقيس للنش ـ ـ ـ ــر ،الج ازئـ ـ ـ ــر ،دون طبع ـ ــة ،سنة ،2018ص.37 1
القانون رقم 05_09 :المؤرخ في ، 2005_ 05_04المتضمن الموافقة على األمر 05_02المؤرخ في _02_27 2
،2005المعدل والمتمم للقانون 11 _84المؤرخ في ،1984 _06_19 :المتضمن قانون األسرة الجزائري ،الجريدة
الرسمية ،عدد ،15سنة .2005
33
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
وقد نصت المادة 71 :من قانون الحالة المدنية معدلة بالقانون 14/08على ما يلي:
"يختص بعقد الزواج ضباط الحالة المدنية أو الموثق الذي يقع في نطاق دائرة محل إقامة
طالبي الزواج أو أحدهما أو المسكن الذي يقيم فيه أحهما باستمرار مدة شهر واحد على األقل
1
لى تاريخ الزواج ".
وقد بينت المادة الثانية من القانون 08_14التي تعدل وتتمم المواد 3 ،2 ،1 :و 6و 9
و 23 ،11من األمر 20_70من هم ضباط الحالة المدنية في الداخل والخارج كما يلي:
المادة األولى" :إن ضباط الحالة المدنية هم رئيس المجلس الشعبي البلدي وفي الخارج
2
رؤساء البعثات الدبلوماسية المش رفون على دائرة قنصلية ورؤساء المراكز القنضلية".
كما أنه يمكن لرئيس البلدية أن يفوض أحد الموظفين المؤهلين للقيام بنفس المهام المسندة
له ،وكذا كيفية من ينوب عن رؤساء البعثات الدبلوماسية المش رفين على دائرة قنصلية ورؤساء
المراكز القنصلية ضمن الشروط المنصوص عليها في القانون وذلك بموجب المادة الثانية من
قانون الح الة المدنية المعدل والمتمم.
وقد حددت المادة الثانية من الققانون 08_14المعدل والمتمم لألمر 20 _70المتعلق
3
بالحالة المدنية في فقرتها الثانية على أن يتولى ضابط الحالة المدنية بتحرير عقود الزواج.
وعلى ضابط الحالة المدنية أن يراعي الوثائق المطلوبة لتحرير عقد الزواج والتي تشترطها
المادة 74من قانو الحالة المدنية.
وأن يتأكد من رضا الزوجين وحضور الشاهدين والولي قبل تحرير عقد الزواج كما ألزم
قانون األسرة تقديم شهادة طبية تثبت خلو الزوجين من األمراض ،وانعدام المانع من الزواج
ومثال ذلك الزواج باحد المحرمات أو زواج المسلمة من عير المسلم ،كما أنه يجب على
ضابط الحالة المدنية أو الموثق أو رؤساء البعثات الدبلوماسية المش رفين على دائرة قنصلية
قانون رقم 08 _ 14 :مؤرخ في 13شوال عام ،1435الموافق ل 9غشت ، 2014يعدل ويتمم األمر رقم20_70 : 1
المؤرخ في 13ذي الحجة عام ،1389الموافق ل 19فبراير ، 1970المتعلق بالحالة المدنية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،49
سنة .2008
قانون ،08_14المرجع السابق. 2
34
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
أو رؤساء المراكز القنصلية أو من ينوب عنهم أن يتحروا أثناء عقد الزواج وقبل تحريره الى
الحاالت التالية:
ثانيا :إثبات الزواج الرسمي في حالة وجوب رخصة
_1حالة وجوب رخصة رئيس المحكمة لعقد الزواج:
وهي تخص فئتين الفئة األولى بالنسبة لعدمي األهلية طبقا للمادة 07من قانون األسرة
التي حدد المشرع سن الزواج بالنسبة للزوجين ب 19سنة كاملة ،وفي حالة عدم اكتمال
أحدهما أو كالهما السن القانونية يمكن لرئيس المحكمة أن يرخص بالزواج ،على أنه يكون
كامل األهلية فيما تعلق بتوابع الزواج ،أما الفئة الثانية المعنية برخصة رئيس المحكمة فهي
الفئة التي ذكرتها المادة 08من قانون األسرة والتي تتعلق بتعدد الزوجات ،فعلى كل من يرغب
في الزواج من ثانية أن يطلب ترخيصا بالزواج من رئيس المحكمة.
_2وجوب رخصة الوالي لعقد الزواج:
هذه الرخصة تتعلق بزواج األجانب وعقد قرانهما في الجزائر يخضع الى رخصة من الوالي
تبعا للتعليمة الصادرة عن و ازرة الداخلية .ذلك انه" :بتاريخ 180/02/11 :وزعت ازرة الدالية
التليمة رقم 2على الوالة والمديرين العامين لألمن الوطني تتعلق بوجوب رخصة إلبرام عقد
زواج األجانب أمام ضابط الحالة المدنية الجزائري .وتضمنت هذه التعليمة ثالث حاالت من
عقود الزواج هي:
حالة زواج أجنبيين حاصلين على بطاقة االقامة ،وحالة كون الزوج أجنبي مقيم مع
زوج أجنبي غير مقيم ،وحالة كون الزوج المستقبل للجزائري هو أجنبي ،كما تضمنت مبدأ
زواج المسلمة الجزائرية بغير المسلم غير جائز وممنوع بتاتا .وال يمكن إعطاء رخصة بهذا
1
الشأن.
1عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والط الق بعد التعديل ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ،الطبعة الثالثة معدلة ،سنة ،2018ص .60
35
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
عبد العزيز سعد ،الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ،مرجع سابق ،ص ص .175 -174 1
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .55 3
36
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
_ حسن معاملة كل منهما ألبوي اآلخر ،واقا ربه ،واحترامهم ،وزيارتهم. 5
وقد ركز المشرع الجائري في هذه المادة على الحقوق والواجبات الزوجية وهي من اآلثار
األدبية بينهما وقد استعمل المشرع العبارات الدالة على ذلك من خالل استعمالة عبارة المعاشرة
بالحسنى المودة والرحمة تربية البناء زيارة األقارب واألهل وكلها تدخل ضمن اآلثار األدبية
لعقد الزواج.
2عبد العزيز سعد ،قانون األسرة في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ،مرجع سابق ،ص .103
37
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
غير أن المشرع الجزائري من خالل المادة 37من قانون األسرة تطرق إلى المسائل المادية
وهي الذمة المالية بين الزوجين.
غير عقد الزواج الرسمي المسجل بسجالت الحالة المدنية أو عند الموثق الذي يجب عليه
أن يسجله في السجالت الرسمية للحالة المدنية ،قد يتخذ بعض األوصاف منها أن يكون
صحيحا أو فاسدا أو باطال.
ولذلك فإن اآلثار المترتبة عنه تختلف حسب الوصف الذي يأخذه عقد الزواج.
ثانيا :بالنسبة لعقد الزواج الصحيح
يترتب عن عقد الزواج الصحيح ثبوت نسب األبناء ووجوب النفقة والحق في الميراث
لهما وألبنائهما في حالة وفاة أحد الزوجين.
_ 1ثبوت النسب:
إن عقد الزواج الصحيح الذي تم بطريقة رسمية أمام موظف الحالة المدنية أو أمام
الموثق ،فإنه غالبا ما يخلوا من النزاعات سواء ما تعلق بإثبات نسب األبناء أو ما تعلق
بوجوب النفقة والحق في الميراث ألن وسيلة إثبات العالقة الزوجية ال تحتاج إلى عناء وال
يمكن ألي منهما إنكار العالقة الزوجية إال في في حالة االدعاء بتزوير عقد الزواج.
1
قال تعالى{ :وهو الذي خلق من الماء بش ار فجعله نسبا وصه ار وكان ربك قديرا}.
فأي ولد ينتج عن الزواج الصحيح يمكن أن ينسب إلى زوج أمه أي والده متى كان هذا
الزواج شرعيا وقانونيا .ومتى أمكن االتصال الجنسي بين الزوجين ،ولم يكن الزوج قد نفاه
بالطرق الشرعية كالمالعنة ومتى حصلت والدة هذا المولود خالل أقل مدة الحمل التي هي
2
ستة شهور وأكثرها التي حددها قانون األسرة بعشرة شهور.
فإذا كان العقد صحيحا وجب تحقق ثالثة شروط لثبوت نسب االبن لوالده هي:
إمكانية االتصال بين الزوجين ،وعدم نفي النسب ،ووالدة الولد بين أدنى مدة الحمل وأقصاها.
عبد العزيز سعد ،قانون أألسرة في ثوبه الجديد حكام الزواج والطالق بعد التعديل ،مرجع سابق ،ص .105 2
38
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
عبد العزيز سعد ،الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ،مرجع سابق ،ص . 209 1
39
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
وكذلك إذا ولد الطفل في مدة أكثر من عشرة أشهر ،فإن الولد ال يمكن أن ينسب إلى
الزوج الذي طلق زوجته وأثبت ذلك بعق د مسجل بسجالت الحالة المدنية يبين أن االنفصال
يفوق عشرة أشهر.
جاء في قضاء المكمة العليا غرفة األحوال الشخصية ق ار ار يقضي بما يلي:
" ....ومن الثابت في قضية الحال أن الولد ولد في مدة حمل أكثر من ستة أشهر وأن
قضاة الموضوع أخطأوا كثي ار عندما اعتمدوا على الخبرة ووزن الولد واللعان الذي لم تتوفر
شروطه الذي ال يتم أمام المحكمة ،بل في المسجد العتيق ،فإنهم بقضائهم بفسخ عقد الزواج
والحاق النسب بأمه أخطأوا في تطبيق القانون ،وخالفوا أحكام المادتين 42 ،41من قانون
1
األسرة .ملف رقم.172379 :
وعادة ال يثور أي إشكال حول نسب األبناء إذا كان عقدالزوج صحيحا ومسجال في
سجالت الحالة المدنية ،وبالتالي ال يمكن للزوج أن ينفي ولده إال بالطرق الشرعية وهي اللعان
كما سبق ذكره.
غير أن إثبات نسب األبناء يكون بجميع الطرق بما فيها الوسائل العلمية اعتمادا على القاعدة
التي مفادها "إحياء الولد ال قتله".
ثالثا :بالنسبة للزواج الفاسد و الباطل
وقد يكون العقد غير صحيح و هذا يفيد أنه إما أن يكون فاسدا أو باطال ،ولذلك سوف
نعرض رأي جمهور الفقهاء وما ذهب إليه المشرع الجزائري.
_ رأي جمهور الفقهاء:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن العقد غير الصحيح قسم واحد فال فرق بينهم بين العقد
2
الباطل والعقد الفاسد .سواء اختل ركن أو اختل شرط فال يرتب عليه أي أثر.
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقا وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .108 1
40
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
بلحاج العربي ،الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري _أحكام الزواج ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة 1
عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ،المرجع السابق، 4
ص.106
41
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
أو باإلقرار أو بالبينة أو بنكاح الشبهة أو بكل زواج تم فسخه بعد الدخول طبقا للمواد ك ،32
1
34 ،33من هذا القانون ،ويجوز للقاضي اللجوء إلى الطرق العلمية إلثبات النسب.
ومما استقر عليه الفقه والقضاء هو ما قضت به المحكمة العليا في مسألة الزواج
الباطل الذي اختل أركانه فذهب إلي ما يلي:
"..المقرر شرعا أن الزواج الذي ال يتوافر على األركان المقررة شرعا يكون باطال ،من
ثم فال تعتبر العالقة غير الشرعية بين الرجل والمراة زواجا ،ولما كان كذلك فإن القضاء بما
يخالف هذا المبدأ يعد خ رقا لمبادىء الشريعة اإلسالمية".
إذ ثبت _في قضية الحال_ أن العالقة التي كانت تربط بين الطرفين عالقة غير شرعية
إذ اعترف كالهما بأنه كان يعاشر ص احبه جنسيا ،فإن قضاة االستئناف باعطائهم إشهادا
للمستأنف على اعترافه بالزواج وتصحيحه والحاق نسب الولد بأبيه وتقرير حقوق المستأنفة
خرقوا أحكام الشريعة االسالمية .ومتى كان استوجب نقض القرار المطعون فيه دون إحالة.
2
قرار صادر بتاريخ 1984_10_08 :ملف رقم.34137 :
كذلك ما قضت به المحكمة العليا فيما تعلق بالزواج في العدة الذي هو زواج باطل.
" ....من المقرر شرعا أن الزواج في العدة باطل من المقرر قانونا أن مدة الحمل ستة
أشه وأقصاها عشرة أشهر".
ومتى تبين _ في قضية الحال_ أن الزواج وقع على امرأة مازالت في عدة الحمل وأن
الحمل وضع بعد أربعة أشهر من تاريخ الزواج الثاني ،وأن قضاة الموضوع بقضائهم باعتبار
الطاعنة بنت للزوج الثاني اعتمادا على قاعدة الولد للفراش ،مع أن الزواج الثاني باطل شرعا
3
فإنهم بقضائهم كما فعلوا خالفوا القانون وخرقوا أحكام الشريعة اإلسالمية .ملف .193825
ومن هذا النطلق نستطيع أن نقول أن الزواج الباطل ال يترب أي أثر وأن العالقة تصبح
في حكم المعدوم.
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .65 2
42
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
فالزواج الباطل ال يفيد حكما أصال سواء وقع به دخول أو لم يقع به دخول وبناء على
ذلك ال يثبت به بين الزوجين أحكام الزواج الصحيح كالنفقـ ــة والنسب والعـ ـ ــدة وحرم ـ ــة
1
المصاهرة.
ابراهيم عبد الرحمن ابراهيم ،الوسيط في شرح قانون األحوال الشخصية الزواج والفرقة وحقوق األقارب ،القسم األول، 1
دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن ،دون طبعة سنة ،1999ص .79
القانون رقم ،05_09 :مرجع سابق. 2
3عبد العزيز سعد ،الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ،مرجع سابق ،ص .223
43
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
وأن قضاة الموضوع بقضائهم بإلغاء النفقة المقضي بها في الح كم المستانف بحجة يسار
الزوجة الطاعنة رغم عدم إثبات عسر المطعون ضده أخطأوا تطبيق القانون .رقم
القرار 237148:تا ريخ القرار.2000/02/ 22:
إن قضاة الموضوع بقضائهم بإلغاء النفقة المقضي بها في الحكم المستأنف بحجة يسار
الزوجة الطاعنة رغم عدم إثبات عسر المطعون ضده أخطأوا في تطبيق القانون .ملف رقم:
1
39394بتاريخ .1986/02/10:
ومن خالل ما جاء في قضاء المحكمة العليا والذي يمكن استنتاجه من الق اررين
السابقين أن حق الزوجة في النفقة ال يسقط إذا كانت ميسورة الحال إال إذا تم إثبات إعسار
الزوج.
أما الحالة الحيدة التي يسقط فيها حقها في النفقة هي حالة نشوز الزوجة وال يثبت ذلك
إال بحكم من المحكمة.
فإذا غضبت الزوجة واستقرت ببيت أهلها وأقام الزوج دعوى أمام القضاء بالرجوع إلى
بيت الزوجية وحكم له بذلك ،وامتنعت الزوجة عن تنفيذ الحكم ورفضها صراحة أو ضمنا
العودة إلى بيت الزوجية فإن حقها يسقط في النفقة وتصبح في حكم الناشز.
أما نفقة األوالد فإنها واجبة على والدهما "لقد نصت المادة 75من قانون األسرة على
أنه تجب نفقة الوالد على ولده ما لم يكن له مال .فبالنسبة إلى الذكر إلى سن الرشد وبالنسبة
إلى اإلناث إلى الدخول بهن .وتستمر في حالة ما إذا كان الولد عاج از آلفة عقلية أو بدنية أو
م ازوال للدراسة ،وتسقط باالستغناء عنها بالكسب.
...ومهما يكن من أمر فإن األب ال تجب عليه نفقة ولده الذي له مال يكفيه وتسقط
عنه بمجرد ما إذا أصبح الولد في غنى عنها وذلك يوم أن يصبح له دخل وكسب يكفيه .2
وقد جاء في قضاء المحكمة العليا ما يلي:
من المقرر قانونا أنه تجب نفقة الولد على األب ما لم يكن له مال ،فبالنسبة للذكور إلى سن
الرشد ومن ثم فالقضاء بما يخالف هذا المبدا يعد مخالفا للقانون.
نبيل صقر ،قمراوي عز الدين ،قانون األسرة نصا وتطبيقا ،دار الهدى للنشر والتوزيع ،الجزائر ،دون طبعة ،دون سنة 1
44
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
ولما كان من الثابت في قضية الحال أن القرار المطعون فيه قضى بنفقة االبن البالغ من
العمر 21سنة لمدة سابقة يكون قد خالف القانون .ومتى كان كذلك استوجب نقض القرار
1
المطعون فيه .ملف رقم 57227 :قرار بتاريخ.1989/12/25:
وقد جاء في قضاء المحكمة العليا ق ار ار يقضي بعدم استحقاق األبناء العاملين و
استغنائهم ع نها بالكسب حيث أصدرت المحكمة العليا ق ار ار بهذا الشأن قضى بما يلي:
" من المقرر قانونا أنه تجب نفقة الولد على األب ما لم يكن له مال ....وتسقط باالستغناء
عنها بالكسب".
ولما ثبت في قضية الحال أن قضاة الموضوع لما قضوا باإلنفاق على من اليستحق
النفقة كالبنت المتوفية أو البنات اللواتي يعملن ولهن كسب فإنهم بقضائهم كما فعلوا خالفوا
2
القانون .ملف رقم 138958 :بتا ريخ.1996 /07/09:
أما ما تجب مالحظته في مجال النفقة فهو أن المادة 76من قانون األسرة قد نصت
بوضوح على أنه في حالة عجز األب ع ن القيام بواجب اإلنفاق على أوالده فإن واجب هذه
النفقة ينتقل إلى األم لتتحمل واجب اإلنفاق على األوالد إذا كانت قادرة ولها دخل كاف من
وظيفة أو مهنة أو إرث.
غير أن ما نفضل أن نشير إليه هنا هو أن المشرع الجزائري قد نقل واجب النفقة على
األوالد إلى أمهم القادرة .ولكنه سكت عن تحميل الزوجة واجب النفقة على زوجها عندما يعجز
3
عن الكسب وتكون هي ذات مال.
وتتم إجراءات المطالبة بالنفقة من خالل رفع دعوى أمام القضاء قسم شؤون األسرة
بالمحكمة المختصة إقليميا وهي محكمة موطن الدائن بالنفقة طبقا للمادة 5 /426 :من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدا رية ،وترمي هذه الدعوى إلى إلزام الزوج بالنفقة على زوجته أو أوالده
القصر وبعد صدور الحكم فإن جزاء االمتناع عن دفع النفقة المقررة بموجب حكم خول الزوجة
اللجوء الى القضاء الجزائي من خالل رفع شكوى أمام السيد وكيل الجمهورية المختص إقليميا
واستدعاء الزوج مباشرة أمام القضاء الجزائي طبقا للقانون.
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .280 1
3عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ،مرجع سابق ،ص .115
45
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أخكام الزواج والطالق بعد التعديل ،مرجع سابق ،ص.121 1
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .321 2
46
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
غير أن المادة 131من قانون األسرة نصت على ما يلي " :إذا ثبت بطالن النكاح
1
فال توارث بين الزوجين".
ومن هذه المادة نستطيع أن نقول أن الزواج الباطل ال يترتب عليه التوارث بين الزوجين.
أما اجتهاد المحكمة العليا فقد استقر على أن العالقة الزوجية سبب من أسبات الميراث
حيث جاء في قرار لها ما يلي" :من المستقر عليه شرعا وقضاء أن العالقة الزوجية هي سبب
من أسباب ال ميراث وتستحق الزوجة اإلرث بموت مورثها".
ومن المعروف في القواعد اإلجرائية أن تقديم مستخرج من عقد الزواج المبرم هو دليل
من أدلة اإلثبات وليس طلبا جديدا .ومتى ثبت _أن الطاعنة_ بعد وفاة زوجها األول سنة
1957ووفاة زوجها الثاني _أخ الزوج األول_ سنة ،1959فإنها تستحق المطالبة بتحديد
منابها من تركة زوجيها األخوين وال تعد دعواها تعسفية كما أن تقديمها لعقدي الزواج ليس
طلبا جديدا ،كما فهمه خطأ قضاة الموضوع وانما أدلة إثباتية لتدعيم الدعوى .وعليه فإن القرار
2
المنتقد صدر مخالفا للشرع والقانون.
كما جاء في قرار آخر للمحكمة العليا يتعلق بحق الزوجة في الميراث قبل الحكم
بالطالق حتى لو كان الطالق صحيحا.
" من المقرر قانونا عند وفاة أحد الزوجين قبل صدور الحكم بالطالق ،أن يستحق الحي
منهما اإلرث وللزوجة نفس الحق إذا حصلت الوفاة أثناء عدة طالقها.
ويعتبر الفقهاء الزوجة التي طلقها زوجها ومات وهي في عدتها أن تعتد بأبعد األجلين
وتستحق منابها في الميراث وتعتبر وكأنها مازالت زوجة حتى لو كان الطالق صحيحا.
أما إذا طلقها وهو مريضا مرض الموت ولو كان طالقا بائنا ومات أثناء عدتها وثبت
أنه قصد حرمانها من الميراث ،فإنها تعتد بأبعد األجلين ،الطالق والوفاة.
وعليه فالطعن في الحكم الحالي في غير محله ويرفض .ملف رقم 101444 :قرار
3
بتاريخ.1993/12/21:
المحكمة العيا ،غرفة األ حوال الشخصية ،ملف رقم ،91664 :قرار بتاريخ ، 1994/04/27 :مجلة القضاة ،العدد الثاني، 2
سنة .1994
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .324 3
47
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
بن عبيدة عبد الحفيظ ،الحالة المدنية واجراءاتها في التشريع الجزائري ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر، 1
48
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
ولذلك فإن المشرع الجزائري من خالل المادة 22 :من قانون األسرة التي نصت على
ما يلي" :يثبت الزواج بمستخرج من سجالت الحالة المدنية ،وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم
1
قضائي".
فكل زواج تم برضا الزوجين حسب المادة التاسعة من قانون األسرة المعدل ،التي جعلت
من رضا الزوجين الركن األوحد الذي يتم به عقد الزواج .. ،ويمكن أن نستنتج أن التعبير عن
رضا كل واحد من الزوجين في االقتران باآلخر رضا علنيا تاما دون غش أو إكراه أو تهديد
...أما التعبير عن الرضا فيكون بااليجاب والقبول ،بأن يعلن الزوج رغبته في الزواج من
2
الزوجة وتعلن الزوجة عن قبولها باالقتران به.
كذلك البد من توافر جميع الشروط المنصوص عليها في المادة التاسعة مكرر وهي
أهلية الزواج _ الصداق _ الولي _ شاهدان _ إنعدام الموانع الشرعية للزواج.
فإذا اشتمل العقد على هذه الشروط يكون العقد صحيحا حسب الشريعة االسالمية.
ومن أجل إثبات عقد الزواج العرف ي وتسجيله في سجالت الحالة المدنية ال بد من
اللجوء الى المحكمة وتقديم الحجج والبراهين واألدلة التي تثبت أن عقد الزواج مكتمل األركان
3
والشروط.
2عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد_أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ،مرجع سابق ،ص .36
العربي بلحاج ،أحكام الزوجية وأثارها في قانون األسرة الجزائري ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،دون 3
49
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
كما يتفق الفقه والقضاء على أن الشهود في عقد الزواج هدفه العالنية وهو ما ذهبت
إليه المحكمة العليا من خالل ما قضت به في إحدى ق ارراتها ملف رقم 75344 :بتاريخ:
1988 /02/29المجلة القضائية عدد 1سنة .1991
حيث جاء فيها" ...من المقرر شرعا وقانونا أن الزواج الشرعي يقوم على العالنية
والشهرة ومراعاة شروطه وأركانه ،ومن ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بانعدام أو قصور
األسباب في غير محله.
لما كان في قضية الحال _ أن الطاعنة عجزت عن إثبات زواجها رغم محاوالت الشهود
الذين شهدوا لها بالزواج وأدينوا معها في جريمة التزوير ،فإن قضاة الموضوع برفضهم لدعوى
1
الطاعنة إلى إثبات زواجها بالمتوفي طبقوا صحيح القانون".
أما بالنسبة إلى تخلف شروط العقد المنصوص عليها بالمادة 9مكرر من قانون األسرة
المعدل ،بما أن الموقف الذي سلكه المشرع الجزائري موقفا متذبذبا من شرط الولي فبالنسبة
للمرأة الراشدة يظهر أن المشرعين الجزائريين واضعي تعديل 2005ال يريدون أن يكون للولي
أي تأثير على عقد زواج المرأة الراشدة التي في واليته..." ،على عكس ما ورد النص عليه في
الفقرة الثانية من المادة 11من أنه بدون اإلخالل بأحكام المادة 7يتولى زواج القاصر وليها.
وأن ما ورد النص عليه في الفقرة الثانية من المادة 33من قانون األسرة من أن إبرام
عقد الزواج بدون ولي في حالة وجوبه يفسخ قبل الدخول وال صداق فيه .ويثبت بعد الدخول
2
بصداق المثل".
فعادة ما يتم عقد الزواج العرفي أما إخفاء للفضيحة (في حالة اغتصاب الزوج للزوجة
القاصر) ،وأما وضع الولي أمام األمر الواقع في حالة عدم رضاه عن الزوج الذي اختارته من
في واليته ،كما أن الكثير من ا لحاالت يقع فيها األزواج في الزنا ويتم تصحيحها باللجوء إلى
الزواج العرفي.
نبيل صقر ،قمراوي عز الدين ،قانون األسرة نصا وتطبيقا ،المرجع السابق ،ص .9 1
2عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد _أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ،مرجع سابق ،ص
ص.42 -41
50
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
وقد يتم الزواج من غير شهود ومن غير صداق ،وجزاؤه الفسخ قبل الدخول وال صداق
فيه ويثبت بعد الدخول بصداق المثل ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة 33من قانون
األسرة.
وأن كانت الصورة األ ولى للزواج الع رفي مطابقة للشريعة اإلسالمية ويتم إثباتها أمام
القضاء بسهولة تامة فإن الصورة الثانية تشوبها عيوب وعادة ما تتم على خالف ما أورده
الشرع الحكيم ولذلك تجد صعوبات في إثباتها أمام القضاء إما لتخلف الشهود ،أو معارضة
الولي وعادة ما يتم رفض الدعاوي أمام القضاء لصعوبة اإلثبات ومخالفة الشرع والقانون.
الفرع الثاني :أسباب اللجوء إلى الزواج العرفي وأدلة إثباته
أصبح الزواج العرفي في الجزائر ظاهرة ملفتة للنظر لكثرة القضايا التي تمال المحاكم
المتعلقة بإثبات الزواج الع رفي ولذلك سوف نحاول أن نستبين األسباب التي تجع األفراد يلجأون
إليه رغم وجود الموثقين وسهولة إجراءات تسجيله أمام ضابط الحالة المدنية بسجالت الحالة
المدنية أوال ثم نتناول أدلة إثباته ثانيا.
أوال :أسباب اللجوء إلى الزواج العرفي
من أسباب اللجوء إلى الزواج الع رفي ما يلي:
_1تأثر األسرة الجزائرية بالعادات والتقاليد اإلسالمية تأث ار عاطفيا أكثر منه تأث ار عقليا باعتبار
الشريعة اإلسالمية التعرف الرسمية في إبرام عقود الزواج ،لذلك ال يعير الزوجان اهتماما كبي ار
1
بالشكلية التي فرضها القانون الوضعي.
_2عدم تحديد مهلة قانونية للتصريح بالزواج مما جعل األزواج يتماطلون في تسجيل عقود
2
زواجهم.
_3عدم فرض عقوبات رادعة على األشخاص الذين يغفلون عن تسجيل عقود زواجهم ،رغم
3
أنه كان معاقبا عليه في عهد االستعمار.
1علي بداوي ،عقود الزواج العرفية بين قصور أحكام القنون ومتطلبات المجتمع ،موسوعة الفكر القانوني ،دار الهالل
للخدمات االعالمية الجزائر ،العدد الثاني ،نوفمبر ،1999ص .39
إبتسام صولًى"،عقد الزواج المغفل و وضعية األطفال مجهولًي النسب ًفي قانون الحالة المدٌنة وقانون اأألسرة" ،دفاتر 2
السياسة والقانون ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،العدد ،13جوان ،2015ص .253
ٌ
3عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية ،مرجع سابق ،ص .125
51
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
_ 4القيود المفروضة على تعدد الزوجات ،فمن خالل قراءة الفقرة الثانية من المادة الثامنة من
قانون األسرة ،نجد أنها تنص على أنه يجب على الزوج إخبار الزوجة السابقة والمرأة التي يقبل
على الزواج بها 1 .وبعد ذلك البد أن يأذن له رئيس المحكمة بالزواج من ثانية ،بعد تقديم
المبرر الشرعي واثبات القدرة المادية والجسدية وهي مكلفة بالنسبة للزوج المقبل على الزواج
مرة ثانية ،كما أن الكثير من األزواج يخفون زواجهم الثاني على زوجاتهم حفاظا على أسرهم
ألن علم الزوج األولى وفي حالة عدم رضاها لها حق المطالبة بالتطليق طبقا للبند السادس
من المادة 53 :من قانون األسرة المعدل.
_5الرخصة المطلوبة بالنسبة ألهلية الزواج التي تكتمل ببلوغ سن التاسعة عشر طبقا للمادة
السابعة معدلة" نجد انها تنص على أن أهلية الرجل والمرأة للزواج تتحقق باكتمال السنة التاسعة
2
عشر من عمر كل واحد منهما ثم تضيف أنه يجوز للقاضي أن يرخص بالزواج قبل ذلك.
وفي حالة عدم اكتمال السن القانوني ألحد الزوجين أو كالهما يلجأون إلى عقد قرانهما
دون استصدار الرخصة التي عادة ما يعجز األطراف عن تقديم واثبات المبرر الشرعي والقدرة
على الزواج.
_6عدم قدرة األجانب الذين يرغبون في الوزاج من الفتيات الجزائ ريات في الحصول على
رخصة الوالي ،والتي هي شرط إلبرام عقود الزواج أمام الموثق وضابط الحالة المدنية.
_ 7إلزام الموظفين المنتمين للجيش الشعبي الوطني والدرك الوطني ،واألمن الوطني ،بضرورة
الحصول على ترخيص بالزواج من اإلدارة المستخدمة ثم إجراء بحث اجتماعي حول العائلة
3
المراد مصاه رتها.
ثانيا :طرق وأدلة إثبات الزواج العرفي على ضوء قرارات المحكمة العليا
إن وسائل وأدلة إثبات عقد الزواج العرفي سواء كان متنازعا فيه أو غير متنازع بشانه
فإن أدلة إثبات وجوده وقيامه من أجل االحتجاج به أمام الغير يتطلب إحضار شهود أمام
قاضي شؤون األسرة الذي يحلفهم اليمين القانونية ثم يسمع شهاداتهم التي تفيد أنهم حضروا
1عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ،مرجع سابق ،ص .5
المرجع نفسه ،ص .57 2
52
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
مجلس العقد وحضروا اإلعالن عن الصداق وتكون شهاداتهم بما يؤكد توفر أركان وشروط
1
عقد الزواج وفقا لقواعد الش ريعة اإلسالمية من رضا وصداق وولي.
ومن أجل إثبات عقد الزواج العرفي وتسجيله في سجالت الحالة المدنية ال بد من
اللجوء إلى المحكمة وتقديم الحجج والبراهين والدلة التي تثبت بأن عقد الزواج مكتمل األركان
2
والشروط.
كما أنه يمكن إثبات الزواج الع رفي حتى ولو لم يحضر الشهود مجلس العقد وانما
عن طريق السماع المتواتر ،وفي ذلك جاء في قرار للمحكمة العليا " تجوز الشهادة على
3
الزواج عن طريق السماع المتواتر ،حتى ولو لم يحضر الشاهد مجلس العقد".
ويثبت الزواج العرفي في الش ريعة اإلسالمية بثالث طرق وهي :االقرار والبينة شهادة
الشهود والنكول عن اليمين .أما في قانون األسرة الجزائري وقانون الحالة المدنية فإنهما لم
4
ينصا على طرق إثبات الزواج العرفي.
_1اإلقرار إلثبات الزواج العرفي :هو اعتراف أحد الزوجين بواقعة الزواج المبرم بينهما وتأكيد
صحة ادعاء الزوج اآلخر وعدم نفيها.
فإذا ادعى أحد الزوجين الزواج أو أمر يتعلق به كالمهر والنفقة مثال فإن أقر الطرف
اآلخر ثبت ألن االقرار حجة على المقر ،ويكون الثبوت بتصادقهما عليه ،فيكون تقري ار للواقع
5
واثبات للزوجية سابقة إلنشاء عقد الزواج وقت االقرار.
واإلقرار إما أن يكون إق ار ار بواسطة تصريح مكتوب أو شفاهة وهو إقرار غير قضائي
يترك لح رية تقدير القاضي لألخذ به أو رفضه ،واما أن يكون إق ار ار قضائيا وهو اعتراف أحد
أطراف الدعوى بواقعة قانونية مدعى بها عليه أمام القاضي ،كاعتراف الزوج أمام القاضي
بعالقته الزوجية مع المدعية وعدم انكارها أو نفيها.
1عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية ،مرجع سابق ،ص .132
العربي بلحاج ،أحكام الزوجية وآثارها في قانون األسرة الجزائري ،المرجع السابق ،ص .458 2
المحكمة العليا ،غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،693621:قرار بتاريخ ،2012/07/12 :مجلة المحكمة العليا، 3
حسين طاهري ،األوسط في شرح قانون األسرة الجزائري مدعما باالجتهاد المحكمة العليا والمذاهب الفقهية ،دار 5
الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،دون طبعة ،سنة ،2009ص ص .64 -63
53
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
حيث جاء في قرار للمحكمة العليا حول حجية االق ارر ما يلي:
" ..من المقرر قانونا أن اإلقرار القضائي هو اعتراف الشخص بواقعة قانونية مدعى
1
بها عليه أمام القضاء وهو حجة قاطعة .ملف رقم ،56097:قرار بتاريخ.1989/12/25 :
_2البينة :وهي شهادة الشهود فإ ذا ما أنكر المدعى عليه عالقته بالمدعي" طولب المدعي
بالبينة فإن اتى بشهود يشهدون على دعواه ثبت العقد فإن عجز المدعي على إقامة البينة
وجهت اليمين إلى الطرف اآلخر المنكر فإن حلف أن هذه الدعوى غير صحيحة رفضت
2
الدعوى".
وقد جا ء في قضاء المحكمة العليا في القرار الصادر بتاريخ 1994/03/22 :ملف
رقم 102746 :نشرة القضاة العدد " . 50نتيجة عجز الزوجة عن إحضار شاهدين _ طعن
لخرق أحكام المادة 9من قانون األسرة _ رفض .إن حضور شاهد واحد ال يكفي للقضاء
3
بصحة الزواج العرفي.
كما قضت المحكمة العليا في احد ق اررتها :انه يجوز سماع شهادة األقارب في قضايا
الزواج والطالق ،وأن الشهود أكدوا واقعة الزواج مبينين في شهاداتهم أركان الزواج من ولي
بقضائهم بإثبات الزواج العرفي طبقوا صحيح وشهود وصداق فإن قضاة الموضوع
4
القانون(.قرار بتاريخ.) 1998/03/17 :
كما جاء في قرار آخر يتعلق بشاهدة رجل وامرأتين " يثبت الزواج العرفي ،بشهادة
5
األقارب بشهادة امرأتين ورجل ،وال يشترط أن يكون الولي محصو ار في األب فقط".
_ النكول عن اليمين :إذا امتنع عن اليمن من وجهت له قضي بثبوت الزواج ألن
النكول عن اليمين إقرار على الرأي المفتى به في مذهب الحنفية.
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .15 1
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .31 3
المحكمة العليا ،غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،381880 :قرار بتاريخ 2007/02/14:مجلة المحكمة العليا 5
54
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
وقد جاء في قرار للمحكمة العليا " إذا كان من المباديء الشرعية السائدة شرعا وقضاء
أن إثبات عقد الزواج في حالة وفاة أحد الزوجين يكون مؤسسا على شهادة شهود يؤكدون
صحة انعقاده وفقا لتعاليم الشريعة االسالمية ،وأن االكتفاء بشهادة ثالثة أشخاص كان أفضل
من شهد منهم أنه حضر الفاتحة ،فهي شهادة في غاية من اإلجمال وليست مما يثبت بها عقد
الزواج إذا ما كانت شهادة اآلخرين أضعف منها ،فإن اإلثبات بالبينة على هذا النحو ال يكفي
وحده إال مع يمين المدعية .لذلك يستوجب نقض القرار القاضي بإثبات عقد زواج المدعية
بشخص متوفى تأسيسا على شهادة ثالثة أشخاص ليست كافية لهذا االثبات ودون تحليف
1
المدعية اليمين".
وقد جاء في قرار للمحكمة العليا ما يلي " :يجوز اثبات الزواج العرفي بشهادة الشهود واليمين
2
المتممة".
ومن خالل المادة 22من قانون األسرة المعدل التي تنص على :يثبت الزواج بمستخرج
3
من سجالت الحالة المدنية ،وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم قضائي.
اجراءات رفع دعوى اثبات الزواج العرفي:
تتم إجراءات رفع دعاوي إثبات الزواج العرفي من طرف أحد الزوجين أمام قسم شؤون
السرة للمحكمة المختصة اقليميا ،ويتم إيداع ع ريضة افتتاح دعوى إثبات الزواج الع رفي بواسطة
األطراف شخصيا أو بواسطة محاميهم أو وكيلهم ،ويجب أن تستوفي العريضة جميع البيانات
التي نص عليها قانون اإلجراءات المدنية واإلدا رية ،باإلضافة إلى عرض موجز عن الوقائع
يتم فيها تحديد تاريخ إبرام عقد الزواج وفق الشريعة االسالمية ،و اشتماله على أركانه الشرعية.
وفي الطلبات يلتمس الم دعي له بتثبيت الزواج الع رفي المبرم بين الطرفين بتاريخ إبرام
العقد مع أمر ضابط الحالة المدنية بتسجيله بسجالت الحالة المدنية ،بذاك التاريخ.
وبعد أن يتأكد القاضي المختص بجلسة التحقيق وبعد سماع األطراف والشهود وولي
الزوجة من صحة العقد وأنه تم وفق أركانه المطلوبة شرعا يصد ار حكما يقضي بتثبيت الزواج
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .31 1
المحكمة العليا ،غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،424799 :قرار بتاريخ ،2008/02/13 :مجلة المحكمة العليا، 2
55
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
العرفي بالتا ريخ الحقيقي النعقاد الزواج ويأمر فيه ضابط الحالة المدنية بتسجيله بسجالت
الحالة المدنية بالتاريخ الحقيقي ،كما أنه واستنادا للفقرة الثانية من المادة 22التي تنص على
1
يجب تسجيل حكم تثبيت الزواج في الحالة المدنية بسعي من النيابة العامة.
ومعنى ذلك أن المشرع وبعد استصدار حكم بتثبيت الزواج الع رفي أعفى األطراف من
تسجيله بسجالت الحالة المدنية وجعل ذلك على عاتق النيابة العمة.
وبعد أن يتم تسجيله بسجالت الحالة المدنية كمرحلة ثانية وأخيرة وعند نهاية المرحلة
األخيرة من هاتين المرحلتين فقط يستطيع مثل هذا الشخص أن يثبت قانونا قيام عقد زواج
2
بينه وبين شخص آخر بالوسيلة التي حددها قانون األسرة.
2عبد العزيز سعد ،الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ،مرجع سابق ،ص .165
56
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
المبحث الثاني :آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا.
إن عقد الزواج العرفي المبرم بين الرجل والمرأة سواء كان مكتمل األركان والشروط ال
يمكن االحتجاج به على الغير وال يعطي نتائجه إال بتثبيته بحكم وتسجيله فيما بعد بسجالت
الحالة المدنية.
وألن عقد الزواج الع رفي يثبت بجميع الطرق فإنه بعد ثبوته يخلف آثا ار تتعلق بحقوق
الزوجين المشتركة وهو ما سنبينه في الفرع األول ،أما الفرع الثاني فنخصصه إلى آثار الزواج
العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا.
وهي آثار يشترك فيها الزوجان معا وال يمكن أن تصح ألحدهما دون اآلخر وتنحصر
فيما يلي:
_ حل االستمتاع بين الزوجين؛
_ حرمة المصاهرة إذ يحرم على الزوج التزوج باصول الزوجة بمجرد العقد ،وبفروعها إن
حصل الدخول بها؛
_ ثبوت التوارث بين الزوجين إذ نصت المادة 126من قانون األسرة الجزائري من أسباب
اإلرث القرابة الزوجية؛
1
_ ثبوت نسب األوالد ،فهو حق للزوجين كما أنه حق لألوالد.
ومن آثار الزواج العرفي حقوق أدبية معترف بها حسب العرف والعادة نذكر منها:
57
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
58
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
معزوز دليلة ،إجراءات عقد الزواج الرسمي وطرق اثباته ومشكالت اإلثبات في الزواج العرفي ،مذكرة ما جيستير، 1
59
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
_ قد يتهاون الزوج في نفي النسب باللعان من زوجته الزانية ظانا منه أنه ال يمكنها إثبات
زواجه العرفي منها ،لكن إذا أثبتت الزوجة هذا الزواج قانونا ،فإن الولد ينسب إليه وهو ليس
1
منه وذلك لفوات أجل المالعنة المحددة بثمانية أيام شرعا وقانونا؛
_ لجوء أفراد ال مجتمع إلى طرق الكسب غير المشروع من خالل الزواج العرفي للحصول على
المعاشاة التي تنقطع عليها المنحة بمجرد تسجيل الزواج؛
_ كثرة القضايا المتعلقة بإثبات الزواج الع رفي وتأثير ذلك على المجتمع ،من خالل واللجوء
إلى إثبات عالقات االغتصاب والعالقات غير الشرعية.
ال مطلب الثاني :آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا
في هذا المطلب سنتناول أهم القرارت المتعلقة بالزواج العرفي وآثاره من خالل اجتهاد
المحكمة العليا وما توصلت إليه بهذا الشأن الفرع األول بالنسبة إلثبات العالقة الزوجية وثبوت
النسب ،والفرع الثاني نخ صصه آلثار الزواج العرفي بالنسبة للنفقة والتوارث بين الزوجين.
الفرع األول :بالنسبة إلثبات العالقة الزوجية وثبوت النسب
ذلك أنه وفي أغلب القضايا ما يثور النزاع بين األطراف حول العالقة الزوجية وما يتنج
عنه من خالفات تجعل قضاة الموضوع تارة يوفقون في التصدي لها بق اررات موفقة حسب ما
يقتضيه الشرع والقانون وتارة تكون ق اررات مخالفة لمبادىء الشريعة االسالمية فيما تعلق بإثبات
العالقة الزوجية وثبوت النسب ولذا ارتأينا أن نورد بعض الق اررات في هذا الشأن ومنها.
أوال :بالنسبة إلثبات العالقة الزوجية
ومن ذلك جاء في قرار للمحكمة العليا ملف رقم 28784 :بتاريخ.1982/11/22 :
" ...يعتبر كل زواج صحيحا إذا توافرت أركانه ولو كان غير مسجل بالحالة المدنية وتترتب
2
عليه آثاره وكافة الحقوق".
ومنه نستنتج أن كل زواج تكتمل أركانه وشروطه فهو زواج منتج آلثاره وتترتب عليه
الحقوق والواجبات الزوجية الذكورة سابقا.
جاء في قرار المحكمة العليا ملف رقم 34137 :بتاريخ .1984 /10/06 :
بن ابراهيم نور الدين ،إشكاليات الزواج العرفي ،مذكرة مقدمة لنيل متطلبات شهادة الماستر ،جامعة محمد خيضر 1
60
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
" ..من المقرر شرعا أن الزواج الذي ال يتوافر على األركان المقررة شرعا يكون باطال.
ومن ثم فال تعتبر العالقة غير الشرعية بين الرجل والمرأة زواجا ،ولما كان كذلك فإن
القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا ألحكام الشريعة االسالمية ،إذا كان الثابت في قضية
الحال أن العالقة التي كانت تربط بين الطرفين عالقة غير شرعية إذ أن كالهما اعترف أنه
كان يعاشر صاحبه جنسيا ،فإن قضاة االست ئناف باعطائهم إشهادا للمستانف على اعترافه
بالزواج وتصحيحه بالحاق نسب الولد بأبيه وتقرير حقوق المستانفة خرقو أحكام الش ريعة
االسالمية" 1 .أنه في حالة وفاة أحد الزوجين فشادة الشهود التكفي إال مع حلف اليمين.
وقد جاء في قرار للمحكمة العليا ملف رقم 37501 :بتاريخ .." ،1985/09/23 :إذا
كان من المبادىء السائدة شرعا وقضاء أن إثبات عقد الزواج في حالة وفاة أحد الزوجين يكون
مؤسسا على شهادة شهود يؤكدون صحة انعقاده وفقا لتعاليم الش ريعة اإلسالمية ،وأن االكتفاء
بثالثة أشخاص كان أفضل من شهد منهم أنه حضر الفاتحة ،فهي شهادة في غاية من االجمال
وليست مما يثبت بها عقد الزواج اذا ما كانت شهادة اآلخرين أضعف منها فإن االثبات بالبينة
على هذا النحو ال يكفي وحده إال مع يمين المدعية ،لذلك يستوجب نقض القرار القاضي
باثبات عقد زواج المدعية بشخص متوفى تأسيسا على شهادة ثالثة أشخاص ليست كافية لهذا
2
االثبات ودون تحليف المدعية اليمين".
ومعنى ذلك أن الزواج العرفي هو زواج حسب الش ريعة االسالمية مكتمل اآلركان
والشروط وأنه ال يجب أن تصحح العالقات المشبوهة والمحرمة شرعا وقانونا.
ثانيا :بالنسبة لثبوت النسب
جاء في قضاء المحكمة العليا حول ثبوت النسب بالزواج العرفي ما يلي:
" من المقرر قانونا أنه يثبت الولد ألبيه متى كان الزواج شرعيا .ومن المقرر قانونا
أيضا أنه يثبت النسب بالزواج الصحيح وباإلقرار وبالبينة وبنكاح الشبهة أو بكل نكاح تم
فسخه بعد الدخول ،طبقا للمواد 34 ،33 ،32من هذا القانون ،ومن ثم فإن القضاء بخالف
ذلك يعد مخالفا للقانون.
نبيل صقر ،قمراوي عز الدين ،قانون األسرة نصا وتطبيقا ،مرجع سابق ،ص .20 1
61
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
ومتى تبين _ في قضية الحال _ أن قضاة المجلس لما قضوا بتأييد الحكم المستانف
القاضي بتعيين خبرة طبية قصد تحليل ال دم للوصول إلى تحديد النسب خالفا لقواعد إثبات
النسب المسطرة شرعا وقانونا طبقا للمادة 40من قانون األسرة فإنهم بققضائهم كما فعلوا
1
تجاوزوا سلطتهم وعرضوا قرارهم للنقض .ومتى كان ذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه".
جاء في قرار آخر للمحكمة العليا يتعلق بنفي النسب بالطرق المشروعة.
" من المقرر قانونا أنه يثبت نسب الولد ألبيه متى كان الزواج شرعيا وأمكن االتصال
ولم ينفه بالطرق المشروعة.
من المس تقر عليه قضاء أن مدة نفي الحمل ال تتجاوز ثمانية أيام ،ومتى تبين _ في
قضية الحال _ أن المطعون ضده لم يبادر بفي الحمل من يوم علمه به وخالل المدة المقررة
شرعا وتمسك بالشهادة الطبية التي تعتبر دليال قاطعا وألن الولد ولد بعد مرور أكثر من ستة
أشهر على البناء ،وأ ن قضاة الموضوع بقضائهم بصحة الزواج العرفي مع رفض الحاق نسب
الولد بأبيه عرضوا قرارهم للتناقض مع أحكام المادة 42 ،41من قانون األسرة فيما يخص
2
الحاق النسب .ومتى كان ذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه".
الفرع الثاني :آثار الزواج العرفي بالنسبة للنفقة والتوارث بين الزوجين
إن الزواج الع رفي وكما سبق ذكره ي رتب جمع اآلثار المترتبة متى كان الزواج شرعيا
ومن اآلثار استحقاق الزوجة للنفقة ،سواء نفقة العدة أو النفقة الغذائية ،المنصوص عليها في
المواد 74:وما يليها من قانون األسرة كما أنه من أسباب اإلرث القرابة الزوجية.
أوال :آثار الزواج العرفي بالنسبة للنفقة
وفي هذا الشأن صدر عن المحكمة العليا ق ار ار قضى بما يلي:
" ..من المقرر شرعا أن انتقال ا لزوجة إلى بيت الزوجية واختالء الزوج بها في بيته
وغلق بابه عليها وهو الذي ما يعبر عنه شرعا "بإرخاء الستور" ،أو "خلوة االهتداء" يعتبر
دخوال فعليا يرتب عليه اآلثار الشرعية وتنال الزوجة كامل صداقها ،ومن المقرر أيضا أن
المحكمة العليا ،غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،222674 :قرار بتاريخ ،1999/06/15 :المجلة القضائية عدد 1
62
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
الدخول المسلم به يوجب العدة حتى ولو اتفق الطرفان على عدم الوطء ويوجب نفقتها ونفقة
ما قبلها في غياب المسقط عليها ومن ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بمخالفة القانون
في غير محله يستوجب رفضه.
لما كان من الثابت _ في قضية الحال _ أن الزوجة زفت للطاعن واختلى بها في بيته
ولم ينكر إصابتها ،وأن الدخول مسلم به ،فإن قضاة اإلستئناف الذين حكموا للزوجة بكامل
صداقها باالضافة إلى نفقة العدة ونفقة اإلهمال لم يخالفوا القانون ،ومتى كان ذلك استوجب
1
رفض الطعن.
وقد جاء في قرار للمحكمة العليا أن نفقة الزوجة واجبة على زوجها رغم يسارها وأنه
اليسقط حقها فيها.
" ..من المقرر شرعا أن يسار الزوجة ال يسقط حقها وحق أوالدها في النفقة بدون
مبرر شرعي.
إن قضاة الموضوع بقضائهم بإلغاء النفقة المقضي بها في الحكم المستانف بحجة يسار
2
الزوجة ( الطاعنة) رغم عدم إثبات عسر المطعون ضده أخطئوا تطبيق القانون".
63
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
الموت ولو كان طالقا بائنا ومات أثناء عدتها وثبت أنه قصد حرمانها من الميراث ،فإنها تعتد
1
بأطول األجلين الطالق والوفاة وعليه فالطعن في الحكم الحالي في غير محله ويرفض".
فلقد أولى القضاء اهتماما بالغا بآثار الزواج العرفي وهو ما تولد عنه الكثير من النزاعات
التي الزالت قائمة بين األزواج أو بين ورثتهم.
المحكمة العليا ،غرفة األحوال الشخصية ،ملف رقم ،101444:قرار بتاريخ ،1993/12/21 :المجلة القضائية ،العدد 1
64
الفصل الثاني .......................:إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا
خالصة:
وما يمكن استخالصه من دراستنا لهذا الفصل أن إثبات الزواج يتم بمستخرج من
سجالت الحالة المدنية ،وفي حالة عدم تسجيله بثبت بحكم قضائي ،وأن الزواج منتج آلثاره
المادية واألدبية.
كما نجد أن الزواج العرفي المكتمل األركان والشروط ،والذي تم انعقاده حسب الش ريعة
اإلسالمية هو زواج معترف به شرعا وقانونا ومنتجا ألثاره ،ويرتب كافة الحقوق الزوجية الواجبة
على كل منهما.
وأن ما يؤخذ عليه أنه غير مسجل بسجالت الحالة المدنية ولذلك فإن المشرع ونظ ار
الى أنه يدرك أن الزواج يثبت بجميع الطرق ،فإنه جعل له طريقا لتسجيله بسجالت الحالة
المدنية من خالل استصدار حكم قضائي يقضي بتثبيته.
وأن خصوصية عقد الزواج تجعل من تسجيله بسجالت الحالة المدنية على عاتق النيابة
العامة وبذلك يكون المشرع قد أعفى ضمنيا أطراف الدعوى من السعي بتسجيله.
كما أنه كان لقضاء المحكمة العليا في مسائل شؤون األسرة دو ار بار از في الفصل في
بعض النقاط التي مازالت تثير الكثير من الغموض والمتعلقة خاصة بالنسب وما يثار حوله
من نزاع.
65
خاتــمة
خاتمة
من خالل دراستنا لموضوع المذكرة تجلى لنا أنه على الرغم من إفراد المشرع الجزائري
لقسم خاص باإلجراءات التي يجب اتباعها أمام المحاكم إال أنها في غاية الصعوبة بالنسبة
للمتقاضين خاصة وأن في قضايا شؤون األسرة البد من معرفة القواعد الموضوعية واإلجرائية
معا الرتباطهما في قضايا األسرة ،وألن الجانب الشكلي المنصوص عليه في قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية ال يكفي وحده ،إذ البد من اإللمام بالجانب الموضوعي المنصوص عليه في
قانون األسرة.
ولقد حرص المشرع من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أن يضع قواعد
مشتركة بين جميع القضايا ،تمثلت في اإلجرات المتعلقة بالدعوى ،كشروط قبول الدعوى
وشكل عريضة افتتاح الدعوى والبيانات الخاصة بها ،كما أن اإلختصاص العام للمجالس
القضائية يتحدد من اختصاص المحاكم التابع لها ،وقد تطرقنا لهذه القواعد من خالل بحثنا،
وقد بينت في الدراسة موقف القضاء في قضايا شؤون األسرة مستندا على أهم الق اررات القضائية
الصادرة عن المحكمة العليا.
حيث خلصت الى ما يأتي:
_1أن الدعوى تهدف إلى المطالبة بحق أو حمايته ،وتتم بعريضة افتتاحية يجب أنة
تتخذ شكال معينا ،وبيانات إلزامية البد منها ،وأن تقيد بأمانة ضبط المحكمة ،وتأخذ رقما
تسلسليا خاص بها.
_ 2أن المراكز القانونية ألطراف الدعوى تتحد بعد رفع الدعوى ،فيتبين المدعى والمدعى
عليه (أو المدعى عليهم).
_3أن القاضي وحده من خالل تصفح أوراق الدعوى وبعد انتهاء المرافعات وبعد الفصل
في الدعوى من يحدد الصفة والمصلحة في اطراف الدعوى.
_4أن إجراءات التقاضي في قانون األسرة قد خصها المشرع بقسم خاص بها.
_5أن القضايا التي يختص بها قسم شؤون األسرة هي القضايا الناشئة عن العالقة
الزوجية وما يترتب عنها من آثار.
_ 6أن القضايا التي تختص بها المحاكم اقليما يختص بها المجلس القضائي التابعة له
في حالة االستئناف ،كما يتم الطعن فيها أمام غرفة األحوال الشخصية بالمحكمة العليا.
67
خاتمة
_ 7أن عقد الزواج يثبت بمستخرج من سجالت الحالة المدنية أو بموجب حكم قضائي
في حالة عدم تسجيله ،أما بالنسبة للزواج العرفي فإنه يثبت بجميع الطرق ،وفي حالة اثباته
يرتب جميع اآلثار المقررة شرعا وقانونا للزواج الرسمي.
_8كان لقضاء شؤون األسرة ال سيما على مستوى المحكمة العليا ،الدور البارز فيما
تعلق بقضايا الزواج وآثاره.
_ 9أن قضاء المحكمة العليا سار في االتجاه الذي رسمته الش ريعة االسالمية ،وتجلى
ذلك من خالل الق اررات الصادرة في قضاء األسرة.
وفي األخير ،نحمد هللا تعالى الذي أعاننا على اتمام هذا البحث كما نتمنى أن نكون قد
وفقنا في دراسته.
68
قائـمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
أوال :المصادر
ثانيا :المراجع
أ -الكتب:
ابراهيم عبد الرحمن ،الوسيط في شرح قانون األحوال الشخصية ،الزواج والفرقة حقوق .1
األقارب ،القسم األول ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن ،دون طبعة ،سنة .1999
العربي بلحاج ،أحكام الزوجية وآثارها في قانون األسرة الجزائري ،دار هومة للطباعة .2
العربي بلحاج ،الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري ،أحكام الزواج ،ديوان المطبوعات .3
بن عبيدة عبد الحفيظ ،الحالة المدن ية واجرائتها في التشريع الجزائري ،دار هومة للنشر .4
هالل العيد ،الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية ،دراسة تحليلية ومقارنة .5
حسين بوشينة ونبيل صقر ،الدليل العملي للمحامي في المواد المدنية وتحرير العرائض .6
مبادىء عامة في تحرير العرائض ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،طبعة
جديدة ،دون سنة النشر.
حسين طاهري ،األوسط في شرح قانون األسرة الجزائري مدعما باجتهاد المحكمة العليا .7
والمذاهب الفقهية ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،دون طبعة ،سنة .2009
70
قائمة المصادر والمراجع:
مولود ديدان وآخرون ،قانون األسرة الجزائري ،دار بلقيس للنشر ،الجزائر ،دون طبعة، .8
سنة .2018
نبيل صقر ،قمراوي عز الدين ،قانون األسرة نصا وتطبيقا ،دار الهدى للطباعة والنشر .9
نبيل صقر ،قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، .10
عبد الوهاب بوضرسة ،الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى ،بين النظري والتطبيق، .11
دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،دون طبعة ،سنة .2005
عبد هللا مسعودي ،شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية الجديد ،دار هومة للطباعة .12
والنشر والتوزيع ،الجزائر ،الجزء األول ،الكـتاب األول والثاني ،دون طبعة سنة .2018
عبد الع زيز سعد ،اجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية، .13
دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،دون طبعة ،سنة .2013
عبد العزيز سعد ،الجرائم الواقعة على نظام األسرة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، .14
عبد العزيز سعد ،الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ،دار هومة للطباعة والنشر .15
عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد ،أحكام الزواج والطالق بعد .16
التعديل ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،الطبعة الثالثة معدلة ،سنة .2018
71
قائمة المصادر والمراجع:
عبد الرزاق يعقوبي ،الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية على ضوء .17
اجتهادات الجهات القضائية العليا ،شرح الكتابين الثاني والثالث ،دارهومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ،الجزء الثاني ،دون طبعة ،سنة .2019
عبد الرحمن بربارة ،شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية ( قانون رقم 09_08مؤرخ .18
عمر بن سعيد ،االجتهاد القضائي وفقا ألحكام قانون االجراءات المدنية واالدارية ،دار .19
خليل بوصنوبرة ،الوسيط في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية ،الجزء األول، .20
بن الطيرش مخلوف ،ش ريف عبد المالك ،دور قاضي األحوال الشخصية في المنازعات .2
المتعلقة بشؤون األسرة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،جامعة عمار ثليجي ،األغواط ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،السنة .2018_2017
معزوز دليلة ،اجراءات عقد الزواج الرسمي وطرق اثباته ومشكاالت االثبات في الزواج .3
المدنية ،وقانون األسرة ،دفاتر السياسة والقانون ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد 13
جوان .2015
72
قائمة المصادر والمراجع:
علي بداوي ،عقود الزواج العرفية بين قصور احكام القانون ومتطلبات المجتمع ،موسوعة .2
الفكر القانوني ،دار الهالل للخدمات االعالمية ،الجزائر ،العدد الثاني ،نوفمبر سنة .1999
المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية ،عدد 21سنة .2008
القانون رقم 05_09 :المؤرخ في ،2005/05/04المتضمن الموافقة على األمر 02 .2
قانون رقم 08_14 :مؤرخ في 13شوال عام ،1435الموافق ل 09غشت 2014يعدل .3
ويتمم األمر رقم 20_70 :المؤرخ في 13ذي الحجة عام ، 1389الموافق ل 19فبراير
، 1970المتعلق بالحالة المدنية ،الجريدة الرسمية العدد ،49سنة .2008
73
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
شكر وتقدير
اإلهداء
أ-ه مقدمة
الفصل األول :شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره
07 تمهيد
08 المبحث األول :شروط قبول الدعوى.....................................................
08 المطلب األول :الشروط الشكلية....................................................
08 الفرع األول :الصفة...............................................................
09 أوال :الصفة في المدعي............................................................
09 ثانيا :الصفة في المدعى عليه.....................................................
10 الفرع الثاني :المصلحة............................................................
11 أوال :المصلحة القائمة............................................................
11 ثانيا :المصلحة المحتملة..........................................................
11 ثالثا :المصلحة في الحق الموضوعي...............................................
12 المطلب الثاني :في عريضة افتتاح الدعوى وانعقاد الخصومة........................
12 الفرع األول :في شكل وبيانات ع ريضة افتاح الدعوى................................
13 أوال :البيانات المطلوبة.............................................................
14 الفرع الثاني :في انعقاد الخصومة وتقديم المستندات.................................
14 أوال :في التكليف بالحضور للجلسة.................................................
16 ثانيا :في تقديم المستندات.........................................................
18 المبحث الثاني :في اختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره................
18 المطلب األول :االختصاص النوعي لقسم شؤون األسرة في الزواج وآثاره.............
18 الفرع األول :االختصاص النوعي في قضايا الزواج.................................
18 أوال :االختصاص النوعي للمحاكم .................................................
فهرس المحتويات:
Study summary:
The Algerian legislator, through the new Civil and Administrative Procedures
Law, has attached importance to the shortcomings of the Family Affairs Depart-
ment and its individual divide in its own right, and we have touched in our study
of the most important cases that The Family Affairs Department specializes in it
in matters of marriage and its effects, in addition to that, we have concluded that
marriage is proven by an extract in the civil status, and in the event that it is not
registered, it is proven by a court ruling.
Through our study we concluded that the Supreme Court's judiciary in matters of
family affairs has a prominent role in adjudicating some points that still raise a lot
of ambiguity related to lineage and the dispute raised around it, as well as it went
in the direction drawn by Islamic law, and this was evident. نThrough decisions
issued in the family court.