اجراءات التقاضي في شؤون الأسرة PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 103

‫جامعة زيان عاشور ‪-‬الجلفة‪-‬‬

‫‪Zain Achour University of Djelfa‬‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫‪Faculty of Law and Political Sciences‬‬

‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة ضمن متطلبات‬


‫نيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص ق انون األسرة‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬هاللي مسعود‬ ‫‪ -‬مرغاد فوزي‬
‫‪ -‬شوية مختار‬

‫لجنة المناقشة‬

‫رئيسا‬ ‫‪ -‬د‪/‬أ‪ .‬معيزة عيسى‬


‫مقررا‬ ‫‪ -‬د‪/‬أ‪ .‬هاللي مسعود‬
‫ممتحنا‬ ‫‪ -‬د‪/‬أ‪ .‬لعروسي سليمان‬

‫الموسم الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫‪2020/M071F/M071170064/M021040‬‬
‫الإهداء‬
‫امحلد هلل وكفى والصالة عىل احلبيب املصطفى‬
‫وأههل ومن وىف أما بعد‪:‬‬
‫امحلد هلل اذلي وفقنا لتمثني هذه اخلطوة يف‬
‫مسريتنا ادلراس ية مبذكرتنا هذه مثرة اجلهد والنجاح‬
‫بفضهل تعاىل همداة اإىل لك من علمين حرفا يف‬
‫مشواري ادلرايس‬
‫اإىل لك العائةل الكرمية الم والب حفظهام هللا‬
‫ورعامه واىل لك الإخوة العزاء‬
‫اإىل لك صديق دراسة مع متنيايت هلم ابلنجاح‬
‫والتوفيق‬
‫اإىل لك أساتذيت جبامعة عاشور زاين الجالء‬
‫والكرام‬
‫اإىل زماليئ يف املهنة واىل لك صديق وصديقة ممن‬
‫سامهوا يف مساعدتنا يف معلنا هذا‪.‬‬

‫*مرغاد فوزي *‬
‫*شوية خمتار *‬
‫شكر وتقدير‬
‫بلك احلب والاحرتام والوفاء وبأرق لكامت‬
‫الشكر والثناء ومن قلوب ملؤها الإخاء نتقدم ابلشلك‬
‫اجلزيل للك من ساندان يف سبيل حتصيل علمنا ومعرفتنا‬
‫وإامتام ملذكرتنا‪.‬‬
‫للك أس تاذ فاضل تعلمت منه حرفا وهنلت من‬
‫معرفته اإىل أعضاء جلنة املناقشة احملرتمني والجالء‬
‫ادلكتور معزية عيىس ولعرويس سلامين لقبوهلم مناقشة‬
‫مذكرتنا اإىل أس تاذان الفاضل ومرشفنا ادلكتور هاليل‬
‫مسعود شكرا عىل لك ما قدمته لنا من جمهودات‬
‫وتوجهيات وارشادات من أجل اإمتام معلنا هذا يف‬
‫أحسن وجه والشكر املوصول للك من قدم لنا يد العون‬
‫سواء من بعيد أو من قريب دون أن ننىس الخ بدر‬
‫ادلين فياليل‪.‬‬

‫*مرغاد فوزي *‬
‫* شوية خمتار *‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل على جزيل نعمائه‪ ،‬ونشكره شكر المعترف بمننه وآالئه‪ ،‬ونصلي ونسلم على صفوة‬
‫أنبيائه‪ ،‬وعلى آله وصحبه وأوليائه إلى يوم الدين ثم أما بعد‪:‬‬
‫إن تطور الحياة اليومية وزيادة نشاط األفراد وعالقاتهم المختلفة في شتى مجاالت الحياة المختلفة‪،‬‬
‫سواء فيما بينهم أو مع الدولة صاحبة السيادة و السلطة‪ ،‬دفع المشرع إلى ضرورة تشريع مجموعة من‬
‫القوانين و األحكام لتنظيم هذه العالقة من خالل تحديد الحقوق و الواجبات و إعطاء لكل ذي حق حقه‪،‬‬
‫و لكن رغم وجود هذه األحكام و قيامها تظهر بعض التجاوزات و االنتهاكات من قبل البعض على حقوق‬
‫الغير‪ ،‬واالعتداء على مصالحهم المشروعة‪ ،‬لكن المشرع حين سن النصوص التشريعية وضع في حسبانه‬
‫هذا األمر‪ ،‬و جعل ضمن نصوص القانون وسيلة لحماية هذا الحق وهي الدعوى‪ ،‬فالدعوى هي الطريقة‬
‫ال قانونية الذي سطرها القانون لألشخاص بهدف حماية حقوقهم‪ ،‬ورفع العدوان عن مصالحهم عن طريق‬
‫اللجوء إلى القضاء محددا بذلك أسس وأركان تقوم عليها هذه الوسيلة المتمثلة في الدعوى القضائية‪.‬‬
‫وكما أن حق اللجوء إلى القضاء هو حق دستوري كرسه المشرع الجزائري لكل مواطن دون تمييز‬
‫وال استثناء وذلك بالمادة ‪ 29‬من الدستور الجزائري والتي نصت على أنه " كل المواطنين سواسية أمام‬
‫القانون‪ ".....‬والمادة ‪ " 139‬تحمي السلطة القضائية المجتمع والحريات وتضمن للجميع ولكل واحد‬
‫المحافظة على حقوقهم األساسية "‪ ،1‬و تكمن فكرته في إعطاء الحق ألي شخص مسه ضرر سواء‬
‫بحقوقه الشخصية أو الموضوعية اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بحقوقه و جبر أي ضرر لحق به‬
‫في إطار النزاع القائم و إنصاف أصحاب الحقوق قضائيا فالمادة ‪ 03‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية في فقرتها األولى نصت على أنه " يجوز لكل شخص يدعي حقا‪ ،‬رفع دعوى أمام القضاء‬
‫للحصول على ذلك الحق أو حمايته‪."2‬‬
‫ومن هذه النزاعات التي يعالجها القضاء ومن أهمها نجد النزاعات المتعلقة بالروابط التي تجمع‬
‫بين األشخاص سواء من حيث تشكيلها أو حتى انحاللها والتي تثير عدة إشكاالت ونزاعات نذكر من‬
‫بينها تلك النزاعات القائمة بين أفراد العائلة الواحدة‪ ،‬والتي أعطاها المشرع أهمية بالغة فخصص لها قسم‬
‫بكل محكمة تحت عنوان قسم شؤون األسرة إذا كانت أمام المحكمة االبتدائية وغرفة شؤون األسرة أمام‬
‫المجالس القضائية‪.‬‬

‫القانون رقم‪ ،16،01:‬المؤرخ في‪ 06:‬مارس ‪ 2016‬المتضمن التعديل الدستوري ل ‪ 2016‬الجريدة الرسمية‪ :‬عدد‪ ،14‬المؤرخ في‬ ‫‪1‬‬

‫‪2016.03.07‬‬
‫المادة‪ 03 :‬من القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬الموافق لـ ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتضمن قانون اإلجراءات‬ ‫‪2‬‬

‫المدنية واإلدارية الجريدة الرسمية رقم ‪ 21‬صادرة بتاريخ‪ 22 :‬أفريل ‪.2008‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................‬‬

‫وتظهر جليا أهمية القضايا المطروحة أمام قسم شؤون األسرة حينما خصص لها المشرع قسم‬
‫كامل في الفصل األول من الباب األول لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تحت عنوان "صالحيات قسم‬
‫شؤون األسرة" ويضم ‪ 76‬مادة بدأ من المادة ‪ 423‬وصوال إلى المادة ‪ 499‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬وبالتالي فقد أوالها المشرع أهمية كبيرة نظ ار لحساسيتها وخطورتها على استقرار األسرة وبالتالي‬
‫استقرار المجتمع‪ ،‬وقد استحدث المشرع أحكاما كثيرة تخص هذا الفرع كأحكام الطالق والوالية واألمور‬
‫اإلستعجالية‪.‬‬
‫وباعتبار أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية هو أداة للتطبيق السليم لقانون األسرة ال سيما فيما‬
‫تعلق منها بإجراءات التقاضي فيها وباألخص في انحالل الزواج وأثاره‪ ،‬وحتى تتبين لنا الصورة من خالل‬
‫دراستنا لهذا الموضوع الموسوم بـ‪ " :‬إجراءات التقاضي في قانون األسرة في التشريع الجزائري – انحالل‬
‫الزواج وآثاره أنموذجا"‪.‬‬
‫والذي سنتناوله بالشرح وفقا للعناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أهمية الموضوع‪:‬‬

‫‪ -1‬إن الموضوع في حد ذاته يتناول حي از معينا يبين أهم النزاعات التي تقوم بين األزواج فيما بينهم‬
‫داخل األسرة الواحدة‪ ،‬األمر الذي معه يستلزم منا تبيان مختلف اإلجراءات القانونية التي تتطلبها دعاوى‬
‫انحالل الرابطة الزوجية بجميع صورها‪ ،‬من خالل قانون األسرة وقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الموضوع يكتسي حيوية كبيرة‪ ،‬كون أن قضايا الطالق تعد من أهم المسائل التي تطرح بحدة‬
‫أمام الجهات القضائية في مجال شؤون األسرة في الوقت الحاضر‪ ،‬وفقا لإلحصائيات التي تبين أنها في‬
‫ارتفاع مستمر عبر السنين‪ ،‬فهي تشكل معضلة حقيقية نظ ار للغموض والتعقيد اللذين يعتريانها‪ ،‬خاصة‬
‫ما تعلق بإجراءات التقاضي أمام الجهة القضائية‪ ،‬األمر الذي أضفى عليه أهمية كبيرة من ناحية البحث‬
‫والدراسة القانونية والقضائية‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ -1‬األسباب الذاتية‪:‬‬
‫‪ -‬صلة الموضوع بميدان تخصصي والميل الشخصي للموضوعات المتعلقة بقانون األسرة ومختلف‬
‫موضوعاتها ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في البحث والتقصي بغية الوقوف على حقيقة هذا الموضوع خاصة في ظل ما يكتنفه من‬
‫غموض وعدم استقرار مما عزز رغبتي وشعوري بأهمية الدراسة‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬رغبة منا في إثراء الموضوع من الناحية اإلجرائية سيما وأن الكثير ممن ليست له دراية قانونية يجهل‬
‫كيفية بسط أو طرح دعوى للمطالبة بحق أو حمايته أمام الجهات القضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬األسباب الموضوعية‬
‫‪ -‬قلة الدراسات القانونية التي تناولت بعمق اإلضافات الجديدة التي استحدثها المشرع الجزائري بموجب‬
‫األمر ‪ 02/05‬المعدل والمتمم لقانون األسرة الجزائري والقانون رقم‪ 09/08 :‬المتعلق بقانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية أو بنصوص وقوانين خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬ب روز الكثير من المشاكل العملية العديدة التي تثار بمحاكمنا حول انحالل الرابطة الزوجية بسبب عدم‬
‫وجود قوانين إجرائية تحكم بعض قضايا شؤون األسرة وتنظمها وقلتها في بعض األحيان إضافة إلى قلة‬
‫االجتهادات القضائية فيها‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف الموضوع‪:‬‬
‫‪ -‬بيان الطبيعة القانونية لكل إجراء من إجراءات التقاضي في شؤون األسرة في انحالل الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف على أهم اآلثار التي تترتب عن انحالل الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان أهم الطرق لحل الرابطة الزوجية‪.‬‬
‫‪ -‬توضيح مختلف اإلجراءات القانونية لرفع دعوى انحالل الرابطة الزوجية أمام الجهة المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج المتبع في الدراسة‪:‬‬
‫وعليه لما كان هذا العمل المنهجي ذا خصوصية استوجب تحديد مواقف المشرع منها‪ ،‬وكذا‬
‫التطبيقات القضائية بخصوصها‪ ،‬وكل ذلك سيتم باالعتماد على المنهج التحليلي االستنباطي‪ ،‬وذلك‬
‫بتحليل اآلراء والنصوص واإلجراءات القانونية واألحكام القضائية المتعلقة بهذا الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫في حدود اطالعنا المتواضع عثرنا على بعض الدراسات ذات الصلة بالموضوع في شكل شروحات‬
‫لقانون األسرة الجزائري ورسائل وبحوث أكاديمية نذكر منها على سبيل المثال‪ " :‬قانون األسرة الجزائري‬
‫في ثوبه الجديد " لألستاذ عبد العزيز سعد ومذكرة لنيل شهادة الماجستير من إعداد األستاذ مالحي محمد‬
‫بعنوان " دعاوى انحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري " نوقشت سنة ‪ 2016/2015‬بكلية‬
‫الحقوق قسم شؤون األسرة جامعة الجزائر ‪.01‬‬
‫وهناك بعض الدراسات والمقاالت تناولت موضوع قانون األسرة منشورة في بعض المجالت ومواقع‬
‫اإلنترنيت إال أنها عالجت الموضوع في بعض من جزئياته تفتقر إن صح التعبير إلى البعد التكاملي في‬

‫ج‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................‬‬

‫الطرح‪ ،‬وعلى هذا األساس جاءت دراستنا للموضوع أكثر قانونية وعملية ألن ما يهم هو اإلجراء والجانب‬
‫التطبيقي في تناول إجراءات التقاضي في شؤون األسرة سيما ما تعلق منها بانحالل الرابطة الزوجية‬
‫وطرقها واإلشكاالت التي تعتري ذلك سيما ما تعلق بإشكاالت الطالق العرفي وطرق إثباته والجديد في‬
‫طرق تسجيل الدعاوى وما تعلق بطابع الدمغة على عرائض افتتاح أو مختلف مذكرات المحامين‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تتجلى أولى صعوبة واجهناها في بحثنا هذا هو تزامنه مع جائحة كرونا أو كوفيد ‪ 19‬عافانا اهلل منه‬
‫واياكم الذي اجتاح المعمورة ولم تكن بلدنا بمنأى منه مع تطبيقها إلجراءات الحجر الصحي وتبعاته الذي‬
‫حال دون تنقلنا أو حصولنا على مراجع‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك قلة المراجع المتخصصة والتي عالجت موضوع الدراسة سيما من جانبه التطبيقي واإلجرائي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪:‬‬
‫يدور موضوع البحث حول تساؤل رئيسي مفاده إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في ضبطه‬
‫لمختلف اآلليات القانونية واإلجرائية في مسألة انحالل الزواج وأثاره؟ والتي بدورها تضم جملة من‬
‫التساؤالت الفرعية المتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فيما تتمثل صالحيات قسم شؤون األسرة لحل النزاعات المختص بمعالجتها؟ وفيما تتمثل أحكام‬
‫التقاضي أمام هذا القسم؟‬
‫‪ -‬إلى أي مدى حرص المشرع الجزائري على مراقبة وتسهيل إجراءات التقاضي أمام قاضي شؤون‬
‫األسرة؟‬
‫‪ -‬ما طبيعة األحكام الصادرة بفك الرابطة الزوجية واجراءات الطعن فيها وتنفيذها؟‬
‫‪ -‬ما هي أهم اإلشكاالت الناتجة عن تطبيق النصوص القانونية في مجال فك الرابطة الزوجية سيما ما‬
‫تعلق بمسألة الطالق العرفي؟ وهل هي كافية لضمان ممارسة قضائية سليمة؟‬
‫‪ -‬الخطة المقترحة ‪:‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة والتساؤالت الفرعية عنها فقد قمنا بتقسيم بحثنا وموضوع مذكرتنا‬
‫لفصلين‪:‬‬
‫‪ -1‬الفصل األول تناولنا فيه إجراءات التقاضي في انحالل الزواج أين قسمناه إلى ثالث مباحث‪ ،‬المبحث‬
‫األول بعنوان شروط رفع الدعوى وقواعد االختصاص‪ ،‬ومبحث ثاني تحت عنوان إجراءات انحالل الزواج‬
‫في التشريع الجزائري‪ ،‬أما المبحث الثالث فقد ورد بعنوان مرحلة صدور األحكام والق اررات وأث ارهما‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬الفصل الثاني ولقد ضمناه ما يتعلق بـ‪ :‬إجراءات طرق الطعن في األحكام والق اررات وتنفيذها‪ ،‬قسمناه‬
‫بدوره إلى ثالثة مباحث‪ ،‬األول تحت عنوان إجراءات وطرق الطعن في األحكام والق اررات‪ ،‬أما بخصوص‬
‫المبحث الثاني بعنوان إشكاالت الطالق العرفي وكيفية إثباته ومبحث ثالث وأخير خصصناه لبيان‬
‫إجراءات وطرق التنفيذ لألحكام والق اررات‪.‬‬
‫وس وف نعرض بعون اهلل تعالي في خاتمة المذكرة أهم النتائج المتوصل إليها وما ن اره مفيدا من‬
‫توصيات وأراء‪.‬‬

‫ه‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫إاجراءات التقايض يف احنالل الزواج‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫الفصل األول‪ :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬


‫إن المشرع الجزائري بسنه للقانون رقم‪ 11-84 :‬المتضمن قانون األسرة حاول من خالله تنظيم العالقات‬
‫الزوجية وهيكلة األسرة الجزائرية هذا القانون الذي عدل فيما بعد وتمم بموجب األمر رقم ‪ 02-05‬اال أنه‬
‫ومن المالحظ أن هذا القانون لم يتضمن اإلجراءات والقواعد الالزمة لتطبيقه األمر الذي فرض على‬
‫المشرع الجزائري بوضع قانون إجرائي يجمع فيه مختلف األحكام المشتركة التي تبين طرق وسبل رفع‬
‫الدعوى وتحدد مجال اختصاص كل جهة قضائية وذلك بموجب القانون رقم ‪ 09/08:‬المتعلق بقانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية ومن خالل هذا الفصل سوف نتكلم عن إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬
‫والذي بدوره قسمناه الى ثالثة مباحث والتي سنتناولها بالشرح على النحو االتي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط رفع الدعوى وقواعد االختصاص‬


‫لقد أقر المشرع الجزائري بنصوص قانون االجراءات المدنية واإلدارية شروطا موضوعية لرفع‬
‫الدعوى البد من توافرها عند طرح أو عرض أي نزاع أمام الجهات القضائية‪ ،‬وحدد قواعد االختصاص‬
‫الذي يعرف على أنه سلطة الحكم وفق القانون في نزاع معين‪ ،‬واالختصاص هو السلطة الممنوحة‬
‫لمحكمة ما للنظر في النزاع‪.1‬‬
‫ويعد االختصاص من المسائل الجوهرية في سير الدعوى القضائية ويقصد به والية القضاء‬
‫بالفصل في القضايا المطروحة أمامه وفقا لمعايير النوع والموقع اإلقليمي‪ ،‬يقال أن معيار التقييم لرجل‬
‫فعنصر‬ ‫القانون يعتمد على مدى معرفته باإلجراءات التي يشكل االختصاص عنصرها األساسي‪،‬‬
‫االختصاص يشكل مفتاح كل دعوى‪ ،‬إذا وضع في قفل الباب المناسب‪ ،‬فتح المدخل وتم البدء في مناقشة‬
‫الموضوع‪ ،‬أما إذا أخطأ القفل فال حديث عن الخصومة ألن أول ما ينظر فيه القاضي شمول واليته في‬
‫الخصومة‪ ،2‬وفي هذا المبحث سوف نتكلم عن شروط رفع الدعوى‪ ،‬ثم إلى قواعد االختصاص اإلقليمي‬
‫والنوعي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط رفع الدعوى‬


‫بالرجوع لنص المادة‪ 13 :‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه " ال يجوز ألي شخص‬
‫التقاضي ما لم تكن له صفة وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون‪"..‬‬

‫الوسيط في شرح قانون االجراءات المدنية‪ ،‬حسن ظاهري‪ ،‬ريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.08‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة أولى‪ ،2009 ،‬ص‪.74‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫ومن الجدير ذكره أن األهلية أصبحت في النظريات الحديثة ال تشكل شرطا من شروط الدعوى‪،‬‬
‫ولكن تعد شرطا لممارستها لغرض صحة الخصومة‪ ،‬وعليه فإن الدعوى تشترط المصلحة والصفة فقط‬
‫وهذا ما كرسته المادة ‪ 13‬السالف ذكرها من القانون الجديد‪ ،‬وهما شرطان لقبول الدعوى‪ ،‬يترتب عن عدم‬
‫توفرهما معا عدم قبول الدعوى‪ ،1‬وبالرجوع إلى دعاوى انحالل الرابطة الزوجية‪ ،‬فإن هذه األخيرة تتكون‬
‫من المدعي والمدعى عليها الذي يشترط فيهما شروط شكلية‪ ،‬حتى يتم قبول الدعوى ونذكر منها مايلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصفة‬
‫وهي الحق في المطالبة أمام القضاء من قبل شخص سواء كان طبيعيا أو معنويا وتقوم على‬
‫المصلحة المباشرة والشخصية في التقاضي‪ ،‬و لقد أورد المشرع الصفة في باب شروط قبول الدعوى‪،‬‬
‫ونظ ار لما لهذه الشروط من أهمية كبرى‪ ،‬فنجد أن أحكام القضاء‪ ،‬ترفض فيها الدعاوى لعدم توفر هذا‬
‫لشرط‪ ،‬فهي سلطة ممنوحة قانونا للشخص صاحب الحق في اللجوء إلى القضاء لحماية هذا الحق‪ ،‬إذا‬
‫هي العالقة التي تربط أطراف الدعوى بموضوعها‪ ،‬وعلى هؤالء األطراف ادعاء حق أو مركز قانوني‬
‫ألنفسهم لكي تقبل دعواهم‪ ،‬والصفة بهذا المعنى تتحد مع المصلحة الشخصية المباشرة‪ ،2‬ولقد أقر‬
‫المشرع وجوب توفر الصفة والمصلحة معا في المادة السالف ذكرها‪ ،‬وذلك لتمكين القاضي من بسط‬
‫الرقابة على توفر كل منهما في الدعوى تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬وأن الصفة تتحقق في الدعوى عند‬
‫تحقق المصلحة الشخصية المباشرة ولو لم يكن مباشر الدعوى هو الشخص بنفسه‪ ،‬بل بواسطة نائبه‬
‫القانوني‪ ،‬وهنا ال بد اإلشارة أن الصفة في الدعوى تختلف عن الصفة في الخصومة القضائية‪ ،‬فهذه‬
‫األخيرة قد تثبت لصاحب الحق أو المركز القانوني إذ كان هو رافع الدعوى وقد تثبت لغيره الذي يمثله في‬
‫رفعها وم باشرتها وعليه فالصفة في الخصومة ال تثبت إال للشخص الطبيعي الكامل األهلية اإلجرائية‪،3‬‬
‫وعليه يمكن القول أن جزاء تخلف شرط الصفة في الدعوى يثبت جزاء الدعوى لصاحب الحق أو المركز‬
‫القانوني‪ ،‬أما الخصوم في الخصومة فإن الحق يثبت لصاحب الحق سواء باشر االجراءات بنفسه أو عن‬
‫طريق ممثله القانوني‪ ،‬كما يمكن أن يكون المقصود بالصفة‪ ،‬أن يكون أحد الزوجين الذي يرفع الدعوى‬
‫ضد الزوج األخر له صفة في إقامة الدعوى وتقديمها للمحكمة‪ ،‬بمعنى أنه يجب لتحقيق هذا الشرط‪ ،‬أن‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬دار موفم للنشر الجزائر‪ ،‬طبعة الثانية‪ ،2011 ،‬ص‪.61‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة األولى‪ ،2009،‬الجزء األول‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.39‬‬
‫الوسيط في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬خليل بوصنوبرة‪ ،‬نوميديا للطباعة والنشر‪ ،2000 ،‬ص ص‪.151-149‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫يكون المدعي هو الزوج أو الزوجية نفسهما أو أحد ممثليهما قانونا‪ ،‬وعليه فإن انعدام شرط الصفة يؤدي‬
‫حتما إلى الحكم بعدم قبول الدعوى‪.1‬‬
‫ففي قضايا والمسائل التي تتعلق بشؤون األسرة بصفة عامة ومنها دعاوى فك الرابطة الزوجية‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬نجد أن شرط الصفة ال يقتصر تطبيقه على المدعي فقط‪ ،‬بل هو شرط يجب توفره في‬
‫المدعي والمدعى عليه‪ ،‬بحيث أنه ومن المبادئ العامة أن الدعوى ال تصح إال إذا رفعت من ذي صفة‬
‫على ذي صفة‪ ،‬وعلى القاضي أن يحكم في حالة عدم احترام أو فقدان الصفة بعدم قبول الدعوى واذا‬
‫أغفل أو أخطأ هذا األخير وقبل الدعوى ثم فصل فيها قبل التحقق من توفر صفة المدعي أو المدعى‬
‫عليه‪ ،‬فإنه يحق للخصم أو محاميه أن يطعن في الحكم باالستئناف لمخالفة القانون ويطلب إلغاء الحكم‬
‫ومن جديد الحكم بعدم قبول الدعوى‪.2‬‬
‫ومما يجدر اإلشارة إليه أن الصفة في الدعوى تثبت بجميع وسائل اإلثبات‪ ،‬في حين أنه وفي‬
‫الواقع العملي والتطبيقي نجد أن بعض القضاة يقضون بعدم قبول الدعوى النعدام الصفة مما يعد هد ار‬
‫للحقوق محل المطالبة القضائية‪.3‬‬
‫إن الواقع العملي سيما في قضايا انحالل الرابطة الزوجية عند مباشرة دعواها فرض أن الصفة‬
‫في أطراف الدعوى (مدعي أو مدعى عليه )‪ ،‬تتجلى في الزوج والزوجة وأن إثبات صفتهما أمام الجهات‬
‫القضائية مهما كان الطلب القضائي المطالب به ال سيما في المحاكم االبتدائية باعتبارها أول درجة‬
‫للتقاضي يكون عن طريق استخراج وثيقة إدارية وهي عقد الزواج وهو األمر الثابت في نص المادة ‪22‬‬
‫فقرة ‪ 01‬من قانون األسرة الجزائري " يثبت الزواج بمستخرج من سجالت الحالة المدنية‪.4"....‬‬
‫لكن وبالرجوع للواقع العملي نجد أن الكثير من الناس تربطهم عالقات زوجية عرفية وقليل منهم من يتم‬
‫تسجيل زواجه أمام مصالح الحالة المدنية بالبلدية وهنا تكمن اإلشكالية في حالة وقوع نزاع قد يترتب عليه‬
‫فك الرابطة الزوجية وبما أن المادة ‪ 49‬من قانون األسرة تنص على انه " ال يثبت الطالق إال بحكم بعد‬
‫عدة محاوالت صلح يجريها القاضي دون أن تتجاوز مدة ثالثة أشهر‪.5"...‬‬

‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري عبد العزيز سعد‪ ،‬طبعة ثالثة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1996 ،‬ص‪.329‬‬ ‫‪1‬‬

‫إجراءات ممارسة دعاوى شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.52‬‬ ‫‪2‬‬

‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬سائح سنقوقة‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬الجزء األول‪ ،‬ص‪.45‬‬ ‫‪3‬‬

‫األمر رقم‪ 05،02 :‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ 2005‬المعدل والمتمم للقانون رقم‪ 84،11 :‬المؤرخ في ‪ 9‬رمضان عام ‪ 1404‬الموافق لـ‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 9‬يونيو ‪ 1984‬المتضمن قانون األسرة الجزائري الجريدة الرسمية رقم ‪ 15‬بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪.2005‬‬
‫األمر رقم‪ 05،02 :‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ ،2005‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫فإننا نجد أن المشرع الجزائري تدارك هذه اإلشكالية المتمثلة في واقعة الزواج العرفي في الفقرة‬
‫الثانية من نص المادة ‪ 22‬من قانون األسرة والتي تنص على أنه "‪ ..‬وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم‬
‫إذا توفرت أركانه وفقا لهذا القانون ويتم تسجيله بالحالة المدنية‪ ".‬فهنا ال بد من رفع دعوى إثبات‬
‫الزواج الواقع عرفيا وبصدور حكم حائز لقوة الشيء المقضي فيه يتم تسجيله بسجالت الحالة المدنية‬
‫ليتمكن األطراف من الحصول على عقد الزواج الرسمي‪ ،‬وليتسنى لصاحب المصلحة في فك الرابطة‬
‫الزوجية‪ ،‬اللجوء إلى القاضي إلصدار حكم بشأن النزاع المطروح أمامه وقبوله من الناحية الشكلية من‬
‫خالل إثبات الصفة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصلحة‬


‫طبقا للقاعدة القانونية التي تنص " ال دعوى بدون مصلحة "‪ ،‬ويقصد بالمصلحة المنفعة أو‬
‫الفائدة التي تعود على رافع الدعوى من الحكم له قضائيا على طلباته كلها أو بعضها‪ ،‬أو بمعنى أخر هي‬
‫الحاجة إلى الحماية القضائية‪ ،‬والعلة من هذا الشرط أن المحاكم لم توجد إلعطاء استشارات قانونية‬
‫للمتخاصمين بل البد للمدعي من مصلحة وشروط معينة لدخول باب القضاء فمن دون هذه المصلحة ال‬
‫ملك المدعي هذا الحق‪ ،‬فالمصلحة هي الضابط القانوني لضمان جدية الدعوى وعدم خروجها عن الغاية‬
‫التي رسمها القانون لها‪.1‬‬
‫كما يمكن القول أن المشرع أشار إلى ضرورة توافر الصفة في المدعى والمدعى عليه‪ ،‬في حين‬
‫لم يشر إلى ضرورة توافر المصلحة في المدعى والمدعى عليه‪ ،‬بل جعل المصلحة كشرط لقبول الدعوى‬
‫في المدعي فقط‪ ،‬على أن تكون هذه المصلحة قانونية‪ ،‬ومشروعة وشخصية مباشرة وقائمة‪ ،‬أو محتملة‬
‫يقرها القانون‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط المصلحة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المصلحة القانونية‪:‬‬
‫ويقصد بهذا الشرط أن تكون المصلحة محل الدعوى وهو التمسك بحق أو بمركز قانوني‪ ،‬أو‬
‫بتعبير أخر يجب أن تكون مصلحة المدعي مستندة إلى حق قانوني‪ ،‬أو مركز قانوني‪ ،‬أو تهدف إلى‬
‫االعتراف بهذا المركز‪ ،‬أو ذلك الحق‪ ،‬أو إلى حمايته‪ ،‬والمصلحة القانونية قد تكون مادية أو أدبية والعلة‬

‫الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى بين النظري والتطبيقي‪ ،‬عبد الوهاب بوضرسة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2006‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫من وجوب توفر شرط قانونية المصلحة تكمن في كون وظيفة القضاء حماية النظام القانوني من خالل‬
‫حماية الحقوق‪ ،‬والمراكز القانونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مصلحة قائمة أو محتملة‪:‬‬
‫يقصد بهذا الشرط والمنصوص عليه في المادة ‪ 13‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية أن‬
‫تكون المصلحة قانونية موجودة وقت رفع الدعوى وأثناء مباشرتها بمعنى أن يكون الحق الذي تحميه‬
‫موجود ومستحق األداء وعليه إذا علق الحق على شرط واقف فال تقبل الدعوى قبل تحقق هذا الشرط‬
‫الواقف ألن الحق في هذه الحالة محتمل الموجود‪ ،‬وكذلك إذا أضيف إلى أجل واقف فإنه رغم وجوده في‬
‫هذه الحالة فإنه غير نافذ‪ ،‬أما إذا حل األجل وكان الحق منذ نشأته منج از فإنه يكون مستحق األداء‪.1‬‬
‫إذن فالمصلحة التي ال تكون حالة وانما محتملة الوقوع‪ ،‬لكن وقوعها قريب إلى التحقيق من عدمه‬
‫وهذا االستثناء المنصوص عليه في ذات النص‪ ،‬الذي يقر القاعدة ليس من قبيل اإلطالق‪ ،‬الن االستثناء‬
‫يقدر بقدره‪ ،‬وقدر االستثناء في حدود النصوص التي تسمح برفع الدعوى القضائية على أساس مصلحة‬
‫محتملة‪ ،2‬لهذا ال يكفي رفع دعوى قضائية على أساس مصلحة محتملة‪ ،‬فمصير الدعوى عدم القبول‪،‬‬
‫ومن المسلم به‪ ،‬أنه يجب أن تكون المصلحة قائمة‪ ،‬لتفادي قيام دعاوى ال متناهية بسبب الظن لوحده‪ ،‬أو‬
‫احتمال اإلضرار بالحقوق الذاتية‪ ،‬لذا فالمشرع الجزائري واالقتداء بالقانون العربي المقارن‪ ،‬أعتبر‬
‫المصلحة المحتملة كافية لتأسيس الدعوى على أن يحدد االجتهاد معالم هذا المفهوم‪.3‬‬
‫ج‪ -‬مصلحة شخصية ومباشرة‪:‬‬
‫يجب أن يتوافر في المصلحة الطابع الشخصي المباشر‪ ،‬إذ ال يمكن التقاضي عندما تكون مصلحة الغير‬
‫هي التي تضررت‪ ،‬ماعدا في حالة التمثيل التي تقدر المصلحة فيها نسبة لمن يقع ومن ذلك فال يجوز أن‬
‫يرفع دعوى للمطالبة بحق الغير‪ ،‬شريطة أن تكون الوالية على صاحب الحق‪ ،‬كأن يكون وصيا عليه أو‬
‫قيما أو وليا شرعيا‪.4‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلذن‬
‫وهو ما اعتبره المشرع في قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬من شروط وجود الحق في‬
‫التقاضي‪ ،‬أو من شروط قبول الدعوى‪ ،‬متى كان هذا اإلذن الزما‪ ،‬وأجاز للقاضي إثارة عدم وجود اإلذن‬

‫الوسيط في شرق قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬خليل بوصنوبرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.151-150‬‬ ‫‪1‬‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬دار كليك للنشر‪ ،‬الجزائر ‪ ،2011‬الجزء األول‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪3‬‬

‫اإلجراءات المدنية الموجزة في التشريع الجزائري‪ ،‬حسين طاهري‪ ،‬دار األيام للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة األولى‪ ،1999 ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫من تلقاء نفسه‪ ،‬الرتباطه بالنظام العام المادة ‪ 13‬الفقرة الثانية‪ ،‬ذلك أنه متى أقر القانون وجوب توافر‬
‫اإلذن‪ ،‬فإن القاضي غير مجبر على الفصل في موضوع الدعوى‪ ،‬وعليه فإنه في القضايا المطروحة أمام‬
‫قاضي شؤون األسرة‪ ،‬فيما يخص مواد انحالل الرابطة الزوجية ال وجود لإلذن وال يشترطه هذا النوع من‬
‫النزاعات الخاصة والشخصية‪ ،‬كون أن المدعي يمثل نفسه ال يستدعي من يمثله‪ ،‬وهو األدرى بما يدور‬
‫حوله من مشاكل أسرية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬األهلية‬
‫إنه وبالرجوع لنص المادة ‪ 13‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية هو عدم ذكر األهلية كشرط‬
‫من شروط قبول الدعوى وبالنتيجة لم تدخل ضمن الدفوع بعد القبول وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أنها شرط لصحة التقاضي‪ ،‬وأن الدفع الذي يقدم حال عدم توفر األهلية في المدعي أو المدعى‬
‫عليه‪ ،‬هو دفع بعدم صحة االجراءات‪ ،‬وهو دفع شكلي وليس دفع بعدم القبول‪ ،‬أي أنه ليس دفعا بعدم‬
‫وجود الحق في التقاضي‪ ،‬غير أنه مرتبط بالنظام العام وفق نص المادة ‪ 64‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬ويجوز إثارته في مرحلة من مراحل الدعوى‪ ،‬ويثيره القاضي من تلقاء نفسه‪.1‬‬
‫‪ -2‬أن األهلية شرط لمباشرة الدعوى وليس شرط لوجودها‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه يترتب على فقدان األهلية أثناء سير الخصومة انقطاع الخصومة‪ ،‬أما فقدان الصفة أثناء سير‬
‫الخصومة فيرتب الحكم بعدم قبولها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي أو المحلي‬


‫أول مالحظة على النص الجديد في قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد اعتماد المشرع‬
‫على مصطلح اإلقليم بدال عن المحلي‪ ،‬وذلك لالنسجام مع أحكام الدستور من الناحية االصطالحية‪ ،‬أما‬
‫المقصود باالختصاص اإلقليمي هو والية الجهة القضائية بالنظر في الدعاوى المرفوعة أمامها استنادا‬
‫إلى معيار جغرافي يخضع للتقسيم القضائي ويشمل موضوع االختصاص اإلقليمي قاعدة عامة تعتمد مقر‬
‫المدعى عليه ومجموعة استثناءات بحسب كل حالة‪.2‬‬
‫وكما ترمي قواعد االختصاص اإلقليمي إلى تعيين الدائرة الجغرافية للمحكمة‪ ،‬التي تعتبر أول‬
‫درجة للتقاضي‪ ،‬طبقا لما ورد في القانون العضوي رقم ‪ 11/05‬المؤرخ في ‪ 2005/07/17‬في المادة ‪10‬‬
‫منه‪ ،‬وهي التي يؤول إليها االختصاص في الفصل من تموقع القضية‪ ،‬لذا كان لزاما على القانون الجديد‪،‬‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫تحديد النطاق اإلقليمي الذي تمارس فيه المحكمة سلطتها‪ ،‬والسبب في ذلك هو انتشار المحاكم االبتدائية‬
‫من الدرجة األولى في جميع أنحاء الدولة‪ ،‬من أجل تقريب العدالة من المواطن‪ ،‬وهذا النطاق اإلقليمي‬
‫يتحدد بموجب القانون‪ ،‬بالنص على أن هذه الرقعة الترابية تابعة الختصاص هذه المحكمة‪ ،‬وفق التقسيم‬
‫اإلداري للواليات و البلديات‪ ،‬وهو ما يعرف بدائرة االختصاص‪ ،‬أما االختصاص اإلقليمي الذي ينص‬
‫عليه قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬فهو تحديد دائرة االختصاص لمحكمة معينة من بين المحاكم‬
‫المنتشرة في التراب الوطني‪ ،‬والتي تختص نوعيا بالنظر في الدعوى‪ ،‬وعليه نقول أن اختصاص اإلقليم‪،‬‬
‫هو نصيب كل جهة قضائية من الدعاوى التابعة لدائرة اختصاصها بموجب القانون‪ ،1‬وهذا االختصاص‬
‫يحدد للمحكمة االبتدائية والمجلس القضائي فقط‪ ،‬ألن التنظيم القضائي الجزائري يجعل للمحكمة العليا‬
‫اختصاصا يشمل كامل التراب الوطني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القواعد العامة لالختصاص المحلي‬
‫تكاد تجمع التشريعات المقارنة على انعقاد االختصاص اإلقليمي لمحكمة موطن المدعى عليه‬
‫كقاعدة عامة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أن األصل هو براءة الذمة ومن ثم على من يطالب خصمه بشيء أن‬
‫يسعى إليه‪ ،‬وكما أن المدعي هو من أخذ زمام المبادرة برفع الدعوى واختيار الوقت الذي يناسبه‪ ،‬فيجب‬
‫من باب التوازن أن يختار أيضا المحكمة التي تناسبه‪ ،2‬وبالرجوع للمادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية فهي تحدد موقع أو مكان رفع الدعوى بمسكن المدعى عليه في الدعوى بنصها التالي " يؤول‬
‫االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وان لم يكن‬
‫له موطن معروف فيعود االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها أخر موطن له وفي حالة اختيار‬
‫موطن يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ما لم ينص القانون‬
‫على خالف ذلك "‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ 36‬من القانون المدني " موطن كل جزائري هو محل الذي يوجد فيه سكناه‬
‫الرئيسي‪ ،‬وال يجوز أن يكون للشخص أكثر من موطن واحد في نفس الوقت‪ ،" .‬ومنه يفهم أن القاعدة‬
‫العامة واألساسية في الدعاوى التي ترفع أمام الجهات القضائية ال سيما المحاكم االبتدائية تكون مرتبطة‬
‫أساسا بمكان تواجد المدعى عليه مهما كانت صفته وذلك كأصل عام‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد الخاصة لالختصاص المحلي‬

‫الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬عمارة بالغيث‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.84‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫ما يمكن اإلشارة إليه في هذا المجال‪ ،‬أن االختصاص اإلقليمي أو المحلي في قضايا انحالل‬
‫الرابطة الزوجية‪ .‬ال يمكن تصوره على أنه اختصاص متميز أو خاص‪ ،‬بل يجب أخذه بعين االعتبار‬
‫على أنه اختصاص إقليمي مشتق من االختصاص العام اإلقليمي للمحكمة‪ ،‬التي يشكل هذا النوع من‬
‫النزاعات فرعا من فروع قسم شؤون األسرة‪ ،‬وهذا ما كرسته المادة ‪ 426‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬التي ورد فيها إسناد االختصاص إلى المحكمة بشكل صريح‪ ،‬حيث أشارت إلى المحكمة‬
‫المختصة إقليميا هي‪:‬‬
‫‪ -‬محكمة وجود المسكن الزوجي عندما يتعلق النزاع بالطالق والرجوع إلى بيت الزوجية‪ ،‬ومحكمة إقامة‬
‫أحد الزوجين حسب اختيارهما عندما يتعلق األمر بالطالق بالتراضي‪.1‬‬
‫ومنه فإن المادة ‪ 36‬من القانون المدني الجزائري التي ورد فيها‪ " :‬موطن كل جزائري هو محل‬
‫الذي يوجد فيه سكناه الرئيسي‪ ،‬وال يجوز أن يكون للشخص أكثر من موطن واحد في نفس الوقت"‪،‬‬
‫تعرف اإلقامة الزوجية وجود سكنى يحل محلها مكان اإلقامة العادي‪ ،‬فمحل إقامة الزوجة إذن هو نفس‬
‫محل إقامة الزوج وهو محل أو بيت الزوجية‪ ،‬والذي تباشره في المحكمة التي يقع في دائرة اختصاص هذا‬
‫المحل دعاوى الطالق دون غيرها‪.2‬‬
‫إن مسألة االختصاص من حيث االجراءات قد تبدو بسيطة‪ ،‬لكنها في الواقع العملي تثير‬
‫إشكاالت متنوعة من بينها مثال‪ ،‬أنه كثي ار ما يتقدم إلى المحاكم زوجان لفك الرابطة الزوجية عن طريق‬
‫الطالق‪ ،‬لم يستق ار منذ زواجهما في مسكن معين‪ ،‬حيث يقومان بتغير السكن مرات متعددة‪ ،‬دون حوزتهم‬
‫على عقد ملكية أو إيجار يثبت اإلقامة هنا نجد أن المادة ‪ 37‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية وما‬
‫يليها تكون المحكمة المختصة إقليميا هي محكمة أخر موطن‪.‬‬
‫ومن اإلشكاالت التي تثار عادة في القضايا المتعلقة بفك الرابطة الزوجية قبل الدخول أو البناء‬
‫التي ينعدم فيها مقر مسكن الزوجية ألنه وبالرجوع للمادة ‪ 426‬فقرة ‪ 03‬فإن االختصاص اإلقليمي‬
‫مرتبط بمكان تواجد مسكن الزوجية وفي هذه الحالة ينعدم المسكن األمر الذي معه يتم تطبيق نص المادة‬
‫‪ 37‬التي تنص على أنه يؤول االختصاص للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى‬
‫عليه‪.‬‬

‫إجراءات ممارسة دعاوى شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 36‬القانون رقم ‪ 07،05‬المؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪ 2005‬المعدل والمتمم للقانون رقم‪ 75،58 :‬المؤرخ في ‪ 20‬عام ‪1395‬‬ ‫‪2‬‬

‫الموافق لـ‪ 26 :‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬بتاريخ ‪ 13‬مايو ‪.2007‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االختصاص النوعي‬


‫يقصد باالختصاص النوعي‪ ،‬والية الجهة القضائية على اختالف درجاتها بالنظر في نوع محدد‬
‫من الدعاوى‪ ،‬فاالختصاص النوعي هو توزيع القضايا بين الجهات القضائية المختلفة على أساس نوع‬
‫الدعوى‪ ،‬بعبارة أخرى هو نطاق القضايا التي يمكن أن تباشر جهة قضائية معينة واليتها وفقا لنوع‬
‫الدعوى‪ ،1‬وكما يعرف االختصاص النوعي على أنه توزيع العمل القضائي بين المحاكم المختلفة أو ما‬
‫يسمى داخل الجهة القضائية الواحدة بحسب نوع القضية‪ ،2‬لذلك نجد أن المادة ‪ 36‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية أكدت أن االختصاص النوعي طبقا لهذه القاعدة يمكن إثارته تلقائيا من القاضي من بعد‬
‫النظر في القضية كون االختصاص النوعي من النظام العام يثيره القاضي من تلقاء نفسه دونما حاجة‬
‫إلى دفوع الخصوم‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم االبتدائية‬
‫يعتمد التنظيم القضائي في الجزائر على وحدة الجهة القضائية األساسية والمتمثلة في المحكمة‪،‬‬
‫بحيث ال وجود للتعدد المادي للمحاكم‪ ،‬وانما هناك محكمة تتشكل من أقسام مكلفة بالنظر في مختلف‬
‫القضايا المطروحة أمامها بحسب طبيعة النزاع وان كان عرف االصطالح المعمول به‪ ،‬وصف كل قسم‬
‫من أقسام المحكمة‪.3‬‬
‫القاعدة العامة الختصاص المحاكم العادية قد نصت عليها المادة ‪ 32‬فقرة ‪ 01‬قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية " المحكمة هي الجهة القضائية ذات االختصاص العام وتتشكل من أقسام"‪.‬‬
‫كذلك ما ورد أيضا في الفقرة ‪ 03‬من المادة ‪ 32‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي‬
‫مفادها على أنه " تفصل المحكمة في جميع القضايا ال سيما المدنية والتجارية والبحرية واالجتماعية‬
‫والعقارية وقضايا شؤون األسرة التي تختص بها إقليميا "‪ ،‬وتضيف الفقرة ‪ 06‬من نفس المادة‪ ،‬أنه "‬
‫في حالة جدولة القضية أمام قسم غير القسم المعني للنظر فيها‪ ،‬يحال الملف إلى القسم المعني عن‬
‫طريق أمانة الضبط بعد إخبار رئيس المحكمة مسبقا"‪.‬‬
‫إن ما يمكن مالحظته في هذه الفقرة‪ ،‬أن المشرع لم يرتب البطالن (عدم قبول الدعوى )‪ ،‬في‬
‫حالة تسجيلها في غير القسم المختص للنظر فيها‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن القاعدة العامة في اختصاص‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر طبعة أولى‪ ،2009 ،‬ص‪.74‬‬ ‫‪1‬‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫المحكمة ليس اختصاص نوعي بل هو مجرد تقسيم إداري‪ ،1‬فإذا حصل أن سجلت قضية لقسم أخر أمام‬
‫شؤون األسرة خطأ‪ ،‬وهي ال تدخل ضمن دائرة االختصاص النوعي فإنه ال يمكن أن يفصل فيها بعدم‬
‫االختصاص النوعي‪ ،‬بل يتعين عليه أن يحيلها عن طريق أمانة الضبط إلى القسم المختص‪ ،‬وذلك بأمر‬
‫تنظيمي‪ ،‬وأن يخطر رئيس المحكمة بذلك وفي هذا المعنى صدر قرار من المحكمة العليا والذي مفاده أنه‬
‫" متى كان مقر ار قانونا‪ ،‬أن المحاكم هي الجهات القضائية الخاصة بالقانون العام‪ ،‬والتي تفصل في‬
‫القضايا المدنية والتجارية والعقارية واالجتماعية وقضايا شؤون األسرة‪ ،‬فإن الفروع الموجودة في‬
‫المحاكم‪ ،‬ما هي إال تنظيم إداري ال عالقة لها باالختصاص النوعي‪ ،‬ومن ثمة فإن النعي على القرار‬
‫المطعون فيه بالخطأ في تطبيق القانون في غير محله يتعين رفضه "‪ ،2‬وبالرجوع لنص المادة ‪ 423‬من‬
‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية "ينظر قسم شؤون األسرة على الخصوص على الخصوص في‬
‫الدعاوي اآلتية‪:‬‬
‫الدعاوى المتعلقة بالخطية والزواج والرجوع لبيت الزوجية وانحالل الرابطة الزوجية وتوابعها‬ ‫‪-1‬‬
‫حسب الحاالت والشروط المذكورة في قانون األسرة "‬
‫‪ -2‬دعاوى النفقة والحضانة وحق الزيارة‪.‬‬
‫‪ -3‬دعاوى إثبات الزواج والنسب‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعاوى المتعلقة بالكفالة‪.‬‬
‫‪ -5‬الدعاوى المتعلقة بالوالية وسقوطها والحجر والغياب والفقدان والتقديم‪.‬‬
‫ومنه نجد أن االختصاص بالنسبة لقسم شؤون األسرة يستند إلى مضمون قانون األسرة‪ ،‬الذي‬
‫يضبط الجانب الموضوعي المتعلق بقضايا األسرة في حين ينظم قانون االجراءات الشق اإلجرائي‪ ،‬أما‬
‫الدعاوى أو الحاالت الخمسة المذكور بالمادة ‪ 423‬أعاله فقد ورد ذكرها باعتبارها أهم الدعاوى التي‬
‫يعرفها القضاء‪ ،‬لكنها ال تمثل كل الدعاوى التي يختص بها قسم شؤون األسرة لوجود منازعات أخرى لم‬
‫يأت ذكرها‪ ،‬منها القضايا المتعلقة بالهبات والوصايا المتعلقة بالمنقوالت والحقوق الميراثية وغيرها‪ ،3‬وما‬
‫يالحظ في هذا الصدد هو توسيع الصالحيات التقليدية لقاضي شؤون األسرة‪ ،‬الذي أخرجه من النطاق‬
‫اإلجرائي الضيق فهو يتمتع في القانون الجديد بصالحيات قاضي االستعجال‪ ،‬إذ يصبح الخصوم غير‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬فضيل العيش‪ ،‬منشورات أمين‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫قرار المحكمة العليا في القضية رقم ‪ ،51730‬بتاريخ ‪ 1988/10/02‬المجلة القضائية ‪ 1990‬عدد ‪ 03‬ص‪ 98‬إلى ‪.101‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.328‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫ملزمين بالرجوع إلى رئيس المحكمة الستصدار أوامر استعجاليه‪ ،‬في إطار الدعوى‪ ،‬الشيء الذي يسمح‬
‫له باإللمام بجميع جوانب الخصومة‪ ،‬والتحكم في مجرياتها‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للمجالس القضائية‬
‫تنص المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 09/08‬المتعلق بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أنه "‬
‫يختص المجلس القضائي بالنظر في األحكام الصادرة عن المحاكم في الدرجة األولى وفي جميع المواد‬
‫ولو كان وصفها خاطئا " ‪ ،‬فالمجلس القضائي وباعتباره درجة ثانية في التقاضي مشكل من عدة غرف‬
‫منها غرفة شؤون األسرة والتي تنظر في جميع االستئنافات التي تقع على األحكام أو أوامر الصادر من‬
‫المحكمة والتي تعتبر درجة أولى في التقاضي واختصاصه النوعي محدد بالقضايا المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 423‬المذكورة أعاله‪ ،‬وبالرجوع لنص المادة ‪ 339‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية نجد أنها‬
‫تنص " تفصل جهة االستئناف من جديد من حيث الوقائع والقانون‪ ، ".‬سيما مسائل فك الرابطة الزوجية‬
‫من جوانبها المادية فقط أو بعبارة أخرى في تبعات فك الرابطة الزوجية وانحاللها كون أن األحكام الصادر‬
‫بشأن الطالق مهما كان طريقته هي أحكام نهائية غير قابلة ألي طعن من الطعون سواء كانت عادية أو‬
‫غير عادية‪.2‬‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.294‬‬ ‫‪1‬‬

‫المواد‪ 34 :‬و‪ 339‬من القانون رقم ‪ ،09/08‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات انحالل الزواج في التشريع الجزائر‬


‫بعد صدور القانون رقم‪ 11-84 :‬المؤرخ في ‪ 9‬رمضان عام ‪ 1404‬الموافق لـ ‪ 9‬يونيو ‪1984‬‬
‫المتضمن قانون األسرة الجزائري وباستقراء جميع نصوصه يتجلى لنا أنه قانون موضوعي‪ ،‬حيث تكتسي‬
‫أغلب نصوصه بما فيها تلك المتعلقة بمواضيع فك أو انحالل الرابطة الزوجية هذا الطابع وهذا من حيث‬
‫اهتمامها بتنظيم أو النص على لطبيعة الحق ونشأتها وكيفية اكتسابه وغيرها من الجوانب الموضوعية ولم‬
‫يتضمن بعض النصوص ذات الطابع اإلجرائي إلى أن صدر األمر رقم‪ 02-05 :‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير‬
‫‪ 2005‬والذي عدل وتمم فيه‪ ،‬غير أنه ومن المفيد مالحظته‪ ،‬أن هذا القانون لم يتضمن االجراءات‬
‫والقواعد الالزمة لتطبيقه‪ ،‬ابتداء من رفع الدعوى أمام المحكمة وكذا قواعد االختصاص واجراءات وكيفية‬
‫المحاكمة بصفة عامة أو إجراءات التقاضي التي يجب مراعاتها في قضايا انحالل ال اربطة الزوجية‬
‫بمختلف صورها من طالق باإلرادة المنفردة للزوج أو باشتراك اإلرادتين بالتراضي أو بطلب من الزوجة‬
‫عن طريق الخلع أو التطليق إلى جانب وجود الكثير من الثغرات اإلجرائية التي أثيرت في المجال‬
‫التطبيقي‪ ،‬مما جعل المتقاضين يتخبطون في محاولة إيجاد الحلول المالئمة‪.1‬‬
‫وأمام التطور الذي عرفته البشرية ديموغرافيا فرض على المشرع سن قانون إجرائي متعلق بدرجة‬
‫خاصة بقضايا أو مسائل قانون األسرة‪ ،‬لكي يكون األداة الصحيحة والسليمة لتطبيق هذا األخير‪ ،‬وكذا‬
‫لمعرفة كل من المتقاضين أو الهيئات القضائية إلجراءات المحاكمة السليمة والتقاضي األمر الذي معه‬
‫صدر قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد رقم‪ ،09/08 :‬وعليه فإن حرية اللجوء إلى مرفق العدالة‬
‫لممارسة حق التقاضي‪ ،‬واللجوء للسلطة القضائية تلعب الدور الذي أنطه بها الدستور والذي يجسد من‬
‫الناحية اإلجرائية في إمكانية االدعاء‪ ،‬أي حرية رفع الدعوى وتقديم ادعاءات ومزاعم‪ ،‬والدفاع عنها‬
‫بالطلبات للحصول على حكم قضائي‪.2‬‬
‫ومن المعلوم أن أول عمل قضائي لفك الرابطة الزوجية هو عن طريق رفع دعوى أمام الجهات‬
‫القضائية المختصة وبالرجوع لقانون ‪ 09/08‬والمتعلق بقانون االجراءات المدنية واإلدارية نجد أن المشرع‬
‫الجزائري لم يعرف الدعوى القضائية بل اكتفى بتعداد وذكر شروط رفعها في المادة ‪ 13‬من القانون‬
‫السالف الذكر‪.‬‬

‫الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬العربي بلحاج‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة ‪ ،2010 ،6‬الجزء‬ ‫‪1‬‬

‫األول‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديابي‪ ،‬دار موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة ثانية‪ ،2011 ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫في حين أن هناك بعض التعريفات للدعوى منها أن الدعوى هي الوسيلة القانونية التي يلجأ بمقتضاها‬
‫صاحب الحق إلى السلطة القضائية لحماية حقه والمطالبة به أمام القضاء‪ ،‬وهي تتضمن بذلك المعني‬
‫وجود السلطة التي يخولها القانون لألشخاص للدفاع عن حقوقهم بعد أن حرمهم القانون العام من حماية‬
‫حقوقهم بأنفسهم ووجود الحرية التي تمنح لهم في استعمال الوسيلة أو عدم استعمالها‪.1‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إجراءات مباشرة الدعوى‬


‫يعتبر أول إج ارء لمباشرة الدعوى سيما فيما يتعلق بقضايا أو مسائل انحالل الزواج بكل صوره‬
‫هو تحرير عريضة افتتاح دعوى والتي تعتبر عنصر محرك للخصومة بحسب نص المادة ‪ 14‬من القانون‬
‫‪ 09/08‬المتعلق بقانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬والتي تنص على أنه " ترفع الدعوى أمام المحكمة‬
‫بعريضة مكتوبة‪ ،‬موقعة ومؤرخة‪ ،‬تودع بأمانة الضبط من قبل المدعي أو وكيله أو محاميه بعدد من‬
‫النسخ يساوي عدد األطراف "‪ ،‬وحال الدعوى لم يعطي المشرع الجزائري تعريفا واضحا وشامال لعريضة‬
‫افتتاح الدعوى كذلك‪ ،‬إال أن الفقه استخلص تعريفا من نصوص المواد القانونية والنصوص التشريعية‬
‫المنظمة ألحكام العريضة ليصوغ لنا التعريف التالي " عريضة افتتاح الدعوى هي وثيقة مكتوبة وجوبا‬
‫بنص القانون تخطر المحكمة وتقوم بافتتاح الدعوى‪ ،‬باإلضافة إلى أن العريضة تكون موقعة من‬
‫المدعي أو وكيله أو محاميه مزودة بتاريخ وايداعها لدى أمانة ضبط المحكمة التي رفعت على مستوى‬
‫دائرة اختصاصها الدعوى القضائية في حدود المواعيد واآلجال المقررة قانونا "‪.2‬‬
‫ونظ ار ألهمية عريضة افتتاح الدعوى في الدور الذي تلعبه في مباشرة الدعوى القضائية أولى‬
‫المشرع في قانون االجراءات المدنية واإلدارية اعتبا ار كبي ار لشكل ومضمون العريضة والى إجراءات قيدها‬
‫وتسجيلها ورتب جزاء القابلية لإلبطال‪ ،‬في حال تغيب بعض هذه االجراءات أو ظهور العريضة على غير‬
‫الشكل الذي قرره القانون لها أو إغفال بعض ما يرتبط بها من إجراءات مقررة لصحة التقاضي‪.3‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرحلة التسجيل واإليداع للعريضة‬
‫وبما أن األصل في إجراءات التقاضي أن تكون مكتوبة طبقا لما هو منصوص عليه بالمادة ‪09‬‬
‫من قانون االجراءات المدنية واإلدارية ال بد لنا أوال التكلم عن شكل ومضمون العريضة االفتتاحية‪.‬‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،2013 ،‬ص‪.52‬‬ ‫‪2‬‬

‫الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬زينب شويحة عن عمارة بالغيث‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫أوال‪ :‬شكل ومضمون العريضة بالرجوع للمادة ‪ 15‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية نجدها نصت‬
‫على وجوب توفر مجموعة من البيانات فيها تحت طائلة عدم قبولها شكال والتي ذكرت على سبيل‬
‫الحصر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ذكر الجهة التي ترفع أمامها الدعوى‪.‬‬
‫‪ -2‬اسم ولقب وموطن المدعي‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم ولقب وموطن المدعى عليه‪ ،‬فإن لم يكن له موطن معلوم‪ ،‬فأخر موطن له‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص المعنوي‪ ،‬ومقره االجتماعي وصفة ممثله القانوني أو اإلتفاقي‪.‬‬
‫‪-5‬عرض موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‪.‬‬
‫‪-6‬اإلشارة عن االقتضاء إلى المستندات والوثائق المؤيدة للدعوى‪.1‬‬
‫واضافة إلى الشروط المنصوص عليها بالمادة السالفة الذكر فإذا كانت العريضة االفتتاحية تتضمن‬
‫موضوع من مواضيع قانون األسرة وال سيما مسألة انحالل الزواج‪ ،‬البد من ذكر ممثل النيابة العامة في‬
‫ديباجتها ممثلة في شخص وكيل الجمهورية إذا كان النزاع مطروحا أمام المحاكم االبتدائية أما إذا كان‬
‫النزاع على مستوى الجهة االستئنافية أي المجلس القضائي فتذكر النيابة ممثلة في شخص النائب العام‬
‫عمال بنص المادة ‪ 03‬من األمر رقم ‪ 02-05‬المعدل والمتمم لقانون األسرة " تعد النيابة طرفا أصيال في‬
‫جميع القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام هذا القانون‪.2‬‬
‫مالحظة‪ :‬ال بد أن تتضمن عريضة افتتاح الدعوى إذا كانت محررة وموقعة من قبل المحامي طابع‬
‫الدمغة والذي يعتبر شرطا أساسيا لقبول تأسيسه أو عرائضه طبقا للمرسوم التنفيذي رقم‪185-18 :‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ 2018‬في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،342‬والتي ألزمت كل محامي على إلصاق هذه‬
‫الدمغة بالعرائض القضائية ورسائل التأسيس في جميع أنواع القضايا المدنية وعلى جميع دراجات‬
‫التقاضي (المحاكم‪ ،‬المجالس‪ ،‬المحكمة العليا‪ ،‬المحاكم اإلدارية‪ ،‬مجلس الدولة محكمة التنازع ) وذلك‬
‫تحت طائلة عدم القبول إعماال بالمادة ‪ 11‬من المرسوم السالف الذكر‪ ،‬وتقوم مصالح بنك الجزائر بطبع‬
‫هذه الدمغة بناءا على طلب االتحاد الوطني لمنظمات المحامين‪ ،‬ويتم بيعها للمحامين بمقرات منظمات‬
‫المحامين التي تلتزم بفتح حساب اجتماعي خاص تودع فيه حاصل البيع ويتم تحصيل قيمة هذه الدمغة‬

‫المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ ،09/08‬المرجع السباق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 03‬من األمر رقم ‪ ،05،02‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 18،185 :‬المؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ 2018‬المحدد لقيمة دمغة المحاماة وكيفية تحصيلها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 42‬صادرة بتاريخ ‪ 15‬يوليو ‪.2018‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫من قبل االتحاد الوطني لمنظمات المحامين الذي يدفع للخزينة العمومية في نهاية كل سداسي ‪0.5‬‬
‫بالمائة من حاصل بيع الدمغة‪ ،‬والباقي يدفع لصندوق االحتياط االجتماعي للمحامين بعد خصم تكاليف‬
‫‪1‬‬
‫الطبع وتتضمن هذه الدمغة البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫‪ -2‬و ازرة العدل‪.‬‬
‫‪ -3‬شعار االتحاد الوطني لمنظمات المحامين‪.‬‬
‫‪ -4‬كتفيه سوداء للجبة تنتهي باألبيض‬
‫‪ -5‬قيمة الدمغة‪.‬‬
‫‪ -6‬وتحدد قيمة الدمغة حسب الجهة القضائية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أمام المحكمة إذا كان األمر يتعلق بعريضة افتتاح دعوى عند تسجيلها ال بد أن ترفق بدمغة‬
‫‪ 200‬دينار جزائري واذا كان األمر يتعلق بأوامر على عرائض تلصق بها دمغة ‪ 100‬دينار جزائري في‬
‫جميع األقسام‪ ،‬وال بد من مهرها بالختم وتستحق الدمغة على كل حال من األحوال عند تبادل الع ارئض‬
‫فعلى العريضة األولى فقط‪.‬‬
‫‪ -‬وفي حال إذا كان المحامي الخصم يريد التأسيس لإلجابة على عريضة افتتاح الدعوى فهنا البد عليه‬
‫من إرفاق دمغة ‪ 200‬دينار جزائري برسالة التأسيس وليس بمذكرة الجواب كون أن الدمغة يتم تحصيلها‬
‫مرة واحدة فقط‪.‬‬
‫‪ -‬واذا تعلق األمر أمام المجلس القضائي أو المحكمة اإلدارية أو الجهات القضائية العسكرية فتكون قيمة‬
‫الدمغة هي ‪ 400‬دينار جزائري والمحكمة العليا ومحكمة الجنايات ومجلس الدولة قيمة الدمغة هي ‪500‬‬
‫دينار جزائري‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تسجيل العريضة بأمانة الضبط‪:‬‬
‫بعد أن ينتهي المدعي أو وكيله أو محاميه من تحرير العريضة االفتتاحية للدعوى من أجل طلب‬
‫انحالل الرابطة الزوجية سواء عن طريق الطالق‪ ،‬أو التطليق أو الخلع‪ ،‬أو الطالق بالتراضي‪ ،‬يتم التوجه‬
‫للشباك الموحد ويقوم أمين الضبط المسؤول عن تسجيل الدعاوى فور استالمه لعريضة افتتاح الدعوى‪،‬‬
‫بقيدها حاال في سجل خاص تبعا لترتيب ورودها مع بيان أسماء وألقاب الخصوم ومنح رقم القضية‪،‬‬
‫وتحديد تاريخ أول جلسة ثم يسجل أمين الضبط رقم القضية وتاريخ أول جلسة على نسخ العريضة األخرى‬

‫‪ 1‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬زينب شويحة عن عمارة بالغيث‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫بحسب عدد األطراف‪ ،‬ويسلمها للمدعي بغرض تبليغها وتكليف الخصوم رسميا بالحضور للجلسة‪ ،1‬كما‬
‫هو منصوص عليه بالمادة ‪ 16‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية ‪.‬‬
‫وبعد قيد أو تسجيل العريضة أمام أمين الضبط البد على المدعي أو وكيله تسديد الرسوم‬
‫القضائية والتي تقدر في مسائل شؤون األسرة بـ‪ 450 :‬دينار جزائري ليسلم له فيما بعد وصل تسديد‬
‫الرسوم القضائية موقع ومختوم بختم المحكمة يرفق منه نسخة مع الملف ونسخة أخرى تسلم للمدعي أو‬
‫وكيله واذا كانت العريضة االفتتاحية محررة من قبل محامي ال بد على هذا األخير عند قيدها أو تسجيلها‬
‫من تحرير محضر تسليم وثائق يشير فيه إلى الجهة القضائية المختصة والى أسماء وأطراف الدعوى والى‬
‫الوثائق المرفقة في العريضة في جدول يتضمن ترتيب الوثيقة وتسميتها وعددها ويكون هذا المحضر على‬
‫نسختين يوقع فيهما المحامي ويضع ختمه وكذا أمين الضبط أين يستلم نسخة منه ويضعها بالملف‬
‫واألخرى تسلم للمحامي‪ ،‬وما يمكن اإلشارة إليه كذلك أن أمين الضبط بعد قيده للعريضة في السجل‬
‫الخاص بكل البيانات يقوم بنقل كل ذلك في الكومبيوتر فيما يصطلح عليه بالتطبيقة وذلك بعد عصرنة‬
‫نظام العدالة لتسهيل على أطراف الدعوى االطالع على مآل قضيتهم وذلك عند أمين الضبط المختص‬
‫بمصلحة البحث واالطالع على القضايا بإدخال فقط رقم القضية أو اسم ولقب أحد األطراف في قاعدة‬
‫البيانات أو التطبيقة الموجودة بالكومبيوتر‪ ،‬وبعد تسلم المحامي أو المتقاضي لنسخة للعريضة االفتتاحية‬
‫المؤشر عليها من قبل أمانة ضبط المحكمة‪ ،‬يقوم بدوره بتبليغ العريضة عن طريق المحضر القضائي‬
‫لدائرة اال ختصاص إلى المدعى عليه قبل عشرين يوما على األقل من يوم الجلسة المعنية للنظر في‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تبليغ العريضة إلى المدعى عليه‪:‬‬
‫بما أن الخصومة ال تنعقد إال بتكليف المدعى عليه بالحضور أو بحضور هذا األخير اختياريا‬
‫أمام الجهة القضائية عمال بنص المادة ‪ 46‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد لذا يستوجب‬
‫على المدعي بعد تسجيل العريضة‪ ،‬التوجه إلى محضر قضائي مختص إقليميا من أجل تكليف المدعى‬
‫عليه بالحضور في الجلسة المحددة‪ ،‬وتسليمه نسخة من العريضة المودعة لدى أمانة الضبط‪ ،‬فالتكليف‬
‫حينئذ‪ ،‬وسيلة إجرائية تحقق مبدأ الوجاهية‪ ،‬حيث يعد خطوة أساسية في مسار الدعوى‪ ،‬إذ ال يتصور في‬
‫أصول التقاضي عدم مواجهة المدعى عليه باالدعاءات الموجه ضده أمام القضاء‪ ،‬إن الفقه اإلجرائي‬
‫مستقر على أن الخصومة تنشأ بإيداع عريضة افتتاح الدعوى لكنها ال تنعقد إال بالتكليف المدعى عليه‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫لحضور الجلسة بمقتضى محرر يسلمه إياه محضر قضائي طبقا للقواعد واإلجراءات المعمول بها‪ ،‬فإذا‬
‫لم يقم المدعي بتكليف المدعى عليه للحضور يتعين القول أن دعواه غير مقبولة لعدم انعقاد الخصومة‬
‫القضائية‪.1‬‬
‫ميز المشرع بين التكليف كإجراء مستقل وفقا للمادة ‪ 18‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫وبين محضر التسليم كعمل إجرائي الحق وفقا للمادة ‪ 19‬من نفس القانون فالتكليف يستلمه المدعى عليه‬
‫بينما المحضر المحرر إلثبات قيام عملية التكليف يستلمه المدعي‪.‬‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ 18‬نجدها نصت على أن التكليف بالحضور يجب أن يتضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب المحضر القضائي وعنوانه المهني وختمه وتوقيعه وتاريخ التبليغ الرسمي وساعته‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب المدعي وموطنه‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب الشخص المكلف بالحضور وموطنه‪.‬‬
‫‪ -‬تسمية وطبيعة الشخص المعنوي ومقره االجتماعي ووصف ممثله القانوني أو اإلتفاقي‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أول جلسة وساعة انعقادها‪.2‬‬
‫وبما أن المشرع فصل بين التكليف بالحضور ومحضر التسليم فإن جديد المادة ‪ 18‬أعاله يمكن حصره‬
‫فيما تم استبعاده على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬ذكر مهنة المدعي‪.‬‬
‫‪ -‬ملخص الموضوع ومستندات الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬نوع الشركة التجارية ومركزها الرئيسي‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر الشخص الذي تركت لديه نسخة من التكليف‪.‬‬
‫وبالرجوع كذلك للمادة ‪ 19‬نجدها نصت على أنه ومع مراعاة أحكام المواد من ‪ 406‬إلى ‪ 416‬من هذا‬
‫القانون يجب أن يتضمن محضر تسليم التكليف بالحضور البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب المحضر القضائي وعنوانه المهني وختمه وتوقيعه وتاريخ التبليغ الرسمي وساعته‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب المدعي وموطنه‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب الشخص المكلف بالحضور وموطنه‪ ،‬واذا تعلق األمر بشخص معنوي يشار إلى تسميته‬
‫وطبيعته ومقره االجتماعي واسم ولقب وصفة الشخص المبلغ له‪.‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫‪ -‬ت وقيع المبلغ له على المحضر واإلشارة إلى طبيعة الوثيقة المثبتة لهويته مع بيان رقمها وتاريخ‬
‫صدورها‪.‬‬
‫‪ -‬تسلي م التكليف بالحضور إلى المبلغ له‪ ،‬مرفقا بنسخة من العريضة االفتتاحية‪ ،‬مؤشر عليها من أمين‬
‫الضبط‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة في المحضر إلى رفض استالم التكليف بالحضور أو استحالة تسليمه‪ ،‬أو رفض التوقيع عليه‪.‬‬
‫‪ -‬وضع بصمة المبلغ له في حالة استحالة التوقيع على المحضر‪.‬‬
‫‪ -‬تنبيه المدعى عليه بأنه في حالة عدم امتثاله للتكليف بالحضور‪ ،‬سيصدر حكم ضده بناء على ما‬
‫قدمه المدعي من عناصر‪.1‬‬
‫واإلشارة لمراعاة أحكام المواد من ‪ 406‬إلى ‪ 416‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية يراد منها‬
‫امتداد القواعد المنظمة لعقود التبليغ الرسمي إلى التكليف بالحضور ونذكر منها إمكانية تسليم نسخ إلى‬
‫المطلوب أينما وجد ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ ،‬وعدم جواز مباشرة االجراءات قبل الساعة‬
‫الثامنة صباحا وال بعد الثامنة مساءا وال أيام العطل إال في حالة الضرورة وبعد إذن من القاضي‪ ،2‬ومنه‬
‫فإن القانون حدد مراحل إجراءات التبليغ وجعل المرحلة األولى‪ ،‬هي مرحلة تبليغ المعني شخصيا في أي‬
‫مكان يتم العثور عليه فيه‪ ،‬وجعل المرحلة الثانية مرحلة تبليغ المعني بواسطة أحد أفراد أسرته المقيمين‬
‫معه في مسكنه‪ ،‬تليها المرحلة الثالثة التبليغ عن طريق البريد عند رفضه االستالم‪ ،‬وهذا عن طريق رسالة‬
‫مضمنة‪ ،‬تحتوي على نسخة من العريضة يرسلها المحضر القضائي عن طريق البريد‪ ،‬فان رفض‬
‫االستالم تأتي المرحلة الرابعة‪ ،‬وهي التعليق عن طريق لوحة اإلعالنات بالبلدية والمحكمة المختصة في‬
‫النزاع‪ ،‬وهذا بعد أن يحرر المحضر القضائي القائم بالتبليغ‪ ،‬محضر يبين فيه أنه اجتهد وبذل مجهودا‬
‫معتب ار في البحث عن الشخص المعني وعن موطنه ولم يجده‪ ،‬ويضمنه جميع االجراءات التي قام بها‬
‫السالف ذكرها‪ ،‬والتي كانت دون جدوى‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 412‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية فيقوم بعد ذلك بالتبليغ الرسمي بتعليق نسخة من العريضة‪ ،‬بلوحة اإلعالنات الخاصة بالمحكمة‬
‫الموجودة بمقر المحكمة المرفوعة أمامها الدعوى‪ ،‬وبتعليق نسخة أخرى بلوحة اإلعالنات البلدية التي كان‬
‫للمبلغ له موطن معروف بها‪.3‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫‪2‬‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.418‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫وعليه‪ ،‬فان جميع االجراءات السالف ذكرها‪ ،‬الخاصة بطرق إجراءات التبليغ للمدعى عليه فإنها‬
‫تدخل ضمن حاالت التبليغ العادية التي يمارسها المحضر القضائي يوميا‪ ،‬لكن قد يط أر على التبليغ‬
‫حاالت غير عادية ونجدها مثال‪ .‬في حالة المدعى عليه الذي يكون محبوسا بالمؤسسة العقابية‪ ،‬فانه‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 413‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية فان تبليغه يكون في مكان حبسه‪،‬‬
‫ويكون إجراء تبليغه صحيحا منتجا ألثاره القانونية‪ ،‬وال داعي للبحث عن موطنه الحقيقي‪.‬‬
‫ومنه أيضا ما يستوجب التطرق إليه وهو كون أن المدعى عليه مقيم خارج الوطن‪ ،‬فإن تبليغه‬
‫يكون وفقا لألوضاع واإلجراءات التي تكون قد تضمنتها االتفاقيات الثنائية‪ ،‬وتكون الدولة الجزائرية طرفا‬
‫فيها‪ ،‬وصادقت عليها وفقا لألشكال الدستورية‪ ،‬ويتم إرساله إلى المعني بالطرق الدبلوماسية‪ ،‬أي بطلب‬
‫النيابة العامة إلى و ازرة العدل‪ ،‬ومنها إلى و ازرة الشؤون الخارجية وفقا لإلجراءات المعمول بها بينهما‪ ،‬ثم‬
‫إلى المعني مباشرة وفقا لإلجراءات واألوضاع المعمول بها في هذا المجال‪.1‬‬
‫رابعا‪ -‬تبليغ العريضة إلى النيابة العامة‪:‬‬
‫وما يمكن اإلشارة إليه في الصدد‪ ،‬هو إدخال النيابة العامة‪ ،‬ممثلة في السيد وكيل الجمهورية‬
‫كطرف أصلي في القضايا شؤون األسرة‪ ،‬وهذا ما كرسته المادة ‪ 03‬مكرر من األمر ‪ 02-05‬المؤرخ في‬
‫‪ 2005‬المعدل و المتمم التي تنص على‪" :‬تعد النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى‬
‫تطبيق أحكام هذا القانون" لذا فان دورها أضحى جبا ار و فعاال وضروريا في نفس الوقت‪ ،‬خاصة في‬
‫القضايا التي لها عالقة بإجراءات الدعوى أو موضوع الدعوى‪.2‬‬
‫مما يتطلب منا طرح التساؤل التالي هل النيابة العامة طرفا في التشكيلية أم طرفا في الخصومة؟‬
‫بالتمعن في المادة السالف ذكرها‪ ،‬يتضح جليا انه ال يمكن القول أن النيابة العامة طرفا في التشكيلية وأن‬
‫غيابها يرتب البطالن في الحكم القضائي الصادر‪ ،‬وعليه فعن هذه األخير تعتبر طرفا أصليا‪ ،‬مما يجعلها‬
‫كب اقي الخصوم في الدعوى‪ ،‬وال يمكن أن يمنحها القانون أكثر مما منح باقي الخصوم األصليين إال بناء‬
‫على نص صريح‪ ،‬وفي غياب أي نص قانوني صريح يظهر جليا تميز النيابة العامة عن باقي الخصوم‬
‫األصليين‪ ،‬فإنه ال يمكن إلزام النيابة العامة بالحضور للجلسة‪.3‬‬

‫إجراءات ممارسة دعاوى شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫عدة الطالق الرجعي وأثارها على األحكام القضائية‪ ،‬نور الدين لمطاعي‪ ،‬بن مرابط للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪،2009 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.281‬‬
‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.440‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫وعليه فإنه يستوجب تبليغ العريضة االفتتاحية إلى النيابة العامة‪ ،‬الموجودة على مستوى المحكمة‬
‫المختصة عن طريق المحضر القضائي‪ ،‬أو عن طريق أمانة الضبط وهو ما كرسته المادة ‪ 438‬من‬
‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫وما يمكن مالحظته في الواقع العملي‪ ،‬أن تبليغ النيابة العامة يختلف من محكمة ألخرى‪ ،‬فهناك‬
‫من القضاة يشترطون ذلك باعتبار أن النيابة العامة طرفا أصليا في قضايا شؤون األسرة بموجب المادة ‪3‬‬
‫مكرر من األمر رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ ،2005/02/27‬فهي تطلع على جميع القضايا المرفوعة أمام‬
‫قسم شؤون األسرة‪ ،‬وقد طرحت عدة تساؤالت بشان تبليغ النيابة‪ ،‬فهل تبلغ عن طريق المحضر القضائي‬
‫كخصم‪ ،‬أو تعلم عن طريق أمانة الضبط‪ ،‬إذا أن هذا النص افرز عدة تعامالت مختلفة من محكمة‬
‫ألخرى‪ ،1‬وهذا ما سبب بعض اإلحراج للمتقاضي والمحامي‪ ،‬فجعلته يستطلع أوال على طريقة عمل‬
‫القاضي المشرف على قضايا شؤون األسرة في مجال تبليغ النيابة من عدمه‪ ،‬حتى يتخذ اإلجراء‬
‫المناسب‪ ،‬وحتى يتمكن من التقليل من المصاريف القضائية لموكله التي سيدفعها للمحضر القضائي‪،‬‬
‫وهذا ما يعكس انعدام وحدة االجراءات فيما يخص تبليغ النيابة العامة عبر المحاكم الجزائرية‪ ،‬لذا‬
‫فالتساؤل المطروح في هذا الصدد‪ ،‬هل يرتب عدم تبليغ النيابة العامة من طرف المدعي عدم قبول‬
‫الدعوى ؟‬
‫فالواقع العملي نجد أنه وال سميا في مسائل فك الرابطة الزوجية وعند تسجيل عريضة افتتاح‬
‫الدعوى ال يشترط تبليغ النيابة عن طريق المحضر القضائي بل يكفي تبليغها عن قيد الدعوى عن طريق‬
‫أمين الضبط وال يرتب ذلك عدم قبول الدعوى‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة إجراء الصلح‬
‫قال تعالي في محكم تنزيله " وأن امرأة خافت من بعلها نشو از أو إعراضا فال جناح عليهما أن‬
‫يصلحا بينهما صلحا والصلح خير‪.2"..‬‬
‫وعرفت المادة ‪ 459‬من القانون المدني بأن الصلح هو " عقد ينهي به الطرفان نزاعا قائما أو‬
‫يتوقيان به نزاعا محتمال وذاك بأن يتنازل كل منهما على وجه التبادل عن حقه " ومن خالل هذا‬
‫التعريف نرى أن الصلح كسائر العقود المدنية يجب أن تتوافر فيه الشروط األساسية للعقد "كالرضا‬
‫والمحل والسبب" وهي الشروط الواجب توفرها في جميع العقود بصفة عامة‪ ،‬إال أن عقد الصلح في‬

‫األحكام اإلجرائية والموضوعية لشؤون األسرة وفقا للتعديالت الجديدة واالجتهاد القضائي‪ ،‬محمد لمين لوعيل‪ ،‬دار هومة للنشر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2012 ،‬ص‪.16‬‬


‫سورة النساء اآلية ‪.128‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫الدعوى يتميز بأركان وشروط خاصة نجد منها على الخصوص ضرورة وجود نزاع قائم بين الطرفين أو‬
‫يكون هذا النزاع محتمل الوقوع مستقبال ويكون موضوع الصلح هو تنازل كل طرف عن كل أو بعض‬
‫طلباته أو ادعاءاته‪ ،‬ويجب أن يكون طرفي الصلح أهلية التصرف في الحقوق التي وقع عليها الصلح‪،‬‬
‫كما يجب أن تكون إرادة المتخاصمين خالية من عيوب الرضا‪.1‬‬
‫وبالرجوع لنص المادة ‪ 49‬من قانون األسرة الجزائري نجدها نصت على وجوب إجراء الصلح في‬
‫قضايا فك الرابطة الزوجية بنصها " ال يثبت الطالق إال بحكم بعد عدة محاوالت صلح يجريها القاضي‬
‫دون أن تتجاوز ثالثة (‪ )3‬أشهر ابتداء من تاريخ رفع الدعوى‪ ،‬ويتعين على القاضي تحرير محضر‬
‫يبين مساعي ونتائج محاولة الصلح يوقعه مع كاتب الضبط والطرفين‪"....‬‬
‫‪ -1‬الصلح أمام القاضي‬
‫إن إجراءات الصلح حسب المادة ‪ 439‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية تتسم بالوجوب‬
‫والسرية بما يعني أن على القاضي أن يجري محاولة الصلح أو أكثر لعرض الصلح على الزوجين‬
‫بمكتبه‪ ،‬وتبصيرهما بما يمكن أن يترتب عن فك الرابطة الزوجية‪ ،‬من أثار سيئة وعواقب وخيمة عليهما‬
‫وعلى أوالدهما بدرجة أولى‪ ،‬فال يمكن للمحامي حضور جلسة الصلح كون أن األمر يتعلق بخصوصيات‬
‫الزوجين العلنية منها والسرية‪ ،‬فال يحق له ولغيره التكشف عن تلك األسرار‪.2‬‬
‫قد يط أر على إجراء الصلح‪ ،‬غياب الزوجين أو أحدهما عن الجلسة المحددة من قبل القاضي‪ ،‬لذا‬
‫يستوجب على هذا األخير‪ ،‬التأكد من تبليغ المدعى عليه أو المدعى عليها من الزوجين‪ ،‬ومن حضورهما‬
‫أو حضور ممثليهما إلى أول جلسة‪ ،‬فيأمر شفهيا بتأجيل القضية‪ ،‬و ويخبرهما بتاريخ ومكان جلسة‬
‫الصلح‪ ،‬فإذا تغيب الزوجان عن جلسة الصلح في التاريخ المحدد‪ ،‬فإن تغيب الزوجان أو احدهما لسبب‬
‫طارئ أو مانع طبيعي‪ ،‬فينبغي على القاضي تحديد تاريخ الحق للحضور‪ ،‬أو ندب قاضي أخر لسماعه‪،‬‬
‫بموجب إنابة قضائية‪ ،‬عمال بالمادة ‪ 441‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬كما تطرقت المادة ‪442‬‬
‫من نفس القانون‪ ،‬أنه يجوز للقاضي في حالة حضور الطرفين لجلسة الصلح‪ ،‬أن يمنح مهلة أخرى‬
‫لطرفين‪ ،‬الغرض من وراءه تمكين الطرفين من التفكير والتعقل وعدم التسرع في فك الرابطة الزوجية‪،‬‬
‫وكون أن المشرع أعطى سلطة واسعة للقاضي في اتخاذ ما يراه مناسبا للحفاظ على مصالح األسرة‪ ،‬دون‬

‫الطالق بين أحكام تشريع األسرة واالجتهاد القضائي‪ ،‬عبد الفتاح تقية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق بن‬ ‫‪1‬‬

‫عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2007/2006،‬ص‪.251‬‬


‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬سائح سنقوقة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬الجزء األول‪ ،‬ص‪.606‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫التقيد بأجل أو إجراء سابق‪ ،‬وله اتخاذ أي تدبري مؤقت‪ ،‬باعتباره قاضي استعجال‪ ،‬وذلك بموجب أوامر‬
‫غير قابلة للطعن‪.1‬‬
‫‪ -‬الصلح من طرف حكمين‬
‫الصلح بواسطة حكمين مستمد من أحكام المادة ‪ 56‬من قانون األسرة الجزائري ومن أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية فإذا لم يثبت أي ضرر أثناء الخصومة نتيجة غياب الخطأ المبرر للطالق جاز‬
‫للقاضي أن يعين حكمين اثنين لمحاولة الصلح بين الزوجين حسب مقتضيات قانون األسرة ال سيما المادة‬
‫‪ 56‬منه والتي تنص " إذا اشتد الخصام بين الزوجين‪ ،‬ولم يثبت الضرر وجب تعيين حكمين للتوفيق‬
‫بينهما‪ ،‬يعين القاضي الحكمين‪ ،‬حكما من أهل الزوج وحكما من أهل الزوجية‪ ،‬وعلى هذين الحكمين أن‬
‫يقدما تقري ار عن مهمتهما في أجل شهرين‪ ،"..‬ويطلع الحكمان القاضي بما يعترضهما من إشكاالت أثناء‬
‫تنفيذ المهمة‪.‬‬
‫وكما يجوز للقاضي إنهاء مهام الحكمين تلقائيا إذا ثبت له صعوبة تنفيذ المهمة وفي هذه الحالة‬
‫يعيد القضية إلى الجلسة وتستمر الخصومة‪ ،‬أما إذا تم الصلح من طرف الحكمين يثبت ذلك في محضر‬
‫يصادق عليه القاضي بموجب أمر غير قابل ألي طعن‪.2‬‬
‫وباستقراء نص المادة ‪ 49‬من قانون األسرة وكذا المادة ‪ 443‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬أنه وبعد انتهاء القاضي من إجراءات محاولة الصلح ما بين الزوجين يتم تحرير محضر عن‬
‫ذلك يثبت فيه جميع المساعي التي قام بها‪ ،‬ونتائج محاولة الصلح ويحرر هذا المحضر من قبل أمين‬
‫الضبط في الحال تحت رقابة واشراف القاضي‪ ،‬ويتم التوقيع فيه من قبل هذا األخير وأمين الضبط‬
‫والزوجين ويودع بأمانة الضبط‪ ،‬وكما يعد محضر الصلح سندا تنفيذا ولإلشارة أنه في حالة التوصل‬
‫للصلح بين الزوجين يفصل القاضي بحكم يقضي بانقضاء الخصومة للصلح الواقع طبقا للمادة ‪ 220‬من‬
‫قا نون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وأما في حالة عدم تحقق الصلح فيما بين الزوجين أو تخلف حضور‬
‫أحدهما بالرغم من منحهما مهلة للتفكير‪ ،‬يشرع القاضي مباشرة في مناقشة موضوع الدعوى والرجوع إلى‬
‫المطالب المكتوبة للطرفين سواء بعريضة افتتاح الدعوى أو في مذكرات جوابهما وصوال إلى مرحلة‬
‫إصدار حكم بفك الرابطة الزوجية انطالقا من سلطته التقديرية وفقا لما توصل له من نتائج والتحقق من‬
‫وجود الضرر‪.‬‬

‫دعاوى انحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري‪ ،‬محمد مالحي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع قانون األسرة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الجزائر ‪ ،2016/2015‬ص‪.60‬‬


‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.338‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق انحالل الزواج‬


‫نجد أن المشرع الجزائري قد ميز ما بين وسائل أو طرق انحالل الزواج بجميع صوره سواء عن‬
‫طريق الطالق باإلرادة المنفردة للزوج‪ ،‬أو عن طريق التراضي باإلرادة المشتركة للزوجين أو عن طريق‬
‫اإلرادة المنفردة للزوجة بالتطليق‪ ،‬أو الخلع وذلك من الناحية اإلجرائية مما يستوجب منا تبيان إجراءات‬
‫كل طريقة من الطرق على حدا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إجراءات الطالق باإلرادة المنفردة للزوج‬
‫أعطى المشرع الجزائري الحق في طلب الطالق باإلرادة المنفردة للزوج أو بطلب من الزوجة في‬
‫حدود ما ورد في المادتين ‪ 53‬و‪ 54‬من قانون األسرة وذلك طبقا للمادة ‪ 48‬من نفس القانون‪.1‬‬
‫اح‬
‫وحق الزوج في طلب الطالق أو توقيعه نابع من أن له العصمة في ذلك مصداقا لقوله تعالي " َال ُج َن َ‬
‫ضوا لَ ُه َّن فَ ِر َ‬
‫يضة"‪.2‬‬ ‫وه َّن أ َْو تَ ْف ِر ُ‬
‫س ُ‬‫اء َما لَ ْم تَ َم ُّ‬
‫س َ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم إِ ْن طَلَّ ْقتُم ِّ‬
‫الن َ‬ ‫ُ‬
‫ومن هنا ال يستوجب على الزوج بالضرورة‪ ،‬بيان األسباب القانونية والدوافع الشخصية‪ ،‬التي جعلته يلجأ‬
‫‪3‬‬
‫إلى القضاء للمطالبة بفك الرابطة الزوجية‪.‬‬
‫‪ -1‬تحرير عري ضة مكتوبة سواء عن طريق محامي تكون ديباجتها في األعلى من جهة اليمين بها اسم‬
‫ولقب المحامي‪ ،‬وتحتها مباشرة صفته – محامي لدى المجلس أو معتمد لدى المحكمة العليا‪ ،-‬وعنوان‬
‫مكتبه ورقم هاتفه‪ ،‬وفي الجهة اليسرى المحكمة المختصة‪ ،‬وتحتها عبارة قسم شؤون األسرة‪ ،‬ثم يليها رقم‬
‫القضية وتاريخ أول جلسة الذي يضعه أمين الضبط من بعد ذلك‪ ،‬ثم تتوسط ذلك عبارة عريضة افتتاح‬
‫دعوى‪ ،‬وتحتها يذكر لفائدة المدعي لقبه واسمه بالكامل وعنوانه أو موطنه وصفته كمدعي‪ ،‬ثم تليها تحتها‬
‫عبارة ضد المدعى عليها ويذكر لقبها واسمها بالكامل وعنوانها أو موطنها وذكر ممثل النيابة في شخص‬
‫وكيل الجمهورية المحترم ومن تحت ذلك تتوسط عبارة ليطب للسيد الرئيس المحترم‪ ،‬ومن ثم ذكر الناحية‬
‫الشكلية في استفاء الدعوى للشروط الشكلية لرفعها‪ ،‬وبعدها التطرق لموضوع الدعوى ويذكر فيها كافة‬
‫الوقائع واألسباب والطلبات ووسائل اإلثبات‪ ،‬وتكون هذه العريضة مرفقة بنسخة من عقد الزواج‪ ،‬ونسخ‬
‫من شهادة ميالد األطراف وشهادة عائلية دون أن ننسى إلصاق طابع الدمغة بمبلغ ‪ 200‬دينار جزائري‬
‫مختوم بختم المحامي‪ ،‬وتؤرخ هذه العريضة وتوقع من قبل المحامي‪ ،‬وتودع لدى أمانة الضبط لتسجيها‬

‫األحكام اإلجرائية والموضوعية لشؤون األسرة وفقا للتعديالت الجديدة واالجتهاد القضائي‪ ،‬محمد لمين لوعيل‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.14‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.236‬‬ ‫‪2‬‬

‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.365‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫بعد دفع رسم التسجيل المحدد بمبلغ ‪ 450‬دينار جزائري‪ ،‬أما إذا حررت العريضة من قبل كاتب عمومي‬
‫فهي تخضع لنفس الشكلية في الديباجة فقط دون ذكر اسم المحامي وطابع الدمغة للمحامين ‪.‬‬
‫‪ -2‬تبليغ العريضة إلى الزوجة المدعى عليها‪ ،‬هو إجراء وجوبي‪ ،‬حيث تكون هذه األخيرة على علم‬
‫بالدعوى المرفوعة ضدها‪ ،‬وحتى تتمكن من تقديم دفوعها وطلباتها بصفة شخصية‪ ،‬أو عن طريق توكيل‬
‫محامي للدفاع عنها‪ ،‬وحتى ال تتفاجئ بدعوى طالقها‪ ،‬فيلجأ المدعي إلى المحضر القضائي بدائرة‬
‫االختصاص‪ ،‬فيسلمه نسخة من العريضة المؤشر عليها من قبل أمانة الضبط‪ ،‬تحمل تاريخ الجلسة ورقم‬
‫القضية‪ ،‬على أن يكون هذا التبليغ قبل عشرين يوما‪ ،‬وتحديدا قبل تاريخ الجلسة المحددة‪ ،‬ما يمكن التنويه‬
‫بعد اإلجراء السالف ذكره‪ ،‬أنه طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬وعمال بما جاءت به المواد‬
‫‪ 23 ،22 ،21‬فإنه يتعين على المتقاضين إيداع األوراق والسندات والوثائق‪ ،‬دعما الدعاءاتهم بأمانة‬
‫ضبط المحكمة‪ ،‬بأصولها أو نسخ رسمية‪ ،‬ليتم جردها و التأشير عليها قبل إيداعها بملف القضية‪ ،‬تحت‬
‫طائلة الرفض‪ ،‬ثم يسلم له وصل االستالم‪ ،‬وعادة ما تكون الوثائق المطلوبة في قضايا الطالق بصفة‬
‫عامة نسخة أصلية من عقد الزواج‪ ،‬ونسخة أصلية من شهادة عائلية‪ ،‬وتقدمي محاضر إثبات حالة إن‬
‫وجدت‪ ،‬هذه الوثائق تكون على نسختين‪ ،‬تسلم للخصم لالطالع عليها‪ ،‬وتقديم مالحظات حولها‪ ،‬بمذكرة‬
‫جوابية‪.1‬‬
‫‪ -3‬تقوم المحكمة بعد االطالع على ملف الدعوى بإجراء محاوالت الصلح‪ ،‬و التي إن انتهت بعزم الزوج‬
‫على الطالق يصدر القاضي حكم يقر بفك الرابطة الزوجية‪ ،2‬حتى و إن اتضح له خالل جلسات الصلح‬
‫أن الزوجة تعارض نهائيا رغبة زوجها في الطالق‪ ،‬إال أنها تحصل على تعويض مادي من جراء ذلك‪ ،‬أو‬
‫ما يسمى بالتعويض عن الطالق التعسفي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬باإلرادة المشتركة للزوجين‬
‫عرفت المادة ‪ 427‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطالق بالتراضي على أنه إجراء‬
‫يرمي إلى حل الرابطة الزوجية بإرادة الزوجين المشتركة وكذا المادة ‪ 48‬من قانون األسرة أشارت إلى‬
‫الطالق بالتراضي دون أن تعرفه‪ ،3‬واجراءات الطالق بالتراضي غير االجراءات المتعلقة بالدعاوى العادية‬
‫فهي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.343‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.330‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫‪ -‬ت قديم طلب مشترك في شكل عريضة وحيدة موقعة من قبل الزوجين‪ ،‬وال تطبق أحكام المادتين ‪16‬‬
‫و‪ 21‬من القانون الجديد المتعلقتين بتبليغ عريضة افتتاح الدعوى والمستندات للخصوم‪ ،‬وال يستوجب‬
‫تكليف بالحضور عن طريق محضر قضائي‪.‬‬
‫مع ذلك ال يجوز تقديم طلب الطالق بالتراضي‪ ،‬إذا كان أحد الزوجين تحت وضع التقديم أو إذا‬
‫ظهر عليه اختالل في قدراته الذهنية تمنعه من التعبير عن إرادته ويتم إثبات اختالل القدرات الذهنية من‬
‫قبل طبيب مختص منعا للجوء إلى خبرة يقوم بها طبيب عام ال سيما في الحاالت التي تتطلب معرفة‬
‫دقيقة‪ ،‬وكما توضح المادة ‪ 429‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬شكل ومضمون العريضة‬
‫المشتركة للطالق بالتراضي وكذا البيانات الضرورية التي يجب أن يوقع عليها الزوجان مع ضرورة إرفاق‬
‫العريضة بشهادة عائلية ومستخرج من عقد الزواج للمعنيين‪.1‬‬
‫والفرق بين المادة ‪ 429‬والنص العام الوارد في المادة ‪ 15‬من القانون الجديد يشمل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ذكر جنسية كال الزوجين وتاريخ ومكان ميالدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬تاريخ ومكان زواجهما وعن االقتضاء عدد األوالد القصر‪.‬‬
‫‪ -3‬عرض موجز يتضمن جميع الشروط االتفاق الحاصل بينهما حول توابع الطالق‪.2‬‬
‫ويخطر أمين الضبط الطرفين وقت إيداع العريضة الوحيدة بتاريخ حضورهما أمام القاضي ويسلم لهما‬
‫استدعاء لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ -4‬دون أن ننسى ذكر كذلك النيابة العامة كطرف في الديباجة‪.‬‬
‫وكما يحتفظ القاضي بدوره االيجابي حتى في قضايا الطالق بالتراضي حيث يقوم بمحاولة الصلح‬
‫بين الزوجين كما له أن يلغي أو يعدل في شروطه إذا كانت تتعارض مع مصلحة األوالد أو خالفت‬
‫النظام العام‪ ،‬ثم يثبت إرادة الزوجين بإصدار حكم يتضمن المصادقة – أو اإلشهاد – على االتفاق‬
‫النهائي ويصرح بالطالق‪.3‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.332‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.332‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.332‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عن طريق التطليق‬


‫بالرجوع لنص للمادة ‪ 53‬من األمر رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 2005/02/27‬المعدل والمتمم لقانون‬
‫األسرة الجزائري نجدها تنص على " أنه يجوز للزوجة أن تطلب التطليق لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم اإلنفاق بعد صدور الحكم بوجوبه ما لم تكن عالمة بإعساره وقت الزواج‪ ،‬مع مراعاة المواد ‪،78‬‬
‫‪ 80 ،79‬من هذا القانون‬
‫‪ -2‬العيوب التي تحول دون تحقيق الهدف من الزواج‪.‬‬
‫‪ -3‬الهجر في المضجع فوق أربعة أشهر‪.‬‬
‫‪ -4‬الحكم على الزوج عن جريمة فيها مساس بشرف األسرة وتستحيل مواصلة العشرة الزوجية ‪- 5.‬الغيبة‬
‫بعد مرور سنة بدون عذر وال نفقة ‪.‬‬
‫‪ -6‬مخالفة األحكام الواردة في المادة ‪ 08‬أعاله‪.‬‬
‫‪ -7‬ارتكاب فاحشة مبينة‪.‬‬
‫‪ -8‬الشقاق المستمر بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -9‬مخالفة الشروط المتفق عليها في عقد الزواج‪.‬‬
‫‪ -10‬كل ضرر معتبر شرعا‪.‬‬
‫فيعتبر التطليق رخصة استثنائية منحها المشرع للمرأة‪ ،‬حيث أنها تستند عند رفع دعواها إلى األسباب‬
‫المحددة في المادة ‪ 53‬على سبيل الحصر‪ ،‬في حين تبقى السلطة التقديرية للقاضي في مسألة قبول‬
‫طلبها أو رفضه‪.1‬‬
‫إن مسألة طلب الطالق باإلرادة المنفردة للزوجة‪ ،‬مسألة ال تتم إال بحكم قضائي‪ ،‬وكون أن نوعية‬
‫الحاالت الواردة في نص المادة ‪ 53‬من قانون األسرة‪ ،‬هي حاالت مستعصية تتطلب الحل القضائي‪ ،‬لذا‬
‫فإنه ال بد أن يتم في المحكمة أمام قاضي الموضوع‪ ،‬وال بد من طلب الزوجة لذلك وال يمكن استعماله إال‬
‫تعذر االتفاق بين الزوجين‪.2‬‬
‫لذا فإن اإلجراءات في سير الدعوى‪ ،‬التي تنظم قضايا التطليق أمام المحكمة االبتدائية تقريبا إلى‬
‫حد ما تشبه اإلجراءات المتبعة في قضايا الطالق‪ ،‬فقط أنه فيما يخص تحديد المراكز القانونية لكل‬
‫طرف‪ ،‬فإن الزوجة تصبح في مركز المدعية‪ ،‬أما الزوج في مركز المدعى عليه‪ ،‬وبالتالي فإن العريضة‬

‫الوجيز في شرح قانون األسرة‪ ،‬العربي بلحاج‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.275‬‬ ‫‪1‬‬

‫القانون القضائي الخاص‪ ،‬إبراهيم نجيب سعد‪ ،‬مؤسسة المعارف للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1982 ،‬ص‪.61‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫االفتتاحية البد أن تحتوي في ديباجتها على المدعية و المدعى عليه‪ ،‬باإلضافة إلى إدخال النيابة العامة‬
‫كطرف في الخصومة‪ ،‬بعد ذلك تذكر جميع الوقائع التي على أساسها لجأت إلى طلب حل الرابطة‬
‫الزوجية عن طريق التطليق‪ ،‬مع تبيان األساس القانوني الذي ارتكزت عليه طبقا للمادة ‪ 53‬من األمر رقم‬
‫‪ 02-05‬المعدل والمتمم لقانون األسرة‪ ،‬من أجل إقناع القاضي إلنصافها والحكم لها‪ ،‬واذا عجزت فتحكم‬
‫المحكمة برفض دعواها لعدم التأسيس‪ ،‬وهنا يكمن دور القاضي في استنطاق ومعرفة األسباب الحقيقية‪،‬‬
‫الذي له السلطة التقديرية في إثبات الضرر من عدمه‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن الزوجة ال تستطيع رفع دعوى‬
‫جديدة‪ ،‬بل بإمكانها مباشرة ذلك‪ ،‬كون أن الحكم برفض الدعوى لعدم التأسيس‪ ،‬ليس له حجية الشيء‬
‫المقضي فيه‪ ،‬وال يمكن للزوج في هذه الحالة‪ ،‬أن يدفع بعدم قبول الدعوى لسبق الفصل فيها‪ ،‬عمال بمبدأ‬
‫عدم خضوع قضايا الحالة لقاعدة حجية الشيء المقضي فيه‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬عن طريق الخلع‬
‫عرفه األستاذ عبد العزيز سعد‪ ،‬بقوله أنه عقد معاوضة رضائي وثنائي األطراف‪ ،‬شرع لمصلحة‬
‫الزوجة‪ ،‬غايته إنهاء الحياة الزوجية بحكم قضائي‪ ،‬بناء على عرض أحد الزوجين وقبول اآلخر لرغبة‬
‫الزوجة‪ ،‬مقابل مال مقوم شرعا تدفعه الزوجة‪ ،‬فيتفقان على نوعه أو مقداره في جلسة حكم‪ ،‬أو يحدده‬
‫القاضي بما ال يتجاوز صداق المثل وقت الحكم‪.2‬‬
‫وقد أقره المشرع الجزائري في المادة ‪ 54‬التي تنص‪" :‬يجوز للزوجة دون موافقة الزوج أن تخلع‬
‫نفسها بمقابل مالي ‪ ،".‬وكما يعتبر الخلع تصرف قانوني ناجم عن اإلرادة المنفردة للزوجة في إنهاء‬
‫العالقة الزوجية بمقابل مالي‪.3‬‬
‫وفيما يخص إجراءات التقاضي أمام قسم شؤون األسرة من أجل فك الرابطة الزوجية عن طريق‬
‫الخلع‪ ،‬فإنها ال تختلف كثي ار عن جميع إجراءات الطالق باإلرادة المنفردة للزوج أو التطليق‪ ،‬فنجدها‬
‫تتضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬عريضة افتتا ح دعوى موقعة ومؤرخة من قبل المدعية طالبة الخلع ومكتوبة سواء عن طريق محامي‬
‫باألوضاع السابق ذكرها أو عن طريق كاتب عمومي كون أن إجراءات التقاضي دوما يكون األصل فيها‬
‫أن تكون مكتوبة عمال بنص المادة ‪ 09‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫إجراءات ممارسة دعاوى شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.248‬‬ ‫‪2‬‬

‫الوجيز في شرح قانون األسرة‪ ،‬بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫‪ -2‬خضوع العريضة لألشكال المقررة بالمادة ‪14‬و‪ 15‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية وتكون بعدد‬
‫نسخ يساوى أطراف الدعوى مع ذكر دوما ممثل النيابة العامة في ديباجتها‪.‬‬
‫‪ -3‬إيداع العريضة لدى أمانة الضبط مرفقة بنسخة من عقد الزواج‪ ،‬وشهادة عائلية وعدد من شهادات‬
‫ميالد األبناء في حالة وجودهم‪ ،‬وفي بعض الحاالت تطلب شهادة طبية تثبت براءة الرحم أو الحمل فإذا‬
‫تحقق هذا األخير جاز للمدعية طلب حفظ حق الجنين إن ولد حيا‪.‬‬
‫‪ -4‬دفع رسم التسجيل والمقدر بـ ‪ 450‬دينار ج ازئري مقابل وصل يرفق مع عريضة افتتاح الدعوى‬
‫ويوضع بالملف ووصل ثاني يسلم للمدعية‪.‬‬
‫‪ -5‬بعد قيد العريضة من قبل أمين الضبط يضع لها رقم القضية وتاريخ أول جلسة ويسلم نسخة منها‬
‫للمدعية من أجل تبليغها للمدعى عليه وهو الزواج عن طريق المحضر القضائي‪.‬‬
‫‪ -6‬وبعد تبليغ المدعى عليه بموجب محضر تكليف بالحضور ومحضر تسليم تكليف بالحضور يجب‬
‫على المدعية هنا تقديمه للقاضي عند تاريخ أول جلسة وذلك لكي تنعقد الخصومة‪.‬‬
‫‪ -7‬بعد تأكد القاضي من استفاء جميع الشروط الشكلية والموضوعية لطلب الخلع يأمر بإجراء جلسة‬
‫للصلح بين األطراف عمال بالمادة ‪ 49‬من قانون األسرة وعند عدم الصلح ينتقل لمناقشة مقابل الخلع‬
‫ومنه يصدر حكمه بفك الرابطة الزوجية عن طريق ذلك‪.1‬‬

‫‪ 1‬الوجيز في شرح قانون األسرة‪ ،‬بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مرحلة صدور األحكام والق اررات وأثارهما‬


‫تعتبر هذه المرحلة من المراحل الحاسمة في الدعوى المطروحة أمام الجهات القضائية سواء كانت‬
‫جهات قضائية ابتدائية أو جهات استئناف أو طعن بالنقض كون يتم فيها إنهاء النزاع المطروح والفصل‬
‫فيه مما يترتب مراكز قانونية وحقوق مكتسبة بموجب سند قانوني يتمثل في حكم أو قرار‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صدور األحكام والق اررات‬


‫نظم المشرع الجزائري اإلجراءات التي تضبط سير الجلسة قبل االنتهاء من الدعوى المطروحة‬
‫أمام الجهات القضائية بإصدار حكم أو قرار فيها‪ ،‬هذه االجراءات التي تشمل التحكم في سير الجلسة‬
‫وضبطها كونها مهمة منوطة بالقاضي رئيس الجلسة واستدعاء الخصوم وتلقي وثائقهم وما إلى ذلك من‬
‫إجراءات عديدة‪ ،‬وصوال لقناعة القاضي بأن القضية أصبحت مهيأة للفصل فيها بحكم أو قرار‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬في سير الجلسة‬
‫تعد مرحلة جدولة القضايا‪ ،‬مرحلة أولية تدخل في إطار األعمال اإلدارية التنظيمية للمحاكم‪ ،‬وهذا‬
‫قبل صدور الحكم القضائي‪ ،‬حيث أن جدولة القضايا ال تعد عمال قضائيا‪ ،‬بل هي من األعمال اإلدارية‬
‫التنظيمية الصرفة‪ ،‬وتنظيم سير الجلسة يبدأ من تنظيم سير الملفات المنظورة فيها‪ ،‬ويخضع تنظيم الجلسة‬
‫لمسؤولية رئيس القسم على مستوى المحكمة‪ ،‬هذا التنظيم تحكمه عدة عوامل‪ ،‬منها حجم القضايا‪ ،‬والزمن‬
‫الذي تتطلبه كل قضية لدراستها‪ ،‬لذلك فإن مسألة سير الجلسة يسهر عليها القاضي قبل كل شيء‪ ،‬و‬
‫ليس أمين الضبط و ال وكيل الجمهورية‪ ،‬الذي يتفحص جدول و ترتيب القضايا‪ ،‬من األقدم إلى الجديد‪،‬‬
‫ومراعاة الظروف المعقولة للفصل في الملفات‪.1‬‬
‫ويتم تحديد جدول القضايا لكل جلسة من طرف رئيس القسم أو التشكيلة على أن يبلغ بذلك ممثل‬
‫النيابة ويعلق الجدول في المكان المعين لإلعالنات‪ ،‬وعادة يتم التعليق في مكان مجاور لقاعة الجلسات‬
‫باعتباره األنسب لكي يعلم به الخصوم و محاموهم وكل من يهمه األمر‪ ،‬هذا اإلجراء التي تضمنته المادة‬
‫‪ 261‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية معمول به على مستوى المجالس القضائية وتم تمديد األخذ‬
‫به على مستوى المحاكم‪ ،2‬غير أنه ومع التطور التكنولوجي و عصرنة قطاع العدالة الجزائرية أصبح‬
‫استعمال الكومبيوتر أم ار ضروريا ولإلعالن عن جدول القضايا أصبح يعلق لوح إلكتروني‪ ،‬أو شاشة‬
‫تلفزية خارج قاعة الجلسات‪ ،‬يتم تشغيله من طرف أمني الضبط‪ ،‬يتضمن جميع القضايا المطروحة في‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.196‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫القسم شؤون األسرة‪ ،‬مع نشر رقم كل قضية واألطراف األصلين مدعي و مدعى عليه‪ ،‬وتاريخ الجلسة‬
‫ونوع الدعوى‪.‬‬
‫ومن حيث ضبط الجلسة‪ ،‬تمنح سلطة ضبط الجلسة لرئيسها‪ ،‬ولقد كرست المادة ‪ 262‬من قانون‬
‫االجراءات المدنية واإلدارية هذا التوجه بحيث يجوز للرئيس في حدود ما يسمح به القانون‪ ،‬اتخاذ كل‬
‫التدابير الضرورية لضمان الهدوء والرصانة والوقار الواجب لهيئة المحكمة‪ ،‬فالرئيس مخول على سبيل‬
‫المثال بطرد كل مشاغب من الجلسة وتنبيه الحضور بواجب االلتزام والهدوء‪.1‬‬
‫يعلن القاضي عن افتتاح الجلسة العلنية‪ ،‬ويصرح‪" :‬باسم الشعب الجزائري الجلسة مفتوحة " يتم‬
‫االستماع للخصوم ووكالئهم و محاميهم وجاهيا‪ ،‬وهذا لتمكين الخصوم من الدفاع عن حقوقهم لذا فإن‬
‫مبدأ الوجاهية من المبادئ العامة التي يجب مراعاتها في التقاضي‪ ،‬نظ ار لما تجسده من شفافية وحرية في‬
‫مناقشة األدلة‪ ،‬واالستماع للخصوم‪ ،‬تبعا لما نصت عليه المادة ‪ ،263‬فإذا حدث أن تعذر على أحد‬
‫الخصوم حضور الجلسة‪ ،‬رغم التبليغ الشخصي له‪ ،‬فعلى القاضي مراعاة الوجاهية في الجلسة‪ ،‬بأن‬
‫يحرص على حضور الخصوم للجلسة شخصيا‪ ،‬لكن إذا تغيب أو تخلف الخصم عن حضور الجلسة‪،‬‬
‫فإن للقاضي سلطة تأجيل القضية لتاريخ الحق‪ ،‬قد يصل التأجيل إلى مرتين‪ ،‬حتى يمكن الخصم من‬
‫تحضير دفاعه‪ ،‬وكون أن هذا النوع من القضايا بفك الرابطة الزوجية يستدعي حرص القاضي على‬
‫حضور األطراف‪ ،‬فإذا تغيب رغم التأجيالت المتكررة‪ ،‬فعلى القاضي الحكم في غيبته ولو لم يحضر‬
‫المناقشات ألن ذلك ال يعد خرقا لمبدأ الوجاهية‪.2‬‬
‫بعد أن يقدم كل خصم ما لديه ويالحظ القاضي أو التشكيلة بإصرار الخصوم على طلباتهم وأن‬
‫ليس لديهم ما يضيفوه إلى عناصر النزاع كما تكون القضية قد استوفت عناصرها وصارت مهيأة للفصل‬
‫فيها يقفل باب المرافعات وتحجز القضية للنظر فيها‪ ،‬فتدخل بذلك في حوزة المحكمة وتخرج من حيازة‬
‫الخصوم وسيطرتهم‪ ،‬إذ ال يحق للخصوم تقديم دفوع جديدة أو طلبات أو اإلدالء بمالحظات كما ال يجوز‬
‫تدخل الغير أو النيابة العامة أو تقديم أدلة أو مستندات جديدة‪.3‬‬
‫غير أن القرار المتضمن إقفال باب المرافعات هو عمل من أعمال اإلدارة القضائية فبالتالي يجوز‬
‫للجهة المعروض أمامها النزاع أن تعيد القضية للجدول كلما دعت الضرورة لذلك إما تلقائيا أو بناء عل‬
‫طلب أحد الخصوم‪ ،‬فمتى ظهرت عناصر تجعل من إعادة القضية إلى الجدول ضرورة لحسن سير‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.197‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬سائح سنقوقة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.389‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.198‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫العدالة‪ ،‬أعيد فتح باب المرافعات من جديد بناء على أمر شفوي من رئيس التشكيلة المعنية‪ ،‬لتمكين‬
‫الخصوم من تقديم مذكرات أو دفوع أو غير ذلك وتشير المادة ‪ 268‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية إلى أن إعادة القضية للجدول يتم على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬بمبادرة من الجهة القضائية كلما دعت الضرورة لذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬بناء على طلب أحد الخصوم‪.‬‬
‫‪ -3‬بسبب تغير تشكيلة الجهة القضائية‪.‬‬
‫وضمانا لمحاكمة منصفة وعادلة‪ ،‬تتم المداوالت في السرية وتكون وجوبا بحضور كل القضاة‬
‫التشكيلة وبدون حضور ممثل النيابة العامة و الخصوم ومحاميهم وأمين الضبط‪.1‬‬
‫أنه من المفيد مالحظته‪ ،‬أن الحكم المنتظر في شأن فك الرابطة الزوجية‪ ،‬شأنه مثل األحكام‬
‫القضائية األخرى‪ ،‬تشترط فيه جملة من الشروط‪ ،‬يستوجب أن يتضمنها‪ ،‬واال كان عرضة للطعن‬
‫بالنقض‪ ،‬وعليه فإن الحكم يتضمن في ديباجته التعبير التالي‪" :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫"باسم الشعب الجزائري" طبقا للمادة ‪ 275‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬إذ أن تلك العبارة تعتبر‬
‫من النظام العام يتعلق بسيادة الدولة‪ ،‬و السيادة الشعبية لألحكام‪ ،‬و الجزاء الذي رتبه المشرع على تخلف‬
‫هذه العبارة هي البطالن المطلق‪.2‬‬
‫كذلك يستوجب أن يتضمن الحكم تشكيلة المحكمة‪ ،‬أي إسم القاضي الذي ترأس الجلسة‪ ،‬و إسم‬
‫كاتب الضب ط الذي حضر الجلسة‪ ،‬كذلك يستوجب من الناحية الشكلية للحكم‪ ،‬أن يتضمن على تاريخ‬
‫صدوره‪ ،‬كون أن تاريخ النطق بالحكم‪ ،‬هو تاريخ الحكم عمال بنص المادة ‪ 274‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬وأن تاريخه له أهمية كبيرة‪ ،‬لما يترتب عنه من إجراءات إلى جانب ذلك‪ ،‬ذكر أسماء‬
‫األطراف المتنازعة‪ ،‬وتبيان عناوينهم وصفائهم‪ ،‬تاريخ النطق به‪ ،‬إسم ولقب ممثل النيابة العامة‪ ،‬أسماء‬
‫وألقاب المحامين‪ ،‬و اإلشارة إلى عبارة النطق بالحكم في جلسة علنية‪ ،‬كما يستوجب كتابة الحكم باللغة‬
‫العربية‪ ،‬طبقا لمقتضيات القانون رقم ‪ 50/91‬المؤرخ في ‪ ،1991/01/16‬المتضمن تعميم استعمال اللغة‬
‫العربية المعدل والمتمم‪ ،‬وطبقا ألحكام المادة ‪ 08‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.3‬‬
‫واضافة إلى البيانات العامة من حيث الشكل حددت المادة ‪ 277‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية ما يجب أن تحتويه صياغة الحكم من حيث المضمون‪:‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.199‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.192‬‬ ‫‪2‬‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.293‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫‪ -1‬يجب أن يسبب الحكم من حيث الوقائع والقانون‪ ،‬ومعنى ذلك مناقشة الوقائع والنقاط القانونية المثارة‬
‫من طرف الخصوم‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلشارة إلى النصوص المطبقة‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب أن يستعرض بإيجاز وقائع القضية وطلبات وادعاءات الخصوم ووسائل دفاعهم‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن يرد على كل الطلبات واألوجه المثارة‪.‬‬
‫‪ -5‬يتضمن ما قضى به في شكل منطوق على نحو يسمح للخصوم بتنفيذه‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في الطبيعة الخاصة لألحكام وق اررات االنحالل‬
‫تنقسم األحكام القضائية من حيث مضمون القضاء الصادر في الحكم إلى أحكام تقريرية‪ ،‬وأحكام‬
‫منشئة‪ ،‬وأحكام إلزام‪ ،‬وكل حكم تقابله دعوى خاصة‪ ،‬فحكم اإللزام تقابله دعوى اإللزام‪ ،‬و الحكم التقريري‬
‫تقابله الدعوى التقريرية‪ ،‬والحكم المنشئ تقابله الدعوى المنشئة‪ ،‬وعليه فإن الحكم الذي تنفرد به قضايا‬
‫انحالل الرابطة الزوجية من حيث طبيعته الخاصة‪ ،‬هو حكم كاشف و منشئ في نفس الوقت‪ ،‬نظ ار لكون‬
‫األحكام الخاصة بفك الرابطة الزوجية‪ ،‬تختلف عن غيرها من األحكام لكونها تتميز بطبيعة خاصة لما لها‬
‫من أثار قانونية تميزها‪ ،‬ومنه فأحكام الطالق بأنواعها‪ ،‬تعتبر أحكاما كاشفة‪ ،‬ألن القاضي عندما ينطق‬
‫بحكم الطالق‪ ،‬فهو يكشف عن إرادة الزوج الحقيقية‪ ،‬الذي يكون الزوج فيها قد تلفظ بالطالق قبل اللجوء‬
‫إلى القضاء‪ ،‬و لكون أن الحكم المنشئ يرتب مرك از قانونيا جديدا‪ ،‬يتمثل في مركز مطلق و مطلقة‪.2‬‬
‫إن ما ورد في المادة ‪ 57‬مكرر من القانون ‪ 02/05‬المعدل والمتمم‪ ،‬التي اعتبرت األحكام‬
‫الصادرة في دعاوى الطالق و التطليق و الخلع غير قابلة لالستئناف‪ ،‬والمادة ‪ 433‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية التي اعتبرت أن أحكام الطالق بالتراضي غير قابلة لالستئناف‪ ،‬هذه المادة جاءت تكملة‬
‫لما نصت عليه المادة ‪ 57‬مكرر السالف ذكرها‪ ،‬فيجوز االستئناف إال في الجوانب المادية‪ ،‬ما نستشفه‬
‫من خالل ذلك‪ ،‬أن المشرع لم ينص صراحة على أن أحكام الطالق تصدر بصفة نهائية‪ ،‬إال أنه من‬
‫‪3‬‬
‫المعروف فقها وقانونا‪ ،‬أن األحكام النهائية هي وحدها التي تقبل الطعن بالنقض‪.‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.199‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطالق بين أحكام تشريع األسرة واالجتهاد القضائي‪ ،‬عبد الفتاح تقية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.231‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح وجيز لقانون األسرة الجديد‪ ،‬فضيل العيش‪ ،‬مطبعة طالب‪ ،‬الجزائر‪ ،2007،2008 ،‬ص‪.46‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار انحالل الرابطة الزوجية‬


‫انه وبمجرد صدور حكم يقضي بفك الرابطة الزوجية تنشأ عنه عدة آثار والتي يمكن تقسيمها إلى‬
‫آثار ما دية والتي تتجلى في النفقة والتعويض عن الطالق والنزاع حول متاع البيت‪ ،‬وأثار غير المادية أو‬
‫المعنوية فتتمثل في العدة والحضانة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اآلثار المادية‬
‫يترتب على انحالل الزواج بمختلف صوره آثار مادية ومالية منها مايتعلق بطرفي عقد الزواج من‬
‫مطلقة ومطلق المتضرر كالتعويض المالي الممنوح للمتضرر من انحالل الزواج‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط‬
‫بحق المطلقة واألوالد كالنفقة بمختلف أنواعها وصورها‪ ،‬ومنها ما يكون مشترك بين الزوجين الن ازع حول‬
‫متاع البيت‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التعويض عن فك الرابطة الزوجية‪:‬‬
‫‪ -1‬بالنسبة للمطلقة‬
‫يحق للزوج شرعا وقانونا إيقاع الطالق ولكن ال يجوز له التعسف في استعمال هذا الحق‪ ،‬ويقصد‬
‫بالطالق التعسفي هو كل طالق تم باإلرادة المنفردة للزوج وتأذت منه المرأة‪ ،‬ويعرف أيضا بأنه طالق‬
‫الزوج لزوجته دون مسوغ شرعي أو من غير حاجة تقتضي ذلك‪.1‬‬
‫التعويض أثر من آثار الطالق التعسفي ولقد نصت عليه المادة‪ 52 :‬من قانون األسرة الجزائري‬
‫والتي جاء فيها " إذا تبين للقاضي تعسف الزوج في الطالق حكم للمطلقة بالتعويض عن الضرر الالحق‬
‫بها "‪ ،‬ويرجع تحديد التعويض إلى السلطة التقديرية للقاضي ويكون حسب الضرر الذي لحق المطلقة‬
‫المادي منه أو المعنوي‪ ،‬وعلى الزوجة عبء إثبات الضرر المادي أما الضرر المعنوي فهو ثابت بمجرد‬
‫الطالق‪.2‬‬
‫وكما يحق للمطلقة طلب التعويض عن فك الرابطة الزوجية بالتطليق طبقا لنص المادة ‪ 53‬مكرر من‬
‫قانون األسرة الجزائري وفقا ألحكام المادة ‪ 53‬مكرر من قانون األسرة التي تنص على أنه‪ :‬يجوز للقاضي‬
‫في حالة الحكم بالتطليق أن يحكم للمطلقة بالتعويض عن الضرر الالحق بها""‪.‬‬

‫السلطة التقديرية لقاضي شؤون األسرة في التعويض عن الضرر‪ ،‬أسمهان عفيف‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانون‬ ‫‪1‬‬

‫األسرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،2011 ،‬ص‪.91‬‬
‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.304‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫‪ -2‬بالنسبة للمطلق‬
‫يحق للزوج المتضرر من النشوز طلب التعويض وذلك وفقا ألحكام المادة ‪ 55‬من قانون األسرة‬
‫التي تنص على أنه‪" :‬عند نشوز أحد الزوجين يحكم القاضي بالطالق وبالتعويض للطرف المتضرر"‪،‬‬
‫وبالرجوع للقانون الجزائري نجد أن النشوز من الناحية الفقهية يختلف عنه من الناحية القانونية وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أنه من الناحية العملية‪ ،‬فإن القاضي يحكم بالطالق لنشوز الزوجة إذا صدر حكم يقضي‬
‫برجوع الزوجة إلى بيت الزوجية المستقل أثاثا ومعاشا فإذا امتنعت عن الرجوع ولم تمتثل يحرر المحضر‬
‫القضائي محضر امتناع عن الرجوع ويعتبر دليل على النشوز وكما يحق للمطلق أو الزوج في مقابل‬
‫الخلع بحسب نص المادة ‪ 54‬من قانون األسرة الجزائري والتي تنص "يجوز للزوجة دون موافقة الزوج‬
‫أن تخالع نفسها بمقابل مالي‪ ،‬إذا لم يتفق الزوجان على المقابل المالي للخلع يحكم القاضي بما ال‬
‫يتجاوز صداق المثل وقت صدور الحكم"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النفقة‬
‫فيطلق لفظ النفقة على كل ما يحتاج له المرء في إقامة حياته من ضروريات الحياة والنفقة تشمل‬
‫الطعام والشراب والكسوة والسكن والتداوي والحاجيات األخرى التي يتطلبها العصر وهي فرض عين وليس‬
‫لها حد معين وانما هي مقدرة بالكفاية من ناحية الكمية والقدرة المالية للمنفق‪.1‬‬
‫ومن أنواع النفقة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نفقة العدة‪:‬‬
‫تستحق المعتدة نفقة عدتها من مال زوجها طيلة هذه المدة وتحددها المحكمة إجماليا أو شهريا‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 61‬من قانون األسرة الجزائري‪ ،‬ويسقط هذا الحق شرعا إذا تركت المطلقة مقر‬
‫الزوجية ولم تقضي العدة فيه دون مبرر شرعي باعتبارها ناشز‪ ،2‬وفي هذا اإلطار صدر عن المحكمة‬
‫العليا القرار الصادر بتاريخ‪ 1989/12/25 :‬الذي جاء فيه‪ " :‬حيث أن كل مطلقة بعد البناء عليها أن‬
‫تعتد وهي أثناء هذه المدة محبوسة من أجل الزوج وعلى كل مطلق أن ينفق على مطلقته‪ ..‬فالنفقة‬
‫حق ثابت شرعا من الحقوق الزوجية يتعين على القاضي الحكم بها سواء طلبتها الزوجة أم لم تطلبها‪،‬‬

‫أحكام الطالق وحقوق األوالد في الفقه اإلسالمي بدراسة مقارنة بقانون األسرة الجزائري‪ ،‬لعربي بختي‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،‬طبعة األولى‪ ،2013 ،‬ص‪.111‬‬


‫التطليق والخلع وفقا للقانون والشريعة اإلسالمية‪ ،‬نورة منصوري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2012‬ص‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫وال تسقط إال إذا أسقطها الشارع في بعض األحوال المحددة شرعا أو سمحت فيها الزوجة صراحة‬
‫‪1‬‬
‫بالخلع‪ ،‬والمجلس له الحق في الحكم بها إذا أغفلها القاضي األول فالوجه سديد ويتعين رفضه"‪.‬‬
‫‪ -2‬نفقة اإلهمال‪:‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 74‬من قانون األسرة " تجب نفقة الزوجة على زوجها بالدخول بها " فالزوجة‬
‫هنا تبقى تحت مسؤولية زوجها قبل الطالق ولها الحق في النفقة والرعاية المادية والمعنوية ويقصد‬
‫باإلهمال هنا هو ترك الزوج الزوجة دون عناء السؤال عنها‪ ،‬أو عن أوالدها ماديا فإذا ثبت أنه لم يقم‬
‫باإلنفاق عليها يحق لها أن تطلب نفقة اإلهمال لها ولكل واحد من أوالدها‪ ،‬و تحسب من تاريخ اإلهمال‬
‫أو الخروج من بيت الزوجية أو الترك إلى غاية صدور الحكم الفاصل في الطالق سواء كان باإلدارة‬
‫المنفردة للزوج أو بالتطليق أو بالخلع‪ ،‬وكما يمكن للقاضي أن يحكم بها لمدة ال تفوق السنة قبل رفع‬
‫الدعوى بناء على بينة طبقا لما هو منصوص عليه بالمادة ‪ 80‬من قانون األسرة "تستحق النفقة من‬
‫تاريخ رفع الدعوى و للقاضي أن يحكم باستحقاقها بناء على بينة لمدة ال تتجاوز سنة قبل رفع‬
‫الدعوى"‪.‬‬
‫‪ -3‬نفقة األبناء‪:‬‬
‫أو ما يصطلح عليها في الواقع العملي بالنفقة الغذائية طبقا للمادة ‪ 75‬من قانون األسرة الجزائري‬
‫التي تنص‪" :‬تجب نفقة الولد على األب ما لم يكن له مال فبالنسبة للذكور إلى سن الرشد و اإلناث إلى‬
‫الدخول‪ ،‬و تستمر في حالة ما إذا كان الولد عاجز آلفة عقلية أو بدنية أو م ازوال للدراسة و تسقط‬
‫باالستغناء عنها بالكسب"‪ ،‬وتشمل الغذاء والكسوة والعالج لهم ويتم تقديرها بحسب السلطة التقديرية‬
‫للقاضي مراعاة للظروف المادية واالجتماعية للطرفين‪.‬‬
‫‪ -4‬بدل اإليجار‪:‬‬
‫األصل أن يوفر الزوج المطلق للمطلقة وأبناءه مسكنا للممارسة الحضانة إذا كان األوالد قصر‬
‫واالستثناء أنه وفي حالة تعذره عن توفير مسكن مالئم للممارسة الحضانة يتوفر عن جميع شروط الحياة‬
‫الكريمة أن يدفع مقابل ذلك بدل إيجار شهري للمطلقة لتأجير مسكن تمارس فيه حضانتها ويخضع تقدير‬
‫بدل اإليجار للسلطة التقديرية للقاضي‪.‬‬

‫قرار المحكمة العليا رقم‪ 57752 :‬بتاريخ‪ ،1989/12/25 :‬المجلة القضائية‪ ،‬ل ‪ ،1991‬عدد ‪ ،01‬ص‪.68‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫ثالثا‪ :‬متاع البيت‬


‫يشكل متاع البيت الزوجي الجانب المادي األخر للعالقة الزوجية ‪ ،‬ذلك أن اقتناء متاع المنزل‬
‫من مفروشات وأثاث وأدوات منزلية بات الشغل الشاغل لألزواج‪ ،‬بغض النظر عن كونها من مستلزمات‬
‫الحياة الزوجية التي ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬أو من الكماليات التي فرضتها معطيات الواقع االجتماعي‬
‫الحديث‪.1‬‬
‫وقد ينشأ ما بين الزوجين عند طالقهما نزاع حول متاع البيت وهذا األخير يشكل أكثر حاالت‬
‫التنازع المعروضة والمطروحة أمام جهات القضاء غموضا وتعقيدا من ناحية اإلثبات إال أن المشرع‬
‫الجزائري نجده قد تناوله بالمادة ‪ 73‬من قانون األسرة الجزائري ويثور هذا النزاع عند طلب أحد الزوجين‬
‫استرداد هذا المتاع وفي المقابل ينكر الطرف الثاني وجود هذا المتاع أو يدعي ملكيته له إال أن المادة‬
‫‪ 73‬من قانون األسرة وبنصها "إذا وقع النزاع بين الزوجين أو ورثتهما في متاع البيت وليس ألحدهما‬
‫بينة فالقول للزوجة أو ورثتهما مع اليمين في المعتاد للنساء والقول للزوج أو ورثته مع اليمين في‬
‫المعتاد للرجال ‪.‬والمشتركات بينهما يقتسمانها مع اليمين "‪.‬‬
‫والواقع العملي يشترط على المطلقة التي تريد استعادة متاعها أن تقدم قائمة مكتوبة بمتاع البيت‬
‫للقاضي سواء مرفوقة مع عريضة افتتاح دعواها أو بمذكرة جواب الحقة وكما يجب أن يحدد المتاع سواء‬
‫كان مفروش أو أثاث أو أواني أو مصوغ تحديدا نافيا للجهالة بأن يذكر عدده ولونه ومقداره وحجمه‪ ،‬هذا‬
‫من جهة ومن جهة أخرى البد لنا من التمييز ما بيه حالة إنكار وجود المتاع أصال هنا ال بد من توجيه‬
‫اليمين القانونية تطبيقا للقاعدة القانونية اإلثبات على من ادعى واليمين على من أنكر‪ ،‬وحالة النزاع على‬
‫ملكية متاع البيت تطبق نص المادة ‪ 73‬المذكورة أعاله‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار المعنوية‬
‫لقد نظم المشرع الجزائري هذه اآلثار وتتمثل في الحضانة والوالية والعدة وزيارة األبناء القصر في‬
‫الفصل الثاني من الباب الثاني المتعلق بانحالل الزواج وهي كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العدة‬
‫إن العدة تعد من أهم أثار فك الرابطة الزوجية هدفها األساسي تعظيم أمر الزواج و آثار انحالله‪،‬‬
‫السيما وأن األمر يتعدى إلى المحافظة على المجتمع و باألخص النسل‪ ،‬كما أنها تسمح للزوجين‬

‫إشكاالت فك الرابطة الزوجية في ضوء القضاء الجزائري‪ ،‬وفاء ربيع‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع قانون األسرة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الجزائر ‪.2014/2013 ،1‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫صوا ا ْل ِع َّدةَ‬ ‫وه َّن لِ ِعد ِ‬


‫َّت ِه َّن َوأ ْ‬ ‫اء فَطَلِّقُ ُ‬ ‫الن ِب ُّي إِ َذا طَلَّ ْقتُم ِّ‬
‫ُّها َّ‬ ‫‪1‬‬
‫َح ُ‬ ‫س َ‬ ‫الن َ‬ ‫ُ‬ ‫بمراجعة نفسهما ‪ ،‬و الدليل قوله تعالى‪َ " :‬يا أَي َ‬
‫شة ُم َب ِّي َنة ۖ َوِت ْل َك ُح ُد ُ‬
‫ود‬ ‫ين ِبفَ ِ‬
‫اح َ‬ ‫َن َيأ ِْت َ‬‫وه َّن ِم ْن ُب ُيوِت ِه َّن َوَال َي ْخ ُر ْج َن إَِّال أ ْ‬
‫ۖ َواتَّقُوا اللَّ َه َرَّب ُك ْم ۖ َال تُ ْخ ِر ُج ُ‬
‫س ُه"‪ ،2‬لقد حدد المشرع الجزائري مدتها حسب حاالت الزوجة‬ ‫ود اللَّ ِه فَقَ ْد َ‬
‫ظلَ َم َن ْف َ‬ ‫اللَّ ِه ۖ َو َم ْن َيتَ َع َّد ُح ُد َ‬
‫وذلك بالمادة ‪ 58‬من قانون األسرة ‪ ،‬فإن كانت الزوجة يائس أو أنها ال تحيض فإنها تعتد بثالثة أشهر‪ ،‬و‬
‫َّص َن ِبأَ ْنفُ ِس ِه َّن‬ ‫إن كانت مطلقة مدخول بها غير حامل فعدتها ثالثة قروء و لقوله تعالى‪َ " :‬وا ْل ُمطَلَّقَ ُ‬
‫ات َيتََرب ْ‬
‫ثََال ثَ َة قُُروء‪".3‬‬
‫أما إذا كانت حامل فإن مدة عدتها تمتد إلى غاية وضع الحمل‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 60‬من قانون األسرة‬
‫الجزائري‪" :‬عدة الحامل وضع حملها و أقصى مدة الحمل عشرة أشهر من تاريخ الطالق أو الوفاة"‪ ،‬و‬
‫ض ْع َن َح ْملَ ُه َّن‪ ،".4‬في حين أقر المشرع الجزائري أن‬
‫َن َي َ‬
‫َجلُ ُه َّن أ ْ‬ ‫َحم ِ‬
‫ال أ َ‬ ‫ت ْاأل ْ َ‬
‫كذا لقوله تعالى‪َ " :‬وأُوَال ُ‬
‫المطلقة المعتدة تبقى في بيت الزوجية إلى غاية انقضاء مدة العدة قصد التأكد من براءة الرحم و اجتناب‬
‫اختالط األنساب‪ ،‬مع إلزامية الزوج باإلنفاق عليها طوال هذه الفترة‪ ،‬حسب المادة ‪ 61‬من قانون األسرة‬
‫الجزائري‪ ،‬كما أنه ال يمكن للزوجة إعادة حياتها مع رجل آخر إال بعد انقضاء مدة العدة المقررة شرعا و‬
‫قانونا‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحضانة‬
‫عرف المشرع الجزائري الحضانة بالمادة ‪ 62‬من قانون األسرة على أنها " الحضانة هي رعاية‬
‫الولد وتعليمه والقيام بتربيته على دين أبيه والسهر على حمايته وحفظه صحة وخلقا ‪ ،‬ويشترط في‬
‫الحاضن أن يكون أهال للقيام بذلك " وبذلك لم يخرج إجماال عن التعاريف الفقهية الواردة في موضوع‬
‫الحضانة سوى أنه استعمل لفظ "الولد" بدال من لفظ " الصغير" والسبب في ذلك يعود ربما لكون أن‬
‫القانون في حد ذاته ومن خالل المادة ‪ 65‬أجاز تمديد الحضانة إلى سن ‪ 16‬سنة بالنسبة للذكر واألنثى‬
‫ببلوغها سن الزواج وهو ما يفترض فيهما البلوغ‪.6‬‬

‫صور فك الرابطة الزوجية على ضوء القانون والقضاء في الجزائر‪ ،‬باديس ديابي‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.31-30‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الطالق‪ ،‬اآلية ‪.01‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.228‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الطالق‪ ،‬اآلية ‪.04‬‬ ‫‪4‬‬

‫الميسر في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬سليمان ولد خسال‪ ،‬شركة األصالة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة الثانية‪ ،2012 ،‬ص‪.56‬‬ ‫‪5‬‬

‫صور فك الرابطة الزوجية على ضوء القانون والقضاء في الجزائر‪ ،‬باديس ديابي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫ومنه على المحكمة عندما تقرر الحكم بفك الرابطة الزوجية لسبب من األسباب وتفصل في حق‬
‫الحضانة أن تراعي كل هذه العناصر الذي اشتمل عليها القانون في المادة ‪ 62‬السالفة الذكر وأن تراعي‬
‫في ذلك جميع حاجيات المحضون ومصلحته الحقيقة التي يجب أن تتوفر له طيلة مدة حضانته‪.1‬‬
‫ومن الشروط الواجد توفرها في الحاضن هي البلوغ فال تسند الحضانة لصغير ولو كان ممي از ألن‬
‫الصغير يبقى بحاجة إلى من يتولى أمره فليس بمقدوره أن يتولى شؤون غيره‪ ،‬إضافة إلى شرط القدرة على‬
‫التربية وأن تتوفر فيه األمانة على األخالق‪.2‬‬
‫وكما أن المشرع الجزائري نجده أولى حضانة األوالد أوال لألم إال أنه وفي حالة عدم كفاءة األم‬
‫في ممارسة حق الحضانة المخول لها باألولوية‪ ،‬فإن المشرع حدد في المادة ‪ 64‬من قانون األسرة‬
‫الجزائري إلى من ينتقل هذا الحق حسب درجة القرابة مع مراعاة مصلحة المحضون دوما وذلك بنصها‬
‫"األم أولى بحضانة ولدها‪ ،‬ثم األب‪ ،‬ثم الجدة ألم‪ ،‬ثم الجدة ألب‪ ،‬ثم الخالة‪ ،‬ثم العمة‪ ،‬ثم األقربون‬
‫درجة مع مراعاة مصلحة المحضون في كل ذلك‪.".....‬‬
‫كما حدد المشرع في المادة ‪ 65‬من نفس القانون أن مدة حضانة الذكر تنقضي ببلوغه العشر‬
‫سنوات قابل للتمديد من قبل القاضي إلى سن السادس عشر (‪ ،)16‬أما بالنسبة لألنثى فهي تبقى قائمة‬
‫إلى غاية بلوغها سن الزواج شريطة أال تتزوج األم ثانية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوالية‬
‫والمقصود بها هنا هي الوالية على نفس القاصر أو على أمواله بأن تقوم األم المطلقة برعاية‬
‫شؤون القاصر المحضون طبقا لنص المادة ‪ 87‬من قانون األسرة الجزائري والتي تنص في فقرتها األخيرة‬
‫"‪...‬وفي حالة الطالق يمنح القاضي الوالية لمن اسند له حضانة األوالد‪".‬‬

‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.293‬‬ ‫‪1‬‬

‫صور فك الرابطة الزوجية على ضوء القانون والقضاء في الجزائر‪ ،‬باديس ديابي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59-58‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪.............................................. :‬إجراءات التقاضي في انحالل الزواج‬

‫رابعا‪ :‬حق الزيارة‬


‫من آثار انحالل الرابطة الزوجية إسناد حضانة األبناء ألحد األبوين‪ ،‬لذلك يجب على القاضي أن‬
‫يخول للطرف الثاني حق الزيارة لعدم حرمان المحضون من والده طبقا للمادة ‪ 64‬من قانون األسرة‬
‫الجزائري ويكون ذلك بطلب من المعني‪ ،‬لكن لقد أغفل المشرع عن ذكر مكان الزيارة و مدتها إال أن‬
‫القضاء الجزائري استقر على أن الزيارة تمنح في األعياد و المناسبات الدينية و كذا العطل األسبوعية‪،1‬‬
‫كما يحق لصاحب الحق في الزيارة في حالة إهماله لطلب حقه في دعوى فك الرابطة الزوجية أن يلجا‬
‫للقضاء المختص أي شؤون األسرة بدعوى جديدة ومستقلة‪ ،‬من أجل المطالبة بحق الزيارة ألول مرة‪ ،‬أيضا‬
‫وقبل صدور الحكم بفك الرابطة الزوجية يحق ألحد الزوجين من حرم من رؤية أوالده خالل فترة سريان‬
‫الدعوى أن يرفق بالموازاة قضية أمام القسم االستعجالي من أجل المطالبة بحق الزيارة المؤقتة إلى غاية‬
‫الفصل في دعوى الموضوع طبقا للمادة ‪ 57‬مكرر من قانون األسرة‪ ،‬وكما رتب المشرع الجزائري عقوبة‬
‫على من أسندت له الحضانة في منع عمدا من له حق الزيارة بزيارة الولد المحضون وذلك بنص المادة‬
‫‪ 328‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.298-296‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫إاجراءات وطرق الطعن يف أحاكم وقرارات فك‬
‫الرابطة الزوجية وتنفيذها‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اجراءات وطرق الطعن في أحكام وق اررات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬
‫يهدف الطعن إلى مراجعة الحكم المطعون فيه من حيث القانون أو من حيث الموضوع والقانون‬
‫معا ‪ ،‬وكما يعتبر الطعن وسيلة قانونية للتعبير عن عدم الرضا لدى الخصم الممارس لهذا الحق الذي‬
‫يحميه التشريع‪ ،‬بغية توفير ضمانات كافية للخصوم‪ ،‬تحميهم من األخطاء المحتملة‪ ،1‬كما أن المشرع لم‬
‫يقتصر على وضع قواعد وأسس الستصدار األحكام وطرق الطعن فيها وفقط بل وضع قواعد لتنفيذ هذه‬
‫األحكام القتصاص الحقوق وتحصيلها‪ .‬وللتفصيل في هذه المسألة جيدا قسمنا هذا الفصل الى ثالثة‬
‫مباحث نتطرق اليها بالشرح كمايلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إجراءات وطرق الطعن في األحكام والق اررات‬


‫تنقسم طرق الطعن إلى قسمين طرق طعن عادية وتشمل المعارضة واالستئناف وطرق طعن‬
‫غير عادية وتتضمن اعتراض الغير الخارج عن الخصومة والتماس إعادة النظر ومن خالل هذا المبحث‬
‫سوف نتطرق لكل طريق من طرق الطعن‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬


‫الطعن العادي يعيد النظر في جميع مشتمالت الحكم‪ ،‬و من خالل ذلك فقد نصت المادة ‪313‬‬
‫من قانون االجراءات المدنية واإلدارية التي حددت طرق الطعن العادية في االستئناف و المعارضة‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعارضة‬
‫هي إحدى طرق الطعن العادية يمارسها الخصم المتغيب‪ ،‬تسمح بمراجعة الحكم أو القرار الغيابي‬
‫والنظر في القضية من جديد من حيث الوقائع والقانون أمام نفس الجهة التي أصدرت الحكم أو القرار‬
‫الغيابي الصادرين إما عن محكمة أو مجلس قضائي باستثناء ق اررات المحكمة العليا التي ال تقبل‬
‫المعارضة فيها‪ ،‬وتتضمن إجراءات المعارضة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث االختصاص‬
‫تتم المعارضة في الحكم أو القرار الغيابي أمام نفس الجهة التي أصدرته‪ ،‬ما لم ينص القانون‬
‫على خالف ذلك‪ ،‬وقولنا باختصاص نفس الجهة القضائية ال يعني بالضرورة أمام نفس التشكيلة التي‬
‫فصلت في الحكم أو القرار الغيابي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث أجل رفع المعارضة‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.236‬‬ ‫‪1‬‬

‫دعاوى انحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري‪ ،‬محمد مالحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫حددت المادة ‪ 328‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية أجل شهر واحد لرفع المعارضة يسري‬
‫ابتداء من تاريخ التبليغ الرسمي للحكم أو القرار الغيابي ولم تميز المادة بين حالتي التبليغ للشخص‬
‫المعني أو في الموطن الحقيقي أو المختار‪ ،1‬كما أنه يجوز للمعارض استعمال هذا الطريق للطعن‪ ،‬حتى‬
‫بدون أن يبلغ تبليغا رسميا‪ ،‬إلى جانب ذلك‪ ،‬يمكن تمديد أجل المعارضة بالنسبة للمقيمين في الخارج لمدة‬
‫شهرين طبقا للمادة ‪ 404‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬فيصبح أجل المعارضة أيا كان نوع‬
‫التبليغ ثالثة أشهر من تاريخ التبليغ الرسمي‪ ،‬وما يمكن مالحظته‪ ،‬أن القانون سكت عن قبول أو عدم‬
‫قبول التنازل عن حق الطعن بالمعارضة‪ ،‬إذ أنه يمكن للمحكوم عليه استئناف الحكم الغيابي دون تسجيل‬
‫معارضة‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬من حيث رفع المعارضة‬
‫ترفع المعارضة بعريضة تودع لدى أمانة ضبط المحكمة‪ ،‬بنفس األشكال التي قررها المشرع‬
‫لعريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬مرفقة بنسخة من الحكم المعارض فيه‪ ،‬تحت طائلة البطالن طبقا للمادة ‪328‬‬
‫من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وعليه يكفي الرجوع ألحكامها بمناسبة شرح المواد القانونية‬
‫المنظمة لها‪ ،‬فتحدد الخصومة في المعارضة‪ ،‬ويحدد الجانب الذي يريد الخصم الطعن فيه‪ ،‬ألنه ما لم يرد‬
‫بشأنه طعن فال مجال إلى إعادة النظر فيه‪ ،‬ويقوم المعارض ضده‪ ،‬وذلك بتبليغه رسميا بالعريضة‬
‫المودعة لدى أمانة الضبط التي أصدرت الحكم الغيابي‪ ،‬وسجلت بها المعارضة‪ ،‬ويكلف الطرف األخر‬
‫بالعريضة ومرفقاتها‪.3‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحكم الصادر في المعارضة‬
‫يكون الحكم الصادر في المعارضة حضوريا في مواجهة جميع الخصوم سواء حضروا الجلسة أو‬
‫تغيبوا عنها وبالنتيجة يكون غير قابل للمعارضة من جديد وال يبقى أمام المعارض سوى طريق االستئناف‬
‫فالمادة ‪ 331‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية تؤكد المبدأ القانوني الذي ينص على عدم جواز‬
‫المعارضة على معارضة‪.4‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.247‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229‬‬ ‫‪2‬‬

‫طرق الطعن العادية وغير العادية في األحكام والق اررات الصادرة عن القضاء العادي والقضاء اإلداري وفقا ألحكام قانون يوسف‬ ‫‪3‬‬

‫دالندة‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.36‬‬


‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.249‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االستئناف‬


‫قبل التعرض لهذه المسألة اإلجرائية‪ ،‬بات من الضروري إبراز أهمية االستئناف كون أن أغلب‬
‫التشريعات الحديثة تأخذ بمبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬فيستطيع المتقاضي الذي يريد الحصول على‬
‫الحماية القضائية المطلوبة من محكمة الدرجة األولى‪ ،‬أن يطلب من المحكمة أعلى درجة إعادة النظر‬
‫في دعواه‪ ،‬وهذا من أجل تدارك أخطاء القضاة‪ ،‬وقد تطرقت هذه الفكرة في العصر الحديث‪ ،‬التي‬
‫أصبحت تنظم االستئناف‪ ،‬على أساس أن حكما واحدا في النزاع ال يقدم ضمانا كافيا‪ ،1‬ومنه فاالستئناف‬
‫هو الحالة الثانية ضمن أوجه الطعن العادي‪ ،‬عرفته المادة ‪ 332‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‬
‫من خالل الهدف المرغوب فيه‪ ،‬على نفس النحو الذي اعتمده المشرع وقت تصديه للمعارضة‪،‬‬
‫فاالستئناف حينئذ طعن عادي يؤدي إما إلى مراجعة الحكم المطعون فيه تعديال لمنطوقة أو إلغاء للحكم‬
‫الصادر عن جهة الدرجة األولى‪.2‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 57‬من األمر ‪ ،02-05‬التي جعلت األحكام الصادرة في دعاوى الطالق و‬
‫التطليق و الخلع غير قابلة لالستئناف إال في جوانبها المادية‪ ،‬ونصت المادة ‪ 433‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬أن أحكام الطالق بالتراضي غير قابلة لالستئناف‪.3‬‬
‫أوال‪ :‬أنواع االستئناف‬
‫إن حق االستئناف مقرر لجميع األشخاص الذين كانوا خصوما على مستوى الدرجة األولى سواء‬
‫كان مدعين أو مدعى عليهم‪ ،‬أو متدخلين أصليين أو مدخلين في الخصام شريطة توفر عنصر المصلحة‬
‫في المستأنف‪ ،‬وفي حالة وفاة أحد الخصوم‪ ،‬يتنقل هذا الحق إلى ذوي حقوقه كما يسمح لألشخاص‬
‫الممثلين في أول درجة بسبب نقص أهليتهم‪ ،‬ممارسة االستئناف بأنفسهم إذا زال سبب المنع‪ ،‬أصبحوا‬
‫يتمتعون بأهليتهم وفقا للمادة ‪ 40‬من القانون المدني‪ ،4‬وقد حصر المشرع الجزائري أنواع االستئناف فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬االستئناف األصلي‬
‫هو الذي يقوم فيه المحكوم عليه بالطعن في الحكم من البداية في مواجهة الخصم األخر الذي‬
‫صدر الحكم لصالحه‪ ،‬وكما أن األصل العام أن كافة األحكام الصادرة في جميع المواد قابلة لالستئناف‬

‫الطالق بين أحكام تشريع األسرة واالجتهاد القضائي‪ ،‬عبد الفتاح تقية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.284‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.249‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح وجيز لقانون األسرة الجزائري الجديد‪ ،‬فضيل العيش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫‪3‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.251‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫عندما تفصل ف ي موضوع النزاع أو في دفع شكلي‪ ،‬أو في دفع بعدم القبول أو أي دفع عارض أخر ينهي‬
‫الخصومة‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ ،‬وبالنتيجة يكون المشرع الجزائري قد استثنى من مجال‬
‫االستئناف األحكام النهائية الصادرة في أول درجة بموجب نص صريح في القانون كتلك األحكام الفاصلة‬
‫في موضوع الطالق‪ ،‬ومنه ومنعا لتجزئة الخصومة بين جهتي موضوع من درجتين واحتمال تناقض‬
‫موقفهما‪ ،‬فإن األحكام التي ال تستغرق موضوع النزاع برمته وانما تفصل في جزء منه فقط والباقي مؤجل‪،‬‬
‫أو التي تأمر بالقيام بإجراء من إجراءات التحقيق أو تدبير مؤقت‪ ،‬فال تقبل االستئناف إال مع الحكم‬
‫الفاصل في أصل الدعوى برمتها‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ ،‬ويتم االستئناف في الحكم‬
‫الصادر قبل الفصل في الموضوع والحكم الفاصل في موضوع الدعوى بموجب عريضة استئناف واحدة‬
‫ويترتب على عدم قبول استئناف الحكم الفاصل في موضوع الدعوى عدم قبول استئناف الحكم الصادر‬
‫قبل الفصل في الموضوع‪.1‬‬
‫‪ -2‬االستئناف التعسفي‬
‫علينا أن نميز بين الحالة التي يكون فيها االستئناف تعسفيا وهو يدخل ضمن المبدأ العام الذي‬
‫يمنع أصال التعسف في استعمال الحق‪ ،‬والحالة التي يتم فيها االستئناف من طرف واحد فال يضار من‬
‫استئنافه‪ ،‬فمن المقرر قانونا أن المستأنف وحده ال يضار من استئنافه والقضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد‬
‫خرقا للقانون‪ ،‬فمتى ثبت أن االستئناف وقع من جانب واحد ولم يقابل باستئناف فرعي‪ ،‬ليس لجهة‬
‫االستئناف التي لم تستجب بطلبات المستأنف‪ ،‬أن تقضي بأقل مما جاء في منطوق الحكم المستأنف‪،‬‬
‫وفي المقابل إذا ثبت لجهة االستئناف بأن الطعن تعسفي وأن الهدف منه هو اإلضرار بالمستأنف عليه‬
‫ويعرقل السير الحسن لمرفق العدالة‪ ،‬يجوز فرض غرامات مدنية على المستأنف عمال بالمادة ‪ 347‬من‬
‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية تتراوح بين ‪ 10.000‬دينار جزائري إلى ‪ 20.000‬دينار جزائري دون‬
‫اإلخالل بالتعويضات التي يمكن أن يحكم بها للمستأنف عليه‪.2‬‬
‫‪ -3‬االستئناف الفرعي‬
‫قصد باالستئناف األصلي‪ ،‬ذلك الذي يقدمه احد الخصوم‪ ،‬يعرب فيه عن عدم الرضا بالحكم‬
‫سواء كليا أو جزئيا‪ ،‬إال أنه أجاز المشرع بموجب المادة ‪ 337‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫استئناف الحكم فرعيا‪ ،‬الذي يقدمه المستأنف عليه في حال سقوط حقه في رفع االستئناف األصلي‪ ،‬وعليه‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.250‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.252‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫فإن االستئناف الفرعي تابع إجرائيا لالستئناف األصلي‪ ،‬وهو الذي جعله مقبول أمام الدرجة الثانية‪ ،‬فإن‬
‫عدم قبول االستئناف األصلي‪ ،‬يرتب عدم قبول االستئناف الفرعي‪ ،‬والتنازل عن االستئناف األصلي‪،‬‬
‫يجعل االستئناف الفرعي غير مقبول‪ ،‬متى كان هذا التنازل قبل تسجيل االستئناف الفرعي‪ ،‬وفي حال تم‬
‫تسجيل االستئناف الفرعي قبل التنازل‪ ،‬فال يتأثر االستئناف الفرعي بتنازل المستأنف األصلي‪ ،‬ويبقى‬
‫االستئناف الفرعي مقبوال‪.1‬‬
‫وعليه فإجراءات االستئناف الفرعي‪ ،‬تكون في بداية االستئناف األصلي‪ ،‬أي بمجرد تبليغه‬
‫باالستئناف يمكن له أن يقدم مذكرة جوابية عن عريضة االستئناف‪ ،‬مصحوبة باالستئناف الفرعي مباشرة‪،‬‬
‫كما يمكن له أن يقدمها أثناء القيام بإجراءات التحقيق أو سماع الشهود‪ ،‬كما يتحتم على صاحب‬
‫ا الستئناف الفرعي عند تسجيله لذلك االستئناف الفرعي‪ ،‬القيام كذلك بإجراءات التبليغ أمام المحضر‬
‫القضائي دائرة االختصاص‪ ،‬السارية في هذا المجال‪ ،‬والتي سبق تحليلها سالفا‪ ،‬وعلى هذا فإنه يكون أمام‬
‫المجلس ملفين برقمين مختلفين ‪ ،‬فإنه يمكن لمحامي أحد الخصوم االلتماس من هيئة المجلس بضم‬
‫الملفات ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 207‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات رفع االستئناف‬
‫‪ -1‬من حيث اآلجال‬
‫يرفع الطعن باالستئناف في أجل شهر واحد يبدأ من تاريخ التبليغ الرسمي للحكم المطعون فيه إذا‬
‫تم التبليغ شخصيا‪ ،‬ويكون األجل شهرين إذا تم التبليغ الرسمي في موطنه الحقيقي أو المختار‪ ،‬وال يسرى‬
‫أجل الطعن باالستئناف في األجل المقرر للمعارضة وهو شهر‪ ،‬فيصبح األجل إما شهرين من تاريخ‬
‫التبليغ إلى الشخص نفسه أو ثالثة أشهر إذا تم التبليغ الرسمي في الموطن الحقيقي أو المختار طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 336‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.3‬‬
‫‪ -2‬في سير الخصومة أمام المجلس‬
‫يرفع االستئناف أمام المجلس القضائي الواقع في دائرة اختصاص المحكمة الناطقة بالحكم‬
‫االبتدائي‪ ،‬وهذا بموجب عريضة استئنافية‪ ،‬تودع لدى أمانة ضبط المجلس القضائي‪ ،‬أو أمام أمانة ضبط‬
‫المحكمة التي أصدرت الحكم طبقا للمادة ‪ 539‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية مقابل تسديد‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.358‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.238‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.255‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫الرسوم القضائية‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 17‬من هذا القانون التي تستوجب تقييد العريضة في أجل ‪20‬‬
‫يوما على األقل‪ ،‬بين تاريخ تسليم التكليف بالحضور و التاريخ المحدد ألول جلسة‪.1‬‬
‫لقد أوجبت المادة ‪ 540‬من نفس القانون‪ ،‬أن تتضمن عريضة االستئناف تحت طائلة عدم قبولها‬
‫البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الجهة القضائية التي أصدرت الحكم المستأنف‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب وموطن المستأنف‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب وموطن المستأنف عليه‪ ،‬وان لم يكن له موطنا معروفا أخر موطن له‪.‬‬
‫‪ -‬عرض موجز للوقائع والطلبات‪ ،‬واألوجه التي أسس عليها االستئناف‪ ،‬والتي يتطرق فيها إلى الجوانب‬
‫المادية المحكوم بها أمام المحكمة‪ ،‬دون التطرق إلى القسم الفاصل بانحالل الرابطة الزوجية بكل صورها‪.‬‬
‫‪ -‬ختم وتوقيع المحامي مع طابع الدمغة في عريضته أو المعني باألمر‪.‬‬
‫ومنه يتبني لنا من خالل تلك البيانات‪ ،‬أنه على المستأنف أن يتفحص جيدا أثناء تحريره لعريضة‬
‫االستئناف‪ ،‬دون السهو على ذكر أيا منها‪ ،‬واال كان مصير عريضته‪ ،‬عدم قبول االستئناف شكال‪ ،‬وأن‬
‫القانون وضعها في مقام النظام العام‪ ،‬حيث يجوز لقضاة المجلس إثارتها من تلقاء أنفسهم‪.2‬‬
‫كما أوجب القانون في المادة ‪ 541‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬إرفاق عريضة االستئناف تحت‬
‫طائلة عدم قبولها بنسخة مطابقة لألصل للحكم المستأنف‪ ،‬حيث ترفق بالعريضة وتبقى معها بملف‬
‫الدعوى‪.3‬‬
‫إن طريقة تنظيم سير المجلس القضائي‪ ،‬وكيفية النظر في المنازعات والملفات المعروضة عليه‪،‬‬
‫فإنه يمكن إنشاء غرف أخرى في القضايا المتعلقة بشؤون األسرة‪ ،‬وهذا نظ ار لحجم االستئنافات المقدمة‬
‫والمرفوعة أمامهم‪ ،‬فتنشأ غرفتين أو أكثر‪ ،‬تسهيال للضغط على قضاة المجلس في عدد تلك الملفات‪،‬‬
‫وتمكينهم من تقديم ق اررات فاصلة‪ ،‬ذات نوعية تعكس مواصفات العدالة‪ ،‬وتفاديا لإلطالة في اإلجراءات و‬
‫االنتظار لوقت طويل‪ ،‬حيث يتم النظر في تلك الملفات‪ ،‬لذلك تدخل المشرع من أجل تنظيم العمل‬
‫القضائي‪ ،‬فجعل تشكيلة الغرفة الفاصلة في شؤون األسرة‪ ،‬تتكون من رئيس ومستشارين وحدد دور ومهام‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.236‬‬ ‫‪1‬‬

‫طرق الطعن العادية وغير العادية في األوامر واألحكام والق اررات الصادرة أمام القضاء العادي واإلداري‪ ،‬يوسف دالندة‪ ،‬المرجع‬ ‫‪2‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.255‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫كل عضو‪ ،1‬ويختص رئيس المجلس القضائي بمهمة توزيع الملفات على الغرف بينما يقوم رئيس الغرفة‬
‫بتعيين مستشار مقرر في القضية وذلك احتراما للتدرج وضمان تسيير أمثل للقضايا طبقا لنص المواد‪:‬‬
‫‪ 543‬و‪ 544‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وللمستشار المقرر دور هام في سير الخصومة أمام‬
‫جهة االستئناف وذلك أوال في النظر في قبول االستئناف بعد تعينه من طرف رئيس الغرفة‪ ،‬ويقوم‬
‫المستشار المقرر بتقديم تقرير قبل تاريخ انعقاد أول جلسة ينادى فيها على القضية من خالل هذا التقرير‪،‬‬
‫تتضح الجدوى من االستمرار في نظر القضية‪ ،‬فإذا تبين للمستشار المقرر عدم قبول االستئناف أدرجت‬
‫القضية في أقرب جلسة لسماع الخصوم في مالحظاتهم والفصل فيها فو ار عند االقتضاء‪ ،2‬ومن جهة‬
‫ثانية يعد تقري ار حول القضية يتضمن الوقائع واإلجراءات واألوجه المثارة والمسائل القانونية المعروضة‬
‫للفصل فيها والطلبات الختامية للخصوم‪ ،‬هذه العناصر تمكن من تحديد موضوع النزاع وكما يودع تقرير‬
‫المستشار المقرر بأمانة ضبط الغرفة ثمانية (‪ )08‬أيام على األقل قبل انعقاد جلسة المرافعات ليتسنى‬
‫للخصوم االطالع عليه‪ ،‬إعماال لمبدأ الحق في الدفاع ويجوز للخصوم إبداء مالحظاتهم الشفوية حول‬
‫التقرير أثناء جلسة المرافعات بعد تالوته من قبل المستشار المقرر‪.3‬‬
‫عند غلق باب المرافعات‪ ،‬يضع الرئيس القضية في المداولة‪ ،‬ويحدد تاريخ النطق بالقرار في‬
‫أقرب جلسة‪ ،‬ويفهم من ذلك الجلسة الموالية‪ ،‬كما أنه يمكن النطق بها في نفس الجلسة بعد توقيفها‪ ،‬و‬
‫إجراء المداولة ثم الرجوع للجلسة للنطق بالقرار‪ ،‬فيكتفي رئيس الجلسة بإعطاء النتيجة النهائية لالستئناف‬
‫و المتمثلة في منطوق القرار دون قراءة أسبابه‪ ،‬ويكون النطق في جلسة علنية بحضور التشكيلة التي‬
‫تداولت في الدعوى‪ ،‬وهذا عمال بما جاءت به المادة ‪ 551‬قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار االستئناف‬
‫باإلضافة لألثر الموقف لالستئناف حيث يشترك في ذلك مع المعارضة تشير المادتين ‪399‬‬
‫و‪ 340‬من قانون االجراءات المدينة واإلدارية‪ ،‬إلى أن جهة االستئناف تفصل من جديد من حيث الوقائع‬
‫والقانون‪ ،‬فاالستئناف ينقل إلى المجلس القضائي مقتضيات الحكم التي يشير إليها هذا االستئناف صراحة‬
‫أو ضمنيا أو المقتضيات األخرى المرتبطة بها‪ ،‬وبذلك تتم مراجعة القضية من جديد بغية تدارك األخطاء‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.320‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.388‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.389‬‬ ‫‪3‬‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫المحتملة أو أي إغفال أو تفسير سيئ للوقائع والقانون أو تكييف خاطئ للقانون‪ ،1‬وعليه‪ ،‬تتحدد سلطة‬
‫المجلس القضائي‪ ،‬بالنظر في الطلبات المقدمة في االستئناف‪ ،‬من حيث الوقائع والقانون‪ ،‬وحدود النظر‬
‫في االستئناف تحددها عريضة االستئناف‪ ،‬دون أن يمتد النظر إلى أكثر من ذلك‪ ،‬حتى في الحالة التي‬
‫تجاوز فيها طلبات المستأنف ما قضت به المحكمة‪ ،‬أو المقتضيات التي لم تعرض عليها‪ ،‬فإنه ال يصح‬
‫للمجلس التطرق لها إال في الحاالت المبينة قانونا‪ ،‬وليس للطلبات الجديدة التي تعرض على المجلس أول‬
‫مرة أي أثر على الطلبات األصلية‪ ،‬فيقرر عدم قبولها عمال بالمادة ‪ 341‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير العادية‬


‫يعرف الطعن غيري العادي‪ ،‬على انه ذلك الطعن الذي لم يحصر القانون أسبابه‪ ،‬ولم يحدد‬
‫حاالته‪ ،‬فالطاعن الحرية في تأسيس طعنه على ما يشاء من أسباب‪ ،‬سواء كانت تتعلق بمسالة واقع أو‬
‫قانون‪ ،‬إن اللجوء إلى الطعن غير العادي‪ ،‬يكون بعد استنفاذ طرق الطعن العادية‪ ،‬من معارضة‬
‫واستئناف‪ ،3‬وحددها المشرع في الطعن بالنقض و اعتراض الغير الخارج عن الخصومة والتماس إعادة‬
‫النظر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا‬
‫يقصد بالطعن بالنقض في الحكم أو القرار‪ ،‬هو الوسيلة القضائية التي أقرها القانون للمحكوم‬
‫عليه‪ ،‬للوصول إلى إعادة النظر في الحكم الصادر عليه‪ ،‬إللغائه أو نقضه واحالته‪ ،‬فنجد أن الطعن‬
‫بالنقض ال ينصب على الوقائع‪ ،‬مما يجعله درجة من درجات التقويم العمل القضائي وفقا للقانون وال يعد‬
‫درجة ث الثة من درجات التقاضي‪ ،‬فيلجأ إليه إلصالح ما شاب ولحق الحكم أو القرار من عيوب‪ ،‬تتمثل‬
‫في مخالفة القانون أو بطالن العمل اإلجرائي أو غير ذلك مما يحدده المشرع بنصوص صريحة‪ ،4‬ومادام‬
‫أن األحكام الصادرة في قضايا انحالل الرابطة الزوجية‪ ،‬ال تقبل االستئناف إال في الجوانب المادية‪ ،‬فهي‬
‫تقبل الطعن بالنقض‪ ،‬حيث أراد المشرع من خالله‪ ،‬عدم حرمان المتقاضي من درجات التقاضي‪ ،‬وأنه‬
‫كان يعي أن نوعية النزاع في مجال انحالل الرابطة الزوجية تتميز بخصوصية تتعلق باألسرة‪ ،‬وتحقيقا‬
‫الستقرارها وحمايتها من أي تصدع أو اضطراب‪ ،‬كذلك أن عدم تمكين المتقاضي من االستئناف‪ ،‬من‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.256‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.240‬‬ ‫‪2‬‬

‫الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.336‬‬ ‫‪3‬‬

‫دعاوى انحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري‪ ،‬محمد مالحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫شأنه أن يحول دون إمكانية تدارك بعض األخطاء القانونية التي قد تقترفها المحكمة‪ ،‬كأن تحكم بالطالق‬
‫دون تكليف بالحضور بصورة قانونية‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 349‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‬
‫أنواع األحكام التي تكون قابلة للنقض فيها بطريق الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا‪ ،‬والتي يستوجب‬
‫فيها أن تكون فاصلة في موضوع النزاع‪ ،‬وأن تكون صادرة عن آخر جهة محكمة أو مجلس قضائي‪ ،‬كما‬
‫نجد أنه وباعتبار أن النيابة العامة طرفا في قضايا انحالل الرابطة الزوجية عمال بالمادة ‪ 03‬مكرر من‬
‫قانون األسرة‪ ،‬فإنه بإمكانها الطعن بالنقض ذلك بأن تعرض األمر على المحكمة العليا‪ ،‬بعريضة بسيطة‬
‫أمام المحكمة العليا متى رأت أن هناك أحكام أو ق اررات مخالفة للقانون‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬محل الطعن‬
‫بالرجوع لنصوص المواد ‪ 349‬و‪350‬و ‪ 351‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية نجد أن‬
‫الطعن بالنقض ينصب على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬األحكام والق اررات الفاصلة في موضوع النزاع والصادر في أخر درجة عن المحاكم والمجالس القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬ا ألحكام والق اررات الصادر في أخر درجة والتي تنهي الخصومة بالفصل في أحد الدفوع الشكلية كالدفع‬
‫بعدم االختصاص أو بعدم القبول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آجال الطعن بالنقض‬
‫اعتمد المشرع الجزائري بالنسبة آلجال الطعن بالنقض نفس الطريقة المتبعة في المادة ‪336‬‬
‫المتعلقة بآجال االستئناف‪ ،‬حيث تميز المادة ‪ 354‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية بين حالتي‬
‫التبليغ الرسمي شخصيا أو في الموطن الحقيقي أو المختار‪ ،‬ويرفع الطعن بالنقض في أجل شهرين يبدأ‬
‫من تاريخ التبليغ الرسمي للحكم المطعون فيه إذا تم شخصيا‪ ،‬ويكون األجل ثالثة أشهر إذا تم التبليغ‬
‫الرسمي في الموطن الحقيقي أو المختار‪ ،‬وال يسرى أجل الطعن في األحكام والق اررات الغيابية إال بعد‬
‫انقضاء األجل المقرر للمعارضة وهو شهر فيصبح األجل إما ثالثة أشهر من تاريخ التبليغ الرسمي إلى‬
‫الشخص نفسه‪ ،‬أو أربعة أشهر إذا تم التبليغ الرسمي في الموطن الحقيقي أو المختار‪ ،‬أما إذا تقدم أحد‬
‫الخصوم بطلب المساعدة القضائية‪ ،‬فإن سريان األجل بالنسبة للطعن بالنقض أو إيداع المذكرة الجوابية‬
‫يتوقف من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬ويستأنف سريان األجل من جديد للمدة المتبقية ابتداء من تاريخ تبليغ‬

‫طرق الطعن العادية وغير العادية في األوامر واألحكام والق اررات الصادرة أمام القضاء العادي واإلداري‪ ،‬يوسف دالندة‪ ،‬المرجع‬ ‫‪1‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.85‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫المعني بقرار المساعدة القضائية بواسطة رسالة مضمنة مع اإلشعار باالستالم‪ ،‬وكما أن األثر الموقف‬
‫لطلب المساعدة القضائية يعزز مبدأ الحق في الدفاع‪.1‬‬
‫وطرق الطعن في أحكام وق اررات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬
‫ثالثا‪ :‬إجراءات الطعن بالنقض‬
‫– إجراءات الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا طبقا للمادة ‪ 557‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫أكدت على أنه تتم بطريقة مكتوبة ال بصفة شفهية‪ ،‬عن طريق تبادل العرائض والمذكرات‪ ،‬لذا يستوجب‬
‫الطعن أن يكون مكتوبا‪ ،‬بموجب عريضة كتابية محررة على ورق عادي و الرد عليه بموجب مذكرة‬
‫جوابية‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت الفقرة األولى من المادة ‪ 558‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية التي تفرض على الطاعنين‬
‫بضرورة االستعانة بالمحامين المعتمدين أمام المحكمة العليا‪ ،‬لذا فال يمكن التقاضي أمام المحكمة العليا‬
‫إال بالتمثيل بمحامي‪ ،2‬لكن وفي المقابل يمكن لذوي الدخل الضعيف الذين ال يستطعون توكيل محامي‬
‫معتمد لدى المحكمة العليا‪ ،‬تقديم طلب مساعدة قضائية لتعيين محامي معتمد لدى المحكمة العليا‪ ،‬يقدم‬
‫الطلب للنائب العام لدى المجلس القضائي أو لدى المحكمة العليا مرفقا بملف ويتم إخطار نقابة المحامين‬
‫والتي بدورها تعين محامي من الجدول في إطار المساعدة القضائية‪.‬‬
‫‪ -1‬التصريح بالطعن وتبليغه‬
‫نصت المادة ‪ 560‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية على أنه " يرفع الطعن بالنقض‬
‫بتصريح أو بعريضة أمام أمانة ضبط المحكمة العليا‪ ،‬يجوز أيضا أن يرفع الطعن بالنقض بتصريح أو‬
‫بعريضة أمام أمانة ضبط المجلس القضائي الذي صدر في دائرة اختصاصه الحكم موضوع الطعن‪".‬‬
‫‪ -1/1‬في شأن التصريح‪ :‬ويتم التصريح بالطعن إما من طرف الطاعن أو محاميه في محضر يعده‬
‫أمين الضبط الرئيسي لدى المحكمة العليا أو المجلس القضائي أو أمين الضبط الذي يفوضه لهذا الغرض‬
‫على أن يتضمن المحضر البيانات الواردة في المادة ‪ 561‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب وموطن الطاعن‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب وموطن المطعون ضده‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ وطبيعة الحكم أو القرار المطعون فيه‪ ،‬أي الجهة التي أصدرته سواء قسم أو غرفة شؤون األسرة‪.‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.264،265‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬سائح سنقوقة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.733‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫‪ -‬يجب أن يتضمن محضر التصريح بالطعن تاريخ اإلدالء بالتصريح ومكانه‪.‬‬


‫‪ -‬ي جب أن يتضمن المحضر توقيع أمين الضبط الذي قام بتحرير المحضر‪ ،‬وتوقيع الطرف الذي أدلى‬
‫بالتصريح بالطعن‪.‬‬
‫‪ -2/1‬في شأن العريضة‪ :‬مثلما يجوز للخصم إبداء رغبته في الطعن بالنقض عن طريق التصريح‬
‫كمرحلة أولية‪ ،‬يجوز له أن يرفع الطعن بالنقض مباشرة بموجب عريضة تودع لدى أمانه ضبط المحكمة‬
‫العليا أو المجلس القضائي الذي صدر عنه الحكم المطعون فيه‪.1‬‬
‫‪ -1/2‬في شأن تبليغ التصريح بالطعن‪ :‬وبعد االنتهاء من تلك البيانات الالزمة‪ ،‬يتعين على أمين‬
‫الضبط تسليم نسخة طبق األصل لمحضر التصريح للطاعن‪ ،‬بغرض تبليغها إلى المطعون ضده بطريقة‬
‫رسمية عن طريق محضر قضائي يكون في دائرة االختصاص‪ ،‬فال ينبغي له اإلكتفاء بتقديم التصريح‬
‫أمام أمين الضبط للمحكمة العليا‪ ،‬وانما يجب عليه لكي يضمن سير إجراءات الطعن بالنقض سي ار سليما‪،‬‬
‫وذلك عن طريق تبليغ المحضر السالف ذكره عن طريق محضر قضائي إلى المطعون ضده‪ ،‬وذلك في‬
‫خالل مهلة من الزمن‪ ،‬ال يجوز أن تتجاوز مدة شهر واحد ابتداء من تاريخ تسجيل التصريح بالطعن‬
‫بالنقض‪ ،‬كما يستوجب على المحضر القضائي الذي قام بالتبليغ‪ ،‬أن يؤشر ويشير في تبليغه إلى‬
‫المطعون ضده‪ ،‬ب أنه يجب عليه اختيار محام معتمد لدى المحكمة العليا للدفاع عن مصالحه‪ ،‬عمال‬
‫بالمادة ‪ 563‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية الفقرة األولى والثانية‪.2‬‬
‫‪ -‬إيداع عريضة الطعن وتبليغها‬
‫بعد تصريح الطاعن بالنقض لما سبق بيانه سابقا‪ ،‬وتحت طائلة عدم قبول الطعن بالنقض شكال‪،‬‬
‫فإنه على الطاعن‪ ،‬أن يدعم طعنه بعريضة في أجل شهرين كاملين‪ ،‬ابتداء من تاريخ التصريح‪ ،‬على أن‬
‫يعرض فيها أوجه الطعن القانونية التي أسس عليها طعنه‪ ،‬وذلك تحت طائلة البطالن وفقا لما جاءت به‬
‫المادة ‪ 358‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ثم يبادر بعد ذلك إلى تبليغ خصمه بنسخة من‬
‫عريضة الطعن بالنقض‪ ،‬مؤشر عليها من طرف أمين ضبط المحكمة العليا أو المجلس القضائي‪ ،‬في‬
‫أجل شهر واحد‪ ،‬يبدأ حسابه من تاريخ إيداع العريضة أمام كتابة الضبط للمحكمة العليا‪ ،‬أو المجلس‬
‫القضائي‪ ،3‬ويجب أن تتضمن العريضة ما يلي‪:‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.398-397‬‬ ‫‪1‬‬

‫الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.287‬‬ ‫‪2‬‬

‫طرق الطعن العادية وغير العادية في األوامر واألحكام والق اررات الصادرة أمام القضاء العادي واإلداري‪ ،‬يوسف دالندة‪ ،‬المرجع‬ ‫‪3‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫‪ -‬كل البيانات الواردة في التصريح بالطعن بالنقض‪ ،‬وهي أطراف الطعن‪ ،‬الطاعن والمطعون ضده‪ ،‬مع‬
‫تحديد العنوان والموطن‪ ،‬واإلشارة إلى الحكم أو القرار محل الطعن ‪.‬‬
‫‪ -‬عرض موجز عن الوقائع واإلجراءات المتبعة‪.‬‬
‫‪ -‬عرض أوجه الطعن المؤسس عليها الطعن بالنقض‪ ،‬والمنصوص عليها في المادة ‪ 358‬من التقنين‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬إغفال األشكال الجوهرية في اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االختصاص‪.‬‬
‫‪ -‬تجاوز السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة القانون الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة القانون األجنبي المتعلق بقانون األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام األساس القانوني انعدام التسبيب‪.‬‬
‫‪ -‬قصور التسبيب‪.‬‬
‫‪ -‬تناقض التسبيب مع المنطوق‪.‬‬
‫‪ -‬تحريف المضمون الواضح و الدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار‪.1‬‬
‫‪ -‬ت ناقض أحكام أو ق اررات صادرة في أخر درجة‪ ،‬عندما تكون حجية الشيء المقضي فيه قد أثيرت بدون‬
‫جدوى‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يوجه الطعن بالنقض ضد أخر حكم أو قرار من حيث التاريخ‪ ،‬واذا تأكد هذا‬
‫التناقض‪ ،‬يفصل بتأكيد الحكم أو القرار األول‪.‬‬
‫‪ -‬ت ناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي‪ ،‬في هذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال‪ ،‬ولو كان أحد‬
‫األحكام موضوع طعن بالنقض سابق انتهى بالرفض‪ ،‬وفي هذه الحالة يرفع الطعن بالنقض حتى بعد‬
‫فوات األجل المنصوص عليه في المادة ‪ ،354‬ويجب توجيهه ضد الحكمين‪ ،‬واذا تأكد التناقض تقضي‬
‫المحكمة العليا بإلغاء أحد الحكمين أو الحكمين معا‪.‬‬
‫‪ -‬وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار‪.‬‬

‫‪ 1‬طرق الطعن العادية وغير العادية في األوامر واألحكام والق اررات الصادرة أمام القضاء العادي واإلداري‪ ،‬يوسف دالندة‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫‪ -‬الحكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب‪.‬‬


‫‪ -‬السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يدافع عن ناقصي األهلية‪.‬‬
‫يجب إرفاق عريضة الطعن تحت طائلة البطالن‪ ،‬الوثائق التالية طبقا للمادة ‪ 566‬من قانون االج ارءات‬
‫المدنية واإلدارية‪:‬‬
‫‪ -‬نسخة مطابقة ألصل القرار أو الحكم محل الطعن‪ ،‬مرفقة بمحاضر التبليغ الرسمي‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة من الحكم المؤيد أو الملغي بالقرار محل الطعن‪.‬‬
‫‪ -‬الوثائق المشار إليها في عريضة الطعن‪.‬‬
‫‪ -‬وصل دفع الرسوم القضائية لدى أمين ضبط المحكمة العليا أو المجلس القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة من محاضر التبليغ الرسمي للتصريح أو لتبليغ عريضة الطعن بالنقض إلى المطعون ضده‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتضمن كما ذكرناه سالفا‪ ،‬ختم وتوقيع المحامي المعتمد لدى المحكمة العليا تحت طائلة‬
‫البطالن وكذا طابع الدمغة بقيمة ‪ 500‬دينار جزائري‪.‬‬
‫بعد أن يكون المطعون ضده‪ ،‬قد بلغ رسميا بعريضة الطعن بالنقض‪ ،‬فإن له اجل شهرين‪ ،‬لتقديم‬
‫مذكرة جوابية على لسان محاميه المعتمد لدى المحكمة العليا‪ ،‬التي يقدمها أمام أمين الضبط الرئيسي‬
‫للمحكمة العليا أو المجلس القضائي‪ ،‬وتبليغها لمحامي الطرف الطاعن‪ ،‬وقد أوجب القانون‪ ،‬أن تكون‬
‫المذكرة الجوابية مستوفية لكافة الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 367‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية مثل تلك البيانات التي أوجب القانون تضمينها في عريضة الطعن بالنقض‪.1‬‬
‫عند استكمال كافة اإلجراءات القانونية‪ ،‬التي تخص تقديم وايداع مذكراتهم‪ ،‬فإذا كانت إجراءات‬
‫الطعن تمت أمام المجلس القضائي المختص‪ ،‬مع تقديم المذكرة الجوابية‪ ،‬يقوم أمين الضبط للمجلس‬
‫بتشكيل الملف‪ ،‬وارساله إلى أمين الضبط الرئيسي للمحكمة العليا‪ ،‬وعند تلقي هذا األخير لمجموع‬
‫الملفات‪ ،‬يقوم بإحالة الملفات إلى الغرفة المعنية‪ ،‬ليتم تعيين مستشار مقرر يكلف بإعداد تقرير كتابي‬
‫وارسال ملف القضية إلى النيابة العامة لتقديم طلباتها الكتابية حول أوجه الطعن بالنقض‪ ،‬في أجل شهر‬
‫واحد يبدأ من تاريخ استالم األمر بالتبليغ لتقديم طلباتها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادتين ‪ 570‬و‪ 571‬من‬
‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،2‬ويتم جدولة القضية وتعقد جلسات المحكمة العليا علنيا‪ ،‬يقوم رئيس‬

‫اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.252‬‬ ‫‪1‬‬

‫طرق الطعن العادية وغير العادية في األوامر واألحكام والق اررات الصادرة أمام القضاء العادي واإلداري‪ ،‬يوسف دالندة‪ ،‬المرجع‬ ‫‪2‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.115‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫الجلسة عند جدولة القضية من طرف رئيس الغرفة‪ ،‬بمناداة على القضايا تبعا لألرقام وترتيبها‪ ،‬وبعد‬
‫استيفاء اإلجراءات القانونية التي يتطلبها كل ملف‪ ،‬وبسماع المالحظات التي تبديها النيابة العامة‪ ،‬وبعد‬
‫السماع إلى تالوة التقرير الكتابي المعد من قبل المستشار المقرر‪ ،‬وهذا قبل إبداء األطراف مالحظاتهم‬
‫بما فيها النيابة العامة‪ ،‬توضع القضية في المداولة تبعا لكل قضية‪ ،‬سواء في اليوم نفسه أو في تاريخ‬
‫الحق يحدد من طرف نفس المحكمة‪ ،1‬على أن يصدر القرار في جلسة علنية‪ ،‬مع اإلشارة إلى النصوص‬
‫المطبقة‪ ،‬كما يجب أن يتضمن البيانات التسعة المشار إليها طي المادة ‪ ،582‬وهي بيانات من األهمية‪،‬‬
‫كما يجب أن يكون موقعا من طرف رئيس الغرفة وأمين الضبط و المستشار المقرر عند االقتضاء‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‬
‫يهدف اعتراض الغير الخارج عن الخصومة إلى مراجعة أو إلغاء الحكم أو القرار أو األمر‬
‫االستعجالي الذي فصل في أصل النزاع‪ ،‬ويشترك االعتراض مع المعارضة واالستئناف من حيث الفصل‬
‫في القضية من جديد من حيث الوقائع والقانون‪ ،‬بينما يتميز عنهما من حيث األطراف المعنية إذ أن‬
‫ممارسة المعارضة أو االستئناف تكون ممن كان خصما في الحكم أو القرار المطعون فيهما‪ ،‬أما‬
‫االعتراض فيباشره من لم يكن خصما في الدعوى‪ ،‬إنما له مصلحة في إعادة النظر في القضية وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 381‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬من له الحق في االعتراض‬
‫يجوز ممارسة الطعن بطريق اعتراض الغير الخارج عن الخصومة لكل شخص شريطة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون له مصلحة فيما قضى به الحكم أو القرار أو األمر المطعون فيه‪ ،‬ولم يكن طرفا في الدعوى‬
‫بصفته مدعيا أو مدعى عليه أو متدخال‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال يكون ممثال في الحكم أو القرار أو األمر المطعون فيه‪ ،‬كاألشخاص ناقصي األهلية الذين‬
‫تكتمل أهليتهم الحقا‪ ،‬باستثناء دائني أحد الخصوم أو خلفهم الذين مست حقوقهم بسبب الغش‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬آجال االعتراض‬
‫استحدثت المادة ‪ 384‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية ألجل سد الفراغ القانوني فيما يخص‬
‫اآلجال لمنع تأبيد الحق في ممارسة هذا الطعن وقد ميزت المادة بين حالتين‪:‬‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.335‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.284‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫‪ -1‬القاعدة الع امة أن أجل اعتراض الغير الخارج عن الخصومة على الحكم أو القرار أو األمر‪ ،‬يبقى‬
‫قائما لمدة خمسة عشرة سنة تسري من تاريخ صدوره ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬عندما يتم التبليغ الرسمي للحكم أو القرار أو األمر إلى الغير‪ ،‬يحدد أجل شهرين يسري من تاريخ‬
‫التبليغ الرسمي الذي يجب أن يشار فيه إلى ذلك األجل والى الحق في ممارسة اعتراض الغير الخارج عن‬
‫الخصومة‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات االعتراض‬


‫يشترط في الدعوى الرامية إلي رفع اعتراض الغير الخارج عن الخصومة أن ترفع وفقا لألشكال‬
‫المقررة لرفع الدعوى‪ ،‬أمام الجهة القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار أو األمر المطعون فيه ويجوز‬
‫الفصل في االعتراض من طرف نفس القضاة‪ ،‬وأن تصحب العريضة بوصل إيداع مبلغ لدى أمانة ضبط‬
‫يساوي الحد األقصى من الغرامة المنصوص عليها في المادة ‪ 388‬والمقدرة بـ عشرون ألف دينار جزائري‬
‫(‪ 20.000‬دج)‪ ،‬ومع أن اعتراض الغير الخارج عن الخصومة هو طرق طعن غير عادي وبالتالي ليس‬
‫لممارسته أثر موقف‪ ،‬إال أن المشرع ارتأى منح قاضي االستعجال صالحية األمر بوقف تنفيذ الحكم أو‬
‫القرار أو األمر المطعون فيه‪ ،‬وفقا لألشكال المقررة في مادة االستعجال وهو نفس الموقف الذي اتخذه‬
‫بالنسبة لالعتراض على النفاذ المعجل كما هو منصوص عليه بالمادة ‪ 386‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪.2‬‬
‫إذا قبل القاضي اعتراض الغير الخارج عن الخصومة على الحكم أو القرار أو األمر يجب أن‬
‫يقتصر في قضائه على إلغاء أو تعديل مقتضيات الحكم أو القرار أو األمر التي اعترض عليها الغير‬
‫والضارة به‪ ،‬تطبيقا لمبدأ األثر النسبي للطعن فاإللغاء أو التعديل ال يسري إال في مواجهة الخصوم‬
‫األصليين ويبقى الحكم المطعون فيه محتفظا بحجية الشيء المقضي فيه‪.3‬‬
‫واذا قضي برفض اعتراض الغير الخارج عن الخصومة جاز للقاضي الحكم على المعترض الذي‬
‫خسر الدعوى بغرامة مدنية من عشرة آالف دينار(‪ 10.000‬دج) جزائري إلى عشرون ألف دينار جزائري‬
‫(‪ 20.000‬دج) دون اإلخالل بالتعويضات التي قد يطالب بها كما يقضي بعدم استرداد مبلغ الكفالة‪.4‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.285‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.286‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.287‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.288‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التماس إعادة النظر‬


‫هو ثالث طريق للطعن غير العادي يمارسه الشخص أمام نفس الجهة التي أصدرت الحكم أو‬
‫القرار أو األمر االستعجالي‪ ،‬ويهدف إلى مراجعة الحكم أو القرار أو األمر االستعجالي الفاصل في‬
‫الموضوع الحائز لقوة الشيء المقضي به والفصل فيه من جديد من حيث الوقائع والقانون ومنح‬
‫اختصاص النظر في الطعن بااللتماس لنفس الجهة التي أصدر السند المطعون فيه‪ ،‬يرجع إلى الفكرة‬
‫األساسية التي يقوم عليها هذا الطعن‪ ،‬فهو ال يهدف إلى إصالح تقدير خاطئ إنما إلى إعادة النظر‬
‫ألجل تقدير جديد في ضوء ظروف جديدة‪ ،‬إذ ال شك أن الجهة التي أصدرت السند المطعون هي أعلم‬
‫من غيرها بقيمة العناصر المثارة ألول مرة بعد اكتشافها‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬شروط االلتماس‬
‫يشترط لقبول االلتماس توفر عنصرين وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتعلق االلتماس بمراجعة أمر استعجالي أو حكم أو قرار فاصل في الموضوع‪ ،‬إذ ال يجوز التماس‬
‫إعادة النظر فيما ال يتصف بالطابع القطعي كاألحكام الصادرة قبل الفصل في الموضوع أو األوامر‬
‫الوالئية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون األمر االستعجالي أو الحكم أو القرار المطعون فيه حائ از لقوة الشيء المقضي به وبالتالي‬
‫فإ ن الحكم القابل لالستئناف أو المعارضة ال يمكن أن يكون موضوع التماس بإعادة النظر مادامت‬
‫اآلجال لم تنتهي وطرق الطعن العادية لم تستغرق‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون المتقدم بالطعن طرفا في الحكم أو األمر أو القرار المطعون فيه‪ ،‬أو تم استدعائه قانونا فمن‬
‫لم يكن حائ از لصفة الطرف كما هو مبين في المادة ‪ 391‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ال يجوز‬
‫له الطعن بااللتماس إنما له أن يسلك طريق اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬حاالت التماس إعادة النظر‬
‫تحدد المادة ‪ 392‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية بشكل دقيق حاالت التماس إعادة النظر‬
‫في حالتين وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا بني الحكم أو القرار أو األمر على شهادة شهود أو على وثائق اعترف بتزويرها أو ثبت قضائيا‬
‫تزويرها بعد صدور ذلك الحكم أو القرار أو األمر وحيازته قوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.289‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.290‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫‪ -2‬إذا اكتشف بعد صدور الحكم أو القرار أو األمر الحائز على قوة الشيء المقضي به‪ ،‬أوراق حاسمة‬
‫في الدعوى كانت محتجزة عمدا لدى أحد الخصوم‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات التماس إعادة النظر‬


‫‪ -1‬من حيث اآلجال‬
‫عمال بالمادة ‪ 393‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية يرفع التماس إعادة النظر في أجل‬
‫شهرين (‪ )02‬يبدأ سريانها من تاريخ ثبوت تزوير شهادة الشهود أو ثبوت تزوير أو تاريخ اكتشاف الوثيقة‬
‫المحتجزة‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث قيد االلتماس‬
‫يرفع االلتماس أمام الجهة القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار أو األمر الملتمس فيه وفقا‬
‫لألشكال المقررة لرفع الدعوى بعد استدعاء كل الخصوم قانونا‪ ،‬كما أضافت الفقرة الثانية من المادة ‪393‬‬
‫أعاله قيدا لقبول االلتماس يتضمن إرفاق العريضة بوصل يثبت إيداع مبلغ الكفالة والمقدر بـ‪ :‬عشرون‬
‫ألف دينار جزائري (‪20.000‬دج) بأمانة ضبط الجهة القضائية‪.2‬‬
‫والمراجعة في التماس إعادة النظر مثلها مثل ما هو مقرر بالنسبة العتراض الغير الخارج عن‬
‫الخص ومة‪ ،‬ال تشمل إال النقاط التي رفع من أجلها االلتماس وال يمكن أن تمتد إلى النقاط األخرى ما لم‬
‫توجد مقتضيات أخرى مرتبطة بها تبرر العالقة مع النقاط موضوع المراجعة‪ ،‬واذا رأى القاضي بأن‬
‫التماس إعادة النظر رفع بطريقة تعسفية يجوز له الحكم على الملتمس الذي خسر الدعوى بغرامة مدنية‬
‫من عشرة آالف دينار(‪ 10.000‬دج) جزائري إلى عشرون ألف دينار جزائري (‪ 20.000‬دج) دون‬
‫اإلخالل بالتعويضات التي قد يطالب بها كما يقضي بعدم استرداد مبلغ الكفالة‪.3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.292‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.293‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.294‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إشكاليات الطالق العرفي واثباته في القانون الجزائري‬


‫تثير مسألة الطالق العرفي إشكالية كبيرة من ناحية وقوعه أو إثباته وبالرجوع للقانون الجزائري‬
‫نجد أنه لم ينص عليه بنصوص صريحة ولم يتناوله بالتعريف فالطالق العرفي عرف بأنه " هو الطالق‬
‫الذي يقع شفهيا ضمن قواعد الفقه اإلسالمي وال يعتد به قانونا وال يحتج به أمام الغير"‪ ،1‬ومن هنا‬
‫سوف نتطرق في مبحثين أوال إلشكاليات الطالق العرفي وثانيا لكيفية إثباته على ضوء القانون الجزائري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إشكاليات الطالق العرفي‬


‫الفرع األول‪ :‬حالة عدم تسجيل عقد الزواج‬
‫بالرجوع لنص المادة ‪ 22‬من قانون األسرة الجزائري والتي تنص على أنه‪ " :‬يثبت الزواج‬
‫بمستخرج من سجل الحالة المدنية وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم " إذا توافرت طبعا أركانه‪ ،‬ونجد‬
‫أن المادة ‪ 09‬من نفس القانون قد حددت أركان عقد الزواج بنصها على أنه يتم عقد الزواج برضا‬
‫الزوجيين وبولي الزوجة وشاهدين وصداق‪.‬‬
‫ومنه لقد اعترف المشرع الجزائري بوجود عقد الزواج العرفي وكل ما يترتب عنه من آثار كاملة‬
‫من إثبات النسب والنفقة‪...‬الخ‪ ،‬إال أنه وفي حالة وقوع الطالق عرفيا ال يمكن رفع دعوى إثبات الطالق‬
‫العرفي ما لم يكن الزواج العرفي قد تم تسجيله‪ ،‬ومن ناحية أخرى كذلك فإن دعوى إثبات الطالق العرفي‬
‫تختلف عن دعوى تسجيل الزواج‪ ،‬ومن ثم وجب على رافع دعوى الطالق العرفي رفع دعوى تسجيل‬
‫الزواج والحاق النسب ثم رفع دعوى إثبات الطالق العرفي بصفة مستقلة‪ ،‬ألنه ال يمكن تصور ثبوت‬
‫طالق في المحكمة دون وجود زواج‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حالة إعادة الزواج‬
‫أوال‪ :‬حالة إعادة الزوج للزواج‬
‫مثل هذه الحالة ال تطرح إشكاال إال في حالة ما إذا تزوج الزوج بإحدى المحرمات حرمة مؤقتة‪،‬‬
‫مثال كأخت الزوجة أو الزواج بأكثر من أربعة‪ ،‬فهنا ومن الناحية الشرعية فالطالق الواقع طالق صحيح‬
‫وفقا للسنة النبوية‪ ،‬إال أنه من الناحية القانونية لم يقع ألنه لم يثبت بحكم وفقا للمادة ‪ 49‬من قانون األسرة‬
‫الجزائري فإذا سلما بعدم إمكانية إثبات الطالق العرفي بأثر رجعي فإن الزواج التالي له يعد زواجا فاسدا‪،‬‬
‫لذا يستحسن إثباته هذا الطالق بأثر رجعي حتى يتسم التالي له بالصحة‪.‬‬

‫قانون األسرة في ثوبه الجديد‪ ،‬شرح أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬دار هومة للنشر‪ ،‬الجزائر طبعة الثالثة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2007‬ص‪.119‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫ثانيا‪ :‬حالة إعادة الزوجة للزواج‬


‫وفي هذه الحالة تطرح إشكاالت كبيرة على المستوى القضائي والشرعي لذا ال بد من التمييز بين‬
‫حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة المطلقة عرفيا من زواج عرفي‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 49‬من قانون األسرة الجزائري على أن الطالق ال يثبت إال بحكم وهذا هو األصل‪،‬‬
‫إال أنه وفي الزواج العرفي يصح فيه الطالق أيضا لكن شرعا وليس قانونا وذلك كونه غير مسجل‪،‬‬
‫فأصال هذه المسألة ال تطرح أي إشكال طالما أنه ليس للطرفين أي مصلحة في تسجيل عقد الزواج‪ ،‬ثم‬
‫المطالبة بإثبات وقوع الطالق‪ ،‬إال أن اإلشكال المطروح هو في حالة وقوع طالق من زواج عرفي مع‬
‫وجود األوالد‪ ،‬إذ ينبغي في هذه الحالة إلحاق نسبهم للزوج األول ومن ثم يتعين هنا أوال رفع دعوى تسجيل‬
‫عقد الزواج المبرم عرفيا‪ ،‬والحاق نسب األوالد حيث يمكن للزوجة القيام بهذه االجراءات وهي على ذمة‬
‫رجل أخر‪ ،‬ثم في األخير تقوم برفع دعوى الطالق العرفي‪.1‬‬
‫‪ -2‬حالة المطلقة عرفيا من زواج مسجل‬
‫حيث أن هذه الحالة يكتنفها نوعا من التناقض‪ ،‬فحسب اجتهادات محكمة األحوال الشخصية‬
‫والمواريث يمكن إثبات وقوع الطالق بأثر رجعي‪ ،‬لكن بالرجوع إلى القانون الجزائري فيمكن متابعة هذه‬
‫الزوجة التي أعادت الزواج عرفيا بجريمة الزنا‪ ،‬وكل هذا استنادا إلى المشرع الذي أقر بعدم االعتراف‬
‫بوقوع الطالق خارج ساحة القضاء‪ ،‬فإن سلمنا لألمر الواقع فإنه يمكن للزوج متابعة زوجته المطلقة عرفيا‬
‫بجريمة الزنا فمن الناحية القانونية نجد أن حكم القاضي الجزائي يكون صائبا لعدم اعتراف المشرع‬
‫الجزائري بالطالق الواقع خارج ساحة القضاء‪ ،‬ولكن وبالرجوع إلى الناحية العملية وبالتطرق إلى اجتهادات‬
‫محكمة األحوال الشخصية والمواريث نجد أنه يمكن إثبات وقوع الطالق بأثر رجعي وبثبوت هذا الطالق‬
‫نخرج تماما من دائرة التجريم‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬احتساب العدة‬
‫إن احتساب العدة عند إثبات الطالق العرفي تثير إشكالية كبيرة‪ ،‬كون أنه ومن المعلوم كقاعدة‬
‫عامة تقتضي أن تعتد المطلقة بأي صورة من صور فك الرابطة الزوجية من تاريخ وقوع الطالق‪ ،‬في‬
‫حين وبالرجوع لنص المادة ‪ 58‬من األمر ‪ 02-05‬المتعلق بقانون األسرة الجزائري نجده ينص على‬

‫إثبات الطالق بين النصوص التشريعية وتطبيقاتها القضائية‪ ،‬حدة قسنطيني‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المعهد الوطني للقضاء‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.15‬‬


‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫تاريخ التصريح بالطالق‪ ،‬في حين أن المقصود في هذا النص الطالق الواقع باإلرادة المنفردة أمام‬
‫القضاء‪ ،‬أي أمام ساحة القضاء وليس خارجها كحال الطالق العرفي‪ ،‬من ثمة ال يمكن اعتبار أن العدة‬
‫من تاريخ الحكم بالطالق في هذه الحالة األخيرة وانما ينبغي على القاضي أن يحكم بها من تاريخ واقعة‬
‫الطالق المثبتة‪.‬‬
‫وكما أن اإلشكال يثور بصفة خاصة في نفقة العدة‪ ،‬وقد أدرج القضاء الجزائري على منح الزوجة‬
‫نفقة العدة إذا ما طالبت بها وأمكن إثباتها وهذا ما يتفق مع القواعد العامة للقانون وطالما كان األمر كذلك‬
‫فمن حق الزوجة المطالبة بها في أي وقت شاءت متى تمكنت من إثبات بعدم أدائها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إثبات الطالق العرفي في القضاء الجزائري‬


‫أساسا لم ينص قانون األسرة الجزائري على مسألة الطالق العرفي حتى يتمكن الحديث عن طريق‬
‫إثباته‪ ،‬ومع ذلك فإن اتجاه القضاء الجزائري ذهب إلى إثبات الطالق العرفي في جميع األحوال بالبينة‪،‬‬
‫وذلك بإجراء تحقيق في الموضوع بسماع شهود ويتم ذلك حتى في حالة إقرار الزوج وتصديقه من الزوجة‬
‫إال أنه وفي الحالة األخير يعتبر اإلقرار هو األساس المثبت لوقوع الطالق ومع ذلك يتم سماع الشهود‬
‫لتأكيد الواقعة أكثر‪ ،‬وال نجد في القضاء الجزائري ما يفيد إثبات الطالق العرفي باليمين إال أنه من الناحية‬
‫العملية ال يوجد ما يمنع ذلك‪.1‬‬
‫وهو األمر الثابت كذلك في قرار المحكمة العليا الصادر بتاريخ‪ 1999/02/16 :‬والذي نص‬
‫"من المقرر شرعا انه يثبت الطالق العرفي بشهادة الشهود أمام القضاء‪ ،‬ومتى تبين في قضية الحال‬
‫أن الطالق وقع بين الطرفين أمام جماعة من المسلمين‪ ،‬وان المجلس أجرى تحقيقا وسمع الشهود‬
‫الذين أكدوا بأن الزوج طلق زوجته فعال المطعون ضدها أمام جماعة من المسلمين‪ ،‬وبالتالي فال يحق‬
‫له أن يتراجع عن هذا الطالق‪ ،‬وعليه فإن بقضائهم بإثبات الطالق العرفي طبقوا صحيح القانون "‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬استصدار الحكم المثبت للطالق‬
‫فمن الناحية اإلجرائية تقوم دعوى إثبات الطالق العرفي برفعها أمام القسم المختص وهو قسم‬
‫شؤون األسرة بالجهة القضائية التي يقع بدائرة اختصاصها مسكن الزوجية طبقا لنص المادة ‪ 426‬من‬
‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية والتي تنص " تكون المحكمة المختصة إقليميا‪......:‬في موضوع‬
‫الطالق أو الرجوع بمكان وجود المسكن الزوجي‪ ،‬وفي الطالق بالتراضي بمكان إقامة أحد الزوجين‬

‫إثبات الطالق بين النصوص التشريعية وتطبيقاتها القضائية‪ ،‬حدة قسنطيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫‪1‬‬

‫قرار المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية بتاريخ ‪ 1999/02/16‬ملف رقم ‪ ،216850‬مجلة المحكمة العليا المتضمنة االجتهاد‬ ‫‪2‬‬

‫القضائي في مادة األحوال الشخصية‪ ،‬العدد الخاص‪ ،2001 ،‬ص‪.100‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫حسب اختيارهما‪ ،"......‬وال بد من توافر شرط الصفة والمصلحة واألهلية وذلك بموجب عريضة افتتاح‬
‫دعوى طبقا لما هو منصوص عليه بالمواد‪ 14 :‬و‪ 15‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية كما سبق‬
‫ذكره عند تناولنا إلجراءات مباشرة الدعوى‪ ،‬إال أنه وفي دعوى إثبات الطالق العرفي فإن كان هناك زواج‬
‫رسمي مثبت بسند قبل وقوعه وجب تقديمه مع عريضة افتتاح الدعوى وشهادة عدم إعادة الزواج أو‬
‫تسجيل الزواج المستخرجة من مصالح الحالة المدنية في البلدية‪ ،‬وفي المقابل فإذا كان الطالق العرفي‬
‫المراد إثباته واقع عن زواج عرفي هنا ال بد من رفع دعوى كما سبق وأن اشرنا إليه سابقا بإثبات الزواج‬
‫العرفي‪ ،‬وبعد حصول السند القاضي والمثبت للزواج العرفي على حجية الشيء المقضي فيه‪ ،‬يتم تسجيل‬
‫الزواج بالحالة المدنية في سجالت عقود الزواج وهذا ما يثبت صفة الزوجين ومن ثم رفع دعوى إثبات‬
‫الطالق العرفي‪.‬‬
‫وعند قيد العريضة يقول القاضي بإجراء تحقيق في واقعة الطالق العرفي وذلك بسماع الشهود بعد‬
‫أدائهم اليمين القانون عمال بنص المادة ‪ 75‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية للتأكد من واقعة‬
‫الطالق‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الحكم بالطالق العرفي‬
‫إن الحكم الصادر بإثبات الطالق العرفي يوصف تارة بالنهائي وتارة باالبتدائي‪ ،‬فإن كان صاد ار‬
‫ابتدائيا فوفقا للقواعد العامة نكون أمام حكم قابل لكافة طرق الطعن‪ ،‬لكن بالتالي بعد استنفاذ هذه الطعون‬
‫يكون قابال للتنفيذ بعد مضي آجال الطعن بالنقض‪ ،1‬وذلك في الجانب المادي فقط ويكون بسعي من‬
‫النيابة العامة طبقا للمادة ‪ 49‬من قانون األسرة الجزائري والتي تنص " تسجل أحكام الطالق وجوبا في‬
‫الحالة المدنية بسعي من النيابة العامة "‪ ،‬ويترتب على تنفيذ وتسجيل الحكم بالطالق آثار منها احتساب‬
‫العدة وان كان في مسألة الطالق العرفي واشكالية احتساب العدة ونص المادة ‪ 58‬من قانون األسرة التي‬
‫تؤكد من تاريخ التصريح بالطالق فكان لزاما على القاضي أن يحكم بها من واقعة التاريخ المثبت له‪،‬‬
‫واضافة للعدة مطالبة الزوجة بنفقة العدة والنفقات األخرى وكذا الحضانة وحق الزيارة كما بيناه سابقا في‬
‫اآلثار المادية والمعنوية للطالق‪.‬‬

‫إثبات الطالق بين النصوص التشريعية وتطبيقاتها القضائية‪ ،‬حدة قسنطيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.45-44‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إجراءات وطرق التنفيذ في األحكام والق اررات‬


‫تطرقنا في هذا المبحث إلى االجراءات وطرق التنفيذ في االحكام من حيث آثار انحالل الزواج‬
‫في المطلب األول‪ ،‬أما في المطلي فتناولنا فيه إشكاالت التنفيذ في انحالل الزواج‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬من حيث آثار انحالل الزواج‬


‫ال مكانة للحق إال إذا كان ممكن اقتضاءه‪ ،‬عن طريق اللجوء للقضاء‪ ،‬في حالة امتنع الغير عن‬
‫أداءه لمن له الحق في المطالبة به‪ ،‬فقد يستجيب الشخص للدعوة المتمثلة في تنفيذ ما التزم به كما قد‬
‫يمتنع عن ذلك‪ ،‬والمشرع مكن الشخص من االلتجاء للقضاء القتضاء الحق بعد الحكم له‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫بدعوة الشخص لتنفيذ ما يقع على عاتقه‪ ،‬بموجب اإللزام بصفة إجبارية أو اختيارية‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أنواع التنفيذ‬
‫أوال‪ :‬التنفيذ االختياري أو الرضائي‬
‫هو التنفيذ الذي يقوم به المنفذ بمحض إرادته‪ ،‬دون تدخل السلطة العامة إلجباره عليه‪ ،‬وبه‬
‫ينقضي االلتزام الملقى على عاتقه‪ ،‬دون اللجوء إلى إجراءات التنفيذ الجبري‪ ،‬وال تقوم خصومة التنفيذ‪ ،‬وأن‬
‫المحكوم عليه قد تجنب هذه الخصومة‪ ،‬ويعتبر كذلك حتى ولو كان الدافع إلى التنفيذ‪ ،‬هو الخوف من‬
‫طرف ما‪ ،‬سواء كان من المنفذ أو السلطة القضائية‪ ،‬وهذا النوع من التنفيذ ال يقتضي اإلجراءات الرسمية‬
‫فيقوم المدين بما عليه من التزام‪ ،2‬وكما يعرف على أنه هو التنفيذ الذي يقوم به المدين بإرادته‪ ،‬دون‬
‫تدخل السلطة العامة التي تكرهه وتجبره على ذلك‪.3‬‬
‫كما أنه ال توجد إجراءات خاصة به‪ ،‬ألنه ال يتم بتدخل السلطة القضائية‪ ،‬إال إذا رفض الدائن ما‬
‫يوفي به المدين منازعا إياه في نوعيته أو كفايته‪ ،‬ففي هذه الحالة يقوم المدين باللجوء إلى المحضر‬
‫القضائي‪ ،‬الذي يقوم دون ترخيص من رئيس المحكمة‪ ،‬طبقا للمادتين ‪ 585 ،584‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬بعرض الوفاء على الدائن ويحرر محض ار عن ذلك‪ ،‬فإذا تم قبول العرض من الدائن‪،‬‬
‫يقوم المحضر القضائي بتحرير محضر إثبات ذلك‪ ،‬وان رفض الدائن ذلك يقوم المحضر القضائي‬

‫الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05‬‬ ‫‪1‬‬

‫الوافي في طرق التنفيذ‪ ،‬نسيم يخلف‪ ،‬دار جسور للنشر والتوزيع الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2014 ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري مسعود هاللي‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪3‬‬

‫األمين الطبعة األولى‪ ،2017 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫بتحرير محضر إثبات االمتناع‪ ،‬ويودع ما تم عرضه إن كان نقود في حساب خاص تابع له‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء بأمانة الضبط‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬التنفيذ الجبري‬
‫ويطلق عليه التنفيذ الجبري القهري أو اإلجرائي كونه يتضمن إجراءات خاصة تشترط للقيام به‪،‬‬
‫وال يستقيم العمل التنفيذي إال بها وهذا خالف التنفيذ الرضائي الذي يفتقر إلى آليات وقواعد خاصة‪.2‬‬
‫ومنه فإن التنفيذ الجبري‪ ،‬هو الذي يتم بواسطة السلطة العامة ممثلة في شخص المحضر‬
‫القضائي‪ ،‬المخول قانونا للقيام بذلك‪ ،‬وهذا تحت إشراف القضاء‪ ،‬بناء على سند مستوفي الشروط يعطي‬
‫له القانون صفة السند التنفيذي‪ ،‬ويهدف للحصول على الحق الثابت رغما عنه‪ ،3‬عن طريق القوة العمومية‬
‫بعد رفضه التنفيذ االختياري‪ ،‬حسب المادة ‪ 164‬من القانون المدني‪ ،‬إال أن هذا التنفيذ ال يرد على‬
‫االلتزامات باالمتناع على القيام بالعمل‪ ،‬ألن هذا االلتزام ال يتماشى والطبيعة الجبرية‪ ،‬ألن االلتزام في حد‬
‫ذاته قائم على االمتناع كفعل سلبي‪ ،‬سواء كان االلتزام عقدي أو التزام قانوني‪.4‬‬
‫الفـرع الثاني‪ :‬أركـان التنفيذ‬
‫وهي ثالثة أركان نوضحها في الشكل التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أشـخاص التنفيذ‬
‫ويقصد بأطراف أو بأشخاص التنفيذ سيما في مواد انحالل الزواج األطراف األصلية المتواجدة‬
‫بالسند التنفيذي‪ ،‬وبالنتيجة فغياب أحد هذه األطراف فال يقوم للتنفيذ مقام وهم صاحب المصلحة في طلب‬
‫التنفيذ للسند والمدين‪ ،‬أو المنفذ عليه الواجب عليه تنفيذ السند الذي على عاتقه من التزامات مادية أو‬
‫معنوية والمجبر على أدائها ثم القائم بعملية التنفيذ وهو المحضر القضائي‪.‬‬
‫‪ -1‬طالب التنفيذ‪:‬‬
‫هو ذلك الشخص الراغب في استعادة حقه الثابت بموجب سند تنفيذي‪ ،‬كما يستوجب في رافع‬
‫الدعوى القضائية‪ ،‬توفر العناصر الواردة في المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬كما يشترط‬
‫في طالب التنفيذ أن يكون متمتعا بأهلية األداء‪ ،‬فال يستساغ قيام شخص فاقد ألهلية األداء‪ ،‬سواء لصغر‬

‫طرق التنفيذ وفقا لقانون ‪ 09/08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حمدي باشا‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2012‬ص‪.09‬‬
‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬المرجع‬ ‫‪2‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫التنفيذ الجبري واشكاالته‪ ،‬بلغيث عمارة‪ ،‬دار العلوم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.09‬‬ ‫‪3‬‬

‫طرق التنفيذ في المسائل المدنية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.77‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫السن أو لمرض عقلي كالجنون والعته‪ ،‬أن يطالب بالتنفيذ‪ ،‬ما دام غير مؤهل قانونا للتصرف‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكدته المادة ‪ 615‬الفقرة الثانية من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬والمعيار هنا وقت التنفيذ‪ ،‬و ليس‬
‫وقت استعادة الحق‪ ،‬فقد يكون طالب التنفيذ كامل األهلية وقت صدور الحكم‪ ،‬ثم يصاب الحقا بما يحول‬
‫دون تمكينه من استعادة حقه بنفسه‪ ،‬فينوب عنه وليه‪ ،‬أو من تعينه المحكمة كمساعد قضائي‪.1‬‬
‫لما كانت القاعدة العامة تقضي بوجوب توفر عنصر الصفة المباشرة لدى طالب التنفيذ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫ال يعني بالضرورة أن يكون طالب التنفيذ‪ ،‬هو نفسه الشخص المحكوم لصالحه‪ ،‬فقد ينوب عنه وكيله أو‬
‫وارثه في حالة الوفاة‪ ،‬ويتعين في هذا الحال إثبات صفة الخلف بفريضة‪ ،‬على أن يتم تبليغ المنفذ عليه‬
‫قبل البدء في التنفيذ بالسند الذي يخول الوكيل أو الوارث‪ ،‬الصفة إلى جانب إعالن السند التنفيذي‪ ،‬واال‬
‫كان للمنفذ عليه أن يحتج ببطالن اإلجراءات‪ ،‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 615‬الفقرة األولى من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬لذلك قد نجد مثال في قضايا فك الرابطة الزوجية أن يتوفى أحد الطرفين‪،‬‬
‫فإنه من الضروري لوكيل أو وارث المتوفي‪ ،‬أن يحصل على النسخة التنفيذية للحكم الصادر‪ ،‬وهذا من‬
‫أجل استكمال كافة إجراءات التنفيذ‪ ،‬سواء في استحقاق المبالغ المحكوم بها‪ ،‬أو من خالل تسجيل الحكم‬
‫القاضي بالطالق أمام مصالح الحالة المدنية المختصة‪.2‬‬
‫‪ -2‬المنفذ عليه‪:‬‬
‫إن عبارة المنفذ عليه أشمل وأوسع نطاقا من عبارة المدين‪ ،‬ذلك أن المنفذ عليه قد ال يكون مدينا‪،‬‬
‫واألصل أن يكون المنفذ عليه هو المدين‪ ،‬الذي كان على عاتقه الدين‪ ،‬أو االلتزام العين أو االلتزام بالقيام‬
‫بعمل ال يقوم به غيره‪ ،‬وهو األصل أو القاعدة العامة في إجراءات التنفيذ‪ ،‬كما قد يكون المنفذ عليه‪ ،‬هو‬
‫الكفيل الشخصي الذي قام بوضع ذمته المالية كاملة‪ ،‬كضمان للوفاء بدين المدين األصلي‪ ،‬وبحلول‬
‫األجل وامتناع المدين المكفول عن الوفاء‪ ،‬فإن إجراءات التنفيذ يباشرها الدائن ضد شخص الكفيل‪ ،‬بعد‬
‫إتباع إجراءات التنفيذ في مواجهة المدين األصلي أوال‪ ،‬واال حق للكفيل الشخصي أن يدفع بحق التجريد‬
‫إذا بوشرت إجراءات التنفيذ عليه قبل التنفيذ على المدين‪.3‬‬
‫كما يستوجب كذلك توفر شروط الصفة و المصلحة أوال في المنفذ عليه‪ ،‬وأن تكون شخصية‬
‫ومباشرة وقائمة أثناء مباشرة إجراءات التنفيذ‪ ،‬واال اعتبرت اإلجراءات التي اتخذت قبل توافر المصلحة‬
‫باطلة‪ ،‬ويتحقق ذلك بحيازة طالب التنفيذ لسند من السندات التنفيذية التي حددها القانون‪ ،‬كما أنه البد من‬

‫طرق التنفيذ في المسائل المدنية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫طرق التنفيذ وفقا لقانون ‪ 08،09‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حمدي باشا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪2‬‬

‫دعاوى انحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري‪ ،‬محمد مالحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫توفر األهلية الالزمة لمباشرة إجراءات التنفيذ في مواجهته‪ ،‬لذلك فإنه استنادا للقاعدة العامة أن األهلية‬
‫ضرورية التحقق في شخص المنفذ عليه‪ ،‬وبما أن عملية التنفيذ ال يعتد فيها بإرادة المنفذ عليه‪ ،‬كون أن‬
‫العملية تتم بطريقة جبرية ومقتصرة على الذمة المالية له‪ ،‬فال يجوز مباشر التنفيذ ضد شخص فاقد‬
‫األهلية‪ ،‬أو مجنون النعدام أهلية التصرف لديه‪ ،‬والعبرة بذلك وقت التنفيذ وليس وقت ثبوت الحق‪.1‬‬
‫‪ -3‬القـائم بالتنفـيذ‪:‬‬
‫هناك سلطة معينة تباشر إجراءات التنفيذ في جميع مراحله‪ ،‬تتواله الدولة ممثلة بأشخاص تسند‬
‫لهم مهام القيام بأعمال التنفيذ‪ ،‬وهو المحضر القضائي‪ ،‬الذي تعود له عملية التنفيذ بنص المادة ‪ 611‬من‬
‫قان ون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬التي أكدت على أن يتم التنفيذ من طرف المحضرين القضائيين بناء‬
‫على طلب المستفيد من السند التنفيذي أو ممثله القانوني‪ ،‬وقد منح القانون للمحضر القضائي صفة‬
‫الضابط العمومي‪.2‬‬
‫والمحضر ضابط عمومي يعين من طرف وزير العدل في دائرة اختصاص محكمة معينة ويمتد‬
‫اختصاصه إلى دائرة المجلس القضائي التابع له للقيام بجملة من المهام المنوطة به والتي حددتها المواد‪:‬‬
‫‪ 02‬و‪ 04‬من القانون رقم‪ 06-03 :‬المتضمن تنظيم مهنة المحضر القضائي‪.3‬‬
‫نجد أن المحضر القضائي‪ ،‬ال يملك أن يمتنع عن القيام بما طلب منه‪ ،‬ألنه مكلف بمهمة خدمة‬
‫العامة‪ ،‬وفي حالة امتناعه‪ ،‬فيبقى للمعني التظلم لدى النيابة العامة‪ ،‬وكذا الغرفة الجهوية‪ ،‬فيما يخص‬
‫االمتناع على أساس المسؤولية المهنية‪ ،‬اللتان تعتبران جهة رقابة على أعمال هذا األخير طبقا للمواد‬
‫‪ 46/44‬من القانون ‪ 06-03‬السالف الذكر‪ ،‬وعلى هذا فإن أعماله تنتج تصرفا رسميا من خالل دمغ‬
‫محاضره بخاتم الدولة‪ ،‬و بالتالي محاضره سيكون لها الطابع الرسمي‪ ،‬ال يمكن الطعن في مصداقيتها إال‬
‫عن طريق االدعاء بالتزوير‪ ،4‬فهو يقوم وبصدد تنفيذ السند التنفيذي كأول إجراء بتبليغ المنفذ عليه بالسند‬
‫بموجب محضر تبليغ سند تنفيذي ثم يحرر محضر تكليف بالوفاء ومحضر تسليم تكليف بالوفاء مفصل‬
‫به جميع تبعات الطالق المادية‪ ،‬وتمنح للمنفذ عليه أجل ‪ 15‬يوما لسداد ما عليه وفي حالة ما تم السداد‬
‫يقوم المحضر القضائي بتحرير محضر انتهاء التنفيذ‪ ،‬وفي حالة االمتناع يحرر المحضر محض ار بذلك‬

‫الوافي في طرق التنفيذ‪ ،‬نسيم يخلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫‪1‬‬

‫طرق التنفيذ في المواد المدنية‪ ،‬نصر الدين مروك‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة الثانية‪ ،2008 ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪2‬‬

‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬المرجع‬ ‫‪3‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫الوافي في طرق التنفيذ‪ ،‬نسيم يخلف‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫يسمى محضر امتناع عن التنفيذ وقد يكون هذا األخير امتناع جزئي أو كلي‪ ،‬وفي المقابل يتقاضي‬
‫المحضر القضائي مقابل ذلك أتعاب تحسب بناء على جدول األتعاب المحدد لهم‪ ،‬وله أن يمنح طالب‬
‫التنفيذ وصل باالستالم أتعاب ملف التنفيذ التي ال بد له من تحصيلها هي والمصاريف القضائية من لدن‬
‫المنفذ عليه فيما بعد‪.‬‬
‫ثانـيا‪ :‬محـل التنفيـذ‬
‫يقصد بمحل التنفيذ‪ ،‬الذي يكون في األصل على أموال المنفذ عليه‪ ،‬أو بإلزامه بأداء عمل‪ ،‬أو‬
‫االمتناع عنه‪ ،1‬وعليه فإن التنفيذ يكون على الذمة المالية لهذا األخير‪ ،‬الذي يشترط فيه شروط هي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون حقا ماليا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مملوكا للمنفذ عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون من األموال القابلة للحجز‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مما يقبل التصرف فيه‪.‬‬
‫وعليه فإنه في حالة التنفيذ في اآلثار المترتبة عن انحالل الرابطة الزوجية من الجوانب المادية‪،‬‬
‫فإن المطلقة تسعى جاهدة في تحصيل تلك النفقات المحكوم بها‪ ،‬عن طريق المحضر القضائي‪ ،‬لكنه‬
‫عادة ما نراه في الواقع العملي‪ ،‬أنها تواجه عراقيل كثيرة في عملية التنفيذ بشق األنفس‪ ،‬حتى أن هناك‬
‫أشخاص يمتنعون عن تنفيذ تلك المستحقات بسبب إعسارهم‪ ،‬مما يرتب طول المدة في الحصول على‬
‫تلك النفقات‪ ،‬مما سيؤثر سلبا بالدرجة األولى على المحضونين‪ ،‬خاصة في انعدام الذمة المالية للمنفذ‬
‫عليه‪ ،‬لذلك فإن في حالة النفقات المحكوم بها قضائيا إذا كانت قيمتها ال تتجاوز ثلثي األجر الوطني‬
‫األدنى المضمون‪ ،‬و التي يقصد بها النفقات المحددة في قانون األسرة وفقا للمواد من ‪ 74‬إلى ‪ ،78‬و‬
‫التي صدر في شأنها حكم قضائي بوجوب دفعها‪ ،‬فإن المشرع منع الحجز في هذه الحالة‪ ،‬و الذي يعود‬
‫ألسباب إنسانية محضة‪ ،‬ليس منعا مطلقا بل نسبيا‪ ،‬إذ يجوز الحجز على المبالغ الزائدة عن ثلثي األجر‬
‫الوطني األدنى المضمون‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬السند التنفيذي‬
‫عرف بعض الفقهاء السند التنفيذي‪ ،‬على أنه عمل قانوني يتألف من عنصرين‪ ،‬األول يتمثل في‬
‫تأكيد السند من خالل تأكيد الحق الموضوعي‪ ،‬والثاني السند الذي يؤكد العمل الذي أكد الحق‬

‫طرق التنفيذ في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1996 ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫طرق التنفيذ وفقا لقانون ‪ 08،09‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حمدي باشا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.180‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫الموضوعي‪ ،1‬وعليه فإن السند هو األداة التي بمقتضاها تباشر إجراءات التنفيذ منها األحكام و الق اررات‬
‫القضائية‪.2‬‬
‫وبالرجوع لنص المادة ‪ 600‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية نجدها تنص على أنه ال يجوز‬
‫التنفيذ الجبري إال بسند ولقد عددت السندات التنفيذية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أحكام المحاكم التي استنفذت طرق الطعن العادية والمشمولة بالنفاذ المعجل‪.‬‬
‫‪ -‬األوامر اإلستعجالية‪.‬‬
‫‪ -‬أوامر األداء‪.‬‬
‫‪ -‬األوامر على العرائض‪.‬‬
‫‪ -‬أوامر تحديد المصاريف القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬ق اررات المجالس القضائية وق اررات المحكمة العليا المتضمنة التزاما بالتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام المحاكم اإلدارية وق اررات مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬محاضر الصلح أو اإلتفاق المؤشر عليها من طرف القضاة المودعة بأمانة الضبط‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام التحكيم المأمور بتنفيذها من قبل رؤساء الجهات القضائية والمودعة بأمانة الضبط‪...‬الخ‬
‫إن ما يمكن اإلشارة إليه في هذا الصدد‪ ،‬أن التنفيذ الجبري يخص فقط األحكام باإللزام التي تقرر‬
‫أو تؤكد حقا ألحد الخصوم ويلزم الخصم األخر بأدائه‪ ،‬كالحكم الصادر بدفع النفقة‪ ،‬أما األحكام المنشئة‬
‫التي تنشأ مراكز قانونية لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬كما ذكرناه سابقا في طبيعة األحكام الصادرة في قضايا‬
‫انحالل الرابطة الزوجية‪ ،‬فإنه يتضمن إلزام أحد الخصوم بأداء معين كالحكم بالطالق أو التطليق‪ ،‬فيالحظ‬
‫أنه إذا كان الحكم يتضمن في شق منه تقرير أو إنشاء‪ ،‬وفي شق أخر إلزام‪ ،‬فإنه ينفذ جب ار فقط في الشق‬
‫الثاني‪ ،‬فمثال إذا صدر حكم بالطالق مع التعويض و النفقة‪ ،‬ال فيما يتعلق بالطالق‪ ،‬الن األحكام المقررة‬
‫أو المنشئة تحدث أثرها‪ ،‬وتشبع الحاجة في الحماية القضائية بمجرد صدورها وال تقبل التنفيذ الجبري‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الصيغـة التنـفيذية‬
‫إن الورقة المثبتة للحق والتي يجري بمقتضاها التنفيذ‪ ،‬يجب أن تكون ممهورة بالصيغة التنفيذية‪،‬‬
‫و ال يجوز التنفيذ إال بموجبها وهي صورة من السند التنفيذي‪ ،‬وتسمى "النسخة التنفيذية" ‪ ،4‬ومنه إذا‬

‫أصول التنفيذ الجبري في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،1996،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫طرق التنفيذ في المواد المدنية‪ ،‬نصر الدين مروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.64‬‬ ‫‪2‬‬

‫طرق التنفيذ وفقا لقانون ‪ 08،09‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حمدي باشا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬ ‫‪3‬‬

‫طرق التنفيذ في المواد المدنية‪ ،‬نصر الدين مروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.105‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫كان طالب التنفيذ يحوز على سند من السندات التنفيذية السالف ذكرها‪ ،‬خاصة منها األحكام والق ار ارت‬
‫القضائية‪ ،‬فإن المشرع يشترط لتنفيذها‪ ،‬حصول السند على النسخة التنفيذية‪ ،‬و السند موضوع التنفيذ هو‬
‫السند الممهور بالصيغة التنفيذية‪ ،‬وهو يختلف عن النسخة األصلية التي يوقع عليها القاضي‪ ،‬ويحتفظ بها‬
‫في سجالت المحكمة‪ ،‬كما أنها تختلف أيضا عن الصورة العادية‪ ،‬التي هي نسخ مأخوذة من األصل‪،‬‬
‫تسلم لألطراف بغرض االطالع عليها‪ ،‬أو تبليغها للخصوم‪ ،‬أما النسخة التنفيذية فهي تلك الممهورة‬
‫بالصيغة التنفيذية‪ ،‬والتي تحمل عبارة نسخة مطابقة لألصل مسلمة للتنفيذ‪.1‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 601‬فقرة ‪ 2‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية المقصود بالصيغة التنفيذية‬
‫بقولها " ال يجوز التنفيذ في األحوال بنص في القانون اال بموجب نسخة من السند التنفيذي‪ ،‬ممهور‬
‫بالصيغة التنفيذية اآلتية‪:‬‬
‫الجمهورية الديمقراطية الشعبية‬
‫باسم الشعب الجزائري‬
‫أ‪ -‬في المواد المدنية‪:‬‬
‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬فإن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تدعو وتأمر جميع المحضرين‬
‫وكذا كل األعوان الذين طلب إليهم ذلك‪ ،‬تنفيذ هذا الحكم‪ ،‬القرار وعلى النواب العامين ووكالء الجهورية‬
‫لدى المحاكم مد يد المساعدة الالزمة لتنفيذه وعلى جميع قادة وضباط القوة العمومية تقديم المساعدة‬
‫الالزمة لتنفيذه بالقوة عند االقتضاء إذا طلب منهم ذلك بصفة قانونية "‪.2‬‬
‫ولقد نظم المشرع الجزائري كيفية الحصول على النسخة التنفيذية سواء المتعلقة بالسندات التنفيذية‬
‫القضائية أو العقود التوثيقية من خالل نصوص المواد ‪ 602‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية والمادة‬
‫‪ 31‬من القانون رقم ‪ 06-02‬المنظم لمهنة الموثق والمادة ‪ 05‬من المرسوم رقم ‪ 08- 245‬لسنة ‪2008‬‬
‫المحدد لشروط وكيفيات تسيير األرشيف التوثيقي وحفظه‪ ،‬وتتمثل خطوات الحصول على النسخة التنفيذية‬
‫فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬ال يسلم المستند التنفيذي إال للمستفيد شخصيا أو لوكيل عنه بوكالة خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على رئيس أمناء الضبط أو الموظف العمومي (الموثق) أن يؤشر على النسخة األصلية‬
‫المحفوظة لديه بأن تسلم نسخة تنفيذية مع تحديد تاريخ التسليم واسم الشخص الذي استلمها‪.‬‬

‫الوافي في طرق التنفيذ‪ ،‬نسيم يخلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.133‬‬ ‫‪1‬‬

‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬المرجع‬ ‫‪2‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.81،82‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫‪ -‬وجوب إعداد سجل خاص بتسليم النسخ التنفيذية تفاديا لإلشكاالت التي قد تحدث مع تحديد المسؤولية‬
‫عندئذ‪.1‬‬
‫وي ضاف إلى ذلك اشتراط تقديم شهادة عدم الطعن بالمعارضة أو االستئناف وشهادة عدم الطعن‬
‫بالنقض في حالة الطعن بالنقض الموقف للتنفيذ‪ ،‬وهو ماقررته المادة ‪ 609‬فقرة ‪ 1‬و‪ 2‬من قانون‬
‫االجراءات المدنية واإلدارية والتي قضت بأن‪ " :‬األحكام والق اررات القضائية ال تكون قابلة للتنفيذ‪ ،‬إال بعد‬
‫انقضاء آجال المعارضة واالستئناف‪ ،‬وتقديم شهادة بذلك من أمناء ضبط الجهة القضائية المعنية‪،‬‬
‫تتضمن تاريخ التبليغ الرسمي للحكم أو القرار إلى المحكوم عليه‪ ،‬وأثبت عدم حصول معارضة أو‬
‫االستئناف‪.‬‬
‫في حاال الطعن النقض الموقف للتنفيذ تطلب شهادة عدم الطعن بالنقض‪".‬‬
‫وفي حالة ضياع النسخة التنفيذية – قبل تنفيذها – ألي سبب مثل السرقة‪ ،‬اإلهمال والحريق‪...‬‬
‫فإنه يمكن للمستفيد منها الحصول على نسخة ثانية وفقا لما ورد في المادة ‪ 603‬من قانون االج ارءات‬
‫المدنية واإلدارية والقاضية بأنه " ال تسلم إال نسخة تنفيذية واحدة لكل مستفيد‪ ،‬واذا فقدت هذه النسخة‬
‫ممن تسلمها قبل التنفيذ‪ ،‬يمكنه الحصول علة نسخة تنفيذية أخرى بأمر على عريضة بالشروط التالية‪:‬‬
‫تقديم عريضة معللة ومؤرخة منه‪.‬‬
‫استدعاء جميع األطراف استدعاء صحيحا بسعي من الطالب للحضور أمام رئيس الجهة‬
‫القضائية المختصة‪ ،‬إلبداء مالحظاتهم التي يجب ان تدون في محضر يرفق مع أصل األمر الذي‬
‫يصدره‪.‬‬
‫وفي جميع الحاالت يجب أن يكون األمر الصادر عن رئيس الجهة القضائية مسببا‪ ،‬يمكن‬
‫مراجعة أمر الرفض متى استوفت شروط منح نسخة تنفيذية ثانية "‪.2‬‬

‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬المرجع‬ ‫‪1‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.85‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إشكاالت التنفيذ في انحالل الزواج‬


‫يقصد باإلشكال في التنفيذ‪ ،‬كل المنازعات الطارئة بمناسبة مباشرة إجراءات التنفيذ‪ ،‬بحيث تجعل‬
‫من مواصلة مهمة القائم بالتنفيذ عمال غير ممكن‪.1‬‬
‫ومن المفيد مالحظته في هذا الصدد‪ ،‬أن اإلشكال في التنفيذ إجراء قضائي يأتي بعد انتهاء المنازعة‬
‫القضائية‪ ،‬ومباشرة عملية التنفيذ‪ ،‬وعليه فإن الشروع في عملية التنفيذ ألي سند تنفيذي من السندات‬
‫المشار إليها في المادة ‪ 600‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬أي أنه حاز على قوة الشيء‬
‫المقضي فيه بطريقة مطلقة‪ ،‬ومن ثمة وجب تنفيذه‪ ،‬إال أن هذه الحجية قد تعارضها بعض المعطيات في‬
‫الواقع‪ ،‬تعمل على توقي ف عملية التنفيذ‪ ،‬و تفتح المجال أمام رفع دعوى جديدة‪ ،‬يعود بها السيد المحضر‬
‫القضائي أمام المحكمة‪ ،‬أو كل من له مصلحة في ذلك‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط قبول اإلشكال في التنفيذ‬
‫إذا كان المشرع يخول أطراف خصومة التنفيذ عرض اإلشكاالت التي يرونها مناسبة بما يحقق‬
‫مقصدهم‪ ،‬فإن ذلك ال يعني فتح المجال دون ضبط وال قيد‪ ،‬وانما نجده يوجب توافر شروط حتى يتم قبول‬
‫اإلشكال والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬طرح اإلشكال قبل االنتهاء من التنفيذ‬
‫ال يقبل طرح أي إشكال إذا ما انتهت إجراءات التنفيذ‪ ،‬ألن االعتراض المقدم في مثل هذه‬
‫األوضاع يعد إجراء غير ذي جدوى إلنقضاء محله‪ ،‬فالهدف من اإلشكال أساسا – كما تقدم – إنما هو‬
‫وقف التنفيذ مؤقتا أو االستمرار فيه‪ ،‬فإن كان التنفيذ قد تم فإنه ال يكون لطلب وقفه أو االستمرار فيه أي‬
‫معنى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم تقديم طلبات جديدة بمناسبة اإلشكال لم يتم تقديمها أثناء الخصومة‬
‫لما كانت إشكاالت التنفيذ من الطوارئ التي تصادف القائم بالتنفيذ‪ ،‬وألنها تعيق السير العادي‬
‫لإلجراءات الرامية إلى إيصال الحقوق المثبتة بموجب السند التنفيذي‪ ،‬فإنه ال يجوز للمشتكي إثارة طلبات‬
‫جديدة لم يرد ذكرها أثناء الخصومة‪.3‬‬

‫طرق التنفيذ في المسائل المدنية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.145‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.117‬‬ ‫‪2‬‬

‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬المرجع‬ ‫‪3‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.107‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫ويضيف األستاذ والدكتور الفاضل هاللي مسعود أنه يقع على القائم بالتنفيذ وقاضي إشكاالت‬
‫التنفيذ كل في حدود اختصاصه صرف الطرف المثير للوقائع الالحقة عن صدور السند التنفيذي التخاذ‬
‫ما يراه مناسبا أمام قضاء الموضوع واعتبار الطلبات الجديدة كأن لم تكن‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم قابلية االستشكال على نفس الموضوع مرتين‬
‫وهذا الشرط مستفاد من قاعدة‪ :‬عدم جواز عرض نفس النزاع بنفس األطراف على نفس الجهة‬
‫القضائية‪ ،‬إعماال لمبدأ‪ :‬حجية الشيء المقضي فيه‪ ،‬فكل تصرف مخالف لهذه القاعدة وهذا المبدأ يكون‬
‫غير مقبول‪ ،‬وقد جاء توضيح ما تعلق الشرط في نص المادة ‪ 635‬من قانون االجراءات المدنية‬
‫وا إلدارية‪ ،‬إذا سبق الفصل في إشكال التنفيذ أو في طلب وقف التنفيذ فال يجوز رفع دعوى ثانية بنفس‬
‫األطراف حول نفس الموضوع‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االجراءات المتعقلة بإشكاالت التنفيذ‬
‫نظم المشرع الجزائري االجراءات المتعلقة بإشكاالت التنفيذ – بما فيها المتعلقة بمسائل األحوال‬
‫الشخصية – بموجب نص عام تضمنته المادة ‪ 631‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية إلى جانب‬
‫مواد الحقة ذات صلة بالموضوع فقد جاء في نص المادة أنه " في حالة وجود إشكال في تنفيذ أحد‬
‫السندات التنفيذية المنصوص عليها في هذت القانون‪ ،‬يحرر المحضر القضائي محض ار عن اإلشكال‪،‬‬
‫ويدعو الخصوم لعرض اإلشكال على رئيس المحكمة التي تباشر في دائرة اختصاصها التنفيذ عن‬
‫طريق االستعجال‪.‬‬
‫تخضع إشكاالت التنفيذ المتعلقة بالحجوز للقواعد الخاصة بأحكام الحجوز " ومن خالل هذا‬
‫المادة يستخلص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن اإلشكال في التنفيذ يتعلق بأحد السندات التنفيذية ذات الصلة بمسائل األحوال الشخصية المنصوص‬
‫عليها في هذا القانون وهي السندات الوطنية واألجنبية الوارد ذكرها في المواد (‪ )606،605،600‬من‬
‫قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم المحضر القضائي بتحرير محضر عن اإلشكال‪.2‬‬
‫‪ -‬يتم عرض اإلشكال بحضور الخصوم‪.‬‬
‫‪ -‬يفصل رئيس المحكمة المختص في اإلشكال عن طريق االستعجال‪.‬‬

‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬المرجع‬ ‫‪1‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.109‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ .... :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وقرارات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬

‫‪ -‬يرجع االختصاص اإلقليمي للمحكمة التي يباشر في دائرة اختصاصها التنفيذ‪.‬‬


‫‪ -‬تخضع اإلشكاالت المتعلقة بالحجوز للقواعد الخاصة بأحكام الحجوز المبينة في الباب الخامس من‬
‫قانون االجراءات المدينة واإلدارية (المادة ‪ 636‬وما بعدها)‪.1‬‬
‫ويتم رفع اإلشكال في التنفيذ عن طريق االستعجال بطريقين وهما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عن طريق دعوى اإلشكال في التنفيذ‬
‫تقتضي هذه الطريقة بأنه في حالة ما اعترض المحضر القضائي أية عقبة قانونية أثناء القيام‬
‫بعملية التنفيذ للسند‪ ،‬فإنه يتبع الخطوات التالية‪:‬‬
‫أحكام والق اررات وتنفيذها‬
‫‪ -1‬يقوم المحضر القضائي بتحرير محضر عن اإلشكال‪ ،‬ويسمى محضر " إشكال في التنفيذ "‬
‫‪ -2‬يدعو الخصوم لعرض اإلشكال على رئيس المحكمة التي يباشر في دائرة اختصاصها التنفيذ عن‬
‫طريق االستعجال‪.‬‬
‫وترفع الدعوى اإلستعجالية من طرف المستفيد من السند التنفيذي أو من المنفذ عليه أو من الغير‬
‫الذي له مصلحة‪ ،‬وكل هذا بحضور المحضر القضائي المكلف بالتنفيذ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عن طريق دعوى وقف التنفيذ‬
‫يعمل بهذه الطريقة في حالة رفض المحضر القضائي تحرير محضر عن اإلشكال الذي يثيره‬
‫أحد أطراف التنفيذ وهم‪ :‬المستفيد من السند التنفيذي‪ ،‬المنفذ عليه‪ ،‬أو الغير الذي له مصلحة وكل هذا‬
‫بحضور المحضر القضائي المكلف بالتنفيذ‪ ،‬فيجوز عندها ألحدهم تقديم طلب وقف التنفيذ عن طريق‬
‫دعوى استعجاليه من ساعة لساعة أمام رئيس المحكمة التي يباشر في دائرة اختصاصها التنفيذ‪ ،‬ويكون‬
‫هما المحضر القضائي في مركز مدعى عليه مع المستشكل ضده وهو األمر المبين في المادة ‪ 632‬فقرة‬
‫‪ 2‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.2‬‬
‫ويتم الفصل في دعوى اإلشكال في التنفيذ في آجال أقصاها ‪ 15‬يوما من تاريخ رفع الدعوى طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 633‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية بموجب أمر يكون له طابع مؤقت وال يمس‬
‫بأصل الحق وال يفسر السند التنفيذي وال بد أن يكون األمر مسبب قانونا وغير قابل ألي طعن‪.3‬‬

‫تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬المرجع‬ ‫‪1‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.112‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫خامتــــــة‬
‫خاتمة‪..........................................................................................................‬‬

‫وفي ختام دراستنا لهذا الموضوع الموسوم بـ " إجراءات التقاضي في شؤون األسرة في التشريع‬
‫الجزائري‪ -‬انحالل الزواج وأثاره – أنموذجا "‪ ،‬وفقا للقانون رقم‪ 02-05 :‬المتعلق بقانون األسرة المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬أو بواسطة أداة تطبيقه وهو القانون رقم‪ 09-08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫والذي ت ناولنا فيه شروط رفع الدعوى وقواعد االختصاص مرو ار بإجراءات مباشرة الدعوى من تسجيل‬
‫للعريضة وتبليغها‪ ،‬وكذا إلى إجراءات انحالل الزواج بكل صوره واآلثار المترتبة عليه والى طرق الطعن‬
‫في أحكام وق اررات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‪ ،‬وعلى هذا سوف نبين أهم النتائج المتوصل إليها‪ ،‬والى‬
‫االقتراحات فيما يخص هذا الموضوع وذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬نتائج الدراسة‬
‫‪ -1‬أن المشرع من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬أقر شروط موضوعة منها وشكلية لرفع‬
‫الدعوى ومن الشروط الموضوعية وجوب توافر الصفة والمصلحة في رافع الدعوى ولم يذكر األهلية‬
‫كشرط من شروط قبول الدعوى كما كان منصوص عليه بالقانون القديم‪ ،‬وبالنتيجة لم تدخل ضمن الدفوع‬
‫بعد القبول بل جعلها كشرط لصحة الخصومة‪.‬‬
‫قد حدد اختصاص كل قسم من األقسام المدنية‪ ،‬حيث بين‬ ‫‪ -2‬نجد كذلك أن المشرع الجزائري‬
‫وبالتفصيل اختصاصه اإلقليمي والنوعي وكيفية مباشرة الدعوى فيه‪ ،‬وأولى االهتمام الكبير لقسم شؤون‬
‫األسرة‪ ،‬وهو األمر الجلي في عدد المواد المخصصة له بـ‪ 77 :‬مادة من أصل ‪ 425‬مادة لجميع األقسام‪،‬‬
‫وهذه العناية تطبيقا له لمبدأ أن األسرة هي الخلية األساسية لبناء المجتمعات وكذا لكونها اللبنة األساسية‬
‫لتطورها ونش أتها‪ ،‬وما لقضايا شؤون األسرة من حساسيات ال سيما عند الشعوب العربية واإلسالمية وهما‬
‫العامالن الذي يشكالن ركائز وشخصية الدولة الجزائرية دستوريا‪،‬‬
‫‪ -3‬أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬جاء بإجراءات فعالة أعطت لقاضي شؤون األسرة الدور‬
‫االيجابي في ممارسة صالح ياته ذلك عندما أعطاه صفة قاضي االستعجال من أجل حماية المطلقة‬
‫والمحضونين بصفة خاصة‪ ،‬كما تعتبر نصوصه تكملة ألحكام الواردة في قانون األسرة الجزائري الذي‬
‫افتقد للجانب اإلجرائي كونه قانون يركز على الجانب الموضوعي أكثر‪ ،‬فكان له بمثابة تنوير للغموض‬
‫الذي كان ينتاب قاضي شؤون األسرة خاصة‪ ،‬كما أمد قاضي شؤون األسرة باآلليات القانونية واإلجرائية‬
‫التي يمكن أن يلجأ إليها أثناء ممارسة مهامه‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫خاتمة ‪........................................................................................................‬‬

‫‪ -4‬إضافة إلى أن المشرع الجزائري ومن خالل نصوص قانون األسرة أو حتى قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية نجده قد أعطي للنيابة العامة دور إيجابيا ومحوريا كونها طرف أصيل في قضايا شؤون األسرة‬
‫منها السهر على تنفيذ األحكام الصادرة بفك الرابطة الزوجية‪ ،‬سيما الجانب اإلداري منها‪ ،‬من خالل‬
‫إرسال اإلخبار بالطالق إلى مصالح البلدية المختصة‪ ،‬من أجل التأشير عليه على سجالت الحالة‬
‫المدنية‪ ،‬وهذا ما كرسته المادة ‪ 49‬من األمر ‪ ،05-02‬مما يساهم في التقليل من التهرب في التصريح‬
‫بالطالق من قبل المتقاضين‪ ،‬ودورها كمراقب لشؤون األسرة أثناء سير الجلسات وترقب تدخلها بأي إجراء‬
‫من االجراءات الذي يضمن سالمة األسرة أو سالمة المحضونين‪.‬‬
‫‪ -5‬وما يالحظ كذلك أنه وعلى الرغم من كل هذه االجراءات والنصوص القانونية نجد أنه يكتنفها بعض‬
‫الغموض وكما أنها لم تحد من واقعة انحالل الزواج‪ ،‬والتي هي في تزايد رهيب على الرغم من محاوالت‬
‫المشرع الجزائري سواء في قانون األسرة الجديد أو قانون االجراءات المدنية واإلدارية الحد منه وضبطه إال‬
‫أنه لم يوفق بدرجة كبيرة‪ ،‬وهو ما نالحظه خاصة في قضايا انحالل الزواج عن طريق الخلع‪ ،‬أين نجد أنه‬
‫استفحل بكثرة ومرد ذلك ما جاء به قانون ‪ ،02 – 05‬الذي أعطى للزوجة حق مخالعة زوجها دون‬
‫موافقته‪ ،‬بعدما كانت في القانون القديم يشترط عليها ذلك وهو ما أدى حتما إلى مضاهاته لقضايا الطالق‬
‫باإلرادة المنفردة للزوج‪ ،‬وسبب إحراجا لمكانة الرجل في المجتمع وهذا ما لمسناه في الواقع العملي من‬
‫بعض الرجال الذين نجد أنهم ال يستسيغون ع ارئض أزواجهم بالخلع‪ ،‬وكأن األمر يعتبر إنقاص لمكانتهم‬
‫هذا من جهة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات‬
‫‪ -1‬نجد أن المشرع الجزائري وفي المادة ‪ 57‬من قانون األسرة‪ ،‬نص على أن األحكام الصادرة في‬
‫دعاوى الطالق و التطليق والخلع غير قابلة لالستئناف فيما عدا جوانبها المادية‪ ،‬إال أنه أعاد هذا النص‬
‫في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وحصره في الطالق بالتراضي فقط طبقا لما جاءت به المادة ‪433‬‬
‫من قانون االجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬وكأنه بهذه الصياغة يجيز استئناف أحكام الطالق األخرى‪ ،‬ونرى‬
‫أن النص على هذا المبدأ ضمن القواعد الموضوعية كاف وال داعي إلعادة النص عليه من جديد األمر‬
‫الذي معه نقترح أنه البد من مراجعة بعض النصوص التي تحكم وتضبط سيما طرق انحالل الزواج‬
‫بطريق الخلع الذي أصبح وسيلة سهلة للزوجات مما سبب الكثير من حاالت الطالق وتفكيك األسر‬
‫والرجوع أكثر لمبادئ الشريعة اإلسالمية السمحاء‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫خاتمة ‪........................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬وكذا يستحسن في إجراءات الصلح إدراج كفاءات وأشخاص من ذوي االختصاص من أئمة‬
‫وأخصائيين نفسانيين لعلى وعسى يساهمون في التقليل من حاالت انحالل الرابطة الزوجية‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة كذلك ضبط والنص على الطالق العرفي وكيفيات إثباته بنصوص واضحة من أجل سد‬
‫الفراغ الذي وقع فيه المشرع الجزائري‪.‬‬
‫وفي األخير نتمنى أننا ومن خالل هذا الجهد المتواضع والبسيط أننا وضحنا أهم المحطات‬
‫اإلجرائية والنصوص القانونية للتقاضي أمام كل الجهات القضائية في مسائل انحالل الزواج من كيفيات‬
‫مباشرة رفع الدعوى إلى صدور األحكام والق اررات فيها والطعن في هاته األخيرة وطرق تنفيذها وصوال منا‬
‫إلى التطرق البسيط لمسألة الطالق العرفي الواقع خارج ساحة القضاء واشكاالته‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫المالحق‬
‫الملحق رقم ‪ :01‬عريضة افتتاح دعوى بفك الرابطة‬
‫الزوجية عن طريق اإلرادة المنفردة للزوج‬
‫الملحق رقم ‪ :02‬مذكرة جوابية عن عريضة طلب‬
‫الطالق‬
‫ملحق رقم ‪ :03‬عريضة افتتاح دعوى بفك الرابطة‬
‫الزوجية عن طريق الخلع‬
‫ملحق رقم ‪ :04‬عريضة افتتاح دعوى لفك الرابطة‬
‫الزوجية عن طريق التطليق‬
‫ملحق رقم ‪ :05‬عريضة افتتاح دعوى بالطالق‬
‫بالتراضي‬
‫المالحــــــق‪.................................................................................................‬‬

‫‪ -‬حممكة‪ :‬أولد جالل‬ ‫مكتب الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬


‫‪ -‬قسم‪ :‬شؤون الرسة‬ ‫حمام دلى اجمللس‬
‫‪2020/‬‬ ‫‪ -‬قضية رمق‪:‬‬ ‫معمتد دلى احملمكة العليا وجملس ادلوةل‬
‫‪ -‬جلسة‪2020/ / :‬‬ ‫العنوان‪ :‬شارع العمري قويدر – أولد جالل‬
‫الهاتف‪......... :‬‬
‫***عريضة افتتاح دعوى***‬
‫‪ -‬لفائدة املدعي‪ :‬ع‪/‬س املقمية بـ‪ :‬يح احلرية ‪ -‬أولد جالل‬
‫‪ -‬القامئ يف حقه الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬
‫‪ -‬ضد املدعى علهيا‪ :‬ع‪/‬ب املقمية حاليا بـ‪ – :‬بسكرة‪.‬‬
‫‪ -‬حبضور الس يد وكيل امجلهورية احملرتم دلى حممكة احلال‬
‫**ليطب لهيئة احملمكة املوقرة**‬
‫‪ -‬يترشف املدعي وعىل حال لسان حماميه بعرض ورشح حفوى دعواه عىل هيئتمك املوقرة موحضا وملمتسا ماييل‪:‬‬
‫يف الشلك‪:‬‬
‫*حيث‪ :‬أن ادلعوى مس توفية مجليع الرشوط القانونية والشلكية لرفعها مما يتعني الترصحي بقبولها شالك‪.‬‬
‫‪:‬يف املوضوع‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعي واملدعى علهيا تربطهم عالقة زوجية مبوجب عقد زواج رمسي مسجل بسجالت احلاةل املدنية لبدلية أولد جالل‬
‫بتارخي‪ 2018/08/26 :‬حتت رمق‪( .2019/69 :‬مرفق)‬
‫*حيث‪ :‬أن هذه العالقة الزوجية أمثرت ابإجناب بنت امسها‪ :‬ع‪/‬ن‪(.‬مرفق)‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعي يشري اإىل هيئة احملمكة املوقرة أن العالقة الزوجية بينه وبني املدعى علهيا اكنت يف بدايهتا تتسم ابلس تقرار واملودة‬
‫والاحرتام و اكن فهيا املدعي ول يزال قامئ جبميع واجباته الرسية والزوجية س امي ما هو منصوص عليه ابملادة ‪ 36‬من ق‪،‬أ وحلد الساعة‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعي يشري جلنابمك املوقر أنه ومن بني ترصفات املدعى علهيا الغري مقبوةل يه خروهجا من بيت الزوجية دون اإذن منه‬
‫ودون سابق اإنذار وذهاهبا لبيت وادلهيا وتكررت هذه الترصفات مرات عديدة اإحداها اكنت يف منتصف شهر رمضان الفارط حيث‬
‫‪.‬مكثت أكرث من شهرين ورفضت الرجوع اإل أنه وبعد حماولت منه ومبعية جامعة خرية اس تطاع اإرجاعها بعد رشط اشرتطته يه وذوهيا‬
‫*حيث‪ :‬أنه وعىل الرمغ من لك هذا اإل أن املدعى علهيا أبت الرجوع واس تئناف احلياة الزوجية مع املدعي ابلرمغ من حماولته لها المر‬
‫اذلي معه جعهل يضيق رضعا من ترصفات املدعى علهيا الغري مسؤوةل فهو بذكل يلمتس من هيئة احملمكة القضاء هل بفك الرابطة الزوجية‬
‫فامي بيهنام عن طريق الطالق وحتميل مسؤولية ذكل للمدعى علهيا‪.‬‬
‫*لهذه الس باب ولجلها فقط*‬
‫‪ -:‬يلمتس املدعي من هيئة احملمكة املوقرة ماييل‬
‫‪.‬يف الشلك‪ :‬القول بأن ادلعوى جاءت مس توفية مجيع الرشوط الشلكية والقانونية‬
‫‪.‬يف املوضوع‪ :‬القضاء بفك الرابطة الزوجية بني املدعي واملدعى علهيا عن طريق الطالق وحتميلها مسؤولية ذكل‬
‫‪ -.‬حتميل املدعى علهيا ابملصاريف القضائية‬
‫حتت مجيع التحفظات‬ ‫املرفقات‬
‫ع‪ /‬املدعي حمرتممك‬ ‫‪ 1‬نسخة عن عقد زواج‬
‫الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬ ‫‪ 2‬نسخة عن شهادة عائلية‬
‫‪ 3‬نسخة عن شهادة ميالد املدعي‬
‫‪ 4‬نسخة عن شهادة ميالد املدعى علهيا‬
‫‪ 5‬نسخة عن شهادة ميالد البنت ابتسام‬

‫‪79‬‬
‫المالحــــــق‪.................................................................................................‬‬

‫‪ -‬حممكة‪ :‬طولقة‬ ‫مكتب الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬


‫‪ -‬قسم‪ :‬شؤون الرسة‬ ‫حمام دلى اجمللس‬
‫‪ -‬قضية رمق‪2018/907:‬‬ ‫معمتد دلى احملمكة العليا وجملس ادلوةل‬
‫‪ -‬جلسة‪2018/03/24 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬شارع العمري قويدر – أولد جالل‬

‫**مذكرة جوابية **‬


‫‪.‬لفائدة املدعى علهيا‪ :‬م‪ /‬ن املقمية ب‪ :‬س يدي خادل‬
‫القامئ يف حقها الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬
‫‪.‬ضد املدعي‪ :‬ح‪/‬ن املقمي ب‪ :‬رأس امليعاد‬
‫القامئ يف حقه الس تاذ‪ :‬ر انتصار‬
‫حبضور الس يد وكيل امجلهورية احملرتم‬
‫لطيب لهيئة احملمكة املوقرة‬
‫‪:‬تترشف املدعى علهيا وعىل لسان حمامهيا ابلرد عىل عريضة افتتاح املدعي ملمتسة وموحضة ماييل‬
‫يف الشلك‪ :‬النظر للمحمكة‬
‫‪:‬يف املوضوع‬
‫حيث‪ :‬أن املدعى علهيا توافق املدعي يف كوهنم تربطهم عالقة زوجية مبوجب عقد زواج رمسي مسجل بسجالت احلاةل املدنية لبدلية‬
‫س يدي خادل بتارخي‪ 2017/02/15 :‬حتت رمق‪56 :‬‬
‫*حيث‪ :‬جند كذكل أن املدعي يدعي ويف حيثيته الثانية أن هذه العالقة الزوجية أو ابلحرى احلياة الزوجية بينه وبني املدعى علهيا‬
‫أصبحت مس تحيةل ومحل مسؤولية ذكل للمدعى علهيا كوهنا عىل حد زمعه رفضت الرجوع لبيت الزوجية منذ اترخي ولدة البنت ح‪/‬ه‬
‫املوافق ل‪2018/02/26 :‬‬
‫*حيث‪ :‬أن احلقيقة خالف ذكل متاما فالعالقة الزوجية اكنت يف بدايهتا تتسم ابلس تقرار واملودة والاحرتام واكنت فهيا املدعى علهيا قامئة‬
‫جبميع واجباهتا الرسية والزوجية س امي ما هو منصوص عليه ابملادة ‪ 36‬من ق‪ ،‬أ عكس ما يدعيه املدعي‬

‫‪ -‬حيث‪ :‬أن املدعى علهيا تشري اىل هيئة احملمكة املوقرة أهنا تركت أاثث ببيت الزوجية من أفرشة ولباس وأواين خاصة هبا فهيي تلمتس‬
‫‪.‬اإلزام املدعي بأن ميكهنا من قامئة أاثهثا واملرفقة هبذه املذكرة‬
‫الس باب ولجلها فقط‬
‫‪:‬تلمتس املدعى علهيا من هيئة احملمكة املوقرة ما ييل‬
‫يف الشلك‪ :‬النظر لهينة احملمكة‬
‫‪:‬يف املوضوع‬
‫أساسا‪ :‬اإلزام املدعي ابإرجاع املدعى علهيا لبيت الزوجية عىل أن يكون مس تقل أاثاث ومعاشا‪ ،‬وأن ميكهنا من نفقة اإهامل لها بواقع‪:‬‬
‫‪ 10,000‬دج ترسي شهراي من اترخي تركها يف بيت أهلها واملوافق لــــــ‪ 2017/11/23 :‬ومتكيهنا من نفقة اهامل ابنهتا هداايت بواقع‪:‬‬
‫‪ 10,000‬دج يه كذكل ترسي من اترخي ولدهتا املوافق ل‪ 2018/02/26:‬اإىل غاية الرجوع الفعيل أو حدوث مانع مع مشلها ابلنفاذ‬
‫‪.‬املعجل وإالزامه بأن ميكهنا من مصاريف الوضع والنفاس بواقع ‪100,000‬دج مع مشلها يه كذكل ابلنفاذ املعجل‬
‫‪:‬احتياطيا‬
‫يف حاةل متسك املدعي بفك الرابطة الزوجية بينه وبيهنا فهيي تلمتس حتميهل مسؤولية ذكل وإالزامه بأن ميكهنا من مبلغ ‪300,000‬دج‬
‫‪.‬كتعويض عن الطالق التعسفي‬
‫‪-.‬وإالزامه بأن يدفع لها مبلغ‪50,000 :‬دج مبلغ نفقة عدة‬

‫‪80‬‬
‫المالحــــــق‪.................................................................................................‬‬

‫‪-‬وإالزامه بأن يدفع لها مبلغ‪10,000 :‬دج كنفقة اإهامل لها بواقع‪ 10,000 :‬دج ترسي شهراي من اترخي تركها يف بيت أهلها واملوافق لــــــ‪:‬‬
‫‪ 2017/11/23‬اإىل غاية النطق حبمك الطالق مع مشلها ابلنفاذ املعجل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلزام املدعي بأن ميكهنا من نفقة اهامل ابنهتا هداايت بواقع‪ 10,000 :‬دج يه كذكل ترسي من اترخي ولدهتا املوافق ل‪2018/02/26:‬‬
‫اإىل غاية النطق حبمك الطالق مع مشلها ابلنفاذ املعجل‪.‬‬
‫‪ -‬اإس ناد حضانة وولية البنت‪ :‬حوييل هداايت لوادلهتا املدعى علهيا وعىل نفقة وادلها املدعي بواقع‪10.000 :‬دج ترسي من اترخي‬
‫‪.‬ولدهتا املوافق ل‪ 2018/02/26 :‬اإىل غاية سقوط احلضانة قانوان أو قضاء مع مشلها يه كذكل ابلنفاذ املعجل‬
‫‪ -‬اإلزام املدعي بتوفري مسكن مالمئ ملامرسة احلضانة به مجيع متطلبات احلياة املعيش ية عىل أن يكون قريب من ذوهيا مبدينة س يدي خادل‬
‫وأن تعذر عليه ذكل دفع بدل اإجيار بواقع ‪10,000‬دج يرسي شهراي من اترخي النطق ابحلمك وإاس ناد احلضانة اإىل غاية سقوطها قانوان أو‬
‫قضاءا مع مشلها ابلنفاذ املعجل‪.‬‬
‫‪ -.‬اإلزام املدعي أن ميكن املدعى علهيا من مصاريف الوضع والنفاس بواقع ‪100,000‬دج مع مشلها ابلنفاذ املعجل‬
‫‪ -‬حيث‪ :‬أن املدعى علهيا تشري اىل هيئة احملمكة املوقرة أهنا تركت أاثث ببيت الزوجية من أفرشة ولباس وأواين خاصة هبا فهيي تلمتس‬
‫‪.‬اإلزام املدعي بأن ميكهنا من قامئة أاثهثا واملرفقة هبذه املذكرة‬

‫‪ -.‬حتميل املدعي ابملصاريف القضائية‬

‫حتت مجيع التحفظات‬ ‫املرفقات‪:‬‬


‫ع‪ /‬املدعى علهيا حمرتممك‬ ‫‪ -1‬صوة عن بطاقة طبية تثبت دخول املدعية وخرجوها من ملستشفى‬
‫الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬ ‫‪ -2‬صور عن وصفات طبية‬
‫‪ -3‬قامئة املتاع مرفقة‬

‫‪81‬‬
‫المالحــــــق‪.................................................................................................‬‬

‫‪ -‬حممكة‪ :‬أولد جالل‬ ‫مكتب الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬


‫‪ -‬قسم‪ :‬شؤون الرسة‬ ‫حمام دلى اجمللس‬
‫‪2020/‬‬ ‫‪ -‬قضية رمق‪:‬‬ ‫معمتد دلى احملمكة العليا وجملس ادلوةل‬
‫‪ -‬جلسة‪2020/ / :‬‬ ‫العنوان‪ :‬شارع العمري قويدر – أولد جالل‬
‫الهاتف‪......... :‬‬
‫***عريضة افتتاح دعوى***‬
‫لفائدة املدعية‪ :‬ع‪/‬ج املقيت بـ‪ :‬شارع العمري اقويدر ‪ -‬أولد جالل‪.‬‬
‫‪ -‬القامئ يف حقها الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬
‫‪ -‬ضد املدعى عليه‪ :‬ص‪/‬ف املقمي بـ‪ :‬شارع العمري اقويدر ‪ -‬أولد جالل‪.‬‬
‫حبضور الس يد وكيل امجلهورية احملرتم دلى حممكة احلال‬
‫**ليطب لهيئة احملمكة املوقرة **‬
‫‪ -‬تتشرف املدعية وعلى حال لسان حماميها برفع وشرح فحوى دعواه موضحا وملتمسا مايلي‪:‬‬
‫في الشكل‪:‬‬
‫‪.‬حيث‪ :‬أن ادلعوى جاءت مس توفية مجليع الرشوط القانونية والشلكية املتطلبة لرفعها مما يتعني قبولها شالك‬
‫‪:‬في الموضوع‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية تربطها ابملدعى عليه عالقة زوجية مبوجب عقد زواج رمسي مسجل بسجالت احلاةل املدنية لبدلية أولد جالل‬
‫بتارخي‪ 2004/09/26 :‬حتت رمق‪( .2004/370:‬مرفق)‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية تشري بأن هذا الزواج أمثر ولكل ابإجناب ‪ 4‬أولد ذكور وبنتني ومه (ح محمد‪ ،‬وحمسن‪ ،‬ونبيل‪( .)،‬مرفق)‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية ويف بداية احلياة الزوجية مع املدعى عليه اكنت تتسم ابملودة والاحرتام املتبادل والاس تقرار وأن املدعية اكنت فهيا‬
‫‪.‬قامئة جبميع واجباهتا الزوجية طبقا ملا هو منصوص عليه ابملادة ‪ 36‬من قانون الرسة اإل أن هذا الاس تقرار مل يدم‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية تشري جلناب احملمكة املوقرة أن عدم اس تقرار احلياة الزوجية اكن بسبب املشالك وكرثهتا واليت تعود للمدعى عليه‬
‫ابدلرجة الوىل كونه أصبح غري قامئ جبميع واجباته الرسية والزوجية من قبيل ذكل عدم الاهامتم هبا بأولدها ماداي ومعنواي‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية حاولت مرارا وتكرارا عىل محل املدعى عليه عىل احلفاظ عىل الرابطة الزوجية فامي بيهنام والعدول عن ترصفاته اإل أن‬
‫مجيع حماولهتا ابءت ابلفشل‪.‬‬
‫* لهذه الس باب ولجلها فقط *‬
‫‪ -:‬تلمتس املدعية من هيئة احملمكة املوقرة ماييل‬
‫‪.‬يف الشلك‪ :‬قبول الدعوى شكال‬
‫يف املوضوع‪ :‬القضاء بفك الرابطة الزوجية بني املدعية واملدعى عليه عن طريق اخللع طبقا لنص املادة ‪ 54‬من ق‪.‬أ مع أمر ضابط احلاةل‬
‫املدنية لبدلية أولد جالل بتسجيهل بسجالت احلاةل املدنية والتأشري به عىل هامش عقدي ميالدهام وعىل هامش عقد زواهجام‪ ،‬وجبعل‬
‫مبلغ املايل مقابل اخللع يف حدود مبلغ‪ 10.000 :‬دج مرعاه للحاةل املادية للمدعية عىل اعتبار أهنا بطاةل‬
‫‪ -*:‬اإلزام املدعى عليه بأن ميكن املدعية من تبعات اخللع املمتثةل فامي ييل‬
‫‪ -*.‬مبلغ‪ 150.000.00 :‬دج كنفقة عدة مع مشلها ابلنفاذ املعجل‬
‫*‪ -‬اس ناد حضانة وولية البناء لهمم املدعية وعىل نفقة وادلمه املدعى عليه بواقع‪ 10.000.00 :‬دج شهراي للك واحد مهنم من اترخي‬
‫النطق حبمك اخللع اىل غاية سقوطها رشعا أو قانوان مع مشلها ابلنفاذ املعجل‬
‫‪ -*.‬اإلزام املدعى عليه أن ميكن املدعية من املنح العائلية‬

‫‪82‬‬
‫المالحــــــق‪.................................................................................................‬‬

‫*‪ -‬اإلزام املدعى عليه بأن يوفر مسكن مالمئ للمامرسة احلضانة يتوفر عىل مجيع الرشوط ومتطلبات احلياة املعيش ية الكرمية عىل أن يكون‬
‫قريب من ذوهيا مبدينة أولد جالل وقريب من ماكن متدرس الولد وإان تعذر عليه ذكل دفع بدل اجيار بواقع‪ 20.000.00 :‬دج ترسي‬
‫‪.‬شهراي اىل غاية سقوط احلضانة رشعا أو قانوان مع مشهل ابلنفاذ املعجل‬
‫‪ -.‬تحميل المدعى عليه بالمصاريف القضائية‬

‫حتت مجيع التحفظات‬ ‫املرفقات‪:‬‬


‫عن املدعية حمرتممك‬ ‫‪ -1‬نسخة عن عقد الزواج‬
‫الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬ ‫‪ -2‬نسخة عن شهادة عائلية‬
‫‪ -3‬شهادات ميالد املدعية‬
‫‪ -4‬نسخة من شهادة ميالد املدعى عليه‬
‫‪ -5‬نسخ من شهادات امليالد لألبناء الستة‬

‫‪83‬‬
‫المالحــــــق‪.................................................................................................‬‬

‫‪ -‬حممكة‪ :‬بسكرة‬ ‫مكتب الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬


‫‪ -‬قسم‪ :‬شؤون الرسة‬ ‫حمام دلى اجمللس‬
‫‪2020/‬‬ ‫‪ -‬قضية رمق‪:‬‬ ‫معمتد دلى احملمكة العليا وجملس ادلوةل‬
‫‪ -‬جلسة‪2020/ / :‬‬ ‫العنوان‪ :‬شارع العمري قويدر – أولد جالل‬
‫الهاتف‪......... :‬‬
‫***عريضة افتتاح دعوى***‬
‫لفائدة املدعية‪ :‬ق ‪ /‬أ املقمي بـ‪ :‬يح البخاري بسكرة ‪.‬‬
‫‪ -‬القامئ يف حقها الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬
‫‪ -‬ضد املدعى عليه‪ :‬ب‪/‬س املقمي بـ‪ :‬يح س يدي غزال – بسكرة‬
‫حبضور الس يد وكيل امجلهورية احملرتم دلى حممكة احلال‬
‫ليطب لهيئة احملمكة املوقرة‬
‫‪ -‬تتشرف املدعية وعلى حال لسان حماميها برفع وشرح فحوى دعواه موضحا وملتمسا مايلي‪:‬‬
‫في الشكل‪:‬‬
‫‪.‬حيث‪ :‬أن ادلعوى جاءت مس توفية مجليع الرشوط القانونية والشلكية املتطلبة لرفعها مما يتعني قبولها شالك‬
‫‪:‬في الموضوع‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية تربطها ابملدعى عليه عالقة زوجية مبوجب عقد زواج رمسي مسجل بسجالت احلاةل املدنية لبدلية بسكرة بتارخي‪:‬‬
‫‪ 2011/09/14‬حتت رمق‪( .70:‬مرفق)‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية تشري اإىل هيئة احملمكة املوقرة بأن هذا الزواج مل يمثر ابإجناب أولد بعد‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية تشري اإىل هيئة احملمكة املوقرة بأن معر العالقة الزوجية فامي بيهنا وبني املدعى عليه فاقت ‪ 9‬س نوات وتبني أن عدم‬
‫‪.‬الإجناب سببه املدعي اذلي يعاين من مرض يمتثل يف عدم الإخصاب كام هو اثبت يف الشهادات الطبية‬
‫*حيث‪ :‬وأمام هذا الوضع ومع اس تحاةل املدعي ل إالجناب هنائيا تلمتس املدعية فك الرابطة فامي بيهنام عن طريق التطليق طبقا للامدة ‪53‬‬
‫‪.‬فقرة ‪ 2‬من قانون الرسة‬
‫* لهذه الس باب ولجلها فقط *‬
‫‪ -:‬تلمتس املدعية من هيئة احملمكة املوقرة ماييل‬
‫‪.‬يف الشلك‪ :‬قبول الدعوى شكال‬
‫‪:‬يف املوضوع‬
‫* القضاء بفك الرابطة الزوجية بني املدعية واملدعى عليه عن طريق التطليق طبقا لنص املادة ‪ 53‬فقرة ‪ 02‬من ق‪.‬أ مع أمر ضابط احلاةل‬
‫‪.‬املدنية لبدلية بسكرة بتسجيهل بسجالت احلاةل املدنية والتأشري به عىل هامش عقدي ميالدهام وعىل هامش عقد زواهجام‬
‫‪.‬اإلزام املدعى عليه بمتكني املدعية من مبلغ ‪ 200.000.00‬دج كتعويض‬
‫ومبلغ‪ 30.000.00:‬دج كنفقة عدة‬

‫حتت سائر التحفظات‬ ‫املرفقات‪:‬‬


‫ع‪ /‬املدعية حمرتممك‬ ‫نسخة من عقد الزواج‬
‫الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬ ‫نسخة من شهادة عائلية‬
‫شهادة طبية‬

‫‪84‬‬
‫المالحــــــق‪.................................................................................................‬‬

‫‪ -‬حممكة‪ :‬س يدي عقبة‬ ‫مكتب الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬


‫‪ -‬قسم‪ :‬شؤون الرسة‬ ‫حمام دلى اجمللس‬
‫‪2020/‬‬ ‫‪ -‬قضية رمق‪:‬‬ ‫معمتد دلى احملمكة العليا وجملس ادلوةل‬
‫‪ -‬جلسة‪2020/ / :‬‬ ‫العنوان‪ :‬شارع العمري قويدر – أولد جالل‬
‫الهاتف‪......... :‬‬
‫**عريضة افتتاح دعوى تتضمن طالق ابلرتايض **‬
‫(املرجع املواد‪ 429 -428 – 427 :‬من قانون الاجراءات املدنية والإدارية)‬

‫‪ -‬لفائدة املدعي‪ :‬ش‪ /‬ك بن امحد وقوامس ‪/‬ل املولود يف‪ 1983/12/06 :‬الفيض املقمي بـ‪ :‬زريبة الواد‪ .‬جنس ية جزائرية‬
‫‪ -‬القامئ يف حقه الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬
‫‪ -‬ضد املدعى علهيا‪ :‬ش ‪/‬س بنت عيل وهمين‪/‬ف املولودة بتارخي‪ 1994/06/23 :‬بروجيل املقمي بـ‪ :‬الفيض‪ .‬جنس ية جزائرية‬
‫حبضور الس يد وكيل امجلهورية احملرتم‬
‫ليطب لهيئة احملمكة املوقرة‬
‫تترشف املدعية وعىل حال لسان حمامهيا بعرض ورشح حفوى دعواها موحضة وملمتسة ماييل ‪:‬‬
‫في الشكل‪:‬‬
‫‪*.‬حيث‪ :‬أن ادلعوى جاءت مس توفية مجليع الرشوط القانونية والشلكية املتطلبة لرفعها مما يتعني قبولها شالك‬
‫‪:‬في الموضوع‬
‫*حيث‪ :‬أن املدعية واملدعى عليه تربطهم عالقة زوجية مبوجب عقد زواج رمسي مسجل بسجالت احلاةل املدنية لبدلية س يدي خادل‬
‫بتارخي‪ 2011/01/03 :‬حتت رمق‪( .2011/00001:‬مرفق)‬
‫*حيث‪ :‬أن طرفا ادلعوى يشريان اإىل هيئة احملمكة املوقرة بأن هذا الزواج مل يمثر أو يلكل ابإجناب الولد حلد الساعة وهو المر‬
‫الثابت ابلشهادة العائلية املرفقة و قد اقتنعا ابس تحاةل اس مترار العالقة الزوجية اليت جتمعهام معا واتفقا عىل فكها عن طريق الطالق‬
‫ابلرتايض فامي بيهنام طبقا لنص املادة ‪ 48‬من المر رمق ‪ 02-05‬املعدل واملمتم لقانون الرسة اجلزائري‪( .‬مرفق)‬
‫‪*.‬حيث‪ :‬أن املدعية تشري عىل انه مت متكيهنا من مجيع احلقوق خارج احملمكة ذلا فهام يلمتسان من هيئة احملمكة املوقرة الإشهاد هلام بذكل‬
‫*لهذه الس باب ولجلها فقط*‬
‫‪ -:‬يلتمس املدعي من هيئة احملكمة املوقرة مايلي‬
‫‪*.‬في الشكل‪ :‬قبول الدعوى شكال‬
‫*في الموضوع‪ - :‬القضاء بفك الرابطة الزوجية بيهنا وبني املدعى عليه عن طريق الطالق ابلرتايض مع أمر ضابط احلاةل املدنية لبدلية‬
‫الفيض بتسجيهل بسجالت احلاةل املدنية والتأشري به عىل هامش عقدي ميالدهام وعقد زواهجام‪ ،‬مع الإشهاد بأن املدعية قد مكنت من‬
‫مجيع حقوقها خارج احملمكة‬
‫حتت مجيع التحفظات‬ ‫املرفقات‪:‬‬
‫عن املدعية حمرتممك‬ ‫‪ -1‬نسخة عن عقد الزواج‬
‫الس تاذ‪ :‬مرغاد فوزي‬ ‫‪ -2‬ن سخة عن شهادة عائلية‬
‫امضاء وبصمة المدعى عليها‬ ‫امضاء وبصمة المدعي‬

‫‪85‬‬
‫فهرس املصادر‬
‫واملراجع‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال‪ :‬قائمة المصادر‬
‫‪ ‬القرآن الكريم‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة المراجع‬
‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬القانون القضائي الخاص‪ ،‬إبراهيم نجيب سعد‪ ،‬مؤسسة المعارف للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة مصر‪،‬‬
‫‪.1982‬‬
‫‪ .2‬صور فك الرابطة الزوجية على ضوء القانون والقضاء في الجزائر‪ ،‬باديس ديابي‪ ،‬دار الهدى‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .3‬طرق التنفيذ في المسائل المدنية‪ ،‬بربارة عبد الرحمن‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .4‬التنفيذ الجبري واشكاالته‪ ،‬بلغيث عمارة‪ ،‬دار العلوم للنشر الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .5‬الوسيط في شرح قانون االجراءات المدنية‪ ،‬حسن ظاهري‪ ،‬ريحانة للنشر والتوزيع الجزائر‪ ،‬طبعة‬
‫ثانية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .6‬اإلجراءات المدنية الموجزة في التشريع الجزائري‪ ،‬حسين طاهري‪ ،‬دار األيام الجزائر‪ ،‬طبعة‬
‫األولى‪.1999 ،‬‬
‫‪ .7‬طرق التنفيذ وفقا لقانون ‪ 08،09‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حمدي باشا‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .8‬الوسيط في شرق قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬خليل بوصنوبرة‪ ،‬نوميديا للطباعة والنشر‬
‫الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .9‬اإلجراءات المدنية في ظل قانون ‪ ،09/08‬زينب شويحة‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‬
‫طبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ .10‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬األستاذ عمارة بالغيث‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ .11‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬سائح سنقوقة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪. 2011 ،‬‬
‫‪ .12‬قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬سائح سنقوقة‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪................................................................................‬‬

‫‪ .13‬الميسر في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬سليمان ولد خسال‪ ،‬شركة األصالة للنشر‪ ،‬الجزائر‬
‫طبعة الثانية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .14‬الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عادل بوضياف‪ ،‬دار كليك للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .15‬شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‬
‫أولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ .16‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪.2013 ،‬‬
‫‪ .17‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديب‪ ،‬دار موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‬
‫الثانية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .18‬إجراءات ممارسة دعاوى شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .19‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬طبعة ثالثة‪.1996 ،‬‬
‫‪ .20‬قانون األسرة في ثوبه الجديد‪ ،‬شرح أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬عبد العزيز سعد‪ ،‬دار‬
‫هومة للنشر الجزائر‪ ،‬طبعة ‪.2007 ،3‬‬
‫‪ .21‬الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى بين النظري والتطبيقي‪ ،‬عبد الوهاب بوضرسة‪ ،‬دار‬
‫هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .22‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬العربي بلحاج‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون‬
‫الجزائر ‪.1999‬‬
‫‪ .23‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬العربي بلحاج‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬طبعة السادسة‪.2010 ،‬‬
‫‪ .24‬شرح قانون االجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬فضيل العيش‪ ،‬منشورات أمين‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ .25‬شرح وجيز لقانون األسرة الجديد‪ ،‬فضيل العيش‪ ،‬مطبعة طالب‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪86‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪................................................................................‬‬

‫‪ .26‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬عبد السالم ديابي‪ ،‬دار موفم للنشر الجزائر‪ ،‬طبعة‬
‫ثانية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .27‬أحكام الطالق وحقوق األوالد في الفقه اإلسالمي بدراسة مقارنة بقانون األسرة الجزائري‪ ،‬لعربي‬
‫بختي‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة األولى‪.2013 ،‬‬
‫‪ .28‬طرق التنفيذ في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الجزائر‪.1996 ،‬‬
‫‪ .29‬األحكام اإلجرائية والموضوعية لشؤون األسرة وفقا للتعديالت الجديدة واالجتهاد القضائي‪ ،‬محمد‬
‫لمين لوعيل‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .30‬تنفيذ سندات شؤون األسرة وفقا للقانون رقم‪ 09/08 :‬المتضمن قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية الجزائري‪ ،‬مسعود هاللي‪ ،‬مطبعة األمين‪ ،‬الطبعة األولى‪.2017 ،‬‬
‫‪ .31‬أصول التنفيذ الجبري في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.1996 ،‬‬
‫‪ .32‬الوافي في طرق التنفيذ‪ ،‬نسيم يخلف‪ ،‬دار جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .33‬طرق التنفيذ في المواد المدنية‪ ،‬نصر الدين مروك‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‬
‫ثانية‪.2008 ،‬‬
‫‪ .34‬عدة الطالق الرجعي وأثارها على األحكام القضائية‪ ،‬نور الدين لمطاعي‪ ،‬بن مرابط للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ .35‬التطليق والخلع وفقا للقانون والشريعة اإلسالمية‪ ،‬نورة منصوري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .36‬طرق الطعن العادية وغير العادية في األحكام والق اررات الصادرة عن القضاء العادي والقضاء‬
‫اإلداري وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬يوسف دالندة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الج ازئر‪،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪87‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬الرسائل والمذكرات‬


‫‪ .1‬السلطة التقديرية لقاضي شؤون األسرة في التعويض عن الضرر‪ ،‬أسمهان عفاف‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير تخصص قانون األسرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬جامعة العربي بن‬
‫مهيدي‪ ،‬أم البواقي ‪.2011‬‬
‫‪ .2‬إثبات الطالق بين النصوص التشريعية وتطبيقاتها القضائية‪ ،‬حدة قسنطيني‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل‬
‫إجازة المعهد الوطني للقضاء الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .3‬الطالق بين أحكام تشريع األسرة واالجتهاد القضائي‪ ،‬عبد الفتاح تقية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتو اره‬
‫دولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2007/2006،‬‬
‫‪ .4‬دعاوى انحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري‪ ،‬محمد مالحي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير فرع قانون األسرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2016/2015‬‬
‫‪ .5‬إشكاالت فك الرابطة الزوجية في ضوء القضاء الجزائري‪ ،‬وفاء ربيع‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير فرع قانون األسرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2014/2013 ،1‬‬
‫ج‪ -‬المجالت القضائية‬
‫‪ .1‬المجلة القضائية ‪ 1990‬عدد ‪.03‬‬
‫‪ .2‬المجلة القضائية ل ‪ ،1991‬عدد ‪.01‬‬
‫‪ .3‬مجلة المحكمة العليا المتضمنة االجتهاد القضائي في مادة األحوال الشخصية‪ ،‬العدد الخاص‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .4‬مجلة المحكمة العليا عدد خاص الجزء ‪( 01‬الطرق البديلة لحل النزاعات‪ :‬الوساطة والصلح‬
‫والتحكيم) ‪ 15،16‬جوان ‪.2008‬‬
‫‪ .5‬نشرة القضاة العدد ‪ 50‬ل ‪.1997‬‬

‫‪88‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪................................................................................‬‬

‫د‪ -‬التشريعات‬
‫‪ .1‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 185-18 :‬المؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ 2018‬المحدد لقيمة دمغة المحاماة‬
‫وكيفية تحصيلها ‪ -‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 42‬صادرة بتاريخ ‪ 15‬يوليو ‪.2018‬‬
‫‪ .2‬القانون رقم‪ ،16،01:‬المؤرخ في‪ 06:‬مارس ‪ 2016‬المتضمن التعديل الدستوري ل ‪2016‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ :‬عدد‪ ،14‬المؤرخ في ‪2016.03.07‬‬
‫‪ .3‬األمر رقم‪ 02-05 :‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ 2005‬المعدل والمتمم للقانون رقم‪ 11-84 :‬المؤرخ‬
‫في ‪ 9‬رمضان عام ‪ 1404‬الموافق لـ ‪ 9‬يونيو ‪ 1984‬المتضمن قانون األسرة الجزائري الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 15‬بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪.2005‬‬
‫‪ .4‬القانون رقم ‪ 05-07‬المؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪ 2005‬المعدل والمتمم للقانون رقم‪ 58-75 :‬المؤرخ‬
‫في ‪ 20‬عام ‪ 1395‬الموافق لـ‪ 26 :‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني ‪ -‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 31‬بتاريخ ‪ 13‬مايو ‪.2007‬‬
‫‪ .5‬القانون العضوي رقم ‪ 11/05‬المؤرخ في ‪ 2005/07/17‬المتعلق بالتنظيم القضائي الجريدة‬
‫الرسمية رقم ‪ 51‬بتاريخ ‪ 17‬جويلية ‪.2005‬‬
‫‪ .6‬القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬الموافق لـ ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتضمن‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ -‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 21‬الصادرة بتاريخ‪ 22 :‬أفريل ‪.2008‬‬

‫‪89‬‬
‫فهرس‬
‫احملتـــــــوايت‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫أ‪-‬ه‬ ‫مقدمة‬
‫‪01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬إجراءات التقاضي في مسائل انحالل الزواج‬
‫‪02‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬شروط رفع الدعوى وقواعد االختصاص‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬شروط رفع الدعوى‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي أو المحلي‬
‫‪09‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص النوعي‬
‫‪13‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات انحالل الزواج في التشريع الجزائري‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إجراءات مباشرة الدعوى‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طرق انحالل الزواج‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مرحلة صدور األحكام والق اررات وأثارهما‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬صدور األحكام والق اررات‬
‫‪34‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آثار انحالل الرابطة الزوجية‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات وطرق الطعن في أحكام وق اررات فك الرابطة الزوجية وتنفيذها‬
‫‪42‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إجراءات وطرق الطعن في األحكام والق اررات‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير العادية‬
‫‪59‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬إشكاليات الطالق العرفي واثباته في القانون الجزائري‬
‫‪59‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إشكاليات الطالق العرفي‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إثبات الطالق العرفي في القضاء الجزائري‬
‫‪63‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬إجراءات وطرق التنفيذ في األحكام والق اررات‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬من حيث آثار انحالل الزواج‬
‫‪71‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إشكاالت التنفيذ في انحالل الزواج‬
‫‪75‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪79‬‬ ‫المالحق‬
‫‪85‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪93‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪93‬‬

You might also like