Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 83

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺯﻳﺎﻥ ﻋﺎﺷﻮﺭ ‪-‬ﺍﻟﺠﻠﻔﺔ‪-‬‬

‫‪Zian Achour University of Djelfa‬‬


‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫‪Faculty of Law and Political Sciences‬‬

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬

‫ﺍﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺷؤﻭﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ‬


‫ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪ -‬ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‬

‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺿﻤﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ‬


‫ﻧﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺗﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ‬

‫ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‪:‬‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ‪:‬‬


‫‪-‬ﺩ‪ .‬ﻫﻼﻟﻲ ﻣﺴﻌﻮﺩ‬ ‫‪ -‬ﺑﻮﻋﻴﺴﻲ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫‪-‬‬

‫ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬

‫ﺭﺋﻴﺴﺎ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﺴﻴﻦ‬


‫ﻣﻘﺮﺭﺍ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﻫﻼﻟﻲ ﻣﺴﻌﻮﺩ‬
‫ﻣﻤﺘﺤﻨﺎ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﺣﻤﺰﺓ ﺍﺣﻤﺪ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ‪2020/2019‬‬

‫‪2020/M071F/M19821091/‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬


‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬
‫نشكرهللا العلي القدير الذي أنعم علينا بنعمة العقل والدين ‪ ،‬القائل في محكم‬

‫ي‬‫ل‬‫ن ف ج م نش ف ك عل ع‬
‫سورة يوسف اآلية * ‪* 76‬‬ ‫التنزيل ﱠ " رع در ات ن اء و وق ل دي م م "‬
‫على فيض عطائه وعلى جزيل نعمه ‪ ،‬نحمده حمد املعترف بمننه و آالئه ‪ ،‬الذي وفقنا‬
‫َّ‬
‫إلنجازهذا العمل املتواضع وإتمامه‪ ،‬فله الحمد حتى يرض ى‪ ،‬وله الحمد عند الرض ى‪،‬‬
‫وله الحمد بعد الرض ى‪.‬‬
‫منا بالجميل أتقدم بجزيل الشكرألولئك املخلصين‪ّ ،‬‬ ‫ً َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فكل تعابير‬ ‫وتقديرا واعترافا‬ ‫وفاء‬
‫َّ‬
‫املدح والثناء ال تفي حق مكانتكم‪ ،‬فأنتم تستحقون منا أكبر تقدير واحترام‪.‬‬
‫إلى ّ‬
‫كل أصحاب الفضل علينا‪ ،‬إلى أساتذتنا الكرام بجامعة زيان عاشور بالجلفة‪،‬‬
‫ً‬
‫مصباحا استضأنا بنور‬ ‫وأخص بالذكر أستاذنا الفاضل هاللي مسعود الذي كان‬
‫إرشاداته ونصائحه السديدة‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬نتقدم بجزيل شكرنا إلى ّ‬
‫كل من مدوا لنا يد العون واملساعدة‬
‫في إخراج هذه الدراسة على أكمل وجه ‪.‬‬
‫اإله ـ ـ ــداء‬
‫إلى من قـال فيهما سبحانه وتعالى‬
‫((وبالوالدين إحشابا))_ إلإسرإء إلإية(‪)23‬‬
‫إلى روح أبي الغالي رحمه هللا‬
‫وأمي العزيزة أطال هللا في عمرها وأمدها‬
‫بالصحة والعافية‬
‫إلى من أعانني على الدراسة‬
‫زوجتي وأبنائي‬
‫إلى كل األحبة أهدي هذا العمل المتواضع‬
‫مقدّمـــة‬
‫مقدمة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫الحمد هلل وحده والصالة والسالم على سيدنا محمد عليه أفضل الصالة وأزكى التسليم‬
‫وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد‪.‬‬
‫لقد أولى المشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد أهمية‬
‫قصوى لقسم شؤون األسرة‪ ،‬وأفرده بقسم خاص به‪.‬‬
‫إن مسار الدعوى الذي يحدد المراكز القانونية المدعى بها‪ ،‬يتبع القواعد اإلجرائية‬
‫باعتبارها السبيل الوحيد المنظم لكيفية ممارسة العمل القضائي‪ ،‬وتحدد الطرق الخاصة برفع‬
‫الدعوى من طرف المتخاصمين مدعين أو مدعى عليهم حسب مراكزهم في الدعوى‪ ،‬كما تبين‬
‫قواعد اإلجراءات الجهة القضائية المختصة سواء بالنسبة الختصاصها نوعيا أو إقليما‪.‬‬
‫وألن اللجوء إلى التقاضي في مسائل شؤون األسرة يخضع لنفس الطرق المحددة بقانون‬
‫اإل جراءت المدنية واإلدارية في قسمه الخاص إال أن اإلجراءت الشكلية المنصوص عليه في‬
‫هذا القانون تخص جميع الدعاوي لذلك تطرقنا إلى شروط قبول الدعوى وهذه الشروط تتحد‬
‫فيها جميع الدعاوي وأمام جميع األقسام كما أن عريضة افتتاح الدعوى تأخذ شكال معينا‬
‫وبيانات إلزامية تشترك فيها جميع الدعاوي‪.‬‬
‫واألهمية التي تقتضيها العالقة الزوجية فقد أخذت اإلجراءات الخاصة بإثبات الزواج‬
‫واآلثار المترتبة عنه الجانب الموضوعي المنصوص عليه في قانون األسرة ‪ ،‬والجانب اإلجرائي‬
‫المنصوص عليه في قانون إلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وكذا أحكام قانون الحالة المدنية‪ ،‬والتي‬
‫تعتبر قواعده من النظام العام‪.‬‬
‫ومن خالل بحثنا فقد اقتصرنا فيه على إجراءات الدعاوي المتعلقة بالزواج واآلثار‬
‫الناتجة عنه أثناء قيام العالقة الزوجية‪ ،‬المعنون كاآلتي‪:‬‬
‫إجراءات التقاضي في شؤون األسرة في التشريع الجزائري "الزواج وآثاره نموذجا"‬
‫أوال_ اإلشكالية‪ :‬لدراسة الموضوع اخترت اإلشكالية اآلتية‪:‬‬
‫✓ كيف نظم المشرع الجزائري مسائل الزواج وآثاره من خالل أحكام قانون األسرة وقانون‬
‫اإلجراءت المدنية واإلدارية في قسمه المتعلق بشؤون األسرة ؟‬
‫وما موقف قضاء شؤون األسرة فيما تعلق بتلك المسائل من خالل قرارات المحكمة العليا؟‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫ثانيا _ أهمية الموضوع‪:‬‬


‫تكمن أهمية الموضوع في الحاجة إلى معرفة إجراءات التقاضي ألن قواعد اإلجراءت‬
‫تتسم بالصبغة اآلمرة ولذلك فإنها على درجة كبيرة من األهمية‪ ،‬كما أن حاجة المتقاضين إلى‬
‫معرفة هذه اإلجراءات التي تمكنهم من اللجوء إلى مرفق العدالة ورفع دعاويهم بالشكل السليم‪.‬‬
‫ثالثا_ أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫يرجع اختاري لهذا الموضوع " إجراءات التقاضي فيشؤون األسرة في التشريع‬
‫الجزائري الزواج وآثاره نموذجا " إلى عدة أسباب تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ _ 1‬أسباب ذاتية‪:‬‬
‫ا_ رغبتي الشخصية في البحث في هذا الموضوع المتعلق بإجراءات التقاضي وهي إجراءات‬
‫عملية وتتميز بعنصر التشويق ‪.‬‬
‫ب _ كما يرجع سبب اختياري له ودفعني ذلك بحكم المهنة كمحامي إلى اإلهتمام بدراسته‬
‫والبحث فيه‪.‬‬
‫‪ _ 2‬األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫ا _ أهمية الموضوع كبحث في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وأهمية اإلجراءات الخاصة‬
‫بالزواج وآثارة‪ ،‬حيث ال يمكن أن ترفع أي دعوى وتقبل إال باتباع اإلجراءات المنصوص عليها‬
‫قانونا ‪.‬‬
‫ب _ عدم اهتمام الكثير من الطلبة والدارسين للموضوع‪ ،‬واهتمامهم بالجانب الموضوعي البحت‬
‫في قضايا شؤون األسرة‪.‬‬
‫ج _ كثرة النزاعات المتعلقة بقضايا شؤون األسرة ‪ ،‬حيث يالحظ من الناحية العملية وجود‬
‫الكثير من اإلشكاالت في هذا الشأن‪ ،‬إلى درجة أنه باتت العديد من القضايا ترفض شكال‬
‫بحكم إغفال أو عدم اإللتزام باألحكام اإلجرائية‪.‬‬
‫رابعا_ أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف موضع بحثنا من خالل دراسته إلى إبراز النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ _ 1‬كيفية اللجوء إلى مرفق العدالة والمطالبة القضائية في العنصر المتعلق بشروط قبول‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫‪ _2‬التطرق إلى دراسة اختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره سواء ما تعلق‬
‫باالختصاص النوعي أو اإلقليمي بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫‪ _3‬معالجة اإلجراءات المتعلقة بإثبات الزواج الرسمي والعرفي على ضوء ق اررات المحكمة‬
‫العليا‪.‬‬
‫‪ _ 4‬دراسة اآلثار المترتبة عن الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪.‬‬

‫خامسا_ المنهج المتبع‪:‬‬


‫اتبعت في دراسة هذا الموضوع المناهج اآلتية‪:‬‬
‫‪ _ 1‬المنهج االستداللي وذلك من خالل تتبع النصوص القانونية والقررات القضائية المتعلقة‬
‫بعناصر الدراسة‪.‬‬
‫‪ _ 2‬المنهج التحليلي من خالل تحليل النصوص القانونية وكذا ق ار ار المحكمة العليا ‪ ،‬واآلراء‬
‫الفقهية المستدل بها‪.‬‬
‫سادسا_ الدراسات السابقة‪:‬‬
‫من خالل اطالعي على الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة‪ ،‬يمكن اإلشارة‬
‫إلى المالحظات اآلتية‪:‬‬
‫المذكرات‪:‬‬
‫‪ _01‬معزوز دليلة‪ ،‬إجراءات عقد الزواج الرسمي وطرق إثباته‪ ،‬ومشكالت الزواج العرفي‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬سنة ‪.2004/2003‬‬
‫هذه الدراسة تطرقت إلى إجراءات عقد الزواج الرسمي من جانبه الموضوعي البحت‬
‫وان كانت قد اشتملت على جزء من الدراسة إال أنها لم تبين اآلثار الناتجة عن عقد الزواج‪،‬‬
‫ولم تتطرق إلى الجانب القضائي‪ ،‬ولم تتطرق إلى إجراءات رفع الدعوى‪.‬‬
‫‪ _ 02‬بن ابراهيم نور الدين‪ ،‬إشكاليات الزواج الع رفي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر_‬
‫بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬سنة ‪.2015/2014‬‬
‫اشتمل هذا الموضوع على جزء بسيط من الدراسة وهو ما تعلق باإلشكاليات المتعلقة‬
‫بالزواج العرفي ولم تتطرف أيضا إلى الجانب القضائي لحل هذه اإلشكاليات من خالل رفع‬
‫الدعاوي أمام جهات الحكم المختلفة‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمة‬

‫‪ _03‬بن الطيرش مخلوف وش ريف عبد المالك‪ ،‬دور قاضي األحوال الشخصية في المنازعات‬
‫المتعلقة بشؤون األسرة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة عمار ثليجي_ األغواط‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬سنة ‪.2018/2017‬‬
‫وهذه الدراسة تعرضت إلى سلطة قاضي شؤون األسرة‪ ،‬في فض النزاعات ومجال تدخله‬
‫والصالحيات المخولة له‪ ،‬من الناحية الموضوعية‪ ،‬ولم تعالج االختصاص واجراءات رفع‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫أن ما يمكن مالحظته من خالل الدراسات السابقة أنها لم تتطرق جميعها إلى الجانب‬
‫التطبيقي والقضائي من خالل قضاء المحكمة العليا وما توصلت إليه بهذا الشأن ‪ ،‬وهو ما‬
‫يميز بحثنا عن هذه الدراسات ويجعله متفردا عنها من خالل الجانب التطبيقي والقضائي‪.‬‬
‫سابعا_ خطة البحث‪:‬‬
‫من أجل دراسة هذا البحث اعتمدت الخطة اآلتية‪:‬‬
‫المقدمة‪ :‬وضمنتها العناصر اآلتية‪ :‬اإلشكالية‪ ،‬أهمية الموضوع محل الدراسة وأسباب إختياره‪،‬‬
‫ثم تناولت أهداف البحث‪ ،‬والمنهج المتبع لدراسته‪ ،‬مع بيان الدراسات السابقة‪ ،‬والتي تعرضت‬
‫إلى بعض الجزئيات والعناصر من الموضوع محل الدراسة‪ ،‬وعرض الخطة اإلجمالية‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬حيث عرضت في هذا الفصل المعنون بـ‪" :‬شروط رفع الدعوى‪ ،‬واختصاص‬
‫قسم شؤون األسرة بقضايا الزواج وآثاره" والذي ج زئته إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وتطرق ت من خالله إلى شروط قبول الدعوى‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬بينت فيه ما تعلق باختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وقد ضمنت هذا الفصل ما تعلق بـ‪" :‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات‬
‫المحكمة العليا" وقد قسمته إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عرضت فيه إثبات الزواج على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خصصته إلى آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العيا‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬قد ضمنتها أهم النتائج المستخلصة من هذا البحث‪.‬‬

‫ه‬
‫الفصل األول‬
‫شروط قبول الدعوى واختصاص‬
‫قسم شؤون األسرة‬
‫في قضايا الزواج وآثاره‬
‫األول‪ .........:‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬
‫الفصل ّ‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫لقد وضع المشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المنهج والمسلك‬
‫الذي يتخذه المتقاضين للحصول على حقوقهم‪ ،‬أو حمايتها‪ ،‬ومن أجل ذلك فقد وضع عدة‬
‫شروط أهمها الشروط الشكلية التي ال تقبل الدعاوي إال إذا توافرت فيهم‪ ،‬ومن خالل رفع‬
‫الدعوى تتحدد المراكز القانونية للمتقاضين بصفتهم مدعين أو مدعى عليهم أو مدخلين في‬
‫الخصام‪.‬‬
‫كما أن رفع الدعوى يستوجب أن تتخذ عريضة افتتاح الدعوى شكال معينا وتحمل‬
‫بيانات أساسية البد منه‪.‬‬
‫ولذلك سنتطرق في هذا الفصل إلى شروط رفع الدعوى في المبحث األول وفيه نتناول‬
‫الشروط الشكلية‪ ،‬أما المبحث الثاني فنتناول فيه اختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا‬
‫الزواج وآثاره‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط قبول الدعوى‬


‫تعتبر الدعوى وسيلة من وسائل إثبات الحق المدعى به والتي اليمكن أن تكون مقبولة‬
‫إال إذا استوفت مجموعة من الشروط التي حددها المشرع في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ومن هذه الشروط ما نصت عليه المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫وهي الشروط الشكلية ونتناولها في المطلب األول أما الشروط المتعلقة بشكل وبيانات ع ريضة‬
‫افتتاح الدعوى فنستعرضها في المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫تتمثل الشروط الشكلية المنصوص عليها في المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية الجديد والتي ال تقبل الدعوى إال بتوافرها‪ ،‬وهي شروط تتعلق بأط راف الدعوى وهي‬
‫الصفة ونتناولها في الفرع األول‪ ،‬والمصلحة في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصفة‬
‫" إن طرفي الدعوى‪ ،‬أصال هما المدعي والمدعى عليه‪ ،‬وأنه لم يرد نص في القانون وال‬
‫قرار عن المجلس األعلى سابقا أو المحكمة العليا حاليا يعرف أطراف الدعوى ولكن ورد‬
‫مصطلح المدعي والمدعى عليه في العديد من النصوص دون تعريفهما‪.‬‬
‫وال يمكن التمييز بين صفة هذا وذاك إال بموجب مراكزهما في الدعوى كطالب أو‬
‫‪2‬‬
‫مطلوب"‪.‬‬
‫والصفة هي الحق في المطالبة أمام القضاء وتقوم على المصلحة المباشرة والشخصية‬
‫في التقاضي‪ 3 ،‬ويجب أن تتوافر في المدعي والمدعى عليه وكذا في جميع أطراف الدعوى‬
‫سواء كانوا أصليين أو مدخلين في الخصام‪ ،‬وقد نص قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على‬

‫قانون رقم‪ 08 :‬ـ ‪ 09‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ ،1429‬الوافق ل ‪ 25‬فبراير سنة ‪ ،2008‬المتضمن قانون اإلجراءات‬ ‫‪1‬‬

‫المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬سنة ‪.2008‬‬


‫‪ 2‬عبد الوهاب بوضرسة‪ ،‬الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى بين النظري والتطبيق ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬ص ‪.13‬‬
‫بربارة عبد الرحمن‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية (قانون رقم ‪ 08‬ـ ـ ‪ 09‬مؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪،) 2008‬‬ ‫‪3‬‬

‫منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪.34‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫أن الحق في التقاضي يكون لمن له الصفة أو من ينوب عنه سواء كان محاميا أو شخصا‬
‫آخر ينوب عنه بوكالة خاصة‪.‬‬
‫وتتحدد صفة أطراف الدعوى في قضايا شؤون األسرة بمستخرج من عقد الزواج من‬
‫سجالت الحالة المدنية وفي حالة عدم تسجيل الزواج ال بد من تثبيت الزواج العرفي بحكم‬
‫قضائي كما سيأتي بيانه‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار المحكمة العليا في الملف رقم ‪ 12529‬بتاريخ‪" ،1975 / 04/21 :‬من‬
‫المقرر قانونا بأنه ال يسوغ ألي شخص أن يدعي صفة الزوجية ما لم يثبت ذلك بعقد مسجل‬
‫‪1‬‬
‫بدفتر الحالة المدنية"‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الصفة لدى المدعي‬
‫وينبغي التمييز بين الصفة في الدعوى والصفة في التقاضي فقد يستحيل على صاحب‬
‫الصفة في الدعوى مباشرتها شخصيا بسبب عذر مشروع لذا يسمح القانون بتمثيله بشخص‬
‫آخر‪ ،‬كأن يحضر المحامي بدال عنه‪ ،‬أو شخصا آخر بوكالة خاصة‪ ،‬والقاضي يتاكد من‬
‫‪2‬‬
‫صحة التمثيل ويبحث الحقا مدى توافر عنصر الصفة لدى صاحب الحق‪.‬‬
‫وصاحب الحق هنا المدعي وهو رافع الدعوى ومن خالل المستندات المقدمة للمحكمة‬
‫تتبين صفته أو عدم صفته‪ ،‬وللخصوم إثارة انعدام صفة المدعي قبل المناقشات في الموضوع‪.‬‬
‫"‪..‬وتتحقق صفة المدعي بمجرد تقييد الدعوى بسجل كتابة ضبط المحكمة‪ ،‬أي بالمطالبة‬
‫‪3‬‬
‫القضائية‪ ،‬وتستمر هذه الصفة في الخصومة إلى حين صدور الحكم فيها"‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أن القاضي هو من له الحق في تحديد صفة المدعي من عدمها وله بعد‬
‫ذلك الحق في قبول الدعوى أو عدم قبولها شكال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصفة في المدعى عليه‬
‫فكما يشترط توفر عنصر الصفة لدى المدعي واال رفضت دعواه يشترط كذلك قيام‬
‫عنصر الصفة لدى المدعى عليه وان تعددوا إذ يشترط أن ترفع الدعوى ضد‪:‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا ‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع عين مليلة_الجزائر‪ ،‬دون طبعة دون‬ ‫‪1‬‬

‫سنة النشر‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫بربارة عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.35-34‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬عبد الوهاب بوضرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫‪ _1‬من يكون معنيا بالخصومة كدعوى الزوجة ضد زوجها‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ _ 2‬ممن يجوز مقاضاتهم فال تقبل الدعوى ضد فاقد األهلية لتعلق ذلك بحق الدفاع‪.‬‬
‫و يجب توافر الصفة في المدخل في الخصام أو المتدخل في الخصام مثال كتدخل الجدة‬
‫بطلب إسناد الحضانة في حالة الطالق أو الخالة وما عليها إال إثبات ذلك من سجالت الحالة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫كما أن المشرع أعطى للقاضي حق اثارة انعدام الصفة في المدعي والمدعى عليه كما‬
‫‪2‬‬
‫أجاز المشرع للقاضي حق إثارة انعدام اإلذن تلقائيا إذا ما اشترطه القانون " اإلذن بالزواج"‪.‬‬
‫وتتحقق هذه الصفة لدى المدعى عليه لدى المدعي ليس بالمطالبة القضائية أي تسجيل‬
‫الدعوى لدى كتابة ضبط المحكمة‪ ،‬وانما من إبالغه بالعريضة االفتتاحية ‪ ،‬طبقا للقانون ‪...‬‬
‫وتستمر هذه الصفة أثناء الخصومة‪ ،‬إلى حين صدور الحكم فيها ‪ ،‬ولو كان ذلك بالشطب‬
‫‪3‬‬
‫لغياب المدعي ‪"...‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المصلحة‬
‫"يقصد بالمصلحة المنفعة التي يحققها صاحب المطالبة القضائية وقت اللجوء إلى‬
‫‪4‬‬
‫القضاء‪ ،‬وهذه المنفعة تشكل الدافع وراء رفع الدعوى والهدف من تحريكها"‪.‬‬
‫"تعد المصلحة شرطا شكليا ل رفع الدعوى‪ ،‬جعلها القانون متصل باإلجراءات التي يجب‬
‫أن يقوم بها المتقاضي ويحترمها الشخص الذي يرغب في الولوج إلى القضاء من أجل الدفاع‬
‫عن حقه‪......‬وشرط المصلحة يتعلق بالمدعى بما أنه الخصم في الدعوى‪ ،‬فيجب أن تكون‬
‫‪5‬‬
‫له سلطة إقامة الدعوى‪ ،‬أما المدعى عليه فال يستلزوم ذلك "‪.‬‬
‫ويكون الهدف من رفع دعوى إثبات النسب هو حفظ نسب الولد والحاقه بوالده‪.‬‬

‫عبد الوهاب بوضرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد هللا مسعودي‪ ،‬شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية الجديد ‪ ،‬الكتاب األول والثاني‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬ص ‪.13‬‬


‫عبد الوهاب بوضرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرحمن بربارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫‪4‬‬

‫هالل العيد‪ ،‬الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬دراسة تحليلية ومقارنة ومحينة مع النصوص الجديدة‬ ‫‪5‬‬

‫والنظام الجامعي الجديد ‪ ،L M D‬منشورات ليجوند‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪ ،2017‬ص ‪.110‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫أوال‪ :‬المصلحة القائمة‬


‫"تكون المصلحة قائمة حينما تسنمد إلى حق أو مركز قانوني فيكون الغرض من الدعوى‬
‫حماية هذا الحق أو المركز القانوني من العدوان عليه أو تعويض ما لحق به من ضرر ‪...‬‬
‫والهدف من اشتراط المصلحة ضمان جدية االلتجاء إلى القضاء والحد من استعمال الدعاوي‬
‫‪1‬‬
‫دون مقتضى"‪.‬‬
‫كما يمكن أن تكون المصلحة قائمة وقت رفع الدعوى كدعوى إثبات الزواج العرفي‪ ،‬واما‬
‫ان تكون المصلحة محتملة مستقبال ك رفع دعوى حصر التركة خشية أن يتصرف فيها أحد‬
‫الورثة قبل القسمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصلحة المحتملة‬
‫والمصلحة المحتملة التي يقرها القانون وفقا لنص المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية أعاله‪ ،‬هي التي يكون الهدف من ورائها منع وقوع ضرر محتمل كحالة الخشية من‬
‫تصرف المحجور عليه وفقا للمادة ‪ 101‬وما يليها من قانون األسرة في ماله إض ار ار بالورثة‬
‫نتيجة إصابته بالجنون‪ ،‬أو العته أو السفه‪ ،‬فمصلحة ذوي الحقوق هنا احتمالية إال أن رجحان‬
‫‪2‬‬
‫كفة اإلضرار بهم تمنحهم الحق في قيد دعوى الحجر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المصلحة في الحق الموضوعي‬
‫هي ركن في الحق الذي يدعيه صاحب الحق حتى قبل رفع الدعوى أي قبل وجود أي‬
‫اعتداء‪ ،‬أما المصلحة في الدعوى فهي شرط لقبول الدعوى أمام القضاء كما أنه يمكن أن‬
‫تتحقق للمدعي المصلحة في الحق الموضوعي وال تتحقق له المصلحة في الدعوى التي رفعها‬
‫ومثال ذلك أن يرفع الزوج دعوى إسقاط الحضانة على طليقته التي تزوجت من غير قريب‬
‫محرم‪ ،‬فتتدخل الجد ة ويحكم لها بالحضانة استنادا للسلطة التقديرية التي منحها المشرع للقاضي‬
‫والمتمثله في مصلحة المحضون‪.‬‬
‫ذلك أن مصلحة الزوج في الحق قائمة إال أنها في الدعوى غير قائمة‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫القاضي يرى أن مصلحة الطفل المحضون تقتضي أن يكون الطفل عند جدته‪ ،‬على الرغم من‬

‫هالل العيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحمان بربارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫وجود مصلحة في الحق الموضوعي للزوج في رفع الدعوى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬في عريضة افتتاح الدعوى وانعقاد الخصومة‬


‫تعتبر عريضة افتتاح الدعوى أهم وسيلة في النزاع‪ ،‬بحيث يتوقف على صحتها وسالمة‬
‫بياناتها السير في الدعوى وتتميز عن غيرها في الشكل والبيانات الواجب توافرها نتناوله في‬
‫الفرع األول‪ ،‬كما أن ع ريضة افتتاح الدعوى يجب أن تقيد أمام المحكمة في سجل خاص‬
‫ويجب تبليغها ألطراف الدعوى وهو ما نتطرق إليه في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شكل وبيانات عريضة افتتاح الدعوى‬


‫لعريضة افتتاح الدعوى شكل يميزها عن بقية المقاالت والكتابات المتعارف عليها‪ ،‬والتي‬
‫يمكن ألي شخص أن يكتبها‪" ،‬فبالنسبة إلى شكل عريضة رفع أو افتتاح الدعوى ورد النص‬
‫عليها في المادة ‪ 14‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد على أن يكون رفع الدعوى‬
‫أمام المحكمة (قسم شؤون األسرة) بعريضة مكتوبة وموقعة من قبل المدعي أو وكيله أو‬
‫م حاميه‪ ،‬بعدد من النسخ يساوي عدد أطراف الدعوى ثم تودع بأمانة الضبط لتسجل بتاريخ‬
‫‪1‬‬
‫ورودها وليوضع عليها رقمها التسلسلي"‪.‬‬
‫ولذلك فبمجرد تسجيل عريضة افتتاح الدعوى أمام ضبط المحكمة يقيدها في سجل‬
‫خاص‪ ،‬كما يضع لها رقما يميزها ويقوم أمين الضبط بتحديد تاريخ أول جلسة‪ ،‬ويحتفظ بالنسخة‬
‫األصلية ويسلم للمدعي أو محاميه بقية النسخ بعدد أطراف الدعوى لتبليغها للمدعى عليهم‪.‬‬
‫"غير أن ما ينبغي مالحظته هنا فهو أن القانون الجديد وان كان قد تعرض في المادة‬
‫‪ 14‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية إلى الشروط المتعلقة بشكل العريضة من حيث‬
‫الكتابة والتاريخ والتوقيع‪ ،‬واإليداع بأمانة الضبط فإنه لم يتعرض إلى جزاء اإلخالل بها ونسيانها‬
‫‪2‬‬
‫أو إهمالها جهال أو سهوا"‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 8‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدا رية على أن تكون الع رائض باللغة‬

‫‪ 1‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬ص ‪.16‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫‪1‬‬
‫العربية وكذا جميع المستندات تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬
‫وأن العرائض الموجهة لجهة اإلستئناف والمحكمة العليا يجب أن تكون موقعة من محامي‬
‫مقبول أمام جهة اإلستئناف والنقض‪ ،‬كما يجب أن تكون هذه العرائض اإلستئنافية بنفس الشكل‬
‫وأن تقيد بأمانة ضبط المجلس القضائي بغرفة شؤون األسرة‪.‬‬
‫وهو ما ينطبق تماما على مذكرات الطعن بالنقض أمام غرفة األحوال الشخصية بالمحكمة‬
‫العيا‪ ،‬وما يختلف عنها أن عريضة الطعن يجب أن تكون موقعة من قبل محامي معتمد لدى‬
‫المحكمة العليا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬البيانات المطلوبة‬
‫كما نصت المادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على البيانات التي يجب أن‬
‫تتضمنها عريضة افتتاح الدعوى تحت طائلة عدم القبول شكال‪.‬‬
‫‪ _1‬الجهة القضائية التى ترفع أمامها الدعوى (محكمة أو مجلس قضائي)‪.‬‬
‫‪ _2‬اسم ولقب المدعي وموطنه (رافع الدعوى)‪.‬‬
‫‪ _ 3‬اسم ولقب وموطن المدعى عليه فإن لم يكن له موطن معلوم فآخر موطن له‪.‬‬
‫‪ _ 4‬عرض موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‪.‬‬
‫‪ _5‬اإلشارة الى المستندات والوثائق المؤيدة للدعوى‪.‬‬
‫ذلك أن القانون يوجب أن تشتمل عريضة افتتاح الدعوى على الوقائع واألدلة‪ ،‬وطلبات‬
‫المدعي وعلى األسانيد أو الوثائق التي تدعم طلباته حتى يتمكن المدعى عليه من تكوين‬
‫فكرة تساعده على إعداد دفوعه‪ ،‬وحتى يتمكن القاضي من اإللمام بعناصر الدعوى وأخذ فكرة‬
‫‪2‬‬
‫واضحة عنها تساعده على إصدار حكم عادل وسليم‪.‬‬
‫ولقد رتب المشرع على عدم احترام البيانات الواجب توافرها في عريضة إفتتاح الدعوى‬
‫جزاء يتضمن عدم قبولها شكال‪.‬‬
‫ألن الغاية من من ذكر تلك البيانات حماية النظام العام فيما يتعلق باإلختصاص ‪ ،‬ودفع‬
‫الجهالة بأطراف الخصومة وضمان حسن سير مرفق القضاء‪.‬‬

‫قانون‪ ،09_08 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫فالبيانات المنصوص عليها في المادة ‪ 15‬يجب أن تتضمنها كل عريضة مهما كانت‬


‫الجهة القضائية‪ ،‬ومهما كان الفرع وتطبق هذه األحكام على عريضة الطعن بالمعارضة‪ ،‬وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 330‬من قاون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ .‬ترفع المعارضة حسب األشكال‬
‫المقررة لعريضة إفتتاح الدعوى‪ ،‬تضمنتها جميع العرائض التي ت رفع أمام األقسام االستعجالية‬
‫‪1‬‬
‫بالمحاكم أو المجالس‪.‬‬
‫فإذ ا خلت عريضة إفتتاح الدعوى من البيانات الواردة في المادة ‪ 15‬سالفة الذكر فإن‬
‫مصير الدعوى عدم القبول شكال‪.‬‬
‫ولم يرتب القانون على عدم إحترام شكل العريضة أي جزاء ألن النص تضمن شكل‬
‫العريضة ولم يتعرض للجزاء وهنا يمكن تصحيح اإلجراء المشوب بالبطالن أثناء سير‬
‫‪2‬‬
‫الخصومة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في إنعقاد الخصومة وتقديم المستندات‬
‫ألزم المشرع رافع الدعوى أو المدعي على أن يتقدم أمام ضبط المحكمة من أجل قيد‬
‫عريضته وأن يقوم كاتب الضبط على تسجيلها بسجل خاص حسب ترتيب ورودها مع بيان‬
‫أسماء وألقاب الخصوم ورقم القضية وتاريخ أول جلسة (المادة ‪ 16‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية) كما يسجل أمين الضبط رقم القضية وتاريخ أول جلسة على النسخ بعدد األطراف‬
‫ويسلمها للمدعي أو محاميه من أجل تبليغها‪.‬‬
‫وال تقيد العريضة إال بعد دفع الرسوم المستحقة والمحددة قانونا حسب المادة ‪ 17‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫وبما أن الخصومة ال تنعقد إال بتكليف المدعى عليه بالحضور أو بحضور هذا األخير‬
‫اختياريا أمام الجهة القضائية‪ ،‬عمال بنص المادة ‪ 46‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫الجديد الذي يستوجب على المدعي بعد تسجيل العريضة التوجه إلى محضر قضائي مختص‬
‫إقليميا من أجل تكليف المدعى عليه بالحضور في الجلسة المحددة وتسليمه نسخة من العريضة‬
‫‪3‬‬
‫المودعة لدى أمانة ضبط المحكمة‪.‬‬

‫هالل العيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحمن بربارة ‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51 -50‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الرحمن بربارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫أوال‪ :‬في التكليف بالحضور للجلسة‬


‫وحسب المادة ‪ 18‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬فإن التكليف بالحضور يجب‬
‫أن يتضمن بيانات أساسية منها‪:‬‬
‫_ اسم ولقب المحضر القضائي وعنوانه المهني وختمه وتوقيعه وتاريخ التبليغ الرسمي‬
‫وساعته؛‬
‫_ اسم ولقب المدعي وموطنه؛‬
‫_ اسم ولقب الشخص المكلف بالحضور وموطنه؛‬
‫_ تاريخ أول جلسة وساعة انعقادها‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 19‬من نفس القانون على تسليم التكليف للشخص المراد تبليغه‬
‫ويجب أن يشتمل على البيانات التالية‪:‬‬
‫_ اسم ولقب المحضر القضائي‪ ،‬وعنوانه وختمه وتوقيعه‪ ،‬وتاريخ التبليغ الرسمي وساعته؛‬
‫_ اسم ولقب المدعي وموطنه؛‬
‫_ اسم ولقب الشخص المبلغ له وموطنه؛‬
‫_ توقيع المبلغ له على المحضر واالشارة الى طبيعة وثيقة الهوية مع بيان رقمها وتاريخ‬
‫صدورها؛‬
‫_ تسليم التكليف الى المبلغ له مرفقا بنسخة من العريضة االفتتاحية للدعوى مؤش ار عليها‬
‫من طرف أمين الضبط؛‬
‫_ اإلشارة في المحضر إلى رفض االستالم والتوقيع؛‬
‫_ وضع بصمة المبلغ له في حالة استحالة التوقيع على المحضر؛‬
‫_ تنبيه المبلغ له أنه في حالة عدم امتثاله للتكليف بالحضور‪ ،‬سيصدر حكما ضده بناء‬
‫على ما قدمه المدعي من عناصر‪.‬‬
‫وفي هذ الحالة وبعد إتمام اجراءات التكليف بالحضور يمكن أن يحضر المدعى عليه‬
‫أو محاميه الجلسة في التاريخ المحدد‪.‬‬
‫وأن عدم التزام المدعي بإجراءات التكليف بالحضور فإن القاضي وبعد أن يتفحص الملف‬
‫وال يقدم المدعي محاضر التكليف بالحضور‪ ،‬فإنه يمكنه أن يأمر بشطب القضية من الجدول‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫كجزاء على إخالل المدعي بعدم تكليف الخصوم بالحضور إلى الجلسة‪.‬‬
‫أما في حال تكليف الخصوم شخصيا‪ ،‬أو من طرف أحد أقا ربهم في موطنهم وعدم‬
‫حضورهم الجلسة في التاريخ المحدد أو بعد تأجيل القضية‪ ،‬فإن القاضي يمكنه إصدار حكما‬
‫اعتباريا حضوريا‪ ،‬أو حكما غيابيا للمدعى عليهم طبقا للقانون‪.‬‬
‫وفي حالة حضور المدعى عليهم أو محاميهم في الجلسة المحددة تنقعد الخصومة‬
‫با كتمال أطراف الدعوى وبالتالي يمكنهم استالم المستندات من أمين الضبط بالقسم أو مباشرة‬
‫في الجلسة أثناء سير الخصومة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في تقديم المستندات‬
‫وحسب المادة ‪ 21‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬أوجب إيداع األوراق والمستندات‬
‫والوثائق التي يستند عليها الخصوم بأ مانة ضبط الجهة القضائية بأصولها أو نسخ رسمية منها‬
‫أو نسخ مطابقة لألصل وتبلغ للخصم‪ ،‬كما أجاز النص للقاضي قبول نسخ عادية منها عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬كما أجاز النص إمكانية تبليغ األوراق المذكورة أو المستندات أو الوثائق لباقي‬
‫‪1‬‬
‫الخصوم في شكل نسخ‪.‬‬
‫وقد جاء في نص المادة ‪ 8‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬على أنه يجب أن‬
‫تتم اإلجراءات والعقود القضائية من عرائض ومذكرات باللغة العربية‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول‬
‫وفي الفقرة الثانية نصت على" يجب أن تقدم الوثائق المستندات باللغة العربية أو مصحوبة‬
‫‪2‬‬
‫بترجمة رسمية إلى هذه اللغة‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول"‪.‬‬
‫وتتم المناقشات والمرافعات باللغة العربية‪ ،‬ومعنى ذلك أنه في حالة تقديم مستند إلى‬
‫الجهة القضائية بغير اللغة الع ربية حتى ولو كان مستندا صاد ار من مؤسسة رسمية أو هيئة‬
‫وطنية ومكتوب باللغة األجنبية‪ ،‬فإن للقاضي أن يثير الدفع بعدم قبول الدعوى طبقا للمادة ‪8‬‬
‫المذكورة أعاله‪ ،‬كما أن على الخصوم إثارة الدفع بعدم القبول استنادا لنص هذه المادة‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 22‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أن الخصوم يقدمون‬
‫الوثائق المشار إليها في الماة ‪ 21‬المذكورة أعاله إلى أمين الضبط لجردها والتأشير عليها‪،‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا مسعودي‪ ،‬مرج ع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬


‫قانون رقم‪ ، 09_08 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫قبل إيداعها بملف القضية تحت طائلة ال رفض‪ ،‬ويتم إيداع المستندات بأمانة الضبط مقابل‬
‫وصل استيالم‪.‬‬
‫كم أجازت المادة ‪ 23‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على تبادل الخصوم‬
‫المستندات المودعة طبقا للمادة ‪ 22‬أعاله‪ ،‬أثناء الجلسة أو خارجها بواسطة أمين الضبط‪.‬‬
‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن تبادل المستندات يتم أثناء الجلسة بواسطة القاضي وليس‬
‫بواسطة أمين الضبط‪ ،‬وأن على الخصوم طلب نسخة من ملف الموضوع من القاضي مباشرة‪،‬‬
‫أما في حالة إيداع الخصوم للوثائق فقد أجازت بعض المحاكم والمجالس القضائية على إيداعها‬
‫بالجلسة إال في حالة وجود عدد كبير من الوثائق التي ال يتسنى للقاضي فحصها أثناء الجلسة‬
‫والتاكد منها‪ ،‬فإنه يطلب من الخصوم إيداعها بأمانة الضبط مقابل وصل استالم‪.‬‬
‫وقد جاء في المادة ‪ 23‬المذكورة أعاله أنه وبناء على طلب الخصوم أن يأمر شفاهة‬
‫بإبالغ كل وثيقة عرضت عليه وثبت عدم إبالغها للخصم اآلخر‪.‬‬
‫ويمكن للقاضي استبعاد كل وثيقة من المناقشة لم يتم إبالغها للخصم حسب الكيفية‬
‫واآلجال التي حددها‪.‬‬
‫ونجد أن أمين الضبط أثناء جرد الوثائق يحرص كل الحرص على أن تكون الوثائق‬
‫المقدمة للمحكمة هي نفس الوثائق المقدمة للخصوم‪ ،‬وال يشترط أن تكون الوثائق المقدمة‬
‫للخصوم أصلية وانما تكون نسخا مطابقة لها‪ ،‬وأن تكون بعدد أطراف الخصومة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬


‫إن االختصاص النوعي واالختصاص اإلقليمي لقسم شؤون األسرة بالمحكمة هو في‬
‫الحقيقة يشكل جزءا من االختصاص العام للمحكمة‪.‬‬
‫ويعد االختصاص من المسائل الجوهرية في سير الدعوى القضائية ويقصد به والية‬
‫القضاء بالفصل في القضايا المطروحة أمامه وفقا لمعايير االختصاص النوعي وسنتناوله في‬
‫المطلب األول واالختصاص اإلقليمي في المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االختصاص النوعي لقسم شؤون األسرة في الزواج و آثاره‬
‫خص المشرع الجزائري قسم شؤون األسرة بعدة قضايا تضمنتها المادة ‪ 423‬والتي وردت‬
‫في االجراءات الخاصة ببعض القسام من الفصل األول في قسم شؤون األسرة‪.‬‬
‫وهذه المادة تضمنت عدة دعاوي يختص بنظرها قسم شؤون األسرة غير أننا ستقتصر‬
‫على الدعاوي المتعلقة بالزواج وهو ما سنتطرق إليه في الفرع األول‪ ،‬والدعاوي المتعلقة بآثار‬
‫الزواج الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاص النوعي لقسم شؤون األسرة في الزواج‬
‫" ويعني االختصاص النوعي تحديد النوع وطبيعة النزاعات التي يعود الفصل فيها إلى‬
‫جهة قضائية‪ ،‬أي والية الجهة القضائية‪ ،‬على اختالف درجاتها بالنظر في نوع محدد من‬
‫الدعاوي فاالختصاص النوعي هو توزيع القضايا بين الجهات القضائية المختلفة على أساس‬
‫‪1‬‬
‫نوع الدعوى‪ ،‬التي يمكن أن تباشرها باعتبارها الجهة المختصة قانونا"‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم‬
‫لقد حدد المشرع جملة من الدعاوي التي يختص بها قسم شؤون األسرة والمتعلقة بالزواج‬
‫في المادة‪ 423:‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ومنها قضايا الخطبة والزواج‪:‬‬
‫‪ _1‬الدعاوي المتعلقة بالخطبة والزواج‪.‬‬
‫‪ _2‬دعاوي إثبات الزواج‪.‬‬
‫ويدخل ضمن الدعاوي المتعلقة بالخطبة والزواج‪ ،‬تلك الدعاوي التي تخص النزاع حول‬

‫‪ 1‬خليل بوصنوبرة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬منشورات نوميديا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دون‬
‫طبعة‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬ص ‪.89‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫إتمام مراسيم الزواج‪ ،‬وكذا العدول عن الخطبة‪ ،‬وعن ا ألضرار المادية والمعنوية التي تلحق‬
‫أحد الزوجين‪ ،‬الدعاوي المتعلقة بالصداق‪.‬‬
‫كما يدخل ضمن الدعاوي المتعلقة بإثبات الزواج‪ ،‬سواء بمستخرج من سجالت الحالة‬
‫المدنية أو دعاوي إثبات الزاج الع رفي‪ ،‬وما يترب عنه من نزاعات بين الزوجين‪ ،‬خاصة في‬
‫حالة إنكار أحد الزوجين للعالقة الزوجية وعجز الزوج األخر عن إثباته‪.‬‬
‫يستند االختصاص بالنسبة لقسم شؤون األسرة إلى مضمون قانون األسرة‪ ،‬الذي يضبط‬
‫الجانب الموضوعي المتعلق بقضايا األسرة في حين ينظم قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫الشق اإلجرائي‪ ،‬أما الدعاوي المذكورة أعاله المتعلقة باختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا‬
‫الزواج فهي ال تمثل كل الدعاوي التي يختص بها قسم شؤون األسرة لوجود منازعات أخرى‬
‫‪1‬‬
‫تدخل ضمن اختصاص قسم شؤون األسرة‪.‬‬
‫ومعنى هذ أن قسم شؤون األسرة بالمحكمة يختص بالفصل في هذه األنواع من الدعاوي‬
‫دون سواه من األقسام األخرى‪ ،‬واذا حصل وأن سجلت أي دعوى أخرى أمام قسم شؤون األسرة‬
‫خطأ وهي ال تدخل ضمن دائرة اختصاصه النوعي‪ ،‬فإنه ال يمكنه أن يفصل فيها‪ ،‬وال أن يحكم‬
‫بعدم اختصاصه النوعي وانما يتعين عليه أن يحيلها عن طريق أمانة الضبط إلى القسم‬
‫المختص وذلك بموجب أ مر تنظيمي مع إخطار رئيس المحكمة بذلك وهو ما نصت عليه‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 32‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في فقرتها األخيرة‪.‬‬
‫وما يستخلص من هذه المادة أن قسم شؤون األسرة بالمحكمة يختص بالنظر في الدعاوي‬
‫المتعلقة بالخطبة‪.‬‬
‫كدعوى إتمام الزواج باعتبار الفاتحة اقترنت بمجلس العقد؛‬ ‫‪-‬‬

‫ودعوى التعويض عن الضرر المادي والمعنوي في حال العدول عن الخطبة؛‬ ‫‪-‬‬

‫دعوى استرداد الهدايا سواء من الخاطب أو من المخطوبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حالة الدخول بها أو عند وفاة زوجها قبل الدخول ولم يتم فسخ العقد وهنا تستحق الصداق‬
‫كامال‪ ،‬والحالة الثانية التي تستحق فيها نصف الصداق هي حالة الطالق قبل الدخول‪ ،‬ويحق‬

‫بربارة عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.328‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.39 -38‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫للزوجة المدخول بها أن ت رفع دعواها أمام قاضي شؤون األسرة من أجل إجبار الزوج على أن‬
‫يدفع لها الصداق كامال‪.‬‬
‫كما يحق للزوج أن يتقدم بدعوى استرداد نصف الصداق أمام قسم شؤون األسرة في حالة‬
‫الطالق قبل الدخول‪ ،‬وعليه أن يثبت للمحكمة عدم اتصاله بزوجته وأن الطالق وقع قبل‬
‫الدخول بها‪ ،‬وفي هذه الحالة فان الزوجة مجبرة على أن ترجع للزوج نصف الصداق المسمى‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار المحكمة العليا‪ ،‬أنه في حال النزاع حول الصداق ما يلي‪:‬‬
‫من المقرر قانونا وشرعا أن الزوجة تستحق كامل الصداق إذا توفي الزوج قبل الدخول‬
‫ولم يحكم بفسخ العقد أو بالطالق ومن ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بانتهاك القواعد‬
‫الشرعية غير سديد‪.‬‬
‫ولما كان من الثابت_ في قضية الحال_ أن زوج المطعون ضدها توفي قبل الدخول ولم‬
‫يحكم بفسخ العقد أو بالطالق فإن قضاة المجلس برفضهم طلب أب الزوج باسترجاع نصف‬
‫‪1‬‬
‫الصداق لوفاة ابنه قبل الدخول طبقوا المبادئ الفقهية تطبيقا سليم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاص النوعي للمجالس القضائية‬
‫ولقد تناول المشرع الجزائري االختصاص النوعي للمجالس القضائية من خالل المواد‬
‫‪ 35 ،34‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 34‬على "يختص المجلس القضائي بالنظر في استئناف األحكام‬
‫‪2‬‬
‫الصادرة عن المحاكم في الدرجة األولى وفي جميع المواد‪ ،‬حتى ولو كان وصفها خاطئا"‪.‬‬
‫"‪...‬بمعنى إذا أخطأ قاضي الدرجة األولى في وصف الحكم ‪ ،‬بان يصفه بالنهائي وهو‬
‫في حقيقة األمر ابتدائي ففي هذه الحالة يجوز استئناف الحكم بغض النظر عن الوصف‬
‫القانوني الذي وصفه به‪ .‬وبالتبعية كذلك يختص المجلس بالنظر في الطعون غير العادية التي‬
‫قد تسجل في الق اررات القضائية التي يصدرها مثل االلتماس بإعادة النظر طبقا للمادة ‪390‬‬
‫‪3‬‬
‫وما يليها من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪.‬‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬قرار رقم‪ ،45301 :‬بتاريخ‪ ، 1987 /03/09 :‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،3‬سنة‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1987‬‬
‫القانون ‪ ،09_08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫خليل بو صنوب رة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫وبالتالي فجميع القضايا التي يختص بها نوعيا قسم شؤون األسرة يمكن الطعن فيها‬
‫باالستئناف أمام المجالس القضائية‪ ،‬ويدخل من ضمنها قضايا الخطبة والزواج‪ ،‬واآلثار المترتبة‬
‫عن الخطبة والزواج‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار للمحكمة العليا يتعلق باختصاص المجلس في جميع القضايا الصادرة‬
‫من المحاكم في جميع المواد في الدرجة األولى‪.‬‬
‫"ومن المقرر أيضا أنه" تختص المجالس القضائية بنظر استئناف األحكام الصادرة من‬
‫المحاكم في جميع المواد في الدرجة األولى‪ ،‬حتى ولو وجد خطأ في وصفها‪.‬‬
‫والثابت_في قضية الحال_ أن المجلس لما رفض الد عوى لعدم االختصاص النوعي‪،‬‬
‫بحجة أن المطالبة بالسكن لممارسة الحضانة ليس من اختصاصه‪ ،‬فإنه أخطأ في ذلك بصفته‬
‫هيئة لمراقبة األحكام الصادرة عن المحاكم وتصحيحها ولو وجد خطأ في وصفها‪ ،‬ومتى كان‬
‫‪1‬‬
‫كذلك يتعين نقض القرار المطعون فيه"‪.‬‬
‫كما نصت المادة‪ 35 :‬من نفس القانون على "يختص المجلس القضائي بالفصل في‬
‫الطلبات المتعلقة بتنازع االختصاص بين القضاة إذا كان النزاع متعلقا بجهتين قضائيتين‬
‫واقعتين في دائرة اختصاصه‪ ،‬وكذلك في طلبات الرد المرفوعة ضد قضاة المحاكم التابعة لدائرة‬
‫‪2‬‬
‫اختصاصه"‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن أطرلف الدعوى إذا رفع كل منهما دعوى أمام جهة قضائية يرى أنها‬
‫مختصة فيرفع طلب إلى رئيس المجلس لتحديد الجهة المختصة بنظر الدعوى‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي لقسم شؤون األسرة في آثار الزواج‬
‫يترتب عن الزواج عدة آثار تتولد عنها عدة دعاوي يختص بها قسم شؤون األسرة ومن‬
‫هذه الدعاوي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الدعاوي المتعلقة بآثار الخطبة‬
‫باعتبار الخطبة وعد بالزواج ويجوز للطرفين الخاطب والمخطوبة على حد سواء العدول‬
‫عنها كما أنه عادة ما يترتب عن العدول عن الخطبة أض ار ار ما دية ومعنوية تستحق التعويض‪،‬‬

‫عمر بن سعيد‪ ،‬االجتهاد القضائي وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دون طبعة‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫القانون ‪ ،09_08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫فتنشأ عدة نزاعات بين الطرفين تولد عدة دعاوي يختص بها قسم شؤون األسرة‪.‬‬
‫‪ _1‬دعوى إتمام مراسيم الزواج‪:‬‬
‫وهذه الدعوي ترفع من الطرف المتضرر من تماطل الطرف الثاني في إتمام مراسيم‬
‫الزواج بعد الخطوبة وقراءة الفاتحة‪ ،‬وقد يعتبرها أحد األطراف زواجا في حين يعتبرها اآلخر‬
‫مجرد خطبة فيثور النزاع‪ ،‬ويلجأ أحدهما أي الطرف الذي يرى أنه متضرر إلى القضاء من‬
‫أجل إلزام الطرف الثاني بإتمام مراسيم الزواج‪.‬‬
‫حيث جاء في قرار للمحكمة العليا عن غرفة األحوال الشخصية ما يلي‪:‬‬
‫"من المقرر شرعا وقانونا أن الخطبة هي وعد بالزواج ولكل من الطرفين العدول عنها‬
‫وأنه لصحة عقد الزواج البد من توافر جميع أركانه ‪...‬ولما كان من الثابت _ في قضية‬
‫الحال_ أن شهود القضية أكدوا وصرحو حضورهم الوليمة أو فاتحة الخطبة‪ ،‬واكتفى قضاة‬
‫الموضوع في تأسيس قرارهم القاضي بصحة الزواج على ذلك‪ ،‬علما أن الفاتحة ليست من‬
‫أركان عقد الزواج وانما هي من باب التبرك والدعاء‪ ،‬وأن مجلس الخطبة يختلف عن مجلس‬
‫‪1‬‬
‫العقد لذلك فإن القرار المنتقد جاء خاليا من األساس القانوني السليم ويتعين نقضه"‪.‬‬
‫‪ _ 2‬دعوى التعويض عن العدول عن الخطبة ورد الهدايا‪:‬‬
‫هي من أكثر الدعاوي المتعلقة بالخطبة خاصة إذا طالت فترة الخطوبة‪ ،‬وأن ما جرى‬
‫عليه العرف والعادة أن يقوم الخاطب بتقديم الهدايا‪ ،‬وقد يحدث أن تتراجع المخطوبة أو أهلها‬
‫ويعدلون عن الخطوبة أو الخاطب وأهله‪ ،‬كما أن مراسيم الخطوبة قد تكلف الخاطب والمخطوبة‬
‫أموال‪ ،‬والهدايا المقدمة قد تكون ثمينة عادة ما تكون من الذهب واأللماس‪ ،‬والعطور الفاخرة‪،‬‬
‫وهو ما يجعل األطراف يلجأون إلى القضاء للمطالبة بالتعويض‪.‬‬
‫" قد يترتب عن العدول عن الخطبة ضر ار يلحق أحد الطرفين ماديا أو معنويا وخاصة‬
‫اذا استمرت الخطبة لمدة طويلة كما لو طلب الخاطب المخطوبة االستقالة من وظيفتها أو‬
‫طالبته بإعداد مسكن في مكان معين ه ذا فيما يخص الضرر المادي‪ ،‬أما المعنوي فهو خيبة‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،81129 :‬قرار بتاريخ‪ ، 1992/03/17 :‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد ‪،3‬‬ ‫‪1‬‬

‫سنة ‪ ،1994‬ص ص ‪. 63 -62‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫‪1‬‬
‫األمل لدى الطرف اآلخر أو تأخر زواج المخطوبة وتفويت فرصة خاطب أفضل"‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة يتولد النزاع ويلجأ األطراف إلى المحكمة من أجل طلب التعويض للطرف‬
‫المتضرر ورد الهدايا المقدمة من الخاطب أو من المخطوبة‪.‬‬
‫حيث جاء في قرار للمحكمة العليا ما يلي‪" :‬من المقرر قانونا أن اإلقرار القضائي هو‬
‫اعتراف الشخص بواق عة مدعى بها عليه أمام القضاء وهو حجة قاطعة على المقر‪ ،‬ومن‬
‫المقرر أيضا أنه إذا ترتب عن العدول عن الخطبة ضرر مادي أو معنوي ألحد الطرفين‪ ،‬جاز‬
‫الحكم بالتعويض ومن ثم فإن القضاء بما يخالف هذين المبدأين يعد خرقا للقانون‪ .‬ولما كان‬
‫من الثابت في قضية الحال أن المجلس القضائي بإلغائه الحكم المستأنف ورفضه الدعوى‬
‫المتضمنة طلب التعويض من الطاعن على الضرر الذي أصيب به بالرغم من إقرار المطعون‬
‫ضدها بفسخ الخطوبة أمام القضاء‪ ،‬يكونوا قد خالفوا القانون‪.‬‬
‫ومتى كان ذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه‪ .‬ملف رقم ‪ 56097‬قرار بتاريخ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ _3‬دعوى رد الهدايا وعدم استحقاق الزوجة نصف الصداق‪:‬‬
‫وقد جاء في قرار المحكمة العليا ما يلي‪ :‬من المقرر قانونا أنه يتوجب على المرأة‬
‫المخطوبة عند عدولها عن إتمام الزواج‪ ،‬رد ما لم يستهلك من هدايا وغيرها‪ ،‬وال تستحق الزوجة‬
‫نصف الصداق إال عند الطالق قبل الدخول‪.‬‬
‫ولما ثبت من قضية الحال أن الطاعنة هي التي عدلت عن إتمام الزواج وبدون مبرر‬
‫شرعي أو قانوني فإنه والحالة هذه ال يمكن تحميل المطعون ضده بالخسائر واألضرار المترتبة‬
‫عن ذلك‪ ،‬إن دفع الطاعنة بأحقيتها في نصف الصداق إنما يتحقق لو تم الطالق بإرادة الزوج‬
‫‪3‬‬
‫قبل الدخول‪ ،‬مما يتعين القول أن قضاة الموضوع أصابوا في قضائهم ويتوجب رفض الطعن‪.‬‬

‫بن الطيرش مخلوف وشريف عبد المالك‪ ،‬دور قاضي األحوال الشخصية في المنازعات المتعلقة بشؤون األسرة‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫نيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬سنة ‪.2018 -2017‬‬
‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫المحكمة العليا غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،92714 :‬قرار بتاريخ‪ ، 1993 /07/13 :‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد ‪01‬‬ ‫‪3‬‬

‫سنة ‪.1995‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫ثانيا ‪ :‬الدعاوي المتعلقة بآثار الزواج‬


‫‪ _1‬دعوى إتمام مراسيم الدخول‪ :‬إذا تم إبرام عقد الزواج بين الطرفين فإنه قد يحدث أن‬
‫يتولد نزاع بين الطرفين وتأبى الزوجة عن إتمام مراسيم الدخول‪ ،‬وقد جاء في قضاء المحكمة‬
‫العليا ما يلي‪" :‬المبدأ ال يمكن للقاضي حتى بعد إ برام عقد الزواج إجبار الزوجة على إتمام‬
‫مراسيم الدخول بها ‪ ..‬لكن حيث أن عقد الزواج مبني أساسا على الرضا وهو ركن منصوص‬
‫عليه بالمادة ‪ 9‬من قانون األسرة إضافة على ذلك فالمادة ‪ 4‬منه تعرف الزواج على أنه عقد‬
‫رضائي ‪ ...‬وبناء على المادتين أعاله ال يمكن لقاضي الموضوع إجبار زوجة ما على الدخول‬
‫‪1‬‬
‫بها رغم معارضتها‪ ،‬أو عدم رضاها به مما يستلزم معه رفض الوجه وبالتبعية رفض الطعن"‪.‬‬
‫كما يختص قسم شؤون األسرة في نظر دعاوي الزواج كتلك المتعلقة بالصداق وما يثار‬
‫حوله من نزاعات بين الزوجين سواء بعد الدخول أو قبل الدخول ‪.‬‬
‫ولقد ورد في نص المادة ‪ 16‬من قانون األسرة على أن‪" :‬تستحق الزوجة الصداق كامال‬
‫بالدخول أو بوفاة الزوج‪ ،‬وتستحق نصفه عند الطالق قبل الدخول وبالتالي هناك حالتان تستحق‬
‫‪2‬‬
‫فيهما الزوجة للصداق"‪.‬‬
‫‪ _2‬دعاوي الرجوع الي بيت الزوجية‪ :‬هي دعوى يرفعها الزوج إذا غادرت الزوجة‬
‫مسكن الزوجية دون سبب جدي لمطالبتها بالرجوع إلى بيت الزوجية دون قيد أو شرط‪ ،‬كما‬
‫يحق للزوجة أن ترفع دعوى الرجوع إذا قام الزوج بأخذها إلى بيت أهلها وتركها لمدة طويلة‬
‫دون سبب جدي‪ ،‬فترفع دعواها تطالب الزوج بإرجاعها إلى بيت الزوجية مع تحديد شروطها‪.‬‬
‫‪ _ 3‬دعاوي النفقة‪ :‬هذه الدعوى ترفع عادة من الزوجة على زوجها تطالبه باإلنفاق‬
‫عليها وعلى عيالها مادامت في عصمته‪.‬‬
‫‪ _4‬دعاوي والنسب‪ :‬هذه الدعاوي تتعلق بالزواج العرفي وترفع من الزوج والزوجة على‬
‫حد سواء‪ ،‬إال في حالة النزاع فترفع ممن له مصلحة‪.‬‬
‫كما خص المشرع اختصاص قسم شؤون األسرة حسب المادة ‪ 498‬من قانون اإلجراءات‬

‫المحكمة العليا غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،415123 :‬قرار بتاريخ‪ ،2008/03/12 :‬المجلة القضائيــة عدد‪،1‬‬ ‫‪1‬‬

‫سنة ‪ ،2008‬ص ‪.275‬‬


‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫المدنية واإلدارية بالنظر في دعاوي التركة‪.‬‬


‫وبالنسبة الختصاص رؤساء األقسام بالنظر في مادة االستعجال فإنه اليوجد نص صريح‬
‫في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية يمنح رئيس المحكمة اختصاصا مانعا في مادة‬
‫االستعجال بل كثي ار ما يستعمل القانون لفظ "قاضي" عوضا عن "رئيس المحكمة" وبالتالي فإن‬
‫إسناد قضايا االستعجال إلى القضاة وحسب طبيعة كل نزاع ويفصل القاضي في القضايا التي‬
‫تدخل ضمن صالحياته وهنا تكون القضايا المتعلقة بشؤون األسرة الخاصة بالزواج وآثاره من‬
‫‪1‬‬
‫اختصاص قاضي شؤون األسرة‪ ،‬بموجب القواعد العامة أو بموجب نص صريح‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الدعاوي هي على سبيل المثال وليس الحصر‪ ،‬وأن قسم‬
‫شؤون األسرة يختص نوعيا بجميع الدعاوي الناشئة عن العالقة الزوجية دون غيره من األقسام‪.‬‬
‫ذلك أن "‪..‬االختصاص النوعي من النظام العام‪ ،‬تقضي به الجهة القضائية تلقائيا ولو‬
‫لم يتمسك به أي طرف وفي أي مرحلة كانت عليها الدعوى‪ ،‬ولو أمام المحكمة العليا وذلك‬
‫‪2‬‬
‫بمقتضى نص المادة‪ 36 :‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي لقسم شؤون األسرة في الزواج وآثاره‬
‫إن االختصاص اإلقليمي لقسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره ال يمكن أن نتصوره‬
‫على أنه اختصاص إقليمي متميز أو خاص‪ ،‬بل يجب أخذه بعين اإلعتبار على أنه اختصاص‬
‫إقليمي مشتق من االختصاص اإلقليمي العام للمحكمة‪ ،‬التي يشكل قسم شؤون األسرة أحد‬
‫فروعها أو قسما من أقسامها‪.‬‬
‫وهذا ما يؤكده نص المادة ‪ 426‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي ورد فيها‬
‫إسناد االختصاص إلى المحكمة بشكل ص ريح‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االختصاص العام للمحاكم والمجالس القضائية‬
‫لقد نص المشرع الجزائري على االختصاص بصفة عامة أمام المحاكم بالمادة‪ 37:‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حيث جاء فيها "يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية‬
‫التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وان لم يكن له موطن معروف فيعود‬

‫بربارة عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.328 -327‬‬ ‫‪1‬‬

‫خليل بوصنوبرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها آخر موطن له‪ ،‬وفي حالة اختيار موطن‪ ،‬يؤول‬
‫االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار‪ ،‬ما لم ينص القانون‬
‫‪1‬‬
‫على خالف ذلك"‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص اإلقليمي كقاعدة عامة‬
‫تكاد تجمع جميع التشريعات المقارنة على انعقاد االختصاص اإلقليمي لمحكمة موطن‬
‫المدعى عليه‪ ،‬كقاعدة عامة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أن األصل هو براءة الذمة‪ ،‬ومن ثم على من‬
‫يطالب خصمه بشيء أن يسعى اليه‪.‬‬
‫كما أن المدعى هو من أخذ زمام المبادرة برفع الدعوى واختيار الوقت الذي يناسبه‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فيجب من باب التوازن أال يختار أيضا المحكمة التي تناسبه‪.‬‬
‫فكل من يطالب خصمه عليه أن يقوم برفع دعواه أمام المحكمة التي يقع بدائرة‬
‫اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وهذا يعتبر إنصافا من المشرع للمدعى عليهم‪ ،‬وأن تكليفهم‬
‫مشقة التنقل الى محكمة المعي فيه ضرر لهم‪ ،‬إال إذا اتفق الطرفان على تحديد المحكمة‬
‫المختصة‪ ،‬كأن يتفق المتزوجان عرفيا على اختيار محكمة معينة لتثبيت عقد زواجهم‪.‬‬
‫"واذ يجوز للخصوم وفقا للمادة ‪ 46‬من القانون الجديد‪ ،‬والتي احتفظت بفحوى المادة ‪28‬‬
‫من قانون االجراءات المدنية (القديم)‪ ،‬الحضور باختيارهم أمام القاضي حتى ولو لم يكن‬
‫مختصا إقليميا‪ ،‬على أن يوقع الخصوم على تصريح بطلب التقاضي‪ ،‬واذا تعذر التوقيع يشار‬
‫إلى ذلك‪ .‬ويكون القاضي مختصا طيلة الخصومة‪ ،‬كما يمتد االختصاص في حالة اإلستئناف‬
‫‪3‬‬
‫إلى المجلس القضائي التابع له"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية لالختصاص اإلقليمي‬
‫تتحدد الطبيعة القانونية لالختصاص اإلقليمي من القواعد التي تنظمه فهذه القواعد م رنة‬
‫يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتها‪.‬‬
‫"هذه القواعد تراعي التيسير على المتقاضين وتمكين كل واحد منهم من أن يحدد محكمة‬
‫قريبة منه ‪...‬فقواعد االختصاص اإلقليمي‪ ،‬تهدف إلى رعاية مصلحة المتقاضين‪ ،‬وتعمد إلى‬

‫قانون ‪ ،09_08‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحمن بزبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الرحمن بربارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫التيسير عليهم‪ ،‬وتأسيسا على ذلك اعتبرها المشرع ليست من النظام العام‪ ،‬وبالتالي يجوز‬
‫لألطراف االتفاق على مخالفتها‪ ،‬إال في حالة إستثنائية وردت على سبيل الحصر في نص‬
‫‪1‬‬
‫المادة‪ 40‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪.‬‬
‫وباعتبار االختصاص اإلقليمي ليس من النظام العام فعلى من يتمسك به أن يثيره قبل‬
‫أي دفاع في الموضوع‪ ،‬وأن يبن الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 52‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدا رية‪" ،‬يفصل القاضي الذي يثار أمامه‬
‫الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي إما بحكم مستقل يصرح فيه بعدم اختصاصه‪ ،‬أو بحكم في‬
‫الموضوع بعد استبعاد الدفع بعدم االختصاص‪ ،‬على أن يعذر الخصوم مسبقا في هذه الحالة‬
‫‪2‬‬
‫لتقديم طلباتهم في الموضوع "‪.‬‬
‫والبد من اإلشارة إلى أن القاضي ال يمكنه إثارة عدم اختصاصه من تلقاء نفسه ودون‬
‫طلب من الخصوم‪ ،‬كما أن المدعي ال يمكنه إثارة الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص اإلقليمي الخاص بقسم شؤون األسرة‬
‫في هذا الفرع نتطرق إلى اختصاص قسم شؤون األسرة في الدعاوي التي تضمنتها المادة‬
‫‪ 426‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أوال‪ ،‬ثم نتطرق ثانيا إلى الدعاوي التي نص عليها‬
‫المشرع في مواد أخرى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدعاوي التي تضمنتها المادة‪ 426 :‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫حيث أشارة المادة ‪ ،426‬صراحة إلى أن المحكمة المختصة إقليميا هي‪:‬‬
‫‪ _ 1‬محكمة موطن المدعى عليه عندما يكون موضوع النزاع يتعلق بالعدول عن الخطبة‪.‬‬
‫‪ _ 2‬محكمة وجود موطن المدعى عليه عندما يكون موضوع النزاع يتعلق بإثبات عقد‬
‫الزواج‪.‬‬
‫‪ _ 3‬محكمة موطن طالب الترخيص عندما يتعلق األمر بطلب الترخيص بالزواج‬
‫‪3‬‬
‫هذه الدعاوي تتعلق باالختصاص اإلقليمي لقسم شؤون األسرة فيما يتعلق بالزواج‪.‬‬
‫ولذلك فإن على المدعي أن يتبين المحكمة المختصة فإذا تعلق األمر بالخطبة واتمام‬

‫خليل بو صنوبرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحمن بربارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.41 -40‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫مراسيم الزواج من أحد األطراف فإن المحكمة المختصة هي موطن المدعى عليه‪.‬‬
‫كذلك بالنسبة لدعاوي إثبات الزواج‪ ،‬تكون المحكمة المختصة إقليميا هي محكمة موطن‬
‫المدعى عليه‪ ،‬أما في حالة طلب الترخيص بالزواج فهي محكمة موطن طالب الترخيص‪.‬‬
‫كما تختص محكمة موطن طالب الترخيص بالزواج طبقا للمادة ‪ 8‬من قانون األسرة‪،‬‬
‫والم تعلقة بتعدد الزوجات فإن الطلب يقدم إلى رئيس محكمة موطن طالب الترخيص‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬بالنسبة للدعاوي األخرى التي تضمنها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫أما فيما يتعلق بدعوى إثبات النسب فقد نصت المادة‪ 490 :‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية على‪" :‬ترفع دعوى االعتراف بالنسب‪ ،‬بالبنوة أو باألبوة‪ ،‬أو باألمومة لشخص مجهول‬
‫النسب أو إنكار األبوة‪ ،‬أمام محكمة موطن المدعى عليه"‪.‬‬
‫ونظ ار لخصوصية قضايا النسب أوجبت المادة نظرها في جلسة سرية بحضوز األطراف‬
‫وممثل النيابة العامة‪ ،‬ويتعلق األمر هنا سواء بسير الجلسة أو إجراء التحقيقات الالزمة في‬
‫‪1‬‬
‫الطلب القضائي الخاص بها من سماع األطراف والشهود وغيرهم‪.‬‬
‫أما بالنسبة لدعاوي التركة فيؤول االختصاص إلى المحكمة التي يقع فيها موطن المتوفى‪،‬‬
‫حتى وان وجدت بعض أمالك التركة خارج دائرة االختصاص اإلقليمي لهذه المحكمة ما لم‬
‫ينص القانون على خالف ذلك‪ .‬وهذا ما ورد النص عليه في المادة‪ 498 :‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫ومعنى هذا أنه يجوز ألطراف الدعوى أن يتفقوا على اللجوء إلى أي محكمة يختارونها‬
‫حتى ولو لم تكن مختصة إقليميا‪.‬‬
‫واالختصاص المحلي معناه إذا أقيمت أي دعوى بشأن أية قضية من هذه القضايا أمام‬
‫أية محكمة غير تلك التي منحها القانون صالحية االختصاص بالفصل فيها ودفع المدعى‬
‫عليه بعدم االختصاص اإلقليمي للمحكمة التي يشكل قسم شؤون األسرة أحد فروعها فمن‬
‫واجب القاضي أن يناقش هذا الدفع وله أن يرفضه أو يقبله‪ .‬فإن قبله قضى بعدم االختصاص‬
‫‪2‬‬
‫اإلقليمي‪ ،‬وان رفضه أكمل مناقشة الدعوى‪.‬‬

‫يعقوبي عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ضوء اجتهادات الجهات القضائية العليا‬ ‫‪1‬‬

‫شرح الكتابين الثاني والثالث ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬ص‪.5‬‬
‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫وهنا تجدر اإلشارة إلى أن ما ينطبق على االختصاص العام للمحاكم‪ ،‬ينطبق تماما على‬
‫ما يختص به قسم شؤون األسرة‪.‬‬
‫وليس للقاضي أن يثير عدم اختصاص المحكمة من تلقاء نفسه وانما يكون دفعا شكليا‬
‫يثار من الخصوم قبل إبداء أي دفع في الموضوع ويكون الدفع بعدم االختصاص بصفة عامة‬
‫إخراج النزاع من والية المحكمة المعروض عليها الدعوى وأنها ال تختص بنظرها طبقا لقواعد‬
‫‪1‬‬
‫االختصاص‪.‬‬
‫فمثال يمكن في دعوى اثبات الزوج العرفي أن يفق الطرافان على رفع دعواهم ولو أمام‬
‫محكمة ليست بمكان إقامتهما أو إقامة أحدهما‪.‬‬

‫حسين بوشينة و نبيل صقر‪ ،‬الدليل العملي للمحامي في المواد المدنية تحرير العارئض مبادئ عامة في تحريري العرائض‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عين مليلة‪ -‬الجزائر‪ ،‬طبعة جديدة‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬

‫خالصة‪:‬‬
‫ما يمكن استخالصه من هذا الفصل‪ ،‬أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية يحدد من خالل‬
‫الشروط الشكلية أطراف الدعوى‪ ،‬والشروط الواجب توافرها في المدعي والمدعى عليهم كما أنه‬
‫يحدد شكل عريضة افتتاح الدعوى والبيانات الهامة التي يجب توافرها‪ ،‬كما يحدد إجراءات‬
‫التبليغ والبيانات الواجبة في محضر التكليف بالحضور‪ ،‬وكذا اختصاص أقسام شؤون األسرة‬
‫نوعيا واقليميا‪ ،‬ومن خالل ذلك تطرقنا إلى أهم الدعاوي التي يختص بها قسم شؤون األسرة‬
‫في قضايا الزواج وآثاره‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫إثبات الزواج وآثاره على‬
‫ضوء قرارات المحكمة العليا‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن إثبات الزواج من اإلشكاالت التي تثار في المجتمعات العربية واإلسالمية وألن العالقة‬
‫بين الرجل والمرأة تكتسي طابعا ممي از يتمثل في الرباط المقدس والذي سماه هللا سبحانه وتعالى‬
‫بالرباط الغليظ‪ ،‬فقد حرص المشرع الجزائري شأنه شأن بقية التشريعات العربية‪ ،‬أن يسن له‬
‫قانون األسرة المعدل والمتمم الذي يضبط الزواج وطرق إثباته‪.‬‬
‫وألن عقد الزواج هو الوسيلة والرخصة الشرعية والقانونية الوحيدة التي تنظم العالقات‬
‫الجنسية بين الرجل والمرأة وتجلها حالال بعدما كانت حراما‪ ،‬كما أنه السبب في إثبات النسب‬
‫واثبات الواجبات والحقوق الزوجية بين الزوجين وبين أبنائهما الشرعيين‪.‬‬
‫فإننا نسعى من خالل هذا الفصل إلى طرق إثبات الزواج سواء كان رسميا مسجال‬
‫بسجالت الحالة المدنية‪ ،‬أو كان زواجا عرفيا حسب التقاليد المتبعة‪ ،‬وطرق إثباته واألثار‬
‫المتربة عن الزواج الرسمي والزواج العرفي‪ ،‬وأهم ال ق اررات الصادرة عن المحكمة العليا في هذا‬
‫الشأن‪.‬‬
‫وألن هذا العقد هو أساس صفة الزوجية فإننا نتطرق إلى إثبات الزواج على ضوء‬
‫ق اررات المحكمة العليا في المبحث األول‪ ،‬وفي المبحث الثاني إلى آثار الزواج العرفي على‬
‫ضوء ق اررات المحكمة العليا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫المبحث األول‪ :‬إثبات الزواج على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬


‫ينص قانون األسرة على وجوب تسجيل عقد الزواج في وثيقة رسمية ال يعتد بسواها في‬
‫حالة تنازع الزوجين‪ ،‬ولقد أخص المشرع الجزائري في قانون األسرة قسما متعلقا بعقد الزواج‬
‫و إثباته ابتداء من المادة ‪ 18‬إلى المادة ‪ .22‬مع أن المادة ‪ 21‬تحيلنا إلى قانون الحالة المدنية‬
‫‪1‬‬
‫لمعرفة إجراءات تسجيل عقد الزواج والوثائق االالزمة لهذا التسجيل‪.‬‬
‫كما أنه قد يحصل أن يحدث زواج بين رجل و امرأة ولكن قد اليتم تسجيله سواء كان ذلك عن‬
‫قصد أو عن غير قصد‪.‬‬
‫ولذلك فإننا نتناول إثبات الزواج الرسمي واآلثار المترتبة عنه في المطلب األول‪ ،‬أما‬
‫المطلب الثاني فنخصصه إلى إثبات الزواج العرفي وآثاره على ضوء ق ار ار المحكمة العليا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إثبات الزواج الرسمي واآلثار المتربة عنه‬
‫في هذا المطلب نتطرق إلى إثبات الزواج الرسمي في الفرع األول‪ ،‬وفي الفرع الثاني اآلثار‬
‫المترتبة عنه‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إثبات الزواج الرسمي‬
‫لقد نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 18‬من قانون األسرة على ما يل ي‪ :‬يتم عقد الزواج‬
‫أمام الموثق أو أمام موظف مؤهل قانونا مع مراعاة ماورد في المادتين ‪ 9‬و‪9‬مكرر من هذا‬
‫‪2‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إثبات الزواج الرسمي في الحاالت العادية‬
‫يعتبر عقد الزواج وثيقة رسمية وقانونية وشرعية إلثبات واقعة الزواج من خالل تسجيله‬
‫بسجالت الحالة المدنية‪ ،‬ويختص بذلك ضباط مؤهلون للقيام بتسجيل عقد الزواج دون غيرهم‬
‫من موظفي الحالة المدنية‪ ،‬كما أن الموثق باعتباره ضابط عمومي فإن المشرع أجاز له إبرام‬
‫عقد الزواج وتحريره ضمن الشروط المنصوص عليها في قانون الحالة المدنية‪.‬‬

‫مولود ديدان وآخرون‪ ،‬قانون األسرة الجزائري‪ ،‬دار بلقيس للنش ـ ـ ـ ــر‪ ،‬الج ازئـ ـ ـ ــر‪ ،‬دون طبع ـ ــة‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬ص‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫القانون رقم‪ 05_09 :‬المؤرخ في ‪ ، 2005_ 05_04‬المتضمن الموافقة على األمر ‪ 05_02‬المؤرخ في ‪_02_27‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2005‬المعدل والمتمم للقانون ‪ 11 _84‬المؤرخ في‪ ،1984 _06_19 :‬المتضمن قانون األسرة الجزائري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،15‬سنة ‪.2005‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫وقد نصت المادة‪ 71 :‬من قانون الحالة المدنية معدلة بالقانون ‪ 14/08‬على ما يلي‪:‬‬
‫"يختص بعقد الزواج ضباط الحالة المدنية أو الموثق الذي يقع في نطاق دائرة محل إقامة‬
‫طالبي الزواج أو أحدهما أو المسكن الذي يقيم فيه أحهما باستمرار مدة شهر واحد على األقل‬
‫‪1‬‬
‫لى تاريخ الزواج "‪.‬‬
‫وقد بينت المادة الثانية من القانون ‪ 08_14‬التي تعدل وتتمم المواد‪ 3 ،2 ،1 :‬و‪ 6‬و ‪9‬‬
‫و‪ 23 ،11‬من األمر ‪ 20_70‬من هم ضباط الحالة المدنية في الداخل والخارج كما يلي‪:‬‬
‫المادة األولى‪" :‬إن ضباط الحالة المدنية هم رئيس المجلس الشعبي البلدي وفي الخارج‬
‫‪2‬‬
‫رؤساء البعثات الدبلوماسية المش رفون على دائرة قنصلية ورؤساء المراكز القنضلية"‪.‬‬
‫كما أنه يمكن لرئيس البلدية أن يفوض أحد الموظفين المؤهلين للقيام بنفس المهام المسندة‬
‫له‪ ،‬وكذا كيفية من ينوب عن رؤساء البعثات الدبلوماسية المش رفين على دائرة قنصلية ورؤساء‬
‫المراكز القنصلية ضمن الشروط المنصوص عليها في القانون وذلك بموجب المادة الثانية من‬
‫قانون الح الة المدنية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫وقد حددت المادة الثانية من الققانون ‪ 08_14‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 20 _70‬المتعلق‬
‫‪3‬‬
‫بالحالة المدنية في فقرتها الثانية على أن يتولى ضابط الحالة المدنية بتحرير عقود الزواج‪.‬‬
‫وعلى ضابط الحالة المدنية أن يراعي الوثائق المطلوبة لتحرير عقد الزواج والتي تشترطها‬
‫المادة ‪ 74‬من قانو الحالة المدنية‪.‬‬
‫وأن يتأكد من رضا الزوجين وحضور الشاهدين والولي قبل تحرير عقد الزواج كما ألزم‬
‫قانون األسرة تقديم شهادة طبية تثبت خلو الزوجين من األمراض‪ ،‬وانعدام المانع من الزواج‬
‫ومثال ذلك الزواج باحد المحرمات أو زواج المسلمة من عير المسلم‪ ،‬كما أنه يجب على‬
‫ضابط الحالة المدنية أو الموثق أو رؤساء البعثات الدبلوماسية المش رفين على دائرة قنصلية‬

‫قانون رقم‪ 08 _ 14 :‬مؤرخ في ‪ 13‬شوال عام ‪ ،1435‬الموافق ل ‪ 9‬غشت ‪ ، 2014‬يعدل ويتمم األمر رقم‪20_70 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫المؤرخ في ‪ 13‬ذي الحجة عام ‪ ،1389‬الموافق ل ‪ 19‬فبراير ‪ ، 1970‬المتعلق بالحالة المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،49‬‬
‫سنة ‪.2008‬‬
‫قانون ‪ ،08_14‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫أو رؤساء المراكز القنصلية أو من ينوب عنهم أن يتحروا أثناء عقد الزواج وقبل تحريره الى‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إثبات الزواج الرسمي في حالة وجوب رخصة‬
‫‪ _1‬حالة وجوب رخصة رئيس المحكمة لعقد الزواج‪:‬‬
‫وهي تخص فئتين الفئة األولى بالنسبة لعدمي األهلية طبقا للمادة ‪ 07‬من قانون األسرة‬
‫التي حدد المشرع سن الزواج بالنسبة للزوجين ب ‪ 19‬سنة كاملة‪ ،‬وفي حالة عدم اكتمال‬
‫أحدهما أو كالهما السن القانونية يمكن لرئيس المحكمة أن يرخص بالزواج‪ ،‬على أنه يكون‬
‫كامل األهلية فيما تعلق بتوابع الزواج‪ ،‬أما الفئة الثانية المعنية برخصة رئيس المحكمة فهي‬
‫الفئة التي ذكرتها المادة ‪ 08‬من قانون األسرة والتي تتعلق بتعدد الزوجات‪ ،‬فعلى كل من يرغب‬
‫في الزواج من ثانية أن يطلب ترخيصا بالزواج من رئيس المحكمة‪.‬‬
‫‪ _2‬وجوب رخصة الوالي لعقد الزواج‪:‬‬
‫هذه الرخصة تتعلق بزواج األجانب وعقد قرانهما في الجزائر يخضع الى رخصة من الوالي‬
‫تبعا للتعليمة الصادرة عن و ازرة الداخلية‪ .‬ذلك انه‪" :‬بتاريخ ‪ 180/02/11 :‬وزعت ازرة الدالية‬
‫التليمة رقم ‪ 2‬على الوالة والمديرين العامين لألمن الوطني تتعلق بوجوب رخصة إلبرام عقد‬
‫زواج األجانب أمام ضابط الحالة المدنية الجزائري‪ .‬وتضمنت هذه التعليمة ثالث حاالت من‬
‫عقود الزواج هي‪:‬‬
‫حالة زواج أجنبيين حاصلين على بطاقة االقامة‪ ،‬وحالة كون الزوج أجنبي مقيم مع‬
‫زوج أجنبي غير مقيم‪ ،‬وحالة كون الزوج المستقبل للجزائري هو أجنبي‪ ،‬كما تضمنت مبدأ‬
‫زواج المسلمة الجزائرية بغير المسلم غير جائز وممنوع بتاتا‪ .‬وال يمكن إعطاء رخصة بهذا‬
‫‪1‬‬
‫الشأن‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والط الق بعد التعديل ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة معدلة‪ ،‬سنة ‪ ،2018‬ص ‪.60‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫‪ _ 3‬وجوب رخصة لألسالك األمنية‪:‬‬


‫كما أنه البد أن تسلم رخصة من مصالح األمن بالنسبة لموظفي سلك األمن بصفة عامة‬
‫ووجوب تسليمها لضابط الحالة المدنية قبل تحرير عقد الزواج‪.‬‬
‫ان سلطة ومسؤولية الموثق وضابط الحالة المدنية بالنسبة لتح رير عقد الزواج وفقا‬
‫للمعلومات التي يقدمها الزوجان عن هوية كل واحد منهما وهوية والدي كل منهما‪ ،‬وفقا‬
‫لألشكال والقواعد والشروط التي حددها قانون الحالة المدنية وقانون األسرة النعقاد ال زواج‬
‫وصحته ‪ ....‬وأن القانون لم يخولهما سلطة التحقق من ذلك فقط بل قرر في المادة ‪ 77‬من‬
‫قانون الحالة المدنية معاقبة كل من ضابط الحالة المدنية والموثق الذين ال يحترمان تطبيق‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراءات أو األشكال والقواعد المتعلقة بكيفية إبرام وتحرير عقود الزواج وتسجيلها‪.‬‬
‫وهنا البد أن نشير إلى أن المشرع قد أسبغ على مواد قانون الحالة المدنية صفة‬
‫اإللزامية وجعلها من النظام العام الذي ال يجوز االتفاق على مخالفتها لما لعقد الزواج من قوة‬
‫اإلثبات في العالقة بين الرجل والمرأة وألنه يرتب حقوقا والتزامات تجاه كل من الزوجين وهو‬
‫الوسيلة الوحيدة الشرعية والقانونية كما اسلفنا إلضفاء صفة الزوجية‪.‬‬
‫وأن المادة ‪ 72‬من قانون الحالة المدنية نصت على ما يلي‪" :‬يسجل ضابط الحالة‬
‫المدنية عقد الزواج في سجالته حال إتمامه أمامه ويسلم إلى الزوجين دفت ار عائليا مثبتا‬
‫‪2‬‬
‫للزواج"‪.‬‬
‫وهنا تجدر اإلشارة إلى أن إثبات الزواج الرسمي يتم بمستخرج من سجالت الحالة‬
‫المدنية بعد تسجيل عقد الزواج من طرف ضابط الحالة المدنية‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار للمحكمة العليا (قرار غير منشور) ملف رقم‪ 12529 :‬بتاريخ‪:‬‬
‫‪.1975/04/21‬‬
‫" من المقرر قانونا بأنه ال يسوغ ألي شخص أن يدعي صفة الزوجية ما لم يثبت ذلك بعقد‬
‫‪3‬‬
‫مسجل في دفتر الحالة المدنية"‪.‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.175 -174‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانون رقم‪ ،08_14 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة عن الزواج الرسمي‬


‫كل زواج رسمي مسجل بسجالت الحالة المدنية حسب األشكال التي سبق ذكرها يرتب‬
‫آث ار تختلف حسب العقد المبرم بين الطرفين‪ ،‬ولكال الزوجين الحق في الحصول على مستخرج‬
‫من سجالت الحالة المدنية واثبات الحقوق المتولدة عن هذا الزواج‪ ،‬واإلحتجاج به أمام القضاء‬
‫من أجل الحصول على الحق المترتب عن العالقة الزوجية‪ ،‬سواء كان هذا الحق ماديا أو‬
‫أدبيا‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اآلثار األدبية المشتركة بين الزوجين‬
‫ومن الحقوق األدبية المترتبة عن عقد الزواج ما نصت عليه المادة ‪ 36‬من قانون‬
‫األسرة‪ 1 .‬نرى ان المشرع جمع كل حقوق وواجبات الزوجين في المادة ‪ 36‬وأخضع العالقات‬
‫المالية بين الزوجين إلي ما تضمنته المادة ‪ 37‬المعدلة بفقرتيها األولى والثانية ‪....‬‬
‫ولهذا فإننا سنكتفي بذكر هذه الحقوق والواجبات المشتركة على النحو التالي وهي‪:‬‬
‫_ المحافظة على الروابط الزوجية وواجبات الحياة المشتركة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫_ المعاشرة بالمعروف وتبادل اإلحترام والمودة والرحمة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫_ التعاون على مصلحة األسرة‪ ،‬ورعاية األوالد‪ ،‬وحسن تربيتهم‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫_ التشاور في تسيير شؤون األسرة وفي تباعد الوالدات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫_ حسن معاملة كل منهما ألبوي اآلخر‪ ،‬واقا ربه‪ ،‬واحترامهم‪ ،‬وزيارتهم‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫_ المحافظة على روابط القرابة‪ ،‬والتعامل مع الوالدين واألقربين بالحسنى‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪2‬‬
‫_ زيارة كل منهما ألبويه وأقاربه‪ ،‬واستضافتهم بالمعروف‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫وقد ركز المشرع الجائري في هذه المادة على الحقوق والواجبات الزوجية وهي من اآلثار‬
‫األدبية بينهما وقد استعمل المشرع العبارات الدالة على ذلك من خالل استعمالة عبارة المعاشرة‬
‫بالحسنى المودة والرحمة تربية البناء زيارة األقارب واألهل وكلها تدخل ضمن اآلثار األدبية‬
‫لعقد الزواج‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ ،11 _84‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫غير أن المشرع الجزائري من خالل المادة ‪ 37‬من قانون األسرة تطرق إلى المسائل المادية‬
‫وهي الذمة المالية بين الزوجين‪.‬‬
‫غير عقد الزواج الرسمي المسجل بسجالت الحالة المدنية أو عند الموثق الذي يجب عليه‬
‫أن يسجله في السجالت الرسمية للحالة المدنية‪ ،‬قد يتخذ بعض األوصاف منها أن يكون‬
‫صحيحا أو فاسدا أو باطال‪.‬‬
‫ولذلك فإن اآلثار المترتبة عنه تختلف حسب الوصف الذي يأخذه عقد الزواج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لعقد الزواج الصحيح‬
‫يترتب عن عقد الزواج الصحيح ثبوت نسب األبناء ووجوب النفقة والحق في الميراث‬
‫لهما وألبنائهما في حالة وفاة أحد الزوجين‪.‬‬
‫‪ _ 1‬ثبوت النسب‪:‬‬
‫إن عقد الزواج الصحيح الذي تم بطريقة رسمية أمام موظف الحالة المدنية أو أمام‬
‫الموثق‪ ،‬فإنه غالبا ما يخلوا من النزاعات سواء ما تعلق بإثبات نسب األبناء أو ما تعلق‬
‫بوجوب النفقة والحق في الميراث ألن وسيلة إثبات العالقة الزوجية ال تحتاج إلى عناء وال‬
‫يمكن ألي منهما إنكار العالقة الزوجية إال في في حالة االدعاء بتزوير عقد الزواج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قال تعالى‪{ :‬وهو الذي خلق من الماء بش ار فجعله نسبا وصه ار وكان ربك قديرا}‪.‬‬
‫فأي ولد ينتج عن الزواج الصحيح يمكن أن ينسب إلى زوج أمه أي والده متى كان هذا‬
‫الزواج شرعيا وقانونيا‪ .‬ومتى أمكن االتصال الجنسي بين الزوجين‪ ،‬ولم يكن الزوج قد نفاه‬
‫بالطرق الشرعية كالمالعنة ومتى حصلت والدة هذا المولود خالل أقل مدة الحمل التي هي‬
‫‪2‬‬
‫ستة شهور وأكثرها التي حددها قانون األسرة بعشرة شهور‪.‬‬
‫فإذا كان العقد صحيحا وجب تحقق ثالثة شروط لثبوت نسب االبن لوالده هي‪:‬‬
‫إمكانية االتصال بين الزوجين‪ ،‬وعدم نفي النسب‪ ،‬ووالدة الولد بين أدنى مدة الحمل وأقصاها‪.‬‬

‫(سورة الفرقان‪ ،‬اآلية ‪.)54‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون أألسرة في ثوبه الجديد حكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫_ إمكانية االتصال الجنسي‪:‬‬


‫يجب إلمكانية إسناد الولد إلى والده أن تتوفر حالة التالقي بين الزوجين وحالة االتصال‬
‫الجنسي بينهما بصورة فعلية ألنه إذا ثبت أو تأكد عدم االتصال وعدم التالقي فال يثبت‬
‫‪1‬‬
‫النسب‪.‬‬
‫غير أن حالة عدم التالقي يصعب إثباتها في وجود عقد رسمي مسجل بسجالت الحالة المدنية‬
‫وصحة العقد المبرم بين الطرفين‪ ،‬وقد ذهب القضاء الجزائري إلى أنه وفي حالة عدم نفي الولد‬
‫بالطرق الشرعية فإنه ال مجال للحديث عن إمكانية التالقي من عدمه‪.‬‬
‫_ عدم نفي الولد بالطرق الشرعية‪:‬‬
‫إن الشرط الثاني الذي يجب توفره إلمكانية إسناد الولد إلى أبيه‪ ،‬ال بد من قيام الزواج‬
‫الصحيح وامكنية التالقي هو أن ال يكون الزوج قد نفى نسب الولد بالطرق الشرعية المتمثلة‬
‫في اللعان‪.‬‬
‫واللعان هو أن يتهم الزوج زوجته بالخ يانة الزوجية أثناء قيام الرابطة الزوجية بعقد صحيح‬
‫مع إمكنية االتصال‪ ،‬وصورته أن يتالعن الزوج والزوجة أمام القضاء بحيث يحلف الزوج باهلل‬
‫أربع مرات أنه لصادق فيما يتهمها به‪ ،‬من أن الولد ليس منه‪ ،‬ويقول في الخامسة أن غضب‬
‫هللا عليه إن كان من الكاذبين‪ ،‬ثم بعد ذلك تحلف الزوجة أربع مرات باهلل أنه لمن الكاذبين‬
‫‪2‬‬
‫فيما اتهمها به‪ ،‬و في الخامسة ان غضب هللا عليها إن كان من الصادقين‪.‬‬
‫_ ميالد االبن خالل المدة التي حددها القانون‪:‬‬
‫وهي أقل مدة للحمل ستة أشهر من العالقة الزوجية بعقد صحيح وامكانية اإلتصال‬
‫وعدم النفي بالطرق الشعية‪ ،‬وأقصى مدة بعد اإلنفصال هي عشرة أشهر‪.‬‬
‫ولذلك فإذا ولد الطفل في مدة أقل من ستة أشهر من بداية العالقة الزوجية بعقد صحيح‬
‫فإن الولد الينسب للزوج باعتبار أن أقل مدة هي ستة اشهر‪ ،‬فإذا ولد في أربعة أشهر مثال‬
‫فإن الولد يكون من غير الزوج الذي أثبت عالقته بالزوجة لمدة أقل من مدة الحمل المقررة‬
‫قانونا إلثبات النسب‪.‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 209‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.210 -209‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫وكذلك إذا ولد الطفل في مدة أكثر من عشرة أشهر‪ ،‬فإن الولد ال يمكن أن ينسب إلى‬
‫الزوج الذي طلق زوجته وأثبت ذلك بعق د مسجل بسجالت الحالة المدنية يبين أن االنفصال‬
‫يفوق عشرة أشهر‪.‬‬
‫جاء في قضاء المكمة العليا غرفة األحوال الشخصية ق ار ار يقضي بما يلي‪:‬‬
‫" ‪ ....‬ومن الثابت في قضية الحال أن الولد ولد في مدة حمل أكثر من ستة أشهر وأن‬
‫قضاة الموضوع أخطأوا كثي ار عندما اعتمدوا على الخبرة ووزن الولد واللعان الذي لم تتوفر‬
‫شروطه الذي ال يتم أمام المحكمة‪ ،‬بل في المسجد العتيق‪ ،‬فإنهم بقضائهم بفسخ عقد الزواج‬
‫والحاق النسب بأمه أخطأوا في تطبيق القانون‪ ،‬وخالفوا أحكام المادتين ‪ 42 ،41‬من قانون‬
‫‪1‬‬
‫األسرة‪ .‬ملف رقم‪.172379 :‬‬
‫وعادة ال يثور أي إشكال حول نسب األبناء إذا كان عقدالزوج صحيحا ومسجال في‬
‫سجالت الحالة المدنية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن للزوج أن ينفي ولده إال بالطرق الشرعية وهي اللعان‬
‫كما سبق ذكره‪.‬‬
‫غير أن إثبات نسب األبناء يكون بجميع الطرق بما فيها الوسائل العلمية اعتمادا على القاعدة‬
‫التي مفادها "إحياء الولد ال قتله"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بالنسبة للزواج الفاسد و الباطل‬
‫وقد يكون العقد غير صحيح و هذا يفيد أنه إما أن يكون فاسدا أو باطال‪ ،‬ولذلك سوف‬
‫نعرض رأي جمهور الفقهاء وما ذهب إليه المشرع الجزائري‪.‬‬
‫_ رأي جمهور الفقهاء‪:‬‬
‫ذهب جمهور الفقهاء إلى أن العقد غير الصحيح قسم واحد فال فرق بينهم بين العقد‬
‫‪2‬‬
‫الباطل والعقد الفاسد‪ .‬سواء اختل ركن أو اختل شرط فال يرتب عليه أي أثر‪.‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقا وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬ ‫‪1‬‬

‫مولد ديدان وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫_ موقف المشرع الجزائري‪:‬‬


‫لم يبين قانون األسرة حاالت الزوا ج المتفق على فساده وال على أنواع الزواج الفاسد‬
‫مكتفيا بذكر بعض اآلثار القانونية التي تترتب عليه في المادتين (‪ )34_33‬من قانون األسرة‪،‬‬
‫مما يستوجب الرجوع إلى أحكام الشريعة اإلسالمية (المادة ‪ 222‬من قانون األسرة)‪.‬‬
‫_ أغفل المشرع إلى أنه يشترط ثبوت النسب في الزواج الباطل (المادة ‪ 34‬قانون األسرة) وكذا‬
‫في الزواج المتفق على فساده (المادة ‪ 2/33‬قانون األسرة) أن يكون الزوج حسن النية كأن‬
‫يتزوج الرجل امرأة محرمة عليه شرعا دون علمه رغم بطالن الزواج فإذا ثبت حسن النية تستب أر‬
‫المرأة ويلحق نسب األبناء (المادة ‪ 34‬و ‪ 40‬قانون األ سرة) كما يترتب على الزواج بعد الدخول‬
‫‪1‬‬
‫الصداق ( المادة ‪ 16‬قانون األسرة )‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 32‬من قانون األسرة الجديد‪" :‬يبطل الزواج إذا اشتمل على مانع أو شرط‬
‫‪2‬‬
‫يتنافى ومقتضيات العقد"‪.‬‬
‫كما نصت المادة‪ 33 :‬من نفس القانون على‪" :‬يبطل الزواج إذا اختل ركن الرضا"‪.‬‬
‫إذا تم الزواج بدون شاهدين أو صداق أو ولي في حالة وجوبه‪ ،‬يفسخ قبل الدخول وال صداق‬
‫‪3‬‬
‫فيه‪ .‬ويثبت بعد الدخول بصداق المثل‪.‬‬
‫ومن مراجعة هذه المواد يتضح لنا أن المادة ‪ 34‬هي وحدها التي تنص على فسخ عقد‬
‫الزواج بعد الدخول ويترتب عليه ثبوت النسب واالستبراء أما المادة ‪ 32‬فانها تقرر البطالن‬
‫إذا اشتمل العقد على مانع أو على شرط ينافيه وليس بها أي ذكر للفسخ كما أن المادة ‪33‬‬
‫‪4‬‬
‫تقرر البطالن أيضا كلما اختل ركن الرضا وليس بها فسخ عقد الدخول‪.‬‬
‫وألن إثبات النسب هو من أهم اآلثار المترتبة عن عقد الزواج فقد أورد المشرع في‬
‫المادة‪ 40 :‬من قانون األسرة المعدل‪ ،‬حيث نصت على ما يلي‪ ":‬يثبت النسب بالزواج الصحيح‬

‫بلحاج العربي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري _أحكام الزواج ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫السادسة‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬ص ‪.506‬‬


‫قانون رقم ‪ ،05_09:‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص‪.106‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫أو باإلقرار أو بالبينة أو بنكاح الشبهة أو بكل زواج تم فسخه بعد الدخول طبقا للمواد ك ‪،32‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 34 ،33‬من هذا القانون‪ ،‬ويجوز للقاضي اللجوء إلى الطرق العلمية إلثبات النسب‪.‬‬
‫ومما استقر عليه الفقه والقضاء هو ما قضت به المحكمة العليا في مسألة الزواج‬
‫الباطل الذي اختل أركانه فذهب إلي ما يلي‪:‬‬
‫"‪..‬المقرر شرعا أن الزواج الذي ال يتوافر على األركان المقررة شرعا يكون باطال‪ ،‬من‬
‫ثم فال تعتبر العالقة غير الشرعية بين الرجل والمراة زواجا‪ ،‬ولما كان كذلك فإن القضاء بما‬
‫يخالف هذا المبدأ يعد خ رقا لمبادىء الشريعة اإلسالمية"‪.‬‬
‫إذ ثبت _في قضية الحال_ أن العالقة التي كانت تربط بين الطرفين عالقة غير شرعية‬
‫إذ اعترف كالهما بأنه كان يعاشر ص احبه جنسيا‪ ،‬فإن قضاة االستئناف باعطائهم إشهادا‬
‫للمستأنف على اعترافه بالزواج وتصحيحه والحاق نسب الولد بأبيه وتقرير حقوق المستأنفة‬
‫خرقوا أحكام الشريعة االسالمية‪ .‬ومتى كان استوجب نقض القرار المطعون فيه دون إحالة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار صادر بتاريخ‪ 1984_10_08 :‬ملف رقم‪.34137 :‬‬
‫كذلك ما قضت به المحكمة العليا فيما تعلق بالزواج في العدة الذي هو زواج باطل‪.‬‬
‫" ‪ ....‬من المقرر شرعا أن الزواج في العدة باطل من المقرر قانونا أن مدة الحمل ستة‬
‫أشه وأقصاها عشرة أشهر"‪.‬‬
‫ومتى تبين _ في قضية الحال_ أن الزواج وقع على امرأة مازالت في عدة الحمل وأن‬
‫الحمل وضع بعد أربعة أشهر من تاريخ الزواج الثاني‪ ،‬وأن قضاة الموضوع بقضائهم باعتبار‬
‫الطاعنة بنت للزوج الثاني اعتمادا على قاعدة الولد للفراش‪ ،‬مع أن الزواج الثاني باطل شرعا‬
‫‪3‬‬
‫فإنهم بقضائهم كما فعلوا خالفوا القانون وخرقوا أحكام الشريعة اإلسالمية ‪ .‬ملف ‪.193825‬‬
‫ومن هذا النطلق نستطيع أن نقول أن الزواج الباطل ال يترب أي أثر وأن العالقة تصبح‬
‫في حكم المعدوم‪.‬‬

‫القانون رقم‪ ،05_09 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.101- 100‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫فالزواج الباطل ال يفيد حكما أصال سواء وقع به دخول أو لم يقع به دخول وبناء على‬
‫ذلك ال يثبت به بين الزوجين أحكام الزواج الصحيح كالنفقـ ــة والنسب والعـ ـ ــدة وحرم ـ ــة‬
‫‪1‬‬
‫المصاهرة‪.‬‬

‫_ النفقة كأثر من آثار الزواج‪:‬‬


‫المبدأ العام أن نفقة الزوجة على زوجها واجبة متى تم الدخول بها وبدعوتها إليه ببينة‬
‫وأن المشرع نص على ذلك صراحة من خالل المادة‪ 74 :‬من قانون األسرة‪ ،‬التي جاء فيها‪:‬‬
‫" تجب نفقة الزوجة على زوجها بالدخول بها أو دعوتها إليه ببينة‪ ،‬مع مراعاة أحكام‬
‫‪2‬‬
‫المواد‪ ،80 ،79 ،78 :‬من هذا القانون"‪.‬‬
‫" إن نفقة الزوجة مبدئيا واجبة على زوجها سواء كان موس ار غنيا‪ ،‬أو معس ار فقي ار ومن‬
‫حق الزوجة أن تطالب بها في كل وقت وما دامت في عصمته شرعا‪ ،‬وما دام عقد الزواج‬
‫قائما ولم يصدر حكما قضائيا بانحالله ‪.‬‬
‫واذا توقف الزوج عن اإلنفاق عن زوجته المدخول بها فإن من حقها أن ترفع دعوى‬
‫أمام القضاء ضده‪ .‬وتطلب الحكم عليه باالنفاق عليها سواء كانت ما تزال تقيم بمنزل الزوجية‬
‫‪3‬‬
‫أو تركته وتقيم في منزل أهلها"‪.‬‬
‫ولذلك فإن نفقة الزوجة واجبة على زوجها حتى ولو كانت ميسورة الحال أو كانت عاملة‬
‫فلم ينص المشرع الجزائري على حالة الزوجة العاملة وانما اكتفى بذكر المرأة المدخول بها‬
‫والتي دعيت إليه ببينة وهنا اليسقط حق الزوجة في النفقة إال إذا رفضت االلتحاق ببيت‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫وقد جاء في قضاء المحكمة العليا ما يلي‪:‬‬
‫من المقرر شرعا أن يسار الزوجة اليسقط حقها وحق أوالدها في النفقة بدون مبرر شرعي‪.‬‬

‫ابراهيم عبد الرحمن ابراهيم‪ ،‬الوسيط في شرح قانون األحوال الشخصية الزواج والفرقة وحقوق األقارب‪ ،‬القسم األول‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬دون طبعة سنة ‪ ،1999‬ص ‪.79‬‬
‫القانون رقم‪ ،05_09 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫وأن قضاة الموضوع بقضائهم بإلغاء النفقة المقضي بها في الح كم المستانف بحجة يسار‬
‫الزوجة الطاعنة رغم عدم إثبات عسر المطعون ضده أخطأوا تطبيق القانون‪ .‬رقم‬
‫القرار‪ 237148:‬تا ريخ القرار‪.2000/02/ 22:‬‬
‫إن قضاة الموضوع بقضائهم بإلغاء النفقة المقضي بها في الحكم المستأنف بحجة يسار‬
‫الزوجة الطاعنة رغم عدم إثبات عسر المطعون ضده أخطأوا في تطبيق القانون‪ .‬ملف رقم‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 39394‬بتاريخ ‪.1986/02/10:‬‬
‫ومن خالل ما جاء في قضاء المحكمة العليا والذي يمكن استنتاجه من الق اررين‬
‫السابقين أن حق الزوجة في النفقة ال يسقط إذا كانت ميسورة الحال إال إذا تم إثبات إعسار‬
‫الزوج‪.‬‬
‫أما الحالة الحيدة التي يسقط فيها حقها في النفقة هي حالة نشوز الزوجة وال يثبت ذلك‬
‫إال بحكم من المحكمة‪.‬‬
‫فإذا غضبت الزوجة واستقرت ببيت أهلها وأقام الزوج دعوى أمام القضاء بالرجوع إلى‬
‫بيت الزوجية وحكم له بذلك‪ ،‬وامتنعت الزوجة عن تنفيذ الحكم ورفضها صراحة أو ضمنا‬
‫العودة إلى بيت الزوجية فإن حقها يسقط في النفقة وتصبح في حكم الناشز‪.‬‬
‫أما نفقة األوالد فإنها واجبة على والدهما "لقد نصت المادة ‪ 75‬من قانون األسرة على‬
‫أنه تجب نفقة الوالد على ولده ما لم يكن له مال‪ .‬فبالنسبة إلى الذكر إلى سن الرشد وبالنسبة‬
‫إلى اإلناث إلى الدخول بهن‪ .‬وتستمر في حالة ما إذا كان الولد عاج از آلفة عقلية أو بدنية أو‬
‫م ازوال للدراسة‪ ،‬وتسقط باالستغناء عنها بالكسب‪.‬‬
‫‪ ...‬ومهما يكن من أمر فإن األب ال تجب عليه نفقة ولده الذي له مال يكفيه وتسقط‬
‫عنه بمجرد ما إذا أصبح الولد في غنى عنها وذلك يوم أن يصبح له دخل وكسب يكفيه ‪.2‬‬
‫وقد جاء في قضاء المحكمة العليا ما يلي‪:‬‬
‫من المقرر قانونا أنه تجب نفقة الولد على األب ما لم يكن له مال‪ ،‬فبالنسبة للذكور إلى سن‬
‫الرشد ومن ثم فالقضاء بما يخالف هذا المبدا يعد مخالفا للقانون‪.‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قمراوي عز الدين‪ ،‬قانون األسرة نصا وتطبيقا‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دون سنة‬ ‫‪1‬‬

‫النشر‪ ،‬ص ‪.159‬‬


‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫ولما كان من الثابت في قضية الحال أن القرار المطعون فيه قضى بنفقة االبن البالغ من‬
‫العمر ‪ 21‬سنة لمدة سابقة يكون قد خالف القانون‪ .‬ومتى كان كذلك استوجب نقض القرار‬
‫‪1‬‬
‫المطعون فيه‪ .‬ملف رقم ‪ 57227 :‬قرار بتاريخ‪.1989/12/25:‬‬
‫وقد جاء في قضاء المحكمة العليا ق ار ار يقضي بعدم استحقاق األبناء العاملين و‬
‫استغنائهم ع نها بالكسب حيث أصدرت المحكمة العليا ق ار ار بهذا الشأن قضى بما يلي‪:‬‬
‫" من المقرر قانونا أنه تجب نفقة الولد على األب ما لم يكن له مال ‪ ....‬وتسقط باالستغناء‬
‫عنها بالكسب"‪.‬‬
‫ولما ثبت في قضية الحال أن قضاة الموضوع لما قضوا باإلنفاق على من اليستحق‬
‫النفقة كالبنت المتوفية أو البنات اللواتي يعملن ولهن كسب فإنهم بقضائهم كما فعلوا خالفوا‬
‫‪2‬‬
‫القانون‪ .‬ملف رقم‪ 138958 :‬بتا ريخ‪.1996 /07/09:‬‬
‫أما ما تجب مالحظته في مجال النفقة فهو أن المادة ‪ 76‬من قانون األسرة قد نصت‬
‫بوضوح على أنه في حالة عجز األب ع ن القيام بواجب اإلنفاق على أوالده فإن واجب هذه‬
‫النفقة ينتقل إلى األم لتتحمل واجب اإلنفاق على األوالد إذا كانت قادرة ولها دخل كاف من‬
‫وظيفة أو مهنة أو إرث‪.‬‬
‫غير أن ما نفضل أن نشير إليه هنا هو أن المشرع الجزائري قد نقل واجب النفقة على‬
‫األوالد إلى أمهم القادرة ‪ .‬ولكنه سكت عن تحميل الزوجة واجب النفقة على زوجها عندما يعجز‬
‫‪3‬‬
‫عن الكسب وتكون هي ذات مال‪.‬‬
‫وتتم إجراءات المطالبة بالنفقة من خالل رفع دعوى أمام القضاء قسم شؤون األسرة‬
‫بالمحكمة المختصة إقليميا وهي محكمة موطن الدائن بالنفقة طبقا للمادة‪ 5 /426 :‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدا رية‪ ،‬وترمي هذه الدعوى إلى إلزام الزوج بالنفقة على زوجته أو أوالده‬
‫القصر وبعد صدور الحكم فإن جزاء االمتناع عن دفع النفقة المقررة بموجب حكم خول الزوجة‬
‫اللجوء الى القضاء الجزائي من خالل رفع شكوى أمام السيد وكيل الجمهورية المختص إقليميا‬
‫واستدعاء الزوج مباشرة أمام القضاء الجزائي طبقا للقانون‪.‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.277‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫_ الميراث كأثر من آثار الزواج‪:‬‬


‫من خالل االطالع على المادة ‪ 126‬من قانون األسرة وهي مواد لم يشملها التعديل‬
‫نجد أنها تنـ ــص على أن أس ــباب االرث هي الق اربـ ـ ــة والزوجي ـ ــة وأن النكاح يوجب التوارث بين‬
‫‪1‬‬
‫الزوجين ‪.‬‬
‫وأسباب اإلرث المتعارف عليها حسب المادة ‪ 126‬من قانون األسرة هي‪:‬‬
‫_ الزواج الصحيح ‪ :‬ولو من غير دخول أو خلوة‪ ،‬فمتى كان عقد الزواج صحيحا فقد وجب‬
‫سبب التوارث بين الزوجين مادامت الزوجية قائمة‪ ،‬فإذا وقع الطالق وانقضت العدة فال توارث‬
‫بينهما‪ .‬أما المعتدة من طالق رجعي من زوجها إذا مات وهي في عدتها‪ ،‬ألن الزوجية ال تزال‬
‫قائمة والمعتدة في طالق بائن ال ترث إال في طالق الفرار‪ ،‬وهو طالق الم ريض لزوجته ف ار ار‬
‫من إرثها فإذا مات وهي في عدتها ورثت منه‪.‬‬
‫وال توارث بالزواج الفاسد‪ ،‬كالزواج من غير شهود‪ ،‬وال بالزواج الباطل _ كنكاح المتعة‬
‫‪2‬‬
‫والنكاح المؤقت عند جمهور الفقهاء _ وان وقع بعد دخول أو خلوة‪.‬‬
‫وقد نصت المادة‪ 130 :‬من قانون األسرة على‪" :‬يوجب النكاح التوارث بين الزوجين‬
‫‪3‬‬
‫ولو لم يقع بناء"‪.‬‬
‫ويتضح من المادة سالفة الذكر أن التوارث بين الزوجين يقع بمجرد العقد سواء وقع‬
‫دخول أم لم يقع دخول‪.‬‬
‫وقد جاءت المادة‪ 132 :‬من نفس القانون التي نصت على‪ " :‬إذا توفي أحد الزوجين‬
‫‪4‬‬
‫قبل صدور الحكم بالطالق أو كانت الوفاة في عدة الطالق استحق الحي منهما اإلرث‪".‬‬
‫وبالتالي فطالما أن الزوجية قائمة فإن للحي من الزوجين الحق في الميراث‪ ،‬وذلك ما استقر‬
‫عليه قضاء المحكمة العليا في عدة ق اررات‪.‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أخكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪1‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬ ‫‪2‬‬

‫القانون رقم‪ ،05_09 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫غير أن المادة ‪ 131‬من قانون األسرة نصت على ما يلي‪ " :‬إذا ثبت بطالن النكاح‬
‫‪1‬‬
‫فال توارث بين الزوجين‪".‬‬
‫ومن هذه المادة نستطيع أن نقول أن الزواج الباطل ال يترتب عليه التوارث بين الزوجين‪.‬‬
‫أما اجتهاد المحكمة العليا فقد استقر على أن العالقة الزوجية سبب من أسبات الميراث‬
‫حيث جاء في قرار لها ما يلي‪" :‬من المستقر عليه شرعا وقضاء أن العالقة الزوجية هي سبب‬
‫من أسباب ال ميراث وتستحق الزوجة اإلرث بموت مورثها"‪.‬‬
‫ومن المعروف في القواعد اإلجرائية أن تقديم مستخرج من عقد الزواج المبرم هو دليل‬
‫من أدلة اإلثبات وليس طلبا جديدا‪ .‬ومتى ثبت _أن الطاعنة_ بعد وفاة زوجها األول سنة‬
‫‪ 1957‬ووفاة زوجها الثاني _أخ الزوج األول_ سنة ‪ ،1959‬فإنها تستحق المطالبة بتحديد‬
‫منابها من تركة زوجيها األخوين وال تعد دعواها تعسفية كما أن تقديمها لعقدي الزواج ليس‬
‫طلبا جديدا‪ ،‬كما فهمه خطأ قضاة الموضوع وانما أدلة إثباتية لتدعيم الدعوى‪ .‬وعليه فإن القرار‬
‫‪2‬‬
‫المنتقد صدر مخالفا للشرع والقانون‪.‬‬
‫كما جاء في قرار آخر للمحكمة العليا يتعلق بحق الزوجة في الميراث قبل الحكم‬
‫بالطالق حتى لو كان الطالق صحيحا‪.‬‬
‫" من المقرر قانونا عند وفاة أحد الزوجين قبل صدور الحكم بالطالق‪ ،‬أن يستحق الحي‬
‫منهما اإلرث وللزوجة نفس الحق إذا حصلت الوفاة أثناء عدة طالقها‪.‬‬
‫ويعتبر الفقهاء الزوجة التي طلقها زوجها ومات وهي في عدتها أن تعتد بأبعد األجلين‬
‫وتستحق منابها في الميراث وتعتبر وكأنها مازالت زوجة حتى لو كان الطالق صحيحا‪.‬‬
‫أما إذا طلقها وهو مريضا مرض الموت ولو كان طالقا بائنا ومات أثناء عدتها وثبت‬
‫أنه قصد حرمانها من الميراث‪ ،‬فإنها تعتد بأبعد األجلين‪ ،‬الطالق والوفاة‪.‬‬
‫وعليه فالطعن في الحكم الحالي في غير محله ويرفض‪ .‬ملف رقم‪ 101444 :‬قرار‬
‫‪3‬‬
‫بتاريخ‪.1993/12/21:‬‬

‫القانون ‪ ،05_09‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المحكمة العيا‪ ،‬غرفة األ حوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،91664 :‬قرار بتاريخ‪ ، 1994/04/27 :‬مجلة القضاة‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫سنة ‪.1994‬‬
‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.324‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إثبات الزواج العرفي‬


‫لقد أورد المشرع الجزائري في المادة‪ 22 :‬من قانون األسرة طريقتين إلثبات الزواج‬
‫الطريقة األولى وقد تطرقنا إليها من خالل دراستنا للمبحث األول من هذا الفصل والمتعلق‬
‫بإثبات الزواج الرسمي‪.‬‬
‫أما الطريقة ا لثانية فهي في حالة عدم تسجيل الزواج في سجالت الحالة المدنية أو عند‬
‫الموثق وبالتالي فال بد من استصدار حكم من المحكمة لتثبيت هذا الزواج‪.‬‬
‫وقد يكون الزواج عرفيا مستوفيا ألركانه وشروطه وغير متنازع فيه‪ .‬حيث يتم إبرام عقد‬
‫الزواج وفقا ألحكام الشريعة االسالمية‪ ،‬وذل ك في منزل أحد الزوجين بعد توافر أركان وشروط‬
‫‪1‬‬
‫عقد الزواج‪.‬‬
‫وللزواج العرفي صورتان فقد يكون مكتمل األركان والشروط‪ ،‬وقد يختل ركنه وشروطه‬
‫و بذلك سنتناول في الفرع األول صور الزواج العرفي وأدلة اثباته‪ ،‬أما أسباب اللجوء إلى‬
‫الزواج العرفي فسوف نتطرق إليها في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صور الزواج العرفي‬


‫للزواج العرفي صورتان تتمثل إحداهما في كونه زواجا وفق الشريعة اإلسالمية مكتمل‬
‫األركان والشروط‪ ،‬وبالتالي فهو زواج شرعي غير أنه لم يسجل بسجالت الحالة المدنية‪ ،‬وأما‬
‫الصورة الثانية فهي عند عدم اكتمال شروط العقد واختالل أركانه‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الصورة األولى في حالة اكتمال أركان العقد وشروطه‬


‫كثيرة هي عقود الزواج التي تتم مستوفية أركانها وشروطها المنصوص عليها في قانون‬
‫األسرة غير أن سببا من األسباب يجعل األطراف يغفل عن تسجيلها أمام ضابط الحالة المدنية‬
‫أو عند الموثق‪ .‬ولكل من األطراف غاية من ذلك مادام المشرع الجزائري قد فتح لهم بابا يتم‬
‫من خالله تسجيل هذا الزواج الحقا‪ ،‬ويترتب عنه آثاره ويصبح مثله مثل الزواج الرسمي‪،‬‬
‫ويمكن لألطراف استخراج وثائق من سجالت الحالة المدنية‪.‬‬

‫بن عبيدة عبد الحفيظ‪ ،‬الحالة المدنية واجراءاتها في التشريع الجزائري ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ ،2011‬ص ‪.45‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫ولذلك فإن المشرع الجزائري من خالل المادة‪ 22 :‬من قانون األسرة التي نصت على‬
‫ما يلي‪" :‬يثبت الزواج بمستخرج من سجالت الحالة المدنية‪ ،‬وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم‬
‫‪1‬‬
‫قضائي"‪.‬‬
‫فكل زواج تم برضا الزوجين حسب المادة التاسعة من قانون األسرة المعدل‪ ،‬التي جعلت‬
‫من رضا الزوجين الركن األوحد الذي يتم به عقد الزواج‪ .. ،‬ويمكن أن نستنتج أن التعبير عن‬
‫رضا كل واحد من الزوجين في االقتران باآلخر رضا علنيا تاما دون غش أو إكراه أو تهديد‬
‫‪ ...‬أما التعبير عن الرضا فيكون بااليجاب والقبول‪ ،‬بأن يعلن الزوج رغبته في الزواج من‬
‫‪2‬‬
‫الزوجة وتعلن الزوجة عن قبولها باالقتران به‪.‬‬
‫كذلك البد من توافر جميع الشروط المنصوص عليها في المادة التاسعة مكرر وهي‬
‫أهلية الزواج _ الصداق _ الولي _ شاهدان _ إنعدام الموانع الشرعية للزواج‪.‬‬
‫فإذا اشتمل العقد على هذه الشروط يكون العقد صحيحا حسب الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫ومن أجل إثبات عقد الزواج العرف ي وتسجيله في سجالت الحالة المدنية ال بد من‬
‫اللجوء الى المحكمة وتقديم الحجج والبراهين واألدلة التي تثبت أن عقد الزواج مكتمل األركان‬
‫‪3‬‬
‫والشروط‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الصورة الثانية هي حالة تخلف شروط العقد واختالل ركنه‬


‫وقد يحدث أن يتم تزويج البنات بغير رضاهن جب ار من أوليائهن ويكون ذلك بعقد عرفي‬
‫اختل فيه ركن الرضا ففي هذه الحالة يكون العقد باطال‪.‬‬
‫وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى اعتبار الزواج باطال أو منعدم في حالة تخلف ركن الرضا‬
‫في العقد‪ ،‬فال يرتب أي أثر قبل الدخول وال يحل به الدخول‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أما بعد الدخول فيقول بوجوب التفرقة بين الزوجين واال اعتبر زنا وأوجب إقامة الحد‪.‬‬

‫القانون رقم‪ ،05_09 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد_أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫العربي بلحاج‪ ،‬أحكام الزوجية وأثارها في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون‬ ‫‪3‬‬

‫طبعة سنة ‪ ،2013‬ص ‪.458‬‬


‫مولود ديدان وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫كما يتفق الفقه والقضاء على أن الشهود في عقد الزواج هدفه العالنية وهو ما ذهبت‬
‫إليه المحكمة العليا من خالل ما قضت به في إحدى ق ارراتها ملف رقم‪ 75344 :‬بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 1988 /02/29‬المجلة القضائية عدد ‪ 1‬سنة ‪.1991‬‬
‫حيث جاء فيها"‪ ...‬من المقرر شرعا وقانونا أن الزواج الشرعي يقوم على العالنية‬
‫والشهرة ومراعاة شروطه وأركانه‪ ،‬ومن ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بانعدام أو قصور‬
‫األسباب في غير محله‪.‬‬
‫لما كان في قضية الحال _ أن الطاعنة عجزت عن إثبات زواجها رغم محاوالت الشهود‬
‫الذين شهدوا لها بالزواج وأدينوا معها في جريمة التزوير‪ ،‬فإن قضاة الموضوع برفضهم لدعوى‬
‫‪1‬‬
‫الطاعنة إلى إثبات زواجها بالمتوفي طبقوا صحيح القانون"‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى تخلف شروط العقد المنصوص عليها بالمادة ‪ 9‬مكرر من قانون األسرة‬
‫المعدل‪ ،‬بما أن الموقف الذي سلكه المشرع الجزائري موقفا متذبذبا من شرط الولي فبالنسبة‬
‫للمرأة الراشدة يظهر أن المشرعين الجزائريين واضعي تعديل ‪ 2005‬ال يريدون أن يكون للولي‬
‫أي تأثير على عقد زواج المرأة الراشدة التي في واليته‪..." ،‬على عكس ما ورد النص عليه في‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 11‬من أنه بدون اإلخالل بأحكام المادة ‪ 7‬يتولى زواج القاصر وليها‪.‬‬
‫وأن ما ورد النص عليه في الفقرة الثانية من المادة ‪ 33‬من قانون األسرة من أن إبرام‬
‫عقد الزواج بدون ولي في حالة وجوبه يفسخ قبل الدخول وال صداق فيه‪ .‬ويثبت بعد الدخول‬
‫‪2‬‬
‫بصداق المثل"‪.‬‬
‫فعادة ما يتم عقد الزواج العرفي أما إخفاء للفضيحة (في حالة اغتصاب الزوج للزوجة‬
‫القاصر)‪ ،‬وأما وضع الولي أمام األمر الواقع في حالة عدم رضاه عن الزوج الذي اختارته من‬
‫في واليته‪ ،‬كما أن الكثير من ا لحاالت يقع فيها األزواج في الزنا ويتم تصحيحها باللجوء إلى‬
‫الزواج العرفي‪.‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قمراوي عز الدين‪ ،‬قانون األسرة نصا وتطبيقا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد _أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫ص‪.42 -41‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫وقد يتم الزواج من غير شهود ومن غير صداق‪ ،‬وجزاؤه الفسخ قبل الدخول وال صداق‬
‫فيه ويثبت بعد الدخول بصداق المثل ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 33‬من قانون‬
‫األسرة‪.‬‬
‫وأن كانت الصورة األ ولى للزواج الع رفي مطابقة للشريعة اإلسالمية ويتم إثباتها أمام‬
‫القضاء بسهولة تامة فإن الصورة الثانية تشوبها عيوب وعادة ما تتم على خالف ما أورده‬
‫الشرع الحكيم ولذلك تجد صعوبات في إثباتها أمام القضاء إما لتخلف الشهود‪ ،‬أو معارضة‬
‫الولي وعادة ما يتم رفض الدعاوي أمام القضاء لصعوبة اإلثبات ومخالفة الشرع والقانون‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب اللجوء إلى الزواج العرفي وأدلة إثباته‬
‫أصبح الزواج العرفي في الجزائر ظاهرة ملفتة للنظر لكثرة القضايا التي تمال المحاكم‬
‫المتعلقة بإثبات الزواج الع رفي ولذلك سوف نحاول أن نستبين األسباب التي تجع األفراد يلجأون‬
‫إليه رغم وجود الموثقين وسهولة إجراءات تسجيله أمام ضابط الحالة المدنية بسجالت الحالة‬
‫المدنية أوال ثم نتناول أدلة إثباته ثانيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب اللجوء إلى الزواج العرفي‬
‫من أسباب اللجوء إلى الزواج الع رفي ما يلي‪:‬‬
‫‪ _1‬تأثر األسرة الجزائرية بالعادات والتقاليد اإلسالمية تأث ار عاطفيا أكثر منه تأث ار عقليا باعتبار‬
‫الشريعة اإلسالمية التعرف الرسمية في إبرام عقود الزواج‪ ،‬لذلك ال يعير الزوجان اهتماما كبي ار‬
‫‪1‬‬
‫بالشكلية التي فرضها القانون الوضعي‪.‬‬
‫‪ _2‬عدم تحديد مهلة قانونية للتصريح بالزواج مما جعل األزواج يتماطلون في تسجيل عقود‬
‫‪2‬‬
‫زواجهم‪.‬‬
‫‪ _3‬عدم فرض عقوبات رادعة على األشخاص الذين يغفلون عن تسجيل عقود زواجهم‪ ،‬رغم‬
‫‪3‬‬
‫أنه كان معاقبا عليه في عهد االستعمار‪.‬‬

‫‪1‬علي بداوي‪ ،‬عقود الزواج العرفية بين قصور أحكام القنون ومتطلبات المجتمع‪ ،‬موسوعة الفكر القانوني‪ ،‬دار الهالل‬
‫للخدمات االعالمية الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬نوفمبر ‪ ،1999‬ص ‪.39‬‬
‫إبتسام صولًى‪"،‬عقد الزواج المغفل و وضعية األطفال مجهولًي النسب ًفي قانون الحالة المدٌنة وقانون اأألسرة"‪ ،‬دفاتر‬ ‫‪2‬‬

‫السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جوان ‪ ،2015‬ص ‪.253‬‬
‫ٌ‬
‫‪ 3‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫‪ _ 4‬القيود المفروضة على تعدد الزوجات‪ ،‬فمن خالل قراءة الفقرة الثانية من المادة الثامنة من‬
‫قانون األسرة‪ ،‬نجد أنها تنص على أنه يجب على الزوج إخبار الزوجة السابقة والمرأة التي يقبل‬
‫على الزواج بها‪ 1 .‬وبعد ذلك البد أن يأذن له رئيس المحكمة بالزواج من ثانية‪ ،‬بعد تقديم‬
‫المبرر الشرعي واثبات القدرة المادية والجسدية وهي مكلفة بالنسبة للزوج المقبل على الزواج‬
‫مرة ثانية‪ ،‬كما أن الكثير من األزواج يخفون زواجهم الثاني على زوجاتهم حفاظا على أسرهم‬
‫ألن علم الزوج األولى وفي حالة عدم رضاها لها حق المطالبة بالتطليق طبقا للبند السادس‬
‫من المادة‪ 53 :‬من قانون األسرة المعدل‪.‬‬
‫‪ _5‬الرخصة المطلوبة بالنسبة ألهلية الزواج التي تكتمل ببلوغ سن التاسعة عشر طبقا للمادة‬
‫السابعة معدلة" نجد انها تنص على أن أهلية الرجل والمرأة للزواج تتحقق باكتمال السنة التاسعة‬
‫‪2‬‬
‫عشر من عمر كل واحد منهما ثم تضيف أنه يجوز للقاضي أن يرخص بالزواج قبل ذلك‪.‬‬

‫وفي حالة عدم اكتمال السن القانوني ألحد الزوجين أو كالهما يلجأون إلى عقد قرانهما‬
‫دون استصدار الرخصة التي عادة ما يعجز األطراف عن تقديم واثبات المبرر الشرعي والقدرة‬
‫على الزواج‪.‬‬
‫‪ _6‬عدم قدرة األجانب الذين يرغبون في الوزاج من الفتيات الجزائ ريات في الحصول على‬
‫رخصة الوالي‪ ،‬والتي هي شرط إلبرام عقود الزواج أمام الموثق وضابط الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ _ 7‬إلزام الموظفين المنتمين للجيش الشعبي الوطني والدرك الوطني‪ ،‬واألمن الوطني‪ ،‬بضرورة‬
‫الحصول على ترخيص بالزواج من اإلدارة المستخدمة ثم إجراء بحث اجتماعي حول العائلة‬
‫‪3‬‬
‫المراد مصاه رتها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طرق وأدلة إثبات الزواج العرفي على ضوء قرارات المحكمة العليا‬
‫إن وسائل وأدلة إثبات عقد الزواج العرفي سواء كان متنازعا فيه أو غير متنازع بشانه‬
‫فإن أدلة إثبات وجوده وقيامه من أجل االحتجاج به أمام الغير يتطلب إحضار شهود أمام‬
‫قاضي شؤون األسرة الذي يحلفهم اليمين القانونية ثم يسمع شهاداتهم التي تفيد أنهم حضروا‬

‫‪ 1‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد أحكام الزواج والطالق بعد التعديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪2‬‬

‫علي بداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫مجلس العقد وحضروا اإلعالن عن الصداق وتكون شهاداتهم بما يؤكد توفر أركان وشروط‬
‫‪1‬‬
‫عقد الزواج وفقا لقواعد الش ريعة اإلسالمية من رضا وصداق وولي‪.‬‬
‫ومن أجل إثبات عقد الزواج العرفي وتسجيله في سجالت الحالة المدنية ال بد من‬
‫اللجوء إلى المحكمة وتقديم الحجج والبراهين والدلة التي تثبت بأن عقد الزواج مكتمل األركان‬
‫‪2‬‬
‫والشروط‪.‬‬
‫كما أنه يمكن إثبات الزواج الع رفي حتى ولو لم يحضر الشهود مجلس العقد وانما‬
‫عن طريق السماع المتواتر‪ ،‬وفي ذلك جاء في قرار للمحكمة العليا " تجوز الشهادة على‬
‫‪3‬‬
‫الزواج عن طريق السماع المتواتر‪ ،‬حتى ولو لم يحضر الشاهد مجلس العقد"‪.‬‬
‫ويثبت الزواج العرفي في الش ريعة اإلسالمية بثالث طرق وهي‪ :‬االقرار والبينة شهادة‬
‫الشهود والنكول عن اليمين‪ .‬أما في قانون األسرة الجزائري وقانون الحالة المدنية فإنهما لم‬
‫‪4‬‬
‫ينصا على طرق إثبات الزواج العرفي‪.‬‬
‫‪ _1‬اإلقرار إلثبات الزواج العرفي‪ :‬هو اعتراف أحد الزوجين بواقعة الزواج المبرم بينهما وتأكيد‬
‫صحة ادعاء الزوج اآلخر وعدم نفيها‪.‬‬
‫فإذا ادعى أحد الزوجين الزواج أو أمر يتعلق به كالمهر والنفقة مثال فإن أقر الطرف‬
‫اآلخر ثبت ألن االقرار حجة على المقر‪ ،‬ويكون الثبوت بتصادقهما عليه‪ ،‬فيكون تقري ار للواقع‬
‫‪5‬‬
‫واثبات للزوجية سابقة إلنشاء عقد الزواج وقت االقرار‪.‬‬
‫واإلقرار إما أن يكون إق ار ار بواسطة تصريح مكتوب أو شفاهة وهو إقرار غير قضائي‬
‫يترك لح رية تقدير القاضي لألخذ به أو رفضه‪ ،‬واما أن يكون إق ار ار قضائيا وهو اعتراف أحد‬
‫أطراف الدعوى بواقعة قانونية مدعى بها عليه أمام القاضي‪ ،‬كاعتراف الزوج أمام القاضي‬
‫بعالقته الزوجية مع المدعية وعدم انكارها أو نفيها‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫العربي بلحاج‪ ،‬أحكام الزوجية وآثارها في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.458‬‬ ‫‪2‬‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم ‪ ،693621:‬قرار بتاريخ‪ ،2012/07/12 :‬مجلة المحكمة العليا‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص‪.269‬‬


‫ابتسام صولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.255‬‬ ‫‪4‬‬

‫حسين طاهري‪ ،‬األوسط في شرح قانون األسرة الجزائري مدعما باالجتهاد المحكمة العليا والمذاهب الفقهية‪ ،‬دار‬ ‫‪5‬‬

‫الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ص ‪.64 -63‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫حيث جاء في قرار للمحكمة العليا حول حجية االق ارر ما يلي‪:‬‬
‫" ‪ ..‬من المقرر قانونا أن اإلقرار القضائي هو اعتراف الشخص بواقعة قانونية مدعى‬
‫‪1‬‬
‫بها عليه أمام القضاء وهو حجة قاطعة‪ .‬ملف رقم‪ ،56097:‬قرار بتاريخ‪.1989/12/25 :‬‬
‫‪_2‬البينة‪ :‬وهي شهادة الشهود فإ ذا ما أنكر المدعى عليه عالقته بالمدعي" طولب المدعي‬
‫بالبينة فإن اتى بشهود يشهدون على دعواه ثبت العقد فإن عجز المدعي على إقامة البينة‬
‫وجهت اليمين إلى الطرف اآلخر المنكر فإن حلف أن هذه الدعوى غير صحيحة رفضت‬
‫‪2‬‬
‫الدعوى"‪.‬‬
‫وقد جا ء في قضاء المحكمة العليا في القرار الصادر بتاريخ‪ 1994/03/22 :‬ملف‬
‫رقم‪ 102746 :‬نشرة القضاة العدد ‪" . 50‬نتيجة عجز الزوجة عن إحضار شاهدين _ طعن‬
‫لخرق أحكام المادة ‪ 9‬من قانون األسرة _ رفض‪ .‬إن حضور شاهد واحد ال يكفي للقضاء‬
‫‪3‬‬
‫بصحة الزواج العرفي‪.‬‬
‫كما قضت المحكمة العليا في احد ق اررتها‪ :‬انه يجوز سماع شهادة األقارب في قضايا‬
‫الزواج والطالق‪ ،‬وأن الشهود أكدوا واقعة الزواج مبينين في شهاداتهم أركان الزواج من ولي‬
‫بقضائهم بإثبات الزواج العرفي طبقوا صحيح‬ ‫وشهود وصداق فإن قضاة الموضوع‬
‫‪4‬‬
‫القانون‪(.‬قرار بتاريخ‪.) 1998/03/17 :‬‬
‫كما جاء في قرار آخر يتعلق بشاهدة رجل وامرأتين " يثبت الزواج العرفي‪ ،‬بشهادة‬
‫‪5‬‬
‫األقارب بشهادة امرأتين ورجل‪ ،‬وال يشترط أن يكون الولي محصو ار في األب فقط"‪.‬‬
‫_ النكول عن اليمين‪ :‬إذا امتنع عن اليمن من وجهت له قضي بثبوت الزواج ألن‬
‫النكول عن اليمين إقرار على الرأي المفتى به في مذهب الحنفية‪.‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫حسين طاهري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬ ‫‪2‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫حسين طاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪4‬‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،381880 :‬قرار بتاريخ ‪ 2007/02/14:‬مجلة المحكمة العليا‬ ‫‪5‬‬

‫العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص ‪.483‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫وقد جاء في قرار للمحكمة العليا " إذا كان من المباديء الشرعية السائدة شرعا وقضاء‬
‫أن إثبات عقد الزواج في حالة وفاة أحد الزوجين يكون مؤسسا على شهادة شهود يؤكدون‬
‫صحة انعقاده وفقا لتعاليم الشريعة االسالمية‪ ،‬وأن االكتفاء بشهادة ثالثة أشخاص كان أفضل‬
‫من شهد منهم أنه حضر الفاتحة‪ ،‬فهي شهادة في غاية من اإلجمال وليست مما يثبت بها عقد‬
‫الزواج إذا ما كانت شهادة اآلخرين أضعف منها‪ ،‬فإن اإلثبات بالبينة على هذا النحو ال يكفي‬
‫وحده إال مع يمين المدعية‪ .‬لذلك يستوجب نقض القرار القاضي بإثبات عقد زواج المدعية‬
‫بشخص متوفى تأسيسا على شهادة ثالثة أشخاص ليست كافية لهذا االثبات ودون تحليف‬
‫‪1‬‬
‫المدعية اليمين‪".‬‬
‫وقد جاء في قرار للمحكمة العليا ما يلي‪ " :‬يجوز اثبات الزواج العرفي بشهادة الشهود واليمين‬
‫‪2‬‬
‫المتممة"‪.‬‬
‫ومن خالل المادة ‪ 22‬من قانون األسرة المعدل التي تنص على‪ :‬يثبت الزواج بمستخرج‬
‫‪3‬‬
‫من سجالت الحالة المدنية‪ ،‬وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم قضائي‪.‬‬
‫اجراءات رفع دعوى اثبات الزواج العرفي‪:‬‬
‫تتم إجراءات رفع دعاوي إثبات الزواج العرفي من طرف أحد الزوجين أمام قسم شؤون‬
‫السرة للمحكمة المختصة اقليميا‪ ،‬ويتم إيداع ع ريضة افتتاح دعوى إثبات الزواج الع رفي بواسطة‬
‫األطراف شخصيا أو بواسطة محاميهم أو وكيلهم‪ ،‬ويجب أن تستوفي العريضة جميع البيانات‬
‫التي نص عليها قانون اإلجراءات المدنية واإلدا رية‪ ،‬باإلضافة إلى عرض موجز عن الوقائع‬
‫يتم فيها تحديد تاريخ إبرام عقد الزواج وفق الشريعة االسالمية‪ ،‬و اشتماله على أركانه الشرعية‪.‬‬
‫وفي الطلبات يلتمس الم دعي له بتثبيت الزواج الع رفي المبرم بين الطرفين بتاريخ إبرام‬
‫العقد مع أمر ضابط الحالة المدنية بتسجيله بسجالت الحالة المدنية‪ ،‬بذاك التاريخ‪.‬‬
‫وبعد أن يتأكد القاضي المختص بجلسة التحقيق وبعد سماع األطراف والشهود وولي‬
‫الزوجة من صحة العقد وأنه تم وفق أركانه المطلوبة شرعا يصد ار حكما يقضي بتثبيت الزواج‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪1‬‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،424799 :‬قرار بتاريخ‪ ،2008/02/13 :‬مجلة المحكمة العليا‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬ص ‪.307‬‬


‫قانون ‪ ،11_84‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫العرفي بالتا ريخ الحقيقي النعقاد الزواج ويأمر فيه ضابط الحالة المدنية بتسجيله بسجالت‬
‫الحالة المدنية بالتاريخ الحقيقي‪ ،‬كما أنه واستنادا للفقرة الثانية من المادة ‪ 22‬التي تنص على‬
‫‪1‬‬
‫يجب تسجيل حكم تثبيت الزواج في الحالة المدنية بسعي من النيابة العامة‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أن المشرع وبعد استصدار حكم بتثبيت الزواج الع رفي أعفى األطراف من‬
‫تسجيله بسجالت الحالة المدنية وجعل ذلك على عاتق النيابة العمة‪.‬‬
‫وبعد أن يتم تسجيله بسجالت الحالة المدنية كمرحلة ثانية وأخيرة وعند نهاية المرحلة‬
‫األخيرة من هاتين المرحلتين فقط يستطيع مثل هذا الشخص أن يثبت قانونا قيام عقد زواج‬
‫‪2‬‬
‫بينه وبين شخص آخر بالوسيلة التي حددها قانون األسرة‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪.‬‬
‫إن عقد الزواج العرفي المبرم بين الرجل والمرأة سواء كان مكتمل األركان والشروط ال‬
‫يمكن االحتجاج به على الغير وال يعطي نتائجه إال بتثبيته بحكم وتسجيله فيما بعد بسجالت‬
‫الحالة المدنية‪.‬‬
‫وألن عقد الزواج الع رفي يثبت بجميع الطرق فإنه بعد ثبوته يخلف آثا ار تتعلق بحقوق‬
‫الزوجين المشتركة وهو ما سنبينه في الفرع األول‪ ،‬أما الفرع الثاني فنخصصه إلى آثار الزواج‬
‫العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آثار الزواج العرفي بالنسبة لحقوق الزوجين المشتركة‬


‫باإلضافة إلى الحقوق المنصوص عليها في المادة ‪ 36‬من قانون األسرة المعدل‪ ،‬والتي‬
‫تطرقنا إليها سابقا‪،‬هناك حقوقمشتركة بين الزوجين هي من ىثار الزواج العرفي‪ ،‬ونستعرض‬
‫اآلثار المشتركة للزوجين واآلثار القانونية لعقد الزواج العرفي‪ ،‬ونتنولها في الفرع األول‪ ،‬أما‬
‫اآلثار السلبية لعقد الزواج الع رفي فنتناولها في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلثار المشتركة واآلثار القانونية لعقد الزواج العرفي‬


‫أوال‪ :‬بالنسبة لآلثار المشتركة‬

‫وهي آثار يشترك فيها الزوجان معا وال يمكن أن تصح ألحدهما دون اآلخر وتنحصر‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫_ حل االستمتاع بين الزوجين؛‬
‫_ حرمة المصاهرة إذ يحرم على الزوج التزوج باصول الزوجة بمجرد العقد‪ ،‬وبفروعها إن‬
‫حصل الدخول بها؛‬
‫_ ثبوت التوارث بين الزوجين إذ نصت المادة ‪ 126‬من قانون األسرة الجزائري من أسباب‬
‫اإلرث القرابة الزوجية؛‬
‫‪1‬‬
‫_ ثبوت نسب األوالد‪ ،‬فهو حق للزوجين كما أنه حق لألوالد‪.‬‬
‫ومن آثار الزواج العرفي حقوق أدبية معترف بها حسب العرف والعادة نذكر منها‪:‬‬

‫مولود ديدان وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.42 -41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫‪ _1‬حق الزوج على زوجته‪:‬‬


‫_ طاعة الزوجة لزوجها؛‬
‫_ القرار في البيت؛‬
‫_ المحافظة على الزوج في النفس والعرض والمال‪.‬‬
‫‪ _2‬حق الزوجة علي زوجها‪:‬‬
‫_الصداق كامال بالدخول ونص ف الصداق قبل الدخول إذا سمي الصداق وفي حالة عدم‬
‫تسميته تستحق الزوجة صداق المثل؛‬
‫_ النفقة‪ ،‬تستحق الزوجة النفقة بمجرد العقد ومتى دعيت اليه‪ ،‬كما تستحق النفقة حتى لو‬
‫بقيت ببيت أهلها؛‬
‫_ معاشرتها بالمعروف ومعاملتها بالحسنى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار القانونية لعقد الزواج العرفي‬
‫ال يرتب عقد الزواج العرفي أي أثر قبل تسجيله بسجالت الحالة المدنية وتثبيته بحكم‬
‫رغم أن المشرع أقر باعترافه بالزواج العرفي من خالل المادة ‪ 22‬من قانون األسرة‪.‬‬
‫_ ال يعتد به أمام االدارات العمومية وال يمكن االحتجاج به وال تمنح االمتيازات المالية الممنوحة‬
‫لألزواج إال بعد تسجيله بسجالت الحالة المدنية؛‬
‫_ تفقد الزوجة صفة الزوجية أمام القضاء وحق المطالبة بالحقوق المترتبة على عقد الزواج‬
‫كالنفقة والمسكن‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األثار السلبية لعقد الزواج العرفي‬
‫يرتب الزواج العرفي آثا ار سلبية غالبا ما تؤثر على ال زوجة واألوالد‪ ،‬كما يمتد هذا األثر إلى‬
‫المجتمع برمته‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة للزوجة واأل والد‬


‫رغم أن القانون الجزائري قد رتب لألوالد نفس الحقوق والواجبات التي جاءت بها الش ريعة‬
‫االسالمية‪ ،‬ولم يفرق بين كون الزواج عرفيا أو كونه رسميا‪ 1 .‬ومع ذلك فإن الزواج العرفي‬
‫ينجر عنه بعض االثار السيئة والتي تؤثر على األبناء والزوجة على حد سواء نذكر منها‪:‬‬
‫_ يؤثر ذلك نفسيا على الزوجة ويضعها محل شكوك أثناء وضع الحمل بالمؤسسات‬
‫االستشفائية‪ ،‬ويمس بش رفها وشرف العائلة بعد تسجيل المولود باسمها؛‬
‫_ يصاب األبناء بامراض نفسية واجتماعية خاصة إذا تم الطالق عرفيا فيتشرد األبناء‬
‫ويصبحون عرضة لالنحراف؛‬
‫_ تواجه الزوجة صعوبات في إثبات نسب األبناء خاص ة إذا وقع الطالق عرفيا وفي حالة‬
‫تماطل الزوج أو إنكاره ألبنائه؛‬
‫_ صعوبة تسجيل األبناء بالمدارس إذا بلغوا سن التمدرس‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للمجتمع‬
‫يمتد آثار الزواج الع رفي إلى المجتمع برمته‪ ،‬فيؤثر ذلك على العالقات الزوجية‬
‫الصحيحة كما يمكنه أن يعطي بعض المصداقية لبعض العالقات المشبوهة‪.‬‬
‫_" يعتبر زنا حالة الزوجة التي تزوجت مع آخر بالفاتحة دون أن تنتظر الفصل في قضية‬
‫الطالق المنشورة بينها وبين زوجها األول‪ ،‬وكذلك بالنسبة للزوجة التي أبرمت عقد زواج قبل‬
‫‪2‬‬
‫أن يصبح حكم الطالق نهائيا"؛‬
‫_ يؤدي الزواج العرفي إلى انتشار الزواج السري وهو محرم شرعا وبذلك يفتح بابا للعالقات‬
‫المشبوهة والمحرمة شرعا‪ ،‬خاصة وأن الزواج يقتضي العالنية؛‬
‫_ لجوء بعض النساء إلى إث بات عالقاتهم المشبوهة في حالة وفاة الرجل الذي كانت في عالقة‬
‫محرمة معه‪ ،‬إذا تمكنت من إحضار شهود زور؛‬

‫معزوز دليلة‪ ،‬إجراءات عقد الزواج الرسمي وطرق اثباته ومشكالت اإلثبات في الزواج العرفي‪ ،‬مذكرة ما جيستير‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2004 _2003 ،‬ص ‪.125‬‬


‫‪ 2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬الجرائم الواقعة على نظام األسرة ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة منقحة ومزيدة‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2013‬ص ‪.105‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫_ قد يتهاون الزوج في نفي النسب باللعان من زوجته الزانية ظانا منه أنه ال يمكنها إثبات‬
‫زواجه العرفي منها‪ ،‬لكن إذا أثبتت الزوجة هذا الزواج قانونا‪ ،‬فإن الولد ينسب إليه وهو ليس‬
‫‪1‬‬
‫منه وذلك لفوات أجل المالعنة المحددة بثمانية أيام شرعا وقانونا؛‬
‫_ لجوء أفراد ال مجتمع إلى طرق الكسب غير المشروع من خالل الزواج العرفي للحصول على‬
‫المعاشاة التي تنقطع عليها المنحة بمجرد تسجيل الزواج؛‬
‫_ كثرة القضايا المتعلقة بإثبات الزواج الع رفي وتأثير ذلك على المجتمع‪ ،‬من خالل واللجوء‬
‫إلى إثبات عالقات االغتصاب والعالقات غير الشرعية‪.‬‬
‫ال مطلب الثاني‪ :‬آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬
‫في هذا المطلب سنتناول أهم القرارت المتعلقة بالزواج العرفي وآثاره من خالل اجتهاد‬
‫المحكمة العليا وما توصلت إليه بهذا الشأن الفرع األول بالنسبة إلثبات العالقة الزوجية وثبوت‬
‫النسب‪ ،‬والفرع الثاني نخ صصه آلثار الزواج العرفي بالنسبة للنفقة والتوارث بين الزوجين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بالنسبة إلثبات العالقة الزوجية وثبوت النسب‬
‫ذلك أنه وفي أغلب القضايا ما يثور النزاع بين األطراف حول العالقة الزوجية وما يتنج‬
‫عنه من خالفات تجعل قضاة الموضوع تارة يوفقون في التصدي لها بق اررات موفقة حسب ما‬
‫يقتضيه الشرع والقانون وتارة تكون ق اررات مخالفة لمبادىء الشريعة االسالمية فيما تعلق بإثبات‬
‫العالقة الزوجية وثبوت النسب ولذا ارتأينا أن نورد بعض الق اررات في هذا الشأن ومنها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة إلثبات العالقة الزوجية‬
‫ومن ذلك جاء في قرار للمحكمة العليا ملف رقم ‪ 28784 :‬بتاريخ‪.1982/11/22 :‬‬
‫"‪ ...‬يعتبر كل زواج صحيحا إذا توافرت أركانه ولو كان غير مسجل بالحالة المدنية وتترتب‬
‫‪2‬‬
‫عليه آثاره وكافة الحقوق"‪.‬‬
‫ومنه نستنتج أن كل زواج تكتمل أركانه وشروطه فهو زواج منتج آلثاره وتترتب عليه‬
‫الحقوق والواجبات الزوجية الذكورة سابقا‪.‬‬
‫جاء في قرار المحكمة العليا ملف رقم ‪ 34137 :‬بتاريخ ‪.1984 /10/06 :‬‬

‫بن ابراهيم نور الدين‪ ،‬إشكاليات الزواج العرفي ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل متطلبات شهادة الماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬ ‫‪1‬‬

‫بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2015_2014 ،‬ص ‪.18‬‬


‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫"‪ ..‬من المقرر شرعا أن الزواج الذي ال يتوافر على األركان المقررة شرعا يكون باطال‪.‬‬
‫ومن ثم فال تعتبر العالقة غير الشرعية بين الرجل والمرأة زواجا‪ ،‬ولما كان كذلك فإن‬
‫القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا ألحكام الشريعة االسالمية‪ ،‬إذا كان الثابت في قضية‬
‫الحال أن العالقة التي كانت تربط بين الطرفين عالقة غير شرعية إذ أن كالهما اعترف أنه‬
‫كان يعاشر صاحبه جنسيا‪ ،‬فإن قضاة االست ئناف باعطائهم إشهادا للمستانف على اعترافه‬
‫بالزواج وتصحيحه بالحاق نسب الولد بأبيه وتقرير حقوق المستانفة خرقو أحكام الش ريعة‬
‫االسالمية"‪ 1 .‬أنه في حالة وفاة أحد الزوجين فشادة الشهود التكفي إال مع حلف اليمين‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار للمحكمة العليا ملف رقم‪ 37501 :‬بتاريخ ‪ .." ،1985/09/23 :‬إذا‬
‫كان من المبادىء السائدة شرعا وقضاء أن إثبات عقد الزواج في حالة وفاة أحد الزوجين يكون‬
‫مؤسسا على شهادة شهود يؤكدون صحة انعقاده وفقا لتعاليم الش ريعة اإلسالمية‪ ،‬وأن االكتفاء‬
‫بثالثة أشخاص كان أفضل من شهد منهم أنه حضر الفاتحة‪ ،‬فهي شهادة في غاية من االجمال‬
‫وليست مما يثبت بها عقد الزواج اذا ما كانت شهادة اآلخرين أضعف منها فإن االثبات بالبينة‬
‫على هذا النحو ال يكفي وحده إال مع يمين المدعية ‪ ،‬لذلك يستوجب نقض القرار القاضي‬
‫باثبات عقد زواج المدعية بشخص متوفى تأسيسا على شهادة ثالثة أشخاص ليست كافية لهذا‬
‫‪2‬‬
‫االثبات ودون تحليف المدعية اليمين‪".‬‬
‫ومعنى ذلك أن الزواج العرفي هو زواج حسب الش ريعة االسالمية مكتمل اآلركان‬
‫والشروط وأنه ال يجب أن تصحح العالقات المشبوهة والمحرمة شرعا وقانونا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة لثبوت النسب‬
‫جاء في قضاء المحكمة العليا حول ثبوت النسب بالزواج العرفي ما يلي‪:‬‬
‫" من المقرر قانونا أنه يثبت الولد ألبيه متى كان الزواج شرعيا‪ .‬ومن المقرر قانونا‬
‫أيضا أنه يثبت النسب بالزواج الصحيح وباإلقرار وبالبينة وبنكاح الشبهة أو بكل نكاح تم‬
‫فسخه بعد الدخول‪ ،‬طبقا للمواد ‪ 34 ،33 ،32‬من هذا القانون‪ ،‬ومن ثم فإن القضاء بخالف‬
‫ذلك يعد مخالفا للقانون‪.‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قمراوي عز الدين‪ ،‬قانون األسرة نصا وتطبيقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫ومتى تبين _ في قضية الحال _ أن قضاة المجلس لما قضوا بتأييد الحكم المستانف‬
‫القاضي بتعيين خبرة طبية قصد تحليل ال دم للوصول إلى تحديد النسب خالفا لقواعد إثبات‬
‫النسب المسطرة شرعا وقانونا طبقا للمادة ‪ 40‬من قانون األسرة فإنهم بققضائهم كما فعلوا‬
‫‪1‬‬
‫تجاوزوا سلطتهم وعرضوا قرارهم للنقض‪ .‬ومتى كان ذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه"‪.‬‬
‫جاء في قرار آخر للمحكمة العليا يتعلق بنفي النسب بالطرق المشروعة‪.‬‬
‫" من المقرر قانونا أنه يثبت نسب الولد ألبيه متى كان الزواج شرعيا وأمكن االتصال‬
‫ولم ينفه بالطرق المشروعة‪.‬‬
‫من المس تقر عليه قضاء أن مدة نفي الحمل ال تتجاوز ثمانية أيام‪ ،‬ومتى تبين _ في‬
‫قضية الحال _ أن المطعون ضده لم يبادر بفي الحمل من يوم علمه به وخالل المدة المقررة‬
‫شرعا وتمسك بالشهادة الطبية التي تعتبر دليال قاطعا وألن الولد ولد بعد مرور أكثر من ستة‬
‫أشهر على البناء‪ ،‬وأ ن قضاة الموضوع بقضائهم بصحة الزواج العرفي مع رفض الحاق نسب‬
‫الولد بأبيه عرضوا قرارهم للتناقض مع أحكام المادة ‪ 42 ،41‬من قانون األسرة فيما يخص‬
‫‪2‬‬
‫الحاق النسب‪ .‬ومتى كان ذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه"‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الزواج العرفي بالنسبة للنفقة والتوارث بين الزوجين‬
‫إن الزواج الع رفي وكما سبق ذكره ي رتب جمع اآلثار المترتبة متى كان الزواج شرعيا‬
‫ومن اآلثار استحقاق الزوجة للنفقة‪ ،‬سواء نفقة العدة أو النفقة الغذائية‪ ،‬المنصوص عليها في‬
‫المواد‪ 74:‬وما يليها من قانون األسرة كما أنه من أسباب اإلرث القرابة الزوجية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬آثار الزواج العرفي بالنسبة للنفقة‬
‫وفي هذا الشأن صدر عن المحكمة العليا ق ار ار قضى بما يلي‪:‬‬
‫" ‪ ..‬من المقرر شرعا أن انتقال ا لزوجة إلى بيت الزوجية واختالء الزوج بها في بيته‬
‫وغلق بابه عليها وهو الذي ما يعبر عنه شرعا "بإرخاء الستور"‪ ،‬أو "خلوة االهتداء" يعتبر‬
‫دخوال فعليا يرتب عليه اآلثار الشرعية وتنال الزوجة كامل صداقها‪ ،‬ومن المقرر أيضا أن‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،222674 :‬قرار بتاريخ‪ ،1999/06/15 :‬المجلة القضائية عدد‬ ‫‪1‬‬

‫خاص‪ ،‬سنة ‪ ،2001‬ص ‪.88‬‬


‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم‪ ،99000 :‬قرار بتاريخ‪ ، 1993/11/23 :‬مجلة االجتهاد القضائي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫عدد خاص‪ ،‬سنة ‪ ،2001‬ص ‪.64‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫الدخول المسلم به يوجب العدة حتى ولو اتفق الطرفان على عدم الوطء ويوجب نفقتها ونفقة‬
‫ما قبلها في غياب المسقط عليها ومن ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بمخالفة القانون‬
‫في غير محله يستوجب رفضه‪.‬‬
‫لما كان من الثابت _ في قضية الحال _ أن الزوجة زفت للطاعن واختلى بها في بيته‬
‫ولم ينكر إصابتها‪ ،‬وأن الدخول مسلم به‪ ،‬فإن قضاة اإلستئناف الذين حكموا للزوجة بكامل‬
‫صداقها باالضافة إلى نفقة العدة ونفقة اإلهمال لم يخالفوا القانون‪ ،‬ومتى كان ذلك استوجب‬
‫‪1‬‬
‫رفض الطعن‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار للمحكمة العليا أن نفقة الزوجة واجبة على زوجها رغم يسارها وأنه‬
‫اليسقط حقها فيها‪.‬‬
‫" ‪ ..‬من المقرر شرعا أن يسار الزوجة ال يسقط حقها وحق أوالدها في النفقة بدون‬
‫مبرر شرعي‪.‬‬
‫إن قضاة الموضوع بقضائهم بإلغاء النفقة المقضي بها في الحكم المستانف بحجة يسار‬
‫‪2‬‬
‫الزوجة ( الطاعنة) رغم عدم إثبات عسر المطعون ضده أخطئوا تطبيق القانون‪".‬‬

‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة للتوارث بين الزوجين‬


‫حيث جاء في قرار للمحكمة العليا حول استحقاق الزوجة الميراث من زوجها قبل صدور‬
‫الحكم بالطالق حتى ولو كان الطالق صحيحا‪.‬‬
‫" ‪ ..‬من المقرر قانونا عند وفاة أحد ا لزوجين قبل صدور الحكم بالطالق‪ ،‬أن يستحق‬
‫الحي منهما اإلرث‪ ،‬وللزوجة نفس الحق إذا حصلت الوفاة أثناء عدة طالقها‪ ،‬ويعتبر الفقهاء‬
‫الزوجة التي طلقها ومات وهي في عدتها أن تعتد بأبعد األجلين وتستحق منابها في الميراث‬
‫وتعتبر وكأنها مازالت زوجة حتى ولو كان الطالق صحيحا‪ ،‬أما اذا طلقها وهو مريض مرض‬

‫نبيل صقر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬ ‫‪1‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قمراوي عز الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫الموت ولو كان طالقا بائنا ومات أثناء عدتها وثبت أنه قصد حرمانها من الميراث‪ ،‬فإنها تعتد‬
‫‪1‬‬
‫بأطول األجلين الطالق والوفاة وعليه فالطعن في الحكم الحالي في غير محله ويرفض"‪.‬‬
‫فلقد أولى القضاء اهتماما بالغا بآثار الزواج العرفي وهو ما تولد عنه الكثير من النزاعات‬
‫التي الزالت قائمة بين األزواج أو بين ورثتهم‪.‬‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬غرفة األحوال الشخصية‪ ،‬ملف رقم ‪ ،101444:‬قرار بتاريخ‪ ،1993/12/21 :‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد‬ ‫‪1‬‬

‫الثاني‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ .......................:‬إثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬

‫خالصة‪:‬‬
‫وما يمكن استخالصه من دراستنا لهذا الفصل أن إثبات الزواج يتم بمستخرج من‬
‫سجالت الحالة المدنية‪ ،‬وفي حالة عدم تسجيله بثبت بحكم قضائي‪ ،‬وأن الزواج منتج آلثاره‬
‫المادية واألدبية‪.‬‬
‫كما نجد أن الزواج العرفي المكتمل األركان والشروط‪ ،‬والذي تم انعقاده حسب الش ريعة‬
‫اإلسالمية هو زواج معترف به شرعا وقانونا ومنتجا ألثاره‪ ،‬ويرتب كافة الحقوق الزوجية الواجبة‬
‫على كل منهما‪.‬‬
‫وأن ما يؤخذ عليه أنه غير مسجل بسجالت الحالة المدنية ولذلك فإن المشرع ونظ ار‬
‫الى أنه يدرك أن الزواج يثبت بجميع الطرق‪ ،‬فإنه جعل له طريقا لتسجيله بسجالت الحالة‬
‫المدنية من خالل استصدار حكم قضائي يقضي بتثبيته‪.‬‬
‫وأن خصوصية عقد الزواج تجعل من تسجيله بسجالت الحالة المدنية على عاتق النيابة‬
‫العامة وبذلك يكون المشرع قد أعفى ضمنيا أطراف الدعوى من السعي بتسجيله‪.‬‬
‫كما أنه كان لقضاء المحكمة العليا في مسائل شؤون األسرة دو ار بار از في الفصل في‬
‫بعض النقاط التي مازالت تثير الكثير من الغموض والمتعلقة خاصة بالنسب وما يثار حوله‬
‫من نزاع‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫خاتــمة‬
‫خاتمة‬

‫من خالل دراستنا لموضوع المذكرة تجلى لنا أنه على الرغم من إفراد المشرع الجزائري‬
‫لقسم خاص باإلجراءات التي يجب اتباعها أمام المحاكم إال أنها في غاية الصعوبة بالنسبة‬
‫للمتقاضين خاصة وأن في قضايا شؤون األسرة البد من معرفة القواعد الموضوعية واإلجرائية‬
‫معا الرتباطهما في قضايا األسرة‪ ،‬وألن الجانب الشكلي المنصوص عليه في قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية ال يكفي وحده‪ ،‬إذ البد من اإللمام بالجانب الموضوعي المنصوص عليه في‬
‫قانون األسرة‪.‬‬
‫ولقد حرص المشرع من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أن يضع قواعد‬
‫مشتركة بين جميع القضايا‪ ،‬تمثلت في اإلجرات المتعلقة بالدعوى‪ ،‬كشروط قبول الدعوى‬
‫وشكل عريضة افتتاح الدعوى والبيانات الخاصة بها‪ ،‬كما أن اإلختصاص العام للمجالس‬
‫القضائية يتحدد من اختصاص المحاكم التابع لها‪ ،‬وقد تطرقنا لهذه القواعد من خالل بحثنا‪،‬‬
‫وقد بينت في الدراسة موقف القضاء في قضايا شؤون األسرة مستندا على أهم الق اررات القضائية‬
‫الصادرة عن المحكمة العليا‪.‬‬
‫حيث خلصت الى ما يأتي‪:‬‬
‫‪ _1‬أن الدعوى تهدف إلى المطالبة بحق أو حمايته‪ ،‬وتتم بعريضة افتتاحية يجب أنة‬
‫تتخذ شكال معينا‪ ،‬وبيانات إلزامية البد منها‪ ،‬وأن تقيد بأمانة ضبط المحكمة‪ ،‬وتأخذ رقما‬
‫تسلسليا خاص بها‪.‬‬
‫‪ _ 2‬أن المراكز القانونية ألطراف الدعوى تتحد بعد رفع الدعوى‪ ،‬فيتبين المدعى والمدعى‬
‫عليه (أو المدعى عليهم)‪.‬‬
‫‪ _3‬أن القاضي وحده من خالل تصفح أوراق الدعوى وبعد انتهاء المرافعات وبعد الفصل‬
‫في الدعوى من يحدد الصفة والمصلحة في اطراف الدعوى‪.‬‬
‫‪ _4‬أن إجراءات التقاضي في قانون األسرة قد خصها المشرع بقسم خاص بها‪.‬‬
‫‪ _5‬أن القضايا التي يختص بها قسم شؤون األسرة هي القضايا الناشئة عن العالقة‬
‫الزوجية وما يترتب عنها من آثار‪.‬‬
‫‪ _ 6‬أن القضايا التي تختص بها المحاكم اقليما يختص بها المجلس القضائي التابعة له‬
‫في حالة االستئناف‪ ،‬كما يتم الطعن فيها أمام غرفة األحوال الشخصية بالمحكمة العليا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ _ 7‬أن عقد الزواج يثبت بمستخرج من سجالت الحالة المدنية أو بموجب حكم قضائي‬
‫في حالة عدم تسجيله‪ ،‬أما بالنسبة للزواج العرفي فإنه يثبت بجميع الطرق‪ ،‬وفي حالة اثباته‬
‫يرتب جميع اآلثار المقررة شرعا وقانونا للزواج الرسمي‪.‬‬
‫‪ _8‬كان لقضاء شؤون األسرة ال سيما على مستوى المحكمة العليا‪ ،‬الدور البارز فيما‬
‫تعلق بقضايا الزواج وآثاره‪.‬‬
‫‪ _ 9‬أن قضاء المحكمة العليا سار في االتجاه الذي رسمته الش ريعة االسالمية‪ ،‬وتجلى‬
‫ذلك من خالل الق اررات الصادرة في قضاء األسرة‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬نحمد هللا تعالى الذي أعاننا على اتمام هذا البحث كما نتمنى أن نكون قد‬
‫وفقنا في دراسته‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائـمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬

‫القرآن الكريم برواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع‬

‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫ابراهيم عبد الرحمن‪ ،‬الوسيط في شرح قانون األحوال الشخصية‪ ،‬الزواج والفرقة حقوق‬ ‫‪.1‬‬

‫األقارب‪ ،‬القسم األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.1999‬‬

‫العربي بلحاج‪ ،‬أحكام الزوجية وآثارها في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة‬ ‫‪.2‬‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬

‫العربي بلحاج‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬أحكام الزواج‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪.3‬‬

‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬سنة ‪.2016‬‬

‫بن عبيدة عبد الحفيظ‪ ،‬الحالة المدن ية واجرائتها في التشريع الجزائري‪ ،‬دار هومة للنشر‬ ‫‪.4‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪.2011‬‬

‫هالل العيد‪ ،‬الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬دراسة تحليلية ومقارنة‬ ‫‪.5‬‬

‫ومحينة مع النصوص الجديدة والنظام الجامعي الجديد ‪ ،L M D‬منشورات ليجوند‪ ،‬الجزائر‪،‬‬


‫الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪.2017‬‬

‫حسين بوشينة ونبيل صقر‪ ،‬الدليل العملي للمحامي في المواد المدنية وتحرير العرائض‬ ‫‪.6‬‬

‫مبادىء عامة في تحرير العرائض ‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‬
‫جديدة‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬

‫حسين طاهري‪ ،‬األوسط في شرح قانون األسرة الجزائري مدعما باجتهاد المحكمة العليا‬ ‫‪.7‬‬

‫والمذاهب الفقهية‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫مولود ديدان وآخرون‪ ،‬قانون األسرة الجزائري‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬ ‫‪.8‬‬

‫سنة ‪.2018‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قمراوي عز الدين‪ ،‬قانون األسرة نصا وتطبيقا‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‬ ‫‪.9‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2008‬‬

‫نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا وفقها وتطبيقا‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.10‬‬

‫الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬

‫عبد الوهاب بوضرسة‪ ،‬الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى‪ ،‬بين النظري والتطبيق‪،‬‬ ‫‪.11‬‬

‫دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2005‬‬

‫عبد هللا مسعودي‪ ،‬شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية الجديد‪ ،‬دار هومة للطباعة‬ ‫‪.12‬‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الكـتاب األول والثاني‪ ،‬دون طبعة سنة ‪.2018‬‬

‫عبد الع زيز سعد‪ ،‬اجراءات ممارسة دعاوي شؤون األسرة أمام أقسام المحاكم االبتدائية‪،‬‬ ‫‪.13‬‬

‫دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬الجرائم الواقعة على نظام األسرة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.14‬‬

‫الجزائر‪ ،‬طبعة منقحة ومزيدة‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬ ‫‪.15‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد‪ ،‬أحكام الزواج والطالق بعد‬ ‫‪.16‬‬

‫التعديل‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة معدلة‪ ،‬سنة ‪.2018‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫عبد الرزاق يعقوبي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية على ضوء‬ ‫‪.17‬‬

‫اجتهادات الجهات القضائية العليا ‪ ،‬شرح الكتابين الثاني والثالث‪ ،‬دارهومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2019‬‬

‫عبد الرحمن بربارة‪ ،‬شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية ( قانون رقم ‪ 09_08‬مؤرخ‬ ‫‪.18‬‬

‫في ‪ 23‬فيفري ‪ ،) 2008‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬

‫عمر بن سعيد‪ ،‬االجتهاد القضائي وفقا ألحكام قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬دار‬ ‫‪.19‬‬

‫الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬

‫خليل بوصنوبرة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬ ‫‪.20‬‬

‫منشورات نوميديا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬سنة ‪.2010‬‬

‫المذكرات الجامعية‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫بن ابراهيم نور الدين‪ ،‬اشكاليات الزواج العرفي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر_بسكرة‬ ‫‪.1‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬سنة ‪.2015_2014‬‬

‫بن الطيرش مخلوف‪ ،‬ش ريف عبد المالك‪ ،‬دور قاضي األحوال الشخصية في المنازعات‬ ‫‪.2‬‬

‫المتعلقة بشؤون األسرة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬السنة ‪.2018_2017‬‬

‫معزوز دليلة‪ ،‬اجراءات عقد الزواج الرسمي وطرق اثباته ومشكاالت االثبات في الزواج‬ ‫‪.3‬‬

‫العرفي ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬سنة ‪.2004_2003‬‬

‫المقاالت العلمية‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬


‫ابتسام صولي‪ ،‬عقد الزواج المغفل _وضعية األطفال مجهولي النسب في قانون الحالة‬ ‫‪.1‬‬

‫المدنية‪ ،‬وقانون األسرة‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪13‬‬
‫جوان ‪.2015‬‬
‫‪72‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫علي بداوي‪ ،‬عقود الزواج العرفية بين قصور احكام القانون ومتطلبات المجتمع‪ ،‬موسوعة‬ ‫‪.2‬‬

‫الفكر القانوني‪ ،‬دار الهالل للخدمات االعالمية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬نوفمبر سنة ‪.1999‬‬

‫د‪ -‬المجالت القضائية‪:‬‬


‫مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬سنة ‪.2001‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مجلة ال محكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬ ‫‪.2‬‬

‫مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬ ‫‪.3‬‬

‫المجلة القضائية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪.1995‬‬ ‫‪.4‬‬

‫المجلة القضائية‪ ،‬العدداألول‪ ،‬سنة ‪.2001‬‬ ‫‪.5‬‬

‫المجلة القضائية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪. 2008‬‬ ‫‪.6‬‬

‫المجلة القضائية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬سنة ‪.1994‬‬ ‫‪.7‬‬

‫التشريعات القانونية‪:‬‬ ‫ه‪-‬‬


‫قانون رقم‪ 09_08 :‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ ،1429‬الموافق ل‪ 25‬فيفري سنة ‪،2008‬‬ ‫‪.1‬‬

‫المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ 21‬سنة ‪.2008‬‬

‫القانون رقم‪ 05_09 :‬المؤرخ في ‪ ،2005/05/04‬المتضمن الموافقة على األمر ‪02‬‬ ‫‪.2‬‬

‫المؤرخ في ‪ ،2005/02/27‬المعدل والمتمم للقانون رقم‪ 84_11 :‬المؤرخ في‪:‬‬


‫‪ ،1984/07/09‬المتضمن قانون األسرة الجزائري‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.43‬‬

‫قانون رقم‪ 08_14 :‬مؤرخ في ‪ 13‬شوال عام ‪ ،1435‬الموافق ل‪ 09‬غشت ‪ 2014‬يعدل‬ ‫‪.3‬‬

‫ويتمم األمر رقم‪ 20_70 :‬المؤرخ في ‪ 13‬ذي الحجة عام ‪ ، 1389‬الموافق ل‪ 19‬فبراير‬
‫‪ ، 1970‬المتعلق بالحالة المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،49‬سنة ‪.2008‬‬

‫‪73‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬
‫شكر وتقدير‬
‫اإلهداء‬
‫أ‪-‬ه‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول الدعوى واختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬
‫‪07‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪08‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬شروط قبول الدعوى‪.....................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الشروط الشكلية‪....................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الصفة‪...............................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫أوال‪ :‬الصفة في المدعي‪............................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصفة في المدعى عليه‪.....................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المصلحة‪............................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوال ‪ :‬المصلحة القائمة‪............................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬المصلحة المحتملة‪..........................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا ‪:‬المصلحة في الحق الموضوعي‪...............................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬في عريضة افتتاح الدعوى وانعقاد الخصومة‪........................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬في شكل وبيانات ع ريضة افتاح الدعوى‪................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬البيانات المطلوبة‪.............................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬في انعقاد الخصومة وتقديم المستندات‪.................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫أوال‪ :‬في التكليف بالحضور للجلسة‪.................................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫ثانيا‪ :‬في تقديم المستندات‪.........................................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬في اختصاص قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‪................‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬االختصاص النوعي لقسم شؤون األسرة في الزواج وآثاره‪.............‬‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االختصاص النوعي في قضايا الزواج‪.................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم ‪.................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫‪20‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االختصاص النوعي للمجالس القضائية‪.......................................‬‬


‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي في قضايا آثار الزواج‪.............................‬‬
‫‪21‬‬ ‫أوال‪ :‬الدعاوي المتعلقة بآثار الخطبة‪.................................................‬‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدعاوي المتعلقة بآثار الزواج‪.................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص االقليمي لقسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‪.....‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االختصاص االقليمي العام للمحاكم والمجالس القضائية‪.................‬‬
‫‪26‬‬ ‫أوال‪ :‬االختصاص االقليمي كقاعدة عامة‪............................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية لالختصاص االقليمي‪........................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص االقليمي الخاص بقسم شؤون األسرة‪......................‬‬
‫‪27‬‬ ‫أوال‪ :‬الدعاوي التي تضمنتها المادة‪ 426 :‬من قانون االجراءات المدنية واالدارية‪.......‬‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪:‬بالنسبة للدعاوي األخرى التي تضمنها قانون االجراءات المدنية واالدارية‪.........‬‬
‫‪30‬‬ ‫خالصة ‪.................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اثبات الزواج وآثاره على ضوء ق اررات المحكمة العليا‬
‫‪32‬‬ ‫تمهيد‪....................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اثبات الزواج على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪33 ..............................‬‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اثبات الزواج الرسمي واآلثار المترتبة عنه‪.............................‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اثبات الزواج الرسمي‪..................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬إثبات الزواج الرسمي في الحاالت العادية‪.......................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اثبات الزواج الرسمي في حالة وجوب رخصة‪...................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة عن الزواج الرسمي‪.....................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫أوال‪ :‬اآلثار األدبية المشتركة بين الزوجين‪...........................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لعقد الزواج الصحيح‪..................................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫ثالثا‪ :‬بالنسبة للزواج الفاسد و الباطل‪...............................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اثبات الزواج الع رفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪...............‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صور الزواج العرفي ‪.................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫‪48‬‬ ‫أوال‪ :‬الصورة فألولى في حالة اكتمال أركان العقد وشروطه‪...........................‬‬


‫‪49‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصورة الثانية هي حالة تخلف شروط العقد واختالل ركنه‪......................‬‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب اللجوء إلى الزواج العرفي وأدلة إثباته‪...........................‬‬
‫‪51‬‬ ‫أوال‪ :‬أسباب اللجوء إلى الزواج الع رفي‪..............................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫ثانيا‪ :‬طرق وأدلة اثبات الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪..............‬‬
‫‪57‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪.......................‬‬
‫‪57‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬األثار المترتبة على الزواج العرفي‪...................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األثار المشتركة واآلثار القانونية لعقد الزواج العرفي‪......................‬‬
‫‪57‬‬ ‫أوال‪ :‬بالنسبة لآلثار المشتركة‪.......................................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اآلثار القانونية لعقد الزواج العرفي ‪............................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار السلبية لعقد الزواج العرفي‪.......................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫أوال‪ :‬بالنسبة للزوجة واألوالد‪........................................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للمجتمع‪..............................................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الزواج العرفي على ضوء ق اررات المحكمة العليا‪..................‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬بالنسبة الثبات العالقة الزوجية وثبوت النسب‪...........................‬‬
‫‪60‬‬ ‫أوال‪ :‬بالنسبة الثبات العالقة الزوجية‪.................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لثبوت النسب‪.........................................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بالنسبة للنفقة والتوارث بين الزوجين‪....................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫أوال‪ :‬آثار الزواج العرفي بالنسبة للنفقة‪...............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للتوارث بين الزوجين‪63 ..................................................‬‬
‫خالصة‪65 ..................................................................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫الخاتمة ‪.................................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع ‪.................................................................‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫تم بعون هللا‬
:‫ملخص الدراسة‬
‫لقد أولى المشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد أهمية‬
‫ وقد تطرقنا في دراستنا هذه إلى أهم الدعاوي‬،‫قصوى لقسم شؤون األسرة وأفرده بقسم خاص به‬
‫ باإلضافة إلى ذلك فقد خلصنا‬،‫التي يختص بها قسم شؤون األسرة في قضايا الزواج وآثاره‬
‫ وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم‬،‫إلى أن اثبات الزواج يتم بمستخرج في الحالة المدنية‬
.‫قضائي‬
‫ومن خالل دراستنا توصلنا إلى أن لقضاء المحكمة العليا في مسائل شؤون األسرة دو ار‬
‫بار از في الفصل في بعض النقاط التي مازالت تثير الكثير من الغموض والمتعلقة خاصة‬
،‫ كذلك فإنه سار في االتجاه الذي رسمته الشريعة االسالمية‬،‫بالنسب وما يثار حوله من نزاع‬
.‫وتجلى ذلك من خالل الق اررات الصادرة في قضاء األسرة‬

.‫ المحكمة العليا‬،‫ الزواج وآثاره‬،‫ شؤون األسرة‬،‫ إجراءات التقاضي‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Study summary:
The Algerian legislator, through the new Civil and Administrative Procedures
Law, has attached importance to the shortcomings of the Family Affairs Depart-
ment and its individual divide in its own right, and we have touched in our study
of the most important cases that The Family Affairs Department specializes in it
in matters of marriage and its effects, in addition to that, we have concluded that
marriage is proven by an extract in the civil status, and in the event that it is not
registered, it is proven by a court ruling.
Through our study we concluded that the Supreme Court's judiciary in matters of
family affairs has a prominent role in adjudicating some points that still raise a lot
of ambiguity related to lineage and the dispute raised around it, as well as it went
in the direction drawn by Islamic law, and this was evident. ‫ ن‬Through decisions
issued in the family court.

Key words :litigation procedures, family matters, marriage and its


effects, supreme court.

You might also like