البعد المعلوماتي في الحروب اللاتماثلية دراسة التنظيمات الارهابية داعش أنموذجا

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 109

‫جامعة زٌان عاشور –الجلفة ‪-‬‬

‫كلٌة الحقوق ولعلوم السٌاسٌة‬


‫قسم العلوم السٌاسٌة والعالقات الدولٌة‬

‫البعد المعلوماتي في الحروب الالتماثلية‬


‫دراسة التنظيمات اإلرهابية‬
‫–داعش أنموذجا‪-‬‬
‫مذكرة مقدمة لنٌل متطلبات شهادة الماستر فً العلوم السٌاسٌة والعالقات الدولٌة‬
‫تخصص‪ :‬تحلٌل السٌاسة الخارجٌة‬
‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫مصطفى تاهمً‬

‫السنة الجامعٌة ‪2017/2016:‬‬


‫جامعة زٌان عاشور –الجلفة ‪-‬‬
‫كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة‬
‫قسم العلوم السٌاسٌة والعالقات الدولٌة‬

‫البعد المعلوماتي في الحروب الالتماثلية‬


‫دراسة التنظيمات اإلرهابية‬
‫–داعش أنموذجا‪-‬‬
‫مذكرة مقدمة لنٌل متطلبات شهادة الماستر فً العلوم السٌاسٌة والعالقات الدولٌة‬
‫تخصص‪ :‬تحلٌل السٌاسة الخارجٌة‬
‫إشراف الدكتور‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫نوري نعاس‬ ‫‪ ‬مصطفى تاهمً‬

‫السنة الجامعٌة ‪2017/2016:‬‬


‫جامعة زٌان عاشور –الجلفة ‪-‬‬
‫كلٌة الحقوق ولعلوم السٌاسٌة‬
‫قسم العلوم السٌاسٌة والعالقات الدولٌة‬
‫‪.............:‬‬ ‫الرقم‬

‫البعد المعلوماتي في الحروب الالتماثلية‬


‫دراسة التنظيمات اإلرهابية‬
‫–داعش أنموذجا‪-‬‬
‫مذكرة مقدمة لنٌل متطلبات شهادة الماستر فً العلوم السٌاسٌة والعالقات الدولٌة‬
‫تخصص‪ :‬تحلٌل السٌاسة الخارجٌة‬
‫إشراف الدكتور‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫نوري نعاس‬ ‫‪ ‬مصطفى تاهمً‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة األصلٌة‬ ‫الدرجة العلمٌة‬ ‫اإلسم واللقب‬
‫ربٌسا‬ ‫جامعة الجلفة‬ ‫دكتور‬ ‫رافع مبارك‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة الجلفة‬ ‫دكتور‬ ‫نوري نعاس‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة الجلفة‬ ‫دكتور‬ ‫مكاوي نور الدٌن‬

‫السنة الجامعٌة‬
‫‪2017/2016‬‬
‫إلى من هذب التعب وروض مشاق الحٌاة بصبره وعزٌمته فكان لً خٌر‬
‫القدوة واألسوة الحسنة التً تشحن همتً وتإجج إرادتً فً بلوغ أعلى‬
‫المراتب ‪ ،‬أبً أطال هللا بقاءه وألبسه ثوب الصحة والعافٌة ورزقنً هللا بره‬
‫وطاعته ومتعنً برضاه ‪.‬‬
‫إلى من تقؾ كل لؽات العالم عاجزة عن وصفها وتخجل األحرؾ عن التعبٌر‬
‫لذكر اسمها‪ ،‬أنجبت فرعت‪ ،‬سهرت فكبرت‪ ،‬نصحت فؤصلحت‪ ،‬أمً الؽالٌة‬
‫حفظك هللا وأمدك بطول الحٌاة الرؼٌدة بصحة وعافٌة وجعلنً هللا ابنا بارا‬
‫مطٌعا أكون بهذا قد ربحت الدارٌن وتكونٌن سٌدة من سٌدات أهل الجنة إن‬
‫شاء هللا ‪.‬‬
‫إلى من ٌقاسموننً الحزن والفرح وال طٌب لخاطر بؽٌابهم‪ ،‬إلى من ؼٌاب‬
‫أحدهم ٌقشب مضجع الثانً حٌرة أسود البٌت وزهراته‪ ،‬إخوتً وأخواتً ‪:‬‬
‫فهٌمة‪ ،‬سمٌرة‪ ،‬عبد الكرٌم‪ ،‬برٌزة‪ ،‬سمٌر‪ ،‬هشام وأخص بذكرهم أخً األكبر‬
‫عبد الكرٌم الذي هو سقابً بعد المطر ‪.‬‬
‫الٌك ٌامن تتحملٌن عنفً وعنفوانً وتصبرٌن على ضجري تبلزمٌننً‬
‫وتشاركٌننً لذة العٌش وألمه‪ ،‬إلى التً كانت سندي فً مواصلة الدراسة‬
‫زوجتً الحبٌبة رعاك هللا دوما وحفظك ‪.‬‬
‫إلى بهجة الناظر ومبلك البٌت نور سطع فؤنسى من كل الخطوب فؤصبح‬
‫الشمس والقمر ٌكسر سكون البٌت بشجى صوته ٌبعث فً النفس شؽؾ الحٌاة‬
‫وحبها جعلتنً اعشق وجودك بجانبً كل لحظة ابنً إٌاد وقرة عٌنً وفقنً هللا‬
‫لرعاٌتك وأعاننً على تربٌتك وجعلك هللا إماما للحرم‪.‬‬
‫إلى البرعمٌن الصؽٌرٌن هبة الرحمان وتقً الدٌن دٌلمً حفظكما هللا ورعاكما‬
‫وجعلكما صالحٌن برا بوالدٌكما‪.‬‬
‫بفضل من هللا وعونه وتوفٌقه لً بعد جد وعناء وجهد ومثابرة تم إنجاز هذا‬
‫العمل المتواضع بتوجٌه ومساعدة األستاذ الفاضل والمشرؾ نوري نعاس‬
‫بنصابح قٌمة فتحت عقد المشكبلت وذللت مصاعب البحث حفظك هللا وأدامك‬
‫فً خدمة العلم وطبلبه وجعلها هللا صدقة جارٌة فً مٌزان حسناتك أشكرك‬
‫جزٌل الشكر وعظٌم االمتنان‪ ،‬كما أتقدم بشكري الخالص الى كل األساتذة‬
‫الذٌن لم ٌقصروا معً ولم ٌبخلوا على طبلبهم بالنصح والمشورة والتوجٌهات‬
‫البناءة وأحًٌ كل أساتذة قسم العلوم السٌاسٌة بجامعة الجلفة الذٌن كان لنا‬
‫شرؾ الدراسة عندهم والتؤطٌر على أٌدٌهم وهم ‪ :‬نوري نعاس‪ ،‬جداوي خلٌل‪،‬‬
‫معمري خالد‪ ،‬عصبً حلٌمة‪ ،‬بلخٌرات حوسٌن‪ ،‬مكاوي نور الدٌن‪ ،‬معقافً‬
‫أسامة‪ ،‬مٌهوبً حبٌب‪،‬األستاذ بوسعٌد واألستاذ رافع مبارك وكل األساتذة أقول‬
‫لكم جمٌعا من علمنً حرفا صرت له عبدا‪.‬‬
‫أشكر كل من ساعدنً فً انجاز هذا البحث المتواضع ولو بكلمة طٌبة وأخص‬
‫بالذكر األستاذ ؼربً عزٌز من قسم العلوم السٌاسٌة بجامعة المسٌلة وصدٌقً‬
‫وزمٌلً من المدرسة الوطنٌة لئلدارة ٌوسفً سمٌر‪ ،‬وال أنسى رفٌقً فً العمل‬
‫بالمدٌرٌة الوالبٌة للبرٌد وتكنولوجٌات اإلعبلم واالتصال بالمسٌلة قرابسً‬
‫مروان‪.‬‬
‫الفهرس‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة ‪................................................. ......................................‬‬

‫‪06‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للدراسة ‪................................................‬‬

‫‪07‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬البعد المعلوماتً (التكنولوجٌا) فً العبلقات الدولٌة ‪................‬‬

‫‪07‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعرٌؾ التكنولوجٌا الحدٌثة ‪.......................................‬‬

‫‪08‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬أثر العامل التكنولوجً فً العبلقات الدولٌة ‪.....................‬‬

‫‪10‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬مجاالت تؤثٌر التكنولوجٌا فً العبلقات الدولٌة ‪..................‬‬

‫‪13‬‬ ‫المبحث الثانً ‪ :‬الحروب البلتماثلٌة واإلرهاب الدولً ‪...............................‬‬

‫‪13‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬مفهوم الحروب الؽٌر تماثلٌة ‪......................................‬‬

‫‪15‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬تعرٌؾ اإلرهاب الدولً ‪..........................................‬‬

‫‪17‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬دوافع اإلرهاب الدولً ‪............................................‬‬

‫‪23‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬الحروب االلكترونٌة ‪..................................................‬‬

‫‪23‬‬ ‫االلكترونً ‪........................................‬‬


‫ة‬ ‫المطلب األول ‪:‬تعرٌؾ الحرب‬

‫‪24‬‬ ‫المطلب الثانً ‪:‬أدوات الحروب االلكترونٌة ‪.......................................‬‬

‫‪27‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬القوة االلكترونٌة فً العبلقات الدولٌة ‪...........................‬‬

‫‪30‬‬ ‫الفصل الثانً ‪:‬تقاطع التكنولوجٌا واالرهاب ‪................................... ..........‬‬

‫‪31‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬اإلرهاب وأسلحة الدمار الشامل ‪.....................................‬‬

‫‪31‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مخاطر اإلرهاب النووي ‪..................................................‬‬

‫‪33‬‬ ‫المطلب الثانً ‪:‬اإلرهاب البٌولوجً والكٌماوي ‪....................................‬‬

‫‪35‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اإلرهاب المعلوماتً ‪...............................................‬‬

‫‪37‬‬ ‫المبحث الثانً ‪ :‬تكنولوجٌا االتصاالت واإلرهاب ‪....................................‬‬

‫‪37‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬التكنولوجٌا الحدٌثة وتنامً ظاهرة اإلرهاب ‪.....................‬‬

‫‪40‬‬ ‫المطلب الثانً ‪:‬اإلرهاب واالنترنت ‪................................................‬‬

‫‪42‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬مجاالت استخدام االنترنت من طرؾ اإلرهابٌٌن ‪................‬‬


‫‪44‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬الفضاء االلكترونً والتؽٌر فً أسلوب الصراع ‪....................‬‬

‫‪44‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الفضاء االلكترونً والحرب الؽٌر تماثلٌة ‪.......................‬‬

‫‪46‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬الفضاء االلكترونً كساحة للصراع والتنافس الدولً ‪...........‬‬

‫‪48‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬الردع االلكترونً ‪..................................................‬‬

‫‪52‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة كنموذج للفاعلٌن العنٌفٌن من ؼٌر الدول ‪....‬‬

‫‪53‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬نشؤة وتطور تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة ‪..................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬جذور تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة ‪......................................‬‬

‫‪55‬‬ ‫المطلب الثانً ‪:‬أهداؾ تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة ‪.....................................‬‬

‫‪58‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عوامل قوة تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة ‪................................‬‬

‫‪61‬‬ ‫المبحث الثانً ‪ :‬استخدام تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة للقوة التكنولوجٌة ‪..................‬‬

‫‪61‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬اإلستراتٌجٌة اإلعبلمٌة للتنظٌم ‪....................................‬‬

‫‪64‬‬ ‫المطلب الثانً ‪:‬توظٌؾ داعش للفضاء السٌبرانً ‪.................................‬‬

‫‪66‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬اإلستراتٌجٌة العسكرٌة للتنظٌم ‪....................................‬‬

‫‪68‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬دور القوى الكبرى فً محاربة تنظٌم الدولة ‪........................‬‬

‫‪68‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬دور التحالؾ الدولً فً الحرب على التنظٌم ‪...................‬‬

‫‪71‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬استراتٌجٌات الدول للحرب االلكترونٌة ضد التنظٌم ‪.............‬‬

‫‪74‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬عدم التماثل سمة الحرب على تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة ‪...........‬‬

‫‪78‬‬ ‫الخاتمة ‪......................................................................................‬‬


‫قابمة المبلحق‬
‫يقدية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫شهدت السنوات األخٌرة تحوالت وتؽٌرات جذرٌة فً مفاهٌم الحرب ونظرٌاتها ومن ثم‬
‫لحقت هذه التؽٌرات بعقابد الجٌوش القتالٌة‪،‬وظهرت مفاهٌم عسكرٌة ونظرٌات جدٌدة ولدت من‬
‫رحم التهدٌدات األمنٌة الؽٌر تقلٌدٌة التً برزت على الساحة العالمٌة خبلل العقدٌن األخٌرٌن‪،‬‬
‫وباتت مصطلحات مثل الحروب البلمتماثلة واقعا خاضته العدٌد من الجٌوش الكبرى فً‬
‫مناطق شتى من العالم‪ ،‬كما تجلت الحروب االلكترونٌة على أرض الواقع وهبطت من الفضاء‬
‫النظري الذي رسم سٌنارٌوهاتها وتؤثٌراتها المحتملة طوال سنوات مضت ‪ ،‬بل إن هذا النمط من‬
‫الحروب قد ٌتحول الى سبب مباشر الندالع الصراعات العسكرٌة التقلٌدٌة ‪ ،‬ما ٌعكس عمق‬
‫الخطر االستراتٌجً الذي ٌترتب على حروب الفضاء االلكترونً الذي دخل كمجال جدٌد فً‬
‫العبلقات الدولٌة العابرة للحدود ‪ ،‬والقادرة على امتبلك منصات القوة الشاملة سواء من قبل‬
‫الفاعلٌن من الدول أو من ؼٌر الدول‪ ،‬فعلى مدار التارٌخ لعبت القدرة على االستحواذ على‬
‫التقدم التكنولوجً دورا اساسٌا فً قوة الدول وفً ممارسة الهٌمنة والسٌطرة‪ ،‬وقد شهد العالم‬
‫ثورة ؼٌرت مجرى التارٌخ وهً الثورة الصناعٌة ‪ ،‬وٌشهد العالم الٌوم ثورة لكنها من نوع‬
‫جدٌد فهً تعتمد على المعلومات والمعرفة وهً الثورة التكنولوجٌة ‪ ،‬التً كان ٌفترض أن ٌتم‬
‫استخدامها فً األعمال السلمٌة فقط لكن تم استخدامها بشكل سلبً ٌضر بالبشرٌة بؤكملها‪ ،‬فقد‬
‫تم التزاوج بٌن التكنولوجٌا واالرهاب ‪ ،‬هذا األخٌر الذي أصبح له انتشار كبٌر على األنترنت‬
‫وأصبح للجماعات والتنظٌمات االرهابٌة آالؾ المواقع والصفحات التً تستخدمها من أجل‬
‫استقطاب المزٌد من الشباب فً صفوفها‪ ،‬وٌعد اإلرهاب اإللكترونً نوعا جدٌدا من أنواع‬
‫القوة‪ ،‬فالقوة لم تعد مقتصرة على القوة الصلبة المتمثلة أساسا فً القوة العسكرٌة المادٌة‬
‫واالقتصادٌة‪ ،‬والتً تحتكرها الدول بشكل عام‪ ،‬ولٌس كل الدول وإنما الدول الكبرى كما أن‬
‫هذا النوع لم ٌعد مقتصرا على الدول فقط وانما كل من له القدرة على استخدامها وتوظٌفها‬
‫لتحقٌق أهدافه سواء أكان دولة أو أفراد أو فاعلٌن من ؼٌر الدول حٌث ٌستخدم الفاعلٌن من‬
‫ؼٌر الدول هذا النوع الجدٌد من القوة ألؼراض هجومٌة مثل اختراق المواقع االلكترونٌة‬
‫وشبكات المعلومات والتجسس االلكترونً‪ ،‬نشر الفٌروسات المدمرة ألجهزة الدولة والحواسٌب‬
‫فنجد على سبٌل المثال "جولٌان أسانج" صاحب موقع وٌكٌلٌكس الذي استطاع تسرٌب عدد‬
‫كبٌر من برقٌات الخارجٌة األمرٌكٌة والذي أضعؾ صورة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬لٌس‬
‫هذا فقط فاألخطر من ذلك هو استخدام الجماعات االرهابٌة للفضاء االلكترونً للتخطٌط وتنفٌذ‬
‫عملٌاتهم االرهابٌة فً مختلؾ دول العالم حٌث أصبح لهذه الجماعات انتشار كبٌر على‬
‫األنترنت وتمتلك حسابات ومواقع تستخدمها فً التروٌج ألهدافها وللدعاٌة الخاصة بها‪ ،‬فتنظٌم‬
‫داعش مثبل له العدٌد من المواقع االلكترونٌة والصفحات على مواقع التواصل االجتماعً‬
‫وتوٌترناهٌك عن عدد من الصحؾ االلكترونٌة التً تصدر بعدة لؽات‪ ،‬كما أن أفراد التنظٌم‬
‫ٌستخدمون الفضاء االلكترونً بشكل واسع وٌروجون من خبلله لنمط حٌاة أفراد التنظٌم فً‬
‫المناطق التً ٌسٌطرون علٌها‪،‬كما ٌروجون لقوتهم بهدؾ تشكٌل صورة ذهنٌة عنهم بؤنهم‬
‫األقوى واألخطر عالمٌا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يقدية‬

‫مبررات اختٌار الموضوع ‪:‬‬


‫ٌعود اختٌار الموضوع لعدة أسباب ٌمكن إٌجازها فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫المبررات الذاتٌة‪ :‬والتً تتمثل فً اهتماماتً ومٌولً الشخصً لدراسة المواضٌع والشإون‬
‫ذات األهمٌة اإلستراتٌجٌة خاصة ونحن نشهد تزاٌد التطورات التكنولوجٌة الحدٌثة وتزاٌد‬
‫االستخدامات العسكرٌة لها من أجل تحقٌق التفوق فً القوة على المستوى الدولً هذا من جهة‬
‫وقراءتً لعدٌد الكتب والتً تتحدث فً مجملها عن محاولة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة منع‬
‫التقاطع بٌن التقنٌة والتطرؾ واإلرهاب ومن بٌن هاته الكتب كتاب الفوضى الخبلقة لرمزي‬
‫المٌناوي الصادر سنة ‪ 2012‬من جهة ثانٌة‪ ،‬إضافة إلى مجال عملً بالمدٌرٌة الوالبٌة للبرٌد‬
‫وتكنولوجٌات اإلعبلم واالتصال بالمسٌلة ‪.‬‬
‫المبررات الموضوعٌة‪ :‬عبلقة البحث بتخصصً كطالب فً العلوم السٌاسٌة والعبلقات الدولٌة‬
‫وقلة األبحاث والدراسات فً هذا الموضوع و افتقار الجامعات الجزابرٌة لهاته المراجع كما‬
‫ترجع األسباب إلى األهمٌة البالؽة التً ٌكتسٌها هذا الموضوع خصوصا وأنه ٌبرز واقع‬
‫الحروب المعاصرة‪.‬‬
‫أهمٌة الدراسة‪:‬‬
‫تكمن أهمٌة الدراسة فً كونها تسلط الضوء على الحروب الحدٌثة التً لم ٌعد للجانب البشري‬
‫األهمٌة الكبرى كما كان فً الحروب التقلٌدٌة إضافة إلى محاولة مواكبة التطورات‬
‫التكنولوجٌة فً جانبها العسكري واالستراتٌجً من خبلل الدراسة والبحث وال ٌمكن إؼفال‬
‫األهمٌة األمنٌة واإلستراتٌجٌة للبحث سواء لؤلفراد أو للمختصٌن فً المجال األمنً‬
‫واالستراتٌجً والدفاع الوطنً‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدؾ الدراسة إلى إبراز الدور المتعاظم للتكنولوجٌا خاصة مع نهاٌة القرن الماضً وبداٌة‬
‫القرن الحالً وتؤثٌرها الكبٌر على حقل العبلقات الدولٌة فً جمٌع تخصصاتها من الدبلوماسٌة‬
‫إلى السٌاسة الخارجٌة واالقتصاد الدولً حٌث لم تعد هاته التكنولوجٌا وسٌلة آمنة وسلمٌة‬
‫خاصة بعدما تمكنت التنظٌمات اإلرهابٌة من الحصول علٌها والسعً لتطوٌرها واستخدامها فً‬
‫العملٌات اإلرهابٌة‪.‬‬
‫أدبٌات الدراسة ‪:‬‬

‫هناك العدٌد من الدراسات التً تناولت مفهوم الحروب البلتماثلٌة واإلرهاب ودراسات‬
‫تناولت تنظٌم الدولة واإلرهاب االلكترونً وتم تناوله من أبعاد متعددة منها على سبٌل المثال‪:‬‬
‫دراسات تهتم باإلرهاب االلكترونً ضمن دراسات األمن الدولً والتعامل معه باعتباره مشابه‬
‫لؤلسلحة النووٌة‪ ،‬وهناك دراسات أخرى تركز على الجانب القانونً وعبلقة ذلك بالقانون‬
‫‪2‬‬
‫يقدية‬

‫الدولً وحقوق اإلنسان‪ ،‬ودراسات تهتم باإلرهاب االلكترونً كقضٌة عسكرٌة‪ ،‬ودراسات‬
‫أخرى تنظر لئلرهاب االلكترونً باعتباره شكل من أشكال الحرب الؽٌر تقلٌدٌة وهى حروب‬
‫المعلومات‪ ،‬حروب الشبكات واالتصاالت والحروب التكنولوجٌة ‪.‬‬

‫تم التركٌز على الدراسات التً تركز على استخدام الجماعات اإلرهابٌة لئلرهاب‬
‫االلكترونً‪ ،‬والدراسات التً تركز على اثر اإلرهاب االلكترونً على تؽٌر القوة فً العبلقات‬
‫الدولٌة وتؤثٌر اإلرهاب االلكترونً على النظام الدولً ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬عادل عبد الصادق الجخة‪ ،‬اثر اإلرهاب االلكترونً على مبدأ استخدام القوة فً العبلقات‬
‫الدولٌة(‪(،)2007 -2001‬ماجستٌر)‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلٌة االقتصاد والعلوم‬
‫السٌاسٌة‪)2009(،‬‬
‫‪-2‬عادل عبد الصادق الجخة‪ ،‬اثر الفضاء االلكترونً فً تؽٌر طبٌعة العبلقات الدولٌة‪:‬دراسة‬
‫فى النظرٌة والتطبٌق‪(،‬دكتوراه)‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلٌة االقتصاد والعلومالسٌاسٌة ‪.)2014 (،‬‬
‫‪-3‬اٌسر محمد عطٌة‪ ،‬دور اآللٌات الحدٌثة للحد من الجرابم المستحدثة‪ :‬اإلرهاب االلكترونً‬
‫وطرق مواجهته‪(،‬الجرابم المستحدثة فً ظل المتؽٌرات والتحوالت اإلقلٌمٌة والدولٌة‪-2 ،‬‬
‫‪.2014/9/4‬‬
‫‪-4‬البرتو فرناندٌز‪ ،،‬باقٌة وتتمدد مواجهة شبكات الدعاٌة الخاصة بداعش‪ (،‬مشروع العبلقات‬
‫األمرٌكٌة مع العالم اإلسبلمً)‪(،‬مركز سٌاسة الشرق األوسط فً معهد‬
‫بروكنجز)اكتوبر ‪.2015‬‬
‫‪-5‬شرٌؾ اللبان‪ ،‬اإلستراتٌجٌة اإلعبلمٌة والثقافٌة لمواجهة تنظٌم داعش‪ٌ ،‬سرى العزباوى‪،‬‬
‫داعش دراسات فً بنٌة التنظٌم‪ ،‬الطبعة األولى‪،(35-54) ،‬القاهرة‪ ،‬المركز العربً للبحوث‬
‫الدراسات‬
‫‪-6‬إٌهاب عبد الحمٌد خلٌفة عبد العال‪ ،‬استخدام القوة االلكترونٌة فً ادارة التفاعبلت الدولٌة‪:‬‬
‫الوالٌات المتحدة نموذجا ً ‪(،2012 -2001‬ماجٌستٌر) ‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلٌة االقتصاد والعلوم‬
‫السٌاسٌة‪.)2015(،‬‬
‫ي السٌاسة الخارجٌة ‪:‬دراسة فى أدوات‬ ‫عب الحى‪ ،‬القوة الذكٌة فؾ‬
‫‪-7‬سماح عبد الصبور د‬
‫السٌاسة الخارجٌة اإلٌرانٌة تجاه لبنان منذ ‪(،2005‬ماجستٌر)‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلٌة االقتصاد‬
‫والعلوم السٌاسٌة‪.)2013( ،‬‬
‫‪-8‬لونٌسً اعلً ‪،‬آلٌات مكافحة اإلرهاب الدولٌة بٌن فاعلٌة القانون الدولً وواقع الممارسات‬
‫الدولٌة االنفرادٌة‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪،‬طلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة‪،‬جامعةمولود‬
‫معمري‪،‬تٌزي وزو‪2012/07/04 ،‬‬
‫حٌث تشٌر هذه األدبٌات إلى ؼٌاب تعرٌؾ موضوعً واضح ومحدد لهذه الظواهر‬
‫خاصة اإلرهاب الدولً وعجز نظرٌات العبلقات الدولٌة عن تفسٌرها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫يقدية‬

‫إشكالٌة الموضوع ‪:‬‬


‫الى أي مدى ساهمت التكنولوجٌا الحدٌثة فً تحقٌق التفوق فً الحروب البلتماثلٌة وفً مكافحة‬
‫اإلرهاب؟والى أٌن تسٌر الحروب الحدٌثة فً ظل التطورات التكنولوجٌة المتعاظمة؟‬
‫حدود المشكلة‪:‬‬
‫تنطلق الدراسة من فكرة الحروب الؽٌر تقلٌدٌة والتً تتم بٌن طرفٌن أحدهما نظامً‬
‫واألخر جٌش ؼٌر نظامً أو باألحرى عدو وهمً حٌث ٌتم تسٌٌر جٌوش كاملة بعتادها‬
‫ومعداتها من أجل محاربة مجموعة إرهابٌة أو تنظٌم إرهابً وٌتم استخدام جمٌع الوسابل‬
‫التقلٌدٌة والحدٌثة منها‪ ،‬كما انتقلت هته الحروب إلى الفضاء السٌبرانً من أجل تقلٌص التكلفة‬
‫المادٌة والبشرٌة بالحفاظ على أرواح الجنود واالعتماد على قوة أخؾ و سرعة أكثر ونتابج‬
‫أكبر وٌعتبر عامل الح سم فً جل هاته الحروب هو التقنٌة التً توفر التؽطٌة الجوٌة بالطابرات‬
‫بدون طٌار والصوارٌخ الموجهة عبر األقمار الصناعٌة ‪.‬‬
‫الفرضٌات ‪:‬‬
‫‪ -‬توظٌؾ الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة للحروب الؽٌر تماثلٌة ضد الدول الفاشلة والمارقة‬
‫وضد التنظٌمات اإلرهابٌة كالقاعدة وداعش مثبل مقتل الحارثً عام ‪ 2002‬أو عملٌة‬
‫مقتل أسامة بن الدن التً تمت عبر المشاهدة والتوجٌه من البانتاؼون ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التنظٌمات اإلرهابٌة ألحدث تكنولوجٌا األسلحة ومحاولتها الحصول على‬
‫األسلحة النووٌة والبٌولوجٌة والكٌماوٌة حٌث سعت القاعدة وتنظٌم الدولة اإلسبلمٌة فً‬
‫العراق الى شراء القنبلة النووٌة من باكستان ‪.‬‬
‫‪ -‬الحروب الؽٌر تماثلٌة لم تعد تقتصر على التنظٌمات االرهابٌة فقط بل امتدت لتشكل‬
‫حتى الدول عبر الفضاء السٌبٌري وتحولت إلى حروب معلومات والكترونٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬التحول فً مفهوم القوة الى القوة االلكترونٌة صاحبه موجة سباق تسلح الكترونً وردع‬
‫الكترونً من خبلل شن الهجمات االلكترونٌة بالفٌروسات والبرامج الخبٌثة وقٌام الدولة‬
‫المعتدى علٌها بالرد واالنتقام أو بالتهدٌد والتلوٌح باستخدام أسلحة الفضاء االلكترونً‪.‬‬
‫المنهجٌة ‪:‬‬
‫تستخدم الدراسة عدة مناهج نظرٌة أهمها‪:‬‬
‫‪- 1‬المنهج التارٌخً ‪ :‬وهو المنهج الذي ٌوظؾ التارٌخ إما من أجل معرفة علمٌة ألحداث‬
‫الماضً أو لمصلحة البحث العلمً لواقع الظواهر المعاصرة‪ ،‬وبما أن دراسة اإلرهاب‬
‫والحروب تتطلب الرجوع لؤلبعاد التارٌخٌة فإنه كان لزاما االعتماد على هذا المنهج‪.‬‬
‫إلى‬ ‫‪- 2‬المنهج الوصفً التحلٌلً‪ٌ :‬مكن تعرٌؾ المنهج الوصفً بؤنه محاولة للوصول‬
‫إلى فهم‬ ‫المعرفة الدقٌقة أو التفصٌلٌة لعناصر المشكلة أو الظاهرة القابمة للوصول‬
‫أفضل وأدق أو وضع السٌاسات واإلجراءات المستقبلٌة الخاصة لها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يقدية‬

‫‪ -3‬منهج المصلحة القومٌة أو المصلحة الوطنٌة‪ :‬هو أحد المناهج المفسرة للعبلقات الدولٌة‬
‫وٌعتبر أن السعً نحو تحقٌق المصلحة القومٌة للدولة هو الهدؾ النهابً والمستمر لسٌاستها‬
‫الخارجٌة‪ ،‬بمعنى آخر فإن المصلحة القومٌة تشكل عامل االرتكاز والمحرك األساسً فً‬
‫تخطٌط السٌاسة الخارجٌة ألي دولة فً العالم‪ ،‬وفً هذا الصدد ٌقول جوزٌؾ فرانكل فً كتابه‬
‫العبلقات الدولٌة المصلحة الوطنٌة هً المفتاح األساسً فً السٌاسة الخارجٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬المنهج المقارن‪ :‬وهو ذلك المنهج الذي ٌعتمد على المقارنة فً دراسته للظاهرة حٌث ٌبرز‬
‫أوجه التشابه واالختبلؾ بٌن ظاهرتٌن أو أكثر وٌتم توظٌفه فً الدراسة لمعرفة الفرق بٌن‬
‫التنظٌمات اإلرهابٌة خاصة بٌن داعش والقاعدة‪.‬‬

‫ٌستعرض البحث بالدراسة والشرح مفهوم الحروب البلتماثلٌة ودور التكنولوجٌا‬


‫الحدٌثة فً هاته الحروب إضافة إلى اإلرهاب كفاعل عنٌؾ من ؼٌر الدول وطرؾ وهمً فً‬
‫هاته الحروب‪ ،‬حٌث تم تقسٌم الدراسة إلى ثبلث فصول تضمنت مجمل الدراسة بالتفصٌل‬
‫وضم كل فصل ثبلث مباحث‪.‬‬
‫تم التطرق فً الفصل األول والمعنون باإلطار المفاهٌمً للدراسة‪ ،‬إلى مفهوم البعد‬
‫المعلوماتً فً مبحث أول ثم فً المبحث الثانً تم تناول الحروب البلمتماثلة واإلرهاب‬
‫وخصابص هذا النوع من الحروب ثم تعرٌؾ اإلرهاب ودوافعه فً مطلب أخر‪،‬أما فً المبحث‬
‫الثالث فقد تم الحدٌث عن الحروب االلكترونٌة وأدواتها كما تناول الفصل أثر العامل‬
‫التكنولوجً فً العبلقات الدولٌة ومجاالت هذا التؤثٌر و مظاهر تحول القوة‪.‬‬
‫فً الفصل الثانً تم استعراض التقاطع بٌن اإلرهاب والتكنولوجٌا فً الحروب‬
‫البلتماثلٌة ودور الفضاء االلكترونً فً انتقال الصراعات والهٌمنة والردع إلى الفضاء‬
‫السٌبرانً ودور الهجمات االلكترونٌة فً تعطٌل أو اإلضرار بؤمن ومصالح الدول او تهدٌدها‪.‬‬
‫الفصل الثالث ٌمثل نموذج الدراسة التطبٌقً والمتمثل فً دراسة تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة‬
‫داعش كفاعل عنٌؾ فً العبلقات الدولٌة من ؼٌر الدول وتم بحث نشؤته وجذوره وتموٌله‬
‫وإستراتٌجٌته العسكرٌة مقارنة بإستراتٌجٌة تنظٌم القاعدة ثم المواقؾ الدولٌة من تمدد التنظٌم‬
‫ومحاربته وفً األخٌر الخاتمة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫تمهٌد ‪:‬‬

‫ُنذ ِّكر فً مُسته ِّل هذا البحث بؤنَّ العالم ٌَعٌش منذ نهاٌة القرن العشرٌن ثورة فً مجال‬
‫المعلوماتٌَّة وبصورة خاصة فً نطاق تكنولوجٌا المعلومات ووسابل االتصال ‪ ،‬وكانت شبكة‬
‫االتصال بٌن أجهزة الكمبٌوتر(أو الحاسب اآللً أو الحاسوب) ‪ ،‬قد نشؤت فً بداٌة األمر فً‬
‫العام ‪ 1969‬لخدمة األؼراض العسكرٌَّة للوالٌات المتحدة األمٌركٌَّة ‪ ،‬التً ا َّتخذت القرار‬
‫‪ ،‬والتواصل بٌن مُختلؾ المجتمعات‬ ‫بإطبلقها على مستوى العالم لخدمة أهداؾ المعرفة‬
‫ت ‪ ،)Internet‬فقامت بعض الشركات المُتخصِّصة بإنشاء نظام ٌَسْ َمح بتٌسٌر‬ ‫(اإل ْن َترْ َن ْ‬
‫اال ِّتصال والتواصل والتعارُؾ بٌن البشر (بروتوك والت اال ِّتصال ‪،IP‬مثبل)‪ ،‬وأَنشؤت كٌانات‬
‫ُتتٌح لكل شخص أو شركة الحصول على صندوق برٌد إلكترونً ( ‪ ،)Email‬وعلى مواقع‬
‫على الشبكة العنكبوتٌَّة العالمٌَّة ( ‪ )World Wide Web‬التً ٌُمكن الدخول إلٌها واالطبلع‬
‫على المعلومات المُتوافرة من خبللها‪.‬‬
‫وسٌتم التكلم فً هذا الفصل عن مفهوم التكنولوجٌا أو البعد المعلوماتً من حٌث تعرٌفها‬
‫وأثرها فً العبلقات الدولٌة‪ ،‬ثم االنتقال إلى مفهوم الحروب البلتماثلٌة وخصابصها ومفهوم‬
‫اإلرهاب ودوافعه وأخٌرا تناول الفصل الحروب االلكترونٌة كجزء من الحروب البلتماثلٌة‬
‫وتطبٌق الجانب التكنولوجً‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم البعد المعلوماتً‬


‫ٌتناول هذا المبحث مفهوم التكنولوجٌا وأثرها فً العبلقات الدولٌة والمجاالت التً ٌإثر فٌها‬
‫العامل التكنولوجً‪.‬‬
‫المطلباألول‪ :‬تعرٌف التكنولوجٌا‬
‫تعرٌف التكنولوجٌا‪ :‬التكنولوجٌا لفظ مرادؾ للتقنٌة والمؤخوذة من ‪ technology‬وهو‬
‫مصطلح مركب من أصل إؼرٌقً وظهر استخدام هذا اللفظ فً العصور الحدٌثة وخصوصا‬
‫بعد الثورة الصناعٌة عندما بدأت اآلالت تؤخذ أهمٌتها فً مجال اإلنتاج الصناعً‪ ،‬تصفه‬
‫القوامٌس بطرٌقة ؼامضة حٌث تذكر أنه ٌدل على علم الصناعة‪ ،‬أو أنه الدراسة العلمٌة للفنون‬
‫الصناعٌة والمٌكانٌكٌة‪ ،‬فٌذكر معجم اللؽة اإلنجلٌزٌة أن كلمة ( ‪ )techni‬تعنً أسلوب أداء‬
‫المهنة أما كلمة (‪ )technology‬فتعنً العلم الذي ٌدرس تلك الصنابع‪.‬‬
‫وتتمٌز كلمة تكنولوجٌا بصعوبة تحدٌد مضمونها بدقة‪ ،‬وذلك للسرعة فً التؽٌٌر الذي‬
‫لحق بمفهومها حٌث أصبح على درجة عالٌة من التعقٌد مما زاد من صعوبة حصرها وتحدٌد‬
‫أبعادها‪ ،‬فٌعتبر البعض مصطلح التكنولوجٌا تبعا لذلك من المصطلحات المطاطٌة (‪.)1‬‬
‫‪ ‬تعرفها دابرة المعارؾ الفرنسٌة "فن استؽبلل الحرؾ والمهن استؽبلال عقلٌا عن طرٌق‬
‫الدراسة العملٌة"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬التكنولوجٌا هً فن اإلنتاج والعملٌات المادٌة البلزمة له ‪.‬‬
‫‪ ‬هً الوسٌلة التً ٌسٌطر بها اإلنسان على محٌطه وهً التعنً فقط التطبٌق المنهجً‬
‫للعلوم وفروع المعرفة على القضاٌا العلمٌة‪ ،‬ولكنها تعنً أٌضا الوسط االجتماعً واالقتصادي‬
‫والسٌاسً الذي ٌتم التطبٌق فٌه‪.‬‬
‫‪ ‬عملٌة التطبٌق العلمً للفكر اإلنسانً المنظم الهادؾ إلى االستفادة الممكنة من مكونات‬
‫الطبٌعة لتلبٌة الحاجات اإلنسانٌة الضرورٌة والترفٌهٌة (‪.)3‬‬
‫تعود األصول التارٌخٌة لمفهوم التقنٌة "التكنولوجٌا" فً أصلها إلى اإلؼرٌق فشقها األول‬
‫"التكنو" ٌعنً فً اللؽة اإلؼرٌقٌة مجموعة األسالٌب والفنون اإلنسانٌة وشقها الثانً "لوجٌا"‬
‫ٌعنً المنطق أو الحوار‪ ،‬واللفظان معا ٌشٌران إلى كل معرفة فنٌة تنطوي على منطق وتبعث‬
‫جدال حولها ‪ ،‬وتشكل المعارؾ الفنٌة فً معطٌاتها منظومة متكاملة تتفاعل فٌها المعرفة العلمٌة‬
‫مع التطبٌقات العملٌة ضمن نسق منطقً متكامل (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬زكرٌاء حسن أبو دامس‪ ،‬أثر التطور التكنولوجً على اإلرهاب‪،‬ط‪،1‬عمان األردن‪ :‬عالم الكتب الحدٌث‪،2005،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -2‬محمدصفوح االخرس وآخرون‪ ،‬أثر التقنٌة على المجتمع العربً‪ ،‬ط ‪ ،1‬الرٌاض السعودٌة‪ ،‬المركز العربً للدراسات‬
‫األمنٌة والتدرٌب ‪،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -3‬حسن أبو دامس‪ ،‬سبق ذكره‪،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -4‬صفوح االخرس وآخرون ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.13‬‬

‫‪7‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫تكنولوجٌا اإلرهاب هً‪":‬جملة األنشطة العقلٌة الموجهة والمهارات التً ٌستخدمها‬


‫االرهابً للكشؾ عن خصابص معطٌات بٌبته المحٌطة والتعامل معها بالتوظٌؾ واالستؽبلل‬
‫للمعطٌات العمٌقة له فً تحقٌق ذاك الهدؾ باستخدام المواد واألدوات والتجهٌزات واآلالت‪،‬‬
‫وتطوٌر المهارات واألسالٌب وطرق التنظٌم المختلفة والمحكومة بنظام اجتماعً واقتصادي‬
‫معٌن(‪.)1‬‬
‫تعرٌؾ التقنٌة‪ :‬هً األداة المستحدثة أو األسلوب المبتكر الذي أفرزه عقل بشري طوره‬
‫العلم والخبرة والمعرفة والتقنٌة‪ ،‬كما قال جٌتس تحقق نتابج أفضل من النتابج التً تحققها‬
‫األداة أو األسلوب المستخدم قبل اكتشافها‪ ،‬حٌث توفر الوقت والجهد وتقلل التكلفة (‪.)2‬‬
‫من خبلل التعارٌؾ السابقة نستنج بؤن التكنولوجٌا تشكل العامل الربٌسً فً تقدم الدول‬
‫وهً عنصر ربٌسً باتت أؼلب االقتصادٌات فً العالم ترتكز علٌه وتبنً علٌه الجٌوش‬
‫مقدراتها العسكرٌة وأصبحت عنصر الحسم فً العدٌد من الحروب والمعارك‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬أثر العامل التكنولوجً فً العالقات الدولٌة‪.‬‬
‫ٌعٌش العالم الٌوم ثورة حقٌقٌة فً المجاالت العلمٌة المختلفة حٌث انها أصبحت عامل‬
‫مهم وحٌوي ومِإثر فً العبلقات الدولٌة‪ ،‬فالتسابق فً مٌدان التكنولوجٌا ٌجعل من الدول تؤتً‬
‫بشًء جدٌد فً مختلؾ المجاالت كل ٌوم تقرٌبا‪ ،‬فنحن نشهد ثورة المعلومات والحواسٌب‬
‫واالنترنت‪ ،‬فالمعلومة أٌنما كانت ومهما كان مصدرها أصبحت متاحة أمام الجمٌع لبلطبلع‬
‫(‪ ،)3‬ولهذا‬ ‫علٌها وبالتالً إجراء ما ٌلزم علٌها سواء من قبل األفراد والمإسسات أو الدول‬
‫وٌزداد تؤثٌره بشكل‬ ‫فالعامل التكنولوجً ٌعد من أهم العوامل المإثرة فً العبلقات الدولٌة‪،‬‬
‫مضطرد‪ ،‬وقد حقق التقدم التكنولوجً تؽٌٌرات جوهرٌة فً حٌاة اإلنسان والمجتمع‪ ،‬وشمل‬
‫ذلك التحوالت فً مٌدان الدبلوماسٌة واإلستراتٌجٌة والثقافة واالقتصاد ‪ ،‬وألؽت االبتكارات‬
‫العلمٌة عامل المسافة بٌن الوحدات الدولٌة‪ ،‬فعلى سبٌل المثال تمكنت طابرة الكونكورد من‬
‫ساعات ونصؾ فقط‪ ،‬وأصبح الذهاب‬ ‫اختصار الطٌران بٌن بارٌس وواشنطن إلى ثبلث‬
‫واإلٌاب بٌن أوروبا وأمرٌكا ٌتم فً نفس الٌوم‪ ،‬وهو تطور لم ٌكن ممكنا من قبل ونفس الشًء‬
‫بالنسبة للقطارات(‪.)4‬‬
‫فهذه الثورة الهابلة بكل أبعادها قد أدت الى تطورات جذرٌة فً المجال العسكري ومجال‬
‫النقل والمواصبلت‪ ،‬وٌكفً أن نذكر أن أقصى مكان فً العالم الذي نعٌش فٌه ال ٌبعد أكثر من‬
‫نصؾ ساعة بلؽة االستراتٌجٌة النووٌة‪ ،‬وان اكتساب النظام الدولً لصفة العالمٌة لم ٌكن ممكنا‬
‫دون التطور فً وسابل االنتقال‪ ،‬وان الرسابل االتصالٌة أصبح من الممكن أن تصل فً نفس‬
‫‪ -1‬حسن أبو دامس‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.60‬‬
‫‪ -2‬محمد فتحً عٌد‪،‬األسالٌب والطرق التً ٌستخدمها االرهابٌون وطرق التصدي لها ومكافحتها‪،‬الرٌاض السعودٌة ‪:‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث‪،2001،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -3‬طشطوش هاٌل عبد المولى‪ ،‬مقدمة فً العبلقات الدولٌة‪ ،‬األردن‪ 2010 :‬ص‪.32‬‬
‫‪ - 4‬سعد حقً توفٌق‪ ،‬مبادئ العبلقات الدولٌة‪ ،‬ط‪ ،5‬القاهرة مصر‪ :‬شركة العاتك لصناعة الكتاب ‪ ،2010،‬ص‪169‬‬

‫‪8‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫اللحظة من إحدى وحدات النظام الدولً الى وحدة أخرى وهكذا‪ ،‬وٌعنً هذا كله أن العزلة قد‬
‫أصبحت اختٌارا مستحٌبل(‪.)1‬‬
‫فقد أصبح التقدم التكنولوجً الزما ً من أجل قوة الدولة على المدى البعٌد‪ ،‬وٌوفر قوام قوة‬
‫المجتمع وحٌوٌته‪ ،‬وأن التطور التكنولوجً الذي طرأ على التكنولوجٌا العسكرٌة فً تطور‬
‫األسلحة وقدراتها التدمٌرٌة ونوعٌاتها ومدٌاتها وتطور وسابل الهجوم الجوي المختلفة‪ ،‬وكما‬
‫نالت االسلحة الكٌمٌاوٌة والذرٌة والنووٌة قدراً كبٌراً من التطور التكنولوجً‪ ،‬وزٌادة تؤثٌر‬
‫سبلحها الفتاك‪ ،‬وتعد من األسباب الجوهرٌة التً قادت الى نشوب الحربٌٌن العالمٌتٌن االولى‬
‫والثانٌة والتً كانت تعد مفصبلً ربٌسا ً فً تطور مفهوم القوة وعبلقتها بالتكنولوجٌا‪ ،‬وبعد‬
‫انتهاء الحرب العالمٌة االولى والحرب العالمٌة الثانٌة تمحور التبدل الجذري فً محور األساس‬
‫للنظام الدولً إلى انقسام العالم إلى معسكرٌن هم ا‪ :‬حلؾ الشمال االطلسً (الناتو) وحلؾ‬
‫وارسو أي اصبح النظام الدولً ٌتمحور حول الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة واالتحاد السوفٌاتً‬
‫السابق‪ ،‬ولقد ادى كل من الدولتٌن العظمٌٌن دوراً اساسٌا ً فً النظام الدولً من حٌث القوة‬
‫العسكرٌة واالقتصادٌة والتفوق التكنولوجً والصناعً والسٌطرة على السٌاسة والعقابد‬
‫واالمتداد الجؽرافً والكثافة البشرٌة‪ ،‬عن طرٌق توظٌؾ تكنولوجٌا اإلعبلم وثورة المعلومات‬
‫فً ظل الصراع الدابر بٌن حضارات العالم وثقافاتها‪ ،‬وتزداد قٌمة المعلومات وتوظٌفها فً‬
‫العبلقات الدولٌة‪ ،‬فإن تدفق المعلومات التً ٌمارسها الؽرب الصناعً الٌوم تحمل فً طٌاتها‬
‫تهدٌدات ومخاطر جدٌدة‪ ،‬على الثقافات الوطنٌة فً دول العالم الثالث (‪.)2‬‬
‫وقد جاءت الثورة العلمٌة والتكنولوجٌة بتؤثٌرات إٌجابٌة وسلبٌة فً العبلقات الدولٌة‪،‬‬
‫فساهمت فً تحرٌر اإلنسان من بعض أنواع العبودٌة فً عمله وفً حٌاته الٌومٌة‪ ،‬ولكنها من‬
‫جهة أخرى فتحت آفاقا جدٌدة فً التنافس الدولً من أجل تقسٌم الموارد خارج القارات‬
‫وامتبلكها‪ ،‬فقامت الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة بالدخول فً سباق حقٌقً نحو الفضاء منذ عقد‬
‫الستٌنات(‪.)3‬‬
‫شكلت حرب الخلٌج الثانٌة مٌدان الختبار أحدث ما توصلت إلٌه التكنولوجٌا العسكرٌة فً‬
‫اإلستراتٌجٌة من قبل قوات‬ ‫مجال األسلحة التقلٌدٌة واألسلحة التكتٌكٌة أو حتى األسلحة‬
‫التحالؾ‪ ،‬حٌث استخدمت فٌها طابرات مقاتلة وقاذفات إستراتٌجٌة ألول مرة كطابرة (أؾ ‪)17‬‬
‫المعروفة باسم (ستٌلت) أو الشبح ‪ ،‬التً ال ٌمكن ألجهزة الرادار اكتشافها‪ ،‬إضافة إلى استخدام‬
‫قاذفات (ب ‪ )52‬ذات المدى البعٌد وذات الحمولة الضخمة من القذابؾ واألسلحة‪ ،‬لدرجة أن‬
‫بعض الباحثٌن ٌقولون أن الطابرة المقاتلة الٌوم أصبحت "حاسوبا طابرا" إلى تكنولوجٌا أسلحة‬
‫الدفاع ضد الج و‪ ،‬وخاصة الصوارٌخ المضادة للصوارٌخ كالباترٌوت‪ ،‬والتً تحتاج إلى تقنٌات‬

‫‪ -1‬أحمد ٌوسؾ أحمد‪ ،‬مقدمة فً العبلقات الدولٌة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬القاهرة مصر‪:‬معهد البحوث والدراسات العربٌة‪،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -2‬خلود ولٌد صالح العبٌدي‪"،‬دور المتؽٌر التكنولوجً فً النظام الدولً بعد الحرب الباردة"‪،‬رسالةماجستٌر‪،‬كلٌة العلوم‬
‫السٌاسٌة ‪،‬جامعة النهرٌن العراق‪.2010:‬‬
‫‪ -3‬سعد حقً ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.169‬‬

‫‪9‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫عالٌة نظرا للسرعة الهابلة للصوارٌخ‪ ،‬والتً تزٌد عن سرعة الصوت‪ ،‬إضافة إلى إدخال‬
‫أحدث ما توصلت إلٌه تكنولوجٌا الحواسٌب فً اآللة العسكرٌة‪ ،‬وفً مجاالت متعددة كالرصد‬
‫ر‪،‬والتً أصبح لدٌها‬ ‫واالستطبلع ناهٌك عن األقمار الصناعٌة والتً قارب عددها ألفً قم‬
‫القدرة على رصد اإلنسان وهو فً حدٌقة منزله ملتقطة صور بؤدق التفاصٌل لبعض أجزاء‬
‫جسمه كظاهر الٌد مثبل‪.‬‬
‫إن ثورة مجال العلم والتكنولوجٌا خاصة فً نظم االتصاالت ولعل شبكة االنترنت الٌوم‬
‫هً الثورة الحقٌقٌة والتً ٌتم تسخٌرها من قبل القوات العسكرٌة وخصوصا القوى الكبرى‬
‫لتحقٌق أهدافها وؼاٌاتها‪ ،‬ولعل تقنٌة )‪ (Google earth‬التً أصبحت متاحة الٌوم حتى‬
‫للمستخدم العادي ‪ ،‬إضافة إلى األقمار الصناعٌة التً مؤلت الفضاء جعلت من الصعب على‬
‫الدول إخفاء ما لدٌهامن قواعد ومواقع عسكرٌة ومنشآت حٌوٌة أو تحركات أو مناورات‬
‫عسكرٌة(‪.)1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مجاالت تأثٌر التكنولوجٌا فً حقل العالقات الدولٌة‬
‫ال ٌخفى على عاقل التؽٌٌرات التً أحدثتها الثورة التكنولوجٌة فً العالم والتً انتقل‬
‫تؤثٌرها إلى مٌدان العلوم السٌاسٌة والعبلقات الدولٌة خاصة فً المجاالت الحٌوٌة كاألمن‬
‫والدبلوماسٌة واالقتصاد وهنا نتطرق الى دراسة استعراض المجاالت التً لها النصٌب األكثر‬
‫من التؤثٌر‪.‬‬
‫أوالًال‪ :‬المٌدان العسكري‪.‬‬
‫أصبحت األسلحة الحدٌثة جد متقنة ‪ ،‬إلى حد أنها توفر السٌطرة للضعٌؾ على القوي ‪،‬‬
‫والسبلح المطلق لم ٌوجد حتى اآلن وما ٌزال البحث عنه جارٌا ‪ ،‬وقد خصصت نفقات ضخمة‬
‫من بٌن جهود أخرى فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة وروسٌا من أجل القٌام بؤعمال باهرة‬
‫تإدي إلى تحقٌق تفوق دامػ ‪ ،‬وتشترك جمٌع مختبرات البحوث من الناحٌة العملٌة بصورة‬
‫مباشرة أو ؼٌر مباشرة فً تحسٌن وتطوٌر آالت الموت‪،‬وقد أشار روبٌن كبلرك إلى ذلك‬
‫بقوله‪“ :‬أد ى البحث فً األشعة تحت الحمراء الى اكتشاؾ طرابق جدٌدة فً توجٌه الصوارٌخ ‪،‬‬
‫وقد حسن البحث فً قٌاس ضوء النجوم من مبلحة الؽواصات وأدى البحث فً الجزبٌات إلى‬
‫اكتشاؾ وقود جدٌد لصاروخ بوالرٌس (‪.)2‬‬
‫إن أخطر بعد فً صراع الشرق والؽرب هو البعد العسكري والنووي‪ ،‬كما أن أكثر ما‬
‫ٌإرق وٌقلق العالم المعاصر اآلن هو ذلك المخزون النووي الهابل الذي ٌمتلكه كل من الشرق‬
‫والؽرب‪ ،‬واستمرار كل منهما فً تطوٌر هذا المخزون من األسلحة النووٌة المدمرة‪ ،‬فقد أصبح‬

‫‪ -1‬عبد الخالق عبد هللا‪،‬العالم المعاصر والصراعات الدولٌة‪ ،‬الكوٌت‪ :‬عالم المعرفة‪ ،‬ص‪77‬‬
‫‪ -2‬فٌكتور فرنز‪ ،‬ترجمة هٌثم كٌبلنً‪ ،‬الحرب العالمٌة الثالثة(الخوؾ الكبٌر)‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬المإسسة العربٌة للدراسات‬
‫والنشر‪ ،‬ص‪61‬‬

‫‪10‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫عالمنا المعاصر هو بحق عالما نووٌا ‪ ،‬وذلك على إثر تصاعد سباق التسلح النووي بٌن الشرق‬
‫والؽرب‪ ،‬واستمرار انتشار السبلح النووي فً العالم وتزاٌد احتمال اندالع حرب نووٌة وتحكم‬
‫االعتبارات النووٌة فً مجمل العبلقات الدولٌة(‪.)1‬‬
‫االتحاد السوفٌاتً التً‬ ‫ٌظهر جلٌا خطر احتمال وقوع حرب نووٌة بٌن روسٌا ورٌثة‬
‫ورثت ترسانة أسلحة نووٌة ضخمة‪ ،‬عندما قامت بالوقوؾ فً وجه الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬
‫لمنعها من نشر درع صاروخً أمرٌكً فً وسط أوروبا فً نهاٌة عام ‪ ،2007‬واعتبرت هذا‬
‫األمر تهدٌدا صرٌحا لها‪ ،‬مما أجبر الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة على التراجع عن هذه الفكرة‪،‬‬
‫وكذلك قٌام روسٌا فً أوت ‪ 2008‬بسحق محاولة جورجٌا المدعومة من الؽرب بشكل عام‪،‬‬
‫والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة بشكل خاص‪ ،‬من أجل سٌطرتها على إقلٌم أوسٌتٌا الجنوبٌة (‪.)2‬‬
‫إن هذه العسكرة الجدٌدة للعالم قد أدت إلى تطور مفاهٌم جدٌدة لم تكن لها أهمٌة تذكر من‬
‫قبل‪ ،‬كمفهوم اإلرهاب الذي نما وترعرع ونشط بقوة فً العقدٌن األخٌرٌن‪ ،‬ولعل انعكاس‬
‫الظروؾ واألوضاع الجدٌدة الداخلٌة والخارجٌة التً بدء ٌعٌشها العالم تكون هً السبب األول‬
‫فً تطور اإلرهاب ونموه بالشكل الذي أصبح العالم الٌوم ٌبذل كل ما ٌستطٌع من قواه المادٌة‬
‫والمعنوٌة للتخلص من وٌبلته وبراثٌنه (‪.)3‬‬
‫ثانٌا ًال‪ :‬المٌدان الدبلوماسً‪.‬‬
‫لقد تمكنت ثورة تكنولوجٌا المعلومات واالتصاالت من التؤثٌر فً أسلوب الدبلوماسٌة‬
‫وممارستها فً إدارة العبلقات الدولٌة‪ ،‬كما أن المإسسات المختصة بالعمل الدبلوماسً قد‬
‫وظفت ابتكارات تكنولوجٌا المعلومات واالتصاالت الحدٌثة فً خدمة نشاطها الدبلوماسً فعلى‬
‫سبٌل المثال ساعدت تكنولوجٌا االتصاالت فً تطوٌر االتصال الدولً وظهور نوع جدٌد من‬
‫الدبلوماسٌة‪ ،‬عرفت بدبلوماسٌة األقمار الصناعٌة أو الدبلوماسٌة الشخصٌة التً تتؤتى من خبلل‬
‫المإتمرات المربٌة والخطوط الساخنة بٌن زعماء الدول (‪.)4‬‬
‫وتستخدم كذلك وكالة األنباء والصحافة واإلذاعة والتلفزٌون فً الدول ذات األنظمة‬
‫الشمولٌة كوسٌلة لنقل الرسابل الشبه رسمٌة‪ ،‬كان من الممكن أن تنقل من قبل خبلل القنوات‬
‫الرسمٌة للبعثات الدبلوماسٌة‪ ،‬وحتى التفاوض نقلت هذه الوظٌفة بدورها تدرٌجٌا من نطاق‬
‫المهام الموكولة إلى السفارات‪ ،‬حٌث أخذ ٌقوم بها المسبولون الرسمٌون ‪ ،‬إن ازدٌاد وتنوع‬
‫وكثافة العبلقات الدولٌة عمل على تطوٌر مهمة السفارات فً القٌام بحماٌة أشخاص وممتلكات‬
‫رعاٌاها المقٌمٌن بصفة دابمة أو مإقتة على أرض دولة أجنبٌة‪ ،‬فقد تطورت الخدمات التجارٌة‬
‫والمالٌة والثقافٌة واالجتماعٌة تطورا كبٌرا فً السفارات وهو ما ٌإكد على أن هذه األخٌرة قد‬
‫‪ -1‬عبد الخالق عبد هللا‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -2‬هاٌل عبد المولى ‪،‬سبق ذكره‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -3‬هاٌل عبد المولى‪،‬المرجع نفسه ص‪.72‬‬
‫‪ -4‬إسماعٌل العزاوي‪" ،‬أثر تكنولوجٌا المعلومات واالتصاالت على الدٌبلوماسٌة" رسالة ماجستٌر ؼٌر منشورة ‪ ،‬كلٌة‬
‫الحقوق والعلوم السٌاسٌة جامعة بٌروت العربٌة‪.2013/03/13 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫تحولت حتى عجزت عن االستمرار كمراكز التؤثٌر السٌاسً إلى شًء أشبه بمكاتب العبلقات‬
‫العامة ومراكز متقدمة لبلختراق التجاري‪.‬‬
‫لقد لعبت وسابل اإلعبلم دورا مهما فً التؤثٌر على صناع القرار‪ ،‬فهً التً أجبرت‬
‫اإلدارة األمرٌكٌة لترك فٌتنام عام ‪ ،1975‬وعلى العكس فإن عدم وجود دور لوسابل اإلعبلم‬
‫عن حرب الفولكبلن والحرب السوفٌتٌة فً أفؽانستان قد مكن تاتشر ربٌسة وزراء برٌطانٌا من‬
‫قٌادة العملٌة بنجاح ومنعت برٌجنٌؾ من االنسحاب عام ‪ ،1989‬ولعبت وسابل اإلعبلم دورا‬
‫مإثرا خبلل الثورة الرومانٌة التً أطاحت بشاوشٌسكو عام ‪ 1989‬فً إطبلع العالم بمجرٌات‬
‫وأحداث الثورة(‪.)1‬‬
‫ثالثا ًال‪ :‬المٌدان االقتصادي‪.‬‬
‫لقد أصبح واضحا بؤن هناك شبه إجماع بٌن العلماء والمهتمٌن بؤن التقدم التكنولوجً‬
‫ٌشكل واحد من أهم العوامل المسإولة عن النمو االقتصادي إن لم ٌكن أهمها على اإلطبلق‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن العالم الشهٌر سٌمون كوركوزنٌتس ٌرى أن النتٌجة التً ال مفر منها هً أن‬
‫اإلسهام المباشر لساعات العمل البشري وتراكم رأس المال ٌكاد ال ٌزٌد عن عشر معدل النمو‬
‫فً حصة الفرد من الناتج القومً‪ ،‬وربما أقل من ذلك (‪.)2‬‬
‫ٌرجع االقتصادٌون التكنولوجٌا الى الزٌادة فً إنتاجٌة العمل والتً تتمثل فً أهم‬
‫مإشراتها الواسعة االستخدام‪ ،‬بنتٌجة قسمة الناتج اإلجمالً على ساعات العمل‪ ،‬إلى مفهوم‬
‫يمثل التقدم‬ ‫التقدم التكنولوجً والذي هو فً حقٌقة األمر عبارة عن حزمة من العوامل‬
‫التكنولوجً بمعناه األضٌق واحدا منها فقط ‪ ،‬تضاؾ إلٌه عوامل اقتصادٌات النطاق والتحسٌنات‬
‫اإلدارٌة‪.‬‬
‫الحقٌقة أنه ما من بلد أقدم على الحصول على التكنولوجٌا من شتى منابعها وتوطٌنها‬
‫وتطوٌرها محلٌا بالحماس والنجاح كما فعلت الٌابان‪ ،‬وقد وصل الحماس إلى درجة تولد مٌل‬
‫عام عند عامة الٌابانٌٌن إلى أن التكنولوجٌا والتقدم قادران على إٌجاد حلول لكل اآلالم التً‬
‫ٌشكو منها االقتصاد الٌابانً(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬سعد حقً ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.177‬‬


‫‪ -2‬أنطونٌوس كرم‪ ،‬المجلس الوطنً للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬العرب أمام تحدٌات التكنولوجٌا‪ ،59 ،‬سلسلة كتب ثقافٌة‬
‫شهرٌة‪ ،‬الكوٌت‪ :‬عالم المعرفة‪ ،‬نوفمبر ‪ ،1982‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -3‬أنطونٌوس كرم‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.43-42‬‬

‫‪12‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫المبحث الثانً‪ :‬الحروب الالتماثلٌة واإلرهاب‬


‫نستعرض فً هذه النقطة لمفهوم الحروب الؽٌر تماثلٌة وخصابصها والتً تختلؾ عن الحروب‬
‫النظامٌة كما سٌتم التطرق لتعرٌؾ االرهاب ودوافعه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الحروب الغٌر تماثلٌة‬
‫تتعدد أسماء الحروب البلتماثلٌة‪ ،‬فهناك من ٌسمٌها الحروب الؽٌر عادلة‪ ،‬الحروب الؽٌر‬
‫متوازنة‪ ،‬الؽٌر نظامٌة‪... ،‬الخ‪.‬‬
‫وٌقول العقٌد كٌنٌث سً كونز من سبلح الجو األمرٌكً أن الصراع الحالً العالمً ضد‬
‫التطرؾ العنٌؾ هو على األؼلب التهدٌد األكثر خطرا الذي تواجهه أمتنا لؽاٌة عام ‪،2020‬‬
‫فقد أجبر التفوق األمرٌكً فً القتال الحربً التقلٌدي خصومنا على تجنب المواجهة العسكرٌة‬
‫مع الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬ألن الحرب الؽٌر نظامٌة أصبحت لخصومنا حرب االختٌار‬
‫فهم ٌستخدمون إستراتٌجٌة التدمٌر والتقوٌض النفسً واالقتصادي والطبٌعً‪ ،‬سٌاسة‬
‫االستنزاؾ لتقلٌص وإضعاؾ القدرة الوطنٌة والنفوذ وإرادة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬
‫وشركابها االستراتٌجٌٌن‪.‬‬
‫وٌضٌؾ إن خصومنا ؼٌر تقلٌدًٌن ولذلك ٌجب أن ٌكون مفهومنا لهزٌمتهم ؼٌر تقلٌدي‪،‬‬
‫نحن ال نستطًع أن نهزم خصومنا بالقوة فقط‪ٌ ،‬جب علٌنا أن ِّ‬
‫نسخر مزٌجا من المفاهٌم‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬المعلوماتٌة‪ ،‬االقتصادٌة‪ ،‬العسكرٌة‪ ،‬الثقافٌة واالجتماعٌة بتوحٌد الجهود مع‬
‫الحكومات وقوات األمن األجنبٌة والسكان كذلك‪.)1( .‬‬
‫ٌرى البروفٌسور األمرٌكً ماكس ماٌورانٌج أن حروب الجٌل الرابع هً حروب تهدؾ‬
‫إلى تحقٌق هدؾ مهم هو إفشال الدولة‪ ،‬حالة الدولة الفاشلة وهً أسلوب الحرب الؽٌر نمطٌة‬
‫وهً حروب تهدؾ إلى استخدام المتضادات ونقاط االختبلؾ وتوزٌع نسب السكان واألزمات‬
‫فً العبلقات الدولٌة‪ ،‬واإلشكاالت القابمة داخل الدول بؽرض تضخٌمها وتكوٌن حالة من انعدام‬
‫التوازن بٌن األطراؾ المختلفة دٌنٌا وسٌاسٌا أو ثقافٌا‪ ،‬مما ٌإدي إلى فشل الدولة‪،‬هً حرب‬
‫لٌس لها شكل معٌن أو أسلوب منهجً كما فً الحروب السابقة (‪.)2‬‬
‫ٌعرفها ولٌد حسنٌن‪ :‬هً آخر مودٌل من أنواع الحروب وأكثرها تطورا‪ ،‬وتقوم‬
‫هذهالحرب على فكرة تهدٌم وتفتٌت الدول من الداخل‪ ،‬وذلك من خبلل زرع عدد من العمبلء‬
‫هات الدولة وهم ٌطلقون علٌهم تعبٌر "الطابور الخامس" وفً الؽالب ٌكون هذا‬
‫ه‬ ‫فً داخل‬
‫الطابور الخامس من السٌاسٌٌن وأصحاب األقبلم ورواد المنابر اإلعبلمٌة والنجوم والفنانٌن‬

‫‪www.au.af.mil/au/afri/aspj/apjinternational/apj-a…/2010_4_08-coons-.-1‬‬
‫‪harnd.pdf‬تارٌخ االطبلع‪ 2017/03/20:‬على الساعة‪.15:50:‬‬
‫‪ٌ -2‬وسؾ جمعة الحداد‪" ،‬الجٌل الرابع من الحروب أبعاد وتهدٌدات" مجلة درع الوطن االماراتٌة ‪:‬عدد ‪،504‬جانفً‬
‫‪،2014‬ص‪.81‬‬

‫‪13‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫والرٌاضٌٌن والناشطٌن من طبلب الجامعات‪ ،‬والذٌن تكون مهمتهم فً الؽالب خلق األزمات‬
‫وزعزعة االستقرار الداخلً للدولة وتسخٌن الشارع للخروج ضد األنظمة الحاكمة وإسقاطها ‪،‬‬
‫مع تفكٌك مإسسات الدولة األمنٌة بداعً تجاوزها فً مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وهدم مإسسات‬
‫الدولة الحٌوٌة وعلى رأسها الجٌش مستخدمٌن شعارات فً ظاهرها الدعوة للحرٌة ومناهضة‬
‫الحكم العسكري‪ ،‬وفً باطنها تفكٌك المإسسات الوطنٌة العسكرٌة بتدبٌر وخطط ممنهجة من‬
‫المإسسات االستخباراتٌة فً كل من أمرٌكا وإسرابٌل وتوابعهما من دول إقلٌمٌة كقطر‬
‫وتركٌا(‪.)1‬‬
‫عرؾ فرانك هوفمان الحروب الهجٌنة‪ :‬على أنها الحروب التً تضم أنماطا مختلفة من‬
‫الحروب بما فً ذلك القدرات التقلٌدٌة والتكتٌكات ؼٌر النظامٌة‪ ،‬باإلضافة للعملٌات اإلرهابٌة‬
‫والعنؾ العشوابً وإشاعة الفوضى المساعدة على انتشار األعمال اإلجرامٌة(‪.)2‬‬
‫أطلق اسم حروب الجٌل الرابع على الحرب على التنظٌمات اإلرهابٌة بحسب المفهوم‬
‫األمرٌكً‪ ،‬وطرفا الحرب فً الجٌل الرابع هما جٌش نظامً لدولة ما‪ ،‬مقابل دولة أو عدو‬
‫وخبلٌا خفٌة منتشرة فً أنحاء العالم‪ ،‬كما ٌقوم الجٌل الرابع من الحروب على خلط األوراق‬
‫وبناء مساحات واسعة من االلتباسات المفاهٌمٌة والثقافٌة‪ ،‬والمإكد أن حروب الجٌل الرابع هً‬
‫أكبر نقلة نوعٌة فً تارٌخ التخطٌط العسكري منذ معاهدة واست فالٌا ‪ ،1648‬ألن هذا الجٌل‬
‫الجدٌد من الحروب ٌنهً نسبٌا أو واقعٌا احتكار الدولة القومٌة لشن حروب‪ ،‬حٌث باتت‬
‫التنظٌمات والمٌلٌشٌات والجماعات تشن حروبا ضد الدول ولم تعد الحروب تندلع بٌن الجٌوش‬
‫فقط‪ ،‬وكان المقصود من هذه الحروب الحالة التً تفقد فٌها الدولة احتكارها للعنؾ وقوى‬
‫الصراع والعودة إلى نماذج صراع كانت سابدة قبل الدولة المعاصرة(‪.)3‬‬
‫ٌطلق على حروب الجٌل الرابع الحروب البلمتماثلة أو الحروب الؽٌر متكافبة والتً‬
‫تعنً حسب أنطونٌو إتسٌفارٌا _األكادٌمً العسكري األمرٌكً_ بؤنها تلك الحروب التً تعتمد‬
‫على نوع من التمرد ‪ ،‬الذي تستخدم فٌه القوات ؼٌر النظامٌة كل الوسابل التكنولوجٌة والسٌاسٌة‬
‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬بهدؾ إجبار العدو الذي ٌمثل القوة النظامٌة على التخلً عن سٌاسته‬
‫و أهدافه االستراتٌجٌة وهو ٌعنً تجاوز المفهوم العسكري الضٌق للحروب الى المفهوم الواسع‬
‫حٌث توظؾ القوى الناعمة فً هذه الحروب إلى جانب األدوات العسكرٌة (‪.)4‬‬
‫الحرب البلمتماثلة‪ :‬هً محاولة طرؾ ٌعادي الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة أن ٌلتؾ حول‬
‫قوتها وٌستؽل نقاط ضعفها‪ ،‬معتمدا فٌذلك على وسابل تختلؾ بطرٌقة كاملة عن نوع العملٌات‬
‫التً ٌمكن توقعها وعدم التوازي‪ٌ ،‬عنً أن ٌستخدم طاقة الحرب النفسٌة وما ٌصاحبها من‬

‫‪ -1‬ولٌد حسنٌن‪،‬حروب الجٌل الرابع والشرق األوسط الجدٌد العمبلء والضحاٌا‪،‬بوابةماسبٌرو الصحفٌة متوفر على‬
‫الرابط ‪.http//maspiro.net‬‬
‫‪ -2‬هدى رإوؾ‪ ،‬الحرب الهجٌنة‪،‬اتجاهات األحداث‪،‬عدد‪ٌ ،06‬ناٌر ‪،2015‬ص‪33‬‬
‫‪ٌ -3‬وسؾ جمعة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -4‬جمال سند السوٌدي‪ ،‬مإتمر الجٌل الرابع من الحروب‪ ،‬صحٌفة العرب‪:‬عدد ‪،1027‬ص‪.18‬‬

‫‪14‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫شحنات الصدمة والعجز لكً ٌنتزع فً ٌده زمام المبادرة وحرٌة الحركة واإلرادة وبؤسلوب‬
‫ٌستخدم سابل مستحدثة‪ ،‬وتكتٌكات ؼٌر تقلٌدٌة‪ ،‬وأسلحة تكنولوجٌة جرى التوصل إلٌها بالتفكٌر‬
‫فً ؼٌر المتوقع وؼٌر المعقول ثم تطبٌقه على كل مستوٌات الحرب من االستراتٌجٌة إلى‬
‫التخطٌط(‪.)1‬‬
‫فً مطلع القرن الحادي والعشرٌن كان التركٌز األكبر فً الحروب البلمتماثلة على‬
‫أشكال محددة من حروب العصابات والتمرد‪ ،‬وكانت الحروب األمرٌكٌة فً أفؽانستان والعراق‬
‫إلى جانب الحروب اإلسرابٌلٌة ضد حزب هللا وحركة حماس ‪ ،‬من األمثلة البارزة على هذه‬
‫األنماط من الحرب الؽٌر تماثلٌة‪ ،‬ولكن هذه األنماط من الحرب البلمتماثلة توزعت على‬
‫مستوى العالم حٌث تندرج فً فباتها الصراعات الجارٌة فً سورٌا ومالً والقوقاز وماٌنمار‬
‫وباكستان والهند وكولومبٌا (‪.)2‬‬
‫نستنتج من جملة التعارٌؾ السابقة أن الحروب الؽٌر تماثلٌة هً حروب أطلقت على‬
‫حروب مكافحة االرهاب وٌمكن ألي فاعل دولً أو ؼٌر دولً شنها وهً حروب ٌكون أحد‬
‫طرفٌها جٌش نظامً واألخر ؼٌر نظامً‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬سمات وخصائص الحروب الالمتماثلة‬
‫فً هذا المطلب سٌتم التطرق الى أهم السمات التً تمٌز هذا النوع من الحروب الحدٌثة‬
‫والتً هً األخرى لها ما ٌمٌزه ا عن ؼٌرها من أجٌال الحروب السابقة‬
‫تتسم حروب الجٌل الرابع بسمات عدة منها ‪:‬‬
‫‪ - 01‬محورٌة األفكار واإلٌدٌولوجٌات‪ ،‬حٌث تمثل األفكار محورا مهما فً شن الحروب‬
‫وتحدٌد معاٌٌر الهزٌمة والنصر فٌها‪ ،‬فالثقافة هً الهدؾ وهً محور التخطٌط لهذه‬
‫الحروب التً تتمركز تخطٌطٌا حول الهجوم على ثقافة العدو وتدمٌر منظومة القٌم‬
‫الثقافٌة والروحٌة لدٌه‪ ،‬بحٌث تنهار الروح المعنوٌة والقٌم النفسٌة الداعمة للمجتمع‬
‫(‪)3‬‬
‫وبالتالً ٌسهل اختراقه أو دفعه إلى االنهٌار المادي أو المعنوي واقعٌا أو افتراضٌا ‪.‬‬
‫‪ - 02‬تتسم باستخدام عصابات من المقاتلٌن تكون صؽٌرة ومتنقلة تعمل أحٌانا من دون زي‬
‫عسكري‪ ،‬تقوم عادة بمهاجمة األجنحة والمناطق الخلفٌة من التشكٌبلت العسكرٌة األكبر‬
‫حجما واألقل حركة بحٌث تشن هجوما ثم تنسحب‪ ،‬كما أن مقاتلً العصابات ٌستخدمون‬
‫بشكل مكثؾ األفخاخ واأللؽام واالؼتٌاالت والكمابن‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد المصري‪،‬نظرٌة األمن االسرابٌلً‪،‬ط‪ ،1‬القاهرة مصر‪ :‬المكتبة االمنٌة العربٌة‪،2009 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬أوستن لونج‪ ،‬الحروب المستقبلٌة فً القرن الواحد والعشرٌن‪،‬ط ‪،1‬أبو ظبً االمارات العربٌة ‪:‬مركز اإلمارات‬
‫للدراسات والبحوث‪،2014،‬ص‪24‬‬
‫‪ٌ -3‬وسؾ جمعة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪15‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫‪ٌ - 03‬تم التمرد باالستخدام المضمون الستراتٌجٌة عسكرٌة سٌاسٌة للسٌطرة على أرض‬
‫الواقع من خبلل استخدام المنظمات السٌاسٌة ؼٌر القانونٌة والقوات المسلحة ؼٌر‬
‫النظامٌة كما أن مٌزة الحركات المتمردة هو طبٌعتها السرٌة (‪.)1‬‬
‫‪ - 04‬االعتماد على المإثرات النفسٌة والمعنوٌة واإلعبلمٌة‪ ،‬حٌث تلعب هذه المإثرات الدور‬
‫األهم فً مسارات الصراع فً حروب الجٌل الرابع‪ ،‬فبحكم اعتماد هذه الحروب على‬
‫األفكار فإن البوابة التلقابٌة والساحة العملٌة للمناورات واالشتباكات والتفاعبلت تتمركز‬
‫حول المإثرات النفسٌة والمعنوٌة واالعبلمٌة (‪.)2‬‬
‫‪ - 05‬بروز أنماط متطورة من التفاعبلت برؼم أن هناك العدٌد من الخطط واألنماط التً‬
‫شهدها العالم منذ عقود مضت لئلضراب أو االعتصام أو العصٌان أو ؼٌر ذلك من‬
‫مظاهر التحرك الداخلً ضد الدول‪ ،‬فإن مثل هذه األنماط لم تعمل وفق حراك عشوابً‬
‫قابم على االجتهادات الفردٌة‪ ،‬بل باتت تدرس وٌتم التدرٌب علٌها فً منظمات دولٌة‬
‫ودول كبرى ترعى أفرادا وجماعات محلٌة منتشرة فً دول شتى من العالم ‪ ،‬الستخدام‬
‫هإالء األفراد والجماعات وتوظٌؾ قدراتهم ونشاطهم فً إحداث التؽٌٌر الداخلً فً أي‬
‫دولة مستهدفة‪ ،‬وهذا المجال تحدٌدا ٌجسد فكرة التخطٌط البعٌد األمد فً مثل هذه‬
‫الحروب‪ ،‬حٌث تظهر خطورة بعض الممارسات الفردٌة بعد سنوات عدة عندما تلتبم‬
‫وتصطؾ ضمن منظومات عمل جماعٌة محكمة تشكل بإرة انطبلق الستهداؾ استقرار‬
‫الدول والمجتمعات وإشعال الفتن والمإامرات‪.‬‬
‫خصائص الحرب الالمتماثلة ‪:‬‬
‫باالستناد إلى نص تقرٌر "هٌبة التقدٌرات" فً البنتاؼون‪ ،‬ترتسم مبلمح وخصابص‬
‫الحرب البلمتماثلة كما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬لٌس هناك مٌدان ٌتقابل فٌه المتحاربون أمام بعضهم مواجهة أو بااللتفاؾ‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪ -‬السبلح لٌس متماثبل حتى وإن اختلفت درجات قوته‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪ -‬لٌست هناك صلة بٌن الفعل ورد الفعل تجري ممارسته على ساحة معٌنة ٌدور فوقها‬ ‫‪03‬‬
‫اتصال‪.‬‬
‫‪ -‬هذا النوع من الحرب جاهز بطبٌعته ألعلى درجات المخاطرة ألن الخسارة بالنسبة إلٌه‬ ‫‪04‬‬
‫فً الحالتٌن واحدة‪ ،‬وبالتالً فإن أعلى المخاطرة تتساوى عنده مع أقلها‪.‬‬
‫‪ -‬إن هذا النوع من الحرب لٌس مقٌدا بمذاهب فً الحرب مصنفة‪ ،‬إنما ٌلتقط الرسابل التً‬ ‫‪05‬‬
‫ٌفكر فٌها بمصادفات الظروؾ لكنه عندما ٌقابلها بالمصادفة ٌدرسها بعناٌة‪،‬مما ٌجعل‬
‫التنبإ المسبق بؤعماله مهمة شاقة وعسٌرة‪.‬‬
‫‪ -‬هذا النوع من الحروب ٌمارس دوره بخلطة مزٌج قوي المفعول بٌن ماهو مادي وماهو‬ ‫‪06‬‬
‫نفسً وذلك أكثر ما ٌخدمه فً األسالٌب البلمتماثلة التً ٌستعملها‪.‬‬

‫‪ -1‬أوستن لونج‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪25‬‬


‫‪ -2‬جمعة الحداد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪16‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫‪ٌ - 07‬متاز العدو فً هذه الحرب بروح معنوٌة عالٌة لدى أفراده وتكنولوجٌا متقدمة فً‬
‫عملٌاته‪ ،‬واستعداده ألقصى المخاطر بجعل ما ال ٌجوز التفكٌر فٌه واردا كما ٌجعله‬
‫ممكنا حتى ولو كان فً المقاٌٌس الطبٌعٌة من المستحٌبلت أو ضرب من الجنون‪.‬‬
‫‪ - 08‬الخصم فً الحرب البلمتماثلة الٌقوم بعملٌة الكر والفر كما فً حروب العصابات‪،‬فهو‬
‫موجود داخل المجتمعات الؽربٌة وربما ٌقوم بؤدوارمختلفة‪،‬أي أنه ضمن تشكٌل‬
‫المإسسات وبالتالً فإن أهدافه حساسة وال متناهٌة‪ ،‬وفً الوقت نفسه ال ٌمكن إصابته‬
‫بشكل مباشر ألنه ٌبقى ضمن النظام االجتماعً قبل تنفٌذه ألي عمل أو حتى بعد تنفٌذه‪.‬‬
‫‪ - 09‬الحرب البلمتماثلة هً حرب ممتدة‪ ،‬إذ الٌمكن القضاء على الخصم بشكل نهابٌوبالتالً‬
‫هً سلسلة من الجوالت والجهد المتواصل والرقابة فً محاولة للحد من عملٌات التحول‬
‫تجاه اإلرهاب من ؼٌر أن ٌوجد ضمان أكٌد لنهاٌتها طالما أنها تقوم على عدم التماثل‪،‬‬
‫أي أنها تقوم على مبدأ خصب إلظهار العدو ولتؤكٌد الذات من قبل الخصوم البلمتماثلٌن‬
‫وتشكل حرب المعلومات واحدة من أهم مرتكزات إستراتٌجٌة الحرب البلمتماثلة(‪.)1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم اإلرهاب‬
‫على اعتبار أن اإلرهاب ٌمثل جوهر الحروب الؽٌر تماثلٌة فهو ٌمثل الطرؾ الخفً أو العدو‬
‫الوهمً الذي تتم محاربته من طرؾ الجٌوش النظامٌة وهو ماسٌتم تعرٌفه وتحدٌد دوافعه‬
‫وأنواعه فً هذا المطلب‪.‬‬
‫معنى اإلرهاب فً اللؽة‪:‬‬
‫اصطبلحا‪:‬تكاد المراجع على أن مصدر كلمة ‪ terrorism‬فً اللؽة االنجلٌزٌة هو الفعل‬
‫البلتٌنً ‪ ters‬الذي استمدت منه كلمة ‪ terror‬أي الرعب أو الخوؾ الشدٌد‪،‬أما فً اللؽة‬
‫العربٌة فقد اشتقت كلمة إرهاب من الفعل المزٌد (أرهب) وٌقال أرهب فبلنا فبلنا أي خوفه و‬
‫أفزعه‪،‬كما أنه ٌؤتً بمعنى رهب بالكسر ٌرهب رهبا أو رهبا وهو بمعنى خاؾ مع تحرز‬
‫واضطراب‪.‬‬
‫وٌعرؾ قاموس أكسفورداإلرهاب بؤنه استخدام العنؾ والتخوٌؾ لتحقٌق أهداؾ سٌاسٌة (‪.)2‬‬
‫معنى اإلرهاب اصطبلحا ‪:‬‬
‫الٌوجد إجماع دولً ومجتمعً على تعرٌؾ محدد وواضح لئلرهاب‪ ،‬وهذا ٌعد إلى‬
‫العامل السٌاسً واألٌدٌولوجً وظهرت تعارٌؾ متعددة حددت اإلرهاب من المنظور‬
‫العالمً‪،‬ورؼم تباٌنها إال أنها تشٌر إلى أن أعمال اإلرهاب تهدد االستقرار السٌاسً والمجتمعً‬
‫عن طرٌق استخدام العنؾ على وجه ؼٌر مشروع لتحقٌق مكاسب وأهداؾ مرسومة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد المصري‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪30‬‬


‫‪ -2‬هارون فرؼلً‪ ،‬اإلرهاب العولمً وانهٌار اإلمبراطورٌة األمرٌكٌة‪،‬ط‪،2‬دار الوافً للنشر ‪،‬ص‪.21‬‬

‫‪17‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫فً الموسوعة السٌاسٌة ٌعنً اإلرهاب‪ " :‬استخدام العنؾ أو التهدٌد به بكافة أشكاله‬
‫المختلفة كاالؼتٌال والتشوٌه والتعذٌب والتخرٌب والنسؾ‪...‬الخ‪ ،‬بؽٌة تحقٌق هدؾ سٌاسً‬
‫معٌن مثل كسر روح المقاومة وهدم معنوٌات األفراد والمإسسات أو كوسٌلة للحصول على‬
‫معلومات أو مكاسب مادٌة أو إلخضاع طرؾ مناوئ لمشٌبة الجبهة اإلرهابٌة (‪.)1‬‬
‫ٌعرؾ عبد العزٌز سرحان اإلرهاب الدولً بؤنه‪" :‬كل اعتداء على األرواح واألموال‬
‫والممتلكات العامة أو الخاصة بالمخالفة ألحكام القانون الدولً العام بمصادره المختلفة‪ ،‬بما فً‬
‫ذلك المبادئ األساسٌة لمحكمة العدل الدولٌة"(‪.)2‬‬
‫إذن المبلحظ هو االختبلؾ فً تعرٌؾ االرهاب فكل باحث ٌعطً تعرٌفه حسب نظرته‬
‫والتً ٌمكن أن تكون ضٌقة أو تشوبها الذاتٌة أو اعتبارات الدٌن والكره لآلخر‪ ،‬ولهذا ٌمكن أن‬
‫ٌعرؾ االرهاب على أنه جملة األعمال التً تكون مصحوبة بالعنؾ والتً تستهدؾ تروٌع‬
‫األمنٌن وإحداث أضرار أو إلحاق األذى بؤجهزة الدولة مع توفر عنصر الهدؾ السٌاسً‪.‬‬
‫لكل ظاهرة من الظواهر أسبابها‪،‬وال ٌخرج عن هذه القاعدة اإلرهاب بل إن لئلرهاب‬
‫باعتباره ظاهرة قدٌمة حدٌثة أسبابا عدٌدة جدٌرة بالبحث والدراسة ‪ ،‬باعتبار أن هذه الظاهرة‬
‫هً األبرز فً نهاٌة القرن العشرٌن وبداٌة القرن الواحد والعشرٌن‪ ،‬حٌث تعددت وتباٌنت‬
‫الدوافع واألسباب الكامنة لتصاعد األعمال اإلرهابٌة خاصة فً المجال الدولً والذي أصبح‬
‫فٌه أسلوب اإلرهاب ٌتطور دوما إلحداث مزٌد من العنؾ وزعزعة االستقرار وإثارة جو من‬
‫عدم االطمبنان‪ ،‬وتختلؾ الدوافع فً كل عمل إرهابً عن ؼٌره فنرى الباعث ؼالبا سٌاسٌا وقد‬
‫ٌكون إعبلمٌا أو اقتصادٌا وقد ٌرتكب العمل اإلرهابً وال ٌعرؾ دوافعه بسبب موت مرتكبه‬
‫أو لعدم توصل السلطات لحقٌقة وأسباب العملٌة اإلرهابٌة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬األسباب السٌاسٌة ‪ :‬تكاد تكون األسباب السٌاسٌة واحدة من أهم أسباب ظاهرة العنؾ‬
‫وتنامٌها‪ ،‬وتقسم هذه األسباب بدورها على نوعٌن‪،‬داخلٌة وخارجٌة وربما كانت األسباب‬
‫الخارجٌة ولٌدة األسباب الداخلٌة‪ ،‬فالقهر السٌاسً الداخلً ؼالبا ما ٌدفع األفراد والطوا ئؾ‬
‫المضطهدة التً ال تستطٌع التعبٌر عن آرابها إلى العنؾ كسبٌل للثؤر لنفسها والنٌل من‬
‫عدوها(‪ ،)3‬كما ٌمكن أن تكون األسباب السٌاسٌة فً سٌطرة دولة على دولة أخرى واستخدام‬
‫ر‪ ،‬وعدم التوازن فً النظام‬ ‫القوة ضد الدول الضعٌفة وممارسة القمع والعنؾ والتهجً‬
‫االقتصادي العالمً واالستؽبلل األجنبً للموارد الطبٌعٌة للدول النامٌة‪ ،‬وانتهاك حقوق اإلنسان‬
‫السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة بالتعذٌب أو السجن أو االنتقام أوالجوع أوالحرمان‬

‫‪ -1‬هٌثم عبد السبلم محمد‪ ،‬اإلرهاب فً الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬بٌروت لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪، 2005،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬محمد رمضان حمدان‪ ،‬اإلرهاب الدولً وتداعٌاته على األمن والسلم العالمً‪ ،‬مجلة أبحاث كلٌة التربٌة األساسٌة‪،‬‬
‫عدد ‪ 2011/06/03 ،11‬ص ‪.270‬‬
‫‪ -3‬علً ٌوسؾ الشكري‪،‬اإلرهاب الدولً فً ظل النظام العالمً الجدٌد ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬القاهرة مصر‪ :‬اٌتراك للطباعة‬
‫والنشر‪،2007 ،‬ص‪.62‬‬

‫‪18‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫أو تجاهل معاناة شعب ما ٌتعرض لبلضطهاد أو تدمٌر البٌبة (‪ ،)1‬إن تبنً نظام الحزب الواحد‬
‫والحزب القابد والزعٌم األوحد والقابد الخالد كلها مظاهر تنم عن تحكم شخص واحد أو فبة‬
‫قلٌلة بمصٌر الدولة وشعبها‪،‬فتصبح حٌاة األفراد وحرٌاتهم رهنا برضا أو ؼضب الزعٌم‬
‫األوحد فٌمن علٌهم بحق الحٌاة أو ٌحجبه عنهم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬األسباب االقتصادٌة‪ :‬من المتفق علٌه أنه لٌس لبلستعمار صورة واحدة‪ ،‬ولكن له ؼاٌات‬
‫مشتركة تتمثل فً نهب ثروات الشعوب وإذاللها بوسابل متعددة مرة بالقوة العسكرٌة وأخرى‬
‫بالتبعٌة االقتصادٌة وثالثة بالعقوبات‪.‬‬
‫إن األوضاع االقتصادٌة على المستوى الدولً الشك تإثر بشكل أو بؤخر على اتجاه‬
‫بعض الجماعات والدول على اإلرهاب (‪ ،)2‬ومن ضمن األسباب االقتصادٌة التً حددتها اللجنة‬
‫الخاصة باإلرهاب الدولً التابعة للجمعٌة العامة لؤلمم المتحدة‪:‬‬
‫‪ ‬عدم التوازن فً النظام االقتصادي العالمً‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬االستؽبلل األجنبً للموارد الطبٌعٌة للدول النامٌة ‪.‬‬
‫فٌما مضى كان االستعمار االقتصادي ٌعمل حثٌثا على إبقاء هٌمنته على الدول التابعة ‪،‬‬
‫من خبلل حرمانها من فرص التطور واللحاق بركب الدول المتقدمة أو السابرة فً هذا طرٌق ‪،‬‬
‫من ناحٌة وتوفٌر حاجاتها ومستلزماتها الضرورٌة من ناحٌة أخرى ‪ ،‬بل وإؼوابها من خبلل‬
‫اإلٌحاء لها بؤنها قادرة على توفٌر حاجٌاتها بؤقل تكلفة وجهد أعلى وكفاءة‪ ،‬ونتٌجة لهذا الفرق‬
‫بٌن الدول المتقدمة والدول المتخلفة وما تنتهً إلٌه من إذكاء كراهٌة مشروعة للدول الؽنٌة ‪،‬‬
‫تعالت األصوات المطالبة بإعادة النظر فً النظام االقتصادي الدولً القابم الذي كرس الظاهرة‬
‫االستعمارٌة بؤسلوب جدٌد(‪.)4‬‬
‫ج ‪ -‬األسباب الدٌنٌة‪ :‬مما ال ٌخفى على أحد ما للدٌن والعقٌدة والمذهب من تؤثٌر بحٌاة األفراد‬
‫ومن المإكد أن هذا التؤثٌر ٌولد مع والدة اإلنسان وٌكبر معه وال ٌنتهً بوفاته‪ ،‬إذ ٌبقى اإلنسان‬
‫محاسب أمام خالقه على دٌنه وعقٌدته (‪ ،)5‬حٌث ٌعد الدٌن أمرا الزما لبلجتماع اإلنسانً‬
‫ولصبلح أحوال األفراد فً المجتمعات فً دنٌاهم وآخرتهم ‪ ،‬كما أنه ٌعد نظاما اجتماعٌا ٌنظم‬
‫‪،‬‬ ‫عبلقات األفراد ببعضهم من جهة وٌنظم عبلقة األفراد والمجتمع بالخالق من جهة أخرى‬
‫ٌشكل عامبل‬ ‫ونبلحظ أن الفهم الخاطا بؤصول العقٌدة وقواعدها والجهل بمقاصد الشرٌعة‬
‫مساعدا فً تطرؾ الشباب ‪ ،‬إذ أن حفظ النصوص دون فقه وفهم واالبتعاد عن العلماء الثقاة‬
‫سبب مباشر لبروز ظاهرة الؽلو وانتشاره‪ ،‬وذلك أن الجهل بؤصول الدٌن (‪ )6‬وقواعد اإلسبلم‬
‫وآدابه وسلوكه الصحٌحة من أسباب اإلرهاب المباشرة‪ ،‬كما أن حمل أفكار ؼرٌبة وٌتولى‬
‫تربٌة الشباب وٌستؽل عواطفهم ‪ ،‬بتحمٌلهم أفكارا تإدي لتحمسهم ببل ضابط وال رادع وال‬

‫‪ -1‬فرؼلً ‪،‬سبق ذكره ص ‪37‬‬


‫‪-2‬عصام فؤعور ملكاوي ‪ ،‬كلٌة التدرٌب ‪،‬قسم البرامج التدرٌبٌة‪ ،‬الحلقة العلمٌة‪ ،‬الرٌاض السعودٌة‪ .2013،‬ص‪.12‬‬
‫‪ٌ -3‬وسؾ التل‪ ،‬مرجع سابق ص‪.20‬‬
‫‪-4‬علً ٌوسؾ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪-5‬علً ٌوسؾ‪ ،‬نفس المرجع ص ‪.75‬‬
‫‪-6‬علً لونٌسً ‪ "،‬آلٌات مكافحة االرهاب الدولً بٌن فاعلٌة القانون الدولً وواقع الممارسات الدولٌة االنفرادٌة"‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة جامعة مولود معمري تٌزي وزو‪،2012/07/04،‬ص‪.70‬‬

‫‪19‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫رجوع ألهل الدٌن والعلم الصالحٌن‪ ،‬وهو ما ٌقود الشباب إلى الؽلو فً الفكر بمجاوزة الحد‬
‫وهو أمر خطٌر جدا فً أي مجال من المجاالت (‪ ،)1‬وقد برزت بشكل واضح األعمال اإلرهابٌة‬
‫بدافع عقابدي دٌنً بعد انهٌار االتحاد السوفٌتً فً عام ‪ ،1991‬حٌث بدأ الؽرب ٌنظر إلى‬
‫اإلسبلم باعتباره العدو األول لهم بعد زوال خطر المد الشٌوعً‪ ،‬ومن ثم أصبح المسلمون اآلن‬
‫هدفا لجرابم إرهاب الدولة الذي تمارسه الدول الؽربٌة ضدهم فً كافة أنحاء العالم‪.‬‬
‫لقد مهدت الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ألسلوبها الجدٌد فً استعمار البلدان والشعوب‬
‫(التدخل ألسباب دٌنٌة)‪ ،‬بجانب تشرٌعً ٌضفً على عملها العدوانً الصفة الشرعٌة إذا‬
‫أصدرا لكونؽرس عام ‪ 1998‬تشرٌعا ٌخول الوالٌات المتحدة صبلحٌة فرض عقوبات‬
‫اقتصادٌة وعسكرٌة ودبلوماسٌة على الدول التً تمارس االضطهاد الدٌنً ضد بعض الطوابؾ‬
‫واألقلٌات واألدٌان(‪.)2‬‬
‫د ‪ -‬الدوافع اإلعالمٌة‪ :‬تلعب وسابل االتصال واإلعبلم الحدٌثة والسرٌعة التً تمتلك تقنٌة عالٌة‬
‫دورا فً إذكاء نار العنؾ واإلرهاب‪ ،‬وتحفز وتشجع األفراد ذوي النفوس الضعٌفة والضمابر‬
‫المٌتة على القٌام بؤعمال مشابهة لؤلعمال التً تقام فً بلدان أخرى من قبل أفراد أو جماعات‬
‫منحرفة‪ ،‬وال سٌما بعد أن جعلت وسابل اإلعبلم العالم عبارة عن قارة صؽٌرة‪ ،‬إذ ٌشاهد كل‬
‫فرد ما ٌجري فً أرجاء المعمورة وهو جالس فً بٌته (‪ ،)3‬فوسابل اإلعبلم أخذت تعرض‬
‫بتشوٌق أعمال العنؾ وخاصة ما تعرضه صفحات الجرابد والمجبلت والشاشة الصؽٌرة‬
‫والسٌنما‪ ،‬من أفبلم عنؾ وسطو مسلح ‪ ،‬فتتؤثر تلك النفوس التً هً فً األصل ملٌبة باإلحباط‬
‫والٌؤس‪ ،‬ومن هنا بدأ مشهد إعداد العملٌات اإلرهابٌة وتنفٌذها أمراً مٌسراً ومشجعا للمضً قدما‬
‫فً عملٌاتها اإلرهابٌة‪ ،‬بل وتكثٌفها كوسٌلة لنشر الرعب والخوؾ بٌن الجماعات واألفراد وهو‬
‫مانجحت فٌه إلى حد كبٌر(‪.)4‬‬
‫ٌهدؾ الدافع اإلعبلمً للعملٌات اإلرهابٌة إلى طرح القضٌة أمام الرأي العام العالمً‬
‫والمنظمات العالمٌة‪،‬حٌث ترى الجماعة التً تقوم بالعملٌات اإلرهابٌة أن هناك تجاهبل من‬
‫الرأي العام العالمً‪ ،‬لقضٌتهم فٌقومون بمثل هذه العملٌات لجذب االنتباه إلٌهم وإلى الظلم الذي‬
‫ولتبٌان‬ ‫ٌتعرضون له ومحاولة كسب تؤٌٌد الدول والجماعات األخرى ومناصرة قضاٌاهم‪،‬‬
‫أهمٌة الدافع اإلعبلمً للعملٌات اإلرهابٌة نذكر هذا الرأي لؤلستاذ محمد المجذوب‪ ،‬حٌث ٌقول‪:‬‬
‫"بقٌت القضٌة الفلسطٌنٌة حتى عهد قرٌب قضٌة مجهولة أو شبه مجهولة من العالم الخارجً‪،‬‬
‫ٌكفً إلثارة انتباه الرأي العام‬ ‫وٌبدو أن النضال فً األراضً الفلسطٌنٌة المحتلة وحده ال‬
‫العالمً‪ ،‬وتعرٌفه بالواقع الفلسطٌنً واطبلعه على مظاهر الظلم والحرمان التً ٌعانٌها‬
‫المطرودون والمعذبون فً أرضهم‪.‬‬

‫‪ -1‬صالح بن ؼانم السدالن‪ ،‬أسباب العنؾ اإلرهاب والتطرؾ‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬الرٌاض السعودٌة‪ :‬جامعة االمام محمد بن‬
‫سعود االسبلمٌة‪ ،2009 ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -2‬لونٌسً‪،‬سبق ذكره ص‪71‬‬
‫‪ -3‬هٌثم عبد السبلم ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪36‬‬
‫‪ -4‬علً ٌوسؾ ‪ ،‬سبق ذكره ص‪79‬‬

‫‪20‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫إن المواطن الؽربً ٌعتمد فً معرفته للسٌاسة الخارجٌة والعبلقات الدولٌة على ما تنقله‬
‫إلٌه وسابل اإلعبلم‪ ،‬وهذا المواطن ٌكتفً ؼالبا لضٌق الوقت وكثرة المشاؼل بقراءة عناوٌن‬
‫الصحؾ أو االستماع إلى نشرات األخبار‪ ،‬وٌبدو أن األعمال المثٌرة والمفاجآت المذهلة هً‬
‫وحدها القادرة على تؤجٌج اهتماماتها إلثارة مشاعره‪ ،‬ولهذا جاءت عملٌات اإلعبلم والتحدث‬
‫عن القضٌة الفلسطٌنٌة"(‪.)1‬‬
‫أشكال اإلرهاب ‪ :‬لئلرهاب أشكال متعددة وأنماط مختلفة وفً هذا اإلطار ٌمٌز تورنتون بٌن‬
‫مقولتٌن عرٌضتٌن فً استخدام الترهٌب‪ :‬األولى الترهٌب التنفٌذي الذي ٌستخدمه مالكو السلطة‬
‫الراؼبون فً تصفٌة التحدٌات لسلطتهم‪ ،‬والثانٌة هً الترهٌب التحرٌضً الذي ٌستخدمه والذي‬
‫ٌصؾ النشاطات اإلرهابٌة ألولبك الراؼبٌن فً تقوٌض النظام القابم وامتبلك السلطة (‪.)2‬‬
‫وبشكل عام ٌمكننا رصد األشكال التالٌة‪:‬‬
‫‪ - 01‬اإلرهاب الفردي‪ :‬هو اإلرهاب الذي ٌقوم به شخص أو أشخاص معٌنٌن سواء‬
‫عملوا بمفردهم أو فً إطار مجموعة منظمة‪ ،‬وٌتجه هذا اإلرهاب ضد نظام أو دولة معٌنة‬
‫وٌطلق علٌه اإلرهاب األبٌض‪ ،‬وٌصفه البعض بؤنه اإلرهاب من تحت األرض وٌضم هذا‬
‫المظهر من مظاهر اإلرهاب كافة الحركات واألنشطة اإلرهابٌة من جماعات الفوضوٌٌن‬
‫(‪)3‬‬
‫وإرهاب المجموعات االنفصالٌة واإلرهابٌة الرادٌكالٌة الثورٌة والمجموعات المحافظة ‪.‬‬
‫ٌمكن تعرٌؾ اإلرهاب الفردي بؤنه عنؾ سٌاسً أو مخطط لتنفٌذ عنؾ سٌاسً ٌرتكبه أو‬
‫ٌتآمر الرتكابه شخص ٌتصرؾ مفرده ال ٌنتم ي إلى أٌة مجموعة أو شبكة إرهابٌة منظمة‬
‫هٌراركً تنظٌمٌة‪ ،‬وٌطور تكتٌكاته وطرابقه العملٌاتٌة من‬
‫ة‬ ‫وٌعمل بدون نفوذ مباشر لقابد أو‬
‫دون توجٌه أو قٌادة منظمة‪ ،‬وعلٌه فإن الهجمات التً ٌنفذها أزواج أو أثبلث التعد إرهابا فردٌا‬
‫وبالتالً‪ٌ ،‬ستبعد التعرٌؾ بعض الهجمات التً ؼالبا ما توصؾ بؤنها إرهاب فردي مثل تفجٌر‬
‫مدٌنة أوكبلهوما األمرٌكٌة عام ‪ 1995‬الذي نفذه تٌموثً ماكفً بمساعدة زمٌل له‪ ،‬وهجوم‬
‫بوسطن عام ‪ 2013‬الذي ارتكبه شقٌقان من القوقاز‪ ،‬كما ٌستبعد أٌضا من التعرٌؾ سبب‬
‫ؼٌاب دافع سٌاسً واضح‪ :‬كل أعمال العنؾ الشخصً أو تحقٌق الشهرة مثل حوادث إطبلق‬
‫النار فً المدارس‪.‬‬
‫وال ٌدخل فً تعرٌؾ المفهوم عناصر تتعلق بإحكام التخطٌط والمهنٌة فً التنفٌذ وامتبلك‬
‫استراتٌجٌة خروج واإلشهار والدعاٌة للعملٌة اإلرهابٌة‪ ،‬أو مدى خطورتها وذلك أن اإلرهاب‬
‫الفردي ٌفتقد إلى العناصر الثبلثة األولى‪ ،‬األمر الذي ٌمٌزه عن األنماط األخرى من اإلرهابؤما‬

‫‪ -1‬لونٌسً ‪،‬مرجع سابق ص‪78‬‬


‫‪ -2‬فرؼلً ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.33‬‬
‫‪ -3‬اسماعٌل عبد الفتاح ‪،‬مرجع سابق ص‪88‬‬

‫‪21‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫العنصر الرابع فقد ٌترك الذبب المنفرد بٌانا ٌكشؾ فٌه عن دوافعه للقٌام بالعملٌة وقد ال‬
‫ٌفعل(‪.)1‬‬
‫خطورة الذبب المنفرد تكمن فً صعوبة ترصده واحتوابه من قل الهٌبات التجسسٌة لببلد‬
‫األعداء‪ ،‬حٌث أنه ال ٌوجد اتصال بٌنه وبٌن آخرٌن عن تفاصٌل عملٌته‪ ،‬هذه العملٌات فوابدها‬
‫جمة إن كثرت فإنها تشوش على العدو ‪ ،‬وهً سهلة القٌام بها وكل عملٌة فردٌة تحرض فً‬
‫ذاتها ذباب أخرى لبدء عملٌة الصٌد(‪.)2‬‬
‫‪ - 02‬إرهاب الدولة‪ :‬هو إرهاب تقوم به الدولة أو تقوده من خبلل عدة مجموعات‬
‫إرهابٌة تابعٌن لها أو تمولهم أو تمدهم بالسبلح والعتاد ‪ ،‬ومن أهم مظاهره أن تقوم الدولة‬
‫بمجموعة من اإلجراءات اإلرهابٌة ضد دولة أو ضد منطقة معٌنة أو ضد جماعات معٌنة‬
‫ٌعملون فً ؼٌر صالح النظام السٌاسً (‪ ،)3‬وقد تستخدمه الدولة بنفسها مباشرة كؤداة من أدوات‬
‫‪،‬‬ ‫تنفٌذ السٌاسة الخارجٌة أو عن طرٌق وكبلء من األفراد أو الجماعات ٌقومون نٌابة عنها‬
‫وخاصة الدول التً تدعً الدٌمقراطٌة خوفا من إحراجها وانتقادها أمام الرأي المحلً والدولً‬
‫واتهامها بالتطرؾ واإلرهاب‪ ،‬فً كل األحوال ٌعتبر إرهاب الدولة إرهابا ٌمارس من أعلى‪،‬‬
‫وهو استبدادي وهنا ترتكب الجرٌمة اإلرهابٌة فً ظل أنظمة عسكرٌة وسلطوٌة(‪ ،)4‬والمقال‬
‫المعاصر على ذلك هو اإلرهاب اإلسرابٌلً ضد الشعب الفلسطٌنً واللبنانً تحدٌدا ‪ ،‬وقٌام‬
‫الكٌان الصهٌونً بعملٌات االؼتٌال ضد العدٌد من الباحثٌن والعلماء العرب وتدمٌر معدات‬
‫المفاعل العراقً فً طولون الفرنسٌة ‪ ،‬واالعتداء على ممتلكات الشركات النووٌة فً ا ورو اب‬
‫التً لها صبلت مع بعض الدول العربٌة ‪ ،‬ومزال هذا العداء متواصبل حتى انه تم استخدام‬
‫قذابؾ الٌورانٌوم المنضب على مرأى ومسمع من اإلدارة األمرٌكٌة‪ ،‬دون أن تحرك ساكنا‬
‫تجاه هذه الممارسات اإلرهابٌة(‪.)5‬‬

‫‪ ،516‬جانفً‬ ‫‪-1‬أٌمن الدسوقً‪ "،‬موجة جدٌدة من ارهاب الذباب المنفردة" مجلة درع الوطن اإلماراتٌة‪،‬عدد‬
‫‪،2015‬ص‪.96‬‬
‫‪ٌ -2‬حً المهاجر‪ ،‬مجمع البحرٌن لئلعبلم ‪،‬الذبب المنفرد كابوس أمرٌكا ‪،‬الجزء االول‪ ،‬البحرٌن ‪،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -3‬اسماعٌل عبد الفتاح عبد الكافً‪ ،‬مرجع سابق ص‪.89‬‬
‫‪ -4‬وبام محمود سلٌمان النجار‪ ،‬التوظٌؾ السٌاسً لئلرهاب فً السٌاسة الخارجٌة األمرٌكٌة بعد أحداث الحادي عشر‬
‫من سبتمبر من ‪ ،2008-2001‬رسالة ماجستًر‪،‬كلٌة االقتصاد والعلوم اإلدارٌة ‪،‬جامعة األزهر ؼزة ‪،‬ص ‪.39‬‬
‫‪5‬هٌثم عبد السبلم ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.92‬‬

‫‪22‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحروب االلكترونٌة‬


‫لم تعد الحروب تقتصر على استخدام األسلحة الفتاكة التً تحملها الطابرات أو المدرعات أو‬
‫‪ ،‬وهً‬ ‫الجنود‪ ،‬فهذه توشك أن تتوارى فً المستقبل وراء ظل حروب ربما تكون أكثر فتكا‬
‫الحروب االلكترونٌة‪ ،‬فالحرب االلكترونٌة هً صراع مٌدانه شبكة االنترنت وٌنطوي على‬
‫هجمات ذات دوافع سٌاسٌة على المعلومات ونظمها‪ ،‬حٌث ٌمكنها تعطٌل مواقع الوٌب الرسمٌة‬
‫والشبكات وتعطٌل الخدمات األساسٌة أو سرقة وتعدٌل البٌانات السرٌة ‪ ،‬ووفقا للكاتب جفري‬
‫كار مإلؾ كتاب"داخل الحرب االلكترونٌة" ‪ ،‬فإنه بإمكان اي دولة شن حرب الكترونٌة على‬
‫دولة أخرى بؽض النظر عن مواردها ‪ ،‬وذلك الن معظم القوات العسكرٌة ترتبط بشبكات‬
‫حاسوبٌة وتتصل باألنترنت ولذلك فهً لٌست أمنة(‪.)1‬‬
‫وتعد العملٌات العسكرٌة فً الفضاء االلكترونً ( ‪ )Cyber space‬أحد المظاهر الناشبة‬
‫للحرب‪ ،‬فالعملٌات التً على شاكلة الدفاع عن الشبكات وجمع المعلومات االستخباراتٌة‬
‫والعملٌات التً تستهدؾ المعنوٌات والهجمات التً تنفذ فً الفضاء السٌبرانً تمثل جمٌعا‬
‫مٌدان لمعركة الؽد االلكترونٌة‪ ،‬وٌمكن شن الهجمات فً الفضاء االلكترونً عبر اختراق‬
‫سبلسل اإلمداد‪ ،‬واستؽبلل السلوك البشري(لعله المجال األشد خطورة واألكثر استعصاء على‬
‫الفهم)وزرع البرمجٌات الخبٌثة(‪.)2‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعرٌف حرب الفضاء االلكترونً‬
‫تعطى الحرب السٌبرانٌة تعرٌفات تستند أوال إلى البٌبة التً تتم فٌها عملٌات االعتداء ‪ ،‬فنجد‬
‫مثبل تعرٌفا ٌعتبرها "صراعات واعتداءات ترتكز على االنترنت‪ ،‬وتحركها أهداؾ سٌاسٌة‬
‫على المعلومات وأنظمتها‪ ،‬وٌمكنها أن تإدي فٌما تإدي إلى وقؾ الخدمات األساسٌة وسرقة‬
‫معلومات سرٌة وشل النظام المالً وتعطٌل المواقع الرسمٌة وشبكات االتصال "(‪.)3‬‬
‫الحرب االلكترونٌة‪ :‬هً حروب االنترنت الجدٌدة والشبكات فً العالم الثالث الذي أصبح ٌعتمد‬
‫على الفضاء االلكترونً ‪ ،‬ورؼم أنه لٌس هناك إجماع على تعرٌؾ واضح ودقٌق لمفهوم‬
‫الحرب االلكترونٌة فقد أجمع عدد من الخبراء على تقدٌم تع ارٌؾ‪ ،‬فعرؾ روبرت كناكً‬
‫الحرب االلكترونٌة على أنها " أعمال تقوم بها دولة تحاول من خبللها اختراق أجهزة الكمبٌوتر‬
‫والشبكات التابعة لدولة أخرى لتلحق بها أضرار بالؽة " وهناك تعرٌؾ آخر" هً كابل النقل‬
‫ألمعلوماتً التكنولوجً الرقمً المسإول عن نقل البٌانات‪ ،‬فقد أصبح المواطن ٌعتمد على‬
‫التكنولوجٌا الحدٌثة وأصبحت الحروب القادمة هً حرب المعلومات وتعتمد على الكثٌر من‬

‫‪ -1‬موقع الجزٌرة ‪www.aljazeera.com‬‬


‫‪-2‬جون باٌت‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتٌجٌة‪،‬حرب الفضاء االلكترونً‪:‬التسلح وأسالٌب الدفاع‬
‫الجدٌدة‪ ،‬أبو ظبً اإلمارات العربٌة ‪،2014،‬ص‪54‬‬
‫‪ -3‬منى األشقر جبور‪،‬السٌبرانٌة هاجس العصر‪،‬ط‪،1‬جامعة الدول العربٌة‪،‬ص‪66‬‬

‫‪23‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫األجهزة المخابراتٌة فً العالم على الفضاء االلكترونً للحصول على معلومات على خصومها‬
‫وأعدابها(‪.)1‬‬
‫وٌعرفها مجموعة من الخبراء التابعٌن للناتو فً كتٌب تالٌن المتعلق بتطبٌقات القانون‬
‫الدولً فً مجاالت الصراع والحروب السٌبرانٌة ‪ٌ ،‬نص على أنها كل العملٌات السٌبرانٌة‬
‫سواء كانت دفاعٌة أو هجومٌة والتً ٌعتقد أنها قد تسبب إصابات أو وفٌات للبشر أو تلؾ‬
‫(‪)2‬‬
‫وضرر لؤلشٌاء المادٌة‬
‫ٌعتقد البعض أن الحروب المقبلة قد تبدأ بهجوم سٌبرانً من أجل شل فاعلٌة النظم‬
‫االلكترونٌة للمنشآت الحٌوٌة والعسكرٌة والمدنٌة ‪( ،‬مثل الكهرباء والمٌاه والطاقة واالتصاالت‬
‫والموصبلت والبنوك) فتنهار الحقا‪،‬مما ٌفضً إلى وٌبلت أعظم من المنازعات المسلحة‬
‫التقلٌدٌة‪ ،‬وٌمكن أن تكون هذه الحرب إما مباشرة بٌن دولتٌن أو أكثر أو من خبلل وكٌل أو‬
‫طرؾ ثالث ‪ ،‬كؤن ٌهاجم فلسطٌنً ضلٌع بشإون االنترنت ومقٌم فً السوٌد إسرابٌل عبر خادم‬
‫الكترونً فً فرنسا فإذا لم ٌوصل التحقٌق السٌبرانً إلى السوٌد أو لم ٌكن بٌن الدولتٌن اتفاق‬
‫تعاون قضابً ‪ ،‬حق إلسرابٌل مهاجمة فرنسا ألنه ال تبعة على الفلسطٌنً الذي ٌبقى مجهول‬
‫الهوٌة فً الفضاء السٌبرانً(‪.)3‬‬
‫إن إطبلق مسمى الحرب على هجمات الكمبٌوتر بحاجة إلى نظر كون الحرب مفهوما‬
‫ٌرتكز باألساس على استخدام الجٌوش النظامٌة ‪ ،‬وكان ٌسبقها إعبلن واضح لحالة الحرب‬
‫‪،‬‬ ‫ومٌدان قتال محدد‪ ،‬أما فً هجمات الفضاء االلكترونً فإنها ؼٌر محددة المجالواألهداؾ‬
‫كونها تتحرك عبر شبكات المعلومات واالتصال المتعدي للحدود الدولٌة ‪ ،‬أو اعتمادها على‬
‫أسلحة الكترونٌة جدٌدة تبلءم السٌاق التكنولوجً لعصر المعلومات ‪ ،‬والتً ٌتم توجٌهها ضد‬
‫‪ ،‬وتجعل عملٌة استخدام‬ ‫منشآت حٌوٌة أو دسها عن طرٌق العمبلء ألجهزة االستخبارات‬
‫هجمات الكمبٌوتر سٌاسٌا فً أي صراع أقرب إلى توصٌفها باإلرهاب عن كونها حربا‪،‬‬
‫وتتمٌز هجمات الكمبٌوتر ضد المنشآت الحٌوٌة بؤنها تدخل فً إطار الحروب الؽٌر متكافبة ‪،‬‬
‫كون الطرؾ الذي ٌتمتع بقوة هجومٌة وٌبادر باستخدامها هو الطرؾ األقوى بؽض النظر عن‬
‫حجم قدراته العسكرٌة التقلٌدٌة وهو ما ٌإثر فً نظرٌات الردع االستراتٌجً ‪ ،‬وال تستطٌع أن‬
‫تمٌز هجمات الكمبٌوتر والشبكات فً إطار حرب الكترونٌة بٌن ما هو منشآت مدنٌة واألخرى‬
‫ذات الطبٌعة العسكرٌة‪ ،‬وتتمٌز بؤنها قلٌلة التكلفة ‪ ،‬فقد ٌتم شن حرب بتكلفة دبابة عبر أسلحة‬
‫جدٌدة ومهارات بشرٌة وٌتم استخدامها فً أي وقت سواء كان وقت السلم أم الحرب أم أزمة‬

‫‪ www.nmisr.com/arab-news -1‬تارٌخ اإلطالع ‪ 2017/03/15 :‬على الساعة ‪11:05:‬‬


‫‪ www.seconf.wordpress.com-2‬تارٌخ اإلطالع ‪ 2017/03/15 :‬على الساعة ‪11:05:‬‬
‫‪http://www.icrc.org/eng/resources/documents/ statement/ new-weapon-‬‬
‫‪ technologies-3statement-htm‬تارٌخ اإلطالع ‪ 2017/03/21 :‬على الساعة‪.14:28:‬‬

‫‪24‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫وال تتطلب لتنفٌذها سوى وقت زمنً محدود وتعد تكلفة إطبلق تلك الهجمات أقل من أي سبلح‬
‫تقلٌدي آخر(‪.)1‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬أدوات الحروب االلكترونٌة‬
‫وسابل ٌتم توظٌفها‬ ‫من التعرٌفات الشابعة لؤلسلحة أنها أداة أو وسٌلة تستخدم فً القتال أو‬
‫للتفوق على اآلخرٌن وٌتم توجٌه األسلحة االلكترونٌة إلى الهجوم على األنظمة المرتبطة‬
‫بالفضاء االلكترونً لدولة أو لخصم آخر وتستخدم األسلحة االلكترونٌة كؤسلحة ؼٌر مربٌة‬
‫ولدٌها القدرة على التدمٌر الشامل(‪.)2‬‬
‫أوال‪:‬الفٌروسات هً برامج تصمم إلحداث تدمٌر أو تعطٌل فً برمجٌاتالحواسٌب بدون علم‬
‫من أصحاب تلك األجهزة ‪ ،‬وهناك عدة أنواع من هذه الفٌروسات الحاسوبٌة من ه ا ماهو صعب‬
‫التحدٌد‪ ،‬واألخر سهل التحدٌد ومنها ماهو سرٌع االنتشارومإذومنها ماهو بطا االنتشار‬
‫وٌحتاج إلىؤٌامؤوأسابٌعؤوأشهر بعضها ؼٌر مإذ وٌسبب اإلزعاجواإلرباك فقط (‪.)3‬‬
‫وتشكل الفٌروسات األسلحةاألساسٌة فً الحرب ‪ ،‬حٌث يإدى استخدامها إلرسال مختلؾ‬
‫المعلومات من األماكن التً تؽزوها ‪ ،‬وٌمكن نشر فٌروسات عبر الرسابل االلكترونٌة أو نقل‬
‫الملفات االلكترونٌة أو تحمٌلها على أداة لحفظ البٌانات ‪ ،‬وٌشار هنا إلى أن فٌروس ستاكس نات‬
‫الذي أصاب المفاعل النووي اإلٌرانً قد تم عبر استخدام هذه الطرٌقة األخٌرة ‪ ،USB‬بالرؼم‬
‫من أن هذا المفاعل ؼٌر موصول بالشبكة العنكبوتٌة وكاد أن ٌِإدي إلى كارثة نووٌة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬البرٌد االلكترونً أكثر سهولة وسرعة إلٌصال الرسابل ‪ ،‬إال انه ٌعد أعظم الوسابل‬
‫المستخدمة فً الحروب واإلرهاب االلكترونً ‪ ،‬من حٌث أنه ٌتم استخدامه للتواصل بٌن‬
‫اإلرهابٌٌن وتبادل المعلومات فٌما بٌنهم ‪ ،‬كما ٌقومون باستؽبلله فً نشر أفكارهم والتروٌج لها‬
‫والسعً لتكثٌر األتباع والمتعاطفٌن معهم عبر الرسابل االلكترونٌة ‪)4(،‬ومما ٌقومون به أٌضا‬
‫عملٌات االختراق للبرٌد االلكترونً لآلخرٌن وهتك أسرارهم واالطبلع على معلوماتهم‬
‫وبٌاناتهم والتجسس علٌها ‪ ،‬لمعرفة مراسبلتهم ومخاطباتهم واالستفادة منها فً عملٌاتهم‬
‫التخرٌبٌة ‪،‬وقد استفاد اإلرهاب كثٌرا من خدمة البرٌد االلكترونً ‪ ،‬وأشارت بعض الدراسات‬
‫إلى أن هناك ‪ 03‬ملٌار رسالة الكترونٌة ٌتم تبادله ا ٌومٌا ‪ ،‬ومن أبرز الدوافع الستخدام البرٌد‬

‫إٌران النووي"‪،‬مجلة السٌاسة الدولٌة‬ ‫‪ -1‬عادل عبد الصادق ‪"،‬حروب المستقبل ‪:‬الهجوم االلكترونً على برنامج‬
‫‪،‬مصر‪،‬عدد ‪،184‬جانفً ‪،2011‬ص‪.98‬‬
‫‪ -2‬عادل عبد الصادق ‪ ،‬أسلحة الفضاء اإللكترونً فً ضوء القانون الدولً اإلنسانً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.55‬‬
‫االنترنت فً تموٌل اإلرهاب وتجنٌد اإلرهابٌٌن ‪،525 ،‬مركز‬ ‫‪ -3‬جامعة ناٌؾ العربٌة للعلوم األمنٌة‪ ،‬استعمال‬
‫الدراسات والبحوث‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬السعودٌة ‪،‬مركز الدراسات والبحوث‪،2011/05/11،‬ص‪.223‬‬
‫‪ -4‬أٌسر محمد عطٌة‪،‬دور اآللٌات الحدٌثة للحد من الجرابم المستحدثة اإلرهاب االلكترونً وطرق مواجهته‪،‬كلٌة‬
‫العلوم اإلستراتٌجٌة ‪،‬عمان األردن‪،2014/09/04:‬ص‪.15‬‬

‫‪25‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫االلكترونً كونه مجانٌا وال ٌتطلب الحصول علٌه سوى إدخال بعض البٌانات الشخصٌة‬
‫صحٌحة كانت أو مؽلوطة (‪(.)1‬مثال اختراق أٌمٌل مدٌر الحملة االنتخابٌة لهٌبلري كلٌنتون )‪.‬‬
‫ثالثا ًال‪ :‬التهدٌد والتروٌع االلكترونً تتعدد األسالٌب اإلرهابٌة فً التهدٌد عبر االنترنت من‬
‫التهدٌد بقتل شخصٌات سٌاسٌة إلى التهدٌد بتفجٌرات فً مراكز سٌاسٌة أو تجمعات رٌاضٌة ‪،‬‬
‫ثم التهدٌد بإطبلق فٌروسات إلتبلؾ األنظمة المعلوماتٌة فً الع الم‪ ،‬إضافةإلى أسلوب القصؾ‬
‫اإللكترونً والذي ٌمثل أسلوبا جدٌدا للهجوم على شبكات المعلومات عن طرٌق توجٌه مبات‬
‫الرسابل االلكترونٌة إلى مواقع هذه الشبكات ‪ ،‬مما ٌزٌد الضؽط على قدراتها على استقبال‬
‫الرسابل من المتعاملٌن مما ٌإدي إلى وقؾ عمل الشبكة (‪.)2‬‬
‫رابعا ًال‪:‬الدٌدان هً برامج صؽٌرة ال تعتمد على ؼٌرها ‪ ،‬وتتكاثر بنسخ نفسها عن طرٌق‬
‫الشبكات‪ ،‬صنعت للقٌام أعمال تخرٌبٌة كؤن تعمل على قطع االتصال بالشبكة ‪ ،‬أو سرقة بعض‬
‫البٌانات الخاصة بالمستخدمٌن أثناء تصفحهم لؤلنترنت‪ ،‬وؼالبا تستهدؾ الشبكة المالٌة عندما‬
‫تستخدم فً حروب المعلومات(‪.)3‬‬

‫خامسا‪ :‬الحرب اإلعالمٌة الفضاء اإللكترونً له تؤثٌر هابل على الرأي العام العالمً ‪ ،‬ألنه‬
‫ٌخاطب مبلٌٌن المستخدمٌن للشبكة العنكبوتٌة من شتى أنحاء العالم بوسابل مختلفة ”الصوت‪-‬‬
‫الصورة‪ -‬النص”‪ ،‬وبالتالٌؤي جماعة أو منظمة ٌمكن لها إنشاء مواقع الكترونٌة تروج أفكارها‬
‫وتنشرها فً مختلؾ أنحاء العالم‪.‬‬

‫سادسا ًال‪ :‬التجسس اإللكترونً لقد نجحت العدٌد من الحكومات فً استخدام تقنٌات متطورة‬
‫للتجسس‪ ،‬من خبلل الشبكة العنكبوتٌة على الدول أو المنظمات ومراقبة المعلومات التً ٌتم‬
‫تداولها حول العالم‪.(4).‬‬

‫سابعا‪ :‬القصف االلكترونً ٌشٌر إلى الهجوم على شبكة المعلومات عن طرٌق توجٌه مبات‬
‫اآلالؾ من الرسابل االلكترونٌة إلى مواقع هذه الشبكات‪ ،‬وبالتالً تسبب ضؽط كبٌر على هذه‬
‫المواقع‪ ،‬وتفقدها قدرتها على استقبال الرسابل من العمبلء‪ ،‬وٌإدى ذلك إلى التوقؾ عن العمل‬
‫ً)‪(5‬‬
‫تماما‬

‫العصرالراهن"مجلة العلوم القانونٌة والسٌاسٌة‪،‬عدد‬ ‫‪ -1‬حسن تركً عمٌر‪"،‬اإلرهاب االلكترونً ومخاطره فً‬
‫خاص‪،‬جامعة دٌالً‪،‬ص‪14‬‬
‫اإلرهاب‪،‬ط‪،1‬اإلسكندرٌة مصر ‪:‬دار الفكر‬ ‫‪ -2‬سامً على حامد عٌاد‪ ،‬استخدام تكنولوجٌا المعلومات فً مكافحة‬
‫الجامعً‪،2007،‬ص‪71‬‬
‫‪Viruses or Hoaxes http// virusall.com/computer%20worms/worms.php.3‬‬
‫‪ -4‬رٌهام عبد الرحمان رشاد‪ ،‬أثر االرهاب االلكترونً على تؽٌر مفهوم القوة فً العبلقات الدولٌة دراسة حالة تنظٌم‬
‫الدولة‪ ،‬عدد‪،375‬المركز العربً الدٌمقراطً للدراسات االستراتٌجٌة والسٌاسٌة‪ ،2016/07/24 ،‬ص‪38‬‬
‫‪ -5‬حامد عٌاد‪ ،‬مرجع سابق ص‪.71‬‬

‫‪26‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫ثامنا‪:‬أنظمة الهاكرز حٌث ٌستخدم الهاكر أحد برامج التجسس التً ترتبط مع ملؾ ‪BATCH‬‬
‫الذي ٌعمل كسٌرفر ٌستطٌع أن ٌضع له الهاكر اسم مستخدم ورمزا سرٌا ‪ٌ ،‬كون هو الشخص‬
‫الوحٌد القادر على الدخول إلى أجهزة الحواسٌب ‪ ،‬وٌستطٌع أن ٌجعل جهاز الحاسب مفتوحا‬
‫فٌستطٌع أي هاكر أن ٌدخل إلٌه(‪.)1‬‬
‫وال تقتصر الحرب االلكترونٌة على الفٌروسات والبرامج الخبٌثة والمعادٌة فقط‪ ،‬فهً تشمل‬
‫أٌضا التجسس والتشوٌش المادي المباشر والمتعلق بموجات البث السلكً والبلسلكً وشبكات‬
‫الطاقة‪،‬والشًء ٌمنع من أن ٌتحول الرد على هجوم سٌبرانً إلى هجوم عسكري مباشر‪ ،‬وفً‬
‫هذا السٌاق ذكرت صحٌفة ‪ THE DAILY BEAST‬األمرٌكٌة ‪ ،‬أن هجوما إسرابٌلً على‬
‫اٌرانسٌكون مدعوما بؽارات الكترونٌة من الفٌروسات ‪ ،‬إضافة إلى عملٌات تشوٌش‪ ،‬فقد تمكنت‬
‫إسرابٌل من تطوٌر التقنٌات البلزمة إلٌقاؾ شبكة الهاتؾ اإلٌرانٌة مع إمكانٌة تعطٌل نظام‬
‫اإلنذار لدٌها ‪ ،‬ومنعه من بث الرسابل البلزمة بعد هجمة استباقٌة تشنها الطابرات مثبل ‪ ،‬وال‬
‫ٌعتبر هذا السٌنارٌو خٌالٌا فقد تمكنت إسرابٌل من تعطٌل الرادارات السورٌة لدى إؼارتها‬
‫وقصفها على مواقع الكبر النووٌة السورٌة قرب دٌر الزور(‪.)2‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬القوة االلكترونٌة فً العالقات الدولٌة‬
‫ٌرتبط مفهوم القوة كباقً مفاهٌم العلوم االجتماعٌة بالسٌاق المحٌط به‪ ،‬لذا فإن التطور‬
‫فً السٌاسة الدولٌة إقلٌمٌا ودولٌا ٌإدي إلى تؽٌر فً معنى القوة و أشكالها والعناصر المكونة‬
‫لها ومن هنا ٌمكن القول بؤن مضمون القوة وعناصرها تتحدد وفق مصادر التهدٌد المحتملة ‪،‬‬
‫وقد ٌؤخذ التؽٌٌر فً مفهوم القوة إحدى الصورتٌن‪ :‬إما نعدل المنطلقات الفكرٌة التً انطلق‬
‫ٌعتبر خطوة أكبر فً تطوٌر‬ ‫منها المفهوم‪ ،‬أو وضع قواعد جدٌدة حاكمة للمفهوم‪ ،‬هو ما‬
‫المفهوم (‪ ،)3‬وقد ساهمت التطورات التكنولوجٌة فً إضافة أدوات جدٌدة وقدرات ؼٌر تقلٌدٌة‬
‫ٌمكن للدولة استخدامها فً إدارة العبلقات الدولٌة‪،‬فقد أضافت التطورات التكنولوجٌة أبعادا‬
‫جدٌدة ألدوات القوة التقلٌدٌة للدولة ‪ ،‬سواء كانت صلبة أو ناعمة‪،‬وهً قوة الفضاء االلكترونً‬
‫التً ٌعرفها جوزٌؾ ناي بؤنها‪ " :‬القدرة على تحقٌق األهداؾ المرجوة من خبلل استخدام‬
‫مصادر المعلومات المرتبطة بالفضاء االلكترونً (‪)4‬الذي ساعد فً تدعٌم الهٌمنة االلكترونٌة‬
‫وتؽٌر الخرٌطة اإلدراكٌة للدولة المستهدفة وتؽٌر رإٌتها لمصالحها الذاتٌة "‪ ،‬وهو ماكان له‬
‫تؤثٌر على كٌفٌة تؤثٌر الفضاء االلكترونً على استخدام القوة الناعمة عبر الدعاٌة وشن الحرب‬

‫‪ -1‬أٌسر محمد ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.223‬‬


‫‪ -2‬منى األشقر ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -3‬صباح عبد الصبور عبد الحً‪،‬استخدام القوة االلكترونٌة فً التفاعبلت الدولٌة‪-‬تنظٌم القاعدة نموذجا‪،-‬الجزء الثانً‬
‫‪ ،‬المعهد المصري للدراسات السٌاسٌة واإلستراتٌجٌة‪،‬انوفمبر‪،2016‬ص‪16‬‬
‫‪ -4‬اٌهاب خلٌفة ‪ ،‬تؤثٌرات قوة الفضاء االلكترونً على التفاعبلت األمنٌة فً العالم ‪،‬اتجاهات األحداث عدد ‪،1‬المجلد‬
‫األول‪،‬أوت ‪،2014‬ص‪.61‬‬

‫‪27‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫‪ ،‬بما‬ ‫النفسٌة‪ ،‬لممارسة الجذب وإقناع اآلخرٌن وتقدٌم اإلؼراءات المالٌة والتدرٌب والثقافة‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌعزز من قدرات الدول فً مجال توظٌؾ الفضاء االلكترونً فً خدمة األهداؾ الخارجٌة‪.‬‬
‫لقد ألقت القوة التكنولوجٌة بظبللها على القوة الصلبة وفً داخلها القوة العسكرٌة‪ ،‬حٌث‬
‫أحدثت تكنولوجٌا المعلومات تؽٌٌرا وتؤثٌرا على الستخدام القوة العسكرٌة وعلى نوعٌة‬
‫األسلحة سواء الدفاعٌة أو الهجومٌة ‪ ،‬وأصبحت القوة العسكرٌة فً العصر الحالً لٌست مجرد‬
‫بنادق ومعارك وتهدٌدات فقط ‪ ،‬بل استخدمت لحماٌة الدول الحلفاء ومساعدتهم واستخدمت فً‬
‫مجاالت اإلكراه لكسب موافقة الدول األخرى ‪ ،‬على التحركات فً السٌاسات العالمٌة كما أن‬
‫‪ ،‬ولكن‬ ‫القوة العسكرٌة لم تصبح فقط أداة فً ٌد الدول كفاعل ربٌسً فً العبلقات الدولٌة‬
‫امتلكتها فواعل أخرى من ؼٌر الدول لتحقٌق أهدافها بعٌدا عن الدولة القومٌة ‪ ،‬و أصبحت تلك‬
‫الفواعل تنافس الدول وتهددها وتهدها (‪ ،)2‬وقد انعكس ظهور هاته الفواعل من ؼٌر الدول على‬
‫مفهوم القوة سواء فً موضوعاته وقضاٌاه أو فً متطلباته وفً شكل الفاعل الممارس للقوة ‪،‬‬
‫كما أن هناك تؤثٌرا ال ٌمكن إؼفاله للفواعل الجدد على الساحة الدولٌة وخاصة الجماعات‬
‫‪ ،‬مما انعكس على طبٌعة‬ ‫المسلحة التً ال ترتبط بإقلٌم معٌن وال مساحة جؽرافٌة محددة‬
‫الحروب وشكلها‪ ،‬فلم ٌعد العدو محددا فً مكان ما ٌمكن توجٌه الجٌوش النظامٌة إلٌه فً شكل‬
‫حروب تقلٌدٌة ‪ ،‬بل استدعت الجماعات اإلرهابٌة أشكاال جدٌدة للحروب والستخدام القوة‬
‫(‪)3‬‬
‫التكنولوجٌة مثل الهجوم االلكترونً وؼٌره لمحاربة اإلرهاب الدولً‬
‫وتستخدم العدٌد من الدول القدرات التً ٌتٌحها الفضاء االلكترونً ‪ ،‬العتبارات األمن‬
‫والقوة العسكرٌة بشكل جعلها تدخله ضمن حساباتها االستراتٌجٌة وأمنها القومً ‪ ،‬وظهر بع د‬
‫حٌث ٌستطٌع أحد أطراؾ‬ ‫جدٌد فً الصراعات الدولٌة‪ ،‬هو صراع الفضاء االلكترونً‪،‬‬
‫الصراع أن ٌوقع خسابر فادحة فً بالطرؾ األخر ‪ ،‬وأن ٌتسبب فً شل األبنٌة المعلوماتٌة‬
‫واالتصاالتٌة الخاصة به ‪ ،‬وهو ما ٌسبب خسابر عسكرٌة واقتصادٌة فادحة من خبلل قطع‬
‫أنظمة االتصال بٌن الوحدات العسكرٌة ببعضها البعض أو تضلٌل معلوماتها أو سرقة معلومات‬
‫سرٌة عنها أو من خبلل التبلعب بالبٌانات االقتصادٌة والمالٌة وتزٌٌفها أو مسحها من أجهزة‬
‫الحواسٌب(‪ ،)4‬بالنسبة للقوة الصلبة (العسكرٌة) وعبلقتها بتكنولوجٌا المعلومات‪ ،‬فإن األخٌرة‬
‫أدت إلى قٌام ثورة فً النظم العسكرٌة ‪ ،‬وتطور نظام التسلٌح وطبٌعة ونوعٌة األسلحة وقدرتها‬
‫التدمٌرٌة‪.‬‬
‫كما أضافت التكنولوجٌا أبعادا أخرى للقوة العسكرٌة مثل الهجوم اإللكترونً مثبل‪ ،‬وٌتحدث‬
‫الخبراء عن أن الفواصل والحدود بدأت تتبلشى لت أفل‪ ،‬وأصبحت الحروب فً عصرنا هذا‬
‫لٌست حروبا تقلٌدٌة تستهدؾ دولة معٌنة وإقلٌما معٌنا ‪ ،‬ولكن أصبحت حروبا تركز على‬
‫مجتمعات العدو وإرادتها السٌاسٌة لمحار بتها‪ ،‬وأصبحت حروبا بٌن الشعوب ولٌس بٌن القوات‬
‫‪ -1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬أسلحة الفضاء االلكترونً فً ضوء القانون الدولً اإلنسانً‪ ،‬سلسلة أوراق الصادرة ب وحدة‬
‫الدراسات المستقبلٌة اإلسكندرٌة‪،‬عدد‪،23،2016‬ص‪51‬‬
‫‪ -2‬سماح عبد الصبور عبد الحً‪،‬القوة الذكٌة فً السٌاسة الخارجٌة اإلٌرانٌة تجاه لبنان‪،‬ط ‪،1‬مصر‪:‬دار البشٌر للثقافة‬
‫والعلوم‪،2014،‬ص‪35‬‬
‫‪ -3‬عبد الصبور ‪ ،‬نفس المرجع ص‪.39‬‬
‫‪ -4‬اٌهاب خلٌفة ‪ ،‬سق ذكره‪،‬ص‪.61‬‬

‫‪28‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اإلطار انًفاهيًي نهدراسة‬

‫النظامٌة وانتشرت حروب المعلومات وزادت أهمٌة التكنولوجٌا والمعلومات فً إدارة‬


‫( ‪)1‬‬
‫الحروب‪.‬‬
‫لقد أضحت القوة االلكترونٌة حقٌقة أساسٌة البد من االعتراؾ بها وبؤهمٌتها واستخداماتها‬
‫الصلبة والناعمة‪ ،‬مثل دعمها للعملٌات الحربٌة وتؤثٌراتها على تطوٌر القدرات العسكرٌة للدول‬
‫بجانب دعمها للقوة االقتصادٌة والسٌاسٌة ‪ ،‬حٌث ساهمت ثورة التكنولوجٌا والمعرفة فً ظهور‬
‫مجتمع المعلومات الدولً‪ ،‬واالقتصاد االلكترونً الجدٌد والذي ٌحدد آلٌات ومستوٌات النمو‬
‫االقتصادي للدول وتوزٌع الموارد االقتصادٌة وأنماط التفاعبلت المختلفة بٌن القوى االقتصادٌة‬
‫الدولٌة بجانب تؤثٌرها على القوة السٌاسٌة ‪ ،‬وذلك عن طرٌق التؤثٌر على عملٌات صنع القرار‬
‫فً النظام الدولً(‪.)2‬‬
‫لقد ترتب على هذا الشكل الجدٌد للقوة ماٌلً ‪:‬‬
‫‪- 1‬تعدد شكل عبلقات القوى وتعدد الفاعلٌن المستخدمٌن لها ‪ ،‬وقوتهم النسبٌة حٌث حدد ناي‬
‫ثبلث أنواع من الفاعلٌن الذٌن ٌمتلكون القوة االلكترونٌة‪ :‬الدولة‪ ،‬الفاعلون من ؼٌر الدول ‪،‬‬
‫األفراد‪.‬‬
‫‪- 2‬تؽٌر األدوات المستخدمة فً شن الحروب ‪ ،‬فؤضحى الفضاء االلكترونً بمثابة وسٌلة للقٌام‬
‫بحروب ؼٌر تقلٌدٌة كالهجمات االلكترونٌة ‪ ،‬مما أدى إلى نشؤة مصادر تهدٌد ؼٌر تقلٌدٌة‬
‫والجرٌمة‬ ‫والتً حددها جوزٌؾ ناي فً أربعة تهدٌدات ربٌسٌة‪ :‬التخرٌب االقتصادي‪،‬‬
‫والحرب االلكترونٌة‪ ،‬واإلرهاب االلكترونً‪ ،‬تلك التهدٌدات ؼٌر التقلٌدٌة لها تؤثٌرها الكبٌر‬
‫على القوة الصلبة نتٌجة أن لصعوبة الردع فً المجال االلكترونً بالمقارنة بالمجاالت‬
‫األخرى(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬عبد الصبور ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.35‬‬


‫‪ -2‬عبد الصبور ‪،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -3‬عبد الصبور‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪22‬‬

‫‪29‬‬
30
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫تمهٌد‪:‬‬

‫أدت الثورة المعرفٌة فً مجال التكنولوجٌا والمعلومات إلى زٌادة االعتماد على المعلوماتٌة‬
‫التً اختصرت المسافات وتبلشت الحدود بفضلها‪ ،‬ناهٌك عن تراجع المفهوم التقلٌدي لسٌادة‬
‫الدول‪ ،‬فؤصبح باإلمكان مشاهدة أي مكان فً العالم دون الحاجة إلً موافقة الدولة المعنٌة مما‬
‫زاد من عملٌات التجسس االلكترونً ‪ ،‬فلم ٌعد باإلمكان إخفاء عدد القواعد العسكرٌة وأماكنها‬
‫خاصة مع تقنٌة قوقل ارث‪ ،‬هذه التطورات أدت إلى استؽبللها من طرؾ الجماعات اإلرهابٌة‬
‫وتوظٌفها فً حروبها وعملٌاتها ‪ ،‬حتى أنه أصبح هناك نوع جدٌد من الحروب الؽٌر تقلٌدٌة ‪،‬‬
‫سواء بٌن الدول أو الفواعل الؽٌر دولٌة وهً حروب الفضاء االلكترونً ‪ ،‬التً تمخض عنها ما‬
‫ٌعرؾ بالردع والهٌمنة االلكترونٌٌن وهو ما سٌتم شرحه فً هذا الفصل اضافة الى العبلقة بٌن‬
‫االرهاب والتكنولوجٌا وفً داخلها االنترنت ناهٌك عن مخاطر اسلحة الدمار الشامل وارهابها‪،‬‬
‫وقد سعت التنظٌمات اإلرهابٌة منذ نشؤتها إلى البحث عن كٌفٌة الحصول على األسلحة الفتاكة‬
‫التً تمنحها قوة إضافٌة وزخما إعبلمٌا حٌث سعت القاعدة إلى محاولة للحصول على‬
‫األسلحة النووٌة واستخدمت األسلحة البٌولوجٌة فٌما عرؾ بالجمرة الخبٌثة وسٌتم التعرؾ على‬
‫هاته األسلحة وهذا النوع من إرهاب أسلحة الدمار الشامل ضمن مطالب المبحث األول‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلرهاب وأسلحة الدمار الشامل‬


‫فً هذا المبحث الذي ٌظم ثبلث مطالب سٌتم التطرق ألنواع االرهاب المتضمن أسلحة الدمار‬
‫الشامل ثم االنتقال الى مفهوم الفضاء االلكترونً وما ٌتعلق به من ردع وهٌمنة سٌبرانٌٌن‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مخاطر اإلرهاب النووي‪.‬‬
‫ٌعتبر الكابوس األكثر رعبا فً عالم الٌوم‪ ،‬الكابوس الذي لم ٌعثر المجتمع الدولً بعد‬
‫على سبٌل للتؽلب علٌه ‪ ،‬وكثٌرة هً الدراسات التً ناقشت هذا الموضوع وخاصة فً السنوات‬
‫األخٌرة التً تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ‪ ،2001‬كما ٌمكن القول فً الوقت نفسه‬
‫بؤن بعضا من الدراسات األكثر مرجعٌة فً هذا الصدد قد صدرت فً العقد الرابع من القرن‬
‫‪ 20‬وعدد منها بات متاحا بالكامل على الشبكة العنكبوتٌة (‪ ،)1‬كما أنه من األنباء التً كانت‬
‫تظهر بٌن الحٌن واآلخر وعلى مدى الثبلثٌن عاما الماضٌة هو اختفاء كمٌات من الٌورانٌوم (‬
‫عالً اإلثراء) أو البلوتونٌوم من بعض المنشآت األوروبٌة واألمرٌكٌة النووٌة فً ظروؾ‬
‫ؼامضة‪ ،‬ولم تكن التحقٌقات تصل الى أي نتٌجة حول هذا االختفاء ‪ ،‬واالستنتاج المنطقً من‬
‫هذا االختفاء هو أن عملٌات سرقة تخططها بعض وكاالت مخابرات فً دول تسعى إلنتاج‬
‫األسلحة النووٌة فً السر ‪ ،‬وتقوم بها بعض العصابات المعروفة بقدراتها على عملٌات السطو‬
‫والتهرٌب المنظمة كما ٌحدث فً تجارة المخدرات ‪.‬‬
‫بعد تفكك االتحاد السوفٌتً إلى دول الكمنوالث ثارت المخاوؾ العالمٌة من توزٌع‬
‫المخزون الحربً السوفٌتً من المواد النووٌة بٌن أربع دول ‪ ،‬بدال من حكومة مركزٌة واحدة‬
‫وانخفاض درجة الصرامة فً التحفظ علٌها ‪ ،‬مما ٌجعلها عرضة للوقوع فً أٌدي المافٌا‬
‫النووٌة (‪ ،)2‬كما ٌسمى هذا النوع من اإلرهاب بالردع النووي عندما تقوم دولة ما بتجهٌز‬
‫األسلحة النووٌة بؽرض ردع دولة أخرى لعدم التعرض لها باألسلحة النووٌة ‪ ،‬أ ي االستعداد‬
‫الجاد للرد على التهدٌد النووي بتجهٌز أسلحة نووٌة مدمرة ‪ ،‬ألن امتبلك السبلح النووي ٌستخدم‬
‫إللحاق أكبر خسارة ممكنة فً الخصم وٌعطً من ٌملكه المقدرة على انتزاع النصر ‪ ،‬واستخدام‬
‫هذا السبلح النووي إذا لزم األمر ‪ ،‬كما حدث فً الحرب العالمٌة الثانٌة عام ‪ 1945‬بعد موقعة‬
‫بٌرل هاربر ‪ ،‬حٌث قامت الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة باستخدام القنابل النووٌة على هٌروشٌما‬
‫وناؼازاكً الٌابانٌتٌن‪ ،‬أما اإلرهاب النووي فهو ٌطلق على توقع سٌنارٌو هجوم انتحاري‬
‫لمجموعة إرهابٌة على منشؤة نووٌة‪ ،‬فالتهدٌد بحدوث ذلك ٌعنً مؤساة إنسانٌة شاملة ‪ ،‬ولذلك‬
‫تؤخذ الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة هذه التهدٌدات محمل الجد‪ ،‬فالفزع من هجمات محتملة‬
‫(االنتحار النووي) ٌصٌب أمرٌكا بالرعب‪ ،‬ولذلك شددت إجراءات األمن حول المنشآت النووٌة‬
‫‪ 2008‬موارد مالٌة‬ ‫فٌها(‪ ،)3‬وقد تضمنت المٌزانٌة الدفاعٌة للوالٌات المتحدة اعتبارا من‬

‫‪ -1‬عبد الجلٌل زٌد المرهون‪" ،‬االرهاب النووي معالمه وطرق مواجهته " جرٌدة الرٌاض السعودٌة‪ ،‬عدد‬
‫‪،362‬الثبلثاء ‪ 08‬نوفمبر‪، 2016‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬حسنٌن المحمدي بوادي ‪،‬االرهاب النووي لؽة الدمار ‪،‬االسكندرٌة مصر‪ :‬دار الفكر الجامعً ‪ ،2007،‬ص‪59-58‬‬
‫‪ -3‬اسماعٌل عبد الفتاح ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.118‬‬

‫‪31‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫مخصصة لمكافحة اإلرهاب النووي (‪ ،)1‬كما فرضت سلطات الطٌران الفدرالً األمرٌكٌة‬
‫حضرا ٌمنع الطٌران حتى مسافة ‪ 20‬كٌلومتر من المحطات النووٌة التً ٌصل عددها إلى ‪86‬‬
‫محطة نووٌة فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة وحدها (‪.)2‬‬
‫الشيء المهم والجدٌر بالتوقؾ أمامه هو أن السبلح النووي ومنذ النجاح فً إنتاجه لم‬
‫األولى واألخٌر ة‪ -‬فً ضرب هٌروشٌما‬ ‫ٌستخدم سوى مرة واحدة – وكانت تلك المرة هً‬
‫وناؼازاكً فً أؼسطس ‪ ،1945‬وبقى على مدى أكثر من نصؾ قرن هً فترة ما عرؾ‬
‫بالحرب الباردة مجرد سبلح للردع بٌن المعسكرٌن الؽربً بقٌادة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬
‫والشرقً بقٌادة االتحاد السوفٌتً المنهار(‪.)3‬‬
‫هناك عدة سٌنارٌوهات لئلرهاب النووي مثل‪:‬‬
‫امتبلك اإلرهابٌٌن قنبلة نووٌة‪ ،‬وهو سٌنارٌو نهاٌة العالم وهو فرضٌة ضعٌفة ولكن‬ ‫‪-‬‬
‫محتملة ومن خبللها ٌمكن شن حرب نووٌة عالمٌة تهدد العالم أجمع‪.‬‬
‫سٌنارٌو القنبلة اإلشعاعٌة التً تسمى القنبلة القذرة ‪ ،‬وتمثل خطورة إقلٌمٌة حٌث ٌتم‬ ‫‪-‬‬
‫تصنٌعها من متفجرات تقلٌدٌة ومواد مشعة تستعمل فً المستشفٌات وفً الصناعة ‪ ،‬وعند تفجٌر‬
‫هذه القنبلة فإنها ستلوث المنطقة التً سٌقع فٌها االنفجار بالكامل ولن تصبح قابلة للسكن قبل‬
‫تطهٌرها تماما ‪.‬‬
‫الهجوم على المنشآت النووٌة ذاتها ‪ ،‬وهذا ٌمثل قمة الخطورة ورؼم االحتٌاطات األمنٌة‬ ‫‪-‬‬
‫فإن ذلك متوقع بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬والتً أظهرت أن خطر حدوث عمل إرهابً‬
‫نووي تتزٌد احتماالته بصورة كبٌرة عما كان ٌعتقد فً السابق (‪. )4‬‬
‫إن مفاعبلت الطاقة النووٌة وؼٌرها من مرافق أجزاء دورة الوقود النووي كمرافق‬
‫التخصٌب والتخزٌن وإعادة معالجة الوقود المستهلك معرضة للهجوم أكثر من المنشآت‬
‫العسكرٌة‪ ،‬وهً توفر إمكانٌة إحداث تلوث إشعاعً كبٌر فً المناطق المجاورة لها ‪ ،‬وال تشمل‬
‫السٌنارٌوهات النظرٌة الطابرات االنتحارٌة أو هجمات السٌارات المفخخة إلحداث انتشار‬
‫للمواد النووٌة من المرافق عن طرٌق انفجار فحسب‪ ،‬بل تشمل أٌضا احتمال وجود مجموعة‬
‫تتوفر لدٌها معرفة بتصمٌم منشؤة ما ‪ ،‬فتقوم بإحداث تسرٌب فٌها على نحو ٌعرض أنظمة‬
‫‪5‬‬
‫السبلمة للخطر كتلك المتعلقة بالتبرٌد واالحتواء ( )‪.‬‬

‫‪ 20‬قنبلة نووٌة‬ ‫أشارت بعض التقارٌر الدولٌة إلى أن تنظٌم القاعدة تمكن من شراء‬
‫صؽٌرة من روسٌا فً خرٌؾ عام ‪ ،1998‬وتشٌر التقارٌر إلىؤن هذه العملٌة تمت بواسطة‬
‫أشخاص شٌشانٌن قاموا بسرقة القنابل المذكورة التً تعرؾ بالحقابب النووٌة من مستودعات‬
‫‪ -1‬عبد الجلٌل زٌد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬اسماعٌل عبد الفتاح ‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص ‪118‬‬
‫‪ -3‬حسنٌن المحمدي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -4‬اسماعٌل عبد الفتاح ‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -5‬عبد الجلٌل زٌد ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪18‬‬

‫‪32‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫األسلحة الروسٌة‪ ،‬وتزن القنبلة الواحدة منها مابٌن ‪ 30‬إلى ‪ 50‬كلػ‪ ،‬وقد بدأت قصة الحقابب‬
‫النووٌة فً خرٌؾ ‪ ،1997‬عندما أعلن السكرتٌر السابق لمجلس األمن الروسً الجنرال‬
‫المتقاعد ألكسندر لٌبٌٌد ‪ ،‬فً خضم حملته االنتخابٌة على رباسة إقلٌم كراسنوٌارسك عن اختفاء‬
‫‪ 100‬قنبلة نووٌة صؽٌرة من المستودعات العسكرٌة الروسٌة ‪ ،‬وقد أٌد ربٌس حركة حماٌة‬
‫البٌبة الروسٌة فً ذلك الوقت ألكسً ٌابلكوؾ تصرٌحات ألكسندر لٌبٌٌد ‪ ،‬مإكدا وجود ‪700‬‬
‫‪ ،‬وتجب‬ ‫لؽم نووي فً االتحاد السوفٌتً كانت تحت تصرؾ هٌبة أمن الدولة (كً جً بً)‬
‫اإلشارة إلى أن حشوة القنابل النووٌة الصؽٌرة عبارة عن مجموعة من النظابر المحددة والتً‬
‫ال تعمل كبدٌل للبلوتونٌوم سوى لمدة ‪ 06‬أشهر من تارٌخ صنعها(‪.)1‬‬
‫بات الخوؾ من اإلرهاب النووي ٌؤخذ أبعادا بالؽة الخطورة منذ بداٌة التسعٌنات من‬
‫القرن الماضً‪ ،‬وال سٌما مع ما تردد من إمكانٌة حصول جماعات إرهابٌة على رإوس نووٌة‬
‫أو مواد نووٌة من جمهورٌات االتحاد السوفٌتً السابق ‪ ،‬جراء حالة الفوضى التً أصابت‬
‫ترسانته النووٌة عقب تفككه ‪ ،‬وعلى الرؼم من أن المعرفة النووٌة أصبحت متاحة على نطاق‬
‫واسع إال أن التكنولوجٌا النووٌة ذاتها لٌست متاحة بسهولة وتعد عملٌة إنتاج رأس نووي‬
‫مسؤلة بالؽة الصعوبة‪.‬‬
‫ومع ذلك فالتحلٌبلت المطروحة عن اإلرهاب النووي ال تتحدث فقط عن احتماالت‬
‫نجاح الجماعات اإلرهابٌة فً الحصول على رإوس نووٌة ‪ ،‬إنما تتحدث أٌضا عن أشكال أكثر‬
‫بساطة من ذلك وأبرزها ما ٌعرؾ بـ القنبلة القذرة أو القنبلة اإلشعاعٌة الرخٌصة التً ال تعتبر‬
‫سبلحا نووٌا متقدما ‪ ،‬وإنما هً عبوة ناسفة تقلٌدٌة وبدابٌة التكوٌن مشحونة بالمواد المشعة‪،‬علما‬
‫بؤن مثل هذه المواد تستخدم بصورة واسعة فً مجاالت طبٌة وصناعٌة ‪ ،‬كما أن الحصول علٌها‬
‫أكثر سهولة من الحصول على البلوتونٌوم و الٌورانٌوم البلزمٌن لصنع قنبلة نووٌة بسٌطة ‪،‬‬
‫ومن بٌن هذه المواد المشعة التً قد تستخدم فً القنبلة القذرة ‪ :‬السٌانور و الٌورانٌوم ‪. 238‬‬
‫إن قوة انفجار هذه القنبلة تخلؾ منطقة من اإلشعاعات الكثٌفة من شؤنها تلوٌث حً أو مدٌنة‬
‫(‪)2‬‬
‫بؤكملها‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اإلرهاب البٌولوجً والكٌماوي‪.‬‬
‫إن احتمال وقوع اعتداءات إرهابٌة باستعمال عوامل بٌولوجٌة ٌمثل مصدر قلق متزاٌد‬
‫لدى أجهزة إنفاذ القانون والحكومات وهٌبات الصحة العامة فً مختلؾ أرجاء العالم‪ ،‬فالعوامل‬
‫البٌولوجٌة (كالبكترٌا والفٌروسات الفطرٌات) ‪ ،‬أقل كلفة وأسهل بكثٌر من األسلحة النووٌة‬
‫والتقلٌدٌة من حٌث إنتاجها ومعاملتها ونقلها ‪ ،‬كما أن كشفها صعب واألعراض الناجمة عن‬
‫التعرض لها قد ال تظهر قبل عدة ساعات أو حتى أٌام(‪.(3‬‬

‫‪ -1‬عبد الجلٌل زٌد ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪19‬‬


‫‪ٌ -2‬وسؾ محمد ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.38‬‬
‫‪www.psd.gov.jo/imagea/interpol/news/19pdf.3‬‬

‫‪33‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫فً عام ‪ 1985‬اكتشؾ رجال المباحث الفدرالٌة ‪ FBI‬فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬
‫أكبر محاولة إرهابٌة الستخدام السبلح الكٌماوي حتى الٌوم ‪ ،‬حٌث كانت هذه القوات تفتش‬
‫منازل مجموعة من الجماعات المتطرفة المتهم أعضاإها بمعاداة السامٌة فً شمال والٌة‬
‫أركانسو وكانت المفاجؤة التً أذهلت الجمٌع حٌن وجد رجال المباحث الفٌدرالٌة عددا من‬
‫البرامٌل تحتوى بداخلها على ‪ 35‬ؼالونا من سم " السٌانٌد" المعروؾ باسم الزرنٌخ‪ ،‬وكانت‬
‫الجماعة تنوي تفرٌػ هذا السم القاتل فً إحدى المدٌنتٌن إما فً العاصمة واشنطن أو فً مدٌنة‬
‫نٌوٌورك‪.‬‬
‫بعد هجمات عام ‪ 1995‬على أنفاق المترو بطوكٌو عن طرٌق ؼاز السارٌن واكتشاؾ‬
‫مٌكروب الجمرة الخبٌثة داخل الرسابل فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬أصدر مدٌر خدمات‬
‫الطوارئ فً مدٌنة نٌوٌورك تعلٌقا على الحادث " إن ذلك ٌمكن أن ٌحدث هنا فً أمرٌكا‬
‫أٌضا" فما أسهل أن ٌلقى أحد اإلرهابٌٌن بمادة " باراٌثاٌون" السامة ؾي هواء التكٌٌؾ المركزي‬
‫أو التدفبة المركزٌة ألحد األبنٌة العمبلقة أو ناطحات السحاب حتى تحدث كارثة محققة ‪ٌ ،‬ذهب‬
‫ضحٌتها المبات وربما اآلالؾ من الضحاٌا الذٌن سوؾ يستنشقون الهواء(‪ ،)1‬ولهذا فقد اهتمت‬
‫الجماعات اإلرهابٌة بصورة خاصة باألسلحة الكٌماوٌة والبٌولوجٌة ‪ ،‬فاألسلحة الكٌماوٌة تتكون‬
‫‪ ،‬لكن األسلحة البٌولوجٌة هً‬ ‫من مواد كٌماوٌة سامة مثل ؼاز األعصاب أو داٌوكسٌن‬
‫موجودات حٌة أو بكترٌا كالجمرة الخبٌثة أو الفٌروسات ‪ ،‬وبالمقارنة مع األسلحة النووٌة فإن‬
‫إنتاج المواد الكٌماوٌة أو الحصول علٌها هو األسهل‪ ،‬ولكن تبقى المحافظة علٌها عملٌة معقدة‬
‫ومن جهة تعد األسلحة البٌولوجٌة هً األخطر إذ ٌمكن أن ٌإدى استخدامها إلى وفاة مبات‬
‫اآلالؾ من البشر ‪ ،‬لذلك فإن مسؤلة استخدام هذه األسلحة فً العملٌات اإلرهابٌة تعد مسؤلة‬
‫معقدة إلى حد كبٌر‪ ،‬فعلى سبٌل المثال ٌحتاج تصنٌع بودرة الجمرة الخبٌثة إلى تكنولوجٌا‬
‫متقدمة(‪.)2‬‬
‫وتتجلى خطورة الحرب البٌولوجٌة فً صعوبة مقاومتها كونها تعتمد على نوعٌة من‬
‫‪ ،‬وقد كان الرومان فً‬ ‫الجراثٌم الفتاكة التً ٌصعب توفٌر األمصال الكافٌة للمصابٌن بها‬
‫حروبهم ٌعمدون إلى اللجوء لهذا النوع من الحروب بتسمٌم األنهار واآلبار ‪ ،‬كما قام التتار‬
‫بمهاجمة خصومهم بالمنجنٌق فً جنوه وقذفهم بالجثث المصابة بالطاعون‪ ،‬بؽرض نشر‬
‫المرض بٌنهم ‪ ،‬كما استخدمت برٌطانٌا الجدري كسبلح لمهاجمة هنود شمال أمرٌكا ‪ ،‬وشهدت‬
‫الحرب العالمٌة األولى مواجهات جربت خبللها أسلحة بٌولوجٌة على الخٌول الناقلة‬
‫للعتاد‪،‬وللتؤكٌد على خطورة األسلحة البٌولوجٌة فقد أطلق األلمان عام ‪ 1915‬حوالً ‪200‬طن‬
‫من ؼاز الكلور مما أدى إلى مقتل حوالً ‪ 5000‬من الجنود الفرنسٌٌن وإصابة الجنود بمرض‬
‫السقاوة نتٌجة النتشار الجثث الملوثة بالعدٌد من الكابنات الحٌة الدقٌقة‪ ،‬ثم توالت األحداث‬
‫‪ ،‬مثل ؼاز الخردل وؼازات‬ ‫المختلفة والتً ٌتم عنها استخدام العدٌد من الؽازات المختلفة‬

‫‪1‬خلٌفة عبد المقصود ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪87‬‬


‫‪ٌ 2‬وسؾ محمد ‪ ،‬مرجع ابق ‪،‬ص‪.39‬‬

‫‪34‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫األعصاب وؼاز الفوسجٌن والتً تإدي إلى وفاة اإلنسان وبالتالً انتشار الجثث والتً ٌتولد‬
‫عنها العدٌد من األمراض الوبابٌة الخطٌرة‪ ،‬وفً الوقت الراهن فقد ازدهرت األسلحة‬
‫البٌولوجٌة نتٌجة لتطور األسلحة الكٌمابٌة الفتاكة ‪ ،‬فقد تم استخدام العدٌد من الؽازات المختلفة‬
‫ومنها الؽازات المسٌلة للدموع والمعطلة للجهاز العصبً والمنقطة ‪ ،‬مثل ؼاز الخردل والزرنٌخ‬
‫والخانقة مثل ؼاز الكلورٌن والقاتلة للنباتات والحٌوانات وتلك الؽازات استخدمت فً حرب‬
‫الهند الصٌنٌة(‪ )1971-1965‬وفً فٌتنام (‪.)1()1972-1961‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬اإلرهاب ألمعلوماتً‪.‬‬
‫العالمٌة‬ ‫حضً العصر الحالً باالزدهار االلكترونً واالنتشار السرٌع لشبكة االنترنت‬
‫ومع استخدام الحاسب اآللً وتطبٌقاته وخاصة فً مجال الحكومة االلكترونٌة والتجارة‬
‫االلكترونٌة بكل أنشطتها وخدماتها ‪ ،‬كما هو الحال فً الدول األوروبٌة وبعض الدول العربٌة‬
‫كدولة االمارت العربٌة المتحدة وؼٌرها ‪ ،‬وبالتالً فإن تطبٌق األنظمة االلكترونٌة الحدٌثة فً‬
‫إدارة شإون الدولة بدل وؼٌر كل أشكال الحٌاة وأنماطها ‪ ،‬وبفعل هذه التقنٌات العالٌة فإن حدود‬
‫الدول تكون مستباحة بؤقمار التجسس والبث الفضابً ‪ ،‬وبناءا على ذلك فقد جرى توظٌؾ‬
‫التقنٌات الرقمٌة من قبل األفراد أو المنظمات لئلضرار بالؽٌر ‪ ،‬والقٌام باإلعمال اإلجرامٌة ومن‬
‫( ‪)2‬‬
‫هنا ظهر ما ٌعرؾ باإلرهاب االلكترونً ‪.‬‬

‫ٌعد اإلرهاب الفضابً أحد أنواع الجرابم الفضابٌة وهذه منطقة مسكونة بلصوص‬
‫الحاسب والقراصنة والمقتفو ن والمتصٌدون والؽشاشون‪ ،‬تزٌد فً االهتمام بتهدٌدات اإلرهاب‬
‫فً بٌبة كونٌة تعتمدوباطراد على شبكات الحاسب وتقنٌات المعلومات وهذه البٌبة والتً هً‬
‫مسإولة عن زٌادة اإلنتاجٌة على مستوى االقتصاد الدولً هً ذاتها المسإولة عن اإلمكانٌات‬
‫العالٌة فً إلحاق األذى بمستوٌات متعددة فً المجتمع‪.‬‬
‫هو نوع متمٌز ومنفصل من أنواع اإلرهاب ‪ ،‬وهو العراقٌل أو تلك األشكال المعلوماتٌة‬
‫من اإلرهاب التً تحدث فقط فً دنٌا المعلومات ‪ ،‬أي االنترنت وٌرتبط هذا النوع من اإلرهاب‬
‫إلى حد كبٌر بالدور الهابل الذي باتت تكنولوجٌا المعلومات تلعبه فً مجاالت الحٌاة كافة فً‬
‫العالم‪ ،‬وٌمكن أن ٌتضمن تحطٌم المكابن الفعلٌة لبناء المعلومات االستراتٌجٌة وعرقلة – عن‬
‫بعد‪ -‬تقنٌة المعلومات الموجودة فً االنترنت أو الحاسبات الحكومٌة أو األنظمة المدنٌة‬
‫الضرورٌة‪ ،‬مثل شبكة المٌاه ‪،‬الحاسبات المسٌطرة على المكابن التً تتحكم بتنظٌم المرور أو‬
‫(‪)3‬‬
‫الكهرباء أو السدود لكً ٌتم إٌقاع الخراب والتدمٌر ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الوهاب رجب هاشم بن صادق‪ ،‬األسلحة البٌولوجٌة‪ ،‬دراسة استعراضٌة‪ ،‬جامعة ناٌؾ العربٌة للعلوم‪ ،‬قسم‬
‫الندوات واللقاءات العلمٌة ‪ ،‬الرٌاض السعودٌة‪ :‬مركز الدراسات والبحوث ‪ ،2005/03/09 ،‬ص ‪.09-08‬‬
‫‪ -2‬حسن تركً عمٌر ‪،‬االرهاب االلكترونً ومخاطره‪ ،‬مجلة العلوم القانونٌة والسٌاسٌة ‪،‬جامعة دٌالً بؽداد العراق‬
‫‪،‬عدد خاص ‪، 2013/04/25،‬ص‪.326‬‬
‫‪ٌ -3‬وسؾ محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪40‬‬

‫‪35‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫ٌنطلق تعرٌؾ اإلرهاب االلكترونً من أنه ذلك النوع من اإلرهاب الحدٌث الذي وظؾ‬
‫واستثمر تقنٌات المعلومات واالتصاالت فً العصر الراهن ‪ ،‬بشكل ٌبلءم متطلباته ومنطلقات‬
‫بث الخوؾ وزعزعة االستقرار فً الببلد ‪ ،‬وٌعد هذا النوع من اإلرهاب أحد الظواهر الحدٌثة‬
‫التً برزت مإخرا‪،‬ولؽرض معرفة معنى اإلرهاب االلكترونً بالتدقٌق نستعرض مجموعة‬
‫من التعارٌؾ ‪:‬‬
‫ٌعرفه جمٌل عبد الباقً بؤنه ذلك النوع من اإلرهاب الحدٌث الذي ٌعتمد بصورة كلٌه‬ ‫‪-‬‬
‫على استخدام كل الوسابل واإلمكانٌات المتطورة العلمٌة والتقنٌة لشبكات االنترنت وشبكات‬
‫االتصاالت المعلوماتٌة فً سبٌل إدخال الخوؾ والرعب وإلحاق الضرر باألفراد أو الجماعات‬
‫المدنٌة أو المإسسات الحكومٌة (‪.)1‬‬
‫هو اإلرهاب الناجم عن منتجات الحداثة الؽربٌة وموجه لتدمٌر تلك المنجزات‬ ‫‪-‬‬
‫الحضارٌة والثقافٌة بؤسالٌب إجرامٌة متطورة وٌستهدؾ المعلومات وأنظمة وبرامج الكمبٌوتر‬
‫والبٌانات والتً ٌنتج عنها ارتكاب عنؾ ضد أهداؾ مدنٌة والتً ٌقوم بها مجموعات أو عمبلء‬
‫(‪)2‬‬
‫سرٌون‬
‫‪-‬‬
‫ٌعرفه كولنز بؤنه سوء االستخدام المتعمد لنظام المعلومات الرقمً والشبكات أو‬
‫المكونات تجاه هدؾ ٌدعم أو ٌسهل حملة إرهابٌة أو فعل إرهابً (‪.)3‬‬
‫نستنتج من التعرٌفات السابقة أن اإلرهاب االلكترونً ٌعتبر من أشد االعتداءات‬
‫ٌمكن استخدام ه‬ ‫السٌبرانٌة خطورة على االنترنت ‪ ،‬إال أن تعرٌؾ اإلرهاب االلكترونً ال‬
‫وتعمٌمه لوصؾ جمٌع االعتداءات السٌبرانٌة التً ٌمكن أن تمس المصالح الحٌوٌة للمواطنٌن‬
‫وسبلمتهم‪،‬وتثٌر الرعب فٌهم أو تخلق نوعا من عدم االستقرار ‪ ،‬فاالعتداءات السٌبرانٌة ٌمكن‬
‫أن تكون صادرة عن فرد واحد أو عن مجموعة منظمة من المجرمٌن ‪ ،‬بٌنما تكون نتابجها‬
‫كارثٌة ومشابهة لتلك التً ٌرتكبها إرهابٌون‪ ،‬وعلٌه ال ٌمكن وصؾ االعتداء باإلرهابً إال‬
‫متى توافرت فٌه عناصر محددة ‪ ،‬مثل الهدؾ السٌاسً وهوٌة المعتدى أو المحرض علٌه‬
‫ونقطة انطبلقه وؼاٌاته‪.‬‬
‫و ٌعد اإلرهاب االلكترونً نمطا جدٌدا من الحروب التً ال تعتمد على استخدام األسلحة‬
‫والمتفجرات‪ ،‬وٌنطوي على استخدام أو استؽبلل المجرمٌن لعدم حماٌة أو قابلٌة األنظمة‬
‫‪ ،‬لذلك‬ ‫العسكرٌة للمخاطر على النحو الذي ٌإدي إلى التؤثٌر على األمن الوطنً والعالمً‬
‫سٌشهد مستقبل اإلرهاب فً القرن ‪ 21‬أسوء أنواع اإلرهاب االلكترونً(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬حسن تركً ‪،‬سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪ -2‬أحمد فبلح ‪ ،‬سبق ذكره ص ‪.87‬‬
‫‪ -3‬ذٌاب موسى‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -4‬أحمد فبلح‪ ،‬سبق ذكره ص ‪.88‬‬

‫‪36‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫إن خطورة اإلرهاب االلكترونً تكون أشد على الدول المتقدمة منها إلى الدول النامٌة‬
‫التً تستخدم نظام الحكومة اإللكترونٌة ‪ ،‬وبإتباع أحدث التقنٌات فً معظم صنوفها ومإسساتها‬
‫األمر الذي ٌجعل هدؾ اإلرهاب سهل المنال إلٌها ‪ ،‬فضبل عن تؤمٌن السرٌة الكاملة واألمان‬
‫لئلرهاب وبعٌدا عن الفوضى أو اإلزعاج‪ ،‬فبدال من استخدام الطرق التقلٌدٌة للقٌام باألعمال‬
‫‪ ،‬لتستطٌع‬ ‫التخرٌبٌة أو اإلرهابٌة فإنها ٌمكن أن تقوم بذلك بالضؽط على زر لوحة المفاتٌح‬
‫تدمٌر البنٌة المعلوماتٌة وتحقٌق أثار تخرٌبٌة مخٌفة ‪ ،‬ومن أمثلة ذلك تعطٌل أنظمة الدفاعات‬
‫الجوٌة أو حركة القطارات أو االختراقات فً األنظمة المصرفٌة أو شل محطات إمداد الطاقة‬
‫والماء(‪ ،)1‬كما ٌمكنهم للسٌطرة على االنترنت ووسابل االتصال أن ٌساعد فً التبلعب بالرأي‬
‫العام ودفعه باتجاه ردات فعل تعرض االستقرار وتإدي إلى انهٌار النظام ‪ ،‬عدا عما ٌمكن أن‬
‫تتسبب به من خسابر مادٌة وبشرٌة نتٌجة انهٌار الثقة (‪.)2‬‬
‫فً المقابل هذا ال ٌعنً أن الدول التً لم تستخدم تقنٌات المعلومات تكون بعٌدة عن‬
‫مخاطر اإلرهاب االلكترونً ‪ ،‬بل ٌمكن القول أن الدول التً بدأت حدٌثا باستخدام التطبٌقات‬
‫االلكترونٌة فإنها تكون على استعداد وتؤهب لمواجهة مثل هذه األخطار المحتملة والتصدي لها‬
‫بشكل جٌد ‪ ،‬وما ٌمٌز اإلرهاب االلكترونً الٌوم هو إمكانٌة الدخول إلى أي موقع سواء كان‬
‫منزال أو مكتبا أو بٌتا أو من أي مكان خاص أو عام وأن ٌنفذ جرٌمته وخبلل ثوان ٌعطل آالؾ‬
‫الحواسٌب وٌخرب األنظمة المعلوماتٌة (‪.)3‬‬
‫إن اإلرهاب االلكترونً ٌعتبر أداة من أدوات إرهاب الدولة تقوده من خبلل مجموعة‬
‫أعمال أو سٌاسات حكومٌة ‪ ،‬والتً تستهدؾ نشر الرعب بٌن المواطنٌن وفرض قٌود على‬
‫استخدام الفضاء االلكترونً وإخضاع األفراد لرؼبات الحكومة‪ ،‬وتستخدمه الدولة فً انتهاك‬
‫الحرٌة والخصوصٌة فً مواجهتها للمعارضٌن للنظام السٌاسً ‪ ،‬وٌظهر فً شكل حجب‬
‫المواقع االلكترونٌة واعتقال المدونٌن ‪ ،‬وتتمٌز هجمات اإلرهاب االلكترونً برخص التكلفة‬
‫وتحتاج إلى شخص ذو كفاءة وخبرة فنٌة والهجوم االلكترونً نشاط عابر للحدود ومن ثم فهو‬
‫نشاط عالمً وٌعتمد على الخداع والتضلٌل ‪ ،‬وهناك صعوبة فً االحتفاظ الفنً بآثارها‬
‫(‪)4‬‬
‫وٌصعب على المحقق التقلٌدي التعامل معها ودوافع اإلرهاب االلكترونً باألساس سٌاسٌة ‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن تركً‪،‬سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬منى األشقر‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -3‬حسن تركً ‪،‬سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -4‬رٌهام عبد الرحمان رشاد العباسً‪ ،‬أثر اإلرهاب اإللكترونً على تؽٌر مفهوم القوة فً العبلقات الدولٌة دراسة‬
‫حالة تنظٌم الدولة داعش ‪،375،‬المركز العربً الدٌمقراطً‪2016،‬‬

‫‪37‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫المبحث الثانً‪ :‬تقاطع التقنٌة واإلرهاب‬


‫أصبحت التنظٌمات اإلرهابٌة أكثر حضورا وتوظٌفا للتكنولوجٌا سواء فً التجنٌد‬
‫والدعاٌة والتموٌل أو استخدامها فً الهجومات مثل استخدام الهواتؾ النقالة و أنظمة التحكم‬
‫عن بعد وتقنٌة األحزمة الناسفة والتفجٌرات االنتحارٌة وهو جوهر المطلب التالً‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬اإلرهاب والتكنولوجٌا‬
‫ٌشٌر الواقع الدولً إلى أن ثمة عاملٌن أساسٌن كان لهما دور كبٌر فً تزاٌد االهتمام‬
‫بظاهرة اإلرهاب على المستوى العالمً ‪ ،‬أوله التطور الذي شهدته الظاهرة مع تطور المجتمع‬
‫الدولً واستخدامه للتكنولوجٌا المتقدمة ‪ ،‬حٌث قام اإلرهابٌون باستؽبلل هذه التكنولوجٌا فً‬
‫عملٌاتهم اإلرهابٌة التً انتشرت فً أنحاء العالم واكتسبت طابعا دولٌا ‪ ،‬كما عرؾ المجتمع‬
‫الدولً ظاهرة التنظٌمات اإلرهابٌة المتشعبة والمنتشرة فً العدٌد من الدول والتً أصبح‬
‫بعضها ٌمتلك إمكانات قد تفوق إمكانات الدول الصؽٌرة ‪ ،‬أما األخر فٌتمثل فً حقٌقة أن ارتكاب‬
‫العملٌات اإلرهابٌة لم ٌعد قاصرا على األفراد والجماعات فحسب ‪ ،‬بل أصبح سبلحا تستخدمه‬
‫الدول فٌما بٌنها كبدٌل للحروب التقلٌدٌة سواء بشكل مباشر أو ؼٌر مباشر ‪ ،‬فً الوقت الذي‬
‫فً شإون الدول األخرى‬ ‫سعت فٌه دول أخرى إلى استؽبلل هذه الظاهرة كؽطاء للتدخل‬
‫وانتهاك سٌادتها تحت دعوى مكافحة اإلرهاب ‪.‬‬
‫وتعد جرابم العنؾ واإلرهاب شكبل من أشكال الجرابم المستجدة ‪ ،‬وتوصؾ بالمستجدة‬
‫ألنها تبتكر أدوات وأسالٌب جدٌدة فً تنفٌذها ‪ ،‬بل إنها تحرص على توظٌؾ التقنٌة الحدٌثة التً‬
‫ٌتوصل إلٌها التقدم العلمً والتطور التقنً‪ ،‬بل أصبحت أثار هذه الجرٌمة أكثر تدمٌرا مع‬
‫بزوغ القرن الواحد والعشرٌن‪ ،‬ولعل تفجٌر برجً التجارة العالمً بالوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬
‫فً ‪ 2001‬خٌر مثال على ذلك‪.‬‬
‫إن أهم ما ٌمٌز الجرام اإلرهابٌة كجرابم مستحدثة استخدام التكنولوجٌا الحدٌثة فً‬
‫تنفٌذها وتحررها من األبنٌة االجتماعٌة التً نشؤت فٌها‪ ،‬وتدوٌلها سواء فٌما ٌتعلق بالتخطٌط‬
‫أو التموٌل أو التنفٌذ ‪ ،‬واالهم من ذلك ضحاٌا الجرٌمة اإلرهابٌة فً الوقت الراهن‪ ،‬األمر الذي‬
‫ٌصعب من إجراءات متابعتها ثم عدم توافق الظرؾ الزمنً والمكانً بٌن الجانً والضحٌة‬
‫وأخٌرا ارتفاع تكلفتها و آثارها على األبنٌة االجتماعٌة (‪.)1‬‬
‫فبل ٌمكن الحدٌث عن اإلرهاب دون الحدٌث عن التقنٌة ‪ ،‬فنشاطات اإلرهاب تضاعفت‬
‫بشكل كبٌر مع قدرة اإلرهاب على استخدام التقنٌة ‪ ،‬وقد وصؾ أحد الباحثٌن التكنولوجٌا بؤنها‬
‫قوة شٌطانٌة قادرة على الخٌر الواسع أو الشر الكارثً‪.‬‬

‫‪ -1‬معتز محً عبد الحمٌد ‪ ،‬اإلرهاب وتجدٌد الفكر األمنً ‪،‬ط ‪ ،1‬عمان المملكة األردنٌة الهاشمٌة ‪:‬دار زهران للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،2014،‬ص‪.14‬‬

‫‪38‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫االستخدام المتزاٌد للتقنٌة فً ظاهرة اإلرهاب ٌعكس حجم الشر الكارثً الذي خلفته التقنٌة‬
‫على المجتمعات‪ ،‬فاإلرهاب فً العالم استطاع أن ٌنفذ مبات العملٌات اإلرهابٌة سواء عبر‬
‫أجهزة التفجٌر للمواد المتفجرة عن بعد أو عن طرٌق العملٌات االنتحارٌة (‪.)1‬‬
‫وقد أدت التكنولوجٌا الجدٌدة إلى خفض تكالٌؾ النقل وزٌادة تدفقات البلدان ‪ ،‬إالأن نفس‬
‫التكنولوجٌا عززت النمو االقتصادي الدولً سمحت أٌضا بانتشار اإلرهاب بسهولة بٌن البلدان‬
‫التً أصبحت مصالحها تتشابك بإحكام ‪ ،‬ولم ٌعد اإلرهاب مجرد قضٌة محلٌة ‪ ،‬فاإلرهابٌون‬
‫(‪ ،)2‬ففً ظل ثورة‬ ‫ٌستطٌعون ضرب أهدافهم على بعد آالؾ األمٌال وإحداث دمار هابل‬
‫‪ ،‬استفادت‬ ‫المعلومات والمعرفة الرقمٌة وتطور وسال االتصال التقنً وااللكترونً الحدٌث‬
‫(‪)3‬‬
‫الجماعات اإلرهابٌة من مكتسبات هذه الثورة والمعرفة التقنٌة ووظفتها لتحقٌق أهدافها ‪ ،‬كما‬
‫أثبت الواقع أن هذه التنظٌمات اإلرهابٌة لدٌها متخصصون على مستوى عال فً مجال أنظمة‬
‫المعلومات‪ ،‬واستطاعت هذه التنظٌمات المتطرفة استخدام شبكة االنترنت وتمرٌر أفكارها عبر‬
‫أٌاد تعمل فً الخفاء ‪ ،‬وتتحدى العالم بإعبلن ما ترتكبه من جرابم عبر شبكة االنترنت ‪ ،‬والتً‬
‫تعد بحق من أبرز مبلمح الثورة الصناعٌة الثالثة فً مجال االتصاالت والمعلومات (‪.)4‬‬
‫إن خطورة اإلرهاب لم تعد تقتصر على ارتفاع عدد العملٌات اإلرهابٌة التً ترتكب‬
‫سنوٌا أو تصاعد قوتها التدمٌرٌة‪ ،‬ولكنها تتمثل أٌضا فً انتشارها جؽرافٌا وتوسعها بشرٌا فقد‬
‫امتدت الظاهرة بشكل أو بآخر إلى كل قارات العالم ومعظم الدول ‪ ،‬وانخرط فٌها مواطنون‬
‫ٌنتمون إلى عشرات الدول المتقدمة وؼٌر المتقدمة على حد سواء‪،‬فقد أصبحت الجماعات‬
‫اإلرهابٌة تظم فً عضوٌتها أفرادا ٌنتمون إلى جنسٌات مختلفة ال تجمعهم بالضرورة‬
‫إٌدٌولوجٌة موحدة أو توجهات سٌاسٌة محددة ‪ ،‬ذلك أن ظاهرة اإلرهاب الدولً قد شهدت‬
‫تطورات عدٌدة ترجع فً جانب منها إلى ما أتاحته ثورة التكنولوجٌا ووسابل التواصل‬
‫‪،‬‬ ‫االجتماعً من فرصة للجماعات اإلرهابٌة فً الحصول على أسلحة الدمار الشامل‬
‫والتكنولوجٌا الخاصة بها وترجع فً جانب ثان إلى تحوالت النظام الدولً‪ ،‬وهو ما ٌشهده‬
‫المجتمع الدولً من موجات رفض متزاٌدة للهٌمنة األمرٌكٌة على العالم ‪ ،‬وترجع فً جانب‬
‫ثالث إلى التمٌٌز و االختبلل فً السٌاسة الخارجٌة األمرٌكٌة تجاه عدد من األقالٌم فً العالم‬
‫وبالذات منطقة الشرق األوسط(‪.)5‬‬
‫أن التطور التكنولوجً فً وسابل االتصاالت سمح بإٌجاد الفاعلٌن الذٌن ٌمكنهم تحدى‬
‫العملٌات العالمٌة بدرجة كبٌرة‪ ،‬وهكذا تم االعتراؾ على نحو واسع بؤن أسامة بن الدن وشبكة‬

‫‪ -1‬على الخشبٌان‪ ،‬اإلرهاب والتقنٌة والوطن‪ ،‬جرٌدة الرٌاض السعودٌة‪ ،‬عدد ‪ ،2016/02/29 ،17416‬ص‪.25‬‬
‫‪ -2‬سوبهاٌوباندٌوبادٌاي‪"،‬تكلفةاإلرهاب" التموٌل والتنمٌة‪ٌ،‬ونٌو ‪،2015‬ص‪.26‬‬
‫اإلرهاب الكترونٌا" المجلة العربٌة للدراسات األمنٌة والتدرٌب‬ ‫‪ -3‬ناٌؾ بن محمد المروانً ‪"،‬تموٌل‬
‫‪،‬عدد‪،85‬مجلد‪،29‬ص‪.02‬‬
‫‪ -4‬ناٌؾ بن محمد ‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪03‬‬
‫‪ -5‬محمد شوقً عبد العال‪ ،‬موقؾ مصر من قضٌة "الحرب الدولٌة ضد اإلرهاب"‪،‬القاهرة‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والدراسات السٌاسٌة‪ ،2003 ،‬ص ‪479‬‬

‫‪39‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫القاعدة لم ٌكونوا لٌتطوروا إال فً هذه األوقات من العولمة‪ ،‬فقد ثبت أن أعضاء القاعدة قد‬
‫استخدموا برٌدا الكترونٌا مشفرا لبلتصال ‪ ،‬كما استخدموا شبكات مصرفٌة خفٌة لتحوٌل‬
‫األموال عبر الحدود ‪ ،‬واستخدموا شبكات الفضابٌات مثل الجزٌرة و سً أن أن لتوصٌل‬
‫رسالتهم‪ ،‬وفً تحضٌراتهمللهجمات استخدموا مجموعة كبٌرة فً تقنٌات المعلوماتاألخرى مثل‪:‬‬
‫استبجار الهواتؾ الخلوٌة ووكاالت سفرٌات على االنترنت ومحاكات الطٌران الكمبٌوترٌة(‪.)1‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬اإلرهاب واالنترنت‬
‫الشبكة العنكبوتٌة –االنترنت– أو كما ٌحلو للبعض أن ٌسمٌها‪ ،‬شبكة معلومات معقدة‬
‫جدا وٌكفً أن نعرؾ أنها تحتوي على ملٌارات من المعلومات األساسٌة المفٌدة والضارة أحٌانا‬
‫بما تحتوٌه من مواقع وصفحات مفصلة ‪ٌ ،‬ستؽلها البعض فً جرابم المعلوماتٌة وأشهرها‬
‫االحتٌال وسرقة البنوك والعمبلء واستؽبللها أحٌانا للتجسس وسرقة األسرار ‪ ،‬واألهم هنا هو‬
‫بث األفكار اإلباحٌة والهدامة المتطرفة وازدراء األدٌان ‪ ،‬ومن هنا وجدت الجماعات المتطرفة‬
‫‪ ،‬من خبلل‬ ‫فكرٌا وسلوكٌا ضالتها المنشودة فً تدرٌب الشباب على العملٌات االنتحارٌة‬
‫االنترنت الذي أصبح أمٌر اإلرهاب الجدٌد ‪ ،‬بعد أن رفضت اإلنسانٌة أفكارها ولفظتها من‬
‫المجتمع وضٌقت علٌها الخناق ‪ ،‬فلم ٌكن أمام تلك الجماعات سوى أن تختبا فً الكهوؾ‬
‫والجبال وتبث سمومها وتحول من بعض الشباب إلى انتحارٌٌن تحت الطلب (‪.)2‬‬
‫تعرٌؾ االنترنت‪ :‬هً جزء من ثورة االتصاالت ‪ ،‬وٌعرؾ البعض االنترنت بشبكة‬
‫الشبكات فً حٌن ٌعرفها البعض بؤنها شبكة طرق المواصبلت السرٌعة‪،‬كما أنها تعنً لؽوٌا‬
‫"ترابط بٌن الشبكات" ‪ ،‬حٌث ٌتكون االنترنت من عدد كبٌر من شبكات الحاسب المترابطة‬
‫والمتناثرة فً أنحاء كثٌرة من العالم ‪ ،‬وٌحكم ترابطها تلك األجهزة تحادثها بروتوكول محدد‬
‫ٌسمى بروتوكول تراسل االنترنت (‪.)3‬‬
‫لقد استخدم اإلرهاب كنظام قابم على رعب الشبكة الدولٌة (االنترنت) فً تنفٌذ العدٌد‬
‫‪ ،‬واستعارة اإلرهابٌٌن هذه‬ ‫من األعمال اإلرهابٌة التً روعت أمن المواطن وأمن الدولة‬
‫الوسٌلة اآلمنة فً نشر ما ٌعرؾ بالرعب االلكترونً ‪ ،‬باعتباره أحد األبعاد الجدٌدة لئلرهاب‬
‫التقلٌدي وصورة مطورة من اإلرهاب الصامت‪،‬واعتبر اإلرهابٌون الجدد أن االنترنت من‬
‫أفضل األسلحة الناعمة فً أداء العمل اإلرهابً بدون عنؾ أو إراقة دماء‪ ،‬وٌستخدم هذا‬
‫اإلرهاب األخضربالمقابلة مع اإلرهاب الدموي األحمر االنترنت فً تبادل المعلومات والخطط‬
‫والتدرٌبات بٌن الجماعات اإلرهابٌة ‪ ،‬ونقل التعلٌمات واألوامر من األباطرة المخططة إلى‬

‫‪ -1‬فرؼلً ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.129‬‬


‫‪ -2‬معتز محً‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪23‬‬
‫‪ -3‬سامً على ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪56‬‬

‫‪40‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫القراصنة المنفذٌن‪ ،‬وبهذا االستخدام السًء لبلنترنت اتخذ اإلرهاب أبعادا جدٌدة وتعددت‬
‫(‪)1‬‬
‫تقنٌاته وصوره وآثاره على الحٌاة االجتماعٌة‪.‬‬
‫إن توافر االنترنت قد استؽل من قبل اإلرهابٌٌن كؤداة اتصال بٌن المجموعات اإلرهابٌة‬
‫كما استخدمت كؤداة تدمٌر‪ ،‬فمثبل فضٌحة رامسفٌلد فً سجن أبو ؼرٌب وتعذٌب السجناء من‬
‫المواطنٌن العراقٌٌن لم تشكل مشكلة بقدر عجز اإلدارة األمرٌكٌة عن منع توزٌعها ونشرها‬
‫عبر االنترنت‪ ،‬كما أن االنترنت ٌشكل حٌزا ووسٌطا لتوزٌع الرسابل والمعلومات بٌن‬
‫اإلرهابٌٌن وٌرى واٌن أن اإلرهاب الفضابً قوة فاعلة مضاعفة ‪ ،‬فالحاسب ٌمكن أن ٌستخدم‬
‫لزٌادة قوة المنظمات اإلرهابٌة مثل أي أسلوب إرهابً واالنترنت نوع من أنواع اإلعبلم ‪ ،‬فمن‬
‫خبلل المواقع على االنترنت ٌمكن نشر المعلومات وتروٌجها والدعاٌة للقضاٌا السٌاسٌة التً‬
‫تشكل دوافع لئلرهاب ‪ ،‬كما ٌمكن استخدام ؼرؾ الدردشة والنقاش فً التواصل وتنفٌذ الخطط‬
‫اإلرهابٌة(‪.)2‬‬
‫وباإلضافة إلى استخدام االنترنت من قبل اإلرهابً ٌن لنشر األفكار التً ٌعتنق ونها أو‬
‫ٌسعون لبثها ‪ ،‬ولتحرٌض األشخاص على التطرؾ والعنؾ وكذلك تعلٌم األفراد على كٌفٌة‬
‫صنع المتفجرات أو القٌام بتفجٌرات ‪ ،‬حتى أن العدٌد من الجماعات اإلرهابٌة أصبحت لها‬
‫أن‬ ‫صفحات خاصة على االنترنت ‪ ،‬وٌمكن لها أن ترسل التهدٌد والوعٌد للخصوم‪ ،‬وبما‬
‫اإلرهابً ٌقتنص أي فرصة كانت لتحقٌق مبتؽاه ‪ ،‬فإنه من المرجح اعتماد اإلرهابٌٌن على‬
‫جرابم الحاسوب واالنترنت لما قد تقدمه لهم من إمكانات ‪ ،‬وبالتالً وجب مراعاة هذا النوع‬
‫الجدٌد من اإلرهاب المحتمل والمتمثل باإلرهاب االلكترونً (‪.)3‬‬

‫وتسعى المنظمات والجماعات اإلرهابٌة من وراء استخدام االنترنت إلى تضخٌم‬


‫الصورة الذهنٌة لقوة وحجم تلك الجماعات ‪ ،‬بما ٌخدم الجانب اإلعبلمً والعسكري له ا‪ ،‬حٌث‬
‫أصبحت تلك الجماعات ال ٌهمها كم من الناس قد قتل بقدر ما ٌهمها كم من الناس قد شاهدوا‬
‫وتفاعلوا مع الحادثة اإلرهابٌة‪ ،‬كما تسعى هذه التنظٌمات الى االستفادة من االنترنت واستثماره‬
‫فً التنقٌب عن المعلومات ‪ ،‬والحصول على التموٌل والتبرعات وعملٌة التجنٌد والحشد‬
‫إلتباعها‪ ،‬وكذلك الترابط التنظٌمً بٌن الجماعات داخلٌا وخارجٌا‪ ،‬وتبادل المعلومات واألفكار‬
‫والمقترحات والمعلومات المٌدانٌة حول كٌفٌة إصابة الهدؾ واختراقه ‪ ،‬وكٌفٌة صنع المتفجرات‬
‫والتخطٌط والتنسٌق للعمل اإلرهابً وكذلك فً تدمٌر مواقع االنترنت المضادة ‪ ،‬أو اختراق‬
‫(‪)4‬‬
‫مإسسات حٌوٌة وتعطٌل الخدمات الحكومٌة أو محطات الطاقة بجمٌع أنواعها‪.‬‬

‫‪ -1‬سامٌعلى ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪66‬‬


‫‪ -2‬ذٌاب موسى‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -3‬زكرٌا حسن ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.96‬‬
‫‪ -4‬أٌسر محمد عطٌة‪ ،‬دور اآللٌات الحدٌثة للحد من الجرابم المستحدثة ‪،‬ملتقى علمً‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫اإلستراتٌجٌة‪،‬عماناألردن ‪،2014:‬ص ‪02‬‬

‫‪41‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مجاالت استخدام االنترنت من طرف الجماعات اإلرهابٌة‪.‬‬

‫اعتمد اإلرهابٌون على أسلوب وظٌفً من أجل ضمان االنتشار الواسع لؤلعمال‬
‫اإلرهابٌة معتمدٌن فً ذلك على ستة وسابل متداخلة‪ :‬الدعاٌة‪ ،‬التموٌل‪ ،‬التدرٌب‪ ،‬التخطٌط‪،‬‬
‫االتصاالت السرٌة والمعلومات المجانٌة‪ ،‬التنفٌذ والهجمات وسوؾ نستعرض بعضا من هاته‬
‫األسالٌب‪.‬‬

‫الدعاٌة‪ :‬واحدة من أهم االستعماالت المهمة من طرؾ اإلرهابٌٌن من أجل نشر الدعاٌة‬
‫‪ ،‬الشروحات والتعلٌبلت‪ ،‬التروٌج‬ ‫وعادة ما تؤخذ شكل اإلٌدٌولوجٌة أو التدرٌس العملً‬
‫للنشاطات اإلرهابٌة‪ ،‬هذه األشكال ٌمكن أن تحوى على رسابل وهمٌة‪ ،‬و عرض أطروحات‬
‫فكرٌة عبر ملفات صوتٌة أو مربٌة ‪ ،‬ألعاب فٌدٌو مطورة من طرؾ المنظمات اإلرهابٌة أو‬
‫المتعاطفٌن(‪.)1‬‬
‫التجنٌد عبر االنترنت‪ :‬تطور مجال تكنولوجٌا المعلومات خاصة ما عرؾ بوسابل‬
‫اإلعبلم الحدٌث وتكنولوجٌا الهواتؾ المحمولة بشكل متسارع ‪ ،‬وصار ٌنظر إلى االنترنت‬
‫كوسٌلة إعبلمٌة ذات تؤثٌر عال ‪ ،‬واعتبر دورها مركزٌا فً التؤثٌر فً سلوك األفراد وخاصة‬
‫فبة الشباب‪ ،‬تجاه مختلؾ الظواهر ومن ضمنها اإلرهاب ‪ ،‬حٌث ٌعتبر اإلعبلم ركن أسا سي فً‬
‫بناء التنظٌمات اإلرهابٌة ‪ ،‬حٌث ٌكون التحرٌض على ارتكاب األفعال اإلرهابٌة بصورة‬
‫متكررة ومتؽلؽلة وٌجد آذانا صاؼٌة ‪.‬‬
‫اعتمدت استراتٌجٌة اإلرهابٌٌن فً التجنٌد عبر االنترنت على استخدام المنتدٌات‬
‫الحوارٌة للتشكٌك فً شرعٌة األنظمة الحاكمة ‪ ،‬ومخالفته ا للشرع ووجوب قتالها ومحاربتها ‪،‬‬
‫وتقوم فً ذات الوقت بمحاولة إضعاؾ أعمدة الحكم وركابزه األساسٌة المتمثلة بالعلماء‬
‫واألجهزةاألمنٌة من خبلل تشوٌه صورتهم النمطٌة أمام الرأي العام لتحٌٌدهم م ستقببل‪ ،‬وإشعار‬
‫متصفحً االنترنت بالقلق نتٌجة لعدم فهم حقٌقة ماٌجري ‪ ،‬وبهدؾ تعزٌز ثقة المستهدؾ بالتجنٌد‬
‫بنفسه وبقدرته على تؽٌٌر الواقع وإكسابه مهارات الحوار ‪ ،‬وفً مرحلة الحقة مهارات المقاومة‬
‫المسلحة‪.‬‬
‫وٌعتبر التجنٌد ضمن الطابفة الرابعة من بٌن ‪ 05‬طوابؾ ربٌسٌة لصور االستخدام ؼٌر‬
‫المشروع لؤلنترنت فً نطاق األؼراض اإلرهابٌة حٌث تشٌر إلى أنشطة استؽبلل االنترنت‬
‫للتواصل مع المتعاطفٌن وتعببة األفراد لجهة تجنٌد أعضاء منهم ضمن الجماعة أو توجٌههم‬
‫لدعم أنشطة مساندة للنشاط اإلرهابً تتوافق مع ؼاٌاته ‪.‬‬
‫إن قدرة التعرؾ على األشخاص عبر الشبكات االجتماعٌة والمنتدٌات وإمكان استؽبلل‬
‫الشبكة رخٌصة الكلفة فً عملٌات الحوار وتبادل الرسابل الى جانب سهولة تتبع نشاط األفراد‬

‫‪UNITED NATIONS COUNTER TERRORIME IMPLEMENTATION, TASSK -1‬‬


‫‪FORCE THE USE OF THE INTERNET, UNITED NATIONS,NEW YOURK‬‬
‫‪2012 .p 129‬‬

‫‪42‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫عبر أفعال كشؾ الخصوصٌة وجمع المعلومات الشخصٌة ‪ ،‬كل ذلك ٌساهم جدٌا فً ؼرض‬
‫تجنٌد األعضاء وتحرٌك المتعاطفٌن (‪.)1‬‬
‫كما أن جلب عناصر جدٌدة داخل المنظمات اإلرهابٌة ٌحافظ على بقابها واستمرارها‬
‫وهم ٌستؽلون تعاطؾ اآلخرٌن من مستخدمً االنترنت فً قضاٌاهم وٌجتذبون هإالء السذج‬
‫بعبارات براقة وحماسٌة من خبلل ؼرؾ الدردشة االلكترونٌة (‪.)2‬‬
‫التموٌل ‪ :‬تظم التنظٌمات اإلرهابٌة العدٌد من األفراد ٌمارسون نشاطهم اإلرهابً وفق‬
‫األصول اإلدارٌة من تخطٌط وتنظٌم وآلٌات محددة لكافة أفراد التنظٌم ‪ ،‬وهذا ٌتطلب توافر‬
‫إمكانٌات مادٌة تعٌنهم على أداء المهام والواجبات التً تتطلبها طبٌعة عملٌات وأهداؾ‬
‫الجماعات المتطرفة والتً أهمها تكالٌؾ نشر الفكر ‪ ،‬واألهداؾ اإلرهابٌة والتخطٌط والتنظٌم‬
‫والدعاٌة والترؼٌب فً تجنٌد األتباع وشراء األسلحة والمواد التً تتطلبها العملٌة اإلرهابٌة‬
‫والتدرٌب والتموٌن ‪ ،‬فالمال هو بمثابة الشرٌان المؽذي للجماعات المتطرفة واإلرهاب ٌة‪ ،‬بل‬
‫أكسجٌن الحٌاة ‪ ،‬وبعض العملٌات اإلرهابٌة قد ال تحتاج إال للقلٌل من المال والجهد معا ‪ ،‬إال أن‬
‫(‪ ،)3‬حٌث‬ ‫أي عمل إرهابً منظم له أهداؾ متعددة ٌتطلب توفٌر المال الوفٌر دون انقطاع‬
‫ٌستعٌن اإلرهابٌون ببٌانات إحصابٌة مكانٌة منتقاة من المعلومات الشخصٌة التً ٌدخلها‬
‫المستخدمون على الشبكة ‪ ،‬من خبلل االستفسارات واالستطبلعات الموجودة على المواقع‬
‫االلكترونٌة فً التعرؾ على األشخاص ذوي القلوب الرحٌمة ‪ ،‬ومن ثم ٌتم استجداإهم لدفع‬
‫تبرعات مالٌة ألشخاص اعتبارٌٌن ٌمثلون وجهة لهإالء اإلرهابٌٌن ‪ ،‬وٌتم ذلك بواسطة البرٌد‬
‫االلكترونً بطرٌقة ماكرة الٌشك فٌها المتبرع بؤنه ٌساعد إحدى المنظمات اإلرهابٌة (‪.)4‬‬

‫اإلرهاب وتجنٌد اإلرهابٌٌن ‪،525 ،‬الرٌاض‬ ‫‪ -1‬جامعة ناٌؾ العربٌة للعلوم األمنٌة ‪،‬استعمال االنترنت فً تموٌل‬
‫السعودٌة ‪،‬مركز الدراسات والبحوث‪،2012،‬ص‪167‬‬
‫‪ -2‬حامد سامً‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪62‬‬
‫‪ -3‬ناٌؾ بن محمد‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -4‬حامد سامً‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪43‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫المبحث الثالث‪:‬الفضاء االلكترونً والتغٌر فً أسلوب الصراع‬

‫لم تعد الحكومات وال الدول تخشى من بعضها البعض بقدر خشٌتها من المنظمات‬
‫والجماعات اإلرهابٌة ‪ ،‬الن انتشار االنترنت فً العالم وزٌادة حجم المستخدمٌن لها والذي بلػ‬
‫‪ 4‬ملٌارات نسمة بعد انضمام شرٌحة مستخدمً الهاتؾ المحمول ‪ ،‬وهم نحو ‪ 3‬ملٌارات نتٌجة‬
‫خدمات األجٌال المتطورة واستخدامها كآلة لنشر المعلومات ووسٌط للتفاعل بٌن األفراد‬
‫والحاسبات دون حسبان للجؽرافٌا ‪ ،‬وقد سهل هذا العصر تواصل األفراد ونقل المعلومات‬
‫والتقنٌات والجرٌمة والمخدرات عابرة للحدود الوطنٌة ‪ ،‬وفً هذا العصر حل الدخبلء محل‬
‫الجنود عند اندالع الحروب ‪ ،‬حٌث انتقلت الحروب وتحول الصراع إلى المجال االفتراضً‬
‫وشاعت مصطلحات الهجمات االلكترونٌة والردع والحرب الباردة االلكترونٌة والهٌمنة‬
‫السٌبرانٌة كمصطلحات رابدة ورابجة فً مجال التهدٌدات العسكرٌة وهو ما سٌتم التطرق له‬
‫فً هذا المبحث‪ ،‬الذي ٌضم ثبلث مطالب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفضاء االلكترونً والحرب الغٌر تماثلٌة‬

‫العالم تهتم‬ ‫لقد تؽٌرت الحروب التقلٌدٌة وأصبحت الجٌوش العسكرٌة فً كافة أنحاء‬
‫بحرب المعلومات ودورها فً حروب المستقبل ‪ ،‬والتً ٌتوقع الكثٌر حدوثها فً الفضاء‬
‫االلكترونً‪ ،‬وظهرت مناورات ٌتم إجراإها للتدرٌب على هذا النوع الجدٌد من الصراع وكٌؾ‬
‫ٌمكن مواجهته واالستعداد له ‪ ،‬مثل الحرب التً تم شنها بٌن روسٌا وجورجٌا عام ‪ ،2008‬كما‬
‫قامت العدٌد من الدول مثل الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة والصٌن على الرؼم من التقدم‬
‫‪ ،‬مثل بناء إسرابٌل للوحدة‬ ‫التكنولوجً لها ببناء وحدات الكترونٌة على شبكات االنترنت‬
‫‪ 8200‬للحماٌة من آالؾ القراصنة المحترفٌن (‪ ،)1‬وتعد الحرب الؽٌر تماثلٌة مزٌج من العبلقة‬
‫أ ن ٌقوض من‬ ‫مابٌن التكنولوجٌا والحرب ‪ ،‬وهً نوع من الحروب ٌحاول أحد األطراؾ‬
‫عناصر القوة لدى العدو ‪ ،‬وأن ٌستؽل نقاط ضعفه بطرٌقة مبدعة جدٌدة تحقق له االنتصار‬
‫األخبلقً والمعنوي وتكون معارك هذه الحروب فً الجهة للعدو باستخدام العملٌات الحربٌة‬
‫النفسٌة ووسابل اإلعبلم وعن طرٌق اإلبداع الخبلق للقدرات المتوافرة ‪ ،‬والتشتت واالتصال‬
‫وتبلفً المعارك الفاصلة من أجل شل قدرات العدو وعزمه وإرادته ‪ ،‬وٌمثل نمط الحرب الؽٌر‬
‫متماثلة عودة إلى طرق الحرب قبل ظهور وصعود مفهوم الدولة ‪ ،‬وحٌث تتحول عناصر القوة‬
‫إلى ضعؾ وتعاد صٌاؼة معنى الهزٌمة والنصر ‪ ،‬وفً تدخل الدكتور بٌتر سٌنجر مدٌر مركز‬
‫األمن واالستخبارات فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فً المإتمر السنوي الذي نظم بمركز‬
‫الدراسات والبحوث االستراتٌجٌة باإلمارات العربٌة قال ‪ :‬أننا نشهد تحوال كبٌرا تخضع له‬
‫الحرب وهو تحول ٌماثل فً أوجه كثٌرة الفترة التً واكبت الحرب العالمٌة األولى ‪ ،‬حٌث تبرز‬
‫مجاالت عدٌدة للحرب بالتزامن مع نشوء حرب الفضاء االلكترونً وتحوالت الدٌمؽرافٌا‬

‫‪ -1‬عباس بدران‪،‬الحرب االلكترونٌة ‪،‬االشتباك فً عالم المعلوماتٌة ‪ ،‬بٌروت لببنان‪:‬مركز دراسات الحكومة‬
‫االلكترونٌة ‪،2010،‬ص‪09‬‬

‫‪44‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫الحضرٌة‪ ،‬وقد أخذت التكنولوجٌا الربٌسٌة الجدٌدة التً لم تكن موجودة حتى عهد قرٌب إال فً‬
‫عالم الخٌال العلمً من الروبوتات والطباعة ثبلثٌة األبعاد إلى لٌزرات الطاقة الموجهة وتعدٌل‬
‫األداء البشري(‪.)1‬‬

‫وتتمٌز الحروب الجدٌدة عن ؼٌرها من الحروب األخرى بؤنها ذات أبعاد ثقافٌة ولٌست‬
‫ألسباب جٌو سٌاسٌة أو تنازع حول السٌادة اإلقلٌمٌة بالضرورة‪ ،‬وتتمٌز كذلك باختبلفها عن‬
‫الحروب النظامٌة القدٌمة وحروب المناورات والجبهات وحروب العصابات ‪ ،‬وأصبحت تلك‬
‫للسكان‪ ،‬عبر كسب العقول والقلوب‪ ،‬زعزعة‬ ‫الحروب الجدٌدة تتوخى الكسب السٌاسً‬
‫االستقرار‪ ،‬زرع الخوؾ والحقد‪ ،‬السٌطرة على السكان عبر إزالة كل هوٌة مختلفة‪ ،‬فهً حرب‬
‫ضد الؽرٌب وضد المخالؾ من داخل الجماعة نفسها ‪ ،‬وٌعد طرد السكان والقتل الجماعً‬
‫والتهجٌر القسري جزءا من تقنٌات الترهٌب السٌاسً الجدٌد ‪ ،‬وبات ضرب المدنٌٌن والحصار‬
‫والتعذٌب والقتل وتدمٌر المعالم األثرٌة الحضارٌة والتارٌخٌة والبنٌة التحتٌة من المباحات فً‬
‫‪.‬‬
‫تلك الحروب‬

‫كما اتجه الصراع الدولً حول الموارد والمصالح والقٌم نحو مزٌد من االعتماد على‬
‫تكنولوجٌا االتصال والمعلومات فٌما ٌعرؾ بصراع عصر المعلومات ‪ ،‬والتنافس فً ساحة‬
‫االنجازات ذات الطبٌعة المادٌة وصراع آخر حول األفكار والقٌم ‪ ،‬وتتؤثر حالة الصراع وانعدام‬
‫األمن فً الفضاء االلكترونً بكل أنواع البٌبات األخرى ؼٌر المتصلة بالفضاء االلكترونً‬
‫كالنزاعات بٌن األفراد والصراع بٌن الجماعات وبٌن الدول ‪ ،‬أو صراع الشركات الدولٌة‬
‫وتعددت أنماط الصراع مابٌن الصراع ذي الطابع القانونً والتجاري أو الصناعً وعسكري‬
‫وسٌاسً‪ ،‬وامتد تؤثٌر ذلك لٌشمل كافة المجاالت األخرى التً تدور على أرض الواقع وأصبح‬
‫الفضاءااللكترونً ساحة جدٌدة للصراع بشكله التقلٌدي ‪ ،‬ولكنه ذو طابع الكترونً ٌعكس‬
‫النزاعات التً تخوضها الدول أو الفاعلٌن من ؼٌر الدول على خلفٌات دٌنٌة أو عرقٌة أو‬
‫إٌدٌولوجٌة أو اقتصادٌة وسٌاسٌة وٌتمدد الصراع االلكترونً بداخل شبكات االتصال‬
‫والمعلومات متجاوزا الحدود التقلٌدٌة وسٌادة الدول ‪ ،‬وٌإثر ذلك فً امتداد مجاله وتداعٌاته أو‬
‫آثاره وأضافت عملٌة االستخدام والفاعلٌن والمصالح لتنوع أشكال الصراع وأهدافه(‪.)2‬‬

‫إن الحرب ؼٌر المتماثلة بمفهومها المستقبلً لٌست سوى حرب عصابات قد امتزجت‬
‫االندماجات التكنولوجٌة فً مٌادٌن االتصاالت‬ ‫بالمدٌات البلمتناهٌة للقدرة التً تتٌحها‬
‫والمعلومات والحاسبات‪ ،‬فهً مجاالت للصراع ٌمكن إن تخوضها مجامٌع صؽٌرة فً عدة‬
‫‪ ،‬وتمثل التهدٌدات ضد الفضاء االلكترونً‬ ‫جبهات‪ ،‬لم تعد معظم الدول العدة لمواجهتها‬
‫للمعلومات الخاص بالدول المتقدمة والتً ٌمكن أن تإدي إلى تدمٌر وتعرٌض اقتصادها القومً‬
‫لبلضطراب نتٌجة وقوع هجمات على البنٌة التحتٌة المعلوماتٌة ‪ ،‬فمع ازدٌاد اعتماد هذه الدول‬
‫‪ -1‬عادل عبد الصادق‪،‬سبق ذكره‪،‬ص‪.47‬‬
‫‪2Myriad mdunn,information age conflicts,CSSzurcher bétrage,isse:64centre por‬‬
‫‪security studies,zurich, suitzarland,2002,p25‬‬

‫‪45‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫على تقنٌة المعلومات فً أنظمتها العسكرٌة تصبح أكثر عرضة لحرب المعلومات أثناء‬
‫العملٌات‪ ،‬وبسبب الثورة فً الشإون العسكرٌة تصبح أنظمة القٌادة والسٌطرة واالتصاالت‬
‫والحوسبة واالستخبارات والمراقبة واالستطبلع وهً عصب هذه الثورة فً خطر من أن تسدد‬
‫لها ضربة تحد من قدرتها وتشلها إذا قام عدو اضعؾ بالتشوٌش على خطوط االتصال التً‬
‫(‪.)1‬‬
‫تربط القوات فً شبكة واحدة‬

‫فً عالم المعلوماتٌة ستتمكن مجامٌع صؽٌرة من تصمٌم وصناعة أسلحة نووٌة‬
‫وجرثومٌة باالستفادة من االستخدام المزدوج للمنتجات المصنعة ألؼراض اقتصادٌة مدنٌة‪،‬‬
‫حٌث انه من السهل فً ظل المعلوماتٌة منع خصم من االستفادة من أسلحة ذات تقنٌة قدٌمة‬
‫نسبٌا ً مثل الصوارٌخ وتوجٌهها بدقة إلى الهدؾ المحدد‪ ،‬وٌكفً من اجل ذلك إضافة جهاز‬
‫استقبال مبلحً وكاببلت جدٌدة وعناصر مكملة أخرى قد ٌكون من الصعب تصورها حالٌا ً‬
‫ولكنها فً المستقبل القرٌب سٌكون ذلك متاحاً‪ ،‬باختصار فان إضافة تقنٌات جدٌدة من (الموجة‬
‫الثالثة) متوافرة تجارٌا ً ألسلحة (الموجة الثانٌة) القدٌمة تحولها إلى أسلحة ذكٌة بؤسعار زهٌدة‬
‫وتجعلها فً متناول الجٌوش واألطراؾ الضعٌفة (‪.)2‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الفضاء االلكترونً كساحة للصراع والتنافس الدولً‬

‫إن الفضاء االلكترونً ؼدا منافسا حقٌقٌا للنطاق الدولً التقلٌدي من بر وبحر وجو فهً‬
‫حرب قدٌمة متجددة تشهدها الدول على مستوى دوابر القرار والشركات الضخمة تتداخل فٌها‬
‫األهداؾ العسكرٌة باألهداؾ االقتصادٌة‪ ،‬أو ما ٌعرؾ بالتجسس الصناعً فضاء هذه الحرب‬
‫هو الشبكات العنكبوتٌة التً باتت تسٌطر على العالم االفتراضً جنودها هم خبراء فً عالم‬
‫الكمبٌوتر واالنترنت أذكٌاء فً قدرتهم على اختراق الحواجز األمنٌة للمعلومات السرٌة لدى‬
‫الخصم أو المنافس وقرصنتها ‪ ،‬وهو ما كشفت عنه صحٌفة نٌوٌورك تاٌمز‪،‬حٌث أكدت أن‬
‫التحلٌبلت الجنابٌة السٌبرٌة برهنت على أن وحدة المحاربٌن السٌبرٌٌن فً الجٌش الصٌنً هً‬
‫المسإولة عن ؼالبٌة الهجمات التً تعرضت لها الشركات األمرٌكٌة وحتى الوزارات ‪.‬‬

‫وترتبط مسؤلة القٌام بعمل تدمٌري أو تخرٌبً ضد منشآت حٌوٌة فً عملها بشبكات‬
‫االتصال والمعلومات ‪ ،‬فقد شهدت مرحلة أخرى بعد تعرض استونٌا فً عام ‪ 2007‬لهجمات‬
‫الكترونٌة استهدفت شل بنٌتها المعلوماتٌة بعد خبلفها مع روسٌا ‪ ،‬وتم استخدام تلك الهجمات‬
‫أٌضا إبان الحرب الجورجٌة الروسٌة عام ‪ ،2008‬ومثل هذان الحدثان نقلة نوعٌة ببروز دور‬
‫هجمات الفضاء االلكترونً فً الحرب ألول مرة فً التارٌخ ‪ ،‬وهو األمر الذي دفع العدٌد من‬
‫دول العالم للخوؾ من إمكانٌة تعرضها لمثل تلك الهجمات وتوظٌفها عسكرٌا‪،‬خاصة وأنها‬

‫‪ -1‬توماس كوببلند‪،‬ثورة المعلومات واألمن القومً‪،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتٌجٌة‪ ،‬أبو ظبً دولة‬
‫اإلمارات العربٌة‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -2‬احمد إبراهٌم محمود‪"،‬اإلرهاب الجدٌد ‪ :‬الشكل الربٌسً للصراع المسلح فً الساحة الدولٌة"‪،‬السٌاسة الدولٌة‪،‬العدد‬
‫‪،147‬القاهرة‪ٌ ،‬ناٌر ‪ ،2002‬ص ‪45‬‬

‫‪46‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫تستهدؾ شبكات المعلومات وأنظمتها كوسٌط وحامل للخدمات وناقل لها ‪ ،‬ومن ثم فإن التحكم‬
‫فً تنفٌذ هذا الهجوم ٌعد أداة سٌطرة ونفوذ استراتٌجً بالؽة األهمٌة ‪ ،‬سواء فً زمن السلم أو‬
‫فً زمن الحرب ‪ ،‬وكشفت هجمات ستاكس نات عن صراع جدٌد ٌتحول من التهدٌدات‬
‫باستخدام القوة العسكرٌة التقلٌدٌة لنمط جدٌد من الحروب تدار معاركها عبر شاشات وشبكات‬
‫الكمبٌوتر وتدار من بعٌد ومن مكان ؼٌر معلوم ‪ ،‬فهً حرب ببل دخان وال نار ولكنها تحدث‬
‫مفعول القصؾ بالقنابل ‪ ،‬وهو مادفع العدٌد من الدول لجعل تلك األخطار تدخل ضمن‬
‫استراتٌجٌة األمن القومً لدٌها ‪ ،‬وإدخال الحرب عبر االنترنت والشبكات ضمن أفرع الجٌوش‬
‫الحدٌثة وسعى الدول لحماٌة نظم معلوماتها من االختراق والتجسس وتطوٌر أدابها فً عملٌة‬
‫الهجوم والدفاع االلكترونً(‪.)1‬‬

‫شهد الفضاء السٌبرانً فً السنوات األخٌرة تزاٌد عدد الهجمات السٌبرانٌة بشكل حاد‪،‬‬
‫نظرً ا لتعدد التهدٌدات السٌبرانٌة لتشمل‪ :‬الحروب واإلرهاب والتجسس الرقمً‪ ،‬وؼٌرها وهو‬
‫‪،‬‬ ‫ما ٌصعب تحدٌد الحجم الحقٌقً لتلك الهجمات‪ ،‬وبخاصة أن عدٌد منها ال ٌتم التبلٌػ عنه‬
‫ورؼم اختبلؾ ؼرض وهدؾ كل منها إال أن القاسم المشترك بٌنها هو استؽبلل ثؽرات ونقاط‬
‫الضعؾ فً المجال السٌبرانً‪ ،‬بهدؾ اختراق أجهزة الكمبٌوتر وشبكات الحاسوب‪ ،‬حتى تعالت‬
‫دعوات تطوٌع الردع كً ٌتبلءم وذلك المجال ‪.‬‬

‫وتعتبر القدرات الروسٌة فً الحرب عبر االنترنت متقدمة جدا وتتبلءم مع دولة مكرسة‬
‫للتموٌه فً الحروب ‪ ،‬وتنعم بعدد وافر من علماء الرٌاضٌات من الطراز العالمً‪ ،‬وقد ٌخشى‬
‫الروس القدرات األمرٌكٌة والسٌما فً االلكترونٌات ‪ ،‬ولكن من ؼٌر المرجح اعتبارهم مرتبكٌن‬
‫من خوض هكذا حروب‪ ،‬كما إن الصٌن تبدي حماسا للحرب عبر االنترنت وٌظهر هذا من‬
‫عقٌدتها ومن الحجم الكبٌر لعملٌات االختراق التً تنسبها الدول إلٌها‪ ،‬وتتجه المواهب الصٌنٌة‬
‫فً الفضاء االلكترونً نحو الكم وبما ٌتبلءم مع التركٌز على التجسس عبر االنترنت أكثر من‬
‫اتجاهها نحو نوع الجودة المطلوبة الختراق النظم العسكرٌة المحصنة (‪.)2‬‬

‫وٌمثل النموذج اإلٌرانً حالة فرٌدة من نوعها لتحول الفضاء االلكترونً لساحة قتال ذو‬
‫وإسرابٌل وحلٌفتها الوالٌات‬ ‫طابع مرن وأخر صلب ‪ ،‬وذلك فً إطار المواجهة بٌن إٌران‬
‫المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬والتً منها استخدامه فً تحرٌك القوة الناعمة داخل إٌران بدعم‬
‫االحتجاجات فً عام ‪ ،2009‬وتقدٌم دعم فنً للمعارضة عقب االنتخابات الرباسٌة ‪ ،‬وفً نهاٌة‬
‫‪ 2011‬دشنت الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة سفارة الكترونٌة لتزوٌد اإلٌرانٌٌن بالمعلومات حول‬
‫التؤشٌرات عبر االنترنت والتواصل مع الطبلب اإلٌرانٌٌن ‪ ،‬وهو ما ٌبلءم عملٌة قطع العبلقات‬
‫الدبلوماسٌة بٌن إٌران والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة منذ ثبلثٌن عاما ‪ ،‬وهو ما دفعإٌرانإلى حجب‬

‫‪ -1‬عادل عبد الصادق‪،‬حروب المستقبل الهجوم االلكترونً على برنامج اٌران النووي ‪،‬السٌاسة الدولٌة‪،‬عدد‬
‫‪،184‬افرٌل ‪،2011‬ص‪102‬‬
‫‪ 2‬مارتن سً لٌبٌكً‪،‬التلوٌح بقدرات الهجوم عبر األنترنت‪ ،‬ط ‪ ،1‬ابو ظبً االمارات العربٌة المتحدة‪ :‬مركز االمارات‬
‫للدراسات والبحوث االستراتٌجٌة‪،2014 ،‬ص‪33‬‬

‫‪47‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫موقع السفارة وتجرٌم محاولة الدخول إلٌها على أنها تمثل تهدٌدا لؤلمن القومً اإلٌرانً (‪،)1‬هذا‬
‫إلى جانب التعرض الى القوة الصلبة عبر الفضاء االلكترونً من خبلل شن هجمات التخرٌب‬
‫للبرنامج النووي للعمل على تعطٌله وكان آخر الهجمات فً ‪17‬فٌفري ‪ 2012‬حٌن أعلنت‬
‫االستخبارات اإلٌرانٌة أن فٌروس ستاكس نات أصاب ما ٌقدر بستة عشر ألؾ جهاز كمبٌوتر ‪،‬‬
‫وذلك بعد أن تعرضت لهجوم ثالث عبر فٌروس دوكو بعد فٌروس ستاكس نات فً أكتوبر‬
‫‪ ،2010‬وفٌروس ستار فً افرٌل ‪ ،2011‬وتبنت إسرابٌل شن هجمات ستاكس نات بالتعاون‬
‫مع الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة للعمل على تعطٌل المنشآت النووٌة االٌرانٌة‪ ،‬وٌمثل ذلك جزءا‬
‫‪ 2007‬وتمت تجربتها فً‬ ‫من منصة إلطبلق الفٌروسات الخطرة التً تم تطوٌرها عام‬
‫إسرابٌل(‪.)2‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬الردع االلكترونً‬

‫أصبح للفضاء االلكترونً دور فً حركة التفاعبلت والتحوالت البنٌوٌة كمجال جدٌد‬
‫فً العبلقات الدولٌة ‪ ،‬وبدأ ٌنتقل تؤثٌره من تؽٌٌرات هٌكلٌة وتحتٌة الى احداث تؽٌٌرات كٌفٌة‬
‫فً النظام الدولً ‪ ،‬وأصبح العالم ٌشهد تطورا فً المخاطر األمنٌة مع تطور النضج‬
‫‪ ،‬وأصبحت‬ ‫التكنولوجً مع االنتقال من مرحلة النمو السرٌع الى مرحلة االستخدام الكثٌؾ‬
‫‪ ،‬وذلك فً‬ ‫قضٌة أمن الفضاء االلكترونً تلقى اهتماما متصاعدا على أجندة األمن الدولً‬
‫محاولة لمواجهة تصاعد التهدٌدات االلكترونٌة ودورها فً التؤثٌر على الطابع السلمً للفضاء‬
‫االلكترونً‪ ،‬وباتت العبلقة بٌن األمن والتكنولوجٌا عبلقة متزاٌدة مع إمكانٌة تعرض المصالح‬
‫االستراتٌجٌة ذات الطبٌعة االلكترونٌة الى أخطار الكترونٌة تهدد بتحول الفضاء االلكترونً‬
‫‪ ،‬ودورها تؽذٌه التوترات‬ ‫لوسٌط ومصدر ألدوات جدٌدة للصراع الدولً متعدد األطراؾ‬
‫الدولٌة واتجهت الدول إلى مزٌد من الكسب التكنولوجً من أجل الردع فً الفضاء االلكترونً‬
‫وهو جوهر هذا المطلب‪.‬‬

‫‪ ،‬والقاعدة الربٌسٌة تقول أنه‬ ‫الردع النووي هو النموذج التقلٌدي لفهم ودراسة الردع‬
‫كلما زادت القوة التدمٌرٌة للسبلح كلما قل استخدامه أو التلوٌح باستخدامه ‪ ،‬لتسوٌة الصراعات‬
‫بٌن الدول نظرا للقدرة التدمٌرٌة العالٌة ‪ ،‬وإتباع الخصم نفس األسلوب من القتال ‪ ،‬ولذلك تجتنب‬
‫الدول استخدامه وهذا عكس الردع فً الفضاء االلكترونً ‪ ،‬وذلك الن البنٌة التً ٌعمل فٌها‬
‫االنترنت مختلفة تماما من عدة جوانب منها‪:‬‬

‫‪ - 1‬صعوبة معرفة الطرؾ المعتدي والذي ٌتم من خبلل التتبع المتواصل والمصداقٌة‪.‬‬
‫صعوبة وضع الخصم فً وضع التهدٌد فالدول التً تتعرض لهجمات الكترونٌة هً‬ ‫‪3‬‬
‫التً تستطٌع معرفة مدى نجاح وخسابر هذه الهجمات‪.‬‬

‫‪ -1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬القوة االلكترونٌة اسلحة االنتشار الشامل فً عصر الفضاء االلكترونً‪،‬سلسلة قضاٌا‬
‫استراتٌجٌة ‪،‬عدد اكتوبر ‪،2012‬ص‪08‬‬
‫‪ -2‬عبد الصادق‪ ،‬أسلحة الفضاء االلكترونً‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.46‬‬

‫‪48‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫صعوبة منع الهجمات الصفرٌة‪،‬حٌث أن الفضاء االلكترونً ٌتمٌز بالتحدٌث المستمر‬ ‫‪4‬‬
‫بصورة ٌومٌة فٌتم انتاج فٌروسات جدٌدة تشؽل التؽٌرات الحدٌثة التً تظهر فً األنظمة قبل‬
‫(‪.)1‬‬
‫أن ٌتم معالجتها ‪.‬‬
‫لقد فرضت حرب الفضاء االلكترونً نفسها على مقاربات الفكر االستراتٌجً العالمً‬
‫وباتت تشؽل حٌزا كبٌرا من اهتمامات المخططٌن العسكرٌٌن والفكر االستراتٌجً‪،‬وٌإثر هذا‬
‫‪ ،‬وٌعٌد صٌاؼة الكثٌر من‬ ‫التطور بشكل عمٌق األثر على مقاربة مفهومً القوة والردع‬
‫النظرٌات الخاصة بشكل عمٌق األثر على مقاربة مفهوم التوازن االستراتٌجً برمته‪،‬وأصبحت‬
‫مكونات الردع تتعرض للتؤثٌر سواء فٌما تعلق بالمقدرة على االنتقام عبر الفضاء االلكترونً‬
‫نتٌجة الطابع العشوابً للهجمات االلكترونٌة والتؤثٌر على ارادة األطراؾ فٌما ٌتعلق بحرٌة‬
‫استخدام تلك القدرات فً أوقات وظروؾ معٌنة‪.‬‬
‫وأصبح الضرر الناتج من استخدام الهجمات االلكترونٌة ٌعطً نفس األثر الستخدام‬
‫القوة العسكرٌة التقلٌدٌة ‪ ،‬وال ٌمكن ألي دولة أن تعرؾ حقٌقة القدرات فً مجال الحرب‬
‫االلكترونٌة أو مدى تطورها وبخاصة أنها ال تخضع لرقابة ولٌس لدٌها قابلٌة للتعرض لها‬
‫وخاصة مع زٌادة معدالت امتبلك القدرات فً مجال األسلحة اإللكترونٌة (‪.)2‬‬
‫وتتؤسس نظرٌة الردع على عدد من االفتراضات الربٌسٌة منها‪ :‬أن الدول فواعل‬
‫عقبلنٌة‪ ،‬تستعٌن بحسابات المكسب والخسارة بشؤن متى ولماذا تشن صرا ًعا‪ ،‬فإذا كانت‬
‫الخسابر أكبر من المكاسب‪ ،‬سترتدع الدول عن اإلقدام ع لى أي خطوات عدوانٌة فً مواجهة‬
‫خصومها‪ ،‬وأن الدول كٌانات عقبلنٌة تتخذ قرارات عقبلنٌة لحماٌة مصالحها القومً‪ ،‬فضبل‬
‫عن إببلغ الخصم بشكل قاطع بحتمٌة معاقبته واالنتقام منه فً حالة عدم إذعانه‪ ،‬ناهٌك عن‬
‫امتبلك الدولة إمكانات كافٌة من القوة تتٌح لها مواجهة التهدٌد الذي تمثله الدولة المهاجمة‪ ،‬بل‬
‫واستعدادها الستخدام تلك اإلمكانٌات عند الضرورة ‪.‬‬

‫سباق تسلح إلكترونً جدٌد‬

‫للتسلٌح أهمٌة استراتٌجٌة مإثرة فً توازن القوى وبسط النفوذ وتمكٌن الدول من‬
‫ممارسة العدٌد من األدوار والضؽوط والتكتبلت فً ظل بٌبة أمنٌة ٌمتلكها الشك وعدم الٌقٌن‬
‫ومصالح استراتٌجٌة قابلة للتدمٌر فً ثوان معدودات‪ ،‬واتجهت الدول لتعزٌز دفاعاتها ضد‬
‫خطر التعرض للهجمات اإللكترونٌة‪ ،‬ولكن االتجاه األثر خطورة هو التحول من اتخاذ‬
‫إجراءات وقابٌة ذات طابع دفاعً إلى االتجاه لتبنً سٌاسات هجومٌة‪ ،‬وهو ما ٌحمل خطورة‬
‫عسكرة الفضاء اإللكترونً دون األخذ بعٌن االعتبار كونه ٌختلؾ عن ظروؾ التقدم فً‬
‫امتبلك األسلحة النووٌة أو البٌولوجٌة ‪ ،‬ودون األخذ باالعتبار حجم التدمٌر المنتظر وقوعه حال‬

‫‪ -1‬اٌهاب خلٌفة‪،‬امكانٌة تحقٌق الردع فً صراعات الفضاء االلكترونً‪،‬مركز المستقبل لؤلبحاث والدراسات المتقدمة‬
‫‪،‬عدد ‪، 2015 ،13‬ص‪49‬‬
‫‪ -2‬عبد الصادق ‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪136-135‬‬

‫‪49‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫التعرض لهجوم إلكترونً‪ٌ ،‬مثل خطورة اإلصابة الدولٌة من خطر استخدامها باإلضافة إلى‬
‫تطوٌرها ونشرها واالستخدام السٌاسً لؤلسلحة اإللكترونٌة فً الصراعات ‪.‬‬

‫وتبقً المشكلة فً أنه عند دخول العالم سباق التسلح اإللكترونً ‪a cyber arms‬‬
‫‪ٌrace‬كون لدٌنا مشكلة فً تحدٌد ماهٌة تلك األسلحة التً ٌمتلكها اآلخرون ‪ ،‬ومن ثم ال ٌصبح‬
‫لدى المجتمع الدولً قدرة سرٌعة على التدخل الحتواء التقدم فً مجال تلك األسلحة ‪ ،‬وال ٌوجد‬
‫مجال لتفعٌل التفتٌش كآلٌة مراقبة مثل حالة األسلحة النووٌة ‪.‬‬

‫فقبل أٌام من الحملة العسكرٌة على نظام العقٌد القذافً فً مارس ‪ ،2011‬تم الحدٌث‬
‫عن قٌام الوالٌات المتحدة بتحرٌك ترسانتها اإللكترونٌة صوب لٌبٌا دون أن ٌتم اإلعبلن عن‬
‫نوعٌة تلك األسلحة وكٌفٌه عملها ‪.‬‬

‫وعلى الرؼم من إعبلن الوالٌات المتحدة عدم نٌتها عسكر ة الفضاء اإللكترونً إال أنها‬
‫تتخذ استراتٌجٌات من شؤنها دعم الجانب العسكري فً الفضاء اإللكترونً ‪ ،‬لٌس فقط ضد‬
‫الهجمات التً قد ٌقوم بها األفراد والقراصنة بل أٌضا ضد احتمال استخدام الدول لمثل هذا‬
‫المجال الجدٌد فً الصراع‪ ،‬وعلى الرؼم من الطابع الفردي والبشري لتطوٌر القدرات فً‬
‫الحرب اإللكترونٌة إال أن إمكانٌات الدول الضخمة ومٌزانٌاتها للدفاع واألمن تمكنها من تطوٌر‬
‫أسلحة إلكترونٌة قادرة على استخدامها فً التوترات الدولٌة‪.‬‬

‫وعلى الرؼم من سرٌة النشاط المتعلق بالقدرات اإللكترونٌة إال أن التوقعات تشٌر إلى‬
‫أن هناك ما ال ٌقل عن ‪ 120‬دولة تقوم بتطوٌر طرق للتجسس واستخدام اإلنترنت كسبلح‬
‫الستهداؾ أسواق المال ونظم الكمبٌوتر الخاصة بالخدمات الحكومٌة ‪ ،‬ومن أهم الدول التً‬
‫تمتلك قدرات هجوم إلكترونٌة الوالٌات المتحدة والصٌن وروسٌا وإسرابٌل وفرنسا وبرٌطانٌا‬
‫والهند وألمانٌا (‪ ،)1‬واتهمت الوالٌات المتحدة مرارا الصٌن باختراق شبكاتها اإللكترونٌة‬
‫واعتبرتها وروسٌا خطرا إلكترونٌا على أمنها‪ ،‬وتتهم الصٌن باختراق وكالة الفضاء األمرٌكٌة‬
‫‪NASA‬واختراق نظم المعلومات ألقمارها الصناعٌة فً الفضاء الخارجً وهو ما تنفٌه‬
‫الصٌن‪ ،‬وتوجه نفس االتهام من إٌران وروسٌا للوالٌات المتحدة ‪ ،‬وتعد كل من السوٌد وفنلندا‬
‫وإسرابٌل من أفضل الدول التً لدٌها جاهزٌة لمواجهة الهجمات اإللكترونٌة مقارنة بالوالٌات‬
‫المتحدة وألمانٌا وبرٌطانٌا ‪ ،‬ودفع عجز حلؾ الناتو فً مواجهة الهجمات اإللكترونٌة على‬
‫استونٌا عام ‪ 2007‬وجورجٌا عام ‪ ،2008‬إلى تكوٌن وحدة للدفاع اإللكترونً مقرها تالٌن‬
‫االستراتٌجً للحلؾ بحٌث أصبح الفضاء‬ ‫عاصمة استونٌا وعمل على تطوٌر المفهوم‬
‫اإللكترونً منطقة لعملٌات الحلؾ ‪ ،‬وأن علٌه أن ٌطور قدراته الدفاعٌة اإللكترونٌة بما ٌشمل‬
‫مساندة ودعم حلفابه الذٌن ٌتعرضون لهجمات إلكترونٌة وأنه وفقا لذلك فإن أي هجوم ٌتم علً‬
‫أوروبا أو أمرٌكا الشمالٌة ٌعتبر هجوما ضد الجمٌع‪.‬‬
‫‪1MishaGlenny, The cyber arms race is on, as nations large and small mobilize to‬‬
‫‪protect themselves and their enemies if provoked, post-gazette.com, October 23, 2011,‬‬

‫‪50‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬تقاطع اإلرهاب و انتكنونوجيا‬

‫وقام عدد من الدول بتشكٌل وحدات للحرب اإللكترونٌة ضمن قواتها المسلحة وقامت‬
‫الوالٌات المتحدة بتشكٌل قٌادة عسكرٌة للفضاء اإللكترونً وأصبحت بعض الدول تتجه إلى‬
‫‪.‬‬
‫تخصٌص مٌزانٌات للدفاع واألمن اإللكترونً‬

‫وتجري الوالٌات المتحدة سنوٌا محاكاة التعرض لحرب اإللكترونٌة فٌما ٌطلق علٌها‬
‫بعاصفة الحواسب ‪ ،cyber storm‬وخصصت ‪500‬ملٌون دوالر فً مٌزانٌة عام ‪2012‬‬
‫لمواجهة التهدٌدات اإللكترونٌة ‪ ،‬وعملت على تطوٌر أسلحة وأدوات للحرب اإللكترونٌة تشمل‬
‫فٌروسات قادرة على تخرٌب شبكات العدو الحساسة‪ ،‬وذلك لتحسٌن درجات االستعداد لحرب‬
‫الكمبٌوتر‪،‬وأعلنت الوالٌات المتحدة عن جهود تصنٌع ألسلحة إنترنت هجومٌة لمواجهة احتمال‬
‫تعرضها لهجوم‪ ،‬وزادت تموٌل األبحاث اإللكترونٌة من ‪ 120‬ملٌون دوالر إلى ‪ 208‬مبلٌٌن‬
‫دوالر عام ‪ ،2012‬حٌث تبلػ تكلفة الهجمات اإللكترونٌة ‪ 11‬بلٌون دوالر و ‪ 9‬ملٌون مواطن‬
‫(‪.)1‬‬
‫تم اختراق خصوصٌاتهم وتكلؾ الجرٌمة اإللكترونٌة ‪ 3,8‬بلٌون دوالر‬

‫إن الحكومات تتعلق باألمل فً ردع حروب الفضاء االلكترونً تماما كما تعمل على‬
‫ردع الهجمات النووٌة أو ؼٌرها من الهجمات المسلحة‪ ،‬بٌد أن الردع فرض تهدٌدا أو رد فعل‬
‫قوي فً مواجهة المهاجمٌن‪ ،‬وهذا النوع من الردع ٌصبح أكثر صعوبة فً عالم الٌوم حٌث‬
‫تجد الحكومات صعوبة بالؽة فً تحدٌد مصدر هجمات الفضاء االلكترونً وما إذا كانت قادمة‬
‫من دولة معادٌة أو مجموعة إجرامٌة تتخفى فً هٌبة حكومة أجنبٌة وبالتالً فقد أصبح الفضاء‬
‫(‪.)2‬‬
‫االلكترونً مصدرا ربٌسٌا النعدام األمن‬

‫‪ 1http://www.skynewsarabia.com/web/article/114276/%D8% %AF-‬تارٌخ االطبلع ‪2017/2/1‬‬


‫‪ -2‬انمار موسى جواد ‪"،‬حرب الفضاء االلكترونً المفهوم‪-‬االدوات والتطبٌقات" كلٌة الٌرموك الجامعة‪،‬مجلة العلوم‬
‫القانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬عدد‪،02‬مجلد ‪،05‬جوان ‪،2016‬ص‪.145‬‬

‫‪51‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫تمهٌد‪:‬‬

‫ٌعتبر تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة تطور نوعً فً أجٌال الحركات اإلرهابٌة بشكل عام حٌث ٌنضم‬
‫إلٌه مقاتلٌن من مختلؾ الدول العربٌة واألجنبٌة‪ ،‬وٌستخدم هذا التنظٌم كافة أنواع الجرابم‬
‫المادٌة مثل القتل والمعنوٌة مثل نشر األفكار التكفٌرٌة‪ ،‬باإلضافة إلى اعتماده على التكنولوجٌا‬
‫بشكل هابل‪ ،‬فنجد التقارٌرالمصورة والتسجٌبلت المربٌة عالٌة الجودة لما ٌقومون به من‬
‫عملٌات إرهابٌة‪.‬‬

‫ٌمثل إعبلن التنظٌم بإقامة الخبلفة اإلسبلمٌة وتنصٌب أبوبكر البؽدادي خلٌفة للمسلمٌن‬
‫فً عام ‪ 2014‬خطر على األمن القومً العربً حٌث ٌهدؾ إلى إنشاء دولة كبرى متجاوزة‬
‫حدود الدولة الوطنٌة المتعارؾ علٌها‪ ،‬فمن أوابل الدول التى تتؤثر بشكل مباشر من تهدٌدات‬
‫ذلك التنظٌم هما العراق وسورٌا حٌث استطاع أن ٌحتل مناطق كبرى بهما‪ ،‬كما إنه ٌعمل على‬
‫استخدام العنؾ والوحشٌة ضد السكان وكذلك إعدام العدٌد بمن فٌهم من رجال الدٌن وتدمٌر‬
‫المقدسات الدٌنٌة الشٌعٌة فً العراق ‪،‬تنتشر مخاطر هذا التنظٌم إلى دول مجلس التعاون‬
‫الخلٌجً وذلك من خبلل ما ورد فً الخرٌطة الجدٌدة للعراق الذي نشرها التنظٌم والتى تشمل‬
‫الكوٌت مما جعل وزٌر الخارجٌة الكوٌتى أن ٌصرح بؤن “داعش ال تستهدؾ الكوٌت فقط‬
‫وإنما المنطقة بؤكملها مإكداً ضرورة التنسٌق األمنً الجٌد بٌن دول مجلس التعاون”‪ ،‬كما هدد‬
‫التنظٌم فً ماٌو ‪ 2014‬بالتمدد إلى دول الخلٌج رداً على اإلجراءات التى أخذتها تلك الدول‬
‫وفً مقدمتها المملكة العربٌة السعودٌة بخصوص مكافحة اإلرهاب وبشؤن العابدٌن من سورٌا‬
‫وكذلك تهدٌدات بتفجٌر المإسسات الحكومٌة الخلٌجٌة ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم تنظٌم الدولة اإلسالمٌة‬


‫سٌتم فً هذا المبحث الحدٌث عن تنظٌم ما عرؾ بالدولة اإلسبلمٌة فً العراق والشام‬
‫ودراسة استراتٌجٌته االعبلمٌة والعسكرٌة ومقارنته بتنظٌم القاعدة وتوظٌفه للتقنٌة فً جل‬
‫أعماله كما ستتم مناقشة تموٌله‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬جذور تنظٌم الدولة اإلسالمٌة‬
‫بعد موت أبو مصعب ألزرقاوي فً ؼارة أمرٌكٌة عام ‪ ،2006‬وقع تنظٌم القاعدة فً‬
‫ببلد الرافدٌن فً أوقات عصٌبة ‪ ،‬فقد أعلن عن ورٌث للزرقاوي وهو جهادي مصري ٌدعى أبا‬
‫أٌوب المصري‪ ،‬لكن المصري كان ٌدرك أن اسم المنظمة والشكل الذي اتخذته فً ذلك الوقت‬
‫كانا ٌجعبلنها تظهر كمنظمة أجنبٌة فً العراق ‪ ،‬لذلك أعلن المصري فً ‪ 15‬أكتوبر ‪2006‬‬
‫عن نشؤة منظمة تعمل كواجهة لمنظمته سماها دولة العراق اإلسبلمٌة اختار لقٌادتها رجبل‬
‫عراقٌا ٌسمى أبا عمر البؽدادي (لٌس أبو بكر البؽدادي) (‪ ،)1‬وبعدها تبنت العدٌد من العملٌات‬
‫النوعٌة داخل العراق آنذاك وبعد مقتل أبا عمر البؽدادي فً ٌوم االثنٌن ‪ 2010/04/19‬أصبح‬
‫(‪.)2‬‬
‫ابو بكر البؽدادي زعٌما لهذا التنظٌم‬
‫داعش الدولة اإلسبلمٌة فً العراق والشام التً باتت تعرؾ اختصارا بداعش ‪ ،‬هً تنظٌم‬
‫مسلح ٌتبع جماعة القاعدة والذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي‪ ،‬ثم تطور بعد الثورة السورٌة‬
‫لٌطال سورٌا والعراق ‪ ،‬حٌث كان التنظٌم قد استولى على مدٌنة الفلوجة ؼرب العراق وٌظم‬
‫التنظٌم أفراد مقاتلٌن من مختلؾ الجنسٌات ‪ ،‬حٌث أنها لم تكن موجودة فً العراق قبل االحتبلل‬
‫وال فً سورٌا قبل أحداثها المروعة ‪ ،‬وحٌن فجرت أحداث درعا الثورة وفتحت باب الصراع‬
‫(‪.)3‬‬
‫حٌث لم ٌكن متوقعا إطبلقا أن تكون الثورات العربٌة التً أنتجت ما ٌعرؾ بداعش‬
‫إذن تنظٌم داعش هو تنظٌم إرهابً موطن فً سورٌة والعراق ولٌبٌا بدرجة أقل ‪ٌ ،‬سعى‬
‫إلى نشر نظام رعبه إلى ما ورا ء المشرق (دول العالم ككل)‪ ،‬انبثق هذا التنظٌم عن الفرع‬
‫العراقً لتنظٌم القاعدة‪ ،‬وازدهر فً العراق اعتبارا من ‪ 2006‬ثم فً سورٌة بفعل حالة‬
‫الفوضى الناتجة عن ثورات الربٌع العربً (‪ ،)4‬وهً نتاج طبٌعً لبلحتبلل األمرٌكً للعراق‬
‫قبله وبذر بذور الطابفٌة فٌه واالنحٌاز إلى طابفة وإهمال وإذالل أخرى انطبلقا من نزعة‬
‫االنتقام والثؤ ر(‪ ،)5‬وقد تكون داعش هً األداة المثلى إلحداث الفوضى الخبلقة فً منطقة‬
‫الشرق األوسط وذراع أمرٌكٌا التً تعبث بها فً الدٌار وتشعل بها حروبا مذهبٌة بٌن السنة‬

‫‪ ،1‬بٌروت لبنان‪ :‬الدار العربٌة للعلوم‬ ‫‪ -1‬ؼوٌن داٌر‪ ،‬فوبٌا داعش واخواتها ‪(،‬رامً طوقان)‪،‬ط‬
‫ناشرون‪،2015،‬ص‪36‬‬
‫‪ -2‬قصً طارق‪،‬الدولة االسبلمٌة فً العراق والشام ‪،‬بؽداد العراق‪:‬مطبعة لٌث فٌصل للطباعة المحدودة‬
‫‪،2014،‬ص‪.22‬‬
‫‪،3‬قصً ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪25‬‬
‫‪ www.diplomatie.gov.fr-4‬تارٌخ اإلطبلع‪ 2017/03/25:‬على الساعة‪.10:15 :‬‬
‫‪ -5‬عبد الباري عطوان‪،‬الدولة اإلسبلمٌة الجذور التوحش المستقبل‪،‬ط‪،1‬بٌروت لبنان‪:‬دار الساقً‪، 2015 ،‬ص‪.13‬‬

‫‪53‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫والشٌعة‪ ،‬وحروبا قومٌة بٌن األكراد والعرب‪ ،‬وحروبا اثنٌه بٌن مختلؾ المكونات العرقٌة ‪،‬‬
‫تخلؾ شناعات وبشاعات‪ ،‬وهكذا تلتهب المنطقة فً اقتتال داخلً طوٌل األمد ٌنال من مقدرات‬
‫األوطان ومن رصٌد الشعوب واقتصادها ‪ ،‬وال منتصر فٌه وال أحد ٌحسم المعركة لصالحه فً‬
‫الوقت الذي تنعم فٌه إسرابٌل بالسلم واالستقرار وتتقوى على حساب ضعفهم وتستفٌد من‬
‫انهٌاراتهم وتصبح الدولة األقوى عسكرٌا واقتصادٌا وتكنولوجٌا فً منطقة الشرق األوسط ‪،‬‬
‫وهكذا تبسط لها الهٌمنة من ؼٌر أن تضطر إلى دفع ثمن باهظ (‪.)1‬‬
‫إن مبدأ اإلبطاء المنهجً للعنؾ–كما هو الحال فً حروب داعش‪ٌ -‬مكن تطبٌقه فقط‬
‫بنجاح عندما تكون األؼلبٌة الساحقة من السكان ال تر ى وسٌلة أخرى لحل مشاكلها االجتماعٌة‬
‫واالقتصادٌة والسٌاسٌة سوى شن حرب قد تلحق بها خسابر فادحة ودمارا واسع النطاق ‪ ،‬وعند‬
‫ذلك ٌقوم السكان بتزوٌد اإلرهابٌٌن بالدعم اللوجٌستً وٌمتنعون عن التعاون مع العدو‬
‫واالستمرار فً السماح للمزٌد من شبابهم بااللتحاق بالمقاتلٌن (‪.)2‬‬
‫إنها المرة األولى فً تارٌخ التنظٌمات اإلرهابٌة التً تحقق السٌادة الكاملة لتنظٌم على‬
‫األرض‪ ،‬فقد تمٌز تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة عن ما عداه ا من التنظٌمات بؤنها حققت االكتفاء‬
‫الذاتً فً أمرٌن ‪:‬‬
‫االكتفاء الذاتً مالٌا ‪ ،‬من خبلل السٌطرة على آبار النفط ومصافٌه فً شرق سورٌة (‬
‫الرقة ودٌر الزور) االمر الذي أمن مدخوال مالٌا ٌومٌا فً حدود ملٌونً دوالر ‪ ،‬وكذلك من‬
‫خبلل االستٌبلء على أكثر من نصؾ ملٌار دوالر من النقد من خبلل السٌطرة على البنك‬
‫المركزي العراقً ومخزونه من الذهب والنقد‪.‬‬
‫أما االكتفاء الثانً فٌتمثل فً مٌدان السبلح ‪ ،‬فقد استولى تنظٌم الدولة على مخازن‬
‫األسلحة التابعة للجٌش العراقً عندما اجتاحت الموصل ‪ ،‬وباتت تمتلك دبابات وطابرات ومدافع‬
‫أمرٌكٌة الصنع الشًء نفسه حصل ‪ ،‬عندما استولى التنظٌم على مخازن أسلحة الجٌش السوري‬
‫الحر فً مدٌنة مٌنة اعزاز شمال ؼرب سورٌة ‪ ،‬كما استولى على العدٌد من مخازن الجٌش‬
‫السوري وثكناته العسكرٌة ومطاراته فً الرقة ودٌر الزور وحلب (‪.)3‬‬
‫أصبح التنظٌم ٌناصب الدول القومٌة الحدٌثة العداء ‪ ،‬فهو ٌسعى وفق تصور إمبراطوري‬
‫لئلسبلم إلىإزالة الدولة القطرٌة التً تشكلت عقب الحقبة االستعمارٌة ‪ ،‬وهنا برزت إشكالٌة هل‬
‫ٌنظر إلى تنظٌم الدولة كحركة ثورٌة أخٌرة فً وجه االمبرٌالٌة الؽربٌة أم كحركة اجتماعٌة‬
‫إسبلمٌة أصولٌة ؟ أم ٌنظر إلٌها كدولة حدٌثة باعتبارها تتوافر على البنٌة التً تنهض علٌها‬
‫الدول الحدٌثة ؟ أي الدولة بوصفها "لٌفٌاثان " أو "اله فان" بتعبٌر هوبز ٌخضع له الجمٌع‬
‫وٌحتكر الحق فً استخدام العنؾ بصورة مطلقة‪ ،‬لكن بحسب أدبٌات علم السٌاسة ٌنتمً تنظٌم‬

‫‪ -1‬لخضر رابحً‪،‬من الخوارج الى داعش‪،‬ط‪،1‬الجزابر‪:‬عالم األفكار‪2015،‬ص‪07‬‬


‫‪Herfried mounkiles, terrorismusals communication strategie ,die bostschaftdes11-‬‬
‫‪2september « internationale politik 56,2001,vol12,p11.‬‬
‫‪ -3‬عبد الباري عطوان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪54‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫الدولة اإلسبلمٌة لما ٌسمى بالفاعلٌن من ؼٌر الدول‪ ،‬وهً كٌانات تنازع الدولة فً احتكارها‬
‫للفعل السٌاسً ‪ ،‬وتتوافر على السمات التالٌة‪ :‬كٌان منظم ٌمتلك هٌكلٌة قٌادٌة ٌتمتع باستقبللٌة‬
‫عن الدولة التً ٌنتمً لها جؽرافٌا ٌعبر عن أو ٌمثل جماعة معٌنة إثنٌة أو طابفٌة أو إٌدٌولوجٌة‬
‫ٌمتلك أهدافا سٌاسٌة وٌمتلك القوة ما ٌمكنه من تحقٌق أهدافه ومن ثم ٌإثر على سٌاسة‬
‫الدولة(‪.)1‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬عوامل قوة التنظٌم‪.‬‬
‫التموٌل‪:‬‬
‫ٌمثل التموٌل عنصر قوة ألي تنظٌم إرهابً لكً ٌستمر نشاطه وتوسعه‪ ،‬وٌعتبر تنظٌم‬
‫“الدولة اإلسبلمٌة” من أؼنى التنظٌمات اإلرهابٌة فً العالم ‪ ،‬وبالنسبة لمصادر تموٌل التنظٌم‬
‫تعددت اآلراء حولها‪ ،‬فهناك من ٌتهم إٌران ونظام بشار األسد بمساعدة ذلك التنظٌم لضرب‬
‫القوى الثورٌة السورٌة‪ ،‬وهناك من ٌرى أن السعودٌة متورطة فً تموٌله نظراً لمصلحتها فً‬
‫خلق كٌان ٌواجه المد الشٌعً فً العراق والوقوؾ ضد إٌران وهذا الرأي ٌمثله الحكومة‬
‫العراقٌة برباسة “نوري المالكً”‪ ،‬وهناك رأى ثالث ٌرى أن الكوٌت وقطر وتركٌا وإسرابٌل‬
‫ٌقفوا بجوار التنظٌم وذلك بسبب المصالح السٌاسٌة والجٌو سٌاسٌة التً من الممكن أن ٌحدثها‬
‫التنظٌم لهذه البلدان(‪.)2‬‬
‫ولكن كل هذا مجرد أراء وال ٌوجد دلٌل على صحتها‪ ،‬ولكن نستطٌع القول بوجود‬
‫مصادر تموٌل ذاتٌة من قبل التنظٌم نفسه وذلك ٌتضح من خبلل استٌبلء مقاتلو التنظٌم على‬
‫‪ 500‬ملٌار دٌنار عراقً من البنك المركزي فً مدٌنة الموصل ‪ ،‬وذلك عندما سٌطروا على‬
‫الموصل‪ ،‬كما ٌقوم بعد السٌطرة على منطقة ما بمصادرة الموارد وسرقة البنوك والقواعد‬
‫العسكرٌة‪ ،‬ولقد أنشا التنظٌم فً المناطق التً ٌسٌطر علٌها دابرة “ؼنابم الحرب” والتً تقوم‬
‫بإحصاء ما ؼنمه التنظٌم وصادره من أصول وأموال ومعادلتها بالدوالر وٌمنح نسبة ‪ 5/1‬من‬
‫تلك الؽنابم إلى مسلحً التنظٌم(‪.)3‬‬
‫فً شهر أكتوبر عام ‪ 2014‬أشارت وزارة الخزانة األمرٌكٌة إلىؤن الدولة اإلسبلمٌة‬
‫تمكنت من جمع ثروة بسرعة ؼٌر مسبوقة‪،‬والظاهر أنها تمكنت من تحقٌق ثروتها هذه‬
‫بالخصوص من خبلل عابدات حقول النفط ومصافٌه ‪ ،‬التً سٌطرت علٌها إضافة إلى الؽنابم‬
‫وتجارة السبلح التً تقوم بها ‪ ،‬ونهب البنوك وأموال الفدٌة التً تحصل علٌها لقاء اإلفراج عن‬

‫‪ http://studies.aljazeera.net.1‬تارٌخ االطبلع ‪ 2017/02/24‬على الساعة ‪09:22:‬‬


‫‪-2‬صبر دروٌش‪“ ،‬داعش” النسخة األكثر تطرفا ً لئلسبلم‪ ،‬مركز دراسات الجمهورٌة الدٌمقراطٌة‪ ،2014/9/14 ،‬متاح‬
‫على ‪ ،http://www.drsc-sy.org‬تارٌخاالطبلع ‪ 2017/02/24‬على الساعة ‪14:12:‬‬
‫‪BBC‬بالعربً‪ ،2014/12/15 ،‬متاح على‬ ‫‪ -3‬مصادر تموٌل “داعش”ؼٌرالنفطٌة فً الفاٌننشال تاٌمز‪،‬‬
‫‪ ،http://www.bbc.com/arabic‬تارٌخ اإلطبلع ‪.2016/12/24‬‬

‫‪55‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫الرهابن الذٌن تحتجزهم (‪،)1‬وتقدر بعض الدراسات رأسمال التنظٌم بحوالً ‪ 02‬ملٌار دوالر ‪،‬‬
‫وباتت مصادر تموٌله متعددة وواسعة ومن أهم مصادره (‪: )2‬‬
‫أخذ أموال التجارة عنوة واألؼنٌاء منها وفرض إتاوات على السٌارات الكبٌرة‬
‫والشاحنات فً الطرٌق الدولً من خبلل سٌطرات وهمٌة ‪ ،‬ومنها األخطر معلومات أمنٌة عن‬
‫موظفٌن كبار فً قطاع الخدمات مثل ربٌس بلدٌة أو مدٌر شركة مقاوالت ‪ ،‬وٌبتزونه بتهدٌده‬
‫إن لم ٌتم دفع المبلػ (‪ %05‬من العقد الفبلنً ) ٌتم اختطاؾ ابنه أو أحد أقاربه‪.‬‬
‫كانوا ٌقبضون ٌومٌا من نقلٌات النفط الخارجة من مصفى بٌجً تصل إلى ‪ 30‬ألؾ‬
‫دوالر الفدٌات من الصحافٌٌن األجانب والنصارى ‪ ،‬وحتى الم سلمٌن حٌث ٌؤخذون علٌهم فدٌات‬
‫تعزٌرا عن التدخٌن وبعض من ٌظهر مظاهر الفسق ‪.‬‬
‫صفقات بٌع اآلثار السورٌة والعراقٌة للمافٌا التركٌة التً أخذوها من متحؾ النبك أثناء‬
‫(‪)3‬‬
‫اقتحامه‪.‬‬
‫لطالما كان تموٌل الدولة اإلسبلمٌة ٌعتمد بشكل كبٌر على النفط والؽاز‪ ،‬ولكن تقوم‬
‫المجموعة أٌضا باستؽبلل موارد أخرى بما فً ذلك الزراعة والقطن والمٌاه والكهرباء ‪.‬‬
‫ٌستهدؾ النظام الضرٌبً المنظم الشاحنات التً تنقل المواد الؽذابٌة وااللكترونٌات من‬
‫واعتبارا من شهر سبتمبر من‬ ‫سورٌا واألردن عبر معبري الولٌد والنتق العراقٌٌن‪،‬‬
‫العام‪ 2014‬تم تحدٌد المعدالت الضرٌبٌة بـ ‪ 300‬دوالر لكل شاحنة محملة بالمواد الؽذابٌة ‪،‬‬
‫و‪ 400‬دوالر لكل شحنة من السلع االلكترونٌة فضبل عن تطبٌق مبلػ ‪ 800‬دوالر كمعدل ثابت‬
‫للشاحنات بشكل عام(‪.)4‬‬
‫التجنٌد االلكترونً ‪ :‬تتمثل خطورة تنظٌم داعش فً أن معظم مقاتلٌه من الشباب الذٌن ولدوا‬
‫فً عصر االنترنت وشبكات التواصل االجتماعً ‪ ،‬وٌجٌدون التعامل مع هذه األدوات وخاصة‬
‫أن بعضهم من مسلمً أوروبا‪ ،‬والذٌن ٌرٌدون تقوٌض الحضارة الؽربٌة بؤدواتها التكنولوجٌة‬
‫نفسها‪.‬‬
‫نحن أمام جٌل جدٌد من اإلرهابٌٌن والذي لم ٌعد ٌعتمد على األسالٌب التقلٌدٌة فً الحشد‬
‫والتجنٌد وجذب المتعاطفٌن‪ ،‬هذا التنظٌم ال ٌعتمد فقط على استؽبلل الظروؾ االقتصادٌة‬
‫والمشكبلت االجتماعٌة وتدنى مستوى التعلٌم لضم أعضاء جدد ‪ ،‬ولكنه طور آلٌات جدٌدة‬
‫لتحقٌق ذلك بشكل ٌفرض تحدٌات صعبة أمام الدول التً ٌنضم بعض مواطنٌها إلى هذه‬
‫التنظٌمات‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الباري ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.33‬‬


‫‪ -2‬مركز الجزٌرة للدراسات ‪"،‬تنظٌم الدولة االسبلمٌة النشؤة والتؤثٌر والمستقبل ‪،‬ملفات ‪،‬نوفمبر ‪، 2014‬ص‪40‬‬
‫‪ -3‬هشام الهاشمً‪،‬عالم داعش ‪،‬ط‪،1‬لندن انجلتر‪/‬بؽداد العراق‪:‬درا الحكمة لندن‪/‬دار بابل العراق‪، 2015،‬ص‪155‬‬
‫‪ ،13‬سلسلة الدراسات التحلٌلٌة‪ ،‬الدوحة قطر‪ :‬مركز‬ ‫‪ -4‬مركز بروكٌنؽر‪،‬تحدٌد معالم الدولة االسبلمٌة‪،‬دراسة رقم‬
‫بروكٌنؽر‪،‬دٌسمبر ‪،2014‬ص‪.19‬‬

‫‪56‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫ٌمتلك تنظٌم داعش هٌكل تنظٌمً لئلعبلم ٌدٌر وسابل إعبلمٌة فاعلة‪ ،‬فنجد أن هناك‬
‫وزارة إعبلم تابعة لتنظٌم داعش ‪ ،‬وهى عبارة عن كٌان افتراضً موجود على االنترنت حٌث‬
‫رفضت قٌادات داعش فكرة تؤسٌس الوزارة على أرض الواقع ‪ ،‬خوفا ً من استهدافها من قبل‬
‫الؽارات األمرٌكٌةأو الجٌش العراقً(‪.)1‬‬
‫آلٌات تجنٌد داعش للشباب‪:‬‬
‫جذب الشباب باألدوات التكنولوجٌة الحدٌثة حٌث استفاد داعش بشكل كبٌر لٌس فقط من‬
‫التطورات التكنولوجٌة الهابلة التً شهدها العالم فً السنوات األخٌرة‪ ،‬وإنما أٌضا من أخطاء‬
‫التنظٌمات الجهادٌة األخرى وهو ما ساعده على تطوٌر استراتٌجٌات تجنٌد وحشد طالت‬
‫الفبات الشبانٌة باعتبارها األكثر احتكاكا بالتكنولوجٌا‪ ،‬واألكثر سعٌا للتحرر من حالة الجمود‬
‫الفكري التً تواجهها التنظٌمات األخرى (‪.)2‬‬
‫وأشارت دراسة صادرة عن المركز اإلقلٌمً للدراسات االستراتٌجٌة بالقاهرة إلى أن‬
‫التنظٌم استؽل مواقع التواصل االجتماعً فٌس بوك وتوٌتر وٌوتٌوب بهدؾ جذب وتجنٌد‬
‫الشباب لبلنضمام إلٌه‪ ،‬وذلك عبر االعتماد على آلٌة النشر المتواصل لٌس فقط للبٌانات‬
‫الصادرة عن التنظٌم ‪ ،‬وإنما أٌضا لمقاطع الفٌدٌو التً تتسم بقدر كبٌر من الوحشٌة فً محاولة‬
‫لتوجٌه رسالة للمشاهدٌن بمن فٌهم الشباب ‪ ،‬بتضاعؾ إمكانٌات التنظٌم الذي بات قادرا وفقا‬
‫لتلك الرإٌة على مواجهة بعض الجٌوش التقلٌدٌة النظامٌة فً المنطقة العربٌة ‪ ،‬على ؼرار‬
‫الجٌش العراقً الفتا إلى أن التنظٌم قد تمكن من خبلل تبنً هذه اآللٌة من استقطاب عناصر‬
‫(‪)3‬‬
‫شبابٌة جهادٌة كانت تنتمً للقاعدة فٌما سبق ‪.‬‬
‫و مهتم بالمواقع الؽربٌة مثل‬ ‫داعش مهتم بمواقع الفٌدٌو واألخبار العربٌة مثلما ه‬
‫ٌوتٌوب‪ ،‬وبحسب المواقع العربٌة اإلخبارٌة هناك العدٌد من فٌدٌوهات التجنٌد لداعش بالعربٌة‬
‫‪،‬وحتى ألعاب الفٌدٌو االلكترونٌة وقد نشرت داعش فٌدٌو تروٌجً للعبة تسمى "جهاد‬
‫(‪)4‬‬
‫سٌموالتور"‬
‫لدى داعش الكثٌر من الحٌل األخرى فً وسابل التواصل االجتماعً بحسب شركة‬
‫األمن االلكترونً زٌر وفوكس فً تقرٌر خاص‪،‬قالت المجموعة بؤن داعش قامت ببناء حملة‬
‫دعابٌة مركبة وناجحة عن طرٌق استعمال العدٌد من شبكات التواصل االجتماعً‪ ،‬كما طور‬
‫أدوات جدٌدة لنشر أفكاره بٌن الفبات الشبانٌة المختلفة ‪ ،‬وأطلق خط إلنتاج المبلبس للتروٌج‬
‫لذاته "عبارة عن قمصان وقبعات تحمل شعاره وتوقٌعه ورسومات لبعض األسلحة التً‬
‫‪ -1‬شرٌؾ اللبان‪ ،‬اإلستراتٌجٌة اإلعبلمٌة والثقافٌة لمواجهة تنظٌم داعش‪ ،‬تحرٌر‪ٌ:‬سري العزباوى‪ ،‬داعش “دراسات‬
‫فً بنٌة التنظٌم”‪ ،‬المركز العربً للبحوث والدراسات‪،‬القاهرة‪ ،‬ص‪4‬‬
‫‪ -2‬شرٌؾ دروٌش اللبان‪ ،‬قراءة فً اإلستراتٌجٌة اإلعبلمٌة والثقافٌة لتنظٌم داعش‪ ،‬دراسة رقم ‪ ،21‬القاهرة مصر‪:‬‬
‫المركز العربً للبحوث والدراسات‪ ،‬القاهرة‪، 2016،‬ص‪2‬‬
‫‪http://www.elwatannews.com/news/details/580202 -3‬تارٌخ اإلطبلع ‪2017/03/25:‬‬
‫‪www.ar.timesofisrael.com/ -4‬تارٌخ اإلطبلع ‪2017/03/25:‬‬

‫‪57‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫ٌستخدمها مقاتلوه ‪ ،‬و تباع تلك المنتجات عبر االنترنت من تركٌا واندونٌسٌا ‪ ،‬كما أن التنظٌم‬
‫أطلق لعبته الكترونٌة جدٌدة تسمى صلٌل الصوارم ‪ ،‬وذلك على ؼرار ألعاب الحرب التً‬
‫اخترعتها بعض القوى الكبرى للتروٌج لبعض البطوالت ‪ ،‬وتظم اللعبة العدٌد من التكتٌكات‬
‫العسكرٌة التً ٌعتمد علٌها التنظٌم فً المواجهات التً ٌشارك فٌها ‪ ،‬وتؤتً هاته األلعاب فً‬
‫(‪)1‬‬
‫سٌاق استراتٌجٌة التنظٌم من أجل عملٌات ؼسٌل العقول للشباب‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف التنظٌم ومقارنته بتنظٌم القاعدة‬
‫ٌهدؾ التنظٌم إلى تحطٌم حدود ساٌكس بٌكو التً فرضها االستعمار لتقسٌم الوطن‬
‫العربً وذلك من خبلل إقامته دولة إسبلمٌة فً العراق والشام تعمل على تنفٌذ الشرٌعة‬
‫اإلسبلمٌة وفقا لتفسٌره الذي ٌتفق مع األفكار التكفٌرٌة المتطرفة ‪ ،‬لتوجٌه العمل المسلح ضد‬
‫الحكومات القابمة فً ببلد العالم اإلسبلمً أو ضد األعداء الخارجٌٌن الرافضٌن للتنظٌم‬
‫وأفكاره (‪.) 2‬‬
‫هناك من ٌرى بؤن أهداؾ التنظٌم ٌمكن تقسٌمها إلى مباشرة وؼٌر مباشرة كاآلتً‪:‬‬
‫‪ .1‬األهداف المباشرة ‪:‬وهً التً أعلن عنها تنظٌم داعش االرهابً وتتمثل فً ‪:‬‬
‫‪ ‬الحصول على األموال لتموٌل نشاط التنظٌم وتجنٌد أفراد جدد للعمل فٌها ‪.‬‬
‫‪ ‬إطبلق سراح المعتقلٌن من السجون سواء كانوا سٌاسٌٌن أو أفراد التنظٌم الذٌن ألقى‬
‫علٌهم القبض فً عملٌات سابقة‪.‬‬
‫‪ ‬اؼتٌااللخصوم بعملٌات مكشوفة أو مستترة‪.‬‬
‫‪ ‬تؤمٌن خروج األفراد القابمٌن بتنفٌذ العملٌة اإلرهابٌة بعد االنتهاء من التنفٌذ وذلك‬
‫لتحقٌق آخر المراحل التً تإدي إلى نجاح العملٌة للتنظٌم اإلرهابً داعش ‪.‬‬
‫‪ ‬عملٌة الدعاٌة البلزمة للتنظٌم اإلرهابً داعش‪.‬‬
‫‪ .2‬األهداف الغٌر مباشرة‪ :‬وهً األهداؾ التً أعلنها تنظٌم الدولة اإلرهابً وتتمثل فً‪:‬‬
‫‪ ‬إضعاؾ سلطة الحكومة أو إظهارها بالعجز نظرا لعدم نجاح الحكومة فً الكشؾ عن‬
‫العملٌة قبل تنفٌذها وعدم القدرة على مجابهة الموقؾ الناجم عن العملٌة اإلرهابٌة‪.‬‬
‫‪ ‬إجبار الدولة على اإلتٌان بؤعمال موجهة ضد المواطنٌن بما ٌإدي إلى فقدان الثقة فً‬
‫الحكومة نظرا لعدم قدرتها على تحقٌق األمان للمواطنٌن ومواجهة التنظٌم والقضاء علٌه‪.‬‬
‫‪ ‬كسب المزٌد من المتعاطفٌن مع التنظٌم من جمٌع الدول ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرب السٌاحة واقتصادٌات الدول واألمن فٌها وٌمتد إلى مرتكزات القوة وعواملها لدى‬
‫الدول التً تمنحها الشرعٌة كالدٌن واألمن واالقتصاد (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬هدى رشوان‪ ،‬أثر االرهاب االلكترونً على األمن القومً العربً دراسة حالة تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة‬
‫داعش‪،375،‬المركز العربً الدٌمقراطً ‪،‬القاهرة مصر‪2016،‬‬
‫‪ -2‬خضٌر عباس النداوى‪ ،‬تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة فً العراق‪ :‬الحقٌقة الؽاببة‪ ،‬أراء حول الخلٌج‪ ،‬متاح على‬
‫‪.http://www.araa.sa‬‬
‫‪ -3‬قصً طارق ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪47-46‬‬

‫‪58‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫مقارنة بٌن تنظٌمً داعش والقاعدة اإلرهابٌٌن‬


‫ال ٌنكر أحد أن هذه التنظٌمات تتبنى نفس العقابد والفكر وهً مترابطة عضوٌا بل إن‬
‫تؽٌٌر االسم كان ألهداؾ تنظٌمٌة للتخلص من شروط البٌعة إذا بقوا فً نفس التنظٌم‪ ،‬وال ٌمكن‬
‫إنكار وجود خبلفات جوهرٌة فً المنهج نابعة من اختبلؾ القٌادات‪ ،‬فالقاعدة كانت تحت قٌادة‬
‫أسامة ابن الدن والظواهري‪ ،‬وقاعدة الجهاد مابٌن النهرٌن تحت قٌادة أبو مصعب الزرقاوي‪،‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫و داعش تحت قٌادة أبو بكر البؽدادي‪.‬‬
‫الحقٌقة المطلقة أن كبل التنظٌمٌن ال ٌعرفان سوى لؽة الدم‪ ،‬وال وجود لآلخر مهما‬
‫كان فً حٌوا ته م لكن الدواعش أشد بشاعة فً التعاطً مع قناعاتهم وهذا ال ٌبرئ القاعدة من‬
‫تهمة البشاعة و اإلجرام‪ ،‬ولكن بتحلٌل لمنهجٌة التنظٌمٌن ما الذي ٌختلؾ بٌنهما؟‬
‫أوال ‪ :‬فاز داعش فً طرقه االتصالٌة وكان أكثر احترافٌة من القاعدة وظهر بخطاب‬
‫اتصالً متقدم ٌعتمد على الصورة بكل أنواعها وٌتخذ من التقنٌة ركٌزة للتروٌج‪،‬وساعدت فً‬
‫ذالك ثورة التكنولوجٌا وطفرة الشبكات االجتماعٌة وهذا ما ٌفسر بوضوح سرعة انتشار التنظٌم‬
‫وتؽلؽله فً المجتمعات بشكل ؼٌر متوقع ووصوله للمستهدفٌن من المجندٌن أو ضحاٌا بشكل‬
‫أدق‪ ،‬كما أن إعبلم هذا التنظٌم ٌعمل وفقا إلستراتٌجٌة ممنهجة مرسومة بعمل مإسسً تقؾ‬
‫خلفه أجهزة استخباراتٌة على األرجح تستخدم أحدث الممارسات اإلعبلمٌة فً العالم‪ ،‬وكمثال‬
‫للتقدم االتصالً ومحاولة مواكبة الجدٌد وتحدٌدا بعد أحداث الهجمات التً شهدتها العاصمة‬
‫الفرنسٌة بارٌس‪ ،‬شجع تنظٌم داعش أتباعه على استخدام تطبٌق مراسبلت متقدمة ‪ ،‬حٌث قال‬
‫موقع ‪ Daily Beast‬اإلخباري األمرٌكً "بؤن التنظٌم وضع رسالة على أحد مواقع شبكة‬
‫االنترنت العمٌقة ‪ٌ Deep Web‬شجع فٌها أعضاءه على تحمٌل واستخدام تطبٌق ‪Telegme‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والذي ٌتٌح لهم ضبط الرسابل مع الحذؾ التلقابً بعد مرور وقت معٌن"‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬خالفات المنهج‪.‬‬
‫حٌث كان أسامة بن الدن ٌعتقد بوجوب قتال العدو البعٌد كالٌهود والصلٌبٌٌن قبل القرٌب‬
‫كالشٌعة‪ ،‬فً حٌن أن الزرقاوي كان ٌعتقد بوجوب قتال العدو القرٌب كالشٌعة قبل العدو البعٌد‬
‫واتبع البؽدادي منهج الزرقاوي‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األمر األخر بالنسبة للقاعدة هو الهدؾ األساسً لها وٌتمثل فً إخراج المشركٌن‬
‫(األمرٌكان بالدرجة األولى كوجود وكنفوذ ) من جزٌرة العرب والصراع مع الؽرب الصلٌبً‬
‫والٌهودي (ظلت المواجهة مع الٌهود كشعار ولٌس واقع) لذالك وجهت الضربات للمصالح‬
‫األمرٌكٌة فً أمرٌكا وخارج أمرٌكا (نٌروبً‪ ،‬الٌمن‪ ،‬السعودٌة‪.....‬الخ)أما إنشاء الدولة فكان‬

‫‪ -1‬البكري عبد الرحمان ‪،‬داعش ومستقبل العالم بٌن الوضع السٌاسً والحدٌث النبوي‪،‬بدون طبعة ‪،‬كولن ألمانٌا‪ ،‬دار‬
‫الغرباء للنشر‪،2014،‬ص ‪105‬‬
‫‪ - 2‬أمجد المنٌف‪ ،‬مالفرق بٌن القاعدة وداعش؟‪ ،‬جرٌدة الرٌاض‪ ،‬عدد‪ ،17321‬السعودٌة‪ 26 ،‬نوفمبر‪، 2015‬‬

‫‪59‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫ذلك هدفا بعٌدا وقد اكتفى أسامة بن الدن بالعٌش فً السودان وفً أفؽانستان واللتان كانتا‬
‫توفران له وألتباعه مجاال إلنشاء معسكراته للتدرٌب والتخطٌط من أجل مهمته األساسٌة فً‬
‫الصراع مع الؽرب ‪ ،‬أما الزرقاوي والبؽدادي فكانت أهم أهدافهم إنشاء دولة الخبلفة اإلسبلمٌة‬
‫فً الموصل وأراض أخرى فً العراق والشام‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬هناك أٌضا بعض االختبلفات بٌن تركٌبة القاعدة سواء كانت قادة بن الدن أو‬
‫قاعدة الزرقاوي وبٌن تركٌبة داعش‪ ،‬فالقاعدة كانت تتشكل بالدرجة األولى من العرب بمختلؾ‬
‫جنسٌاتهم وكذالك قاعدة الزرقاوي التً تتشكل من العرب أوال ثم العراقٌٌن ثانٌا‪ ،‬أما داعش فإن‬
‫المشاركة األجنبٌة من تركٌا والشٌشان وأوروبا وأسترالٌا وأمرٌكا تشكل نسبة كبٌرة وكذالك‬
‫العراقٌٌن‪ ،‬حٌث أن المنتمٌن إلٌها قد بلؽوا ما ٌقارب السبعٌن جنسٌة مختلفة‪ ،‬بل هناك تمٌز آخر‬
‫هو أن أكثر من ‪ %50‬من القادمٌن من أوروبا هم من جذور ؼٌر عربٌة ممن اعتنقوا اإلسبلم‬
‫من المسٌحٌٌن بل وحتى الٌهود‪ ،‬كما أن أؼلب أفراد القاعدة كانوا من الطبقة دون المتوسطة‪،‬‬
‫أما داعش فإن أؼلبهم من الطبقة المتوسطة أو فوق المتوسطة‪،‬كما أنه لم ٌكن هناك وجود‬
‫للمقاتلٌن األطفال بٌن صفوؾ القاعدة‪ ،‬أما داعش فقد شكلوا لواءا من ‪ 800‬طفل أعمارهم أقل‬
‫من ‪ 15‬سنة كثٌر منهم أٌتام مهامهم الربٌسٌة نقل الذخٌرة والمساعدة فً طبخ الطعام ولكن‬
‫بعض منهم ٌقاتلون‪ ،‬وقد قتل حوالً ‪ 200‬طفل منهم فً المعارك ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬قٌادة القاعدة كانت من العرب ؼٌر العراقٌٌن‪،‬أما أؼلب قٌادات داعش فهً من‬
‫العراقٌٌن كما أن قٌادة القاعدة فً العراق كانت متخفٌة فً الظل‪ ،‬أما قٌادات داعش فؤصبحوا‬
‫بشكل علنً ٌكشفون قٌاداتهم فً اإلعبلم ومواقع التواصل االجتماعً‪،‬كما أن اؼلب قٌادات‬
‫القاعدة ٌؽلب علٌهم طابع العلم الدٌنً فً حٌن أن الكثٌر من قٌادات داعش ٌؽلب علٌهم الطابع‬
‫العسكري‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬الفرق اآلخرالمهم هو أن منهج داعش ٌختلؾ كثٌرا عن منهج القاعدة بالنسبة‬
‫لؤلشخاص الجدد الذٌن ٌلتحقون بالتنظٌم‪ ،‬فبالنسبة للقاعدة تتراوح أعمار المتطوعٌن عادة بٌن‬
‫‪ 25‬إلى ‪ 35‬سنة‪ ،‬كما أن الملتحقٌن بالقاعدة ٌلتحقون عادة من خبلل أصدقابهم وأشخاص‬
‫ٌعرفونهم من خبلل المساجد وعادة ٌكون لهإالء أصدقاء سبقوهم هناك وتكون الصورة‬
‫واضحة بالنسبة ألكثرهم فٌكونوا مهٌبٌن نفسٌا ومستعدٌن للمشاركة من دون تردد (‪.)1‬‬
‫أما بالنسبة لداعش فٌتمٌز الملتحقون بالتنظٌم بصؽر سن الكثٌر منهم حٌث أن ؼالبٌتهم‬
‫تتراوح أعمارهم مابٌن ‪ 15‬و ‪ 25‬عاما ‪،‬كما ان الكثٌر منهم التحقوا من خبلل مواقع التواصل‬
‫االجتماعً ‪،‬حٌث هناك أشخاص فً أؼلب بلدان العالم ٌسهلون السفر وٌتعاونون مع من ٌرٌد‬
‫اإللتحاق بداعش وٌسهلون للفتٌات السفر الى تركٌا والزواج من المقاتلٌن فً تركٌا ثم السفر‬
‫الى سورٌا والعراق (‪ ،)2‬كما أن داعش خاطب المتلقً األجنبً وخاصة المواطن األروبً ولم‬

‫‪-1‬البكري‪،‬سبق ذكره‪،‬ص‪.106‬‬
‫‪ http://www.elbadil.com/2015/01/13-2‬تارٌخ االطالع ‪ 2017/05/29:‬على الساعة ‪.14:41‬‬

‫‪60‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫ٌركز على خطاب الشعب العربً كما فعلت القاعدة وهو األمر الذي مكنه من استقطاب عدد‬
‫كبٌر من المتعاطفٌن األجانب من خبلل تحدٌد أهدافها بشكل دقٌق حٌث فتشت عن المواطنٌن‬
‫المتضررٌن والذٌن ٌعٌشون فً أحٌاء فقٌرة فً المدن األوروبٌة واألمرٌكٌة وكذالك أولك الذٌن‬
‫وجدوا فً اعتناقهم لؤلٌدٌولوجٌة المتطرفة مخرجا لحٌاتهم ‪،‬إما ألسباب مادٌة أو معنوٌة كما‬
‫خاطبوا أٌضا من خبلل المنصات المتخصصة كدابق وؼٌرها المجاهدٌن السابقٌن الذٌن شاركوا‬
‫فً شتى الصراعات فً أفؽانستان والبوسنة والشٌشان فً الوقت نفسه تستهدؾ شبان األقلٌات‬
‫والجالٌات التً تعانً من العنصرٌة وتحتل النسب الكبٌرة من البطالة (‪.)1‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬توظٌف داعش لقوة الفضاء السٌبرانً‬
‫ٌلعب اإلعبلم دورا هاما ومإثرا فً توجهات الرأي العام واتجاهاته وصٌاؼة مواقفه‬
‫وسلوكٌاته من خبلل األخبار والمعلومات التً تزوده بها وسابل اإلعبلم المختلفة ‪،‬إذ ال ٌستطٌع‬
‫الشخص تكوٌن موقؾ معٌن أو تبنً فكرة معٌنة إال من خبلل المعلومات والبٌانات التً ٌتم‬
‫توفٌرها له ‪ ،‬ما ٌإكد قدرة اإلعبلم بكافة صوره وأشكاله على إحداث تؽٌٌرات فً المفاهٌم‬
‫والممارسات الفردٌة والمجتمعٌة عن طرٌق تعمٌم المعرفة ونشر المعلومات والقضاٌا المختلفة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬اإلستراتٌجٌة اإلعالمٌة للتنظٌم الدولة فً العراق والشام‬
‫كان الظهور األول للجهاز اإلعبلمً لتنظٌم داعش بصورة واضحة عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعً عام ‪ ،2012‬وقد قام هذا التنظٌم على أنقاض تنظٌم " التوحٌد والجهاد "‬
‫بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي عام ‪ ،2006‬وٌعتمد داعش كثٌرا على اإلعبلم وٌسمٌه‬
‫بالجهاد اإلعبلمً فً معركته مثل بقٌة أنواع الجهاد المتعددة ‪ ،‬وٌكثؾ حمبلته اإلعبلمٌة التً‬
‫فاقت تنظٌم القاعدة وؼٌره من التنظٌمات اإلرهابٌة بكفاءة اإلعبلم وسرعة اتصال الرسابل‬
‫ونوعٌة خطابه اإلعبلمً باستخدام التقنٌة الحدٌثة ‪ ،‬برؼم أنه ٌطلب من مجتمعاته العودة إلى‬
‫الحٌاة اإلسبلمٌة فً زمن اإلسبلم (‪ ،)3‬وٌتمتع األعبلم بؤهمٌة كبٌرة داخل هٌكلٌة تنظٌم الدولة‬
‫اإلسبلمٌة وهو من أكثر التنظٌمات اإلرهابٌة اهتماما بالشبكة العنكبوتٌة والمسؤلة اإلعبلمٌة ‪ ،‬فقد‬
‫أدرك منذ فترة مبكرة من تؤسٌسه األهمٌة االستثنابٌة للوسابط االتصالٌة فً إٌصال رسالته‬
‫السٌاسٌة ونشر أٌدٌولوجٌته السلفٌة الجهادٌة ‪ ،‬فؤصبح مفهوم الجهاد االلكترونً أحد األركان‬
‫الربٌسٌة فً فترو مبكرة منذ تؤسٌس جماعة التوحٌد والجهاد ثم القاعدة فً ببلد الرافدٌن‬
‫وصوال إلى داعش‪.‬‬
‫شهدت الهٌبة اإلعبلمٌة لتنظٌم الدولة تطورا كبٌرا بالشكل والمحتوى وتتمتع بدعم‬
‫وإسناد كبٌرٌن‪ ،‬وتعتبر مإسسة الفرقان اإلعبلمٌة األقدم واالهم‪،‬وقد ظهرت مإسسات إعبلمٌة‬

‫‪ -1‬أمجد المنٌؾ‪ ،‬سبق ذكره ص ‪،15‬‬


‫‪ -2‬قصً طارق‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪56‬‬
‫‪ -3‬شرٌؾ دروٌش اللبان ‪،‬سبق ذكره ‪ ،‬ص‪02‬‬

‫‪61‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫عدٌدة تتبع التنظٌم مثل‪ :‬مإسسة االعتصام‪ ،‬ومركز الحٌاة‪ ،‬ومإسسة أعماق ومإسسة البتار‬
‫ومإسسة دابق اإلعبلمٌة ومإسسة الخبلفة ‪...‬الخ‪،‬كما صدر عدد من المجبلت العربٌة‬
‫واالنجلٌزٌة أمثال ‪ :‬دابق‪ ،‬الشامخة‪ ،‬وأنشؤت الهٌبة إذاعات محلٌة مثل إذاعة البٌان فً مدٌنة‬
‫الموصل فً العراق وإذاعة أخرى فً مدٌنة الرقة بسورٌا‪ ،‬كما سٌطر التنظٌم على عدد كبٌر‬
‫(‪)1‬‬
‫من المواقع االلكترونٌة والمنتدٌات التً تحتوي على مكتبة هابلة وواسعة تختص‬
‫باالٌدولوجً والخطاب وآلٌات التجنٌد والتموٌل والتدرٌب والتخفً والتكتٌكات القتالٌة وصنع‬
‫ا‬
‫المتفجرات‪ ،‬وكل ما ٌلزم اإلرهابٌٌن فً عملٌات المواجهة فً إطار حرب العصابات وسٌاسات‬
‫االستنزاؾ‪ ،‬وٌعتبر فٌلم لهٌب الحرب من أضخم اإلصدارات واألكثر دقة ورعبا ‪ ،‬وٌتضمن‬
‫تؽطٌة لمعارك عدٌدة لتنظٌم الدولة ورسالة موجهة لدول التحالؾ المشاركة فً الحملة على‬
‫التنظٌم وقد أصدره الجناح اإلعبلمً للتنظٌم الخاص باللؽة االنجلٌزٌة "مركز الحٌاة" بتارٌخ‬
‫‪.2014/09/17:‬‬
‫اإلعالم االلكترونً لتنظٌم الدولة (داعش)‪:‬‬
‫هو خلٌط من المهارات االلكترونٌة اإلعبلمٌة والثقافات التكفٌرٌة‪ ،‬فهناك الكاتب وهناك‬
‫ٌعنً نخب وكوادر وقٌادات‬ ‫الخطٌب وهناك المهندس والسٌاسً وهناك المتابع والمجند‪،‬‬
‫اإلعبلم الجهادي خلٌط من التخصصات والتوجهات‪ ،‬ولكنه ٌصب فً هدؾ واحد أال وهو‬
‫نصرة داعش والن إعبلم داعش ٌتماثل مع إعبلم القاعدة فً الدعوة إلحٌاء روح الجهاد‬
‫اإلسبلمً‪ ،‬وفً النهوض و امتبلك زمام المبادرة الجهادٌة باعتبار المشروع الجهادي هو الحل‬
‫نحو الخبلفة اإلسبلمٌة الراشدة ‪.‬‬
‫هذا الجٌش اإلعبلمً الساند لبٌانات وصوتٌات ومربٌات داعش ‪ ،‬أفراده ٌعملون تحت‬
‫عناوٌن مختلفة المراكز والمإسسات والسراٌا والكتابب اإلعبلمٌة ٌسعى لنصرة داعش ونشر‬
‫ثقافتهم وخطاباتهم ومناهجهم وعقابدهم بكل األسالٌباإلعبلمٌة والتقنٌات المتاحة‪ ،‬وتحاول‬
‫الدوابر المخابراتٌة ؼالبا استهداؾ اإلعبلم الجهادي لداعش من خبلل شركات االستضافة أو‬
‫االستعانة ببعض الهاكرز الختراق تلك المواقع أو الحسابات االلكترونٌة‪،‬لكن كلما تعرض‬
‫موقع لبلختراق أو الحجب ابتكر أفراد اإلعبلم الجهادي األسالٌب االلكترونٌة للحماٌة والتخفً‬
‫(‪) 2‬‬

‫خصائص إعالم داعش ‪:‬‬


‫المباشرة وعدم المهادنة والصراحة المطلقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القصر وعدم اإلطالةالمملة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلكثار من اآلٌات القرآنٌة واألحادٌث النبوٌة ذات النزعة الجهادٌة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلكثار من مفردة (الدولة) وٌعنون بذلك الدولة اإلسبلمٌة فً العراق والشام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬مركز الجزٌرة للدراسات ‪"،‬تنظٌم الدولة االسبلمٌة النشؤة والتؤثٌر والمستقبل ‪،‬ملفات ‪،‬نوفمبر ‪، 2014‬ص‪39 38‬‬
‫‪ -2‬هشام الهاشمً‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.160‬‬

‫‪62‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫الوضوح بالتسمٌات والتوصٌفات (كفار ‪،‬رافضة‪ ،‬مرتدون‪)...‬‬ ‫‪‬‬


‫الخلو من التحلٌل السٌاسً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعبلن الصرٌح من دون مبالؽة أو تهوٌل عن حجم انتصاراتهم وفً ما ٌخسرون‬ ‫‪‬‬
‫منطقة أو معركة ال ٌعللون ذلك بانسحاب تكتٌكً أو ما شابه ذلك بل ٌعلنون الهزٌمة بكل‬
‫(‪)1‬‬
‫بساطة وٌذكرون ببعض معارك المسلمٌن التً خسروها‪.‬‬
‫توظٌف اإلعالم لنشر فكر التنظٌم‬
‫إن داعش تركز جهودها فً الفضاء االلكترونً على الحرب النفسٌة عن طرٌق تولٌد‬
‫الخوؾ من خبلل إؼراق االنترنت بمقاطع فٌدٌو تصور األعمال الوحشٌة التً ٌرتكبها التنظٌم ‪،‬‬
‫من ذبح واعدام فضبل عن مسٌرات النصر كجزء من تطوٌر أداة الردع لدٌهم وتضخٌم قوتهم‬
‫بحٌث تظهر بشكل ٌفوق ماهً علٌه فعلٌا‪ ،‬وفً الحقٌقة فإن جوهر النشاط اإلعبلمً لداعش‬
‫ٌتخطى فكرة الدعاٌة بكثٌر ‪ ،‬فداعش وفرت كافة المعلومات التشؽٌلٌة لمإٌدٌها بداٌة من كٌفٌة‬
‫إعداد المتفجرات والسٌارات المفخخة مرورا باألحكام الدٌنٌة الشرعٌة للمجازر التً تتم فً‬
‫المناطق التً تقع تحت سٌطرتها وصوال الى تلقٌن مواد بعٌنها عن طرٌق مجلة التنظٌم التً‬
‫تسم ى دابق‪ :‬عودة الخبلفة والتً تركز بشكل أساسً على الموضوعات المتعلقة بتشكٌل الدولة‬
‫االسبلمٌة الجدٌدة تحت زعامة ابو بكر البؽدادي (‪.)2‬‬
‫كما أن أهمٌة اإلعبلم ال تكمن فً اقتنابه ومجاراة اآلخرٌن فً استخدامه وتوجٌهه وانما‬
‫فً كٌفٌة استعماله وتوظٌفه بشكل هادؾ وعلى نحو ٌجعله قادرا على التعبٌر الموضوعً عند‬
‫تناول القضاٌا المختلفة‪ ،‬بحٌث تضمن وسابل االعبلم بإطار مرجعً كفٌل بتوفٌر تؽطٌة منهجٌة‬
‫تتماشى مع قواعد علم اإلعبلم ونظرٌاته ‪ ،‬بعٌدا عن العفوٌة واالرتجال وربما هذا ما تفتقد الٌه‬
‫الكثٌر من وسابل اإلعبلم فً وقتنا الحالً‪،‬فؤحٌانا تقوم وسابل اإلعبلم وبدون قصد بالتروٌج‬
‫لؽاٌات االرهاب وإعطاءه هالة إعبلمٌة ال ٌستحقها فً ظل األهداؾ التً ٌراد تحقٌقها من‬
‫(‪)3‬‬
‫‪،‬وقد‬ ‫وراء العمل االعبلمً أو العمل االرهابً بما هً شهرة وسلطة ومال وتؤثٌر فكري‬
‫استطاع تنظٌم الدولة كسب تعاطؾ بعض وسابل االعبلم الدولٌة من خبلل عملٌات التؽطٌة‬
‫وإثارتها لنشاطه بطرٌقتٌن ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬التوظٌف المباشر والتً تنقل أخباره العسكرٌة واإلٌحاء الدابم بانتصاراته وتمدده‬
‫وتراكمه فً كسب األنصار سواء فً المناطق المستباحة أو فً مناطق أخرى من العالم العربً‬
‫واإلسبلمً واستطاع أن ٌمول بعض الصحؾ والمواقع واإلذاعات فً دول مجاورة تتؽنى‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان البكري‪،‬داعش ومستقبل العالم بٌن الوضع السٌاسً والحدٌث النبوي‪،‬كولن ألمانٌا‪ :‬دار الؽرباء‬
‫للنشر‪، 2014،‬ص‪.107‬‬
‫‪ -2‬محمد العبٌدي وآخرون ‪،‬الجماعة التً تسمً نفسها دولة ‪،‬ط ‪،1‬أبو ظبً االمارات العربٌة المتحدة ‪:‬مركز االمارات‬
‫للدراسات والبحوث االستراتٌجٌة‪،2015،‬ص‪.68‬‬
‫‪ -3‬قصً طارق ‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪73‬‬

‫‪63‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫بدولته وتمجد البؽدادي كؤمٌر للمإمنٌن وكضرورة إسبلمٌة‪،‬واقتربت بعض المواقع‬


‫والفضابٌات الى اقتران بثها ومقاالتها بحمل شعار التنظٌم ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪:‬التوظٌف الخارجً فجرى عبر فخ التصرٌحات واإلستكتابات والبٌانات التً ساقتها‬
‫بعض الصحؾ الدولٌة الكبرى والفضابٌات المهمة من أن التنظٌم ٌمتلك قوة عسكرٌة هابلة‪،‬‬
‫وأنه قادر على كذا و كذا ‪ ،‬واستطاع أن ٌبنى مجانا أو بالمال المدفوع عبلقات عامة على‬
‫المستوى الدولً ما ٌرٌد إشاعته فً األوساط اإلسبلمٌة بشكل خاص واألوروبٌة بشكل عام م ع‬
‫انه واقع دولً وعلى العالم أن ٌعد العدة الستقباله ‪ ،‬سواء كان كعدو دولً أم صدٌق لبعض‬
‫األنظمة خفاءا ‪ ،‬األمر الذي ألمح له جون باٌدن فً إحدى خطاباته من اتهامات للسعودٌة وقطر‬
‫واإلمارات من انها دول تشارك فً تموٌل هذا التنظٌم‪،‬لكن طبٌعة الضؽوطات الدولٌة‬
‫والمصالح حالت دون التحقق من هذا األمر أمرٌكٌا بعدما اعتذر باٌدن عبر وسابل اإلعبلم عن‬
‫هذا االتهام الخطٌر(‪.)1‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬استخدام تنظٌم الدولة لألنترنت‬
‫أصبحت الجماعات اإلرهابٌة أكثر حضورا فً العالم االفتراضً عبر شبكة االنترنت‬
‫وبشكل متزاٌد حٌث ٌعتمد ‪ %90‬تقرٌبا من اإلرهاب المنظم على شبكة االنترنت على توظٌؾ‬
‫اإلعبلم االجتماعً وعلى الرؼم من اتخاذ الشبكات االجتماعٌة تدابٌر ضد المجموعات‬
‫اإلرهابٌة والمتطرفة وتحدٌد قواعد لبلستخدام تحضر استخدام خدماتها لتعزٌز األنشطة‬
‫اإلرهابٌة‪ ،‬فإنها تواجه من الناحٌة العملٌة صعوبات عدٌدة فً تنفٌذ هذه التدابٌر ‪،‬وٌرجع ذلك‬
‫إلى استحالة مراقبة هذا الكم الهابل أو الطوفان الجارؾ من المعلومات التً ٌتم إنشاإها من قبل‬
‫المستخدمٌن فً نفس الوقت ‪ ،‬وخاصة أن الجماعات اإلرهابٌة تقوم بتجنٌد عدد معتبر ومتزاٌد‬
‫من األعضاء والخبراء والمدربٌن على درجة عالٌة فً مجاالت االتصاالت والحوسبة‬
‫والهندسة والقطاعات المالٌة (‪ ،)2‬وٌجهل الكثٌرون القدرات اإللكترونٌة الهجومٌة لداعش ‪ ،‬حٌث‬
‫تشٌر عدة مإشرات إلىؤنها تمتلك قدرات متقدمة جدا فً هذا المجال (‪ ،)3‬حٌث ٌمكن القول بؤن‬
‫شبكة االنترنت خدمت تنظٌم داعش اإلرهابً وساعدته على تحقٌق أهدافه بشكل لم ٌسبق له‬
‫مثٌل ألي تنظٌم إرهابً ‪ ،‬حٌث استفاد فابدة كبٌرة من شبكة االنترنت ومواقع التواصل‬
‫االجتماعً فً نشر رسالته وتشجٌع األخٌر خاصة الشباب على دعمهم له بالسفر للشرق‬
‫األوسط للمشاركة فً القتال جنبا إلى جنب مع أقرانهم من اإلرهابٌٌن فً المٌدان ‪ ،‬أو االرتباط‬
‫بمجموعة إرهابٌة للقٌام بدور داعم عن بعد وؼالبا ما ٌكون هذا دور الشابات البلتً أقنعن‬
‫باالنضمام لداعش‪ ،‬كما ٌستخدم إرهابٌوا داعش االنترنت بشكل متزاٌد ألؼراض مختلفة ‪ ،‬منها‬
‫جمع التبرعات والدعاٌة والتدرٌب نظرا ألن العدٌد من المواقع تقدم أدلة للمستخدم حول‬

‫‪ -1‬كامل القٌم ‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.10‬‬


‫‪ -2‬حسن نٌازي الصٌفً‪،‬استخدام داعش لئلعبلم االجتماعً‪،‬دراسة رقم ‪ ،21‬القاهرة مصر‪:‬المركز العربً للبحوث‬
‫والدراسات ‪،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -3‬شرٌؾ دروٌش‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.04‬‬

‫‪64‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫مواضٌع مثل المواد المتفجرة‪ ،‬وللتجنٌد والتعببة والتنسٌق والتواصل بٌن أعضاء وأنصار‬
‫التنظٌم والتخطٌط لهجمات إرهابٌة والتضلٌل ‪ ،‬وهذا مبنً على إصدار تهدٌدات أو نشر صور‬
‫تثٌر مشاعر الرعب والخوؾ وعدم الدفاع والهجوم على األهداؾ (‪. )1‬‬
‫ومن بٌن أهم الوسابل التً ٌستخدمها داعش فً نشر كل ما ٌصدر عنه شبكة االنترنت‬
‫التً أظهر التنظٌم احترافٌة عالٌة فً استخدامها من حٌث صعوبة تتبع عناوٌن المشرفٌن على‬
‫مواقعها وصعوبة تتبع مستخدمٌها وابتكار أسالٌب جدٌدة ومتطورة باستمرار ‪ ،‬لتخطً مسؤلة‬
‫الحجب والرصد ‪ ،‬وٌولً التنظٌم أهمٌة كبٌرة فً عملٌة تدرٌب منتسبٌه وأعضابه المتعاطفٌن‬
‫معه على كٌفٌة استخدام الشبكة االلكترونٌة ‪ ،‬وتعتبر مواقع التنظٌمات الجهادٌة جمٌعا من أهم‬
‫الوسابل للتعرٌؾ بالتنظٌمات وأنشطتها وإصداراتها المختلفة السٌاسٌة والعسكرٌة والشرعٌة‬
‫(‪.)2‬‬
‫من بٌن المإشرات على قدرات التنظٌم المتقدمة ‪:‬‬
‫‪ ‬أن داعش ٌقودها مجموعة من القادة الشبان الذٌن ولدوا فً عصر االزدهار التكنولوجً‬
‫وممن اكتسبوا خبرات تكنولوجٌة متراكمة من قبل تنظٌم القاعدة فً مجال إرسال الرسابل‬
‫المشفرة واألحكام الدٌنٌة والتعلٌمات البلزمة إلعداد المتفجرات والسٌارات المفخخة وإعداد فبة‬
‫الذباب المنفردة ‪،‬ولكن مع مزٌد من الفهم العمٌق للتكنولوجٌا الحدٌثة‪.‬‬
‫‪ ‬هناك احتماالت ان تكون القدرات التكنولوجٌة المتقدمة للتنظٌم وؼٌرها من المنظمات‬
‫اإلرهابٌة قد تم تسرٌبها من إٌران وحلٌفتها كورٌا الشمالٌة وهو األمر الذي تمت مناقشته فً‬
‫تقرٌر خاص صدر فً لندن عام ‪،2012‬وٌشٌر تقرٌرصادربصحٌفة الداٌلً تلؽراؾ إلى أن‬
‫إدوارد سنودن المتعاقد السابق فً وكالة االستخبارات األمرٌكٌة ‪ ،‬مهد الطرٌق أمام ظهور نوع‬
‫جدٌد من الدعاٌة للمتطرفٌن حٌث ٌقول كون كافلٌن –صاحب المقال – بؤن سنودن علم جٌبل‬
‫كامبل من اإلرهابٌٌن أفضل طرق استخدام االنترنت وتوظٌفها لنشر أفكارهم‪ ،‬وأضاؾ أن‬
‫اإلرهابٌٌن الذٌن ٌقاتلون فً سورٌا والعراق ٌحرصون على تزوٌد هواتفهم النقالة وحواسٌبهم‬
‫بؤنظمة قادرة على التملص من الرقابة األمنٌة ‪ ،‬إذ أن سنودن توصل إلى معرفة كٌفٌة قٌام‬
‫وكاالت االستخبارات األمرٌكٌة ووكالة التصنت االلكترونً فً المملكة المتحدة بمراقبة وسابل‬
‫التواصل االجتماعً كتوٌتر و فٌسبوك لمعرفة نشاطات اإلرهابٌٌن والمجرمٌن‪.‬‬
‫‪ ‬تمتلك داعش ما ٌقارب ‪ 2‬ملٌار دوالر كؤصول مالٌة حصلت علٌها من خبلل مبٌعات‬
‫النفط والؽاز واالستٌبلء على أموال البنك المركزي فً الموصل وهوما مكنها من تموٌل‬
‫عملٌاتها اإلرهابٌة فً الفضاء االلكترونً(‪.)3‬‬
‫‪ ‬تمكن جماعة تابعة لداعش من السٌطرة على أحد حسابات موقع توٌتر التابعة لجماعات‬
‫األنونٌموس وذلك باستخدام تقنٌات مماثلة لنلك المستخدمة من قبل المتسللٌن من الجٌش‬

‫‪ -1‬حسن نٌازي ا‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.02‬‬


‫‪ -2‬هشام الهاشمً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.68‬‬
‫‪ 3‬شرٌؾ دروٌش ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪08‬‬

‫‪65‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫االلكترونً السوري ( ‪ - )SEA‬وهً منظمة تابعة لنظام األسد‪ -‬األمر الذي ٌدل على ارتفاع‬
‫مستوى المهارات والتقنٌات التكنولوجٌة التً ٌمتلكها أعضاء داعش‪.‬‬
‫‪ ‬أشارت تحلٌبلت صدرت عن شركة ‪ intercaler‬وهً شركة استخبارات أمرٌكٌة‬
‫متخصصة فً مكافحة التهدٌدات السٌبرانٌة إلى زٌادة استخدام الشٌفرات الخبٌثة فً أربع مدن‬
‫ربٌسٌة وهً ‪( :‬بؽداد‪ ،‬أربٌل‪،‬البصرة‪،‬الموصل ) وذهبت إلى احتمالٌة أن تكون داعش هً من‬
‫تستخدم الشٌفرات‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور تصرٌحات لجماعات مرتبطة بالجٌش االلكترونً لداعش حول إطبلق ما ٌسمى‬
‫(‪)1‬‬
‫بالجهاد اإللكترونً‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االستراتٌجٌة العسكرٌة‬

‫كان صعود تنظٌم داعش فً العراق وسورٌا مإشرا على بدء حقبة جهادٌة جدٌدة‪،‬‬
‫فداعش أعلن عن هدؾ بعٌد المدى وهو إقامة دولة إسبلمٌة أو خبلفة تستند على اجتهادات‬
‫متطرفة للؽاٌة فً الشرٌعة ما جعله أكثر من مجرد تنظٌم إرهابً‪ ،‬وقد اعتمدت إستراتٌجٌة‬
‫تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة منذ ظهوره على تطوٌر تكتٌكاته وعملٌّاته التطبٌقٌة العسكرٌة فً فترة‬
‫صعوده‪ ،‬الذي بلػ ذروته مع التق ّدم الذي أحرزه فً العراق فً حزٌران‪ٌ/‬ونٌو ‪ ،2014‬اعتمد‬
‫التنظٌم على الحرب الهجومٌة لتوسٌع األراضً الواقعة تحت سٌطرته ‪ ،‬وا ّتخذ الحقا ً موقفا ً‬
‫دفاع ٌّا ً فً الؽالب ومع تكثٌؾ التحالؾ الدولً ضرباته الجوٌة فً العام ‪ ،2015‬والمكاسب‬
‫‪ 2015‬ب ّدل التنظٌم‬ ‫المتزاٌدة التً حقّقها منافسو داعش مثل جبهة النصرة منذ شباط‪/‬فبراٌر‬
‫المخطط لها ضد خصومه‪ ،‬وحاول مج ّدداً توسٌع رقعته‬ ‫ّ‬ ‫تكتٌكاته‪ ،‬واعتمد على الهجمات ؼٌر‬
‫الجؽرافٌة(‪.)1‬‬
‫شكلت مشاهد االعمال الوحشٌة الدموٌة المثٌرة للرعب عبلمة فارقة فً البدء لجماعتً‬
‫أبو مصعب الزرقاوي فً العراق (التوحٌد والجهاد) ‪ ،‬ثم القاعدة فً ببلد الرافدٌن وبعد ذلك‬
‫لجماعة الدولة االسبلمٌة فً العراق والشام التً تفوقت على باقً التنظٌمات االرهابٌة كلها‬
‫بؤشرطة الفٌدٌو المنتظمة ‪ ،‬التً تعرض فٌها مشاهد قطع رإوس رهابنها بدم بارد‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫الوحشٌة الظاهرة بقوة فً ممارسات الدولة االسبلمٌة عامبل أساسٌا فً استراتٌجٌة الحرب‬
‫النفسٌة التً ٌتبعها هذا التنظٌم ‪ ،‬كما أنها فً المقابل تعتبر عامبل أساسٌا أٌضا فً تكوٌن‬
‫التحالؾ الذي ٌظم قرابة ‪ 50‬دولة بقٌادة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة(‪.)2‬‬
‫إن كل ذلك ال ٌعنً أن داعش قد أقلع عن أسلوب القاعدة الشهٌر بتفجٌر السٌارات‬
‫المفخخة واالنتحارٌٌن‪ ،‬فداعش لم ٌتخل عن هذا األسلوب فً الصراع العسكري بل اعتمده لكن‬

‫‪ http://www.masralarabia.com-1‬تارٌخ اإلطالع ‪ 2017/04/09:‬على الساعة ‪15:39‬‬


‫‪ -2‬عبد الباري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.148‬‬

‫‪66‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫بطرٌقة مزدوجة ‪ ،‬فهو اعتمده أوال كواقعة ارهابٌة منفردة واعتمده ثانٌا كخطوة عسكرٌة الزمة‬
‫إلنجاز خطوة تلٌها(‪.)1‬‬
‫ٌمكن تقسٌم عملٌات تنظٌم الدولة العسكرٌة إلى فبتٌن‪ ،‬األولى هً الهجمات الحضرٌة‬
‫التً توقع عددا كبٌرا من اإلصابات وعادة ما تستهدؾ الشٌعة والعلوٌٌن واألقلٌات األخرى ‪،‬‬
‫وؼالبا ما تضرب المناطق السكنٌة‪ ،‬تظهر هذه الهجمات التً كانت أكثر شٌوعا فً العراق ‪،‬‬
‫الدولة اإلسبلمٌة كمنظمة إرهابٌة نموذجٌة تدٌر خبلٌا سرٌة صؽٌرة جدا ومرتبطة ببنٌة تحتٌة‬ ‫ؾ‬
‫متشددة أوسع نطاقا وقادرة على توفٌر المال والعتاد لها‪.‬‬
‫ٌهدؾ هذا الجانب المركزي من استراتٌجٌة الدولة االسبلمٌة العسكرٌة الى اثارة الصراع‬
‫الطابفً أو إدامته بؽٌة دفع الشٌعة الى التطرؾ واالنضمام الى المٌلٌشٌات التً ترعاها اٌران‬
‫وارتكاب أعمال وحشٌة مماثلة ضد السنة‪ ،‬وٌمكن وصؾ الفبة الثانٌة من استراتٌجٌة تنظٌم‬
‫الدولة االسبلمٌة العسكرٌة على أنها حملة منسقة من االستنزاؾ لقدرات معارضٌها العسكرٌٌن‬
‫ومعنوٌاتهم فً العراق ‪.‬‬
‫ركزت العملٌات التً تنضوي تحت هذه الفبة على المراكز السكنٌة السنٌة وطرق النقل‬
‫داخل المناطق السنٌة فً المقام األول‪ ،‬أما فً سورٌا فقد ركزت على المناطق الؽنٌة بالموارد‬
‫(‪)2‬الطبٌعٌة فً شرق الببلد وشمال شرقه وكذلك المناطق المتاخمة لتركٌا والعراق وتتطلب هذه‬
‫العملٌات بٌبة مواتٌة أكثر حٌث ٌمكن لعملٌات التشكٌل ان تخلق الظروؾ البلزمة الكتساب‬
‫االراضً وتعزٌز السٌطرة علٌها‪.‬‬
‫المنهج القتالً‪ :‬المنهج القتالً لداعش هو نفسه منهج القتال لدى القاعدة والذي ٌقوم على ‪:‬‬
‫‪- 1‬اعتماد الشدة والؽلظة واإلرهاب والتشرٌد واإلثخان فً تعذٌب مناوبٌهم وذبحهم بل‬
‫وحرقهم أحٌاء(‪.)3‬‬
‫‪- 2‬اتباعهم سٌاسة الصبر فً القتال والسعً إلنهاك عدوهم حتى ٌنفذ صبره وعندها تنهار‬
‫إرادته القتالٌة‪.‬‬
‫‪- 3‬اعتمادهم سٌاسة اشؽال العدو وإرباكه بفتح جبهات جدٌدة فً حالة خسارتهم القتال فً‬
‫جبهة من الجبهات ‪ ،‬فٌقولون إذا قام العدو بعمل عدابً فً السعودٌة أو العراق على‬
‫سبٌل المثال فٌمكن الرد علٌه فً المؽرب أو نٌجٌرٌا أو إندونٌسٌا‪ ،‬وهذا ٌمكن أن ٌتحقق‬
‫فً القتال داخل البلد الواحد فخسارتهم فً جبهة من الجبهات داخل بلد معٌن فإنهم‬
‫ٌفتحون جبهات أخرى للقتال فً نفس هذا البلد ‪ ،‬وهذا ما حدث عندما وجهت أمرٌكا‬
‫‪ ،‬حٌث قاموا‬ ‫ودول التحالؾ ضربات جوٌة موجعة ضد داعش فً العراق وسورٌا‬

‫‪ -1‬مازن شندب ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪49‬‬


‫‪ -2‬مركز بروكٌنغر‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان البكري‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.91‬‬

‫‪67‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫باحتبلل أكثر من عشرٌن قرٌة كردٌة شمال سورٌا حول مدٌنة كوبانً وقتلوا آالؾ‬
‫األبرٌاء وهجروا عشرات األلوؾ من العاببلت الى تركٌا‪.‬‬
‫‪- 4‬اعتمادهم على سٌاسة إفساد االستقرار فبل ٌجوز أن ٌستقر أي بلد من البلدان إذا كانوا‬
‫قادرٌن على إفساد ذلك االستقرار‪.‬‬
‫‪- 5‬اعتمادهم على سٌاسة اإلفناء ألنفسهم ولمناوبٌهم إذا كان الحاكم ال ٌحكم بشرٌعة‬
‫اإلسبلم‪.‬‬
‫‪- 6‬إفتاءهم بؤن أشد درجات الكفر هو الترشح والمشاركة فً مجالس النواب المختلفة ألن‬
‫(‪)1‬‬
‫نوابه ٌشرعون القوانٌن وفً نظرهم من ٌشرع للناس فقد جعل نفسه إلها لهم وندا هلل ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور القوى االقلٌمٌة والدولٌة فً الحرب على التنظٌم‬

‫المعروؾ أن الحروب تعلن وتخاض عادة ضد دول ‪ ،‬وتحكمها قواعد وقوانٌن فً حٌن‬
‫أن التحالفات فً المبدأ هً أداة من أدوات السٌاسة األمنٌة والخارجٌة التً تلجؤ الدول إلى‬
‫تشكٌلها لمواجهة قوى ال تستطٌع دولة بمفردها أن تواجهها ‪ ،‬وكبل الشرطٌن ؼٌر متوفر فً‬
‫تحالؾ أوباما ضد تنظٌم الدولة‪ ،‬فبل تنظٌم الدولة هو دولة بالمعنً السٌاسً والقانونً وال هو‬
‫قوة تمتلك من عوامل القوة ما ٌبرر إنشاء تحالؾ ضده ‪ ،‬وال ٌؽٌر من األمر شٌبا تسلح أوباما‬
‫بقرار مجلس األمن رقم‪ 2170 :‬الذي صدر فً ‪ 15‬أوت ‪ 2014‬وٌدعوا إلى اتخاذ جمٌع‬
‫التدابٌر التً قد تكون ضرورٌة ومبلبمة من أجل مواجهة ارتكاب األعمال اإلرهابٌة‪ ،‬الن هذا‬
‫القرار ال ٌنظر إلٌه على أساس أن علٌه ما على الدول من التزامات (‪ ،)2‬لكن ما ٌثبت مكانة‬
‫وقوة جٌش الدولة اإلسبلمٌة ٌتمثل فً استخدام الجٌش األمرٌكً للقلعة الطابرة وهً طابرة‬
‫‪ B1‬المعروفة والتً لم تستخدم إال فً ضرب الجٌوش النظامٌة لبعض الدول فً حروب‬
‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة السابقة لضرب بعض المناطق فً عرب جبور وذلك حسب‬
‫وكاالت عالمٌة(‪.)3‬‬

‫المطلب األول‪:‬مواقف وأدوار دول الجوار‪.‬‬

‫مع تعاظم خطر داعش وتفاقم تنكٌلها باألقلٌات وصوال إلى إعبلنها مسإولٌتها عن ذبح‬
‫الصحفً األمرٌكً جٌمس فولً ‪ ،‬برزت دعوات رسمٌة ؼربٌة لتشكٌل تحالؾ إقلٌمً دولً‬
‫لمحاربة التنظٌم فً العراق وسورٌا بعد أن بات ٌشكل خطرا مباشرا على األمن اإلقلٌمً‬
‫واالستقرار الدولً(‪ ،)4‬فً حٌن ترى قوى أخرى مصلحة وتحاول أن تستفٌد من صعود التنظٌم‬
‫فعلى المستوى اإلقلٌمً فً المحٌط األوراسً هناك دول إقلٌمٌة ترى فً صعود خطر تنظٌم‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان البكري‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪92-91‬‬


‫‪ -2‬مروان قببلن ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬هشام الهاشمً ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -4‬طبلل عترٌسً ‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.72‬‬

‫‪68‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫الدولة اإلسبلمٌة فً الشرق األوسط واحتماالت انعكاسه على القوقاز وآسٌا الوسطى فرصة‬
‫لتعزٌز عبلقاتها السٌاسٌة واألمنٌة فً إطار مشروعاتها اإلستراتٌجٌة ‪ ،‬تبرز فً هذا السٌاق‬
‫دولتان بشكل خاص هما روسٌا وإٌران‪.‬‬

‫‪ - 1‬الموقف اإلٌرانً‪ :‬بعد اتفاق جنٌؾ النووي بٌن إٌران والقوى الؽربٌة فً العام قبل‬
‫الماضً وجوالت المفاوضات التً تلتها ‪ ،‬بدأت طهران تتطلع إلى لعب دور أكبر فً محٌطها‬
‫األوراسً من خبلل منظمة شنؽهاي للتعاون ‪ ،‬حٌث شهد الخطاب اإلٌرانً فٌها تحوال من عهد‬
‫الربٌس أحمدي نجاد إلى عهد الربٌس حسن روحانً ‪ ،‬وبدأت طهران تقدم فٌه نفسها كشرٌك‬
‫وفاعل أمنً فً اإلقلٌم وكممر اقتصادي ال ٌمكن تجاوزه‪،‬ومع صعود خطر تنظٌم الدولة فً‬
‫المجال األوراسً واتساع اختبلفات أنقرة مع حلفابها من الناتو ‪ ،‬أعدت هذه التطورات طهران‬
‫فً تقدٌم نؾسها كشرٌك إقلٌمً بدال من تركٌا التً تتمتع بعبلقات ممتدة مع دول آسٌا الوسطى‬
‫والقوقاز‪ ،‬بفضل زحؾ الرابطة القومٌة فً مقابل ما كان ٌتم تصوٌره إعبلمٌا من عدم رؼبة‬
‫تركٌا فً التدخل إلنقاذ أكراد عٌن العرب من زحؾ داعش‪ ،‬حٌث تصور إٌران نؾسها كشرٌك‬
‫للمجتمع الدولً فً مكافحة اإلرهاب فً سورٌا والعراق إلى دول آسٌا الوسطى والقوقاز (‪،)1‬‬
‫وقد أكد الربٌس اإلٌرانً حسن روحانً فً ‪ 12‬حزٌران ‪ 2014‬أن إٌران ستكافح اإلرهاب‬
‫والمتمردٌن الجهادٌٌن الذٌن شنوا هجوما فً شمال ؼرب العراق ‪ ،‬وقال الربٌس اإلٌرانً فً‬
‫‪،‬‬ ‫خطاب بثه التلفزٌون الحكومً أن المتمردٌن ٌعتبرون أنفسهم مسلمٌن وٌدعون إلى الجهاد‬
‫مدٌنا األعمال الوحشٌة التً ٌرتكبها التنظٌم ضد السكان ‪ ،‬وأكد أن ببلده لن تقؾ مكتوفة أمام‬
‫زحؾ داعش (‪ )2‬وهو األمر الذي دفعها للتدخل عسكرٌا إلسناد القوات العسكرٌة العراقٌة فً‬
‫مقاتلة داعش ‪ ،‬وهو الموقؾ الذي كان سٌزود الجٌش الرسمً العراقً بقوة إضافٌة فً موجهة‬
‫داعش‪ ،‬إال أن ذلك ٌمكن أن ٌإدي إلى تكاتؾ الكثٌر من التنظٌمات المهمة فً المنطقة كما‬
‫حصل فً بعض المدن فً العراق أو فً سورٌا ‪ ،‬أما إذا كان التدخل بتنسٌق مع الدول األخرى‬
‫ضمن سٌاسة واضحة الحتواء داعش فً العراق وبالذات تركٌا والسعودٌة فضبل عن إقرار‬
‫سٌاسة عادلة فً التعاون مع كافة مكونات الشعب من قبل الحكومة العراقٌة فإن هذا األمر كان‬
‫سٌحصر تنظٌم الدولة فً زاوٌة وٌؽلق علٌهم منافذ اإلسناد (‪.)3‬‬
‫أشارت صحٌفة نٌوٌورك تاٌمز األمرٌكٌة إلى أن إٌران نشرت سرا طابرات مراقبة من‬
‫(‪)4‬‬
‫دون طٌار فً العراق وأرسلت معدات عسكرٌة جوا لمساعدة العراق فً حربها على داعش‬

‫‪ - 2‬الدور التركً‪ :‬اتسم الموقؾ التركً بصمت نسبً خبلفا للنبرة الدبلوماسٌة التركٌة التً‬
‫اعتادت ومنذ ثورات الربٌع العربً على رفع الصوت عالٌا ‪ ،‬حتى لو تسبب ذلك بانتقادات‬
‫ومشكبلت لها‪ ،‬إذ لم ٌكن الموقؾ التركً مختلفا عن المواقؾ السابقة‪ ،‬حٌث عبرت تركٌا عن‬

‫‪ -1‬مركز الجزٌرة للدراسات ‪،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.72‬‬


‫‪ -2‬هشام الهاشمً ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان البكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.114‬‬
‫‪ -4‬طبلل عترٌسً ‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص ‪.53‬‬

‫‪69‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫قلقها فٌما ٌحدث فً العراق كما أكدت أن بحث األزمة سٌجعل الحكومة التركٌة تعقد اجتماعات‬
‫فً كل من أنقرة ومقر حلؾ الناتو ببروكسل نظرا لتخوؾ أنقرة من هجمات تشنها قوات‬
‫داعش على الحدود التركٌة (‪ ،)1‬فالموقؾ التركً ٌخضع للكثٌر من العناصر المإثرة بؤشكال‬
‫مختلفة فواحدة من أهم األولوٌات للنظام التركً كان هو ضرورة إسقاط نظام بشار األسد وان‬
‫تركٌا فً هذا المجال كانت تفكر ببدٌل إسبلمً معتدل كحركة اإلخوان المسلمٌن أو حتى بدٌل‬
‫( ‪)2‬‬
‫علمانً‬
‫وقد ترددت تركٌا كثٌرا فً دخول التحالؾ الذي سعت واشنطن إلى إنشابه لمواجهة‬
‫تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة وسط خبلؾ بشؤن األولوٌات واالستراتٌجٌات مع واشنطن‪ ،‬وقد تعذرت‬
‫تركٌا أول األمر باختطاؾ تنظٌم الدولة لـ ‪ 48‬من موظفً قنصلٌتها فً الموصل ‪ ،‬للتحفظ عن‬
‫الدخول فً التحالؾ قبل أن تحدد شروطها للمساهمة فً الجهد العسكري لمواجهة التنظٌم ‪ ،‬إذ‬
‫كان لتركٌا مصالح أبعد مدى وأكثر أهمٌة من هزٌمة تنظٌم الدولة التً جعلتها واشنطن فً‬
‫المقابل أولوٌة بالنسبة إلٌه ا(‪.)3‬‬
‫الموقؾ التركً المتؤرجح لم ٌكن لدٌه مانع فً التعاون مع داعش على اعتبارهم‬
‫إسبلمٌٌن كما أنهم ٌقاتلون األكراد المعادٌن لتركٌا ‪ ،‬إضافة إلى أنهم ٌحتلون الموصل التً‬
‫تعتبرها تركٌا جزءا من أراضٌها سلبت منها بعد نهاٌة الحرب العالمٌة األولى ومنحت‬
‫للعراق‪،‬كما أنهم ٌقاتلون النظام السوري العدو األول لتركٌا (‪ ،)4‬ولهذا فقد وضعت تركٌا ثبلث‬
‫شروط لمشاركتها فً الحرب على داعش لحماٌة شعوب ومصالح المنطقة لٌس فقط الوالٌات‬
‫المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬وتبدأ هذه الشروط بوضع منطقة آمنة وعازلة‪ ،‬وتضع الربٌس السوري‬
‫شرطا أساسٌا باعتباره ٌهدد أمن تركٌا ‪ ،‬ووضع حضر جوي لكن الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة لم‬
‫ترد على هذه الشروط باعتبار أن تنحٌة الربٌس السوري مطلب سابق ألوانه‪.‬‬

‫‪ - 3‬الموقف السعودي‪ :‬البلعب الكبٌر الثالث فً الصراع اإلقلٌمً الدابر فً المشرق‬


‫العربً والتً تعتبر تنظٌم الدولة الخصم األكثر خطورة فً إطار صراع حاد على شرعٌة‬
‫تمثٌل اإلسبلم السنً ‪ ،‬فقد كانت أكثر حماسة لبلنضمام إلى التحالؾ األمرٌكً لكنها هً‬
‫األخرى كان لها شروط لبلنضمام ‪ ،‬فبمقدار ما ٌشكل تنظٌم الدولة خطرا على المصالح‬
‫السعودٌة خاصة بعد سٌطرة التنظٌم على مناطق شاسعة من سورٌة والعراق وصوال إلى‬
‫الحدود السعودٌة‪ ،‬فضبل عن التحاق آالؾ الشبان السعودٌٌن به (‪ ،)5‬وقد أكد وزٌر خارجٌة‬
‫السعودٌة األمٌر سعود الفٌصل وقتها خبلل مإتمر وزاري موسع لمنظمة التعاون اإلسبلمً‬
‫الذي عقد فً جدة على إن داعش مجموعة إرهابٌة ‪ ،‬واتهم ح كومة ربٌس الوزراء العراقً‬
‫السابق نوري المالكً باإلخفاق وحملها مسإولٌة سقوط مساحات واسعة من األراضً فً‬

‫‪ 1‬طبلل عترٌسً ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ 2‬عبد الرحمان البكري ‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -3‬مروان قببلن ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -4‬عبد الرحمان البكري ‪ ،‬سبق ذكره ‪،‬ص‪113‬‬
‫‪ -5‬مروان قببلن ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪70‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫شمال العراق بٌد داعش ‪ ،‬وقد دعت الكوٌت إلى تنسٌق أمنً بٌن دول مجلس التعاون للتحصٌن‬
‫ضد تمدد داعش للدول الخلٌجٌة (‪. )1‬‬
‫‪ - 4‬الدور القطري‪ :‬الٌخفى على احد أن قطر لعبت أدوارا أكبر بكثٌر من حجمها ‪ ،‬وكانت‬
‫لها عبلقات مع كافة األطراؾ المتناقضة ‪ ،‬وهناك تسرٌبات نشرت فً اإلعبلم عن معلومات‬
‫حصلت علٌها وكالة المخابرات المركزٌة األمرٌكٌة من حواسٌب أسامة بن الدن من بٌته فً‬
‫(أبوت أباد) فً باكستان وكانت هذه المعلومات سببا فً طلب األمرٌكان من الشٌخ حمد بن‬
‫خلٌفة آل ثانً بالتنحً لصالح ابنه الشٌخ تمٌم‪ ،‬وقد ساعدت قطر كافة األطراؾ المعارضة‬
‫للنظام السوري ومن ضمنها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام السلفٌتان ‪ ،‬ولعل هذا ٌفسر تلك‬
‫العبلقات المرٌبة والؽرٌبة ‪ ،‬حٌث من خبلل هذه العبلقات والمساعدات المالٌة ٌمكنها فتح‬
‫عبلقات مع كافة األحزاب والحركات السٌاسٌة فً العالم العربً واإلسبلمً من خبلل تقدٌم‬
‫المساعدات لها وبالذات المساعدات المالٌة ‪ ،‬وعلى اثر ذلك ٌمكنها فتح عبلقات وثٌقة مع هذه‬
‫الحركات وهذا ٌمكنهم بالتالً من التعرؾ على مخططاتهم ‪ ،‬ومن ثمة إمكانٌة التؤثٌر فً توجٌه‬
‫(‪)2‬‬
‫سٌاساتهم بما ٌصب فً مصلحة جهات عالمً محددة‬

‫المطلب الثانً‪ :‬استراتٌجٌات الدول الكبرى‪.‬‬


‫لقد ارتبطت سٌاسات القوى الكبرى ومستقبل النظام الدولً إلى حد كبٌر ومازال‬
‫بالتطورات اإلقلٌمٌة فً الشرق األوسط‪،‬والحرب على اإلرهاب المتمثل فً داعش محدد‬
‫لمستقبل القوى الكبرى لٌس فقط فً المنطقة ‪ ،‬بل وبتحدٌد شكل النظام الدولً القادم ‪ ،‬وبات‬
‫داعش واحد من أهم محركات التفاعبلت الدولٌة واإلقلٌمٌة فً المشرق العربً ‪ ،‬إلى درجة‬
‫ٌمكن القول معها بؤن هذا الحدث قد وضع حدا لسٌاسة الحذر أو االنكفاء التً اعتمدها الربٌس‬
‫باراك ألوباما فً سٌاسته الخارجٌة إزاء هذه المنطقة ابتداء من ‪ ،2010‬هكذا تحركت اإلدارة‬
‫‪ ،2014‬بسبب صعود داعش‬ ‫األمرٌكٌة وحركت معها مجلس األمن الدولً فً شهر أوت‬
‫(‪)3‬‬
‫وقٌامها باستهداؾ بعض مكونات المجتمع العراقً من مسٌحٌٌن وكرد وأٌزٌدٌٌن ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلستراتٌجٌة األمرٌكٌة‪:‬‬

‫فً ‪ 05‬فٌفري ‪ 2015‬أصدرت اإلدارة األمرٌكٌة ثانً تقرٌر ٌحدد استراتٌجٌة األمن‬
‫الوطنً ‪ NSS‬منذ تولً باراك أوباما الرباسة ‪ ،‬وتضمن التقرٌر تؤكٌد التزام الوالٌات المتحدة‬
‫قٌادة تحالفات لمواجهة التحدٌات الكبٌرة الناشبة عن العدوان على اإلرهاب واألمراض ‪ ،‬وٌشٌر‬
‫التقرٌر إلى أن الوالٌات المتحدة تخلت عن النموذج القابم على االنؽماس فً الحروب البرٌة‬
‫المكلفة والواسعة النطاق فً العراق وأفؽانستان‪ ،‬بدال من ذلك ٌقول التقرٌر إن الوالٌات المتحدة‬
‫بذات األهداؾ‬ ‫األمرٌكٌة أخذت تتبع نهجا قاببل لبلستمرار ٌعطً األولوٌة لمكافحة اإلرهاب‬

‫‪ -1‬طبلل عترٌسً ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمان البكري ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪117‬‬
‫‪ -3‬طبلل عترٌسً‪،‬سبقذكره‪،‬ص ‪.92‬‬

‫‪71‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫المحددة والجهد المشترك مع شركاء مسبولٌن ‪ ،‬والعمل بصورة متزاٌدة على منع نمو التطرؾ‬
‫العنٌؾ وتصاعدت النزعات الرادٌكالٌة التً تصنع تهدٌدات جدٌدة (‪ ،)1‬وقد مثل احتبلل تنظٌم‬
‫الدولة لمدٌنة الموصل ثانً أكبر المدن العراقٌة فً ‪ 09‬جوان ‪ ،2014‬صدمة كبٌرة خصوصا‬
‫أنه منح التنظٌم نصرا إعبلمٌا وظفه سرٌعا الحتبلل مدن أخرى ‪ ،‬و التهدٌد بالوصول إلى بؽداد‬
‫ولذلك بدأت اإلدارة األمرٌكٌة تنظر إلى داعش بوصفه تهدٌدا جدٌا ٌتطلب استجابة خاصة‪،‬‬
‫فكانت االستجابة أن أمر الربٌس اوباما بتوجٌه ضربات جوٌة محدودة باستخدام التكنولوجٌا‬
‫الذكٌة ال القوات البرٌة فً المواجهة وبإلقاء المساعدات على النازحٌن فً المناطق التً‬
‫هاجمها التنظٌم خصوصا األقلٌات الدٌنٌة كاالٌزٌدٌٌن الذٌن عدهم التنظٌم جماعة مشركة ٌحل‬
‫له قتل أبنابهم وسبً نسابهم وأضاؾ اوباما فً إعبلنه‪ :‬إننً كقابد عام للقوات المسلحة لن‬
‫أسمح بجر الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة إلى حرب أخرى فً العراق ‪ ،‬وقد استندت االستجابة‬
‫العسكرٌة األمرٌكٌة لصعود تهدٌد داعش إلى المحاور التالٌة ‪:‬‬
‫إقامة تحالؾ عسكري دولً و إقلٌمً لؽرض مواجهة التنظٌم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتماد على التدخل العسكري المحدود الذي ٌقوم على الضربات الجوٌة والنشاط‬ ‫‪‬‬
‫االستخباراتً والعملٌات الخاصة المحدودة مع تجنب التدخل البري الواسع ‪.‬‬
‫تسلٌح القوات البرٌة الحلٌفة وتدرٌبها وإسنادها مثل الجٌش العراقً وقوات البٌشمركة‬ ‫‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الكردٌة والمعارضة المعتدلة السورٌة‬
‫ان أمرٌكا ٌمكن أن تلعب دورا عسكرٌا مهما فً رسم الخطط على األرض وذلك‬
‫إللمامها بالوضع خبلل فترة تواجدها فً العراق فضبل عن استخدام ترسانتها الصاروخٌة فً‬
‫توجٌه ضربات دقٌقة إلى مواقع المقاتلٌن من داعش مع إمكانٌة استخدام القوة الجوٌة‪.‬‬
‫الدور الروسً‪:‬‬
‫تشٌر التقارٌر إلى وجود أكثر من ثبلثة آالؾ مقاتل قوقازي فً تنظٌم داعش فً سورٌا‬
‫و العراق ‪ ،‬و على اثر ذلك دقت أجهزة األمن الروسٌة ناقوس الخطر باعتقالها حوالً ‪2000‬‬
‫فرد فً موسكو ‪ ،‬اعتقال وصؾ بكونه تعسفً باإلضافة إلى إؼبلق ‪ 32‬موقع الكترونً روسً‬
‫ٌنشر أفكارا داعشٌة‪ ،‬إال إن هذه اإلجراءات القسرٌة و التعسفٌة من شؤنها أن تعٌد مرة أخرى‬
‫إنتاج متطرفٌن جدد جراء تضٌٌق الخناق من الحكومة الروسٌة ‪ ،‬إضافة إلى الخطر الذي ٌتمثل‬
‫فً المجاهدٌن القوقازٌٌن عند عودتهم إلى بلدهم ‪ ،‬و نشر أفكارهم اإلرهابٌة المتطرفة أو تؤسٌس‬
‫تنظٌمات إرهابٌة على ؼرار تنظٌم الدولة ‪ ،‬إال أن روسٌا اتخذت بالتعاون مع دول الجوار‬
‫إجراءات تعاونٌة شدٌدة الصرامة تتمثل فً تامٌن الحدود مما ٌجعل من عملٌة اختراقها أمر‬
‫ؼاٌة فً الصعوبة ‪ ،‬و هذا بجانب الخبلفات التً نشبت بٌن التنظٌمات اإلرهابٌة المختلفة التً‬

‫‪ -1‬حسن حارث‪"،‬السٌاسة االمرٌكٌة تجاه تنظٌم داعش"‪ ،‬مجلة سٌاسات عربٌة‪،‬عدد رقم‬
‫‪،16‬مجلد‪،28‬سبتمبر‪،2015‬ص‪01‬‬
‫‪ -2‬حسن حارث ‪ ،‬نفس المرجع ص‪.10‬‬

‫‪72‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫تمثل تهدٌد مباشر‪ ،‬و ال شك أن كل هذه التهدٌدات التً تخشاها روسٌا لم تكن لتوجد بالقدر‬
‫الذي هً علٌه لو لم تتدخل عسكرٌا لضرب داعش‪.‬‬

‫داعش شمال القوقاز حٌث بدأت‬ ‫لجؤت روسٌا الى وسابل عدة لتخلص من إرهاب‬
‫بتوجٌه ضربات أمنٌة و عسكرٌة و فرض حصار علٌهم ‪ ،‬كما أنها تواظب على اجراءات‬
‫المناورات و التدرٌبات استعداد لعملٌات مواجهة مع تنظٌم داعش شمال القوقاز ‪ ،‬حٌث أعلن‬
‫“المركز ‪2015‬م” على‬ ‫وزٌر الدفاع الروسً أن القوات الروسٌة تدربت خبلل مناورات‬
‫مواجهة مجندي داعش ‪ ،‬و تعد هذه واحدة من أضخم المناورات العسكرٌة الروسٌة فً عام‬
‫‪ ،2015‬حٌث شارك فٌها قرابة المابة ألؾ عسكري بحوالً ‪ 17‬طابرة و ‪ 20‬سفٌنة حربٌة ‪،‬‬
‫كذلك تلجؤ روسٌا إلى سٌاسة الترهٌب حٌث هددت باستخدام القوة ضد كل من ٌشتبه به أو‬
‫ٌرفض التعاون مع األجهزة الروسٌة ‪ ،‬و فً المقابل تستخدم روسٌا الترؼٌب حٌث وجه الربٌس‬
‫الروسً رسابل عدة لمسلمً روسٌا و خاصة مسلمً القوقاز مفادها أن روسٌا ال تعادى‬
‫)‪(1‬‬
‫اإلسبلم و المسلمٌن‪ ،‬كذلك كان قد وصؾ اإلسبلم بؤنه دٌانة عالمٌة عظٌمة شوهتها داعش‬

‫من المتوقع إن ٌإدي التدخل العسكري الروسً بشكل خاص فً سورٌا إلى جذب‬
‫المزٌد من الدواعش إلى روسٌا ‪ ،‬حٌث تملك روسٌا تحدٌدا تجربة مرٌرة مع المقاومة األفؽانٌة‬
‫فً أفؽانستان و التً تمثل مصدر الهام لمجندي تنظٌم داعش المتطرؾ ‪ ،‬و بالفعل بدا التنظٌم‬
‫استؽبلل الحرب األفؽانٌة و أحداثهافً التروٌج إعبلمٌا للتنظٌم ‪ ،‬و تبرٌر ما ٌفعله ضد روسٌا و‬
‫ذلك عبر مواقع التواصل االجتماعً ‪ ،‬بالرؼم من أن التدخل الروسً قد ٌبدو مفٌدا لنصرة‬
‫الدولة السورٌة على ذلك التنظٌم اإلرهابً ‪ ،‬إالأن كل األحداث تنببنا باستؽبلل التنظٌم لؤلمر‬
‫بشكل سلبً قد ٌنتج عنه نسخة متطرفة تبدو أكثر شراسة و عنؾ من تنظٌم داعش ‪ ،‬لذا كان من‬
‫الضروري فً أسرع وقت أن تعٌد روسٌا التفكٌر فً سٌاستها تجاه داعش فً سورٌا ‪ ،‬و هذا‬
‫بالفعل ما قامت به و الذي أدى إلى اتخاذها القرار بسحب جزء من القوات الروسٌة فً سورٌا‬
‫فً مارس ‪ ،2016‬بؤمر من الربٌس الروسً “فبلدٌمٌر بوتٌن” (‪.)2‬‬

‫إن التخوؾ الروسً من أحداث الربٌع العربً و ما نجم عنها من انتشار لئلسبلم‬
‫السٌاسً العابر للحدود ‪ ،‬هو ما جعلها مهتمة كثٌرا بمنطقة الشرق األوسط خوفا من وصول‬
‫األمر إلى المجال االوراسً ‪ ،‬و منذ البداٌة حاولت روسٌا االحتفاظ بتعرٌؾ خاص بها لمفهوم‬
‫اإلرهاب و الذي اختلفت فً تعرٌفه مع الجانب الؽربً ‪ ،‬حٌث ترى روسٌا أعمال المقاومة‬
‫الفلسطٌنٌة حق مشروع ٌراها الؽرب و إسرابٌل بشكل خاص إرهابا ٌجب القضاء علٌه ‪ ،‬إال أن‬
‫الجمٌع لم ٌختلؾ بشؤن وصؾ تنظٌم داعش اإلرهابً‪ ،‬و هذا ما دفعها نحو اتخاذ إجراءات‬
‫فعالة ضد التنظٌم على ارض سورٌا و دعمتها بالتعاون مع النظام السوري لنصرته على ذلك‬
‫إال أن روسٌا و‬ ‫التنظٌم‪ ،‬و فً مقابل الخبلؾ بٌن الروس و الؽرب على تعرٌؾ اإلرهاب‬
‫‪ -1‬عورو هٌصور‪ " ،‬الوخاوف الروسَت و الووقف األهرٍكٌ هي توذد داعش فٌ القوقاز"‪،‬السَاست الذولَت ‪ :‬العذد ‪, 203‬‬
‫ٌٍاٍر ‪ , )2016‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -2‬وحَذ عبذ الوجَذ‪"،‬دور القوً الكبرى في اًتشار االرُاب "‪،‬السَاست الذولَت ‪ :‬العذد ‪ٌٍ , 203‬اٍر ‪، 2016‬ص ‪.88‬‬

‫‪73‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫العرب ٌتفقون تماما بشان مكافحة اإلرهاب و التطرؾ الدٌنً ‪،‬و بالفعل تحتاج روسٌا إلظهار‬
‫أنها تحارب اإلرهاب الدولً هذا و البد أن تكون جزءا من هذا التحالؾ الدولً الذي ٌكافح‬
‫تنظٌم داعش ‪ ،‬إال أن انضمام روسٌا إلى التحالؾ الدولً الذي ٌحارب داعش من شؤنه إن ٌهدم‬
‫))‬
‫كل ما قامت ببنابه فً عبلقتها مع نظام بشار األسد ‪. 1‬‬

‫تزامن توجٌه روسٌا ضربات عسكرٌة إلى داعش فً سورٌا و تكوٌن تحالؾ بٌن ه ا و‬
‫بٌن الجانب اإلٌرانً و العراقً و السوري مع تكوٌن تحالؾ دولً بقٌادة الوالٌات المتحدة ‪ ،‬و‬
‫ما ٌبدو على ساحة األحداث لنا هو أن التحالؾ الروسً فً تعارض تام مع توجهات التحالؾ‬
‫األمرٌكً بالرؼم من أن كبلهما ٌحمل شعار الحرب على اإلرهاب ‪ ،‬و ما ٌنطوي علٌه األمر‬
‫هو فً الواقع خلق بٌبة أفضل لتنامً اإلرهاب ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الحرب على داعش غٌر تماثلٌة‪.‬‬


‫من السهل على المخططٌن العسكرٌٌن رسم السٌنارٌوهات والخطط العسكرٌة التً تحقق‬
‫النصر فً الحروب التقلٌدٌة التً تقوم بٌن دول مستقلة وبٌن جٌوش نظامٌة بالشكل المتعارؾ‬
‫علٌه‪ ،‬ولكن سرعان ما تصاب هذه الخطط بالفشل إذا ما اتخذت الحروب شكبل آخر ٌعرؾ "‬
‫بالحروب الؽٌر متماثلة"‪ ،‬حٌث ؼالبا وفً كثٌر من األحٌان تعجز هذه الجٌوش النظامٌة‬
‫وخططها العسكرٌة عن تحقٌق النصر عندما ٌكون العدو هجٌنا ‪ ،‬فالمتابع للحروب الدابرة األن‬
‫سواء على ساحات القتال فً منطقة الشرق االوسط وشمال أفرٌقٌا المشتعلة دابما‪ ،‬اوفً شرق‬
‫أوروبا‪ ،‬أو حتى فً شبه الجزٌرة العربٌة ‪ٌ ،‬جد ان تلك الحروب ال تؤخذ طابع الحروب‬
‫التقلٌدٌة‪ ،‬وإنما هً حروب ؼٌر تماثلٌة وهو ما سٌتم التطرق الٌه فً هذا المطلب الحرب على‬
‫داعش ‪.‬‬

‫‪،2012‬‬ ‫فً محاضرة مهمة ألقاها البروفٌسور األمرٌكً ماكس ماٌور انج فً العام‬
‫نصح الرجل القادة العسكرٌٌن الؽربٌٌن مباشرة بتبنً مفهوم الحرب البلمتماثلة قاببل بوضوح‪”:‬‬
‫إن تبنً سٌاسات الحرب البلمتماثلة على المدى الطوٌل وتنفٌذها تدرٌجٌا بدأب سٌقود العدو الى‬
‫أن ٌستٌقظ ٌوما فٌجد نفسه مٌتا"‪ ،‬وببساطة شدٌدة فإن وسابل الحرب البلمتماثلة هً االعتماد‬
‫على العدو لتدمٌر نفسه بنفسه ‪ ،‬إذ سٌبقى المقاتلون المتمردون واالرهابٌون مندسٌن بٌن صفوؾ‬
‫المدنٌٌن وسٌخرجون لٌضربوا القوات النظامٌة ثم ٌعودون الى حضن الجمهور من جدٌد‪ ،‬سٌتم‬
‫استنزاؾ الدولة وجرها الى مواجهات خاطفة وسٌتم تصوٌر أفراد القوات النظامٌة وهم‬
‫صرعى أو أسرى فً أوضاع مهٌنة ومذلة ‪،‬وٌترافق ذلك مع إطبلق حمبلت إعبلمٌة لتروٌع‬
‫عاببلت الجنود والسإولٌن ‪.‬‬

‫‪ -1‬احوذ هحوذ هتولي هسلن ‪ “،‬تاثَر الصعود الروسٌ علي السَاست الخارجَت االهرٍكَت تجاٍ هٌطقت الشرق األوسط –‬
‫دراست حالت األزهت السورٍت"‪،‬رسالت هاجستَر‪ ،‬جاهعت القاُرة‪ ،‬كلَت االقتصاد و العلوم السَاسَت ‪،2015 ،‬ص‪81‬‬

‫‪74‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫ما ٌفعله داعش ٌعطً أمثلة فً استخدام وسابل الحرب البلمتماثلة سواء فً األراضً‬
‫التً ٌسٌطر علٌها فً العراق وسورٌا أو فً لٌبٌا أو حتى فً سٌناء والجزٌرة العربٌة‪.‬‬
‫ال ٌواجه داعش الجٌوش النظامٌة بجٌوش مماثلة لكنه ٌختار أسالٌب المتماثلة من نوع‬
‫التفجٌر واالؼتٌال ونصب الكمابن والتروٌج االعبلمً والتسوٌق االلكترونً وارهاب الخصم‬
‫وجمهوره والعمل على تقوٌض روحه المعنوٌة (‪.)1‬‬

‫أن الوالٌات المتحدة والتحالؾ الدولً ٌشن حمبلت عسكرٌة ضد جٌش ال متماثل وؼٌر‬
‫نظامً‪ ،‬والمتمثل فً التنظٌمات اإلرهابٌة المسلحة‪ ،‬وهو االمر الذي نتج عنه التشكٌك بقدرة‬
‫هذه الحمبلت فً تحقٌق النصر‪ ،‬وفً هذا السٌاق قال وزٌر الخارجٌة األمرٌكٌة جون كٌري‬
‫لدى ادالبه بشهادته أمام لجنة العبلقات الخارجٌة فً مجلس الشٌوخ األمرٌكً‪" :‬أن داعش‬
‫ٌختلؾ عن ؼٌره من التنظٌمات االرهابٌة فً العالم ألنه ٌسٌطر على أراضً وسوؾ ٌواصل‬
‫توسعه أن لم ٌوقؾ على الشرق االوسط كله"‪ ،‬كمال قال ربٌس هٌبة األركان األمرٌكٌة‬
‫المشتركة الجنرال مارتن دٌمبسً أما م اللجنة نفسها أٌضا ‪ ،‬أن هناك عمبل شاقا لضمان هزٌمة‬
‫داعش‪ ،‬وهذا سوؾ ٌستؽرق وقتا طوٌبل" ‪ - ،‬وهنا أٌضا نشٌر ان معركة "الحرب على‬
‫اإلرهاب" التً أعلنتها الوالٌات المتحدة بعد أحداث سبتمبر فً عام ‪2001‬م ما زالت مستمرة‬
‫بعد ستة عشر عاما ً ‪ ،-‬وهو ما ٌدل على ان هذه الحروب هً حروب طوٌلة مجهولة المصٌر‬
‫كذلك ‪ ،‬هو الحال فً شبه الجزٌرة العربٌة التً تعٌش منذ فترة حربا هجٌنة تشنها أطراؾ‬
‫إقلٌمٌة من خبلل خبلٌاها النابمة فً الدول المستهدفة ومن خبلل ملٌشٌات مسلحة تقوم بالحرب‬
‫بالنٌابة عنها‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام الحرب اإلعبلمٌة(‪.)2‬‬

‫الوالٌات المتحدة التً أدركت مدى صعوبة تعقّب اإلرهابٌٌن والقضاء على نشاطهم فً‬
‫االنترنت‪ ،‬أعلنت أوابل ‪2016‬عن نٌتها زٌادة حصة الحرب المعلوماتٌة فً مٌزانٌة الدفاع‬
‫للعام ‪ 2017‬بنسبة ‪ ،15%‬لتصل إلى ‪ 6.7‬ملٌارات دوالر‪ ،‬أي بنسبة تفوق ‪ %1‬من مٌزانٌة‬
‫الدفاع اإلجمالٌة ‪ ،‬أتى ذلك عقب تحذٌرات أطلقها خبراء فً مجال المعلوماتٌة من أن قدرات‬
‫"داعش" فً المجال الرقمً باتت تتٌح له تدمٌر البنٌة التحتٌة ؼٌر المحمٌة ‪ ،‬أو المساكن التً‬
‫تستخدم خوادم االنترنت ألهداؾ عامة وخاصة‪ ،‬تاركا ً مبات اآلالؾ من أنظمة التحكم‬
‫الصناعٌة والتجارٌة‪ ،‬بما فً ذلك النمو المتسارع لـ"انترنت األشٌاء" عرضة لبلضطراب وذلك‬
‫بموازاة ما كشفه باحثون عن أن داعش نشط بشكل ملحوظ فً ما ٌسمّى بـ"الوٌب المظلم "‬
‫‪ ،Dark Web‬وهً عبارة عن مواقع ؼٌر مربٌة لمحركات البحث‪ ،‬ال ٌمكن الوصول إلٌها إال‬
‫من خبلل برامج متخصصة ( ‪)3‬‬

‫‪ٌ -1‬اسر عبد العزٌز‪"،‬قصة الحرب الالمتماثلة" مجلة درع الوطن االماراتٌة‪،‬عدد ‪،،526‬نوفمبر‪ ،2015‬ص‪.95‬‬
‫‪ -2‬أحوذ بي علٌ الصبح ًًشر فٌ جَذ عُواى هتوفر علي ‪ http://omandaily.om/?p=222986 :‬تن االطالع علََ‬
‫ٍوم‪ 2017/03/18 :‬علي الساعت ‪14:42:‬‬
‫‪http://www.almodon.com/media/2016/12/24/2016 -3‬تارٍخ االطالع ‪ 2017/03/28 :‬علي الساعت‬
‫‪.11:22:‬‬

‫‪75‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫فً تصرٌح لوزٌر الدفاع األمٌركً اشتون كارتر قال إن األمٌركٌٌن ٌستخدمون أسلحة‬
‫معلوماتٌة فً حربهم ضد تنظٌم الدولة اإلسبلمٌة فً العراق وسورٌا ‪ ،‬وقال كارتر فً مإتمر‬
‫صحافً عقده فً البنتاؼون "اننا نستخدم اسلحة معلوماتٌة إلضعاؾ قدرة تنظٌم الدولة‬
‫االسبلمٌة على العمل واالتصال فً ساحة المعركة االفتراضٌة ‪".‬‬

‫واوضح وزٌر الدفاع االمٌركً "ان االمر ٌتعلق بافتقادهم الثقة فً شبكاتهم‪ ،‬وارهاق‬
‫شبكاتهم كً ال تتمكن من العمل‪ ،‬وفعل كل هذه االمور التً توقؾ قدرتهم على قٌادة قواتهم‬
‫والسٌطرة على شعبهم واقتصادهم‪".‬‬

‫وقارن ربٌس هٌبة أركان الجٌوش جو دنفورد وهو إلى جانب وزٌر الدفاع‪ ،‬بٌن محاصرة‬
‫تنظٌم الدولة االسبلمٌة فً معاقله فً الموصل بالعراق والرقة بسورٌا‪ ،‬ومحاصرته فً المجال‬
‫االلكترونً وقال "نحاول عزل تنظٌم الدولة االسبلمٌة مادٌا وافتراضٌا" لكن المسإولٌن رفضا‬
‫اعطاء مزٌد من التفاصٌل عن العملٌات االفتراضٌة للجٌش االمٌركً ‪.‬‬

‫وأوضح الجنرال دنفورد "ال نرٌد أن ٌكون" الجهادٌٌن "قادرٌن على التمٌٌز" بٌن عملٌات‬
‫التشوٌش المرتبطة باألسلحة االلكترونٌة االمٌركٌة والتشوٌش الذي ٌحصل نتٌجة عوامل ال‬
‫تمت بصلة إلى هذه العملٌاتمن جهته قال كارتر ان ما ٌزٌد من اهمٌة بقاء هذه االسلحة‬
‫المعلوماتٌة سرٌة هو ان هذه االسلحة "جدٌدة" و"مفاجبة" و"قابلة لبلستخدام" ضد خصوم‬
‫آخرٌن ؼٌر تنظٌم الدولة االسبلمٌة( ‪.)1‬‬

‫مستقبل تنظيم داعش‬


‫ٌبدو أن تنظٌم داعش ٌتجه إلى نهاٌاته بعد أن تم تحرٌر معظم المدن واألحٌاء العراقٌة‬
‫والسورٌة التً كان ٌسٌطر علٌها ولم ٌبق تحت سٌطرته سوى بعض المناطق‪ ،‬وقد جاء ذالك‬
‫بعد اتفاق دولً على شطب ما ٌسمى" الدولة اإلسالمٌة فً العراق والشام" وكان البرنامج‬
‫االنتخابً للرئٌس األمرٌكً دونال د ترامب تعهد بالقضاء على التنظٌمات اإلرهابٌة المتواجدة‬
‫فً الشرق األوسط‪ ،‬فهل ستشهد األشهر والسنوات القادمة نهاٌة حقٌقٌة للتنظٌمات اإلرهابٌة‬
‫وعلى رأسها داعش من المنطقة والعالم ككل ؟أم هً مجرد تصرٌحات من أجل االلتفاف حول‬
‫اإلدارة األمرٌكٌة ومساندتها فً أفكارها وسٌاستها الخارجٌة؟خاصة ونحن نعلم أن إدارة‬
‫الرئٌس األسبق جورج بوش االبن احتلت أفغانستان تحت ذرٌعة القضاء على تنظٌمً طالبان‬
‫والقاعدة لكنها فشلت فً القضاء نهائٌا على التنظٌمٌن بالرغم من تحقٌق بعض النجاحات‪،‬‬
‫ولكن تمكن التنظٌمان من النهوض مجددا وأعادا التمدد مع ظهور تنظٌم جدٌد والذي هو أكثر‬
‫خطورة وشدة وفتكا من سابقٌه‪ ،‬وجاء خرٌف الغضب قبل ست سنوات لٌشكل فرصة ذهبٌة‬
‫للتنظٌمات اإلرهابٌة حٌث تعزز وجودها مجددا فً العراق وسورٌا ولٌبٌا والٌمن وفً بعض‬

‫‪ -1‬األمرٌكٌون ٌستخدمون أسلحة معلوماتٌة ضد تنظٌم الدولة_‪http://www.alarab.qa/story/796137AF /‬‬


‫تارٌخ االطالع ‪ 2017/04/11:‬على الساعة ‪15:10:‬‬

‫‪76‬‬
‫انفصم انثانث‪ :‬تنظيى اندونة اإلساليية في انعراق وانشاو‬

‫المواقع اإلفرٌقٌة وقد تحول اإلرهاب إلى تهدٌد عالمً بعد أن قام داعش بتنفٌذ عملٌات واسعة‬
‫فً فرنسا وبرٌطانٌا ومصر واندونٌسٌا وتركٌا وروسٌا‪ ،‬لقد بات وضع داعش أكثر حرجا فً‬
‫األٌام األخٌرة فً كل من العراق وسورٌا ‪ ،‬ومن المتوقع فً األٌام القادمة أن ال تكون هناك‬
‫أماكن باسم داعش وأن تندحر قوات داعش فً سورٌا والعراق حٌث سٌشكل ذلك نهاٌة لداعش‬
‫لكنه لن ٌكون نهاٌة التنظٌمات اإلرهابٌة حٌث سٌعود مجددا منطق حرب العصابات فً الدول‬
‫التً ٌنهزم فٌها اإلرهاب خاصة مع وجود األطفال الذٌن دربهم التنظٌم وقام بعملٌات غسٌل‬
‫كما أنه هناك‬ ‫المخ لهم والذٌن سٌشكلون ال محالة لبنة لتنظٌم إرهابً أو أكثر فً المستقبل‪،‬‬
‫احتمال نهوض جدٌد لعملٌات القاعدة فً ظل تراجع دور داعش وذلك ٌعود إلى أن تنظٌم‬
‫القاعدة بقى متمسكا بأطر أسلوب حرب العصابات ولم ٌحد عنه فهو لم ٌؤسس دولة فً أي‬
‫مكان‪ ،‬والعودة إلى حرب العصابات هو انتصار لفكر القاعدة على فكر داعش‪ ،‬كما أن هناك‬
‫احتمال بأن الكثٌر من عناصر تنظٌم داعش سوف ٌتجهون إلى لٌبٌا والٌمن بسبب األوضاع‬
‫غٌر المستقرة فً البلدٌن بما ٌشكل بٌئة مثالٌة لتحركاتهم ومنها ٌخططون للتسلل إلى البلدان‬
‫المجاورة وتنفٌذ مخططات هجومٌة‪.‬‬
‫هناك عدة سٌنارٌوهات محتملة لما بعد داعش حٌث أن أول سؤال ٌتبادر هو من سٌمأل‬
‫الفراغ الذي ستخلفه داعش فً الشرق األوسط ؟‬
‫السٌنارٌو األول هو أن التنظٌم سٌقوم باستفراخ عدة تنظٌمات أخرى أكثر شدة ودموٌة‬
‫خاصة إذا علمنا أن هناك اآلالف من الشباب الذٌن قام داعش بغسل عقولهم عبر مناهج دراسٌة‬
‫كٌف تدخل الجنة‪ ،‬كٌف تقوم بعملٌات إرهابٌة ؟‬
‫ال ٌمكن الجزم بنهاٌة داعش من خالل المعطٌات التالٌة ‪:‬‬
‫‪ ‬القضاء على التنظٌم فً تدمر أو فً الموصل أو فً الرقة ال ٌعنً نهاٌة التنظٌم‬
‫ألنه انتقل إلى مرحلة جدٌدة تخلص فٌها من المدن وانتقل إلى تحت األرض‪.‬‬
‫‪ ‬التنظٌم ٌمتلك فروعا فً أكثر من ‪ 20‬دولة وهو ما ٌمكنه من إعادة بناء وتطوٌر‬
‫نفسه فً كل مرة‪ ،‬فالتنظٌم مزال قوٌا فً لٌبٌا وأفغانستان وباكستان والٌمن‪.‬‬
‫‪ ‬فً لٌبٌا جرى تهمٌش عدة قبائل من أكبر القبائل فً لٌبٌا والتً كانت محسوبة‬
‫على الرئٌس الراحل معمر القذافً والتً ٌمكن أن تشكل البٌئة الحاضنة لداعش‬
‫انتقاما للتهمٌش الذي طالها‪.‬‬
‫إذن وحسب المعطٌات المتوفرة فإن التنظٌم لن ٌنهار بالسهولة التً ٌراه البعض فخسارة مدٌنة‬
‫أو أكثر ال ٌعنً نهاٌة التنظٌم بل ٌمكن أن ٌكون انتقال الى مرحلة جدٌدة تكون أصعب و أخطر‬
‫من سابقٌها واللجوء لحرب العصابات مما سٌصعب األمر على أجهزة االستخبارات فً‬
‫الوصول ألفراد التنظٌم كما سٌحفز الخالٌا النائمة وجموع الذئاب المنفردة لمزٌد من العملٌات‬
‫اإلرهابٌة فً شتى بقاع العالم‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ٌبدو مما تقدم أنه ال حٌلة للشعوب التً لم تدخل بعد عصر المعلومات فً الحروب والذي‬
‫ال ٌكفً لدخوله وجود عدة آالؾ من أجهزة اإلعبلم اآللً أو حتى مبلٌٌنها على أراضٌها مما‬
‫ٌجعلها الحول لها وال قوة أمام عمالقة التكنولوجٌا والمعلوماتٌة‪ ،‬فالحروب المعلوماتٌة تتطلب‬
‫منظومة متكاملة من األجهزة والشبكات‪ ،‬باإلضافة الى ثقافة الشعوب معلوماتٌا ‪،‬وهو ما ٌتوافر‬
‫فً الدول المتقدمة فقط مما ٌجعلها األقدر على شن هاته الحروب واالستعداد لها تقنٌا وبوسابل‬
‫وأسلحة الحروب االلكترونٌة فما الداع للتدخل المباشر اذا كان الجلوس أمام شاشة كمبٌوتر‬
‫ٌكفً وٌزٌد إلدارة العملٌات مثلما حدث فً عملٌة اؼتٌال زعٌم القاعدة أسامة بن الدن والتً‬
‫تمت إدارتها عبر شاشات الحاسوب انطبلقا من مبنى البنتاؼون األمرٌكً وبحضور الربٌس‬
‫األمرٌكً باراك أوباما‪ ،‬وما الداعً لزرع قنبلة فً طابرة للضؽط على حكومة أو نظام فً‬
‫عمل ارهابً إذا كان التحكم االلكترونً فً برج مراقبة لمطار ‪،‬للتهدٌد بكوارث متبلحقة‬
‫ألعداد من الطابرات والتؤثٌر على حركة المبلحة الجوٌة الدولٌة بدون مبلحقة او مخاطرة‬
‫تذكر فما ٌحتاج إلٌه االرهابً لٌس أكثر من جهاز كمبٌوتر محمول موصول بالشبكة العنكبوتٌة‬
‫إلحداث حاالت من االصطدام بٌن القطارات أو خلق فوضى فً شبكات التزود بالكهرباء‬
‫ستقببل‬ ‫والماء وخطوط نقل البترول أو تعطٌل أنظمة المصارؾ المالٌة‪،‬فكل شًء سٌدار م‬
‫باإلعبلم اآللً خاصة ونحن نشهد عصر المدن الذكٌة والحكومات االلكترونٌة وبالتالً‬
‫المنشآت الطاقوٌة والمإسسات المالٌة وأنظمة الدفاع العسكرٌة وقواعد البٌانات الشخصٌة‬
‫والصحٌة وؼٌرها تكون أهدافا لجنود المعلوماتٌة خاصة مع تصاعد وتٌرة تسابق الدول فً‬
‫االعبلن عن جٌوش الكترونٌة والتً كان آخرها إعبلن ألمانٌا فً ‪ 2017/04/09‬عن تكوٌن‬
‫جٌش الكترونً مهمته منع الهجمات االلكترونٌة‪ ،‬خاصة بعد تمكن مجموعة من القراصنة من‬
‫قطع شبكات االتصال بؤلمانٌا لعدة ساعات واتهمت ألمانٌا روسٌا بهذه العملٌة ‪.‬‬
‫ومن بٌن أهم النتابج التً تم التوصل إلٌها هً‪:‬‬
‫‪ -‬حروب المعلومات هً أحد أبرز أنماط الحروب الؽٌر تماثلٌة بما تمثله من خطر داهم عل‬
‫اقتصادات الدول والبنى التحتٌة واألمن القومً‪ ،‬بل إن الحروب الؽٌر تماثلٌة هً أحد أهم‬
‫التجلٌات أو النتابج المترتبة عن ثورة المعلومات والثورة التكنولوجٌة حٌث تزامن ظهورها مع‬
‫تحول جذري عالمً من المجتمع الصناعً الى المجتمع القابم على التكنولوجٌا والمعلومات‪.‬‬
‫‪ٌ -‬ندرج فً مظاهر الحروب الؽٌر تماثلٌة فكرة الفوضى الخبلقة التً تبنتها كوندولٌزا راٌس‬
‫وزٌرة الخارجٌة األمرٌكٌة سابقا التً تقوم على ثنابٌة التفتٌت والتركٌب وتلخص نظرٌتها فً‬
‫كٌفٌة انتقال الدول العربٌة إلى الدٌمقراطٌة وبناء شرق أوسط جدٌد عن طرٌق استحداث حالة‬
‫فوضى فً مواقع الصراع بٌن أطراؾ محلٌة تتٌح لواشنطن التدخل وتوجٌهها لمصلحتها وما‬
‫ٌحدث فً سورٌا والعراق خٌر دلٌل على ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تجري زعزعة االستقرار فً الؽالب بوسابل ناعمة إلى حد ما مثل أن ٌنفذها مواطنون من‬
‫الدولة العدو وٌتم ذلك عن طرٌق وسابل التواصل االجتماعً كتوٌتروفٌسبوك التً أصبحت‬
‫القوة الناعمة للوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬والقاسم المشترك فً كل هاته الحروب هو زعزعة‬
‫االستقرار حالة دول الربٌع العربً‪.‬‬
‫تقوم هذه الحروب على فكرة هدم وتفتٌت الدول من الداخل وذلك عبر زرع عدد من العمبلء‬ ‫‪-‬‬
‫فً داخل هذه الدول وهم من ٌطلق علٌهم تعبٌر الطابور الخامس وؼالبا ٌكون هذا الطابور‬
‫الخامس من السٌاسٌٌن وأصحاب األقبلم ورواد منابر اإلعبلم والنجوم والفنانٌن والرٌاضٌٌن‬
‫والناشطٌن من طبلب الجامعات والذٌن تكون مهمتهم فً الؽالب خلق األزمات وزعزعة‬
‫االستقرار الداخلً للدولة ‪.‬‬
‫أسفر التطور فً مجال التكنولوجٌا الى تؽٌٌر شامل فً مضمون القوات النظامٌة أي الجٌوش‬ ‫‪-‬‬
‫بمختلؾ أشكالها وتشكٌبلتها‪ ،‬مع أن الفرق الجوهري بٌن القوات العسكرٌة التقلٌدٌة ومشؽلً‬
‫برامج المعلوماتٌة لم ٌتؽٌر من حٌث األؼراض واألهداؾ ‪،‬إال أن البنٌة والروابط مع الدولة قد‬
‫تؽٌرت جذرٌا فً عصر الفضاء االلكترونً ففً الماضً كان نقص عدد القوات العسكرٌة‬
‫ٌحدث خلبل أمنٌا وٌهدد أمن الدولة بالتفكك ‪،‬أما الٌوم فلم ٌعد لعدٌد القوات لعسكرٌة أي قٌمة‬
‫استراتٌجٌة تذكر ‪ ،‬ولهذا فنحن بحاجة الى تحصٌن أمننا الثقافً‪ ،‬والحفاظ علٌه وسط الجو‬
‫العاصؾ من المتؽٌرات والتطورات المعلوماتٌة الكبٌرة لذا ٌشهد العالم الٌوم فصبلً آخر من‬
‫فصول التارٌخ االستعماري‪ ،‬تحاول فٌه الدول الكبرى مرة أخرى السٌطرة على الدول‬
‫الصؽرى باستخدام وسابل وتقنٌات جدٌدة بسٌاسة االستحواذ على العالم من خبلل التكنولوجٌا‬
‫وسبب التطورات الكبٌرة فً المجال التكنولوجً ‪.‬‬
‫ٌعد طرد السكان والقتل الجماعً والتهجٌر القسري جزءا من تقنٌات الترهٌب السٌاسً الجدٌد‬ ‫‪-‬‬
‫وبات ضرب المدنٌٌن والحصار والتعذٌب والقتل الكٌفً وتدمٌر المعالم األثرٌة والحضارٌة‬
‫التارٌخٌة والبنٌة التحتٌة من المبادئ المباحة فً هاته الحروب وهو ما تمثل فً استراتٌجٌة‬
‫وحروب تنظٌم الدولة فً سورٌا والعراق تهجٌر السكان نحو اروبا وطرد السكان من‬
‫الموصل‪.‬‬
‫استراتٌجٌة تنظٌم الدولة مخالفة الستراتٌجٌات الجٌوش النظامٌة التً تسعى الستؽبلل تفوقها‬ ‫‪-‬‬
‫التقنً العسكري لتجنٌب السكان فضابع الحرب وآالمها‪،‬فداعش تعتمد على التسلل الى وسط‬
‫السكان واالحتماء بهم وبالتالً تحوٌلهم الى ارضٌة مواجهة ‪.‬‬
‫أصبح مستوى التطور التكنولوجً ٌستخدم كمعٌار لتحدٌد حجم القوات العسكرٌة التً‬ ‫‪-‬‬
‫تملكها الدولة ومن هذه الناحٌة فإن التمٌٌز بٌن الدول ال ٌتم على أساس عدد أفراد الجٌش بل‬
‫على أساس مدى التقدم أو التخلؾ فً تصنٌع نوع جدٌد من األسلحة ‪.‬‬
‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫لكل عصر حروبه وأسلحته التً تمٌزه‪،‬فقد انتقلت الحروب عبر مراحل وأجٌال عدٌدة‬
‫وصوال إلى الحروب البلمتماثلة التً شكلت ذروة ما وصل الٌه العقل البشري من تطورات‬
‫تقنٌة وتكنولوجٌة ادت الى تؽٌر وجه الحروب وأصبحت تدار عبر شاشات الكمبٌوتر بسبب‬
‫التطور التكنولوجً ‪.‬‬
‫إن الحروب البلمتماثلة بمفهومها المستقبلً لٌست سوى حرب عصابات قد امتزجت‬
‫بالتطورات التكنولوجٌة فً مٌادٌن االتصاالت والمعلومات والحاسبات ‪،‬فمجاالت الصراع‬
‫ٌمكن أن تخوضها مجامٌع صؽٌرة فً عدة جبهات لم تعد الدول العدة لمواجهتها‪ ،‬وتمثل‬
‫التهدٌدات ضد الفضاء االلكترونً للمعلومات الخاص بالدول المتقدمة الى امكانٌة أن تإدي الى‬
‫تدمٌر وتعرٌض اقتصادها القومً لبلضطراب نتٌجة وقوع هجمات على البنٌة التحتٌة‬
‫المعلوماتٌة‪،‬فمع ازدٌاد اعتماد هذه الدول على تقنٌة المعلومات أثناء العملٌات وبسبب الثورة فً‬
‫الشإون العسكرٌة تصبح أنظمة القٌادة والسٌطرة واالتصاالت والحوسبة واالستخبارات‬
‫والمراقبة واالستطبلع وهً عصب هذه الثورة وفً خطر من أن تسدد لها ضربة تحد من‬
‫قدراتها وتشلها ‪،‬إذا قام عدو أضعؾ بالتشوٌش على الخطوط التً تربط القوات فً شبكة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫أدت التطورات التكنولوجٌة واعتماد الجٌوش على تكنولوجٌا االتصاالت والمعلومات فً‬
‫الحروب الى تؽٌر مصادر القوة وانتقالها الى القوة االلكترونٌة وفً هذا الصدد ٌشٌر جوزٌؾ‬
‫ناي الى تؽٌر مصادر القوة حٌث أصبحت التكنولوجٌا واالتصاالت والمعلومات مصادر جدٌدة‬
‫للقوة‪ ،‬باإلضافة الى تزاٌد أهمٌة القوة االقتصادٌة والدبلوماسٌة للدولة فى تحدٌد قوتها وقدرتها‬
‫على التؤثٌر فً النظام الدولً‪ ،‬وهذه المصادر هً أقل تكلفة ‪،‬وذات نتابج كبٌرة كما أنها تقلل‬
‫نسبة الخسابر خاصة فٌما تعلق بالجنود‪ ،‬خاصة مع انتقال الصراع ومجاالته الى الفضاء‬
‫اإللكترونً وأصبحت التهدٌدات االلكترونٌة من ضمن التحدٌات التً ٌجب على الدول أن‬
‫تضمنها فً استراتٌجٌاتها الدفاعٌة إضافة الى بروز الهٌمنة والردع السٌبرانٌٌن بٌن الدول‬
‫وحتى الفواعل الؽٌر دولٌة‪،‬وتمثل قضٌة تصاعد دور الجماعات االرهابٌة فً السٌاسة الدولٌة‬
‫هاجا كبٌرا لما تحمله من تهدٌد ألمن واستقرار الدول والمجتمعات وتؤثٌر ذلك على الطابع‬
‫المدنً والسلمً للثورة التكنولوجٌة والتً كان من تجلٌاتها التطبٌقات االلكترونٌة والشبكات‬
‫االجتماعٌة والهواتؾ الذكٌة والتً تحولت الى منصة اعبلمٌة وحاضنة ثقافٌة للجماعات‬
‫االرهابٌة فً ظل خصابص معركة جدٌدة مٌدانها مفتوح وفً أدواتها وفً حجم وقوة الفاعلٌن‬
‫من الدول فً مواجهة الفاعلٌن من ؼٌر الدول‪ ،‬وبالتطبٌق على التنظٌمات اإلرهابٌة مثل‬
‫داعش ٌمكن القول أنها اكتسبت قدراتها اإللكترونٌة عبر عدة طرق أهمها هو عب ر مرورها‬
‫بالمرحلة األولى التً تم التركٌز فٌها على تقدٌم مساعدات خارجٌة من قبل دول ومنظمات‬
‫خارجٌة وتقدٌم دعم معلوماتً وتدرٌب حول كٌفٌة استخدام األنترنت وإجراء االتصاالت‬
‫المإمنة وتفادي الحجب والرقابة والتجسس على عناصر التنظٌم‪ ،‬وفً مرحلة تالٌة قام التنظٌم‬
‫ ألفا من بٌنهم من ٌتمٌز بإتقان اللؽات‬20 ‫باجتذاب عدد من المقاتلٌن األجانب زاد عددهم على‬
‫األجنبٌة واستخدام التطبٌقات االلكترونٌة الذاتٌة والتً بلؽت حد انتاج تطبٌقات اعبلمٌة خاصة‬
.‫بالتنظٌم واصدار مجبلت اعبلمٌة الكترونٌة بعدٌد اللؽات االجنبٌة‬
Summary of the study:
Every age has its wars and weapons that makes it special, which wars has
moved through stages and different generations arriving to the asymmetric wars
that formed the hop of what the human being (mind) can achieve containing the
technical and technological development which led the change of wars face, and
become controlled behind computer’s monitors because of technological
development.

Asymmetric wars in its future concept, is only a war of gangs has mixed up
with technological development in communication data, and computer’s fields,
yet war zones can be fought by small groups in different fronts, world countries
couldn’t face it. It represent threats against data electronic space of the
developed countries with the possibility of leading to the destruction and getting
the national economy to a state of disorder as a result of attacks on the data
infrastructure, with the rise of depending countries on the technical data and
because of the military resolution leading systems control, communication,
computing and surveillance become in danger of being paid a blow which might
limit its capacities.

Technological development and the adoption of armies on communication


technology and data at wars led to the change of power sources and the
transmission to the electronic power, In this regard; Jozeph nay refers to the
change of power resources in which technology, communication and data become
a new power resources. In addition to the growing of the importance of economic
and diplomatic power of the state in the determination of its strength and
capacity on the effect in the international regime, this resources are lower cost
with great result, it also reduces the loss rate concerning soldiers especially with
the transfer of the conflict and its spheres to space. The electronic threat have
become among the challenges that countries included in strategies of defense. In
addition to the emergence of cyber space hegemony between states, the issue of
increasing the role of the terrorist groups in international politics a major concern
because of the threat to the security and stability of states and societies and the
impact on the civil and peaceful nature of the technological revolution which was
one of the manifestations of electronic applications and social networks and
smartphones, which turned to the platform of information and cultural incubator
for terrorist groups.

With application to terrorist organization, such as ISIS we can say that it has
acquired electronic capability through several way, the most important is through
the passing first phase which was the focus on external assistance by states and
organizations, and to provide information support and training on how to use the
internet and conduct secure communication avoid blockage and censorslings and
spying on the elements of the organization, in a next stage the organization
attracted a number of foreign fighters whose number has increased to 20
thousand of them neatly features foreign languages and the use of self-electronic
applications which amounted to the production of special information
management application and issuing electronic media magazines in several
foreign languages.
‫ملحق رقم‪01 :‬‬
‫شكل يوضح اسلوب دمج المعلومات‬
‫ملحق رقم‪02 :‬‬
‫شكل يوضح نظم السيطرة االلكترونية في الحرب الحديثة‬
‫ملحق رقم‪03 :‬‬

‫شكل يوضح مراحل بث الفيروس من خالل شبكة اتصاالت الحاسبات االلية‬


‫ملحق رقم‪04 :‬‬
‫شكل يوضح تكنولوجيا التمويه االلكتروني‬
‫ملحق رقم ‪05:‬‬

‫شكل يوضح مسارح الحرب االلكترونية(أرض‪-‬جو)‬


‫ملحق رقم‪06:‬‬

‫مخطط يوضح أقسام الحرب االلكترونية‬


‫ملحق رقم‪07 :‬‬

‫خريطة توضح مناطق تحت سيطرة داعش (سنة ‪)2014‬‬


‫ملحق رقم‪08 :‬‬

‫خريطة توضح مناطق انتشار التنظيمات االرهابية في العالم‬


‫قائمة المراجع ‪:‬‬
‫‪- 1‬إبراهٌم فؤاد‪ ،‬داعش من النجدي إلى البغدادي‪،‬الطبعة ‪،1‬بٌروت لبنان‪:‬مركز أوال للدراسات‬
‫والتوثٌق‪،‬أفرٌل ‪.2015‬‬
‫‪ ،1‬عمان األردن‪:‬عالم‬ ‫‪- 2‬أبو دامس زكرٌا‪،‬أثر التطور التكنولوجً على اإلرهاب‪،‬الطبعة‬
‫الكتب الحدٌثة‪.2005 ،‬‬
‫‪- 3‬أكادٌمٌة ناٌف العربٌة للعلوم األمنٌة‪،‬األسالٌب والوسائل التقنٌة التً ٌستخدمها االرهابٌون‬
‫وطرق التصدي لها ومكافحتها‪،267،‬الرٌاض السعودٌة‪. 2012:‬‬
‫‪- 4‬البكري عبد الرحمان‪،‬داعش ومستقبل العالم بٌن الوضع السٌاسً والحدٌث‬
‫النبوي‪،‬بدونطبعة‪،‬كولن ألمانٌا‪ ،‬دار الغرباء للنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪- 5‬الشكري علً ٌوسف‪ ،‬اإلرهاب الدولً فً ظل النظام العالمً الجدٌد‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬القاهرة‬
‫مصر‪ :‬اٌتراك للطباعة والنشر‪.2007،‬‬
‫‪- 6‬العموش أحمد فبلح‪،‬مستقبل اإلرهاب فً هذا القرن‪،‬الرٌاض السعودٌة‪ :‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث ‪.2012،‬‬
‫‪- 7‬الهاشمً هشام‪،‬عالمداعش‪،‬الطبعة ‪،1‬لندن انجلترا‪،‬بغداد العراق‪ :‬دار الحكمة لندن‪/‬دار بابل‬
‫العراق‪.2015،‬‬
‫‪- 8‬أحمد ٌوسف أحمد ‪ ،‬مقدمة فً العالقات الدولٌة‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬القاهرة مصر‪:‬معهد‬
‫البحوث والدراسات العربٌة‪.‬‬
‫‪- 9‬باسٌتجون‪،‬حرب الفضاء االلكترونً‪:‬التسلح وأسالٌب الدفاع الجدٌدة‪،‬مركز اإلمارات‬
‫للدراسات والبحوث اإلستراتٌجٌة‪،‬أبو ظبً اإلمارات العربٌة المتحدة‪.2014 :‬‬
‫‪ - 10‬بوادي المحمدي حسنٌن‪ ،‬اإلرهاب النووي لغة الدمار الشامل‪ ،‬اإلسكندرٌة مصر‪ :‬دار‬
‫الفكر الجامعً ‪.2007‬‬
‫‪ - 11‬جبور منى األشقر‪ ،‬السٌبرانٌة هاجس العصر‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬جامعة الدول العربٌة‪.2015 ،‬‬
‫‪ - 12‬داٌرغوٌن‪،‬ترجمة طوقان رامً‪،‬فوبٌاداعش وأخواتها‪،‬الطبعة ‪،1‬بٌروت لبنان‪ :‬الدار‬
‫العربٌة للعلوم ناشرون‪.2015،‬‬
‫‪ - 13‬زاٌدخلٌفة عبد المقصود‪،‬األسلحة البٌولوجٌة ووسابل مقاومتها‪،‬الطبعة األولى‪،‬بٌروت‬
‫لبنان‪ :‬دار الكتاب الجامعً ‪.2014،‬‬
‫‪ - 14‬حقً سعد توفٌق‪،‬مبادئ العالقات الدولٌة‪،‬ط ‪، 5‬القاهرة مصر‪:‬شركةالعاتك لصناعة‬
‫الكتاب‪.2010،‬‬
‫‪ - 15‬طارق قصً‪ ،‬الدولة االسالمٌة فً العراق والشام داعش‪،‬الطبعة ‪،1‬بغداد العراق‪ :‬مطبعة‬
‫لٌث فٌصل للطباعة المحدودة ‪.2014،‬‬
‫‪ - 16‬طشطوش هاٌل عبد المولى‪،‬مقدمة فً العالقات الدولٌة‪،‬األردن ‪:‬عالم الكتب الحدٌثة‬
‫‪.2010،‬‬
‫‪ - 17‬كوبالندتوماس‪،‬ثورة المعلومات واألمن القومً‪،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‬
‫اإلستراتٌجٌة‪،‬أبوظبٌدولة اإلمارات العربٌة‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬
‫‪ - 18‬لعبٌدي محمد وآخرون‪،‬الجماعة التً تسمً نفسها دولة‪ ،‬الطبعة ‪،1‬أبو ظبً االمارات‬
‫العربٌة المتحدة ‪:‬مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتٌجٌة‪.2015 ،‬‬
‫‪ 21‬اإلرهاب الدولً‪ ،‬التمرد وحرب‬ ‫‪ - 19‬لونج أوستن‪ ،‬الحروب الالمتماثلة فً القرن‬
‫الطائرات من دون طٌار‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬أبو ظبً اإلمارات العربٌة المتحدة ‪ :‬مركز اإلمارات‬
‫للدراسات والبحوث اإلستراتٌجٌة‪.2014،‬‬
‫‪ - 20‬محبوب عبد الحفٌظ عبد الرحٌم‪،‬واقعجٌو استراتٌجً جدٌد فً الشرق األوسط ٌغذٌه‬
‫الصراع واالرهاب‪ ،‬دار ناشري‪،‬افرٌل ‪.2015‬‬
‫‪ - 21‬مركز الجزٌرة للدراسات‪،‬تنظٌم الدولة اإلسالمٌة النشأة والتأثٌر‬
‫والمستقبل‪،‬ملفات‪،‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫‪ - 22‬مصباحعبد الهادي‪،‬األسلحة البٌولوجٌة والكٌماوٌة بٌن الحرب والمخابرات‬
‫واإلرهاب‪،‬الطبعة األولى‪،‬القاهرةمصر‪ :‬الدار المصرٌة اللبنانٌة‪2000،‬‬
‫‪ - 23‬سندب مازن‪ ،‬داعش ماهٌته نشأته إرهابه أهدافه‪،‬الطبعة ‪ ،1‬بٌروت لبنان‪ :‬الدار العربٌة‬
‫للعلوم ناشرون‪2015،‬‬
‫‪ - 24‬سً لٌبٌكٌمارتن‪،‬التلوٌح بقدرات الهجوم عبر األنترنت‪،‬الطبعة ‪،1‬أبو ظبً االمارات‬
‫العربٌة المتحدة‪:‬مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتٌجٌة‪.2014 ،‬‬
‫‪ - 25‬عباس بدران‪،‬الحرب االلكترونٌة ‪،‬االشتباك فً عالم المعلوماتٌة‪ ،‬بٌروت لبنان‪:‬مركز‬
‫دراسات الحكومة االلكترونٌة ‪2010 ،‬‬
‫‪ - 26‬عبد الحمٌد محً معتز‪ ،‬اإلرهاب وتجدٌد الفكر األمنً‪ ،‬طبعة ‪ ،1‬عمان المملكة األردنٌة‬
‫الهاشمٌة‪ :‬دار زهران للنشر والتوزٌع‪. 2014،‬‬
‫‪ - 27‬عبد الحً صباح عبد الصبور‪،‬استخدام القوة االلكترونٌة فً التفاعالت الدولٌة‪،‬الجزء‬
‫الثانً‪ ،‬المعهد المصري للدراسات السٌاسٌة واالستراتٌجٌة‪ ،‬نوفمبر ‪.2016‬‬
‫‪ - 28‬عبد الخالق عبد هللا‪،‬العالم المعاصر والصراعات الدولٌة‪،‬الكوٌت‪:‬عالم المعرفة‪.2007 ،‬‬
‫‪،1‬‬ ‫‪ - 29‬عبد الكافً إسماعٌل عبد الفتاح‪ ،‬اإلرهاب ومحاربته فً العالم المعاصر‪،‬الطبعة‬
‫مصر ‪،‬اتحاد الكتاب ‪.2005،‬‬
‫‪ - 30‬عطوان عبد الباري‪،‬الدولة االسالمٌة الجذور التوحش المستقبل‪،‬الطبعة ‪،1‬بٌروت لبنان‪:‬‬
‫دار الساقً‪.2015،‬‬
‫‪ ،1‬القاهرة مصر‪ :‬المكتبة األمنٌة‬ ‫‪ - 31‬عالء محمد‪ ،‬نظرٌة األمن اإلسرائٌلً‪ ،‬طبعة‬
‫العربٌة‪2009،‬‬
‫‪ - 32‬عٌد محمد فتحً‪ ،‬األسالٌب والوسائل التقنٌة التً ٌستخدمها اإلرهابٌون وطرق التصدي‬
‫لها ومكافحتها‪،‬الطبعة ‪ ،1‬الرٌاض السعودٌة ‪:‬مركز الدراسات والبحوث ‪.2011‬‬
‫‪ - 33‬فاعور ملكاوي عصام‪ ،‬التعاون الدولً وأثره فً مكافحة اإلرهاب‪ ،‬كلٌة التدرٌب ‪،‬قسم‬
‫البرامج التدرٌبٌة‪،‬الحلقة العلمٌة‪ ،‬الرٌاض السعودٌة‪.2013:‬‬
‫‪ - 34‬فٌكتور فرنز‪،‬ترجمة هٌثم كٌالنً‪،‬الحرب العالمٌة الثالثة(الخوف الكبٌر)‪،‬بدون‬
‫طبعة‪،‬المؤسسة العربٌة للدراسات والنشر‪.2010،‬‬
‫‪ - 35‬صادق محمد ٌوسف‪،‬اإلرهاب والصراع الدولً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪،‬دارسردم‬
‫للطباعة والنشر‪. 2013 ،‬‬
‫‪ - 36‬صفوح األخرس محمد وآخرون ‪،‬أثر التقنٌة على المجتمع العربً‪،‬الطبعة ‪، 1‬الرٌاض‬
‫السعودٌة‪ :‬دار النشر بالمركز العربً للدراسات األمنٌة والتدرٌب‪.2007،‬‬
‫‪ ،1‬المحمدٌة الجزائر‪ :‬عالم‬ ‫‪ - 37‬رابحً لخضر‪ ،‬من الخوارج الى داعش‪ ،‬الطبعة‬
‫األفكار‪2015،‬‬
‫‪ - 38‬ذٌاب موسى البداٌنة‪ ،‬االرهاب المعلوماتً ‪ ،‬جامعة ناٌف للعلوم الدراسات االمنٌة‬
‫‪،‬القاهرة مصر‪.2008،‬‬
‫‪ - 39‬ثامر بدوي‪،‬داعش فً المجال األوراسً‪،‬األبعاد والتداعٌات االقلٌمٌة‪،‬فاطمة الصمادي‬
‫‪،‬تنظٌم الدولة االسالمٌة النشأة والتأثٌر المستقبل‪،‬مركز الجزٌرة للدراسات ‪،‬نوفمبر ‪.2014‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية ‪:‬‬


‫‪1-myriamdunn,information age conflicts,CSSzurcher‬‬
‫‪bétrage,isse:64centre por security studies,zurich, suitzarland,2002,p25‬‬
‫‪2- UNITED NATIONS COUNTER TERRORIME IMPLEMENTATION,‬‬
‫‪TASSK FORCE THE USE OF THE INTERNET, UNITED NATIONS,NEW‬‬
‫‪YOURK k2012Kp 129.‬‬
‫‪3-MishaGlenny, The cyber arms race is on, as nations large and‬‬
‫‪small mobilize to protect themselves and their enemies if provoked,‬‬
‫‪post-gazette.com, October 23, 2011.‬‬
‫‪4-Herfriedmounkiles, terrorismusals communication strategie ,die‬‬
‫‪bostschaftdes11 1september « internationale politik‬‬
‫‪56,2001,vol12,p11-‬‬

‫المجالت العلمية والجرائد ‪:‬‬


‫‪- 1‬احمد إبراهٌم محمود‪"،‬اإلرهاب الجدٌد ‪ :‬الشكل الربٌسً للصراع المسلح فً الساحة‬
‫الدولٌة"‪،‬السٌاسةالدولٌة‪،‬العدد ‪،147‬القاهرة‪ٌ ،‬ناٌر ‪ ،2002‬ص ‪45‬‬
‫‪- 2‬احمد محمد متولى مسلم ‪“،‬تاثٌر الصعود الروسً على السٌاسة الخارجٌة االمرٌكٌة تجاه‬
‫منطقة الشرق األوسط – دراسة حالة األزمة السورٌة ‪” ,‬رسالة ماجستٌر ‪ ,‬جامعة القاهرة‬
‫‪ ,‬كلٌة االقتصاد و العلوم السٌاسٌة ‪2015 ,‬م ‪ ,‬ص ‪81-79‬‬
‫‪- 3‬أنطونٌوس كرم‪ ،‬المجلس الوطنً للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬العرب أمام تحدٌات‬
‫التكنولوجٌا‪ ،59 ،‬سلسلة كتب ثقافٌة شهرٌة‪ ،‬الكوٌت‪ :‬عالم المعرفة‪ ،‬نوفمبر ‪،1982‬‬
‫‪- 4‬انمار موسى جواد ‪"،‬حرب الفضاء االلكترونً المفهوم‪-‬االدوات والتطبٌقات" كلٌة الٌرموك‬
‫الجامعة‪،‬مجلة العلوم القانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬عدد‪،02‬مجلد ‪،05‬جوان ‪،2016‬ص‪.145‬‬
‫‪- 5‬الدٌنً ٌوسف ‪ "،‬داعش الخالفة السوداء"‪ ،‬مجلة العرب الدولٌة صادرة‬
‫بلندن‪،‬عدد‪،1598‬أوت ‪2014‬‬
‫‪- 6‬اللبان شرٌف دروٌش‪،‬قراءة فً االستراتٌجٌة االعالمٌة والثقافٌة لتنظٌم داعش‪،‬دراسة رقم‬
‫‪،21‬سلسلة االعالم العربً ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر‪:‬المركز العربً للبحوث والدراسات ‪.2016،‬‬
‫‪- 7‬الدسوقً أٌمن ‪"،‬موجة جدٌدة من ارهاب الذئاب المنفردة "مجلة درع‬
‫الوطن‪،‬االمارات‪،‬عدد‪،146‬جانفً‪.2015‬‬
‫‪- 8‬المر واني ناٌف بن محمد ‪،‬تموٌل اإلرهاب الكترونٌا ‪،‬المجلة العربٌة للدراسات األمنٌة‬
‫والتدرٌب‪،‬عدد‪،55‬مجلد ‪.23‬‬
‫‪- 9‬القٌم كامل ‪"،‬حرب الرموز وتسوٌق مثٌرات العنف‪،‬مجلة بابل للدراسات االنسانٌة‪،‬عدد‬
‫‪،02‬مجلد‪05‬‬
‫‪ - 10‬جامعة ناٌف العربٌة للعلوم األمنٌة ‪ ،‬استعمال االنترنت فً تموٌل االرهاب وتجنٌد‬
‫االرهابٌٌن ‪، 525 ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬الرٌاض السعودٌة ‪ :‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث ‪.2012،‬‬
‫‪ - 11‬جمعة الحداد ٌوسف‪" ،‬الجٌل الرابع من الحروب أبعاد وتهدٌدات" درع الوطن االماراتٌة‬
‫‪:‬عدد‪،504‬جانفً ‪.2014‬‬
‫‪ - 12‬جمال سند السوٌدي‪ ،‬مؤتمر الجٌل الرابع من الحروب ‪ ،‬صحٌفة العرب ‪:‬عدد‬
‫‪،1027‬ص ‪18‬‬
‫‪ - 13‬وحٌد عبد المجٌد‪"،‬دور القوي الكبرى فى انتشار االرهاب "‪،‬السٌاسة الدولٌة ‪ :‬العدد‬
‫‪ٌ , 203‬ناٌر ‪2016‬‬
‫‪ - 14‬حارث حسن‪"،‬السٌاسة األمرٌكٌة تجاه تنظٌم داعش"‪،‬مجلة سٌاسات عربٌة‪،‬عدد رقم‬
‫‪،16‬مجلد ‪،28‬سبتمبر‪.2015‬‬
‫‪ٌ - 15‬اسر عبد العزٌز‪"،‬قصة الحرب الالمتماثلة" مجلة درع الوطن االماراتٌة‪،‬عدد‬
‫‪،،526‬نوفمبر ‪ ،2015‬ص‪.95‬‬
‫‪ - 16‬مجمع البحرٌن لإلعالم‪،‬الذئب المنفرد كابوس أمرٌكا‪،‬الجزءاألول‪،‬البحرٌن‪2014 ،‬‬
‫‪،13‬سلسلة الدراسات‬ ‫‪ - 17‬مركز بروكٌنغر‪،‬تحدٌد معالم الدولة االسالمٌة‪،‬عدد‬
‫التحلٌلٌة‪،‬الدوحةقطر‪:‬مركز بروكٌنغر‪،‬دٌسمبر ‪.2014‬‬
‫‪ - 18‬منصور عمرو‪،‬المخاوف الروسٌة والموقف األمرٌكً من تمدد داعش فً‬
‫القوقاز‪،‬السٌاسة الدولٌة ‪،‬العدد ‪،203‬مصر‪ٌ،‬ناٌر ‪.2016‬‬
‫‪ - 19‬محمد شوقً عبد العال‪ ،‬موقؾ مصر من قضٌة "الحرب الدولٌة ضد‬
‫اإلرهاب"‪،‬القاهرة‪ ،‬مركز البحوث والدراسات السٌاسٌة‪ ،2003 ،‬ص ‪479‬‬
‫‪،21‬سلسلة‬ ‫‪ - 20‬نٌازي حسن الصٌفً‪ ،‬استخدام داعش لإلعالم االجتماعً‪،‬دراسة رقم‬
‫االعالم العربً‪،‬القاهرة مصر ‪:‬المركز العربً للبحوث والدراسات‪.2016 ،‬‬
‫‪ - 21‬ناٌؾ بن محمد المروانً ‪"،‬تموٌل اإلرهاب الكترونٌا" المجلة العربٌة للدراسات األمنٌة‬
‫والتدرٌب ‪،‬عدد‪،85‬مجلد‪،29‬ص‪02‬‬
‫‪ - 22‬عطٌة أٌسر محمد‪،‬دور اآللٌات الحدٌثة للحد من الجرائم المستحدثة ‪،‬ملتقى علمً‪،‬كلٌة‬
‫العلوم اإلستراتٌجٌة ‪،‬عمان المملكة األردنٌة الهاشمٌة‪.2014 ،‬‬
‫‪ - 23‬عمٌر حسن تركً‪"،‬االرهاب االلكترونً ومخاطره فً العصر الراهن"‪،‬مجلة العلوم‬
‫القانونٌة والسٌاسٌة‪،‬عددخاص‪،‬جامعة دٌالً‪.‬‬
‫‪ - 24‬عبد الجلٌل زٌد المرهون‪" ،‬االرهاب النووي معالمه وطرق مواجهته " جرٌدة الرٌاض‬
‫السعودٌة‪ ،‬عدد ‪،362‬الثبلثاء ‪ 08‬نوفمبر‪2016‬‬
‫‪ - 25‬عبد الصادق عادل‪،‬أسلحة الفضاء اإللكترونً فً ضوء القانون الدولً اإلنسانً ‪،‬سلسلة‬
‫أوراق ‪،‬عدد ‪،23‬وحدة الدراسات المستقبلٌة‪،‬مكتبة اإلسكندرٌة‪2016 ،‬‬
‫‪ - 26‬عبد الصادق عادل ‪ "،‬القوة االلكترونٌة أسلحة االنتشار الشامل فً عصر الفضاء‬
‫االلكترونً"‪،‬سلسلة قضاٌا إستراتٌجٌة ‪،‬أكتوبر ‪2012‬‬
‫‪ - 27‬عبد الصادق عادل ‪"،‬حروب المستقبل‪ :‬الهجوم االلكترونً على برنامج إٌران‬
‫النووي‪،‬السٌاسة الدولٌة ؟‪،‬مصر ‪،‬عدد ‪،184‬جانفً ‪.2011‬‬
‫‪ - 28‬عترٌسً طالل‪ ،‬دولة داعش وفشل استعادة االسالم السنً‪،‬مجلة شؤون‬
‫عربٌة‪،‬عدد‪،159‬خرٌف ‪2014‬‬
‫‪ - 29‬على الخشبٌان ‪ ،‬اإلرهاب والتقنٌة والوطن‪ ،‬جرٌدة الرٌاض السعودٌة‪ ،‬عدد ‪،17416‬‬
‫‪ ،2016/02/29‬ص‪25‬‬
‫‪ - 30‬صحٌفة العرب القطرٌة ‪،‬الدوحة هنا‪،‬عدد ‪.2016/03/01،10124‬‬
‫‪ - 31‬قبالن مروان ‪"،‬صعود تنظٌم الدولة اإلسالمٌة وتحوالت النظام االقلٌمً فً المشرق‬
‫العربً" مجلة سٌاسات عربٌة‪،‬عدد‪،12‬جانفً‪2015‬‬
‫‪ - 32‬رٌهام عبد الرحمان رشاد‪ ،‬أثر االرهاب االلكترونً على تؽٌر مفهوم القوة فً العبلقات‬
‫‪،375‬المركز العربً الدٌمقراطً للدراسات‬ ‫الدولٌة دراسة حالة تنظٌم الدولة‪ ،‬عدد‬
‫االستراتٌجٌة والسٌاسٌة‪ ،2016/07/24 ،‬ص‪38‬‬
‫‪ - 33‬خلٌفة اٌهاب‪ ،‬تأثٌرات قوة الفضاء االلكترونً على التفاعالت األمنٌة فً العالم‪،‬اتجاهات‬
‫األحداث‪،‬عدد‪،01‬المجلد األول‪،‬أوت ‪.2014‬‬
‫الرسائل واألطروحات ‪:‬‬
‫‪- 1‬وئام محمود سلٌمان النجار‪،‬التوظٌف السٌاسً لإلرهاب فً السٌاسة الخارجٌة األمرٌكٌة‬
‫بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر( ‪،)2008-2001‬رسالة ماجستٌر‪،‬كلٌة االقتصاد والعلوم‬
‫اإلدارٌة ‪،‬برنامج العلوم السٌاسٌة‪،‬جامعة األزهر‪،‬غزة‪.2012 ،‬‬
‫‪- 2‬لونٌسً اعلً ‪،‬آلٌات مكافحة اإلرهاب الدولٌة بٌن فاعلٌة القانون الدولً وواقع الممارسات‬
‫الدولٌة االنفرادٌة‪،‬أطروحة دكتوراه ‪،‬كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة‪،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪،‬تٌزي وزو‪.2012/07/04 ،‬‬
‫‪- 3‬لعبٌدي خلود ولٌد صالح ‪،‬دور المتغٌر التكنولوجً فً النظام الدولً بعد الحرب الباردة‪،‬‬
‫رسالة ماجستٌر‪ ،‬كلٌة العلوم السٌاسٌة ‪ ،‬جامعة النهرٌن ‪،‬العراق‪.2010 :‬‬

‫المقاالت ‪:‬‬
‫‪- 1‬عبد الوهاب رجب هاشم بن صادق‪ ،‬األسلحة البٌولوجٌة‪ ،‬دراسة استعراضٌة‪،‬جامعة ناٌف‬
‫العربٌة للعلوم‪ ،‬قسم الندوات واللقاءات العلمٌة ‪ ،‬الرٌاض السعودٌة‪ :‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث ‪ ،2005/03/09 ،‬ص ‪.09-08‬‬

‫‪- 2‬محمد فتحً عٌد ‪،‬األسالٌب والطرق التً ٌستخدمها االرهابٌون وطرق التصدي لها‬
‫ومكافحتها ‪،‬الرٌاض السعودٌة ‪ :‬مركز الدراسات والبحوث‪2001 ،‬‬
‫الدراسات الغير منشورة ‪:‬‬
‫‪- 1‬إسماعٌل العزاوي‪" ،‬أثر تكنولوجٌا المعلومات واإلتصاالت على الدبلوماسٌة" رسالة‬
‫ماجستٌر‪ ،‬كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة جامعة بٌروت العربٌة‪.2013/03/13 ،‬‬

‫مواقع االنترنت ‪:‬‬


‫‪www.psd.gov.jo/imagea/inter pol/news/19pdfr- 1‬‬
http://www.skynewsarabia.com/web/article/114276/%D8% %AF-- 2
2017/2/1 ‫تارٌخ الدخول‬
www.diplomatie.gov.fr- 3
2017/02/24 ‫تارٌخ اإلطالع‬http://studies.aljazeera.net- 4
2016/12/24 ‫ تارٌخ اإلطالع‬،http://www.drsc-sy.org- 5
.2016/12/24 ‫ تارٌخ اإلطالع‬،http://www.bbc.com/arabic- 6
‫ تارٌخ اإلطالع‬http://www.elwatannews.com/news/details/580202- 7
2017/03/25:
. ‫وتجن‬-‫ كٌف تجذب داعش الشباب ؟ألعاب فٌدٌو‬www.ar.timesofisrael.com/- 8
2017/03/25: ‫تارٌخ اإلطالع‬/
14:15:‫ على الساعة‬2017/02/28: ‫تارٌخ اإلطبلع‬www.diplomatie.gouv.fr- 9
http://www.araa.sa - 10
‫ على‬2017/04/09 : ‫ تارٌخ اإلطالع‬http://www.masralarabia.com - 11
15:39 ‫الساعة‬
http://carnegie-mec.org/2015/06/29/ar-pub-60542: Getty - 12
12:21: ‫ على الساعة‬2017/02/28 : ‫تارٌخ اإلطالع‬
:‫ تم االطالع علٌه ٌوم‬http://omandaily.om/?p=222986: - 13
14:42: ‫ على الساعة‬2017/03/18
http://www.almodon.com/media/2016/12/24/2016 - 14

You might also like