Professional Documents
Culture Documents
مادة قانون العمل
مادة قانون العمل
مادة قانون العمل
في نهاية الحصة يجب على كل المتربصين أن يكونوا قادرين على تبيين
العمل بشكل صحيح
التزامات العامل وصاحب ّ
1
قانون العمل المذكرة رقم10 :
تمهيد:
مل يظهر قانون العمل كفرع مستقل من فروع القانون اخلاص إال منذ أوائل القرن التاسع عشر يف أوروبا ،وجاء هذا
القانون نتيجة ألوضاع اقتصادية واجتماعية سادت فيها آنذاك ،وجاء هذا القانون لينظم العالقات بني العمال وأرباب األعمال.
وكان اهلدف من تنظيم هذه العالقات هو التوصل إىل ضمانات للطبقة العاملة ضد تعسف أرباب األعمال وبدأت
التشريعات العمالية يف الظهور منذ أوائل القرن التاسع عشر لتخفيف حدة الصراع بني أرباب العمل والطبقة العاملة.
أما على الصعيد الوطين ،كانت القوانني الفرنسية هي اليت حتكم جماالت احلياة االجتماعية إبان االستعمار ،ومنذ اسرتجاع اجلزائر
الستقالهلا يف ، 1962بدأت تسن تشريعاهتا كالقانون املدين والقانون التجاري وقانون العقوبات… اخل .أما قانون العمل فقد
صدر يف .5291/40/92ومتاشيا مع اإلصالحات االقتصادية فقد أدخلت عدة تعديالت على قانون العمل بداية من سنة
5224إىل أن صدر القانون رقم 55-24بتاريخ 95أفريل 5224وعدل عدة مرات.
فما هو قانون العمل ؟ وما هو عقد العمل ،وأنواعه ؟
وما هي عناصر عقد العمل ؟ وما هي آثاره ؟
وكيف ينظم قانون العمل العالقات الفردية للعمل ؟
وكيف يتم تعليق عالقة العمل ؟ وكيف يتم إهناؤها ؟
ِ
املستخدمني )5تعريف قانون العمل :هو القواعد القانونية اليت تنظم العالقات اليت تقوم بني العمال و أصحاب العمل أو
أو بعبارة أخرى قانون العمل هو جمموعة القواعد القانونية اليت تنظم أحكام عقد العمل ،فقد نصت املادة ) ( 1من قانون العمل
رقم 55-24املؤرخ يف 21أفريل سنة 1990املعدل واملتمم واخلاص بعالقات العمل على أن قانون العمل حيكم ( ...العالقات
ِ
املستخدمني). الفردية واجلماعية يف العمل بني العمال األجراء و
ِ
املستخدمني حيث نصت على ما يلي( :يعترب عماال أجراء يف مفهوم أما املادة ) ( 2من نفس القانون فقد بينت فئات العمال و
هذا القانون ،كل األشخاص الذين يؤدون عمالا يدوياا أو فكرياا مقابل مرتب ،يف إطار التنظيم ،وحلساب شخص طبيعي أو
ِ
املستخدم"). معنوي ،عمومي أو خاص ،يدعى"
و املواضيع اليت يتضمنها قانون العمل هي:
-عالقات العمل
-التكوين املهين
-أجور العمال
-نزاعات العمل
-العقوبات املرتتبة على خمالفة أحكامه.
ب .مصادر قانون العمل:
ب . 1.المصادر الدولية:
هي جمموعة القواعد القانونية اليت تنظم العالقات بني دولة واملنظمات الدولية كاملنظمة الدولية للشغل organisation
.(O.I.T) international du travailواملنظمة الدولية للشغل هي أول املنظمات اليت وضعت جمموعة من القواعد
2
اليت أصبحت من مصادر قانون العمل كالتأمني والضمان االجتماعي ومنع تشغيل األطفال .وهكذا نشأت عالقات دولية بني
الدول فيما خيص الشغل حبيث ال جيوز اخلروج عنها.
ب . 2 .المصادر الداخلية:
وهي املصادر املعروفة للقانون كالتشريع والعرف والقضاء ،ويضاف إليها اللوائح الداخلية اليت يضعها أصحاب العمل يف
املؤسسات لتسيريها شريطة أن ال تأيت خمالفة للقانون.
ج .سريان قانون العمل:
يطبق قانون العمل على كل األشخاص سواء كانوا وطنيني أم كانوا أجانب ،رجاالا كانوا أم نساء إذا كانت العالقة اليت تربطهم
هي عالقة العمل .غري أنه خيرج عن أحكام قانون العمل املستخدمون املدنيون والعسكريون التابعون للدفاع الوطين والقضاة
واملوظفون يف املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري .حيث نصت املادة ) ( 3من قانون العمل على ما يلي( :خيضع
املستخدمون املدنيون والعسكريون التابعون للدفاع الوطين والقضاة واملوظفون واألعوان املتعاقدون يف اهليئات واإلدارة العمومية يف
الدولة والواليات والبلديات ومستخدمو املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،ألحكام تشريعية وتنظيميه خاصة) .كما نصت
املادة ) ( 4من نفس القانون على فئات أخرى ختضع لنظام نوعي لقانون العمل حيث نصت على ما يلي :حتدد عند االقتضاء
ِ
ومستخدمي املالحة اجلوية أحكام خاصة ،تتخذ عن طريق التنظيم ،النظام النوعي لعالقات العمل اليت تعين مسريي املؤسسات
ِ
ومستخدمي السفن التجارية والصيد البحري والعمال يف املنزل والصحفيني والفنانني واملسرحيني واملمثلني التجاريني ورياضي والبحرية
ومستخدمي البيوت ،وذلك بغض النظر عن أحكام هذا القانون ،ويف إطار التشريع املعمول به). ِ النخبة
)9تعريف عقد العمل:
هو عقد يربط بني العامل وصاحب العمل تنشأ مبوجبه عالقة العمل .وحيتوي عقد العمل على عناصر متعلقة بطبيعة العقد
ومدته ،وقيمة األجر وأوقات العمل وباقي الشروط املتفق عليها بني الطرفني ،وال تنعقد عالقة العمل حسب التشريع اجلزائري إال
بإبرام عقد العمل وتوفر الشروط الواجب توفرها يف خمتلف العقود أي أركان العقد العامة باإلضافة إىل شروط شكلية وأخرى
موضوعية خاصة هبذا العقد.
أنواع عقد العمل:
تنقسم عقود العمل بالنظر إىل مدة العقد إىل األنواع التالية:
أ.عقود محددة المدة :هي العقود اليت تنتهي بانتهاء املدة املتفق عليها بني العامل واملستخدم .وقد نصت على هذا املادة
( )59من قانون العمل ،وحددت احلاالت اليت ميكن فيها إبرام عقد العمل احملدد املدة وهذه احلاالت هي:
-أشغال وخدمات غري متجددة؛
ِ
املستخدم أن حيتفظ مبنصب العمل لصاحبه. -استخالف عامل مثبت يف منصب تغيب عنه مؤقتاا وجيب على
ِ
املستخدمة إجراء أشغال دورية ذات طابع متقطع أو أسباب مومسية. -عندما يتطلب األمر من اهليئة
-عندما يربر ذلك تزايد العمل.
-عندما يتعلق األمر بنشاطات أو أشغال ذات مدة حمدودة أو مؤقتة حبكم طبيعتها.
ومهما يكن جيب أن يبني بدقة يف عقد العمل مدة عالقة العمل وأسباب املدة املقررة ،ومن ناحية أخرى أوكل القانون ملفتش
العمل املختص إقليميا أمر التأكد من احرتام املادة 12عند إبرام عقد عمل حمدد املدة حيث نصت املادة 12مكرر(معدلة باألمر
3
)90-29على ما يلي(:يتأكد مفتش العمل املختص إقليميا حبكم الصالحيات اليت خيوهلا إياه التشريع والتنظيم املعمول هبما .من
أن عقد العمل ملدة حمدودة أبرم من أجل إحدى احلاالت املنصوص عليها صراحة يف املادة 12من هذا القانون وأن املدة
املنصوص عليها يف العقد موافقة للنشاط الذي وظف من أجله العامل).
أما يف حالة عدم احرتام أحكام املادة ) ( 12فيتحول العقد إىل عقد غري حمدد املدة كما نصت على ذلك أحكام املادة ) ( 14
من نفس القانون بقوهلا( :يعترب عقد العمل املربم ملدة حمدودة خالفا ملا تنص عليه أحكام هذا القانون .عقد عمل ملدة غري حمدودة
دون اإلحالل باألحكام األخرى الواردة يف القانون).
ب .عقود العمل غير محددة المدة:
وهي عقود ليس هلا أجل انتهاء ،ويعترب عقد العمل غري حمدد املدة إذا كان مكتوبا ومل ينص فيه على مدة انتهائه صراحة ،أما إذا
كان غري مكتوب فيعترب ملدة غري حمدودة كما نصت املادة 11بقوهلا ( :يعترب العقد مربما ملدة غري حمدودة إال إذا نص على غري
ذلك كتابة .ويف حالة انعدام عقد عمل مكتوب ،يفرتض أن تكون عالقة العمل قائمة ملدة غري حمدودة).
وهكذا فإن مدة عقد العمل تعترب غري حمددة إال إذا نص الطرفان على غري ذلك صراحة وكتابة يف العقد ،أي أنه ال ميكن يف حال
من األحوال أن يكون عقد العمل حمدد املدة شفهيا.
ج .العقود التي تنتهي بانتهاء المشروع:
هناك بعض الدول تعمل هبذا النوع من العقود .وتلك العقود تنتهي آثارها بانتهاء املشروع الذي يكون يف اإلجناز مثالا :انتهاء
عالقة العمل مبجرد االنتهاء من بناء مدرسة أو عمارة .وميكن إحلاق هذا النوع من العقود بالعقود احملددة املدة.
3.2العناصر األساسية لعقد العمل:
و هذه العناصر متثل اخلصائص اليت متيز عالقة العمل ،فعند ظهور قانون العمل ارتبطت عالقة العمل بعقد العمل من حيث أهنا
عالقة عقدية حيكمها العقد وعالقة تنظيمية حيث عقد العمل ما هو إال كيفية تنظيم الشؤون بني العامل و ِ
املستخدم .ومن هنا
متيزت عالقة العمل بعدة خصائص:
أ .التبعية:
قانون العمل ال حيكم فقط العالقة الناشئة بني الطرفني ،بل إىل جانب ذلك نص على أن العامل خيضع يف عمله إلرادة وإشراف
ِ
املستخدم ،وتبعية قانونية نظرا لكون العامل يتقاضى أجرا من ِ
املستخدم وهذا اخلضوع يسمى بالتبعية .والتبعية هي تبعية اقتصادية ا
أيضا ألن املستخدم ميلك سلطة اإلشراف على العمال وله صالحية إصدار األوامر.
ب .األجر و الزمن:
األجر هو املبلغ الذي يتقاضاه العامل نتيجة العمل العضلي أو الفكري الذي يبذله مقابل مدة زمنية حمددة ومىت توافر هذا املقابل
أجرا أو مرتباا.
أي األجر اعتربت العالقة عالقة عمل مهما كانت صورة هذا املقابل نقدياا أو عينياا ومهما كانت تسميته ا
.2.4آثار عقد العمل:
ِ
املستخدم بعقد عمل ،ويرتتب على هذا العقد التزامات
سبق وأن ذكرنا أن عالقة العمل هي تلك الرابطة اليت تربط بني العامل و
لكال الطرفني.
4
أ .التزامات العامل:
فرض قانون العمل على العامل اخلضوع يف إطار عالقات العمل عدة واجبات أساسية بينتها املادة ( )9من القانون رقم 55-24
وهي:
-أن يؤدوا بأقصى ما لديهم من قدرات الواجبات املرتبطة مبنصب عملهم ويعملوا بعناية ومواظبة يف إطار تنظيم العمل الذي
يضعه املستخدم.
-أن يسامهوا يف جمهودات اهليئة املستخدمة لتحسني التنظيم واإلنتاجية.
ِ
املستخدم أثناء ممارسته العادية لسلطاته يف اإلدارة. -أن ينفذوا التعليمات اليت تصدرها السلطة السلمية اليت يعينها
-أن يراعوا تدابري الوقاية الصحية وأن يتقبلوا أنواع الرقابة الطبية الداخلية واخلارجية يف إطار طب العمل.
-أن يشاركوا يف أعمال التكوين وحتسني املستوى وجتديد املعارف.
-أن ال تكون هلم مصاحل مباشرة أو غري مباشرة يف مؤسسة أو شركة منافسة أو زبونة أو مقاولة من الباطن إال إذا كان هناك
ِ
املستخدم ،وأن ال تنافسه يف جمال نشاطه. اتفاق مع
-احملافظة على السر املهين بان ال يفشوا املعلومات املتعلقة بالتقنيات والتكنولوجيا وأساليب الصنع وطرق التنظيم ،وبصفة عامة
ِ
املستخدمة إال إذا فرضها القانون أو طلبتها سلطتهم السلمية. أن ال يكشفوا مضمون الوثائق الداخلية اخلاصة باهليئة
-أن يراعوا االلتزامات النامجة عن عقد العمل.
وهكذا فإن أحكام املادة السابقة قد ألزمت العامل بالقيام مبجموعة من التصرفات واالمتناع عن إتيان بعض األعمال احملظورة عليه.
وهكذا فإن القانون املتعلق بعالقات العمل قد وضع اإلطار العام اللتزامات العامل ،حيث ميكن ردها إىل التزامات داخل العمل
وأخرى خارجه ،على غرار ما هو سائد يف نظام الوظيفة العامة.
وتتمثل أهم االلتزامات اليت جيب على العامل التقييد هبا داخل املؤسسة يف القيام باملهام املرتبطة مبنصب العمل وتنفيذ التعليمات
الصادرة عن السلطة السلمية.
أما االلتزامات خارج العمل وكما هو الشأن يف قطاع الوظيف العمومي ،فإن العامل بالقطاع االقتصادي يبقى ولو خارج وقت
عمله ،ملتزما ببعض الواجبات ،واملتمثلة أساسا يف التفرغ أو االنقطاع للعمل واحلفاظ على السر املهين.
ِ
المستخدم): ب.التزامات صاحب العمل(
يلتزم صاحب العمل بعدة التزامات تشكل يف الواقع حقوقا أساسية للعمال كما ورد يف املادتني ( )1و ) ( 6من قانون العمل
حيث نصت املادة ) ( 5على ما يلي( :يتمتع العمال باحلقوق األساسية التالية:
-ممارسة احلق النقايب.
-التفاوض اجلماعي.
ِ
املستخدمة. -املشاركة يف اهليئة
-الضمان االجتماعي و التقاعد.
-الوقاية الصحية واألمن وطب العمل.
-الراحة.
-املسامهة يف الوقاية من نزاعات العمل وتسويتها.
5
-اللجوء إىل اإلضراب).
أما املادة ) ( 6فنصت على ما يلي( :حيق للعمال أيضا ،يف إطار عالقة العمل ما يأيت:
-التشغيل الفعلي.
-احرتام السالمة البدنية واملعنوية وكرامتهم.
-احلماية من أي متيز لشغل منصب عمل غري املنصب القائم على أهليتهم واستحقاقهم.
-التكوين املهين والرتقية يف العمل.
-الدفع املنتظم لألجر املستحق
-اخلدمات االجتماعية.
-كل املنافع املرتبطة بعقد العمل ارتباطا نوعيا).
)3تنظيم العالقات الفردية
3.1شروط التوظيف :يستلزم إبرام العقد جمموعة من الشروط يف الشخص املتقدم للعمل وهي:
أ.أن يكون جزائري الجنسية :القاعدة العامة أن االلتحاق بوظائف اإلدارة العامة أو القطاع االقتصادي مشروط بالتمتع باجلنسية
اجلزائرية .ومع ذلك فليس هناك ما مينع من تشغيل األجانب بشروط معينة مع بقائهم يف وضع تعاقدي.
ب .أن يكون متمتعا بالحقوق الوطنية :ينص القانون على حرمان الشخص من تويل الوظائف واألعمال باملؤسسات التابعة
للدولة على اختالفها كعقوبة تبعية ،إذا سبق له ارتكاب بعض اجلنايات.
ج .أن يكون متمتعا باللياقة البدنية :من القواعد العامة املستقرة ،سواء يف قوانني الوظيفة العامة أو التشريعات املتعلقة بالعاملني
قادرا والئقا بدنيا وعقليا ،وهو ما يرتك عادة لالتفاقيات اجلماعية أمر حتديده.
يف القطاع االقتصادي ،أن يكون املرشح ا
وهبدف إدماج فئة املعوقني يف الوسط االجتماعي واملهين ،فإنه جيب على اهليئات املستخدمة أن ختصص مناصب عمل لألشخاص
املعوقني .وال ميكن االستناد هنا إىل مبدأ الربح الستبعاد هذه الفئة ذلك أن اإلعاقة ال تعين العجز التام وعدم املردودية.
د .أن يكون بالغا 16سنة على األقل :ختتلف املؤسسات العمومية االقتصادية بالنسبة لشرط السن باختالف طبيعة األعمال
والوظائف ،ذلك أن قانون العمل حدد السن األدىن بستة عشر سنة ،مع بسط محاية خاصة على العامل القاصر ،حيث
تنص املادة ) ( 15من قانون العمل على أنه ال ميكن يف أي حال من األحوال أن يقل العمر األدىن للتوظيف عن ستة عشر سنة
إال يف احلاالت اليت تدخل يف إطار عقود التمهني اليت تعد وفقا للتشريع والتنظيم املعمول هبما ،وال جيوز توظيف القاصر إال بناء
على رخصة من وصيه الشرعي ،كما أنه ال جيوز استخدام العامل القاصر يف األشغال اخلطرية أو اليت تنعدم فيها النظافة أو تضر
صحته أو متس بأخالقياته.
ه.أن يخضع لفترة التجربة :ال يعترب العقد مربما و مرتبا جلميع آثاره إال بعد أن يوضع الشخص العامل واملرتبص ملدة جتريبية
شهرا تبعا لكل صنف من العمال كما هو حمدد يف االتفاقية اجلماعية ،مع إمكانية فسخ العقد من قبل أي طرف دون 12ا
تعويض أو إشعار .وعلى كل فإن عالقة العمل يف هذه الفرتة إمنا متاثل ،خاصة من حيث نتائجها ،عقد العمل حتت االختبار
املعمول به يف عالقات العمل بالقطاع االقتصادي.
2.3المدة القانونية للعمل :تعترب املدة القانونية للعمل من العناصر اجلوهرية اليت ال بد من مراعاهتا لكوهنا ختص كال من
6
تبعا للمعطيات العامة القائمة يف ِ
احلماية الصحية للعامل ومردوديته بالنسبة للمستخدم .وملا كانت املدة القانونية للعمل تتحدد ا
كل بلد ومستوى التنمية به ونظرا ألثر تلك املدة على صحة العامل ،فإن القانون قد تدخل إلقامة توازن بني مجلة من االعتبارات
منها محاية صحة العامل ومتطلباته االجتماعية ،واستفادة املؤسسة من قدراته ...اخل ،وتقوم املدة القانونية للعمل على األسس
واملبادئ الرئيسية التالية:
-أسبوع العمل :وهي ال تقل عن 5أيام.
-ساعات العمل اليومي :وجيب أن ال تتجاوز 12ساعة.
-نظام العمل :وذلك بتنظيم العمل املستمر والعمل الليلي والتناويب وتقليص اللجوء إىل العمل اإلضايف حيث جيب أن يكتسي
اللجوء إليه طابعا استثنائيا.
3.3الراحة القانونية والعطل والغيابات :الراحة هي فرتة حمددة قانوناا ومدفوعة األجر ميتنع خالهلا العامل عن أداء عمله بصورة
مؤقتة دون أن يفقد حقه يف الراتب ،واحلق يف الراحة حق دستوري وهو منصوص عليه يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان يف املادة
ِ
للمستخدم يف أي حال من األحوال أن حيرم العامل من حقه يف الراحة القانونية كما ال ميكن الرابعة عشر منه ،وبالتايل فال ميكن
للعامل أن يتنازل عن حقه هذا وال أن يطلب تعويضا مقابل ذلك وهذا ما نصت عليه املادة ) ( 39من قانون العمل بقوهلا( :لكل
املستخدم .وكل تنازل من العامل عن عطلته أو عن بعضها يعد باطال وعدميِ عامل احلق يف عطلة سنوية مدفوعة األجر ،مينحها إياه
ِ
مستخدم األثر) .و بناء عليه فكل شرط خمالف هلذا املبدأ يقع باطال .هذا وقد محى القانون محاية جزائية هذا احلق بتوقيع على كل
خيالف هذه القواعد غرامة ترتاوح بني 1000إىل 2000دج عن كل عامل حيرم من العطلة ،حيث نصت املادة ) ( 144من
ِ
مستخدم خيالف أحكام هذا القانون رقم 55-24على مايلي( :يعاقب بغرامة ترتاوح من 1000دج إىل 2000دج كل
القانون املتعلقة بالراحة القانونية ،ويتكرر تطبيقها حسب عدد العمال املعنيني) وللعامل احلق يف عدة أنواع من الراحة وهي:
الراحة األسبوعية :و هو يوم راحة كامل أسبوعيا حمدد يف املادة ) ( 33من القانون رقم 55-24يف الظروف العادية
أّ .
للعمل بيوم اجلمعة.
ب .األعياد الرسمية :ميتنع العامل عن العمل خالل األعياد الرمسية( 5جانفي 5 ،ماي) واألعياد الدينية والوطنية .وهذه األعياد
كما حددها القانون هي:
أول جانفي (بداية السنة امليالدية) :يوم واحد؛
أول ماي (عيد العمال) :يوم واحد ؛
اخلامس من جويلية(عيد االستقالل) :يوم واحد؛
أول نوفمرب (يوم اندالع الثورة التحريرية) :يوم واحد؛
عيد الفطر :يومان؛
عيد األضحى :يومان؛
أول حمرم(بداية السنة اهلجرية) :يوم واحد؛
عاشوراء ( 54حمرم) :يوم واحد؛
املولد النبوي( :عيد ميالد النيب) :يوم واحد؛
7
ج .العطلة السنوية مدفوعة األجر حتدد املادة ) ( 41من القانون رقم 55-24املدة القانونية للعطلة السنوية بـ 04يوما أو
يومني ونصف يف كل شهر كامل من العمل الفعلي دون أن تتعدى املدة اإلمجالية 30يوما.
د .الغيابات القانونية :تقضي القاعدة العامة بأنه ال جيوز للعامل أن يتقاضى أجرا مقابل مدة مل يعمل خالهلا ،وذلك مهما بلغ
املنصب الذي يشغله من األمهية ومهما كانت مكانته يف السلم املهين ،إال يف احلاالت املنصوص عليها صراحة يف قانون عالقات
العمل وهي:
إذا تغيب العامل ألداء التزامات مهنية أو نقابية ،كالعامل الذي يتنقل بغرض التمثيل النقايب أو لتمثيل اهليئة املستخدمة
مثال.
إذا تغيب العامل ملتابعة دورات التكوين املهين أو دروس تقوميية أو امتحانات أكادميية كالعامل الطالب يف اجلامعة.
إذا تغيب العامل ألحد األسباب التالية:
زواج العامل؛
والدة فرع من فروع العامل(ابن ،ابن ابن ،بنت )...؛
زواج أحد فروع العامل؛
وفاة أحد أصول العامل أو فروع أو حواشي العامل أو وفاة الزوج؛
ختان أحد فروع العامل؛
حج العامل إىل البقاع املقدسة؛
و على العامل يف كل حال من األحوال أن يعلم مستخدمه مسبقا وأن يربر غيابه إال يف الوالدة والوفاة حيث بإمكانه تربير غيابه
الحقا بتقدمي شهادة امليالد أو الوفاة حسب احلالة ،وميكن كذلك للعامل الذي تغيب ألداء التزاماته النقابية تربير الغياب بتقدمي
االستدعاء الذي تلقاه من قبل اهليئة النقابية ،كما يربر الغياب بواسطة عقد الزواج أو أي سند آخر مثبت لوقوع احلدث املربر
للغياب.
مستخدم بتقدمي دورات تكوين يستفيد منها العمال لتمكينهم من اإلطالع على أفق ِ .2.3التكوين والترقية :يلزم القانون كل
جديدة وحتسني مؤهالهتم املهنية وتزويد معارفهم يف جمال نشاطهم من جهة ،ورفع مردوديتهم من جهة أخرى ،حيث نصت على
ِ
مستخدم أن يباشر أعماال تتعلق بالتكوين وحتسني املستوى ذلك املادة ) ( 57من القانون رقم 55-24بالقول( :جيب على كل
لصاحل العمال ،حسب برنامج يعرضه على جلنة املشاركة إلبداء الرأي .كما جيب عليه يف إطار التشريع املعمول به ،أن ينظم
أعماال تتعلق بالتمهني لتمكني الشباب من اكتساب معارف نظرية وتطبيقية ضرورية ملمارسة مهنة ما) .من جهة أخرى.
ِ
املستخدم لكونه حيسن من مؤهالت العامل و يرفع بالتايل إن متابعة العامل لدورات التكوين يعود بالفائدة على كل من العامل و
مردوديته ،ومع ذلك فال ميكن للعامل أن يستفيد من توقيت خمفف أو (من تكييف وقت عمله إال مبوافقة صاحب العمل كما
نصت على ذلك املادة ( )94من القانون رقم 55-24بقوهلا( :جيوز للعامل املسجل ملزاولة دروس التكوين أو حتسني املستوى
ِ
املستخدم). املهين االستفادة من تكييف وقت عمله أو من عطلة خاصة ،مع االحتفاظ مبنصب عمله ،بشرط موافقة
ِ
املستخدم بغية جتديد املعارف ويتعني على كل عامل متابعة الدروس أو الدورات أو أعمال التكوين أو حتسني املستوى اليت ينظمها
العامة واملهنية والتكنولوجية وتعميقها أو تطويرها.
8
)0وقف عالقة العمل:
وقف عالقة العمل هي االمتناع عن العمل ملدة معينة .منيز بني ثالث حاالت من حاالت وقف العمل.
.0.2الحالة األولى :وقف العامل عن العمل:
قد يوقف العامل عن الشغل كإجراء تأدييب إذا ارتكب خطأ غري جسيم أو أخل بالتزاماته املهنية .وطبقا للقانون فانه ال
ميكن توقيع عقوبة على العامل إال مبوجب مصدر قانوين كالئحة النظام الداخلي وال ميكن أن يتجاوز وقف العمل مدة شهر
واحد.
.4.2الحالة الثانية :توقف نشاط المنشأة:
هذه احلالة أخطر بكثري من احلالة األوىل الن وقف املنشأة عن العمل يرتتب عليه آثار سلبية من الناحيتني االقتصادية
املستخدم إيقاف عمل املنشأة ،بل وذهب بعضهاِ واالجتماعية .وهلذه األسباب عمدت التشريعات يف العديد من الدول إىل منع
املستخدم التوقف عن العمل ألسباب اقتصادية .ويف هذا اخلصوص ِ ِ
املستخدم تقدمي مساعدات للمنشآت اليت قد تضطر إىل إلزام
ِ
املستخدم وضع تدابري قانونية القصد منها احلفاظ على الشغل و محاية األجراء الذين يفقدون عملهم بصفة ال ألزم املشرع اجلزائري
إرادية وألسباب اقتصادية.
.3 .5الحالة الثالثة :التعليق القانوني لعالقة العمل:
نصت املادة ) ( 64من قانون العمل على أنه ) تعلق عالقة العمل قانوناا لألسباب التالية:
-تفاق الطرفني املتبادل،
-عطل مرضية أو ما مياثلها…
-أداء التزامات اخلدمة الوطنية…
-ممارسة مهنة انتخابية عمومية،
-حرمان العامل من احلرية ما مل يصدر ضده حكم قضائي هنائي،
-صدور قرار تأدييب يعلق ممارسة الوظيفة ) يعود هذا للحالة األوىل ).
-ممارسة حق اإلضراب،
-عطلة بدون اجر).
وحيق ملن انطبقت عليه إحدى هذه احلاالت استئناف العمل بعد زوال السبب القانوين الذي علق عالقة العمل .حيث
نصت على ذلك املادة ) ( 65بالقول :يعاد إدراج العمال ،املشار إليهم يف املادة 64أعاله ،قانونا يف مناصب عملهم أو يف
مناصب ذات أجر مماثل ،بعد انقضاء الفرتات اليت تسببت يف تعليق عالقة العمل).
)5إنهاء عالقة العمل
تنص القواعد العامة يف العقد انه إذا مل يف أحد الطرفني املتعاقدين بالتزامه جاز للطرف اآلخر أن ينهي العقد مبعىن أن
يفسخ العقد ويطلب التعويض إذا حلقه ضرر .وتنتهي عالقة العمل بإحدى الطرق التالية:
اإللغاء القانوني :ويدخل ضمن هذا اإلطار بطالن عقد العمل إذا أخل بشرط من الشروط العامة للعقد ،كتوظيف
أطفال ما دون السادسة عشر أو توظيف أشخاص ال حيق هلم اجلمع بني وظيفتني كالقضاة .فعقد العمل يف هذه احلالة يكون
أصال الغياا و باطال و غري قانوين .كما يكون العقد الغيا من الناحية القانونية يف حالة وفاة العامل أو إحالته على التقاعد.
9
انقضاء العقد :عقود العمل احملددة املدة تنتهي بانتهاء األجل املتفق عليه يف العقد ،وقبل هذا ال جيوز فسخها أو إلغاؤها
من أي طرف إال إذا طرأ على عالقة العمل ما يبيح احنالهلا أو إهنائها مثل عجز العامل على تنفيذ التزامه أو إذا مل يدفع صاحب
العمل أجرة العامل.
االستقالة :االستقالة هي إهناء عالقة العمل بإرادة منفردة وهي حق معرتف به للعامل ،غري انه يتعني على العامل الذي
يرغب يف االستقالة أن يعرب عنها كتابياا و يقدمها للهيئة املستخدمة ويغادر منصب عمله بعد فرتة إشعار مسبق وف اقا للشروط اليت
حتددها االتفاقيات أو االتفاقيات اجلماعية .وقد نصت على ذلك املادة 96بالقول( :االستقالة حق معرتف به للعامل ؛ على
ِ
املستخدمة أن يقدم استقالته كتابة يغادر منصب عمله بعد فرتة إشعار العامل الذي يبدي رغبته يف إهناء عالقة العمل مع اهليئة
مسبق وفقا للشروط اليت حتددها االتفاقيات أو االتفاقيات
اجلماعية) .وجتدر اإلشارة إىل أن املستخدم ملزم بالرد على طلب االستقالة إما بالرفض أو املوافقة.
التسريح Le licenciement
أ .التسريح الفردي :يبيح قانون العمل اجلزائري لصاحب العمل إهناء عالقة العمل إذا ارتكب العامل خطأ جسيما .
وهذا يفتح الباب لتسرحيه بعد إمتام إجراءات معينة .وهذا ما نصت عليه أحكام املادة ) ( 73من قانون العمل (معدلة ومتممة
ِ
للمستخدم السلطة يف حتديد املقصود من مبوجب القانون رقم 09-20املؤرخ يف 21ديسمرب )5225ومل يرتك املشرع اجلزائري
اخلطأ اجلسيم و إمنا أورد أمثلة على سبيل احلصر حبيث يقع التسريح باطال إذا مل يكن اخلطأ الذي ارتكبه العامل مشكال من
إحدى اجلرائم التأديبية التالية:
-إذا رفض العامل بدون عذر مقبول تنفيذ التعليمات املرتبطة بالتزاماته املهنية أو اليت قد تلحق أضرارا باملؤسسة ،والصادرة
ِ
املستخدم أثناء املمارسة العادية للسلطة. من السلطة السلمية اليت يعينها
ِ
املستخدمة ،إال إذا -إذا أفشى معلومات مهنية تتعلق بالتقنيات والتكنولوجيا وطرق الصنع والتنظيم أو وثائق داخلية للهيئة
أذنت السلطة السلمية هبا أو أجازها القانون.
-إذا شارك يف توقف مجاعي وتشاوري عن العمل خرقا لألحكام التشريعية اجلاري هبا العمل يف هذا اجملال.
-إذا قام بأعمال عنف.
عمدا يف أضرار مادية تصيب البنايات واملنشآت واآلالت واألدوات واملواد األولية واألشياء األخرى اليت هلا عالقة -إذا تسبب ا
بالعمل.
-إذا رفض تنفيذ أمر التسخري الذي مت تبليغه وفقا ألحكام التشريع املعمول به.
-إذا تناول الكحول أو املخدرات داخل أماكن العمل.
ونظرا خلطورة التسريح على العامل فقد منح له القانون إمكانية طلب إلغاء قرار التسريح أو طلب التعويض إذا كان التسريح ا
تعسفياا ،والتسريح التعسفي هو كل تسريح فردي يقع خمال افا إلحكام قانون العمل .كما حيق للعامل املسرح احلصول على شهادة
عمل تبني تاريخ التوظيف وتاريخ إهناء عالقة العمل وكذا املناصب اليت شغلها ،وال جيوز يف أي حال من األحوال إن تتضمن هذه
الشهادة بيانات يف غري صاحل العامل.
10
ب .التسريح الجماعي :اللجوء إىل التسريح اجلماعي ال يكون إال بعد التفاوض اجلماعي ،كما جيب أن يصدر التسريح
اجلماعي يف شكل عدة تسرحيات فردية متزامنة .وال ينبغي اللجوء إىل مثل هذه اإلجراءات إال يف حالة ثبوت الضرورة االقتصادية
فال جيوز للهيئة املسرحة أن تلجأ إىل استخدام عمال جدد تعويضا للعمال املسرحني.
ج .التسريح ألسباب اقتصادية :حيدث أن تصادف اهليئة املستخدمة صعوبات اقتصادية أو مالية حتول دون قدرهتا على دفع
أجور عماهلا فتلجأ إىل تقليص عدد العمال يف شكل تسرحيات مجاعية وذلك ما نصت عليه املادة ) ( 69من القانون 55-24
للمستخدم تقليص عدد العمال إذا بررت ذلك أسباب اقتصادية.ِ بقوهلا :جيوز
وإذا كان تقليص العدد ينبين على إجراء التسريح اجلماعي ،فإن ترمجته تتم يف شكل تسرحيات فردية متزامنة ،ويتخذ قراره بعد
تفاوض مجاعي.
مينع على أي مستخدم قام بتقليص عدد املستخدمني اللجوء يف أماكن العمل نفسها إىل توظيفات جديدة يف األصناف املهنية
املعنية بالتقليص).
ِ
للمستخدم اللجوء إىل هذا اإلجراء إال بعد أن يستنفذ ويكتسي التسريح ألسباب اقتصادية طابعا استثنائيا إذ ال جيوز
اإلجراءات اليت من شأهنا أن تقلل الضغط املايل على املؤسسة ،بأن يلجأ أوال إىل:
ختفيض ساعات العمل؛
العمل اجلزئي؛
إحالة العمال الذين يتوفرون على الشروط القانونية إىل التقاعد حتويل بعض العمال إىل خدمات أو فروع أخرى بنفس
اهليئة واليت تتوفر على مناصب عمل إضافية أو اليت ال تواجه نفس الصعوبات أو ميكن للمؤسسة تطويرها.
وقد شجع املشرع صاحب العمل الذي يقوم بإجراءات من شأهنا التقليل من التسريح اجلماعي باستفادته من مساعدات
عمومية كاإلعفاء اجلبائي ،مساعدات مالية من طرف الصندوق الوطين لرتقية الشغل...اخل
11