Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪:‬‬

‫إذا اتفق ما نزل مع السبب في العموم‪ ،‬أو اتفق معه في الخصوص‪ُ ،‬حمل العام على عمومه‪،‬‬
‫والخاص على خصوصه‪.‬‬

‫اء ِفي‬ ‫ِّس َ‬‫يض قُ ْل ُه َو أَ ًذى فَا ْعتَ ِزلُوا الن َ‬ ‫ك َع ِن ال َْم ِح ِ‬ ‫{ويَ ْسأَلونَ َ>‬‫‪ -‬ومثال األول قوله تعالى‪َ >:‬‬
‫وه َّن ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث أ ََم َر ُك ُم اللَّهُ إِ َّن اللَّهَ‬ ‫وه َّن َحتَّى يَط ُْه ْر َن فَِإذَا تَطَه َّْر َن فَأْتُ ُ‬ ‫يض َوال َت ْق َربُ ُ‬‫ال َْم ِح ِ‬
‫ين} البقرة‪222 :‬‬ ‫ب ال ُْمتَطَ ِّه ِر َ‬‫ين َويُ ِح ُّ‬ ‫َّواب َ‬ ‫يُ ِح ُّ‬
‫ب الت َّ ِ‬
‫َح ٍد ِع ْن َدهُ ِم ْن نِ ْع َم ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{و َسيُ َجنَُّب َها األَْت َقى‪ >,‬الَّذي ُي ْؤتي َمالَهُ> َيَت َز َّكى‪َ ,‬و َما أل َ‬ ‫‪ -‬ومثال الثاني> قوله‪َ :‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضى} )الليل‪( 21 ،17 :‬فإنها نزلت في‬ ‫ف َي ْر َ‬ ‫اء َو ْجه َربِّه األَ ْعلَى‪َ ,‬ولَ َ‬
‫س ْو َ‬ ‫تُ ْج َزى‪ ,‬إِالَّ ابْتغَ َ‬
‫أبي بكر‪ ،‬واألتقى‪ :‬أفعل تفضيل مقرون‪ :‬بـ "أل" العهدية فيختص بمن نزل> فيه‪ ،‬وإنما تفيد‬
‫"أل" العموم إذا كانت موصولة أو معرفة> في جمع على الراجح‪ ،‬و"أل" في "األتقى"‬
‫جمعا‪ ،‬بل هو مفرد‪>،‬‬
‫ليست موصولة ألنها ال توصل بأفعل التفضيل‪ ،‬و"األتقى" ليس ً‬
‫والعهد موجود ال سيما وأن صيغة أفعل تدل على التمييز‪ ،‬وذلك كاف في قصر اآلية‬
‫على َمن نزلت فيه‬

‫خاصا ونزلت اآلية> بصيغة العموم فقد اختلف األصوليون‪ :‬أتكون العبرة>‬
‫أما إذا كان السبب ًّ‬
‫بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟‬
‫‪ -1‬فذهب الجمهور إلى أن العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪ ،‬فالحكم الذي يؤخذ من‬
‫اللفظ العام يتعدى صورة السبب الخاص إلى نظائرها‪ ،‬كآيات اللِّعان التي نزلت في قذف هالل‬
‫بن أمية زوجته‪" :‬فعن ابن عباس‪ :‬أن هالل بن أمية قذف امرأته> عند النبي ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫"البينَةُ وإال ٌّ‬
‫حد في ظهرك"‬ ‫وسلم‪ -‬بشريك بن سحماء‪ .‬فقال النبي‪ ,‬صلى اهلل عليه وسلم‪ِّ :‬‬
‫البينَة؟ فجعل رسول اهلل‬
‫فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ..‬إذا رأى أحدنا> على امرأته> رجاًل ينطلق يلتمس ِّ‬
‫"البينَة وإال ٌّ‬
‫حد في ظهرك" ‪ ,‬فقال هالل‪ :‬والذي بعثك بالحق‬ ‫‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يقول‪ِّ :‬‬
‫إني لصادق‪ ،‬وليُنزلن اهلل ما يبرئ ظهري من الحد‬

‫وهذا هو الرأي الراجح واألصح‪ ،‬وهو الذي يتفق مع عموم أحكام الشريعة‪ >،،‬والذي سار عليه‬
‫الصحابة والمجتهدون من هذه األمة> فعدوا بحكم اآليات إلى غير صورة سببها‪ .‬كنزول آية‬
‫الظهار في أوس بن الصامت‪ ،‬أو سلمة بن صخر ‪ -‬على اختالف الروايات> في ذلك‪،‬‬
‫واالحتجاج بعموم آيات نزلت على أسباب> خاصة شائع لدى أهل العلم‬

‫‪ -2‬وذهب جماعة إلى أن العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ‪ ،‬فاللفظ العام دليل على‬
‫صورة السبب الخاص‪ ،‬وال بد من دليل آخر لغيره من الصور كالقياس ونحوه‪ ،‬حتى يبقى لنقل‬
‫رواية السبب الخاص فائدة‪ ،‬ويتطابق السبب والمسبب تطابق السؤال والجواب‪.‬‬

You might also like