Akskskkwkqkqk Bagian 2

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫د‪ -‬ومعرفة‪ ,‬سبب النزول خير سبيل لفهم معاني القرآن‪ ،‬وكشف الغموض الذي يكتنف بعض اآليات

في‬
‫تفسيرها ما لم يُعرف سبب نزولها‪ ،‬قال الواحدي‪" :‬ال يمكن معرفة تفسير اآلية دون الوقوف على قصتها‬
‫وبيان نزولها" وقال ابن دقيق العيد‪" :‬بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن" وقال ابن تيمية‪:‬‬
‫"معرفة سبب النزول يعين على فهم اآلية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب"‪ ,4‬ومن أمثلة ذلك‪ :‬ما‬
‫ين َي ْف َر ُحو َن بِ َما أََت ْوا َويُ ِحبُّو َن أَ ْن‬ ‫َّ ِ‬
‫أشكل على مروان بن الحكم في فهم اآلية اآلنفة الذكر‪{ :‬ال تَ ْح َسبَ َّن الذ َ‬
‫اب ولَهم َع َذ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫يم} ‪ 5‬حتى أورد له ابن عباس سبب‬ ‫اب أَل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َّه ْم بِ َم َف َازة م َن ال َْع َذ ِ َ ُ ْ‬ ‫يُ ْح َم ُدوا بِ َما ل ْ‬
‫َم َي ْف َعلُوا فَال تَ ْح َسَبن ُ‬
‫النزول‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه ابن أبي حاتم‪ ،‬والحاكم وصححه‪ ،‬وابن مردويه‪.‬‬
‫‪ 2‬أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني وابن مردويه "راجع تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير" [واآليتان‬
‫من سورة النور‪.]5 ،4 :‬‬
‫‪ 3‬النور‪.23 :‬‬
‫‪ 4‬انظر اإلتقان جـ‪ 1‬ص‪.28‬‬
‫‪ 5‬آل عمران‪.188 :‬‬

‫اح َعلَْي ِه أَ ْن يَطََّّو َ‬


‫ف بِ ِه َما َو َم ْن‬ ‫الص َفا َوال َْم ْر َو َة ِم ْن َش َعائِ ِر اللَّ ِه فَ َم ْن َح َّج الَْب ْي َ‬
‫ت أَ ِو ا ْعتَ َم َر فَال ُجنَ َ‬ ‫ومثله آية‪{ :‬إِ َّن َّ‬
‫ِ ِ‬
‫الجناح يفيد‬ ‫يم} ‪ ,1‬فإن ظاهر لفظ اآلية ال يقتضي أن السعي فرض‪ ،‬ألن رفع ُ‬ ‫ع َخ ْي ًرا فَِإ َّن اللَّهَ َشاك ٌر َعل ٌ‬
‫تَطََّو َ‬
‫اإلباحة ال الوجوب‪ ،‬وذهب‪ ,‬بعضهم إلى هذا تمس ًكا بالظاهر‪ ،2‬وقد ردت عائشة على عروة بن الزبير في‬
‫فهمه ذلك بما ورد في سبب نزولها‪ ،‬وهو أن الصحابة تأثموا من السعي بينهما ألنه من عمل الجاهلية‪،‬‬
‫حيث كان على الصفا أساف‪ ،‬وعلى المروة نائلة‪ ،‬وهما صنمان‪ ،‬وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما‪:‬‬
‫الص َفا َوال َْم ْر َوةَ ِم ْن َش َعائِ ِر اللَّ ِه فَ َم ْن َح َّج الَْب ْي َ‬
‫ت أَ ِو ا ْعتَ َم َر‬ ‫"عن عائشة أن عروة قال لها‪ :‬أرأيت قول اهلل‪{ :‬إِ َّن َّ‬
‫ناحا أن ال يطوف بهما؟ فقالت عائشة‪ :‬بئس ما قلت‬ ‫ف بِ ِه َما} فما أرى على أحد ُج ً‬ ‫اح َعلَْي ِه أَ ْن يَطََّّو َ‬
‫فَال ُجنَ َ‬
‫يابن أختي‪ ،‬إنها لو كانت على ما َّأولتها كانت‪ :‬فال جناح عليه أن ال يطوف بهما‪ ،‬ولكنها إنما أنزلت‪ ،‬أن‬
‫األنصار قبل أن يسلموا كانوا يُهلُّون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها‪ ،‬وكان من َّ‬
‫أهل لها يتحرج أن يطوف‬
‫الص َفا َوال َْم ْر َوةَ ِم ْن َش َعائِ ِر اللَّ ِه} ‪ ...‬اآلية‪ .‬قالت عائشة‪ :‬ثم قد‬
‫بالصفا والمروة في الجاهلية‪ ،‬فأنزل اهلل‪{ :‬إِ َّن َّ‬
‫بيَّن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬الطواف بهما‪ ،‬فليس ألحد أن يدع الطواف بهما"‪.3‬‬
‫هـ‪ -‬ويوضح سبب النزول‪َ ,‬من نزلت فيه اآلية حتى ال تُحمل على غيره بدافع الخصومة‬
‫ال لَِوالِ َديْ ِه أ ٍّ‬
‫ُف لَ ُك َما أَتَ ِع َدانِنِي‪ ,‬أَ ْن أُ ْخ َر َج َوقَ ْد‬ ‫{والَّ ِذي قَ َ‬ ‫ِ‬
‫والتحامل‪ ،‬كالذي ذُك َر في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ان اللَّه ويلَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك آم ْن إِ َّن َو ْع َد اللَّ ِه َح ٌّق َفَي ُق ُ‪َ َ ,‬‬ ‫ت الْ ُق ُرو ُن م ْن َق ْبلي َو ُه َما يَ ْستَغيثَ ِ َ َ ْ‬
‫َخلَ ِ‬
‫ول ما ه َذا إِاَّل أَس ِ‬
‫اط ُير‬ ‫َ‬
‫ين} ‪ ,4‬فقد أراد "معاوية" أن يستخلف "يزيد" وكتب إلى "مروان" عامله على المدينة بذلك‪ ،‬فجمع‬‫ِ‬
‫اأْل ََّول َ‬
‫الناس وخطبهم ودعاهم إلى بيعة "يزيد" فأبى‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬البقرة‪.158 :‬‬
‫‪ 2‬حكى الزمخشري‪ ,‬في الكشاف عن أبي حنيفة أنه يقول‪ :‬إن السعي واجب وليس بركن وعلى تاركه دم ‪ -‬وقد‬
‫ذهب إلى عدم الوجوب ابن عباس وابن الزبير وأنس بن مالك وابن سيرين‪.‬‬
‫‪ 3‬أخرجه الشيخان وغيرهما‪.‬‬
‫‪ 4‬األحقاف‪.17 :‬‬

‫عبد الرحمن بن أبي بكر أن يبايع‪ ،‬فأراده "مروان" بسوء لوال أن دخل بيت عائشة‪ ،‬وقال مروان‪ :‬إن هذا الذي أنزل اهلل‬
‫ت الْ ُق ُرو ُن ِم ْن َق ْبلِي} فردت عليه عائشة وبيَّنت له سبب‬
‫ُف لَ ُكما أَتَ ِع َدانِنِي أَ ْن أُ ْخرج وقَ ْد َخلَ ِ‬
‫َ ََ‬
‫فيه‪{ :‬والَّ ِذي قَ َ ِ ِ ِ‬
‫ال ل َوال َديْه أ ٍّ َ‬ ‫َ‬
‫نزولها‪" ،‬عن يوسف بن ماهك قال‪ :‬كان مروان على الحجاز‪ ،‬استعمله معاوية‪ ,‬بن أبي سفيان‪ ،‬فخطب فجعل يذكر يزيد بن‬
‫معاوية لكي يبايع له بعد أبيه‪ ،‬فقال عبد الرحمن بن أبي بكر شيئًا‪ ،‬فقال‪ :‬خذوه‪ ،‬فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه‪ ،‬فقال‬
‫ُف لَ ُك َما} فقالت عائشة‪" :‬ما أنزل اهلل فينا شيئًا من القرآن إال أن اهلل أنزل‬ ‫ال لَِوالِ َديْ ِه أ ٍّ‬
‫{والَّ ِذي قَ َ‬
‫مروان‪ :‬إن هذا أنزل فيه‪َ :‬‬
‫عذري"‪ ،1‬وفي بعض الروايات‪" :‬إن مروان لما طلب البيعة ليزيد قال‪ُ :‬سنَّة أبي بكر وعمر‪ ،‬فقال عبد الرحمن‪ُ :‬سنَّة هرقل‬
‫ُف لَ ُك َما} ‪ ...‬اآلية‪ ،‬فبلغ ذلك عائشة فقالت‪ :‬كذب‬ ‫ال لَِوالِ َديْ ِه أ ٍّ‬
‫{والَّ ِذي قَ َ‬
‫وقيصر‪ ،‬فقال مروان‪ :‬هذا الذي قال اهلل فيه‪َ :‬‬
‫مروان‪ ،‬واهلل ما هو به‪ ،‬ولو شئت أن أسمي الذي نزلت فيه لسميته"‪.2‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪ 2‬أخرجه عبد بن حميد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن محمد بن زياد‪ ،‬قال‪ :‬لما بلغ‬
‫مروان البنه قال مروان‪ ..‬إلخ‪.‬‬

You might also like