Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫إرشاد طالب رضا اخلالّق ‪ ...‬إىل كتب األدب واألخالق‬

‫اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ول ِ‬ ‫قال َر ُس ُ‬


‫صالِ َح ْاِلَ ْخ ََل ِق " وفي رواية‪ " :‬إِنَّ َما بُِعثْ ُ‬
‫ت ِِلُتَ ِّم َم َم َكا ِرَم ْاِلَ ْخ ََل ِق" ‪.‬‬ ‫" إِنَّما ب ِعثْ ُ ِ‬
‫ت ِلُتَ ِّم َم َ‬ ‫َ ُ‬
‫فاِلخَلق والتربية واِلدب عبادة ودين ‪،‬لذلك وجب فيه النية و االتباع وموافقة السنة ‪ ،‬والدين قد أتمه‬
‫اهلل ببعثة النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وقد تلقته اِلمة باإليمان والتصديق وبالقبول والرضى وتناقلته‬
‫جيَل بعد جيل وكابرا عن كابر ‪ ،‬فما ضاعت اِلمة وما اختلفت إال لما غزتها كتب الفَلسفة الوثنيين‬
‫فخلطت كتب الشريعة والدين بكَلم أرسطوطاليس ‪ ،‬فتولى كبر تلك البدعة الجهمية واعتز فيها‬
‫المعتزلة فكانت محنه لإلسَلم ‪ ،‬فقد ُخلط الحق بالباطل والهدى بالضَلل والظلمات بالنور ‪.‬‬
‫وقد نجى اهلل العلماء الربانيين وعصمهم من التلوث ببدعة التجهم ‪ ،‬وحمى من اتبع اثر المرضيين ولم‬
‫يغتر بفلسفة المتفلسفين وال بمنطق الدهريين ‪ ،‬وأغناهم بكتب السلفيين والتي أرشدت إلى الطريق‬
‫القوم المقتبس من مشكاة سيد المرسلين ‪ ،‬فحاز أدب الدنيا والدين ‪.‬‬
‫فقد أمرنا رب العزة بلزوم طريق الرسول والمؤمنين بكل ما هو من الدين ‪ ،‬وحذرنا من مخالفة منهجهم‬
‫ول ِم ْن بَ ْع ِد َما تَ بَ يَّ َن لَهُ ال ُْه َدى َويَتَّبِ ْع غَْي َر َسبِ ِ‬
‫يل‬ ‫شاقِ ِق َّ‬
‫الر ُس َ‬ ‫وسبيلهم ‪ ،‬فقال عز وجل ‪َ { :‬وَم ْن يُ َ‬
‫ص ًيرا } [النساء‪. ] 111 :‬‬ ‫تم ِ‬ ‫الْم ْؤِمنِين نُولِّ ِه ما تَ ولَّى ونُ ْ ِ ِ‬
‫اء ْ َ‬
‫صله َج َهنَّ َم َو َس َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ‬
‫قال السعدي – رحمه اهلل ‪" :‬من يخالف الرسول صلى اهلل عليه وسلم ويعانده فيما جاء به { ِم ْن بَ ْع ِد‬
‫ين} وسبيلهم هو‬ ‫ما تَ ب يَّن لَهُ ال ُْه َدى} بالدالئل القرآنية والبراهين النبوية‪{.‬وي تَّبِ ْع غَْي ر سبِ ِ ِ ِ‬
‫يل ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ‬
‫طريقهم في عقائدهم وأعمالهم {نُ َولِّ ِه َما تَ َولَّى} أي‪ :‬نتركه وما اختاره لنفسه‪ ،‬ونخذله فَل نوفقه للخير‪،‬‬
‫لكونه رأى الحق وعلمه وتركه‪ ،‬فجزاؤه من اهلل عدال أن يبقيه في ضَلله حائرا ويزداد ضَلال إلى‬
‫ضَلله"‪ .‬تيسري الكرمي الرمحن‪ -‬السعدي(ص‪.)202 :‬‬

‫ففي هذه الوريقات نبين بعض كتب العلماء اِلعَلم التي ألفت في اِلدب واِلخَلق ‪ ،‬وهي نقطة من‬
‫بحر لكن هذا ما تيسر جمعه ‪ ،‬عسى اهلل أن ينفع به كاتبه وقارءه وناشره‪.‬‬
‫ونقدم له بمقدمات عن مفهوم اِلخَلق وأنها دين وقربة ‪ ،‬فما معنى اِلخَلق؟‬
‫‪1‬‬
‫الخلق بالهيئات‬
‫اِلخَلق لغة‪.:‬قال الراغب‪ :‬الخلق والخلق (والخلق) في اِلصل واحد لكن خص َ‬
‫الخلق بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة " املفردات للراغب‬
‫واِلشكال والصور المدركة بالبصر‪ ،‬وخص ُ‬
‫ص ‪.111‬‬

‫ك لَ َعلى ُخلُق َع ِظيم{ (القلم‪ ، )4 /‬الخلق العظيم هنا هو‪ -‬كما يقول الطبري‪-‬‬
‫وفي قوله تعالى‪َ } :‬وإِنَّ َ‬
‫اِلدب العظيم‪ ،‬وذلك أدب القرآن الذي أدبه اهلل به وهو اإلسَلم وشرائعه‪ ،‬وقد روى هذا المعنى عن‬
‫ابن عباس‪ -‬رضي اهلل عنهما‪ -‬في قوله‪ }:‬لَ َعلى ُخلُق َع ِظيم{ المعنى‪ :‬على دين عظيم وهو اإلسَلم‪.‬‬
‫وعن مجاهد في قوله‪ُ } :‬خلُق َع ِظيم{ قال‪ :‬الدين‪ .‬وعن عائشة‪ -‬رضي اهلل عنها‪ -‬عند ما سئلت عن‬
‫خلق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قالت‪" :‬كان خلقه القرآن"‪ .‬قال قتادة‪ :‬تقول‪ :‬كما هو في القرآن‬
‫" انظر هذه اآلثار (وغريها مما ال خيرج عنها) يف تفسري الطربي‪ ،‬جملد ‪ ،12‬جزء ‪ ،21‬ص ‪( 11‬ط‪ .‬الريان) ‪. .‬‬

‫وذكر القرطبي أن المراد بالخلق العظيم أدب القرآن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو رفقه بأمته وإكرامه إياهم‪ ،‬وقيل‬
‫المراد‪ :‬إنك على طبع كريم ‪...‬وقال أيضا‪ :‬حقيقة الخلق في اللغة هو ما يأخذ به اإلنسان نفسه من‬
‫اِلدب ِلنه يصير ِ‬
‫كالخلقة فيه‪ ،‬وأما ما طبع عليه اإلنسان من اِلدب فهو الخيم أي السجية والطبع‬
‫‪ ...‬وسمي ُخلقه عظيما ِلنه لم تكن له صلى اهلل عليه وسلم همة سوى اهلل تعالى‪ ،‬وقيل‪ :‬الجتماع‬
‫تفسري القرطيب ‪.221 /11‬‬ ‫مكارم اِلخَلق فيه‪ ،‬وقيل‪ِ :‬لنه امتثل تأديب اهلل إياه"‬

‫ك لَ َعلى ُخلُق َع ِظيم} أي‪ :‬عاليًا به‪ ،‬مستعليًا ب ُخلُقك الذي من اهلل عليك‬
‫وقال السعدي في تفسير قوله تعالى‪َ { :‬وإِنَّ َ‬
‫به‪ ،‬وحاصل خلقه العظيم‪ ،‬ما فسرته به أم المؤمنين‪[ ،‬عائشة ‪-‬رضي اهلل عنها‪ ]-‬لمن سألها عنه‪ ،‬فقالت‪" :‬كان‬
‫ين} {فَبِ َما َر ْح َمة ِم َن اللَّ ِه لِْن َ‬
‫ت‬ ‫ض َع ِن ال ِ ِ‬
‫ْجاهل َ‬‫َ‬
‫خلقه القرآن"‪ ،‬وذلك نحو قوله تعالى له‪ُ { :‬خ ِذ الْع ْفو وأْمر بِالْعر ِ‬
‫ف َوأَ ْع ِر ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ول ِمن أَنْ ُف ِس ُكم َع ِز ٌيز َعلَْي ِه ما َعنِتُّم ح ِريص َعلَْي ُكم بِ ِ‬
‫ِ‬
‫يم} وما أشبه‬ ‫وف َّرح ٌ‬ ‫ين َرُؤ ٌ‬ ‫الم ُؤمن َ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫اء ُك ْم َر ُس ٌ ْ‬
‫لَ ُه ْم} [اآلية] ‪{ ،‬لََق ْد َج َ‬
‫ذلك من اآليات الداالت على اتصافه صلى اهلل عليه وسلم بمكارم اِلخَلق‪ ،‬واآليات الحاثات على الخلق العظيم‬
‫فكان له منها أكملها وأجلها‪ ،‬وهو في كل خصلة منها‪ ،‬في الذروة العليا‪ ،‬فكان صلى اهلل عليه وسلم سهَل لينا‪،‬‬
‫جابرا لقلب من سأله‪ ،‬ال يحرمه‪ ،‬وال يرده‬
‫قريبًا من الناس‪ ،‬مجيبًا لدعوة من دعاه‪ ،‬قاضيًا لحاجة من استقضاه‪ً ،‬‬
‫أمرا وافقهم عليه‪ ،‬وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور‪ ،‬وإن عزم على أمر لم يستبد به‬
‫خائبًا‪ ،‬وإذا أراد أصحابه منه ً‬

‫‪2‬‬
‫جليسا له إال أتم‬
‫دونهم‪ ،‬بل يشاورهم ويؤامرهم‪ ،‬وكان يقبل من محسنهم‪ ،‬ويعفو عن مسيئهم‪ ،‬ولم يكن يعاشر ً‬
‫عشرة وأحسنها‪ ،‬فكان ال يعبس في وجهه‪ ،‬وال يغلظ عليه في مقاله‪ ،‬وال يطوي عنه بشره‪ ،‬وال يمسك عليه فلتات‬
‫لسانه‪ ،‬وال يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة‪ ،‬بل يحسن إلى عشيره غاية اإلحسان‪ ،‬ويحتمله غاية االحتمال صلى اهلل‬
‫وسلم‪ ".‬تفسري السعدي = تيسري الكرمي الرمحن (ص‪. )171 :‬‬ ‫عليه‬
‫فمن أراد معرفة الخلق العظيم ‪ ،‬فعليه بسيرة سيد المرسلين صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬قال الماوردي ‪:‬‬
‫"في الخلق العظيم ثَلثة أوجه‪ :‬أحدها‪ :‬أدب القرآن‪ ،‬الثاني‪ :‬دين اإلسَلم‪ ،‬الثالث‪ :‬الطبع الكريم وهو‬
‫الظاهر‪ ...‬وحقيقة الخلق ما يأخذ به اإلنسان نفسه من اآلداب‪ ،‬سمي بذلك ِلنه يصير كالخلقة فيه "‬
‫تفسري املاوردي (النكت والعيون) ‪..62 -61 /6‬‬
‫وقال ابن منظور‪ :‬الخلق هو الدين والطبع والسجية‪ ،‬وحقيقته أن صورة اإلنسان الباطنة وهي نفسه‬
‫وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها‪ ،‬ولهما (أي‬
‫للصورتين) أوصاف حسنة وقبيحة‪ ،‬والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان‬
‫" لسان العرب ‪( 16 /10‬ط‪ .‬بريوت)‬ ‫بأوصاف الصورة الظاهرة‪ ،‬ولهذا تكررت اِلحاديث في مدح حسن الخلق‬
‫‪ ،‬وانظر هذه األحاديث يف صفة حسن اخللق‪.‬‬

‫وقال الفيروزابادي‪ ":‬اعلم أن الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين‪ ،‬وهو‬
‫يقوم على أربعة أركان‪ :‬الصبر والعفة والشجاعة والعدل‪ ،‬وذكر أن كل واحد من هذه اِلربعة يؤدي إلى‬
‫غيره من المكارم ويحمل عليه‪ ،‬فالصبر (مثَل) يحمل على االحتمال وكظم الغيظ وإماطة اِلذى واِلناة‬
‫والرفق وعدم الطيش والعجلة‪ ..‬وقال أيضا‪ :‬والتوسط منشأ جميع اِلخَلق الفاضلة من هذه اِلربعة "‬
‫بصائر ذوي التمييز ‪. .161 /2‬‬

‫فاِلخَلق اصطَلحا‪:‬عرفه الماوردي (ت‪ 054 :‬ه ) فقال‪ :‬اِلخَلق «غرائز كامنة‪ ،‬تظهر باالختيار‪،‬‬
‫أبو احلسن البصري املاوردي‪ :‬تسهيل النظر وتعجيل الظفر (حتقيق د‪ .‬حميي هالل السرحان) ‪ ،‬بريوت‪ 1811 ،‬م‪،‬‬ ‫وتقهر باالضطرار"‬
‫ص ‪. .1‬‬

‫‪3‬‬
‫ولقد ربط ابن تيمية مفهوم اِلخَلق بمفهوم اإليمان‪ ،‬فمتى ما رسخ اإليمان باهلل وحده وبأنه هو‬
‫خالقا‪ ،‬ورازقا بيده الملك وهو ما يسمى (توحيد الربوبية ) وأنه وحده المستحق للعبادة وهو ما يسمى‬
‫(توحيد اِللوهية) ‪ ،‬فمتى ما رسخ هذا اإليمان في قلب العبد ‪،‬كان حب اهلل سبحانه وتعالى حبا‬
‫يستولي على قلبه ‪ ،‬بحيث ال يكون ثمة محبوب مراد سواه سبحانه ‪ ،‬وهذا الحب يسلتزم أن يجعل‬
‫همه ومطلبه هو رضا اهلل سبحانه ‪ ،‬وااللتزام بتحقيق هذا الرضا في كل صغيرة وكبيرة من شئون الحياة‬
‫‪ ،‬لذلك يستلزم من العبد سموا عن اِلنانية وعن اِلهواء‪ ،‬وعن المآرب الدنيا ‪ ،‬فالسلوك والعمل ُخلقا‬
‫‪ .‬حممد عبد اهلل عفيفي‪ ،‬النظرية اخللقية عند ابن تيمية‪ ،‬ص ‪.18 -11‬بتصرف‪.‬‬ ‫من الدرجة اِلولى"‬

‫فليس ثمة طريق يبلغ باإلنسان إلى كماله المنشود ‪ ،‬وصَلحه المرجو ‪ ،‬وبالتالي سعادته المأمولة في‬
‫الدارين ‪ ،‬غير طريق إخَلص التوحيد هلل واإليمان بما جاء عن اهلل والتخلق بأخَلق القرآن واليقين أن‬
‫دين اإلسَلم دين كامل وتام ‪.‬‬

‫أما ابن القيم فبين في الكثير من كتبه مفهوم اِلخَلق ‪ ،‬بل وأقسام اِلنفس وفهم أنماط السلوك و‬
‫أنواع القلوب ‪ ،‬ومعرفة سياسة النفس ومدارج اِلخَلق ومراتبها‪.‬‬

‫ولنقف عند كتاب (الفوائد) كمثال وهو من ألطف الكتب ‪ ،‬فقد قسم اِلخَلق إلى قسمين فقال‪":‬‬
‫أصل اِلخَلق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة‪ ،‬وأصل اِلخَلق المحمودة كلها الخشوع وعلو‬
‫الهمة ‪ ،‬ثم أشار‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬إلى أن لألخَلق حدودا متى جاوزتها صارت عدوانا‪ ،‬ومتى‬
‫قصرت عنها كانت نقصا ومهانة‪.‬‬

‫(انظر‬ ‫وعلى سبيل المثال فللشجاعة حد إذا جاوزته صارت تهورا ‪ ،‬ومتى نقصت عنه صارت جبنا وخورا‬
‫الفوائد البن القيم (ص‪.))141 :‬‬

‫وقد اقتفى ابن القيم أثر شيخه ابن تيمية في الربط بين اإليمان واِلخَلق وأشار إلى أن النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم قد جمع بين تقوى اهلل وحسن الخلق ‪ ،‬وفسر ذلك بقوله «ِلن تقوى اهلل تصلح ما بين‬

‫‪4‬‬
‫العبد وبين ربه‪ ،‬وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه‪ ،‬فتقوى اهلل توجب له محبة اهلل‪ ،‬وحسن الخلق‬
‫محبته»‪ .‬ابن قيم اجلوزية‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ‪ 187‬وما بعدها‬ ‫يدعو الناس إلى‬

‫وقد ألف العلماء منذ القدم العديد من كتب اِلدب واِلخَلق ‪ ،‬فمنها المختصرات ومنها المطوالت ‪،‬‬
‫ومنها الجامعة لجملة من اِلخَلق ‪ ،‬ومنها ما ذكرت ُخلقا واحدا فقط ‪ ،‬ومنها ما جاءت بطريقة الوعظ‬
‫ومنها ما جمعت من اآلثار النبوية المتعلقة باِلدب ‪ ،‬ومنها ما ساقت اِلخَلق عن طريق تراجم العلماء‬
‫والنبَلء والصفوة ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫فلم يترك السلف طريقة شرعية إال وسلكوها في تقريب فهم اِلدب وتحبيب القلوب إلى تعلمه والعمل‬
‫به ‪ ،‬فقد رغبوا ورهبوا وبينوا اآلداب النبوية واِلخَلق القرآنية ‪ ،‬ومن وقع منهم بزلل أو خطأ استدركه‬
‫من بعده بالتصحيح والتنقيح والتحقيق وهكذا فرحمهم اهلل تعالى ورضي عنهم ‪ ،‬فاِلصول التي ينطلق‬
‫منها علماء السلف أصول شرعية نقية ومسالك سلفية مرضية ‪ ،‬فَل يلتفتون عن منهج الكتاب والسنة‬
‫الصحيحة فإذا صحت اِلصول فالزلل مغفور ويمكن تصحيحه وتنقيحه واستدراكه ‪.‬‬

‫ولقد حمل لواء هذا العلم أئمة أعَلم في كل زمان وصوال إلى عصرنا الحاضر ‪ ،‬فقد أكملوا المسيرة‬
‫إما تأليفا ‪ ،‬أو تحقيقا ‪ ،‬أو شرحا وتوضيحا ‪ ،‬أو اختصارا ‪ ،‬مع الحرص على منهج العلماء واِلئمة‬
‫االعَلم في التلقي واالستدالل ‪ ،‬وقد عصمهم اهلل تعالى من الشطحات الصوفية ‪ ،‬و التلوث‬
‫بالفلسفات الغربية ‪ ،‬والعبارات المنطقية اِلرسطية ‪ ،‬والنظريات المادية الغربية ‪ ،‬والتي غالبها ال تسمن‬
‫وال تغني من جوع ‪ ،‬وما كان فيها من صواب فهي كنقطة ال توزن في بحر علم الشريعة ‪.‬‬

‫فمن أبرز مؤلفات علماء الشريعة يف جمال األخالق‪.‬‬

‫‪ -‬ابن المبارك (ت ‪ 8‬ه ) وله كتاب (الزهد)‪ ،‬وهو كتاب مليء بالتوجيهات األخالقية ‪ ،‬وأدلتها من‬
‫القرآن والسنة وأقوال التابعني خاصة الزهاد منهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫استفدت في جمع مادة هذه الورقات من موسوعة نضرة النعيم ‪ ،‬وكذلك في البحث في المكتبة الشاملة ‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬وكيع بن الجراح (ت ‪ 91‬ه ) ‪ ،‬وله أيضا كتاب «الزهد» وقد رتبه على األبواب‪ ،‬وضمنه أحاديث‬
‫الزهد والرقائق واألدب واألخالق‪.‬‬

‫‪ -‬اإلمام أحمد بن حنبل (ت ‪ 10‬ه ) وله كتابا‪« :‬الزهد» و «الورع» ‪.‬‬

‫وقد تناولت هذه املصنفات يف «الزهد» احلث على مكارم األخالق والزهد يف الدنيا والتطلع إىل ثواب اهلل يف‬
‫اآلخرة‪ ،‬ومادهتا تتكون من القرآن الكرمي واحلديث الشريف وآثار السلف الصاحل "‪.‬‬

‫‪ -‬اإلمام البخاري (ت ‪ 152‬ه ) ‪ ،‬وهو صاحب الجامع الصحيح (صحيح البخاري) وقد تضمن بابا يف‬
‫األدب ‪ ،‬وله في اِلخَلق «كتاب اِلدب المفرد» ‪ ،‬تعرض فيه جلمع األحاديث املتعلقة باآلداب‬
‫واألخالق‪ ،‬ويعد هذا الكتاب من أسبق ما ألفه علماء احلديث يف اجملال الرتبوي واألخالق اإلسالمية وقد‬
‫شرحه الدكتور ‪ :‬حممد لقمان السلفي يف كتاب بعنوان ( رش البرد شرح اِلدب المفرد)‪.‬‬

‫‪ -‬ابن أبي الدنيا (ت ‪ 18‬ه ) ويعد من أبرز المؤلفين في اِلخَلق والتربية اإلسَلمية‪ ،‬وقد تبحر أيضا‬
‫في علوم الحديث‪ ،‬ومن أهم مصنفاته في التربية واِلخَلق‪« :‬اإلخَلص» ‪« ،‬اِلمر بالمعروف» ‪،‬‬
‫«الحذر والشفقة» ‪« ،‬ذكر الموت» ‪« ،‬ذم الغضب» ‪« ،‬الرضا عن اهلل والصبر على قضائه» ‪« ،‬الغيبة‬
‫والنميمة» ‪« ،‬القناعة» ‪« ،‬الصمت وآداب اللسان» وغريها مما يتضمن حممود األخالق ومذمومها ‪ ،‬ومتتاز‬
‫هذه املصنفات بالوحدة املوضوعية‪ ،‬وجودة الرتتيب‪ ،‬ونسبة اآلثار واألقوال ألصحاهبا‪ .‬مع االعتناء الكامل‬
‫بذكر الشواهد من القرآن الكرمي واحلديث الشريف‪.‬‬

‫‪ -‬اإلمام النسائي (ت ‪ 343‬ه ) ‪ ،‬ويعد كتابه «عمل اليوم والليلة» من أهم املسامهات اليت قدمها علماء‬
‫احلديث يف امليدان األخالقي‪ ،‬إذ تضمن صفة الذكر يف الصباح واملساء‪ ،‬مث تناول جزئيات احلياة اليومية من‬
‫صالة وصيام وجهاد والوضوء ودخول املسجد‪ ،‬والبيع والشراء‪ ،‬وعيادة املرضى وغري ذلك مما يتناول تفصيل‬
‫احلياة اليومية‪ ،‬الفردية واألسرية واالجتماعية‪ ،‬والكتاب يف الواقع هو معجم للمثل والقيم اإلسالمية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬ابن السني (ت ‪ 320‬ه ) وله كتاب «عمل اليوم والليلة» ويتضمن (مثل كتاب النسائي) قواعد‬
‫السلوك اخللقي للمسلم يف يومه وليلته‪ ،‬ومن مث يف حياته كلها‪.‬‬

‫‪ -‬أبو بكر الخرائطي (ت ‪ 311‬ه ) وأبرز مؤلفاته كتابان‪ :‬أحدهما «مكارم اِلخَلق ومعاليها» والثاني‬
‫«مساوىء اِلخَلق ومذمومها وطرائق مكروهها» وكما يتضح من عنوان الكتابني أهنما يعنيان بسلوك‬
‫املسلم إن إجيابا باتباع األخالق احلميدة املأمور هبا‪ ،‬وإن سلبا باجتناب األخالق املذمومة املنهي عنها‪.‬‬

‫‪ -‬أبو بكر اآلجري (ت ‪ 324‬ه ) ‪ ،‬وله في المجال اِلخَلقي مصنفات عديدة منها‪« :‬أخَلق حملة‬
‫القرآن» ‪ ،‬و «أخَلق العلماء» ‪ ،‬و «أدب النفس» ‪ ،‬و «كتاب أهل البر والتقوى» ‪ ،‬و «كتاب‬
‫التوبة» ‪ ،‬و «كتاب التهجد» ‪ ،‬وغيرها كثير‪ ،‬وقد أمجل يف هذه الكتب األخالق اليت ينبغي أن يتحلى هبا‬
‫العلماء ومحلة القرآن واملسلمني بوجه عام‪.‬‬

‫‪ -‬ابن حزم اِلندلسي (ت ‪ 01‬ه ) وكتابه «اِلخَلق والسير في مداواة النفوس» يقدم منوذجا من‬
‫التجربة العملية اليت تؤكد إمكانية مقاومة الرذائل‪.‬‬

‫‪ -‬أبو الحسن الماوردي (ت ‪ 054‬ه ) وله كتابات مهمة في علم اِلخَلق مثل أدب الدنيا والدين‪،‬‬
‫ونصيحة الملوك‪ ،‬وتسهيل النظر وتعجيل الظفر‪ ،‬ويحفل كتابه «أدب الدنيا والدين» باملباحث األخالقية‬
‫كاحلياء والصدق‪ ،‬وآداب الكالم والصرب والشورى‪ ،‬وكتمان السر‪ ،‬واملروءة‪ ،‬كما تضمنت مباحثه أيضا‬
‫األخالق املذمومة من حنو الكذب والغيبة والنميمة‪ ،‬أما الكتب األخرى فقد تضمنت العالقة بني األخالق‬
‫وسياسة الناس واليت تسمى بالسياسة الشرعية‪.‬‬

‫‪ -‬البيهقي (ت ‪ 058‬ه ) وله «شعب اإليمان» وقد حترى فيه ذكر األحاديث بأسانيدها وأشار إىل درجة‬
‫صحتها‪ ،‬وقد عقب على أحاديث كل شعبة جبوانب عقدية وآرائه الفقهية‪ ،‬وبلغت مروياته من األحاديث‬
‫واآلثار ‪ 11268‬حديثا وأثرا‪ ،‬ويعد كتابه من الكتب اجلامعة يف جمال األخالق‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬الراغب اإلصفهاني (ت ‪ 541‬ه ) ‪ ،‬وله مؤلفات عديدة في موضوع اِلخَلق منها‪« :‬تفصيل‬
‫النشأتين وتحصيل السعادتين‪ ،‬و «الذريعة إلى مكارم الشريعة» وقد تضمن كتابه «محاضرات اِلدباء»‬
‫مباحث أخالقية عديدة‪ ،‬وقد أوىل اجلانب النظري لألخالق اهتماما كبريا ‪ ،‬لكن لينتبه القارئ أال يأخذ من‬
‫كتب األصفهاين إال احملقق منها ‪ ،‬لوجود االحاديث الضعيفة واملوضوعة ‪.‬‬

‫‪ -‬الخطيب البغدادي‪ :‬أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي‬
‫(المتوفى‪023 :‬ه ) من كتبه ( البخَلء) وكتاب (الجامع‪ِ ،‬لخَلق الراوي وآداب السامع) وكتاب (‬
‫اقتضاء العلم العمل)‪.‬‬

‫‪ -‬أبو حامد الغزالي (ت ‪ 545‬ه ) ويعد من أشهر من تحدث عن اِلخَلق نظرا لشهرة كتابه‬
‫الموسوعي «إحياء علوم الدين‪ ،‬وله في المجال اِلخَلقي أيضا «ميزان العمل» ‪ ،‬وجيمع فكره األخالقي‬
‫أطراف وخيوط مذاهب أخالقية عديدة‪ ،‬وقد خلط كتابه بالكثري من التصوف املمقوت واألحاديث املوضوعة‬
‫‪ ،‬فال ينصح طالب العلم املبتدئ باقتناء كتبه ‪ ،‬لكن ألمهية كتبه يف باب األخالق فقد قام الشيخ حممد مجال‬
‫الدين بن حممد سعيد بن قاسم احلالق القامسي (املتوىف‪1112 :‬هـ) بتنقيح واختصار احياء علوم الدين يف‬
‫كتاب سماه (موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين ) ينصح بقراءته ‪ ،‬وقد سبق أن اختصر كتاب‬
‫اإلحياء ‪ ،‬ابن اجلوزي يف كتاب ( منهاج القاصدين) ‪ ،‬مث قام ابن قدامة املقدسي يف اختصار االختصار يف‬
‫كتاب ( مختصر منهاج القاصدين)‪.‬‬

‫‪ -‬الحافظ المنذري (ت ‪ 252‬ه ) ‪ ،‬ويعد كتابه «الترغيب والترهيب» من أهم الكتب اليت صنفت يف‬
‫الشريعة وفقا للمجاالت األخالقية ‪ ،‬إن حسنة بالرتغيب فيها‪ ،‬وإن سيئة بالرتهيب منها‪ ،‬وقد حققه الشيخ‬
‫األلباين وقسمه إىل قسمني ‪ ،‬صحيح الترغيب والترهيب وضعيف الترغيب والترهيب وقد طبعها المكتب‬
‫اإلسَلمي بخمسة مجلدات ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬العز بن عبد السَلم (ت ‪ 224‬ه ) ‪ ،‬وله في اِلخَلق كتابه القيم «شجرة المعارف واِلصول» الذي‬
‫حيتوي على عشرين بابا‪ ،‬يستهدف منها إصالح القلوب‪.‬‬

‫‪ -‬اإلمام النووي (ت ‪ 212‬ه ) ‪ ،‬كتاب (بستان العارفين) ‪ ،‬وكتاب (التبيان في آداب حملة القرآن) ‪،‬‬
‫وكتابه «رياض الصالحين» تضمن أبوابا يف األخالق من خالل اآليات واألحاديث اليت استشهد هبا ‪ ،‬وقد‬
‫شرحه العالمة بن العثيمني يف عدة جملدات نافعة ماتعة ‪،‬‬

‫‪ -‬الذهبي (ت ‪ 108‬ه ) ‪ ،‬ويعد كتابه عن «الكبائر» حيث أوضح األخالق املذمومة اليت تعد من كبائر‬
‫الذنوب وذكر من اآليات واألحاديث ما يدل على غلظ العقوبة فيها ‪ ،‬وقد شرحها جمموعة من العلماء‬
‫املعاصرين ‪.‬‬

‫‪ -‬ابن قيم الجوزية (ت ‪ 15‬ه ) وله إسهامات عديدة يف جمال األخالق نذكر منها‪ :‬الفوائد‪ ،‬ومدارج‬
‫السالكين‪ ،‬وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين‪ ،‬وإعَلم الموقعين‪ ،‬والداء والدواء‪ ،‬وإغاثة اللهفان‪ ،‬وقد‬
‫تناول يف هذه الكتب أسس علم األخالق ‪ ،‬ومن يريد البدء بقراءة كتب ابن القيم لإلطالع على ابواب‬
‫األدب واألخالق فليبدأ يف كتاب الفوائد‪.‬‬

‫‪ -‬ابن مفلح (ت ‪ 123‬ه ) ‪ ،‬و كتابه المشهور «اآلداب الشرعية والمنح المرعية) وفيه الكثري عن‬
‫الفضائل اخللقية اليت جيب أن يتحلى هبا املسلم‪.‬‬

‫‪ -‬ابن حجر المكي الهيتمي (‪ 910‬ه ) ويمثل كتابه «الزواجر عن اقتراف الكبائر» جهدا ال غىن عنه‬
‫يف توضيح كبائر الذنوب اليت ينبغي أن يبتعد عنها كل مسلم‪.‬‬

‫ه ) ‪ ،‬وله في المجال اِلخَلقي كتاب (غذاء اِللباب)‪ ،‬وهو شرح‬ ‫‪ -‬السفاريني الحنبلي (ت ‪88‬‬
‫ملنظومة اآلداب وهي قصيدة حتتوي آداب السلوك‪ ،‬وفضائل األخالق نظمها العالمة مشس الدين حممد بن‬
‫عبد القوي املرداوي (ت‪ 610 :‬هـ) ‪ ،‬وقد تضمن احلديث عن حسن اخللق إمجاال‪ ،‬ومكارم األخالق‬

‫‪9‬‬
‫تفصيال‪ ،‬مثل‪ :‬الرب وحسن الظن‪ ،‬وحنو ذلك‪ ،‬وتناول أيضا مذموم األخالق مثل الغيبة وآفات اللسان‪،‬‬
‫والفحش وحنو ذلك‪ ،‬وقد تناول احلكم الفقهي ملعظم ما تناوله من الفضائل أو الرذائل‪.‬‬

‫‪ -‬ابن الجوزي جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت ‪ 592‬ه ) ‪ ،‬ومن‬
‫مؤلفاته في هذا المجال (صفة الصفوة) وقد تضمن وصايا أخَلقية عديدة من خَلل التراجم التي‬
‫قدمها ‪ ،‬وكتاب ( بحر الدموع) و( بستان الواعظين ورياض السامعين) و(تنبيه النائم الغمر على مواسم‬
‫العمر)و(حفظ العمر) وقد حقق الكثري منها‪ :‬حممد بن ناصر العجمي‪ ،‬وله أيضا «صيد الخاطر» ‪.‬‬

‫‪ -‬ابن قدامه المقدسي ‪ :‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي‬
‫المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي (المتوفى‪214 :‬ه ) له كتاب‪ ( :‬التوابين) وكتاب ( المتحابين في اهلل)‬
‫وكتاب ( الرقة والبكاء) ‪.‬‬

‫‪ -‬البيهقي ‪ :‬عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد‪ ،‬إمام الدين‪ ،‬أبو القاسم الكرخي التميمي القزويني‬
‫الشافعي (المتوفى‪299 :‬ه ) (مختصر شعب اإليمان) وقد حققه‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‬

‫السَلمي‪ ،‬البغدادي‪ ،‬ثم‬


‫‪ -‬ابن رجب الحنبلي‪ :‬زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‪َ ،‬‬
‫الدمشقي‪ ،‬الحنبلي (المتوفى‪195 :‬ه ) كتاب( الفرق بين النصيحة والتعيير) علق عليه وخرج أحاديثه‪:‬‬
‫علي حسن علي عبد احلميد وكتاب( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف)‪ ( ،‬كشف الكربة‬
‫في وصف أهل الغربة) وقد مجعت وطبعت الكثري من رسائله بعدة جملدات حيسن اقتناءها‪.‬‬

‫‪9‬ه ) ‪ ،‬كتاب ( حسن‬ ‫‪ -‬السيوطي‪ :‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جَلل الدين السيوطي (المتوفى‪:‬‬
‫السمت في الصمت) اختصر فيه كتاب الصمت لإلمام‪ :‬أيب بكر عبد اهلل حممد بن عبيد بن سفيان‬
‫القرشي املعروف بابن أيب الدنيا وزاد عليه‪.‬‬

‫‪ -‬القيرواني ‪ :‬أبو محمد عبد اهلل بن أبي زيد القيرواني (المتوفى ‪ 382‬ه ) له كتاب‪( :‬الجامع في‬
‫السنن واآلداب والمغازي والتاريخ)‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬القحطاني ‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن صالح القحطاني‪ ،‬المعافري اِلندلسي المالكي (المتوفى‪:‬‬
‫‪318‬ه ) له منظومة ( النونية القحطاني) نظمها يف العقائد واألخالق يف أكثر من ‪ 600‬بيت‪.‬‬

‫‪ -‬السعدي‪ :‬أبو عبد اهلل‪ ،‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل بن ناصر بن حمد آل سعدي (المتوفى‪:‬‬
‫‪ 312‬ه ) كتاب( الوسائل المفيدة للحياة السعيدة) ‪ ،‬وتفسري السعدي حوى الكثري من الوقفات الرتبوية‬
‫والنكت واللطائف األخالقية ‪ ،‬يف تفسري اآليات البينات على الطريقة السلفية‪.‬‬

‫‪ -‬الحكمي ‪ :‬حافظ بن أحمد بن علي الحكمي (المتوفى‪ 311 :‬ه ) له (المنظومة الميمية في‬
‫اآلداب الشرعية)‬

‫‪ -‬ابن العثيمين ‪ :‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى‪ 01 :‬ه ) كتاب ( العلم) و كتاب (‬
‫مكارم اِلخَلق)‬

‫‪ -‬بكر أبو زيد ‪ :‬بكر بن عبد اهلل أبو زيد بن محمد بن عبد اهلل بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب‬
‫بن محمد (المتوفى‪ 019 :‬ه )‪ ،‬كتاب ( حراسة الفضيلة) (حلية طالب العلم) والعديد من الرسائل ‪.‬‬

‫والرهبة‬ ‫‪ -‬محمد بن جميل زينو ‪ ،‬كتاب‪( :‬توجيهات إسَلمية إلصَلح الفرد والمجتمع) وكتاب ( َّ‬
‫الرغبة َّ‬
‫والسنَّة) وكتاب ( تكريم المرأة في اإلسَلم ) ذكر فيه مجلة من أخالق املرأة املسلمة‬
‫اب ُّ‬‫ثابت في الكتَ ِ‬
‫منهج ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪،‬وكتاب (نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات) وفيه عدة مباحث منها مهمة املريب الناجح‪،‬‬
‫شروط املريب الناجح ‪،‬من واجبات املعلم‪ ،‬وصايا نبوية مهمة لألوالد ‪ ،‬الطرق الرتبوية الناجحة‪ ،‬املكافآت‬
‫والعقوبات‪ ،‬العقوبات الرتبوية املفيدة وغريها من املباحث ‪ ،‬حيث تتميز كتب حممد مجيل زينو بسهولة األسلوب‬
‫وصحة املعتقد وسالمة املنهج‪.‬‬
‫‪ -‬أبو بكر الجزائري‪ :‬جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري‪ ،‬كتاب( نداءات‬
‫الرحمن ِلهل اإليمان) وكتاب ( منهاج المسلم ) وقد مجع فيه املؤلف من االخالق واآلداب مث عرضها‬
‫بأسلوب سهل مجيل ‪ ،‬وكتاب ( عظات وعبر من أحاديث سيد البشر صلى اهلل عليه وسلم ) وكتاب (‬

‫‪11‬‬
‫المسجد بيت المؤمن ) وكتاب ( أيسر التفاسير) مل يرتك فيه املؤلف سورة إال وبني اهلدايات القرآنية‬
‫لآليات ‪ ،‬وقد حوت على مجلة من األخالق واآلداب وغريها‪.‬‬

‫‪ -‬التويجري‪ :‬محمد بن إبراهيم بن عبد اهلل التويجري ‪ ،‬وقدأجاد في ( موسوعة فقه القلوب) وهي مجع‬
‫وتقريب للكثري من كتب ابن القيم وغريه من السلف يف باب القلوب واألدب واألخالق ‪ ،‬الناشر بيت‬
‫األفكار الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬ابن وهف القحطاني‪ :‬د‪ .‬سعيد بن على بن وهف القحطاني‪ ،‬وله العديد من الكتب يف األدب‬
‫واألخالق ‪ ،‬التزم فيها ما ورد من صحيح السنة ومنهج السلف مثل كتاب(آفات اللسان في ضوء الكتاب‬
‫وتحصي ٌل في ضوء الكتاب والسنة)‬
‫ْ‬ ‫وطر ٌق‪،‬‬
‫مفهوم‪ ،‬وأهميَّةٌ‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫والسنَّة ) و( أنواع الصبر ومجاالته ‪-‬‬
‫ُّ‬
‫الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة) و( الغفلة ‪ -‬مفهومها‪ ،‬وخطرها‪ ،‬وعَلماتها‪ ،‬وأسبابها‪،‬‬
‫و( ُ‬
‫والسنَّة) و( بر الوالدين ‪ -‬مفهوم‪,‬‬
‫وعَلجها) و( الفوز العظيم والخسران المبين في ضوء الكتاب ُّ‬
‫وفضائل‪ ،‬وآداب‪ ,‬وأحكام في ضوء الكتاب والسنة)و( تبريد حرارة المصيبة عند موت اِلحباب وفقد‬
‫والسنَّة) و( سَلمة الصدر‪ ،‬وخطر الحقد‪ ,‬والحسد‪,‬‬
‫ثمرات اِلفئدة وفلذات اِلكباد في ضوء الكتاب ُّ‬
‫والتباغض‪ ,‬والشحناء‪ ,‬والهجر‪ ،‬والقطيعة ‪ -‬مفهوم‪ ،‬وأسباب‪ ،‬وآداب‪ ،‬وأحكام‪ ،‬وعَلج في ضوء‬
‫الكتاب والسنة)و( صلة اِلرحام ‪ -‬مفهوم‪ ,‬وفضائل‪ ،‬وآداب‪ ,‬وأحكام في ضوء الكتاب والسنة)‬

‫‪ -‬عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ‪ ،‬وله العديد من الرسائل المفيدة مثل كتاب ( تأمَلت في مماثلة‬
‫المؤمن للنخلة) ‪.‬‬

‫‪ -‬وأخيرا موسوعة ( نضرة النعيم في مكارم أخَلق الرسول الكريم ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم) تأليف‬
‫عدد من المختصين بإشراف الشيخ‪ /‬صالح بن عبد اهلل بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي ‪ ،‬الناشر‬
‫‪ :‬دار الوسيلة للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة ‪ ،‬عدد األجزاء‪ 11( 12 :‬وجملد للفهارس)‪.‬‬

‫هذا ما حضرني من كتب أهل العلم عسى اهلل أن ينفع بها ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫علما بأن سبب مجع هذه املادة هو سؤال جاءين من إحدى الطالبات تسأل ما حكم قراءة الكتب الرتبوية‬
‫األجنبية ؟‬

‫فكان جوابي ‪:‬‬

‫أتصور أن كل ما يدخل فيه الدين واالعتقاد واألخالق فديننا جاء بالكمال بكل هذا ‪،‬فالرتبية والسلوك‬
‫واألخالق هي من أساسيات الدين قال الرسول صلى اهلل عليه وسلم "إمنا بعثت ألمتم مكارم االخالق"فما‬
‫بعث به النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬هل حنتاج إىل الكفار أو قليلي العلم او املبتدعة أو املنحرفني ليعلموننا‬
‫ديننا ؟‪.‬‬

‫إذن البد أن نعتقد أن الرتبية دين وديننا قد كمل وعلماء أهل السنة واجلماعة والسلف قد قاموا مبا يكفي‪.‬‬

‫لكن من ادعى احلاجة لكتب املبتدعة أو الكفار يف الرتبية واألخالق ‪،‬بسبب أن كثري من الناظرين يف الكتب‬
‫األجنبية مل ينظر أصال لكتب السلف بل مل يقرأ أصال أحاديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم وشروحها فيما‬
‫خيص األدب ‪ ،‬ولو أننا قرأنا كتب السنة يف أبواب األدب وشروحها ‪،‬لرأينا مدى تفاهة كتب الكفار‬
‫واملستشرقني ونقصها وإن وجد فيها شيء من احلق واخلري فهو يسري ‪،‬ويف ديننا مثله وخرير منه‪.‬‬

‫لكنني أتساءل ملاذا ضاقت صدورنا عن تلقي األدب من كتب احلديث والسنة ؟ مع أهنا دين وحق وطريق‬
‫للجنة وال تزيد العبد إال إميانا ويقينا ‪ ،‬أما كتب الكفار فيدس فيها الكفر والشبه مع احلق!!‬

‫لعل الجواب ‪ :‬أنه بسبب أننا نسينا جتديد النية ‪،‬فالنية يف القراءة يف كتب الرتبية التقرب إىل اهلل ‪ ،‬وسبب‬
‫آخر وهو انبهارنا بالغرب مث الكسل يف تلقي العلم من كتب العلماء األعالم ‪ ،‬وأظن أن السبب األول هو‬
‫السبب األهم ‪ ،‬لذلك أقول لكل منبهر بكتب الغرب الرتبوية ‪ ،‬اسأل نفسك ‪ ،‬ملاذا تريد أن ترتىب؟ ما اهلدف‬
‫من الرتبية؟ إن كان جوابك هو قربة هلل فطريق التقرب اىل اهلل قد بينه اهلل ورسوله‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬
‫بأحسن بيان وأقرب طريق وإن كان ليس هدفك القربة فاذهب واهلك بأي واد هلكت ‪ ،‬فال نية لك أصالا‪.‬‬

‫حقيقةا أنه ملا ضاع مفهوم التوحيد ضاعت الرتبية واألخالق !!‬
‫‪13‬‬
‫هل تساءلت يوما ملاذا ضلت فرقة املعتزلة مثال ؟‪ .‬فسبب ضالهلم أهنم خلطوا دينهم بكتب الفالسفة اليونان‬
‫ملا ترمجت ‪ ،‬فأخذوا كتب الفالسفة ملا رأوا فيها من إمتاع للعقل ورياضة للذهن وتعلم القدرة على املناظرة‬
‫م‬
‫وتنميق الكالم وتزيينه فأخذوها ملناظرة اخلصوم ‪ ،‬فما لبثوا إال وأدخلوها بالعقائد والدين ‪ ،‬فوقعوا بالكفر من‬
‫حيث حيسبون أهنم يدافعون عن الدين والعقيدة ‪ ،‬فلماذا ال نتعظ مبا صاروا إليه ؟ أنظن أننا معصومون ؟!‬

‫هذا كان جوايب على من سألت ‪ ،‬مث بعد ذلك طلب مين بعض األخوات ذكر كتب أهل العلم يف األخالق‬
‫واألدب ‪ ،‬فكانت هذه الورقة ‪ ،‬ولعل من املستحسن قراءة كتاب ( ظاهرة الفكر التربوي ) للدكتور ذياب‬
‫الغامدي ‪.‬‬

‫هذا واهلل المسئول أن يجعل ما كتبته من العلم النافع لكل طالب للحق ‪ ،‬وأسأله سبحانه أن‬
‫يغنينا بالقرآن والسنة وكتب سلف اِلمة ‪ ،‬عن كتب من تلوث ببدع الفَلسفة وضَلالت‬
‫المستشرقين وخرافات الوثنيين وشطحات المتصوفين‪.‬‬
‫واهلل أعلم والحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫جمع وترتب ‪:‬ذكريات المسيعيد‬

‫دولة الكويت‪ -‬حرسها اهلل ‪ 1‬صفر‪ 038‬ه‬

‫عفى اهلل عن الزلل ‪ ،‬وتقبل اهلل صالح العمل‬

‫‪14‬‬

You might also like