Professional Documents
Culture Documents
إرشاد طالب رضا الخلاق
إرشاد طالب رضا الخلاق
ففي هذه الوريقات نبين بعض كتب العلماء اِلعَلم التي ألفت في اِلدب واِلخَلق ،وهي نقطة من
بحر لكن هذا ما تيسر جمعه ،عسى اهلل أن ينفع به كاتبه وقارءه وناشره.
ونقدم له بمقدمات عن مفهوم اِلخَلق وأنها دين وقربة ،فما معنى اِلخَلق؟
1
الخلق بالهيئات
اِلخَلق لغة.:قال الراغب :الخلق والخلق (والخلق) في اِلصل واحد لكن خص َ
الخلق بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة " املفردات للراغب
واِلشكال والصور المدركة بالبصر ،وخص ُ
ص .111
ك لَ َعلى ُخلُق َع ِظيم{ (القلم ، )4 /الخلق العظيم هنا هو -كما يقول الطبري-
وفي قوله تعالىَ } :وإِنَّ َ
اِلدب العظيم ،وذلك أدب القرآن الذي أدبه اهلل به وهو اإلسَلم وشرائعه ،وقد روى هذا المعنى عن
ابن عباس -رضي اهلل عنهما -في قوله }:لَ َعلى ُخلُق َع ِظيم{ المعنى :على دين عظيم وهو اإلسَلم.
وعن مجاهد في قولهُ } :خلُق َع ِظيم{ قال :الدين .وعن عائشة -رضي اهلل عنها -عند ما سئلت عن
خلق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قالت" :كان خلقه القرآن" .قال قتادة :تقول :كما هو في القرآن
" انظر هذه اآلثار (وغريها مما ال خيرج عنها) يف تفسري الطربي ،جملد ،12جزء ،21ص ( 11ط .الريان) . .
وذكر القرطبي أن المراد بالخلق العظيم أدب القرآن ،وقيل :هو رفقه بأمته وإكرامه إياهم ،وقيل
المراد :إنك على طبع كريم ...وقال أيضا :حقيقة الخلق في اللغة هو ما يأخذ به اإلنسان نفسه من
اِلدب ِلنه يصير ِ
كالخلقة فيه ،وأما ما طبع عليه اإلنسان من اِلدب فهو الخيم أي السجية والطبع
...وسمي ُخلقه عظيما ِلنه لم تكن له صلى اهلل عليه وسلم همة سوى اهلل تعالى ،وقيل :الجتماع
تفسري القرطيب .221 /11 مكارم اِلخَلق فيه ،وقيلِ :لنه امتثل تأديب اهلل إياه"
ك لَ َعلى ُخلُق َع ِظيم} أي :عاليًا به ،مستعليًا ب ُخلُقك الذي من اهلل عليك
وقال السعدي في تفسير قوله تعالىَ { :وإِنَّ َ
به ،وحاصل خلقه العظيم ،ما فسرته به أم المؤمنين[ ،عائشة -رضي اهلل عنها ]-لمن سألها عنه ،فقالت" :كان
ين} {فَبِ َما َر ْح َمة ِم َن اللَّ ِه لِْن َ
ت ض َع ِن ال ِ ِ
ْجاهل ََ
خلقه القرآن" ،وذلك نحو قوله تعالى لهُ { :خ ِذ الْع ْفو وأْمر بِالْعر ِ
ف َوأَ ْع ِر ْ َ َ َ ُ ْ ُْ
ِ ول ِمن أَنْ ُف ِس ُكم َع ِز ٌيز َعلَْي ِه ما َعنِتُّم ح ِريص َعلَْي ُكم بِ ِ
ِ
يم} وما أشبه وف َّرح ٌ ين َرُؤ ٌ الم ُؤمن َ
ْ َ ْ َُ ُ ْ اء ُك ْم َر ُس ٌ ْ
لَ ُه ْم} [اآلية] { ،لََق ْد َج َ
ذلك من اآليات الداالت على اتصافه صلى اهلل عليه وسلم بمكارم اِلخَلق ،واآليات الحاثات على الخلق العظيم
فكان له منها أكملها وأجلها ،وهو في كل خصلة منها ،في الذروة العليا ،فكان صلى اهلل عليه وسلم سهَل لينا،
جابرا لقلب من سأله ،ال يحرمه ،وال يرده
قريبًا من الناس ،مجيبًا لدعوة من دعاه ،قاضيًا لحاجة من استقضاهً ،
أمرا وافقهم عليه ،وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور ،وإن عزم على أمر لم يستبد به
خائبًا ،وإذا أراد أصحابه منه ً
2
جليسا له إال أتم
دونهم ،بل يشاورهم ويؤامرهم ،وكان يقبل من محسنهم ،ويعفو عن مسيئهم ،ولم يكن يعاشر ً
عشرة وأحسنها ،فكان ال يعبس في وجهه ،وال يغلظ عليه في مقاله ،وال يطوي عنه بشره ،وال يمسك عليه فلتات
لسانه ،وال يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة ،بل يحسن إلى عشيره غاية اإلحسان ،ويحتمله غاية االحتمال صلى اهلل
وسلم ".تفسري السعدي = تيسري الكرمي الرمحن (ص. )171 : عليه
فمن أراد معرفة الخلق العظيم ،فعليه بسيرة سيد المرسلين صلى اهلل عليه وسلم ،قال الماوردي :
"في الخلق العظيم ثَلثة أوجه :أحدها :أدب القرآن ،الثاني :دين اإلسَلم ،الثالث :الطبع الكريم وهو
الظاهر ...وحقيقة الخلق ما يأخذ به اإلنسان نفسه من اآلداب ،سمي بذلك ِلنه يصير كالخلقة فيه "
تفسري املاوردي (النكت والعيون) ..62 -61 /6
وقال ابن منظور :الخلق هو الدين والطبع والسجية ،وحقيقته أن صورة اإلنسان الباطنة وهي نفسه
وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ،ولهما (أي
للصورتين) أوصاف حسنة وقبيحة ،والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان
" لسان العرب ( 16 /10ط .بريوت) بأوصاف الصورة الظاهرة ،ولهذا تكررت اِلحاديث في مدح حسن الخلق
،وانظر هذه األحاديث يف صفة حسن اخللق.
وقال الفيروزابادي ":اعلم أن الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ،وهو
يقوم على أربعة أركان :الصبر والعفة والشجاعة والعدل ،وذكر أن كل واحد من هذه اِلربعة يؤدي إلى
غيره من المكارم ويحمل عليه ،فالصبر (مثَل) يحمل على االحتمال وكظم الغيظ وإماطة اِلذى واِلناة
والرفق وعدم الطيش والعجلة ..وقال أيضا :والتوسط منشأ جميع اِلخَلق الفاضلة من هذه اِلربعة "
بصائر ذوي التمييز . .161 /2
فاِلخَلق اصطَلحا:عرفه الماوردي (ت 054 :ه ) فقال :اِلخَلق «غرائز كامنة ،تظهر باالختيار،
أبو احلسن البصري املاوردي :تسهيل النظر وتعجيل الظفر (حتقيق د .حميي هالل السرحان) ،بريوت 1811 ،م، وتقهر باالضطرار"
ص . .1
3
ولقد ربط ابن تيمية مفهوم اِلخَلق بمفهوم اإليمان ،فمتى ما رسخ اإليمان باهلل وحده وبأنه هو
خالقا ،ورازقا بيده الملك وهو ما يسمى (توحيد الربوبية ) وأنه وحده المستحق للعبادة وهو ما يسمى
(توحيد اِللوهية) ،فمتى ما رسخ هذا اإليمان في قلب العبد ،كان حب اهلل سبحانه وتعالى حبا
يستولي على قلبه ،بحيث ال يكون ثمة محبوب مراد سواه سبحانه ،وهذا الحب يسلتزم أن يجعل
همه ومطلبه هو رضا اهلل سبحانه ،وااللتزام بتحقيق هذا الرضا في كل صغيرة وكبيرة من شئون الحياة
،لذلك يستلزم من العبد سموا عن اِلنانية وعن اِلهواء ،وعن المآرب الدنيا ،فالسلوك والعمل ُخلقا
.حممد عبد اهلل عفيفي ،النظرية اخللقية عند ابن تيمية ،ص .18 -11بتصرف. من الدرجة اِلولى"
فليس ثمة طريق يبلغ باإلنسان إلى كماله المنشود ،وصَلحه المرجو ،وبالتالي سعادته المأمولة في
الدارين ،غير طريق إخَلص التوحيد هلل واإليمان بما جاء عن اهلل والتخلق بأخَلق القرآن واليقين أن
دين اإلسَلم دين كامل وتام .
أما ابن القيم فبين في الكثير من كتبه مفهوم اِلخَلق ،بل وأقسام اِلنفس وفهم أنماط السلوك و
أنواع القلوب ،ومعرفة سياسة النفس ومدارج اِلخَلق ومراتبها.
ولنقف عند كتاب (الفوائد) كمثال وهو من ألطف الكتب ،فقد قسم اِلخَلق إلى قسمين فقال":
أصل اِلخَلق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة ،وأصل اِلخَلق المحمودة كلها الخشوع وعلو
الهمة ،ثم أشار -رحمه اهلل تعالى -إلى أن لألخَلق حدودا متى جاوزتها صارت عدوانا ،ومتى
قصرت عنها كانت نقصا ومهانة.
(انظر وعلى سبيل المثال فللشجاعة حد إذا جاوزته صارت تهورا ،ومتى نقصت عنه صارت جبنا وخورا
الفوائد البن القيم (ص.))141 :
وقد اقتفى ابن القيم أثر شيخه ابن تيمية في الربط بين اإليمان واِلخَلق وأشار إلى أن النبي صلى اهلل
عليه وسلم قد جمع بين تقوى اهلل وحسن الخلق ،وفسر ذلك بقوله «ِلن تقوى اهلل تصلح ما بين
4
العبد وبين ربه ،وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه ،فتقوى اهلل توجب له محبة اهلل ،وحسن الخلق
محبته» .ابن قيم اجلوزية ،الفوائد ،ص 187وما بعدها يدعو الناس إلى
وقد ألف العلماء منذ القدم العديد من كتب اِلدب واِلخَلق ،فمنها المختصرات ومنها المطوالت ،
ومنها الجامعة لجملة من اِلخَلق ،ومنها ما ذكرت ُخلقا واحدا فقط ،ومنها ما جاءت بطريقة الوعظ
ومنها ما جمعت من اآلثار النبوية المتعلقة باِلدب ،ومنها ما ساقت اِلخَلق عن طريق تراجم العلماء
والنبَلء والصفوة ،وهكذا.
فلم يترك السلف طريقة شرعية إال وسلكوها في تقريب فهم اِلدب وتحبيب القلوب إلى تعلمه والعمل
به ،فقد رغبوا ورهبوا وبينوا اآلداب النبوية واِلخَلق القرآنية ،ومن وقع منهم بزلل أو خطأ استدركه
من بعده بالتصحيح والتنقيح والتحقيق وهكذا فرحمهم اهلل تعالى ورضي عنهم ،فاِلصول التي ينطلق
منها علماء السلف أصول شرعية نقية ومسالك سلفية مرضية ،فَل يلتفتون عن منهج الكتاب والسنة
الصحيحة فإذا صحت اِلصول فالزلل مغفور ويمكن تصحيحه وتنقيحه واستدراكه .
ولقد حمل لواء هذا العلم أئمة أعَلم في كل زمان وصوال إلى عصرنا الحاضر ،فقد أكملوا المسيرة
إما تأليفا ،أو تحقيقا ،أو شرحا وتوضيحا ،أو اختصارا ،مع الحرص على منهج العلماء واِلئمة
االعَلم في التلقي واالستدالل ،وقد عصمهم اهلل تعالى من الشطحات الصوفية ،و التلوث
بالفلسفات الغربية ،والعبارات المنطقية اِلرسطية ،والنظريات المادية الغربية ،والتي غالبها ال تسمن
وال تغني من جوع ،وما كان فيها من صواب فهي كنقطة ال توزن في بحر علم الشريعة .
-ابن المبارك (ت 8ه ) وله كتاب (الزهد) ،وهو كتاب مليء بالتوجيهات األخالقية ،وأدلتها من
القرآن والسنة وأقوال التابعني خاصة الزهاد منهم.
1
استفدت في جمع مادة هذه الورقات من موسوعة نضرة النعيم ،وكذلك في البحث في المكتبة الشاملة ،وغيرها.
5
-وكيع بن الجراح (ت 91ه ) ،وله أيضا كتاب «الزهد» وقد رتبه على األبواب ،وضمنه أحاديث
الزهد والرقائق واألدب واألخالق.
وقد تناولت هذه املصنفات يف «الزهد» احلث على مكارم األخالق والزهد يف الدنيا والتطلع إىل ثواب اهلل يف
اآلخرة ،ومادهتا تتكون من القرآن الكرمي واحلديث الشريف وآثار السلف الصاحل ".
-اإلمام البخاري (ت 152ه ) ،وهو صاحب الجامع الصحيح (صحيح البخاري) وقد تضمن بابا يف
األدب ،وله في اِلخَلق «كتاب اِلدب المفرد» ،تعرض فيه جلمع األحاديث املتعلقة باآلداب
واألخالق ،ويعد هذا الكتاب من أسبق ما ألفه علماء احلديث يف اجملال الرتبوي واألخالق اإلسالمية وقد
شرحه الدكتور :حممد لقمان السلفي يف كتاب بعنوان ( رش البرد شرح اِلدب المفرد).
-ابن أبي الدنيا (ت 18ه ) ويعد من أبرز المؤلفين في اِلخَلق والتربية اإلسَلمية ،وقد تبحر أيضا
في علوم الحديث ،ومن أهم مصنفاته في التربية واِلخَلق« :اإلخَلص» « ،اِلمر بالمعروف» ،
«الحذر والشفقة» « ،ذكر الموت» « ،ذم الغضب» « ،الرضا عن اهلل والصبر على قضائه» « ،الغيبة
والنميمة» « ،القناعة» « ،الصمت وآداب اللسان» وغريها مما يتضمن حممود األخالق ومذمومها ،ومتتاز
هذه املصنفات بالوحدة املوضوعية ،وجودة الرتتيب ،ونسبة اآلثار واألقوال ألصحاهبا .مع االعتناء الكامل
بذكر الشواهد من القرآن الكرمي واحلديث الشريف.
-اإلمام النسائي (ت 343ه ) ،ويعد كتابه «عمل اليوم والليلة» من أهم املسامهات اليت قدمها علماء
احلديث يف امليدان األخالقي ،إذ تضمن صفة الذكر يف الصباح واملساء ،مث تناول جزئيات احلياة اليومية من
صالة وصيام وجهاد والوضوء ودخول املسجد ،والبيع والشراء ،وعيادة املرضى وغري ذلك مما يتناول تفصيل
احلياة اليومية ،الفردية واألسرية واالجتماعية ،والكتاب يف الواقع هو معجم للمثل والقيم اإلسالمية.
6
-ابن السني (ت 320ه ) وله كتاب «عمل اليوم والليلة» ويتضمن (مثل كتاب النسائي) قواعد
السلوك اخللقي للمسلم يف يومه وليلته ،ومن مث يف حياته كلها.
-أبو بكر الخرائطي (ت 311ه ) وأبرز مؤلفاته كتابان :أحدهما «مكارم اِلخَلق ومعاليها» والثاني
«مساوىء اِلخَلق ومذمومها وطرائق مكروهها» وكما يتضح من عنوان الكتابني أهنما يعنيان بسلوك
املسلم إن إجيابا باتباع األخالق احلميدة املأمور هبا ،وإن سلبا باجتناب األخالق املذمومة املنهي عنها.
-أبو بكر اآلجري (ت 324ه ) ،وله في المجال اِلخَلقي مصنفات عديدة منها« :أخَلق حملة
القرآن» ،و «أخَلق العلماء» ،و «أدب النفس» ،و «كتاب أهل البر والتقوى» ،و «كتاب
التوبة» ،و «كتاب التهجد» ،وغيرها كثير ،وقد أمجل يف هذه الكتب األخالق اليت ينبغي أن يتحلى هبا
العلماء ومحلة القرآن واملسلمني بوجه عام.
-ابن حزم اِلندلسي (ت 01ه ) وكتابه «اِلخَلق والسير في مداواة النفوس» يقدم منوذجا من
التجربة العملية اليت تؤكد إمكانية مقاومة الرذائل.
-أبو الحسن الماوردي (ت 054ه ) وله كتابات مهمة في علم اِلخَلق مثل أدب الدنيا والدين،
ونصيحة الملوك ،وتسهيل النظر وتعجيل الظفر ،ويحفل كتابه «أدب الدنيا والدين» باملباحث األخالقية
كاحلياء والصدق ،وآداب الكالم والصرب والشورى ،وكتمان السر ،واملروءة ،كما تضمنت مباحثه أيضا
األخالق املذمومة من حنو الكذب والغيبة والنميمة ،أما الكتب األخرى فقد تضمنت العالقة بني األخالق
وسياسة الناس واليت تسمى بالسياسة الشرعية.
-البيهقي (ت 058ه ) وله «شعب اإليمان» وقد حترى فيه ذكر األحاديث بأسانيدها وأشار إىل درجة
صحتها ،وقد عقب على أحاديث كل شعبة جبوانب عقدية وآرائه الفقهية ،وبلغت مروياته من األحاديث
واآلثار 11268حديثا وأثرا ،ويعد كتابه من الكتب اجلامعة يف جمال األخالق.
7
-الراغب اإلصفهاني (ت 541ه ) ،وله مؤلفات عديدة في موضوع اِلخَلق منها« :تفصيل
النشأتين وتحصيل السعادتين ،و «الذريعة إلى مكارم الشريعة» وقد تضمن كتابه «محاضرات اِلدباء»
مباحث أخالقية عديدة ،وقد أوىل اجلانب النظري لألخالق اهتماما كبريا ،لكن لينتبه القارئ أال يأخذ من
كتب األصفهاين إال احملقق منها ،لوجود االحاديث الضعيفة واملوضوعة .
-الخطيب البغدادي :أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي
(المتوفى023 :ه ) من كتبه ( البخَلء) وكتاب (الجامعِ ،لخَلق الراوي وآداب السامع) وكتاب (
اقتضاء العلم العمل).
-أبو حامد الغزالي (ت 545ه ) ويعد من أشهر من تحدث عن اِلخَلق نظرا لشهرة كتابه
الموسوعي «إحياء علوم الدين ،وله في المجال اِلخَلقي أيضا «ميزان العمل» ،وجيمع فكره األخالقي
أطراف وخيوط مذاهب أخالقية عديدة ،وقد خلط كتابه بالكثري من التصوف املمقوت واألحاديث املوضوعة
،فال ينصح طالب العلم املبتدئ باقتناء كتبه ،لكن ألمهية كتبه يف باب األخالق فقد قام الشيخ حممد مجال
الدين بن حممد سعيد بن قاسم احلالق القامسي (املتوىف1112 :هـ) بتنقيح واختصار احياء علوم الدين يف
كتاب سماه (موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين ) ينصح بقراءته ،وقد سبق أن اختصر كتاب
اإلحياء ،ابن اجلوزي يف كتاب ( منهاج القاصدين) ،مث قام ابن قدامة املقدسي يف اختصار االختصار يف
كتاب ( مختصر منهاج القاصدين).
-الحافظ المنذري (ت 252ه ) ،ويعد كتابه «الترغيب والترهيب» من أهم الكتب اليت صنفت يف
الشريعة وفقا للمجاالت األخالقية ،إن حسنة بالرتغيب فيها ،وإن سيئة بالرتهيب منها ،وقد حققه الشيخ
األلباين وقسمه إىل قسمني ،صحيح الترغيب والترهيب وضعيف الترغيب والترهيب وقد طبعها المكتب
اإلسَلمي بخمسة مجلدات .
8
-العز بن عبد السَلم (ت 224ه ) ،وله في اِلخَلق كتابه القيم «شجرة المعارف واِلصول» الذي
حيتوي على عشرين بابا ،يستهدف منها إصالح القلوب.
-اإلمام النووي (ت 212ه ) ،كتاب (بستان العارفين) ،وكتاب (التبيان في آداب حملة القرآن) ،
وكتابه «رياض الصالحين» تضمن أبوابا يف األخالق من خالل اآليات واألحاديث اليت استشهد هبا ،وقد
شرحه العالمة بن العثيمني يف عدة جملدات نافعة ماتعة ،
-الذهبي (ت 108ه ) ،ويعد كتابه عن «الكبائر» حيث أوضح األخالق املذمومة اليت تعد من كبائر
الذنوب وذكر من اآليات واألحاديث ما يدل على غلظ العقوبة فيها ،وقد شرحها جمموعة من العلماء
املعاصرين .
-ابن قيم الجوزية (ت 15ه ) وله إسهامات عديدة يف جمال األخالق نذكر منها :الفوائد ،ومدارج
السالكين ،وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ،وإعَلم الموقعين ،والداء والدواء ،وإغاثة اللهفان ،وقد
تناول يف هذه الكتب أسس علم األخالق ،ومن يريد البدء بقراءة كتب ابن القيم لإلطالع على ابواب
األدب واألخالق فليبدأ يف كتاب الفوائد.
-ابن مفلح (ت 123ه ) ،و كتابه المشهور «اآلداب الشرعية والمنح المرعية) وفيه الكثري عن
الفضائل اخللقية اليت جيب أن يتحلى هبا املسلم.
-ابن حجر المكي الهيتمي ( 910ه ) ويمثل كتابه «الزواجر عن اقتراف الكبائر» جهدا ال غىن عنه
يف توضيح كبائر الذنوب اليت ينبغي أن يبتعد عنها كل مسلم.
ه ) ،وله في المجال اِلخَلقي كتاب (غذاء اِللباب) ،وهو شرح -السفاريني الحنبلي (ت 88
ملنظومة اآلداب وهي قصيدة حتتوي آداب السلوك ،وفضائل األخالق نظمها العالمة مشس الدين حممد بن
عبد القوي املرداوي (ت 610 :هـ) ،وقد تضمن احلديث عن حسن اخللق إمجاال ،ومكارم األخالق
9
تفصيال ،مثل :الرب وحسن الظن ،وحنو ذلك ،وتناول أيضا مذموم األخالق مثل الغيبة وآفات اللسان،
والفحش وحنو ذلك ،وقد تناول احلكم الفقهي ملعظم ما تناوله من الفضائل أو الرذائل.
-ابن الجوزي جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت 592ه ) ،ومن
مؤلفاته في هذا المجال (صفة الصفوة) وقد تضمن وصايا أخَلقية عديدة من خَلل التراجم التي
قدمها ،وكتاب ( بحر الدموع) و( بستان الواعظين ورياض السامعين) و(تنبيه النائم الغمر على مواسم
العمر)و(حفظ العمر) وقد حقق الكثري منها :حممد بن ناصر العجمي ،وله أيضا «صيد الخاطر» .
-ابن قدامه المقدسي :أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي
المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي (المتوفى214 :ه ) له كتاب ( :التوابين) وكتاب ( المتحابين في اهلل)
وكتاب ( الرقة والبكاء) .
-البيهقي :عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ،إمام الدين ،أبو القاسم الكرخي التميمي القزويني
الشافعي (المتوفى299 :ه ) (مختصر شعب اإليمان) وقد حققه :عبد القادر األرناؤوط
9ه ) ،كتاب ( حسن -السيوطي :عبد الرحمن بن أبي بكر ،جَلل الدين السيوطي (المتوفى:
السمت في الصمت) اختصر فيه كتاب الصمت لإلمام :أيب بكر عبد اهلل حممد بن عبيد بن سفيان
القرشي املعروف بابن أيب الدنيا وزاد عليه.
-القيرواني :أبو محمد عبد اهلل بن أبي زيد القيرواني (المتوفى 382ه ) له كتاب( :الجامع في
السنن واآلداب والمغازي والتاريخ)
11
-القحطاني :أبو عبد اهلل محمد بن صالح القحطاني ،المعافري اِلندلسي المالكي (المتوفى:
318ه ) له منظومة ( النونية القحطاني) نظمها يف العقائد واألخالق يف أكثر من 600بيت.
-السعدي :أبو عبد اهلل ،عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل بن ناصر بن حمد آل سعدي (المتوفى:
312ه ) كتاب( الوسائل المفيدة للحياة السعيدة) ،وتفسري السعدي حوى الكثري من الوقفات الرتبوية
والنكت واللطائف األخالقية ،يف تفسري اآليات البينات على الطريقة السلفية.
-الحكمي :حافظ بن أحمد بن علي الحكمي (المتوفى 311 :ه ) له (المنظومة الميمية في
اآلداب الشرعية)
-ابن العثيمين :محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى 01 :ه ) كتاب ( العلم) و كتاب (
مكارم اِلخَلق)
-بكر أبو زيد :بكر بن عبد اهلل أبو زيد بن محمد بن عبد اهلل بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب
بن محمد (المتوفى 019 :ه ) ،كتاب ( حراسة الفضيلة) (حلية طالب العلم) والعديد من الرسائل .
والرهبة -محمد بن جميل زينو ،كتاب( :توجيهات إسَلمية إلصَلح الفرد والمجتمع) وكتاب ( َّ
الرغبة َّ
والسنَّة) وكتاب ( تكريم المرأة في اإلسَلم ) ذكر فيه مجلة من أخالق املرأة املسلمة
اب ُّثابت في الكتَ ِ
منهج ٌ
ٌ
،وكتاب (نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات) وفيه عدة مباحث منها مهمة املريب الناجح،
شروط املريب الناجح ،من واجبات املعلم ،وصايا نبوية مهمة لألوالد ،الطرق الرتبوية الناجحة ،املكافآت
والعقوبات ،العقوبات الرتبوية املفيدة وغريها من املباحث ،حيث تتميز كتب حممد مجيل زينو بسهولة األسلوب
وصحة املعتقد وسالمة املنهج.
-أبو بكر الجزائري :جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري ،كتاب( نداءات
الرحمن ِلهل اإليمان) وكتاب ( منهاج المسلم ) وقد مجع فيه املؤلف من االخالق واآلداب مث عرضها
بأسلوب سهل مجيل ،وكتاب ( عظات وعبر من أحاديث سيد البشر صلى اهلل عليه وسلم ) وكتاب (
11
المسجد بيت المؤمن ) وكتاب ( أيسر التفاسير) مل يرتك فيه املؤلف سورة إال وبني اهلدايات القرآنية
لآليات ،وقد حوت على مجلة من األخالق واآلداب وغريها.
-التويجري :محمد بن إبراهيم بن عبد اهلل التويجري ،وقدأجاد في ( موسوعة فقه القلوب) وهي مجع
وتقريب للكثري من كتب ابن القيم وغريه من السلف يف باب القلوب واألدب واألخالق ،الناشر بيت
األفكار الدولية.
-ابن وهف القحطاني :د .سعيد بن على بن وهف القحطاني ،وله العديد من الكتب يف األدب
واألخالق ،التزم فيها ما ورد من صحيح السنة ومنهج السلف مثل كتاب(آفات اللسان في ضوء الكتاب
وتحصي ٌل في ضوء الكتاب والسنة)
ْ وطر ٌق،
مفهوم ،وأهميَّةٌُ ،
ٌ والسنَّة ) و( أنواع الصبر ومجاالته -
ُّ
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة) و( الغفلة -مفهومها ،وخطرها ،وعَلماتها ،وأسبابها،
و( ُ
والسنَّة) و( بر الوالدين -مفهوم,
وعَلجها) و( الفوز العظيم والخسران المبين في ضوء الكتاب ُّ
وفضائل ،وآداب ,وأحكام في ضوء الكتاب والسنة)و( تبريد حرارة المصيبة عند موت اِلحباب وفقد
والسنَّة) و( سَلمة الصدر ،وخطر الحقد ,والحسد,
ثمرات اِلفئدة وفلذات اِلكباد في ضوء الكتاب ُّ
والتباغض ,والشحناء ,والهجر ،والقطيعة -مفهوم ،وأسباب ،وآداب ،وأحكام ،وعَلج في ضوء
الكتاب والسنة)و( صلة اِلرحام -مفهوم ,وفضائل ،وآداب ,وأحكام في ضوء الكتاب والسنة)
-عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ،وله العديد من الرسائل المفيدة مثل كتاب ( تأمَلت في مماثلة
المؤمن للنخلة) .
-وأخيرا موسوعة ( نضرة النعيم في مكارم أخَلق الرسول الكريم -صلى اهلل عليه وسلم) تأليف
عدد من المختصين بإشراف الشيخ /صالح بن عبد اهلل بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي ،الناشر
:دار الوسيلة للنشر والتوزيع ،جدة ،عدد األجزاء 11( 12 :وجملد للفهارس).
هذا ما حضرني من كتب أهل العلم عسى اهلل أن ينفع بها .
12
علما بأن سبب مجع هذه املادة هو سؤال جاءين من إحدى الطالبات تسأل ما حكم قراءة الكتب الرتبوية
األجنبية ؟
أتصور أن كل ما يدخل فيه الدين واالعتقاد واألخالق فديننا جاء بالكمال بكل هذا ،فالرتبية والسلوك
واألخالق هي من أساسيات الدين قال الرسول صلى اهلل عليه وسلم "إمنا بعثت ألمتم مكارم االخالق"فما
بعث به النيب صلى اهلل عليه وسلم ،هل حنتاج إىل الكفار أو قليلي العلم او املبتدعة أو املنحرفني ليعلموننا
ديننا ؟.
إذن البد أن نعتقد أن الرتبية دين وديننا قد كمل وعلماء أهل السنة واجلماعة والسلف قد قاموا مبا يكفي.
لكن من ادعى احلاجة لكتب املبتدعة أو الكفار يف الرتبية واألخالق ،بسبب أن كثري من الناظرين يف الكتب
األجنبية مل ينظر أصال لكتب السلف بل مل يقرأ أصال أحاديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم وشروحها فيما
خيص األدب ،ولو أننا قرأنا كتب السنة يف أبواب األدب وشروحها ،لرأينا مدى تفاهة كتب الكفار
واملستشرقني ونقصها وإن وجد فيها شيء من احلق واخلري فهو يسري ،ويف ديننا مثله وخرير منه.
لكنني أتساءل ملاذا ضاقت صدورنا عن تلقي األدب من كتب احلديث والسنة ؟ مع أهنا دين وحق وطريق
للجنة وال تزيد العبد إال إميانا ويقينا ،أما كتب الكفار فيدس فيها الكفر والشبه مع احلق!!
لعل الجواب :أنه بسبب أننا نسينا جتديد النية ،فالنية يف القراءة يف كتب الرتبية التقرب إىل اهلل ،وسبب
آخر وهو انبهارنا بالغرب مث الكسل يف تلقي العلم من كتب العلماء األعالم ،وأظن أن السبب األول هو
السبب األهم ،لذلك أقول لكل منبهر بكتب الغرب الرتبوية ،اسأل نفسك ،ملاذا تريد أن ترتىب؟ ما اهلدف
من الرتبية؟ إن كان جوابك هو قربة هلل فطريق التقرب اىل اهلل قد بينه اهلل ورسوله -صلى اهلل عليه وسلم -
بأحسن بيان وأقرب طريق وإن كان ليس هدفك القربة فاذهب واهلك بأي واد هلكت ،فال نية لك أصالا.
حقيقةا أنه ملا ضاع مفهوم التوحيد ضاعت الرتبية واألخالق !!
13
هل تساءلت يوما ملاذا ضلت فرقة املعتزلة مثال ؟ .فسبب ضالهلم أهنم خلطوا دينهم بكتب الفالسفة اليونان
ملا ترمجت ،فأخذوا كتب الفالسفة ملا رأوا فيها من إمتاع للعقل ورياضة للذهن وتعلم القدرة على املناظرة
م
وتنميق الكالم وتزيينه فأخذوها ملناظرة اخلصوم ،فما لبثوا إال وأدخلوها بالعقائد والدين ،فوقعوا بالكفر من
حيث حيسبون أهنم يدافعون عن الدين والعقيدة ،فلماذا ال نتعظ مبا صاروا إليه ؟ أنظن أننا معصومون ؟!
هذا كان جوايب على من سألت ،مث بعد ذلك طلب مين بعض األخوات ذكر كتب أهل العلم يف األخالق
واألدب ،فكانت هذه الورقة ،ولعل من املستحسن قراءة كتاب ( ظاهرة الفكر التربوي ) للدكتور ذياب
الغامدي .
هذا واهلل المسئول أن يجعل ما كتبته من العلم النافع لكل طالب للحق ،وأسأله سبحانه أن
يغنينا بالقرآن والسنة وكتب سلف اِلمة ،عن كتب من تلوث ببدع الفَلسفة وضَلالت
المستشرقين وخرافات الوثنيين وشطحات المتصوفين.
واهلل أعلم والحمد هلل رب العالمين ،وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
14