Professional Documents
Culture Documents
القانون المدني
القانون المدني
الفصل الثاني
َّ
إن غبق ضرر بشخص كان من تسبب يف ىذا الضرر مسؤوال عنو مدنيا ،وىذه اؼبسؤولية اؼبدنية هتدف إذل جرب
الضرر.
ّ
واؼبسؤولية اؼبدنيَّة تنقسم إذل قسمُت ،مسؤولية عقدية حيث يوجد العقد ،ومسؤولية تقصَتيَّة حيث ال يوجد
العقد ،واؼبسؤولية العقدية تنشأ بسبب اإلخالل بااللتزام التَّعاقديَّ ،أما اؼبسؤولية التقصَتيَّة فتنشأ بسبب اإلخالل
بواجب عام ال يتغَت وىو :االلتزام بعدم إضرار الغير.
أخل ّٔذا الواجب يكون بذلك قد ارتكب خطأ تقصَتيا يستوجب اؼبسؤولية والتَّعويض.
فمن َّ
شخصية
أوالً :المسؤولية عن األعمال ال ّ
أركان المسؤولية.
أغلب الفقهاء القانون عرفوا اػبطأ بأنَّو اإلخالل بالتزام قانوينّ ،مع ربديد ىذا االلتزام بأنَّو احًتام حقوق الغَت
السلوك
عامة ىو :االكبراف عن ّ وعدم اإلضرار بو ،وربديد ىذا اإلخالل بأنَّو التّعدي على حقوق الغَت ،وبصفة َّ
الضرر بالغَت.
اؼبألوف للشخص العادي عن إدراك (أي إدراكو باالكبراف) وىذا االكبراف من شأنو أن يُلحق ّ
معنوي.
ّ مادي والثاين
األول ّ ويُفهم من ىذا التّعريف َّ
أن ركن اػبطأ يقوم على عنصرينَّ :
العادي ،وبالتّارل ينظر يف ربديد ىذا
ّ أ -العنصر المادي للخطإ :ويتمثل يف االكبراف عن السلوك اؼبعتاد للشَّخص
العادي ،و َّأما الظروف ّ
الشخصيَّة أو الداخليَّة فال عربة ّٔا يف ربديد ّ شخص
موضوعي وىو معيار ال ّ
ّ االكبراف بمعيار
الشخصيَّة مثل
معٌت اػبطإ؛ فلو ارتكب سائق سيارة حادثة فصدم أحد اؼبار على الطريق فإنَّو ال ينظر يف ظروفو ّ
حالتو الصحية أو جنسو أو سنة ،ولكن ينظر إليو كأي سائق سيارة عادي ،ومدى اتفاق سلوكو مع المجرى
العادي لألمور ،فإذا انحرف عن السلوك العادي مخطئا ،وبالتالي يكون مسؤوال.
الصفة (التعدي إذا كان األصل يف التّعدي أن يعترب عمال غَت مشروع َّ
فإن ىناك حاالت ترتفع فيها عنو ىذه َّ
ينقلب إلى عمل مشروع ال يستوجب المسؤولية) ،ومن مث ال تقوم اؼبسؤولية رغم ما فيها من أضرار بالغَت ،وىي:
إال َّ
أن ىذه اغباالت ليست واردة على سبيل اغبصر .ويكون من اؼبمكن انتفاء اػبطأ يف حاالت أخرى كما
إذا َر ِض َّي اؼبصاب حبدوث الضرر.
والضرر قد يكون ماديا يصيب اؼبضرور يف مالو أو جسمو ،وقد يكون أدبيا يصيب اؼبضرور يف شعوره أو عاطفتو
أو كرامتو أو شرفو
مالحظة:
هبب التمييز بُت الضرر اؼبستقبل وىو ضرر ؿبقق هبب التعويض عنو ،أما الضرر احملتمل وىو ضرر غَت
ؿبقق قد يقع وقد ال يقع فال يكون التعويض عنو واجبا إالّ إذا وقع فعال .مثال ذلك لو ضرب إنسان
امرأة حامال فلم ذبهض ،ولكن كان يبكن إجهاضها فال يسأل إال عن الضرب ،وال تستحق اؼبرأة
اغباملة تعويضا عن احتمال إجهاضها؛ أل ّن اإلجهاض دل يتم
هبب التمييز بُت الضرر احملتمل الذي ال يعوض عنو وبُت تفويت الفرصة الذي يعوض عنو ،ذلك أ ّن
الفرصة إذا كانت أمرا ؿبتمال َّ
فإن تفويتها أمر ؿبقق .مثال إذا قصرت جهة عقدت مسابقة يف إخطار
أحد اؼبتسابقُت عن ميعاد اؼبسابقة ففاتو التقدم إليو؛ ألنو قد فوتت عليو فرصة الفوز.
الشخص يف
الشخص يف مصلحة لو غَت مالية ،فهو ما يصيب َّ ثانيا الضرر المعنوي أو األدبي :ىو ّ
الضرر يلحق ّ
الدينية أو يف عاطفتو ،وىو يف العموم كل ما يسبّب لو آالما نفسية،
كرامتو أويف شعوره أو يف شرفو أو يف معتقداتو ّْ
الضرر اؼبعنوي كل مساس باغبرية أو الشرف أو
وقد نصت اؼبادة 182مكرر على أنو « :يشمل التعويض عن ّ
السمعة».
شخصي
ّ األديب أنّو
ّ ضرر األدبي .األصل يف التّعويض عن ّ
الضرر متى يمكن انتقال الح ّق في التعويض عن ال ّ
مقصور على اؼبضرور نفسو ،فال ينتقل إذل غَته باؼبَتاث أو بالعقد إالّ إذا أصبحت مطالبة اؼبضرور بو ؿب ّققة ( ألن
اغبق يزول دبوتو) وذلك إما باالتفاق أو باؼبطالبة القضائية.
ضررّ :
الضرر كما ىو معلوم عبارة عن وقائع مادية ،والوقائع اؼبادية هبوز إثباهتا بكافة وسائل اإلثبات؛ -إثبات ال ّ
كشهادة والقرائن واإلقرار ،وغَتىا من وسائل اإلثبات اؼبعروفة.
-من يقع عليو عبء اإلثبات :يقع على اؼبضرور عبء إثبات ّ
الضرر ونوعو ومداه ،وىبضع يف النهاية لتقدير
القاضي حبسب الوقائع اؼبعروضة أمامو ،وقد وبتاج األمر إذل تقدير مداه إذل اػبربة.
العالقة السببية بُت اػبطأ والضرر معناىا أن توجد عالقة مباشرة بين الخطأ الذي ارتكبو المسؤول والضرر الذي
أصاب المضرور.
وقد عرب اؼبشرع اعبزائري عن ركن السببية يف اؼبادة 124ق م يف عبارة " ويسبب ضررا" لذا حىت يستحق اؼب ّ
تضرر
الضرر ،وعلى اؼبسؤول إذا ما أراد أن ينفي عالقة السببية أن
التعويض هبب أن يثبت وجود عالقة سببية بُت اػبطأ و ّ
السبب الذي ال يد فيو.
السبب األجنيب؛ أي ّ
يثبت ّ
نفــي العالقــة السببيــة بين الخطأ والضرر.
اؼبادة 127من القانون اؼبدين اعبزائري " إذا أثبت الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب ال يد لو فيو
تنص ّ
كحادث مفاجئ أو قوة قاىرة أو خطأ صدر من اؼبضرور ،أو خطأ من الغَت ،كان غَت ملزم بتعويض ىذا الضرر ما
دل يوجد نص قانوين أو اتفاق ىبالف ذلك".
.1حادث مفاجئ أو قوة قاىرة ،ىناك من الفقهاء من يفرق بُت اغبادث اؼبفاجئ والقوة القاىرة ،فَتى أن
األول عبارة عن حدث خارج عن الشيء الذي رب ّقق بو اؼبسؤولية ( زلزال فيضان جفافّ )..أما الثاين فهو
حدث ناجم عن الشيء ذاتو ( انفجار ؿبرك السيارة ،كسر عجلة السيارة) .إالّ أن غالب الفقهاء يرون أنو
ليس ىناك فرق بينهما وأ ّن حرف "أو" اؼبنصوص عليو يفيد التفسَت وال يفيد التع ّدد ،ولتحققهما يُشًتط
فيها :عدم إمكان التوقع واستحالة الدفع.
.2خطأ المضرور:
الصورة اؼبستبعدة أال يقع من اؼبدعى عليو خطأ ما ،وإمبا وقع الضرر بفعل اؼبضرور ،وإمبا اؼبسألة تقتضي النّظر إذا
ّ
اجتمع خطأ اؼبدعى عليو مع خطأ اؼبضرور ،ىنا ربل اؼبسألة وفق اؼبعيار اآليت:
خطأ المضرور يفوق كثيرا في جسامتو خطأ المدعى عليو ( استغراق أحد اػبطأين ػبطأ اآلخر) مثال :فلو أن
اغبد اؼبفروض قانونا ،فألقى بنفسو أمام السيارة
شخصا أراد االنتحار ،فانتهز فرصة أن سائقا يسَت بسرعة ذباوز ّْ
فهو وحد اعباين على نفسو ،وال هبوز أن وبتج -ىو لو قبا أو ورثتو لو مات -بأن السائق كان يسَت بسرعة
فائقة وكان ذلك خطأ ،فإن تعمده االنتحار ىو وحده الذي نقف عنده سببا لوقوع الضرر ،أما خطأ اؼبدعى
عليو فلم يكن إال ظرفا استغلو اؼبضرور لتنفيذ قصده.
ويف حالة أخرى يف نفس السياق إذا كان خطأ المدعى عليو ىو نتيجة لخطأ المضرور ،فخطأ اؼبضرور ىو
الذي يستغرق خطأ اؼبدعى عليو .وال نقف إالّ عند خطأ اؼبضرور سببا للضرر الذي وقع ،فإذا أدىس سائق
سيارة أحد اؼبارة ،وأثبت أن اؼبضرور ربول فجأة من جانب الطريق إذل جانب آخر دون أي احتياط وكان ىذا
اػبطأ ىو السبب الوحيد لإلصابة فقد أثبت أن اػبطأ اؼبفروض يف جانبو -وىو خطأ يف اغبراسة -ليس إال نتيجة
خطأ اؼبضرور.
3خطأ الغير :إذا وقع اػبطأ بفعل الغَت فال يثار أي إشكال إذ تنتفي العالقة السببية ويكون ىذا الغَت ىو
اؼبسؤول الوحيد بالتعويض ،ولكن اإلشكال يثور حول ما إذا ساىم خطأ الغَت مع خطأ اؼبسؤول أو خطأ
اؼبضرور.
-فإذا أسهم خطأ الغَت مع خطأ اؼبسؤول :أما إن يستغرق أحد اػبطأ اآلخر (فتكون اؼبسؤولية كاملة وال يعتد
خبطأ الغَت) أو أن يكون كل خطأ مستقل عن خطأ اآلخر .فنكون أمام سبب أجنيب وىو خطأ الغَت وبذلك
تنعدم اؼبسؤولية النعدام الرابطة السببية.
-وإذا أسهم خطأ الغَت مع خطأ اؼبسؤول وخطأ اؼبضرور :إذا ما توافرت ىذه اغبالة فتوزع اؼبسؤولية بينهم بالتساوي،
فَتجع اؼبضرور على اؼبدعى عليو والغَت بالثلثُت ويبقى الثلث يتحملو ىو الشًتاكو .
وجدت يف القانون نظريتُت لبيان السبب الذي نقف فيو لتحديد اؼبسؤولية نظرية تكافؤ األسباب ونظرية السبب
اؼبنتج.
.1نظرية تكافؤ األسباب .مفادىا أنّو إذا اشًتكت ع ّدة وقائع يف إحداث الضرر ،وكان كل منها شرطا يف
حدوثو حبيث لوالىا ؼبا وقع ،اعتربت كل ىذه الوقائع القريب منها والبعيد أسبابا متكافئة أو متساوية تقوم
عالقة السببية بينها وبُت الضرر ومثال على ذلك ترك شخص سيارتو يف الطّريق دون إغالق أبوأّا وترك
اؼبفتاح ّٔا فسرقها شخص وقادىا بسرعة ليهرب ّٔا فصدم شخصا وتركو دون إنقاذ ،مث مر شخص آخر
فحمل اؼبصاب إذل اؼبستشفى بسرعة فاصطدم بشاحنة ،أدى إذل وفاة اؼبصاب ،فصاحب السيارة الذي تك
اؼبفتاح يف سيارتو وعدم حفظها ،وسرعة السارق وسرعة اؼبنقذ كلها سانبت يف حدوث الوفاة فيعترب كل
منها سبب ؽبا.
.2نظرية السبب المنتج :مفادىا :إذا اشًتكت عدة أسباب يف إحداث ضرر هبب استخالص األسباب
اؼبنتجة فقط وإنبال باقي األسباب .فالسبب اؼبنتج ىو ذلك السبب ( اؼبألوف) الذي يؤدي حبسب آّرى
الطبيعي لألمور إذل وقوع مثل ىذا الضرر الذي وقع ،وإالّ فإنو شيء عرضي ال يهتم بو القانون ،ولو طبقناه
عن اؼبثال السابق فإنبال مالك السيارة سببا عارضا وليس سببا منتجا.
واألثر الذي يرتب على تعدد األسباب أنو هبب االعتداد ّٔا صبيعا ونصت على ذلك اؼبادة 126ق م " إذا تعدد
اؼبسؤولون عن فعل ضار كانوا متضامنُت بالتزامهم بتعويض الضرر ،وتكون اؼبسؤولية فيما بينهم بالتساوي ،إالّ إذا
عُت القاضي نصيب كل منهم يف االلتزام بالتعويض".
تسلسل األضرار وتعاقبها ووبدث عندما يؤدي الفعل اػباطئ إذل ضرر الشخص مث يؤدي ىذا الضرر إذل ضرر
ثان بنفس الشخص وىذا األخَت يؤدي إذل ضرر ثالث وىكذا والتساؤل مطروح عما إذا كان الفعل اػباطئ يعترب
مصدر عبميع ىذه األضرار أم لبعضها فقط .ومثال ذلك اؼبثال الشهَت الفرنسي حيث اشًتى شخص بقرة مريضة
ووضعها مع أبقاره فانتقلت العدوى إليها فتعذر عليو زراعة أرضو وكثرت ديونو فحجز الدائنون على أرضو وبيعت
بثمن خبس ودل يستطع معاعبة ابنو اؼبريض فمات ،فهل يسأل بائع البقرة على كل ىذه األضرار؟ أم أ َّن ىناك نقطة
هبب أن نقف عندىا.
التعويض ىنا يكون على الضرر اؼبباشر فاؼبسؤول ال يسأل إالّ عن الضرر اؼبباشر؛ أي عليو أن يعوض عن اؼباشية
اليت انتقلت إليها العدوى إذل جانب التعويض عن ىالك البقرة أما بقية األضرار ال يسأل عنها ؿبدث الضرر.
فأصل اؼبسألة أن اؼبضرور إذا دل يبذل جهدا معقوال يف توقي الضرر يكون ىو أيضا قد أخطأ فعليو ربمل تبعة خطئو
فإذا جرج شخص آخر فالضرر اؼبباشر الذي ينجم عن اعبرح يتحملو اؼبسؤل ،والضرر غَت اؼبباشر الذي ينجم عن
إنبال اؼبضرور يف عالج نفسو يتحملو اؼبضرور.
فالقاعدة التقليدية كمل قلنا أننا نقف عن الضرر اؼبباشر فنعوض عنو ونغفل الضرر الغَت اؼبباشر وهبب يف ىذا
الصدد أن نضع اؼبعيار الذي يعتد بو يف الضرر اؼبباشر .ولقد وضعت اؼبادة 182قانون مدين جزائري اؼبعيار الذي
وبدد مسؤولية ؿبدث اػبطأ يف حالة تعاقب األضرار فنصت " إذا دل يكن التعويض مقدار يف العقد ،أو يف القانون
فالقاضي ىو الذي يقدره ،ويشمل التعويض ما غبق الدائن من خسارة وما فاتو من كسب ،بشرط أن يكون ىذا
نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو للتأخر يف الوفاء بو .ويعترب الضرر نتيجة طبيعية إذا دل يكن يف استطاعة الدائن
أن يتوقاه ببذل جهد معقول" فالضرر اؼبباشر ىو ما كانت نتيجة طبيعية للضرر اغباصل.
المحاضرة الثانية
قد يكون الشخص يف حاجة إذل الرقابة بسبب صغره ،أو بسبب حالتو العقلية أو اعبسمية ،ويف ىذه اغبالة
يكلف القانون شخصا آخر بالرقابة عليو؛ كوليو أو وصيو ،وكمعلمو أو رب حرفتو أثناء وجوده يف اؼبدرسة أو يف
مكان اغبرفة ،فالواجب الذي يقع على متورل الرقابة قانونا يفرض عليو أن يبذل جهده ليحول دون وقوع خطأ من
الشخص اػباضع للرقابة ،فإذا قام اػباضع للرقابة سلوكا خطئا أضر بالغَتَّ ،
فإن القانون هبعل اؼبكلف برقابتو مسؤوال
عنو ىذا السلوك عمال ؼبقتضى الرقابة.
اؼبادة 134 :من القانون اؼبدين اعبزائري على ما يلي ( :كل من هبب عليـو قانونا أو اتفاقا رقابةقد نصت َّ
الضرر الذي
شخص يف حاجة إذل الرقابـة بسبب قصره أو بسبب حالتو العقليَّـة أو اعبسميَّـة ،يكون ملزما بتعويض َّ
وبدثو ذلك الشخص للغَت بفعلو الضار)
يشًتط لقيام مسؤولية متورل الرقابة أن يقع عمل غَت مشروع من شخص ىبضع لرقابة متورل الرقابة ،وخضوعو
للرقابة قد يوجبو القانون أو االتفاق فال بد إذن من توافر شرطيو نبا:
أ -وجود واجب الرقابة :دبعٌت أن يكون ىناك التزام يقع على عاتق الشخص اؼبكلف بالرقابة ،وىذا االلتزام مصدره
القانون أو االتفاق حبسب األحوال.
-مسؤولية األب واألم عن األبناء القصر :تقوم مسؤولية األب اؼبفًتضة عن األفعال غَت اؼبشروعة اليت يرتكبها
أوالده القصر اؼبشمولُت الرقابة برعايتو ،وأقام القانون قرينة قانونية على توافر ىذه الرعاية مىت كان الولد قاصرا مقيما
مع أبيو ،وجعل ىذه القرينة غَت قاطعة؛ أي أنَّو هبوز لألب إقامة دليل على عكسها ،بأن يثبت أن الولد ( رغم
قصره واقامتو معو) كان حُت ارتكاب الفعل الضار يف رقابة شخص آخر كمرب أو معلم حرفة أو يف مدرسة داخلية
أو دل يعد يقيم مع أبيو؛ كإقامتو مع أمو حال انفصاؽبا عن األب.
-مسؤولية رب الحرفة عن عمل صبيانو :إذا كان القاصر يتعلّم حرفة دبقتضى سبرين انتقلت الرقابة إذل اؼبشرف
على اغبرفة وفقا لنص اؼبادة 1/135 :ق.م.ج ،والتزام بالقيام ّٔا طيلة اؼبدة اليت يوجد فيها عنده ،ومن مث يسأل
أن ىذه األفعال غَت مشروعة قد معلم اغبرفة عن األفعال الضارة اليت تصدر من صبيانو مسؤولية مفًتضة ،طاؼبا َّ
وقعت أثناء فبارسة اغبرفة.
فال تقوم مسؤولية متورل الرقابة إالّ إذا وقع عمل غَت مشروع من الشخص اػباضع للرقابة دبعٌت أن يصدر منو
تصرف منحرف سبب ضررا للغَت.
الرقابة تقوم على أساس التقصَت اؼبفًتض يف جانبو ،فمىت قام واجب الرقابة قانونا أو اتفاقا، َّ
إن مسؤولية متورل َّ
الضرر النَّاتج عن الفعل الضار.
ووقع العمل غَت اؼبشروع كان متورل الرقابة مسؤوال مسؤولية تقصَتية عن ّ
للرقابة ضررا بالغَت اعترب ذلك تقصَتا من اؼبكلف بالرقابة؛ دبعٌت أنَّو دل يقم
الشخص اػباضع ّ
فبمجرد أن ُوبدث ّ
الضرر ،لكن ىذا اػبطأ اؼبفًتض ىو بواجب الرقابة كما ينبغي ،فلو قام بواجب الرقابة ؼبا أدى ذلك إذل حدوث ّ
قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس.
كما يبكن ؼبتورل الرقابة نفي قرينة عالقة السببية بُت اػبطأ والضرر الذي حصل ،وذلك بإثبات أن الضرر ال
ؿبالة واقع ،ولو بذل رقابة كاملة ،كأن يكون الضرر قد وقع بسبب أجنيب ال يد لو فيو.
وقد نصت اؼبادة 2/134ق.م.ج على أنَّو ( :ويستطيع اؼبكلف بالرقابة أن يتخلص من اؼبسؤولية إذا أثبت
أن الضرر كان ال بد من حدوثو ولو قام ّٔذا الواجب دبا ينبغي من العناية).
المحاضرة الثالثة
تنص اؼبادة 136من القانون اؼبدين على أنَّو « :يكون اؼبتبوع مسئوال ».
عالقة التبعية :ىي عالقة تُنشئ سلطة لشخص يسمى اؼبتبوع يف أن يصدر أوامر لشخص آخر يسمى أ-
التَّابع لتوجيهو ومراقبتو بالنسبة ألعمال يقوم ّٔا غبسابو ،وىذه العالقة تنشأ يف الغالب من العقد كعقد
العمل ،ونستخلص من ىذا التعريف أن لقيام العالقة التبعية البد من وجود عنصرين:
عنصر السلطة الفعلية.
عنصر الرقابة والتوجيو :أي أن تكون ىذه الرقابة والتوجيو في عمل معين يقوم بو التابع
لحساب المتبوع ،وىذا ما يبيز اؼبتبوع عن األب مثال فاألب لو رقابة على ولده ولكن يف غَت
عمل معُت ،وقد يعَت اؼبتبوع تابعو لشخص آخر.
الرقابة والتَّوجيو إذل اؼبستعَت كان
-فإذا استبقى اؼبعَت رقابتو وتوجيهو بقي متبوعاَّ ،أما إذا انتقلت َّ
ىذا ىو اؼبتبوع؛ مثل شخص يُعَت سيارتو مع سائقها لصديق ،فإن انتقلت الرقابة والتوجيو إذل
السائق تابعا ؼبتبوعو
السائق تابعا لو ،ويظل ّ ؼبدة طويلة أصبح َّ وخباصة إذا كانت اإلعارة َّ
َّ الصديق
الرقابة والتّوجيو.
األول إذا كان ىذا قد احتفظ لنفسو حبق ّ َّ
-ليس من الضروري أن يكون اؼبتبوع قادرا على الرقابة والتوجيو من الناحية الفنية ،بل يكفي أن
يكون من الناحية اإلدارية ىو صاحبة الرقابة والتوجيو ،مثال صاحب اؼبستشفى متبوع ألطبائو
الذين يعملون غبسابو يف اؼبستشفى حىت ولو دل يكن ىو نفسو طبيبا.
اختلف االذباىات الفقهية يف إهباد أساس ؽبذه اؼبسؤولية ،فمنهم من أسسها على ربمل التبعة ،ومنهم من
أسسها على فكرة اغبلول ،والبعض اآلخر على أساس النيابة.
أسسها على قاعدة الغرم بالغنم ،ومنهم من ّ
فإن مسؤولية اؼبتبوع ىنا قائمة على أساس فكرة الضمان القانوينّ ،دبعٌت َّ
أن القانون ىو الذي الراجح َّ
الرأي ّوعلى ّ
أقام اؼبسؤولية على اؼبتبوع ،ولكن شريطة أن تتوافر عالقة التبعيَّة ،وكذلك خطأ التابع أثناء تأدية عملو أو بسببو،
وقيام مسؤولية التابع أساسا لكي يتحملها عنو اؼبتبوع.
حسب اتفاق القضاء ال يستطيع اؼبتبوع أن ينفي ىذه اؼبسؤولية عن نفسو بنفي خطئو يف اختياره أو تقصَته يف
يردىا عن نفسو بأية وسيلة ،إذ ال تصح مناقشة رقابتوَّ ،
فإن ىذه اؼبسؤولية تتح ّقق دون أن يكون يف وسع اؼبتبوع أن َّ
قاعدة موضوعية الستبعاد تطبيقها،
وعليو فإن الطريق الوحيد لدفع اؼبسؤولية عن اؼبتبوع ىو نفي اؼبسؤولية عن التابع ،فتنتفي اؼبسؤوليتان يف نفس
الوقتَّ ،أما إذا قامت مسؤولية التابعَّ ،
فإن مسؤولية اؼبتبوع تقوم إذل جوارىا حتما.
وللمضرور مطالبة كل من اؼبتبوع أو التابع بالتعويض أو كالنبا على أساس أهنما متضامنان يف أدائو ،فإذا دفع
اؼبتبوع التعويض جاز لو أن يرجع بو على تابعو؛ َّ
ألن اؼبتبوع يعترب ضامنا للتابع يف التزامو بالتعويض فيسأل معو عن
ىذا التعويض ،كما لو أن يرجع عليو دبا أداه.
لكن القانون حسب التعديل اعبديد ( قانون رقم 10/05 :اؼبؤرخ يف 20يونيو )2005فإنَّو أجاز للمتبوع
الرجوع على التابع يف حالة إذا ارتكب ىذا األخَت خطأ جسيما فقط ،أما اػبطأ العادي فال يستطيع الرجوع عليو
حق الرجوع على تابعو يف حالة ارتكابو
طبقا ألحكام اؼبادة 137من القانون اؼبدين اليت تنص على أنَّو (:للمتبوع ّ
خطأ جسيما).
المحاضرة الرابعة
المادة :قد نص اؼبشرع اعبزائري يف اؼبادة 139 :من القانون اؼبدين اعبزائري على أنّو ":حارس الحيوان ولو لم
نص ّ ّ
يكن مالكا لو ،مسؤول عما يحدثو الحيوان من ضرر ولو ضل الحيوان أو تسرب مالم يثبت الحارس أن وقوع
الحادث كان بسبب ال ينسب إليو"
مالحظة :إذا كان اغبيوان عند إحداث اإلصابة يقوده إنسان أو يبتطتو ،فهل تعترب اإلصابة قد حدث بفعل إنسان أو
من فعل اغبيوان ،الراجح أ ّن راكب اغبيوان أو قائده ال تعترب اإلصابة من فعلو إالّ إذا كان قد تعمدىا ،فإن اعًتف
بذلك ،وىذا غَت ؿبتل ،كان اػبطأ ثابتا يف جانبو ،وإال فإن اغبيوان عندما أحدث الضرر يكون زمامو قد أفلت من
يده ،وتكون اإلصابة قد حدثت بفعل اغبيوان.
قد يقع على الغَت كما ىو الغالب ( إذا عض كلب شخصا فأحدث بو ضررا ،إذا انتقل مرض معد من
حيوان مريض)..
قد يقع على اغبارس نفسو ،ىنا ال يستطيع اغبارس أن يرجع على اؼبالك إال إذا أثبت خطأ يف جانبو طبقا
للقواعد العامة.
قد يقع على اؼبالك إذا دل يكن ىو اغبارس ،فللمالك أن يرجع على اغبارس باػبطأ اؼبفًتض ،ويعترب غَتا يف
ىذه اغبالة
بالضرر ،بأن اختنق حببل مثال ،فإن كان اغبارس ىو
قد يقع على اغبيوان ذاتو أي أ ّن اغبيوان يصيب نفسو ّ
اؼبالك ،ىلك اغبيوان على مالكو ،أما إذا كان اغبارس غَت اؼبالك ،فال يستطيع اؼبالك يف ىذه اغبالة أن
وبتج على اغبارس باػبطأ اؼبفًتض ،فإ ّن افًتاض اػبطأ ال يقوم إالّ لضرر أصاب الغَت ال اغبيوان بذاتو ،ولكن
هبوز للمالك أن يثبت خطأ يف جانب اغبارس ،فَتجع عليو بالتعويض للخطأ الذي أثبتو ال اػبطأ اؼبفًتض.
ذىب البعض الفقهاء إذل تأسيس مسؤولية حارس اغبيوان على فكرة ربمل التبعة ،و يؤخذ على ىذا الرأي أنَّو لو
الرأي الراجح اآلن يذىب إذلَّ :
أن صحيحا لوجب مساءلة اؼبنتفع ال اغبارس ،أخ ًذا بقاعدة" :الغرم بالغنم" ،و ّ
ً كان
أساس ىذه اؼبسؤولية ىو اػبطأ اؼبفًتض من جانب اغبارس ،فقد فرض اؼبشرع على حارس اغبيوان ّازباذ التّدابَت
أن اغبيوان لنفإن اؼبشرع افًتض َّ
الالزمة للحيلولة بُت اغبيوان الذي ىو ربت حراستو واإلضرار بالغَت ،فإذا فعل ذلك َّ
أن حارسو قد ارتكب أن كل ضرر يتسبب بو حيوان يفًتض َّ وبدث أي ضرر ،وكنتيجة معاكسة فقد افًتض اؼبشرع َّ
خطأ؛ ولذلك يتوجب عليو التعويض ( ...فالخطأ ثابت بقرينة مفترضة).
دفع المسؤولية.
اػبطأ اؼبفًتض يف جانب اغبارس ال يقبل إثبات العكس ...؛ أي ال هبوز للحارس يف سبيل دفع اؼبسؤولية عن نفسو
أن يقيم ال ّدليل على عدم حصول إنبال من جانبو ،أو على أنَّو قد ّازبذ كافّة االحتياطات ّ
الضروريّة ؼبنع اغبيوان من
إغباق الضرر بالغَت ،كأن يثبت أ ّن اغبادث يرجع إذل عيب يف اغبيوان وأنّو كان هبهل وجود ىذا العيب ،...وال
الضرر الواقع؛
السببية بُت خطئو اؼبفًتض و ّ يكون أمامو إذا أراد التّخلص من ىذه اؼبسؤولية إالّ أن يُثبت انتفاء عالقة ّ
أي أن يثبت وجود السبب األجنيب ،ويتم إثبات السبب األجنيب بأحد األشكال الثالثة التّالية:
المحاضرة الخامسة
نص المادة 2/140من القانون المدني ":مالك البناء مسؤول عما يحدثو انهدام البناء من ضرر ،ولو كان
انهداما جزئيا ،ما لم يثبت أن الحادث ال يرجع سببو إلى إىمال في الصيانة ،أو قدم البناء ،أو عيب فيو"
:1-1مالك البناء :مالك البناء ىو من لو السيطرة الفعلية على البناء ،وذلك حبفظو وتعهده بالصيانة ،واالستيثاق
بأنَّو ليس قديبا وال معيبا يهدد الناس باػبطر.
:2-1تهدم البناء الذي أحدث الضرر .هتدم البناء ىو تفككو ،وانفصالو عن األرض اليت يتّصل ّٔا اتصال قرار،
ويستوي أن يكون التهدم كليا أو جزئيا ،كما إذا وقع سقف أو هتدم حائط أو اهنارت شرفة أو سقط سلم ،ويستوي
زبرب مبٌت بسبب قدمو أو بسبب حادث كأن كذلك أن يكون البناء قديبا أو جديدا ،معيبا أو غَت معيب ،فلو ّ
يرمى بالقنابل يف غارة جويةَّ ،
فإن هت ّدمو بعد ذلك هتدما كليا أو جزئيا إذا أحدث ضررا يرتب مسؤولية يف ذمة
اغبارس البناء دبقتضى خطأ مفًتض.
أن جسما صلبا وضعو شخص يف نافذة مبٌت فوقع على شخص أصيب من جراء ذلك بأذىَّ ،
فإن ىذا وعليو لو َّ
الضرر ال يعترب ناصبا من هتدم البناء مادام سقوط اعبسم الصلب دل يكن نتيجة هتدم النافذة ،وما على ذلك
الشخص إالّ أن يثبت خطأ يف جانب اؼبسؤول.
مالحظة :اغبريق غَت التهدم ،فإذا احًتق بناء وامتدت اغبريق إذل مبان ؾباورة فأصيبت بضرر ،دل يكن ىذا الضرر
ناصبا عن هتدم البناء.
ذىب صبهور الفقهاء إذل تأسيس مسؤولية مالك البناء على اػبطأ اؼبفًتض يف جانب اؼبالك ،فاؼبضرور ما عليو
أن الضرر الذي أصابو قبم عن هتدم البناء هتدما كليا أو جزئيا ،و َّ
أن اؼبدَّعى عليو ىو مالك البناء الذي إالّ أن يثبت َّ
اهندم.
فمسؤولية مالك البناء أساسها اػبطأ الشخصي ،حيث يقع على مالك البناء واجب يفرض عليو أن يعتٍت بصيانة
العامة لكان على اؼبضرور أن يثبت ىذا اػبطأ يف جانب اؼبالك البناء وذبديده وإصالحو ،ولو ترك األمر للقواعد ّ
والضرر الذي أصابو وعالقة السببية ،غَت أن الشارع أرى أن ىبفف عن اؼبضرور عبء ىذا اإلثبات حىت ييسر لو
اغبصول على التعويض فافًتض اػبطأ يف جانب اؼبالك ،حيث جعل وجود البناء يف حراسة شخص ومن الطبيعي أن
اهندام ىذا البناء وإحداثو ضررا للغَت ما ىو إال قرينة على قيام اػبطأ يف جانب اؼبالك ،وىذا اػبطأ اؼبفًتض إما إنبال
يف الصيانة أو التجديد أو اإلصالح وىذا بالنسبة إذل البناء.
دفع المسؤولية:
أن مالك البناء يبكن أن يدفع مسؤوليتو عن طريق نفي اػبطأ ،وذلك بأن يثبت َّ
أن ذىب غالبية الشارحُت إذل َّ
هتدم البناء ال يرجع سببو إذل إنبال يف الصيانة أو قدم يف البناء أو عيب فيو ،ويعترب ىذا اػبطأ اؼبفًتض ذو شقُت:ـ
الشق على َّ
أن التهدم سببو إنبال يف صيانة البناء أو إنبال يف ذبديده أو يف إصالحو ،وىذا الشق األول :يقوم ىذا ّ
اػبطأ يقبل إثبات العكس ،وىو يستطيع ذلك بإحدى وسيلتُت ونبا :أن يثبت بأ ّن البناء اؼبقصود دل يكن يف حاجة
إذل الصيانة أو التجديد أو اإلصالح ،واما أن يثبت أن التهدم كان نتيجة لسبب غَت اغباجة إذل الصيانة أو إذل
دمرتو أو زلزال أو فيضان ،فإذا قام ّٔذا
التجديد أو إذل اإلصالح ،وذلك كحريق شب يف البناء أو متفجرا ت ّ
اإلثبات دفع عن نفسو اػبطأ اؼبفًتض.
الشق الثاني :وىو يقوم على أن اإلنبال منسوب إذل خطأ اؼبالك ،وىو ال يقبل إثبات العكس ،وال يستطيع اغبارس
يف ىذه اغبالة أن يدفع عنو اؼبسؤولية إالّ بنفي العالقة السببية ما بُت هتدم البناء والضرر الذي وقع ،بأن يثبت مثال
أن زلزاال كان ىو السبب يف التهدم وىذه ىي القوة القاىرة.
أخرج اؼبشرع اعبزائري اؼبسؤولية الناشئة عن اغبريق عن أحكام اؼبسؤولية الناشئة عن األشياء غَت اغبية وأعادىا إذل
اؼبادة 124 :من القانون اؼبدين ،وعليو أساس ىذه اؼبسؤولية ىو خطأ الواجب العامة اؼبنصوص عليها يف َّ القواعد ّ
إثباتو يف جانب اغبارس (اغبائز) أو األشخاص الذي يسأل اغبارس عنهم (اؼبسؤولية الشخصية).
-1أن يثبت الخطأ في جانب الحارس أو األشخاص الذي يسأل عنهم :أي أن يثبت اػبطأ يف جانب
اغبائز ال اؼبالك ،وىو من كان العقار أو جزء منو أو منقوالت ربت يده ولو السيطرة الفعلية عليو.
أن يكون اغبريق ىو السبب يف وقوع الضرر :وذلك بأن يكون ؿبل اغبريق عقارا أو منقوال ،باإلضافة إذل -2
ضرورة تسرب اغبريق إذل فبتلكات الغَت وإتالفها.
تعد ىذه اؼبسؤولية من أىم وأخطر مواضيع اؼبسؤولية ،بسبب دخول اآللة يف ىذا العصر حياة اإلنسان دبختلف
نشاطاتو .وتتصف ىذه اآللة اليت يستخدمها اإلنسان بأهنا ذات منفعة كبَتة ،كما أهنا ال توضع يف االستعمال إال
بعد خضوعها لفحوصات واختبارات كثَتة تثبت صالحيتها للعمل .
فمثالً لو أن سيارة جديدة أصيبت بعطل فٍت بعد وضعها يف االستعمال بفًتة قصَتة من الزمن فسببت ضرراً للغَت،
فهل يستطيع اؼبضرور اغبصول على تعويض ؟
فإن ىذا سيؤدي إذل عدم حصول اؼبضرور على تعويض إال إذا إذا أردنا تطبيق القواعد العامة للمسؤولية اؼبدنيةَّ ،
أثبت ركن اػبطأ يف سلوك مالك السيارة ،و ىذا األمر وبمل يف طياتو صعوبة كبَتة ،و ؽبذا وضع اؼبشرع أحكاماً
خاصة للمسؤولية عن الضرر الناجم عن تلك األشياء ،وظباىا مسؤولية حارس األشياء اعبامدة .
:1-1شروط تح ّقق مسؤولية حارس األشياء .اغبراسة كما مضى تتح ّقق بالسيطرة الفعليّة على الشيء قصدا
حق مشروع أو دل تستند ،وعليو فهي ليست بيد مالك الشيء بالضرورة،
واستقالال ،سواء استندت ىذه السيطرة إذل ّ
وال يف يد حائزه ،وال يف يد اؼبنتفع بو ،مثال إذا سلمت السيارة إذل ميكانيكي إلصالحها تنتقل يف الغالب حراستها
إليو؛ ألنّو يصبح صاحب السيطرة الفعلية عليها
ومن األشـياء اليت تعد بطبيعتها يف حاجة إذل عناية خاصة :اؼبواد الكيمائية ،و األسالك الكهربائية ،و األدوات
الطبية ،واألشعة واألسلحة ،والزجاج ،واؼبفرقعات ،وموس اغبالقة.
ومن األشياء اليت تعد يف حاجة إذل ىذه العناية بسبب ظروف مالبسة :الشجرة إذا اجتثتها الريح وألقت ّٔا يف
عرض الطريق ،و أصيص الزىر اؼبوضوع على طرف النافذة ،و األرض ( أو الًتاب ) إذا اهنار جزء منها أو البسف
بعضها.
أما إذا كان الشيء ال وبتاج لعناية خاصة ،و سبب ضرراً للغَت ،فال زبضع مسؤولية اغبارس ألحكام مسؤولية
حارس الشيء اعبامد ،و إمبا ألحكام اؼبسؤولية الشخصية اليت تتطلب إثبات خطأ اغبارس .
التدخل اإليجابي :هبب أن يكون الضرر ناشئا عن فعل الشيء ،وال يكفي يف ذلك تدخل الشيء أ-
تدخال سلبيا ،فإذا وقفت عربة يف اؼبكان اؼبعتاد للوقوف واصطدم ّٔا أحد اؼبارة وأصيب بضرر من ذلك،
كان ىذا الوضع سليب للشيء ،وال يبكن القول يف ىذه اغبالة أ ّن الضرر الذي وقع ىو من فعل الشيء؛
الضرر ،بل كان تدخلو سلبيا ؿبضا. َّ
ألن الشيء دل يتدخل تدخال إهبابيا يف إحداث ّ
ب -عدم ضرورة االتصال المادي المباشر .والتدخل اإلهبايب ال يستلزم االتصال اؼبادي اؼبباشر ،فقد ال
يتصل الشيء اتصاال ماديا مباشرا دبن وقع عليو الضرر ،ومع ذلك يتدخل تدخال إهبابيا يف إحداث
الضرر ،مثل إذا سارة دراجة نارية بسرعة تفوق السرعة اؼبعتادة ففزع أحد اؼبارة ووقع فأصيب بضرر دون
أن سبسو الدراجة النارية.
ت -فعل الشيء وفعل اإلنسان :هبب الدقة يف التمييز بُت فعل الشيء وفعل اإلنسان؛ ذلك أن اؼبسؤولية
فعل الشيء تقوم على أساس اػبطأ اؼبفًتض ،أما اؼبسؤولية فعل اإلنسان تقوم على أساس خطأ واجب
اإلثبات ،والضرر يعترب من فعل الشيء إذا كان الشيء قد أحدث الضرر وىو مفلت من زمام حارسو،
أما إذا كان اغبارس قابضا على زمام الشيء فكل ضرر وبدث يعترب من فعلو ال من فعل الشيء.
الرأي الراجح ىذه اؼبسؤولية على اػبطأ يف اغبراسة ،فإذا أغبق الشيء ضرراً بالغَت ،فيفًتض أنَّو قد أفلت
يؤسـس ّ
ّ
الضرر
أن ّمن زمام حارسو ،وىذا ىو اػبطأ اؼبفًتض الذي ال يكلف اؼبضرور بإقامة الدليل عليو ،بل يكفي أن يثبت َّ
قد وقع بفعل آلة ميكانيكية أو بفعل شيء آخر تتطلب حراستو عناية خاصة ،فإن أثبت ذلك فيفًتض أ ّن الشيء
قد تدخل تدخالً إهبابياً يف إحداث الضرر ،إالّ إذا أثبت اغبارس أن تدخلو كان سلبياً .
اػبطأ ىنا مفًتض افًتاضاً ال يقبل إثبات العكس؛ أي توجد قرينة قانونيَّة قاطعة على خطأ اغبارس ،و ىذه
القرينة ال تقبل الدليل العكسي ،دبعٌت أنَّو ال هبوز للحارس يف سبيل دفع اؼبسؤولية عن نفسو إثبات أنّو قام بواجب
الشيء ربت سلطتو الفعليّة ،و ىذا االلتزام ىو
كل حارس بأن يبقى ّ بالشيء؛ َّ
ألن ىناك التزاماً قانونياً على ّ العناية ّ
التزام بتحقيق نتيجة ،و ليس ببذل عناية ،فإن دل ينفذ اغبارس ىذا االلتزام فقد ربقق اػبطأ دون اغباجة للبحث عن
سببو ،و لذا لن يفيد اغبارس شيئاً إثبات أنّو دل يقصر يف تنفيذ ىذا االلتزام .
كل من أثري على حساب غَته بدون سبب قانوين أن يلتزم بَِرّْدهِ ،وؽبذا أن ّالعامة؛ َّ
من مقتضيات اؼبصلحة َّ
فاإلثراء بال سبب يعد واقعة قانونية تشكل مصدرا من مصادر االلتزام.
إن الشريعة دل تعتد ّٔذه القاعدة إالَّ يف حدود ضيقة ،ويرى آخرون
يف الشريعة اإلسالميّة ،يقول بعض الفقهاءَّ :
بأن الكسب بدون سبب تعرفو الشريعة اإلسالميَّة مبدأ عاما وقاعدة كلية ،فهي تقضي بأنَّو( :ال ضرر وال َّ
ضرار)و(الغنم بالغرم).
اإلثراء بال سبب :ىو واقعة أو عمل نافع يًتتب عليو إثراء شخص ىو( :اؼبثري) أو اؼبدين ،وافتقار شخص آخر
ىو( :اؼبفتقر) أو الدائن؛ دون سبب مشروع ،ودبقتضاه يلتزم اؼبدين (اؼبثري) بتعويض الدائن (اؼبفتقر).
اؼبادة 141:ق.م.ج على أنَّو( :كل من نال عن حسن نية من عمل الغَت أو من شيء لو منفعة ليس ؽبا ما
تنص َّ
يربرىا يلزم بتعويض من وقع اإلثراء على حسابو بقدر ما استفاد من العمل أو الشيء).
هبب أن تكون ىناك عالقة سببيَّة بُت اإلثراء واالفتقار ،فإذا قام شخص بإنشاء حديقة يف منزلو وصبلها ذبميال
ُثري بارتفاع قيمة منزلو ،ولكن من أنشأ اغبديقة دل يفتقر ودل يقم
فإن اعبار يكون قد أ َجعل منزل جاره ترتفع قيمتوَّ ،
بإنشائها إال ؼبنفعة نفسو وقد جٌت ىذه اؼبنفعة كاملة.
-4حسن نية المثري:
شخصي ذايت وليس موضوعي كغَته من القوانُت العربية ،إذا كانّ ائري معيار اإلثراء على أساس أقام اؼبشرع اعبز ّ
هبب أن يكون اؼبثري حسن النية ،فما حكم اؼبثري سيء النية؟
اعبواب :دل يتعرض القانون اعبزائري ؽبذا الفرض بينما تعرض لو القانون اللبناين الذي فرق بُت اؼبثري حسن النية فلم
يلزمو إال بَِرّْد ما بقي لديو من اإلثراء يوم رفع الدعوى حبيث لو كان قد تصرف فيو أو كان قد ىلك فإنو ال يلزم
بشيء ،أما اؼبثري سيء النية فألزمو بَِرّْد ما أثرى بو يوم حدوث اإلثراء مهما كان.
ثالثا :الجزاء المترتب على اإلثراء بال سبب.
هبب على اؼبثري أن يعوض اؼبفتقر بقدر افتقاره.
سقوط دعوى التعويض عن اإلثراء بال سبب:
اؼبادة :142تسقط دعوى التعويض عن اإلثراء بال سبب بانقضاء عشر سنوات ( )10من اليوم الذي يعلم فيو
من غبقتو اػبسارة ّْ
حبقو يف التعويض ،وتسقط َّ
الدعوى يف صبيع األحوال بانقضاء طبسة عشر ( )15سنة من اليوم
اغبق.
الذي ينشأ فيو ىذا ّْ
المحاضرة السابعة
الفضالة
اؼبادة 151 :ق.م.ج على أنَّو ( :تتح ّقق الفضالة ولو كان الفضورل أثناء تولية شأنا
كما نصت -كذلكّ -
لنفسو قد توذل شأن غَته ،ؼبا بُت األمرين من ارتباط ال يبكن معو القيام بأحدنبا دون اآلخر).
األول من تلقاء نفسو بإدارة شؤون غَته كأن يقوم لو جبٍت شبار
أن الفضالة تفًتض وجود شخصُت؛ يقوم َّويُالحظ َّ
توشك على الفساد وبال تفويض ،ويسمى :الفضورل ،و الثاين ىو رب العمل الذي يتوذل الشأن غبسابو.
الفضورل بشأن عاجل غبساب رب العمل ،ويستوي أن يكون ىذا العمل ّ اؼبادي للفضالة؛ يف قيام
ّ يتمثّل الركن
الفضورل ببيع مواد سريعة التّلف لرب العمل،
ّ تصرفا قانونيا أو عمال ماديا ،ومن قَبيل التّصرفات القانونيّة أن يقوم
وكذلك استمرار الوكيل يف التّصرف باسم األصل بعد انتهاء الوكالة َّأما األعمال اؼبادية فتتمثل :يف قيام الفضورل
بإطفاء حريق يف منزل رب العمل ،أو يقوم بًتميم جدار جاره الذي أشرف على االهنيار.
ويف القوانُت اؼبقارنة ىناك من يشًتط يف العمل الذي يقوم بو الفضورل لرب العمل أن يكون نافعا لو وضروريا؛
أي عمال ما كان رب العمل ليتأخر يف القيام بو.
ْ
حىت وإناؼبادي للفضالةَّ ،
ّ جوىري لقيام الركن
ّ كما يشًتط يف العمل أن يكون متَّسما باالستعجال ،وىو شرط
أن التَّدخل يف شؤون الغَت ال يكون جديرا حبماية القانون ،إالَّفإن اؼبنطق يقتضي َّسكت اؼبشرع اعبزائري عن ذلك؛ َّ
إنالشأن يف موقف ال يتواىن عن القيام دبا قام بو الفضورل لصاغبو ،مث َّ
إذا دعت إليو ضرورة عاجلة ،أو كان صاحب َّ
الفضورل إذا دل يكن عاجال وضروريا عُ َّد ذلك خطأ من جانبو يستلزم قيام مسؤوليتو التّقصَتية.
ّ التَّدخل
الركن المعنوي.
ّ :2
الفضورل أثناء تولية شأن غَته ؼبصلحة رب العملّ ،أما إذا انصرفت نيتو
ّ لكي تقوم الفضالة هبب أن تنصرف نية
إذل غَت ذلك؛ كأن انصرفت إذل ربقيق مصلحة لنفسو ،أو عاد عملو دبنفعة على شخص آخر ،فال تقوم الفضالة،
فاؼبستأجر الذي يقوم بإصالحات ضرورية يف العُت اؼبؤجرة لكي ينتفع ّٔا بشكل مالئم ،ال يُعد فضوليا مادام يعمل
ؼبصلحة نفسو ،وكذلك من يقوم بًتميم منزل اعتقادا منو أنَّو فبلوك لو.
كما هبوز أن يعمل الفضورل ؼبصلحة نفسو وؼبصلحة رب العمل يف آن واحد فتقوم الفضالة ولو كان الفضورل يف
أثناء تولية شأنا لنفسو قد توذل شأن غَته؛ وذلك الرتباط الشأنُت ببعضهما البعض ،حيث ال يبكن القيام بأحدنبا
الشريك على الشُّيوع بإدارة اؼبال الشَّائع.
دون اآلخر (اؼب َّادة151:ق.م.ج) ،ومن قبيل ذلك أن يقوم َّ
:3الركن القانوني:
لتح ّقق الفضالة من الناحيَّة القانونيَّة هبب أن ال يكون الفضورل ملتزما بالعمل الذي قام بو ،وال موكال فيو ،وال
اؼبادة150 :من ق.م .ج على ىذا الركن بقوؽبا"...دون أن يكون ملتزما بذلك". منهيا عنو ،وقد نصت َّ
فالفضورل الذي يتدخل يف شؤون الغَت ،ال هبب أن يكون ملتزما من قبل رب العمل سواء بالتزام عقدي أو اتفاقي،
أو دبقتضى حكم قضائي ،أو نص قانوين.
نص القانون
فاؼبقاول الذي يقوم بإنشاءات غبساب رب العمل ال يكون فضوليا ،ألنو ملتزم دبوجب عقد ،ولقد َّ
الشخص موكال يف العمل الذي يقوم بو ،ألنَّو يعترب وكيال ىنا
اؼبادة 152 :منو على أن ال يكون َّ اؼبدين اعبزائري يف ّ
ال فضوليا ،وإذا دل يكن وكيال ولكن رب العمل أجاز ما قام بو من عمل ،فإنَّو تسري عليو أحكام الوكالة ال
الفضالة.
كما يشًتط أن ال يكون رب العمل قد هنى الغَت عن التَّدخل يف شؤونو ،سواء أكان هنيا صروبا أم ضمنيا ،وإذا
قام اؼبتدخل بالعمل رغم هنيو ،فإنَّو ال يعد فضوليا وال يطالب رب العمل بشيء استنادا إذل الفضالة ،بل يكون
مسؤوال عن عملو ذباه الغَت إذا غبقو ضررَّ ،أما إذا انتفع رب العمل من عملو فإنَّو تطبق أحكام ّ
اؼبادة 141:من
ق.م .ج .التعويض من وقع اإلثراء على حسابو.
أحكام الفضالة
نصت اؼبادة153 :من ق.م .ج .بأنَّو " :هبب على الفضورل أن يبضي يف العمل الذي بدأه إذل أن يتمكن رب
العمل من مباشرتو بنفسو كما هبب عليو أن ىبطر بتدخلو رب العمل مىت استطاع ذلك".
ويهدف اؼبشرع من وراء ىذا االلتزام أن يبنع التدخل يف شؤون الغَت عن خفة واستهتار ،فمن دل يكن ملزما
بالتدخل يف عمل لصاحل شخص وتدخل رغم ذلك ،فإنَّو يكون واجبا عليو أن يكون جديا يف تدخلو ،وأن يبضي يف
عملو غبماية اؼبصلحة اليت كانت ؿبل فضولو وقصد رعايتها.
غَت أنَّو ال يلتزم الفضورل بإسبام ما بدأه من عمل ،إالَّ إذا دل يتمكن رب العمل من مباشرتو بنفسو ،إذ أنَّو مىت
سبكن ىذا األخَت من ذلك سقط عن الفضورل التزامو بإسبام العمل الذي بدأه ،ووجب على رب العمل القيام بشؤونو َّ
بنفسو.
*ليس المقصود بالفضالة العبث بشؤون الغير إنما المراد منها المحافظة *
تمما لو واؽبدف
وم ّْ
األولُ ،
اؼبادة153 :ق.م.ج فقرة أخَتة متفرعا عن االلتزام َّ
نصت عليو ّ
يعترب ىذا االلتزام كما ّ
الفضورل من شأن يتعلّق برب العمل ال بو ،ولذلك وجب على الفضورل اؼببادرة إذل إخطار
ّ منو ىو أن ما يقوم بو
الفضورل من االستمرار فيما
ّ رب العمل مىت تسٌت لو ذلك ،وذلك قصد سبكينو منَّ :إما ؼبباشرة الشأن بنفسو ،أو يبنع
النص.
تواله ،وكذلك ؼبنع أي مصروفات زائدة وذبنبا ألي نزاع قد يثور بُت الفضورل ورب العمل يف غياب ّ
ج -التزام الفضولي ببذل عناية الرجل العادي:
ويف ىذا نصت اؼبادة 155:ق .م .ج .على أنو ":يُلزم الفضورل دبا يلزم بو الوكيل من رد ما تسلَّمو بسبب الفضالة
وتقدًن حساب ما قام بو".
-2التزامات رب العمل:
إن مصدر ىذه التعهدات ىي النيابة القانونيَّة ،حيث نصت اؼبادة ":157:أنّو مىت َّ
ربققت شروط الفضالة كان َّ
الفضورل نائبا عن رب العمل ولو دل تتح ّقق النتيجة اؼبرجوة".
ّ
فإهنا تنصرف إذل األصيل وىو
فإن آثار التصرف الذي يقوم بو الفضورل من حقوق أو التزامات ّ وبناء على ذلك َّ
رب العمل ،وعليو فإنّو يلتزم بتنفيذ تلك االلتزامات اليت ترتبت عن ىذا التصرف كونو طرفا فيها.
ب -التزام رب العمل بتعويض الفضولي عن المتعهدات التي عقدىا باسمو شخصيا:
إ ّن مصدر ىذا االلتزام ىو قاعدة اإلثراء بال سبب ،يكون التعويض فيو بقدر االفتقار دون االعتداء باإلثراء،
الفضورل.
ّ وذلك مراعاة لوضع
فإذا حدث وأن تعاقد الفضورل باظبو ولصاحل رب العمل ،فإنَّو يكون مسؤوال شخصيا اذباه من تعاقد معو كما لو
تعاقد مع مقاول إلصالح منزل رب العمل ،فيقع على ىذا األخَت – رغم كونو أجنبيا عن العقد -التزام بتعويض
الفضورل عن التعهدات اليت التزم ّٔا إلقباز أعمال الفضالة (م157ق.م) وإذا أدى الفضورل االلتزامات للمقاول كان
لو أن يرجع دبا يؤديو على رب العمل.
ج -التزام رب العمل برد النفقات الضرورية والنافعة ،ودفع أجر الفضولي:
النص رب العمل برد النفقات الضروريّة والنافعة اليت أنفقها الفضورل ،ومن أمثلة اؼبصروفات
يلتزم حسب ىذا ّ
الضروريّة دفع الفضورل أجر اليد العاملة عبٍت احملصول ،أو مصروفات زبزينو .
أما األجر فيدخل ضمن النفقات إذا كان العمل الذي قام بو الفضورل يدخل ضمن أعمال مهنتو ،ويف القانون
اعبزائري ال يلزم رب العمل بدفع أجر الفضورل ،إال إذا كان ىذا العمل داخل يف نطاق مهنتو.
د -التزام رب العمل بتعويض الضرر الذي لحق الفضولي:
قد يلحق الفضورل ضرر أثناء قيامو بالعمل ،يستوجب التعويض من طرف رب العمل شريطة أن ال يكون ىذا
الضرر ناتج عن خطأ منو ،وىو ما نصت عليو اؼبادة158 :ق.م.ج بقوؽبا..." :وبتعويضو عن الضرر الذي غبقو
بسبب قيامو بالعمل "...
فالفضورل الذي يصاب جبروح وىو وباول أن يبسك بفرس رب العمل أو يصاب حبروق من جراء إطفائو غبريق
شب يف منزل رب العمل ،يكون من ّْ
حقو الرجوع على ىذا األخَت مىت دل يكن بإمكانو أن يتوقى الضرر الذي ببذل
عناية الرجل العادي ،وكان تضرره بغَت خطأ منو ،بتعويض ىذا الضرر الذي يدخل ضمن تكاليف تأدية الفضالة.
نص عليها
ىناك التزامات مشًتكة تقع على عاتق رب العمل و الفضورل تشًتك فيما بينهما يف عدة أحكام وقد َّ
ائري يف اؼبواد 159،158،156وىي األىلية يف الفضالة ،أثر موت أحد طريف الفضالة ،وتقادم دعوى القانون اعبز ّ
الفضالة .نتناوؽبا على الًتتيب فيما يلي :
نصت اؼبادة 158:ق.م.ج على أنَّو " :إذا دل تتوافر يف الفضورل أىلية التعاقد فال يكون مسؤوال عن إدارتو إال بالقدر
الذي أثري بو ما دل تكن مسؤوليتو ناشئة عن عمل غَت مشروعَّ ،أما رب العمل فتبقى مسؤوليتو كاملة ولو دل تتوفر
فيو أىلية التعاقد".
ائري بُت ما إذا كان الفضورل كامل األىلية أو ناقصا ،ففي اغبالة األوذل يكون مسؤوال وقد َّفرق اؼبشرع اعبز ّ
مسؤولية كاملة يف نطاق الفضالة ،وعن كافة االلتزامات اؼبلقاة عليو ،أما يف اغبالة الثانية فال يلتزم إال بالقدر الذي
أثرى بو ،وال يرجع عليو رب العمل إال بدعوى اإلثراء بال سبب.
اؼبادة156 :ق.م.ج على أنَّو " :إذا مات الفضورل التزم ورثتو دبا يلزم بو ورثة الوكيل طبقا ألحكام اؼبادة
قضت ّ
2/589وإذا مات رب العمل بقي الفضورل ملتزما بو كبو مورثهم".
العامة
ينص على أثر موت رب العمل اذباه التزاماتو ىو ،وعليو يرجع إذل القواعد َّ أن اؼبشرع اعبزائري دل ّويالحظَّ :
حيث يلزم ورثة رب العمل بأداء ىذه االلتزامات من الًتكة.
أوالً :التعريف :دفع غَت اؼبستحق ىو :قيام شخص بوفاء دين غَت مستحق عليو ،فيكون على اؼبوىف لو رد ما أخذ؛
َّ
ألن يف احتفاظو بو إثراء بال سبب على حساب غَته ،وقد نظم اؼبشرع اعبزائري أحكام دفع غَت اؼبستحق يف اؼبواد:
143إذل 149ق.م.ج.
إن دفع غَت اؼبستحق يتح ّقق إذا دفع شخص دينا ليس واجبا عليو ولكنو يعتقد أنو ملزم بدفعو ،فَتجع علىَّ
اؼبدين اغبقيقي بدعوى اإلثراء يف صورهتا العادية ،أو يرجع على اؼبوىف لو بدعوى دفع غَت اؼبستحق.
النّصوص القانونية:
تنص اؼبادة 143ق.م.ج على أن " :كل من تسلَّم على سبيل الوفاء ما ليس مستحقا لو وجب عليو رده،
ؿبل للرد إذا كان من قام بالوفاء يعلم أنَّو غَت ملزم دبا دفعو ،إالَّ أن يكون ناقص األىلية ،أو يكون
غَت أنَّو ال َّ
قد أكره على ىذا الوفاء".
تنص اؼبادة 144ق.م.ج على أنَّو ": :يصح اسًتداد غَت اؼبستحق إذا كان الوفاء قد مت تنفيذا اللتزام دل
يتحقق سببو أو اللتزام زال سببو".
تصرف قانوينّ يقوم بو الشَّخص يًتتب عليو الوفاء بدين يعتقد أنَّو يف ذمتو ،أيا كانت الصورة
كل ّ يُقصد بالوفاء ّ
اليت متَّ فيها ىذا الوفاء :بتقدًن عقـار أو نقود أو أشياء مثلية ،أو أداء عمل.
عامـة فـي صيـاغتها إذ نصت على أنَّو "كل من تسلم على سبيل الوفاء ما ليس
وؽبذا جاءت اؼبادة 143 :ق.م.ج َّ
مستحقا لو وجب عليو رده ".فالعربة إذن حسب ما تقدم ىي حبصول الوفاء ،مهما كان نوعو فيؤدي إذل التزام من
تلقى ىذا الوفـاء برد ما تسلمو.
إضافة إلى ذلك هبب أن ال يقصد اؼبوىف بغَت حق من وفائو التَّربع إذ أنَّو لو قصد ذلك ألعتبـر تصرفو ىبة ،ويكون
صحيحا ّٔا ،ومن مث فال ؿبل السًتداد غَت اؼبستحـق ،وىو مـا نصت عليـو اؼبـادة 2/143ق.م بقوؽبا "غير أنو ال
مجال للـرد إذ كـان من قـام بالوفاء يعلم أنـو غير ملزم بمـا دفعو ،إال أن يكون ناقص األىلية ،أو يكون قد أّكره
علـى ىذا الوفـاء".
نصت اؼبادة 144ق.م بأنَّو" :يصح اسًتداد غَت اؼبستحق إذا كان الوفاء مت تنفيذا اللتزام دل َّ
يتحقـق سببو ،أو
السبب ،وىو :أحد شروطأن دفـع غَت اؼبستحق ىو :وفاء تـخلَّف فيو ركـن َّاللتزام زال سببو" ،ويتضح مـن ىذا النَّص َّ
صحتو القانونيَّة ،بوصفو تصرفا قانونيِّا ،كما لو صدر من ناقص األىليَّة ،أو كان مشوب بعيب من عيوب اإلرادة، َّ
والسبب قد ال يتحقق أصـال ،أو قد يتحقق ثم يزول فيمـا بعد ولـذلك فيمكن أن يحصل الوفاء بغير المستحق
وقت استحقاقو أو بعد أن يصبح غير مستحق.
وىناك عدة حاالت يكون فيها الدين غَت مستحق وذبوز اؼبطالبة باسًتداده ،وذلك يف اغباالت اآلتيـة:
-1أن يكون الدين غير موجود فى األصل (منعدم) :يكون الدين منعدما يف األصل إذا دل يكن لو وجود أصال
يف وقت من األوقات ،ومن األمثلة على ذلك:
أن ىذا الدين ال وجود لو. أن يقوم أحد الورثة بوفاء دين يعتقد أنَّو ُمستحق على الًتكة ،مث يتضح فيما بعد َّ
كما لو أن وارث ينفذ وصية ؼبورثة ،ويتَّضح فيما بعد أن اؼبوصى قد عدل عـن الوصيـة قبل موتو.
شخص أصاب الغَت بضرر فظن نفسو مسؤوال فدفع التعويض ،مث اتَّضح بعد ذلك َّ
أن أركان اؼبسؤولية دل
تتوفر.
وكذلك يكون الدين منعدم من األصل إذا كان مصدره عقدا باطال أيا كان سبب البطالن ،أو كان الدين ليس دينا
مدنيا بل دينا طبيعيا ال جرب يف تنفيذه.
-2الدين مؤمل االستحقاق ولكنو لم يستحق أو لما يستحق :قد يكون للدين وجود ويكون مؤمل
االستحقاق ،ولكنو دل يستحق ،نص اؼبادة144 :ق.م.ج ( يصح استرداد غير المستحق إذا كان الوفاء قد تم
تنفيذا اللتزام لم يتح ّقق سببو ،)..وذلك يتمثل يف الصورة اآلتية:
الشرط أو بعد زبلُّفو ،يكون دفعو دفعا لدين الدين المعلّق على شرط واقف :إذا دفع سواء دفع قبل ُّ
ربقق َّ
غَت مستحق.
أمـَّا إذا كان الدين مقًتنا بأجل فال يبكن اسًتداده إذا وفيا ويف ذلك نصت اؼبادة 145ق.م على أنَّو" :
ال يبكن َّ
للدائن أن يطالب حبق مؤجل قبل حلول أجلوَّ ،أما إذا متَّ الوفاء ُمعجال ،فال هبوز اسًتداد ما دفع
حىت ولو كان اؼبدين هبهل األجل ،ويف ىذه اغبالة هبوز للمديـن أن يطالب فـي حدود الضرر الالحق بو ،برد َّ
مبلغ اإلثراء الذي حصل عليو الدائن بسبب ىذا الوفاء اؼبعجل".
ال ّدين استحق (موجود) ولكنو انقضى قبل الوفاء بو (أو اللتزام زال سببو) :قد يكون َّ
الدين الذي ترتب يف
الدافع للمدفوع لو دينا صحيحا واجب األداء ،ولكنو انقضى بسبب من األسباب االنقضاء مث قام ذمة َّ
َّ
الدافع بوفائو مرة أخرى بعد انقضائو ،ومثال على ذلك ما يأيت: َّ
أن يكون الدَّين قد وفاه اؼبورث ودل يعثر الوارث على اؼبخالصة فوىف الدين مرة أخرى.
أو أن يكون الدين قد انقضى باؼبقاصة أو بالتجديد أو باإلبراء ،ووفاه اؼبدين للدائن بالرغم من انقضائو
يف صبيع ىذه الصور دفع اؼبدين دينا كان موجودا نافذا واجب األداء ،ولكنو وقت َّ
الدفع كان قد انقضى ،فيكون
َّ
الدافع قد دفع دينا غَت مستحق.
الشخص دينا ما إالَّ إذا كان يعتقد بأنَّو مستحق وواجب األداء ،غَت أنَّـو قد يقع يف غلط هبعلو األصل أن ال يويف َّ
الدين ،شريطة أال يكون قد قصد بوفائو التبـرع. الدفع أنَّو ُمـلزم بأداء َّ
يعتقد وقت َّ
وقـد قدم اؼبشرع اعبزائري للدافع مساعدة كبَتة ،وذلك بإقامة قرينة قانونية مفادىا أن من يدفع غَت اؼبستحق ال
بد أن يكون قد وقع يف غلط؛ ألنو ال يعقل أن يدفع شخص دينا غير مستحق إال إذا كان واقعا في غلط.
فالغلط مفترض ىاىنا ،وال يكلف الموفى بإثباتو ،فيكفي أن يقوم الدافع بإثبات أنو لم يكن ىناك دين
مستحق الوفاء وقت الدفعَّ ،
حىت تقوم ىذه القرينة.
أمـا المـدفوع لـو فـال يشتـرط فيـو الـغلط ،فسـواء أكـان حسـن أم ســيء النيــة فإنَّو ملزم برد ما دفع لـو دون وجو
حق ،غير أن المشرع مكنو من إثبات عـكس القرينة الممنوحة للدافع ،فيجوز لو أن يثبت علم ىـذا األخير
وقت الدفع بعدم التزامو بذلك (اؼبادة 2/143 :ق.م.ج) ،إالَّ إذا كان ناقص األىلية أو أُكره على الوفاء ،ىنا
يلزم الموفى لو بالرد عن طريق إبطال العقد بسبب نقص األىلية أو اإلكراه ،فإذا أبطل العقد وجب على اؼبوىف
العامة يف اإلثراء بال سبب.
لو أن يرد ما استوفاه على أساس القاعدة َّ
ثالثا :تكييف االلتزام برد ما أخذ دون حق:
إن دفع غَت اؼبستحق ليس إالَّ صورة من صور اإلثراء بال سبب ،فاؼبوىف لدين غَت مستحق ،سواء أكان قد دفع
َّ
عن غلط أو إكراه أو لنقص اإلىلية أو كان قد وىف بدين مستحق مث زال بسبب االستحقاق َّ
فإن الوفاء يبطل ،ومىت
بطل زال السبب الذي نقل القيمة اؼبدفوعة من ذمة الدافع إذل ذمة اؼبدفوع لو ،فيكون ىذا إثراء للمدفوع لو بغَت
سبب مشروع على حساب الدافع ،فبا هبب معو التعويض وىو يتمثل يف اسًتداد ما دفع بغَت حق.
ودعوى اسًتداد غَت اؼبستحق ىي :الدعوى التـي تنشأ للدافع قبل المدفوع لو السترداد ما دفعو بغير وجو
حق.
غير أن األثر ىبتلف حبسب ما إذا كان اؼبستلم لغَت اؼبستحق حسن النية أو سيء النية فضال على َّ
أن ىناك
نص عليها اؼبشرع ونبا حالة الوفاء بدين مؤجل قبل حلول أجلـو ،وحالة الوفاء لناقص األىلية
حالتان خاصتان َّ
وسنورد كل اغباالت فيما يلـي:
-األصل َّ
أن حسن النّية ُمفًتض يف ىذه اغبالة ،وإذا ادعى اؼبويف (الدافع) عكس ذلك فعليـو أن يُثبت
ادعائو بكافـة طـرق اإلثبات.
الدعوى ،فإنَّو منذ تلك اللَّحظة يصَت اؼبوىف لـو سـيء النّْيـة.
-يزول افًتاض حسن النّية إذا رفعت َّ
الحكم:
-إذا كان اؼبوىف لو حسن النّْية فإنَّو ال يلتزم إالَّ برد ما تسلمو فعالً ( م 1/147ق.م.ج) إذا كـان مثالً :ما
دفـع لـو نقـودا أو أشيـاء من مثليات -أغالال أو أقطافا -فَتد مقدار النقود دون االعتداء بتغيـر سعرىـا ،ويـرد
بردىا ،ألنو قد تملكهـا بالقبض القدر الذي أخذه من األشياء اؼبثليةَّ ،أما الثّْمار أو الفوائد فال يلتزم ّْ
وبحسن نية ،فالحائز حسن النِّية ال يلتزم برد الثِّمار( م 838-837ق.م.ج).
-أما إذا كان اؼبدفوع عقارا أو منقوال معينا بالذات َّ
فإن اؼبوىف لو يلتزم برد ىذ العُت إذا وجدت مـا دل يكن قد
سبلكها باغبيازة أو بالتقـادم اؼبكسب (اؼبادتُت 835 .828ق.م) ،أمـا إذا ىلكت العُت أو تلفـت أو ضاعت
الدافع إثبات ذلك اػبطأ (م/842. يف يده ،فال يكون مسؤوال عن ذلك إالَّ إذا وقع خبطأ منو ،وعلى َّ
.2ق.م.ج).
-أمـا إذا خرجت العُت من يد اؼبوىف لو إذل يد أخرى بأن باعها فال يلتزم إالَّ بدفـع الثَّمن الذي تلقاه من
اؼبشًتي إذل اؼبويف.
الضرورية والنَّافعة
-هبب على اؼبويف (الدافع) إذا ما اسًتد العُت أن يدفع للموفـي لو ما أنفقو من اؼبصروفات َّ
التـي أنفقها للمحافظة على العيـن (م 839ق.م ).
بالشيء عند رده للموفـي ،طبقـا للمادة
-ال يكون اؼبوىف لو حسن النية مسؤوال عن رد أي تعويض عن انتفاعو َّ
( 1/842ق.م.ج).
يُقصد بسوء النّْية :أن يعلم من تسلَّم غَت اؼبستحق أنَّو تَلقى ما ليس لـو فيو ّّ
حق.
يف ىذه اغبالـة يقـع على اؼبويف (الدَّافع) عبء إثبات سوء نيتة اؼبوىف لو.
الحكم:
-إذا كان ما تسلّمو نقودا أو أشياء مثلية؛ كقطن أو شعَت مثالً فإنَّو يلزم بردىا بالقدر الذي سلّْم لو ،وكذلك
يلتزم برد الفوائد واألرباح اليت جناىا من يوم الوفاء أو من اليوم الذي أصبح فيو سيء النية ،وىو ما
نصت عليو اؼبادة ( 2/147ق.م.ج).
-فإذا كان اؼبوىف بو نقود التزم اؼبوىف لو برد ىذه النقود ؿبسوبة بالسعر القانوين اعتبارا من تاريخ قبضها
-إذا كان اؼبدفوع عينا معينا بالذات ( من عقار أو منقول) ،فـإن اؼبوىف لو سيء النّْية ُملزم برد العُت مـا دامـت
قائمـة ،ورد شبارىا اؼبتولدة عنها من يوم الوفاء ،وال هبوز لو اسًتداد اؼبصروفات اليت أنفقها علـى العُت إالَّ يف
حدود ما هبوز للحائز سيء النّْية من اسًتداد.
-إذا ىلكت العُت أو تلفت أو ضاعت يف يد اؼبوىف لو سيء النّية فإنَّو يكون مسؤوال عنها ،ولـو حدث ذلك
حىت ولو بقيت ربت يد مستحقها (م 843ق.م.ج). أن العُت ىالكة َّعلـى إثر قوة قاىرة ،إال إذا أّثبت َّ
-إذا تصرف اؼبوىف لو سيء النية يف العُت بأن قام ببيعها أو ىبتها فإنَّو يكون ملزما برد العُت لصاحبها اؼبوىف
أو قيمتها إذا استحـال ردىـا.
َّأما إذا كان اؼبدين هبهل قيام األجل ،أو كان قد أُكره على ىـذا الوفاء فلـو أن يرجع على َّ
الدائـن بدعوى غَت
اؼبستحق ،وفضال عن ىذا هبوز للدائن أن يقتصر على رد ما استفاده بسبب الوفاء اؼبعجل يف حدود ما غبق
اؼبدين من ضرر ،وبذلك تتحقق مصلحة الدائن من اتقاء إعسـار مدينو دون إضرار بـهذا األخَت ،فإذا كان الدين
الذي مت الوفاء بـو نقودا وكان قبل حلول األجل كان للدائن أن يرد فائدة ما ويف لو بالسعر القانوين أو االتفاقي
بدال من رد ما استوفاه.
فإن اؼبدفوع لو إذا كـان ناقص األىلية ،وتسلَّـم عينا بالذات فهلكت العُت ،أو تلـفت أو ضاعت وبناء عليو َّ
حىت ولو كان سيء النية، بغَت خطئو ،أو تربع ّٔا أو حدثت قوة قاىرة ،فال يكون ملزما بأي شـيء قبل َّ
الدافع َّ
كما أن ما فقده دون أن ينتفع بو ال يدخل يف تقدير إثرائو وفقـا للمبدأ العام يف قـاعدة اإلثراء بال سبب.
أما إذا كان التلف أو اؽبالك أو الضياع راجع إذل خطئو فيسأل عنو مسؤولية تقصَتية طبقا للمادة 125
ق.م.ج.
ويعد من أمثلة انتفاع اؼبدفوع لو ناقص األىلية باؼبدفوع ،أن يويف بو دينا عليو ،أو ينفقو فـي ترميـم
عقاره....الـخ ،ويف اإلثبات إذا كان اؼبدفوع لو ناقص األىلية فـإن عبء اإلثبات يقع علـى من دفع فيثبت مـدى
إثراء ناقص األىلية دبا دفع لـو.
أن ىناك وجو آخر للسقوط ىبتلف عن دعوى اإلثراء بال سبب ويتعلَّق بتجرد اؼبوىف لو حسن النية من غَت َّ
سند الدين أو من تأميناتو ،أو تركو دعواه تسقط بالتقـادم .وفـي ذلك نصت اؼبادة 146ق.م.ج على أنـَّو:
"ال ؿبل السًتداد غَت اؼبستحق إذا حـصل الوفاء من غيـر اؼبدين وترتب عليو أن الدائن ،وىو حسن النية ،قد
ذبرد مـن سند الدين أو فبـا حصل من التأمينات أو تـرك دعواه تسقط بالتقادم قبل اؼبدين اغبقيقي ،ويلتزم اؼبدين
اغبقيقي يف ىذه اغبالة بتعويض الغَت الذي قام بالوفاء".
ـإن حق الدافع يف الرجوع على الدائن بدعوى اسًتداد غَت ويف اغباالت اليت نصت عليها اؼبادة 146ق.م ،ف َّ
اؼبستحق يسقط ،رغم أن الوفاء دل يتحقق سببـو ،ذلك ألن الدائن حسن النية قد ذبرد مـن سالحـو ضد اؼبدين،
والعربة يف ذلك أنـو لـو أجيز ؼبن دفع غَت اؼبستحق أن يسًتد ما وفـاه مـن الـمدفوع لو الدائن بدعوى غَت اؼبستحق
ؼبا أمكن للدائن أن يرجـع على اؼبدين ،لفقده سند الديـن أو ضاع منو تأمينو...اخل ،وكأن اؼبشرع يف ىذه اغبالة
أحاط الدائـن حسن النية حبماية خاصة فرجح حقو على حق اؼبويف وألزم اؼبدين اغبقيقي بتعويضو.
وال يبنع مـا سبق مـن رجوع اؼبوفىر(الدافع) على اؼبدين الذي ويف عنو الدين ألن ذلك يعد إثراء يف جانبو على
حساب اؼبويف ،غَت أن الفقو يشًتط يف حالة السقوط بالتقادم أن تكون ىناك ـبـالصة تثبت وفاء الدين ،وتكون
ثابتة التاريخ وذلك ذبنبا للغش أو الواطئ الذي قد يلجأ إليو الدائن بعد أن يـسقط حقـو بالتقادم ،ويفيد ثبوت
تاريخ اؼبخالصة فـي معرفة ما إذا كان الوفاء مت قبل تقادم الدين أو بعـد .وذبدر اإلشارة إذل أن اعبهل باغبق يف
اسًتداد ما دفع بوجو حق ال يبنع من سريان مدة التقادم ،ومن مث فإن ىذا اعبهل ال يبكن أن يكون من اؼبوانع
اليت يًتتب عليها وقف التقادم بعد سريانـو.