Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫لمحاضرة األولى‪:‬‬


‫ماهٌة حقوق اإلنسان‬
‫إن المبادئ األساسٌة لحقوق اإلنسان قدٌمة و ٌرجع أصلها إلى فجر اإلنسانٌة ‪ ،‬و لقد اعترفت الحضارات و‬
‫الدٌانات القدٌمة بحقوق اإلنسان رغم االضطهاد و الحروب العدٌدة التً سادت المجتمعات القدٌمة ‪ ،‬إال أنّ‬
‫مبادئ القانون الدولً لحقوق اإلنسان تعتبر حدٌثة النشؤة و بسبب تطور المفاهٌم اإلنسانٌة فً العدٌد من الدول و‬
‫انتشار أفكار الفالسفة و نضال الحركات و المنظمات العالمٌة ‪ ،‬بدأت الشعوب فً مختلف أنحاء المعمورة ‪،‬‬
‫خاصة المقهورة ‪ ،‬المطالبة بان تعامل كما تعامل الشعوب األخرى فً البلدان المتحضرة ا و بناء على ذلك‬
‫‪ٌ ،‬تضمن الفصل األول من هذه الدراسة التعرٌف بحقوق اإلنسان ( المبحث األول ) ثم ٌتطرق إلى الطبٌعة‬
‫القانونٌة للقانون الدولً لحقوق اإلنسان ( المبحث الثانً ) و ٌنتهً الفصل بتناول حقوق اإلنسان و حقوق‬
‫الشعوب ( المبحث الثالث )‬
‫المبحث األول ‪ :‬التعرٌف بحقوق اإلنسان‬
‫تزاٌد اهتمام المجتمع الدولً بحقوق اإلنسان و ذلك عبر تردد الكثٌر من المفاهٌم و األفكار حول هذه الحقوق و‬
‫هً فً الواقع حقٌقة قدٌمة ولدت مع اإلنسان عبر مراحل تطور عدٌدة فً مختلف المجاالت السٌاسٌة و‬
‫‪[1].‬االجتماعٌة‬
‫و ألجل معرفة المدلول الحقٌقً لحقوق اإلنسان ‪ ،‬ارتؤٌنا أنّ نقسم هذا المبحث إلى‬
‫ثالثة مطالب األول ‪ ،‬نتطرق فٌه إلى دراسة المعنى العام لحقوق اإلنسان و الثانً نستعرض فٌه المعنى‬
‫الخاص لهذه الحقوق ‪ ،‬لننتهً بدراسة خصائص حقوق اإلنسان عبر المطلب الثالث ‪،‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المعنى العام لحقوق اإلنسان‬
‫ٌقصد بالمفهوم العام لحقوق اإلنسان ‪ ،‬الحقوق المالزمة للشعوب و هً تلك الحقوق الجماعٌة التً تظهر بها‬
‫ابتداء من الخلٌة العائلٌة إلى الجماعة ككل ‪ ،‬مرورا بالجماعات الوطنٌة و الدٌنٌة و اللغوٌة و الثقافٌة ‪ ،‬مع األخذ‬
‫]‪ [2‬بعٌن االعتبار األقلٌات و بشكل أوضح فهذه الحقوق محصورة فً محٌط أفراد مجموعات مختلفة ‪.‬‬
‫و لقد أسهمت الوثائق المعروفة و الخاصة بحق الشعوب فً تقرٌر مصٌرها و التً اعتمدتها األمم المتحدة‬
‫بهدف إزالة االستعمار ‪ ،‬فً إٌجاد معنى عام أخر ‪ ،‬فهً تفٌد‬
‫فئة الجماعة أو الشعوب سواء كانت مرتبطة بقضٌة االستعمار أم ال ‪ ،‬اي كل شعوب العالم و لٌست فقط الشعوب‬
‫المستعمرة ‪.‬‬
‫و ٌبدو أنّ المٌثاق اإلفرٌقً قد تبنى مفهوم الشعوب المستعمرة المقهورة فً المادة ‪ 20‬منه ‪ ،‬ألنه تحدث عن‬
‫تحرٌر تلك الشعوب لنفسها ‪ ،‬و لعلها إشارة إلى بعض الدول اإلفرٌقٌة فً الماضً ‪.‬‬
‫هذا ‪ ،‬و نشٌر أنّ القانون الدولً اهتم أساسا بالدول ولٌس بالجماعات و لم ٌكن إلى وقت قرٌب ٌعترف بغٌرها‬
‫من األشخاص‪ ،‬فهً وحدها ( آي الدول ) التً تضع قواعده و بالتالً مخاطبة باحتكامه ‪ ،‬غٌر أنّ هذا األساس‬
‫تطور بناء على الرأي االستشاري لمحكمة العدل الدولٌة فً قضٌة التعوٌضات لعام ‪ ، 1949‬بإقرارها‬
‫]‪[3‬الشخصٌة القانونٌة الموضوعٌة للمنظمات الدولٌة ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬المعنى الخاص لحقوق اإلنسان‬


‫ٌتعلق المعنى الخاص ‪ ،‬بالكٌانات البشرٌة التً تشكل جزءا من مجموع السكان فً الدولة ‪.‬‬
‫و لقد أوضحت هذا المعنى المادة األولى من االتفاقٌة رقم ‪ 169‬بشان الشعوب األصلٌة و القبلٌة فً البلدان‬
‫المستقلة ‪ ،‬التً اعتمدها المإتمر العام لمنظمة العمل الدولٌة ٌوم ‪ٌ 27‬ونٌو ‪ ، 1989‬فً دورته السادسة و‬
‫السبعون ‪ ،‬حٌن نصت على أنّ " الشعوب القبلٌة فً البلدان المستقلة ‪ ،‬التً تمٌزها أوضاعها االجتماعٌة و‬
‫الثقافٌة و االقتصادٌة عن القطاعات األخرى فً المجتمع الوطنً ‪ ،‬و التً تنظم مركزها القانونً ‪ ،‬كلٌا أو‬
‫جزئٌا ‪ ،‬عادات أو تقالٌد خاصة بها ‪ ،‬أو قوانٌن أو لوائح تنظٌمٌة خاصة ‪ ،‬ثم الشعوب فً البلدان المستقلة التً‬
‫تعتبر شعوبا أصلٌة بسبب انحدارها من السكان الذٌن كانوا ٌقطنون البلد ‪.‬او اقلٌما جغرافٌا ٌنتمً الٌه البلد وقت‬
‫غزو أو استعمار أو وقت رسم الحدود الحالٌة للدولة و التً ‪ ،‬اي كان مركزها القانونً ال تزال تحتفظ ببعض و‬
‫بكامل نظمها االجتماعٌة و االقتصادٌة و الثقافٌة و السٌاسة الخاصة بها "‬
‫و تظهر هذه الحقوق الٌوم كقواعد قانونٌة تتعلق بجمٌع األفراد و الشعوب ‪ ،‬بغض النظر عن الموطن أو الجنسٌة‬
‫أو العرق أو االنتماء أالثنً أو اللغة أو الجنسٌة أو القدرات ‪ ،‬و تصبح حقوق اإلنسان ذات قوة عندما ٌنظر لها‬
‫على أنها قانون عرفً دولً ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص حقوق اإلنسان‬
‫تتمٌز حقوق اإلنسان بخمسة خصائص نوردها فٌما ٌلً‪:‬‬
‫اوال‪ -‬أنها حقوق ثابتة ال تشترى وال تكتسب وال تورث‪ ،‬فهً ببساطة ملك الناس ألنهم بشر‪ ،‬وملك للشعوب‬
‫باعتبارهم جماعة بشرٌة‪ ،‬ولذلك فهً حقوق متؤصلة فً كل فرد وفً كل شعب‪.‬‬
‫ثانٌا‪ -‬أنها حقوق واحدة لجمٌع البشر‪ ،‬بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدٌن أو الرأي السٌاسً أو رأي‬
‫أخر‪ ،‬أو األصل الوطنً أو االجتماعً‪ .‬فقد ولد جمٌع الناس والشعوب أحرارا ومتساوٌن فً الكرامة والحقوق‪.‬‬
‫وتتسم حقوق اإلنسان مثلها مثل حقوق الشعوب بالعالمٌة‪ .‬لن ٌكون لها مغزى وحقٌقة إال بتطبٌق فكرة العالمٌة‬
‫علٌها‪ ،‬وبتجاوز محٌط االنعزال وحدود الفردٌة الضٌقة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أن حقوق ال ٌمكن انتزاعها؛ فلٌس من حق أي دولة أو حكومة أو فرد أن ٌحرم شخصا أو شعبا أخر من‬
‫تلك الحقوق‪ ،‬حتى لو لم تعترف بها قوانٌن بلده‪ ،‬أو عندما تنتهكها تلك القوانٌن‪ .‬فهً حقوق ثابتة وغٌر قابلة‬
‫للتصرف‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬أنها حقوق غٌر قابلة للتجزئة‪ ،‬إذ ٌتعٌن على الدول والسلطات أن تتعامل مع تلك الحقوق ككل نظر‬
‫للروابط المتٌنة بٌنهما‪ ،‬لكً ٌمكن أن ٌعٌش جمٌع الناس والشعوب بكرامة‪ .‬وبالتالً ال ٌمكن تجزئة تلك الحقوق‬
‫قطعا‪ ،‬فما قٌمة حرٌة االعتقاد وحق التعبٌر واألمن‪ ،‬والتمتع بمستوٌات معٌشة الئقة ‪ ،‬إذا ما تمت مصادرة الحق‬
‫فً الحٌاة‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬أن محور هذه الحقوق هو الكائن اإلنسانً‪ ،‬الذي ال ٌعنً فردا وحٌدا أو منعزال‪ ،‬بل كائنا له ارتباط‬
‫]‪ [4‬اجتماعً وٌعٌش ضمن مجموعات أو جماعات معٌنة‪ ،‬فهً إذا حقوق ألفراد شعوب مختلفة‪.‬‬
‫وتبرز خصائص هذه الحقوق أكثر من متابعة مسٌرة تطورها‪ ،‬فمنذ بضعة أعوام أصبحت حقوق اإلنسان تعبر‬
‫فً الخطاب الغربً عن الحقوق الطبٌعٌة المرتبطة بذاتٌة اإلنسان من الناحٌة الطبٌعٌة‪ ،‬بغض النظر عن الفكر‬
‫والمنهج‪ ،‬ولكنها فً اإلسالم تستند إلى التكرٌم األهلً وترتبط‪ .‬بمفاهٌم األمانة واالستخالف والعبودٌة هلل وعمارة‬
‫األرض‪ ،‬وال تنفصل عن حقوق هللا ‪.‬‬
‫وهو ما ٌجعلها غٌر قابلة لإلسقاط بعقد أو صلح أو إبراء‪ .‬أما حقوق الشعوب فتخص فئات من مجموع السكان‬
‫وقد تخص الشعوب التً تنضوي فً إطار الدول‪ .‬وعادة ما ٌضم مفهوم الشعوب إلى قائمة إزالة االستعمار‬
‫نظرا ألهمٌة االستقال‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬الطبٌعة القانونٌة للقانون الدولً لحقوق اإلنسان‬

‫ٌعتبر القانون الدولً لحقوق اإلنسان من القوانٌن الحدٌثة و هو فً تطور مستمر و ٌنفرد بمضمون و خصائص‬
‫معٌنة تمٌزه عن القوانٌن التً تتشابه معه ‪ ،‬و تقتضً منا دراسة الطبٌعة القانونٌة لحقوق اإلنسان ‪ ،‬التطرق إلى‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان الدولٌة فً المقام األول ( المطلب األول) ثم نستعرض المفهوم االصطالحً و القانونً‬
‫للقانون الدولً لحقوق اإلنسان ( المطلب الثانً ) و ننتهً إلى التمٌٌز بٌن القانون الدولً لحقوق اإلنسان و‬
‫حقوق اإلنسان ( المطلب الثالث )‬
‫المطلب األول ‪ :‬مبادئ حقوق اإلنسان الدولٌة‬
‫وهً المبادئ التً تتمتع بها الشعوب‪،‬أو األقالٌم‪ ،‬أو الدول‪،‬فً مواجهة الدول القوٌة المستبدة‪،‬أو االستعمارٌة‪.‬ومن‬
‫هذه الحقوق ‪ :‬حق تقرٌر المصٌر‪،‬وحق البقاء وحرٌة اختٌار نظام الحكم‪ ،‬وعدم التدخل فً الشإون الداخلٌة للدول‬
‫األخرى‪ ،‬والدفاع الشرعً ضد العدوان‪ ،‬ومكافحة تجارة الرقٌق‪،‬ومكافحة المخدرات‪ ،‬والبٌئة الدولٌة ‪ ،‬و‬
‫العنصر األساسً فً هذه الحقوق ‪ ،‬هوانها لٌست بٌن المواطن و دولته و إنما تتعلق بتنظٌم العالقة القانونٌة و‬
‫الدولٌة بٌن األشخاص و الدول و المنظمات الدولٌة و من ثم تعتبر قواعد قانونٌة دولٌة لضمان تطبٌق‬
‫قواعد حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫و تعتبر الدولة منتهكة قواعد حقوق اإلنسان على الصعٌد الدولً فً حالة انتهاكها ألحد المجاالت التالٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة استخدام الدولة سٌاسات‪ ،‬أو ممارسات ٌكون القصد منها ‪ ،‬أو نتٌجتها‪ ،‬ممارسة التمٌٌز ضد جماعات‬
‫معٌنة ‪ ،‬اوافراد معٌنٌن على أسس غٌر مقبولة‪.‬ء‬
‫‪ -‬عندما تعجز الدولة عن إحقاق احد الواجبات األساسٌة الدنٌا بال تؤخٌر كؤن تعجز الدولة عن إعطاء األولوٌة‬
‫للتعلٌم األساسً اإللزامً المجانً‪.‬‬
‫‪-‬حالة عجز الدولة عن اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة و هادفة باتجاه إحقاق الحقوق بشكل كامل ‪.‬من ذلك‬
‫‪،‬عدم توفٌر األدوٌة األساسٌة وجعلها فً متناول الجمٌع ‪ ،‬من حٌث أسعارها ‪،‬مما ٌإدي إلى انتشار األمراض‬
‫واألوبئة بٌن المواطنٌن ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تعجز الدولة عن إعطاء األولوٌة الكافٌة إلحقاق المستوٌات األساسٌة الدنٌا لكل حق ‪ ،‬ال سٌما بالنسبة‬
‫للمهمشٌن و المستضعفٌن و الذٌن ٌعانون من اإلقصاء و من ذلك ‪ ،‬إهمال تحسٌن البٌئة األمر الذي ٌإدي إلى‬
‫تعرض حٌاة المواطنٌن للخطر‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تضع الدولة قٌودا على ممارسة الحقوق و من ذلك ‪ ،‬تقٌٌد الحق فً تامٌن الضمان االجتماعً و الصحً‬
‫]‪[1‬للموطنٌن ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تعٌق الدولة التعلٌم الجامعً و ذلك بترك المواطنٌن الشباب بدون تعلٌم ٌإهلهم الحصول على عمل ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تتصرف أجهزة الدولة األمنٌة بشدة ضد المواطنٌن ة تصبح عامال فً عدم تحقٌق األمن و االستقرار‬
‫للمواطنٌن ‪ ،‬و تنصرف عن أداء واجباتها األساسٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما ال تحقق الدولة المساواة فً المشاركة السٌاسٌة و اإلنسانٌة لكافة المواطنٌن ‪ ،‬و تتعامل بقسوة مع‬
‫األقلٌات أو تقوم بتهمٌشهم ‪.‬‬
‫]‪ [2‬و إذا تحققت واحدة من هذه األسباب ‪ ،‬فان الدولة ستواجه الوسائل القانونٌة و القضائٌة و السٌاسٌة الدولٌة ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬المفهوم االصطالحً و القانونً للقانون الدولً لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫لما كانت قواعد حقوق اإلنسان فً القانون الدولً تضم مبادئ حقوق اإلنسان التً تطبق بٌن الدول‪ ،‬ووسائل‬
‫قانونٌة تضمن تطبٌق الرقابة على تطبٌق مبادئ حقوق اإلنسان على الصعٌدٌن الداخلً والدولً‪ ،‬فانه ٌمكن‬
‫تعرٌف القانون الدولً لحقوق اإلنسان‪ ،‬بؤنه "مبادئ قانونٌة تحدد حقوق الشعوب واألقالٌم والدول تجاه الدول‬
‫األخرى‪ ،‬والوسائل القانونٌة والقضائٌة والسٌاسٌة لضمان تطبٌقها على الصعٌدٌن الدولً والداخلً‪ ،‬عبر‬
‫مإسسات دولٌة متخصصة"‪.‬‬
‫ومن هذا التعرٌف‪ٌ ،‬مكننا استخالص ‪ ،‬ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ٌ -1‬ستمد القانون الدولً لحقوق اإلنسان مصادره من القانون الدولً العام ‪ :‬وهً المعاهدات المعقودة بٌن‬
‫الدول‪ ،‬والعرف الدولً‪ ،‬والمصادر األخرى للقانون الدولً‪ .‬وهذه المصادر على نوعٌن‪ :‬األول‪ ،‬مصادر خاصة‪،‬‬
‫وهً المعاهدات الدولٌة والعرف الخاصة بحقوق اإلنسان‪ .‬والثانً‪ ،‬مصادر عامة‪ ،‬تتمثل بقواعد القانون الدولً‬
‫]‪ [3‬العام‪ ،‬التً تل زم الدول بموجبها بتطبٌق التزاماتها الدولٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬مجموعة قوانٌن‪ :‬ال ٌوجد قانون اسمه القانون الدولً لحقوق اإلنسان كما هو الحال بالنسبة لقانون العقوبات‬
‫والقانون المدنً والقوانٌن الدولٌة كقانون البحار وقانون المعاهدات‪ ،‬وإنما ٌوجد مجموعة من القوانٌن المتعددة‬
‫أطلق علٌها جمٌعا بالقانون الدولً الحقوق اإلنسان‪ .‬لهذا فمصطلح القانون الدولً لحقوق اإلنسان ٌعد مصطلحا‬
‫عاما وهمٌا ٌشمل عدة قوانٌن وقواعد قانونٌة داخلٌة ودولٌة‪.‬‬
‫‪ -3‬قواعد دولٌة وداخلٌة‪ :‬تتضمن قواعد حماٌة حقوق الشعوب‪ ،‬واألقالٌم‪ ،‬وتحرٌم العدوان من دولة على دولة‬
‫أخرى‪ .‬وحماٌة مواطنً الدول فً الدول األخرى‪ ،‬مثل حماٌة أرواحهم وممتلكاتهم‪ ،‬وحماٌة الالجئٌن‪،‬‬
‫والعسكرٌٌن والمدنٌٌن‪ ،‬من أثار المنازعات المسلحة‪ .‬كما ٌتضمن إلزام الدول بتطبٌق قواعد القانون الدولً‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬بحجة إنها تعد تدخال فً شإونها الداخلٌة‪ .‬فالدول ملزمة بتطبٌقها على الصعٌد الداخلً‪.‬‬
‫‪ -5‬وسائل قانونٌة وقضائٌة وسٌاسٌة‪ :‬فال تقتصر تطبٌق قواعده على الوسائل القضائٌة‪ ،‬بل تتضمن أٌضا‬
‫وسائل سٌاسٌة‪ .‬ولضمان تطبٌق حقوق اإلنسان سواء أكان على الصعٌد الداخلً للدول‪ ،‬أم على صعٌد العالقات‬
‫الدولٌة‪ .‬عبر مإسسات محاكم دولٌة ومنظمات دولٌة وجمعٌات متخصصة لحماٌة حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ٌ -6‬طبق فً وقتً السلم والحرب‪ :‬تطبق مبادئه فً وقتً السلم ( حقوق اإلنسان ) والحرب‪ ( ،‬القانون الدولً‬
‫‪[4].‬اإلنسانً )‬
‫ففً حالة السلم تلتزم الدول بتطبٌق قواعد حقوق اإلنسان تجاه دولته‪ ،‬وفً حالة نشوب منازعات مسلحة ٌتدخل‬
‫القانون الدولً لحقوق اإلنسان باللزام الدول بحماٌة اإلنسان من أثار المنازعات المسلحة‪.‬‬
‫ٌخضع تفسٌره وتطبٌقه لقواعد القانون الدولً العام‪ .‬وان كانت له عالقة‬ ‫‪ -7‬فروع من القانون الدولً العام‪:‬‬
‫وثٌقة بقواعد حقوق اإلنسان الداخلٌة‪ .‬وهو من القوانٌن الحدٌثة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬حقوق اإلنسان و القانون الدولً لحقوق اإلنسان‬


‫ٌرى بعض الفقه أنّ حقوق اإلنسان " هً مجموعة القواعد القانونٌة التً تهدف إلى حماٌة شخص اإلنسان و‬
‫]‪[5‬أمواله و تضمن ممارسة حرٌاته "‬
‫و من جهة أخرى ‪ٌ ،‬وجد تداخال كبٌرا بٌن حقوق اإلنسان على الصعٌد الداخلً و القانون الدولً لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬لدرجة ٌصعب التمٌٌز بٌنهما فً العدٌد من األوقات ‪ ،‬و غنً عن البٌان أنّ المستفٌد األول من مبادئ‬
‫القانون الدولً لحقوق اإلنسان هو الفرد ‪.‬‬
‫و ٌذكر فً هذا السٌاق أنّ القانونٌن ٌتضمنان نفس الحقوق السٌاسٌة و االقتصادٌة و الحرٌات المدنٌة و ٌهدفان‬
‫إلى تحقٌق المساواة و العدالة بٌن أبناء البشر‪ ،‬وحماٌتهم من الظلم والتعسف والتعذٌب والعبودٌة والرق ‪،‬‬
‫والحماٌة من المخدرات ‪ ،‬والمواد المخلة بالعقل ‪ .‬وتتضمن قواعد حقوق اإلنسان الحقوق السٌاسٌة‪ ،‬كالدٌمقراطٌة‬
‫التً تتضمن حق الترشٌح واالنتخاب‪ ،‬وحق التوظف والعمل‪ ،‬والحرٌات العامة‪ ،‬كحرٌة الرأي والتعبٌر وحرٌة‬
‫الفكر‪ ،‬وحرٌة العقٌدة‪ ،‬وحرٌة الثقافة‪ ،‬والحرٌات النقابٌة‪ ،‬و حرٌة التسامح‪ .‬والحقوق المدنٌة‪ ،‬كحق المساواة‪،‬‬
‫وحق التنقل‪ ،‬وحقوق األسر‪ ،‬وحق التعلٌم فً جمٌع مراحله‪ ،‬والضمان الصحً‪ .‬والحقوق المتعلقة بجسم‬
‫اإلنسان‪ ،‬كالحق بالحٌات‪ ،‬وحق السالمة الجسمٌة‪ ،‬ومنع التعذٌب‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذا االندماج الكبٌر بٌن القانونٌن‪ ،‬إال أنّ هناك فروقا جوهرٌة بٌنهما و نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المصادر‪ٌ :‬ستمد القانون الدولً لحقوق اإلنسان مصادره من القانون الدولً العام‪ ،‬كالمعاهدات والعرف‬
‫الدولً‪ ،‬بٌنما تستمد مبادئ حقوق اإلنسان مصادرها من مصادر داخلٌة‪ ،‬بموجب نصوص دستورٌة وقانونٌة‪.‬‬
‫‪-2‬نطاق تطبٌقه‪ٌ :‬نظم القانون الدولً لحقوق اإلنسان‪ ،‬العالقة بٌن الدول فً مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬بٌنما ٌنظم‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان على الصعٌد الداخلً‪ ،‬العالقة بٌن الدولة والفرد‪.‬‬
‫‪ -3‬تفوق القانون الدولً لحقوق اإلنسان‪ٌ :‬شرف القانون الدولً لحقوق اإلنسان على سلوك الدول‪ ،‬لضمان‬
‫تطبٌقها لمبادئ حقوق اإلنسان فً الداخل‪.‬‬
‫‪ -4‬اختالف نوع الحقوق ‪ٌ :‬عنً القانون الدولً لحقوق اإلنسان بحقوق اإلنسان الدولٌة‪ ،‬كحق تقرٌر المصٌر‬
‫ومنع الرق ومكافحة المخدرات واإلرهاب‪ ،‬بٌنما تعنً حقوق اإلنسان على الصعٌد الداخلً‪ ،‬حماٌة الفرد وضمان‬
‫حقوقه‪.‬‬
‫‪ -5‬الرقابة الدولٌة ‪ٌ :‬عمل القانون الدولً لحقوق اإلنسان على خلق رقابة دولٌة على الدول‪ ،‬لضمان تطبٌق‬
‫الدول لمبادئ حقوق اإلنسان فً عالقاتها مع األفراد‪ ،‬بٌنما ال تتمنع قواعد حقوق اإلنسان الداخلٌة برقابة على‬
‫الدول لتطبٌق قواعد القانون الدولً لحقوق اإلنسان‬
‫‪ – 6‬إشراف هٌئات دولٌة ‪ :‬تشر هٌئات دولٌة ‪ ،‬كاألمم المتحدة و المنظمات اإلنسانٌة الدولٌة ‪ ،‬على تطبٌق‬
‫قواعد حقوق اإلنسان ‪ ،‬بٌنما هدف حقوق اإلنسان ضمان حقوق اإلنسان على الصعٌد الداخلً ‪.‬‬
‫‪ -7‬المحكمة الجنائٌة الدولٌة ‪ :‬تتدخل المحكمة الجنائٌة الدولٌة فً حالة انتهاك األشخاص مبادئ حقوق اإلنسان‬
‫على الصعٌدٌن الدولً و الداخلً و تقوم فً هذا الصدد بمقاضاة المسإولٌن و األفراد الذٌن ٌنتهكون مبادئ‬
‫حقوق اإلنسان ‪ ،‬بٌنما تختص المحاكم الوطنٌة بمقاضاة األشخاص الذٌن ٌنتهكون مبادئ حقوق اإلنسان على‬
‫الصعٌد الداخلً ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حقوق اإلنسان و حقوق الشعوب‬
‫أنّ معظم النظم و القواعد المرتبطة بحقوق اإلنسان لم تولد فجؤة ‪ ،‬بل مصدرها ٌعود إلى عصور قدٌمة شهدت‬
‫فٌها اإلنسانٌة عدة ثورات و أحداث ساهمت فً رسم معالمها األساسٌة و من ثم ٌكون من المفٌد أنّ نستعرض‬
‫تطور حقوق اإلنسان عبر اربع مراحل ‪ ،‬العصور القدٌمة ( المطلب األول ) ‪ ،‬مرحة ظهور اإلسالم ( المطلب‬
‫الثانً ) ‪ ،‬العصور الوسطى ( المطلب الثالث ) ‪ ،‬العصر الحدٌث (المطلب الرابع )‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مرحلة العصور القدٌمة‬
‫ٌجمع فقهاء القانون الدولً أنّ البوادر األولى لحقوق اإلنسان ظهرت من خالل الحضارات اإلنسانٌة القدٌمة ‪،‬‬
‫الفرعونٌة و حضارة الفرس و البابلٌون ‪.‬‬
‫و لقد شٌد القدماء المصرٌون المعالم األولٌة ألرقى الحضارات اإلنسانٌة ‪ ،‬اذ تمكن المصرٌون من وضع قوانٌن‬
‫و من إبرام اتفاقٌات دولٌة ٌعود بعضها إلى أربعة أالف سنة قبل المٌالد ‪ ،‬راعوا فٌها المبادئ األساسٌة لحقوق‬
‫اإلنسان ‪ ،‬كالحق فً الحٌاة و حقوق األسرى و فكرة تسلٌم االجئٌٌن ‪..‬الح ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى ثبت عن الفرس أنهم ارسوا بعض القواعد المتعلقة بالمساواة بٌن الناس و تطبٌق العدل فً‬
‫]‪[1‬المنازعات التً كانت تنشؤ بٌن اإلفراد‪.‬‬
‫و لقد مارس البابلٌون حقوق اإلنسان على مدى واسع وذكر هذا فً العدٌد من المصادر التً اهتمت بتلك الحقبة‬
‫التارٌخٌة ‪ ،‬غٌر أ ّنه جرى تدوٌن األعراف التً تحدد حقوق المواطنٌن على اثر نسوء الدولة المركزٌة التً‬
‫اهتمت بإصدار التشرٌع المباشر ‪ ،‬غٌر أنّ تلك القوانٌن تمٌزت بالقسوة و التشدٌد فً العقوبات و األمثلة على‬
‫ذلك كثٌرة ‪ ،‬كشرٌعة حمورا بً التً احتوت على ‪ 85‬بندا قانونٌا ‪ ،‬مع العلم أنها تستمد أصولها من قوانٌن‬
‫سومرٌة و هً بمثابة شرٌعة مركبة غٌر متجانسة تمزج أرقى القوانٌن و أعظمها استنارة بؤقصى العقوبات‬
‫و أشدها وحشٌة ‪.‬‬
‫و ٌذكر بعض الفقهاء أنّ حضارة الٌونان شهدت هً األخرى بعض قواعد حقوق اإلنسان فً مختلف مجاالت‬
‫الحٌاة ‪ ،‬كالحق فً الحٌاة و الحق حرٌة التعبٌر و المساواة أمام السلطة و غٌر ذلك من الحقوق الطبٌعٌة التً‬
‫]‪ [2‬اعتبرها الفكر اإلغرٌقً اللبنة األساسٌة فً بناء المجتمع السٌاسً و الدولة الفاضلة ‪.‬‬
‫و دونت فً الٌونان عدة قوانٌن منها قانون درا كون وقوانٌن صولون التً منحت الشعب حق المشاركة فً‬
‫السلطة التشرٌعٌة عن طرٌق مجالس الشعب‪ ...‬وجعلت مرجع الطعن فً أحكام القضاء محكمة تضم ممثلٌن من‬
‫جمٌع طبقات الشعب‪ ،‬وحرم الربا الفاحش وحرر المدٌنٌن من دٌونهم وأطلق سراح المسترقٌن‪.‬‬
‫ومن منا لم ٌقرا عن الدٌمقراطٌة فً الفكر الٌونانً‪ ،‬التً كانت تعبر عن المساواة وتعترف بحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫ولكنها كانت تحدد هذه الحقوق فً دائرة ضٌقة للسادة‪ ،‬وعبر عن ذلك كتاب جمهورٌة أفالطون الذي أقام‬
‫جمهورٌته المثالٌة على أساس تقسٌم طبقً ولكن لٌس على أساس عرقً بل على أساس المواهب والقابلٌات‪،‬‬
‫وهو بهذه الطرٌقة ٌحاول تكرٌس قواعد حقوق اإلنسان‪ ،‬وتخلٌص النظام الدٌمقراطً من العٌوب الكثٌرة إلى‬
‫ابتلً بها‪.‬‬
‫وٌتضح من الفلسفة الٌونانٌة أنها تقٌم فكرة " الحق الطبٌعً "‪ ،‬أي أعراف القانون الدولً لحقوق اإلنسان على‬
‫فكر " القانون الطبٌعً " التً تفرض نسقا من القٌم المرتبطة باإلنسان‪ ،‬والتً تمثل إنسانٌته وتعبر عنها‪ ،‬ولو أنّ‬
‫هذا القانون كان وال ٌزال فكرة غامضة وٌتعرض النتقادات أبرزها‪ :‬انه طالما افتقر للوضوح والتجدٌد‬
‫والتعاقدٌة واإللزام الذي ٌتسم به القانون الوضعً‪ ،‬فان أي حقوق مرتبطة به تبقى غٌر محددة وغٌر معترف‬
‫]‪[3‬بها‪ ،‬واستمر انتقاد هذا القانون حتى فً العصر الرومانً والمسٌحً بعد ذلك‪.‬‬
‫فً األخٌر نقول انه ‪ ،‬إذا أردنا معرفة الوضع التارٌخً لحقوق اإلنسان فً العصور القدٌمة ‪ ،‬قٌمكن القول أنها‬
‫ظهرت فً إطار بعض التشرٌعات المحلٌة و لكنها كانت تجسد األعراف التً كانت سائدة محلٌا ‪ ،‬و برزت‬
‫الفكرة ضمن الصراعات التً خاضتها الشعوب على مر العصور ضد جالدٌها ‪ ،‬وتجسد ذلك فً الصراعات‬
‫]‪ [4‬التً كانت سائدة بٌن مختلف الطبقات التً كان ٌتكون منها المجتمع ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬مرحلة ظهور اإلسالم‬
‫ٌرى بعض الفقه الدولً أنّ اإلسالم و باعتباره جاء شامال لحل جمٌع المشكالت التً تواجه البشرٌة ‪ ،‬كان له‬
‫على السواء ‪ ،‬و ]‪[5‬السبق المطلق فً إرساء دعائم و أسس حقوق اإلنسان فً وقت السلم أو فً وقت الحرب‬
‫جاء الحدٌث عن هذه الحقوق فً أصل التشرٌع اإلسالمً و المستمد من القرآن الكرٌم و السنة النبوٌة و من‬
‫الفقه ‪ ،‬و سوف نتطرق إلى إبراز أهمٌة حقوق اإلنسان فً اإلسالم عبر ثالثة نقاط ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬القرأن الكرٌم‬
‫بداٌة ‪ٌ ،‬مكن القول أنّ جمٌع الشرائع السماوٌة اهتمت بحقوق اإلنسان و تجلى ذلك عبر األحكام الروحٌة التً‬
‫تضمنتها الدٌانة الٌهودٌة و المسٌحٌة قبل التحرٌف ‪ ،‬و اذا كانت الدٌانة المسٌحٌة حملت إلى الحضارة‬
‫األوربٌة التً اهتمت بإرساء الحماٌة المقدسة للعنصر البشري عبر عنصرٌن أساسٌن ‪ ،‬الكرامة الشخصٌة‬
‫اإلنسانٌة و فكرة تحدٌد السلطة ‪ ،‬فان الشرٌعة اإلسالمٌة و كما اشرنا أعاله ‪ ،‬سبقت كل الصكوك الدولٌة و‬
‫التشرٌعات الوطنٌة فً تؤكٌد حماٌة حقوق اإلنسان بصورة شاملة و متكاملة و ٌتجلى ذلك فً العدٌد من‬
‫األحكام التً تضمنتها اآلٌات القرآنٌة فً هذا الصدد ‪ :‬و نتطرق إلٌها على النحو التالً ‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ العزة و الكرامة ‪ :‬قال المولى عز و جل" و لقد كرمنا بنً ادم و حملناهم فً البر و البحر و فضلناهم‬
‫‪[6].‬على كثٌر ممن خلقنا تفضٌال " صدق هللا العظٌم‬
‫و لقد كرم المولى عز و جل اإلنسان و صان حقوقه ‪ ،‬باعتبار أنّ الشرٌعة اإلسالمٌة قدست العنصر البشري و‬
‫حافظت على حقوقه و جعلتها آمرا ثابتا ال جدال فٌه ‪ ،‬و لذلك أكد اإلسالم أنّ اإلنسان حر و لٌس ألحد أنّ‬
‫ٌستعبده بآي شكل من األشكال و ال عبودٌة لغٌر هللا حالق كل شًء ‪.‬‬
‫و هذا التكرٌم لٌس خاصا بالمسلمٌن ‪ ،‬و إنما جعله هللا سبحانه و تعالى لكل البشر و من تناسل من ذرٌة ادم (‬
‫علٌه السالم ) ‪ ،‬فالمسلم و غٌر المسلم فً التكرٌم اإللهً سواء ‪.‬‬
‫‪-‬حرمة االعتداء على النفس ‪ :‬مصداقا لقوله عز و جل " وال تقتلوا النفس التً حرم هللا إال بالحق ذلكم وصاكم‬
‫]‪[7‬به لعلكم تعقلون " صدق هللا العظٌم ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق قً المساواة و عدم التمٌٌز بسب العرق أو الجنس ‪ ،‬مصداقا لقوله عز و جل " ٌا أٌها الناس إنا‬
‫خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا أنّ أكرمكم عند هللا اتقاكم أنّ هللا علٌم خبٌر " صدق‬
‫]‪[8‬هللا العظٌم ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق فً العدل و المساواة أمام القضاء ‪ ،‬فقد كفل اإلسالم الحق فً العدل و المساواة أمام القضاء و ضمن‬
‫حق الدفاع عن النفس و المال ‪ ،‬مصداقا لقوله " ٌا أٌها الذٌن امنوا كونوا قوامٌن هلل شهداء بالقسط و ال‬
‫ٌجرمنكم شنئان قوم على أال تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى و اتقوا هللا أنّ هللا خبٌر بما تعملون " صدق هللا‬
‫]‪[9‬العظٌم ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى ارسً القرآن‪ ،‬الكرٌم مفهوم حقوق اإلنسان و الشعوب فً السلم و فً الحرب و اقر أنّ قتل‬
‫النفس البشرٌة بغٌر حق ‪ٌ ،‬عتبر قتل للناس أجمعٌن ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى " من قتل نفس بغٌر نفس أو فساد فً‬
‫]‪[10‬األرض فكؤنما قتل الناس جمٌعا "‬
‫‪ -‬حق االشتراك فً الحكم ‪ :‬حث القرأن الكرٌم على حق االشتراك فً الحكم ‪ ،‬مصداقا لقوله عز و جل " و‬
‫]‪[11‬أمرهم شورى بٌنهم "‬
‫ثانٌا ‪ :‬السنة النبوٌة‬
‫جاءت السنة النبوٌة من أقوال و أفعال و امتناع ‪ ،‬للرسول محمد (صلى هللا علٌه و سلم ) ‪ ،‬لتإكد و تشرح ما‬
‫جاء فً القرأن الكرٌم ‪.‬‬
‫و لقد ثبت عن النبً علٌه أفضل الصالة و السالم ‪ ،‬انه تحدث فً أكثر من موضع و أوصى عن‬
‫ضرورة التعامل الذي ٌجب أنّ ٌتحلى به المسلم خصوصا وقت الحرب ‪ ،‬و قً هذا السٌاق ‪ ،‬ثبت عن النبً‬
‫صلى هللا علٌه و سلم انه أوصى زٌد بن حارثة الذي بعثه إلى غزوة "مؤتة " كقائد للجٌش " أوصٌكم ٌتقوى‬
‫هللا و بمن معكم من المسلمٌن خٌرا ‪ ،‬اغزوا باسم هللا فً سبٌل هللا و ال تغدروا و ال تقتلوا ولدا و ال امرأة و ال‬
‫]‪[12‬كبٌرا و ال منعزال بصومعة و ال تقعروا نخال و ال تقطعوا شجرا و ال تهدموا بناءا "‬
‫و ثبت أٌضا عن الرسول الكرٌم ( صلى هللا علٌه و سلم ) انه قال " ال فضل لعربً على أعجمً و ال ابٌض‬
‫على اسود إال بالتقوى " و قال أٌضا " كل المسلم على المسلم حرام ‪ ،‬دمه و ماله و عرضه " و قال أٌضا "‬
‫]‪[13‬أنّ دماءكم و أموالكم علٌكم حرام "‬
‫ٌتضح مما سبق أنّ السنة النبوٌة ‪ ،‬جاءت لتإكد ما ورد فً القرأن الكرٌم من تكرٌم و تفضٌل لإلنسان و البشر‬
‫عن سائر المخلوقات ‪ ،‬كما أنها صانت كرامة اإلنسان و حقوقه و جعلتها أمرا ثابتا ال جدال قٌه ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الفقة‬

‫إن ما جاء به اإلسالم من تشرٌعات و أحكام ‪ ،‬إنما كان الهدف منها تحقٌق مصلحة اإلنسان سواء أكانت األحكام‬
‫أمرا أو نهٌا ‪ ،‬تحرٌما أو تحلٌال أو كراهة أو إباحة ‪ ،‬و اإلنسان هو المحور الذي تدور الشرٌعة حوله ‪ ،‬فهو‬
‫المخاطب بها و المكلف بتنفٌذها ‪.‬‬
‫و ٌذكر الفقهاء أنّ فكرة حقوق اإلنسان و حقوق الشعوب ‪ ،‬كانت موجودة على امتداد التارٌخ اإلسالمً و‬
‫ٌذكرون أنّ الجٌوش اإلسالمٌة ضمت فً صفوفها األئمة و المسعفٌن و حرصت على تمكٌنهم من وظائفهم و‬
‫منذ المعارك األولى حرص اإلسالم على إسعاف المرضى و الجرحى و عدم التعدي على الحرمات و عدم إفساد‬
‫النبات وأبار المٌاه‬
‫و أخٌرا ‪ٌ ،‬مكن القول أنّ فقهاء اإلسالم منعوا المسلم عن التنازل عن حقه فً الحٌاة و فً الحرٌة ‪ ،‬معتبرٌن‬
‫أنّ من حق كل الفرد و شعب تمتعهم بحقوقه و أنّ ٌضمن المجتمع لكل منهم تمتعه بهذه الحقوق ‪ ،‬بل ٌعتبر هذه‬
‫]‪ [14‬الحقوق من قبل الضرورٌات و ادخلها فً إطار الواجبات ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مرحلة العصور الوسطى‬


‫تمٌزت فترة العصور الوسطى بدخول حقوق اإلنسان و حرٌاته األساسٌة إطارها القانونً ‪ ،‬عن طرٌق تحول‬
‫المبادئ الفكرٌة و المثالٌة التً كانت سائدة فً أوربا إلى إعالنات حقوق اإلنسان ‪ ،‬و ظهرت تلك اإلعالنات‬
‫خصوصا فً فرنسا و برٌطانٌا و الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬أهمها ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الشرعة العظمى )‪(magna carta‬‬
‫الشرعة العظمى أو الماجناكارتا وثٌقة أصدرها الملك جون ابن الملك هنري الثانً ملك برٌطانٌا عام ‪ 1215‬و‬
‫عرفت بالعهد األعظم ‪ ،‬باعتبار أنّ هذا العهد هو رمز سٌادة الدستور على الملك ‪ ،‬و تحتوي هذه الوثٌقة على‬
‫‪ 63‬مادة ‪ ،‬منها ما ٌنظم العالقات بٌن الملك و البارونات م ٌكرس حقوق اإلقطاعٌٌن و حماٌتهم من تدخل الملك‬
‫و رجاله ‪ ،‬و منها ما ٌتعلق بحرٌات دٌنٌة و تامٌن امتٌازات الكنٌسة و منها ما ٌنص على حقوق و حرٌات‬
‫سٌاسٌة و مدنٌة مختلة للشعب البرٌطانً و خاصة ضمان الحرٌات الشخصٌة دون التمٌٌز بٌن الطبقات‬
‫االجتماعٌة و تامٌن العدالة بٌن أفراد المجتمع بواسطة قضاء مستقل و غٌر تابع للملك ‪[1].‬‬

‫‪pétition of right‬‬ ‫ثانٌا ‪ :‬عرٌضة الحقوق ( (‬


‫صدرت هذه الوثٌقة سنة ‪ 1628‬فً انجلترا ‪ ،‬و هً عرٌضة رفعها البرلمان للملك شارل األول ٌذكره‬
‫فٌها بحقوق و حرٌات الشعب االنجلٌزي و تنص العرٌضة على مبدأٌن أساسٌن‬
‫هما احترام الحرٌات الشخصٌة و صٌانتها و ذلك بمنع التوقٌف التعسفً بدون محاكمة و عدم فرض‬
‫ضرائب جدٌدة بدون مراقبة من البرلمان ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬شرعة الحقوق (‪( bill of right‬‬
‫صدرت هذه الوثٌقة أٌضا فً انجلترا فً ‪ 23‬فٌفري ‪ 1688‬لتإكد انه لٌس للملك سلطة‬
‫إٌقاف القوانٌن أو اإلعفاء من تطبٌقها و لٌس له فرض ضرائب من غٌر موافقة البرلمان‪ ،‬ونصت على‬
‫حق الرعاٌا فً العرائض وااللتماسات للملك دون أن ٌترتب على ذلك نتائج معٌنة كالسجن أو المالحقة‪،‬‬
‫كما جعلت الشرعة عملٌة انتخاب أعضاء البرلمان تجري بطرٌقة حرة‪ ،‬ونصت على حصانة النائب بعدم‬
‫جواز مالحقته عن كل ما ٌقوله وٌكتبه أثناء الجلسات وأمام أي هٌئة خارج إطار البرلمان نفسه‪[2].‬‬
‫رابعا‪ :‬إعالن فرجٌنٌا لعام ‪1776‬‬
‫جاء نتٌجة استقالل والٌة فرجٌنٌا عن العرش البرٌطانً وكان له أهمٌة بالغة فً تارٌخ الوالٌات المتحدة‬
‫األمرٌكٌة‪ ،‬إذ أكد اإلعالن على الحرٌة الدٌنٌة‪ ،‬باإلضافة إلى الحرٌات الشخصٌة والسٌاسٌة ومن أهمها‬
‫المساواة وعدم التمٌٌز بٌن المواطنٌن وحرٌة االنتخابات وحق الملكٌة للمصلحة العامة‪ ،‬والحق فً حرٌة‬
‫الرأي والتعبٌر وإلغاء العقوبات الجسٌمة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬إعالن االستقالل ‪1776‬‬
‫صدر هذا اإلعالن عقب استقالل المستعمرات األمرٌكٌة الثالثة عشر عن برٌطانٌا فً ‪ 05‬جوٌلٌة‬
‫‪ ، 1776‬وأكد اإلعالن الحقوق الطبٌعٌة واألساسٌة لإلنسان ونص على أنه " ٌولد جمٌع الناس أحرارا‬
‫ولهم حقوق متساوٌة ال ٌجوز التخلً عنها‪ ،‬ومن بٌن هذه الحقوق الحق فً الحٌاة والحرٌة والبحث عن‬
‫السعادة" ]‪[3‬‬
‫سادسا ‪ :‬إعالن المواطن الفرنسً لعام ‪1789‬‬
‫تمٌزت الوثٌقة الفرنسٌة التً صدرت فً إعقاب الثورة الفرنسٌة و التً كان من وراءها طغٌان الملك و‬
‫أتباعه ‪ ،‬عن غٌرها من الوثائق بؤنها أكثر شمولٌة و وضوحا فً مجال حقوق اإلنسان و الحرٌات‬
‫المرتبطة بها ‪ ،‬كما انها لم نقتصر على المواطن الفرنسً ‪ ،‬با اتسع نطاقها لتشمل جمٌع البشر و قد تشبعت‬
‫بالمبادىء التً قامت علٌها الثورة الفرنسٌة مثل المساواة فً الحقوق و الواجبات و المحافظة على الحقوق‬
‫الطبٌعٌة لجمٌع البشر ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫رأٌنا فٌما سبق ‪ ،‬أنّ اإلعالنات التً ظهرت فً أوربا إبان العصور الوسطى ‪ ،‬ساهمت فً نقل و‬
‫تحوٌل المبادئ السامٌة لحقوق اإلنسان من الجانب المثلً النظري إلى الجانب القانونً ‪ ،‬نتطرق عبر‬
‫هذا المطلب البحث عن مساهمة المنظمات الدولٌة الفاعلة على الساحة الدولٌة فً تجسٌد الحماٌة الدولٌة‬
‫لحقوق اإلنسان ‪ ،‬و ذلك عبر منظمة عصبة األمم ثم منظمة األمم المتحدة و ذلك عبر نقطتٌن ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬دور منظمة عصبة األمم‬
‫ٌتفق جل فقهاء القانون الدولً ‪ ،‬انه وجود فً عهد عصبة األمم نصوصا صرٌحة تتضمن حماٌة حقوق‬
‫اإلنسان باستثناء ما ورد فً المادة ‪ 23‬من مٌثاق العصبة و التً تشمل فً المقام األول حقوق العمال‬
‫وحقوق األفراد فً المناطق الموضوعة تحت االنتداب‪ ،‬فقد جاء فً الفقرة ب من المادة السالفة الذكر‬
‫ضرورة العمل على توفٌر المعاملة العادلة للسكان الوطنٌٌن لألقالٌم المشمولة برقابتهم‪[1].‬‬
‫هذا ونشٌر إلى أنّ أولى مراحل تدوٌل حقوق اإلنسان بدأت فً أعقاب الحرب العالمٌة األولى‪ ،‬حٌث‬
‫حاولت عصبة األمم حماٌة األقلٌات‪ ،‬وحقوق العمال‪ ،‬وحقوق األفراد الموضوعة تحت االنتداب فً الفترة‬
‫الممتدة من عام ‪ 1910‬إلى عام ‪ ،1939‬فؤبرمت العدٌدة من المعاهدات لهذا الهدف‪ ،‬كما أصدرت بعض‬
‫الدول إعالنات فردٌة تتعهد فٌها حماٌة حقوق األقلٌات المقٌمة على أرضها‪ ،‬إضافة إلى إحالة المشاكل‬
‫المتعلقة بمعاملة هذه األقلٌات فً حاالت كثٌرة على المحكمة الدائمة العدل الدولً‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬تدوٌل حقوق اإلنسان فً مٌثاق األمم المتحدة‬
‫ٌمكن القول أنّ جاءت البداٌة الحقٌقٌة لالهتمام الدولً بحقوق اإلنسان بعد الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬وهو ما‬
‫أكدته األمم المتحدة فً مٌثاقها حٌث جعلت حماٌة حقوق اإلنسان من أهم األهداف التً أنشئت من اجلها‬
‫المنظمة‪[2]،‬‬
‫و لقد نصت المادة ‪ 55‬من المٌثاق فً هذا السٌاق " رغبة فً دواعً االستقرار والرفاهٌة الضرورٌتٌن‬
‫لقٌام عالقات سلمٌة ودٌة بٌن األمم مؤسسة احترام المبدأ الذي ٌقضً بالتسوٌة بٌن الشعوب وبأن‬
‫ٌكون لكل منها الحق فً تقرٌر مصٌرها‪ ،‬تعمل األمم المتحدة على ‪:‬‬
‫أ _ تحقٌق مستوى أعلى للمعٌشة وتوفٌر أسباب االستخدام المتصل لكل فرد والنهوض بعوامل التطور‬
‫والتقدم االقتصادي واالجتماعً؛‬
‫ب_ تٌسٌر الحلول للمشاكل الدولٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة والصحٌة وما ٌتصل بها وتعزٌز التعاون‬
‫الدولً فً أمور الثقافة والتعلٌم؛‬
‫ج _ أن ٌشٌع فً العالم احترام حقوق اإلنسان والحرٌات األساسٌة للجمٌع بال تمٌٌز بسبب الجنس أو اللغة‬
‫أو الدٌن وال تفرٌق بٌن الرجال والنساء‪ ،‬ومراعاة تلك الحقوق والحرٌات فعال"‪[3].‬‬
‫و لقد تال مٌثاق األمم المتحدة ‪ ،‬صدور العدٌد من المواثٌق الدولٌة المتعلقة بحقوق اإلنسان كان على‬
‫رأسها اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان الذي تبنته الجمعٌة العامة لألمم المتحدة فً ‪ 10‬دٌسمبر ‪ 1948‬و‬
‫الذي لعب دورا هاما فً إرساء العدٌد من المبادئ المتعلقة بحماٌة حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى كان لمٌثاق األمم المتحدة ‪ ،‬الفضل فً إبرام العدٌد من االتفاقٌات الدولٌة واإلقلٌمٌة‬
‫التً تحد مضمون حقوق اإلنسان والٌات حماٌتها على المستوى الدولً‪ ،‬اإلقلٌمً والوطنً؛ وٌتصدرها‬
‫العهد الدولً للحقوق المدنٌة والسٌاسٌة والبروتوكول االختٌاري الملحق به و العهدٌن الدولٌٌن للحقوق‬
‫المدنٌة و السٌاسٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة لسنة ‪ ،1966‬وقبلهما االتفاقٌة األوربٌة لحقوق‬
‫اإلنسان والحرٌات األساسٌة لعام ‪ ،1950‬ثم االتفاقٌة األمرٌكٌة لحقوق اإلنسان لعام ‪ ،1969‬والمٌثاق‬
‫اإلفرٌقً لحقوق اإلنسان والشعوب لعام ‪ 1981‬وغٌرها من االتفاقٌات األخرى ‪....‬الخ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫لقد صدرت العدٌد من الوثائق ذات البعد العالمً و اإلقلٌمً ‪ ،‬التً اهتمت بمسائل حقوق اإلنسان ‪ ،‬و‬
‫بالتالً فان هذه الوثائق التً انبثقت خصوصا عن المإتمرات و المعاهدات و المنظمات الدولٌة ‪ ،‬أصبحت‬
‫تشكل المصادر األساسٌة لحقوق اإلنسان على الصعٌدٌن العالمً و اإلقلٌمً ‪ ،‬و ألهمٌة هذه المصادر‪،‬‬
‫ارتؤٌنا أنّ نقسم هذا الفصل إلى أربعة مباحث ‪ ،‬المبحث األول نخصصه لدراسة مساهمة اإلعالن العالمً‬
‫لحقوق اإلنسان ‪ ،‬فً التعرٌف بهذه الحقوق ‪ ،‬أما المبحث الثانً ‪ ،‬فنتناول فٌة دراسة العهد الدولً‬
‫للحقوق المدنٌة و السٌاسٌة ‪ ،‬و نتطرق عبر المبحث الثالث إلى دراسة العهد الدولً للحقوق االقتصادٌة‬
‫و االجتماعٌة و الثقافٌة ‪ ،‬أما المبحث الرابع فنتناول فٌه دراسة الوثائق األوربٌة الخاصة بحقوق اإلنسان‬
‫المبحث األول ‪. :‬اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان‬
‫تضمن اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان‪ ،‬نصوصا عامة تشمل الدول جمٌعها‪ .‬أصبحت من القواعد اآلمرة‬
‫فً القانون الدولً العام تسري على الدول جمٌعها وفرضت على الدول أنّ تعمل من اجل تطبٌقها‪ .‬كما أنّ‬
‫مصادقة الدول على هذا اإلعالن والمواثٌق الدولٌة الصادرة بموجبه أضفت الصفة العالمٌة لحقوق اإلنسان‬
‫‪[1].‬‬
‫وأطلق علٌه باإلعالن العالمً‪،‬ولم ٌطلق علٌه باإلعالن الدولً‪ .‬وهناك فرق بٌن المصطلحٌن‬
‫‪ ،‬فالعالمً ٌعنً انه ٌهم دول وشعوب العالم‪ ،‬والدولً ٌعنً انه ٌتعلق بالعالقات بٌن الدول‪ .‬وان‬
‫واضعً اإلعالن فضلوا تسمٌته بالعالمً‪ ،‬لتجنب اعتراض الدول علٌه‪ ،‬لهذا فهو غٌر ملزم للدول‪ .‬فً‬
‫حٌن أطلق على العهدٌن اللذٌن صدرا بموجبه مصطلح العهد الدولً‪ ،‬ولم ٌطلق علٌهما بالعهدٌن‬
‫العالمٌٌن‪ .‬ألنهما ملزمان للدول ‪.‬‬
‫وسوف نتطرق إلى الطبٌعة القانونٌة لإلعالن ‪ ،‬ثم نناقش المبادئ القانونٌة التً قام علٌها اإلعالن و ذلك‬
‫‪ ،‬عبر مطلبٌن ‪.‬‬
‫المطلب ألول ‪ :‬الطبٌعة القانونٌة اإلعالن‬
‫تتضمن اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان نصوصا عامة‪ ،‬تشمل الدول وشعوب العالم جمٌعها‪ .‬فؤصبح من‬
‫القواعد اآلمرة فً القانون الدولً العام تسري على الدول جمٌعها ‪ ،‬وفرضت على الدول أن تعمل من أجل‬
‫تطبٌقها ‪ ،‬كما أن موافقة الدول على هذا اإلعالن فً الجمعٌة العامة والمواثٌق الدولٌة الصادرة بموجبه ‪،‬‬
‫أضفت الصفة العالمٌة لحقوق اإلنسان ‪ .‬وكان للكتلة االشتراكٌة الدور المهم فً دعم مبادئ حقوق اإلنسان‬
‫والسٌما فً مراقبة حقوق اإلنسان فً الغرب ‪ ،‬غٌر أن هذه المعادلة انقلبت واستخدمت مبادئ حقوق‬
‫اإلنسان وسٌلة إلسقاط الكتلة االشتراكٌة‪ ،‬وغٌرها من الدول التً ال تنسجم سٌاستها مع دول المعسكر‬
‫الغربً ‪.‬‬
‫ومن المشاكل التً واجهها إصدار اإلعالن ‪ ،‬هو أنّ العالم كان فً ذلك الوقت‪ ،‬مقسما بٌن معسكرٌن‬
‫متنافسٌن‪ .‬األول المعسكر الرأسمالً الذي ٌضم أمرٌكا و الدول الغربٌة‪ ،‬والثانً ‪ ،‬المعسكر االشتراكً‬
‫الذي ٌضم االتحاد السوفٌتً سابقا والمجموعة االشتراكٌة ‪ ،‬وان كل طرف ٌحاول أن ٌجعل من مبادئ‬
‫حقوق اإلنسان وسٌلة لضرب الطرف األخرى‪ .‬وبغض النظر عن الظروف التً رافقت إصدار اإلعالن ‪،‬‬
‫إال انه ٌعد خدمة متقدمة فً أن ٌجمع الدول ‪ ،‬بمختلف اتجاهاتها األٌدلوجٌة والفكرٌة فً أن تتبنى مبادئ‬
‫محددة لتكون اللبنة األولى لوثائق قانونٌة دولٌة أخرى تلتزم بها الدول وتطبقها على شعوبها بشكل منصف‬
‫وعادل ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المبادئ القانونٌة التً قام علٌها اإلعالن‬
‫ٌحتوي اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان على دٌباجة و ثالثون (‪ ) 30‬مادة ‪ ،‬توزعت بٌن اإلشارة إلى‬
‫الحقوق و الحرٌات ‪ ،‬كالحق فً الحٌاة والحق فً المساواة و عدم التمٌٌز بؤي سبب من األسباب‬
‫‪ ،‬سٌما عدم التمٌٌز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدٌن أو الرأي السٌاسً أو األصل‬
‫الوطنً أو االجتماعً أو الثروة أو النشؤة ( المولد ) أو أي وجه ا وضع أخر من التمٌٌز ‪.‬‬
‫و من أهم المبادئ القانونٌة الدولٌة ‪ ،‬التً تضمنها اإلعالن ‪ ،‬المسائل التالٌة ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلشارة إلى الحقوق الوطنٌة بشكل عام ‪ :‬كحق استثمار الثروات الطبٌعٌة و حق التمتع بنظام‬
‫اجتماعً و سٌاسً مستقل و حق التخلص من االستعمار عن طرٌق إقرار حق تقرٌر المصٌر لجمٌع‬
‫الشعوب و األقالٌم المستعمرة ‪[2].‬‬
‫‪ -2‬اإلشارة إلى الحقوق الشخصٌة ‪ :‬كحق التمتع بالحٌاة الكرٌمة و سالمة الجسم و حق الترشح و‬
‫االنتخاب و التوظف و حق اللجوء و حق التمتع بالجنسٌة و تغٌٌرها ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلشارة إلى ضمان الحرٌات العامة ‪:‬‬
‫كحرٌة الرأي و التعبٌر و حرٌة التنقل و اإلقامة و المغادرة من بلد و العودة إلٌه و حرٌة ممارسة الطقوس‬
‫الدٌنٌة و حرٌة التعلٌم ‪.‬‬
‫‪ -4‬تأكٌد االلتزامات القائمة على عاتق الدول ‪:‬‬
‫ورد أٌضا فً اإلعالن التؤكٌد على االلتزامات القائمة إلى عاتق الدول كحق حماٌة المواطنٌن من‬
‫االسترقاق و الحماٌة من تلوث البٌئة و الحماٌة من انتشار المخدرات و الحماٌة من االضطهاد و ضرورة‬
‫توفٌر السكن و الضمان الصحً و االجتماعً لألفراد المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -5‬االلتزامات المتعلقة باألفراد ‪:‬‬
‫ورد أٌضا فً اإلعالن الكثٌر من االلتزامات الخاصة باألفراد تجاه المجتمع ‪ ،‬و بالتالً لٌس لألفراد انتهاك‬
‫االلتزامات القائمة على عاتقهم تجاه المجتمع ‪.‬‬

‫‪ -6‬ضرورة مالئمة الحقوق لمٌثاق األمم المتحدة ‪:‬‬


‫جاء أٌضا فً اإلعالن الحث على ضرورة أنّ تمارس الحقوق المشار إلٌها فً اإلعالن ‪ ،‬بشكل ال ٌتناقض‬
‫و مقاصد األمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪ -7‬إلزامٌة اإلعالن ‪:‬‬
‫تلتزم الدول على الصعٌد الدولً و الداخلً بؤحكام اإلعالن ‪ ،‬بكونه ٌشكل عرفا دولٌا ‪ ،‬وافقت علٌه الدول‬
‫بشكل ضمنً عند صدوره ‪.‬‬

‫بعد صدور اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان عام ‪ ،1948‬اتجهت األمم المتحدة إلى مهمة أخرى‪ ،‬وهً‬
‫تحوٌل المبادئ التً جاء بها اإلعالن إلى أحكام ومعاهدات دولٌة تفرض التزامات على الدول من الدول‬
‫المصدقة‪ .‬وفً نهاٌة األمر تقرر صٌاغة عهدٌن‪ ،‬األول ٌعالج الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة‪ ،‬والثانً ٌعالج‬
‫الحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‪ .‬وفً ‪ /16‬كانون األول ‪ 1966 /‬أعلنت الجمعٌة العامة العهدٌن‬
‫الدولٌٌن والبرتوكول االختٌاري‪ .‬وعندما بلغ عدد الدول المصدقة ( ‪ ) 35‬دولة‪ ،‬دخل العهد الدولً الخاص‬
‫بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة حٌز التنفٌذ بتارٌخ الثالث من كانون الثانً ‪ .1976‬أما العهد‬
‫الخاص بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة فقد دخل حٌز التنفٌذ فً تارٌخ ‪ / 23‬آذار ‪ 1976 /‬مع البرتوكول‬
‫االختٌاري‪.‬‬
‫وبناء على ذلك عقدت الدول العهدٌن الخاصٌن بحقوق اإلنسان‪ ،‬األول العهد الدولً الخاص بالحقوق‬
‫المدنٌة والسٌاسٌة‪ ،‬والثانً العهد الدولً الخاص بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من إطالق كلمة عهد إال أن ذلك ال ٌغٌر من حقٌقة كونهما معاهدٌن دولٌتٌن‪ ،‬طبقا التفاقٌة قانون‬
‫المعاهدات‪ .‬وأطلق علٌه بالعهد الدولً‪ ،‬ولم ٌطلق علٌه بالعهد العالمً ‪ ،‬أسوة باإلعالن العالمً‪ ،‬لكونه‬
‫موجها للدول بضرورة االلتزام به‪.‬‬
‫و سوف نقوم بدراسة العهد الدولً للحقوق المدنٌة و السٌاسٌة عبر مطلبٌن ‪ ،‬األول نتناول فٌه حق تقرٌر‬
‫المصٌر و الثانً نخصصه للمبادئ القانونٌن التً قام علٌها العهد ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬حق تقرٌر المصٌر فً العهد الدولً‬
‫تضمن العهد الدولً للحقوق المدنٌة و السٌاسٌة كغٌره من الوثائق التً اهتمت بالحماٌة القانونٌة للحقوق‬
‫اإلنسان اإلشارة إلى حق تقرٌر المصٌر ‪ ،‬وسنتطرق إلى هذا عبر تعرٌف حق تقرٌر المصٌر كما ورد فً‬
‫العهد ( الفرع األول ) ثم نتناول مكانة تقرٌر المصٌر فً العهد الدولً ( الفرع الثانً )‬
‫الفرع األول ‪ :‬معنى تقرٌر المصٌر فً العهد‬
‫ٌقصد بحق تقرٌر المصٌر ‪ ،‬حق الشعوب و األقلٌات المستعمرة فً إنشاء كٌان سٌاسً مستقل عن الدولة‬
‫التً كانت تمارس السٌطرة المادٌة أو الفعلٌة أو القانونٌة ( الوصاٌة ) على اإلقلٌم ]‪[1‬‬
‫وظهر مبدأ حق الشعوب فً تقرٌر مصٌرها خصوصا فً القرن العشرٌن ‪ ،‬بعد أنّ كافحت العدٌد من‬
‫الشعوب المتؤثرة باألفكار التحررٌة التً كان من وراءها فالسفة و مفكرو العصر الحدٌث من أمثال‬
‫جون جاك روسو و ماركس و لٌنٌن و آخرون ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى نص العهد الدولً الخاص بالحقوق المدنٌة و السٌاسٌة صراحة على مبدأ و حق جمٌع‬
‫الشعوب قً تقرٌر نصٌرها و أصبح هذا الحق من أهم المبادئ العامة لحقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫الفرع الثانً ‪ :‬مكانة تقرٌر المصٌر فً العهد الدولً‬

‫أنجزت اللجنة السادسة التابعة لألمم المتحدة العهد الدولً الخاص بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة وعرضته للتوقٌع‬
‫والتصدٌق واالنضمام بتارٌخ ‪ /16‬كانون الثانً ‪ /‬دٌسمبر عام ‪ 1966‬م ‪ ،‬و هناك العدٌد من الدول خاصة‬
‫المنتمٌة إلى المعسكر الشرقً آنذاك ( الدول االشتراكٌة ) تحفظت على التصدٌق و اشترطت أنّ ٌنص العهد‬
‫الدولً صراحة على حق تقرٌر حق تقرٌر المصٌر و ٌجب أنّ ٌكون ‪ ،‬من أهم الحقوق التً ٌجب أنّ ٌقوم علٌها‬
‫العهد الدولً و بالتالً احتل حق تقرٌر المصٌر مكانة مهمة فً مسار االنضمام و التصدٌق على العهد و كذا‬
‫التركٌز على حقوق األقلٌات التً لها عالقة مباشرة و غٌر مباشرة بحقوق اإلنسان ‪ ،‬و حقوق الشعوب خاصة‬
‫المستعمرة ‪.‬‬

‫كما انه وطبقا للمادة (‪ )49‬من العهد فان العهد ‪ ،‬ال ٌدخل حٌز التنفٌذ إال بعد مرور عشرة سنوات من عرضه‬
‫للتوقٌع والمصادقة‪ ،‬و بالفعل دخل حٌز التنفٌذ بتارٌخ ‪ /23‬آذار ‪/‬مارس ‪ .1976 /‬وهذا ٌعنً انه لم ٌحظ‬
‫بالموافقة الدولٌة‪ ،‬إال من قبل عدد قلٌل من الدول وبعد تردد دام عشر سنوات ‪ ،.‬و هذا بسبب التحفظات التً‬
‫صدرت خصوصا من الدول االشتراكٌة آنذاك و التً كانت تساند الحركات التحررٌة المكرسة لدعم حق‬
‫الشعوب المستعمرة فً ممارسة حق تقرٌر المصٌر ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬المبادئ القانونٌة التً تضمنها العهد الدولً‬


‫تضمن العهد الدولً للحقوق المدنٌة و السٌاسٌة ‪ ،‬دٌباجة‪ ،‬و(‪ )53‬مادة توزعت على ستة‬
‫‪ ،‬تناول الجزء األول حق تقرٌر المصٌر كما اشرنا أعاله ‪ ،‬أما األجزاء األخرى ‪ ،‬فتطرق فٌها ]‪[2‬أجزاء‬
‫العهد إلى عدة مسائل نوجزها فً أربع فروع ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬حقوق وواجبات الدول فً العهد الدولً‬
‫ٌرى بعض الفقه ‪ ،‬أنّ العهد الدولً اخلط بٌن واجبات الدول فٌما بٌنها و واجباتها إزاء شعوبها ‪ ،‬و هذا بتضمنه‬
‫حقوقا تجاه الدول االستعمارٌة كحق تقرٌر المصٌر و حرٌتها فً تقرٌر مركزها القانونً و السٌاسً و أٌضا فً‬
‫السعً لتحقٌق نموها االقتصادي و االجتماعً و الثقافً و التصرف فً شؤن ثرواتها و مواردها الطبٌعٌة و هذا‬
‫بطبٌعة الحال دون اإلخالل بؤٌة التزامات منبثقة عن مقتضٌات التعاون الدولً االقتصادي القائم على مبدأ المنفعة‬
‫المتبادلة و عن القانون الدولً ‪ ،‬و هذا ما لقً معارضة من طرف هذه الدول نفسها ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى تضمن واجبات الدول إزاء شعوبها ‪ ،‬كحق تحقٌق المساواة بٌن المواطنٌن و الحقوق السٌاسٌة‬
‫و االجتماعٌة و الثقافٌة ‪ ،‬و كان ٌنبغً التفرٌق بٌن واجبات الدول إزاء بعضها و و واجباتها تجاه شعوبها ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الحقوق و الحرٌات الشخصٌة الواردة فً العهد الدولً‬
‫وردت فً العهد الدولً العدٌد من الحقوق و الحرٌات الالصقة بشخصٌة و كرامة اإلنسان و المعترف بها على‬
‫الصعٌد الدولً ‪ ،‬لكن لم ٌوضح العهد الفرق بٌن الحقوق و الحرٌات المعترف و الحقوق و الحرٌات األساسٌة ‪،‬‬
‫و هذا باستثناء ما و رد من الحد األدنى من الحقوق التً ٌتمتع بها اإلنسان ‪ ،‬و هذا ٌعنً أنّ للدول أنّ تمنح من‬
‫الحقوق و الحرٌات ما ٌزٌد على ما ورد باإلعالن و لكن لٌس لها التقلٌل منها ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى ‪ ،‬منح العهد حقوق و حرٌات تخص شخص اإلنسان ‪ ،‬كحقه فً الحٌاة و حقه فً الحماٌة من‬
‫التعذٌب و سالمة جسمه ‪ ،‬و حقوق و حرٌات سٌاسٌة ‪ ،‬كحقه الترشح لالنتخابات و الحق فً التوظٌف و الحق‬
‫فً حرٌة الرأي الحقوق المالٌة ‪ ،‬كحق التملك ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الحقوق األخرى الواردة فً العهد‬
‫تضمن العهد الدولً كثٌر من الحقوق المتعلقة بمٌادٌن و فئات أخرى من المجتمع و تخص المقٌمٌن و‬
‫األجانب على حد سواء ‪ ،‬كالحق فً القضاء الذي منحه العهد لكل فئات المجتمع و لألجانب أٌضا ‪ ،‬فؤجاز لكل‬
‫من ٌشعر بالتجاوز على حقوقه ‪ ،‬حق اللجوء إلى القضاء الذي ٌجب أنّ ٌكون مستقال عن السلطات التنفٌذٌة فً‬
‫الدولة و ٌطبق العدل دون تمٌٌز بسبب الجنس أو اللون أو الدٌن أو غٌر ذلك ‪.‬‬
‫كما منح العهد األجانب حقوق فً الدولة المستضٌفة ‪ ،‬غٌر انه لم ٌمنحهم الحقوق السٌاسٌة و حق التملك و‬
‫العمل فً بعض األحٌان ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬عالقة العهد بمنظمة األمم المتحدة‬
‫ٌعتقد الكثٌر من فقهاء القانون الدولً أنّ العهد الدولً للحقوق المدنٌة و السٌاسٌة كرس العدٌد من المبادئ التً‬
‫جاء بها مٌثاق األمم المتحدة ‪ ،‬و بالتالً ٌمكن القول أنّ هناك عالقة وطٌدة بٌن العهد ومنظمة األمم المتحدة ‪،‬‬
‫]‪ [3‬و تجسد هذا أكثر لما أنشؤ العهد لجنة تتولى مراقبة تطبٌق حقوق اإلنسان و تقدٌم التقارٌر سنوٌا حول ذلك ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى ‪ ،‬تضمن العهد بعض المبادئ التً تنص على ضرورة عدم جواز تفسٌر العهد على‬
‫ما ٌخالف المبادئ الذي قام علٌها مٌثاق األمم المتحدة و القوانٌن األساسٌة للهٌئات و الوكاالت المتخصصة‬
‫التابعة للمنظمة الدولٌة ‪.‬‬
‫و من جهة ثالثة ‪ ،‬أجاز العهد الدولً عقد اتفاقٌات دولٌة تعزز مبادئ حقوق اإلنسان فً الموضوعات التً‬
‫تناولها العهد ‪.‬‬
‫و فً السٌاق نفسه ‪ ،‬عقدت العدٌد من االتفاقٌات الدولٌة فً ظل األمم المتحدة تتناول الموضوعات التً تناولها‬
‫العهد ‪ ،‬و على سبٌل المثال منع التمٌٌز العنصري بمختلف أنواعه و معاقبة جرائم الحرب و مكافحة التعذٌب‬
‫الجسدي و الحث على إلغاء عقوبة اإلعدام فً التشرٌعات الوطنٌة و حماٌة الطفولة و المرأة ‪.....‬الخ‬
‫و ٌرى العدٌد من الممارسٌن فً الحقل الدولً اإلنسان ‪ ،‬أنّ المبادئ و الحقوق التً تضمنها العهد ‪ ،‬بقٌت حبرا‬
‫على ورق و جاءت متناقضة مع الممارسة الدولٌة خصوصا بعد انهٌار الكتلة الشرقٌة بزعامة االتحاد السوفٌاتً‬
‫سابقا و هٌمنة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة على العالقات الدواٌة ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫على غرار العهد الدولً الخاص بالحقوق المدنٌة و السٌاسٌة ‪،‬و تحت إشراف منظمة األمم المتحدة ‪ ،‬جاء العهد‬
‫الدولً للحقوق االقتصادٌة و االجتماعٌة و الثقافٌة فً نفس سنة ‪ 1966‬و تضمن ( ‪ )31‬مادة موزعة على ‪05‬‬
‫أجزاء ‪ ،‬نتطرق إلٌها عبر ثالثة مطالب ‪ ،‬الحقوق االقتصادٌة ذات األبعاد الوطنٌة ( المطلب األول ) ‪ ،‬الحقوق‬
‫االقتصادٌة ذات األبعاد الدولٌة ( المطلب الثانً ) ‪ ،‬الحقوق السٌاسة و االجتماعٌة ( المطلب الثالث )‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحقوق االقتصادٌة ذات األبعاد الوطنٌة ‪.‬‬
‫تضمن العهد الدولً بعض الحقوق ذات أبعاد وطنٌة و إنسانٌة ٌمكن تقسٌمها إلى فرعٌن ‪ ،‬عدم التمٌٌز فً‬
‫الحقوق الشخصٌة لإلنسان ( الفرع األول) و الحق فً ممارسة عمل مستقل ( الفرع الثانً )‬
‫الفرع األول ‪ :‬عدم التمٌٌز فً الحقوق الشخصٌة لإلنسان‬
‫تضمن العهد الدولً للحقوق االقتصادٌة و االجتماعٌة و الثقافٌة العدٌد من الحقوق ذات الطابع الوطنً ‪ٌ ،‬مكن‬
‫اإلشارة إلٌها حسب النقاط التالً ‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم التمٌٌز فً الحقوق الواردة فً العهد بسبب العرق‪ ،‬أو اللون ‪ ،‬أو الجنس ‪ ،‬أو اللغة ‪ ،‬أو الدٌن ‪ ،‬أو الرأي‬
‫السٌاسً ‪ ،‬أو األصل القومً أو االجتماعً‪ ،‬أو الثروة‪ ،‬أو النسب‪ ،‬أو غٌر ذلك من األسباب ‪.‬وللبلدان النامٌة أنّ‬
‫تقرر‪ ،‬مع اٌالء المراعاة الواجبة لحقوق اإلنسان والقتصادها القومً‪ ،‬إلى أي مدى ستضمن الحقوق االقتصادٌة‬
‫المعترف بها فً هذا العهد لغٌر المواطنٌن‪ .‬وضمان المساواة الذكور واإلناث فً حق التمتع بجمٌع الحقوق‬
‫االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‪.‬‬
‫]‪ -2[1‬أنّ ٌكون هدف التمتع بهذه الحقوق‪ ،‬تحقٌق الرفاهٌة فً مجتمع دٌمقراطً‪.‬‬
‫‪ٌ -3.‬جوز للدول أنّ تمنح حقوقا أكثر من الحقوق الواردة فً العهد الدولً و لٌس لها أنّ تمنع حقوقا كانت قد‬
‫منحتها بحجة أنّ العهد ال ٌعترف بها ‪،‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الحق فً ممارسة عمل مستقل‬
‫نص العهد الدولً على ضرورة أنّ ٌمنح كل شخص ‪ ،‬الحق فً ممارسة عمل ٌختاره و ٌناسبه و على كل دولة‬
‫أنّ تصون هذا الحق ‪ ،‬و لكن لم ٌضع العهد التزاما على الدولة بان توفر العمل للشخص ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى فان العهد لن ٌلزم الدولة بتوفٌر الضمان االجتماعً لكل شخص ‪ ،‬إذ ٌبقى هذا الحق مرتبطا‬
‫]‪ [2‬بالعمل الذي ٌمارسه ا لشخص ‪ ،‬رغم أنّ الدول االشتراكٌة سابقا ‪ ،‬كانت تمنح هذا الحق لكل فئات المجتمع ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬الحقوق السٌاسٌة العامة والحقوق ا الجتماعٌة‬


‫تضمن العهد الدولً اإلشارة إلى بعض الحقوق السٌاسٌة العامة ( الفرع األول ) وبعض الحقوق‬
‫االجتماعٌة ( الفرع الثانً ) و الحق ي التعلٌم ( الفرع الثالث ) و الحقوق الثقافٌة ( الفرع الرابع )‬
‫الفرع األول ‪ :‬الحقوق السٌاسٌة العامة‬
‫احتوى العهد الدولً للحقوق االقتصادٌة و االجتماعٌة و الثقافٌة على بعض الحقوق السٌاسٌة العامة ‪ ،‬باعتبار‬
‫أنّ الحقوق السٌاسٌة الفردٌة تضمنها العهد الدولً للحقوق المدنٌة و السٌاسٌة و الذي تطرقنا إلٌه فٌما سبق ‪ ،‬و‬
‫من هذه الحقوق ‪ ،‬حق اإلضراب الذي ٌجب أنّ ٌمارس فً إطار القوانٌن المعمول بها ‪ ،‬كما وسع هذا الحق إلى‬
‫]‪[3‬أفراد القوات المسلحة و رجال الشرطة و موظفً اإلدارات الحكومٌة‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الحقوق االجتماعٌة‬
‫و من جهة أخرى ‪ ،‬أعطى العهد الدولً حماٌة اجتماعٌة خاصة لجمٌع األطفال و المراهقٌن و هذا دون تمٌٌز‬
‫بسبب النسب أو األصل أو الفئة االجتماعٌة التً ٌنتمً إلٌها الطفل و تشمل هذه الحماٌة عدة مٌادٌن ‪ ،‬منها‬
‫الحماٌة من االستغالل االقتصادي و االجتماعً و حماٌتهم من آي عمل من شانه إفساد أخالقهم أو اإلضرار‬
‫بصحتهم أو تهدٌد حٌاتهم بالخطر ‪ ،‬كما جاء فً العهد أنّ ٌنبغً على الدول المنتمً إلى العهد تحدٌد سن ادنً‬
‫الستخدام األطفال فً أي عمل مؤجور ‪،‬‬
‫و اقر العهد الدولً أنّ ٌعطى لكل شخص الحق فً مستوى معٌشً كاف ألسرته ‪ٌ ،‬وفر ما ٌفً بحاجٌاتهم من‬
‫الغذاء و الكسوة و المؤوى ‪ ،‬و فً هذا اإلطار تتعهد الدول المنتمٌة إلى العهد باتخاذ التدابٌر لالزمة لتجسٌد هذا‬
‫الحق ‪ ،‬معترفة فً هذا الصدد باألهمٌة األساسٌة للتعاون الدولً القائم على االرتضاء الحر ‪.‬‬
‫و تقر الدول األطراف فً هذا العهد بحق كل إنسان فً التمتع بؤعلى مستوى من الصحة الجسمٌة و‬
‫العقلٌة ٌمكن بلوغه و تشمل التدابٌر التً ٌتعٌن على الدول األطراف فً هذا الصدد اتخاذها لتامٌن الممارسة‬
‫الكاملة لهذا الحق ‪ ،‬تلك التدبٌر الالزمة من اجل العمل على خفض معدل موتً الموالٌد و معدل وفٌات الرضع‬
‫زو تامٌن نمو الطفل نموا صحٌا و تحسٌن جمٌع جوانب الصحة البٌئٌة و الصناعٌة و الوقاٌة من األمراض‬
‫الوبائٌة و المهنٌة و األمراض األخرى و عالجها و مكافحتها ‪ ،‬و تهٌئة الظروف من شانها تامٌن الخدمات‬
‫الطبٌة و العناٌة الطبٌة للجمٌع فً حالة المرض‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الحق فً التعلٌم‬
‫اعترف العهد الدولً بحق كل فرد فً التربٌة والتعلٌم‪ .‬وهً متفقة على وجوب توجٌه التربٌة و التعلٌم‬
‫على اإلنماء الكامل للشخصٌة اإلنسانٌة والحس بكرامتها والى توطٌد احترام حقوق اإلنسان والحرٌات‬
‫األساسٌة‪ .‬وهً متفقة كذلك على وجوب استهداف التربٌة والتعلٌم تمكٌن كل شخص من اإلسهام بدور نافع‬
‫فً مجتمع حر‪ ،‬وتوفٌق أواصر التفاهم والتسامح والصداقة بٌن جمٌع األمم ومختلف الفئات الساللٌة‪ ،‬أو‬
‫االثنٌة‪ ،‬أو الدٌنٌة‪ ،‬ودعم األنشطة التً تكون بها األمم المتحدة من اجل صٌانة السلم‪.‬‬
‫وتقر الدول األطراف فً هذا العهد بان ضمان الممارسة التامة لهذا الحق ٌتطلب‪:‬‬
‫أ‪ -‬جعل التعلٌم االبتدائً إلزامٌا وإتاحته مجانا للجمٌع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعمٌم التعلٌم الثانوي بمختلف أنواعه‪ ،‬بما فً ذلك التعلٌم الثانوي التقنً والمهن‪ ،‬وجعله متاحا للجمٌع‬
‫بكافة الوسائل المناسبة وال سٌما باألخذ تدرٌجٌا بمجانٌة التعلٌم‪[4]،‬‬
‫ت‪ -‬جعل التعلٌم العالً متاحا للجمٌع على قدم المساواة‪ ،‬تبعا للكفاءة‪ ،‬بكافة الوسائل المناسبة والسٌما‬
‫باألخذ تدرٌجٌا بمجانٌة التعلٌم ‪،‬‬
‫ث ‪ -‬تشجٌع التربٌة األساسٌة أو تكثٌفها‪ ،‬إلى أبعد مدى ممكن‪ ،‬من اجل األشخاص الذٌن لم ٌتلقوا أو لم‬
‫ٌستكملوا الدراسة أالبتدائٌة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬منح واف بالغرض ‪ ،‬ومواصلة تحسٌن األوضاع المادٌة للعالمٌن فً التدرٌس ‪.‬‬
‫تتعهد الدول األطراف فً هذا العهد باحترام حرٌة اآلباء‪ ،‬أو األوصٌاء عند وجودهم ‪،‬فً اختٌار مدارس‬
‫ألوالدهم غٌر المدارس الحكومٌة‪،‬شرٌطة تقٌد حري المختارة بمعاٌٌر التعلٌم الدنٌا التً قد تفرضها أو‬
‫تقرها الدولة‪،‬وبتامٌن تربٌة أولئك األوالد دٌنٌا وخلقٌا وفقا لقناعاتهم الخاصة ‪.‬‬
‫خ‪ -‬حرٌة اإلفراد والهٌئات فً إنشاء مدارس خاصة وإدارة مإسسات تعلٌمٌة‪ ،‬شرٌطة التقٌد دائما بخضوع‬
‫التعلٌم الذي توفره هذه المإسسات لما قد تفرضه الدولة من معاٌٌر دنٌا‪.‬‬
‫د‪ -‬تتعهد كل دولة ‪ ،‬كفالة إلزامٌة ومجانٌة التعلٌم االبتدائً فً بلدها ذاته ‪ ،‬أو فً أقالٌم‬
‫أخرى تحت والٌتها ‪ ،‬بالقٌام ‪ ،‬فً غضون سنتٌن ‪ ،‬بوضع واعتماد خطة عمل مفصلة للتنفٌذ الفعلً‬
‫والتدرٌجً لمبدأ إلزامٌة التعلٌم ومجانٌته ‪ ،‬خالل عدد معقول من السنٌن ٌحدد فً الخطة ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬الحقوق الثقافٌة‬
‫اقر العهد بؤن من حق كل فرد ‪ ،‬أن ٌشارك فً الحٌاة الثقافٌة ‪ ،‬وٌتمتع بفوائد التقدم العلمً وبتطبٌقاته ‪،‬‬
‫وأن ٌفٌد من حماٌة المصالح المعنوٌة والمادٌة الناجمة عن أي اثر علمً أو فنً أو أدبً من صنعه ‪.‬‬
‫وتراعى الدول ‪ ،‬التدابٌر التً ستتخذها بغٌة ضمان الممارسة‬
‫لهذا الحق ‪ ،‬أنّ تشمل تلك التدابٌر التً تتطلبها صٌانة العلم و الثقافة وإنماإهما وإشاعتهما ‪.‬‬
‫واحترام الحرٌة التً ال غنى عنها للبحث العلمً والنشاط اإلبداعً ‪ .‬والفوائد التً تجنى من تشجٌع‬
‫وإنماء االتصال والتعاون الدولٌٌن فً مٌدانً العلم والثقافة ‪[5].‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬إجراءات تنفٌذ العهد‬
‫تضمن العهد الدولً للحقوق االقتصادٌة و االجتماعٌة و الثقافٌة إجراءات تنفٌذه و ذلك باعتباره معاهدة‬
‫دولٌة ‪ ،‬و ما ٌمكن اإلشارة إلٌه فً هذا الصدد ‪ ،‬أنّ أشار العهد إلى الدور األساسً الذي أوكل إلى المجلس‬
‫االقتصادي و االجتماعً التابع لألمم المتحدة فً تنفٌذ بنود العهد ‪ ،‬و من بٌن اإلجراءات األساسٌة التً أكد‬
‫علٌها العهد أنّ تقدم الدول األطراف فً العهد تقارٌرها على مراحل و طبقا لبرنامج ٌحدده المجلس‬
‫االقتصادي و االجتماعً فً غضون سنة من بداٌة تنفٌذ العهد ‪ ،‬و للدول أنّ تشٌر فً هذه التقارٌر إلى‬
‫العوامل و األسباب التً تعٌقها فً القٌام بالتزاماتها المحددة فً العهد ‪.‬‬
‫و للمجلس االقتصادي و االجتماعً ‪ ،‬بمقتضى المسإولٌات المخولة له من قبل مٌثاق األمم المتحدة فً‬
‫إطار حقوق اإلنسان ‪ ،‬أنّ ٌعقد مع الوكاالت المتخصصة ما ٌلزم من ترتٌبات عندما توافٌه تقارٌر عن‬
‫التقدم فً تنفٌذ أحكام العهد الدولً و فً هذا اإلطار ‪ٌ ،‬مكن تضمٌن هذه التقارٌر تفاصٌل عن المقررات و‬
‫التوصٌات التً اعتمدتها االجهزة المختصة فً هذه الوكاالت بشان هذا االمتثال ‪[6].‬‬
‫و من جهة أخرى ‪ٌ ،‬قوم المجلس االقتصادي و االجتماعً باإلحالة إلى لجنة حقوق اإلنسان ‪ ،‬التقارٌر‬
‫المتعلقة بحقوق اإلنسان و المقدمة من قبل الدول لدراستها و اتخاذ ما ٌراه مناسبا بشؤنها ‪[7].‬‬
‫و للدول فً هذا العهد أنّ تقدم إلى المجلس االقتصادي و االجتماعً مالحظات على آٌة توصٌة عامة‬
‫تبدٌها لجنة حقوق اإلنسان ‪ ،‬و من جهة أخرى فللمجلس االقتصادي و االجتماعً أنّ ٌقدم إلى الجمعٌة‬
‫العامة بٌن الحٌن و اآلخر ‪ ،‬تقارٌر تشمل توصٌات ذات طبٌعة عامة و موجز للمعلومات الواردة من‬
‫الدول األطراف فً هذا العهد و من الوكاالت المتخصصة حول التدبٌر المتخذة و التقدم المحرز على‬
‫طرٌق كفالة تعمٌم مراعاة الحقوق المعترف بها فً هذا العهد ‪[8].‬‬

You might also like