Professional Documents
Culture Documents
محاضرات
محاضرات
إعداد الدكتور:
تي أحمد
الفهرس
األول :مفهوم المؤسسة اإلقتصادية
المحور َّ
المحور الثاني :المؤسسة االقتصادية والمحيط
المحور الثالث :وظائف المؤسسة االقتصادية
المحور الرابع :موارد المؤسسة االقتصادية
المحور الخامس :أنماط نمو المؤسسة
مقدمة:
تعترب املؤسسة االقتصادية متثل األداة يف إحداث تنمية وتقدم أي اقتصاد كان ،فهي قبل كل شيء خلية إنتاج يتم فيها
جتميع وتوليف بعض العناصر االقتصادية ،إضافة إىل ذلك تعترب موجود وضيفي للتعبري عن القدرات الفكرية والتصورية
واإلبداعية يف ميدان انتاج السلع وتقدمي اخلدمات ،وانطالقا مما سبق ميكن تشبيه املؤسسة االقتصادية بالكائن احلي ،كوهنا متثل
إطارا منضما اللتقاء وتفاعل جمموعة من الوظائف املتأتية من جمموعة من الوسائل املادية واجلهود البشرية يف سبيل تلبية الطلب،
وهي ختضع يف دوراهنا إىل منطق التأثري والتأثر ،أي على نظام عالقات التكيف واالندماج مع حميطها فيما خيص حتديد
األهداف وختصيص املوارد تنفيذها...اخل ،واهلدف األساسي من الوجود الوظيفي للمؤسسة االقتصادية هو البقاء عن طريق
الربح والنمو ،ولتجسيد كل ذلك البد من إجياد قالب تنظيمي يضمن التوزيع املتناسق بني األدوار والوظائف داخل املؤسسة
بصفة تكاملية وتآزرية ،وكذا جيب تبين منط تسيري اسرتاتيجي يتصف بالفعالية والكفاءة والرشاد.
2
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
-اختالف االجتاهات االقتصادية واإليديولوجية ،حيث أدى ذلك إىل اختالف نظرة االقتصاديني يف النظام االشرتاكي إىل
املؤسسة عن نظرة الرأمساليني ،وعليه إعطاء مفاهيم خمتلفة للمؤسسة.
ومن هنا جاءت عدة مفاهيم شاملة تشمل خمتلف أنواع املؤسسات ،سواء من ناحية األنظمة االقتصادية أو نوعية النشاط
واألهداف .وفيما يلي ندرج بعض املفاهيم الشاملة اخلاصة هبا:
التعريف األول :املؤسسة االقتصادية هي الوحدة اليت تتجمع فيها وتنسق العناصر البشرية واملادية واملالية للنشاط اإلقتصادي.
التعريف الثاني :املؤسسة االقتصادية هي وحدة اقتصادية مستقلة نوعا ما ،تقوم مبزج عناصر اإلنتاج -من يد عاملة ورأس املال
ومواد أولية وتنظيم واستخدام التكنولوجيا ،-هبدف اإلنتاج السلعي واخلدمي لغرض حتقيق األرباح.
التعريف الثالث :املؤسسة االقتصادية هي منظمة اقتصادية واجتماعية مستقلة نوعا ما ،تؤخذ فيها القرارات حول تركيب الوسائل
.
البشرية واملالية واملادية واإلعالمية ،بغية خلق قيمة مضافة حسب األهداف يف نطاق زماين ومكاين
من خالل التعريفات السالفة الذكر ميكن استنتاج مفهوم شامل إىل حدا ما للمؤسسة االقتصادية كما يلي:
المؤسسة االقتصادية هي كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا في إطار قانوني واجتماعي معين ،هدفه دمج عوامل اإلنتاج من
أجل اإلنتاج أو تبادل سلع أو خدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين بغرض تحقيق نتيجة مالئمة ،وهذا ضمن شروط
اقتصادية تختلف باختالف الحيز المكاني والزماني الذي يوجد فيه ،وتبعا لحجم ونوع نشاطه.
نستنتج يف هناية تعريفنا للمؤسسة بأنه ليس هناك تعريف موحد ومتفق عليه ،وبغية تبسيط وتوضيح مفهوم املؤسسة ،سوف
نعتمد على ثالثة محاور للمقاربة ،وهي:
-المؤسسة بصفتها عون اقتصادي :حسب هذه املقاربة ميكن تعريف املؤسسة على أهنا " :املؤسسة تنسق بني عوامل اإلنتاج
(رأس املال-العمل -املوارد الطبيعة) بغية إنتاج سلع أو خدمات موجهة للسوق ومنه الوصول إىل تلبية االحتياجات (الطلب).
احملور الرئيسي هلذه النظرة يتمثل يف احلصول على إنتاج مع تواجد مركز للقرار يف املؤسسة ،متمثال يف سلطة اإلدارة وقدراهتا
التسيريية ،من حيث تنظيم عملية اإلنتاج حبسب إمكانيات املؤسسة واملتغريات البيئية اخلارجية.
-المؤسسة كنظام :تركز هذه املقاربة على أن املؤسسة ما هي إال جمموعة من جمموعة من األنظمة الفرعية املرتابطة فيمت بينها
بالعديد من العالقات التبادلية (نظام املوارد البشرية ،نظام اإلنتاج ،نظام التسويق ،النظام املايل ،نظام املعلومات ،)...مع بقاء
الكل منظم ومتساندا بغية حتقيق اهلدف املوحد ،فضال عن ضرورة اإلملام جبزء مهم من النظام الكلي للمؤسسة وهو البيئة
اخلارجية للمؤسسة اليت تعترب عنصرا مهما من عناصر النظام.
الشكل رقم ( :)02املؤسسة كنظام
البيئة الخارجية (اقتصادية اجتماعية ،سياسية)....،
البيئة الداخلية للمؤسسة
التغذية العكسية
3
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
-المؤسسة منظمة اجتماعية :حسب هذه املقاربة ميكن تعريف املؤسسة على أهنا " :جمموعة من األفراد يشرتكون وينسقون
مجاعيا يف منظمة مهيكلة (داخل تنظيم مهيكل) إلنتاج السلع أو اخلدمات" .حمور التعريف يركز على منظمة مهيكلة،
فاملؤسسة مل تعد ينظر إليها من زاوية ميكانيكية لعملية اإلنتاج ولكن كمنظمة اجتماعية ،وعليه يتم دراستها من خالل تنظيم
السلطات ،توزيع املهام ،اختاذ القرار ،مواقف تصرفات األفراد...
.2خصائص المؤسسة االقتصادية:
يوجد العديد من اخلصائص اليت تتميز هبا املؤسسة االقتصادية ،سنقتصر على بعضها أو أمهها كما يلي:
-المؤسسة االقتصادية كمركز للتحويل :إن املؤسسة هي ذلك املكان الذي يتم فيه حتويل املوارد كمدخالت (املواد األولية،
األفراد ،املعلومات ،رأس املال ،التكنولوجيا ،التنظيم )......إىل خمرجات (سلع وخدمات) .والشكل التايل يوضح ذلك:
الشكل رقم ( :)22املؤسسة االقتصادية كمركز للتحويل.
-3-2المؤسسة االقتصادية كمركز للحياة االجتماعية :تعترب املؤسسة مكان يتم فيه العمل مجاعيا من أجل الوصول إىل
حتقيق أهداف املؤسسة وذلك بالتعاون والتنسيق يف إطار احرتام القواعد وقيم املؤسسة.
-4-2المؤسسة االقتصادية كمركز التخاذ القرار :تقوم املؤسسة باستمرار باختاذ القرارات يف خمتلف األنشطة ،....وتتمثل
هذه القرارات يف االختيارات يف استعمال الوسائل احملددة للوصول بأكثر فعالية لألهداف املسطرة.
-5-2المؤسسة االقتصادية كمركز للمخاطرة :إن املؤسسة معرضة للخطر باستمرار ،وترتبط هذه املخاطرة بصعوبات
التسيري وضغط املنافسني ومتطلبات الزبائن...... ،
-وجود شخصية قانونية مستقلة من حيث احلقوق والواجبات وكذا من حيث الصالحيات املسؤوليات.
-القدرة على اإلنتاج أو أداء الوظيفة اليت وجدت من أجلها.
-التكيف مع البيئة اليت تعيش فيها املؤسسة واالستجابة ملتطلبات هذه البيئة.
-أمهية املؤسسة يف اجملتمع من الناحية االجتماعية لكوهنا مصدر رزق الكثري من األفراد.
-يشمل مصطلح مؤسسة بالضرورة فكرة زوال املؤسسة.
.3أهداف المؤسسة االقتصادية.
ختتلف وتتعدد أهداف املؤسسات االقتصادية باختالف أصحاب املؤسسات وشكل القانوين وطبيعة ملكية ونشاط
االقتصادي وأيضا حسب حجمها وتصنيفاهتا.
-أهداف إجتماعية :وتتمثل هذه األهداف يف:
-حتسني مستوى معيشة العمال ومجيع األفراد يف اجملتمع.
-حتقيق عالقات إجتماعية داخلية مرتابطة بني األفراد.
-امتصاص البطالة.
-أهداف ثقافية :وتتمثل هذه األهداف يف:
4
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
5
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
أ -المؤسسات الفردية :وهي الشكل األبسط للمؤسسة حيث تكون ملكا لصاحبها الذي يتمتع باحلرية الكاملة للتصرف يف
أمالكها ومداخليها وتسيريها ،....،مثل املؤسسات احلرفية ،جتارة التجزئة..... ،
ب -مؤسسات الشركات :وهي اليت تكون حتت حيازة عدة حاملني لرؤوس األموال ،حبوزهتم شخصية معنوية وذمة خاصة،
حيث يتوزع التنظيم والتسيري ورأس املال على أكثر من شخص يف املؤسسة ،ويعترب مؤسسوا الشركة مسؤولني يف حدود
مسامهتهم يف رأس املال الشركة ونشاطها ،وملؤسسات الشركات عدة أنواع وهي:
* -الشركة ذات المسؤولية المحدودة :تتميز بأن رأمساهلا حمدود ،حيث تؤسس بني الشركاء ال يتحملون اخلسائر إال يف
ح دود ما قدموه من حصص فهي تتميز مبحدودية مسؤولية الشريك بقدر احلصص اليت يقدمها واليت تكون متساوية وغري قابلة
للتداول ،وعدد الشركاء فيها حمدود ،وال تتم عملية االكتتاب بشكلها العام.
* -شركات المساهمة (شركة األموال) :هي شركة تتكون من جمموعة أشخاص يقدمون حصصا يف رأمساهلا على شكل
أسهم ،وتكون قيمة األسهم متساوية وقابلة للتداول ،ويشرتيها املساهم عند التأسيس أو بواسطة االكتتاب العام ،واملساهم أو
الشريك ال يتحمل اخلسارة إال مبقدار قيمة األسهم اليت يشارك فيها ،يف حني أن الشركاء يتقاضون مقابالت أسهمهم على
شكل أرباح موزعة (إن حققت).
* -شركات التضامن :هي شركة اليت تتكون من شريكني أو أكثر ،يُسأل فيها الشريك عن ديون الشركة مسوؤلية شخصية
تضامنية ،وتسمى الشركة بأمساء الشركاء ،ويكتسب الشريك صفة التاجر وتعترب حصة الشريك غري قابلة لالنتقال للغري ،وال
تنتقل هذه احلصة لورثة الشريك.
* -شركات المحاصة :هي شركة ال تتمتع بشخصية اعتبارية وال برأمسال وال عنوان ،فهي عقد يلتزم مبقتضاه شخصان أو أكثر
بأن يساهم كل منهم يف مشروع اقتصادي بتقدمي حصة مالية أو عمل هبدف اقتسام األرباح أو اخلسائر ،دون أن تشهر أو
تكون معلومة لدى الغري .
* -شركات التوصية :شركة التوصية هي شركة تتكون من طرفني شركاء متضامنني وشركاء موصني تتحدد مسؤوليتهم بقدر
حصصهم ،لكن الشركاء املوصني يتحصلون على امتيازات عن الشركاء املتضامنني مثال :يف ضمان املوصي لألرباح بنسبة ثابتة
تقدمها املؤسسة له حىت وإن مل حتقق أرباحا حقيقية وأيضا ال يتحملون ديون الشركة ....وغريها ،لكن ويف هذه الشركة ال
ميكن للشريك املوصي أن يقوم بإدارة الشركة ،كما أنه ال يظهر إمسه يف إسم الشركة.
-0-2المؤسسات العمومية :هي مؤسسات اليت تعود ملكيتها للدولة ،يف هذا النوع من املؤسسات يكون رأس املال مملوكا
جملموعة عمومية ممثلة يف الدولة أو اجلماعات احمللية،كما أن سلطة القرار ترجع إليها ،فهي مؤسسات تابعة للقطاع العام
(الدولة) فال حيق للمسؤولني عنها التصرف هبا كما يشؤون ،وال حيق هلم بيعها أو إغالقها ،إال إذا وافقت الدولة على ذلك،
وختضع هذه املؤسسات إىل تشريعات وقوانني الدولة ،وتسعى هذه املؤسسات عن غريها من املؤسسات األخرى إىل تقدمي
مصلحة اجملتمع عن مصلحة حتقيق األرباح.
-3-1المؤسسات المختلطة :هي مؤسسات اليت تعود ملكيتها بصورة مشرتكة بني القطاع العام والقطاع اخلاص.
-2التصنيف الثاني :تصنيف المؤسسة االقتصادية حسب معيار الحجم:
ميكن تصنيف املؤسسة االقتصادية حسب هذا املعيار إىل ثالثة أصناف وهي :حسب حجم األرض أو احملل املادي،
وحسب عدد العمال وحسب حجم رأس املال ،إال أن أهم معيار يعتمد عليه يف هذا التصنيف هو معيار عدد العمال.
6
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
وختتلف تقسيمات املختصني للمؤسسات حسب هذا املعيار ،حيث جند من مييز بني 50أنواع من املؤسسات والبعض مييز
بني 50واآلخر بني ثالثة فقط.
-1-2المؤسسات الصغيرة والمتوسطة :لقد عرفت هذه املؤسسات بعدد العمال املستخدمني فيها ،ولقد أعطي هلا أكثر
من حتديد ،فنجد هذا النوع يستعمل أقل من 055عامل كما يلي:
-من 50إىل 50عمال :مؤسسات مصغرة.
-من 05إىل 00عامل :مؤسسات صغرية.
-من 05إىل 000عامل :مؤسسات متوسطة.
هذا التصنيف حسب القانون اجلزائري وهو املعتمد.
وهناك من يقسمها إىل ما يلي:
-من 50إىل 50عمال :مؤسسات مصغرة.
-من 05إىل 000عامل :مؤسسات صغرية.
-من 055إىل 000عامل :مؤسسات متوسطة.
-2-2المؤسسات الكبيرة :وهي اليت تشغل أكثر من 055عامل.
-3-2المؤسسات الكبيرة جدا (المؤسسات العمالقة) :وهي اليت تشغل أكثر من 0555عامل.
-3التصنيف الثالث :حسب المعيار االقتصادي:
ميكن تصنيف املؤسسات تبعا للنشاط االقتصادي الذي متارسه إىل األنواع التالية:
-2-3القطاع الفالحي :جيمع هذا القطاع املؤسسات املتخصصة يف الفالحة مبختلف أنواعها ومنتوجاهتا ،وأنشطة الصيد
البحري...،
-2-3القطاع الصناعي :جيمع هذا القطاع املؤسسات الصناعية ،وهي خمتلف املؤسسات اليت ختتص يف جمال الصناعات
الثقيلة أو اإلستخراجية واليت تقوم بتحويل وتكرر املواد الطبيعية إىل منتوجات قابلة لالستعمال أو االستهالك النهائي مثال
ذلك :احلديد الصلب ،البرتول ..... ،وغريها .وكذلك املؤسسات الصناعات التحويلية أو اخلفيفة واليت تقوم بتحويل املواد
الزراعية إىل منتوجات غذائية وصناعية خمتلفة..... ،
-3-3قطاع الخدمات :ويتمثل يف املؤسسات اخلدمية ،أي املؤسسات املنتجة للخدمات ،مثل مؤسسات التوزيع،
املؤسسات املالية (البنوك) ،مؤسسات التأمني ،املؤسسات السياحية..... ،
جتدر اإلشارة إىل أن قطاع اخلدمات يعرف تطورا يف العقدين األخريين ،وعليه هناك من يضيف قطاعا رابعا الذي يتمثل يف
تلك املؤسسات اليت متنح اخلدمات ملؤسسات أخرى مثل :اإلعالم اآليل ،األمن ،االستشارة ،املعلوماتية..... ،
7
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
8
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
9
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
ن -السلع البديلة :تتمثل يف تلك السلع اليت ميكن أن يلجأ إليها الزبون يف حالة وجود مشاكل يف منتجات املؤسسة ،فهي
السلع واخلدمات البديلة للسلع اليت تقدمها مؤسسة ما ،علما أن وجود سلع بديلة حيد من قدرة املؤسسة على رفع األسعار
خوفا من حتول الزبائن إىل اقتناء السلع البديلة ،وهو ما ميثل هتديدا للمؤسسة ،ويفرض على املؤسسة ختفيض األسعار ورفع
اجلودة… ،بينما يف حالة غياب السلع البديلة فإنه ميكن اعتبارها فرصة للمؤسسة قد تستغلها.
م -المنافسون :تتمثل يف املؤسسات اليت تعرض أو تبيع املنتجات نفسها املنافسة ملنتجات مؤسسة ما للزبائن أنفسهم،
وتشكل املنافسة اليت تواجهها املؤسسة يف السوق هتديدا كبريا يف حالة تفوق املنافسني وقوهتم مقارنة باملؤسسة املعنية ،بينما
ضعف املنافسني يسمح بظهور فرص أمام املؤسسة ميكن أن تقتنصها يف حالة معرفة استغالهلا .وتزداد حدة املنافسة كلما زاد
عدد املؤسسات اليت تنشط يف نفس القطاع وتساوت القوة النسبية بينهم.
مع اإلشارة إىل أن املؤسسات اليقظة ال تكتفي بالتعرف على خصائص املنافسون احلاليون ،بل تعمل من أجل اكتشاف
املنافسون احملتملون والذين ينتظرون الفرصة الساحمة للدخول إىل السوق وهتديد املؤسسة.
ويرى االقتصادي " بورتر" أنه هناك مخس قوى تنافسية حتدد مدى قوة التنافس يف ذلك اجملال ،وميكن توضيحها يف
الشكل التايل:
الشكل رقم ( :)20القوى اخلمس اليت حتدد تنافسية القطاع.
ه -نظام العالقات مع اإلدارة :وتتمثل يف العالقات مع املصاحل احلكومية ،يعمل على حتديد عالقة املؤسسة باإلدارة ،وما
يفرضه وجودها من حقوق وواجبات.
أخريا فإن احمليط املباشر هو جمموعة العوامل أو املتغريات اليت تقع يف حدود تعامالت املؤسسة ،وخيتلف تأثريها من مؤسسة
إىل أخرى ،وميكن للمؤسسة الرقابة عليها نسبيا ،والتأثري فيها .وهذه العوامل أو املتغريات تؤثر بشكل خاص على مؤسسات
معينة نظرا الرتباطها املباشر بتلك املؤسسة ،ومن أمثلة تلك العوامل :العمالء ،املوردين ،املنافسني...اخل.
-0المحيط الغير المباشر :يعرف احمليط الغري املباشر على أنه تلك العوامل اليت تؤثر على كافة املؤسسات وال ختضع لسيطرة
إدارة املؤسسة ،وتشمل كافة العوامل السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والقانونية ،والتكنولوجية ،....فهذه العوامل
واملتغريات تتعامل بشكل غري مباشر مع املؤسسة ،وهي جمموعة من األنظمة ذات النظام األوسع حمليط املؤسسة.
أ -المحيط االقتصادي :يتمثل يف الوضع االقتصادي العام السائد ومؤشراته املختلفة اليت قد تتأثر هبا املؤسسات على
املستويني احمللي العاملي ،ومن بني أهم هذه املؤشرات :معدل الفائدة ،امليل لإلنفاق ،امليل لالدخار ،معدل التضخم ،الضرائب
والرسوم ،متوسط الدخل الفردي ،ميزان املدفوعات ،السياسات االقتصادية واملالية ،قيمة العمالت األجنبية.
12
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
إن املؤسسة من الواجب عليها تقييم هذه العناصر وغريها من أجل أخذ فكرة عن الفرص املتاحة والتهديدات املوجودة يف
السوق أو يف البلد اليت ترغب العمل فيه.
ب -المحيط االجتماعي والثقافي :يتعلق بالقيم االجتماعية السائدة والعادات والتقاليد والتصرفات اليت حتكم سلوك األفراد
واجملموعات ،واليت قد ختلق فرصا أمام املؤسسة أو تضع أمامها هتديدات البد من تفاديها بذكاء وإال فمصري املؤسسة هو
االنسحاب من السوق ،ومن أهم العناصر املكونة للبيئة االجتماعية ما يلي :مستوى الثقافة والتعليم ،أمهية الصحة والنظافة،
القيم الدينية السائدة ،عادات الشراء والتسوق ،أمهية االهتمام باجلودة ،االهتمام مبفهوم املسؤولية االجتماعية...... ،
ج -المحيط السياسي والقانوني :وهي تتمثل يف القوانني والتشريعات احلكومية اليت حتدد عالقات املؤسسات بالدولة إضافة
إىل الفلسفة السائدة واألهداف اليت تؤمن هبا األحزاب والقوى السياسية املشاركة يف احلكم ،واليت قد تكون مصدرا للفرص أو
مصدرا للتهديدات بالنسبة للمؤسسة ،ومن أهم العناصر املشكلة للبيئة السياسية والقانونية ،ما يلي :اإلعفاءات اجلمركية،
القرارات السياسية ،االستقرار السياسي ،حتديد األسعار ،قوانني محاية البيئة ،قوانني محاية املستهلك....... ،
د -المحيط التكنولوجي :تعترب التغريات التكنولوجية بدورها مبثابة مصدر من مصادر الفرص والتهديدات بالنسبة
للمؤسسات ،وبالتايل فما على املؤسسات إال العمل على التعرف على التطورات التكنولوجية اجلديدة والعمل هبا ،خاصة
التكنولوجيا املستخدمة من قبل املنافسون ،التكنولوجيا احلديثة يف التدريب ،التكنولوجيا احلديثة يف اإلنتاج....
و -المحيط الدولي :من دون شك فإن للمحيط الدويل تأثريا كبريا على رسالة وأهداف وقرارات املؤسسة ،وحتتوي البيئة
الدولية على كل من ميزان املدفوعات ،القيود على حركة التجارة الدولية ،التجمعات االقتصادية العاملية ،العالقات على مستوى
الدول ،االختالفات احلضارية بني الدول.
.0.3المحيط الداخلي:
تتمثل البيئة الداخلية للمؤسسة مبجموعة العوامل واملكونات واملتغريات املادية واملعرفية والتنظيمية ذات الصلة الوثيقة حبدود
املؤسسة الداخلية واليت ختص وظائفها الكربى .ومتثل املستوى البيئي التنظيمي الداخلي املرتبط بشكل حمدود ودقيق بالتطبيقات
اإلدارية التنظيمية للمؤسسات االقتصادية .ويتكون احمليط الداخلي للمؤسسة من وظائف املؤسسة.
.0نتائج تقييم المحيط.
سنتطرق إىل اعطاء حتليل لألبعاد البيئية ،مت نتطرق إىل بيان أهم نتائج تقييم البيئة اخلارجية و الداخلية.
.2.0تحليل األبعاد البيئية.
ناقش العديد من املفكرين حتليل األبعاد واخلصائص البيئية وآثارها على املؤسسة ،وذلك من حيث عدم التأكد وتعقد البيئة
ومدى استقرارها ،ومن بني أهم الدراسات تلك اليت قام هبا الكاتب Duncanالذي اقرتح بعدي أساسيني حيددان درجة عدم
التأكد ومها :التعقد ،واالستقرار.
أ -التعقد :يشري إىل مدى تعدد العناصر واملكونات البيئية اليت تتعامل معها املؤسسة ومدى جتانسها ،فاملؤسسة اليت تتعامل مع
عدد كبري من املكونات والعناصر البيئية غري املتجانسة يف احتياجاهتا وخصائصها ،تعمل يف بيئة معقدة ،أما املؤسسات اليت
تتعامل مع عدد حمدود من العناصر البيئية ذات االحتياجات املتشاهبة ،فهي تعمل يف بيئة بسيطة.
ب -االستقرار :فيشري إىل مدى االستقرار وعدم التغري يف املكونات والعناصر البيئية.
ميكن التمييز بني ( )40درجات خمتلفة من التأكد البيئي اعتمادا على بعدي التعقد وعدم االستقرار،كما يبينه اجلدول:
11
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
الجدول رقم ( :)2-0درجات عدم التأكد البيئي انطالقا من بعدي التعقد وعدم االستقرار.
12
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
13
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
وتكنولوجية جيب تنظيمها من اجل حتقيق أهداف املؤسسة ،وذلك بإجياد السلع واخلدمات اليت يرغب فيها املستهلك
وباملواصفات واملواعيد املناسبة له.
.0.2أهداف وظيفة اإلنتاج:
ميكن إجياز وظيفة اإلنتاج كما يلي:
-إنتاج السلع واخلدمات مبواصفات حمددة حتوز على رضا املستهلك؛
-اإلسهام يف خلق وتعزيز القدرة التنافسية من خالل ختفيض التكاليف وحتسني اجلودة وحتقيق التميز؛
-حتقيق مستوى مناسب للجودة من خالل مطابقة املنتجات للمواصفات احملددة؛
-حتقيق الكفاءة اإلنتاجية من خالل األداء الفعال وختفيض التكاليف؛
-ختفيض التكاليف وذلك من خالل الكفاءة يف استخدام أصول املؤسسة؛
-حتقيق مرونة العمليات اإلنتاجية من خالل التكيف مع املتغريات الداخلية واخلارجية للمؤسسة؛
-القدرة على توفري املنتجات وبشكل منوع.
.3.2مسؤوليات واختصاصات وظيفة اإلنتاج:
تتمثل مسؤوليات واختصاصات وظيفة اإلنتاج فيما يلي:
-ختطيط وتنظيم العمليات اإلنتاجية ،ووضع جداول تفصيلية مبا سيتم إنتاجه والفرتات احملددة لإلنتاج؛
-تصميم السلعة أو اخلدمة وحتديد املواصفات والشروط الفنية للمنتوج؛
-حتقيق التوازن بني املراحل للعمليات اإلنتاجية؛
-دراسة العالقة بني اإلنتاج والتسويق والتمويل؛
-التنبؤ السليم باملبيعات واإلنتاج؛
-تأمني املعدات واآلالت ومواد اإلنتاج الالزمة إلجناح العملية اإلنتاجية؛
-توفري مجيع احتياجات العملية اإلنتاجية بالكميات والنوعية والسرعة املطلوبة؛
-الرقابة على العمليات املختلفة للعملية اإلنتاجية؛ -ختطيط وتنظيم وجدولة صيانة اآلالت؛
-العمل على توفري ظروف وشروط األمان والسالمة املهنية داخل املصنع؛
-االهتمام بالبحث والتطوير لتحسني املنتوجات وتطويرها؛
-االهتمام بالقوى العاملة وتوفري احلوافز والظروف املالئمة وترشيد استخدامها.
.0وظيفة إدارة الموارد البشرية.
تعترب هذه الوظيفة من الوظائف املساندة يف املؤسسة ،فهي هتتم بإعداد اخلطط وكل ما يتعلق بتسيري املوارد البشرية يف
املؤسسة ،وتقوم يف نفس الوقت بتنفيذ جزء من الربامج واخلطط اليت تساهم يف إعدادها وتصادق عليها إدارة املؤسسة .وهذا يف
جماالت التكوين ،التشغيل وغريها من األعمال املتعلقة باألفراد وعملهم يف املؤسسة.
.2.0تعريف وظيفة إدارة الموارد البشرية:
تعرف وظيفة املوارد البشرية على أهنا جمموعة النشاطات املتعلقة حبصول املؤسسة على احتياجاهتا من املوارد البشرية،
وتطويرها وحتفيزها واحلفاظ عليها ،مبا ميكن من حتقيق األهداف بأعلى مستويات الكفاءة والفعالية .7
14
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
15
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
وتقوم الوظيفة املالية بالسهر على اختيار املزيج املايل املالئم من أموال خاصة أو متويل ذايت أو ديون مبختلف استحقاقها
والذي حيقق هلا أحسن مردود وبأقل تكاليف ممكنة.
.0.3أهداف الوظيفة المالية:
ختتلف أهداف الوظيفة املالية باختالف رسالة وأهداف املؤسسة وطبيعة نشاطها:
-حتقيق أعلى رحبية ممكنة لالستثمارات؛
-تأمني االحتياجات املالية للمؤسسة على املدى القصري والبعيد وبشروط تتناسب مع إمكانيات املؤسسة وظروفها؛
-ختطيط وتنظيم وضبط حركة تدفق األموال من وإىل املؤسسة؛
-التخفيف من حدة املخاطر يف جمال استخدام األموال ومراقبة استخدامها.
.3.3مسؤوليات ومهام الوظيفة المالية.
تتمثل فيمايلي - :حتديد االحتياجات املالية للمؤسسة؛
-البحث عن مصادر التمويل املناسبة بأحسن الشروط؛
-ختصيص وتوزيع األموال على خمتلف املخططات واألنشطة؛
-إدارة األصول النقدية للمؤسسة؛
-متابعة ومراقبة تنفيذ الربامج املالية حسب اخلطط املوضوعة؛
-وضع اخلطط االستثمارية بشأن حتديد أفضل املشاريع االستثمارية األعلى عائد؛
-القيام مبختلف أنواع التحليل املايل ملعرفة املركز املايل للمؤسسة ومدى سالمة أوضاعها املالية؛
-وضع املوازنات املختلفة مثل املوازنات التقديرية ،والتدفقات النقدية وامليزانيات العامة؛
-التنبؤ باملشكالت املالية املتوقعة؛
-وضع نظام مايل وحماسيب للمؤسسة؛
-وضع نظام رقابة مالية يتضمن مراجعة السياسات والقرارات والعمليات املالية؛
-تأمني قدرة املؤسسة على تأمني السيولة الكافية والالزمة؛ -التنبؤ مبستويات األرباح املتوقعة يف ظل املتغريات املختلفة؛
-املشاركة مع إدارة التسويق وغريها يف تسعري املنتجات.
.0وظيفة التموين:
تعترب وظيفة التموين من الوظائف املهمة يف املؤسسة نظرا ألمهيتها بالنسبة ملختلف النشاطات خاصة التموين واإلنتاج
والتسويق ،فهي متثل اخلطوة األوىل من هذه األنشطة ،وهي تعين العمل على توفري خمتلف عناصر املخزون احملصل عليها من
خارج املؤسسة أساسا بكميات وتكاليف ونوعيات مناسبة وهذا لتنفيذ الربامج اخلاصة بنشاط املؤسسة سواء كانت إنتاجية أو
بيعية هبدف حتقيق أحسن النتائج وهذا بأقل تكلفة.
.2.0تعريف وظيفة التموين:
وهي إدارة مجيع النشاطات والعمليات واملهام اليت هتدف إىل تأمني احتياجات املؤسسة من املواد املختلفة باجلودة والسرعة
املطلوبة ،وبأقل التكاليف ،واالحتفاظ مبشرتيات املؤسسة وبعض منتجاهتا ،وتأمني تزويد الوحدات التنظيمية منها حسب
احلاجة.
16
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
ب -وظيفة التخزين. أ -وظيفة الشراء. وتنقسم وظيفة التموين إىل قسمني ومها:
.0.0أهداف وظيفة التموين:
تتمثل أهداف وظيفة التموين فيما يلي:
-تأمني استمرارية العملية اإلنتاجية من خالل ضمان توفري املواد املختلفة؛
-ضمان استمرارية نشاطات مجيع الوحدات التنظيمية األخرى؛
-توفري املواد املختلفة اليت حتتاجها املؤسسة وفق مستويات اجلودة املطلوبة وبأقل األسعار ويف األوقات املناسبة؛
-حفظ املواد وختزينها وتوفريها حسب احلاجة.
.3.0مهام ومسؤوليات وظيفة التموين.
تتمثل مهام ومسؤوليات وظيفة التموين فيمايلي:
-ختطيط احتياجات املؤسسة من املواد املختلفة الالزمة من حيث الكمية املطلوبة وبأقل األسعار ويف األوقات املناسبة؛
-حتديد واختيار مصادر التوريد والشراء اليت توفر أفضل الشروط؛
-القيام بعمليات وإجراءات الشراء ،وكذا وضع سياسات وأنظمة وتعليمات وإجراءات الشراء؛
-تسلم املواد املشرتاة وتدقيقها وفحصها للتأكد من استيفاء مجيع الشروط واملواصفات املتفق عليها؛
-االحتفاظ بالقيود والسجالت واملستندات املتعلقة بعمليات التموين؛
-تأمني أماكن ختزين مناسبة تضمن سالمة املواد؛
-وضع نظام فهرسة وتصنيف املواد املخزنة لتحديد مواقعها وسهولة استخدامها؛
-مراقبة دوران املواد املخزنة وإعادة التزويد؛
-القيام بعمليات جرد املخزون دوريا وعند الضرورة؛
-اإلشراف على تسلم وصرف املواد املخزنة قف اإلجراءات املعتمدة.
.5وظيفة التسويق:
تعترب وظيفة التسويق من الوظائف التنفيذية الرئيسية اليت تسهم مباشرة يف حتقيق أهداف املؤسسة ،وتعترب ثاين أهم وظيفة
بعد وظيفة اإلنتاج ،وهي تسهم بدور حيوي يف جناح املؤسسة ،وبدوهنا ال ميكن التعرف على رغبات وحاجات السوق وتوصيل
السلع واخلدمات للمستهلكني ،فهي الوظيفة اليت هي على اتصال مباشر ودائم باحمليط اخلارجي ،حىت حتقق املؤسسة أهدافها.
.2.5تعريف وظيفة التسويق:
هي عملية إدارة مجيع النشاطات والعمليات اليت تقوم هبا املؤسسة للتعرف على حاجات ورغبات الزبائن احلاليني واملرتقبني،
وذلك بإجياد سلع وخدمات بأسعار مناسبة تليب حاجات ورغبات الزبائن وحتوز على رضاهم ومبا حيقق عائدا مناسبا للمؤسسة.
كما تعرف على أهنا عملية ختطيط وتنفيذ مفاهيم تسعري وترويج وتوزيع السلع واخلدمات.
.0.5أهداف وظيفة التسويق:
ختتلف أهداف وظيفة التسويق باختالف رسالة وأهداف املؤسسة وطبيعة نشاطها:
-الوصول إىل أكرب حصة سوقية للمؤسسة؛
-حتقيق رقم معني من األرباح؛ -حتقيق مستوى عال من رضا املستهلكني أو الزبائن؛
17
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
18
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
فهذه املقاربة ترى أن احملدد األقوى للرحبية يتعلق بتجنيد وتفعيل موارد املؤسسة وأن جذور امليزة التنافسية جيب البحث عنها
داخل املؤسسة إن منظروا هذه املقاربة غالبا ما كانوا يستشهدون باملؤسسات اليابانية عالية اخلربة ،اليت تنشط يف قطاعات
تلعب فيها التكنولوجيا دورا أساسيا ،إال أن مواردها الداخلية هي اليت مسحت هلا باحلصول على منتجات متميزة وذات جودة
عالية.
.2.2فرضيات المقاربة المبنية على الموارد:
ترتكز النماذج الكالسيكية للتحليل االسترياتيجي على فرضيتني أساسيتني ،فمن جهة تفرتض أن املؤسسات النشطة يف
صناعة ما تعترب متماثلة يف املوارد االسترياتيجية اليت تسيطر عليها وكذا االسرتاتيجيات املنتهجة ،و من جهة أخرى تفرتض أن
املوارد املتاحة متحركة وغري ثابتة مبعىن أهنا قابلة للتنقل وهذا يعين عدم وجود تباين يف املوارد املستعملة من طرف تلك
املؤسسات ضمن اسرتاتيجياهتا.
خبالف ذلك جند أن املنظور املرتكز على املوارد كما هو مقدم من قبل Barnayسنة 0000يقرتح فرضيتني بديلتني
لدراسة مصادر امليزة التنافسية مها:
-1الفرضية األولى :التباين النسبي للموارد :يفرتض هذا النموذج أن املؤسسات التابعة لنفس الصناعة ميكن أن تكون هلا
موارد استرياتيجية متباينة ،أي بعبارة أخرى ميكن للموارد أن تتميز نسبيا من مؤسسة ألخرى ،وحىت أن كانت هذه املوارد تابعة
لنفس القطاع أو الصناعة ،وعليه فإن املوارد املالية ،املعارف التكنولوجية ،شهرة املؤسسة ماهي إال متغريات قابلة للتميز والتباين
من مؤسسة إىل أخرى.
-2الفرضية الثانية :نسبية حركية الموارد :وفقا هلده املقاربة يفرتض أن حركية املوارد ما بني املؤسسات أهنا ليست مطلقة،
وهذا يعين أن التباين يف املوارد قد يكون مستداما لوجود عوامل حتد من قدرهتا على احلركة بشكل كامل.
.3المبادئ األساسية لنظرية الموارد:
تتمثل املبادئ األساسية لنظرية املوارد:
-تصور املؤسسة على أهنا حمفظة من املوارد املالية ،التقنية والبشرية؛
-ضعف موارد املؤسسة ال مينعها من حتقيق التفوق يف السوق ،كما أهنا ال تضمن هلا وفرة املوارد يف حتقيق النجاح األكيد؛
-كل مؤسسة ختتلف يف كيفية مزج مواردها مما ينتج عنه فروقات حمسوسة بينها ختتلف يف كيفية اقتحامها لألسواق
ومتوقعها ويف النواتج اليت تستخلصها من املوارد املتاحة؛
-االستعمال الذكي بدال من االستعمال العقالين للموارد بتجميعها واشراكها املتكامل وتوظيفهيا مركزة على اهلدف
االسرتاتيجي.
.4تعريف الموارد الداخلية للمؤسسة:
حسب Barnayسنة 0000تشتمل املوارد على جمموع األصول والقدرات ،والطاقات ،واإلجراءات التنظيمية،
واخلصائص ،واملعلومات ،واملعارف ،واملهارات اليت تتحكم فيها املؤسسة وتسيطر عليها واليت متكنها من إعداد وتنفيذ
اسرتاتيجيات تنافسية من شأهنا أن تزيد من فعاليتها وجناعتها.
ويعرف "ونفلت" ) (B.Wernerfeltاملوارد على أهنا :كل ما ميكن أن يسهم يف نقاط القوة والضعف يف املؤسسة،
وبالنسبة هلذا الباحث فإن موارد املؤسسة تتكون من جمموعة األصول امللموسة أو غري امللموسة اليت ترتبط بصفة دائمة
22
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
بأنشطتها ،حبيث تتضمن تلك األصول باإلضافة إىل اخلربة الفنية لألفراد واإلجراءات التنظيمية الفعالة كل من رأس املال
واملنتجات والتكنولوجيا والعالمة التجارية.
كما تعرف املوارد والكفاءات على أهنا :أصوال حمسوسة أو غري حمسوسة مرتبطة باملؤسسة ،واليت ميكن تصنيفها إىل 50
فئات :مالية ،وبشرية (األفراد ،الكفاءات...،اخل) ،ومادية (املوقع اإلنتاجي ،اآلالت والتجهيزات ،املخزون...اخل) ،وتنظيمية
(نظام املعلومات ،مراقبة اجلودة..اخل) ،وتكنولوجية (مهارة ،براءات..اخل) .كما أضاف R.M.Grantإىل هذه القائمة قسما
سادسا متثل يف السمعة مع تركيزه على دور املوارد غري احملسوسة ،وبالنسبة لـ H.Itamiفإن هذا النوع من املوارد (األصول غري
املرئية) أصبحت مؤثرة وحمددة للميزة التنافسية للمؤسسة.
وميكن تقسيم املوارد أيضا إىل موارد مادية ،مالية ،وطبيعية ،وبشرية ،وتكنولوجية (كاألراضي واملباين ،واملصانع،
والتجهيزات...اخل) ،وموارد معنوية :كالعالمة ،والسمعة ،وبراءة االخرتاع ،واملهارات ،والقدرات املتنوعة...اخل.
وفي المقاربة المبينة على الموارد نجد مجموعة من المصطلحات استعملها الباحثون:
-المدخالت :تتعلق بعوامل اإلنتاج املوجودة يف السوق واليت ال ختص مؤسسة معينة ،كاملوارد األولية ،اليد العاملة؛
-الموارد :خاصة باملؤسسة ميكن أن تكون ملموسة أو غري ملموسة ،تنشأ انطالقا من املدخالت اليت حتول عن طريق
املؤسسة إىل موارد خاصة مثل :املوارد املالية ،املادية ،البشرية ،التكنولوجية؛
-الكفاءات :هي عموما مفهوم نظامي ينتج عن تفاعل مجاعي بني التكنولوجيا ،التعلم اجلماعي والعمليات التنظيمية،
تسمح هذه األخرية بإنشاء موارد جديدة للمؤسسة فهي ال حتل حمل املوارد بل تسمح بتطويرها .حبيث تشكل قدرة
املؤسسة على تعزيز استخدام وحتويل املوارد تبعا ألهداف حمددة مسبقا ،من أجل دعم وحتسني مكانتها التنافسية ،وبالتايل
فإن الكفاءات تنتج من الجمع بين عدة موارد.
فالكفاءات احملورية هي تلك املهارات الناجتة عن التداخل ،والتساند ،والتفاعل احلاصل بني جمموع أنشطة املؤسسة ،األمر
الذي يتيح تطويرها وتراكمها ،ومن مث ظهور موارد جديدة ،ويرجع إطالق صفة احملورية على هذه الكفاءات ألن بقاء املؤسسة
واستمرارها ،وتطورها أو انسحاهبا مرهون هبا.
وتتمثل الكفاءات احملورية أيضا يف خمتلف األصول امللموسة وغري امللموسة اليت تتسم بصفة اخلصوصية والتميز عن
املنافسني ،حبيث يتم تكوينها وتنميتها عرب الزمن كنتيجة لعمليات التبادل بني موارد املؤسسة ،وينظر كل من ()G.Hamel
و ( )C.K Prahaldإىل الكفاءات احملورية على أهنا أساسية لتميزها ببعد اسرتاتيجي.
.5خصائص الموارد:
للموارد جمموعة من خصائص عديدة ومتنوعة نذكر منها ما يلي:
-القيمة :جيب أن يكون للمورد أو الكفاءة قيمة ،وذلك حىت يسمح بانتهاز الفرص وجتنب التهديدات،كما أنه يسهل على
املؤسسة الد خول إىل أسواق خمتلفة ،ويسهم بطريقة معتربة يف تعظيم قيمة املنتج النهائي يف نظر الزبون؛
-الندرة :جيب أن يتميز املورد أو الكفاءة بالندرة ،مبعىن ميكن لعدد حمدود جدا من املؤسسات احلصول على ذلك املورد أو
تلك الكفاءة حىت ال تتمكن املؤسسات املنافسة من نقلها؛
-التقليد :جيب أن يكون املورد صعب التقليد وهذا ملنع املنافسني من اكتسابه؛
21
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
-عدم اإلحالل :مبعىن جيب أال تكون هناك موارد أو كفاءات بديلة سهلة املنال ،حىت حتافظ املوارد أو الكفاءات على
قيمتها وال يتسىن للمنافس نقلها؛
-الحيازة :حسب ( )Barneyعلى املؤسسة تنظيم إجراءاهتا وهيكلتها للحصول على القيمة الكامنة ملواردها عند حتقيق امليزة
التنافسية ،مبعىن أن يكون للمؤسسة القدرة التنظيمية واإلدارية على استغالل فعال للموارد والكفاءات؛
-طول األجل :واملقصود بذلك هل بإمكان املورد أو الكفاءة أن يساهم يف استمرار امليزة التنافسية لفرتة طويلة نسبيا .وتعترب
الكفاءات أكثر قدرة على االستدامة مقارنة باملوارد.
.6تقسيات الموارد:
لقد ميز ( )Barneyبني ثالثة فئات للموارد هي:
-الرأس المال المادي :حيتوي على اإلنشاءات ،والتجهيزات ،والتكنولوجيا...اخل؛
-رأس المال البشري :يضم التكوين ،واخلربة ،والذكاء ،واملعرفة ،والتعليم...اخل؛
-رأس المال التنظيمي :يشتمل اهليكل التنظيمي ،والعالقات التنظيمية...اخل.
-2-6الموارد الملموسة :تشمل املوارد امللموسة كل من املواد األولية ،معدات اإلنتاج ،املوارد املالية:
أ -المواد األولية :تعد املواد األولية مهمة ،لكوهنا تؤثر بشكل معترب على جودة املنتجات ،ومن مثة ،فإن اختيار مورديها
والتفاوض معهم بشان جودهتا وأسعارها ومواعيد تسلمها ،يصبح أمرا ضروريا.
ب -معدات اإلنتاج :تعتمد املؤسسة يف حصوهلا على القيمة املضافة من خالل حتويل املواد األولية ضمن عملية اإلنتاج إىل
منتجات ،حيث تستند هذه العملية إىل معدات اإلنتاج اليت تعد أصال هاما من أصول املؤسسة.
ج -الموارد المالية :تعترب املوارد املالية مهمة جدا بالنسبة للمؤسسات ،حيث متكنها من تعميق أنشطتها (كإنتاج منتجات
جديدة) أو توسيعها يف نطاق أكرب (كفتح قنوات توزيع جديدة ) ،ويتم ذلك كله بوساطة استثمارات فعالة اليت مبقدورها
حتقيق األهداف املالية والتنافسية.
-0-6الموارد غير الملموسة :يصعب حتديد املوارد غري امللموسة ،باعتبار أنه ال توجد قاعدة متفق عليها لذلك .غري أنه
ميكن أن تشمل املوارد غري امللموسة كل من :اجلودة ،املعلومات ،التكنولوجيا ،معرفة كيفية العمل ،املعرفة .ومت اعتماد هذه
-أنها حرجة بالنسبة للمؤسسة. املوارد لسببني - :فهي من متطلبات المنافسة الحديثة ؛
أ -الجودة :تسعى املؤسسات يف بيئة تنافسية إىل التسابق حنو االستحواذ على حصص السوق ،وذلك باالعتماد على اجلودة
اليت تشري إىل " :قدرة املنتج أو اخلدمة على الوفاء بتوقُّعات املستهلك أو حىت تزيد من توقعات املستهلك ".
ُ
ب -التكنولوجيا :لقد تزايد االهتمام بالعامل التكنولوجي ،ألنه يعد موردا داخليا قادرا على إنشاء ميزة تنافسية معتربة ،وتقدمي
القيمة للزبون .غري أن التكنولوجيا ال قيمة هلا حبد ذاهتا فهي تستمد أمهيتها من اآلثار اليت ختلفها على امليزة التنافسية.
ج -المعلومات :تلعب املعلومات دورا هاما؛ فهي متثل بالنسبة للمؤسسة اكتشاف منتج جديد ،إمكانية الوصول إىل السوق
قبل املنافس ،وسيلة لتطوير وسائل اإلنتاج بشكل أسرع ،الطريقة اليت يعبأ هبا املستخدمني للوصول إىل األهداف املشرتكة.
د -المعرفة :تتضمن تلك املعلومات التقنية والعلمية اليت هتم املؤسسة ،وتستمد هذه األخرية معارفها من اجلامعات ،املدارس
العليا ،مراكز البحث ،وكذا االشرتاك يف اجملالت العلمية والتقنية املختصة؛ قصد اإلملام باملعارف اجلديدة يف ميدان نشاطها.
22
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
وميكن أن تكون املؤسسة ذاهتا منتجة للمعرفة من خالل حل مشاكلها التنظيمية ،أو تلك املتعلقة باملنتجات وطرائق اإلنتاج.
وتساهم املعرفة يف تغذية القدرات اإلبداعية وإثراءها قاعدة معرفية وتنميتها بشكل دائم ذلك إىل نشوء مزايا تنافسية معربة.
و -معرفة كيفية العمل :تعرب معرفة كيفية العمل عن تلك الدرجة الراقية من اإلتقان مقارنة مع املنافسني ،سواء كان ذلك يف
امليدان اإلنتاجي أو التنظيمي أو التسويقي .ومن مثة الوصول إىل اكتساب ميزة أو مزايا تنافسية فريدة.
ي -الموارد البشرية :تتضمن مجيع الناس الذين يعملون يف املؤسسة رؤساء ومرؤوسني ،والذين جرى توظيفهم فيها ،ألداء
كافة وظائفها و أعماهلا.
المحور الخامس :أنماط نمو المؤسسة االقتصادية
تمهيد:
يعترب منو املؤسسة ظاهرة اقتصادية متعددة األبعاد ،وقد اهتمت العديد من النظريات بتفسري هذه الظاهرة حيث تعكس
هذه األخرية مدى جناح املؤسسة يف إمناء طاقاهتا الكلية هبدف االستمرار والبقاء ،وحيث يعرف النمو بأنه حتسني يف قدرات
النظام استجابة للمتغريات الداخلية واخلارجية لتحقيق أهداف حمددة ،فإنه يعترب امتدادا لعالقة املؤسسة مع حميطها اخلارجي
وبأنه نتيجة لقراراهتا اإلسرتاتيجية ،لذلك يظهر النمو بأنه ظاهرة ذات طبيعة إسرتاتيجية.
.2تعريف نمو المؤسسة:
تعددت تعاريف النمو بتطور الزمن ،الظروف االقتصادية وحبسب رأي املفكرين ،ونقدم فيما يلي بعض التعاريف.
عرف Bienayméالنمو على أنه ظاهرة متعددة األبعاد تؤثر يف حجم املؤسسة ويرتتب عنها تعدد معايري قياس احلجم،
فيمكن تعريف النمو على انه ارتفاع يف حجم املؤسسة خالل فرتة زمنية معينة ،هذه الفرتة ميكن أن تكون طويلة إذا كان النمو
مرتكز على اإلنتاج ،أو قصرية مثرة توسع وقيت متعلق بتسارع دوران رأس املال على االرتفاع يف منو قدرة اإلنتاج ،كما أن النمو
ظاهرة نسبية تقاس مبعدل ارتفاع احلجم خالل فرتة معينة ومقارنة هذا املعدل مع املؤسسات املنافسة.
بالنسبة لـ )1191( Penroseمنو املؤسسة يدل على نشاط التوسع وما يتبعه من انعكاسات ،فهو يعين االرتفاع يف العوامل
الكمية للمؤسسة (مثل :اإلنتاج ،رقم األعمال ،اليد العاملة ،املنشات واملعدات...اخل) مرفوقة بتغيريات داخلية يف خصائص
املؤسسة (مثل :هيكل املؤسسة ،النظام التسيريي ،ثقافة املؤسسة ،التكنولوجيا املستخدمة ...اخل) ،وهو عملية تطورية تقوم
وتؤسس على منو تراكمي للمعارف واخلربات اجلماعية.
إذا فالنمو يعني الزيادة ،ووفقا لذلك فنمو املنظمة يعين:
-الزيادة يف حجمها :أي الزيادة يف عدد العاملي؛
-التوسع يف اهليكل التنظيمي :أي زيادة وتوسع عدد وحجم التشكيالت اإلدارية؛
-التوسع يف استخدام املدخالت يف املنظمة؛ -تطور وزيادة اإلمكانيات املالية واملادية للمنظمة.
ومن الطبيعي أن للنمو دوافع وحوافز منها:
* -حتقيق األمان للمنظمة يف حركتها ضمن اجملتمع احمللي؛ * -حتقيق السمعة اجليدة للمنظمة وبناء صورهتا االجتماعية؛
* -حتقيق القوة للمنظمة يف مواجهة قوى الضغط واجملتمع؛
* -احلصول على حصة أكرب من السوق لتوسيع نشاطها وفعالياهتا؛
* -زيادة أرباحها من خالل توسيع براجمها بغرض التحكم يف السوق؛
23
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
24
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
ومنه نستطيع أن نفرق بني كل من النمو الداخلي و النمو اخلارجي والنمو التعاقدي وذلك بالنظر إىل طبيعة املوارد وكيفية
تشكيلها أثناء النمو:
-النمو الداخلي هو تكوين أو حيازة استثمارات دون أن تكون هلا القدرة اآلنية على النشاط بسبب عدم اندماجها وتنظيمها
مع املوارد األخرى الضرورية؛
-النمو اخلارجي هو حيازة استثمارات جاهزة للعملية اإلنتاجية ،أي قد مت تنظيمها مع املوارد األخرى وسبق و أن مارست
(ومتارس) أنشطة إنتاجية؛
-النمو التعاقدي هو عقد بني مؤسستني مستقلتني أو أكثر يهدف لدمج مواردمها (هم) ملمارسة أنشطة إنتاجية و/أو جتارية
و/أو خدمية مشرتكة.
لكننا إذا أخضعنا النمو التعاقدي ملعيار التفرقة بني النمو الداخلي والنمو اخلارجي فإن هذا النمو قد يكون منو داخليا وقد
يكون منو خارجيا وذلك على أساس أن كل أمناط النمو هي شكل من أشكال التعاقد بني املؤسسات وذلك كالتايل:
-إبرام املؤسسة لعقد شراكة أو تعاون مع مؤسسة أخرى (أو عدة مؤسسات) يتضمن إنشاء فرع مشرتك بني املؤسستني الجناز
مشروع أو لتدويل النشاط ...اخل ،يعترب منوا داخليا ألن عملية اإلنشاء هذه متت باستخدام وسائل منفصلة ارتبطت فيما بينها
بفعل العقد املربم بني املؤسستني.
-اشرتاك املؤسسة مع مؤسسة أخرى (أو عدة مؤسسات) يف حيازة مؤسسة مستقلة أو تويل السيطرة املشرتكة عليها بامتالك
حصص من رأمساهلا كافية لذلك يعترب منوا خارجيا ألن عملية احليازة هذه مشلت موارد مرتبطة فيما بينها.
.3إستراتجيات نمو المؤسسة:
عترب النمو هدفاً اسرتاتيجياً يتح ّقق على املدى البعيد ويتطلّب تسخرياً معترباً للموارد واإلمكانيات ،كما يتطلّب كذلك بذل
يُ ر
جمهودات تنظيمية كبرية واستمرارية يف حتقيق الفعالية ،ويهدف ذلك كلّه إىل االستفادة من االمتيازات اليت يُتيحها النمو على كل
املستويات.
.2.3اإلستراتيجيات العامة لنمو المؤسسة:
لكي تضمن املؤسسة دميومتها يف بيئتها التنافسية جيب أن حتقق ميزة تنافسية ،ويضع املنظر االسرتاتيجي Porterاملؤسسة
أمام حلني لتطوير امتيازا تنافسيا:
-إما أن تتخذ املؤسسة امتيازا مؤسسا على تدنئة التكاليف باقرتاح عرض بسعر اقل مما يعرض به املنافسون؛
-أو أن تكون املؤسسة قادرة على تقدمي عرض له خصائص مميزة حيس هبا الزبائن ،ويستعدون لدفع أكثر مقابل ذلك.
وميكن أن متارس االسرتاتيجيات أعاله على جممل قطاع النشاط أو على فرع معني منه.
الشكل رقم ( :)22االسرتاتيجيات العامة للنمو.
25
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
-2إستراتيجية الهيمنة الشاملة بالتكاليف :la domination globale par les couts
هتدف هذه اإلسرتاتيجية للسيطرة على السوق بتقدمي عرض منخفض التكلفة ،لتحقيق هذه اإلسرتاتيجية على املؤسسة اللعب
على حجم اإلنتاج الجناز أرباح مرتبطة بأثر اخلربة لذلك فإن هلذه اإلسرتاتيجية القدرة على متكني املؤسسة من احلصول على
حصة سوقية مهمة ،وبذلك تعترب من أهم اسرتاتيجيات النمو.
ومن أهم الطرق اليت تتبعها املؤسسة لتخفيض التكلفة:
-تنمية قيم تنظيمية تركز أساسا على االهتمام الواعي للعاملني بشان التكلفة ،إذ يهدف العاملون أساسا إىل ختفيض التكاليف
إىل أدىن حد ممكن؛
-تقدمي منتج أساسي دون أي نوع من الكماليات اإلضافية اليت تؤدي إىل زيادة تكلفة إنتاجه؛
-تعديل األنشطة والعمليات ذات التكلفة العالية ،كاستبدال العمليات اليدوية بأخرى رخيصة؛
-استخدام مواد أولية رخيصة دون املساس جبودة املنتج؛
-ختفيض تكاليف البحوث والتطوير واإلعالن.
-0إستراتيجية التميز :La différenciation
ترتكز إسرتاتيجية التميز على تقدمي عرض للمستهلك حيتوي خصائص مميزة وفريدة تظهر للمستهلك ويدركها ،وهذا التعريف
يشرتط جمموعة صفات يف هذا العرض:
-عرض فريد :جيب على املؤسسة مواجهة املنافسني بعرض حيتوي خصائص خمتلفة؛
-عرض مقيم :ال يكفي أن يكون العرض خمتلف مقارنة مع ما يعرضه املنافسني فيجب أن خيلق العرض قيمة إضافية للعمالء،
واليت ال يستطيع املنافسني خلقها أو تقليدها ،وينتج عن هذه القيمة اإلضافية ارتفاع يف سعر العرض بالضرورة؛
-القيمة مدركة ومعروفة :هذه القيمة املضافة املنشأة من املؤسسة جيب أن يدركها العمالء وينجذبون هلا؛
-العرض موجه لكل القطاع :جيب أن يوجه العرض لكل العمالء احملتملني يف القطاع ،فال يعقل أن خيلق عرض مميز بتكاليف
عالية جملموعة حمدودة جدا.
-3إستراتيجية التركيز :la concentration
هذه اإلسرتاتيجية التنافسية موجهة إىل قطاع حمدود من السوق املستهدف أو إىل جمموعة معينة من املشرتين دون غريهم
وتسعى املؤسسة اليت تتبع هذه اإلسرتاتيجية إىل االستفادة من ميزة تنافسية يف قطاع السوق املستهدف من خالل تقدمي
منتجات بأسعار أقل من املنافسني بالرتكيز على خفض التكلفة أو من خالل تقدمي منتجات متميزة من حيث اجلودة أو
املواصفات أو خدمة العمالء بالرتكيز على التميز.
تتميز هذه اإلسرتاتيجية بكوهنا جتعل املؤسسة قادرة على تلبية احتياجات جزء معني من السوق بفعالية أعلى من تلك
املؤسسات اليت ختدم كافة السوق ،ومتيل املؤسسات الصغرية هلذه اإلسرتاتيجية كوهنا تناسب إمكانياهتا.
.0.3اإلستراتيجيات الخاصة لنمو المؤسسة:
يف سنة 1199كان Ansoffأول من تعرض لالسرتاتيجيات اليت متكن املؤسسة من حتقيق النمو واليت حددها انطالقا من
االجتاهات املمكنة لنمو املؤسسة.
26
إعداد الدكتور :تي أحمد 0202/0202 محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة
فكما هو موضح من الشكل أن نتيجة التقاء أبعاد املنتج والسوق تتحدد اجتاهات منو املؤسسة كاآليت:
-توسيع عمالء املؤسسة مع احلفاظ على املنتجات احلالية؛ -التغلغل يف السوق احلايل للمؤسسة؛
-تطوير منتجات جديدة والتوسيع يف عمالء املؤسسة. -تطوير منتجات جديدة للعمالء احلاليني؛
إن اجتاهات النمو السابقة تضع املؤسسة أمام إسرتاتيجيتني للنمو مها إسرتاتيجية التخصص وإسرتاتيجية التنويع.
فتتبع املؤسسة إسرتاتيجية التخصص بالبقاء يف جمال نشاطها احلايل حيث تكون املؤسسة قادرة على ضمان استمرارية منوها
بالعمل على األزواج )منتوج/سوق( احلالية ،وذلك إما بتغلغلها فيها ،أو بتطوير منتجاهتا ،أو بالدخول إىل أسواق جديدة
(توسع جغرايف) ،وباملقابل فإن إسرتاتيجية التنويع تعين تغيري جمال نشاط املؤسسة احلايل أين تطمح املؤسسة النتهاز فرص منو.
-2إستراتيجية التخصص:
تعتمد هذه اإلسرتاتيجية على كفاءة املؤسسة يف األسواق واملنتجات احلالية حيث تركز هبا كل إمكانياهتا وجهودها هبدف
حتسني أداءها وحتقيق ميزة تنافسية حامسة ،وتأخذ هذه اإلسرتاتيجية ثالثة أشكال أساسية :إسرتاتيجية التغلغل ،إسرتاتيجية
التوسع األفقي (تطوير منتجات جديدة) ،واسرتاتيجيه التوسع العمودي (توسيع السوق).
-0إستراتيجية التنويع :stratégie de diversification
من أجل تفادي املخاطر املرتبطة بالتخصص فإن العديد من املؤسسات ختتار إسرتاجتية التنويع كخيار للنمو.
إسرتاتيجية التنويع تعين تلك التحركات اإلسرتاجتية اليت تتحقق عن طريق تغيري جمال النشاط االسرتاتيجي باألخذ بعني االعتبار
جمموعة جديدة من عوامل النجاح املفتاحية ،هذه التحركات ترتجم إما بتوسيع مهنة املؤسسة أو باملزج بني عدة مهن.
تعتمد إسرتاتيجية التنويع على تقسيم نشاطات املؤسسة على عدة أزواج من (منتوج/سوق) فهي متثل تغيري جذري ملهنة
املؤسسة وهي بذلك اإلسرتاتيجية األكثر خطرا ،هذه اإلسرتاتيجية تتبعها املؤسسات اليت تبحث دائما عن فرص تطور أعلى من
تلك املقدمة من طرف قطاعاهتا األصلية خاصة عندما يدخل هذا األخري يف مرحلة نضج.
27