Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫الباب الخامس‪ :‬المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي‬

‫إلى تاريخ صدور القانون عدد ‪ 71‬لسنة ‪ 1997‬المؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ، 1997‬كان‬


‫اإلطار القانوني لنشاط األصناف المهنية المذكورة غير واضح المعالم‪ ،‬و متسما بتشتت‬
‫النصوص عبر أحكام مجلة االلتزامات و العقود و المجلة التجارية و مجلة الحقوق العينية ‪،‬‬
‫وهي نصوص ال تنظم جميع المسائل المتعلقة بهم‪ ،‬بل تهتم بالمهام الموكولة للمنتصبين لحفظ‬
‫األشياء المتنازع فيها و أمناء الفلسات‪ ،‬دون بيان كيفية االنتماء إلى السلك و ال شروط ذلك و‬
‫ال كيفية ضبط أجورهم و ال خصوصية األحكام المتصلة بمسؤوليتهم‪ ،‬فجاء القانون المذكور‬
‫لسد ذلك الفراغ التشريعي‪ ،‬دون إلغاء النصوص السابقة‪ ،‬حيث اقتضى الفصل األول منه أن‬
‫المصفين و المؤتمنين العدليين و أمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين " يخضعون في ممارسة‬
‫مهامهم ألحكام هذا القانون والتشاريع الجاري بها العمل ما لم تتعارض معه ‪ ،".‬كما أنه في‬
‫باب ضبط واجبات كل من هؤالء األشخاص‪ ،‬جاء بالفصل ‪ 25‬من ذات القانون ما يلي‪« :‬يكون‬
‫كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي مسؤوال عن خطئه‬
‫الشخصي بمناسبة مباشرته لمهمته وفقا لقواعد القانون العام‪".‬‬
‫إلى جانب ما جاء بالفصل ‪ 24‬منه من تشبيه للمؤتمنين العدليين والمصفين وأمناء الفلسة‬
‫والمتصرفين القضائيين بالموظف العمومي على معنى الفصل ‪ 82‬من المجلة الجزائية‪ ،‬وذلك‬
‫لغاية تطبيق األحكام المتعلقة بالجرائم المرتكبة من قبل الموظفين العموميين عليهم‪.‬‬

‫وإذا كانت ممارسة كل مهنة من المهن المذكورة تخضع لنظام قانوني خاص بها (المبحث‬
‫الثاني) فإن المشرع التونسي أراد من خالل القانون عدد ‪ 71‬لسنة ‪ 1997‬وضع نظام قانوني‬
‫موحد لألصناف األربعة من مساعدي القضاء الواردة به لذلك وقع وضع أحكام عامة تنطبق‬
‫على كل من المصفين والمؤتمنين العدليين وأمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين على السواء‬
‫وبدون تمييز ولذلك وقع التنصيص أيضا على أن التشاريع الجاري بها العمل بخصوص‬
‫األصناف المذكورة تصبح الغية متى كانت متعارضة مع أحكام القانون عدد ‪ 71‬لسنة ‪1997‬‬
‫المشار له (المبحث األول)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األول‪ :‬األحكام المشتركة‬
‫المبحث ّ‬
‫تتناول هذه األحكام شروط ممارسة هذه المهن (الفقرة األولى)‪ ،‬الحقوق والواجبات (الفقرة‬
‫الثانية) والرقابة على السلك (الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط ممارسة مهام المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف‬
‫القضائي‬
‫يشترط في المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي أن تتوفر فيهم‬
‫الشروط الالزمة للترسيم بالقائمة وأن يقع ترسيمه بالقائمة وأن يؤدي اليمين‪.‬‬
‫شروط الترسيم بالقائمة‬ ‫أ‪-‬‬
‫يشترط للترسيم بقائمة المصفين والمؤتمنين العدليين أن يكون المترشح‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجنسية‪،‬‬ ‫تونسي‬ ‫‪1-‬‬
‫‪ 2-‬متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية ولم يسبق تفليسه او مؤاخذته جزائيا من أجل جريمة‬
‫قصدية‪،‬‬
‫الجمهورية‪،‬‬ ‫بتراب‬ ‫مقيما‬ ‫‪3-‬‬
‫بمهامه‪،‬‬ ‫القيام‬ ‫على‬ ‫وذهنيا‬ ‫بدنيا‬ ‫قادرا‬ ‫‪4-‬‬
‫‪ 5-‬أتم المرحلة األولى من التعليم العالي في مادة العلوم القانونية أو االقتصادية أو التصرف‬
‫التجارية‪.‬‬ ‫للدراسات‬ ‫العليا‬ ‫المعاهد‬ ‫او‬ ‫الكليات‬ ‫بإحدى‬ ‫وذلك‬
‫سنوات‪.‬‬ ‫خمس‬ ‫عن‬ ‫تقل‬ ‫ال‬ ‫لمدة‬ ‫فعلية‬ ‫بخبرة‬ ‫متمتعا‬ ‫‪6-‬‬
‫ويشترط للترسيم بقائمة أمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين عالوة على الشروط المبينة آنفا‬
‫ما عدا الشرطين المتعلقين بالمستوى العلمي وبالخبرة أن يكون المترشح‪:‬‬
‫أ ‪ -‬متحصال على األستاذية في العلوم القانونية أو االقتصادية أو التصرف من احدى الكليات‬
‫أو المعاهد العليا للدراسات التجارية أو شهادة معادلة إلحدى الشهائد المذكورة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬متمتعا بخبرة فعلية في ميدان التصرف أو إدارة المؤسسات ال تقل عن العشرة أعوام ‪.‬‬
‫المالحظ بالنسبة للشرطين األخيرين أن الفصل ‪ 4‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬قد زاوج بين‬
‫شرطي الخبرة العلمية والخبرة العملية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬الترسيم بالقائمة‬
‫تضمن الفصل ‪ 3‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬أن الترسيم بقائمة المصفي والمؤتمن العدلي‬
‫وأمين الفلسة والمتصرف القضائي يتم من طرف لجنة خاصة تضبط تركيبتها وطرق عملها‬
‫بقرار من وزير العدل تتولى دراسة مطالب الترسيم بالقائمة وإبداء الرأي فيها ثم تتم المصادقة‬
‫العدل‪.‬‬ ‫وزير‬ ‫من‬ ‫بقرار‬ ‫سنويا‬ ‫وضبطها‬ ‫المذكورة‬ ‫القائمة‬ ‫على‬
‫وتتضمن القائمتان أسماءهم وألقابهم واختصاصهم ومحالت مخابرتهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬أداء اليمين‬
‫يؤدي كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي الذي يقع‬
‫ترسيمه ألول مرة بإحدى القائمتين المبينتين بالفصل ‪ 3‬من هذا القانون أو عند إعادة ترسيمه‬
‫وقبل مباشرته ألية مأمورية أمام محكمة االستئناف بتونس اليمين التالية‪:‬‬
‫" أقسم باهلل العظيم أن أقوم بواجباتي بتفان ونزاهة وأن أحافظ على ما يوضع لدي من وثائق‬
‫وعلى األسرار التي اطلع عليها بمناسبة اضطالعي بمهامي‪( ".‬الفصل ‪ 5‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر‬
‫‪.)1997‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحقوق والواجبات المحمولة على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة‬
‫والمتصرف القضائي‬
‫يضبط القانون عدد ‪ 71‬لسنة ‪ 1997‬حقوق (ب) وواجبات كل من المصفي والمؤتمن العدلي‬
‫وأمين الفلسة والمتصرف القضائي (أ)‪.‬‬
‫أ‪ -‬الواجبات المحمولة على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف‬
‫القضائي‬
‫عددت الفصول من ‪ 20‬إلى ‪ 29‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬الواجبات المحمولة على كل‬
‫من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي والتي يمكن إجمالها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬يحجر على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي بما في ذلك القرين‬
‫واألصول والفروع واألقارب إلى الدرجة الثانية واألصهار أن يكتسب بالشراء أو باإلحالة‬
‫سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة شيئا من الحقوق التي باشر بشأنها مهامه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وإذا كان الفصل ‪ 20‬المذكور قد نص على انطباق أحكام الفصول من ‪ 566‬إلى ‪ 570‬من م‪ .‬ا‪.‬‬
‫ع‪ .‬على التصرفات القانونية المذكورة بما يعنيه ذلك من أنها باطلة بطالنا مطلقا فإن الفصل‬
‫‪ 32‬من نفس القانون قد دعم هذا الجزاء المدني بعقوبة جزائية تتسلط على من يخالف أحكام‬
‫الفصل ‪ 20‬المشار له وتتمثل في خطية يتراوح مقدارها بين ألف وعشرة آالف دينار‪.‬‬
‫‪ -2‬واجب المحافظة على السر المهني‪ :‬هذا الواجب الوارد بالفصل ‪ 21‬من قانون ‪ 1997‬يسري‬
‫في جميع المصفين والمؤتمنين العدليين وأمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين سواء المعينين‬
‫بالقائمة أو من خارجها بإذن من القاضي أو بدونه‪.‬‬
‫‪ -3‬واجب مواصلة المهام المسندة إليهم من طرف المحكمة إذ اقتضى الفصل ‪ 22‬من قانون‬
‫‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬أنه ال يمكن للمصفي أو المؤتمن العدلي أو أمين الفلسة أو المتصرف‬
‫القضائي أن يطلب إعفاءه من المهمة المسندة إليه إال لمانع أو تجريح قانوني أو لعذر يقبله‬
‫رئيس المحكمة‪.‬‬
‫‪ -4‬واجب التفرغ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 23‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬أنه يجوز للمحكمة عند‬
‫تعيين المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي أن يشترط عليه إنجاز‬
‫أعماله على سبيل التفرغ دون مباشرته أي نشاط آخر ترى أنه يتنافى وطبيعة المأمورية المسندة‬
‫إليه ويقع التنصيص على التفرغ للمأمورية‪.‬‬
‫‪ -5‬واجب النزاهة‪ :‬إن عدم االلتزام بواجب النزاهة من قبل المصفي يجعله تحت طائلة الفصل‬
‫‪ 82‬وما بعده من المجلة الجزائية ضرورة أن الفصل ‪ 24‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬شبه‬
‫المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي بالموظف العمومي على معنى‬
‫الفصل ‪ 82‬من المجلة الجزائية‪.‬‬
‫‪ -6‬واجب المحافظة على الوثائق والتقارير‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 26‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪1997‬‬
‫أنه يحافظ كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي على الوثائق‬
‫التي تسلمها بموجب مهمته ويرجعها فور استيفاء الحاجة منها‪ .‬كما اقتضى الفصل ‪ 29‬من‬
‫نفس القانون أنه يجب على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي أن‬
‫يحتفظ بنسخة من تقارير أعماله لمدة ‪ 10‬أعوام على األقل من تاريخ إيداعها وعليه تسليم نظير‬

‫‪4‬‬
‫منها بإذن من رئيس المحكمة على حساب طالبه وإذا أخل بهذا الواجب األخير ينتج عنه إيقاع‬
‫خطية بالمخالف يتراوح مقدارها بين خمسمائة و ألف دينار‪.‬‬
‫‪ -7‬واجب تأمين المسؤولية‪ :‬تضمن الفصل ‪ 39‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬إلزام كل مرسم‬
‫بالقائمة بأن يبرم عقد تأمين مسؤوليته المدنية الناتجة عن نشاطه‪.‬‬
‫هذا الواجب يجد أساسه في المبدأ المقرر في الفصل ‪ 25‬من نفس القانون والقاضي بأن كل من‬
‫المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي مسؤول عن خطئه الشخصي‬
‫بمناسبة مباشرته لمهمته وفقا لقواعد القانون العام‪.‬‬
‫واإلخالل بالواجب المذكور أي واجب تأمين المسؤولية يعرض المعني باألمر إلى عقوبتي‬
‫اإلنذار أو الشطب حسبما هو مقرر بالفقرة األخيرة من الفصل ‪ 39‬وبالفصل ‪ 25‬من قانون ‪11‬‬
‫نوفمبر ‪.1997‬‬
‫ب‪ -‬حقوق المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي‬
‫أهم حق هو الحق في األجرة‬
‫يقدم كل من المؤتمن العدلي والمتصرف القضائي وأمين الفلسة والمصفي لرئيس‬
‫المحكمة الذي عينه تقييما أوليا عن أجرته ويطلب في ضوئه تسبقة ال تتعدى في كل الحاالت‬
‫عشرين بالمائة من المبلغ التقديري ألجرته ويجدد الطلب كلما اقتضت الحاجة لذلك خالل‬
‫إنجازه للمأمورية على أن يقع خصم تلك المبالغ عند ضبط األجرة النهائية من طرف رئيس‬
‫المحكمة وقرار التسعيرة قابل في كل األحوال لالعتراض في ظرف ‪ 8‬أيام من تاريخ اإلعالم‬
‫به‪.‬‬
‫ويمكن لرئيس المحكمة أن يأذن بحجز التقرير النهائي بكتابة المحكمة واالمتناع عن تسليم نسخ‬
‫منه ما لم تدفع للمصفي كامل أجرته المعدلة‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الرقابة المسلطة على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف‬
‫القضائي‬
‫هناك نوعان من الرقابة التي يخضع لها كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة‬
‫والمتصرف القضائي عند القيام بمهامه إحداهما رقابة إدارية (أ) واألخرى رقابة قضائية (ب)‪.‬‬
‫أ الرقابة اإلدارية‬

‫‪5‬‬
‫يخضع أصحاب هذه المهن إلى رقابة إدارية يمارسها وزير العدل والرئيس األول لمحكمة‬
‫االستئناف وأخرى تمارسها لجنة الفصل ‪ 3‬من قانون عدد ‪ 71‬لسنة ‪.1997‬‬
‫فقد جاء بالفصل ‪ 35‬من القانون المذكور أنه يتولى الرئيس األول لمحكمة االستئناف الكائن‬
‫بدائرتها مكتب كل من وقع ترسيمه بإحدى القائمتين المشار إليهما بالفصل ‪ 3‬من هذا القانون‬
‫إعالم وزير العدل بوفاته أو تخليه عن العمل أو بعجزه البدني أو بقصوره المهني أو بإخالله‬
‫بواجباته المهنية أو بكل تتبع جزائي ضده بناء على ما يرد عليه من تقارير المحاكم والسلط‬
‫اإلدارية أو شكايات المواطنين والمتعاملين مع القضاء‪.‬‬
‫وإخالل هؤالء بواجباتهم المهنية يترتب عنه حسب الفصل ‪ 25‬من القانون سابق الذكر إما‬
‫اإلنذار الذي يسلطه الرئيس األول لمحكمة االستئناف الكائن بدائرتها مكتب المعني باألمر أو‬
‫الشطب من القائمة الذي يقرره وزير العدل وذلك بعد أن يطلب من المعني باألمر تقديم ما له‬
‫من ملحوظات كتابية‪.‬‬
‫تجد اإلشارة إلى أن لجنة الفصل ‪ 3‬من قانون ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1997‬تقوم بفحص حالة كل مرسم‬
‫بالقائمة للتأكد من أنه ال تزال تتوفر فيه الشروط المطلوبة ومن أنه يقوم بالواجبات المفروضة‬
‫عليه على الوجه األكمل (الفصل ‪.)34‬‬
‫وعلى هذا األساس "تتولى اللجنة المشار إليها بالفصل الثالث من هذا القانون اقتراح استبعاد‬
‫كل من فقد شرطا من شروط الترسيم او أظهر خالل ممارسته لنشاطه انحيازا أو تقاعسا أو‬
‫قصورا أو ارتكب خطأ فادحا يقتضي شطبه من القائمة كما تبدي رأيها في كل المسائل التي‬
‫يعرضها عليها وزير العدل‪( "...‬الفصل ‪.)6‬‬
‫ويتضمن هذا الفصل السادس بيان سبب الشطب وهما‪ :‬فقدان أحد شروط الترسيم (الذي ال‬
‫يتكون منه خطأ تأديبي كما سبق بيانه)‪ ،‬وارتكاب هفوة تأديبية موجبة للشطب‪ ،‬وقد تكفل‬
‫المشرع بضبط قائمة األفعال الموجبة للشطب محاوال إحاطتها بالدقة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬نشير إلى أحكام الفصل ‪ 25‬السالف الذكر‪ ،‬والذي ينص على تسليط إحدى‬
‫العقوبتين التأديبية على كل من "يخل بواجب المهمة" وفي اعتقادنا فإنه يجب ربط أحكام‬
‫الفصلين ‪ 6‬و‪ 25‬ببعضهما حتى يتسنى التوصل إلى فهم منطقي لكليهما‪ ،‬فاألخطاء الواردة‬

‫‪6‬‬
‫بالفصل ‪ 6‬ال تعدو أن تكون إخالال بواجب المهمة على معنى الفصل ‪ ،25‬ويؤدي إلى نتيجة‬
‫حتمية‪ ،‬وهي أن اإلخالالت بواجب المهمة صنفان‪:‬‬
‫‪-‬صنف أول خطير‪ ،‬منصوص عليه بالفصل ‪ ،6‬وعقابه الشطب‪.‬‬
‫‪ -‬صنف ثان أقل خطرا‪ ،‬هو ما تبقى من األخطاء المنصوص عليها بالفصل ‪ ،25‬وعقابها‬
‫اإلنذار‪ .‬وبهذا نعطي معنى منطقيا لكال الفصلين‪ .‬خصوصا وأنه من المفروض أن ال يكون‬
‫نفس الخطأ موجبا لعقابين مختلفين بالخيار‪ .‬ولكن يالحظ وجود صنف من األخطاء الواردة‬
‫بالفصلين ‪ 39‬و‪ 40‬والتي أحال المشرع بشأنها إلى أحكام الفصل ‪ 25‬من قانون ‪ 1997‬مع‬
‫التنصيص على جواز تطبيق أي واحد من العقابين الواردين بالفصل ‪ 25‬المذكور عليها‪ ،‬ففي‬
‫صورة عدم تأمين المسؤولية المدنية‪ ،‬يمكن عمال بالفصلين ‪ 39‬و‪ 25‬إما تسليط عقوبة اإلنذار‬
‫على المصفي أو المؤتمن العدلي أو أمين الفلسة أو المتصرف القضائي المخالف‪ ،‬وإما بالصعود‬
‫بالعقاب إلى التشطيب‪ .‬وال نرى في هذا التكريس النصي للخيار بين العقوبات المتعددة لنفس‬
‫الفعل سوى فتحا لألبواب أمام احتماالت تطبيق القانون بطرق مختلفة على أشخاص ارتكبوا‬
‫نفس الفعل‪ ،‬وهو منفذ نحو انعدام المساواة‪.‬‬
‫و يالحظ باإلضافة إلى عدم وضوح سلم العقوبات رافقه انعدام إمكانية االختيار بين عدة‬
‫عقوبات متفاوتة الدرجات بسبب قلة الخيارات المطروحة‪ ،‬فالنص التشريعي ال يبيح سوى‬
‫االختيار بين عقوبة دنيا (اإلنذار) و عقوبة قصوى (الشطب) و هو ما ال يسمح بتطبيق مبدأ‬
‫مالئمة العقوبات و تناسبها مع خطورة الخطأ و خطورة مرتكب الخطأ‪ ،‬وقد كان بإمكان‬
‫المشرع االقتداء بقانون المحاماة الذي جعل العقوبات في ستة درجات كاملة‪ ،‬و من ناحية أخرى‬
‫فإنه يعاب على المشرع أن ه لم يراع بعض االعتبارات الخاصة عند تقدير العقوبة‪ ،‬و أهمها‬
‫العود إذ لم ينص عليه كظرف تشديد‪ ،‬و من ثمة فإن من يرتكب خطآ موجبا لإلنذار‪ ،‬ثم يكرره‬
‫عد ة مرات يبقى دائما عرضة لعقوبة اإلنذار‪ ،‬و ال يمكن أن يصبح عرضة للشطب‪ ،‬طالما أن‬
‫صنف الخطأ لم يتغير‪.‬‬
‫ب الرقابة القضائية‬

‫‪7‬‬
‫ميزة هذه الرقابة أنها خاصة بكل مأمورية ينتدب لها المصفي أو المؤتمن العدلي أو‬
‫أمين الفلسة أو المتصرف القضائي خالفا للرقابة اإلدارية التي تمتد على كامل الفترة التي يكون‬
‫فيها هؤالء األشخاص بحالة مباشرة‪.‬‬
‫ويخضع كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي مبدئيا لرقابة‬
‫رئيس المحكمة التي باشر مأموريته أو مهمته بدائرتها ويتولى رئيس المحكمة المتعهد بالنظر‬
‫إعالم النيابة العمومية بكل ما يكتشفه من إخالالت أو تجاوزات يقوم بها المصفي عند مباشرته‬
‫للمأمورية التي كلف بها (الفصل ‪ 30‬من قانون ‪ .)1997‬لكن باإلضافة لهذه الرقابة فإنهم‬
‫يخضعون كذلك في مباشرة مهامهم إلى رقابة القاضي المراقب‪ .‬الذي تعهد له مهمة مراقبة‬
‫عملية التصفية أو االئتمان أو الفلسة أو التصرف القضائي‪.‬‬
‫وإذا كان القانون عدد ‪ 71‬لسنة ‪ 1997‬قد وضع نظاما قانونيا موحدا وأحكاما عامة‬
‫تنطبق على كل من المصفين والمؤتمنين العدليين وأمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين فإن‬
‫ذلك لم يمنع من مراعاة خصوصية كل صنف تبعا الختالف المهام المسندة له‪ .‬لذلك سنتعرض‬
‫لألحكام الخاصة المتعلقة بكل مهنة على حدة‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like