Professional Documents
Culture Documents
الأحكام المشتركة
الأحكام المشتركة
وإذا كانت ممارسة كل مهنة من المهن المذكورة تخضع لنظام قانوني خاص بها (المبحث
الثاني) فإن المشرع التونسي أراد من خالل القانون عدد 71لسنة 1997وضع نظام قانوني
موحد لألصناف األربعة من مساعدي القضاء الواردة به لذلك وقع وضع أحكام عامة تنطبق
على كل من المصفين والمؤتمنين العدليين وأمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين على السواء
وبدون تمييز ولذلك وقع التنصيص أيضا على أن التشاريع الجاري بها العمل بخصوص
األصناف المذكورة تصبح الغية متى كانت متعارضة مع أحكام القانون عدد 71لسنة 1997
المشار له (المبحث األول).
1
األول :األحكام المشتركة
المبحث ّ
تتناول هذه األحكام شروط ممارسة هذه المهن (الفقرة األولى) ،الحقوق والواجبات (الفقرة
الثانية) والرقابة على السلك (الفقرة الثالثة).
الفقرة األولى :شروط ممارسة مهام المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف
القضائي
يشترط في المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي أن تتوفر فيهم
الشروط الالزمة للترسيم بالقائمة وأن يقع ترسيمه بالقائمة وأن يؤدي اليمين.
شروط الترسيم بالقائمة أ-
يشترط للترسيم بقائمة المصفين والمؤتمنين العدليين أن يكون المترشح: -
الجنسية، تونسي 1-
2-متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية ولم يسبق تفليسه او مؤاخذته جزائيا من أجل جريمة
قصدية،
الجمهورية، بتراب مقيما 3-
بمهامه، القيام على وذهنيا بدنيا قادرا 4-
5-أتم المرحلة األولى من التعليم العالي في مادة العلوم القانونية أو االقتصادية أو التصرف
التجارية. للدراسات العليا المعاهد او الكليات بإحدى وذلك
سنوات. خمس عن تقل ال لمدة فعلية بخبرة متمتعا 6-
ويشترط للترسيم بقائمة أمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين عالوة على الشروط المبينة آنفا
ما عدا الشرطين المتعلقين بالمستوى العلمي وبالخبرة أن يكون المترشح:
أ -متحصال على األستاذية في العلوم القانونية أو االقتصادية أو التصرف من احدى الكليات
أو المعاهد العليا للدراسات التجارية أو شهادة معادلة إلحدى الشهائد المذكورة.
ب -متمتعا بخبرة فعلية في ميدان التصرف أو إدارة المؤسسات ال تقل عن العشرة أعوام .
المالحظ بالنسبة للشرطين األخيرين أن الفصل 4من قانون 11نوفمبر 1997قد زاوج بين
شرطي الخبرة العلمية والخبرة العملية.
2
ب -الترسيم بالقائمة
تضمن الفصل 3من قانون 11نوفمبر 1997أن الترسيم بقائمة المصفي والمؤتمن العدلي
وأمين الفلسة والمتصرف القضائي يتم من طرف لجنة خاصة تضبط تركيبتها وطرق عملها
بقرار من وزير العدل تتولى دراسة مطالب الترسيم بالقائمة وإبداء الرأي فيها ثم تتم المصادقة
العدل. وزير من بقرار سنويا وضبطها المذكورة القائمة على
وتتضمن القائمتان أسماءهم وألقابهم واختصاصهم ومحالت مخابرتهم.
ج -أداء اليمين
يؤدي كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي الذي يقع
ترسيمه ألول مرة بإحدى القائمتين المبينتين بالفصل 3من هذا القانون أو عند إعادة ترسيمه
وقبل مباشرته ألية مأمورية أمام محكمة االستئناف بتونس اليمين التالية:
" أقسم باهلل العظيم أن أقوم بواجباتي بتفان ونزاهة وأن أحافظ على ما يوضع لدي من وثائق
وعلى األسرار التي اطلع عليها بمناسبة اضطالعي بمهامي( ".الفصل 5من قانون 11نوفمبر
.)1997
الفقرة الثانية :الحقوق والواجبات المحمولة على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة
والمتصرف القضائي
يضبط القانون عدد 71لسنة 1997حقوق (ب) وواجبات كل من المصفي والمؤتمن العدلي
وأمين الفلسة والمتصرف القضائي (أ).
أ -الواجبات المحمولة على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف
القضائي
عددت الفصول من 20إلى 29من قانون 11نوفمبر 1997الواجبات المحمولة على كل
من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي والتي يمكن إجمالها كاآلتي:
-1يحجر على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي بما في ذلك القرين
واألصول والفروع واألقارب إلى الدرجة الثانية واألصهار أن يكتسب بالشراء أو باإلحالة
سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة شيئا من الحقوق التي باشر بشأنها مهامه.
3
وإذا كان الفصل 20المذكور قد نص على انطباق أحكام الفصول من 566إلى 570من م .ا.
ع .على التصرفات القانونية المذكورة بما يعنيه ذلك من أنها باطلة بطالنا مطلقا فإن الفصل
32من نفس القانون قد دعم هذا الجزاء المدني بعقوبة جزائية تتسلط على من يخالف أحكام
الفصل 20المشار له وتتمثل في خطية يتراوح مقدارها بين ألف وعشرة آالف دينار.
-2واجب المحافظة على السر المهني :هذا الواجب الوارد بالفصل 21من قانون 1997يسري
في جميع المصفين والمؤتمنين العدليين وأمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين سواء المعينين
بالقائمة أو من خارجها بإذن من القاضي أو بدونه.
-3واجب مواصلة المهام المسندة إليهم من طرف المحكمة إذ اقتضى الفصل 22من قانون
11نوفمبر 1997أنه ال يمكن للمصفي أو المؤتمن العدلي أو أمين الفلسة أو المتصرف
القضائي أن يطلب إعفاءه من المهمة المسندة إليه إال لمانع أو تجريح قانوني أو لعذر يقبله
رئيس المحكمة.
-4واجب التفرغ :اقتضى الفصل 23من قانون 11نوفمبر 1997أنه يجوز للمحكمة عند
تعيين المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي أن يشترط عليه إنجاز
أعماله على سبيل التفرغ دون مباشرته أي نشاط آخر ترى أنه يتنافى وطبيعة المأمورية المسندة
إليه ويقع التنصيص على التفرغ للمأمورية.
-5واجب النزاهة :إن عدم االلتزام بواجب النزاهة من قبل المصفي يجعله تحت طائلة الفصل
82وما بعده من المجلة الجزائية ضرورة أن الفصل 24من قانون 11نوفمبر 1997شبه
المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي بالموظف العمومي على معنى
الفصل 82من المجلة الجزائية.
-6واجب المحافظة على الوثائق والتقارير :اقتضى الفصل 26من قانون 11نوفمبر 1997
أنه يحافظ كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي على الوثائق
التي تسلمها بموجب مهمته ويرجعها فور استيفاء الحاجة منها .كما اقتضى الفصل 29من
نفس القانون أنه يجب على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي أن
يحتفظ بنسخة من تقارير أعماله لمدة 10أعوام على األقل من تاريخ إيداعها وعليه تسليم نظير
4
منها بإذن من رئيس المحكمة على حساب طالبه وإذا أخل بهذا الواجب األخير ينتج عنه إيقاع
خطية بالمخالف يتراوح مقدارها بين خمسمائة و ألف دينار.
-7واجب تأمين المسؤولية :تضمن الفصل 39من قانون 11نوفمبر 1997إلزام كل مرسم
بالقائمة بأن يبرم عقد تأمين مسؤوليته المدنية الناتجة عن نشاطه.
هذا الواجب يجد أساسه في المبدأ المقرر في الفصل 25من نفس القانون والقاضي بأن كل من
المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي مسؤول عن خطئه الشخصي
بمناسبة مباشرته لمهمته وفقا لقواعد القانون العام.
واإلخالل بالواجب المذكور أي واجب تأمين المسؤولية يعرض المعني باألمر إلى عقوبتي
اإلنذار أو الشطب حسبما هو مقرر بالفقرة األخيرة من الفصل 39وبالفصل 25من قانون 11
نوفمبر .1997
ب -حقوق المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي
أهم حق هو الحق في األجرة
يقدم كل من المؤتمن العدلي والمتصرف القضائي وأمين الفلسة والمصفي لرئيس
المحكمة الذي عينه تقييما أوليا عن أجرته ويطلب في ضوئه تسبقة ال تتعدى في كل الحاالت
عشرين بالمائة من المبلغ التقديري ألجرته ويجدد الطلب كلما اقتضت الحاجة لذلك خالل
إنجازه للمأمورية على أن يقع خصم تلك المبالغ عند ضبط األجرة النهائية من طرف رئيس
المحكمة وقرار التسعيرة قابل في كل األحوال لالعتراض في ظرف 8أيام من تاريخ اإلعالم
به.
ويمكن لرئيس المحكمة أن يأذن بحجز التقرير النهائي بكتابة المحكمة واالمتناع عن تسليم نسخ
منه ما لم تدفع للمصفي كامل أجرته المعدلة.
الفقرة الثالثة :الرقابة المسلطة على المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف
القضائي
هناك نوعان من الرقابة التي يخضع لها كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة
والمتصرف القضائي عند القيام بمهامه إحداهما رقابة إدارية (أ) واألخرى رقابة قضائية (ب).
أ الرقابة اإلدارية
5
يخضع أصحاب هذه المهن إلى رقابة إدارية يمارسها وزير العدل والرئيس األول لمحكمة
االستئناف وأخرى تمارسها لجنة الفصل 3من قانون عدد 71لسنة .1997
فقد جاء بالفصل 35من القانون المذكور أنه يتولى الرئيس األول لمحكمة االستئناف الكائن
بدائرتها مكتب كل من وقع ترسيمه بإحدى القائمتين المشار إليهما بالفصل 3من هذا القانون
إعالم وزير العدل بوفاته أو تخليه عن العمل أو بعجزه البدني أو بقصوره المهني أو بإخالله
بواجباته المهنية أو بكل تتبع جزائي ضده بناء على ما يرد عليه من تقارير المحاكم والسلط
اإلدارية أو شكايات المواطنين والمتعاملين مع القضاء.
وإخالل هؤالء بواجباتهم المهنية يترتب عنه حسب الفصل 25من القانون سابق الذكر إما
اإلنذار الذي يسلطه الرئيس األول لمحكمة االستئناف الكائن بدائرتها مكتب المعني باألمر أو
الشطب من القائمة الذي يقرره وزير العدل وذلك بعد أن يطلب من المعني باألمر تقديم ما له
من ملحوظات كتابية.
تجد اإلشارة إلى أن لجنة الفصل 3من قانون 11نوفمبر 1997تقوم بفحص حالة كل مرسم
بالقائمة للتأكد من أنه ال تزال تتوفر فيه الشروط المطلوبة ومن أنه يقوم بالواجبات المفروضة
عليه على الوجه األكمل (الفصل .)34
وعلى هذا األساس "تتولى اللجنة المشار إليها بالفصل الثالث من هذا القانون اقتراح استبعاد
كل من فقد شرطا من شروط الترسيم او أظهر خالل ممارسته لنشاطه انحيازا أو تقاعسا أو
قصورا أو ارتكب خطأ فادحا يقتضي شطبه من القائمة كما تبدي رأيها في كل المسائل التي
يعرضها عليها وزير العدل( "...الفصل .)6
ويتضمن هذا الفصل السادس بيان سبب الشطب وهما :فقدان أحد شروط الترسيم (الذي ال
يتكون منه خطأ تأديبي كما سبق بيانه) ،وارتكاب هفوة تأديبية موجبة للشطب ،وقد تكفل
المشرع بضبط قائمة األفعال الموجبة للشطب محاوال إحاطتها بالدقة.
وفي هذا اإلطار ،نشير إلى أحكام الفصل 25السالف الذكر ،والذي ينص على تسليط إحدى
العقوبتين التأديبية على كل من "يخل بواجب المهمة" وفي اعتقادنا فإنه يجب ربط أحكام
الفصلين 6و 25ببعضهما حتى يتسنى التوصل إلى فهم منطقي لكليهما ،فاألخطاء الواردة
6
بالفصل 6ال تعدو أن تكون إخالال بواجب المهمة على معنى الفصل ،25ويؤدي إلى نتيجة
حتمية ،وهي أن اإلخالالت بواجب المهمة صنفان:
-صنف أول خطير ،منصوص عليه بالفصل ،6وعقابه الشطب.
-صنف ثان أقل خطرا ،هو ما تبقى من األخطاء المنصوص عليها بالفصل ،25وعقابها
اإلنذار .وبهذا نعطي معنى منطقيا لكال الفصلين .خصوصا وأنه من المفروض أن ال يكون
نفس الخطأ موجبا لعقابين مختلفين بالخيار .ولكن يالحظ وجود صنف من األخطاء الواردة
بالفصلين 39و 40والتي أحال المشرع بشأنها إلى أحكام الفصل 25من قانون 1997مع
التنصيص على جواز تطبيق أي واحد من العقابين الواردين بالفصل 25المذكور عليها ،ففي
صورة عدم تأمين المسؤولية المدنية ،يمكن عمال بالفصلين 39و 25إما تسليط عقوبة اإلنذار
على المصفي أو المؤتمن العدلي أو أمين الفلسة أو المتصرف القضائي المخالف ،وإما بالصعود
بالعقاب إلى التشطيب .وال نرى في هذا التكريس النصي للخيار بين العقوبات المتعددة لنفس
الفعل سوى فتحا لألبواب أمام احتماالت تطبيق القانون بطرق مختلفة على أشخاص ارتكبوا
نفس الفعل ،وهو منفذ نحو انعدام المساواة.
و يالحظ باإلضافة إلى عدم وضوح سلم العقوبات رافقه انعدام إمكانية االختيار بين عدة
عقوبات متفاوتة الدرجات بسبب قلة الخيارات المطروحة ،فالنص التشريعي ال يبيح سوى
االختيار بين عقوبة دنيا (اإلنذار) و عقوبة قصوى (الشطب) و هو ما ال يسمح بتطبيق مبدأ
مالئمة العقوبات و تناسبها مع خطورة الخطأ و خطورة مرتكب الخطأ ،وقد كان بإمكان
المشرع االقتداء بقانون المحاماة الذي جعل العقوبات في ستة درجات كاملة ،و من ناحية أخرى
فإنه يعاب على المشرع أن ه لم يراع بعض االعتبارات الخاصة عند تقدير العقوبة ،و أهمها
العود إذ لم ينص عليه كظرف تشديد ،و من ثمة فإن من يرتكب خطآ موجبا لإلنذار ،ثم يكرره
عد ة مرات يبقى دائما عرضة لعقوبة اإلنذار ،و ال يمكن أن يصبح عرضة للشطب ،طالما أن
صنف الخطأ لم يتغير.
ب الرقابة القضائية
7
ميزة هذه الرقابة أنها خاصة بكل مأمورية ينتدب لها المصفي أو المؤتمن العدلي أو
أمين الفلسة أو المتصرف القضائي خالفا للرقابة اإلدارية التي تمتد على كامل الفترة التي يكون
فيها هؤالء األشخاص بحالة مباشرة.
ويخضع كل من المصفي والمؤتمن العدلي وأمين الفلسة والمتصرف القضائي مبدئيا لرقابة
رئيس المحكمة التي باشر مأموريته أو مهمته بدائرتها ويتولى رئيس المحكمة المتعهد بالنظر
إعالم النيابة العمومية بكل ما يكتشفه من إخالالت أو تجاوزات يقوم بها المصفي عند مباشرته
للمأمورية التي كلف بها (الفصل 30من قانون .)1997لكن باإلضافة لهذه الرقابة فإنهم
يخضعون كذلك في مباشرة مهامهم إلى رقابة القاضي المراقب .الذي تعهد له مهمة مراقبة
عملية التصفية أو االئتمان أو الفلسة أو التصرف القضائي.
وإذا كان القانون عدد 71لسنة 1997قد وضع نظاما قانونيا موحدا وأحكاما عامة
تنطبق على كل من المصفين والمؤتمنين العدليين وأمناء الفلسة والمتصرفين القضائيين فإن
ذلك لم يمنع من مراعاة خصوصية كل صنف تبعا الختالف المهام المسندة له .لذلك سنتعرض
لألحكام الخاصة المتعلقة بكل مهنة على حدة.
8