Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫فضل العلم الشرعي‬

‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬


‫سيد ولد‬ ‫الحمد هلل الذي خلق اإلنسان‪ ،‬وأكرمه بالعلم والبيان‪ ،‬وأقام الحجة عليه بالسنة والقرآن‪ ،‬والصالة والسالم على ِ‬
‫َعدنان‪ ،‬وعلى آله وأصحابه الكرام إلى يوم حساب اإلنس والجان‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫س ِإَّل ِل َيع ُبدو ِن * َما أ ِريد ِمن ُه ْم ِمن ِرز ٍق َو َما‬
‫فإن هللا تعالى أكرم الجن واإلنس بالتكليف‪ ،‬قال تعالى ‪َ ﴿:‬و َما خلقت الجن َواإلن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ َ ْ ُ ْ ُ ن َّ َّ َ ُ َ َّ َّ ُ ُ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫الرزاق ذو الق َّو ِة اْل ِتين ﴾ [الذاريات‪].58 - 56 :‬‬ ‫أ ِريد أن يط ِعمو ِ * ِإن الله هو‬

‫حقه ‪ -‬الذي هو إفراده بالعبادة ‪ -‬إذ‬ ‫قرن شهادتهم بشهادته‬ ‫أن هللا تعالى رفع مقام العلماء؛ بأن َ‬ ‫أوًَّل ‪َّ :‬‬
‫وشهادة مالئكته على ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ﴾ [آل عمران‪].18 :‬‬‫الل ُه َأ َّن ُه ََّل إ َل َه إ ََّّل ُه َو َو ْاْلَ َالئ َك ُة َو ُأ ُولو ْالع ْلم َقائ ًما ب ْالق ْسط ََّل إ َل َه إ ََّّل ُه َو ْال َعز ُيز ْال َحك ُ‬
‫َ َ َّ‬
‫قال ‪ ﴿:‬ش ِهد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً َ‬
‫العاملين في الدنيا وفي اآلخرة؛ إذ قال ‪ ﴿:‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا‬ ‫ِ‬ ‫ثانيا ‪:‬ذكر تعالى أنه َيرفع علماء الشريعة‬
‫ْ ْ َ َ‬
‫ات ﴾ [اْلجادلة‪].11 :‬‬ ‫ال ِعل َم د َرج ٍ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َ ْ َّ‬


‫ض ِل الل ِه َو ِب َر ْح َم ِت ِه ف ِبذ ِل َك فل َيف َر ُحوا ُه َو خ ْي ٌر ِم َّما َي ْج َم ُعون ﴾‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬اآلية ‪ ﴿:‬قل ِبف‬
‫♦السورة ورقم اآلية ‪:‬يونس (‪58‬‬
‫الله‪ْ :‬اإل ْس َال ُم‪َ ،‬و َر ْح َم ُته‪ُ:‬‬
‫َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ ُ َّ ْ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ ُ َّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬ورحمته‪ :‬تزِيينه ِفي القل ِب‪ .‬وقال خ ِالد بن معدان‪ :‬فضل ِ ِ‬ ‫قال ابن عمر‪ :‬فضل الل ِه‪ِ :‬‬
‫ُّ َ ُ َ َ َ ْ ُ َّ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َّ ُ‬
‫اإليمان‪ ،‬ورحمته‪ :‬الجنة‪.‬‬ ‫السنن‪ .‬و ِقيل‪ :‬فضل الل ِه‪ِ :‬‬
‫فبذلك فليفرح اْلؤمنون فهو خير مما يجمعونه من األموال‬

‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫رابعا ‪َ :‬‬


‫بالخشي ِة منه سبحانه‪ ،‬وباإليمان بكتابه؛ إذ قال‪ِ ﴿ :‬إن َما َيخش ى‬ ‫َ‬ ‫علماء الشريعة اْلخلصين‬ ‫وصف سبحانه وتعالى‬
‫َّ َّ َّ ُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ ُ ُ َ َّ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫ْ َُ َ ُ‬ ‫َّ َ ْ َ‬
‫اسخون ِفي ال ِعل ِم َيقولون َآمنا ِب ِه ك ٌّل ِم ْن ِعن ِد َرِبنا َو َما َيذك ُر ِإَّل أولو‬
‫الله ِمن ِعب ِاد ِه العلماء ﴾ [فاطر‪ ،]28 :‬وقال‪ ﴿ :‬والر ِ‬
‫اب ﴾ [آل عمران‪].7 :‬‬ ‫ْ َْ َ‬
‫األلب ِ‬
‫َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بيت من بيوت هللا؛ َيتلون‬ ‫خامسا ‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬ما اجتمع ٌ‬
‫كتاب هللا ويتدارسونه بينهم‪ ،‬إَّل حفتهم‬ ‫قوم في ٍ‬
‫فيمن عنده))؛ أي‪َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫مجالس العلم بهذه‬ ‫ُّ‬
‫ختص‬ ‫إن هللا َي‬ ‫السكينة‪ ،‬وذكرهم هللا َ‬
‫ونزلت عليهم َّ‬ ‫الرحمة‪،‬‬ ‫َ‬
‫وغشيتهم‬ ‫اْلالئكة‪،‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يأت للعلم‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬هم الجلساء َّل‬ ‫رواية أن اْلالئكة قالت هلل تعالى‪(( :‬إن منهم فالنا‪ ،‬لم ِ‬
‫ٍ‬ ‫الفضائل العظيمة‪ ،‬وفي‬
‫جليسهم))‪ ،‬أو كما قال عليه السالم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َيشقى بهم‬
‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬
‫ضيعها‪ ،‬كان في أسفل سافلين في الجحيم والحميم‪،‬‬ ‫جنات النعيم‪ ،‬ومن َّ‬ ‫العبودية هلل‪ ،‬كان في أعلى ِع ِليين في‬ ‫فمن حق َق‬
‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫العبودية في الدنيا على الوجه‬ ‫يحقق‬
‫وقد ذكر اإلمام ابن القيم رحمه هللا في كتابه "طريق الهجرتين"‪ :‬أن اإلنسان َّل يمكن أن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫الطريق‪،‬‬ ‫مدينة ما‪َّ ،‬ل َّبد أن تعرف‬
‫ٍ‬ ‫تصل إلى‬
‫الذي يرضيه سبحانه إَّل بالقوة العلمية والقوة العملية؛ فمثال إذا أردت أن ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واْلالية لتصل إليها‪ ،‬كذلك جنات هللا تعالى‪ ،‬فال َّبد أن تعلم شروط دخولها؛ التي هي توحيد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫البدنية‬ ‫وأن تكون لك القوة‬
‫واجتناب نهيه‪ ،‬وهذا كله بفضله تعالى ورحمته‬
‫ِ‬ ‫أمره‬
‫واتقاؤه تعالى؛ بامتثال ِ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫واتباع‬
‫هللا تعالى‪ِ ،‬‬
‫ُُْ َ ُ َ‬ ‫وتوفيقه‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وت ْل َك ْال َج َّن ُة َّالتي ُأور ْث ُت ُم َ‬
‫وها ِب َما كنت ْم ت ْع َملون ﴾ [الزخرف‪].72 :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

You might also like