Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 170

‫‪1‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫خُذهُاُبقُوةُ‬
‫اكتشفْ السـر األعـظم للنجاح‬
‫‪1‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫خُذهُاُبقُوةُ‬
‫اكتشفْ السـر األعـظم للنجاح‬
‫‪1‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫خُذهُاُبقُوةُ‬
‫اكتشفْ السـر األعـظم للنجاح‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪2‬‬

‫مممممممممممممممممممممممم م‬ ‫اسممممم الكتممممم ‪ :‬خمممممممممممممممممممممممم م‬


‫التممأليممممممممممممممممممممم ‪ :‬حسمممممممممممم م عبمممممممممممم م ال مممممممممممم م‬
‫اتيممممممممممممممممممممممممم‬ ‫ال مممممممم ‪ :‬تن يممممممممممممممممممممممممم‬ ‫نمممممم م‬
‫عبممممر اإنترنمممم‬ ‫مراج ممم م لغ ممم م ‪ :‬سمم م اخ لاتمممم م‬
‫نممممممم م ‪ :‬ع مممممممممممممر سممممممممممممم ل سممممممممممممم اخ‬ ‫إخمممممممممرا‬
‫‪2020/ 13839‬‬ ‫رقممممممم اإ ممممممم ا ‪:‬‬
‫‪978-977-835-203-0‬‬ ‫التمممممرقي المممم ل ‪:‬‬
‫لانتمممر الت ز م م‬ ‫الن شمممممممممممممممممممممممممر‪ :‬دار زح م م بتم م‬
‫– مصر‬ ‫‪ 15‬ش السب ق – م ل ال ر الن – مصر الج‬

‫‪Facebook‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لانتر‬ ‫بت‬ ‫دار زح‬


‫‪Email‬‬ ‫‪za7ma-kotab@hotmail.com‬‬
‫‪Tel‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪002 01205100596‬‬
‫‪002 01100662595‬‬

‫ج ي ح ق الطب النتر محف ظ ©‬


‫ل ار زح بت لانتر‬

‫ه ال د أي شك‬ ‫ال حق ألي جه طب أ نسخ أ ي‬


‫لك رض نفسه لا س ءل ال ن ني‬ ‫من األشك ل من ف‬
‫‪3‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫خذها بقوة‬
‫اكتشفْ السرّ األعظم للنجاح‬
‫ُ‬
‫‪ 7‬فيتامينات لتقوية عضلة اإلرادة‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫المهندس‬
‫حسام عبد العزيز‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪4‬‬

‫هذا الكتاب سيغنيك‬


‫عن قراءة عشرات الكتب يف‬
‫تطوير الذات والنجاح يف احلياة‬
‫‪5‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫إىل أمي احلنون‪ ،‬اليت محلتين بداخلها شهورًا وحبواسها‬


‫ودعائها طوال سنني حياتي‪.‬‬
‫إىل أبي العزيز‪ ،‬الذي دعمين بكل ما أُوتي من إمكانيات‬
‫مادية ومعنوية‪.‬‬
‫إىل زوجيت الغالية‪ ،‬اليت آمنت بي وبأحالمي وساندتين‬
‫لتحقيق أهدايف يف اجملاالت كلها‪.‬‬
‫إىل إخوتي وأهلي وأصدقائي‪ ،‬وكل من ساعدني بكلمة‬
‫حتفيز جعلتين أستمر يف العطاء‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫نجاحا وال زً‬


‫تميا إال لمن يريد أن يأخذ‬ ‫ً‬ ‫تعط ثر ًاء وال‬ ‫إن الحياة ال‬
‫ي‬
‫منها‪ ،‬فخذ الحياة بقوة لتحقق أحالمك وتحصل عىل ما تريد منها‪،‬‬
‫ه أصل كل نجاح ز يف‬ ‫وهذه القوة تنبع وتزداد باإلرادة‪ ،‬إلن اإلرادة ي‬
‫ً‬
‫هذه الحياة‪ ،‬فأنت كشخص ال تستطيع أن تجعل شخصا آخر‬
‫ينجح إال إذا أراد هو لنفسه ذلك‪ ،‬وكل ما تستطيع أن تفعله هو أن‬
‫النفس والمعنوي‪.‬‬
‫ي‬ ‫تساعده عىل النجاح بالتوجيه والدعم‬

‫أمبوس‪:‬‬
‫يطائ ديڤيد ر‬
‫الب ي‬‫والروائ ر‬
‫ي‬ ‫يقول الكاتب‬
‫"إذا كانت لديك اإلرادة لتنجح‪ ،‬فقد حققت نصف نجاحك‪،‬‬
‫وإذا لم تكن فقد حققت نصف فشلك"‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪8‬‬

‫َ‬
‫مهندس موقع‬ ‫رحلت المهنية منذ أن كنت أعمل‬ ‫ولقد تأملت‬
‫ي‬
‫ز يف رشكة مقاوالت صغية يف القاهرة براتب ‪ 500‬جنيه‪ ،‬ثم انتقلت‬
‫ز‬
‫للعمل ز يف مدينة األقرص جنوب مرص‪ ،‬ومنها للعمل ز يف دولة ليبيا‪ ،‬ثم‬
‫بي عدة رشكات لمدة ‪ 13‬سنة‪،‬‬ ‫العمل زف دولة السعودية والتنقل ز‬
‫ي‬
‫أكي شكات المقاوالت‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ًّ‬
‫ثان ر‬‫إىل أن أصبحت حاليا مدير إنشاءات يف ي‬
‫ز يف المملكة العربية السعودية‪ ،‬وصاحب رشكة لتجارة المواد‬
‫ر ً‬
‫وشيكا ز يف عدة مشاري ع أخرى‪.‬‬ ‫الغذائية‬
‫لك أخترصها ز يف جملة واحدة أنصح بها‬ ‫تأملت هذه الرحلة ي‬
‫ز‬
‫كلمتي‬ ‫الشباب الطموح ز يف بداية حياتهم‪ ،‬فوجدتها تتلخص يف‬
‫ز‬
‫فقط‪" :‬رحلة إرادة"‪.‬‬

‫للتمي ز يف كل رشكة عملت فيها‪،‬‬


‫ز‬ ‫نعم‪ ،‬إنها اإلرادة والرغبة القوية‬
‫تعط إال لمن يأخذها بقوة‪.‬‬
‫ي‬ ‫يأن إال لمن يريده‪ ،‬والحياة ال‬
‫فالنجاح ال ي‬

‫منح‪ ،‬فه ر‬ ‫ُ َ‬
‫اخىل وال أحد يستطيع‬
‫ي‬ ‫د‬ ‫ء‬ ‫ش‬
‫ي ي‬ ‫مشكلة اإلرادة أنها ال ت‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لك تفعل شيئا ما‪ .‬ويمكنك مالحظة ذلك يف الواقع‬ ‫ي‬ ‫ادة‬‫أن يعطيك إر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الناجحي والمؤثرين يف الحياة‪ ،‬كيف أنهم ال‬ ‫من خالل األشخاص‬
‫يستطيعون نقل هذا النجاح إىل أبنائهم‪ ،‬وذلك ألن أبناءهم يفتقرون‬
‫إىل عنرص اإلرادة‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫أصدقان شخص ناجح ولديه رشكة مقاوالت ناجحة‪ ،‬أراد‬ ‫ي‬ ‫أحد‬
‫ز‬ ‫ً‬
‫أن يكون ابنه الكبي مهندسا ليساعده يف إدارة رشكته ويضمن له‬
‫ً‬
‫وظيفة ز يف رشكته بعد التخرج وال يحتاج إىل البحث عن عمل إذا‬
‫ً‬
‫اختار مجاًل آخر غي الهندسة‪.‬‬
‫مدرش المواد العلمية ز يف‬
‫ي‬ ‫صديق مسئولية اختيار أفضل‬ ‫ي‬ ‫فتوىل‬
‫الثانوية العامة حت يستطيع ابنه النجاح بأعىل الدرجات ليدخل‬
‫يتمت‪ ،‬إىل درجة أنه ز يف بعض المواد الدراسية كان‬
‫كلية الهندسة كما ز‬
‫أكي من مدرس حت يتقن تلك المواد إىل أقىص درجة‪.‬‬ ‫حرص له ر‬ ‫ُي ز‬
‫ر‬
‫ز‬
‫كان يهتم بغذائه وراحته‪ ،‬بل استخدم معه أسلوب التحفي إذ وعده‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بأن يشيي له سيارة جديدة إذا دخل كلية الهندسة وشقة تمليك‬
‫باسمه ز يف إحدى المدن الجديدة‪.‬‬
‫ويخيه ً‬
‫دائما بأنه يذاكر ويتابع دروسه‬ ‫ً‬
‫ومؤدبا‬ ‫ً‬
‫مطيعا‬ ‫وكان االبن‬
‫ر‬
‫ز‬
‫المدرسي‪.‬‬ ‫مع‬
‫إىل أن جاءت فية االختبارات‪ ،‬ووالده يتابعه ساعة بساعة قبل‬
‫يخيه بأنه يجيد ز يف االختبارات وأن‬
‫االختبار وبعد االختبار‪ ،‬واالبن ر‬
‫أموره عىل ما يرام‪ ،‬وأنه يتوقع الحصول عىل مجموع جيد ليحقق‬
‫حلم والده بدخول كلية الهندسة ومساعدته زف إدارة ر‬
‫الشكة‪.‬‬ ‫ي‬

‫يوما استثنا ًّئيا ز يف حياة تلك العائلة‪ ،‬فقد‬


‫وكان يوم ظهور النتيجة ً‬
‫أصيب األب بصدمة جعلته يصاب بمرض السكري‪ ،‬وطرد ابنه من‬
‫البيت‪ ،‬ألن االبن الذي ليس لديه إرادة قوية لدخول كلية الهندسة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪10‬‬

‫يستطع الحصول عىل درجات تؤهله لدخول كليات الهندسة‬ ‫ر‬ ‫لم‬
‫الت عىل الرغم من ارتفاع‬
‫لخاصة منها ي‬ ‫سواء الحكومية أو حت ا‬
‫ز‬ ‫ً‬
‫أسعارها فإن األب كان مستعدا لدفع أي مبلغ ليحقق حلمه يف ابنه‪،‬‬
‫لكن إرادة ابنه لم تساعده‪.‬‬

‫يعط ابنه أدوات النجاح ويعلمه أساليبها‪،‬‬


‫ي‬ ‫يستطيع كل أب أن‬
‫لك ينجح‪.‬‬‫لكنه ال يستطيع أن يعطيه اإلرادة ي‬
‫كل ما نستطيع أن نفعله لمساعدة أوالدنا ومن نحب لهم‬
‫ً‬
‫ه‬‫النجاح هو تقوية إرادتهم‪ ،‬ونستطيع أن نقول مجازا أن اإلرادة ي‬
‫لك تنمو‬
‫عضلة داخل الجسم وتحتاج إىل تغذية وفيتامينات ي‬
‫وتقوى‪.‬‬
‫لك تقوى‬
‫ومن وجهة نظري المتواضعة‪ ،‬إن أهم ‪ 7‬فيتامينات ي‬
‫عضلة اإلرادة‪:‬‬
‫● اتخاذ القرار‪ :‬ألن حياتك بأكملها عبارة عن مجموعة‬
‫الماض‪ ،‬وحياتك ز يف‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫قرارات‪ ،‬وحياتك الحالية نتاج قرارات‬
‫ز‬
‫الحاض‪.‬‬ ‫المستقبل ستكون نتاج قراراتك ز يف‬

‫● التخطيط‪ :‬ألن من ال يخطط للنجاح هو شخص يخطط‬


‫للفشل دون أن يدري‪ ،‬ومن ال يخطط لنفسه قد يكون هو ضمن‬
‫خطط اآلخرين للنجاح‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫ه ما ينقلك من مجرد‬ ‫● المبادرة‪ :‬ألن المبادرة بالتنفيذ ي‬


‫التفكي إىل العمل‪ ،‬وه بداية كل نجاح‪ ،‬وكلما زادت المبادرات فز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حياتك‪ ،‬زادت فرصة النجاح‪ ،‬فقد ال تنجح من أول مبادرة‪.‬‬

‫البكب‪ :‬ألن التشتت قد يجعلك تحيد عن هدفك ز يف أثناء‬


‫● ر‬
‫واضحا أمامك وسهل‬ ‫ً‬ ‫كي فيجعل هدفك‬‫رحلة النجاح‪ ،‬أما الي ز‬
‫المنال‪.‬‬

‫ز‬
‫بالمثبطي‪ ،‬فعليك‬ ‫● الثقة بالنفس‪ :‬ألن طريق النجاح ي‬
‫مىلء‬
‫التحىل بثقتك بنفسك دون غرور‪ ،‬مع العمل الجاد وبذل طاقتك‬ ‫ًي‬
‫كاملة ز يف العمل لتكون تلك الثقة ز يف محلها‪.‬‬

‫اإليجائ‪ :‬ألنه سيساعدك ز يف التعامل مع‬


‫ري‬ ‫هن‬‫● التوجه الذ ي‬
‫المواقف السيئة‪ ،‬وهو أمر ستحتاج إليه من اليوم األول عند اتخاذك‬
‫قرارات النجاح وحت النهاية‪.‬‬

‫َ‬
‫● العالقات‪ :‬ألنك ستحتاج إىل من يعاونك عىل النجاح‪ ،‬فاخي‬
‫َمن حولك بعناية طوال رحلة نجاحك‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪12‬‬

‫نميت ز يف داخلك تلك المهارات واألفكار‪ ،‬ستستطيع أن تغي‬


‫فإذا َّ‬
‫حياتك إىل األفضل‪ ،‬بأن تحقق النجاح وتنفذ األمور الت ً‬
‫دوما ما‬ ‫ي‬
‫أردت تنفيذها منذ مدة طويلة ولكنك لم تستطع بسبب ضعف‬
‫إرادتك‪.‬‬
‫تعط الضعفاء‪.‬‬ ‫لتجت ثمار طموحك‪ ،‬فالحياة ال‬ ‫ز‬ ‫فخذها بقوة‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫إيلون ماسك‬
‫إن اإلرادة القوية تجعل من المستحيل حقيقة‪ .‬فمن يصدق أن‬
‫إفريق‪ ،‬يستطيع أن‬ ‫شخصا ك "إيلون ماسك"‪ ،‬الشاب الجنوب‬ ‫ً‬
‫ي‬
‫ز‬
‫والصي فعله؟! إذ صنع‬ ‫تستطع دول كأمريكا وروسيا‬
‫ر‬ ‫يفعل ما لم‬
‫ً‬
‫صاروخا لحمل األقمار الصناعية إىل الفضاء‪ ،‬ثم تمكن من استدعاء‬
‫الصاروخ واستخدامه مرة أخرى ز يف رحالت إىل الفضاء‪ ،‬مما يوفر‬
‫التكلفة الضخمة لصناعة صاروخ لكل رحلة فضائية‪.‬‬

‫بل وصنع أول سيارة تعمل بالكهرباء تستطيع السي لمسافة‬


‫‪ 610‬كيلوميات بشحنة واحدة من خالل رشكته تسال‪ ،‬واستمر ز يف‬
‫تحسي كفاءتها حت أصبحت رشكته بعد سنوات قليلة األعىل قيمة‬ ‫ز‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫أكي‬ ‫تسويقية يف الواليات المتحدة‪ ،‬متجاوزة رشكة جيال موتورز‪ ،‬ر‬
‫ان أعىل قيمة تسويقية عىل مستوى‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫شكة سيارات أمريكية‪ ،‬وث ي‬
‫العالم بعد رشكة تويوتا اليابانية‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫سنغافورة‬

‫إن اإلرادة تستطيع أن تغي حياة وشكل دول بأكملها‪ ،‬وليس‬


‫الت‬ ‫وأكي مثال عىل هذا دولة سنغافورة‪ ،‬ي‬ ‫فقط حياة األشخاص‪ .‬ر‬
‫استطاعت أن تنتقل من دول العالم الثالث إىل دول العالم األول فز‬
‫ي‬
‫قياش‪ ،‬ز يف خالل ‪ 24‬سنة فقط‪.‬‬
‫ي‬ ‫وقت‬
‫عىل الرغم من انعدام الموارد من بيول أو معادن‪ ،‬فقد قضت‬
‫َّ‬
‫وطورت‬ ‫مستشيا ز يف قطاعات الدولة كلها‪،‬‬ ‫ر ً‬ ‫عىل الفساد الذي كان‬
‫َّ‬
‫التعليم واعتنت بالصحة وحلت مشكالت المرور‪ ،‬وجعلت‬
‫ًّ‬
‫عالميا لكل ر‬ ‫متمي ًة ومر ً‬
‫كزا ًّ‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الشكات‬ ‫ماليا‬ ‫سنغافورة واجهة سياحية‬
‫القضان وبطء تنفيذ العدالة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫العالمية‪ ،‬وأصلحت عيوب النظام‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ز‬
‫الفي الطائفية‬ ‫قواني جديدة تجنب سنغافورة مستقبًل‬ ‫ووضعت‬
‫ز يف دولة متعددة األعراق‪.‬‬

‫الت قرأتها عن النجاح‬


‫لذلك‪ ،‬عندما تأملت الكتب جميعها ي‬
‫ه خالصة‬ ‫والتنمية الذاتية وتجارب بناء الدول‪ ،‬رأيت أن اإلرادة ي‬
‫وه الخطوة األوىل والش األعظم لكل نجاح‬ ‫هذه الكتب جميعها‪ ،‬ي‬
‫نريد تحقيقه ز يف حياتنا‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪14‬‬

‫فقط علينا أن نبحث ز يف داخلنا عما نريده بصدق‪ ،‬وأن نقرر‬


‫ونخطط لما نريد ونبادر بتنفيذه ونركز ونثق بأنفسنا ز يف أثناء التنفيذ‪.‬‬
‫وف خالل هذه الرحلة‪ ،‬يجب أن نفكر بصورة إيجابية ونصنع‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫عالقات جيدة‪ ،‬وسنجد أن هذه األمور ستساعدنا عىل تقوية إرادتنا‬
‫دفت هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ً ز‬ ‫ز‬ ‫ًّ‬
‫بدرجة كبية جدا كما سيى معا بي ي‬

‫*****‬
‫‪15‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪16‬‬

‫الحياة مجموعة قرارات‬

‫إذا تأملت حياتك كلها ستجدها عبارة عن مجموعة قرارات‬


‫قد اتخذتها بإرادتك‪.‬‬

‫‪ -‬فأنت من قررت أن تذاكر ز يف أثناء الدراسة أم ال‪.‬‬


‫‪ -‬وأنت من قررت ماذا ستدرس بالجامعة‪.‬‬
‫‪ -‬وأنت من قررت هل ستمارس الرياضة أم ال‪.‬‬
‫ز‬
‫ستيوج ومت‪.‬‬ ‫‪ -‬وأنت من قررت َمن‬
‫ز‬
‫المقربي‪.‬‬ ‫‪ -‬وأنت من قررت من ستجعلهم أصدقاءك‬
‫ً‬
‫سعيدا أم ستعيش تع ً‬
‫يسا‪.‬‬ ‫‪ -‬وأنت من قررت هل ستعيش‬
‫‪ -‬وأنت أيضا من قررت هل ستجتهد وتبذل قصارى جهدك‬
‫وتلق اللوم عىل‬
‫ي‬ ‫لتنجح ز يف الحياة أم ستتخاذل وتستسلم للفشل‬
‫ز‬
‫المحيطي بك‪.‬‬ ‫الظروف واألشخاص‬
‫‪17‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫ُّ‬ ‫ً‬
‫بتجرد دون االنحياز لنفسك أو اختالق‬ ‫إذا تأملت حياتك جيدا‬
‫أعذار واهية‪ ،‬ستصل إىل الحقيقة اآلتية‪:‬‬
‫ونفس ما هو‬
‫ي‬ ‫واجتماع‬
‫ي‬ ‫"إن ما تعيشه اآلن من وضع اقتصادي‬
‫ً‬
‫وستع جيدا أن حياتك ز يف المستقبل‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الماض‪،‬‬
‫ي‬ ‫إال نتاج قراراتك ز يف‬
‫الحاض"‪.‬‬‫ز‬ ‫ستتحسن إذا تحسنت قراراتك ز يف‬

‫األمريك كريس جاردنز هذه الحقيقة‪ ،‬فتحول من‬ ‫ي‬ ‫لقد أدرك‬
‫شد ينام ز يف محطات القطارات إىل رجل أعمال وخبي أوراق مالية‬ ‫ُم ر َّ‬
‫البشية‪ .‬بل تحولت قصة نجاحه إىل‬ ‫حاض عالم زف التنمية ر‬‫وم ر ز‬ ‫ُ‬
‫ي ي‬
‫سينمان يحمل االسم‬
‫ي‬ ‫كتاب باسم "البحث عن السعادة"‪ ،‬وإىل فيلم‬
‫ُ ِّ‬
‫األمريك ويل سميث‪ ،‬الذي رشح‬
‫ي‬ ‫نفسه‪ ،‬أدى بطولته نجم السينما‬
‫ز‬
‫للحصول عىل جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره يف هذا الفيلم‬
‫الرائع‪ ،‬وحقق الفيلم إيرادات تتجاوز ‪ 300‬مليون دوالر‪.‬‬

‫الت‬
‫إن الش األعظم وراء نجاح كريس جاردنز هو إرادته القوية ي‬
‫الت اتخذها لتغيي مسار حياته‬‫تكونت نتيجة قراراته الصحيحة‪ ،‬ي‬
‫من ر‬
‫مشد إىل مليوني ورجل أعمال‪.‬‬
‫لقد مر كريس بظروف ال يتحملها كثيون منا‪ ،‬لكنه كان يقول‬
‫ز‬
‫يمنعت أحد من الوصول إليه"‪.‬‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫لنفسه‪" :‬إذا أردت شيئا فلن‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪18‬‬

‫ُو رلد كريس ز يف عام ‪ 1954‬ز يف والية ويسكنس األمريكية‪ ،‬وعاش‬


‫طفولة قاسية زف ز ز‬
‫ميل زوج والدته‪ ،‬إذ لم يجد منه إال معاملة شديدة‬ ‫ي‬
‫القسوة‪ ،‬إال أنه تعلم من والدته المثابرة وكيفية االعتماد عىل‬
‫الت بدأت منذ‬
‫تخط الصعوبات ي‬ ‫ي‬ ‫النفس‪ .‬وهذا ما ساعده عىل‬
‫اض ُطر إىل العيش يف ملجأ متواضع مع إخوته‪.‬‬
‫ز‬ ‫ْ‬
‫نعومة أظافره‪ ،‬عندما‬
‫كي كريس‪ ،‬التحق بالجيش وتعرف عىل الطبيب الجراح‬ ‫عندما ر‬
‫ً‬
‫الحقا بعد انتهاء خدمته العسكرية فز‬
‫ي‬ ‫أوليت إليس‪ ،‬ثم عمل معه‬ ‫ر‬
‫َّ‬
‫الت‬ ‫مستشفيات ومعامل طبية عديدة‪ ،‬وادخر بعض األموال ي‬
‫ساعدته عىل الزواج من السيدة شيي دايسون‪ ،‬إال أن الحال لم تكن‬
‫أفضل قبل الزواج‪ ،‬فقد تعددت المشاكل بينهما بسبب ظروفه‬
‫المالية الصعبة‪ ،‬مما أدى إىل انفصالهما‪ ،‬لكنه قرر أن يعيش طفلهما‬
‫الصغي معه بعد االنفصال‪.‬‬
‫عىل الرغم من كل هذه الظروف‪ ،‬فقد كان داخل كريس إرادة‬
‫يوما ما‪ ،‬لذا قرر أن ييك وظيفته ز يف المعمل الذي‬
‫قوية بأنه سينجح ً‬
‫يشف عليه ويتجه إىل وظيفة البائع المتنقل‪ .‬لكنه بعد مدة‬ ‫كان ر‬
‫وجية‪ ،‬أيقن أن هذه المهنة لن توصله إىل ما يريد من نجاح‪ ،‬فقرر‬ ‫ز‬
‫يع أن‬‫أن يغي مهنته مرة أخرى حت يجد طريقه إىل النجاح‪ ،‬ألنه ي‬
‫نجاحه قراره هو‪.‬‬
‫ذات يوم‪ ،‬كان كريس يسي مع طفله ز يف الطرقات‪ ،‬فشاهد سيارة‬
‫الياء‪ ،‬فلم ييدد كريس‬‫فراري فارهة يقودها رجل تبدو عليه عالمات ر‬
‫شء واحد فقط‪ :‬ماذا‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫قبل أن يتجه إليه يف حماس بالغ ويسأله عن ي‬
‫سمسارا ز يف البورصة‪.‬‬
‫ً‬ ‫تعمل؟ فأجابه الرجل بأنه يعمل‬
‫‪19‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وألن إرادة النجاح كانت داخل كريس لكن ينقصها القرارات‬


‫السليمة‪ ،‬قرر كريس عىل الفور اقتحام عالم البورصة‪ ،‬لكنه وجد‬
‫ً ً‬
‫متدربا أوًل دون أجر‬ ‫وه أنه عليه أن يعمل‬
‫صعوبة أخرى أمامه ي‬
‫لمدة ستة أشهر‪ ،‬وإذا نجح يتم تعينه براتب‪.‬‬
‫وعىل الرغم من أنه آنذاك لم يكن لديه أي مصدر للدخل‪ ،‬قرر‬
‫أن يخوض التجربة لعله يصل إىل النجاح الذي يريده‪ .‬فبدأ مدة‬
‫الت كانت‬
‫التدريب بكل قوة وحماس‪ ،‬ولكن مع الوقت نفدت النقود ي‬
‫بحوزته‪ ،‬فيك السكن الذي كان يقيم فيه واضطر إىل النوم فز‬
‫ي‬
‫محطات القطار ودورات المياه العامة بالشوارع‪.‬‬
‫لقد مر كريس بظروف تستطيع أن تقهر أصحاب اإلرادة‬
‫الت يتخذها ليحقق ما يريد‬ ‫الضعيفة‪ ،‬ولكن إرادة كريس وقراراته ي‬
‫الكيى للبورصة‪ ،‬ليكون ذلك‬ ‫الشكة ر‬ ‫ساعدته زف أن يتم قبوله زف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫إيذانا ببداية نجاحه‪.‬‬
‫يعا وتمكن من‬ ‫فقد أثبت كريس نفسه زف عالم البورصة ش ً‬
‫ي‬
‫ر‬
‫ادخار األموال من جديد‪ ،‬ليؤسس شكته الصغية لألوراق المالية‪،‬‬
‫عشة آالف دوالر‪ ،‬وأصبحت فيما‬ ‫الت بدأت برأس مال ال يتجاوز ر‬
‫ي‬
‫الماليي ز يف سنوات قليلة‪.‬‬
‫ز‬ ‫بعد تساوي‬
‫الستيت الملهم ز يف تنقل دائم‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫واليوم يعيش كريس جاردنز الرجل‬
‫البشية‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ًّ‬
‫عالميا ف التنمية ر‬ ‫ز ً‬
‫محاضا‬ ‫بي دول العالم‪ ،‬فقد تفرغ لعمله‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪20‬‬

‫الت‬ ‫ر‬
‫إن قصة كريس جاردنز واحدة من أكي القصص الملهمة ي‬
‫لحقيق لإلرادة القوية‪ .‬بل إنها تساعدك عىل‬ ‫ز‬
‫المعت ا‬ ‫تعلمك‬
‫َّ‬ ‫ي‬
‫الت كنت تريد تنفيذها ولكنك فشلت وعللت‬ ‫اكتشاف أن األمور ي‬
‫فشلك بأن الظروف لم تساعدك أو أن أهلك لم يساعدوك أو ألنك‬
‫ه مجرد أسوار وهمية وضعتها لنفسك‬ ‫ال تمتلك عالقات قوية‪ ،‬ي‬
‫وه أن إرادتك لتنفيذ تلك األمور كانت إرادة‬
‫حت ال ترى الحقيقة‪ ،‬ي‬
‫الت اتخذتها كانت خاطئة‪.‬‬‫ضعيفة وقراراتك ي‬

‫*****‬
‫‪21‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫القرارات الجيدة تؤدي إىل نتائج جيدة‬

‫يقول العالم المرصي الدكتور أحمد زويل ‪ ،‬الحائز عىل‬


‫جائزة نوبل ز يف الكيمياء عام ‪ 1999‬م‪:‬‬
‫"إن أحد أسباب حصوله عىل جائزة نوبل هو القرار الجيد الذي‬
‫اتخذه بالعمل ز يف جامعة كالتك‪ ،‬بعد أن كان أمامه عروض من‬
‫جامعات أمريكية أخرى‪ .‬إذ إن مهارته ز يف اتخاذ القرار بصورة‬
‫صحيحة أسهمت ز يف نجاحه والحصول فيما بعد عىل جائزة نوبل"‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬إذا كنت تريد تغيي مستقبلك إىل األفضل‪ ،‬فعليك أن تقرر‬
‫ذلك اآلن‪.‬‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫حيائ‬
‫ي‬ ‫أغب‬ ‫أن‬ ‫قررت‬ ‫"لقد‬ ‫‪:‬‬‫ألذنك‬ ‫مسموع‬ ‫وت‬‫بص‬ ‫فسك‬ ‫لن‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫إىل األفضل"‪ ،‬وكرر ذلك مر ًارا حت تغذي عقلك الباطن بهذه‬
‫وجية أن صدى هذه الكلمات سييدد ز يف‬ ‫ز‬ ‫القناعة‪ .‬وستجد بعد مدة‬
‫الت تحتاج‬‫الواع بالقرارات ي‬
‫ي‬ ‫داخلك‪ ،‬وسيغذي عقلك الباطن عقلك‬
‫الحاض ومن ثم تغيي المستقبل إىل‬ ‫ز‬ ‫سي حياتك ز يف‬
‫إليها لتح ز‬
‫األفضل‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪22‬‬

‫كل ما عليك اآلن لك تنجح زف حياتك أن تقرر ذلك‪ً ،‬‬


‫تماما كما‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ز‬
‫لو كنت تقود سيارتك إىل وجهة معينة يف اتجاه الشمال ثم أدرت‬
‫ً‬ ‫عجلة القيادة نحو اتجاه ر‬
‫الشق‪ ،‬فبالتأكيد لن تصل أبدا إىل وجهتك‬
‫ر ً‬ ‫ً‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫وجهتك‬ ‫لك‬ ‫وكذ‬ ‫‪.‬‬‫ا‬‫ق‬ ‫ش‬ ‫أخرى‬ ‫وجهة‬ ‫إىل‬ ‫وستصل‬ ‫‪،‬‬‫شماًل‬ ‫السابقة‬
‫كنت تراها لنفسك حسب قراراتك وترصفاتك السابقة‪ ،‬من الممكن‬
‫الحاىل‪ ،‬كل ما عليك فعله هو اتخاذ‬ ‫أن تتغي ً‬
‫تماما بتغيي تفكيك‬
‫ي‬
‫قرار اآلن وستتغي حياتك ً‬
‫تباعا‪.‬‬

‫*****‬
‫‪23‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫التغيري يحتاج إىل إرادة قوية‬

‫إن التغيي إىل األفضل الذي ينشده الجميع ال يحدث من تلقاء‬


‫لك‬ ‫ز‬
‫نفسه‪ ،‬ولكنه يحتاج إىل إرادة قوية تتمثل يف اتخاذ قرارات‪ ،‬ي‬
‫تتحول الكلمات إىل أفعال واألحالم إىل حقائق‪.‬‬

‫الت تريد تغييها ز يف حياتك‪،‬‬


‫ه األمور ي‬ ‫وعليك أن تقرر ما ي‬
‫لك تراها من وقت إىل آخر‬ ‫ز‬
‫ويفضل أن تكتبها يف ورقة وتحتفظ بها ي‬
‫فتكون محفزة لك وتمنعك من التكاسل‪.‬‬

‫ٌ‬
‫فكثي منا يكون لديه قرارات يرددها داخله دون كتابة وال‬
‫يستطيع تنفيذها‪ ،‬ولكن الكتابة ستساعدك عىل تقوية اإلرادة‬
‫لتنفيذ ما تريد‪.‬‬

‫واإلحصائيات تؤكد أن أولئك الذين يكتبون أهدافهم ينجحون‬


‫زف تحقيقها ر‬
‫أكي ‪ %80‬من الذين ال يكتبون أهدافهم‪.‬‬ ‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪24‬‬

‫لت يؤجلها كثي من الناس‪ ،‬وقد تساعدهم كتابة‬ ‫من القرارات ا ي‬


‫ز‬
‫هذه القرارات للبدء يف تنفيذها‪:‬‬

‫ً‬
‫فرضا بعد اليوم‪.‬‬ ‫صالن وال أضيع‬ ‫ي‬ ‫أليم ز يف‬
‫‪ -‬لقد قررت أن ز‬

‫اآلىل أو برنامج‬ ‫‪ -‬لقد قررت أن أطور مهار ز‬


‫ان يف مجال الحاسب ي‬ ‫ي‬
‫وظيفت‪.‬‬ ‫بعمىل الخاص أو‬ ‫ز‬
‫معي خاص‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أساش لكل‬ ‫ز‬
‫اإلنجليية‪ ،‬ألنها مطلب‬ ‫لغت‬
‫ي‬ ‫‪ -‬لقد قررت أن أطور ي‬
‫الشكات‪.‬‬ ‫ز‬
‫الشكات الكبية وبالتاىل تزداد فرصت للعمل ف تلك ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ع الخاص‪.‬‬ ‫ر‬
‫‪ -‬لقد قررت أن أترك الوظيفة وأن أبدأ مشو ي‬
‫مجاىل ز يف العمل‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬لقد قررت أن أغي‬

‫ر‬
‫الن تريد اتخاذها؟‬
‫يكف أن تكتب القرارات ي‬
‫ولكن‪ ،‬هل ي‬
‫بالطبع ال‪ ،‬إذ يجب بعد تحديد القرارات ال يت تريد تنفيذها‪ ،‬أن‬
‫لك يساعدوك‬ ‫ز‬
‫تحدد من هم األشخاص الذين ستستعي بهم ي‬
‫ويحفزوك عىل تنفيذ تلك القرارات واالستمرارية ز يف تنفيذها‪.‬‬

‫ز‬
‫الناجحي الذين نعرفهم اآلن لم يبدؤوا بمفردهم‪ ،‬بل‬ ‫معظم‬
‫لك يساعدوهم عىل تنفيذ قراراتهم‪.‬‬
‫استعانوا بأصدقاء أو أقرباء لهم ي‬
‫‪25‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫ومن أمثلة هؤالء الملياردير الشاب مارك زوكر بيج‪ ،‬مؤسس‬


‫االجتماع (فيسبوك ‪ .)Facebook -‬لم يبدأ‬ ‫ي‬ ‫أكي موقع للتواصل‬
‫ر‬
‫لك يبدأ‬ ‫ر‬
‫مشوعه بمفرده‪ ،‬بل استعان بأصدقائه من جامعة هارفارد ي‬
‫تستهن بمبدأ‬
‫ر‬ ‫برنامجه الذي جعله أصغر ملياردير ز يف العالم‪ ،‬فال‬
‫المشاركة لتحقيق األهداف المنشودة‪.‬‬

‫ً‬
‫الت سيكز عليها وما األخطاء‬
‫ه األمور ي‬‫يجب أيضا أن تقرر ما ي‬
‫الت ستحاول أن تتجنبها‪ ،‬وقرر من اآلن أنك إذا أخطأت أو أخفقت‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬
‫فلن تتوقف عن االستمرار لتنفيذ قراراتك فاإلخفاق ما هو إال خطوة‬
‫من خطوات النجاح‪ ،‬أما الفشل فهو التوقف عن المحاولة‪.‬‬

‫أكي مثال عىل ذلك‪ ،‬العالم توماس أديسون‪ ،‬الذي حاول مئات‬ ‫ر‬
‫الكهربان ولكنه لم ينجح‪ .‬وعندما أراد أحد‬
‫ي‬ ‫المرات اخياع المصباح‬
‫َّ‬ ‫ز‬
‫أصدقائه مواساته عىل فشله يف تجاربه العديدة‪ ،‬رد عليه أديسون‬
‫ولكت اكتشفت مئات الطرق‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫تواسيت؟! أنا لم أفشل‪،‬‬ ‫بكل قوة‪َ :‬‬
‫"لم‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الكهربان"‪ .‬ونتيجة لقوة إرادته‪،‬‬
‫الت ال تؤدي إىل صنع المصباح ُ ي‬ ‫ي‬
‫وخ ِّلد اسمه بحروف من نور فز‬ ‫الكهربان‬ ‫ز‬
‫نجح يف اخياع المصباح‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫سجل التاري خ كصاحب أعظم اخياع عرفته ر‬
‫البشية‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪26‬‬

‫بعض القرارات تحتاج إىل تضحية‬

‫شء‪،‬‬ ‫ر‬
‫ال تعتقد أنه يوجد قرارات سحرية ستجعلك تكسب كل ي‬
‫تضح‬
‫ي‬ ‫معظم القرارات ستمنحك مكتسبات عىل حساب أن‬
‫بمكتسبات أخرى كانت لديك‪.‬‬

‫حي قررت أن أسافر‬ ‫ز‬ ‫بنفس عام ‪،2006‬‬ ‫لقد جربت ذلك‬
‫ي‬
‫للعمل ز يف دولة ليبيا لتوفي ‪ 4‬أضعاف ما كنت أوفر من المال من‬
‫بالتخىل عن دفء العائلة‬
‫ي‬
‫ً‬
‫مصحوبا‬ ‫العمل ز يف رمرص‪ ،‬ولكن كان القرار‬
‫الت بنيتها ز يف خالل سنوات‬
‫والبعد عن األصدقاء وخسارة العالقات ي‬
‫ُ‬
‫عمىل ز يف رمرص‪.‬‬
‫ي‬

‫وهكذا معظم القرارات ز يف حياتنا؛ يكون لها جوانب إيجابية‬


‫يشق من مرض ما وله‬ ‫تماما كالدواء الذي ز‬
‫وبعض الجوانب السلبية‪ً ،‬‬
‫ي‬
‫آثار جانبية أخرى‪.‬‬
‫فال تتكاسل عن اتخاذ القرارات المهمة ز يف حياتك بحجة أنها قد‬
‫ولك‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫شء‪ ،‬ي‬ ‫تؤثر عىل جوانب أخرى‪ ،‬ال أحد يف الحياة يكسب كل ي‬
‫تضح باألمور األقل أهمية‪.‬‬
‫ي‬ ‫تصل إىل أمر مهم يجب أن‬
‫‪27‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الفارش‪ ،‬صاحب‬
‫ي‬ ‫ولعل أعظم مثال عىل ذلك هو سيدنا سلمان‬
‫فكرة حفر الخندق ز يف غزوة األحزاب عام ‪ 5‬ـه‪ .‬لقد قرر سيدنا‬
‫سلمان أن يعرف من هو اإلله الحق الذي يستحق أن يعبد‪ ،‬فيك‬
‫الديانة المجوسية وقرر أن يعتنق الديانة النرصانية‪ ،‬بعد أن مر‬
‫بكنيسة ورأى عبادة النصارى‪ ،‬فقال لنفسه‪" :‬وهللا هذا خي من‬
‫ديننا"‪.‬‬
‫أخي والده الذي كان حاكما عىل المدينة بذلك‪ ،‬نهره‬
‫وعندما ر‬
‫وأنكر عليه فعله وقال له‪:‬‬
‫"كيف تيك دينك ودين آبائك؟!"‬
‫وحاول إقناعه بالتمسك بالديانة المجوسية‪ ،‬فلما رفض قيده‬
‫وعذبه حت يخيفه‪ ،‬ولكنه رفض وغادر بالد فارس إىل بالد الشام‬
‫لك يبحث عن عا رلم صالح للديانة النرصانية‬ ‫وبعدها إىل العراق‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫ليتعلم منه الدين‪ ،‬حت وصل إىل أسقف صالح وفاضل يف دينه‬
‫وزاهد زف الدنيا‪ ،‬فأحبه سلمان الفارش ورافقه حت ز‬
‫حرصته الوفاة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫فقال له سلمان‪:‬‬
‫"أوصت‪َ ،‬من أتبع بعدك؟"‬
‫ي‬
‫ز‬
‫ً‬
‫فقال له األسقف‪" :‬ال أعلم أحدا اليوم عىل مثل ما كنا عليه‪،‬‬
‫نت يبعث بدين إبراهيم الحنيفية"‪.‬‬‫ولكن اقيب ظهور ر ي‬
‫وأخيه أنه سيظهر ز يف أرض العرب‬
‫وكان يقصد سيدنا محمد ‪ ،‬ر‬
‫الت سيجده فيها وكانت‬ ‫ز‬ ‫ْ‬
‫وأعلمه بصفاته يك يميه ووصف له األرض ي‬
‫المدينة المنورة‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪28‬‬
‫ً‬
‫فقرر سلمان الذهاب إىل أرض العرب بحثا عن الحق‪ ،‬ولكن‬
‫العرب الذين أخذوه معهم باعوه ز يف الطريق لرجل يهودي من‬
‫المدينة‪ ،‬فلما مكث فيها عرف أنها المكان الذي وصفه له األسقف‪،‬‬
‫نت‪.‬‬
‫وبعد مدة سمع عن قدوم رجل من مكة إىل المدينة يزعم أنه ر ي‬
‫فذهب وقابل سيدنا محمد ‪ ،‬وبعد أن تأكد من عالمات‬
‫أخيه بها األسقف الصالح‪ ،‬قرر أن يعتنق دين اإلسالم‬ ‫الت ر‬ ‫النبوة ي‬
‫النت محمد ‪ ،‬الذي طلب من أصحابه جمع المال لعتق‬ ‫ويتبع ر ي‬
‫الفارش من العبودية‪.‬‬
‫ي‬ ‫سلمان‬
‫فكان سلمان من خيار الصحابة وقريب من رسول هللا ‪.‬‬
‫َّ‬
‫احتج المهاجرون واألنصار ز يف سلمان‪ ،‬فقال المهاجرون‪:‬‬ ‫ولقد‬
‫"سلمان منا"‪.‬‬
‫وقال األنصار‪" :‬سلمان منا"‪.‬‬
‫فقال رسول هللا ‪" :‬سلمان منا أهل البيت"‬
‫فكان له رشف عظيم بذلك ومكافأة من هللا ‪ --‬له بسبب‬
‫بحثه عن الحق وحرصه عليه‪.‬‬
‫الفارش مثال عظيم عىل أن اإلرادة‬ ‫ي‬ ‫إن قصة سيدنا سلمان‬
‫الت ستتخذها‬ ‫ً‬
‫القوية ستحقق لك أهدافك يوما ما‪ ،‬وأن القرارات ي‬
‫لتحقيق أهدافك ستحتاج إىل التضحية ببعض األمور األخرى‪ ،‬فقد‬
‫الت كان يعيشها ز يف بالد‬
‫ضح سيدنا سلمان بالحياة الكريمة ًالرغدة ي‬
‫ز‬ ‫ً‬
‫فارس‪ ،‬كونه ابن الحاكم‪ ،‬بل وصار عبدا بعد أن كان سيدا يف قومه‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الفارش‬ ‫أكي أهمية عند سلمان‬ ‫لقد كان قرار البحث عن الحق ر‬
‫ي‬
‫الت كان يعيشها ز يف بالد فارس‪،‬‬
‫اهية ي‬
‫من حريته ومن ر‬
‫الياء والرف‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ونتيجة إليمانه بما يريد استطاع تحقيق هدفه‪.‬‬

‫وأنت كذلك‪ ،‬تستطيع تحقيق هدفك باتخاذ القرارات المناسبة‬


‫َ‬
‫وتق ُّبل بعض التضحيات‪.‬‬
‫شء ز يف‬‫ر‬
‫تكسب كل ي‬ ‫وهذه حكمة ثابتة عىل مر العصور‪ ،‬لن‬
‫ً‬
‫شيئا لك تكسب شيئا آخر ر‬‫ً‬
‫أكي أهمية‬ ‫ي‬ ‫الحياة‪ ،‬إذ عليك أن تخش‬
‫بالنسبة إليك‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪30‬‬

‫طريقة اتخاذ القرار‬

‫إذا اقتنعت بأن أول خطوة لتحقيق ما تريد هو أن تتخذ قر ًارا‬


‫ه أن عليك أن تتعلم كيف تتخذ القرارات‬ ‫بذلك‪ ،‬فالخطوة الثانية ي‬
‫أكي النفع وأقل‬ ‫بطريقة علمية صحيحة‪ ،‬حت تحقق لك ر‬
‫كاآلن‪:‬‬
‫ي‬ ‫التضحيات‪ .‬ومراحلها‬

‫تحديد هدف القرار‬

‫الحقيق التخاذ قرار ما سيساعدك عىل اتخاذ‬


‫ي‬ ‫معرفة الهدف‬
‫القرار األنسب واألصح واألفضل‪ ،‬لذا يجب أن تسأل نفسك لماذا‬
‫الحقيق‬
‫ي‬ ‫السء‪ ،‬وابحث ز يف داخلك عن الهدف‬
‫ر‬
‫تفعل هذا ي‬ ‫تريد أن‬
‫ً‬
‫وكن صادقا مع نفسك‪.‬‬

‫ُ‬
‫وهذا ما فعلته تما ًما عندما اتخذت قراري بالسفر للعمل‬
‫سكت ز يف حقل بيول جالو (‪ )59‬التابع‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫لمشوع م ز‬
‫بت‬ ‫َ‬
‫مهندس موقع ر‬
‫لشكة الواحة األمريكية ز يف دولة ليبيا‪ .‬فقد كان هدف القرار هو جمع‬ ‫ر‬
‫ز‬
‫وألن بعد‬ ‫ر‬
‫قصي لعمل مشوع خاص ر ين‪ ،‬ي‬ ‫أكي قدر من المال ز يف وقت‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أشهر قليلة جمعت قدرا جيدا من المال‪ ،‬فقد استطعت أن أواجه‬
‫صعوبات الحياة ز يف هذا العمل الشاق ز يف الصحراء‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫لقد مررت بأيام قاسية للغاية‪ ،‬فبعد أن كنت أعيش ز يف القاهرة‪،‬‬


‫الت ال تنام‪ ،‬أصبحت أعيش ز يف بيوت جاهزة متنقلة وسط‬ ‫المدينة ي‬
‫الت تحيط بنا من كل جانب‪ ،‬وال تسمع بعد صالة العشاء إال‬ ‫الرمال ي‬
‫الت تحيط‬ ‫ز‬
‫الت ترصب األشجار القليلة ي‬ ‫صوت صفي الري ح ُالعاتية ي‬
‫بالسكن وتكاد تقتلع غ َرفنا الصغية من قواعدها‪.‬‬
‫لك أن تتخيل كيف تعيش دون هاتف محمول بعد أن أصبح‬
‫أرض للتواصل مع‬ ‫محور حياتنا زف عام ‪ 2006‬م‪ ،‬وال يوجد هاتف ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫من تريد وقتما تريد‪ ،‬فقد كان أقرب هاتف عىل بعد ‪ 59‬كيلوميا من‬
‫المشوع‪ ،‬وال يوجد تلفاز أو أي وسائل ترفيه‪.‬‬ ‫موقع ر‬

‫جعلت أتحمل هذه الصعوبات كلها‪ ،‬هو شعوري بأن‬ ‫ز‬ ‫ولكن ما‬
‫ي‬
‫األساش من قرار السفر يتحقق بتوفي ‪ 4‬أضعاف المبلغ الذي‬ ‫هدف‬‫ز‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أنت اكتسبت عديدا من‬ ‫ز‬
‫عمىل ربمرص‪ ،‬باإلضافة إىل ي‬
‫ي‬ ‫كنت أوفره من‬
‫صديقي ما زاال من أقرب الناس َّ‬
‫إىل حت اآلن‪،‬‬ ‫ز‬ ‫الخيات واكتسبت‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫ز‬ ‫َ‬
‫وآمنت بمقولة أن الرجال ال تعرف إال يف األوقات الصعبة‪.‬‬

‫ساعدن بشدة تحديد هدف القرار عىل المثابرة‬ ‫ز‬ ‫هكذا‬


‫ي‬
‫واجهتت‪ ،‬لذا أنصحك بشدة‬‫ز‬ ‫واالستمرار رغم الصعاب وأي معوقات‬
‫ي‬
‫أن تحدد بدقة هدف القرار‪ ،‬حت تستطيع المثابرة والتغلب عىل أي‬
‫صعاب تواجهك ز يف خالل مرحلة تنفيذ القرار‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪32‬‬

‫االستشارة‬

‫ه االستشارة‬‫إن الخطوة التالية بعد تحديد هدف القرار ي‬


‫المناسبي لالستشارة‪ ،‬ولنا ز يف رسول هللا ‪--‬‬
‫ز‬ ‫وتحديد األشخاص‬
‫أسوة حسنة زف موضوع االستشارة‪ ،‬فقد كان يستشي الصحابة فز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫شء‪.‬‬ ‫ر‬
‫كل ي‬

‫حي أمر رسول هللا ‪ ‬جيش‬ ‫وعىل سبيل المثال‪ ،‬زف غزوة بدر‪ ،‬ز‬
‫ي‬
‫المسلمي بأن يعسكر خلف بي بدر‪ ،‬فقال له سيدنا الحباب بن‬ ‫ز‬
‫زز ْ ُ‬
‫ميل أن َزلكه هللا أم هو الرأي والحرب‬ ‫المنذر‪" :‬يا رسول هللا‪ ،‬أهو‬
‫والمكيدة؟"‬
‫ز‬
‫(بمعت‪ :‬هل هذا المكان اختاره هللا لك أم أن األمر شورى؟)‬
‫فقال رسول هللا ‪" :‬بل هو الرأي والحرب والمكيدة"‪.‬‬
‫َ‬
‫فقال سيدنا الحباب‪" :‬إذن األفضل أن نعسكر أمام البي حت‬
‫يشبون"‪.‬‬‫نشب نحن وال ر‬
‫ر‬
‫فاقتنع رسول هللا ‪ ‬بفكرته وأمر الجيش بأن يعسكر أمام البي‪.‬‬

‫الصحان الحباب بن‬


‫ري‬ ‫والشاهد هنا أن رسول هللا ‪ ‬أخذ برأي‬
‫ز‬
‫النبيي‪.‬‬ ‫المنذر‪ ،‬رغم أنه خي ر‬
‫البش وخاتم‬
‫‪33‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫ُ‬
‫لذا‪ ،‬علينا أال نتك ري عىل االستشارة مهما خ ِّيل إلينا أننا نمتلك‬
‫ً‬
‫وناضجا‪ ،‬فمن الممكن أن تجد ر ًأيا أفضل من رأيك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عقًل ر ً‬
‫اجحا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫ولكن المهم أن نختار جيدا من نستشي‪ ،‬فيجب أن يكون‬
‫وصاحب تجارب ز يف المجال الذي تود أن‬ ‫َ‬ ‫خية عملية‬ ‫َ‬
‫صاحب ر‬
‫ً‬
‫تستشيه فيه‪ .‬كما يجب أن تكون واثقا ز يف أنه ُي رحب لك الخي وليس‬
‫بينك وبينه غية أو منافسة‪.‬‬

‫والحكمة هنا تقول‪:‬‬


‫"خري لك أن تسأل مرتني من أن ختطأ مرة"‪.‬‬

‫رر‬
‫واستش‪ ،‬فال خاب من استشار‪.‬‬ ‫اسأل‬

‫كثرة البدائل‬
‫ً‬ ‫حاول عند اتخاذ القرار أن ُت ر‬
‫كي من البدائل‪ .‬فمثًل‪ ،‬إذا كنت تريد‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫تعلم مهارة جديدة لتطوير نفسك فاخي أكي من مدرب وأكي من‬
‫مميات وعيوب كل بديل من البدائل‪.‬‬ ‫ز‬ ‫مركز تدريب‪ ،‬ثم قارن‬
‫ز‬
‫وتستطيع اإلكثار من البدائل يف األمور كلها عن طريق تجارب‬
‫عي اإلنينت‪ ،‬فكلما زادت البدائل َّ‬
‫تحسن القرار‪.‬‬ ‫اآلخرين أو البحث ر‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪34‬‬

‫اختيار البديل األفضل‬


‫ٌ‬
‫علمية للمفاضلة ز‬ ‫ٌ‬
‫بي البدائل المتاحة الختيار القرار‬ ‫توجد طرق‬
‫ه طريقة المصفوفة‬ ‫األنسب واألصلح‪ ،‬وأسهل هذه الطرق ي‬
‫"‪ ،"Matrix‬وذلك بإنشاء جدول وكتابة البدائل جميعها‪ ،‬ثم نكتب‬
‫مميات وعيوب كل بديل‪ ،‬ومن ثم نقارن ونحاول أن نختار القرار‬ ‫ز‬
‫الحاىل حسب الظروف المتاحة‪ ،‬فكل قرار ستجد‬ ‫ي‬ ‫األنسب ز يف الوقت‬
‫نضح بأشياء لنكسب أشياء أخرى‬ ‫مميات وعيوب‪ .‬وعلينا أن‬ ‫ز‬ ‫به‬
‫ي‬
‫أهم بالنسبة إلينا اآلن‪.‬‬

‫لقد استخدمت طريقة المصفوفة التخاذ قرار بشأن التخصص‬


‫ز يف كلية الهندسة‪ ،‬هل أختار قسم الهندسة المدنية أم قسم الهندسة‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫واستشت األشخاص‬ ‫يشغلت طويًل‪،‬‬
‫ي‬ ‫الكهربائية؟ وظل هذا القرار‬
‫نصحت أحد األصدقاء باستخدام تلك الطريقة‬ ‫ز‬ ‫مت حت‬‫ز ز‬
‫ي‬ ‫المقربي ي‬
‫ز‬
‫المميات والعيوب‪.‬‬ ‫للمفاضلة ز‬
‫بي‬

‫ز‬ ‫ً‬ ‫ُ‬


‫مميات‬ ‫مكتت وأنشأت جدوًل وكتبت‬ ‫ري‬ ‫وبالفعل‪ ،‬جلست إىل‬
‫وعيوب كل قسم من حيث‪ :‬صعوبة وسهولة الدراسة‪ ،‬الفرصة‬
‫األكي ز يف صالح‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫المميات‬ ‫ميوىل الشخصية‪ .‬وكانت‬
‫ي‬ ‫األكي للعمل‪،‬‬
‫ر‬
‫ً‬
‫قسم الهندسة المدنية‪ ،‬وعىل هذا األساس اتخذت قرارا باختيار هذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اختيارا موفقا‪.‬‬ ‫القسم‪ ،‬والحمد هلل كان‬
‫‪35‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫ز‬
‫المميات‬ ‫يمكنك اتخاذ قراراتك المهمة بهذه الطريقة‪ ،‬طريقة‬
‫والعيوب‪ ،‬إذا كانت البدائل قليلة وعناض المقارنة قليلة‪ ،‬إذ‬
‫ستساعدك عىل عدم اليدد واتخاذ القرار بقناعة تامة‪.‬‬

‫بي بدائل كثية وأوجه مقارنة كثية‪،‬‬‫أما إذا كنت تريد اتخاذ قرار ز‬
‫فيمكنك تطبيق طريقة المصفوفة بصورة مختلفة‪ ،‬بحيث نكتب‬
‫ونعط لكل وجه من أوجه‬
‫ي‬ ‫البدائل ونكتب أوجه المقارنة ز يف جدول‪،‬‬
‫عش درجات‪ ،‬ز‬ ‫ً‬
‫درجة من ر‬
‫وف النهاية نجمع تلك الدرجات‬ ‫ي‬ ‫المقارنة‬
‫لكل خيار ونختار القرار صاحب الدرجة األعىل‪.‬‬

‫الت استخدمها الدكتور والعالم المرصي‬ ‫ه الطريقة ي‬ ‫وهذه ي‬


‫أحمد زويل ‪ --‬عندما اختار جامعة كالتاك للعمل فيها‪ ،‬إذ قال‬
‫ز يف كتابه "عرص العلم"‪:‬‬
‫الت‬
‫"كان من الصعوبة بمكان أن أتخذ قرار اختيار الجامعة ي‬
‫أكي من جامعة أمريكية‬ ‫لدي عروض من ر‬ ‫َّ‬ ‫سأعمل فيها‪ ،‬إذ كان‬
‫نهان بشأن تلك العروض واختيار‬‫ومن أجل الوصول إىل قرار ي‬ ‫عريقة‪،‬‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫األنسب‪ ،‬رتبت الجامعات بناء عىل معايي معينة يف جدول‪ ،‬إذ‬
‫ز‬
‫والميانية‬ ‫العلم للجامعة ونوعية طالبها‪،‬‬ ‫قارنت فيه المستوى‬
‫ي‬
‫المخصصة لألبحاث العلمية واإلمكانيات المعملية ثم البيئة‬
‫العلمية‪ ،‬الت أسميتها (البيئة الحافزة) والمشجعة عىل ازدهار ُ‬
‫ور يف‬ ‫ي‬
‫لت تعمل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫العمل‬ ‫ومجموعة‬ ‫الزمالء‬ ‫بواسطة‬ ‫سماتها‬ ‫وتتحدد‬ ‫العلم‪،‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪36‬‬

‫اغبا ز يف أن أكون الملك األوحد أو السمكة‬ ‫ألنت لم أكن ر ً‬ ‫ز‬


‫مع‪ .‬وذلك ي‬‫ي‬
‫ز‬ ‫ً‬
‫الكبية يف بركة صغية‪ ،‬وإنما كنت راغبا يف أن أكون وسط مجموعة‬ ‫ز‬
‫من الناس القادرين عىل المبارزة العلمية والتحفز عىل العمل‬
‫الرئيس الذي يحدد اختياري ألي من‬ ‫ي‬ ‫واإلبداع‪ ،‬وكان هذا المعيار‬
‫العروض المقدمة يىل‪.‬‬
‫بقان لمدة أطول ز يف‬ ‫ي‬ ‫وكان يوجد عامل آخر يتعلق باحتمال‬
‫ز‬
‫مكانت يف القسم‬ ‫حصوىل عىل منصب فيها‪ ،‬ثم‬ ‫الجامعة‪ ،‬وإمكانية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عمىل بالنسبة إىل‬‫ي‬ ‫العلم الذي أعمل فيه‪ ،‬ثم مدى جاذبية مجال‬ ‫ي‬
‫زوجت ومدى‬‫ي‬ ‫الطالب‪ ،‬ثم ‪-‬بطبيعة الحال‪ -‬العامل المتعلق بوظيفة‬
‫األمن واألمان المتوفر ز يف حرم الجامعة‪.‬‬
‫ً‬
‫وكنت قد أفردت للراتب الذي أحصل عليه من الجامعة مكانا‬
‫الت سوف‬ ‫ضمن المعايي اآلنفة الذكر والمحددة الختياري الجامعة ي‬
‫الت قدرتها‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ألتحق بها‪ ،‬ثم نحيته جانبا‪ ،‬وحينما جمعت ًالدرجات ي‬
‫الت قدمت يىل عروضا للعمل بها‪ ،‬وجدت‬ ‫لكل جامعة من الجامعات ي‬
‫أن جامعة "كالتاك" قد حصلت عىل أعىل الدرجات‪ ،‬فقد حصلت‬
‫عىل ‪ 95‬نقطة من الحد األقىص لتلك النقاط وعددها ‪ ،100‬وكانت‬
‫الجامعة جديرة بالفعل بذلك التقدير"‪.‬‬

‫ًّ‬
‫حصوىل عىل‬
‫ي‬ ‫ويقول‪" :‬إن هذا الخيار كان له دور مهم جدا ز يف‬
‫جائزة نوبل ز يف الكيمياء بعد ذلك"‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫ثبت لنا الدكتور أحمد زويل أهمية مهارة اتخاذ القرار‬ ‫ُ‬
‫هكذا ي ر‬
‫الت قد تساعده ز يف‬‫وكيف أنه درس البدائل جميعها والمعايي ي‬
‫الوصول إىل القرار األفضل‪ ،‬ومن ثم كان قراره الذي قاده للفوز‬
‫بجائزة نوبل وعدة جوائز أخرى كجائزة الملك فيصل العالمية ز يف‬
‫أليت أينشتاين العالمية للعلوم‬
‫العلوم وقالدة النيل العظم وجائزة ر‬
‫بكي وعديد من الجامعات حول‬ ‫ز‬ ‫والدكتوراه الفخرية من جامعة‬
‫العالم‪.‬‬

‫ً‬
‫جميعا أن نتخذه قدوة ز يف طريقة اتخاذ القرار‪ ،‬وال نتعجل‬
‫ً‬ ‫علينا‬
‫ز‬
‫باتخاذ القرارات المهمة يف حياتنا ألنها سيسم لنا حياتنا المستقبلية‪.‬‬
‫ه إال نتاج قراراتك ز يف‬ ‫ز‬
‫وكما قلنا‪ ،‬إن حياتك يف المستقبل ما ي‬
‫الحاض‪ ،‬فاحرص عىل اتخاذ تلك القرارات بعناية فائقة‪.‬‬‫ز‬

‫االستخارة‬

‫بعد أن نتخذ القرار بطريقة علمية‪ ،‬آخذين باألسباب الدنيوية‬


‫كما أمرنا هللا ‪ ،‬علينا أن نستخي كما علمنا رسول هللا ‪ .‬وتكون‬
‫كعتي من غي الفريضة‪ ،‬ثم تقول بعد التشهد‬ ‫االستخارة بأن تصىل ر ز‬
‫ي‬
‫إن أستخيك بعلمك وأستقدرك بقدرتك‬ ‫قبل أن تسلم‪" :‬اللهم ز‬
‫ي‬
‫وأسألك من فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تقدر وال أقدر وتعلم وال أعلم‬
‫وأنت عالم الغيوب‪ ،‬اللهم إن كان ز يف هذا األمر (وتذكر األمر) خي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪38‬‬

‫ر‬
‫ومعاش وعاقبة أمري عاجله وأجله‪ ،‬فاقدره يىل ويشه يىل‬ ‫ديت‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫يىل يف ي‬
‫ثم بارك يىل فيه‪ ،‬وإن كنت تعلم أن هذا األمر (وتذكر األمر) رش يىل‬
‫واضفت‬‫ز‬ ‫عت‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫زف ز‬
‫ي‬ ‫ومعاش وعاقبة أمري عاجله وأجله‪ ،‬فاضفه ي‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ديت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫أرض يت به"‪.‬‬
‫عنه‪ ،‬وقدر يىل الخي حيث كان ثم ر‬

‫تصىل صالة االستخارة‪ ،‬تكون أخذت باألسباب وتوكلت‬


‫ي‬ ‫عندما‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ز‬
‫عىل هللا‪ ،‬وإذا كان ف هذا األمر خي فستجده م ً‬
‫يشا‪ ،‬وإذا كان فيه‬ ‫ي‬
‫ش لك فستجده يتوقف ويتعش‪.‬‬ ‫ر ٌّ‬

‫ه الطريقة الصحيحة لالستخارة‪ ،‬ليس كما يظن البعض‬ ‫هذه ي‬


‫تصىل صالة االستخارة ثم تنام‬ ‫ز‬ ‫ً‬
‫أنه عندما تكون حائرا بي أمرين‬
‫يً‬
‫وعندما تستيقظ ستجد راحة قلبية وميًل إىل أحد األمرين‪ ،‬بل تتخذ‬
‫القرار بطريقة علمية ثم تستخي هللا حت يعينك عىل اتخاذ القرار‬
‫الت قد تواجهك ثم الرضا بما يقدره هللا‪ ،‬وهذا‬ ‫وتحمل الصعاب ي‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ز‬
‫أرض ز يت‬
‫آخر جزء يف دعاء االستخارة " وقدر يىل الخي حيث كان ثم ر‬
‫ًّ‬ ‫به"‪ ،‬فستجد نفسك ر ً‬
‫اضيا مطمئنا بأن كل ما يحدث لك هو الخي‬
‫الذي قدره هللا لك‪.‬‬
‫*****‬
‫‪39‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪40‬‬

‫هل التخطيط شيء مهم أم هو رفاهية فكرية؟‬

‫إن اإلرادة للنجاح أو لتنفيذ مهام معينة ز يف الحياة تحتاج إىل‬


‫قرارات جيدة‪ ،‬ولكن القرارات وحدها ليست كافية‪ ،‬إذ عليك أن‬
‫ُ ِّ‬
‫ولك نحقق تلك‬ ‫تتعلم كيف تحول هذه القرارات إىل حقائق‪ .‬ي‬
‫القرارات بدقة وال نخطئها ز يف أثناء التنفيذ‪ ،‬فعلينا أن نضع خطة‬
‫شء‬ ‫ر‬
‫تأن أهمية تعلم التخطيط‪ ،‬فهو ًي‬ ‫لتنفيذ ًّتلك القرارات‪ ،‬ومن هنا ي‬
‫مهم جدا‪ ،‬ليس للمؤسسات والوزارات والدول فحسب‪ ،‬بل أيضا‬
‫لألفراد‪ ،‬يىل ولك وللجميع‪.‬‬

‫تخيل لو أنك تسي ز يف الصحراء وال تمتلك خريطة توضح لك‬


‫اتجاه المكان الذي تريد الذهاب إليه‪ ،‬هل ستعرف إىل أين تتجه؟!‬
‫الت تساعدك عىل الوصول إىل‬
‫إن التخطيط هو تلك الخريطة ي‬
‫المكان الذي تريده‪.‬‬

‫والتخطيط هو أحد عوامل تقوية اإلرادة ومقاومة التشتت‬


‫والتوهان الذي قد يصيبنا نتيجة زحام األحداث اليومية ز يف حياتنا‪،‬‬
‫وليس كما يقول البعض إن التخطيط هو درب من دروب الرفاهية‬
‫الفكرية وأحد سفاسف التنمية ر‬
‫البشية‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫يقول الدكتور صالح الراشد زف كتابه الذي بيع منه ر‬
‫أكي من‬ ‫ي‬ ‫زَ‬
‫مليون نسخة "كيف تخطط لحياتك"‪:‬‬‫ي‬
‫"إن الذين ال يخططون‪ ،‬ز يف الحقيقة هم ال يعرفون إىل أين‬
‫ذاهبون‪ ،‬ومرحلة خطية أن يكون هناك قادة ألناس وأمم ال يدركون‬
‫أهمية التخطيط ووضع الخطط‪ ،‬ومن ال يخطط فال يتوقع‬
‫استغالل وقته بالطريقة الصحيحة"‪.‬‬

‫هنا‪ ،‬يشي الدكتور صالح الراشد إىل أن التخطيط مهم للفرد‬


‫ٍّ‬
‫حد سواء‪.‬‬ ‫والمؤسسات والدول عىل‬

‫ًّ‬
‫علميا‬ ‫ولعل أحد أهم أسباب تفوق الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وسياسيا هو علم التخطيط‪ .‬فهم من اخيعوا طرق‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫واقتصاديا‬
‫ودائما ما تجد لديهم أسبقية ز يف‬ ‫ً‬ ‫التخطيط الحديثة جميعها‪،‬‬
‫التخطيط للمستقبل‪.‬‬
‫مؤخرا من إنشاء سالح جديد ز يف‬
‫ً‬ ‫وعىل سبيل المثال‪ ،‬ما فعلوه‬
‫يك يسم ب "قوات الفضاء األمريكية" التابعة للقوات‬ ‫الجيش األمر ي‬
‫الجوية األمريكية‪ ،‬بحيث تكون هذه القوات مسئولة عن حماية‬
‫المنشآت األمريكية ز يف الفضاء وحماية األقمار الصناعية‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪42‬‬

‫ه أول دولة ز يف العالم‬‫وبذلك تكون الواليات المتحدة األمريكية ي‬


‫لديها قوات عسكرية خاصة بالفضاء‪ ،‬وهذا ما يجعلها تحافظ عىل‬
‫ًّ‬
‫واقتصاديا‪ ،‬كونها تسبق‬ ‫ًّ‬
‫عسكريا‬ ‫صدارتها كأقوى دولة ز يف العالم‬
‫اتيح‪.‬‬ ‫ً‬
‫اآلخرين دائما بخطوة عن طريق التخطيط االسي ر ي‬

‫عشة‬‫أخيك‪ ،‬إن الواليات المتحدة األمريكية لديها ر‬


‫دعت ر‬ ‫بل ز‬
‫ي‬
‫مجالس ُعليا للتخطيط تابعة للبيت األبيض‪ ،‬وتدرس من اآلن‬
‫مشاكل العالم سنة ‪ 2050‬م‪ ،‬وكيف ستواجهها وتتعامل معها كيفما‬
‫َّ‬
‫تعاملت مع المشكالت المتوقع حدوثها ز يف الفضاء بسبب وصول‬
‫ز‬
‫الصي وروسيا والهند إىل الفضاء‪ ،‬مما قد يهدد منشآتها ومصالحها‪،‬‬
‫فبادرت بإنشاء قوات عسكرية خاصة للفضاء‪.‬‬
‫*****‬
‫‪43‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫لمَ نخطط وكل شيءٍ يحدث بقدر اهلل؟‬

‫ر‬ ‫َ‬
‫قد يقول البعض‪ :‬ولم نخطط وكل ي‬
‫شء يحدث بقدر هللا؟‬
‫ان ‪-‬الذي شق‪ -‬لسيدنا عمر بن الخطاب ‪،‬‬
‫وهذا ما قاله األعر ر ي‬
‫َ‬
‫عندما سأله سيدنا عمر‪" :‬لم شقت؟"‪.‬‬
‫قال‪" :‬شقت بقدر هللا"‪.‬‬
‫ويلق باللوم عىل القدر‬
‫ي‬ ‫فعلم سيدنا عمر أنه يريد أن ُي ريئ نفسه‬
‫وإرادة هللا‪ .‬فقال له سيدنا عمر‪" :‬إذن ونحن نقطع اليد بقدر هللا"‪.‬‬
‫ً‬
‫لقد رد سيدنا عمر بهذا الرد ألنه يعلم جيدا أن هللا أمرنا باألخذ‬
‫باألسباب والتخطيط‪.‬‬

‫والدليل عىل أهمية التخطيط يتجىل ز يف القرآن الكريم ز يف سورة‬


‫األنفال‪ ،‬يقول هللا ‪ :‬ﱩ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬

‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﱨ ‪.‬‬

‫األنفال‪.60 :‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪44‬‬

‫ويقول العلماء ز يف تفسي هذه اآلية‪ ،‬إن كلمة "وأعدوا"‪ :‬أمر من‬
‫وه تكسي للفهم‬ ‫هللا أن يكون هناك تخطيط وإعداد لحياتك‪ .‬ي‬
‫ز‬
‫بمعت أنك تخطط ثم ترض بالقضاء‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫لمعت القضاء والقدر‪،‬‬ ‫الخاط‬
‫والقدر‪ ،‬فالرسول ‪ --‬خطط لغزوة بدر وأعد الجيش وأخذ‬
‫باألسباب ثم دعا هللا بالنرص‪.‬‬
‫تعت زضورة أن نعرف واقع منافسينا‪.‬‬ ‫ز‬
‫وكلمة "لهم"‪ :‬ي‬
‫ز‬
‫بمعت‬ ‫وبمعت آخر‪ :‬نفهم القطاع المستهدف من اإلعداد‪،‬‬ ‫ز‬
‫بوع واإلعداد‬
‫ي‬ ‫معرفة متطلبات سوق العمل الحالية واإلعداد‬
‫بمعرفة‪.‬‬

‫لك تعرف‬ ‫"ما استطعتم"‪ :‬ز ز‬


‫تعت ضورة معرفة نفسك وقدراتك ي‬ ‫ي‬
‫مدى استطاعتك ونقاط قوتك ونقاط ضعفك‪ ،‬وتعرف هل أنت‬
‫عاجز أم كسالن‪ .‬فالعجز هو عدم القدرة‪ ،‬أما الكسل فهو عدم‬
‫ز‬
‫فيتامي لتقوية اإلرادة‪.‬‬ ‫اإلرادة‪ .‬لذلك نقول إن التخطيط هو‬

‫ً‬ ‫"من قوة"‪ :‬ز ز‬


‫يجب أن‬ ‫الت‬
‫تعت ضورة أن نبحث عن القوة ي‬ ‫ي‬
‫أن تعرف‬ ‫ز‬
‫ه قوة تعليمية أم قوة ثقافية‪ ،‬بمعت‬ ‫نستخدمها هل ي‬
‫نقاط قوتك وتركز عليها‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫تعت اختيار السالح األنسب للزمان‬ ‫"من رباط الخيل"‪ :‬ز‬


‫ي‬
‫والمكان‪ ،‬فعندما نزلت اآلية كان الخيل هو السالح األنسب لذلك‬
‫العرص‪ ،‬ولكن اآلن العلم والمعرفة والتكنولوجيا هم األسلحة‬
‫الحاىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫األقوى والمناسبة لعرصنا‬

‫لخص ز‬ ‫ُ ِّ‬
‫معت التوكل عىل هللا‪،‬‬ ‫إذا تأملنا آية "وأعدوا" سنجد أنها ت‬
‫وتحثنا عىل التخطيط واألخذ بأسباب النجاح والقوة‪ ،‬واستخدام‬
‫وسائل العرص المناسبة للنجاح والتفوق والوصول إىل ما نطمح إليه‪.‬‬

‫ويوجد دليل آخر من السنة النبوية عىل أن التوكل عىل هللا‬


‫فق الحديث الذي رواه‬ ‫ز‬
‫يسبقه التخطيط واألخذ باألسباب‪ ،‬ي‬
‫ناقت وأتوكل أم‬
‫ي‬ ‫للنت ‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أترك‬
‫اليمذي‪" :‬قال رجل ر ي‬
‫النت‪ :‬بل اعقلها وتوكل"‬
‫أعقلها وأتوكل؟ فقال له ر ي‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫بسء وخذ باألسباب ثم توكل عىل هللا)‪.‬‬ ‫(أي اربطها ي‬

‫ً‬
‫إذا التخطيط هو جزء مهم ز يف حياتنا‪ ،‬ونحن مأمورون به من هللا‬
‫‪ --‬ز يف أمور حياتنا كلها‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪46‬‬

‫التخطيط يعزز اإلرادة ويحفظ الوقت‬

‫إن إرادتك لتنفيذ ما تريد تضعف إذا لم يكن يوجد تخطيط‪،‬‬


‫ِّ ً‬
‫الت تريد تنفيذها منذ شهور وال تستطيع ُمعلًل‬ ‫َّ‬
‫مع كم المهام ي‬
‫تأمل ي‬
‫ذلك بأن وقت اليوم غي كاف لفعل كل ما تريد‪ .‬وهل وقت األسبوع‬
‫كله غي كاف أم إن عدم وجود خطة‪ ،‬وزمن محدد لتنفيذ تلك‬
‫الخطة هو السبب وراء التأجيل المستمر وضعف اإلرادة؟‬

‫الناجحي ز يف العالم جميعهم لديهم الوقت نفسه‬


‫ز‬ ‫هل تعلم أن‬
‫ً‬
‫الذي تمتلكه ز يف اليوم؟! ولكنهم يمتلكون خططا لحياتهم عىل‬
‫المدى القصي وعىل المدى البعيد تساعدهم عىل تنفيذ المهام دون‬
‫تكاسل وتحافظ عىل أوقاتهم من الهدر ز يف َما ال يفيد‪.‬‬

‫مبيعا لكتب القيادة‬ ‫يقول "جون ش ماكسويل"‪ ،‬المؤلف ر‬


‫األكي ً‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ز يف أمريكا والملقب بخبي القيادة ز يف كتابه "‪ 15‬قانونا للنمو ال تقدر‬
‫ز‬
‫والمحاضات أنه‬ ‫بثمن"‪ ،‬إن سبب نجاحه وإنتاجه الوفي من الكتب‬
‫ً‬
‫شء ز يف حياته‪.‬‬ ‫ر‬
‫يمتلك خطة لكل ي‬
‫ًّ‬
‫شهريا‬ ‫فهو لديه خطة لتنمية نفسه‪ ،‬وذلك بقراءة أربعة كتب‬
‫واالستماع إىل خمس أسطوانات مدمجة ز يف سيارته كل أسبوع‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫ولديه خطة لحياته األشية وكيف يستمتع بها‪ ،‬وال يجعل عمله‬
‫كمؤلف ومدير لعدة رشكات يمتلكها يمنعه من االستمتاع بحياته‬
‫وقضاء أوقات ممتعة مع أوالده وأحفاده‪.‬‬
‫ولديه خطة لكيفية جمع وتصنيف القصص والمقوالت الجيدة‬
‫الت قد يحتاج إليها ز يف كتاباته المستقبلية‪.‬‬
‫ي‬
‫بعشات‬‫ولديه خطة من أجل التفكي عن طريق احتفاظه ر‬
‫الذك‪ ،‬حت‬‫ي‬ ‫المقوالت واألفكار ز يف برنامج المالحظات عىل هاتفه‬
‫يرجع إليها طوال اليوم حت تتوغل ز يف عقله وقلبه‪.‬‬
‫يقىص ً‬
‫يوما‬ ‫ولديه خطة للكتابة‪ ،‬فقبل أن يبدأ رحلة سفر طويلة ز‬
‫ي‬
‫أو أك ري لتحضي ما يحتاج إىل كتابته‪.‬‬
‫أيضا خطة عند االنتظار زف الصفوف ر‬ ‫ً‬
‫لشاء طعام أو‬ ‫ي‬ ‫بل لديه‬
‫لك يحفظ وقته وال يهدره ز يف أشياء غي مفيدة‪.‬‬ ‫مشوبات ي‬
‫ر‬

‫وهكذا تستطيع أن ترى كيف ُينجز األشخاص الناجحون ً‬


‫كثيا‬ ‫ر‬
‫ز‬
‫من األعمال بإرادة قوية دون تكاسل يف الوقت نفسه الذي تشعر‬
‫أنت فيه أنه ال يكفيك لعمل بعض المهام البسيطة‪ ،‬وذلك بفضل‬
‫التخطيط الجيد لحياتهم‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪48‬‬

‫التخطيط يصل بك إىل السالم الداخلي‬

‫هل تعتقد أن األشخاص الذين أقدموا عىل االنتحار كان لديهم‬


‫خطة لحياتهم أو أهداف كبية يعيشون من أجلها؟!‬
‫بالطبع ال‪ ،‬ألن السبب الرئيس لالنتحار هو الشعور بأن الحياة‬
‫ليس لها مع زت‪ ،‬وهذا اإلحساس من المستحيل أن تجده لدى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األشخاص الذين يمتلكون خططا لحياتهم وأهدافا كبية يعيشون‬
‫وأكي مثال عىل ذلك هارالند ساندرز‪ ،‬مؤسس سلسلة‬ ‫من أجلها‪ .‬ر‬
‫حواىل ‪ 20‬ألف فرع حول‬ ‫ي‬ ‫الت تمتلك اآلن‬
‫كنتاك الشهية‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫مطاعم‬
‫اك بعد أن تجاوز‬ ‫العالم‪ ،‬لقد أسس هارالند أوىل مطاعم سلسلة كنت ي‬
‫ز‬
‫الت مر بها طوال حياته‪،‬‬ ‫الستي من عمره‪ .‬عىل الرغم من الصعوبات ي‬
‫فقد كان لديه هدف يعيش من أجله يمنحه العزيمة والمثابرة‪.‬‬

‫ُ‬
‫ُو رلد هارالند ألشة فقية وت ُو ز يف والده وعمره خمس سنوات‪،‬‬
‫فأصبح وأمه وحيدين يصارعان الحياة ومتاعبها‪ ،‬فاضطرت والدته‬
‫إىل العمل‪ ،‬وظل هو يرع أخاه وأخته ُ‬
‫وي رعد لهما الطعام‪ .‬لم يكن‬
‫يعلم هارالند بأن هذا العمل الشاق بالنسبة إىل من ز يف عمره كان‬
‫يخت له ز يف المستقبل مليارات الدوالرات‪ .‬فقد أتقن فن الطبخ‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫الت اخيعها الحقا‪.‬‬
‫وأصبح يعشقه‪ ،‬وهذا هو سبب الخلطة الشهية ي‬
‫‪49‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الت ظلت تالحق هارالند منذ وفاة‬ ‫عىل الرغم من المصاعب ي‬


‫والده‪ ،‬فقد أكمل دراسته الثانوية ثم التحق بالجامعة وتخصص فز‬
‫ي‬
‫قسم المحاماة‪.‬‬
‫وعىل الرغم من دراسته‪ ،‬فقد عمل ز يف خدمة السيارات والمزارع‬
‫واإلطفاء والجيش‪ ،‬ولم ييك عمال إال ودخل فيه‪.‬‬
‫محاميا ز يف‬
‫ً‬ ‫لم يقف طموح هارالند عند هذا الحد‪ ،‬فقد عمل‬
‫الشكات بعد تخرجه ز يف الجامعة‪ ،‬ثم اشيى محطة لخدمة‬ ‫إحدى ر‬
‫كنتاك‪.‬‬
‫ي‬ ‫السيارات ز يف والية‬
‫أخيه أحد أصدقائه أن جودة المطاعم ز يف والية‬ ‫وذات يوم‪ ،‬ر‬
‫َّ‬ ‫ز‬
‫كنتاك سيئة للغاية‪ ،‬ففكر هارالند يف إنشاء مطعم‪ ،‬وحول إحدى‬ ‫ي‬
‫المقىل والبطاطس‬ ‫ي‬ ‫غرف محطة السيارات إىل مطعم لبيع الدجاج‬
‫والخضار‪.‬‬
‫ً‬
‫فاشتهر المطعم ز يف خالل أشهر قليلة وأصبح مكتظا بالزبائن‪،‬‬
‫"كاف ساندرز"‪.‬‬ ‫وحولها إىل مطعم تحت مسم ز‬ ‫فأغلق المحطة َّ‬
‫ي‬
‫لقىل الدجاج من دون‬ ‫ر‬
‫بعد عش سنوات‪ ،‬اكتشف طريقة شية ي‬
‫الحاجة إىل استخدام زيت الطبخ‪.‬‬

‫كنتاك رتبة‬
‫ي‬ ‫ونتيجة ألداء مطعمه الجيد‪ ،‬منحه حاكم والية‬
‫ً‬
‫تكريما له‪ ،‬وعرض عليه عام ‪ 1953‬م رشاء المطعم مقابل‬ ‫كولونيل‬
‫‪ 150‬ألف دوالر‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪50‬‬

‫وأكمل مشواره‪ ،‬ولكن لسوء حظه أعيد تخطيط المدينة‬


‫بعيدة عن محطته ومطعمه‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫فقل الزبائن بصورة‬ ‫وأصبحت الطرق‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كبية‪ ،‬وأصبح ال يحقق ربحا‪ ،‬فاضطر إىل بيع المطعم بنصف المبلغ‬
‫الذي ُع ِرض عليه من قبل حاكم والية كنتا يك‪.‬‬
‫بعدما خش هارالند من تجربته السابقة لم يستسلم‪ ،‬فبدأ‬
‫بتحضي خلطته الشية وعرضها عىل المطاعم‪ ،‬ولكنه أصيب بخيبة‬
‫سنتي لم يستطع إال إقناع خمسة مطاعم‬ ‫ز‬ ‫فق خالل‬ ‫ز‬
‫أمل أخرى‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫السنتي يسافر من والية إىل أخرى من‬ ‫فقط‪ ،‬فكان ز يف خالل هذه‬
‫ً‬
‫أجل بيع الخلطة الجاهزة شيئا فش ًئيا حت يحصل عىل بعض المال‪،‬‬
‫كنتاك الشهية‪ ،‬وبدأت تتواىل‬
‫ي‬ ‫إىل أن َّأسس أول مطعم لسلسلة‬
‫واحدا تلو اآلخر‪ ،‬حت وصل عدد الفروع إىل ‪ 600‬فرع‪.‬‬ ‫ً‬
‫الفروع‬
‫كنتاك بمبلغ مليون‬ ‫وعندما بلغ ‪ً 77‬‬
‫عاما‪ ،‬قرر بيع امتياز مطاعم‬
‫ي‬
‫دوالر وراتب شهري ‪ 40‬ألف دوالر‪ ،‬ثم بعد ذلك ‪ 75‬ألف دوالر‬
‫وتوف عن عمر يناهز ‪ً 90‬‬
‫عاما‪.‬‬ ‫ز‬ ‫مدى الحياة‪،‬‬
‫ي‬

‫إن التخطيط ال يساعدك فقط عىل تقوية اإلرادة والعزيمة‬


‫ً‬
‫داخلك‪ ،‬لكنه أيضا يساعدك عىل الوصول إىل مرحلة السالم‬
‫الت يبحث عنها الجميع‪.‬‬
‫الداخىل ي‬
‫ي‬
‫‪51‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫كنتاك نموذج للشخص‬


‫ي‬ ‫وقصة نجاح هارالند ز يف تأسيس مطاعم‬
‫الت‬
‫الطموح صاحب األهداف الكبية‪ ،‬الذي وصل إىل المرحلة ي‬
‫وصيه ونجاحه ويقرر أن‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫ليجت ثمار جهده‬ ‫جعلته يتقاعد برضاه‪،‬‬
‫ي‬
‫يستمتع بالحياة ز يف المدة المتبقية من عمره‪.‬‬

‫فكما قلنا‪ ،‬إن التخطيط ما هو إال محاولة لقراءة أو توقع‬


‫األحداث المحتملة ز يف المستقبل‪ ،‬حت نستطيع التعامل معها اآلن‬
‫فنحصل عىل أقىص استفادة من األحداث اإليجابية المحتمل‬
‫أضار األحداث السلبية‬ ‫حدوثها‪ ،‬ونتجنب أو نقلل من آثار أو ز‬
‫َ‬
‫وبالتاىل ستجد نفسك غي ق رلق من المستقبل‪،‬‬
‫ي‬ ‫المحتمل حدوثها‪،‬‬
‫ألنك بنسبة ‪ %80‬متوقع ما سيحدث ومستعد للتعامل معه‪.‬‬

‫أكي مثال عىل أن التخطيط هو قراءة األحداث المحتملة هو‬ ‫ر‬


‫حدث الموت‪ ،‬فهو حقيقة سيتعرض لها الجميع‪ ،‬ويجب أن أكون‬
‫ً‬
‫مستعدا له باألعمال الصالحة من صالة وصدقة وصلة رحم وقضاء‬
‫ز‬ ‫َّ‬
‫يوم‬
‫حوائج الناس‪ ،‬وأًل أنام كل يوم قبل أن أسيجع ما حدث يف ي‬
‫وأستغفر هللا عىل كل ذنب اقيفته ز يف خالل هذا اليوم‪ ،‬وأجتهد ز يف‬
‫دوما‪ ،‬لوجود حدث محتمل ز يف أي وقت‪ ،‬وهو‬ ‫أن أصلح من نفس ً‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫الموت‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪52‬‬
‫ً‬
‫وهذا التخطيط ألمور الحياة وأمور الممات يرصف عنك أمراضا‬
‫الت يتعرض لها البعض نتيجة‬
‫مثل االكتئاب وفوبيا المستقبل‪ ،‬ي‬
‫فقدان العمل أو وفاة أحد األحباء أو الطالق أو اإلصابة بمرض‬
‫خطي‪.‬‬

‫بل يجعلك التخطيط تشعر بطمأنينة وهدوء وسكينة وسالم‬


‫داخىل‪ ،‬لذا عليك أن تخطط لحياتك المهنية وحياتك الشخصية‬‫ي‬
‫بصورة دورية‪ ،‬ويكون لديك ردود أفعال جاهزة لكل حدث متوقع‪.‬‬

‫يقي من أنك إذا نجحت ز يف التخطيط لحياتك بصورة‬ ‫كن عىل ز‬


‫َّ‬
‫جيدة وقرأت األحداث المتوقعة وأعددت رد الفعل أو الترصف‬
‫ًّ‬
‫المناسب لكل حدث‪ ،‬ستتحسن حياتك بصورة كبية جدا‪ ،‬وستشعر‬
‫بنتيجة ذلك ش ً‬
‫يعا‪.‬‬
‫ز‬
‫المقربي‬ ‫أصدقان‬
‫ي‬ ‫حيان ويثي إعجاب بعض‬ ‫ي‬ ‫وهذا ما أفعله ز يف‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫استباقيا ومستعدا بردود أفعال لكل حدث متوقع‪،‬‬ ‫جدا‪ ،‬ألنه يجعل ز يت‬
‫داخىل‪ ،‬وهلل‬ ‫نفس وأشعر بسالم‬ ‫ً‬
‫متصالحا مع‬ ‫يجعلت ً‬
‫دائما‬ ‫ز‬ ‫وهذا ما‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الحمد والمنة عىل ذلك‪.‬‬
‫*****‬
‫‪53‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫هل لديك خطة لحياتك؟‬

‫ُّ‬
‫إن التخطيط ما هو إال قراءة وتوقع لما قد يحدث ز يف المستقبل‪،‬‬
‫والتفكي ز يف كيفية التعامل معه اآلن‪ .‬وتوقع أحداث المستقبل‬
‫مختلف عن معرفة الغيب‪ ،‬فالغيب هو معرفة االحتماالت كلها‪،‬‬
‫شء خاص باهلل ‪ ‬فهو وحده يعلم ما كان وما سيكون وما‬ ‫ر‬
‫وهذا ي‬
‫لم يكن لو كان كيف يكون‪ .‬أما نحن‪ ،‬فنتوقع المستقبل من خالل‬
‫الحاض وما يحدث فيه‪ ،‬وقد نصيب وقد نخط‪.‬‬ ‫ز‬ ‫دراسة‬

‫الت نريد‬ ‫ً ز‬
‫ويفيدنا التخطيط أيضا يف تحقيق القرارات المهمة ي‬
‫الت نريد تنفيذها‬ ‫ز‬
‫وف علم التخطيط القرارات المهمة ي‬ ‫تنفيذها‪ ،‬ي‬
‫تسم "األهداف"‪ ،‬وتحديد أهدافك ز يف الحياة بدقة ووضوح‬
‫يساعدك عىل معرفة أهمية وجودك ز يف الحياة‪.‬‬

‫هل لديك هدف كبي تعيش من أجله؟‬


‫وهل لديك أهداف صغية ز‬
‫تتمت تحقيقها بعد خمس سنوات؟‬
‫وهل لديك خطة لمدة سنة من اآلن؟‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪54‬‬
‫ً‬
‫إذا كانت إجابتك بالن ز يق‪ ،‬فأنت إذا ليس لديك خطة لحياتك‪،‬‬
‫الت‬ ‫ُ ِّ‬
‫وبالتاىل أنت تسي كما توجهك أحداث يومك‪ ،‬كالسفينة ي‬ ‫ي‬
‫تتالعب بها الرياح وتوجهها كيفما تشاء‪ .‬وأنت من األشخاص الذين‬
‫ييكون أنفسهم لتيار الحياة وللظروف المحيطة وينامون كل ليلة‬
‫ً‬
‫وبالتاىل يستيقظ كل منهم ليجد‬
‫ي‬ ‫دون أن يحددوا ماذا سيفعلون غدا‪،‬‬
‫بسء زف المستقبل‪ُ ،‬‬
‫وي َ‬ ‫أعماًل قد ال تفيده ر‬‫ً‬
‫شق منه‬ ‫ي ي‬ ‫نفسه يؤدي‬
‫ً‬
‫عمره بهذه الطريقة‪ ،‬ويدرك مؤخرا أنه كان عليه أن يخطط لحياته‬
‫ويندم ز‬
‫حي ال ينفع الندم‪.‬‬

‫ز‬
‫فدعت‬ ‫أما إذا كانت إجابتك باإلثبات ولديك خطة لحياتك‪،‬‬
‫ي‬
‫ز‬
‫القريبي من النجاح‪ ،‬الذين أدركوا أن‬ ‫ر‬
‫أبشك بأنك من األشخاص‬
‫يأن صدفة‪ ،‬وإنما يحتاج إىل إرادة ومن ثم تخطيط‬ ‫النجاح ال ي‬
‫لتحقيق ذلك النجاح‪.‬‬

‫اعلم أنك إذا لم تخطط للنجاح فإنك تخطط للفشل دون أن‬
‫تدري‪ ،‬وربما يستخدمك البعض لتنفيذ خطتهم الخاصة‪.‬‬

‫ربما يشغلك اآلن سؤال‪ ،‬وهو‪:‬‬


‫ً‬ ‫كيف نجح ٌ‬
‫كثي من األشخاص الذين ال يعرفون شيئا عن‬
‫ً‬
‫التخطيط وبعضهم ال يعرف القراءة أصًل؟‬
‫‪55‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫ً‬
‫اإلجابة‪ :‬إن هؤالء األشخاص كانوا يمتلكون خططا‪ ،‬ولكنها غي‬
‫معلنة وربما تكون غي مكتوبة‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫ر‬
‫يأئ سؤال آخر‪ :‬هل يجب أن تكون الخطة مكتوبة ي‬
‫لك‬ ‫وهنا ي‬
‫تنجح؟‬
‫واإلجابة‪ :‬ال‪ .‬قد تكون لديك خطة ز يف عقلك غي مكتوبة‪ ،‬ولكن‬
‫كتب ألن نسبة تنفيذ الخطط المكتوبة تكون ر‬ ‫ُ َ‬
‫أكي بكثي‬ ‫يفضل أن ت‬
‫من الخطط غي المكتوبة‪ ،‬إذ إن الخطط المكتوبة يمكنك الرجوع‬
‫إليها من ز‬
‫حي إىل آخر‪ ،‬فتساعدك عىل االستمرار وتقوية إرادتك‬
‫لتنفيذها‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪56‬‬

‫كيف تخطط لحياتك؟‬

‫توجد مستويات من التخطيط‪ ،‬فالمستوى األول هو التخطيط‬


‫اتيج"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫لمدة خمس عشة سنة‪ ،‬ويسم ب "التخطيط االسب ر ي‬
‫التخطيط البعيد المدى‪ .‬وهذا ال نستطيع وضع تفاصيل له‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فقط نحدد أهدافا كبية نحلم بتحقيقها قبل أن نموت‪ ،‬وقد يكون‬
‫هدف واحد كبي يحتاج من ‪ 10‬إىل ‪ً 15‬‬
‫عاما ليتحقق‪.‬‬

‫حي قال‪" :‬نحلم‬ ‫هذا ما فعله الرئيس األمريك جون كيندي‪ ،‬ز‬
‫ي‬
‫عش سنوات"‪.‬‬ ‫بالهبوط عىل سطح القمر زف خالل ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫وبالفعل‪ ،‬نجحت وكالة الفضاء األمريكية ناسا يف إرسال أول‬
‫إنسان إىل القمر بعد تسع سنوات‪.‬‬

‫الكويت‬
‫ي‬ ‫اإلسالم‬
‫ي‬ ‫بل األفضل من ذلك كان هدف الداعية‬
‫ز‬
‫نش اإلسالم يف إفريقيا‪،‬‬‫الدكتور عبد الرحمن السميط ‪ ،‬وهو ر‬
‫ولقد أسلم عىل يديه ‪ 11‬مليون شخص زف خالل ‪ً 29‬‬
‫عاما قضاها‬ ‫ي‬
‫ز يف الدعوة إىل اإلسالم‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫ً‬
‫كبيا لحياتك‪ ،‬تعيش من أجله‪ُ ،‬يطلق‬ ‫هدفا ً‬ ‫عليك أن تحدد‬
‫عليه "هدف الحياة" أو "الهدف المسيطر"‪ ،‬بحيث يكون هذا‬
‫مسيطرا عىل ترصفاتك جميعها وتوجهاتك ز يف الحياة‪ .‬فعندما‬
‫ً‬ ‫الهدف‬
‫تقرأ تكون اختياراتك للكتب لها عالقة بهذا الهدف‪ ،‬بل إن معظم‬
‫بي يكونون ذوي عالقة أو مشاركة بهذا الهدف‪،‬‬ ‫أصدقائك المقر ز‬
‫حاضا ز يف ذهنك‬
‫ز ً‬ ‫وكل حياتك تدور حول هذا الهدف‪ ،‬مما يجعله‬
‫طوال الوقت ً‬
‫تماما‪.‬‬

‫األسلم‪ ،‬عندما قال له‬


‫ي‬ ‫مثلما حدث مع سيدنا ربيعة بن كعب‬
‫ْ‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫(بمعت ماذا تتمت؟)‬ ‫رسول هللا ‪َ " :‬سل ز يت يا ربيعة"‬
‫فقال سيدنا ربيعة عىل الفور دون أن يفكر‪" :‬مرافقتك ز يف الجنة‬
‫يا رسول هللا"‪.‬‬
‫دائما ز يف ذهنه ويعيش من أجله ومسيطر عىل‬‫وذلك ألن الهدف ً‬
‫تفكيه‪.‬‬

‫فهل لديك هدف كبي مسيطر عىل حياتك وتعيش من أجله؟‬


‫ِّ‬
‫إذا لم يكن لديك هدف‪ ،‬فحدد اآلن هذا الهدف الكبي الذي‬
‫يستحق أن تعيش من أجله وتتحمل عقبات الحياة لتحقيقه‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪58‬‬

‫الت قد تساعدك عىل‬ ‫وإليك أمثلة لبعض األهداف الكبية ي‬


‫تحديد هدفك‪:‬‬
‫هدف الحصول عىل جائزة نوبل ز يف الكيمياء أو أي مجال‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫‪-‬‬
‫آخر‪.‬‬
‫العرن‪.‬‬
‫ري‬ ‫مستشق ز يف العالم‬
‫ز‬ ‫أكي‬
‫هدف أن أكون صاحب ر‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫‪-‬‬
‫هدف أن أكون أفضل العب كرة قدم ز يف العالم‪.‬‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫‪-‬‬
‫العرن ز يف مجال‬ ‫ري‬ ‫هدف أن أصبح أفضل طبيبة ز يف العالم‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫‪-‬‬
‫معي‪.‬‬‫ز‬
‫إعالم ز يف العالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫ميمج أو‬ ‫هدف أن أصبح أفضل مهندس أو ر‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫‪-‬‬
‫رياض‪.‬‬ ‫زوج ليكون أفضل مخرج أو ز‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫هدف أن أساعد ر ي‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫أرن أوالدي أفضل تربية ألراهم ز يف مناصب قيادية‪.‬‬ ‫هدف أن ر ي‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫‪-‬‬
‫نش عربية‪.‬‬ ‫أكي دار ر‬ ‫ز‬
‫دف أن أكون صاحب ر‬ ‫‪ -‬ه ي‬
‫هدف أن أكون أفضل مقدمة برامج تلفزيونية ز يف العالم‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫‪-‬‬
‫العرن‪.‬‬
‫ري‬
‫ز‬
‫وهكذا‪ ،‬المهم يف األمر أن يكون لديك هدف كبي يف رأسك‪ ،‬تنام‬ ‫ز‬
‫وتستيقظ من أجله‪.‬‬
‫أهداف الذي أسع إىل تحقيقه قبل الموت‪،‬‬ ‫ز‬ ‫ودعت أشارك أحد‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وهو أن أكون المدير العام لمجموعة رشكات تعمل ز يف مجاالت‬
‫أكي من ‪ 1000‬موظف‪.‬‬ ‫متنوعة يعمل بها ر‬
‫‪59‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الثان من التخطيط هو التخطيط لمدة خمس‬ ‫ز‬ ‫المستوى‬


‫ي‬
‫التشغيل"‪ ،‬وهنا نحدد ونكتب‬
‫ي‬ ‫سنوات‪ ،‬ويسم ب "التخطيط‬
‫األهداف الت نريد تحقيقها زف خالل الخمسة أعوام القادمة فز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫جوانب الحياة كلها‪.‬‬

‫وأمثلة ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫روحائ‪ :‬مثل حفظ القرآن كامًل‪ ،‬أو قراءة تفسي‬
‫ي‬ ‫عل الجانب ال‬
‫القرآن البن كثي أو غيه من المفشين‪ ،‬أو قراءة صحيح البخاري‬
‫ً‬
‫كامًل‪.‬‬

‫االجتماع‪ :‬مثل الزواج ز يف خالل خمس سنوات‪،‬‬


‫ي‬ ‫وعل الجانب‬
‫ز‬
‫أكي يف مكان راق‪ ،‬أو رشاء احتياجات أوالدي للزواج‪.‬‬
‫أو رشاء شقة ر‬

‫ر‬
‫المهن‪ :‬مثل بداية مش ي‬
‫وع الخاص‪ ،‬أو االنتقال‬ ‫ي‬ ‫وعل الجانب‬
‫إىل رشكة عالمية‪ ،‬أو الحصول عىل الدكتوراه أو الماجستي‪.‬‬

‫ً‬
‫وهذه الخطة تكون خطوة للوصول إىل هدف الحياة الذي‬
‫تحدثنا عنه‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪60‬‬

‫المستوى الثالث من التخطيط هو التخطيط لمدة سنة واحدة‪،‬‬


‫الت نريد تحقيقها بعد عام‬
‫وهنا نحدد ونكتب بالتفصيل األهداف ي‬
‫من اآلن‪.‬‬
‫وهذه الخطة السنوية ز يف منته األهمية‪ ،‬ألنها خطوة لتحقيق‬
‫وبرنامح‬
‫ر ي‬ ‫ان الحالية‬
‫الخطة الخمسية‪ ،‬وألنها سييتب عليها قرار ي‬
‫واألسبوع‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشهري‬

‫الروحان حفظ‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫هدف ز يف الجانب‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫فعل سبيل المثال‪ :‬لو كان‬
‫مت أن أحفظ ثالثة‬ ‫ز‬
‫ستة أجزاء من القرآن الكريم‪ ،‬فهذا سيتطلب ي‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫وبالتاىل نصف جزء كل شهر‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أجزاء ز يف خالل ستة أشهر‪،‬‬
‫لك أنجح‬ ‫الت أحتاج إىل حفظها ي‬ ‫أحدد عدد الصفحات األسبوعية َّ ي‬
‫الروحان الذي حددته‪.‬‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز يف تحقيق الهدف‬

‫دخىل الشهري بقيمة ‪ 2000‬جنيه‬ ‫ز‬


‫المهت زيادة‬ ‫وإذا كان ز‬
‫هدف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫الت سأستخدمها‬ ‫والطرق‬ ‫ائل‬ ‫الوس‬ ‫اآلن‬ ‫من‬ ‫أحدد‬ ‫أن‬ ‫َّ‬
‫فعىل‬ ‫‪،‬‬‫مثًل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫لذلك‪ ،‬هل عن طريق البحث عن عمل آخر أو شكة أخرى‪ ،‬أم هل‬
‫وظيفت‪ ،‬ومت وكيف سأفعل‬ ‫مشوع صغي بجانب‬ ‫عن طريق عمل ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫يساعدونت عىل‬ ‫لك‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ذلك‪ ،‬ومن األشخاص الذين سأتواصل معهم ي‬
‫تحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫بعد أن تخطط لحياتك عىل الثالثة مستويات‪ ،‬احفظ هذه‬


‫الخطة زف محفظتك أو مكتبك لتتمكن من االطالع عليها من ز‬
‫حي‬
‫ي ُ‬
‫ولك تساعدك عىل تقوية‬ ‫تابع مدى تنفيذك إياها‪،‬‬
‫إىل آخر‪ ،‬لت ر‬
‫ي ً‬
‫إرادتك وعزيمتك عىل تحقيق أهدافك‪ ،‬وأيضا للتعديل فيها كلما‬
‫تغيت الظروف المحيطة بك‪.‬‬

‫فال يوجد خطة يتم تنفيذها بنسبة ‪ ،%100‬ولكن تعد الخطة‬


‫ً ًّ‬
‫وتجربت الشخصية لهذه‬
‫ي‬ ‫أقل‪،‬‬ ‫أو‬ ‫‪%‬‬ ‫‪80‬‬ ‫منها‬ ‫قق‬ ‫تح‬ ‫إذا‬ ‫ا‬ ‫جد‬ ‫ناجحة‬
‫أهداف‪ ،‬بل وتحقيق عديد من‬‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫ساعدتت كثيا يف اليكي عىل‬ ‫الطريقة‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أهداف الخطة السنوية وبعض أهداف الخطة الخمسية‪ ،‬وذلك‬
‫معت أجمل للحياة‪.‬‬‫يؤدي إىل شعور كبي بالسعادة ويعط ز‬
‫ي‬

‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪62‬‬

‫أسهل طريقة لكتابة خطة الحياة‬

‫يجب أن يكون لكل منا خطة لحياته‪ ،‬ترسم له الطريق الذي‬


‫الت تحقق هذه‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ر‬
‫يمس عليه وتوجهه نحو الخطوات الصحيحة ي‬ ‫ي‬
‫الخطة‪.‬‬

‫ً‬
‫سلفا‪ ،‬الخطة ستكون ُم َّ‬
‫قسمة إىل ثالثة مستويات‪:‬‬ ‫وكما ذكرنا‬
‫خطة لمدة ‪ 15‬سنة‪ ،‬تكتب فيها أهداف حياتك ككل وما الذي‬
‫تريد أن تلق هللا عليه‪.‬‬

‫الت‬
‫وخطة لمدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬فيها طموحاتك القريبة واألهداف ي‬
‫تؤدي إىل أهداف الحياة‪.‬‬

‫ُ ِّ‬
‫وخطة لمدة عام تساعدك ز يف تنظيم حياتك الحالية وترتب‬
‫أولوياتك اليومية واألسبوعية والشهرية‪.‬‬

‫ز‬
‫نستعي باهلل ونأخذ باألسباب ونؤدي أعمالنا اليومية‪،‬‬ ‫فنحن‬
‫ولكن وفق رؤية مستقبلية واضحة تؤدي إىل أهداف مدروسة‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫لك تخطط لحياتك بمنته السهولة‪ ،‬يمكنك إحضار ورقة‬ ‫ي‬


‫وق ل م وكتابة أحالم حياتك المستقبلية‪.‬‬
‫ر‬
‫المشوع الذي تحلم به‪.‬‬
‫المكان الذي تحلم بالحياة فيه‪.‬‬
‫الشكة الت ز‬
‫تتمت تأسيسها‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫وتكون هذه ببساطة خطتك االسياتيجية ل ‪ً 15‬‬
‫عاما‪.‬‬

‫تتمت تحقيقها ز يف المدة القادمة‬


‫ثم تكتب أهدافك الصغية الت ز‬
‫ي‬
‫من حياتك‪ ،‬أي ز يف خالل خمس سنوات‪ ،‬كالزواج أو تغيي السيارة أو‬
‫ه خطتك التشغيلية‬ ‫ر‬
‫الت تعمل فيها‪ ،‬وتكون هذه ي‬
‫تغيي الشكة ي‬
‫ل خمس سنوات‪.‬‬
‫الت تساعدك لتحقيق‬
‫ومنها سوف تحدد أهدافك السنوية‪ ،‬ي‬
‫خطة ال خمس سنوات بسهولة‪.‬‬

‫لك تخطط لحياتك‪ ،‬ولكن إذا أردت خطة‬‫هذه أبسط طريقة ي‬


‫علمية بخطوات مرتبة‪ ،‬فتوجد عدة طرق‪ ،‬ولكن يمكنك استخدام‬
‫ر‬
‫واألكي‬ ‫فه األشهر واألسهل‬
‫طريقة تحليل "سوات" (‪ ،)SWOT‬ي‬
‫واستخداما زف العالم ًّ‬
‫حاليا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شيوعا‬
‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪64‬‬

‫فه تستخدم عىل نطاق‬ ‫ً‬


‫وذلك نظرا إىل سهولتها وفاعليتها‪ ،‬ي‬
‫الكيى‪ ،‬ويمكن أن‬
‫ر‬ ‫الشكات والوزارات والمنظمات‬ ‫واسع زف ر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الشخىص ولشكاتنا الصغية أيضا مع‬ ‫نستخدمها أيضا للتخطيط‬
‫ي‬
‫بعض التعديالت البسيطة‪.‬‬

‫طريقة تحليل "سوات" عبارة عن تحليل لنقاط القوة والضعف‬


‫الت قد تواجهك‪ ،‬وكل‬
‫لديك والفرص المتاحة أمامك والتهديدات ي‬
‫ما عليك هو إحضار ورقة وتبدأ ز يف كتابة الخطة بمنته السهولة‬
‫كاآلن‪:‬‬
‫ي‬

‫نقاط القــوة ‪Strengths‬‬


‫ً‬
‫تبدأ بكتابة نقاط قوتك‪ ،‬وتكون أمينا مع نفسك‪ ،‬فأنت‬
‫ً‬
‫المستفيد من هذه الخطة وليس غيك‪ .‬فمثًل‪ ،‬أنك تجيد اللغة‬
‫خية ز يف التسويق أو‬ ‫اإلنجليية بطالقة أو ز ز‬
‫ممي يف الكمبيوتر أو لديك ر‬ ‫ز‬
‫ممي ز يف مهارة اإلقناع‬
‫معي أو تجيد العمل تحت ضغط أو ز‬ ‫ز‬ ‫مجال‬
‫مشوعاً‬‫والتواصل مع الناس أو لديك رأس مال تستطيع أن تبدأ به ر‬
‫ً‬
‫معينا‪.‬‬
‫ً‬
‫ثم تفكر جيدا ز يف كيفية تنمية نقاط قوتك والحفاظ عليها‬
‫واستغاللها واالستفادة منها قدر المستطاع‪ ،‬وتدوين ذلك لكل نقطة‬
‫قوة‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫هذه العملية قد أجريتها بالفعل عندما كنت أعمل ُح ًّرا ز يف مجال‬


‫المقاوالت‪.‬‬
‫سوق له أحد‬ ‫عىل صاحب رشكة أن أ ِّ‬ ‫زف أحد األيام‪ ،‬عرض َّ‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وألنت أمتلك نقطة قوة أعلمها جيدا‬ ‫ز‬ ‫معينة‪،‬‬ ‫عمولة‬ ‫مقابل‬ ‫منتجاته‬
‫ي‬
‫وه مهارة اإلقناع والتواصل مع اآلخرين‪ ،‬وافقت عىل عرضه‬ ‫ي‬
‫عي اإلنينت وعن‬ ‫ر‬ ‫منتج‬ ‫ال‬ ‫ذلك‬ ‫إىل‬ ‫تحتاج‬ ‫الت‬ ‫كات‬ ‫ر‬
‫الش‬ ‫عن‬ ‫وبحثت‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أصدقان‪ ،‬حت تواصلت مع أكي من عش شكات‪ ،‬وعرضت‬ ‫طريق‬
‫ي‬
‫عليهم المنتج‪.‬‬
‫وبالفعل‪ ،‬نجحت ز يف تسويق ذلك المنتج واستفدت من نقطة‬
‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫عائدا ًّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫إضافيا يىل‪ ،‬وأيضا اكتسبت عالقات‬ ‫ماديا‬ ‫القوة هذه‪ ،‬وحققت‬
‫وشكات عديدة لتسويق‬ ‫واسعة بسبب التواصل مع أشخاص ُج ُدد ر‬
‫ذلك المنتج‪.‬‬

‫مليا كيف تستفيد من نقاط قوتك ًّ‬


‫ماديا أو‬ ‫لذا‪ ،‬عليك أن تفكر ًّ‬
‫ً‬ ‫ًّ‬
‫معنويا أو حت عالقات جديدة قد تنفعك الحقا‪ ،‬وتسجل بعض‬
‫وه الحفاظ عىل نقاط قوتك تلك أو تقويتها بالقراءة أو‬‫أهدافك ي‬
‫دورات تدريبية عنها‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪66‬‬

‫نقاط الضعف ‪Weaknesses‬‬

‫ً‬
‫ثم تكتب نقاط ضعفك‪ .‬فمثًل‪ ،‬أنك ليس لديك رأس مال لبدء‬
‫أي ر‬
‫مشوع أو ال تجيد لغات أجنبية أو ال تجيد الكمبيوتر أو ال تمتلك‬
‫عالقات قوية أو ال تجيد العمل تحت الضغط‪.‬‬

‫ً‬
‫ثم تفكر جيدا ز يف كيفية عالج تلك النقاط‪ ،‬فقد يكون عن طريق‬
‫اآلىل أو عن طريق‬
‫أخذ دورة تدريبية لتقوية اللغة أو مهارات الحاسب ي‬
‫دون العالج لكل نقطة ضعف كأهداف‪.‬‬ ‫صديق‪ ،‬وأ ِّ‬

‫مثال عىل ذلك ما فعله شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬فقد كان لديه‬
‫ُّ‬
‫وه خطه الست ز يف الكتابة‪ ،‬لذا لجأ إىل تلميذه ابن‬ ‫نقطة ضعف ي‬
‫ً‬
‫ُر َش ْيق‪ ،‬الذي كان يمتلك خطا جميًل ز‬
‫ًّ‬
‫لك يعالج نقطة‬‫ي‬ ‫الكتابة‪،‬‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ُ‬
‫الضعف هذه‪ ،‬إذ اتفق معه أن يكتب له ما يؤلفه من كتب‪ .‬وبذلك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وه وجود شخص من‬ ‫ستغل فرصة متاحة ي‬ ‫عالج نقطة ضعفه وا‬
‫ً‬
‫خطا جيدا‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫تالميذه يمتلك‬
‫‪67‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الفرص ‪Opportunities‬‬

‫الت قد تساعدك عىل النجاح‪.‬‬


‫اكتب الفرص المتاحة ي‬
‫وعىل سبيل المثال‪ ،‬أن والدك لديه رشكة محاسبة‪ ،‬فهذا‬
‫ًّ‬
‫جدا إليجاد وظيفة إذا دخلت كلية التجارة‪.‬‬ ‫سيجعل فرصتك كبية‬
‫ًّ‬
‫وبالتاىل إذا دخلت كلية الطب ستتفوق‬
‫ي‬ ‫أو أن ذاكرتك قوية جدا‪،‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أو أن رشكة كبية تعمل ز يف مجال دراستك تنوي افتتاح فرع‬
‫ميلك‪.‬‬ ‫جديد لها بالقرب من ز ز‬

‫مشوع ويحتاج إىل من ُيديره‪،‬‬


‫أو أن أحد أصدقائك يريد إقامة ر‬
‫وأنت لديك خ رية جيدة ز يف اإلدارة‪.‬‬
‫أو أن فرصة عمل قد تساعدك عىل توفي المال الالزم لتنفيذ‬
‫ر‬
‫مشوعك الذي تحلم به‪.‬‬

‫ً‬
‫ومن ثم تفكر جيدا ز يف استغالل الفرص المتاحة لك أو أن تصنع‬
‫مش ً‬
‫وعا ًّ‬ ‫ً‬
‫مثًل ر‬ ‫ُ‬
‫خاصا بك إذا كنت تمتلك‬ ‫الفرصة بنفسك‪ ،‬بأن تقيم‬
‫دون طريقة استغالل كل فرصة كهدف ضمن‬ ‫الموارد المالية‪ ،‬ثم ُت ِّ‬
‫خطتك‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪68‬‬

‫التهديدات ‪Threats‬‬
‫اكتب التهديدات الت قد تؤثر عليك ً‬
‫سلبا‪.‬‬ ‫ي‬
‫الت تعمل فيها غي مستقرة وربما‬ ‫ر‬
‫ُ وعىل سبيل المثال‪ ،‬إن الشكة ي‬
‫نه خدماتك ز يف أي لحظة‪ ،‬أو أنك تعمل بعقد مؤقت ومن‬ ‫ت ي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫المحتمل أال تجدد ر‬
‫الشكة عقدك‪ ،‬أو أي أمور أخرى تشعر أنها‬
‫تهديدات أو أسباب عدم استقرار بالنسبة إليك‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬


‫ولقد مررت بهذه التجربة‪ ،‬فوضعت خطة وأهدافا لمواجهة‬
‫الت أعمل فيها تخطط لعدم تجديد‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫ذلك حي شعرت أن الشكة ي‬
‫بيت ز‬
‫وبي اإلدارة أصبحت متوترة‪ ،‬فبحثت عن‬ ‫ز‬
‫عقدي‪ ،‬وأن العالقة ي‬
‫شء ز يف تفاصيل العمل‪ ،‬وكنت‬ ‫ر‬
‫شكة أخرى واتفقت معها عىل كل ي‬
‫ر‬
‫ًّ‬
‫استباقيا وتركت العمل لتجنب ذلك التهديد المحتمل‪.‬‬

‫كل تهديد تكتبه يجب أن تفكر ز يف كيفية التخلص منه أو تقليل‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫تأثيه كهدف لخطتك‪ ،‬فإذا كنت موظفا بعقد مؤقت مثًل‪ ،‬فيجب‬
‫ً‬
‫أن تسع جاهدا للحصول عىل وظيفة بعقد دائم‪ ،‬وكذلك كل تهديد‬
‫ًّ‬
‫جتماعيا‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫نفسيا وا‬ ‫ٍّ‬
‫مستقر‬ ‫قد يؤثر عىل حياتك ً‬
‫سلبا ويجعلك غي‬
‫‪69‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫طريقة سمارت ‪SMART‬‬


‫ً‬
‫بعد أن تكتب أهدافك طبقا لنقاط قوتك وضعفك والفرص‬
‫ُ‬
‫الت تتعرض لها‪ ،‬تعيد صياغة األهداف‪،‬‬ ‫المتاحة لك والتهديدات ي‬
‫ز‬
‫بمعت أن نحول األهداف العادية إىل أهداف ذكية‪.‬‬
‫ز‬
‫إنجليية مكونة من خمسة‬ ‫ه كلمة‬ ‫وكلمة سمارت "‪ "SMART‬ي‬
‫كاآلن‪:‬‬
‫ي‬ ‫أحرف‪ ،‬يرمز كل حرف من حروفها إىل كلمة معينة‬

‫َّ‬
‫حرف "‪ :"S‬اختصار كلمة "‪ ،"Specific‬أي ُمحدد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وواضحا‪ ،‬فال يصح أن‬ ‫أي إن الهدف يجب أن يكون محددا‬
‫ً‬
‫هدفا ًّ‬ ‫تقول‪" :‬إن ز‬
‫ذكيا‪،‬‬ ‫حيان أفضل"‪ .‬فهذا ليس‬ ‫ي‬ ‫هدف هو أن أجعل‬
‫ي‬
‫ًّ‬
‫اجتماعيا‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫نفسيا أم‬ ‫ألنه غي محدد هل تريد حياتك أفضل ًّ‬
‫ماديا أم‬

‫وحرف "‪ :"M‬اختصار كلمة "‪ ،"Measurable‬أي قابل‬


‫للقياس‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ماديا‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫فمثًل‪ ،‬إذا كان هدفك جعل حياتك أفضل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هدفا محددا‪ ،‬ولكنه غي قابل للقياس‪ ،‬فأنت لم تذكر إذا كنت تريد‬
‫زيادة دخلك بأي مقدار‪.‬‬
‫أما إذا كان نص الهدف‪" :‬أريد جعل حيان أفضل ًّ‬
‫ماديا بزيادة‬ ‫ي‬
‫دخىل الشهري ‪ 2000‬جنيه"‪ ،‬واستطعت تحقيق هدفك‪ ،‬تكون قد‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫نجحت بنسبة ‪ %100‬ز يف تحقيق الهدف‪ .‬ولكن فرضا أنك‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪70‬‬

‫استطعت زيادة دخلك ‪ 1000‬جنيه فقط‪ ،‬تكون قد حققت ‪%50‬‬


‫من هدفك‪ ،‬وإذا استطعت زيادة دخلك ‪ 1500‬جنيه‪ ،‬تكون قد‬
‫ً‬
‫لك‬
‫ي‬ ‫للقياس‬ ‫قابًل‬ ‫وبالتاىل هدفك أصبح‬
‫ي‬ ‫حققت ‪ %75‬من هدفك‪،‬‬
‫تتمكن من معرفة كم حققت من هدفك‪.‬‬

‫وحرف "‪ :"A‬اختصار كلمة "‪ ،"Achievable‬أي قابل‬


‫للتحقق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ز‬
‫بمعت أن يكون الهدف متوافقا مع إمكانياتك ونقاط قوتك‬
‫ز ًّ‬ ‫ً‬
‫تعجييا ال تستطيع تحقيقه‪.‬‬ ‫ونقاط ضعفك‪ ،‬فال يكون هدفا‬

‫واقع‪.‬‬
‫ي‬ ‫وحرف "‪ :"R‬اختصار كلمة "‪ ،"Realistic‬أي‬
‫ًّ‬
‫خياليا‪ ،‬صعب ولكنه غي‬ ‫ًّ‬
‫واقعيا وليس‬ ‫ز‬
‫بمعت أن يكون الهدف‬
‫مستحيل‪.‬‬

‫َّ‬
‫وحرف "‪ :"T‬اختصار كلمة "‪ ،"Timed‬أي ُمحدد بوقت‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ماديا‬ ‫حيان أفضل‬ ‫ي‬ ‫جعل‬ ‫"أريد‬ ‫‪:‬‬‫الهدف‬ ‫صياغة‬ ‫تكون‬ ‫‪،‬‬‫فمثًل‬
‫ز‬
‫سنتي"‪ .‬فهذه الصياغة‬ ‫دخىل الشهري ‪ 2000‬جنيه ز يف خالل‬
‫ي‬ ‫بزيادة‬
‫تجعلك تستطيع مراقبة هدفك ومستوى اإلنجاز‪ ،‬فإذا مرت سنة‬
‫ولم تستطع زيادة دخلك الشهري سوى ‪ 500‬جنيه فقط‪،‬‬
‫المتبق وهو ‪1500‬‬ ‫سييد دخلك بالمبلغ‬‫سيتوجب أن تفكر كيف ز‬
‫ي‬
‫‪71‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫مشوع‬‫جنيه زف خالل سنة واحدة فقط‪ .‬هل ستحتاج إىل إقامة ر‬


‫ي‬
‫ر‬
‫صغي إىل جانب وظيفتك أم ستبحث عن شكة أخرى براتب أعىل؟‬
‫ًّ‬
‫وأهمية أن يكون الهدف محددا بوقت‪ ،‬أنه يساعدك عىل متابعة‬
‫ً‬
‫هدفا ًّ‬
‫ذكيا‪.‬‬ ‫ون َسب إنجازه بالنسبة إىل الزمن‪ ،‬ألنه أصبح‬
‫الهدف ر‬

‫وكذلك بقية األهداف‪ ،‬نعيد كتابتها بصياغة سمارت‬


‫ً‬
‫"‪ ،"SMART‬ويجب أن تكون األهداف جميعها مكتوبة حت‬
‫حي إىل آخر‪ ،‬لتساعدك عىل االستمرار‬‫تستطيع العودة إليها من ز‬
‫وعدم الضياع وسط زحام وأحداث الحياة اليومية‪.‬‬

‫ً‬
‫من أهم عوامل نجاح التخطيط أن تكون خطتك لحياتك مرنة‬
‫ً‬
‫وقابلة للتعديل كل ثالثة أشهر أو حسب مستجدات األمور ز يف‬
‫شء ز يف الحياة يتغي‪ ،‬ويجب أن نواكب هذا التغيي‬‫ر‬
‫حياتك‪ ،‬فكل ي‬
‫ونتفاعل معه عىل كل المستويات‪.‬‬

‫يجب أن تعلم أنه ال يوجد خطط تنجح بنسبة ‪ ،%100‬بل‬


‫معظم الخطط تحقق ‪ %80‬بحد أقىص‪ .‬لذا ال تيأس أو ز ز‬
‫تيعج إذا‬
‫ً‬
‫نجاحا‪.‬‬ ‫حققت ‪ %70-60‬من خطتك ألن هذا يعد‬

‫ً‬
‫ويجب أن تكون مرنا ز يف التعامل مع خطتك وتراجعها كل ثالثة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪72‬‬

‫ه‬ ‫أشهر‪ ،‬لمتابعة ما تم تحقيقه منها وتعديلها إذا تطلب األمر‪ .‬ف ي‬
‫ز‬
‫لتحسي‬ ‫ً‬
‫مقدسا‪ ،‬بل يمكننا تعديلها من ز‬
‫حي إىل آخر‬ ‫ليست ً‬
‫كتابا‬
‫ر‬
‫تتماش مع ظروفنا الحالية‪.‬‬ ‫النتائج وضمان أنها‬

‫*****‬
‫‪73‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫التخطيط ليس عصا سحرية‬

‫قد يظن البعض ‪-‬بعد قراءة ما سبق عن التخطيط‪ -‬أنه العصا‬


‫ًّ‬ ‫السحرية للنجاح‪ ،‬والحقيقة أن التخطيط ٌّ‬
‫مهم جدا‪ ،‬ولن تجد‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫جحا ُيقلل من شأنه وأهميته‪ ،‬وهو فعًل يساعدك عىل النجاح‬‫نا ً‬
‫ُ‬
‫وي ِّ‬
‫قوي اإلرادة‪.‬‬
‫ولكن دون التطبيق الجيد للخطة فلن تنجح‪ ،‬والدليل عىل ذلك‬
‫المسلمي ز يف غزوة أ ُحد‪ ،‬عىل الرغم من وجود خطة قبل‬
‫ز‬ ‫هزيمة‬
‫ز‬ ‫المعركة‪ ،‬فإن عدم ز‬
‫اليام الرماة بتعليمات الرسول ‪ --‬يف الخطة‬
‫ز‬
‫المسلمي آنذاك‪.‬‬ ‫أدت إىل هزيمة‬

‫ز‬
‫االليام بالخطة أو عدم‬ ‫قد يحدث عدم التوفيق نتيجة قلة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫فه ليست قرآنا مقدسا‪ ،‬ويجب مراجعتها‬
‫المرونة يف التعامل معها‪ ،‬ي‬
‫كل ثالثة أشهر والتعديل فيها بما يتناسب مع الظروف الحالية‬
‫المحيطة بك‪.‬‬

‫وعدم أخذ الظروف المحيطة ز يف االعتبار عند وضع الخطة هو‬


‫األلمان ز يف الحرب العالمية الثانية ز يف‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ما أدى إىل هزيمة الجيش‬
‫الروش بسبب المناخ البارد والثلوج‪.‬‬‫ي‬ ‫معركة موسكو أمام الجيش‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪74‬‬

‫الت غيت مسار‬


‫وقد كانت هذه المعركة من المعارك المصيية ي‬
‫ز‬
‫األلمان‪.‬‬ ‫الحرب وقلبته عىل النظام النازي‬
‫ي‬

‫ً‬
‫إذا النجاح يحتاج إىل قرارات صحيحة وتخطيط جيد وأشياء‬
‫تباعا ز يف الفصول القادمة‪.‬‬
‫أخرى سنعرفها ً‬

‫*****‬
‫‪75‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪76‬‬

‫املبادرة تصنع الفارق‬

‫َّ‬ ‫ً‬
‫مدروسا وخططت لتنفيذه بصورة‬ ‫إذا كنت قد اتخذت قر ًارا‬
‫جيدة‪ ،‬فأنت لم تنجح بعد‪ ،‬فما زال قرارك لم يدخل إىل ز‬
‫حي التنفيذ‪.‬‬
‫وهنا تأن أهمية المبادرة‪ ،‬فه الت تعزز اإلرادة وتصنع الفارق ز‬
‫بي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الناجحي الحقيقي وبي أولئك المخططي الذين ينتظرون من‬ ‫ز‬
‫يحركهم وهم يعتقدون أنهم فعلوا ما يجب فعله‪.‬‬

‫نضج األرز"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ز‬


‫صيت يقول‪" :‬إن التحدث وحده ال ي ر‬
‫ي‬ ‫يوجد مثل‬
‫ز‬
‫ويعت أنك إذا كنت تريد أكل األرز‪ ،‬فعليك التوقف عن التحدث‬
‫ي‬
‫بالطه‪.‬‬
‫ي‬ ‫والبدء‬

‫ًّ‬
‫وبالمثل حياتنا العملية‪ ،‬إذا كنت تريد أن تنجح حقا فعليك‬
‫بالمبادرة والتحرك وتنفيذ ما قد خططت له‪.‬‬
‫ً‬ ‫فالعديد من الناس يخلط ز‬
‫بي القول والفعل‪ ،‬ولن تصل أبدا إىل‬
‫لك تصل‬ ‫نتائج لمجرد القول والتخطيط‪ ،‬بل يجب أن تبادر بالفعل ي‬
‫إىل ما تريد‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫تخي ز ين‪ ،‬إذا كانت خمسة ضفادع تقف عىل لوح‬ ‫أريدك أن ر‬
‫ز‬
‫خشت وقرر أحدها أن يقفز يف الماء‪ ،‬فكم عدد الضفادع المتبقية؟‬
‫ري‬

‫ه‬‫قد تكون إجابتك‪ :‬أربعة ضفادع‪ .‬ولكن اإلجابة الصحيحة ي‬


‫خمسة ضفادع‪ ،‬ألن اتخاذ القرار ليس هو الفعل نفسه‪ ،‬فالضفدع‬
‫قرر ولكنه لم ينفذ‪.‬‬
‫ه أننا نجلب ألنفسنا أشياء جديدة من‬‫والحقيقة الصعبة ي‬
‫ه ما‬
‫خالل األفعال فقط وليس القرارات والتخطيط‪ ،‬فالمبادرة ي‬
‫تصنع الفارق‪.‬‬

‫قال رسول هللا ‪ --‬ز يف الحديث الذي رواه اإلمام البخاري‪:‬‬


‫َّ‬ ‫"بينما رجل ر‬
‫يمس بطريق وجد غصن شوك عىل الطريق‪ ،‬فأخره‪،‬‬ ‫ي‬
‫فشكر هللا له فغفر له"‪.‬‬
‫الشيف مدى أهمية المبادرة مهما كانت‬ ‫ويوضح هذا الحديث ر‬
‫فييله يشكرك هللا عىل ذلك‬‫صغية‪ ،‬فمجرد أن تجد أذى زف الطريق ز‬
‫ي‬
‫ويغفر لك‪.‬‬
‫ه إال نتاج مبادرات‬ ‫ر‬
‫ويجب أن تعلم أن الشكات العظيمة ما ي‬
‫الت بدأت‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫وأكي مثال عىل ذلك شكة أبل‪ ،‬ي‬ ‫صغية نجحت فك ريت‪ ،‬ر‬
‫ميل والد ستيف جوبز ثم تحولت إىل عمالق صناعة‬ ‫من جراج ز ز‬
‫التقنية ز يف العالم‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪78‬‬

‫يقول الدكتور أحمد خليل خي هللا خبي اإلدارة‪:‬‬


‫"إن العظماء ما هم إال مجموع مبادرات صغية ولكن عظيمة"‪.‬‬
‫ُ ِّ‬
‫ويدلل عىل أهمية المبادرة بمثال فيقول‪ :‬إذا كان هناك طريق‬
‫ً‬
‫حجرا من‬ ‫مغلق بعدد كبي من األحجار‪ ،‬ثم جاء رجل فبادر وأزال‬
‫تلك األحجار‪ ،‬فقد فعل هذا الرجل عدة نجاحات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫العمىل‪ ،‬وتحرك وقام‬
‫ي‬ ‫‪ -‬أنه انتقل من واقع التنظي إىل الواقع‬
‫ً‬
‫بالفعل بدًل من مجرد التحدث والكالم النظري‪.‬‬
‫‪ -‬كش رهاب الخطوة األوىل والخوف من االقياب من كل ما‬
‫هو جديد‪.‬‬
‫جماىل عدد األحجار‬ ‫عمليا‪ ،‬الحجر الذي أزاله جعل إ‬ ‫ًّ‬ ‫‪-‬‬
‫ي‬
‫المتبقية أقل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ما قد يراه البعض مستحيًل قد جعله شيئا ممكنا بإزالة بقية‬
‫ً‬
‫واحدا تلو اآلخر‪ ،‬أي َّ‬
‫سهل الفكرة عىل اآلخرين فأصبح‬ ‫األحجار‬
‫ً‬
‫قدوة‪ ،‬ولذلك فالمبادرة تصنع الفارق بصورة كبية جدا‪.‬‬

‫مي إىل‬ ‫ً‬


‫مبادرا‪ ،‬فالمبادرة تصنع الفارق وتجلب الت ز‬ ‫لذلك‪ ،‬كن‬
‫صاحبها‪.‬‬
‫*****‬
‫‪79‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الظروف املثالية لن تتحقق غالبًا‬

‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫متمية‪،‬‬ ‫أفكارا رائعة ومشاري ع‬ ‫بعض األشخاص يمتلكون‬
‫ز‬
‫ولكنهم ال يبادرون ألنهم يرون أن نسبة النجاح يف الظروف الحالية‬
‫ال تزيد عن ‪ ،%80‬ويظلون ينتظرون أن تتحسن الظروف حت‬
‫هدر الوقت وربما يضيع‬ ‫ُ‬
‫يضمنوا نسبة نجاح ‪ ،%100‬وهذا األمر ي ر‬
‫تأن‪.‬‬ ‫ز‬
‫الفكرة برمتها‪ ،‬ألن الظروف المثالية يف أغلب األحيان لن ي‬

‫ُ‬
‫قدم عىل تنفيذ فكرتك إذا بدا لك أن نسبة‬
‫فعليك أن تبادر وت ر‬
‫أكي من ‪ ،%70‬ومع البدء ز يف التنفيذ ستظهر‬
‫النجاح لهذه الفكرة ر‬
‫لك أمور أخرى تحسن وتزيد من فرصة النجاح‪ ،‬ألن كل ر‬
‫مشوع فيه‬
‫تفاصيل تظهر كلما تعمقت زف ر‬
‫المشوع‪.‬‬ ‫ي‬

‫ز يف عام ‪ ،2006‬عملت ز يف رشكة مقاوالت متوسطة الحجم‪،‬‬


‫ً‬ ‫وكانت إدارة ر‬
‫بأدان الجيد‪ ،‬وكان يوجد تقدير مادي‬ ‫ي‬ ‫الشكة منبهرة‬
‫أسعدن ز يف بداية األمر‪ .‬ولكن بعد أشهر‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ومعنوي لهذا األداء‪ ،‬مما‬
‫الت أتمناها‪ ،‬فقررت أن‬ ‫ر‬
‫قليلة‪ ،‬شعرت أنها ليست شكة المستقبل ي‬
‫ز‬
‫ز‬
‫المقربي‬ ‫ر‬
‫واستشت أصدقا ين‬ ‫أتركها وأبحث عن فرصة يف رشكة ر‬
‫أكي‪،‬‬
‫الشكة‪ ،‬فأيدوا قراري هذا‪.‬‬ ‫وشحت لهم دوافع ليك ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪80‬‬
‫ً‬
‫ز يف خالل أسبوع من اتخاذي القرار‪ ،‬تلقيت عرضا من رشكة‬
‫مقاوالت كبية زف دولة ليبيا‪ ،‬للعمل زف حقل بيول تابع ر‬
‫لشكة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الواحة األمريكية‪ ،‬فوافقت عىل الفور‪.‬‬
‫األكي ز يف إنهاء إجراءات السفر‬
‫داخىل العامل ر‬
‫ي‬ ‫وكان لروح المبادرة‬
‫ز‬
‫واستخراج جواز السفر يف خالل خمسة أيام فقط‪.‬‬

‫أهىل للسفر والعمل ز يف الصحراء‬ ‫ي‬ ‫وعىل الرغم من معارضة‬


‫ز‬
‫بسبب الظروف المعيشية الصعبة يف حقول البيول‪ ،‬فقد سافرت‬
‫بعد استخراج جواز السفر بأربعة أيام فقط‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وكان لهذه المبادرة ٌ‬
‫حيان‪ ،‬كاالحتكاك‬‫ي‬ ‫عىل‬ ‫ة‬ ‫كثي‬ ‫إيجابية‬ ‫آثار‬
‫اإلنجليية ز يف العمل‬
‫ز‬ ‫والتعامل مع جنسيات متعددة‪ ،‬ممارسة اللغة‬
‫الصي والجلد بسبب صعوبة الحياة ز يف‬ ‫ر‬ ‫التحىل بروح‬
‫ي‬ ‫ألول مرة‪،‬‬
‫الصحراء ز يف حقول البيول‪ ،‬باإلضافة إىل العائد المادي الكبي الذي‬
‫ادخرته ز يف وقت قصي آنذاك‪.‬‬

‫لنجاج‬
‫ي‬ ‫األكي‬
‫الت كنت أتمتع بها األثر ر‬ ‫أعتقد أن لروح المبادرة ي‬
‫ز‬
‫حيان‪ ،‬لذا أنصح الشباب يف بداية حياتهم‬ ‫ز يف هذه المرحلة من‬
‫ي‬
‫العملية بخوض تجارب عديدة وعدم اليدد ز يف اتخاذ المبادرات‪،‬‬
‫وأكي من مجال إن استطاعوا‪ ،‬حت يحقق‬ ‫أكي من رشكة ر‬ ‫والعمل زف ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫كل منهم ذاته يف وقت قصي‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫"من يفكر مل ًّيا قبل أن يخطو خطوة‪،‬‬‫صيت يقول‪َ :‬‬


‫ز‬ ‫يوجد مثل‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫يقىص حياته بأكملها واقفا عىل ساق واحدة"‪.‬‬‫سوف ز‬
‫ي‬

‫ً‬
‫دائما البدايات تكون صعبة ولكنها أوىل خطوات النجاح‪ ،‬ودون‬
‫المبادرة لن تقوى إرادتك‪ ،‬وستظل تفكر وتفكر ولن تصل إىل نتائج‪.‬‬
‫بالمثل إذا أردت أن تكتب رسالة‪ ،‬فأصعب ما فيها هو كتابة‬
‫السطر األول‪.‬‬

‫تمىص بشعة كبية‪ ،‬وال تكن ممن‬ ‫فبادر وتحرك ألن الحياة ز‬
‫ي‬
‫كثيا حت يبدؤوا‪ ،‬ألن التسويف يضعف اإلرادة‪ ،‬وروح‬‫ينتظرون ً‬
‫َّ‬ ‫ًّ‬
‫عكسيا مع العمر‪ ،‬فكلما زاد العمر قلت روح‬ ‫المبادرة تتناسب‬
‫المبادرة عند ر‬
‫البش‪.‬‬

‫ز‬
‫تكق"‪:‬‬ ‫ز‬
‫ش ماكسويل يف كتابه "الموهبة وحدها ال ي‬ ‫يقول جون ي‬
‫ز‬
‫موهوبي ال ينتظرون حت يصبح كل‬ ‫ر‬
‫األكي من‬ ‫"إن األشخاص‬
‫ًّ‬
‫مثاليا ليتقدموا إىل األمام‪ ،‬ال ينتظرون حت تهدأ مخاوفهم‪،‬‬ ‫شء‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ولكنهم يتخذون المبادرة‪ .‬وبمجرد أن يخطوا تلك الخطوات األوىل‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ويبدؤوا ز يف التحرك ق ُد ًما تصبح األمور أسهل قليًل"‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪82‬‬

‫املبادرة إحدى صفات العظماء‬

‫قال هللا تعاىل عن األنبياء الذين هم أعظم ر‬


‫البش‪:‬‬

‫ﱩ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ‬

‫ﯯﯰﯱﯲﱨ‬

‫أي‪ :‬إنهم كانوا يتحلون بروح المبادرة والمسارعة ز يف الخي‪.‬‬

‫وقال رسول هللا ‪ --‬ز يف الحديث الذي رواه اإلمام اليمذي‪:‬‬


‫غت‬‫نس ًّيا‪ ،‬أو ز‬ ‫"بادروا باألعمال سبعا‪ :‬هل تنتظرون إال ً ُ‬
‫فقرا م ر‬
‫َ‬
‫الدجال‬ ‫جه ًزا‪ ،‬أو‬ ‫ً ُ‬ ‫َ َ ً ُ ِّ ً‬ ‫ً ُ ً‬ ‫ُم ً‬
‫فسدا‪ ،‬أو َ هرما مفنُدا‪ ،‬أو موتا م ر‬
‫طغيا‪ ،‬أو مرضا م ر‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫فش غائب ينتظر‪ ،‬أو الساعة فالساعة أده وأمر"‪.‬‬ ‫ر ٌّ‬
‫يخينا الرسول ‪ ‬ز‬
‫برصورة أن نبادر باألعمال الصالحة قبل أن‬ ‫ر‬
‫يحدث لنا ما يعوقنا عن العمل والعطاء من مرض أو فقر أو عجز أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صحيحا ُمعافا فبادر بفعل ما ينفعك وينفع أهلك‬ ‫موت‪ .‬فإذا كنت‬
‫وينفع دينك‪.‬‬

‫األنبياء‪.90 :‬‬
‫‪83‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫ومن أعظم قصص المبادرة‪ ،‬قصة سيدنا يوسف ‪ --‬عندما‬


‫ً‬
‫بادر وطلب من ملك مرص أن يجعله مسئوًل عن الخزائن ز يف البالد‪،‬‬
‫وهذه الوظيفة تعادل وزير المالية اآلن‪ ،‬فقال له كما ز يف سورة‬
‫يوسف‪ :‬ﱩ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﱨ ‪.‬‬

‫وهذا عندما وجد سيدنا يوسف ز يف نفسه القدرة عىل أداء تلك‬
‫المهمة الصعبة‪ ،‬فوافق ملك رمرص‪ ،‬وكانت النتيجة أن أنقذ سيدنا‬
‫شعب رمرص والبالد المجاورة لها من الهالك نتيجة القحط‬ ‫َ‬ ‫يوسف‬
‫الت حدثت آنذاك‪.‬‬‫والمجاعة ي‬
‫ً‬
‫تقديرا له‪،‬‬ ‫قرب سيدنا يوسف منه‬ ‫فما كان من ملك مرص إال أن َّ‬
‫الحاىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫عزيز رمرص‪ ،‬أي رئيس الوزراء ز يف وقتنا‬
‫وجعله َ‬

‫من العظماء أصحاب المبادرات المؤثرة زف حياة ر‬


‫البش الدكتور‬ ‫ي‬
‫العالم الحائز عىل جائزة‬
‫ي‬ ‫المرصي "مجدي يعقوب"‪ ،‬جراح القلب‬
‫يطان عام ‪2014‬‬ ‫ز‬
‫الي ي‬
‫فخر بريطانيا عام ‪ 2007‬م ووسام االستحقاق ر‬
‫العظم عام ‪ 2011‬م‪.‬‬
‫ي‬ ‫م وقالدة النيل‬
‫كزا لعالج أمراض القلب‬ ‫لقد أنشأ الدكتور مجدي يعقوب مر ً‬
‫الت تقع ز يف جنوب رمرص‪ ،‬مما أسهم ز يف إنقاذ حياة‬
‫بمدينة أسوان ي‬
‫الماليي من ز‬
‫مرض القلب‪.‬‬ ‫ز‬

‫يوسف‪.55 :‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪84‬‬
‫ًّ‬
‫سنويا و‪300‬‬ ‫فالمركز ُيجري عدد ‪ 1000‬عملية قلب مفتوح‬
‫ً‬ ‫ُ َّ‬
‫ز‬
‫للمرض مجانا وبأعىل‬ ‫حالة قسطرة‪ ،‬وكل الخدمات ز يف المركز تقدم‬
‫مستوى من الجودة والمهنية‪.‬‬

‫ومن العظماء أيضا "تشارلز ريتشارد درو"‪ ،‬الذي يعود إليه‬


‫طبيبا ً‬
‫شابا وكتب‬ ‫ً‬ ‫الفضل ز يف انتشار بنوك الدم حول العالم‪ ،‬فقد كان‬
‫مقالة علمية عن فكرة بنك الدم‪ ،‬وتركها لعدة سنوات ز يف درج مكتبه‬
‫علم يؤثر عىل مستقبله‬ ‫نشها إىل جدل‬ ‫خس أن يؤدي ر‬ ‫بعدما ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫البحت‪.‬‬
‫ي‬
‫جديرا ز يف مجاله‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬ ‫فضل تشارلز أن ينتظر حت يصنع ً‬
‫اسما‬
‫َّ‬
‫أحد زمالئه الذي زاره ز يف بيته واطلع عىل المقالة شجعه بأال ينتظر‬
‫ينش هذه المقالة ز يف المجالت العلمية‪.‬‬
‫كثيا وعليه أن ر‬ ‫ً‬

‫ونش المقالة ز يف عام ‪ 1940‬م‪ ،‬واستقبلها العلماء‬‫فبادر تشارلز ر‬


‫َ‬
‫والباحثون باحتفاء كبي فاق توقعاته وخياله‪ ،‬وأدت مقالته إىل ثورة‬
‫ز يف نظام تخزين رآمن للدم يحول دون تلوثه‪.‬‬

‫العلم الفريد قبل أن‬ ‫وتوف بعد سنوات قليلة من اكتشافه‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تحىل بها‬ ‫ز‬
‫يكمل عامه ال خامس واألربعي‪ ،‬ولوال روح المبادرة ي‬
‫العلم العظيم‬ ‫تشارلز قبل وفاته لضاع عىل ر‬
‫البشية هذا االكتشاف‬
‫ي‬
‫الماليي من ر‬
‫البش‪.‬‬ ‫ز‬ ‫الذي ساهم ز يف إنقاذ مئات‬
‫‪85‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫إن األفكار العظيمة لن تكون عظيمة إذا لم نبادر بتنفيذها‪ ،‬لن‬


‫يكون لها أثر وتأثي إذا لم يلمسها الناس ويشعروا بها ويستفيدوا‬
‫الت تدعم اإلرادة للتحرك فلن تحدث األشياء‬‫منها‪ ،‬ودون المبادرة ي‬
‫الت نتمتع بها من حولنا‪.‬‬
‫العظيمة ي‬

‫كوف"‪ ،‬مؤلف كتاب العادات السبعة‬ ‫ز‬


‫ولهذا ترى أن "ستيفن ي‬
‫أكي من ‪ 15‬مليون نسخة‬ ‫األكي فاعلية الذي بيع منه ر‬
‫ر‬ ‫لألشخاص‬
‫ز‬ ‫ُ‬
‫رجم إىل ‪ 30‬لغة‪ ،‬يقول يف هذا الكتاب إن العادة‬‫حول العالم وت ر‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ه "كن مبادرا"‪.‬‬
‫األوىل لألشخاص األكي فاعلية ي‬

‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪86‬‬

‫املبادرة تفتح باب الفرص‬

‫مشوع صغي أو فكرة‬ ‫البعض قد يكون لديه إرادة لتنفيذ ر‬


‫بسيطة ولكنه ال يبادر بتنفيذها لتوقعه أنها ربما تكون غي مجدية‬
‫عرض عليه فرصة‬ ‫أو قد ال تجعله زف المكانة الت يتمناها‪ ،‬أو قد ُت َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عمل خاص ويرفضها ألنه يريد األفضل‪ .‬وهذا خطأ كبي يقع فيه‬
‫ً‬
‫تنته‪،‬‬
‫ي‬ ‫كثيون‪ ،‬ألن المبادرة تفتح لك الحقا أبو ًابا من الفرص ال‬
‫ه الخطوة األوىل ألي مكان تريد الذهاب إليه‪.‬‬ ‫فالمبادرة ي‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫استعن باهلل‪ ،‬قرر‪ ،‬خطط جيدا‪ ،‬خذ خطوات مدروسة تجاه‬
‫ُ َ‬
‫الفرصة المتاحة‪ ،‬ادرس أسباب النجاح وطبقها‪ ،‬وستفتح لك أبواب‬
‫من الفرص كلما تقدمت خطوة إىل األمام‪.‬‬
‫ولعل أفضل مثال عىل أهمية المبادرة ز يف خلق فرص أفضل‬
‫ومستقبل أفضل‪ ،‬قصة تسجيل اخياع الهاتف‪.‬‬
‫عش‪ ،‬عمل مخيعان بصورة‬ ‫فق سبعينيات القرن التاسع ر‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫وتحسي التلغراف‪ ،‬فكان أحدث تقنية‬ ‫ز‬ ‫مكثفة عىل تعديل‬
‫مستخدمة وقتها كوسيلة لالتصال ونقل المعلومات‪ ،‬وكان لدى كل‬
‫ً‬ ‫عي األسالك‪ ،‬كما أجرى ٌّ‬
‫كل منهما بحثا‬ ‫منهما أفكار لنقل األصوات ر‬
‫ًّ‬
‫كهربائيا‪.‬‬ ‫ودرس نقل الصوت ر‬
‫البشي‬ ‫َ‬
‫‪87‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫عي ألكسندر جراهام ربل وإليشا‬‫والجدير بالذكر‪ ،‬أن ركال المخي ز‬


‫َّ‬
‫جراي قدما أفكارهما ز يف مكتب تسجيل براءات االخياعات ز يف اليوم‬
‫نفسه ‪ 14‬رفياير ‪.1876‬‬
‫وكان جراهام ربل خامس شخص يتقدم ز يف ذلك اليوم لتسجيل‬
‫اخياع‪ ،‬وعىل الجانب اآلخر كان إليشا جراي قد أرسل محاميه‬
‫بأكي من ساعة‪ ،‬وتقدم‬ ‫ووصل إىل مكتب التسجيل بعد جراهام بل ر‬
‫ر‬
‫بطلب لتسجيل براءة اخياع‪.‬‬
‫ولكن تلك الدقائق قد كلفت جراي خسارة ثروة طائلة‪ ،‬فقد‬
‫أيدت المحكمة حق جراهام ربل ز يف االخياع‪ ،‬عىل الرغم من أن جراي‬
‫ً‬
‫تقدم بشكوى رسمية تفيد بأنه هو من توصل إىل الفكرة أوًل‪.‬‬
‫ولكن مبادرة جراهام ربل بالتسجيل ز يف مكتب براءات االخياع‬
‫أعطته الحق زف االخياع‪ ،‬لذا استحق أن يفوز ر‬
‫باليوة الطائلة‬ ‫ي‬
‫والشهرة حول العالم‪ ،‬فاسمه معروف إىل اآلن بأنه هو مخيع‬
‫الهاتف‪.‬‬
‫ذلك االخياع العظيم الذي تطور إىل أن وصل إىل الهواتف‬
‫بي أيدينا اآلن‪ ،‬والت أصبحت ً‬
‫جزءا من حياتنا‬ ‫المحمولة الذكية الت ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ال نستطيع العيش دونه‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً ز ر‬ ‫ْ‬
‫شء قد درسته جيدا‪ ،‬ألن زيادة التفكي‬ ‫فبادر وال تفكر كثيا يف ي‬
‫ر‬
‫تولد اليدد والذي من شأنه يولد التثبيط‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪88‬‬
‫ًّ‬
‫حقا إن المبادرة تخلق الفرص‪ ،‬فعندما كنت أعمل ز يف مجال‬
‫ً‬
‫منتجا مقابل عمولة‪،‬‬ ‫عىل شخص ما أن أ ِّ‬
‫سوق له‬ ‫المقاوالت عرض َّ‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫وكنت حديث العهد بالعمل يف التسويق‪ ،‬ترددت قليًل ثم اتفقت‬
‫عمىل ز يف‬
‫ي‬ ‫معه عىل عمولة معينة‪ ،‬وبالفعل بدأت العمل معه بجانب‬
‫المقاوالت‪.‬‬
‫ً‬
‫منتجا آخر‪،‬‬ ‫سوق له‬‫مت شخص آخر أن أ ِّ‬ ‫ز‬
‫بعد عدة أشهر طلب ي‬
‫خية ز يف هذا المجال وعالقات جيدة مع بعض‬ ‫َّ‬
‫وقد أصبح لدي ر‬
‫الشكات فوافقت عىل الفور واتفقت معه عىل عمولة‪ ،‬وبعد عدة‬ ‫ر‬
‫اتت الشهري‪ ،‬وهذا ما‬
‫دخىل من التسويق يزيد عن ر ر ي‬
‫ي‬ ‫أشهر أصبح‬
‫ً‬
‫تفعله المبادرة‪ ،‬تفتح فرصا أخرى أمامك وتقوي إرادتك للوصول‬
‫إىل ما تتمناه‪.‬‬

‫اإلغريق‪ :‬ي‬
‫"لك نحرك العالم يجب أن‬ ‫ي‬ ‫يقول سقراط الفيلسوف‬
‫ً‬
‫نحرك أنفسنا أوًل"‪.‬‬
‫*****‬
‫‪89‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫املبادرة تكسر حاجز الخوف‬

‫الت تمنع الناس من اإلقدام عىل‬


‫أكي الحواجز ي‬ ‫إن الخوف هو ر‬
‫شء‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫شء جديد‪ ،‬وهو الذي يضعف إرادة اإلنسان لفعل أي ي‬ ‫فعل ي‬
‫بي أن تشعر بالخوف وأن تدع هذا الشعور‬ ‫إذ يوجد فرق كبي ز‬
‫يتملكك ويمنعك من المبادرة‪ ،‬فجميعنا نخاف ولكن الفرق ز‬
‫بي‬
‫قدم‪ ،‬أما غي المبادر يخاف‬ ‫ُ‬
‫المبادر وغي المبادر أن المبادر يخاف وي ر‬
‫السء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫قدم عىل فعل ي‬ ‫وال ي ر‬

‫َّ‬ ‫ر‬
‫العشين‪ ،‬كانت هناك فكرة سائدة أن‬ ‫حت منتصف القرن‬
‫ز‬
‫مسافة ميل واحد ال يستطيع أي إنسان أن يركضها يف أقل من أرب ع‬
‫ز‬ ‫َّ‬
‫اإلنجليي‬ ‫دقائق‪ ،‬ألن قلب اإلنسان ال يتحمل ذلك‪ ،‬حت جاء العداء‬
‫روجر بانسي ز يف عام ‪ 1954‬م وقرر أن يبادر ويحاول كش هذا الرقم‪.‬‬
‫وبالفعل نجح ز يف قطع مسافة الميل ز يف أقل من أرب ع دقائق‬
‫ز‬
‫العدائي الذين لم يحاولوا‬ ‫وكش حاجز الخوف عند المئات من‬
‫ً‬
‫خوفا من االعتقاد السائد أن قلب اإلنسان ال يتحمل‪ ،‬وبسبب‬
‫َّ‬
‫مبادرته استطاع ‪ 37‬عد ًاء كش هذا الرقم بعد شهور قليلة من مبادرة‬
‫روجر للركض لمسافة ميل ز يف أقل من أرب ع دقائق‪ ،‬وذلك ألنه كش‬
‫حاجز الخوف داخلهم‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪90‬‬

‫ً‬
‫مبادرا حت‬ ‫إذا كان لديك حلم تريد تحقيقه‪ ،‬فيجب أن تكون‬
‫أكي من مرة حت تصل إىل‬ ‫ُت ِّ‬
‫قوي إرادتك لتنفيذ هذا الحلم‪ ،‬وحاول ر‬
‫حلمك‪.‬‬
‫لقد حفر روجر اسمه ز يف سجالت التاري خ بسبب مبادرته‪ ،‬وال‬
‫ز‬
‫العدائي الذين قاموا بالفعل نفسه‪ ،‬ولكننا نعرف‬ ‫أحد يتذكر بقية‬
‫اسم روجر ألنه هو من بادر وكش حاجز األرب ع دقائق قبل غيه‪.‬‬

‫تكق‪ ،‬فالنجاح‬ ‫تكق‪ ،‬والنوايا الطيبة ال ز‬


‫إن الرغبة وحدها ال ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الموظفي‬ ‫يتطلب المبادرة حت تتغلب عىل الخوف‪ ،‬إن ً‬
‫كثيا من‬
‫تضيع حقوقهم ز يف العمل بسبب خوفهم من المبادرة والمطالبة‬
‫بحقوقهم‪.‬‬

‫وىل تجربة شخصية ز يف ذلك‪ ،‬فعندما كنت أعمل مدير مصنع‬ ‫ي‬
‫نلع اإلجازة‬ ‫ز‬ ‫َ‬
‫خرسانة يف دولة السعودية‪ ،‬تتطلب العمل أن‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫قنع‬ ‫ولك ن ر‬
‫ي‬ ‫األسبوعية ونعمل بصورة مستمرة طوال األسبوع‪،‬‬
‫ًّ‬
‫شهريا مقابل العمل‬ ‫ًّ‬
‫إضافيا‬ ‫ز‬
‫والفنيي بذلك كنا نرصف لهم‬ ‫العمالة‬
‫ز‬
‫للعاملي بالمصنع جميعهم‬ ‫ز‬
‫يوم الجمعة‪ ،‬وكان يرصف هذا اإلضا يف‬
‫بانتظام‪ ،‬حت نضمن استمرارهم ز يف العمل طوال األسبوع‪ ،‬ألن عقود‬
‫الشكة تنص عىل العمل ستة أيام فقط ز يف‬ ‫العمال جميعهم مع ر‬
‫األسبوع‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫يعوضت مقابل العمل يوم اإلجازة‬ ‫ز‬ ‫الشكة أن‬‫وتجاهل مدير ر‬


‫ي‬
‫ولكت انتظرت الشهر‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫بإضاف‪،‬‬ ‫أنت مدير وال يجب أن أطالب‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫باعتبار ي‬
‫اإلضاف الذي‬ ‫ز‬ ‫والثان‪ ،‬وعندما لم أجد أي تقدير لهذا الجهد‬ ‫ز‬ ‫األول‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫"إنت أعلم‬ ‫أفعله‪ ،‬بادرت بطلب ذلك منه بطريقة قوية وقلت له‪ :‬ز‬
‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫جيدا قدر ما أفعله‪ ،‬وإذا لم ُيقدر هذا الجهد فلن أبذله‪ ،‬ألن عقدي‬
‫اتت هو العمل ستة أيام ز يف األسبوع‬ ‫ز‬
‫مع الشكة الذي أتقاض عليه ر ر ي‬
‫ر‬
‫وليس كامل األسبوع"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫طلت هذا‪،‬‬ ‫تردد مدير الشكة قليًل وبدت عليه المفاجأة من ر ي‬
‫"دعت أفكر ز يف األمر"‪.‬‬‫ي‬
‫ز‬ ‫فقال يىل‪:‬‬
‫فيكت مكتبه وذهبت إىل قسم اإلدارة المالية إلنهاء بعض‬
‫متطلبات العمل‪.‬‬
‫ً‬
‫بعد قليل عدت إىل مكتبه‪ ،‬وسألته‪" :‬هل قررت شيئا بخصوص‬
‫عمىل يوم اإلجازة؟"‪.‬‬ ‫ي‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫شهريا مقابل العمل يوم‬ ‫فقال يىل‪" :‬نعم‪ ،‬سأضف لك بدًل‬
‫الجمعة"‪.‬‬
‫ُ‬
‫سألته عن مبلغ البدل فكان أقل مما توقعت‪ ،‬فرفضت وقلت‬
‫له‪" :‬كان يجب أن تقدر مجهودي بطريقة أفضل"‪.‬‬
‫فقال يىل‪" :‬كم المبلغ الذي يرضيك؟"‪.‬‬
‫ز‬
‫يرضيت ووافق عليه‪.‬‬ ‫أخيته بالمبلغ الذي‬
‫وبالفعل ر‬
‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪92‬‬

‫ز‬
‫الموظفي‬ ‫بي بقية‬‫وهنا أنصح كل موظف بتقدير نفسه وأدائه ز‬
‫ويطالب بحقه إذا كان يرى أنه غي مقدر بعدالة ز يف رشكته‪ ،‬ألن‬
‫معظم أصحاب العمل لألسف إذا اتفق مع الموظف عىل راتب‬
‫معي مقابل مهام وظيفية محددة‪ ،‬ثم أزاد المهام عىل الموظف فإنه‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫قدره بإض ز ٍّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫طالب الموظف ‪-‬‬ ‫اف من نفسه‪ ،‬وإذا لم ي ر‬ ‫ي‬ ‫ال يزيد راتبه أو ي‬
‫حالت‪ -‬فلن يهتم صاحب العمل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كما فعلت ز يف‬
‫ْ‬
‫واعم ْل بشغف‪ ،‬وأحبب ما تعمل ثم بادر وطالب‬ ‫َ‬ ‫اجتهد‬
‫ر‬ ‫لذا‬
‫َ‬
‫بتقدير هذا االجتهاد وال تخ ْ‬
‫ف‪ ،‬وحينها ستجد التقدير لمجهودك‪.‬‬

‫الشان ز يف قصيدة "إرادة الحياة"‪:‬‬


‫ري‬ ‫يقول الشاعر أبو القاسم‬
‫َ ْ َ َ َّ ْ َ ْ زَ ُ َ‬ ‫ود َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫"و َم ْن يت َّ‬
‫َ‬
‫الحف ر"‬ ‫ال ‪ ...‬ي رعش أبد الده ِر بي‬
‫الجب ر‬
‫ر‬ ‫هيب صع‬
‫بمعت‪ :‬أن من يخاف من المبادرة لوجود بعض المخاطر فلن‬ ‫ز‬
‫بي الحفر ولن‬ ‫يتحرك من مكانه‪ ،‬وسيعيش طيلة عمره زف القاع ز‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬
‫بادر وعقل مخطط‬ ‫يصل إىل القمة أبدا‪ ،‬فالقمة تحتاج إىل قلب م ر‬
‫طموح‪.‬‬
‫*****‬
‫‪93‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫كيف أدعم روح املبادرة؟‬

‫َّ‬
‫إذا كانت المبادرة بهذه األهمية لتقوية اإلرادة للنجاح‪ ،‬فلعلنا‬
‫الت تقوي روح المبادرة داخلنا‪،‬‬
‫نحتاج إىل بعض العوامل المساعدة ي‬
‫ومن هذه العوامل‪:‬‬

‫‪ -‬البحث عن صديق جيد مبادر طموح تشاركه أفكارك‬


‫ويساعدك عىل المبادرة لتنفيذ هدفك‪ ،‬فال أحد ينجح بمفرده ً‬
‫غالبا‪.‬‬

‫الت تريد فعلها إىل مهام صغية‬ ‫‪ -‬تجزئة المهام الكبية ي‬


‫الت‬ ‫ً‬
‫متعددة‪ ،‬حت يكون تنفيذ كل مهمة صغية دافعا لتنفيذ المهمة ي‬
‫بالتاىل‬
‫ي‬ ‫الت تمنعك من المبادرة‪ ،‬و‬
‫تليها وإلزالة الحواجز الداخلية ي‬
‫تنته المهمة الكبية عىل مراحل‪.‬‬
‫ي‬

‫الت تمنعك من‬


‫‪ -‬البحث داخلك عن ًاألسباب الحقيقية ي‬
‫الت يخلقها‬
‫المبادرة لتنفيذ هدفك‪ ،‬بعيدا عن الحجج واألعذار ي‬
‫اإلنسان عادة لنفسه‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪94‬‬

‫‪ -‬السفر إىل بالد أخرى ومدن أخرى‪ ،‬فالسفر مدرسة اإلبداع‪،‬‬


‫َّ‬
‫فعلك تجد فرصتك خارج بلدك أو مدينتك‪.‬‬

‫‪ -‬القراءة ز يف شت المجاالت‪ ،‬وبخاصة قصص العظماء‬


‫ز‬
‫والناجحي لتلهمك بأفكار تساعدك عىل المبادرة‪.‬‬

‫‪ -‬اكتب حلمك وأفكارك عىل ورق‪ ،‬فالكتابة تثبت الفكرة داخل‬


‫الشافع ‪-‬رحمه هللا‪ -‬عن أهمية‬‫ي‬ ‫عقلك وتحفظها‪ ،‬يقول اإلمام‬
‫تدوين األفكار‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫قيده ‪ِّ ...‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الواثقة‬
‫ر‬ ‫بالحبال‬
‫ر‬ ‫ك‬ ‫صيود‬ ‫د‬‫قي‬ ‫العلم صيد والكتابة‬
‫وتي ْكها زَ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫طالقة‬
‫لخالئق ر‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫بي‬ ‫الة ‪ُ ...‬‬ ‫ز‬‫غ‬ ‫تصيد‬ ‫أن‬ ‫الحماقة‬
‫ر‬ ‫فم َن‬
‫ر‬

‫*****‬
‫‪95‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪96‬‬

‫الرتكيز يجعل هدفك أكثر وضوحًا‬

‫كي‪،‬‬ ‫قد يكون البعض لديه قرار وخطة ومبادرة ولكن ينقصه الي ز‬
‫األصىل المنشود ز يف‬
‫ي‬ ‫مما يجعله يتأخر ز يف النجاح أو يحيد عن هدفه‬
‫أثناء عملية اتخاذ القرار والتخطيط‪.‬‬
‫وتجد البعض قبل أن يصل إىل هدفه بقليل يغي الهدف نتيجة‬
‫ظهور فرصة أخرى أو فكرة جديدة غي مخطط لها ولعواقبها‪ ،‬مما‬
‫األساش أو الهدف‬
‫ي‬ ‫يؤدي إىل عدم النجاح الكامل ز يف تحقيق الهدف‬
‫الجديد الطارئ‪.‬‬
‫الت تقوي اإلرادة وتجعل رؤيتك‬ ‫ز‬
‫لذا‪ ،‬فاليكي من األمور المهمة ي‬
‫أكي سهولة‪.‬‬ ‫ً‬
‫وضوحا وطريقك إىل النجاح ر‬ ‫لهدفك ر‬
‫أكي‬
‫أكي دليل عىل ذلك‪ ،‬ما حدث ز يف غزوة الخندق ز يف العام‬ ‫ولعل ر‬
‫حي قال الرسول ‪ ‬للصحابة الكرام‪" :‬من‬ ‫الخامس من الهجرة‪ ،‬ز‬
‫بخي القوم؟"‬‫منكم يأتينا ر‬
‫كي يتقىص‬ ‫يعي الخندق ويذهب إىل صفوف ر‬
‫المش ز‬ ‫بمعت أن ر‬‫( ز‬
‫أخبارهم ويعرف َ‬
‫فيم يفكرون وما يدبرون ويعود ّ‬
‫إىل باألخبار)‬
‫ي‬
‫ومن شدة ال ريد والخوف لم يقم أحد‪.‬‬
‫الصحان الجليل سيدنا حذيفة بن اليمان‬
‫ري‬ ‫فاختار رسول هللا‬
‫(صاحب ش رسول هللا) لهذه المهمة وقال له‪" :‬يا حذيفة‪ ،‬اذهب‬
‫‪97‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫ً‬
‫فادخل ز يف القوم فانظر ماذا يصنعون‪ ،‬وال تحدثن شيئا حت تأتينا"‬
‫تقىص المعلومات فقط)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫إال‬ ‫ا‬‫شيئ‬ ‫(بمعت ال تفعل‬
‫كي‪ ،‬رأى أبا سفيان‬ ‫بي ر‬
‫المش ز‬ ‫فلما ذهب سيدنا حذيفة وأصبح ز‬
‫بسء مهم‪ ،‬فأراد‬ ‫ر‬ ‫(زعيم قريش) يقف ز‬
‫يخيهم ي‬ ‫بي الناس ويريد أن ر‬
‫قىص عىل الرأس المدبر‬ ‫سيدنا حذيفة أن يقتله وبذلك يكون قد ز‬
‫وقائد هذا الجيش الكبي‪ .‬وبالفعل أخرج سهمه‪ ،‬وقبل أن يطلقه إىل‬
‫ألساش الذي أن من أجله‪ ،‬وهو معرفة‬
‫ي‬ ‫أن سفيان تذكر هدفه ا‬ ‫صدر ر ي‬
‫أخبار القوم وحسب كما أمره رسول هللا ‪ ،‬فقرر أن ال يطلقه وأن‬
‫يخي به قادة جيشه‪.‬‬‫يصع إىل ما يريد أبو سفيان أن ر‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫وإذا بأ ر ين سفيان يقول لهم‪" :‬لقد تأذينا من القدوم إىل هنا من‬
‫وإن مرتحل فارتحلوا"‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫شدة الرياح‪ ،‬وال أرى يف بقائنا جدوى ي‬
‫ز‬
‫المسلمي)‬ ‫(أي إنه قرر الرجوع إىل مكة وعدم الحرب مع‬
‫وبالفعل بعدها رحل أبو سيفان والجيش بأكمله‪ ،‬وعاد سيدنا‬
‫وأخيه بذلك‪.‬‬
‫ر‬ ‫حذيفة بن اليمان إىل الرسول‬
‫كي سيدنا حذيفة بن اليمان عىل الهدف‬ ‫والشاهد هنا‪ ،‬أن تر ز‬
‫ً‬
‫المخطط له مسبقا جعله ال يغي اتجاهه ويندفع إىل الهدف الجديد‬
‫المش ز‬
‫كي‪ ،‬الذي‬ ‫الذي ظهر له دون تخطيط‪ ،‬وهو قتل قائد جيش ر‬
‫أن سفيان‬ ‫ً‬
‫كان بدوره سيقود إىل اندالع الحرب بشدة انتقاما لقتل ر ي‬
‫كيه عىل الهدف المخطط له وطاعته لسيدنا‬ ‫زعيم قريش‪ .‬ولكن تر ز‬
‫ً‬
‫مهزوما‬ ‫المش ز‬
‫كي‬ ‫محمد ‪ --‬أدى إىل انتهاء المعركة ورحيل جيش ر‬
‫دون إراقة أي دماء‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪98‬‬

‫بي ز‬
‫حي‬ ‫لذلك ال تنبهر باألهداف الوهمية الت قد تظهر لك ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫وآخر‪ ،‬بل ركز عىل ما تريده بشدة واجتهد لذلك‪ ،‬وكن عىل يقي أن‬
‫ً‬
‫هللا سبحانه وتعاىل ال يضيع أجر من أحسن عمًل‪.‬‬

‫يقول بيي دراكر "خبي اإلدارة" عن أهمية الي ز‬


‫كي‪:‬‬
‫كي هو أساس تحقيق النتائج االقتصادية‪ ،‬مبدأ الي ز‬
‫كي هو‬ ‫"الي ز‬
‫ر‬
‫أكي مبادئ الفاعلية تعرضا لإلنهاك باستمرار"‪.‬‬

‫*****‬
‫‪99‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الرتكيز يسهل لك النجاح‬

‫يقول نجم كرة القدم المرصي محمد صالح العب فريق‬


‫اإلنجليي هو الي ز‬
‫كي‬ ‫ز‬ ‫اإلنجليي‪ ،‬إن ش نجاحه ز يف الدوري‬
‫ز‬ ‫ليفربول‬
‫وه التدريب واللياقة البدنية‪ ،‬وأنه ال ينشغل‬
‫عىل أدوات النجاح‪ ،‬ي‬
‫بأي أشياء أخرى كمستحقات أو أمور حياتية‪ ،‬ويساعده عىل ذلك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويليم بكل ما تعهد به ز يف‬
‫ز‬ ‫نادي ليفربول الذي يوفر له مناخا جيدا‬
‫أثناء التعاقد‪.‬‬

‫لالعت كرة قدم كثيين بالدوري المرصي ممن‬


‫ري‬ ‫وهذا ما ال يتوفر‬
‫أكي موهبة من الالعب محمد صالح‪ ،‬ولكن الموهبة وحدها ال‬ ‫هم ر‬
‫الشخىص ومناخ‬ ‫والتمي‪ ،‬إذ تحتاج معها إىل الي ز‬
‫كي‬ ‫ز‬ ‫تكق للنجاح‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يساعد عىل استمرار هذا الي ز‬
‫كي‪.‬‬

‫إ ًذا عليك أن تستمر زف الي ز‬


‫كي عىل هدفك وتبحث عن األشياء‬ ‫ي‬
‫الت تساعدك عىل استمرار هذا‬
‫والظروف واألشخاص والبيئة ي‬
‫لك تصل إىل هدفك وتحقق أحالمك‪.‬‬ ‫ز‬
‫اليكي‪ ،‬ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪100‬‬

‫ش ماكسويل‪:‬‬‫األمريك جون ي‬
‫ي‬ ‫يقول خبي القيادة‬
‫ً‬
‫محتفظا بي ز‬ ‫"إن ما ز‬
‫كيه‬ ‫يمي النجم عن الالعب العادي أنه يظل‬
‫ً‬
‫لمدة أطول قليًل"‪.‬‬

‫َ‬
‫النجاح‪ ،‬بل يجعله‬ ‫سهل الي زُ‬
‫كي‬ ‫يمكنك أن تالحظ كيف ُي ِّ‬
‫الناجحي من حولك‪ ،‬أو لو تتبعت السي‬‫ز‬ ‫يتضاعف ز يف األشخاص‬
‫الذاتية للشخصيات الناجحة زف تاري خ اإلنسانية‪ .‬ألن الي ز‬
‫كي يجلب‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫طاقة هائلة‪ ،‬ودونه ستشعر بأن إرادتك تضعف ورغبتك يف تحقيق‬
‫جيا مع مرور الوقت ومع ظهور عوائق ز يف طريق‬ ‫هدفك تقل تدري ًّ‬
‫تحقيق هدفك‪.‬‬

‫كي ز يف شعة النجاح ز يف أثناء تأدية‬ ‫ساعدتت ً‬


‫كثيا فكرة الي ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ولقد‬
‫بالشكة الوطنية للمقاوالت العامة‬ ‫الخدمة العسكرية‪ ،‬فقد التحقت ر‬
‫مشوعات جهاز الخدمة‬ ‫والتوريدات كجندي‪ ،‬وه إحدى رشكات ر‬
‫ي‬
‫الوطنية التابع للقوات المسلحة المرصية‪ ،‬فكنت أمارس مهنة‬
‫الهندسة ز يف أثناء الخدمة العسكرية‪.‬‬

‫وبالطبع كان يوجد صعوبة ز يف الحياة والطعام والسكن ز يف‬


‫القاش ز يف التعامل حسب‬
‫ي‬ ‫الوحدة العسكرية‪ ،‬والنظام العسكري‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫وه أن الشكة تنس مشاري ع‬ ‫ى‪،‬‬ ‫كي‬
‫ر‬ ‫ة‬ ‫الرَتب‪ ،‬ولكن كانت توجد ز‬
‫مي‬ ‫ُّ‬
‫ي‬
‫‪101‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫خيات كثية ز يف عدة نواح ز يف مجال‬ ‫ز‬


‫ويمكنت اكتساب ر‬
‫ي‬ ‫ضخمة‬
‫الهندسة‪.‬‬

‫فقررت أن أركز عىل هذا الجانب ز يف خالل عام الخدمة‬


‫لنفس أنه عام‬
‫ي‬ ‫العسكرية وأتجاهل بقية الجوانب‪ ،‬وكنت أقول‬
‫الت من‬ ‫واحد فقط وسوف ز‬
‫الخية ي‬ ‫يمىص بما فيه من مشقة‪ ،‬ولكن ر‬
‫ي‬
‫وقيمت‬ ‫خي ين‬ ‫مع وتزيد من ر‬ ‫الممكن أن أكتسبها لن ز‬
‫ي‬ ‫تمىص وستبق ي‬
‫ي‬
‫كمهندس‪.‬‬

‫الت‬
‫الخية الكبية ي‬
‫وبالفعل تجاهلت كل الجوانب عدا جانب ر‬
‫خدمت العسكرية‪ ،‬وركزت عىل التعلم‬
‫ي‬ ‫أستطيع تحصيلها ز يف مدة‬
‫ز‬
‫المهندسي‪ ،‬الذين كانوا عىل قدر عال‬ ‫خية الضباط‬ ‫واالستفادة من ر‬
‫ز‬
‫والتمي‪.‬‬ ‫الخية والكفاءة‬
‫من ر‬

‫الشكة الوطنية‬‫وبعد مرور شهرين فقط عىل الخدمة زف ر‬


‫ي‬
‫ر‬
‫الشكة لديها مشوع إنشاء‬ ‫بمشوع صغي زف القاهرة‪ ،‬علمت أن ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫مدينة سكنية متكاملة ز يف مدينة األقرص‪ ،‬فطلبت من المقدم القائد‬
‫يرشحت للعمل زف هذا ر‬
‫المشوع‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫المباش يىل أن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وقاىل يىل‪ :‬هل أنت جاد ز يف ما تقول؟‬
‫ي‬ ‫فتعجب‬
‫فقلت له‪ :‬نعم‪ ،‬أريد العمل زف هذا ر‬
‫المشوع‪.‬‬ ‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪102‬‬

‫فقال ىل‪ :‬أنت أول جندي يعمل مع زف القاهرة بالقرب من ز ز‬


‫ميله‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ز‬
‫ويطلب السفر للعمل يف األقرص عىل بعد ‪ 650‬كيلومي من بيته‪.‬‬

‫بأنت سمعت عن ر‬
‫المشوع وحجم األعمال به‪ ،‬وأدركت‬ ‫ز‬
‫فأخيته ي‬
‫ر‬
‫كم الخية الت من الممكن تحصيلها زف مدة قصية إذا عملت فز‬‫َّ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫هذا ر‬
‫المشوع‪.‬‬

‫عالقت‬ ‫ً‬
‫ماهرا‪ ،‬فقد كانت‬ ‫ً‬
‫ومهندسا‬ ‫ً‬
‫مطيعا‬ ‫ًّ‬
‫جنديا‬ ‫وألن كنت‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بالقائد جيدة‪ ،‬وقال يىل‪ :‬سأحاول أن أبحث لك عن فرصة هناك‪،‬‬
‫ولكن سيكون بعد عدة أشهر‪.‬‬
‫خدمت كلها عام واحد فقط‪.‬‬ ‫ز‬
‫أزعجت‪ ،‬ألن مدة‬ ‫وهذا ما‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫يطلبت المقدم بعد عدة أيام فقط‬ ‫ويشاء هللا السميع العليم أن‬
‫ي‬
‫مشوع مدينة األقرص؟‬ ‫ويقول ىل‪ :‬أما زلت تريد العمل زف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫فقلت له‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فقال‪ :‬هل تستطيع أن تسافر إىل هناك السبت المقبل؟‬
‫وكنا حينها ظهر يوم األربعاء‪.‬‬
‫ر‬
‫المفاج؟‬ ‫فقلت له‪ :‬وما ش هذا األمر‬
‫الشكة زار ر‬
‫المشوع اليوم ووجد‬ ‫فقال ىل‪ :‬إن رئيس مجلس إدارة ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫بعض المشاكل وطلب إرسال مهندس جيد إىل المشوع عىل وجه‬
‫‪103‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الشعة‪.‬‬
‫بموافقت دون تردد‪ ،‬وبالفعل سافرت يوم السبت‬
‫ي‬ ‫فأخيته‬
‫ر‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ً‬
‫الخية‪ ،‬وركزت‬
‫وكنت سعيدا بالمشاركة يف هذا المشوع الكتساب ر‬
‫ً‬ ‫عىل ذلك طوال مدة عمىل زف ر‬
‫المشوع‪ ،‬متجاهًل أي أمر آخر‪.‬‬ ‫ي ي‬

‫جدا‪ ،‬اكتسبت فيها ً‬‫ز ًّ‬ ‫كانت مدة عمىل زف ر‬


‫كثيا‬ ‫المشوع مدة ممية‬ ‫ي ي‬
‫قيمت‬
‫ي‬ ‫الخية ز يف الجوانب الهندسية واإلدارية‪ ،‬مما رفع من‬
‫ر‬ ‫من‬
‫ز‬ ‫ْ‬
‫مت عدة رشكات يف األقرص‬ ‫ز‬
‫نجاج‪ ،‬فطلبت ي‬‫ي‬ ‫وانتش صدى‬ ‫ر‬ ‫كمهندس‬
‫العمل معها‪ .‬وبالفعل عملت مع إحدى هذه ر‬
‫الشكات بعد انتهاء‬
‫الت طلبتها‪.‬‬‫خدمت العسكرية بالراتب واالمتيازات ي‬
‫ي‬

‫ًّ‬
‫جدا عىل النجاح بطريقة أسهل‪.‬‬ ‫فالي ز‬
‫كي يساعد بصورة كبية‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪104‬‬

‫الرتكيز يحافظ على قوة اإلرادة‬


‫كثي من األشخاص ز يف عالمنا اليوم لديهم إرادة لتطوير‬
‫يوجد ٌ‬
‫ً‬
‫أنفسهم‪ ،‬ومؤمنون بذلك‪ ،‬ويقضون عديدا من الوقت ز يف جمع‬
‫ز‬
‫الناجحي‬ ‫الكتب والبحث عن الدورات التدريبية المفيدة ومتابعة‬
‫االجتماع‪ ،‬ولكنهم ال يخطون‬ ‫ز‬
‫والمدربي عىل مواقع التواصل‬
‫ي‬
‫خطوة تجاه تطوير أنفسهم‪.‬‬

‫ذلك بسبب التشتت الذي يحدث لهم نتيجة جمعهم رلك ٍّم هائل‬
‫وف أي‬ ‫ز‬
‫من المواد العلمية والمعرفة‪ ،‬فال يعرف أحدهم من أين يبدأ ي‬
‫ز‬
‫معي‬ ‫مجال أو كتاب يبدأ‪ .‬وكلما رشع ز يف تطوير نفسه ز يف مجال‬
‫ً‬
‫صفرا‬ ‫وف النهاية تكون المحصلة‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫توقف وراح يبدأ يف مجال آخر‪ ْ ،‬ي‬
‫كي‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫تدريجيا إرادتهم بسبب فقد عامل الي ز‬ ‫وتضعف‬

‫كبي أمام عديد من الناس لتحقيق أهدافهم‪،‬‬ ‫ٌ‬


‫عائق ٌ‬ ‫إن التشتت‬
‫َ‬
‫نتيجة توفر حجم هائل من المعلومات والمعرفة عىل اإلنينت‪،‬‬
‫تنتق ما تحتاج‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وعالج هذا التشتت هو اليكي‪ ،‬ألن اليكي سيجعلك ي‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫الت ستحتاج إليها‪،‬‬
‫إليه فقط‪ ،‬ويقلل من حجم المعلومات ي‬
‫تحافظ عىل قوة اإلرادة لديك وتتغلب عىل التشتت الذي يصيب‬
‫كثيين ويضعف إرادتهم لتحقيق ما يريدون‪.‬‬
‫‪105‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫كي"‬ ‫ز‬
‫والصحق "دون مار ز‬ ‫وعن هذا التشتت‪ ،‬يقول الكاتب‬
‫ي‬
‫ً ز‬
‫ساخرا‪ :‬ي‬
‫"ف عالمنا هذا‪ ،‬ال يعرف الناس ما يريدونه‪ ،‬ولكنهم عىل‬
‫شء ز يف سبيل الحصول عليه"‪.‬‬ ‫ر‬
‫استعداد لفعل أي ي‬

‫ً ًّ‬ ‫ُ‬
‫كبيا جدا‬ ‫حيان العملية‪ ،‬فجمعت ك ًّما‬‫ي‬ ‫لقد فعلت هذا ز يف بداية‬
‫للمبان والطرق والكباري والخزانات‬ ‫ز‬ ‫الهندش‬ ‫من برامج التصميم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اليمجة‬ ‫وكتب التنفيذ لكل المنشآت‪ ،‬وأيضا جمعت برامج لتعليم ر‬
‫هدف آنذاك‪.‬‬‫والفوتوشوب‪ ،‬وذلك لعدم وضوح ز‬
‫ي‬
‫بعد مدة‪ ،‬تيقنت أن كل المعلومات أصبحت متاحة عىل‬
‫وعىل أن أركز ز يف دراسة وفهم المجال‬ ‫َّ‬
‫ي‬ ‫داع للتشتت‬ ‫اإلنينت‪ ،‬وال ي‬
‫الت أعمل فيها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ًّ‬
‫لك أتمي يف الشكة ي‬ ‫الذي أعمل فيه حاليا ي‬
‫كيي فقط‬ ‫وبالفعل‪ ،‬عندما عملت زف مجال الخرسانة كان تر ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫جعلت‬ ‫مما‬ ‫الخرسانة‬ ‫تخص‬ ‫الت‬ ‫اجع‬ ‫عىل جمع المعلومات والمر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫ز‬
‫مميا فيها‪ .‬وأيضا عندما عملت يف مجال الكباري ركزت عىل جمع‬ ‫زً‬
‫الت تخص الكباري فقط‪ ،‬وهكذا أصبح‬ ‫المعلومات والمراجع ي‬
‫ز‬
‫يفيدن اآلن‪.‬‬ ‫السء الذي‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ز‬ ‫ز ُ ًّ‬
‫ي‬ ‫تركيي منصبا فقط عىل ما بي يدي وعىل ي‬
‫الحاض‪ ،‬فال‬ ‫ز‬ ‫ألن المستقبل يتحسن عندما نجيد ونتقن ز يف‬
‫كثيا‪ ،‬بل األفضل أن نتعلم‬ ‫بالماض أو المستقبل ً‬ ‫ز‬ ‫يجب أن ننشغل‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الماض ونخطط للمستقبل ونعمل ونركز عىل الحاض‪،‬‬ ‫ز‬ ‫من أخطاء‬
‫ي‬
‫وهذا عالج التشتت الذي يحدث لكثيين‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪106‬‬

‫الرتكيز يجعلك تتفاعل مع قانون الجذب‬

‫ينص قانون الجذب عىل أن مجريات حياتنا اليومية أو ما‬


‫ز‬
‫الماض‪ ،‬وأن أفكارنا‬
‫ي‬ ‫توصلنا إليه إىل اآلن هو ناتج عن أفكارنا ز يف‬
‫الت تصنع ما سنكون عليه ز يف المستقبل‪.‬‬
‫ه ي‬ ‫الحالية ي‬

‫وباألحرى‪ ،‬يقول قانون الجذب‪ :‬إن قوة أفكار المرء لها خاصية‬
‫ًّ‬
‫جذب كبية جدا‪ ،‬فكلما فكرت ز يف أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إليك‪ ،‬وكلما فكرت وتمنيت شيئا جميًل وجيدا اجتذبته إليك أيضا‪،‬‬
‫البشي تجتذب إليها كل ما‬‫ألن قوة هذه األفكار الصادرة من العقل ر‬
‫يتمناه المرء‪.‬‬

‫حرا ز يف مجال المقاوالت العامة‬


‫زف عام ‪ 2012‬م‪ ،‬قررت أن أعمل ًّ‬
‫ي‬
‫صديق أن أستخدم‬ ‫ي‬ ‫مرصي‬ ‫مستثمر‬ ‫مع‬ ‫واتفقت‬ ‫السعودية‪،‬‬ ‫ز يف‬
‫مستندات رشكته مقابل نسبة له‪ ،‬وبالفعل بدأت البحث عن عمل‬
‫واشييت سيارة بالتقسيط حت أوفر رأس المال للعمل به ز يف‬
‫السوق‪ ،‬وكان كل ما يشغل تفكيي وأركز عليه هو الحصول عىل‬
‫لشكات كثية ولم أوفق ز يف إحداها‪.‬‬‫وقدمت عروض أسعار ر‬‫َّ‬
‫عمل‪،‬‬
‫‪107‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وذات يوم‪ ،‬ذهبت إلجراء الصيانة الدورية للسيارة وسلمتها إىل‬


‫رصيا‬‫شخصا م ًّ‬
‫ً‬ ‫مركز الصيانة وجلست ز يف قاعة االنتظار‪ ،‬فصادفت‬
‫ً‬ ‫ز‬
‫أن أعمل حديثا‬ ‫وأخيته ي‬
‫يجلس بجواري‪ ،‬ثم تبادلنا أطراف الحديث ر‬
‫ز‬
‫يخي ين أنه‬ ‫وأن مهندس ز‬ ‫زف مجال المقاوالت ز‬
‫إنشان‪ ،‬فإذا به ر‬‫ي‬ ‫مدن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫محاسب ويعمل يف مجال المقاوالت منذ مدة‪ ،‬وأحيانا يعرض عليه‬
‫بعض األعمال ويعتذر عنها لعدم درايته الكافية بأعمال الخرسانة‬
‫خيته ز يف مجال الديكور والتشطيبات المعمارية‬ ‫والحديد‪ ،‬وألن ر‬
‫بنش إعالنات ممولة‬ ‫ونصحت ر‬‫ز‬ ‫ً‬ ‫فقط‪ .‬ثم عرض َّ‬
‫عىل أن نتعاون معا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز يف المجالت األسبوعية‪.‬‬

‫وكانت بداية عالقة طيبة مستمرة حت اآلن‪ ،‬فقد أسند َّ‬


‫إىل‬‫ي‬ ‫َ‬
‫كشكاء ز يف أعمال‬ ‫مبالغ جيدة‪ ،‬وعملنا ر‬ ‫الت ربحت منها‬‫بعض األعمال ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫أخرى‪ .‬كما ز‬
‫طبقت نصيحته ونشت إعالنات ممولة‪ ،‬ي‬ ‫ً‬
‫أنت‬
‫ي‬
‫فنيي وعمالء‬‫ز‬ ‫بدورها جلبت يىل أيضا بعض األعمال وعرفت منها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جددا ومنفذا آخر للحصول عىل عمل ز يف السوق الحر‪.‬‬
‫كيي طوال الوقت‬ ‫لقد أدركت وقتها قانون الجذب وكيف أن تر ز‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫منصبا عىل كيفية الحصول عىل عمل‪ ،‬فإذا بالقدر‬ ‫ونهارا كان‬ ‫ليًل‬
‫أكي من‬ ‫ساعدن زف الحصول عىل ر‬ ‫ز‬ ‫يسوق يىل هذا الشخص الذي‬
‫ي ي‬
‫سببا سخره هللا يىل لرب ح كثي من األموال‪ .‬بل صار هذا‬ ‫فرصة‪ ،‬وكان ً‬
‫بي‪ ،‬ألننا متشابهان ز يف كثي من‬ ‫الشخص أحد أصدقان المقر ز‬
‫ي‬
‫الصفات واالهتمامات‪ ،‬كحب الموسيق وكتابة الشعر‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪108‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً َ‬ ‫ً‬


‫أشخاصا باألفكار‬ ‫أفكارك‬ ‫جذب إليك‬
‫فكن طموحا متفائًل لت ر‬
‫نفسها‪.‬‬
‫وإذا تأملنا قانون الجذب وطبقناه عىل حياتنا‪ ،‬سنجد أننا‬
‫الت نركز عليها ونشغل بها تفكينا طوال‬
‫بالفعل نحصل عىل األشياء ي‬
‫ً ً‬ ‫الوقت‪ ،‬ونعيش ًّ‬
‫حاليا ما كنا نركز عليه ونفكر فيه سابقا‪ .‬إذا عليك‬
‫أن تركز عىل ما تريد طوال الوقت وتشغل به تفكيك‪ ،‬فهذا سيقوي‬
‫إرادتك ويجعل ما تريده ينجذب إليك ويجعل األشخاص الذين‬
‫ً‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫يمكنهم أن يساعدوك لتحقيق ما تريد ينجذبون إليك‬

‫ر‬
‫األكي مبيعا "الش"‪:‬‬ ‫تقول روندا بايرن ز يف كتابها‬
‫ً‬
‫"إن لألفكار قوة مغناطيسية كما أن لها ترددا‪ ،‬وعندما تفكر يتم‬
‫ًّ‬
‫طيسيا كل األشياء الشبيهة‬ ‫إرسال تلك األفكار وتجذب إليها مغنا‬
‫ً‬
‫خارجا يعود إىل المصدر‬ ‫شء يتم إرساله‬ ‫ر‬
‫عىل اليدد نفسه‪ ،‬وكل ي‬
‫والمصدر هو أنت"‪.‬‬
‫*****‬
‫‪109‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الرتكيز يوفر الوقت والجهد‬

‫إذا حاولت أن تجرب كل رشء زف الحياة فستهدر ً‬


‫كثيا من‬ ‫ي ي‬
‫خيات اآلخرين‪ ،‬الذي نجح منهم‬
‫الوقت‪ ،‬لذا عليك االستفادة من ر‬
‫ستتعلم أشار نجاحه وتطبقها أو تأخذ ما ينفعك ويتالءم مع‬
‫خيات الذين فشلوا لتتفادى‬
‫ظروفك منها‪ ،‬وكذلك تستفيد من ر‬
‫أخطاءهم‪.‬‬

‫ه التخصص‪ ،‬فإذا‬‫الخيات ي‬
‫أخيك أن إحدى هذه ر‬ ‫وأستطيع أن ر‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أردت أن تحقق نجاحا كبيا وتميا يف أي مجال فعليك بالتخصص‪،‬‬
‫كي وبالتاىل سيوفر لك ً‬
‫كثيا من الوقت‬ ‫ألن التخصص يزيد الي ز‬
‫ي‬
‫والجهد‪.‬‬

‫أكي من‬‫إذا نظرت إىل األشخاص الذين يحاولون النجاح زف ر‬


‫ً‬ ‫ي‬
‫مجال تجدهم ال يحققون نجاحات كبية ز يف أي منها‪ ،‬بل أحيانا‬
‫ر‬
‫يفشلون‪ .‬وهذا ما حدث لشكة آبل األمريكية ي‬
‫الت تنتج اآليفون‬
‫أكي من مجال‬ ‫الشكة النجاح زف ر‬ ‫واآليباد والماك‪ ،‬فعندما حاولت ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫ماليي الدوالرات مما دفعهم إىل البحث عن منقذ‪.‬‬ ‫فشلت وخشت‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪110‬‬

‫وكان ذلك المنقذ هو العبقري ستيف جوبز الذي غي مسار‬


‫وف خالل سنوات‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫الشكة باليكي عىل األجهزة اإللكيونية فقط‪ ،‬ي‬
‫الشكات قيمة تسويقية ز يف‬ ‫قليلة استطاع أن يجعل رشكة آبل ر‬
‫أكي ر‬
‫العالم‪.‬‬

‫وهذا ما يفعله التخصص‪ ،‬إذ يضاعف الي ز‬


‫كي مما يقوي اإلرادة‬
‫ويوفر الوقت المطلوب للنجاح‪ ،‬بل إن ما تركز عليه ً‬
‫كثيا ستشعر‬
‫بأنه يتمدد ويتوسع‪.‬‬
‫معي من السيارات‬‫ز‬ ‫وعىل سبيل المثال إذا فكرت ز يف رشاء نوع‬
‫ستبدأ رؤيته ز يف كل مكان‪ ،‬وإذا ركزت عىل دراسة دورة معينة‬
‫كثيا ممن حولك يهتمون بالدورة التدريبة نفسها‪.‬‬ ‫فستالحظ أن ً‬

‫*****‬
‫‪111‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪112‬‬

‫الثقة بالنفس تحدد اتجاهك يف الحياة‬

‫ً‬
‫لم أسمع مطلقا عن شخص ناجح كان ال يثق بنفسه‪ ،‬لذا إذا‬
‫ً‬
‫كنت تريد أن تنجح ز يف الوصول إىل ما تريد‪ ،‬فعليك أن تكون واثقا‬
‫قادر عىل ذلك‪ ،‬ألنه بقدر ثقتك بنفسك سيتحدد اتجاهك‬ ‫بأنك ٌ‬
‫وستعرف هل ستتقدم خطوات ز يف اتجاه تحقيق أهدافك أم ستعود‬
‫خطوات إىل الوراء أم هل ستقف ز يف مكانك‪.‬‬

‫ولكن كما ذكرنا ز يف أثناء الحديث عن التخطيط‪ ،‬يجب أن تكون‬


‫أهدافك متناسبة مع قدراتك وإمكانياتك‪ ،‬ويجب أن تعزز وتتطور‬
‫ه عامل من عوامل‬ ‫هذه القدرات كلما استطعت‪ ،‬فالثقة بالنفس ي‬
‫النجاح وليست كل العوامل‪.‬‬

‫مشكلة كثي من الناس أنهم ال يعرفون قدراتهم‪ ،‬لذا ال يثقون ز يف‬


‫ينبع عليهم السي‬ ‫ز‬
‫أنفسهم وال يعرفون ما هو االتجاه األفضل الذي ي‬
‫الت يجب أن يعملوا بها حت يجد كل‬ ‫ه المهنة األفضل ي‬ ‫فيه وما ي‬
‫منهم نفسه وطموحه المادي والمعنوي‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫لقد رأيت هذا عن قرب عندما كنت أعمل مدير مصنع خرسانة‬
‫جاهزة بالسعودية‪ ،‬كان شخص يعمل ز يف المصنع ز يف مهنة راتبها‬
‫قليل فأردت أن أساعده بأن أجعله يتعلم مهنة أخرى ز يف المصنع‬
‫ذات راتب أعىل‪ ،‬ولكنه رفض وقال يىل‪:‬‬
‫‪ -‬لن أستطيع التعلم‪.‬‬
‫فتعجبت وقلت له‪:‬‬
‫‪ -‬لماذا؟! فأي شخص يستطيع التعلم واكتساب مهارات‬
‫جديدة‪ ،‬فلم يولد أحدنا بمهاراته الحالية ولكن كل منا اكتسبها‬
‫بالتعلم أو الممارسة‪.‬‬
‫فقال يىل‪:‬‬
‫ز‬
‫خلقت هللا هكذا‪.‬‬ ‫ان محدودة ولقد‬
‫ي‬ ‫‪ -‬أنا أعرف أن قدر ي‬
‫ًّ‬
‫والعجيب أنه كان يتحدث وهو فخور بذلك‪ ،‬ظنا منه أنه بذلك‬
‫راض بقضاء هللا وبما رزقه من إمكانيات عقلية محدودة‪.‬‬
‫فحاولت مر ًارا أن أقنعه أنه يستطيع أن يتعلم المهارات‬
‫المطلوبة للمهنة الجديدة حت أستطيع أن أزيد راتبه‪ ،‬ولكنه رفض‬
‫نتيجة عدم ثقته بنفسه وعدم وعيه بقدراته‪.‬‬
‫لقد رفض حت قبل أن يحاول‪ ،‬وهذه كارثة كبية لنوعية الناس‬
‫فهم ال يحاولون معرفة قدراتهم حت‬ ‫الذين هم عىل شاكلته‪ُ ،‬‬
‫يستفيدوا منها‪ .‬ونتيجة ذلك‪ ،‬تجد اتجاه هؤالء األشخاص ز يف الحياة‬
‫عكسيا‪ ،‬يعودون خطوات إىل الوراء أو يحتفظون بمكانهم ز يف‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫دائما‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪114‬‬

‫ر‬
‫المعيس المنخفض‪ ،‬وال‬
‫ي‬ ‫حالة ثبات ز يف القدرات وثبات ز يف المستوى‬
‫ُ‬
‫يحققون ز يف حياتهم نجاحات كبية تذكر‪.‬‬

‫ز‬
‫المحيطي بك ستجد أن من يثقون‬ ‫إذا تأملت األشخاص‬
‫بأنفسهم وقدراتهم يعيشون حياة أفضل ويحصلون عىل وظائف‬
‫أفضل‪ ،‬ويؤدون بصورة أفضل ز يف تلك الوظائف ممن تنقصهم الثقة‬
‫بأنفسهم‪.‬‬

‫ابحث ز يف داخلك عن قدراتك الحقيقية وال تستسلم للواقع‬


‫الذي تعيشه اآلن‪ ،‬فلم يولد أحد بمهاراته الحالية ومعظم مهارات‬
‫كتسبة ويستطيع أي شخص تعلمها‪.‬‬ ‫ُ َ‬
‫الحياة م‬
‫كن كالنش الذي خرج من بيضته فوجد نفسه يعيش ز‬
‫بي‬
‫الدجاج فاعتقد أنه دجاجة مثلهم ألن هذا واقعه الذي يعيشه‪،‬‬
‫حي خرج من البيضة‪،‬‬‫وتعلم سلوك الدجاجة من أمه الت وجدها ز‬
‫ي‬
‫فكان ينقر األرض وينبشها بأظافره كالدجاج الذي يعيش معه‪ ،‬وكان‬
‫هذا أفضل ما يعرفه وكان يعتقد أن هذه قدراته‪ ،‬وذات يوم حلق‬
‫أحد النسور فوق المزرعة الت يعيش فيها النش الصغي ز‬
‫بي الدجاج‪،‬‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫فنظر النش الصغي إليه وأدرك يف تلك اللحظة أنه يرغب يف أن يكون‬
‫أكي‬ ‫مثله‪ ،‬وشعر داخله بمشاعر غريبة‪ ،‬ر‬
‫فنش جناحيه اللذين كانا ر‬
‫وأقوى من أجنحة إخوته الدجاج‪ ،‬وفجأة أدرك أنه يشبه النش‬
‫الطائر‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وعىل الرغم من أنه لم يجرب الطيان من قبل‪ ،‬فقد كان يمتلك‬


‫فنش جناحيه وحاول الطيان ففشل‪ ،‬ثم حاول‬ ‫المقدرة بالغريزة‪ .‬ر‬
‫مرة أخرى وطار بغي ثبات ز يف البداية‪ ،‬ولكنه بعد ذلك استطاع أن‬
‫أكي وارتفع إىل أعىل‪ ،‬وعندما طار وارتفع عرف‬ ‫يطي بقوة وتحكم ر‬
‫أنه نش ويمتلك مهارات وقوة النش‪ ،‬واكتشف ذاته الحقيقية‪.‬‬

‫اجلس مع نفسك جلسة اسيخاء وتأمل حياتك‪ ،‬هل أنت‬


‫متشابه مع من حولك ز يف الفكر والطموح والقدرات أم إنك مختلف‬
‫مثل النش الذي مارس حياته كدجاجة ألنه عاش ز‬
‫بي الدجاج دون‬
‫أن يعرف شخصيته الحقيقية؟‬

‫ال تستسلم لحياتك الحالية ومهنتك الحالية‪ ،‬فقد ال تكون‬


‫أفضل حياة تستطيع أن تعيشها وقد تكون داخلك قدرات أخرى لم‬
‫تكتشفها بعد‪ ،‬مثل النش الذي لم يكتشف أنه يستطيع الطيان إال‬
‫بعدما رأى النش اآلخر يطي ويحلق ز يف السماء‪.‬‬
‫النفس والفيلسوف ويليام جيمس‪" :‬يوجد سبب‬ ‫ي‬ ‫يقول العالم‬
‫ز‬
‫اإلنسان‪ ،‬وهو افتقار اإلنسان إىل الثقة بذاته‬ ‫واحد فقط لإلخفاق‬
‫ي‬
‫الحقيقية"‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪116‬‬

‫الثقة بالنفس تساعدك على اكتشاف شغفك‬


‫ز‬
‫متمية‪ ،‬لكنهم ال يستخدمونها‬ ‫إن ً‬
‫كثيا من ر‬
‫البش لديهم قدرات‬
‫بسبب عدم ثقتهم بأنفسهم وعدم محاولتهم اكتشاف شغفهم ز يف‬
‫الت يمتلكها اإلنسان‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ظهر القدرات ي‬
‫الحياة‪ ،‬الذي بدوره سي ر‬

‫بسء ما‪ ،‬أي إنك تحب فعل هذا ر‬ ‫ً‬


‫شغوفا ر‬ ‫ز‬
‫السء‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ومعت أن تكون‬
‫وال تشعر بمرور الوقت وأنت تفعله‪ ،‬وتنتابك سعادة ز يف أثناء فعله‪،‬‬
‫وال تشعر بالملل منه‪ ،‬مثل القراءة أو التصوير أو التأليف أو إصالح‬
‫آىل أو غيها من‬ ‫ز‬
‫األجهزة الكهربائية يف البيت ً أو عمل برامج حاسب ي‬
‫الت قد تكون شغوفا بها وأنت ال تدري‪.‬‬‫األعمال ي‬

‫ً‬
‫ثق بنفسك‪ ،‬وثق بأن هللا ‪ ‬لم يخلق أحدا دون موهبة ما‪،‬‬
‫ً‬
‫أعط نفسك مساحة من التفكي والتأمل ز يف هدوء‪ ،‬وحاول أن‬
‫و ر‬
‫يميك عمن حولك وكيف تستثمر هذا‬ ‫تكتشف شغفك وما الذي ز‬
‫لك تبدع فيها وتستمتع وأنت‬ ‫ز‬
‫الشغف ليكون مهنتك يف الحياة ي‬
‫تؤدي هذا العمل‪ ،‬فقط ثق بنفسك وحاول اكتشاف شغفك‪.‬‬

‫يقول المخيع توماس أديسون‪" :‬لو أننا فعلنا األشياء ي‬


‫الت نحن‬
‫معت الكلمة"‪.‬‬‫قادرون عىل فعلها ألذهلنا أنفسنا بكل ز‬
‫‪117‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وتقول "شارون وود"‪ ،‬أول امرأة ز يف أمريكا الشمالية تتسلق جبل‬


‫إفرست‪:‬‬
‫ُ‬
‫"اكتشفت أنها لم تكن مسألة قوة بدنية‪ ،‬وإنما مسألة قوة‬
‫عقىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫نفسية‪ ،‬إن االنتصار عىل هذا الجبل كان يكمن داخل‬
‫الت‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫مكنت من اخياق تلك الحواجز المتمثلة يف الحدود ي‬ ‫ي‬ ‫وهو ما‬
‫السء الذي نسميه‬ ‫نفرضها عىل أنفسنا‪ ،‬ومن الوصول إىل ذلك ر‬
‫ي‬
‫أكي من ‪ %10‬منها "‪.‬‬ ‫نادرا ما نستخدم ر‬ ‫القدرة والت ً‬
‫ي‬

‫ثقتك بنفسك تساعدك عىل اكتشاف شغفك‪ ،‬وشغفك ز‬


‫سييد‬
‫من قوة إرادتك لتنفيذ ما تصبو إليه من أهداف‪.‬‬

‫الفرنس من أصل جزائري الالعب زين‬


‫ي‬ ‫يقول أسطورة كرة القدم‬
‫الدين زيدان‪ ،‬الذي حصل عىل لقب أفضل العب ز يف العالم ثالث‬
‫مرات ز يف خالل األعوام (‪ )2003 ،2000 ،1998‬م‪ ،‬إن ش نجاحه‬
‫ز يف أثناء اللعب ز يف فريق ريال مدريد ونجاحه اليوم وهو مدرب لفريق‬
‫ريال مدريد هو الشغف‪ .‬ذلك الشغف الذي يجعله ً‬
‫دائما يجتهد‬
‫دوما التوفيق والنجاح ز يف‬
‫ويبذل قصارى جهده‪ ،‬وبالتاىل يحالفه ً‬
‫ي‬
‫مراحل حياته كلها‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪118‬‬

‫إن الشغف باكتشاف الكون هو ما جعل اإلنسان يستطيع‬


‫بي الكواكب‪ ،‬رغم أنك‬ ‫الصعود إىل سطح القمر والسي زف الفضاء ز‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫شء‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫ألخيك بأن هذا ي‬ ‫أخيت أحدا بذلك قبلها بخمسي عاما ر‬ ‫لو ر‬
‫ً‬
‫شء مستحيل تماما‪.‬‬ ‫ر‬
‫صعب التحقيق‪ ،‬بل أنه ي‬
‫شء ما وقدرات كبية‪ ،‬ويجب أن‬ ‫ر‬
‫كل شخص لديه شغف تجاه ي‬
‫يبحث عنها داخله ليعرفها ويفكر كيف يوظفها ليفيد بها نفسه‬
‫والبشية ويحقق أحالمه‪.‬‬ ‫ر‬

‫شغق ز يف الحياة فوجدت أنه‬ ‫ز‬ ‫ز‬


‫تأمىل يف البحث عن ً ي‬ ‫ي‬ ‫لقد أثمر‬
‫طفولت‪،‬‬ ‫أصدقان منذ‬ ‫بي‬‫فدوما كنت أحب أن أكون قائدا ز‬ ‫ً‬ ‫القيادة‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫كيت وعملت يف مراكز قيادية يف شكات يف مرص وليبيا‬ ‫ز‬
‫وعندما ر‬
‫والسعودية كنت أحقق نجاحات عالية عىل المستوى القيادي‪،‬‬
‫كثيا من‬ ‫وعندما درست وقرأت عن علم القيادة وجدت زأن أمتلك ً‬
‫ي‬
‫هذه الصفات بالفطرة‪.‬‬
‫أن سألت مدير‬ ‫ز‬ ‫ً‬
‫أتذكر يوما ما عندما كنت مدير مصنع خرسانة‪ ،‬ي‬
‫الشكة ومالكها‪َ :‬لم أصبحت ال تزور الفرع الذي أديره؟‬ ‫عام ر‬
‫ًّ‬
‫أسبوعيا‪.‬‬ ‫الشكة جميعها‬ ‫فقد اعتاد أن يزور فروع ر‬
‫جزءا من أعباء ر‬ ‫عت ً‬ ‫ز‬ ‫ً‬
‫الشكة‬ ‫فقال يىل‪ :‬لقد وجدت أخيا من يحمل ي‬
‫ز‬
‫ويجعلت ال أقلق عىل أحد فروعها‪.‬‬
‫ي‬
‫ً‬
‫إنتاجا واستقر ًارا ز‬
‫بي‬ ‫أكي الفروع‬‫فلقد كان الفرع الذي أديره من ر‬
‫ز‬
‫المقربي منه لو‬ ‫ز‬
‫للموظفي‬ ‫ز‬
‫والفنيي والعمال‪ ،‬وكان يقول‬ ‫ز‬
‫الموظفي‬
‫الشكة‪ ،‬كل‬ ‫بالشكة أربعة أشخاص مثىل لكانت تغيت ر‬ ‫كان لدينا ر‬
‫ي‬
‫‪119‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫بي العمال وأحيمهم‬ ‫ذلك كان بفضل من هللا فقد كنت عا ًدًل ز‬
‫جدا مع الجميع‪.‬‬ ‫ً ًّ‬
‫وحازما‬
‫ز‬
‫استدعان مدير‬
‫ي‬ ‫إضاب من العمال ز يف أحد الفروع‬ ‫وحي حدث ز‬ ‫ز‬
‫اإلضاب؟‬‫وسألت‪ :‬هل سمعت عن هذا ز‬ ‫ز‬ ‫الشكة‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫أكي من خمس‬ ‫فقلت له‪ :‬نعم‪ ،‬وأعرف سببه‪ ،‬ألن العمال تعمل ر‬
‫عشة ساعة ًّ‬
‫يوميا‪.‬‬ ‫ر‬

‫أكي من ذلك ز يف الفرع الذي‬ ‫فقال‪ :‬ولكنك تجعلهم يعملون ر‬


‫تديره‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫ألن‬
‫اإلضاف‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫ولكت أعطيهم حقهم مقابل الوقت‬ ‫فقلت له‪ ً :‬ي‬
‫وف الوقت نفسه عن‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫نفس مسئوًل أمام هللا عن حق الشكة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫أرى‬
‫ر‬
‫حق العمال من الشكة‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إذن فاذهب إىل هذا الفرع وادرس حقوق العمال وماذا‬
‫ترى لحل هذه المشكلة‪ ،‬وأنا موافق عىل ما ستفعله‪.‬‬
‫ان القيادية‪ ،‬وكان إذا طلبه أحد عمالء‬ ‫ز‬
‫وهذا لثقته العالية يف قدر ي‬
‫فوض من رق َبله‬ ‫إنت ُم َّ‬
‫ز‬
‫الفرع الخاص ر ين الجتماع ما‪ ،‬يقول لهم ي‬
‫بالحضور نيابة عنه واتخاذ القرارات المناسبة‪.‬‬
‫ألن كنت أرى‬ ‫ز‬ ‫ً‬
‫عطاء ًّ‬ ‫تجعلت ر‬‫ز‬
‫لعمىل‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫وحبا‬ ‫أكي‬ ‫ي‬ ‫كانت هذه الثقة‬
‫شغق ز يف قيادة الناس للوصول إىل األهداف المنشودة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ز‬

‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪120‬‬

‫الثقة بالنفس تزيد من قيمتك‬

‫هل تشعر أنك ذو قيمة أو شخص مهم ز يف المؤسسة أو المكان‬


‫الذي تعمل فيه ًّ‬
‫حاليا؟‬

‫إن الثقة بالنفس تمكنك من زيادة قيمتك ومعرفة مدى تأثيك‬


‫وأهميتك ز يف المكان الذي تعمل فيه‪ ،‬ولكن ذلك رشيطة أن تكون‬
‫متمي ز يف العمل‪.‬‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا مجتهدا وصاحب أداء‬

‫حيان العملية‪ ،‬فقد كنت أختلف‬


‫ي‬ ‫ولقد فعلت هذا عدة مرات ز يف‬
‫مع أصحاب العمل عىل طريقة إدارتهم للعمل أو تدخلهم ز يف طريقة‬
‫وف معظم األحيان كنت أجد استجابة‬ ‫ًّ ز‬
‫عمىل أو عدم تقديري ماديا‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫عمىل‪.‬‬ ‫لطريقة‬ ‫ا‬ ‫واحي ً‬
‫ام‬
‫ي‬

‫عمىل ز يف‬
‫ي‬ ‫بنفس وطريقة‬
‫ي‬ ‫ثقت‬
‫اختيت به ي‬‫ولعل أصعب موقف ر‬
‫ز‬
‫أول وظيفة يىل كمهندس موقع بعد التخرج يف الكلية‪ ،‬عندما اتفقت‬
‫اليوم ز يف مقابل‬
‫ي‬ ‫مع العمال عىل إنهاء أعمال معينة تزيد عن إنتاجهم‬
‫الشكة بذلك صاح‬ ‫منحهم بقية اليوم راحة‪ ،‬ولكن عندما علم مدير ر‬
‫ً‬
‫غاضبا وقال يىل‪ :‬ليس من حقك أن تفعل ذلك‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وبأن فعلت ما هو أفضل من المخطط له‬ ‫ز‬ ‫بنفس‬ ‫ولثقت‬


‫ي‬ ‫ً ي‬ ‫ي‬
‫أخيت‬ ‫ز‬
‫وحققت إنتاجية أعىل يف مقابل بضع ساعات راحة للعمال‪ ،‬ر‬
‫خط فيما فعلت‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫بأن لم أ ر‬
‫مدير الشكة ي‬

‫مت أن أمر عليه ز يف المكتب ز يف اليوم‬‫ز‬ ‫ً‬


‫فاستشاط غضبا وطلب ي‬
‫وألن شعرت بأنه قد يريد أن ينه خدمان ر‬
‫بالشكة‬ ‫التاىل للعمل‪ ،‬ز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أخيه بعدم‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫رغم عدم تقصيي يف العمل‪ ،‬قررت أنا أكون مبادرا وأن ر‬
‫الشكة قبل أن يبدأ هو بالحديث‬ ‫رغبت زف استكمال العمل زف ر‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ومهاجمت‪.‬‬
‫ي‬

‫ز‬
‫وأن لم أقرص‬ ‫ز‬
‫بنفس ي‬
‫ي‬ ‫لثقت‬
‫ي‬ ‫التاىل‪،‬‬
‫وبالفعل نفذت ذلك يف اليوم ي‬
‫عمىل‪ ،‬فما كان منه إال أن غضب وقال يىل‪ :‬لك ما تريد‪.‬‬
‫ي‬ ‫ز يف‬

‫أشن بذلك ألقوا‬ ‫الشكة إىل البيت‪ ،‬وعندما علمت‬ ‫وغادرت ر‬


‫ي‬
‫ً‬
‫شهورا‬ ‫عىل اللوم وقالوا‪ :‬كيف تطلب ترك العمل بعد أن مكثت‬ ‫َّ‬
‫ي‬
‫تبحث عن عمل حت وجدت تلك الوظيفة؟ ثم إنه مديرك ومن‬
‫حقه الصياح عليك إن أخطأت‪.‬‬
‫ولكت لم أخط‪ ،‬بل حققت إنتاجية أعىل من األيام‬ ‫ز‬ ‫فقلت لهم‪:‬‬
‫ي‬
‫المعتادة وكنت أستحق المدح وليس الذم‪.‬‬
‫أن‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ولكن والدي لم يقتنعا بر ي ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪122‬‬
‫ًّ‬ ‫بعد شهر من تلك الواقعة‪ ،‬علمت بأن مدير ر‬
‫الشكة مريض جدا‬
‫ً‬
‫أطمي عليه ألنه كان إنسانا محي ًما‬
‫ز‬ ‫وأنه ز يف العناية المركزة فأردت أن‬
‫ولكت خشيت إذا هاتفته‬ ‫عىل الجانب الشخىص ولم َأر منه إال ً‬
‫خيا‪ ،‬ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أن أتقرب إليه حت أعود إىل العمل‪ ،‬فاكتفيت برسالة‬ ‫ز‬
‫أن يعتقد ي‬
‫اتق المحمول لالطمئنان عليه‪ ،‬بعدها بدقائق وجدته‬ ‫ز‬
‫نصية من ه ي‬
‫وسألت‪ :‬هل وجدت فرصة‬ ‫ز‬ ‫سؤاىل عنه‪،‬‬ ‫ز‬
‫ويشكرن عىل‬ ‫يتصل ر ين‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عمل أخرى؟‬
‫فقلت له‪ :‬ال‪.‬‬
‫ً‬
‫صباحا‪.‬‬ ‫غدا زف ر‬ ‫َّ ً‬
‫الشكة‬ ‫ي‬ ‫عىل‬‫فقال يىل‪ :‬هل تمانع أن تمر ي‬
‫ً‬
‫غدا إن شاء هللا‪.‬‬ ‫فقلت له‪ :‬ال أمانع‪ ،‬سأمر عليك‬

‫ويخي ز ين‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫مت أن أعود إىل العمل‪،‬‬
‫التاىل يطلب ي‬
‫ي‬ ‫وإذا به ز يف اليوم‬
‫يطردن من‬ ‫ز‬ ‫بأن تشعت ز‬
‫حي تركت العمل وأنه لم يكن ينوي أن‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بنفس‪.‬‬
‫ي‬ ‫وثقت‬
‫ي‬ ‫بأدان‬
‫ي‬ ‫العمل وأنه مقدر لمجهودي ومعجب‬

‫ًّ‬
‫نفس‪ ،‬فقد عدت إىل‬
‫ي‬ ‫ولقد كان لهذا اإلطراء أثر كبي جدا عىل‬
‫حي تركت العمل‪ ،‬وأن صاحب‬ ‫بأن كنت عىل حق ز‬ ‫ً ز‬ ‫زز‬
‫الميل مفتخرا ي‬
‫ً‬ ‫ز‬
‫قيمت والفراغ‬
‫ي‬ ‫مت العودة مجددا ألنه عرف‬
‫العمل هو الذي طلب ي‬
‫الذي تركته بعد ترك العمل‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫هذا ما أنصح به الشباب‪ ،‬ابذل قصارى جهدك ز يف العمل‪ ،‬وثق‬


‫ً‬
‫بنفسك وال تقبل التوبيخ إذا كنت متأكدا من أنك تؤدي عملك عىل‬
‫ز‬
‫وستجت نتيجة‬ ‫أكمل وجه‪ ،‬واطلب حقك المادي والمعنوي‬
‫ي‬
‫اجتهادك وثقتك بنفسك ً‬
‫حتما من صاحب العمل‪.‬‬

‫فالمتميون ً‬
‫دائما أعدادهم قليلة‪ ،‬وأصحاب العمل يركضون‬ ‫ز‬
‫ً‬
‫خلفهم‪ ،‬لذا إذا كنت واثقا من عملك وجهدك فطالب بحقك‬
‫بصوت مرتفع‪ ،‬وكن عىل ز‬
‫يقي أن هللا تعاىل ال يضيع أجر من أحسن‬
‫ً‬
‫عمًل‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪124‬‬

‫الثقة بالنفس تمنحك املثابرة‬

‫ليعلم الجميع أن النجاح ليس باألمر السهل الذي يتحقق‬


‫ً‬ ‫ز‬
‫باألمان أو يتحقق من أول محاولة‪ ،‬لكنك إذا كنت تملك إرادة‬
‫ي‬
‫للنجاح فعليك أن تدعم وتغذي إرادتك بالمثابرة لتحقيق ذلك‬
‫النجاح‪ ،‬وذلك لن يتأن إذا لم تكن لديك ثقة بنفسك وبما تريد أن‬
‫تحققه‪.‬‬

‫الصي مع اإلضار واستمرار المحاولة دون توقف‬


‫ر‬ ‫ه‬
‫والمثابرة ي‬
‫لتحقيق الهدف رغم المعوقات والصعاب الت ستواجهها فز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫طريقك لتحقيق النجاح‪.‬‬

‫الت‬ ‫ر‬
‫هل سمعت عن شكة سبيس إيكس لتكنولوجيا الفضاء‪ ،‬ي‬
‫إفريق إيلون ماسك ز يف أمريكا لتصنيع‬
‫ي‬ ‫أسسها الشاب الجنوب‬
‫مركبات صواري خ عابرة للقارات قادرة عىل غزو الفضاء وحمل أقمار‬
‫صناعية للفضاء؟‬
‫َ‬
‫وأطلق‬ ‫لقد نجح إيلون ز يف تصنيع الصاروخ فالكون (‪،)1‬‬
‫ًّ‬
‫خاصا بوزارة الدفاع األمريكية‬ ‫ًّ‬
‫صناعيا‬ ‫الصاروخ الذي يحمل ً‬
‫قمرا‬
‫عام ‪ 2006‬م‪ ،‬ولكنه انفجر بعد ‪ 25‬ثانية فقط من اإلطالق‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫َّ‬
‫لكنه لم ييأس‪ ،‬بل حفز موظفيه الذين أصيبوا باإلحباط بعد‬
‫فشل محاولة اإلطالق األوىل والخسائر الرهيبة الناجمة عنها‪ ،‬وقال‬
‫لهم‪ :‬علينا تصنيع الصاروخ مرة أخرى ومعالجة األخطاء ي‬
‫الت‬
‫حدثت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أعدت ر‬‫َّ‬
‫الشكة صاروخا جديدا وأجرت محاولة إطالق‬ ‫وبالفعل‪،‬‬
‫أخرى عام ‪ 2007‬م‪.‬‬

‫وبالفعل‪ ،‬طار الصاروخ لمدة أرب ع دقائق ثم انفجر مرة أخرى‪،‬‬


‫أمريك‪ ،‬وأوشك‬ ‫الشكة خسائركبية تجاوزت المليون دوالر‬ ‫مما َّ‬
‫كبد ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫مثابرا وال يعرف اليأس طريقا‬ ‫إيلون ماسك عىل اإلفالس‪ ،‬ولكنه كان‬
‫إىل نفسه وقرر أن يحاول مرة أخرى‪.‬‬

‫َّ‬
‫فصنع الصاروخ فالكون (‪ )9‬عام ‪ 2008‬م‪ ،‬وبالفعل نجحت‬
‫محاولة اإلطالق وصعد الصاروخ والتحق بمداره المخطط له‪،‬‬
‫لشكة خاصة ُيطلق إىل الفضاء بنجاح‪.‬‬
‫ليكون بذلك أول صاروخ ر‬

‫هذا النجاح أثار انتباه العالم بأثره إىل هذا الشخص المغامر‬
‫المثابر إيلون ماسك‪ ،‬وعقدت بعض الدول اتفاقيات معه ر‬
‫لشاء‬
‫صواري خ إلرسال أقمارها الصناعية إىل الفضاء‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪126‬‬

‫لقد تجاوز نجاح إيلون ماسك هذه المرحلة واستطاع أن‬


‫يستعيد الصاروخ الذي أرسله إىل الفضاء مرة أخرى إىل منصة‬
‫اإلطالق ليتم استخدامه مرة أخرى‪ .‬وبدأ ز‬
‫يجت ثمار إرادته القوية‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الستي مليار دوالر‬ ‫ومثابرته‪ ،‬ليصبح من أثرياء العالم وتتجاوز ثروته‬
‫أمريك ز يف ‪ 2020‬م‪.‬‬
‫ي‬
‫الت كان يمتلكها إيلون ماسك لثقته العالية بنفسه‬
‫دون المثابرة ي‬
‫ربما كانت ضعفت إرادته الستكمال حلمه بإرسال مركبات إىل‬
‫الفضاء‪ ،‬وكذلك أنت تستطيع تحقيق أحالمك بتقوية إرادتك عن‬
‫الت بدورها تمنحك المثابرة لتتمكن من‬ ‫طريق الثقة بالنفس‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫الوصول لهدفك مهما واجهت من صعوبات وإخفاقات يف طريقك‪.‬‬

‫الكهربان‬
‫ي‬ ‫يقول توماس أديسون الذي نجح ز يف اخياع المصباح‬
‫بعد مئات المحاوالت نتيجة لثقته بنفسه ومثابرته‪" :‬كثي من‬
‫ز‬
‫قريبي‬ ‫حاالت الفشل ز يف الحياة كانت ألشخاص لم يدركوا كم كانوا‬
‫من النجاح عندما أقدموا عىل االستسالم"‪.‬‬

‫مشوع أو حلم تريد تحقيقه ودرسته‬ ‫إذا كانت لديك فكرة أو ر‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دراسة كافية فبادر بالبداية وكن واثقا بنفسك‪ ،‬ألن ثقتك بنفسك‬
‫تخط العقبات وتجعلك‬‫ي‬ ‫الت ستساعدك عىل‬ ‫ستمنحك المثابرة ي‬
‫ز‬ ‫ً‬
‫قادرا عىل مواجهة التحديات والنقد الذي سيوجه إليك يف بداية‬
‫رحلتك للنجاح‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫ُ‬
‫العالم فان جوخ الذي تباع لوحاته‬
‫ي‬ ‫لقد مر الرسام الهولندي‬
‫بأكي من ذلك طوال حياته‪ ،‬ولم تلقَ‬‫بماليي الدوالرات ر‬
‫ز‬ ‫ًّ‬
‫حاليا‬
‫ز‬
‫المحيطي به‪.‬‬ ‫لوحاته القبول من كل األشخاص‬

‫ً‬
‫إال أنه كان واثقا من نفسه واستمر ز يف رسم لوحات جديدة حت‬
‫صار لديه ‪ 800‬لوحة‪ ،‬وطوال حياته حاول بيع تلك اللوحات‪ ،‬ولكن‬
‫يشي أحد منه إال فتاة اشيت منه لوحة واحدة ألنها كانت تحبه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لم‬
‫ً‬
‫تشيها إعجابا بفنه‬ ‫فأرادت أن تتقرب منه ر‬
‫بشاء تلك اللوحة‪ ،‬ولم‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ورسوماته‪ ،‬فلما علم بذلك حزن حزنا شديدا‪ ،‬وعندما كان يسأله‬
‫الناس‪َ :‬لم تستمر ز يف رسم لوحات جديدة؟‬
‫ألن أستمتع ز‬
‫حي أرسم‪.‬‬ ‫ز‬
‫كان يقول لهم‪ :‬ي‬

‫ًّ‬ ‫ز‬ ‫ز‬


‫وف أن لوحاته تحوي فنا‬‫باإلضافة إىل أنه يثق يف موهبته ي‬
‫ًّ‬
‫حقيقيا‪ ،‬ولكن ربما من يحيطون به ال يقدرونه‪.‬‬

‫ز‬
‫السني القت لوحاته إعجاب‬ ‫بعشات‬‫وبالفعل بعدما مات ر‬
‫ز‬
‫الماليي من بيع لوحاته‬ ‫كثيين‪ ،‬وأصبح أوالده وأحفاده يجنون‬
‫ز‬
‫العالميي‪.‬‬ ‫ز‬
‫الرسامي‬ ‫ولمع اسمه زف سماء الفن ز‬
‫بي‬ ‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪128‬‬

‫الت منحته إياها ثقته بنفسه كان‬


‫هل تعتقد أنه دون المثابرة ي‬
‫سيستطيع االستمرار عىل الرغم من اإلحباط والنقد الذي كان‬
‫واجهه طوال حياته؟‬ ‫ُ‬
‫ي ر‬

‫ثق بنفسك لتصل إىل ما تريد‪ ،‬وثقتك بنفسك ستمنحك‬


‫المثابرة‪.‬‬
‫*****‬
‫‪129‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الثقة بالنفس يمكن زيادتها‬

‫وبالتاىل إرادتهم‬
‫ي‬ ‫بعض الناس ال يملكون الثقة الكاملة بأنفسهم‪،‬‬
‫ًّ‬
‫جدا‪.‬‬ ‫لفعل ما يطمحون إليه ضعيفة‬

‫شخصا ُعرضت عليه إدارة مصنع صغي مقابل‬‫ً‬ ‫ولقد صادفت‬


‫ر‬ ‫ً‬
‫وأخس‬ ‫نسبة من األرباح‪ ،‬لكنه رفض قائًل‪ :‬ولكنها مسؤولية كبية‬
‫عدم النجاح فيها‪.‬‬
‫وذلك لعدم امتالكه الثقة بنفسه وخوفه من المسؤولية‪ ،‬عىل‬
‫الرغم من أنها فرصة يتمناها أي شاب ال يمتلك رأس مال‪ ،‬لذلك‬
‫كثيا ز يف حياتهم‪ ،‬ألن الطموح مرتبط‬
‫تجد أمثال هؤالء ال يحققون ً‬
‫ً‬
‫أبدا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ناجحا ال يثق بنفسه‬ ‫بالثقة بالنفس‪ ،‬ولن تجد‬

‫الن يمكنها أن تزيد ثقة اإلنسان بنفسه‪،‬‬‫ر‬


‫توجد بعض العوامل ي‬
‫منها‪:‬‬
‫دائما مواقفك اإليجابية‪ ،‬كيف أنك ً‬
‫يوما ما‬ ‫تستحرص ً‬
‫ز‬ ‫‪ -‬أن‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فعلت شيئا جيدا أبهر الجميع‪ ،‬وكيف نجحت يف كليتك بتفوق‪،‬‬
‫قدر نفسك عىل مواصفاتها الحالية‪.‬‬‫ُ ِّ‬
‫وكيف أنك تحيم نفسك وت‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪130‬‬

‫‪ -‬أن تقسم حلمك أو أهدافك إىل أجزاء صغية أنت تثق بأنك‬
‫قادر عىل تنفيذها‪ ،‬مما سيمنحك قوة دافعة ويزيد من ثقتك‬
‫بنفسك لمواصلة رحلة تحقيق األهداف الكبية‪.‬‬

‫‪ -‬أن تتعاطف مع نفسك وال تستخدم فكرة جلد الذات كلما‬


‫أخطأت‪ ،‬عن طريق أن تقول لنفسك‪" :‬الكل ُم َّ‬
‫عرض للخطأ‪ ،‬وأنه ال‬
‫يوجد كمال إال هلل‪ ،‬وأن أي حلم كبي يحتاج إىل وقت‪ ،‬وكل ناجح‬
‫تعرض إلخفاقات ز يف رحلة نجاحه‪."...‬‬

‫تهي ثقتك بنفسك‪.‬‬ ‫ً‬


‫قاسيا عىل نفسك حت ال ز‬ ‫ال تكن‬

‫*****‬
‫‪131‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪132‬‬

‫ما هو التوجه الذهني؟‬

‫الذهن‪ :‬هو نظرتك وطريقة تفكيك ز يف األشياء‬


‫ي‬ ‫التوجه‬
‫واألحداث‪.‬‬

‫إيجان‪ ،‬وبعض الناس لديهم‬ ‫بعض الناس لديهم توجه ز‬


‫ذهت‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫ذهت‬ ‫ً‬
‫ناجحا لديه توجه ز‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫سلت‪ ،‬ولكنك لن تجد‬ ‫توجه ز‬
‫ي‬ ‫ذهت ر ي‬
‫ي‬
‫المتكاسلي والمتعذرين الذين يبحثون ً‬
‫دائما عن‬ ‫ز‬ ‫سلت‪ ،‬ألنه سلوك‬
‫ري‬
‫ز‬
‫أسباب لعدم نجاحهم يف الحياة‪.‬‬

‫َ‬ ‫ً‬
‫عوائق تمنعك من النجاح‬ ‫وأنت أيضا‪ ،‬إذا أردت أن تبحث عن‬
‫ستجدها‪ ،‬فرحلة الحياة عبارة عن مجموعة من العوائق نجتازها‬
‫ومجموعة من المشاكل نقوم بحلها‪.‬‬

‫اإليجان‪ :‬هو أن تبحث عن األمل‬ ‫ز‬


‫الذهت‬ ‫أما ز‬
‫معت التوجه‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫المىصء الجيد ز يف أحداث حياتك كلها‪.‬‬
‫ي‬
‫والنجاة والجانب ز‬
‫‪133‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الذهت ز يف‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ويلخص شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ --‬التوجه‬
‫عبارات محفزة فيقول‪:‬‬
‫فقتىل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫قتلون‬ ‫جنت ز يف صدري‪ ،‬إن‬
‫ي‬ ‫أعدان ر ين؟ إن‬
‫ي‬ ‫"ماذا يفعل‬
‫فنفت سياحة‪ ،‬وأنا‬ ‫ز‬
‫نفون‬ ‫ز‬
‫فسجت خلوة‪ ،‬وإن‬ ‫ز‬
‫سجنون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫شهادة‪ ،‬وإن َّ ي‬
‫كالغنمة أينما تقل َبت تقلبت عىل صوف"‪.‬‬
‫شهيدا وهو فضل عظيم‪ ،‬ر‬ ‫ً‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وشف‬ ‫سيجعلت‬
‫ي‬ ‫بمعت‪ :‬أن القتل‬
‫ً‬
‫بنفس مع هللا‪،‬‬
‫ي‬ ‫أختىل‬
‫ي‬ ‫يتمناه أي مسلم‪ ،‬وإذا سجنت فسأجد وقتا‬
‫ُ‬
‫وإذا نفيت سأستمتع برؤية بالد جديدة أعيش فيها كسائح‪ ،‬ويقول‬
‫إنه كالخروف الممتىل بالصوف‪ ،‬فإذا تقلب ز يف األرض سيشعر‬
‫يغط جسمه ويشعره بالراحة والنعومة‪.‬‬
‫ي‬ ‫بصوف‬

‫هل من الممكن أن يحدث لك ز يف حياتك أصعب من األشياء‬


‫ز‬
‫النق أو السجن؟!‬
‫الت ذكرها الشيخ ابن تيمية القتل أو ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫غالبا ستكون اإلجابة ال‪ .‬إذا فلم تقلق من المستقبل؟‬

‫خيا إذا تحليت بتوجه‬ ‫كل حدث ست من الممكن أن تجد فيه ً‬


‫إيجان‪ ،‬لذا فهو زضورة لكل شخص لديه إرادة للنجاح ز يف أي‬
‫ري‬ ‫ذهت‬
‫ي‬
‫ز‬
‫ً‬
‫مملوءا بالورود كما يظن‬ ‫مجال ز يف الحياة‪ ،‬ألن طريق النجاح ليس‬
‫يجان ربما تتوقف عن استكمال رحلة‬ ‫البعض‪ ،‬ودون توجه ز‬
‫ذهت إ ر ي‬
‫ي‬
‫نجاحك ز يف أي وقت‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪134‬‬

‫الفرنس "فرانسوفولتي"‪:‬‬
‫ي‬ ‫يقول الفيلسوف‬
‫الت‬
‫"الحياة مثل لعبة الورق‪ ،‬وعىل كل العب أن يقبل األوراق ي‬
‫تم توزيعها عليه‪ ،‬ولكن بمجرد أن تمسك اليد تلك األوراق‪ ،‬يصبح‬
‫الالعب وحده من يحدد كيفية اللعب بطريقة تمكنه من الفوز"‪.‬‬

‫*****‬
‫‪135‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫التوجه الذهني يحول العقبات إىل فرص‬

‫الذهت ز يف تقوية إرادتك‪ ،‬ألنه يحول لك كل‬


‫ي‬
‫ز‬ ‫يساعدك التوجه‬
‫عقبة لحظية بالتأمل إىل فرصة‪.‬‬

‫زً‬
‫وهذا ما فعله سيدنا داوود ‪ ،‬الذي كان مميا ي‬
‫برم النبال‬
‫عندما كان يحارب جيش جالوت‪ ،‬فقد قال له قادته‪ :‬كيف ستحارب‬
‫جالوت صاحب الجسم العمالق؟ إنه أضخم من أن تتمكن من‬
‫القضاء عليه؟‬
‫ولكن سيدنا داوود حول هذه العقبة إىل فرصة فقال لهم‪ :‬إنه‬
‫ضخم من أن أخط إصابته‪.‬‬
‫بمعت‪ :‬بسبب ضخامته تلك‪ ،‬من الصعب أن أخط التوجيه‬ ‫ز‬
‫عليه‪ .‬وبالفعل أصابه‪.‬‬

‫اإليجان‪ ،‬إذ يساعدك عىل تحويل‬ ‫ز‬


‫الذهت‬ ‫وهذا ما يفعله التوجه‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫الم َحن إىل رم َنح‪.‬‬
‫ر‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪136‬‬

‫مصطق محمود‬‫ز‬ ‫يقول األديب والفيلسوف المرصي الدكتور‬


‫‪ ،‬إنه زف أثناء دراسته زف كلية الطب عشق ر‬
‫التشي ح ولقبه زمالؤه‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫حح" بسبب ذلك‪ ،‬إىل درجة إنه اشيى نصف جثة ليعمل‬ ‫ر‬
‫ب "المش ر ي‬
‫تشيحها‬‫ميله زف إجازة الدراسة‪ ،‬ولك يحفظ األعضاء بعد ر‬ ‫عليها زف ز ز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫كان يضعها يف مادة الفورمالي تحت شيره‪.‬‬

‫ز‬
‫الفورمالي مادة قاتلة‪ ،‬مما أصابه بالتهابات‬ ‫وكان ال يعلم أن‬
‫شعبية خطية ز يف صدره جعلته يلزم فراش المستشق لمدة ثالثة‬
‫ز‬
‫أعوام كاملة ويتوقف عن الدراسة‪.‬‬

‫اإليجان‬ ‫ز‬
‫الذهت‬ ‫ويقول‪" :‬كنت أظن أنها محنة"‪ ،‬ولكن توجهه‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫الت جعلته‬
‫جعله يفكر كيف يستطيع أن يستفيد من هذه المحنة ي‬
‫داخل غرفة بمفرده‪ ،‬فوجد أنه يستطيع أن يقرأ بحرية فلديه وقت‬
‫ًّ‬
‫العالم كله‪،‬‬
‫ي‬ ‫كبي جدا‪ .‬وبالفعل ز يف خالل هذه المدة قرأ األدب‬
‫ز‬
‫واإلنجليي‪ .‬ويقول رحمه هللا‪" :‬إن هذه الثالث‬ ‫الروش‬ ‫األدب‬
‫ي‬
‫سنوات صنعت الشخص الذي تعرفوه اآلن المفكر المتأمل‪ ،‬ومن‬
‫هنا بدأت الكتابة وتأليف الكتب"‪ .‬وهكذا استطاع تحويل المحنة‬
‫اإليجان‪.‬‬ ‫ز‬
‫الذهت‬ ‫إىل منحة بفضل توجهه‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫‪137‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫ً‬
‫مصدرا‬ ‫اإليجان يجعل ما يعتقده البعض‬ ‫ز‬
‫الذهت‬ ‫إن التوجه‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫للتعب واإلحباط‪ ،‬يراه البعض اآلخر مصدرا للمتعة ويزيد من‬
‫إرادتهم‪.‬‬

‫وعىل سبيل المثال‪ :‬سائقو الشاحنات الذين يقودون لساعات‬


‫ز‬
‫ومحبطي من ذلك‪،‬‬ ‫ز‬
‫متعبي‬ ‫طويلة لمئات الكيلوميات‪ ،‬تجدهم‬
‫ولكن كان سائق منهم ال يمل من القيادة لتلك المسافات الطويلة‪،‬‬
‫فلما ُسئل عن كيفية منع نفسه من الشعور باإلرهاق الشديد كان‬
‫ز‬
‫سائقي‬ ‫شء‪ ،‬فبعض ال‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫رده‪" :‬إن التوجه‬
‫اإليجان هو ش كل ي‬
‫ري‬ ‫الذهت‬
‫ي‬
‫ولكت أذهب إىل نزهة"‪ ،‬وهذا‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫يذهبون إىل العمل ز يف الصباح‪،‬‬
‫المنظور يعطيه عنرص التفوق واالستمتاع بالعمل‪.‬‬

‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪138‬‬

‫التوجه الذهني أسلوب حياة وليس مرحلة‬

‫قوي إرادتك وتنجح ز يف‬


‫مهما لك لك ُي ِّ‬
‫ي‬
‫الذهت ليس ًّ‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫التوجه‬
‫لك تعيش حياة هنيئة وسعيدة دون‬ ‫ر‬
‫مشوع ما فحسب‪ ،‬ولكنه مهم ي‬
‫هموم‪.‬‬
‫َ‬
‫أسلوب الحياة‪ ،‬فكل موقف تتعرض له يجب أن‬ ‫يجب أن يكون‬
‫الت يمكن أن تستفيد منها‪ ،‬وكل شخص تقابله‬‫تنظر إىل اإليجابيات ي‬
‫يجب أن تركز عىل إيجابياته وتتغافل عن عيوبه‪ ،‬وب هذا تنعم‬
‫ً‬
‫الداخىل وراحة القلب والعقل أيضا‪ ،‬وتستطيع االستفادة‬
‫ي‬ ‫بالسالم‬
‫شء بنظرتك اإليجابية إليه‪.‬‬ ‫ر‬
‫من كل ي‬

‫اإليجان إىل أنه يجعلك‬ ‫ز‬


‫الذهت‬ ‫ترجع األهمية القصوى للتوجه‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫دائما األفضل‬ ‫أكي تقبًل للقضاء والقدر‪ ،‬ألنك تتطلع وتتوقع‬‫ر‬
‫وترض بما أنت فيه عن قناعة‪" ،‬أن هذا هو األفضل‬‫ز‬ ‫لمستقبلك‬
‫ز‬
‫الذي اختاره هللا يىل"‪ ،‬وتبحث عن األشياء اإليجابية يف حياتك‬
‫الحالية لتستمتع بها‪.‬‬
‫قد تكون بصحة جيدة وغيك عليل‪.‬‬
‫وقد تكون لديك عائلة لطيفة وجميلة وغيك محروم من‬
‫العائلة‪.‬‬
‫‪139‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وقد تكون لديك وظيفة وغيك ز‬


‫يتمت ذلك‪.‬‬
‫وقد يكون لديك مال وغيك يكد ويتعب ليحصل عىل قليل مما‬
‫عندك‪.‬‬
‫ز‬
‫ويتمت‬ ‫ز‬
‫الماليي‬ ‫وقد يكون لديك أطفال أصحاء وغيك يملك‬
‫ً‬
‫طفًل كطفلك أو لديه طفل مريض ينغص عليه حياته‪.‬‬

‫َ‬
‫أسلوب حياتك لتنعم بكل لحظة فيها‬ ‫حاول أن تجعل اإليجابية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫العالمي‪ ،‬كن راضيا شاكرا تكن سعيدا منعما‪.‬‬ ‫ً‬
‫وتنعم أيضا برضا رب‬

‫يقول هللا تعاىل ز يف كتابه الكريم‪ :‬ﱩ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﱨ ‪.‬‬

‫أي‪ :‬إذا شكرت هللا عىل ما أنت فيه اآلن من النعم‪ ،‬زادك من‬
‫نعمه وعطائه الذي ال ينضب‪.‬‬

‫الفق ‪" :‬إذا خيت أن تأكل من فندق‬ ‫ي‬ ‫يقول دكتور إبراهيم‬
‫الصح‪.‬‬
‫ي‬ ‫الطبيع أنك ستختار األكل‬
‫ي‬ ‫أو من القمامة ماذا ستختار؟ من‬
‫وكذلك األفكار‪ ،‬يجب أن تغذي عقلك بأفكار صحية تمنحك‬
‫كي‪ ،‬والي ز‬
‫كي‬ ‫الذهت اإليجان‪ ،‬ألن األفكار تتحول إىل تر ز‬‫ز‬ ‫التوجه‬
‫ري‬ ‫ي‬

‫إبراهيم‪.7 :‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪140‬‬

‫عقىل‬
‫ي‬ ‫يتحول إىل سلوك‪ ،‬وبالتكرار سيتكون داخل عقلك ملف‬
‫يمنحك اإليجابية والحياة األفضل الت ز‬
‫تتمت أن تعيشها"‪.‬‬ ‫ي‬

‫اش" ز يف كتابه "ارسم‬ ‫يحك مؤلف كتب تطوير الذات "براين تر ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫مستقبلك بنفسك"‪ ،‬قصة لشكتي كبيتي يف مجال تصنيع‬
‫ً‬
‫مندوبا إىل دولة إفريقية لفتح‬ ‫الش ز‬
‫كتي‬ ‫األحذية‪ ،‬إذ أرسلت كل من ر‬
‫سوق جديد هناك‪ ،‬وعندما ذهب المندوبان كالهما وجدا أن الناس‬
‫ً‬
‫شيئا‪.‬‬ ‫ز يف هذه الدولة ال يرتدون األحذية وال يعرفون عنها‬
‫وبعد أن درسا السوق ز يف هذه الدولة‪ ،‬تواصل كل منهما مع إدارة‬
‫ً‬
‫لشكته‪ :‬ال نستطيع أن نفتح سوقا ز يف‬ ‫المندوبي ر‬
‫ز‬ ‫رشكته‪ ،‬فقال أحد‬
‫ً‬
‫شيئا عن األحذية‪.‬‬ ‫هذه الدولة فهم ال يعرفون‬

‫لشكته‪ :‬برجاء إرسال ‪ 10‬آالف‬ ‫زف ز‬


‫حي قال المندوب اآلخر ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫وبالتاىل هذا‬
‫ي‬ ‫حذاء‪ ،‬ألن الناس هنا ال يعرفون شيئا عن األحذية‪،‬‬
‫سوق جديد خصب جيد بالنسبة إلينا‪.‬‬

‫وه‬ ‫ز‬
‫انظر كيف تعامل كل من المندوبي مع المعلومة نفسها ي‬
‫اعتيها نقطة‬ ‫ز‬
‫عدم معرفة الناس يف هذه الدولة باألحذية‪ ،‬أحدهما ر‬
‫اعتيها نقطة قوة‪.‬‬
‫ضعف واآلخر ر‬
‫‪141‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وكذلك أنت‪ ،‬ز يف مشوار حياتك ستواجه عدة حقائق وعدة‬


‫ز‬
‫الذهت‬ ‫مواقف تستطيع أن تراها نقاط ضعف وتستطيع بتوجهك‬
‫ي‬
‫اإليجان أن تراها نقاط قوة‪ ،‬ألن الفرق ز‬
‫بي العقبة والفرصة هو‬ ‫ري‬
‫وف كل صعوبة تكمن‬‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫فق كل فرصة توجد صعوبة‪ ،‬ي‬
‫هت‪ ،‬ي‬ ‫التوجه الذ ي‬
‫فرصة‪.‬‬

‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪142‬‬

‫التوجه الذهني سمة القادة الناجحي‬

‫ً‬
‫سلت ز يف‬
‫ذهت ر ي‬‫ي‬
‫قائدا كان لديه توجه ز‬ ‫إذا تأملت التاري خ لن تجد‬
‫ز‬ ‫ًّ‬
‫إيجابيا يف أثناء اتخاذه‬ ‫ًّ‬
‫ذهنيا‬ ‫ً‬
‫الحياة‪ ،‬فجميعهم كان يمتلك توجها‬
‫الرئيس‬
‫ي‬ ‫القرارات المهمة والتعامل مع المواقف المختلفة‪ .‬فالدور‬
‫ً‬
‫توجها ذهنياًّ‬ ‫ز‬
‫والتحفي‪ ،‬وإذا كان القائد يمتلك‬ ‫للقادة هو التوجيه‬
‫ز‬
‫تحفي أتباعه عند المواقف الصعبة‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫سلبيا فلن يستطيع‬

‫َ َ‬
‫وهذا كان ديدن أعظم قائد ز يف التاري خ سيدنا محمد ‪ ،‬كما‬
‫األمريك اليهودي "مايكل هارت" ز يف كتابه "الخالدون‬
‫ي‬ ‫صنفه الكاتب‬
‫المئة"‪.‬‬
‫فق الوقت الذي رأى فيه الصحابة جميعهم ز يف العام السادس‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫ْ‬
‫ز‬
‫للمسلمي عندما‬ ‫من الهجرة أن ُصلح الحديبية هو هزيمة وانكسار‬
‫َ‬
‫طلب الكفار من الرسول ‪ ‬الرجوع إىل المدينة وعدم أداء العمرة‬
‫ْ‬
‫ز‬
‫للمسلمي‬ ‫ً‬
‫انتصارا‬ ‫هذا العام‪ ،‬رأى رسول هللا ‪ ‬ز يف ُصلح الحديبية‬
‫حي‬ ‫ر‬
‫وينتش بسهولة ز‬ ‫لنش الدعوة‪ ،‬ألن اإلسالم دين سالم‬ ‫وفرصة ر‬
‫رح ًبا بصلح الحديبية‪ ،‬وكانت‬ ‫يسود السالم‪ ،‬لذا كان الرسول ‪ُ ‬م ِّ‬
‫النتيجة كما توقع سيدنا محمد ‪ ،‬إذ دخل ز يف اإلسالم عدد كبي‬
‫ًّ‬
‫أكي من العدد الذي‬ ‫سنتي فقط بعد صلح الحديبية‪ ،‬ر‬ ‫ز‬ ‫جدا ز يف خالل‬
‫عاما السابقة لصلح الحديبية‬ ‫عش ً‬ ‫دخل اإلسالم زف خالل التسعة ر‬
‫ي‬
‫‪143‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫منذ بعثة الرسول صىل هللا عليه وسلم‪ .‬وهذا ما أسهم ز يف تكوين‬
‫عامي دون أي‬‫ز‬ ‫ز‬
‫للمسلمي استطاع أن يفتح مكة بعد‬ ‫جيش كبي‬
‫مقاومة من قريش‪.‬‬

‫دائما يحث الصحابة عىل التفاؤل وتوقع األفضل‬‫لقد كان النت ً‬


‫ري‬
‫ز‬
‫شء‪ ،‬حت إنه يف يوم صلح الحديبية‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫دائما ويستبش الخي يف ًكل ي‬
‫عندما أرسلت قريش وفدا لتوقيع الهدنة‪ ،‬عىل رأسهم سهيل بن‬
‫عمرو‪ ،‬فعندما دخل سهيل عىل الرسول صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬قال‬
‫ً‬
‫استبشارا باسم‬ ‫الرسول ‪ ‬للصحابة‪" :‬سهل أمركم بإذن هللا"؛‬
‫سهيل‪.‬‬

‫وهذه النظرة الجميلة إىل األشياء والتفاؤل والبحث عن الجانب‬


‫شء‪ ،‬يجعلك تنعم بحياة رائعة وهادئة وسعيدة‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫اإليجان يف كل ي‬
‫ري‬
‫ويرصف عنك القلق واألرق والهم‪.‬‬

‫كبيا ز يف حياة القادة‪ ،‬فهو ما‬


‫أثرا ً‬
‫الذهت اإليجان ً‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫إن للتوجه‬
‫ز‬
‫يجعلهم يكملون مسيتهم بعد أي معوقات أو فشل يف أمر ما‪ ،‬وهو‬
‫الذي يساعدهم عىل اتخاذ قرارات من شأنها إيجاد حلول ألي‬
‫مشكلة أو إخفاق ز يف أثناء مسية حياتهم‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪144‬‬

‫ز‬
‫الذهت‪" :‬لقد‬ ‫ويقول "جون ماكسويل" خبي القيادة عن التوجه‬
‫ي‬
‫تحققت أعظم اإلنجازات ز يف التاري خ بواسطة رجال تفوقوا بفارق‬
‫ضئيل فقط عىل اآلخرين ز يف مجاالتهم‪ ،‬ويمكن أن نطلق عىل هذا‬
‫ز‬
‫األمر مبدأ التفوق البسيط‪ .‬ي‬
‫وف كثي من األحيان‪ ،‬يتمثل هذا الفارق‬
‫البسيط ز يف التوجه الذه ز يت"‪.‬‬

‫*****‬
‫‪145‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪146‬‬

‫تأثري العـــالقات‬

‫ً‬
‫شخصا ما‪ ،‬فانظر إىل أصدقائه ورفاقه‪ ،‬فلن‬ ‫إذا أردت أن تعرف‬
‫كثيا‪ ،‬إذ إن المرء مرآة أخيه‪ .‬ويقول الرسول ‪ --‬فز‬
‫يختلف عنهم ً‬
‫ي‬
‫الحديث الذي رواه اليمذي وأبو داوود‪" :‬الرجل عىل دين خليله‪،‬‬
‫خالل"‪.‬‬ ‫َ ُ‬
‫فلينظر أحدكم من ي ر‬

‫ز‬
‫المحيطي بك‪ ،‬سواء‬ ‫ر‬
‫مباشة باألشخاص‬ ‫فأنت تتأثر بصورة‬
‫ُ‬
‫أردت ذلك أم لم ت ِرد‪.‬‬
‫ز‬
‫والمتميين وأصحاب الهمم‬ ‫ز‬
‫الناجحي‬ ‫فإذا كان أصحابك من‬
‫العالية واإلرادة القوية فستكون مثلهم ال محالة‪ ،‬وإذا كان أصدقاؤك‬
‫من أصحاب اللهو والخمول والبحث عن األعذار لفشلهم فبالطبع‬
‫ستكون مثلهم‪.‬‬

‫ُ‬
‫توجد حكمة مكسيكية تقول‪" :‬من ي ر‬
‫صادق الحكماء يكن‬
‫ً‬ ‫ز‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫التافهي يكن فاشًل"‪.‬‬ ‫صادق‬
‫حكيما‪ ،‬ومن ي ر‬
‫وهذا يدل عىل أنك أنت الذي بيدك أن تختار نهاية الطريق‬
‫باختيارك رفقاء الطريق منذ البداية‪ ،‬فالرفيق الجيد ز‬
‫سييد من‬
‫إرادتك ويشحذ همتك ويشجعك ويرشدك عىل موهبتك بإخالص‬
‫‪147‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫وحب‪ ،‬ولذا تقول الحكمة العربية‪" :‬اخي الصديق قبل الطريق"‪،‬‬


‫ًّ‬
‫جدا‪.‬‬ ‫ألن إمكانية الوصول بأمان ونجاح معتمدة عليه بصورة كبية‬

‫عائلت عندما كان ز يف الثانوية العامة كان يحيط نفسه‬


‫ي‬ ‫أحد أفراد‬
‫الخلق‪ ،‬ولكنهم‬ ‫مي عىل المستوى‬ ‫بمجموعة من األصدقاء المحي ز‬
‫ي‬
‫ال يملكون أي طموح ومن أصحاب المستوى المتوسط والدرجات‬
‫اش‪ ،‬وكان هذا الشخص يريد أن يدخل‬ ‫ز‬
‫المتواضعة يف كل عام در ي‬
‫إحدى كليات القمة‪.‬‬

‫َّ‬ ‫ز‬
‫أع أهمية العالقات وتأثيها عىل كل منا‪ ،‬كنت أنصحه‬‫وألنت ي‬
‫ي‬
‫بصفة دائمة بأن ييك هذه الصحبة غي الطموحة ويقيب ر‬
‫أكي من‬
‫بنصيحت ونصيحة‬ ‫ز‬
‫الطموحي‪ ،‬ولكنه كان ال يكيث‬ ‫األشخاص‬
‫ي‬ ‫ًّ‬
‫اآلخرين ظنا منه أنهم غي مؤثرين عىل حياته وأنه قادر عىل تحقيق‬
‫ز‬
‫المقربي‪.‬‬ ‫طموحه بغض النظر عمن أصدقاؤه‬

‫وكانت النتيجة أن هذا الشاب ومعظم أصدقائه رسبوا ز يف بعض‬


‫ً‬ ‫َّ‬
‫المواد الدراسية وذكرته بذلك الحقا‪ ،‬فجميعهم درجاتهم متقاربة ز يف‬
‫ذهنيا ز يف التفكي‬
‫ًّ‬ ‫ز‬
‫متقاربي‬ ‫معظم المواد الدراسية‪ ،‬ألنهم كانوا‬
‫متقاربي ز يف النتائج‪.‬‬
‫ز‬ ‫وبالتاىل أصبحوا‬
‫ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪148‬‬

‫حبب إليك النجاح ويجعله‬ ‫الناجحي ُي ِّ‬


‫ز‬ ‫ارتباطك باألشخاص‬
‫سهل المنال ويقلل رهبة اإلقدام داخلك‪ ،‬ألنك ستكون ً‬
‫قريبا من‬ ‫َ‬
‫الت يفعلها هؤالء الناجحون القريبون منك‪.‬‬
‫أسباب النجاح ي‬

‫عندما كنت أدرس إدارة ر‬


‫المشوعات االحيافية‪ ،‬كان لدي رهبة‬
‫ألن كنت أسمع ً‬
‫كثيا عن صعوبة اجتيازه‪ ،‬وكلما‬ ‫ز‬
‫من دخول االمتحان ي‬
‫بأن ما زلت أحتاج إىل‬‫ز‬
‫نفس ي‬
‫ي‬ ‫أوشكت عىل نهاية الدراسة‪ ،‬أحدث‬
‫أكي‪.‬‬
‫بعض الوقت للمراجعة من جديد والتمكن من المنهج بدرجة ر‬

‫ً‬
‫مع سابقا وأعرفه عن‬ ‫حت تقابلت مع صديق يىل كان يعمل ي‬
‫المشوعات االحيافية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫قرب‪ ،‬وقال يىل إنه اجتاز امتحان إدارة‬
‫فأخي ز ين‬
‫ر‬ ‫الت ساعدته عىل النجاح‬ ‫وسألته عن طريقة المذاكرة ي‬
‫الت كان يمارسها ومكنته من اجتياز االمتحان‪ .‬حينها قررت‬ ‫بالطريقة ي‬
‫ألن أصبحت ً‬ ‫ز‬ ‫َ‬
‫قريبا من النجاح عن‬ ‫دخوىل االمتح ًان ي‬
‫ي‬ ‫أن أحدد موعد‬
‫صديق الذي أعرفه جيدا وأعرف عقليته‪ ،‬واجتيازه االمتحان‬ ‫ي‬ ‫طريق‬
‫مت‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫جعلتت أثق بأن النجاح قريب ي‬ ‫ي‬ ‫الت‬
‫أكي الدوافع ي‬ ‫كان من ر‬
‫وبالفعل‪ ،‬لم تمر أشهر قليلة عىل هذه المقابلة بيننا حت كنت قد‬
‫شء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫اجيت االمتحان بفضل هللا وتوفيقه قبل كل ي‬
‫‪149‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫الت فقدت‬ ‫ز‬ ‫ز‬


‫تقول األديبة والمحاضة األمريكية "هيلي كيلر"‪ ،‬ي‬
‫وه طفلة ثم بإرادتها القوية أصبحت أيقونة ز يف‬
‫سمعها وبرصها ي‬
‫"أصدقان صنعوا قصة‬
‫ي‬ ‫واالجتماع‪:‬‬
‫ي‬ ‫السياش‬
‫ي‬ ‫عالم األدب والعمل‬
‫ميات جميلة‪،‬‬ ‫حيان بألف طريقة‪ ،‬وحولوا عجزي ونقائىص إىل ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫وجعلون قادرة عىل أن أسي يف سكينة وسعادة تحت الظل الذي‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫حرمان"‪.‬‬ ‫أسقطه‬
‫ي‬

‫ز‬
‫المحيطي بنا‪ ،‬قد‬ ‫هذا هو قيمة وتأثي العالقات واألشخاص‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫يصنعوا منك ً‬
‫رمزا وقد يطرحوك أرضا ويقتلوا حلمك يف مهده نتيجة‬
‫لتثبيطهم المستمر‪.‬‬

‫ً‬
‫المحيطي بك ز يف‬
‫ز‬ ‫فتأمل وتفكر جيدا ز يف نوعية األشخاص‬
‫حياتك‪ ،‬وحافظ عىل من يساعدك ويقوي من إرادتك لتحقيق‬
‫حلمك ومشاركتك رحلة نجاحك ز يف الحياة‪.‬‬

‫ز‬
‫يتعي عليك‬ ‫األمريك جون وودن‪" :‬هناك قرار‬ ‫يقول المؤلف‬
‫ي‬
‫ز‬
‫شء تفعله‪ ،‬ولذلك تذكر أن يف النهاية القرار الذي‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫صنعه يف كل ي‬
‫شء كما يتضح ز يف عالقاتك‪ ،‬فال‬ ‫ز ر‬
‫تصنعه يصنعك‪ ،‬وال يتضح هذا يف ي‬
‫شء سوف يؤثر عىل موهبتك بقدر عالقاتك المهمة ز يف الحياة"‪.‬‬ ‫ي‬
‫ر‬

‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪150‬‬

‫ال أحد ينجح بمفرده‬

‫قد يقول البعض‪ :‬أنا أريد أن أنجح بمفردي دون مساعدة أحد‪.‬‬
‫والحقيقة‪ ،‬إن كل األشخاص الذين نجحوا ز يف الحياة نجحوا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أحيانا بصورة ر‬
‫مباشة وأحيانا بصورة غي‬ ‫بمساعدة أشخاص آخرين‪،‬‬
‫مباشة‪ .‬ولكن من يختار أن يرافقه أحد ز يف رحلة نجاحه ويختاره‬
‫ر‬
‫جيدا سيصل إىل درجات أعىل من النجاح َّ‬ ‫ً‬
‫عمن يختار النجاح‬
‫بمفرده‪.‬‬

‫ومن األمثلة عىل ذلك نجاح مارك زوكربيج وأصدقائه إدواردو‬


‫موسكوفيي وكريس هيوز ز يف‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وداسي‬ ‫سافرين وأندرو ماكولوم‬
‫ز‬
‫يوميا يف العالم‪ ،‬الذي بلغ‬‫ًّ‬ ‫ر‬
‫تأسيس "فيسبوك"‪ ،‬الموقع األكي زيارة‬
‫حواىل ثلث سكان العالم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫عدد مستخدميه ‪ 2.23‬مليار شخص‪ ،‬أي‬
‫أمريك وأصبح من‬
‫ي‬ ‫وقد تجاوزت ثروة مارك زوكربيج ‪ 60‬مليار دوالر‬
‫أثرياء العالم‪.‬‬

‫آكي ز يف تأسيس برنامج‬


‫ز‬ ‫ونجاح جان كوم وصديقه براين‬
‫ز‬ ‫ً‬
‫استخداما عىل مستوى العالم يف الرسائل النصية‪،‬‬ ‫ر‬
‫األكي‬ ‫"واتساب"‬
‫أمريك‪.‬‬
‫ي‬ ‫الذي جعل ثروة جان كوم تزيد عن ‪ 10‬مليار دوالر‬
‫‪151‬‬ ‫خذها بقوة‬
‫ًّ‬
‫عمليا أنت نجحت بمساعدة‬ ‫ًّ‬
‫نظريا‪ ،‬ولكن‬ ‫وقد تنجح بمفردك‬
‫وأكي دليل عىل ذلك نجاح جيف‬
‫مباشة‪ ،‬ر‬‫آخرين ولكن بصورة غي ر‬
‫أغت رجل زف العالم ح ًّ‬
‫اليا‪ ،‬وصاحب موقع أمازون الشهي‬ ‫بيوس ز‬‫ز‬
‫ي‬
‫عي اإلنينت‪.‬‬‫للتسوق ر‬

‫بيوس بمفرده ز يف تأسيس موقع أمازون‪ ،‬ولكن‬ ‫ًّ‬


‫نظريا لقد نجح ز‬
‫فعليا دون اخياع الكمبيوتر واإلنينت الذي فعله أشخاص آخرون‬ ‫ًّ‬
‫أكي موقع‬ ‫ز‬
‫ون‪ ،‬الذي صار ر‬ ‫ما كان له لينجح وال ليصمم موقعه اإللكي ي‬
‫أغت رجل ز يف العالم بفضل هذا‬
‫للتسوق زف العالم بأشه وصار هو ز‬
‫ي‬
‫الموقع‪.‬‬

‫ر‬
‫مباشة أو‬ ‫وهكذا معظم المشاري ع‪ ،‬تحتاج إىل آخرين بصورة‬
‫لك تنجح‪ .‬لذا فأنت ز يف األحوال جميعها تنجح بمساعدة‬ ‫ر‬
‫غي مباشة ي‬
‫آخرين‪ ،‬وعليك االهتمام بالعالقات ألنها ستساهم بصورة كبية ز يف‬
‫تشكيل مستقبلك وستؤثر عىل إرادتك باإليجاب أو بالسلب‪.‬‬

‫عالقان‬
‫ي‬ ‫منذ أن قررت أن يكون لدي حرية مالية وأنا أتأمل ز يف‬
‫يمكنت الثقة به لعمل مشاري ع‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المحيطي ر ين‪ ،‬ومن‬ ‫واألشخاص‬
‫ي‬
‫معا الحرية المالية زف الوقت الذي نعمل به فز‬ ‫مشيكة تمنحنا ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الوظيفة‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪152‬‬

‫أن ‪-‬وهلل الحمد‪ -‬أمتلك عالقات جيدة مع أشخاص‬ ‫ز‬


‫وجدت ي‬
‫أكي من شخص ز يف‬ ‫متميين وأصحاب إرادة قوية‪ ،‬ولذلك شاركت ر‬ ‫ز‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عائدا ًّ‬
‫ماديا جيدا وقليل‬ ‫عدة مشاري ع‪ ،‬ومعظمها نجح وجلب يىل‬
‫ولكنت تقبلت ذلك بصدر رحب‪،‬‬ ‫ز‬ ‫منها لم يحقق النجاح المطلوب‪،‬‬
‫ي‬
‫ز‬
‫فلن ينجح أحد طوال الوقت ولن تكون توقعاتنا يف كل األشخاص‬
‫ز يف محلها بنسبة مئة ز يف المئة‪.‬‬

‫*****‬
‫‪153‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫اإلرادة تزداد صالبة بالعالقات الجيدة‬

‫ً‬
‫الهيازات ومواقف تشعرنا‬‫ز‬ ‫أحيانا ز يف رحلة نجاحنا نتعرض‬
‫تأن أهمية أن تكون‬
‫باإلحباط وتضعف من إرادتنا لالستمرار‪ ،‬وهنا ي‬
‫ً‬
‫محاطا بعالقات جيدة تزيد من صالبة إرادتك وتدعمها‪ ،‬سواء كانت‬
‫تلك العالقات من داخل أشتك أو من خارجها‪.‬‬

‫مؤلق كتب التنمية الذاتية والتنمية ر‬


‫البشية‬ ‫ز‬ ‫لذا تجد معظم‬
‫ي‬
‫ز‬
‫حول العالم يتحدثون عن أهمية العالقات‪ ،‬لدورها الكبي يف دعم‬
‫إرادتك للنمو والنجاح ز يف الحياة‪.‬‬

‫ز‬
‫المقربي‬ ‫أصدقان‬ ‫بنفس من خالل أحد‬ ‫ولقد شاهدت هذا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ألخيه بفرصة عمل متاحة‬ ‫حاليا‪ ،‬فكلما تواصلت معه ر‬ ‫الذي ال يعمل ًّ‬
‫وأطمي عليه‪ ،‬أجد أن آخرين من أصدقائنا قد تواصلوا‬ ‫ز‬ ‫ز يف مكان ما‬
‫معه من أجل فرص عمل أخرى‪ ،‬مما يقوي من إرادته وعزيمته‬
‫ً‬
‫ويفتح له مجاًل لفرص أخرى باإلضافة إىل الفرص المتاحة أمامه‪.‬‬
‫ًّ‬
‫وهكذا تجد أن دور العالقات ز يف حياتنا مهم جدا‪ ،‬قد تأخذ بيدك إىل‬
‫تلق بك إىل الهاوية إذا كانت عالقات سيئة‪.‬‬ ‫األعىل أو ي‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪154‬‬

‫وإذا تأملت سية رسول هللا ‪ --‬ستجد أن هللا ‪ ‬هيأ له‬


‫يخق‬ ‫األشخاص الذين يساعدونه عىل النجاح زف ر‬
‫نش الدعوة‪ ،‬وال ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫عىل أحد دور أم المؤمني خديجة بنت خويلد ‪ --‬يف تثبيت ر ي‬
‫النت‬
‫عند نزول الوج عليه‪ ،‬ز‬
‫حي قالت له‪:‬‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫"كال وهللا ما يخزيك هللا أبدا؛ إنك لتصل الرحم وتحمل َّ‬
‫الكل‬
‫ز‬
‫وتعي عىل نوائب الحق"‪.‬‬ ‫وتكسب المعدوم وتقري الضيف‬
‫وكانت أول من آمن به ‪ --‬من النساء‪.‬‬

‫أن بكر الصديق ‪ --‬ز يف دعم سيدنا محمد بنفسه‬ ‫ودور سيدنا ر ي‬
‫وماله ودوره ز يف رحلة الهجرة إىل المدينة وتصديقه إياه يف حادثة‬
‫ز‬
‫اإلشاء والمعراج‪.‬‬

‫النت ‪ ‬وصحابته الكرام دور كبي ز يف تثبيت‬


‫لقد كان لزوجة ر ي‬
‫النت ونجاح الدعوة بعد هللا ‪.‬‬
‫ري‬

‫تستهن بدور العالقات ز يف حياتك‪ ،‬ألنك قد تتعرض‬


‫ر‬ ‫لذا‪ ،‬ال‬
‫ألوقات ضعف أو إخفاقات قد تمنعك من مواصلة رحلتك إىل‬
‫ً‬ ‫فاس َع ً‬
‫النجاح‪ْ ،‬‬
‫دائما إىل أن تكون محاطا بأشخاص يضيفون قيمة‬
‫إليك ويشجعونك ويمنحونك طاقة إيجابية وصالبة‪.‬‬
‫‪155‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫إن دور العالقات ز يف رحلة نجاحك يبدأ من اليوم األول منذ‬


‫ً‬ ‫ز‬ ‫اتخاذك القرار للحصول عىل ر‬
‫معي‪ ،‬فإذا لم تكن محاطا‬ ‫شء‬‫ي‬
‫ً‬
‫بعالقات تساعدك عىل اتخاذ القرار فأنت لن تبدأ مطلقا‪ ،‬وستظل‬
‫ز‬
‫تتمت دون تحديد أو اتخاذ قرارات واضحة‪.‬‬

‫ثم إذا اتخذت القرارات المناسبة‪ ،‬فسوف تحتاج إىل من يعينك‬


‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ذهنيا معك‬ ‫عىل التخطيط لتنفيذ تلك القرارات ويصنع عصفا‬
‫لوضع االحتماالت المتوقعة جميعها ز يف الخطة‪ ،‬وبعد االنتهاء من‬
‫التخطيط ستحتاج إىل من يقوي عزيمتك ألخذ زمام المبادرة والبدء‬
‫ُ‬
‫بتنفيذ ما خ ِّط َط له‪.‬‬

‫وف أثناء تنفيذك الخطة‪ ،‬ستحتاج إىل من يساعدك عىل الي ز‬


‫كي‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫ومن يزيد من ثقتك ز يف نفسك كلما تأثرت عزيمتك‪ ،‬وال بد لهؤالء‬
‫اإليجان‪،‬‬ ‫ز‬
‫الذهت‬ ‫األشخاص جميعهم أن يكونوا من أصحاب التوجه‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫حت يدعموا إرادتك ويحفزوك طوال الوقت ويكونوا دعاة للتفاؤل‪.‬‬

‫ولقد ورد عن سيدنا محمد ‪ ،‬أنه كان يحب الفأل الحسن‪،‬‬


‫وتوجد مقولة تقول‪" :‬تفاءلوا بالخي تجدوه"‪.‬‬
‫*****‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪156‬‬

‫أنواع العالقات يف حياة كل منا‬

‫نحن ال نعيش عىل هذا الكوكب بمفردنا‪ ،‬فكل منا لديه‬


‫مجموعة من العالقات‪ ،‬منها ما هو إجباري كعالقته بوالديه وإخوته‬
‫ومنها ما هو اختياري كزوجته وأصدقائه‪.‬‬

‫ناجحا ز يف بعض عالقاتك‪،‬‬


‫ً‬ ‫والنجاح ز يف الحياة يستوجب أن تكون‬
‫ه الدافع إىل كل أنشطتنا فيها‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الت ي‬
‫يف حي أن السعادة يف ً الحياة ي‬
‫تتوجب أن تكون متوازنا ز يف جميع عالقاتك‪:‬‬

‫‪ -‬عالقتك مع هللا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ز‬
‫الت تجعلك متصًل‬ ‫ال بد أن يكون لديك حد أدن من العبادات ي‬
‫مباشا عىل جزء مهم منك‬ ‫باهلل ‪ ،‬ألن عالقتك باهلل تؤثر ً‬
‫تأثيا ر ً‬
‫وهو الروح‪.‬‬
‫وال بد أن تحافظ عىل الصالة فه مصدر الصلة ز‬
‫بي العبد وربه‪،‬‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫الت تحصنك وتجعلك قريبا من هللا‪،‬‬ ‫وأن تحافظ عىل األذكار ي‬
‫كاالستغفار وحمد هللا ً‬
‫دائما عىل كل ما يحدث لك‪.‬‬
‫‪157‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫اإليجان‪ ،‬ألنك بذلك تخطط‬ ‫ز‬


‫الذهت‬ ‫فهذا يزيد من توجهك‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫وترض بما قسمه هللا لك وتتوقع أن ما يحدث لك هو األمر الذي‬ ‫ز‬
‫فيه الخي لك وتتوقع األفضل ز يف َما لم يحدث بعد‪.‬‬

‫القدش‪" :‬أنا عند ظن عبدي ر ين‪،‬‬


‫ي‬ ‫يقول هللا عز وجل ز يف حديثه‬
‫فليظن عبدي ر ين ما يشاء"‪.‬‬

‫‪ -‬عالقتك مع والديك‪:‬‬
‫ً‬
‫ز‬
‫ويتمت أن تكون أفضل منه إال‬ ‫لن تجد ز يف الحياة أحدا يحبك‬
‫ً‬
‫والديك‪ ،‬ولن تجد أحدا ينصحك بحب وحرص وإخالص مثل‬
‫والديك‪.‬‬

‫لذا عليك اإلنصات إليهما والحفاظ عىل عالقتك بهما‪ ،‬فهما‬


‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومصدرا دعم كبي جدا‪ ،‬فرضاهما من رضا رب‬ ‫مصدرا استشارة‬
‫العالمي‪ ،‬الذي بيده نجاحك وفشلك وحياتك وموتك‪ ،‬ودعاؤهما‬‫ز‬
‫أكي سند قد تجده ز يف الحياة‪.‬‬
‫لك ر‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪158‬‬

‫‪ -‬عالقتك مع صلة الرحم‪:‬‬


‫أقاربك هم أقرب الناس إليك وعالقتك الطيبة بهم أحد أشار‬
‫واليكة ز يف العمر‪ ،‬كما ز يف الحديث الذي‬ ‫ز‬
‫النجاح يف الحياة وزيادة الرزق ر‬
‫رواه اإلمام البخاري‪ ،‬قال رسول هللا ‪:‬‬
‫رح َمه"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ُ َ‬ ‫ز‬ ‫ُ َ‬ ‫"من َ َّ‬
‫شه أن يبسط له يف رزقه أو ينسأ له يف أثره فلي رصل ر‬
‫واليكة والسعة‪ ،‬وينسأ له ز يف أثره‬ ‫ز‬
‫والبسط يف الرزق هو الزيادة ر‬
‫أي يبارك هللا ز يف عمره ووقته‪.‬‬

‫‪ -‬عالقتك مع األصدقاء‪:‬‬
‫توجد حكمة تقول‪" :‬قل يىل من أصدقاؤك‪ ،‬أقل لك من أنت"‪،‬‬
‫وهذه داللة عىل مدى تأثي أصدقائك عليك‪ ،‬فيجب أن تختارهم‬
‫بعناية ألن حياتك ستكون قريبة من حياتهم‪.‬‬

‫وقد يقول قائل‪" :‬وماذا أفعل إذا ولدت ونشأت ز يف بيئة غي‬
‫محفزة عىل النجاح؟"‬
‫ز‬
‫محيطي بنا لديهم‬ ‫هنا يكون الحل ز يف البحث عن أشخاص‬
‫نجاحات وهمم عالية ونحاول التقرب منهم واالحتكاك بهم‪ ،‬وإن لم‬
‫عي‬
‫حي ر‬‫المحيطي بك فيمكنك متابعة الناج ز‬
‫ز‬ ‫تجد ز يف األشخاص‬
‫االجتماع (فيسبوك وتويي‬
‫ي‬ ‫حساباتهم عىل مواقع التواصل‬
‫ً‬
‫وانستجرام وغيها)‪ .‬فلم يعد األمر صعبا كما سبق‪ ،‬ومن خالل‬
‫‪159‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫متابعتك إياهم ومعرفة نشاطاتهم‪ ،‬يمكنك حضور دورات تدريبية‬


‫خياتهم ومعرفة‬
‫لهم أو ندوات لمتابعتهم عن قرب واالستفادة من ر‬
‫أشار نجاحهم والعقبات ال يت صادفوها لتتجنبها ز يف رحلة نجاحك‪.‬‬

‫كما ذكرنا‪ ،‬إن النجاح ز يف بعض العالقات السابقة قد يساعد عىل‬


‫النجاح‪ ،‬كما حدث مع مؤسس رشكة أبل التقنية‪ ،‬العبقري "ستيف‬
‫بي تلك العالقات هو ما يسبب السعادة‪،‬‬ ‫جوبز"‪ .‬ولكن التوازن ز‬
‫وهذا ما كان يفتقده ستيف جوبز‪ ،‬فقد كانت عالقاته األشية سيئة‬
‫ًّ‬
‫جدا‪.‬‬

‫وه األهم‪ ،‬فعليك بالتوازن ز يف‬


‫فإذا كنت تبحث عن السعادة ي‬
‫ً‬ ‫ز‬
‫ترتق‬
‫لك ي‬ ‫تلك العالقات وتحقيق حد أدن ال تقل عنه وتسع جاهدا ي‬
‫إىل مستوى أعىل ز يف كل نوع من العالقات السابق ذكرها‪.‬‬

‫دائما لالرتقاء بجوانب حياتك كلها‪.‬‬ ‫ً‬


‫طموحا ً‬ ‫يجب أن تكون‬
‫يقول سيدنا عمر بن عبد العزيز ‪ --‬خامس الخلفاء‬
‫الراشدين‪:‬‬
‫ً‬
‫نفسا َّتواقة (أي طموحة)‪ ،‬ما حققت شيئا إال وتاقت إىل‬
‫"إن ىل ً‬
‫ي‬
‫عم فاطمة بنت عبد‬ ‫ما هو أعىل منه‪ ،‬تاقت إىل الزواج من ابنة ي‬
‫وال ًيا للمدينة‪،‬‬
‫نفس إىل اإلمارة فرصت ر‬
‫ي‬ ‫فيوجتها‪ ،‬ثم تاقت‬ ‫الملك ز‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪160‬‬

‫ز‬
‫المسلمي‪ ،‬وقد تاقت‬ ‫نفس إىل الخالفة فها أنا خليفة‬ ‫ثم تاقت‬
‫ي‬
‫نفس إىل الجنة فأرجو أن أكون من أهلها"‪.‬‬
‫ي‬

‫شء واالجتهاد‬‫ر‬ ‫ز‬


‫هكذا يكون الطموح‪ ،‬بطلب األفضل يف كل ي‬
‫لتحقيق هذا الطموح ببذل الجهد والطاقة لذلك‪.‬‬

‫*****‬
‫‪161‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫شء ينبع من داخلك أنت‪ ،‬فقط‬ ‫ر‬ ‫ً‬


‫ه ي‬ ‫وأخيا‪ ،‬أؤكد عىل أن اإلرادة ي‬
‫ما قد يساعدك عليه هذا الكتاب هو أن يحمسك ألخذ الحياة بقوة‬
‫وه‪:‬‬
‫الت تقوي هذه اإلرادة‪ ،‬ي‬
‫ويرشدك إىل العوامل المساعدة ي‬
‫‪ -‬اتخاذ القرار‪ ،‬ألن حياتك بأكملها عبارة عن مجموعة‬
‫قرارات‪.‬‬

‫‪ -‬التخطيط‪ ،‬ألن من ال يخطط للنجاح هو شخص يخطط‬


‫للفشل دون أن يدري‪.‬‬

‫ه ما ينقلك من مجرد‬
‫‪ -‬المبادرة‪ ،‬ألن المبادرة بالتنفيذ ي‬
‫التفكي إىل العمل‪.‬‬

‫البكب‪ ،‬ألن التشتت قد يجعلك تحيد عن هدفك ز يف أثناء‬


‫‪ -‬ر‬
‫رحلة النجاح‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪162‬‬

‫ز‬
‫بالمثبطي‪ ،‬فعليك‬ ‫مىلء‬
‫‪ -‬الثقة بالنفس‪ ،‬ألن طريق النجاح ي‬
‫التحىل بثقتك بنفسك‪.‬‬
‫ي‬

‫اإليجائ‪ ،‬ألنه سيساعدك عىل التعامل مع‬


‫ري‬ ‫الذهن‬
‫ي‬ ‫‪ -‬التوجه‬
‫المواقف السيئة‪.‬‬

‫‪ -‬العالقات‪ ،‬ألنك ستحتاج إىل من يعاونك عىل النجاح‪ ،‬فاخي‬


‫من حولك بدقة‪.‬‬

‫وما كان من توفيق ز يف هذا الكتاب فمن هللا‪ ،‬وما كان من خطأ أو‬
‫فمت ومن الشيطان‪.‬‬ ‫ز‬
‫زلل أو نسيان ي‬

‫ز‬
‫والتمي والنجاح الباهر‪ ،‬وال‬ ‫ز‬
‫أتمت لكم التوفيق‬ ‫ز يف النهاية‪،‬‬
‫تنسون من صالح دعائكم‪.‬‬‫ز‬
‫ي‬
‫*****‬
‫‪163‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫نبذة عن الكاتب‬

‫❖ مهندس مدني حاصل على بكالويوس الهندسة من جامعة عين شمس‬


‫عام ‪2004‬م‪.‬‬
‫❖ حاصل على شهادة مدير مشروع محترف من معهد إدارة املشاريع‬
‫األمريكي عام ‪2016‬م‪.‬‬
‫❖ يعمل حاليا مدير إنشاءات بإحدى شركات الراجحي القابضة باململكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫❖ شارك في تنفيذ العديد من املشاريع العمالقة منها‪:‬‬
‫‪ ‬مشروع إعادة توطين أهالي القرنة بمدينة األقصر‪.‬‬
‫‪ ‬توسعة ميناء جدة اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬األعمال املدنية ملشروع قطار الحرمين السريع‪.‬‬
‫‪ ‬إسكان أعضاء هيئة التدريس بجامعة امللك عبد العزيز‪.‬‬
‫‪ ‬مشروع إنشاء أبراج "أكوا رافال" بارتفاع مائتين وخمسين ً‬
‫مترا‬
‫على كورنيش مدينة جدة‪.‬‬
‫❖ باإلضافة إلى أنه صاحب شركة بداية لتجارة املواد الغذائية بالقاهرة‬
‫وشريك في عدة مشاريع أخرى‪.‬‬
‫خذها بقوة‬ 164

‫هوايات الكاتب‬
.‫القراءة والتأليف وكتابة الشعر والتلحين املوسيقي‬
:‫يمكنكم متابعة الكاتب عبر قنوات التواصل االجتماعي‬

Hossam Abdel Aziz - ‫حسام عبد العزيز‬


https://www.facebook.com/Hossam-Abdel-Aziz-‫العزيز‬-‫عبد‬-‫حسام‬-
100324695095875
Facebook account: https://www.facebook.com/hossamcivil/

https://www.instagram.com/hossamcivil/

@hossam17782

*****
‫‪165‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫‪‬‬
‫إهداء ‪5 .......................................................................................‬‬
‫مقدمة عن أهمية اإلرادة ‪7 .........................................................‬‬
‫الفيتامين األول اتخاذ القرار ‪15.................................................‬‬
‫الحياة مجموعة قرارات‪16.....................................................‬‬
‫القرارات الجيدة تؤدي إلى نتائج جيدة ‪21..............................‬‬
‫قوية ‪23.............................................‬‬
‫ادة ٍ‬ ‫التغيير يحتاج إلى إر ٍ‬
‫بعض القرارات تحتاج إلى تضحية ‪26....................................‬‬
‫طريقة اتخاذ القرار ‪30...........................................................‬‬
‫تحديد هدف القرار‪30.......................................................‬‬
‫االستشارة‪32......................................................................‬‬
‫كثرة البدائل ‪33..................................................................‬‬
‫اختيار البديل األفضل‪34..................................................‬‬
‫االستخارة ‪37......................................................................‬‬
‫الفيتامين الثاني التخـطيــط ‪39...................................................‬‬
‫هل التخطيط ش يء مهم أم هو رفاهية فكرية؟ ‪40................‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪166‬‬

‫لم نخطط وكل ش ٍيء يحدث بقدر هللا؟ ‪43.............................‬‬ ‫َ‬


‫التخطيط يعزز اإلرادة ويحفظ الوقت ‪46.............................‬‬
‫التخطيط يصل بك إلى السالم الداخلي ‪48...........................‬‬
‫هل لديك خطة لحياتك؟ ‪53..................................................‬‬
‫كيف تخطط لحياتك؟ ‪56......................................................‬‬
‫أسهل طريقة لكتابة خطة الحياة‪62......................................‬‬
‫التخطيط ليس عصا سحرية ‪73............................................‬‬
‫الفيتامين الثالث املبادرة ‪75.......................................................‬‬
‫املبادرة تصنع الفارق ‪76.........................................................‬‬
‫الظروف املثالية لن تتحقق ً‬
‫غالبا ‪79......................................‬‬
‫املبادرة إحدى صفات العظماء ‪82.........................................‬‬
‫املبادرة تفتح باب الفرص ‪86..................................................‬‬
‫املبادرة تكسر حاجز الخوف ‪89.............................................‬‬
‫كيف أدعم روح املبادرة؟ ‪93...................................................‬‬
‫الفيتامين الرابع التركيز ‪95.........................................................‬‬
‫ً‬
‫وضوحا ‪96....................................‬‬ ‫التركيز يجعل هدفك أكثر‬
‫التركيز يسهل لك النجاح‪99...................................................‬‬
‫التركيز يحافظ على قوة اإلرادة ‪104 ......................................‬‬
‫‪167‬‬ ‫خذها بقوة‬

‫التركيز يجعلك تتفاعل مع قانون الجذب ‪106 ......................‬‬


‫التركيز يوفر الوقت والجهد‪109 ............................................‬‬
‫الفيتامين الخامس الثقة بالنفس ‪111 ......................................‬‬
‫الثقة بالنفس تحدد اتجاهك في الحياة‪112 ..........................‬‬
‫الثقة بالنفس تساعدك على اكتشاف شغفك ‪116 ..............‬‬
‫الثقة بالنفس تزيد من قيمتك ‪120 .......................................‬‬
‫الثقة بالنفس تمنحك املثابرة ‪124 ........................................‬‬
‫الثقة بالنفس يمكن زيادتها ‪129 ............................................‬‬
‫الفيتامين السادس التوجه الذهني اإليجابي ‪131 ......................‬‬
‫ما هو التوجه الذهني؟ ‪132 ...................................................‬‬
‫التوجه الذهني يحول العقبات إلى فرص ‪135 .......................‬‬
‫التوجه الذهني أسلوب حياة وليس مرحلة‪138 .....................‬‬
‫التوجه الذهني سمة القادة الناجحين ‪142 ...........................‬‬
‫الفيتامين السابع العالقات ‪145 ................................................‬‬
‫تأثير الع ــالقات ‪146 ...............................................................‬‬
‫ال أحد ينجح بمفرده ‪150 ......................................................‬‬
‫اإلرادة تزداد صالبة بالعالقات الجيدة‪153 ...........................‬‬
‫خذها بقوة‬ ‫‪168‬‬

‫أنواع العالقات في حياة كل منا ‪156 ......................................‬‬


‫خاتمة ‪161 .................................................................................‬‬
‫نبذة عن الكاتب‪163 ..................................................................‬‬

You might also like